تاج العروس من جواهر القاموس المجلد 11

اشاره

سرشناسه: مرتضی زبیدی ، محمد بن محمد، 1145-1205ق .

عنوان قراردادی: تاج العروس فی شرح القاموس

عنوان و نام پدیدآور: تاج العروس من جواهر القاموس / محمدمرتضی الحسینی الزبیدی .

مشخصات نشر: بیروت: دارالهدایه ‫، 1385ق. ‫= 1965م. ‫= 1344 -

مشخصات ظاهری: ‫ 20ج.

فروست: التراث العربی ‫؛ 16.

وضعیت فهرست نویسی: برونسپاری

یادداشت: عربی.

یادداشت: کتاب حاضر به "تاج العروس فی شرح القاموس " نیز معروف است .

یادداشت: هر جلد را محقق جداگانه به نگارش در آورده است.

یادداشت: ج.2 و 3 (چاپ اول: 1386ق.= 1966م.= 1345).

یادداشت: ج.4 (چاپ اول: 1387ق.= 1968م.=1347).

یادداشت: ج.5 و 6 (چاپ اول: 1389ق.= 1969م.=1368).

یادداشت: ج.8 (چاپ اول: 1390ق.= 1970م.= 1369).

یادداشت: ج.9 (چاپ اول: 1391ق.= 1971م.= 1350).

یادداشت: ج.10 (چاپ اول: 1392ق.= 1972م.= 1351).

یادداشت: ‫ج.13و14 (چاپ اول: 1394ق.= 1974م.= 1353).

یادداشت: کتابنامه .

موضوع: زبان عربی -- واژه نامه ها

رده بندی کنگره: ‫ PJ6620 ‫ /م 4ت 2 1344

رده بندی دیویی: ‫ 492/73

شماره کتابشناسی ملی: م 75-5538

ص :1

اشاره

تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

بَابُ العَیْن

اشاره

فی اللِّسَان:هذا الحَرْفُ قَدَّمَهُ جَماعَهٌ من اللُّغَوِیّین فی کُتُبِهِم،و ابْتَدَأُوا به فی مُصَنَّفاتِهِم.حَکَی الأَزْهَرِیُّ عَن اللَّیْثِ :لَمَّا أَرادَ الخَلِیلُ بنُ أَحْمَدَ الابْتِدَاءَ فی کِتَابِ العَیْنِ أَعْمَلَ فِکْرَهُ فِیه:فَلَمْ یُمْکِنْه أَنْ یَبْتَدِئَ مِنْ أَوَّلِ :

ا ب ت ث،لِأَنَّ الأَلِفَ حَرْفٌ مُعْتَلٌّ ،فلمّا فاتَهُ أَوّلُ الحُرُوفِ کَرِه أَنْ یَجْعَلَ الثّانیَ أَولاً،و هو البَاءُ إلاّ بِحُجَّهٍ ، و بَعْدَ اسْتِقْصَاءٍ،نَظَرَ (1)إِلَی الحُرُوفِ کُلِّهَا و ذَاقَها،فوَجَدَ مَخْرَجَ الکَلامِ کُلِّه من الحَلْقٍ ،فَصَیَّرَ أَوْلاَهَا بالابْتِداءِ به أَدْخَلَهَا فی الحَلْقِ ،و کَانَ إِذا أَرادَ أَنْ یَذُوقَ الحَرْفَ فَتَحَ فاهُ بأَلِفٍ ،ثُمَّ أَظْهَرَ الحَرْفَ ،نَحْو اب،اتْ ،احْ ،اعْ فوَجَدَ العَیْنَ أَقْصَاهَا فی الحَلْقِ ،و أَدْخَلَهَا،فجَعَلَ أَوَّلَ الکِتَابِ العَیْنَ ،ثُمَّ ما قَرُبَ مَخْرَجُهُ مِنْهَا بَعْدَ العَیْنِ الأَرْفَعَ فالأَرْفَعَ ، حَتّی أَتَی عَلَی آخِرِ الحُرُوفِ .و أَقْصَی الحُرُوفِ کُلِّهَا العَیْنُ ، و أَرْفَعُ مِنْهَا الحاءُ،و لَوْلاَ بُحَّهٌ فی الحاءِ لأَشْبَهَتِ العَیْنَ ، لِقُرْب مَخْرج الحاءِ من العَیْنِ ،ثُمّ الهاءُ،و لو لا هَتَّهٌ فی الهاءِ -و قال مَرَّهً :هَهَّهٌ فی الهاءِ-لأَشْبَهَتِ الحاءِ لقُرْب مَخرَج الهاءِ من الحاءِ،فهذِه الثّلاثَهُ فی حَیِّزٍ وَاحِدٍ.فاعْلَمْ ذلِکَ (2).

و قالَ شَیْخُنَا:أُبْدِلَتِ العَیْنُ من الحاءِ،قالوا:صُبْعٌ فی صبح،و مِن الغَیْنِ قالُوا:العُلامُ لُغَهٌ فی الغُلامِ ،و هذا قَلَّ مَنْ ذَکَرَهُ ،و مِنَ الهَمْزَهِ قالُوا:عَنْ فی أَنْ .و عَلَی الأوَّلِ و الثّالِثِ اقْتَصَرَ ابنُ أُمِّ قاسِمٍ ،و مُحَشُّوهُ ،و أَکْثَرُوا من أَمْثِلَهِ إِبْدَالِهَا عَنِ الهَمْزَهِ ،و ذَکَرُوا من أَمْثِلَهِ إِبْدالِها من الحاءِ قولهم:عَتَّی فی حَتَّی.قُلْتُ :و قال الخَلِیلُ :العَیْنُ و الحاءُ لا یَأْتَلِفَانِ فی کَلِمَهٍ وَاحِدَهٍ أَصْلِیَّهِ الحُرُوفِ ،لِقُرْبِ مَخْرَجَیْهِما،إِلاّ أَنْ یُؤَلَّف فِعْلٌ من جَمْعٍ بَیْنَ کَلِمَتَیْنِ ،مِثْل:حَیّ عَلَی،فَیُقَالُ مِنْهُ حَیْعَلَ ،و اللّه أَعْلَم.

فصل الهمزه مع العین

أثع

ذُو أُثَیْعٍ ،کزُبَیْرٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِی و صاحِبُ اللِّسان.و قال الصّاغانِیُّ :هو شاعِرٌ من هَمْدانَ کما فی اللُّبابِ .

و زَیْدُ بنُ أُثَیْعِ ،أَو یُثَیْع بقَلْبِ الهَمْزَهِ یاءً،و سِیَاقُه یَقْتَضِی أَنَّهما کزُبَیْرٍ،و ضبَطَهُ الحَافِظُ کأَمِیرٍ،و هُوَ تَابِعِیّ رَوَی عَنْ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه تَعالَی عَنْهُ .قُلْتُ :و عَنْ أَبِی بَکْرٍ الصِّدَّیقِ رَضِیَ اللّه تَعالَی عََنْهُ أَیْضاً،ذَکَرَهُ ابنُ حِبّانَ فی کِتَابِ الثِّقَاتِ ، و کُنْیَتُه أَبُو إِسْحَاقَ ،کَذا فی حاشِیهِ الإِکْمَال.

أزع

أُزَیْعٌ ،کزُبَیْرٍ، أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ ،و هو مِنَ الأَعْلامِ ،أَصْلُه وُزَیْعٌ . قُلْتُ :فیَنْبَغِی ذِکْرُهُ هُنَاکَ ،کما فَعَلَهُ ،الصّاغَانِیّ و غَیْرُهُ من أَئِمَّهِ اللُّغَهِ ،و سَیَأْتِی ذلِکَ لِلْمُصَنِّفِ أَیْضاً فی«وزع».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه (3):

أشع

أَیْشُوعُ ،بالفَتْحِ ،قالَ اللَّیْثُ فی تَرْکِیب «و ش ع»:هُوَ اسْمُ عِیسَی عَلَیْهِ و عَلَی نَبِیِّنا أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ،و سَیَأْتِی ذِکْرُه فی«و ش ع»بالعِبْرَانِیّه،کما سَیَأْتِی هُناکَ إِنْ شَاءَ اللّه تَعالَی.

ص:3


1- (1) فی اللسان« [1]أول باب العین»:تَدَبّر و نظر.
2- (2) زید فی اللسان [2]نقلاً عن الأزهری قال:العین و [3]القاف لا تدخلان علی بناء إلاّ حسنتاه،لأنهما أطلق الحروف،أما العین [4]فأنصع الحروف جرسا و ألذها سماعا.
3- (3) وردت هنا بالأصل«ماده:أفع»فأخرناها الی موضعها بعد ماده«أع».

أع

أُعْ أُعْ ،مَضْمُومَتَیْن. أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللِّسَان هُنَا.و

16- قد جاءَ فی حَدِیثِ السِّواکِ و هُوَ: «کانَ إِذا تَسَوَّکَ قالَ : أُعْ أُعْ ». کَأَنَّه یَتَهَوَّعُ ،أَیْ یَتَقَیَّأُ، و هِیَ حِکَایَهُ صَوْتِ المُتَقَیِّئِ . و فی التَّکْمِلَهِ :المُتَهَوِّع.قالُوا: أَصْلُهَا هُعْ هُعْ ،فأُبْدِلَتْ هَمْزَهً . قالَ شَیْخُنَا:فالصَّوَابُ إِذَنْ ذِکْرُهَا فی«ه و ع»قُلْتُ :و هکَذا فَعَلَه صاحِبُ اللِّسَان و غیره.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أفع

غلام أَفَعَهٌ ،مُحَرَّکَهً ،أَی مُتَرَعْرع (1).أَهملَه الجماعَه.

ألع

المَأْلُوعُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال الخَارْزَنْجِیُّ فِی تَکْمِلَهِ العَیْنِ :هو المَجْنُون و کذلِکَ المَأْلُوقُ ، کالمُؤَوْلَع ،کمُطَرْبَل، و کذلِکَ المُؤَوْلَقُ ،قَالَ :

و به الأَوْلَعُ و الأَوْلَقُ ، أَیْ الجُنُونُ .

قُلْتُ :و هذا بِنَاءً عَلَی أَنَّ الأَوْلَعَ و الأَوْلَقَ وَزْنُهما فَوْعَلٌ ، فإِنْ قِیلَ :أَفْعَلُ -کَمَا ذَهَبَ إِلَیْهِ قَوْمٌ -فالصَّوابُ ذِکْرُهُ فی الوَاوِ،کما سَیَأْتِی،قالَهُ شَیْخُنَا.قُلْتُ :و هو قَوْلُ عَرَّامٍ و نَصُّه:یُقَالُ :بِفُلانٍ مِنْ حُبِّ فُلانَهَ الأَوْلَعُ و الأَوْلَقُ ،و هو شِبْهُ الجُنُونِ .و مَحَلُّ ذِکْرِه فی«و ل ع»کما سَیَأْتِی.

أمع

الإِمَّعُ و الإِمَّعَهُ ، کهِلَّعٍ و هِلَّعَهٍ و یُفْتَحانِ ، الفَتْحُ لُغَهٌ عن الفَرَّاءِ.و قال ابنُ السَّرّاجِ : إِمَّعٌ فِعَّلٌ ،لِأَنَّهُ لاَ یَکُونُ إِفْعَلُ وَصْفاً،و هو الرَّجُلُ لا رَأْیَ لَهُ و لا عَزْمَ ،فهو یُتَابِعُ کُلَّ أَحَدٍ عَلَی رَأْیِهِ و لا یُثْبُتُ علَی شَیْ ءٍ و الهَاءُ فیهِ لِلْمُبَالَغَهِ .و منه

16- حَدِیثُ عَبْدِ اللّه بنِ مَسْعُودٍ رَضِیَ اللّه تَعالَی عَنْه: «اغْدُ عالِماً،أَو متعلماً و لا تَکُنْ (2)إِمَّعَهً ». و لا نَظِیرَ لَهُ إِلاّ رَجُلٌ إِمَّرٌ، و هو الأَحْمَقُ .قَالَ الأَزْهَرِیّ :و کَذلِکَ الإِمَّرَهُ ،و هو الَّذِی یُوَافِقُ کُلَّ إِنْسَانٍ عَلَی ما یُرِیدُه،قال الشَّاعِرُ:

لَقِیتُ شَیْخاً إِمَّعَهْ

سَأَلْتُه عَمَّا مَعَهْ

فَقَالَ ذَوْدٌ أَرْبَعَهْ

و قالَ آخَرُ:

فلا درَّ دَرُّکَ مِنْ صَاحِبٍ

فَأَنْتَ الوُزَاوِزَهُ الْإِمَّعَهْ

و

16- فی حَدِیثٍ (3)أَیْضاً: «لا یَکُونَنَّ أَحَدُکُمْ إِمَّعَهً ». و

17- رُوِیَ عن ابْنِ مَسْعُودٍ قالَ : کُنّا فی الجَاهِلیَّهِ نَعُدُّ الإِمَّعَهَ هو مُتَّبِع النَّاسِ إِلی الطَّعَامِ من غَیْرِ أَنْ یُدْعَی،و إِنَّ الإِمَّعَهَ فِیکُمُ الیَوْمَ المُحْقِبُ الناسِ دِینَه. . قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:و المَعْنَی الأَوّلُ یَرْجعُ إِلَی هذَا.قُلْتُ :و مَعْنَاهُ المُقَلِّدُ الَّذِی جَعَلَ دِینَه تابِعاً لدِینِ غَیْرِه بلا رَوِیَّهٍ و لا تَحْصِیلِ بُرْهَانٍ .و

1- فی أَمَالِی القَالِی (4):حَدَّثَنَا أَبُو بَکْر بنُ الأَنْبارِیّ ،حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بنُ عَلِیّ المَدِینِیّ حَدَّثَنَا أبُو الفَضْلِ الرَّبعِیّ ،حَدَّثَنَا نَهْشَلُ بنُ دارم عن أَبیه عَنْ جَدِّه عَنْ الحَارِثِ الأَعْوَرِ قالَ : سُئل عَلِیُّ بنُ أَبِی طالِبٍ رَضِیَ اللّه تعالَی عَنْهُ عَنْ مَسْأَلَهٍ ،فَدَخَلَ مُبَادِراً، ثُمَّ خَرَجَ فی رِدَاءٍ و حِذَاءٍ،و هُوَ مُتَبَسِّمٌ ،فقِیلَ له:یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ ،إنَّکَ کُنْتَ إِذا سُئِلْتَ عن المَسْأَلَهِ تَکُونُ فیها کالسِّکَّهِ المُحْمَاهِ ،قالَ :إِنِّی کُنْتُ حَاقِناً،و لا رَأْیَ لحَاقِنٍ ، ثم أَنْشَأَ یَقُولُ :

إِذا المُشْکِلاتُ تَصَدَّیْنَ لِی

کَشَفْتُ حَقَائِقَها بالنَّظَرْ 5

لِسَانِی 6کشِقْشِقَهِ الأَرْحَبِیَّ

أَوْ کالحُسَامِ الیَمَانِی الذَّکَرْ

و لَسْتُ بإِمَّعَهٍ فِی الرِّجالِ

أُسَائلُ هذَا و ذَا ما الخَبَرْ؟

و لکِنَّنِی مِذْرَبُ الأَصْغَرَیْنِ

أُبَیِّنُ مَعْ 7مَا مَضَی ما غَبَرْ.

و قِیلَ : الإِمَّعَهُ : المُتَردِّدُ فِی غَیْرِ صَنْعَهٍ . و

17- رُوِیَ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ سُئِلَ :ما الإِمَّعهُ ؟قالَ : مَنْ یَقُولُ :أَنا مَعَ النّاس. . قالَ ابْنُ بَرِّیٍّ :أَرادَ بذلِکَ الَّذِی یَتْبَعُ کُلَّ أَحَدٍ عَلَی دِیِنِه،أَیْ لَیْسَ المُرَادُ بِهِ کَرَاهَهَ الکَیْنُونَهِ مع النّاسِ .و قال اللَّیْثُ :رَجُلٌ إِمَّعَهٌ ،یَقُولُ لِکُلِّ أَحَدٍ:أَنَا مَعَکَ .

ص:4


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل مرعوع».
2- (2) الأصل و النهایه و [1]اللسان،و [2]فی التهذیب:و لا تغدُ.
3- (3) فی اللسان: [3]قول ابن مسعود أیضا.و مثله فی النهایه.
4- (4) أمالی القالی 101/2. [4]

و لا یُقَالُ :امْرَأَهٌ إِمَّعَهٌ . فإِنَّهُ خَطَأٌ، أَو قَدْ یُقَالُ ، حَکَاه الجَوْهَرِیّ عن أَبِی عُبَیْدٍ.

و تَأَمَّعَ الرَّجُلُ ، و اسْتَأْمَعَ :صَارَ إِمَّعَهً ، و رِجالٌ إِمَّعُونَ ،و لا یُجْمَعُ بالأَلِفِ و التّاء (1).

فصل الباءِ مع العین

بتع

البِتْعُ ، بالکَسْرِ،و کعِنَبٍ ، مِثَالُ قِمْعٍ و قِمَع: نَبِیذُ العَسَل، کَما فی الصّحاحِ ،و زادَ غَیْرُهُ : المُشْتَدُّ. و فِی العَیْنِ :نَبِیذٌ یُتَّخَذُ من عَسَلٍ کَأَنَّهُ الخَمْرُ صَلابَهً ،یُکْرَهُ شُرْبُهْ ، أَوْ هو سُلالَهُ العِنَبِ ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.و قالَ بَعْضُهُم:

سُمِّیَ بذلِکَ لشِدَّه فیه،من البَتَعِ ،و هو شِدَّهُ العُنُقِ . أَو بالکَسْرِ:الخَمْرُ و قالَ أَبو حَنِیفَهَ :الخَمْرُ المُتَّخَذُ من العَسَلِ ،فأَوْقَعَ الخَمْرَ عَلَی العَسلِ ،و هی لُغَهٌ یَمَانِیَّهٌ .و

14- فی الحَدِیثِ : «سُئِل النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم عن البِتْع فَقَالَ :کُلُّ شَرَابٍ أَسْکَرَ (2)فهو حَرامٌ ». و

17- عَنْ أَبِی مُوسَی الأَشْعَرِیّ رَضِیَ اللّه تَعالَی عَنْه أَنَّهُ خَطَبَ فقالَ : «خَمْرُ المَدِینَهِ من البُسْرِ و التَّمْرِ، و خَمْرُ أَهلِ فارِسَ من العِنَبِ ،و خَمْرُ أَهْلِ الیَمَنِ البِتْعُ ، و هو من العَسَلِ ،و خَمْرُ الحَبَشِ السُّکْرُکَهُ ».

و البَتِعُ : الطَّویلُ من الرِّجَالِ ، ظاهِرُ سِیَاقِهِ أَنَّهُ بالکَسْرِ، و هو خَطَأٌ،و الصَّوَابُ فیه البَتِعُ ککَتِفٍ ،و امْرَأَهٌ بَتِعَهٌ :طَوِیلَهٌ ، کما فی اللِّسَانِ .

و البَتَعُ ، بالتَّحْرِیکِ :طُولُ العُنُقِ مع شِدَّهِ مَغْرِزِهَا: تَقُولُ منهُ : بَتِعَ الفَرَسُ ،کفَرِحَ ، بَتَعَاً فهو بَتِعٌ ،ککَتِفٍ ،و هی بَتِعَهٌ ، قالَهُ الأَصْمَعِیّ .و قَدْ سَهَا هُنَا عن اصْطِلاحِهِ و هو قَوْلُه:و هی بهاءٍ.و یُقَالُ أَیْضاً:عُنُقٌ بَتِعٌ و بَتِعَهٌ :شَدِیدَهٌ .

و قیل:مُفْرَطَهٌ فی الطّولِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : البَتِعُ :الطّوِیلُ العُنُقِ ،و التَّلِعُ :

الطَّوِیلُ الظَّهْرِ.و قالَ ابنْ شُمَیْلٍ :مِن الأَعْنَاقِ البَتِعُ ،و هو الغَلِیظُ الکَثِیرُ اللَّحْمِ الشَّدِیدُ.و قالَ :و منها الرّهِیفُ (3)،و هوالدَّقِیقُ .و یُقَالُ : البَتَعُ فِی العُنُق:شِدَّتُهُ ،و التَّلَعُ :طُولُهُ .

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لسَلامَهَ بنَ جَنْدَلَ یَصِفُ فَرسَاً:

یَرْقَی الدَّسِیعُ إِلَی هادٍ لَهُ بَتِعٍ

فِی جُؤْجُؤٍ کمَدَاکِ الطِّیبِ مَخْضُوبِ

و قالَ اللَّیْثُ : رُسْغٌ أَبْتَعُ أی مُمْتَلِیءٌ. و أَنْشَدَ لرُؤْبَه:

و قَصَباً فَعْماً و رُسْغاً أَبتَعَا

قالَ الصّاغَانِیُّ :و لَیْسَ لِرُؤْبَهَ کما قالَ اللَّیْثُ .و قالَ ابنُ بَرِّیّ :کَذا وَقَعَ ،و أَظُنُّهُ :«وَ جیداً أَبْتَعَا ».

و قالَ اللَّیْثُ أَیْضاً: البَتِعُ ، ککَتِفٍ :الشَّدِیدُ المَفَاصِلِ و المَوَاصِل مِنَ الجَسَدِ.و قال غَیْرُهُ :و البَتِعُ من الرِّجَالِ کذلِکَ ، و فِعْلُهُ بَتِعَ ، کفَرِحَ ،و هو بَتِعٌ و أَبْتَعُ : اشْتَدَّتْ مَفَاصِلُهُ ،و هی بَتْعَاءُ و بَتِعَهٌ ،و ج: بُتْعٌ ،بالضَّمِّ .

و قالَ ابنُ عَبَّادٍ: بَتَعَ فی الأَرْضِ :تَبَاعَدَ. قالَ : و بتَع مِنْهُ بُتُوعاً ، بالضَّمِّ : انْقَطعَ ، کانْبَتَعَ ، و هذِه عَنْ أَبِی مِحْجَنٍ ، کانْبَتَلَ .

و بَتَعَ النَّبِیذَ یَبْتَعُ ، من حَدِّ ضَرَبَ : اتَّخَذَهُ و صَنَعَهُ کنَبَذَهُ یَنْبِذُه،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : بَتِعَ فُلانٌ بِأَمْرٍ لَمْ یُؤَامِرْنِی فیه، کفَرِحَ ، أَیْ قَطَعَهُ دُونِی. قال أَبُو وَجْزَهَ السَّعْدِیُّ :

بانَ الخَلِیطُ و کانَ البَیْنُ بَائجَهً

و لَمْ نَخَفْهُمْ عَلَی الأَمْرِ الَّذِی بَتِعُوا

و شَفَهٌ بَاثِعهٌ بالمُثَلَّثَهِ لا غَیْرِ،و وَهِمَ مَنْ قَالَ بالمُثَنَّاه، و هو ابنُ عبّاد فی المُحِیطِ ،و قَدْ رَدَّ عَلَیْه الصّاغَانِیّ (4).

و تَقُولُ : جَاءُوا کُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ،أَکْتَعُونَ ،أَبْصَعُون، أَبْتَعُونَ ، و هِیَ إِتْبَاعَاتٌ لأَجْمَعِینَ ،لا یَجِئْنَ إِلاَّ عَلَی إِثْرِهَا، و فی العُبابِ :بِأَثَرِهِ ، أَوْ تَبْدَأُ بأَیَّتِهنَّ شِئْتَ بَعْدَهَا، قالَهُ ابنُ کَیْسَانَ ،و فی الصّحاح:و أَبْتَعُ :کَلِمَهٌ یُؤَکَّدُ بِهَا،تَقُولُ :

جَاءُوا أَجْمَعُونَ ،أَکْتَعُونَ ، أَبْتَعُونَ .إِنتهی.

و النِّسَاءُ کُلُّهُنَّ جُمَعُ ،کُتَعُ ،بُصَعُ ، بُتَعُ ،و القَبِیلَه کُلُّها جَمْعَاءُ،کَتْعَاءُ،بَصْعَاءُ، بَتْعَاءُ .و هذا التَّرْتِیبُ غَیْرُ لازِمٍ ،

ص:5


1- (1) زید فی التهذیب عن اللیث قال:و الفعل من إمعّه:تأمّع الرجل و استأمع.و انظر التکمله و اللسان. [1]
2- (2) فی النهایه و اللسان و التهذیب:مسکر.
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [2]المرهف.
4- (4) کذا،بالأصل،و الذی فی التکمله و لم یعزها:«و شفه باتعه لغه فی باثعه»یعنی اقراره المثناه لغه فی المثلثه،و لعل ما ورد بالأصل جاء فی کتابه الآخر العباب.

و إِنَّمَا الّلازِمُ لذَاکِر الجَمِیعِ أَن یُقَدِّمَ کُلاًّ و یُولِیَهُ المَصُوغَ مِنْ «ج م ع»ثُمَّ یَأْتِیَ بالبواقی کَیْفَ شَاءَ،إلاَّ أَنَّ تَقْدِیمَ ما صِیَغَ من«ک ت ع»عَلَی البَاقِین،و تَقْدِیمَ ما صِیغَ من «ب ص ع»علی«ب ت ع»هو المُخْتَارُ، و قَالَ الجَوْهَرِیّ فی«ب ص ع»:أَبْصَعُ :کَلِمَهٌ یُؤَکَّدُ بِها تَقُول:أَخَذْتُ حَقِّی أَجْمَعَ أَبْصَعَ ،و الأُنْثَی جَمْعاءُ بَصْعَاءُ.و جاءَ القَوْمُ أَجْمَعُون أَبْصَعُونَ .و رَأَیْتُ النِّسْوَهَ جُمَعَ بُصَعَ ،و هو تَوْکِیدٌ مُرَتَّبٌ لا یُقَدَّمُ عَلَی أَجْمَعَ ،و قالَ ابْنُ سِیدَه:و إنَّما جاءُوا بها إِتْباعاً لِأَجْمَعَ ،لِأَنَّهُم عَدَلُوا عن إِعادَهِ جَمِیعِ حُرُوفِ أَجْمَعَ إِلَی إِعَادَهِ بَعْضِهَا،و هو العَیْنُ تَحَاشِیاً مِنَ الإِطَالَهِ بتَکْرِیرِ الحُرُوفِ کُلَّهَا.قالَ الأَزْهَرِیُّ :و لا یُقَالُ أَبْصَعُونَ حَتَّی یَتَقَدَّمَهُ أَکْتَعُونَ ،و رُوِیَ عَنْ أَبِی الهَیْثَمِ :الکَلِمَهُ تُؤَکَّدُ بِثَلاثَهِ (1)تَوَاکِیدَ،یُقَال:جاءَ القَوْمُ أَکْتَعُونَ أَبْتَعُونَ أَبْصَعُونَ .

و حَکَی الفَرَّاءُ:أَعْجَبَنِی القَصْرُ أَجْمَعُ ،و الدَّارُ جَمْعَاءَ، بالنَّصْبِ حالاً (2)،و لَمْ یُجِزْ فی أَجْمَعِینَ و جُمَعَ إِلاَّ التَّوْکِیدَ.

و أَجازَ ابنُ دَرَسْتَوَیْه حَالِیَّهَ أَجْمَعِینَ ،و هو الصَّحِیحُ .

و بالوَجْهَیْن رُوِیَ

16- الحَدِیثُ : «فَصَلُّوا جُلُوساً أَجْمَعِینَ ، و أَجْمَعُون» . عَلَی أَنَّ بَعْضَهُمْ جَعَلَ أَجْمَعِینَ تَوْکِیداً لِضَمِیرٍ مُقَدَّرٍ مَنْصُوبٍ ،کأَنَّهُ قالَ :أَعْنِیکُمْ أَجْمَعِین.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

البَتَّاع ،کشَدَّادٍ،الخَمَّارُ،بلُغَهِ الیَمَنِ .

و البَتْعُ ،بالفَتْحِ :القُوَّهُ و الشِّدَّهُ ،و هو باتِعٌ .

و بَتْعَهُ ،بالفَتْحِ (3):جَبَلٌ لَبنِی نَصْرِ بنِ مُعَاوِیَهَ ،فیه قُبُورٌ لِقَوْم من عادٍ،کذَا فی المُعْجَمِ .

قُلْتُ :و یَأْتِی ذلِکَ لِلْمُصَنِّفِ فی«ت ب ع»بتَقْدِیم التّاءِ علی الباءِ.

و هو تَصْحِیفٌ قَلَّدَ فیه الصّاغَانِیّ ،و الصَّوابُ ذِکْرُه هُنَا.

بثع

البَثَعُ ،مُحَرَّکَهً :ظُهُورُ الدَّمِ فی الشَّفَتَیْنِ خَاصَّهً ،فإِذَا کَانَ بالغَیْنِ و الباءِ التَّحْتِیَّه ففِیهمَا و فی الجَسَدِ کُلِّهِ ، و هو البَثَغُ (4)فی الجَسَدِ،قالَهُ اللَّیْثُ . و یُقَالُ : شَفَهٌ بَائِغَهٌ کَاثِعَهٌ ، أَیْ یَبْثَعُ فِیها الدَّمُ ،حَتَّی تَکَادَ تَنْفَطِرُ من شِدَّهِ الحُمْرَهِ .

و فی الصّحاح:شَفَه کَاثِعَهٌ بَاثِعَهٌ ،أَی مُمْتَلِئَهٌ مُحْمَرَّهٌ من الدَّمِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:الشَّفَهُ بَاثِعَهٌ ،إِذا غَلُظَ لَحْمُهَا،و ظَهَرَ دَمُهَا، و هو أَبْثَعُ ،و هی بَثْعَاءُ ، و هو مُسْتَقْبَحٌ .

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: بَثِعَت الشَّفَهُ کفَرِحَت:انْقَلَبَتْ عند الضَّحِکِ ،و قد بَثِعَ فُلانٌ : إِذا انْقَلَبَتْ شَفَتُهُ .

و قال الأَزْهَرِیُّ : بَثِعَت لِثَهُ الرَّجُلِ تَبْثَعُ بُثُوعاً ،إِذا خَرَجَتْ و ارْتَفَعَتْ ،کأَنَّ بها وَرَماً،و ذلِک عَیْبٌ .

و قالَ ابنُ عَبَّادٍ: البَثْعَهُ :لَحْمَهٌ تَکُونُ ظِاهِرَهً ناتِئَهً خِلْقَهً فی مَوْضِعِ اللَّثْغَهِ .

قَالَ : و بَثَّعَ الجُرْحُ تَبْثِیعاً :خَرَجَ فِیهِ بُثَعٌ شِبْهُ الضُّرُوسِ تَخْرُجُ فِیهِ ، و ربما أَرِضَ ،و هو لَحْمٌ أَحْمَرُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

لِثَهٌ بَثُوعٌ ،کصَبُور،و مُبَثِّعَهٌ کمُحَدِّثَهٍ :کَثِیرَه اللَّحْمِ و الدَّمِ ،و الاْسمُ مِنْهُ البَثَعُ ،مُحَرَّکَهً .و امْرَأَهٌ بَثِعَهٌ کفَرِحَهٍ :

حَمْرَاءُ اللِّثَهِ وَارِمَتُهَا.و بَثِعَ الجُرْحُ کفَرِحَ ،مِثْلُ بَثَّعَ تَبْثِیعاً .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بجع

بَجِعَ الرَّجُلُ ،کَفَرِحَ ،بالجِیم،و کَذَا انْبَجَع :إِذا أَکْثَرَ من الأَکْلِ حَتّی کادَ أَنْ یَنْفَطِرَ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

بخثع

بَخْثَعٌ ،کجَعْفَرٍ،و الخَاء مُعْجَمَه:اسْمٌ زَعَمُوا، و لَیْسَ بثابِتٍ (5)،کذَا فی اللِّسانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه أَیْضاً:

بخشع

بَخْتَیْشُوع :اسْمٌ ،و هو وَالِدُ جِبْرِیلَ المُتَطَبِّبِ المَشْهُورِ.

بخذع

بَجَعَهُ بالجِیمِ ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصَّوَابُ

ص:6


1- (1) فی اللسان« [1]یصع»:بأربعه تواکید.و زاد علی ما ورد بالاصل هنا أجمعون.هذا فی روایه فیه و فی موضع آخر فی الماده نفسها ورد قول أبی الهیثم کالأصل.
2- (2) فی اللسان« [2]جمع»عن ثعلب تقول:أعجبنی القصر أجمع و أجمع الرفع علی التوکید و النصب علی الحال.
3- (3) قیدها یاقوت بتعه،ضبط قلم.
4- (4) عن اللسان و بالأصل:«التبیغ»و فی المطبوعه الکویتیه:«البثع».
5- (5) فی اللسان:و لیس بثبت.

بخع بَخْذَعَهُ ،بالخَاءِ و الذالِ المُعْجَمَتَیْنِ ،کما فِی نُسْخَهٍ (1)أُخْرَی،و قَدْ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:ضَرَبَهُ فَبَخْذَعَهُ ، أَی قَطَعَهُ بالسَّیْفِ ،کخَذَعَه، و هو مَقْلُوبٌ منه.

بخع

بَخَعَ نَفْسَهُ ،کمَنَعَ :قَتَلَها غَمًّا، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و هو مَجَازٌ.و أَنْشَدَ لذِی الرُّمَّهِ :

أَلاَ أَیُّهذا الباخِعُ الوَجْدُ نَفْسُه

بِشَیْ ءٍ نَحَتْهُ عَنْ یَدَیْکَ (2)المَقادِرُ

و قَالَ غَیْرُه: بَخَعَها بَخْعاً و بُخُوعاً :قَتَلَهَا غَیْظاً أَوْ غَمًّا.

و بَخَعَ له بالحَقِّ بُخُوعاً :أَقَرَّ به و خَضَعَ له، کبَخِعَ له، بالکَسْرِ، بَخَاعَهً و بُخُوعاً . و یُقَالُ : بَخَعْتُ له،أَی تَذَلَّلْتُ و أَطَعْتُ و أَقْرَرْتُ .

و قالَ الکِسَائِیّ : بَخَعَ الرَّکَّیهَ یَبْخَعُهَا بَخْعاً ، إِذا حَفَرَهَا حَتَّی ظَهَرَ ماؤُهَا. و منه

17- حَدِیثُ عائِشَهَ : أَنَّهَا ذَکَرَتْ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا فقالَتْ :« بَخَعَ الأَرْضَ ،فقَاءَتْ أُکُلَها». أَیْ قَهَرَ أَهْلَها و أَذَلَّهُمْ ،و اسْتَخْرَجَ ما فِیهَا من الکُنُوزِ و أَمْوَالِ المُلُوکِ .

و من المَجَازِ: بَخَعَ له نُصْحَهُ بَخْعاً ،إِذا أَخْلَصَهُ و بَالَغَ .

و قالَ الأَخْفَشُ :یُقَالُ : بَخَعْتُ لکل نَفْسِی و نُصْحِی،أَیْ جَهَدْتُهُما، أَبْخَعُ بُخُوعاً ،و مِثْلُهُ فی الأَسَاسِ .و منه

16- حدیثُ عُقْبَهَ بن عامِر رَضِیَ اللّه عنه-رَفَعَهُ -: «أَتَاکُمْ أَهْلُ الیَمَنِ ، هم أَرَقُّ قُلوباً،و أَلْیَنُ أَفْئِدَهً ،و أَبْخَعُ طاعَهً ». أَیْ أَنْصَحُ و أَبْلَغُ فی الطَّاعَهِ من غَیرهِم،کأَنَّهُمْ بَالَغُوا فی بَخْع أَنْفُسِهِم،أَی قَهْرِهَا و إِذْلالِها بالطَّاعَه.

و فی الأَسَاسِ : بَخَعَ ،أَیْ أَقَرَّ إِقْرَارَ مُذْعِنٍ (3)یُبَالِغُ جَهْدَهُ فی الإِذْعَانِ ،و هو مَجَازٌ.

و من المَجَازِ أَیْضاً: بَخَعَ الأَرْضَ بالزِّراعَهِ بَخْعاً ،إِذا نَهَکَهَا و تَابَعَ حِرَاثَتَها،و لَمْ یُجِمَّهَا عَاماً، أَیْ لَمْ یُرِحْهَا سَنَهً ، کما فی الدُّرِّ النَّثِیرِ للجَلالِ . و یُقَالُ : بَخَعَ فُلاناً خَبَرَهُ : إِذا صَدَقَهُ .

و بَخَعَ بالشَّاهِ ، إِذا بالَغَ فی ذَبْحِهَا، کَذَا فی العُبابِ .

و قَالَ الزَّمَخْشَریُّ : بَخَعَ الذَّبیحَهَ ،إِذا بالَغَ فی ذَبْحِها، کذا هو نَصُّ الفائقِ له.

و فی الأَسَاسِ : بَخَعَ الشاهَ :بَلَغَ بذَبْحِهَا القَفَا،و قولُهُ :

حَتَّی بَلَغَ البِخَاعَ (4)،أَیْ هُوَ أَنْ یَقْطَعَ عَظْمَ رَقَبتِهَا و یَبْلُغ بالذَّبْحِ البِخَاعَ .

قالَ الزَّمَخْشَرِیّ : هذا أَصْلُهُ ،ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فی کُلّ مُبَالَغَهٍ .

و قولُه تَعالَی: فَلَعَلَّکَ باخِعٌ نَفْسَکَ عَلی آثارِهِمْ (5)أَی مُخْرِجٌ نَفْسَکَ و قَاتِلُهَا.قالَهُ الفَرّاء.و فی العُبَابِ :أَیْ مُهْلِکُهَا مُبَالِغاً فِیهَا حِرْصاً علی إِسْلامِهِم، زادَ فی البَصَائِرِ:

و فیه حَثٌ عَلَی تَرْکِ التَّأَسُّفِ ،نَحْو قَوْلِهِ تَعالَی: فَلا تَذْهَبْ نَفْسُکَ عَلَیْهِمْ حَسَراتٍ (6).

و البِخَاعُ ، ککِتَابٍ :عِرْقٌ فی الصُّلْبِ مسْتَبْطِنُ القَفَا، کما فی الکَشّافِ ،و قالَ البَیْضَاوِیّ :هو عِرْقٌ مُسْتَبْطِنُ الفَقَارِ «بتَقْدِیمِ الفاءِ علی القافِ و زِیادَهِ الرّاءِ»و قَالَ قَوْمٌ :هُوَ تَحْرِیفٌ ،و الصَّوَاب القَفا کَما فی الکَشّاف. و قَوْلُه: یَجْرِی فی عَظْمِ الرَّقَبَهِ . هکَذَا.فی سائِرِ النُّسَنِ و هو غَلَطٌ ،فإِنَّ نَصَّ الفائقِ -بَعْدَ ما ذَکَرَ البِخَاعَ بالبَاءِ،قالَ -:و هو العِرْقُ الَّذِیَ فی الصُّلْبِ ، و هُوَ غَیْرُ النُّخَاعِ بالنُّونِ و هُوَ الخَیْطُ الأَبْیَضُ الَّذِی یَجْرِی فی الرَّقَبَهِ ،و هکَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ أَیْضاً و صَاحِبُ اللِّسَان و ابنُ الأَثِیرِ،و مِثْلُه فی«شَرْحِ السَّعْدِ علی المِفْتَاحِ »و نَصُّهُ :«و أَمّا بالنُّونِ فخَیْطٌ أَبْیَضُ فی جَوْفِ عَظْمِ الرَّقَبَهِ یَمْتَدُّ إِلَی الصُّلْبِ »و قَوْلُه فِیمَا زَعَمَ الزَّمَخْشَرِیّ ، أَی فی فائقِهِ و کَشّافِهِ ،و قَدْ تَبِعَهُ المُطَرِّزِیّ فی «المُغْرِبِ ».و قال ابنُ الأَثِیرِ فی النِّهَایَه:و لَمْ أَجِدْهُ لِغَیْرِه.

قالَ :و طَالَما بَحَثْتُ عَنْهُ فی کُتُبِ اللُّغَهِ و الطِّبِّ و التَّشْرِیحِ فَلَمْ أَجِد البِخَاعَ بالبَاءِ مَذْکُوراً فی شَیْ ءٍ مِنْهَا.و لِذا قالَ الکواشیّ فی تَفْسِیرِه: البِخَاعُ ،بالبَاءِ لَمْ یُوجَدْ و إِنَّمَا هو بالنُّونِ .قال شَیْخُنَا:و قد تَعَقَّبَ ابنَ الأَثِیرِ قَومٌ بأَنَّ الزَّمَخْشَرِیَّ ثِقَهٌ ثابِتٌ وَاسِعٌ الاطِّلاعِ ،فهو مُقَدَّمٌ .

ص:7


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:کما فی نسخه أخری الذی فی نسخه المتن التی بأیدینا:بجعه:قطعه بالسیف:کخذعه.بخذعه: قطعه بالسیف،کخذعیه»و بهامش القاموس:قوله:بجعه،هذه الماده ساقطه من أکثر النسخ و لم یشرح علیها الشارح ا ه مصححه.
2- (2) فی التهذیب و الصحاح و [1]الأساس:عن یدیه.
3- (3) الأساس:بالغٍ جُهدَه.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:النخاع.
5- (5) سوره الکهف الآیه 6. [2]
6- (6) سوره غافر الآیه 8.

بدع

البَدِیعُ : المُبْتَدِعُ ، و هو من أَسْمَاءِ اللّه الحُسْنَی، لإِبْدَاعِهِ الأَشْیَاءَ و إِحْدَاثِه إِیّاهَا،و هو البَدِیعُ الأَوَّلُ قَبْلَ کُلِّ شَیْ ءٍ.و قالَ أَبُو عَدْنَانَ : المُبْتَدِعُ :الَّذِی یَأْتِی أَمْراً عَلَی شِبْهٍ لَمْ یَکُنْ ابْتَدَأَهُ إِیّاه.قالَ اللّه جَلَّ شَأْنُهُ : بَدِیعُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (1)أَیْ مُبْتَدِعُها و مُبْتَدِئُهَا لا عَلَی مِثَالٍ سَبَقَ .قالَ أَبُو إِسْحَاقَ :یَعْنِی أَنَّه أَنْشَأَهَا عَلَی غَیْرِ حِذَاءٍ و لا مِثَالٍ ،إِلاّ أَنَّ بَدِیعاً من بَدَعَ لا مَنْ أَبْدَعَ ،و أَبْدَعَ أَکْثَرُ فِی الکَلامِ مِنْ بَدَعَ ،و لو اسْتُعْمِلَ بَدَعَ لَمْ لکُنْ خَطَأً، فبَدِیعٌ فَعِیلٌ بمَعْنَی فاعِلٍ ،مِثْلُ قَدِیر بمَعْنَی قادِرٍ،و هو صِفَهٌ من صِفَاتِهِ تَعَالَی لِأَنَّهُ بَدَأَ الخَلْقَ علی ما أَرادَ علی غَیْرِ مِثَالٍ تَقَدَّمَهُ ،و

16- رُوِیَ :

أَنَّ اسْمَ اللّه الأَعْظَمَ یا بَدِیعَ السَّمواتِ و الأَرْضِ ، یا ذَا الجَلالِ و الإِکْرَامِ .

و البَدِیعُ أَیْضاً: المُبْتَدَعُ . یُقَالُ :جِئْتَ بِأَمْرٍ بَدِیعٍ ،أَیْ مُحْدَثٍ عَجِیبٍ ،لَمْ یُعْرَفْ قَبْلَ ذلِکَ .

و البَدِیعُ : حَبْلٌ ابْتُدِئَ فَتْلُهُ و لَمْ یَکُنْ حَبْلاً فنُکِثَ ثُم غُزِلَ ثُمَّ أُعِیدَ فَتْلُهُ ، و منه قَوْلُ الشَّمّاخِ یَصِفُ جَمَلاً:

کأَنَّ الکُورَ و الأَنْسَاعَ مِنْهُ

عَلَی عِلْجٍ رَعَی أُنُفَ الرَّبِیعِ

أَطَارَ عَقِیقَهُ عَنْهُ نُسَالاً

و أُدْمِجَ دَمْجَ ذِی شَطَنٍ بَدِیعَ

و قالَ أَبو حَنِیفَهَ :حَبْلٌ بَدِیعٌ ،أَی جَدِیدٌ،قالَ الأَزْهَرِیّ :

فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ .

و البَدِیعُ : الزِّقُّ الجَدِیدُ، و السِّقاءُ الجَدِیدُ،صِفَهٌ غالِبَهٌ ، کالحَیَّهِ و العَجُوزِ،

14- و مِنْهُ الحَدِیثُ أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم قالَ : «تِهَامَهُ کبَدِیعِ العَسَلِ حُلْوٌ أَوَّلُه،حُلْوٌ آخِرُهُ ». شَبَّهَهَا بزِقِّ العَسَلِ ، لأَنَّهُ لا یَتَغَیَّرُ هَوَاؤُهَا،فأَوَّلُهُ طَیِّبٌ و آخِرُه طَیِّبٌ ،و کذلِکَ العَسَلُ لا یَتَغَیَّر،و لَیْسَ کذلِکَ اللَّبَنُ ،فإِنَّه یَتَغَیَّرُ.

و البَدِیعُ : الرَّجُلُ السَّمِینُ ، و قَدْ بَدِعَ ،کفَرِحَ ،عن الأَصْمَعِیّ ،فهو مِثْلُ سَمِنَ یَسْمَنُ فهو سَمِینٌ ،و أَنْشَدَ لبَشِیرِ بنِ النِّکْثِ :

فبَدِعَتْ أَرْنَبُهُ و خِرْنِقُهُ

و غَمَلَ الثَّعْلَبَ غَمْلاً شِبْرِقُه

أَی طَالَ الشِّبْرِقُ حَتَّی غَمَلَ الثَّعْلَبَ ،أَی غَطّاهُ ،و مَعْنَی بَدِعَتْ :سَمِنَتْ .

ج: بُدُعُ ، بالضّمّ .

و بَدِیعٌ : بِنَاءٌ عَظِیمٌ للمُتَوَکِّلِ العَبَّاسی، بسُرَّ مَنْ رَأَی، قاله الحَازِمیّ .

و قالَ السَّکُونِیّ : بَدِیعٌ : مَاءٌ عَلَیْه نَخِیلٌ و عُیُونٌ جَارِیَهٌ قُرْبَ وَادِی القُرَی، کَمَا فی العُبَابِ و المُعْجَمِ . و یُقَالُ :

یَدِیعٌ ،بالیاءِ التَحتِیَّهِ ،و هو قَوْلُ الحَازِمیِّ ،وَ سَیَأْتِی فِی مَوْضِعِه أَنَّه مَوْضِعُ بَیْنَ فَدَکَ و خَیْبَرَ.

و بَدِیعَهُ (2)، کسفِینَه:ماءٌ بحِسْمَی، و حِسْمَی:جَبَلٌ بالشَّامِ ،کَذا فی المُعْجِمِ .

و البِدْعُ ،بالکَسْرِ:الأَمْرُ الَّذِی یَکُونَ أَوَّلاً، و کَذلِکَ البَدِیعُ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: قُلْ ما کُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ (3)،أَیْ ما کُنْت أَوّلَ مَنْ أُرْسِلَ ،قَدْ أُرْسِلَ قَبْلِی رُسُلٌ کَثِیرٌ.و یُقَالُ :فُلانٌ بِدْعٌ فی هذا الأَمْرِ،أَیْ أَوَّلُ لَمْ یَسْبِقْهُ أَحَدٌ.

و البِدْعُ : الغُمْرُ من الرِّجَالِ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و البَدنُ البِدُْعُ ، المُمْتَلِیءُ،و البِدْعُ : الغَایَهُ فی کُلِّ شَیْ ءٍ یُقَالُ :رَجُلٌ بِدْعٌ ،و امْرَأَهٌ بِدْعَهٌ ، و ذلِکَ إِذا کَانَ عَالِماً،أَوْ شُجَاعاً،أَو شَرِیفاً و قال الکِسَائِیّ : البِدْعُ یَکُونُ فی الخَیْرِ و الشَّرِّ.ج: أَبْدَاعٌ ، یُقَالُ :رِجَالٌ أَبْدَاعٌ ،و قَوْمٌ أَبْدَاعٌ ،عن الأَخْفَشِ ، و بُدُعٌ ،کعُنُقٍ ،و هی بِدْعَهٌ ، کسِدْرَهٍ ، ج: بِدَعٌ ، کعِنَبٍ : و یُقَالُ أَیْضاً:نِسَاءٌ أَبْدَاعٌ ،کَمَا فی اللِّسَان.

و قَدْ بَدُعَ ،ککَرُمَ ، بَدَاعَهً و بُدُوعاً ، قالَهُ الکِسَائِیّ ،أَیْ صارَ غایَهً فی وَصْفِهِ ،خَیْراً کانَ أو شَرّاً.

و البِدْعَهُ ،بالکَسْر:الحَدَثُ فی الدِّین بَعْدَ الإِکْمَالِ ، و منه

16- الحَدِیث: «إِیَّاکُمْ و مُحْدَثَاتِ الأُمُورِ،فإِنَّ کُلَّ مُحْدَثَهٍ بِدْعَهٌ ،و کُلَّ بِدْعَهٍ ضَلالَهٌ ». أَوْ هِیَ ما اسْتُحْدِثَ بَعْدَ النَّبِیّ صلی اللّه علیه و آله و سلم مِنَ الأَهْوَاءِ و الأَعْمَالِ ، و ها قَوْلُ اللَّیْتِ .قْالَ :

و ج : بِدَعٌ ، کعِنَبٍ ، و أَنشَدَ:

ما زَالَ طَعْنُ الأَعَادِی و الوُشَاهِ بِنَا

و الطَّعْنُ أَمْرٌ مِنَ الوَاشِینَ لا بِدَعُ

ص:8


1- (1) سوره البقره الآیه 117. [1]
2- (2) قیدها یاقوت بالألف و اللام.
3- (3) سوره الأحقاف الآیه 9. [2]

و قالَ ابنُ السِّکِّیت: البِدْعَهُ :کُلُّ مُحْدَثَهٍ .و

16- فی حَدِیثِ (1)قِیَامِ رَمَضَانَ : «نِعْمَت البِدْعَهُ هذِه». و قالَ ابنُ الأَثِیرِ: البِدْعَهُ بِدْعَتَانِ : بِدْعَهُ هُدًی،و بِدْعَهُ ضَلالٍ ،فَمَا کانَ فی خِلافِ ما أَمَرَ اللّه به فهو فی حَیِّزِ الذَّمِّ و الإِنْکَارِ،و ما کَانَ وَاقِعَاً تَحْتَ عُمُومِ ما نَدَبَ اللّه إِلَیْهِ ،و حَضَّ عَلَیْه،أَوْ رَسُولُه،فهو فی حَیِّزِ المَدْحِ ،و ما لَمْ یَکُنْ لَهُ مِثَالٌ مَوْجُودٌ کنَوعٍ مِن الجُودِ و السَّخَاءِ،و فِعْلِ المَعْرُوفِ ،فهو من الأَفْعَالِ المَحْمُودَهِ ،و لا یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ ذلِکَ فی خِلاَفِ مَا وَرَدَ الشَّرْعُ به،لأنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم قد جَعَلَ له فی ذلِکَ ثَوَاباً،

14- فقالَ :

«مَنْ سَنَّ سُنَّهً حَسَنَهً کَانَ لَهُ أَجْرُها و أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا».

و

14- قال فی ضِدِّهِ : «مَنْ سَنَّ سُنَّهً سَیِّئهً کَانَ علیهِ وِزْرُهَا و وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا». و ذلِکَ إِذا کانَ فی خِلافِ ما أَمَرَ اللّه به و رَسُولُه،قال:«و من هذِا النَّوْعِ قَوْلُ عُمَرَ رَضِیَ اللّه تَعالَی عنه:«نِعْمَتِ البِدْعَهُ هذِه»لمّا کانَتْ من أَفْعَالِ الخَیْرِ، و دَاخِلَهً فی حَیِّز المَدْحِ سَمّاها بِدْعَهً و مَدَحَهَا،لإنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم لَمْ یَسُنَّهَا لَهُمْ ،و إِنَّمَا صَلاَّهَا لَیَالِیَ ثُمَّ تَرَکَهَا،و لَمْ یُحَافِظْ عَلَیْهَا،و لا جَمَعَ النّاسُ لَهَا،و لا کَانَتْ فی زَمَنِ أَبِیِ بَکْرٍ رَضِیَ اللّه عَنْه،و إِنَّمَا عُمَرُ جَمَعَ النّاسَ عَلَیْهَا و نَدَبَهُمْ إِلَیْهَا، فَبِهذَا سَمّاهَا بِدْعَهً ،و هی علی الحَقِیقَهِ سُنَّهٌ

14- لِقَوْلِه صلی اللّه علیه و آله و سلّم:

«عَلَیْکُمْ بسُنَّتَی و سُنَّهِ الخُلَفَاءِ الرّاشِدِینَ مِنْ بَعْدِی».

و

14- قَوْلُه صلی اللّه علیه و آله و سلّم: «اقْتَدُوا باللَّذَیْنِ مِنْ بَعْدِی:أَبِی بَکْرٍ و عُمَرَ!».

و عَلَی هذا التَّأْوِیلِ یُحْمَلُ

14- الحَدِیثُ الآخَرُ: «کُلُّ مُحْدَثَهٍ بِدْعَهٌ ». إِنّمَا یُریدُ ما خَالَفَ أُصُولَ الشَّرِیعَهِ و لَمْ یُوَافِق السُّنِّهَ (2)،و أَکْثَرُ ما یُسْتَعْمَلُ المُبْتَدِعُ عُرْفاً فی الذَّمِّ .

و مَبْدُوعٌ (3): فَرَسُ الحارِثِ بنِ ضِرَار بنِ عَمْرِو بنِ مالِکٍ .

الضَّبِّیِّ . کذا فی العُبَابِ ،و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ :فَرَسُ عَبْدِ الحارِثِ ،و هو الصَّوابُ ،و هو القائِلُ فِیه:

تَشَکَّی الغَزْوَ مَبْدُوعٌ و أَضْحَی

کأَشْلاءِ اللِّحَامِ بِه جُرُوحُ

فلاَ تَجْزَعْ من الحَدَثَانِ إِنّی

أَکُرُّ الغَزْوَ إِذْ جَلَبَ القُرُوحُ (4)

و قَالَ زُوَیْهِرُ بنُ عَبْدِ الحَارِث:

فَقُلْتُ لِسَعْدٍ لا أَبَا لِأَبِیکُمُ

أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنِّی ابنُ فارس مَبْدُوعِ ؟

و هذَا یُؤَیِّدُ ما فی التَّکْمِلَه،و سَیَأْتِی ذلِکَ لِلْجَوْهَرِیّ فی «ی د ع».

و بَدِعَ ،کفَرِحَ :سَمِنَ ، عن الأَصْمَعِیّ ،وَزْناً و مَعْنًی، و قد تَقَدَّمَ .

و بَدَع الشَّیْ ءَ کَمَنَعَهُ بَدْعاً : أَنْشَأَهُ و بَدَأَهُ ، کابْتَدَعَهُ ، و مِنْه البَدِیعُ فِی أَسْمَائِه تَعالَی،کما سَبَقَ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: بَدَعَ الرَّکِیَّهَ بَدْعاً : اسْتَنْبَطَها و أَحْدَثَها، و أَبْدَعَ و أَبْدَأَ بمَعْنًی وَاحِدٍ،و مِنْهُ البَدِیعُ فی أَسمَائه تَعَالَی، و هو أَکْثَرُ مَنْ بَدَع ،کما یُقَالُ :المُبْدِیء،و قد تقدّم.

و أَبْدَعَ الشَّاعِرُ:أَتَی بالبَدِیعِ من القَوْلِ المُخْتَرَعِ علی غَیْرِ مِثَالٍ سَابِقٍ .

و أَبْدَعَتْ به: الرَّاحِلَهُ :کَلَّتْ و عَطِبَتْ ، عَنِ الکِسَائِیّ ، أَو أَبْدَعَتْ به: ظَلَعَتْ أَوْ بَرَکَتْ فی الطَّرِیقِ من هُزَال أَو دَاءٍ، أَوْ لا یَکُونُ الإِبْدَاعُ إلاَّ بظْلَعٍ ، کما قالَهُ بَعْضُ الأَعْرَابِ .

و قَالَ أَبُو عُبَیْدَهَ :لَیْسَ هذا باخْتِلافٍ ،و بَعْضَه شَبِیهُ بَعْضٍ .

قُلْتُ :و

16- فی حَدِیثِ الهَدْیِ : «إِنْ هِیَ أَبْدَعَتْ ». أَی انْقَطَعَتْ عَنِ السَّیْر بکَلالٍ أَو ظَلَعٍ ،کَأَنَّهُ جَعَلَ انْقِطاعَهَا عَمّا کانَتْ مُسْتَمِرَّهً علیه من مَادَّهِ (5)السَّیْرِ إِبْداعاً ،أَیْ إِنْشَاءَ أَمْرٍ خَارِجٍ عَمّا اعْتِیدَ مِنْهَا.

و قال اللِّحْیَانِیّ :یُقَالُ : أَبْدَعَ : فُلانٌ بفُلانٍ ، إِذا فَظَع (6)به،و خَذَلَهُ ،و لَمْ یَقُمْ بحَاجَتِهِ ، و لَمْ یَکُنْ عند ظَنِّه به،و هو مَجَازٌ.

و من المَجَازِ:قَالَ أَبُو سَعِیدٍ: أَبْدَعَتْ حُجَّتُهُ . أَیْ بَطَلَتْ ، و فی الأَسَاسِ :ضَعُفَتْ .

و قالَ غَیْرُه: أَبْدَع بِرُّهُ بشُکْرِی،و قَصْدُهُ و إِیجابُه بوَصْفِی ،کَذا فی العُبَابِ .و فی اللِّسَان:فَضْلُهُ و إِیجَابُه بوَصْفِی: إِذا شَکَرَهُ عَلَی إِحْسَانِهِ إِلَیْهِ ،مُعْتَرِفاً بأَنَّ شُکْرَهُ لا یَفِی بإِحْسَانِهِ .

ص:9


1- (1) فی اللسان و [1]النهایه:و [2]فی حدیث عمر رض فی قیام رمضان.
2- (2) فی المطبوعه الکویتیه السَّنَه،ضبط قلم.
3- (3) فی الصحاح«بدع»و اللسان« [3]یدع»:میدوع.
4- (4) البیتان فی الصحاح و [4]اللسان [5]فی ماده«یدع»و فی الصحاح: [6]أبه کدوح» بدل«به جروح»و فی اللسان« [7]به فدوح».
5- (5) النهایه و [8]اللسان: [9]من عاده السیر.
6- (6) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«قطع»و مثلها فی التهذیب و اللسان.

و مِنَ المَجَازِ: أُبْدِعَ ،بالضَّمِّ ، أَیْ مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ :

أُبْطِلَ . قَالَ أَبُو سَعِیدٍ:یُقَالُ : أُبْدِعَتْ حُجَّتُهُ ،أَیْ أُبْطِلَتْ .

و أُبْدِعَ بفُلانٍ :عَطِبَتْ رِکَابُهُ أَوْکَلَّتْ و بَقِیَ مُنْقَطَعاً به و حَسِرَ عَلَیْه ظَهْرُه،أَو قامَ به،أَی وَقَفَ .و منهُ

14- الحَدِیثُ : «أَنَّ رَجُلاً أَتَی النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم فَقَالَ :یا رَسُولَ اللّه،إِنِّی أُبْدِعَ بِی فاحْمِلْنِی».

أَی انْقُطِعَ بِی،لکَلاَلِ رَاحِلَتِی.قال ابنُ بَرِّیّ :و شَاهِدُهُ (1)قَوْلُ حُمَیْدٍ الأَرْقَطِ :

لا یَقْدِرُ الحُمْسُ عَلَی جِبَابِهِ

إِلاَّ بِطُولِ السَّیْرِ و انْجِذابِهِ

و تَرْکِ ما أَبْدَعَ مِنْ رِکابِهِ

و بَدَّعَهُ تَبْدِیعاً :نَسَبَه إِلَی البِدْعَهِ ، کما فی الصّحاحِ .

و اسْتَبْدَعَهُ :عَدَّهُ بَدِیعاً ، کما فی الصّحاحِ .

و تَبَدَّعَ الرَّجلُ : تَحَوَّلَ مُبْتَدِعاً ، کما فی العُبَابِ ،قال رُؤْبَهُ :

إِنْ کُنْتَ لِلّه التَّقِیَّ الأَطْوَعَا

فَلَیْسَ وَجْهَ الحَقِّ أَنْ تَبدَّعَا

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیه:

رَکِیٌّ بَدِیعَهٌ :حَدِیثَهُ الحَفْرِ.و یُقَالُ :ما هُوَ منی (2)ببَدِیعٍ ، کما یُقَالُ : ببِدْعٍ .

و أَبْدَعَ الرَّجُلُ ،و ابْتَدَعَ :أَتَی ببِدعَهٍ .و من الأَخِیرِ قَوْلُه تَعَالَی: وَ رَهْبانِیَّهً اِبْتَدَعُوها (3).

و زِمامٌ بَدِیعٌ :جَدِیدٌ.

و فی المَثَلِ : «إِذَا طَلَبْتَ الباطِلَ أُبْدِعَ بِکَ » .

و أَبْدَعُوا بِهِ :ضَرَبُوهُ .

و أَبْدَعَ یَمِیناً:أَوْجَبَهَا،عن ابْنِ الأَعْرَابیّ .

و أَبْدَعَ بالحَجِّ و بِالسَّفَرِ:عَزَمَ عَلَیْه.

و أَمْرٌ بَادِعٌ : بَدِیعٌ .و البَدَائِعُ :مَوْضِعٌ فی قَوْلِ کُثَیِّرٍ:

بَکَی (4)إِنَّهُ سَهْلُ الدُّمُوعِ کَمَا بَکَی

عَشِیَّهَ جَاوَزْنَا بِحَارَ البَدَائعِ

و البَدِیعُ :لَقَبُ أَبِی الفَضْلِ أَحْمَدَ بنِ الحُسَیْنِ بنِ یَحْیَی بنِ سَعِیدٍ الهَمَذَانِیّ ،أَحَد الفُصَحاءِ صاحبِ المَقَامَاتِ الَّتِی حَذَا عَلَیْهَا الحَرِیرِیّ ،رَوَی عن ابْنِ فارِسٍ اللُّغَوِیّ ، و عِیسَی بن هشامٍ الأَخْبَارِیّ ،و عَنْهُ القاضِی أَبُو مُحَمَّدٍ عبدُ اللّهِ بنُ الحُسَیْنِ النَّیْسابُورِیُّ ،و ماتَ بهَرَاهَ مَسْمُوماً سَنَهَ ثلاثِمائهٍ و ثَمَانِیَهٍ و تسْعِین.

و أَیْضاً لَقَبُ عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ الحُسَیْن بنِ عَبْدِ الغَفّارِ الرَّیْحَانِیِّ الواعِظِ الصُّوفیِّ ،سَمِعَ زَاهِر بن طاهِرٍ،و أَبا الحُصَیْن،و صَحِبَ أَبا النَّجِیبِ ،تُوُفِّیَ سنهَ خَمْسِمِائَهٍ و إِحْدَی و ثَمَانِین.

بذع

البَذَعُ ،مُحَرَّکَهً أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ اللَّیْثُ :

هو شِبْهُ الفَزَع.

و المَبْذُوعُ :المَذْعُورُ المُفَزَّعُ . و قالَ أَعْرَابِیّ : بَذِعُوا فابْذَعَرُّوا،أَی فَزِعُوا فتَفَرَّقُوا.قال الأَزْهَرِیّ :ما سَمِعْتُ هذا لِغَیْرِ اللَّیْثِ .

و بَذَعَه ،کمَنَعَهُ بَذْعاً : أَفْزَعَهُ ، کأَبْذَعَه ، و کذلِکَ ندع (5).

و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ : بَذَعَ الحُبُّ ، بالضَّمِّ : قَطَرَ المَاءَ، و کَذلِکَ مَذَعَ و ذلِکَ القَطْرُ السائلُ بَذْعٌ ، بالفَتْحِ ،و مَذْعٌ ، بِالْمِیمِ .

و صُبْحُ بنُ بَذِیعٍ ،کَأَمِیرٍ:مُحَدِّثٌ خُرَاسَانِیٌّ ،رَوَی عَنْه أَحْمَدُ بنُ أَبِی الحَوَارِیِّ . قُلت:و ضَبَطَه الحافِظُ «بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ».قال:و ضَبَطَه الأَشیرِیّ أَیْضاً هکَذَا،فَتَأَمَّل.

برثع

بُرْثُعٌ ،کقُنْفُذٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ دُرَیْد: اسْمٌ ، کَذَا فی العُبَابِ و اللِّسَانِ .

بردع

البَرْدَعَه ، بإِهْمَالِ الدَّالِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قال شَمِرٌ:هو لُغَه فی الذّالِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قال شَمِرٌ:هو لُغَه فی الذّالِ المُعْجَمَهِ ،و هُوَ الحِلْسُ الَّذِی یُلْقَی تَحْتَ الرَّحْلِ ، و خَصَّ بَعْضُهُمْ بِهِ الحِمَارَ،و قد تَقَدَّمَ فی السِّین أَنَّ الحِلْسَ غَیْرُ البَرْدَعَهِ ،فانْظُرْهُ .

ص:10


1- (1) جاء کلام ابن یری فی اللسان [1]بعد قوله:و أُبْدِع به و أُبْدَعَ :کلّت راحلته أو عطبت،و بقی منقطعا به..قال:و شاهده....
2- (2) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
3- (3) سوره الحدید الآیه 27. [2]
4- (4) عن الدیوان و بالأصل«بلی».
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و کذلک ندع،هکذا هو فی النسخ التی بأیدینا».

و بَرْدَعَهُ ، بِلا لامٍ کما هُوَ المَشْهُور، و قَدْ تُنْقَظُ دَالُه، و قالَ یاقُوتٌ :و رَوَاهُ أَبُو سَعِیدٍ (1)بالدال المُهْمَلَه: د،بأَقْصَی أَذْرَبِیجَانَ ، مِنْهُ إِلَی جَنْزَهَ تِسْعَهُ فَرَاسِخَ .و قال الإِصْطَخْرِیّ :

و هی مَدِینَهٌ کَبِیرَهٌ جِدًّا،أَکْیَرُ من فَرْسَخٍ فی فَرْسَخٍ ،و هی نَزِهَهٌ خِصْبَهٌ ،کَثِیرَهُ الزَّرْعِ و الثِّمَارِ جِدًّا،و لَیْسَ ما بَیْنَ العِرَاقِ و خُرَاسَانَ بَعْدَ الرِّیِّ و أَصْبَهَانَ مَدِینَهٌ أَکْبَرُ و لا أَخْصَبُ و لا أَحْسَنُ مَوْضِعاً منها.قالَ یاقُوتٌ :فأَمّا الآنَ فَلَیْس کذلِکَ ،فقد لَقِیتُ من أَهْلِ بَرْدَعَه بأَذْرَبِیجَانَ رَجُلاً سَأَلْتُه عَنْ بَلَدِهِ ،فذَکَرَ أَنَّ آثَارَ الخَرَابِ بِها کَثِیرٌ،و لَیْسَ بها الآنَ إِلاّ کَما یَکُونُ فی القُرَی،ناسٌ قَلِیلٌ ،و حَالٌ مُضْطَرِبٌ ، و دُورٌ مُنْهَدِمَهٌ ،و خَرابٌ مُسْتَوْلٍ ،فسُبْحَانَ مَنْ لَهُ فی خَلْقِهِ تَدْبِیرٌ.قالَ یاقُوتٌ :فَتَحَهَا سَلْمَانُ بنُ رَبِیعَهَ الباهِلِیّ فی أَیّامِ عُثْمَانَ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،صُلْحاً بَعْدَ فَتْح بَیْلَقَانَ ،و قَدْ ذَکَرَهَا مُسْلِمُ بْنُ الوَلِیدِ فی شِعْرِهِ یَرْثِی یَزِیدَ بنَ مَزْیَدٍ،و کانَ ماتَ ببَرْدَعَهَ سَنَهَ مِائَهٍ و خَمْسٍ و ثَلاثِینَ :

قَبْرٌ بِبَرْدَعَه (2)اسْتَسَرَّ ضَرِیحُهُ

خَطَراً تَقاصَرُ دُونَهُ الأَخْطَارُ

أَجَلٌ تَنَافَسَهُ الحِمَامُ و حُفْرَهٌ

نَفِسَتْ عَلَیْهَا وَجْهَک الأَحْجَارُ

أَبْقَی الزَّمَانُ عَلَی مَعَدٍّ بَعْدَهُ

حُزْناً لَعَمْرُ الدَّهْرِ لَیْسَ یُعَارُ

قالَ حَمْزَهٌ : بَرْدَعَهُ مُعَرَّبُ بَرْدَهْ دان، و مَعْنَاهُ بالفارِسِیَّهِ :

مَوْضِعُ السَّبْیِ ،و ذلِکَ لأَنَّ مَلِکاً مِنْهُمْ ، أَیْ من مُلُوکِ الفُرْسِ سَبَی سَبْیاً مِنْ وَرَاءِ أَرْمِینِیَهَ و أَنْزَلَهُمْ هُنَالِکَ ، ثُمَّ غَیَّرَتْهُ العَرَبُ لبَرْدَعَهَ . مِنْهُ أَبْو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بنُ یَحْیَی بنِ هِلالٍ البَرْدَعِیُّ الشّاعِرُ نَزِیلُ بَغْدادَ،رَوَی عَنْهُ أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِیسیّ ، و مَکِّیُّ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَعْدَوَیْهِ البَرْدَعِیّ (3)المُحَدِّثُ المُکْثِرُ الرَّحّالُ ،سَمِعَ بدِمَشْقَ ابن جَوْصا،و ببغدَاد أَبا القاسمِ البَغَوِیّ ،و بمصر أَبا جَعْفَر الطَّحاوِیّ ،رَوَی عنه الحاکِم أَبُو عَبْدِ اللّه،و کانَ نَزَلَ نَیْسَابُورَ سَنَهَ ثَلاثِمَائَهٍ و ثَلاثِینَ ،و أَقَامَ بِهَا،ثُمَّ خَرَجَ إِلی ما وَرَاءِ النَّهْرَ سَنَهَ خَمْسِینَ ،و تُوُفِّیَ بالشّاشَ سَنَهَ ثلاثِمَائه و أَرْبَعَهٍ و خَمْسِینَ .و مِمَّن یُنْسَبُ إِلَیْهأَیْضاً:أَبو عُثْمَانَ سَعِیدُ بنُ عَمْرِو بن عَمّارٍ الأَزْدِیّ البَرْذَعِیُّ الحافِظُ ،و أَبُو بَکْرٍ عَبْدُ العَزِیزِ بنُ الحَسَنِ البَرْدَعِیّ (4)الحافِظُ ،و غَیْرُهما.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: رَجُلٌ مُبْرَنْدِعٌ عن الشَّیْ ءِ، أَیْ مُنْقَبِضٌ وَجْهُه. کَذا فی العُبَابِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :مُتَقَبِّضٌ .

و فی التَّکْمِلَهِ :رَجٌلٌ مُبْرَنْدِعٌ عن الشَّیْ ءِ،إِذا انْقَبَضَ عَنْه (5).

برذع

البَرْذَعَهُ بالذّالِ المُعْجَمَه،لُغَهٌ فی البَرْدَعَه نَقَلَهُ شَمِرٌ،قال رُؤْبَهُ :

و تَحْتَ أَحْناءِ الرِّحال البَرْذَعُ

و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ علی الإِعْجَامِ و یُنْسَبُ إِلَی عَمَلِهَا مُحَدِّثُونَ ، و قد یُنْسَب إِلی الجَمْعِ فیُقَالُ : البَرَاذِعِیُّ ، کالأَنْمَاطِیّ .

و البَرْذَعَهَ : أَرْضٌ لا جَلَدٌ و لا سَهْلٌ ، و الجَمْعُ البَرَاذِعُ .

و بَرْذَعَهُ : د،بأَذْرَبِیجانَ و إِهْمَالُ ذالِهِ أَکْثَرُ،و قَدْ تَقَدَّمَ ذلِکَ .

و بَرْذَعُ بنُ زَیْدِ بنِ النُّعْمَانِ ،ابنُ أَخِی قَتَادَهَ بنِ النُّعْمَانِ :

صَحَابِیٌّ أَوْسِیٌّ أُحُدِیٌّ شاعِرٌ، ذَکَرَهُ ابنُ الأَثِیرِ فی أُسْدِ الغَابَه.

و قالَ أَبُو زَیْد: ابْرَنْذَعَ لِلْأَمْرِ ابْرِنْذَاعاً : اسْتَعَدَّ لَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

بَرْذَعٌ ،کجَعْفَرٍ:اسْمُ رَجُلٍ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

لَعَمْرُ أَبِیهَا لا تَقُولُ ،حَلِیلَتِی:

أَلا إِنَّهُ قَدْ خَانَنِی الیَوْمَ بِرْذَعُ

و بَرْذَعُ بنُ یَزِیدَ بنِ عَامِرٍ:صحابِیٌّ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ .

و ابْرَنْذَعَ أَصْحَابَه:تَقَدَّمَهُم،کَذا فی الغَرِیبِ المُصَنَّفِ ، و تَبِعَهُ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ أَثْنَاءَ غَزْوَهِ بَدْرٍ.و فی اللِّسَانِ :

و هو نَادِرٌ،لأَنَّ مِثْلِ هذِه الصِّیغَهِ لا یَتَعَدَّی.

و جَوُّ بَرْذَعَهَ :أَرْضٌ لبَنِی نُمَیرٍ بالیَمَامَهِ فی جَوْفِ الرَّمْلِ ، و فِیهَا نَخْلٌ .کَذا فی المُعْجَم.

ص:11


1- (1) فی معجم البلدان«برذعه»:أبو سعد.
2- (2) فی معجم البلدان: [1]برذعه معرب برده دار.
3- (3) فی معجم البلدان: [2]البرذعی بالذال المعجمه.
4- (4) فی معجم البلدان: [3]البرذعی بالذال المعجمه.
5- (5) انظر الجمهره 400/3 و فیها:إِذا تقبض عنه.

برشع

البِرْشَاعُ ،بالکَسْرِ، هو الأَهْوَجُ الضَّخْمُ الجَافِی، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و زادَ غَیْرُه:المُنْتَفِخ،و أَنشد الجَوْهَرِیُّ لِرُؤْبَهَ :

لا تَعْدِلِینِی بِامْرِیءٍ إِرْزَبِّ

و لا بِبِرْشاعِ الوِخَامِ وَغْبِ

قال ابنُ بَرّیّ ،و الصّاغَانِیّ :الإِنْشَادُ مُخْتَلٌّ ،و صَوَابُهُ :

لا تَعْدِلِینِی-و اسْتَحِی-بِإِزْبِ

کَزِّ المُحَیَّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ

وَغْلٍ و لا هَوْهَاءَهٍ نِخَبِّ

و لا بِبِرْشاعِ الوِخَامِ وَغْبِ

قال ابنُ بَرّیّ ،و هذا الرَّجَزُ قَدْ أَوْرَدَه الجَوْهَرِیّ فی تَرْجَمَه«و غ ب»فَقَالَ :

و لا بِبِرْشامِ (1)الوِخَامِ وَغْبِ

قُلتُ :و أَنْشَدَ فی«أَنح»:

کَزّ المحَیَّا أُنَّحٍ إِرزَبِّ

عَلَی الصَّوابِ ،و غَیَّرَه هُنَا.

و البِرْشَاعُ : السَّیِّ ءُ الخُلُقِ ، کالبِرْشِعِ ،کزِبْرِجٍ ، عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و بِرْشاعَهُ ،بالکَسْرِ:مَنْهَلٌ بَیْنَ الدَّهْنَاءِ و الیَمَامَهِ ، نَقَلَهُ یَاقُوتُ عن الحَفْصِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

البِرْشاعُ :الأَحْمَقُ الطَّوِیلُ ،و قِیلَ :هو المُنْتَفِخُ الجَوْفِ ، لا فُؤَادَ له.

برع

برعَ ،و یُثَلَّثُ ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الفَتْح و الضَّمِّ .و قالَ الصَّاغَانِیُّ :و بَرِعَ ،کفَرحَ لُغَهٌ فِیها بَرَاعَهً ، هو مَصْدَرُ بَرُعَ ککَرُمَ ،و عَلَیْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ أبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ:

لَوْ أَنَّ أَصْحَابِی بَنُو خُنَاعَه

أَهْلُ النَّدَی و الحَزْمِ و البَرَاعَهْ (2)

و زادَ فی المُحْکَمِ : بُرُوعاً ، بالضَّمِّ ،و هو مَصْدَرُ بَرَعَ ، کَنَصَرَ: فَاقَ أَصْحَابَهُ فی العِلْمِ و غَیْرِهِ ، کَمَا فی الصّحاحِ ، أَوْ تَمَّ فی کُلِّ فَضِیلَهٍ و جَمَالٍ ، کما فی المُحْکَمِ . فهو بارِعٌ ،و هی بارِعَهٌ ، و قَدْ أَغْفَلَ عن اصْطِلاحِهِ هُنَا فَتَنَبَّهْ .

و بَرَعَ صَاحِبَه، إِذا غَلَبَهُ . و قَال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَالُ :

بَرَعَهُ و فَزَعَهُ ،إِذا عَلاهُ وفَاقَه،و کُلُّ مُشْرِفٍ بَارِعٌ ،و فَارِعٌ .

و فی العُبَابِ : هذا أَبْرَعُ مِنْهُ ، أَیْ أَضْخَمُ . قالَ أَبُو ذُؤیْبٍ یَصِفُ ثَوْراً رُمِیَ :

فکَبَا کما یَکْبُو فَنِیقٌ تارِزٌ

بالخَبْتِ ،إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ أَبْرَعُ

أَیْ إِلاَّ أَنَّ الفَنِیقَ هو أَضْخَمُ من الثَّوْرِ.و فی شَرْح الدِّیوانِ :أَعْظَمُ منه.

و أَمْرٌ بارعٌ : سَنِیُّ جَمِیلٌ .و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

البَرِیعَهُ : المَرْأَهُ الفائِقَهُ الجَمَالِ (3)و العَقْلِ .

و البَرْعُ ، بالفَتْح: حِصْنٌ بذَمَار بالیَمَنِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ و یَاقُوتٌ .

و بَرْعَهُ :مِخْلافٌ بالطّائف، نَقَلاهُ أَیْضاً.

و بُرَعُ ، کَزُفَرَ:جَبَلٌ بتِهَامَهَ (4)بالقُرْبِ من وَادِی سهَامٍ ، فیه قَلْعَهٌ حِصِینَهٌ ،و قُریً عِدَّهٌ ،یَسْکُنُها الصَّنابِرُ مِنْ حِمْیَر، و له سُوقٌ ،و قد نُسِبَ إِلَیْهِ من المتَأَخِّرِینَ الشاعِرُ المُفْلِقُ عَبْدُ الرَّحِیم بن أَحْمَدَ البُرْعِیُّ ،مَادِحُ المُصْطَفَی صلی اللّه علیه و آله و سلّم، و المَوْجُودُ فی أَیْدِی النّاسِ هو دِیوَانُهُ الصَّغِیرُ،و لَهُ مَقَامٌ عَظِیمٌ ببَلَدِهِ ،و ذُرِّیَّهٌ صالِحَهٌ .

و بَرْوَعُ ،کجَرْوَل، هکَذَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِیّ ،قالَ : و لا یُکْسَرُ فإِنَّهُ خَطَأٌ،و عَزَاهُ لِأَصْحَابِ الحَدِیثِ و عَلَّلَ بأَنَّهُ لَیْسَ فی الکَلامِ فِعْوَل إِلاّ خِرْوَع،و عِتْوَدٌ،اسْمُ وَادٍ،و نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ أَیْضاً هکَذَا،و زادَ و عِتْوَر،قالَ :و لَیْسَ بِتَصْحِیفِ عِتْوَدٍ،و کَذلِکَ جَزَمَ المُطَرِّزِیُّ فی«المُغْربِ »و ابنُ دُرَیْدٍ فی «الجَمْهَرَهِ »بأَنَّ الکَسْرَ خَطَأٌ،و قَدْ جَزَمَ أَکْثَرُ المُحَدِّثِینَ

ص:12


1- (1) کذا،و الذی فی الصحاح و غب:و لا ببرشاع.
2- (2) المشطوران فی دیوان الهذلیین 236/2 فی شعر أبی صخر الهذلی. و بهامشه قال:خناعه:قبیله من هذیل،و قد أورد السکری هذا البیت: لو أن أصحابی بنو خزاعه أهل الندی و المجد و البراعه ثم قال:خزاعه حی من هذیل.
3- (3) فی اللسان:بالجمال.
4- (4) فی معجم البلدان:جبل بناحیه زبید بالیمن.

بصِحَّهِ الکَسْرِ،و رَوَوْه هکَذَا سَمَاعاً.و فی«الغایَهِ »هو بالکَسْرِ،وَ الفَتْحِ ،و الکَسْرُ أَشْهَرُ:اسْمُ امْرَأَهٍ ،و هی بِنْتُ وَاشِقٍ الرُّواسِیَّه،و قِیلَ :الأَشْجَعِیَّه زَوْجُ هِلاَلِ بنِ مُرَّهَ ، صَحَابیَّهٌ ،رَوَیَ عَنْهَا سَعِیدُ بنُ المُسَیّب.

و بَرْوَعُ : نَاقَهٌ لعُبَیْدِ بنِ حُصَیْنٍ النُّمَیْرِیّ الرّاعِی الشّاعِرُ، و هو القائِل فِیهَا و فِی نَاقَتِهِ الأُخْرَی عِفَاسَ :

إِذا بَرَکَتْ مِنْهَا عَجَاساءُ جِلَّهٌ

بِمَحْنِیَهٍ أَشْلَی العِفَاسَ و بَرْوَعَا (1)

و مِنْ ذلِکَ کانَ یَدْعُو جَرِیرٌ -و عِبَارَهُ الصّحّاحِ :و مِنْهُ کانَ جَرِیرٌ یَدْعُو- جَنْدَلَ بنَ الرّاعِی بَرْوَعاً .

و قال ابنُ بَرِّیّ : بَرْوَعُ :اسْمُ أُمِّ الرَّاعِی،و یُقَالُ :اسْمُ ناقَتِهِ ،قالَ جَرِیرٌ یَهْجُوهُ :

فما هِیبَ (2)الفَرَزْدَقُ قَدْ عَلِمْتُمْ

و مَا حَقُّ ابْنِ بَرْوَعَ أَنْ یُهابَا

و یُقَالُ : تَبَرَّعَ فُلانٌ بالعَطَاءِ، أَیْ تَفَضَّلَ بمَا لا یَجِبُ عَلیْه، (علیه السلام)و قِیلَ :أَعْطَی من غَیْرِ سُؤالٍ .قالَ الزَّمَخْشَرِیّ :کَأَنَّهُ یَتَکَلَّفُ البَرَاعَهَ فیه و الکَرَمَ .

و فی الصّحاح: فَعَلَهُ مُتَبَرِّعاً ، أَیْ مُتَطَوِّعاً، و هو من ذلِکَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بَرَعَ الجَبَلَ :عَلاه.

و سَعْدُ البَارِعِ :نَجْمٌ مِنَ المَنَازِلِ .

و جَارِیَهٌ بَارِعَهٌ ،أَیْ جَمِیلَهٌ .

و البَارِعُ :لَقَبُ أَبِی عَبْدِ اللّه الحُسَیْنِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ الوَهّابِ الحارِثیّ البَغْدَادِیّ الأَدِیب،ذَکَرَهُ ابنُ العَدِیمِ فی تاریخِ حَلَبَ .

برقع

البُرْقع ،کقُنْفُذ و جُنْدَب (3)و عُصْفُور، هکَذَا نَقَلَ الجَوْهَرِیّ هذِه اللُّغَاتِ الثَّلاثَهَ (4)،و هو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِیّ ، قالَ : یَکُونُ للنِّسَاءِ و الدَّوَابِّ ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ لشَاعرٍ یَصِف خِشْفاً:

و خَدٍّ کبُرْقُوعِ الفَتَاهِ مُلَمَّعٍ

و رَوْقَیْن لَمّا یَعْدُوَا أَن تَقَشَّرا

قُلْتُ :هکَذا فی نُسَخ الصّحاحٍ .و یُرْوَی:لَمّا یَعْدُ أَنْ یَتَقَشَّرا.و قالَ الصّاغَانِیُّ :الشِّعْرُ للنَّابِغَهِ الجَعْدِیّ یَصِفُ بَقَرَهً مَسْبُوعَهً ،و الرِّوَایَهُ :«و خَدًّا»و«مُلَمَّعاً»،و صَدْرُهُ (5):

فَلاقَتْ بَیَاناً عِنْدَ أَوَّلِ مَعْهَدٍ

إِهاباً و مَعْبُوطاً (6)مِنَ الجَوْفِ أَحْمَرا

و هکَذَا قالَهُ ابنُ بَرِّیّ أَیْضاً،و قالَ فی قَوْلِهِ :«فَلاَقَت» یَعْنِی بَقَرَهَ الوَحْشِ الَّتِی أَخَذَ الذِّئْبُ وَلَدَهَا.و فی اللّسَان و العُبَابِ :و قَدْ أَنْکَرَ أَبُو حاتِمٍ اللُّغَهَ الثّانِیَهَ و الثّالِثَهَ و کانَ یُنْشِدُ بَیْتَ الجَعْدِیّ :

و خَدٍّ کبُرْقُع الفَتَاهِ .

قالَ :و مَنْ أَنْشَدَه« کبُرْقُوع »فإِنَّمَا فَرَّ من الزِّحافِ .و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ لِأَبِی النَّجْمِ :

مِنْ کُلِّ عَجْزَاءَ سَقُوطِ البُرْقُعِ

بَلْهَاءَ لَمْ تُحْفَظْ و لم تُضَیَّعِ

و قال اللَّیْثُ :جَمْعُ البُرْقُعِ البَرَاقِعُ .قالَ و فیه خَرْقَانِ للْعَیْنَیْنِ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لِأَبِی النَّجْم:

إِنّ ذَوَاتِ الأُزْرِ و البَرَاقِعِ

و البُدْن فی ذاکَ البَیَاض النّاصِعِ

لَیْسَ اعْتِذارِی عِنْدَهَا بِنَافِعِ

و لا شَفاعاتٍ لِذَاکَ الشَّافِعِ

و من قَوْلِ العَامَّهِ فی العَکْسِ المُسْتَوِی:«عَقارِبُ تَحْتَ بَرَاقِعَ ».

و یُقَالُ : بَرْقَعَهُ بَرْقَعَهً : أَلْبَسَهُ إِیّاه فَتَبَرْقَعَ ، أَی لَبِسَهُ .قالَ تَوْبَهُ بنُ الحُمَیِّر:

و کُنْتُ إِذا ما جِئْتُ لَیْلَی تَبَرْقَعَتْ

فَقَدْ رَابَنِی مِنْهَا الغَدَاهَ سُفُورُهَا

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : البُرْقُعُ کقُنْفُذٍ:سِمَهٌ لِفَخِذِ البَعِیرِ، حَلْقَتَانِ بَیْنَهُمَا خِبَاطٌ فِی طُولِ الفَخِذِ،و فِی العَرْضِ الحَلْقَتانِ ، صُورَتُهَا هکَذَا 5/5.

ص:13


1- (1) دیوانه ص 170 و فیه:«و إِن برکت»بدل«إذا»و انظر تخریجه فیه.
2- (2) دیوانه ص 71 و فیه:فما هبت.
3- (3) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:و خندف.
4- ((*)) کذا بالأصل و الصواب:الثلاث.
5- (4) کذا،و الأفضل:و قبله.
6- (5) عن جمهره أشعار العرب و التکمله،و بالأصل«و مغبوطا».

و البُرْقُعُ أَیْضاً: مَاءٌ لبَنِی نُمَیْرٍ ببَطْنِ الشُّرَیْفِ .نَقَلَهُ یاقُوتٌ و الصَّاغَانِیّ (1).

و بُرْقُعُ ، بِلا لامٍ :اسْمٌ للْعَنْزِ إِذا دُعِیَتْ لِلْحَلْبِ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: جُوعٌ برْقُوعٌ ،کعُصْفُورٍ،و صَعْفُوقٍ ، جاءَ الأَخِیرُ نَادِراً نَدْرَهَ صَعْفُوقٍ ، و کَذلِکَ جُوعٌ یُرْقُوعٌ بالیاءِ التَّحْتِیَّهِ المَضْمُومَهِ ،و لَیْسَ بِتَصْحِیف،بل هی لُغَهٌ ثالِثَهٌ ، و کذلِکَ بُرْکُوع و بَرْکُوعٌ کُلُّ ذلِکَ بمَعْنًی وَاحِدٍ،أَیْ شَدِیدٌ.

و البُرْقعُ کزِبْرِجٍ ،و قُنْفُذٍ:اسمٌ للسَّمَاءِ. و قالَ أَبُو عَلِیّ الفَارِسِیّ :هی السَّمَاءُ السّابِعَهُ لا یَنْصَرِفُ ،و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ أَیْضاً هکَذَا.

أَوْ هی اسْمُ السّمَاءِ الرّابِعَهِ ،کما نَقَلَهُ الأَزْهَرِیّ عن اللَّیْثِ ،و قالَ جاءَ ذِکْرُهُ فی بَعْضِ الأَحَادِیثِ .

أَوْ هی اسْمُ السّمَاءِ الأُولَی و هی سَمَاءُ الدُّنْیا،کَما قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،قالَ :الدُّنْیا،کَما قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،قالَ :زَعَمُوا، و کَذلِکَ قَالَهُ ابنُ فارِس،قالَ :و الباءُ زائدَهٌ ،و الأَصْلُ الرّاءُ و القَافُ و العَیْنُ ،لِأَنَّ کُلَّ سَمَاءٍ رَقِیعٌ ،و السَّموَاتُ أَرْقِعَهٌ ، و صَوَّبَ الصَّاغَانِیّ قَوْلَ الأَزْهَرِیِّ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِأُمَیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْتِ :

فکَأَنَّ بِرْقِعَ و المَلائِکَ تَحْتَهَا (2)

سَدِرٌ تَوَاکَلَهُ القَوائمُ أَجربُ

هکَذا هو فی نُسَخِ الصّحاحِ ،و هو غَلَطٌ ،و الرِّوَایَهُ الصَّحِیحَهُ «أَجْرَدُ»بالدَّالِ ،کما نَبَّهَ عَلَیْهِ ابنُ بَرِّیّ و الصّاغَانِیّ ،و القَصِیدَهُ دالِیَّهٌ .و زادَ ابنُ بَرِّیّ :و ما وَصَفَهُ الجَوْهَرِیّ فی تَفْسِیرِ هذا البَیْتِ هَذَیَانٌ مِنْهُ (3)،و سَمَاءُ الدُّنْیَا هی الرَّقِیعُ .قُلْتُ :و قَدْ تَقَدَّم البَحْثُ فی ذلک فی«س د ر» فراجِعْهُ .

و بِرْکَهُ بُرْقُع ،کقُنْفُذٍ،بِأَعْلَی الشّامِ ،و قَدْ أَهْمَلَهُ یاقُوتٌ و الصّاغَانِیّ ،و هو غَیْرُ الَّذِی ببَطْنِ الشُّرَیْفِ ،فإِنّ ذلِکَ بنَجْدٍ.

و المُبَرْقَعَه ،بفَتْحِ القافِ :الشَّاهُ البَیْضَاءُ الرَّأْسِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .قالَ : و بکَسْرِها:غُرَّهُ الفَرَسِ الآخِذَهُ جَمِیعَ وَجْهِهِ غَیْرَ أَنَّه یَنْظُر فی سَوادٍ، زادَ غَیْر،و قَدْ جاوَزَ بَیاضَ الغُرَّهِ سُفْلاً إلی الخَدَّیْنِ من غَیْرِ أَنْ یُصِیبَ العَیْنَیْنِ .یُقالُ :

فَرَسٌ مُبَرْقَعٌ ،و غُرَّهٌ مُبَرْقِعَهٌ .

و مِنَ المَجَازِ: بَرْقَعَ لِحْیَتَهُ ، أَی صارَ مَأْبُوناً، مَعْنَاه تَزَیَّا بزِیِّ مَنْ لَبِس البُرْقُعِ ،و مِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ:

أَلَمْ تَرَ قَیْساً قَیْسَ عَیْلانَ بَرْقَعَتْ

لِحَاهَا و بَاعَتْ نَبْلَهَا بالمَغَارِل

و من المَجَازِ: بَرْقَع فُلاناً بالعَصَا بَرْقَعَهً : ضَرَبَهُ بها بَیْنَ أُذُنَیْهِ ، أَی حَتَّی صارَ کالبُرْقُعِ عَلَی رَأْسِهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

قال الفَّرَاءُ: بِرْقَعُ ،نادِرٌ نُدْرَه هِجْرَع:اسْمٌ للسَّماءِ عن ابنِ عَبَّادٍ،و نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ أَیْضاً،و قالَ :جَاءَ علی فَعْلَلِ ، و هو غَرِیبٌ نادِرٌ.قُلْتُ :و لَعَلَّ قَوْلَ المُصَنِّفِ فی اسْمِ السّمَاءِ و کَقُنْفُذٍ تَصْحِیفٌ عَنْ هذا،فَتَأَمَّلْ .

و المُبَرْقَعُ :لَقَبُ مُوسَی بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیِّ بنِ مُوسَی الکاظِم،الحُسَیْنِیّ ،المَدْفُونُ بِقُمّ ،و یُقَالُ لِوَلَدِهِ الرّضَوِیُّونَ .

برکع

البُرْکُع ،کقُنْفُذ:الرَّجُلُ القَصِیرُ ،و کَذا الجَمَلُ القَصِیرُ،کَذا قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.بَلْ فی اللِّسَان: البُرْکُعُ :

القَصِیرُ من الإِبِلِ خاصَّهً ،فاقْتِصارُ المُصَنِّفِ عَلَی الرَّجُلِ قُصُورٌ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً: البُرْکُعُ : فَصِیلٌ لا یَصِلُ (4)عُنُقُهُ إِلَی الأَرْضِ .

و بَرْکَعَ بالسَّیْفِ :ضَرَبَ و قَطَعَ ،قالَهُ أَبُو عُبَیْدَهَ ،و کَذلِکَ بَلْکَعَ . و بَرْکَع : صَرَعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و کَذلِکَ کَرْبَعَ .

و بَرْکَعَ بَرْکَعَهً : قَامَ عَلَی أَرْبَعٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقَالُ : بَرْکَعَ الرَّجُلُ ،إِذا سَقَطَ عَلَی رُکْبَتَیْهِ ، کَذَا فی اللِّسَانِ و المُحِیطِ .

ص:14


1- (1) قیدها یاقوت:البَرْقَعه بفتح فسکون ففتح،ضبط قلم،و زیاده هاء فی آخرها.
2- (2) فی الصحاح:حوله.
3- (3) قال الجوهری فی شرحه للبیت:قوله:سدر أی بحرٌ،و أجرب صفه البحر المشبه به السماء،فکأنه وصف البحر بالجرب لما یحصل فیه من الموج أو لأنه تری فیه الکواکب کما تری فی السماء،فهی کالجرب له.
4- (4) فی التکمله:الذی یصل عنقه.

و تَبَرْکَعَ الرَّجُلُ : وَقَعَ عَلَی اسْتِهِ مَصْرُوعاً،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ:

و مَنْ هَمَزْنا عِزَّهُ تَبَرْکَعَا

عَلَی اسْتِهِ زَوْبَعَهً أَوْ زَوْبَعَا

و قَال الصّاغَانِیّ :هُوَ إِنشَادٌ مُدَاخَلٌ ،و الرَّجَزُ لِرُؤْبَهَ ، و الرِّوایَهُ :

و مَنْ هَمَزْنا عَظْمَهَ تَلَعْلَعا

و مَنْ أَبَحْنَا عِزَّهُ تَبَرْکَعَا (1)

و قال ابنُ بَرِّیّ :هکَذَا ذَکَرَهُ ابنُ دُرَیْدٍ:زَوْبَعَهً أَوْ زَوْبَعاً، و صَوابُه بالرّاءِ،[و کذلک هو فی شعر رؤبه] (2).

قُلْتُ :و قَدْ قَلَّدَ الجَوْهَرِیُّ ابنَ دُرَیْدٍ فرَواهُ بالزَّای، و سَیَأْتِی.

وجوع بُرْکُوعٌ ، بالضَّمِّ ، کبُرْقُوعٍ زِنَهً و مَعْنًی، أَیْ شَدِیدٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

البُرْکُعُ ،کقُنْفُذٍ:المُسْتَرْخِی القَوائمِ فِی ثِقَلٍ .وجُوعٌ بَرْکُوعٌ ،بالفَتْحِ ،عَنْ أَبِی عَمْرٍو،و هو نادِرٌ،و قد تَقَدَّمَ .

بزع

بَزُعَ الغُلامُ ،کَکَرُمَ بَزَاعَهً فهو بَزِیعٌ ،و هی بَزِیعَه ، أَی صَارَ ظَرِیفاً مَلِیحاً کَیِّساً ذَکِیَّ القَلْبِ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .قالَ :و لا یُقَالُ إِلاّ لِلْأَحْدَاثِ من الرِّجالِ و النِّسَاءِ، کتَبَزَّعَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،یُقَالُ : تَبَزَّعَ الغُلاَمُ ،أَی ظَرُفَ .

و قالَ أَبُو الغَوْثِ : البَزِیعُ ، کأَمِیرٍ:الغُلامُ یَتَکَلَّمُ و لا یَسْتَحْیِی، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .قالَ :و البَزَاعَهُ مِمّا یُحْمَدُ بِهِ الإِنْسَانُ .

و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ: البَزِیعُ : الخَّفِیفُ اللَّبِقُ من الرِّجَالِ ، کالبُزَاعِ ،کغُرَابٍ . و هذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و قالَ :حَکَاهُ أَبُو عُبَیْدَهَ عن یُونُس بن حَبِیب الضَّبِّیِّ النَّحْوِیّ .

و أَبُو حازِمٍ بَزِیعٌ الکوفِیَّ .و بَزِیعٌ الضَّبِّی [و المَخْزومِیُّ ] (3).و بَزِیعٌ العَطَّارُ.و بَزِیعُ بن عَبْدِ الرَّحْمَن.

و أَبُو سَهْلٍ تَمَّامُ بنُ بَزِیعٍ . وفاتَهُ أَبُو عَمْرٍو بَزِیعٌ مَولَی بَنِیمَخْزُومٍ : مُحَدِّثُون، و قَدْ تَکَلَّمُوا فی أَبِی حازِم،و أَبِی سَهْلٍ ،کَذا قَالَهُ الصّاغَانِیّ .

قُلْتُ :أَمّا أَبو حَازِمٍ فإِنَّهُ بَزِیعُ بنُ عبدِ اللّه اللَّحّامُ ،یَرْوِی عن الضَّحّاکِ .قَالَ الذَّهَبِیّ :قد ضَعَّفُوهُ .و أَمّا أَبُو سَهْلٍ فَقَدْ رَوَی عن الحَسَنِ ،قالَ الدَّارَ قُطْنِیّ :مَتْرُوکٌ .و قال ابنُ حِبّانَ :مِمَّنْ فَحُشَ خَطَؤُهُ .قُلْتُ :و بَزِیعُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ یَرْوِی عَنْ نافِعٍ ،و قد ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ .

و فَاتَهُ : بَزِیعُ بنُ حَسَّانَ الَّذِی یَرْوِی عن الأَعْمَشِ ،و قَدْ ضَعَّفَهُ الدّارَقُطْنِیّ أَیْضاً.و عُمَرُ بنُ بَزِیعٍ ،عَنْ حَارِثِ بنِ حَجّاجٍ .قالَ الدَارَ قُطْنِیّ :کُوفِیٌّ مَتْرُوکٌ ،رَوَی عَنْهُ أَبُو کُرَیْب.و فی کَلامِ المُصَنِّفِ و الصّاغَانِیّ مِنَ القُصُورِ ما لا یَخْفَی.

و بَوْزَعُ ، کجَوْهَر: اسمُ رَمْلَهَ مَعْرُوفَهٍ من رِمالِ بَنِی أَسَدٍ.و فی التَّهْذِیبِ ،و الصّحاحِ ،و العُبَابِ : لبَنِی سَعْدٍ.

قالَ رُؤْبَهُ :

مِنْ رَمْلِ یَرْنَا أَو رِمَالِ بَوْزَعَا (4)

و بَوْزَعُ : عَلَمٌ للْنِسَاءِ فَوْعَل من البَزِیعِ (5)،قَالَ جَرِیرٌ:

و تَقُولُ بَوْزَعُ قَدْ دَبَبْتَ علَی العَصَا

هَلاَّ هَزِئْتِ بِغَیْرِنَا یا بَوْزَعُ

و لَقَدْ رَأَیْتُکِ فی العَذَارَی مَرَّهً

و رَأَیْتِ رَأْسِی و هْوَ دَاجٍ أَفْرَعُ

هکَذَا فی العُبَابِ ،و وَقَعَ فی اللِّسَان:

هَزِئَتْ بُوَیْزِعُ إِذْ دَبَبْتُ عَلَی العَصَا

و تَبَزَّعَ الشَّرُّ، أَیْ تَفَاقَمَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و شَکَّ ابنُ فارِس فی صِحَّتِهِ .

أَوْ تَبَزَّع الشَّرَّ،إذا هَاجَ و أَرْعَدَ و لَمَّا یَقَعْ ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ ، و أَنْشَدَ لِلْعَجّاج:

إِنّا إِذا أَمْرُ العِدَا تَبَزَّعَا

و أَجْمَعَتْ بِالشَّرِّ أَنْ تَلَفَّعا

قَال الصّاغَانِیّ :فی قَوْلِ اللَّیْثِ غَلَطَانِ :أَحَدُهُمَا:أَنَّ

ص:15


1- (1) بعده فی التکمله: علی استه روبعه أو روبعا.
2- (2) زیاده عن اللسان، [1]و انظر دیوان رؤیه ص 93.
3- ((*)) ساقطه من المطبوعتین المصریه و الکویتیه.
4- (3) روایته فی اللسان: [2] برمل یرنا أو برمل بوزعا.
5- (4) الأصل و التهذیب،و فی معجم البلدان عن الأزهری:من البزع.

الرَّجَزَ لرُؤْبَهَ لا لِلْعَجّاجِ ،و الثانی:أَنَّ الرِّوَایَهَ «تَتَرَّعا»بتاءَیْنِ مُعْجَمَتَیْنِ باثْنَتَیْنِ مِنْ فَوْق،فلا یَبْقَی لَهُ فی الرَّجَزِ حُجَّهٌ .

و بُزَاعَهُ ،کُثمَامَهَ و یُکْسَرُ:د،بَیْنَ مَنْبجَ و حَلَبَ ، قالَه الصّاغَانِیّ ،و نَقَلَهُ یَاقُوتٌ أَیْضاً هکَذَا سَمَاعاً من أَهْلِ حَلَبَ ، بالضَّمِّ و الکَسْرِ،قَالَ :و منهم مَنْ یَقُولُ : بُزَاعَی ،بالقَصْرِ، و عَلَیْهِ قَوْلُ شاعِرِهِمْ :

لَوَ أنَّ بُزَاعَی جَنَّهُ الخُلْدِ مَا وَفَی

رَحِیلٌ إِلَیْهَا بالتَّرَحُّلِ عَنْکُمُ

قُلْتُ :و عَلَی هذا اقْتَصَرَ ابْنُ العَدِیمِ فی تَارِیخِ حَلَبَ ، زادَ:و یُقَالُ لَهَا أَیْضاً:بابُ بُزَاعَی فیُقَالُ :فی النِّسْبَه إِلَیْهَا البَابِیّ ،و قَدْ تَقَدَّمَ ذلِکَ فی مَوْضِعِه.

قالَ یاقُوتٌ :و هی بَلْدَهٌ مِنْ أَعْمَالِ حَلَبَ فی وَادِی بُطْنَانَ بَیْنَ مَنْبجَ و حَلَبَ ،[بینها و] (1)بَیْنَ کُلِّ وَاحِدَهٍ مِنْهَا مَرْحَلَهٌ ، و فِیها عُیُونٌ و مِیَاهٌ جَارِیَهٌ و أَسْوَاقٌ حَسَنَهٌ ،و قد خَرَجَ منها بَعْضُ أَهْلِ الأَدَبِ ،مِنْهُم:أَبُو خَلِیفَهَ یَحْیَی بنُ خَلِیفَهَ بنِ عَلِیِّ بن عِیسَی بنِ عامِرٍ التَّنُوخِیّ البُزَاعِیّ ،لَهُ شِعْرٌ جَیِّدٌ، و منه قَوْلُه:

حَبِیبٌ جَفَانِی لا لِذَنْبٍ أَتَیْتُهُ

عَلَی هَجْرِهِ أَفْدِیهِ بالمالِ و النَّفْسِ

رَضِیتُ بِهِ فَلْیَهْجُرِ العامَ کُلَّهُ

و یَجْعَلَ لِی یَوْماً مِنَ الوَصْلِ و الأُنْسِ

و أَبُو فِرَاس بنُ أَبِی الفَرَجِ البُزَاعِیُّ الشاعِرُ،قالَ :و حَمّادٌ البُزاعِیّ :شاعِرٌ عَصْرِیٌّ ،و کان من المُجِیدِینَ .قُلْتُ :هو حَمَّادُ بنُ مَنْصُور،و منْ شِعْرِه فی غُلامٍ اسمُ أَبِیهِ عَبْدُ القاهِرِ:

نَفَّرَ نَوْمِی (2)ظَبْیُ الحِمَی النافِرُ

و نامَ عَمّا یُکَابِدُ السّاهرْ

یا لَیْلهً بِتُّهَا و أَوَّلُهَا

إِلی أَنْ قالَ :

صِرْتُ لَهُ أَوَّلَ اسْمِ وَالدِهِ الْ

أَوَّلِ إِذْ کان نِصْفَهُ الآخِرْ

قُلْتُ :و عَلِیّ بنُ مَحْمُودِ بنِ عَلِیّ ،و هِبَهُ اللّه بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ البُزَاعیّانِ ،مُحَدِّثانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

البَزِیعُ ،کأَمِیرٍ:السَّیِّدُ الشَّرِیف،حَکاهُ الفارِسِیُّ عن الشَّیْبَانِیّ .

و من المَجَازِ:قَصْرٌ بَزِیعٌ ،أَی مَشِیدٌ،شُبِّهَ بالغُلام البَزِیعِ لِحُسْنِهِ و جَمَالِهِ ،و قد جَاءَ ذِکْرُهُ فی الحَدِیثِ .

بشع

البَشِعُ ،ککَتِفٍ :مِنَ الطَّعَامِ :الکَرِیهُ فِیهِ حُفُوفٌ و مَرَارَهٌ کطَعْمِ الإِهْلِیلَجِ البَشِع ،نقله اللَّیْثُ و الزَّمَخْشَرِیّ .و فی الصّحاح:شَیْ ءٌ بَشِعٌ ،أَیْ کَرِیهُ الطَّعْمِ ،یَأْخُذ بالحَلْقِ ،بَیِّنُ البَشَاعَهِ .

و فی النِّهَایَه: البَشِعُ :الخَشِنُ من الطَّعَامِ و اللِّبَاسِ و الکَلامِ .و

14- فی الحَدِیثِ : «کانَ رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلّم یَأْکُلُ البَشِعَ ».

أَی الخَشِنَ الکَرِیهَ الطَّعْمِ ،یُرِیدُ أَنَّه لَمْ یَکُنْ یَذُمُّ طَعاماً.

و البَشِعُ من الرِّجَالِ : الکَرِیهُ رِیحِ الفَمِ ،الَّذِی لا یَتَخَلَّلُ و لا یَسْتَاکُ ، و هی بَشِعَهٌ کَذلِکَ .

و المَصْدَرُ البَشَاعَهُ ،و البَشَعُ ،مُحَرَّکَهً (3)،و قد بَشِعَ الطَّعَامُ و الرَّجُلُ ، کفَرِحَ .و البَشِعُ : مَنْ أَکَلَ شَیْئاً بَشِعاً و لَمْ یُسِغْهُ فبَشِعَ مِنْه.

و منَ المَجَازِ: البَشِعُ : السَّیِّ ءُ الخُلُقِ و العِشْرَهِ ،یُقَالُ :

هُوَ بَشِعُ الخُلُق،و فی خُلُقِهِ بَشَاعَهٌ .

و مِنَ المَجَازِ: البَشِع : الدَّمِیمُ و هو الَّذِی لَمْ یَحْلَ بِالعُیُونِ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : البَشِعُ : الخَبِیثُ النَّفْسِ ، و هو مَجَازٌ.

قالَ : و البَشِعُ الوَجْهِ :هو العابِسُ الباسِرُ، و هو مَجازٌ أَیْضاً.

و من المَجَاز: بَشِعَ الوَادِی،کفَرِحَ :تَضَایَقَ بالماءِ، قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (4)،و کَذا بَشِعَ بالنّاسِ ،أَیْضاً،إِذا ضَاقَ ،کما نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ .قال أَبو زُبَیْدٍ الطَّائِیُّ یَصِفُ أَسَداً.

أَبَنَّ عرِّیسَهً عَنانُها أَشِبٌ

و عِنْدَ غَابَتِهَا مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ

ص:16


1- (1) زیاده عن معجم البلدان« [1]بزاعه».
2- (2) عن معجم البلدان. [2]
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:محرّکتین.
4- (4) فی اللسان:و بشع الوادی بالماء بشعا:ضاق.

شَأْسُ الهَبُوط زَنَاءُ الحامِیَیْن مَتَی

یَبْشَعْ بوَارِدَهٍ یَحْدُث لَهَا فَزَع

قَوْلُه: یَبْشَع بِوَارِدَهٍ ،أَی یَضِیقُ بالنَّاس،و یُرْوَی:یَنْشَغ «بالنُّون و الغَیْن المُعْجَمَهِ »أَیْ یَتضایَق کما یَنْشَغ بالشَّیْ ءِ إِذا غَصّ بِه.

و من المَجَازِ: بَشِعَ بالأَمْرِ بَشَعاً و بَشَاعَهً ،إِذا ضَاقَ بِهِ ذَرْعاً.

و قِیلَ :مَعْنَی قَوْلِ أَبِی زُبَیْدٍ أَنَّ الأَسَدَ إِذا أَکَلَ أَکْلاً شَدِیداً،و شَبِعَ تَرَکَ مِنْ فَرِیسَتِه شَیْئاً فی المَوْضِعِ الَّذِی یَفْتَرِسُهَا،فإِذا انْتَهَتِ الظِّبَاءُ إِلَی ذلِکَ المَوْضِعِ لِتَرِدَ الماءَ فَزِعَتْ مِنْ ذلِکَ ،لِمَکَانِ الأَسَدِ.

و مِنَ المَجَازِ: خَشَبَهٌ بَشِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ ، إِذا کانَتْ کَثِیرَهَ الأُبَنِ ، یُقَال:نَحَتَ مَتْنَ العُودِ حَتَّی ذَهَبَ بَشَعُهُ .

و تَبْشَعُ ،کنَصْنَع، مُضَارعُ صَنَعَ : د،بدِیارِ فَهْمٍ (1). قالَ قَیْسُ بنُ العَیْزَارَهِ .

أَبا عامِرٍ إِنّا بَغَیْنَا دِیارَکُمْ

و أَوْطانَکُمْ بَیْن السَّفِیرِ فتَبْشَعِ

و رَوَی نَصْرٌ:الشَّفِیر،بالشِّینِ المُعْجَمَه.

و مِنَ المَجَاز: اسْتَبْشَعَهُ ، أَی الشَّیْ ءَ،إِذا عَدَّهُ بَشِعاً ، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

رَجُلٌ بَشِیعٌ ،کأَمِیرٍ،مِثْلُ بَشِعٍ ،و کَذا طَعَامٌ بَشِیعٌ ،مثلُ بَشِعٍ .

و البَشِعُ :الطَّعَامُ الجافُّ الیابِسُ الّذِی لا أُدْمَ فِیهِ .

و البَشَعُ ،مُحَرَّکهً :تَضَایُقُ الحَلْقِ بِطَعَامٍ خَشِنٍ .

و کَلامٌ بَشِیعٌ :خَشِنٌ کَرِیهٌ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و هو مَجَاز.

و لِبَاسٌ بَشِعٌ :خَشِنٌ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،و هو مَجَازٌ.

و بَشِعَ بِالشَّیْ ءِ بَشَعاً ،إِذا بَطَشَ به بَطْشاً مُنْکَراً،کَمَا فی اللِّسَان.و ابْتَشَعَ المُقَامَ (2)فی مَحَلِّ کَذا:اسْتَخْشَنَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و التُّبْشُع ،کقُنْفُذٍ:شَجَرُ الخِرْوَعِ ،یَمَانِیَهٌ ،هکَذَا سَمِعْتُ مِنْهُم،أَو هُوَ تَبْشُعُ ،کتَنْصُر،فلیُنْظَر.

و أَبْشَعَنِی الطَّعَامُ :حَمَلَنِی عَلَی البَشَعِ ،لِخُشُونَتِه،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

بصع

بَصَع ،کمَنَعَ ، بَصْعاً : جَمَع، قالَ الجَوْهَرِیّ :

سَمِعْتُه من بعضِ النَّحْوِیّینَ ،و لا أَدْرِی ما صِحَّتُه.قُلْتُ :

رَواه ثَعْلَبٌ عن ابن الأَعْرَابِیّ ،قالَ : البَصْعُ :الجَمْعُ ،و مِنْهُ قَوْلُهُمْ فی التَّأْکِیدِ جاءَ القَوْمُ أَجْمَعُون أَکْتَعُون أَبْصَعُونَ ، إِنَّمَا هو شَیْ ءٌ یَجْمَعُ الأَجْزَاءَ.

و قَالَ ابنُ فارِسٍ : بَصَعَ الشَّیْ ءُ،سَواء کانَ الماء أو غَیْره، أَیْ سالَ . و قال غَیْرُهُ :رَشَحَ قَلِیلاً.

و الأَبْصَعُ :الأَحْمَقُ نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و قالَ الجَوْهَرِیّ : أَبْصَعُ :کَلِمَهٌ یُؤَکِّد بِهَا.یُقَالُ :جَاءَ القَوْمُ أَجْمَعُونَ أَبْصَعُونَ و تَقُولُ :أَخَذْتُ حَقِّی أَجْمَعَ أَبْصَعَ .

و یُقَالُ فی الأُنْثَی:جَمْعَاء بَصْعَاء ،لِلتَّوْکِیدِ،و هو مُرَتَّبٌ لا یُقَدَّمُ عَلَی أَجْمَعَ ،کما مَرَّ فی ب ت ع مُفَصَّلاً.

و قالَ اللَّیْثُ : البَصْعُ بالفَتْحِ : الخَرْقُ الضَّیِّقُ الَّذِی لا یَکَادُ یَنْفُذُ فِیهِ الماءُ، تَقُولُ : بَصَعَ یَبْصَع بَصَاعَهً .

و البَصْعُ : مَا بَیْنَ السَّبّابَهِ و الوُسْطَی، کَذا فی اللّسَان.

و بالکَسْرِ:بِضْعٌ من اللَّیْلِ . یُقَالُ :مَضَی بِصْعٌ مِنَ اللَّیْلِ ،أَی جَوْشٌ منه،کما فی الصّحاحِ .

و البُصْعُ ، بالضَّمِّ :جَمْعُ البَصِیعِ ، کأَمِیرٍ:اسْمٌ للعَرَقِ المُتَرَشِّحِ من الجَسَدِ.

و البُصْعُ : جَمْعُ الأَبْصَعِ . الَّذِی هو تَأْکِیدٌ لأَجْمَعَ ، هکَذَا فی سَائِرِ النُّسَخِ ،و هو خَطَأٌ،و الصَّوابُ فی جَمْعِهِ بُصَعُ ،کزُفَرَ.فَفِی الصّحاحِ :رَأَیْتُ النِّسْوَهَ جُمَعَ بُصَعَ ، و تَقَدَّمَ مِثْلُه أَیْضاً،و إِنْ کانَ جَمْعَ الأَبْصَعِ بمَعْنَی الأَحْمَقِ فهُوَ مُسَلَّمٌ مَقِیسٌ ،کأَحْمَرَ و حُمْرٍ،و أَسْوَدَ و سُودٍ،و لکِنَّهُ یَحْتَاجُ إِلی بَیَانٍ و دَلِیلٍ .

ص:17


1- (1) زید فی معجم البلدان: [1]بالحجاز.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و ابتشع المقام،عباره الأساس: و قد بشع الوادی بالناس إِذا ضاق بهم،فاستبشعوا المقام فیه».

و تَبَصَّعَ العَرَقُ من الجَسَدِ:نَبَعَ قَلِیلاً قَلِیلاً مِنْ أُصُولِ الشَّعَرِ. قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و کانَ الخَلِیلُ یُنْشِدُ بَیْتَ أَبِی ذُؤَیبٍ :

تَأْبَی بدِرَّتِهَا إِذا ما استُغْضِبَتْ

إِلاّ الحَمِیمَ فإِنَّهُ یَتَبَصَّعُ (1)

بالصّادِ أَیْ یَسِیلُ قَلِیلاً قَلِیلاً.

أَو الصَّوابُ بالضّادِ المُعْجَمَهِ کما نَقَلَهُ الأَزْهَرِیّ عن الثِّقاتِ ،و صَحَّحَهُ الصّاغَانِیّ ،قَالَ :و هکَذَا رَوَاه الرُّوَاهُ فی شِعْر أَبِی ذُؤَیْبٍ .

قال الأَزْهَرِیّ :و ابنُ دُرَیْدٍ أَخَذَ هذا مِنْ کِتَابِ اللَّیْث، فمَرَّ علی التَّصْحِیفِ الَّذِی صَحَّفَه فصَحَّفَ .

قالَ صاحِبُ اللِّسَان:و الظَّاهِرُ أَنَّ الشَّیخَ ابنَ بَرِّیّ ثَلَثَهُما فی التَّصْحِیف،فإِنَّه ذَکَرَهُ فی أَمالِیهِ علی الصّحاح فی تَرْجَمَه« بصع » یَتَبصَّع ،بالصاد المُهْمَلِه،و لَمْ یَذْکُرْهُ الجِوْهَرِیّ فی صحاحِهِ (2)،مع أَنَّهُ ذَکَرَهُ ابْنُ بَرّیّ أَیْضاً مُوَافِقاً لِلْجَوْهَرِیّ فی ذِکْرِه فی تَرْجَمَهِ «بضع»بالضّادِ المُعْجَمهِ قُلْتُ :و یُرْوَی«إِذا ما اسْتُکْرِهَتْ »و مَعْنَی البَیْتِ :یَقُولُ :

الفَرَسُ الجَوَادُ إِذا حَرَّکْتَهُ للعَدْوِ أَعْطَاکَ ما عِنْدَهُ ،فإِذا حَمَلْتَهُ عَلَی أَکْثَرَ مِنْ ذلِکَ فحَرَّکْتَهُ بسَاقٍ أَو بضَرْبِ سَوْطٍ حَمَلَتْهُ عِزّهُ نَفْسِه عَلَی تَرْکِ العَدْوِ و الأَخْذِ فی المَرَحِ ،ثُمَّ یَنْسَلِخُ من ذلِکَ المَرَحِ حَتَّی یَصِیرَ فی العَدْوِ إِلَی ما لا یُدْرَی ما قَدْرُهُ ، قالَ :فَتَأْبَی عِنْدَ ذلِکَ إِلاّ أَنْ تَعْرَقَ .قالَ الأَصْمَعِیّ :هذا مِمّا لا تُوصَفُ به الخَیْل و قد أَساء (3).و أَصحابُ الخَیْل قَالُوا:یَکُونُ هذا فی الفَرَسِ الجَوَادِ،کذَا فی شَرْحِ الدِّیوانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

بَصَعَ العَرَقُ من الجَسَدِ بَصَاعَهً .رَشَحَ مِنْ أُصُولِ الشَّعَرِ.و البُصَیْع ،کزُبَیْرٍ:مَکانٌ فی البَحْرِ،و یُرْوَی بالضَّادِ.

و أَبْصَعَهُ ،کأَرْنَبَه:مَلِکٌ مِنْ کِنْدَهَ ،و یُرْوَی بالضَّاد أَیْضاً.

و بِئْرُ بُضَاعَهَ ،حُکِیَتْ بالصَّادِ المُهْمَلَه،کما سَیَأْتِی.

بضع

البَضْعُ ،کالمَنْعِ :القَطْعُ یُقَالُ : بَضَعْتُ اللَّحْمَ أَبْضَعُهُ بَضْعاً :قَطَعْتُهُ .

کالتَّبْضِیع شُدِّدَ للمُبَالَغَهِ .

و البَضْعُ : الشَّقُّ ، یُقَالُ : بَضَعْتُ الجُرْحَ ،أَی شَقَقْتُه، کَما فِی الصّحاح.

و البَضْعُ : تَقْطِیعُ اللَّحْمِ و جَعْلُهُ بَضْعَهً بَضْعَهً .

و مِن المَجَازِ: البَضْعُ : التَّزَوُّجُ .

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: البَضْعُ : المُجَامَعَهُ ، کالمُبَاضَعَهِ و البِضاعِ ، و مِنْهُ الحَدِیثُ (4):«و بَضْعُه أَهْلَهُ صَدَقَهٌ »،أَی المُبَاشَرَه،و فی المَثَلِ : «کمُعَلِّمَهٍ أَهْلَهَا (5)البِضَاعَ » .

و البَضْعُ التَّبْیِینُ : یُقَالُ : بَضَعَ ،أَی بَیَّن کالإِبْضاعِ .

و البَضْعُ ،أَیْضاً التَّبَیُّن، یُقَالُ : بَضَعْتُه فبَضَعَ ،أَی بَیَّنْهُ ، فَتَبَیَّنَ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ،و یُقَالُ : بَضَعَهُ الکَلامَ و أَبْضَعَهُ الکَلاَمَ ، أَیْ بَیَّنَهُ لَهُ ، فبَضَعَ هو بُضُوعاً ، بالضّمّ ،أَیْ فَهِمَ ، و قِیلَ :

أَبْضَعَهُ الکَلامَ (6)و بَضَعَهُ به:بَیَّنَ لَهُ ما یُنَازِعُهُ حَتَّی تَبَیَّنَ کائناً ما کَانَ .

و البَضْعُ فی الدَّمْعِ :أَنْ یَصِیرَ فی الشُّفْرِ و لا یَفِیضَ .

و البُضْعُ ، بالضَّمِّ :الجِمَاعُ ، و هو اسْمٌ مِنْ بَضَعَها بَضْعاً ،إذا جامَعَها.و فی الصّحاح: البُضْعُ ،«بالضَّمّ »:

النِّکَاحُ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ .و

16- فی الحَدِیثِ : «فإِنَّ البُضْعَ یَزِیدُ فی السَّمْعِ و البَصَرِ». أَیْ الجِمَاعَ .و قَالَ سِیبَوَیْه: البَضْعُ مَصْدَرٌ،یقال: بَضَعَهَا بَضْعاً ،و قَرَعَهَا قَرْعاً،و ذَقَطَها ذَقْطاً، و فُعْل فی المصادر غَیْرُ عَزِیزٍ کالشُّکْرِ،و الشُّغْلِ ،و الکُفْرِ.

و

14- فی حَدِیثِ عَائِشَهَ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنها: «و لهُ حَصَّنَنِی رَبِّی من کُلِّ بُضْعٍ ». تَعْنِی النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم أَیْ من کُلِّ نِکَاحٍ ،و کَان تَزَوَّجَهَا بِکْراً مِنْ بَیْنِ نِسَائهِ .

ص:18


1- (1) دیوان الهذلیین 17/1 بروایه: إذا ما استکرهت...فإنه یتبضع و انظر الجمهره 296/1. [1]
2- (2) یعنی فی ماده«بصع»و قد ورد فی الصحاح فی ماده بضع شاهدا علی قوله:جبهته تبضع أی تسیل عرقا.
3- (3) أی أبو ذؤیب،لأنه وصف الفرس بما توصف به الناقه،فإن الذی یستنفر و یضغط علیه بالسوط و نحوه من أجل حمله علی سرعه العدو إنما هی الناقه،و قد ظن أبو ذؤیب أن هذا مما توصف به الخیل، و لیس الأمر کذلک و هو ما ذهب الیه الأصمعی فی قوله.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و منه الحدیث:و بضعه أهله صدقه.الذی فی اللسان:و [2]المباضعه:المباشره و منه الحدیث: «و بضعه أهله صدقه»«أی باشرته».
5- (5) فی اللسان: [3]أمّها».
6- (6) اللسان:بالکلام.

أَو البُضْعُ : الفَرْجُ نَفْسُه، نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و مِنْهُ

16- الحَدیثُ :

«عَتَقَ بُضْعُکِ فاخْتَارِی». أَیْ صارَ فَرْجُک بالعِتْقِ حُرًّا فاخْتَارِی الثَّبَاتَ عَلَی زَوْجِکَ أَو مُفَارَقَتْهُ . و قِیلَ : البُضْعُ :

المَهْرُ، أَیْ مَهْرُ المَرْأَهِ ،و جَمْعُهُ البُضُوعُ .قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِیَکرِب:

و فی کَعْبٍ و إخْوَتِها کِلاَبٍ

سَوَامِی الطَّرْفِ غَالِیَهُ البُضُوعِ

سَوَامِی الطَّرْفِ ،أَی مُعْتَزَّاتٌ .و غالِیَهُ البُضُوعِ ،کِنَایَهً عن المُهُورِ اللَّوَاتِی یُوصَلُ بِهَا إلَیْهِنَّ ،و قال آخَرُ:

عَلاهُ بِضَربَهٍ بَعَثَتْ إلَیْهِ

نَوَائِحَهُ و أَرْخَصَتِ البُضُوعَا

و قِیلَ : البُضْعُ : الطَّلاقُ ، نَقَلَهُ الأَزْهَرِیّ . و قالَ قَوْمٌ :هو عَقْدُ النِّکَاح، استُعمِل فیه و فی النِّکاح،کما اسْتُعْمِل النِّکاحُ فی المَعْنَیَیْن،و هو مَجَاز، ضِدُّ.

و البُضْعُ : ع.

و البِضْعُ ، بالکَسْرِ،و یُفْتَحُ :الطَّائفَهُ من اللَّیْلِ . یُقَالُ :

مَضَی بِضْعٌ من اللَّیْلِ .و قَالَ اللِّحْیَانیّ :مَرَّ بِضْعٌ من اللَّیْلِ ،أَیْ وَقْتٌ منه،و ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ فی الصّادِ المُهْمَلَهِ ، و فَسَّرَهُ بالجَوْشِ منه،و قَدْ تَقَدَّمَ البِضْعُ بالکَسْرِ فی العَدَدِ.

و قالَ أَبو زَیْدٍ:أَقَمْتُ بَضْعَ سِنینَ ،و جَلَسْتُ فی بَقْعَهٍ طَیِّبَهٍ ،و أَقْمْتُ بَرْهَهً ،کُلُّهَا بالفَتْحِ .و هو ما بَیْن الثَّلاثِ إلی التِّسْعِ ، تَقولُ : بِضْع سِنِین،و بِضْعَهَ عَشَرَ رَجُلاً.و بِضْعَ عَشْرَهَ امْرَأَهً ،و

14- قَدْ رُوِیَ هذا المَعْنَی فی حَدِیثٍ عَنْه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم:

قال لأَبِی بَکْرٍ فی المُنَاحَبَهِ :«هَلاَّ احْتَطْتَ فإِنّ البِضْعَ ما بَیْنَ الثَّلاثِ إلی التِّسْعِ ». أَو هو ما بَیْنَ الثَّلاثِ إلی الخَمْسِ ، رَوَاهُ الأَثْرَمُ عن أَبِی عُبَیْدَهَ أَو البِضْعُ :ما لَمْ یَبْلُغِ العَقْدَ و لا نِصْفَه،أَی ما بَیْنَ الواحِدِ إلَی الأَرْبَعَهِ . یُرْوَی ذلِکَ عن أَبِی عُبَیْدَه أَیْضاً،کما فی العُبَابِ (1)، أَو مِنْ أَرْبَعٍ إلی تِسْعٍ ، نَقَلَهُ ابن سِیدَه،و هو اخْتِیَارُ ثَعْلَبٍ . أَوْ هو سَبْعٌ ، هو مِنْ نَصِّ أَبِی عُبَیْدَهَ فإِنَّه قالَ بَعْدَ أَن ذَکَرَ قَوْلَه السابِقَ -و یُقَالُ :

إنَّ البِضْعَ سَبْعٌ -قالَ : و إذا جَاوَزْتَ لَفْظَ العَشْرِ ذَهَبَ البِضْعُ ،لا یُقَالُ بِضْعٌ و عِشْرُونَ ، و نَقَلَه الجَوْهَرِیّ أَیْضاًهکَذَا.قال الصّاغَانِیّ : أَوْ هُو غَلَطٌ (2)،بل یُقَالُ ذلِکَ . قال أَبو زَیْدٍ:یُقَالُ لَهُ : بِضْعَهٌ و عِشْرُونَ رَجُلاً،و بِضْعٌ و عِشْرُون امْرَأَهً ،و هو لکُلِّ جَماعَهٍ تَکُونُ دُون عَقْدَیْنِ .قالَ ابنُ بَرِّیّ :

و حُکِیَ عن الفَرَّاءِ فی قَوْله: بِضْعَ سِنِینَ أَنَّ البِضْعَ لا یُذْکَر (3)إلاَّ مع العَشَرَهِ و العِشْرِینَ إلَی التِّسْعِینَ ،و لا یُقَالُ فِیمَا بَعْدَ ذلِک،یَعْنِی أَنَّه یُقَالُ :مِائَهٌ و نَیِّفٌ ،و لا یُقَالُ بِضْعٌ و مِائَهٌ ،و لا بِضْعٌ و أَلْفٌ . و أَنْشَد أَبُو تَمَّامٍ فی بَابِ الهِجَاءِ من الحَمَاسَه لِبَعْضِ العَرَب:

أَقُولُ حِینَ أَرَی کَعْباً و لِحْیَتَهُ

لا بارَکَ اللّه فِی بِضْعٍ و سِتِّینِ

مِنَ السِّنِین تَمَلاَّها بلا حَسَبٍ

و لا حَیَاءٍ و لا قَدْرٍ و لا دِینِ (4)

و

16- قد جاءَ فی الحَدِیثِ : « بِضْعاً و ثَلاثِینَ مَلَکاً». و

16- فِی الحَدِیثِ : «صَلاَهُ الجَمَاعَهِ تَفْضُلُ صَلاَهَ الوَاحِدِ ببِضْعٍ و عِشْرِینَ دَرَجَهً ».

و قَالَ مَبْرَمَانُ و هو لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیّ بنِ إسْمَاعِیلَ اللُّغَوِیّ ،أَحد الآخِذِینَ عن الجَرْمِیّ و المازَنِیّ و قَدْ تَقَدَّم ذِکْرُهُ فی المُقَدِّمَه: البِضْعُ :ما بَیْنَ العَقْدَیْنِ ،من وَاحِدٍ إلَی عَشَرَهٍ ،و مِنْ أَحَدَ عَشَرَ إلَی عِشْرِینَ .و فی إصْلاَحِ (5)المَنْطِقِ :یُذْکَرُ البِضْعُ مع المُذَکَّرِ بهاءٍ،و مَعَها بِغَیْرِ هَاءٍ أَی یُذَکَّرُ مع المُؤَنَّثِ و یُؤَنَّثُ مع المُذَکَّرِ.یُقَالُ : بِضْعَهٌ و عِشْرُون رَجُلاً،و بِضْعٌ و عِشْرُونَ امْرَأَهً ،و لا یُعْکَسُ . قال ابنُ سِیدَه:لَمْ نَسْمَع ذلِکَ و لا یَمْتَنِعُ .قُلْتُ :و رَأَیْتُ فی بعضِ التَّفاسِیرِ:قَوْلُهُ تَعالَی: فَلَبِثَ فِی السِّجْنِ بِضْعَ سِنِینَ (6)أَیْ خَمْسَهً .و رُوِیَ عن أَبِی عُبَیْدَهَ : البِضْعُ :مَا بَیْنَ الوَاحِدِ إلی الخَمْسَهِ .و قال مُجَاهِدٌ:ما بَیْنَ الثَّلاثَه إلَی السَّبْعَهِ .

و قالَ مُقَاتِلٌ :خَمْسَهٌ أَو سَبْعَهٌ .و قَالَ الضَّحَّاکُ :عَشَرَهٌ ، و یُرْوَی عَن الفَرَّاءِ ما بَیْنَ الثَّلاثَهِ إلَی ما دُونَ العَشَرَهِ .و قال شَمِرٌ: البِضْعُ :لا یَکُونُ أَقَلَّ من ثَلاثٍ و لا أَکْثَرَ من عَشَرَهٍ .

ص:19


1- (1) و مثله أیضا أیضا عن أبی عبیده فی التهذیب و التکمله و اللسان. [1]
2- (2) یعنی قول الجوهری،فهو یرد علیه قوله:لا تقول بضع و عشرون.
3- (3) فی القاموس:« [2]لا یذکر مع العشره و العشرین»و نبه بهامشه إلی«عباره الشارح و هی موافقه لما جاء فی اللسان [3]أفاده نصر.
4- (4) شرح الحماسه للتبریزی 47/4.
5- (5) بالأصل«اصطلاح».
6- (6) سوره یوسف الآیه 42. [4]

أَو البِضْعُ من العَدَدِ: غَیْرُ مَعْدُودِ، کَذا فی النُّسَخِ .

و الصَّوابُ غَیْرُ مَحْدُودٍ،أَیْ فی الأَصْلِ .قال الصّاغَانِیّ :

و إنَّمَا صارَ مُبْهَماً لِأَنَّهُ بمَعْنَی القِطْعَهِ ، و القِطْعَهُ ،غَیْرُ مَحْدُودَهٍ .

و البِضْعَهُ ، بالفَتْحِ و قَدْ تُکْسَرُ:القِطْعَهُ اسمُ من بَضَعَ اللَّحْمَ یَبْضَعُهُ بَضْعاً ،أَی قِطْعَهٌ من اللَّحْمِ المُجْتَمِعَه.قال شَیْخُنا:زَعَمَ الشِّهَابُ أَنَّ الکَسْرَ أَشْهَرُ علی الأَلْسِنَهِ .

و فی شَرْحِ المَوَاهِبِ لشَیْخِنَا:بفَتْح المُوَحَّدَه،و حَکَی ضَمَّهَا و کَسْرَها.قُلتُ :الفَتْحُ هو الأَفْصَحُ و الأَکْثَرُ،کَما فی الفَصِیحِ و شُرُوحِه.انْتَهَی.قُلْتُ :و یَدُلُّ عَلَی أَنَّ الفَتْحَ هو الأَفْصَحُ قَوْلُ الجَوْهَرِیّ :و البَضْعَهُ :القِطْعَهُ من اللَّحْمِ ، هذِهِ بالفَتْحِ ،و أَخَواتُهَا بالکَسْرِ،مِثْلُ القِطْعَهِ ،و الفِلْذَه، و الفِدْرَه،و الکِسْفَهِ و الخِرْقَه،و ما لا یُحْصَی،و نَقَلَ الصّاغَانِیّ مِثْلَ ذلِکَ ،و مِثْلُ البَضْعه الهَبْرَهُ فإِنَّهُ أَیْضاً بالفَتْحِ .و یُقَال:فُلانٌ بَضْعَهٌ مِنْ فُلانٍ یُذْهَبُ به إلَی التَّشْبِیهِ .و منهُ

15,14- الحَدِیثُ : «فَاطِمَهُ بَضْعَهٌ مِنِّی،یُرِیبُنِی ما رَابَها،و یُؤْذِینِی ما آذاها».و یُرْوَی:«فمَن أَغْضَبَهَا فَقَدْ أَغْضَبَنِی».و فی بَعْضِ الرِّوایات« بُضَیْعَهٌ مِنِّی». و المَعْنَی أَنَّها جُزْءٌ مِنّی کَما أَنَّ البُضَیْعَهَ من اللَّحْمِ جُزءٌ مِنْه.

ج: بَضْعٌ ،بالفَتْح، مِثلُ تَمْرَهٍ و تَمْرٍ.قال زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی یَصِفُ بَقَرَهً مَسْبُوعهً :

أَضاعَتْ فلَمْ تُغْفَرْ لَهَا غَفَلاتُهَا

فَلاقَتْ بَیَاناً عِنْدَ آخِرِ مَعْهَدِ

دَماً عِنْدَ شِلْوٍ تَحْجُلُ الطَّیْرُ حَوْلَهُ

و بَضْعَ لِحَامٍ فی إهَابٍ مُقَدَّدِ (1)

و یُجْمَع أَیْضاً علی بِضَع ، کعِنَبٍ . مِثْلُ بَدْرَهٍ و بِدَرٍ،نَقَلَهُ بَعْضُهم،و أَنْکَرَه عَلِیُّ بن حَمْزَهَ عَلَی أَبی عُبَیْد.و قالَ :

المَسْمُوعُ بَضْعٌ لا غَیْر،و أَنْشَدَ:

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللحَّمِ لِلبْاعِ و النَّدَی

و بَعْضُهم تَغْلی بِذَمٍّ مَناقِعُه

و علی بِضَاعٍ ،مِثْلُ صَحْفَهٍ و صِحَاف و جَفَنَهٍ و جِفَانٍ ، و أَنْشَد المُفَضّل:

لَمَّا نَزَلْنَا حاضِرَ المَدِینَهْ

جَاءُوا بعَنْزٍ غَثَّهٍ سَمِینَهْ

بلا بِضَاعٍ و بلا سَدِینَهْ

قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :قُلْتُ للمُفَضّل:کَیْفَ تَکُونُ غَثَّه سَمِینَهً ؟قالَ :لَیْسَ ذلِکَ من السِّمَنِ إنَّمَا هو من السَّمْنِ ، و ذلِکَ أَنَّه إذا کانَ اللَّحْمُ مَهْزُولاً رَوَّوْه بالسَّمْنِ ،و السَّدِینَه:

الشَّحْم.

و عَلَی بَضَعَاتٍ ،مِثْلُ تَمْرَهٍ و تَمَرَاتٍ .

و المِبْضَعُ ، کمِنْبَرٍ: المِشْرَطُ ،و هو ما یُبْضَعُ به العِرْقُ و الأَدِیمُ .

و البَاضِعَهُ من الشِّجَاج: الشَّجَّهُ التی تَقْطَعُ الجِلْدَ،و تَشُقُّ اللَّحْمَ ، تَبْضَعُهُ بَعْدَ الجِلْدِ شَقًّا خَفِیفاً و تَدْمَی،إلاّ أَنَّهَا لا تُسِیلُ الدَّمَ ،فإِنْ سَالَ فهی الدَّامِیَهُ ،و بَعْدَ الباضِعَهِ المُتَلاحِمَه.و منه

14- قَوْلُ زَیْدِ بنِ ثابِتٍ رَضِیَ اللّه عنه: «فی البَاضِعَهِ بَعِیرَانِ ».

و البَاضِعَهُ أَیْضاً: الفِرْقُ من الغَنَمِ ، نَقَلَهُ الصَّاغانیُّ ، أَو هی القِطْعَهُ الَّتِی انْقَطَعَتْ عن الغَنَمِ ، تَقُولُ :فِرْقٌ بَوَاضِعُ ، کما قاله اللَّیْثُ .

و قال الفَرَّاءُ: البَاضِعُ فی الإِبِلِ کالدَّلاّلِ فی الدُّورِ، کَذا فی اللِّسَانِ و العُبَابِ (2)، أَو الباضِعُ : مَنْ یَحْمِلُ بَضَائعَ الحَیِّ و یَجْلُبُها نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عن ابنِ عَبّادٍ.

و فی الأَسَاسِ : بَاضِعُ الحَیِّ :مَنْ یَحْمِلُ بَضَائعَهُمْ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : الباضِعُ : السَّیْفُ القَطَّاعُ إذا مَرَّ بشَیْ ءٍ بَضَعَهُ ،أَی قَطَعَ مِنْهُ بضعَهً (3)و قِیلَ : یَبْضَعُ کُلَّ شَیْ ءٍ یَقْطَعُه.قَالَ الرَّاجِزُ:

مِثْلِ قُدَامَی النَّسْرِ ما مَسَّ بَضَعْ

ج: بَضَعَهٌ مُحَرَّکَهً . قالَ الفَرّاءُ: البَضَعَهُ :السُّیُوفُ ، و الخَضَعَهُ :السِّیَاطُ .و قِیلَ :عَلَی القَلْبِ ،کما فی العُبَابِ (4).قُلْتُ :و یُؤَیِّدُ القَوْلُ الأَخِیرَ

17- حَدِیثُ عُمَرَ رَضِی اللّه عَنْهُ : «أَنَّهُ ضَرَبَ رَجُلاً أَقْسَمَ عَلَی أُمِّ سَلَمَهَ ثَلاثِینَ

ص:20


1- (1) شرح دیوانه ص 227.
2- (2) و التکمله و التهذیب أیضا.و الدلاّل الذی یجمع بین البیعین.
3- (3) عن اللسان و بالأصل«بعضه».
4- (4) و مثله فی التهذیب و التکمله.و الخضعه واحدها خاضع.

سَوْطَاً کُلُّهَا تَبْضَعُ و تَحْدُرُ». أَیْ تَشُقُّ الجِلْدَ و تَقْطَعُ و تَحْدُرُ الدَّمَ ،و قیل تَحْدُرُ أَی تُوَرِّمُ .

و بَاضِعٌ :ع،بِسَاحِلِ بَحْرِ الیَمَنِ ،أَو جَزِیرَهٌ فِیه، سَبَی أَهْلَها عبدُ اللّه و عُبَیْدُ اللّه مَرْوَانَ الحِمَارِ آخِرِ مُلُوکِ بَنِی أُمَیَّهَ ، کَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

قُلْتُ :أَمّا عُبَیْدُ اللّه فَقَتَلَتْه الحَبَشَهُ ،و أَمّا عَبْدُ اللّه فکانَ فی الحَبْسِ إلَی زَمَنِ الرَّشِیدِ،وَ وَلَدُهُ الحَکَمُ کانَ فی حَبْسِ السَّفّاح.

و بَضَعْتُ به (1)،کمَنَعَ ، هکَذَا فی سائِر النُّسَخِ ،و نَصُّ اللَّیْثِ :تَقُول: بَضَعْتُ مِنْ صاحبِی بُضُوعاً :إذا أَمَرْتَهُ بِشَیءٍ فَلَمْ یَفْعَلْه فدَخَلَکَ منْهُ ، و هکَذَا نَقَلَهُ عَنْهُ صاحِبُ اللِّسَان و العُبَابِ .و قال غَیْرُ اللَّیْثِ :فلَمْ یَأْتَمِرْ لَهُ ،فسَئِمَ أَنْ یَأْمُرَهُ بِشَیْ ءٍ أَیْضاً.

و فی الصّحاح: بَضَعْتُ من الماءِ بَضْعاً ، و زادَ غَیْرُه:

و بَضَعَ بالماءِ أَیْضاً، و زادَ فی المَصَادِر بُضُوعاً بالضَّمِّ ، و بَضَاعاً ، بالفَتْحِ ،أَی رَوِیتُ ، کَما فی الصّحاح،و زادَ غَیْرُهُ :و امْتَلأْتُ .قال الجَوْهَرِیّ :و فی المَثَلِ : «حَتَّی مَتَی تَکْرَعُ و لا تَبْضَعُ » .

و البَضِیعُ ،کأَمِیرٍ:الجَزِیرَهُ فی البَحْرِ، عن الأَصْمَعِیّ ، و أَنْشَدَ لِأَبِی خِراشٍ الهُذَلِیّ :

سَادٍ تَجَرَّمَ فی البَضِیعِ ثَمانِیاً

یَلْوِی بعَیقَاتِ البِحَارِ و یُجْنَبُ

هکَذَا نَسَبَه الصّاغَانِیّ لِأَبِی خِرَاشٍ ،و راجَعْتُ فِی شِعْرِه فلَمْ أَجِدْ لَهُ قافِیَهً علی هذَا الرَّوِیّ .و فی اللّسان:قالَ سَاعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ الهُذَلِیّ ،و أَنْشَدَ البَیْتَ .قُلْتُ :و لساعِدَهَ قصیدهٌ مِن هذا الرَّوِیّ ،و أَوَّلها:

هَجَرَتْ غَضُوبُ و حَبَّ مَنْ یَتَجَنَّبُ

و عَدَتْ عَوَادٍ دُونَ وَلْیِکَ تَشْغَبُ (2)

و لَمْ أَجِدْ هذا البَیْتَ فِیها (3).و قال الصّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللَّسَان-و اللَّفْظُ للْأَخِیر-:

سَادٍ،مَقْلُوبٌ من الإِسْآدِ،و هو سَیْرُ اللَّیْلِ .تَجَرَّمَ فی البَضِیعِ ،أَیْ أَقامَ فی الجَزِیرَهِ .و قِیلَ تَجَرَّمَ أَیْ قَطَعَ ثَمَانِی لَیالٍ لا یَبْرَحُ مَکانَهُ .و یقال للَّذِی یُصْبحُ حَیْثُ أَمْسَی و لَمْ یَبْرَحْ مَکَانَهُ :سَادٍ،و أَصْلُهُ من السُّدَی،و هو المُهْمَلُ ،و هذا الصَّحِیح.و یَلْوِی بِعَیقات،أَیْ یَذْهَبُ بِمَا فی سَاحِلِ البَحْرِ.و یُجْنَبُ أَیْ تُصِیبُه الجَنُوب.

و قالَ القُتَیْبِیّ فی قَوْلِ أَبِی خِرَاشٍ الهُذَلِیّ :

فَلَمَّا رَأَیْنَ الشَّمْسَ صَارَتْ کَأَنَّهَا

فُوَیْقَ البَضِیعِ فی الشُّعَاعِ خَمِیلُ

قالَ : البَضِیعُ :جَزِیرَهٌ من جَزائِر البَحْرِ یَقُولُ :لَمَّا هَمَّتْ بالمَغیبِ رَأَیْنَ شُعَاعهَا مِثْلَ الخَمِیل،و هو القَطِیفَهُ .

قُلْتُ :و الَّذِی فِی الدِّیوانِ :

فَظَلَّتْ تُرَاعِی الشَّمْسَ حَتَّی کَأَنَّهَا (4)

و رَوَی أَبُو عَمْرٍو:«جَمِیلُ »بالجِیمِ قالَ :و هی الإِهالَهُ ، شَبَّهَ الشَّمْسَ بِها لِبَیَاضِها.

و قال الجُمَحِیُّ :لَمْ یَصْنَعْ أَبُو عَمْرٍو شَیْئاً إذْ شَبَّهَها بالإِهالَهِ .و قَدْ قَالُوا:صَحَّفَ أَبُو عَمْرٍو،کما فی العُبَابِ .

و البَضِیعُ : مَرْسًی بعَیْنِهِ دَونَ جُدَّهَ مِمَّا یَلِی الیَمَنَ ، غَلَبَ علیْه هذا الاسْمُ .

و البَضِیعٌ : العَرَقُ ، لِأَنَّه یَبْضَعُ من الجَسَدِ،أَی یسیلُ «و الصّادُ لُغَهٌ فیه»و قد تَقَدَّمَ .

و البَضِیعُ : جَبَلٌ نَجْدِیٌّ .قال لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه عَنْه:

عِشْتُ دَهْراً و ما یَدُومُ عَلَی الأَیّ

امِ إلاّ یَرَمْرَمٌ ،و تِعَارُ

و کُلافٌ ،و ضَلْفَعٌ ،و بَضِیعٌ

و الَّذِی فَوْقَ خُبَّهٍ تِیمَارُ

و البَضِیعُ : البَحْرُ نَفْسُه. و البَضِیعُ : المَاءُ النَّمِیرُ، کالبَاضِع . یُقَالُ :ماءٌ بَضِیعٌ و بَاضِعٌ .

و البَضِیعُ : الشَّرِیکُ . یُقَالُ :هو شَرِیکی و بَضِیعِی .

ص:21


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری«منه».
2- (2) دیوان الهذلیین 167/1 و فیه:«تشعب».
3- (3) البیت فی دیوان الهذلیین 172/1 رقم 15 من قصیده ساعده بن جؤیه الهذلی.
4- (4) کذا بالأصل،و الذی فی الدیوان 119/2 هی الروایه المتقدمه.

ج: بُضْعٌ ، بالضَّمِّ ،هکَذَا هو فی سائِرِ النُّسَخِ ،و الَّذِی فی اللِّسَانِ و العُبَابِ :هُمْ شُرَکَائِی و بُضَعائِی .

و البَضِیعَهُ ، کسَفِینَهٍ : العَلِیقَهُ ،و هی الجَنِیبَه تُجْنَبُ مع الإِبِلِ ، نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

احْمِلْ عَلَیْهَا إنَّهَا بَضَائِعُ

و ما أَضاعَ اللّه فهْوَ ضائِعُ

و البُضَیع ، کزُبَیْرٍ (1):ع من ناحِیَهِ الیَمَنِ ،به وَقْعَهٌ .

و قیل:مکانٌ فی البَحْرِ أَو جَبَلٌ بالشَّامِ ، و قد جَاءَ ذِکْرُهُ فی شِعْر حَسّانَ رَضِیَ اللّه عَنْه:

أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ

بَیْنَ الجَوَابِی (2)فالبُضَیْعِ فحَوْمَلِ

قالَ الأَثْرَمُ :و قِیلَ :هو البُصَیْع،بالصّادِ المُهْمَلَهِ .قال الأَزْهَرِیّ :و قد رَأَیْتُه،و هو جَبَلٌ قَصِیرٌ أَسْوَدُ عَلَی تَلٍّ بأَرْضِ البَثَنِیَّه فِیما بَیْنَ نَشِیل (3)و ذاتِ الصَّمَّیْنِ بالشَّأْمِ من کُورَهِ دِمَشْق.

و هو أَیْضاً: ع،عَنْ یَسَارِ الجَارِ، بَیْنَ مَکَّهَ و المَدِینَهَ ، قِیلَ :هو مِمّا یَلِی الجُحْفَهَ و ظُرَیْبَهَ ،أَسْفَلَ من عیْنِ الغِفَارِیِّینَ .

و بِئْر بُضَاعَهَ ،بالضَّمِّ ،و قَدْ تُکْسَرُ، حَکَی الوَجْهَیْنِ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیّ ،و قالَ غَیْرُهما:المَحْفُوظُ الضَّمُّ .قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و حُکِیَ بالصَّادِ المُهْمَلَهِ أَیْضاً،و قَدْ أَشَرْنَا إلَی ذلِکَ ،و الکَسْرُ،نَقَلَهُ ابْنُ فارِسٍ أَیْضاً:هی بِئْرٌ مَعْرُوفَهٌ بالمَدِینَهِ ، کانَ یُطْرَحُ فِیهَا خِرَقُ الحَیْضِ و لُحُومُ الکِلابِ ، و المُنْتِن،و

16- قد جاءَ ذِکْرُهَا فی حَدِیثِ أَبِی سَعِیدٍ الخُدْرِیّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : قُطْرُ رَأْسِهِ سِتَّهُ أَذْرُعٍ . .

قالَ أَبُو دَاوُودَ سُلَیْمَانُ بنُ الأَشْعَثِ :قَدَّرْتُ بِئْرَ بُضاعَهَ برِدَائِی،مَدَدْتُهُ عَلَیْهَا.ثُمَّ ذَرَعْتُهُ ،فإِذا عَرْضُهَا سِتَّهُ أَذْرُعٍ .

قالَ :و سَأَلْت الَّذِی فَتَحَ لِی بابَ البُسْتَانِ ،فَأَدْخَلَنِی إلَیْهِ :

هَلْ غُیِّرَ بِنَاؤُهَا عَمَّا کانَتْ عَلَیْهِ ؟فقَالَ :لا،و رَأَیْتُ فیها ماءً مُتَغَیِّرَ اللَّوْن.قال الصّاغَانِیُّ :کُنْتُ سَمِعْتُ هذا الحَدِیْثَ بِمَکَّهَ حَرَسَها اللّه تَعَالَی وَقْتَ سَمَاعِی سُنَنَ أَبِی دَاوُودَ،فَلَمّا تَشَرَّفْتُ بزِیَارَهِ النَّبِیّ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم-و ذلِکَ فی سَنَهِ خَمْسٍ و سِتِّمِائه (4)-دَخَلْتُ البُسْتَانَ الَّذِی فِیهِ بِئْرُ بُضاعَهَ ،و قَدَّرْت قُطْر رَأْس البِئْر بعِمَامَتِی،فکانَ کما قالَ أَبُو دَاوُودَ.

قُلْتُ :و یقَالُ :إنَّ بُضَاعَهَ اسْمُ امْرَأَهٍ نُسِبَتْ إلَیْهَا البئْر.

و أَبْضَعَهُ ، کأَرْنَبَه: مَلِکٌ مِنْ مُلُوکِ کِنْدَهَ و ذِکْرُ مُلُوکٍ مُسْتَدْرَکٌ ، أَخُو مِخْوَسٍ و مِشْرَحٍ ،و جَمْدٍ،و العَمَرَّدَه بَنُو مَعْدِیکَربَ بنِ وَلِیِعَهَ ، و قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُهُم فی حَرْف السِّینِ (5).

و قد دَعا عَلَیْهِم النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم و لَعَنَهُمُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و یُرْوَی بالصَّادِ المُهْمَلَهِ ،و قد تَقَدَّم.

و الأَبْضَعُ :المَهْزُولُ من الرِّجَالِ .نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ.

قالَ : و أَبْضَعَهَا ، أَیْ زَوَّجَها، و هو مِثْلُ أَنْکَحَهَا.و

16- فِی الحَدِیثِ : «تُسْتَأْمِرُ النِّسَاءُ فی إبْضاعِهِنَّ ». أَیْ فی إنْکَاحِهِنَّ .

و أَبْضَعَ الشَّیْ ءَ:جَعَلَهُ بِضَاعَهً کائنَهً ما کَانَتْ ، کاسْتَبْضَعَهُ . و منه المَثَلُ : « کمُسْتَبْضِعِ التَّمْرِ إلَی هَجَرَ» و ذلِکَ أَنَّ هَجَرَ مَعْدِنُ التَّمْرِ.قالَ حَسّان رَضِیَ اللّه عنه،و هو أَوَّلُ شِعْرٍ قاله فی الإِسْلامِ :

فإِنَّا و مَنْ یُهْدِی القَصَائِدَ نَحْوَنا

کمُسْتَبْضِعٍ تَمْراً إلَی أَهْلِ خَیْبَرا

و قال خَارِجَهُ بنُ ضِرَارٍ المُرِّیّ :

فإِنَّکَ و اسْتِبْضاعَکَ الشِّعْرَ نَحْوَنَا

کمُسْتَضِعٍ تَمْراً إلی أهْلِ خَیْبَرَا

و إنَّمَا عُدِّیَ بإِلَی لِأَنَّه فی مَعْنَی حَامِلٍ .

و أَبْضَعَ المَاءُ فُلاناً:أَرْوَاهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ و هو مَجَازٌ.

و أَبْضَعَهُ عن المَسْأَلَهِ :شَفَاهُ ، و نَصُّ الجَوْهَرِیّ :و رُبَّما قالُوا:سَأَلَنِی فُلانٌ عن مَسْأَلَهٍ فأَبْضَعْتُه ،إذا شَفَیْتَهُ .

و قالَ اللّیْثُ : أَبْضَعَهُ الکَلامَ إبْضاعاً ،إذا بَیَّنَهُ ، أَیْ بَیَّنَ لَهُ ما یُنَازِعُهُ بَیَاناً شَافِیاً کَائناً ما کَانَ .

ص:22


1- (1) قیده یاقوت مصغرا،قال:و یروی بالفتح.
2- (2) عن الدیوان و معجم البلدان و بالأصل«الخوابی».
3- (3) بالأصل«بأرض البلینه فیما بین بسیل و ذات الصنمین بالشأم»و المثبت عن معجم ما استعجم. [1]
4- (4) بالأصل«سنه مائتین و خمسه»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فی سنه مائتین صوابه ستمائه لأنه توفی سنه ستمائه و خمسین کذا بهامش الأصل»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
5- (5) یعنی فی ماده«خوس».

و تَبَضَّعَ العَرَقُ ، مِثْلُ تَبَصَّعَ أَی سالَ ، و بالمُعْجَمَهِ أَصَحُّ . و هُنَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قَدْ صَحَّفَه اللَّیْثُ ،و تَبِعَهُ ابنُ دُرَیْدٍ و ابنُ بَرّیّ ،کما تَقَدَّمَ .قال الجَوْهَرِیُّ :و یقالُ :

جَبْهَتُهُ تَبَضَّعُ عَرَقاً،أَیْ تَسِیلُ ،و أَنْشَدَ لِأَبِی ذُؤَیْبٍ :

تَأْبَی بِدِرَّتِهَا إذا ما اسْتُکْرِهَتْ

إلاَّ الحَمِیمَ فإِنَّهُ یَتَبَضَّعُ

قال الأَصْمَعِیُّ :و کانَ أَبُو ذُؤَیْبٍ لا یُجِیدُ وَصْفَ الخَیْل، و ظَنَّ أَنَّ هذا مِمَّا تُوصَفُ بِهِ .انْتَهَی.

قُلْتُ :و قَدْ تَقَدَّمَ رَدُّ أَبِی سَعِیدٍ السُّکَّرِیّ عَلَیْهِ .و مَعْنَی یَتَبَضَّعُ :یَتَفَتَّحُ بالعَرَقِ و یَسِیلُ مُتَقَطِّعاً.

و قال ابنُ بَرِّیّ :و وَقَعَ فی نُسْخَهِ ابنِ القَطّاعِ «إذا ما اسْتُضْغِبَتْ »و فَسَّرَهُ بفُزَّعَتْ ،لِأَنَّ الضَّاغِبَ هو الَّذِی یَخْتَبِئُ فی الخَمَرِ،لیُفَزِّعَ بمِثْلِ صَوْتِ الأَسَد.و الضُّغَابُ :صَوْتُ الأَرْنَبِ ،و تَقَدَّمَ شَیْ ءُ من ذلِکَ فی«ب ص ع»قَرِیباً، فَرَاجِعْهُ .

و انْبَضَعَ :انْقَطَعَ ، هو مُطَاوعُ بَضَعْتُهُ بمَعْنَی قَطَعْتُهُ .

و ابْتَضَعَ :تَبَیَّنَ ، و هو مُطَاوعُ بَضَعَهُ بمَعْنَی بَیَّنَهُ ،هکَذَا فی التَّکْمِلَه.

و فی اللِّسَانِ : بَضَعْتُه فانْبَضَع و بَضَعَ (1)،أَی بَیَّنْتَه فَتَبَیَّن.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

و یُجْمَع بَضْعَهُ اللَّحْمِ عَلَی بَضِیعٍ ،و هو نَادِرٌ،و نَظِیرُه الرَّهِینُ جَمْع الرَّهْنِ ،وَ کلِیبٌ و مَعِیزٌ جَمْعُ کَلْبٍ و مَعْزٍ.

و البَضِیعُ أَیْضاً:اللَّحْمُ کما فی الصِّحاح.قالَ :یُقَالُ :

دَابَّهٌ کَثِیرَهُ البَضِیعِ ،و هُوَ ما انْمَازَ من لَحْمِ الفَخِذِ.الوَاحِدَهُ بَضِیعَهٌ .

و یقَالُ :رَجلٌ خَاظِی البَضِیعِ ،أَیْ سَمِینٌ .

قال ابنُ بَرِّی:یُقَالُ :سَاعِدٌ خاظِی البَضِیع ،أَی مُمْتَلِئُ اللَّحْمِ .قال الحَادِرَه:

و مُنَاخِ غَیْرِ تَبیئهٍ (2)عَرَّسْتُهُ

قَمِنٍ مِنَ الحَدَثانِ نَابِی المَضْجَعِ

عَرَّسْتُهُ و وسَادُ رَأْسِیَ سَاعِدٌ

خَاظِی البَضِیعِ عُرُوقُه لَمْ تَدْسَعِ

أَی عُرُوقُ سَاعِدِهِ غَیْرُ مُمْتَلِئَهٍ مِنَ الدَّمِ ،لِأَنَّ ذلِکَ إنَّمَا یَکُونُ لِلشُّیُوخِ .

و یُقَالُ :إنّ فُلاناً لَشَدِیدُ البَضْعَهِ حَسَنُها،إذَا کان ذا جِسْمٍ و سِمَنٍ .

و قولُهُ :

و لا عَضِلٍ جَثْلٍ کَأَنَّ بَضِیعَهُ

یَرابِیعُ فَوْقَ المَنْکِبَیْنِ جُثُومُ

یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ جَمْعَ بَضْعَهٍ ،و هو أَحْسَنُ ،لِقَوْلِهِ :

یَرَابِیع،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ اللَّحْم.

و یقال:سَمِعْتُ للسِّیَاطِ خَضَعَهً ،و للسُّیُوفِ بَضَعَهً ، بالتَّحْرِیکِ فِیهِمَا،أَیْ صَوْتَ وَقْعٍ ،و صَوْتَ قَطْعٍ ،کما فِی الأَساسِ .

و المَبْضُوعَهُ :القَوْسُ .قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

و مَبْضُوعَهً مِنْ رَأْسِ فَرْعٍ شَظِیَّهً (3)

یَعْنِی قَوْساً بَضَعَها ،أَیْ قَطَعَها.

و بَضَعْتُ من فُلان:إذا سَئِّمْتَ مِنْهُ ،علَی التَّشْبِیهِ ،کما فی الصّحاح.

و فی الأَساسِ :سَئِمْتَ مِنْ تَکْرِیرِ نُصحهِ فقطعتَه.

و البُضْعُ «بالضَّمِّ »:مِلْکُ الوَلِیِّ العَقْدَ لِلْمَرْأَهِ .و یُقَالُ :

البُضْع :الکُفْ ءُ،و مِنْهُ

16- الحَدِیث: «هذا البُضْعُ لا یُقْرَع أَنْفُهُ ».

أَرادَ صاحِبَ البُضْعِ ،یُریدُ:هذا الکُفءُ لا یُرَدُّ نَکَاحُهُ (4)، و لا یُرْغَبُ عَنْهُ .و قَرْعُ الأَنْفِ عِبَارَهٌ عن الرَّدِّ.

و قالَ ابنُ الأَثِیرِ: الاسْتِبْضاعُ :نَوْعٌ مِن نِکَاحِ الجاهِلَیَّهِ ، و ذلِکَ أَنْ تَطْلُبَ المَرْأَهُ جِمَاعَ الرَّجُلِ لِتَنالَ مِنْهُ الوَلَدَ فَقَط ، کانَ الرَّجُلُ مِنْهُم یَقُولُ لِأَمَتِهِ أَو امْرَأَتِهِ :أَرْسِلِی إلی فُلانٍ فاسْتَبْضِعِی مِنْهُ ،و یَعْتَزِلُهَا فَلا یَمَسُّها،حَتَّی یَتَبَیَّن حَمْلُها من ذلِکَ الرَّجُلِ ،و إنّمَا یَفْعَلُ ذلِکَ رَغْبَهً فی نَجَابَهِ الوَلَدِ.

ص:23


1- (1) العباره فی التهذیب،و هو قول اللیث.أما عباره اللسان:و بضع الکلام فانبضع بیّنه فتبیّن.و بضع من صاحبه...الخ.
2- (2) کذا بالأصل و اللسان و [1]بهامشه:کذا بالأصل هنا،و سیأتی فی دسع تاءیه و لعله نیئه بنون أوله أی أرض غیر مرتفعه.
3- (3) دیوان أوس ص 21 و عجزه: بطود تراه بالسحاب مکلّلا.
4- (4) قال ابن الأثیر:و أصله فی الإبل أن الفحل الهجین إذا أراد أن یضرب کرائم الإبل قرعوا أنفه بعصا أو غیرها لیرتدّ عنها و یترکها.

و البِضَاعَهُ :«بالکَسْر،و العامَّه تَضُمّها»:السِّلْعَهُ ،و هی القِطْعَهُ من مَالٍ یُتَّجَرُ فِیهِ ،و أَصْلُهَا من البَضْعِ و هی القَطْعُ ، و الجَمْعُ البَضَائِعُ .و أَبْضَعَهُ البِضَاعَهَ :أَعْطَاهُ إیّاها.و ابْتَضَعَ منه:أَخَذَ،و الاسْمُ البِضَاعُ ،کالقِرَاضِ .و مِنْه

16- الحَدِیثُ :

«المَدِینَهُ کالکِیرِ تَنْفِی خَبَثَهَا،و تَبْضَعُ طِیبَها». أَیْ تُعْطِی طِیبَها سَاکِنِیها،هکَذَا فَسَّرَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .و المَشْهُورُ فی الرّوایَهَ (1):تَنْصَعُ ،بالنُّون و الصّادِ المُهْمَلَهِ ،و یُرْوَی«بالضّادِ و الخَاءِ المُعْجَمَتَیْنِ و بالحاءِ المُهْمَلَهِ »من النَّضْحِ [و النَّضْخُ ] (2)،و هو الرَّشّ .

و بَضَعَتْ جَبْهَتُه:سَالَتْ عَرَقاً.

و قَالَ البُشْتِیُّ :مَرَرْتُ بالقَوْمِ أَجْمَعِینَ أَبْضَعِینَ ،و ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ فی«ب ص ع»و قالَ :لَیْسَ بالعَالِی.و قال الأَزْهَرِیّ :بَلْ هو تَصْحِیفُ وَاضِحٌ .و الَّذِی رُوِیَ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ و غَیْره.أَبْصَعِین،بالصَّادِ المُهْمَلَه.

بعع

البَعُّ :الصَّبُّ فی سَعَهٍ و کَثْرَهٍ . یُقَالُ : بَعَّ الماءَ یَبُعُّهُ بَعًّا :إذا صَبَّهُ .و منه

16- الحَدِیثُ : «فَأَخَذَهَا فبَعَّها فی البَطْحَاءِ». یَعْنِی الخَمْرَ،صَبَّهَا صَبًّا.و یُرْوَی بالثّاءِ المُثَلَّثَهِ مِن ثَعَّ یَثِعُّ ،إذا تَقَیَّأَ،أَیْ قَذَفَها فی البَطْحَاءِ.

و البَعَاعُ ،کسَحَابٍ :الجَهَازُ، و المَتَاع:نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

قالَ : و البَعَاعُ : ثِقَلُ السَّحَابِ من المَطَرِ و هو قَوْلُ اللَّیْثِ .و منْهُ قَوْلُ امریءِ القَیْس:

و أَلْقَی بِصَحْرَاءِ الغَبِیطِ بَعَاعَه

نُزُولَ الیَمَانِی بالعِیَابِ المُثَقَّلِ

کَذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیّ :

و الذِی فی دِیوانِ امْرِیءِ القَیْس...

...ذِی العِیَابِ المُحَمَّل (3)

و یُرْوَی:

کصرْعِ الیَمَانِی ذِی القِبَابِ المُخَولِ

و قالَ ابنُ مُقْبِلٍ یَذْکُرُ الغَیْثَ :

فَأَلْقَی بشَرْجٍ و الصَّرِیفِ بَعَاعَهُ

ثِقَالٌ رَوَایاهُ من المُزْنِ دُلَّحُ

و البَعاعُ : ما سَقَطَ مِن المَتَاعِ یَوْمَ الغَارَهِ قالَ فَرْوَهُ بن مُسَیْکٍ المُرَادِیُّ :

و قَوْمِیَ -إنْ سَأَلْتَ -بَنُو غُطَیْفٍ

إذا الفَتَیَاتُ یَلْقُطْنَ البَعَاعَا

و یُقَالُ : أَلْقَی عَلَیْهِ بَعَاعَهُ ،أَیْ ثِقَلَهُ و نَفْسَهُ .

و فی العُبَابِ :یُقَالُ لِلرَّجُلِ إذا رَمَی بنَفْسِهِ :أَلْقَی بَعَاعَهُ .

و السَّحَابُ :أَلْقَی بَعَاعَهُ أَیْ کُلَّ ما فِیهِ من الماءِ و ثِقَلِ المَطَرِ.

و بَعَّ السَّحَابُ یَبِعُّ بَعّاً و بَعَاعاً ،إذا أَلَحَّ بِمَکَانٍ ، کَذا فی العُبَابِ ،و نَصُّ اللِّسَانِ :إذا أَلَحَّ بِمَطَرِهِ ،و نَصُّ العَیْنِ :إذا أَلَجَّ بِمَطَرهِ (4).

و البُعَّهُ ،بالضَّمِّ ،مِنْ أَوْلاَدِ الإِبِل:ما یُولَدُ (5)بَیْنَ الرُّبَعِ و الهُبَعِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و قَالَ أَبو عَمْرٍو: البَعْبَعُ ، أَیْ کجَعْفَرٍ: الماءُ المُتَدَارِک إذا خَرَجَ مِنْ إنائِهِ (6). قالَ الأَزْهَرِیُّ :کَأَنَّهُ یَعْنِی حِکَایَهَ صَوْتِهِ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو أَیْضاً: البَعْبَعُ من الشَّبَابِ :أَوَّلُهُ ، کالعَبْعَبِ .یُقَالُ :أَتَیْتُه فی عَبْعَبِ شَبَابِهِ ،و بَعْبَعِ شَبَابه.

و قالَ اللَّیْثُ : البَعْبَعَهُ ، بهاءٍ:حِکَایَهُ بَعْضِ الأَصْواتِ .

و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:هو تَتَابُعُ الکَلاَمِ فی عَجَلَهٍ . یُقَالُ :

سَمِعْتُ بَعْبَعَهَ الرَّجُلِ ،إذا تَابَعَ کَلامَهُ عَجِلاً به.

و قالَ غَیْرُهُ : البَعْبَعَهُ : الفِرَارُ من الزَّحْفِ .

و قالَ أَبو زَیْدٍ: البَعَابِعَهُ :الصَّعَالِیکُ الذِینُ لا مَالَ لَهُمْ و لا ضَیْعَهَ .

ص:24


1- (1) بالأصل«الروایه»تصحیف.
2- (2) زیاده عن النهایه. [1]
3- (3) فی أشعار السته الجاهلیین للأعلم ص 40. نزول الیمانی ذی العباب المخول و مثله فی مختار الشعر الجاهلی 33/1 و فی دیوانه ط .بیروت ص 62 ...ذی العباب المحمّل.
4- (4) و فی التهذیب:إذا لجّ بمطره.
5- (5) بالأصل:«ما یولد ما بین»و المثبت عن القاموس یوافق عباره التهذیب و التکمله و اللسان.
6- (6) عباره القاموس:«و البَعْبَع حکایه صوتِ الماء المتدارکِ إذا خَرَجَ من إنائِه»و فی التهذیب:«المدارک»بدل«المتدارک».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بَعَّ المَطَرُ من السّحابِ ،أَیْ خَرَجَ .

و البَعَاعُ :ما بَعَّ من المَطَرِ.و البَعَاعُ :نَبْتٌ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

و فی اللّسَان:یُقَالُ :أَخْرَجَتِ الأَرْضُ بَعاعَها ،إذا أَنْبَتَتْ أَنْوَاعَ العُشْبِ أَیّامَ الرَّبِیعِ .و هو مَجَاز.

و بُعْ بُعْ ،مَضْمُومَتَینِ ،مِنْ حِکَایَهِ الصِّبْیَانِ .

و یُقَالُ :أَلْقَی بَعَعَهُ ،کبَعَاعِهِ .

و مُحَمَّدُ بنُ مُرارَهَ بنِ بَعْبَع ،کجَعْفَرٍ،الحَنَفِیُّ ،حَدَّثَ عَنْ عَبدِ اللّه المَتُوثِیّ ،و عَنْهُ أَبو غالِبٍ الماوَرْدِیّ .

بقع

البَقَعُ ،مُحَرَّکَهً ،فی الطَّیْرِ و الکِلابِ ،کالبَلَقِ فی الدَّوَابِّ ، کما فی الصّحاح، و قد بَقِعَ ،کفرِحَ ، أَی بَلِقَ .

و یُقَال: بَقِعَ به ،أَیْ اکْتَفَی به و بَقِعَت الأَرْضُ منه، أَیّ خَلَتْ و یُقَالُ : بَقِعَ المُسْتَقِی من الرَّکِیَّهِ علی العَلَقِ ،إذا انْتَضَحَ الماءُ عَلَی بَدَنِه فابْتَلَّتْ مَواضِعُ مِنْهُ ، أَی مِنْ بَدَنِهِ . و مِنْهُ قِیلَ لِلسُّقَاهِ : البُقْعُ ،بالضَّمِّ . و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ للحُطَیْئَهِ :

کَفَوْا سَنِتِینَ بِالأَسْیَافِ بُقْعاً

عَلَی تِلْکَ الجِفَارِ مِنَ النَّفِیِّ (1)

السَّنِتُ :الَّذِی أَصابَتْهُ السَّنَهُ .

و النَّفِیُّ :الماءُ الَّذِی یَنْتَضِحُ عَلَیْه.

و یُقَالُ : مَا أَدْرِی أَیْنَ سَقَعَ و بَقَعَ ، أَیْ أَیْنَ ذَهَبَ ، کَأَنَّهُ قالَ :إلَی أَیِّ بُقْعَهٍ من البِقَاعِ ذَهَبَ ،لا یُسْتَعْمَلُ إلاّ فی الجَحْدِ.

کبَقَّعَ ، بالتَّشْدِید،عن الفرّاءِ.

و بُقِعَ الرَّجلُ ، کعُنِیَ :رُمِیَ بکَلامٍ قَبِیحٍ ، کما فی العُبَابِ ،و زادَ فی الصّحاحِ :أَو ببُهْتَانٍ .و فی اللّسَان: بُقِعَ بقَبِیحٍ :فُحِشَ عَلَیْه.

و الباقِعُ فی بَیْتِ الأَخْطَلِ :

کُلُوا الضَّبَّ و ابْنَ العَیْرِ و البَاقِعَ الَّذِی

یَبِیتُ یَعُسُّ اللَّیْلَ بَیْنَ المَقَابرِ

الضَّبُع.أَوْ هو الغُرَابُ الأَبْقَعُ ،أَو الکَلْبُ الأَبْقَعُ ، کُلّ ذلِکَ قد قِیلَ .

و مِنَ المَجَاز: البَاقِعَهُ :الرَّجُلُ الدَّاهِیَهُ . یُقَالُ :ما فُلانٌ إلاَّ باقِعَهٌ من البَوَاقِعِ ،سُمِّیَ بَاقِعَهً لِحُلُولِهِ بِقَاعَ الأَرْضِ و کَثْرَهِ تَنْقِیِبهِ فی البِلادِ و مَعْرِفَتِه بها،فشُبِّهَ الرَّجلُ البَصِیرُ بالأُمُورِ الکَثِیرُ البَحْثِ عَنْهَا المُجَرِّبُ لها بِهِ ،و الهَاءُ دَخَلَتْ فی نَعْتِ الرَّجُلِ لِلْمُبَالَغَهِ فی صِفَتِهِ ،قالُوا:رَجُلٌ دَاهِیَهٌ و عَلاّمهٌ و نَسَّابَهٌ .

و من المَجَازِ: البَاقِعَهُ : الذَّکِیُّ العارِفُ الَّذِی لا یَفُوتُه شَیْ ءٌ و لا یُدْهَی، و مِنْهُ الحَدِیثُ :«ففَاتَحَهُ (2)فإِذا هو باقِعَهٌ ».

و البَاقِعَه : الطائِرُ الحَذِرُ المُحْتَالُ الَّذِی یَنْظُر یَمْنَهً و یَسْرَهً إذا شَرِبَ لا یَرِدُ المَشَارِبَ و المِیَاهَ المَحْضُورَهَ خَوْفَ أَنْ یُحْتالَ عَلَیْهِ و یُصَادَ،و إنَّمَا یَشْرَبُ من البَقْعَهِ ، بالفَتْحِ ، و هی المَکَانُ یَسْتَنْقِع فیه الماءُ، ثُمَّ شُبِّهَ به کُلُّ حَذِرٍ مُحْتَالٍ حاذِقٍ .

و البُقْعَهُ ، بالضَّمِّ ، و هُوَ الأَفْصَحُ ، و یُفْتَح، عن أَبِی زَیْدٍ:

القِطْعَهُ مِنَ الأَرْضِ عَلَی غَیْرِ هَیْئَهِ القِطْعَهِ الَّتِی إلی جَنِبِهَا.

ج: بِقَاعٌ ، کجِبَالٍ ، و کَذلِکَ البُقَعُ ،بضَمٍّ ففَتْحٍ .

و بِقَاعُ کَلْبٍ :ع قُرْبَ دَمشق الشَّأْم، به قَبْرُ سَیِّدِنا إلْیَاسَ علیه و عَلَی نَبِیِّنَا أَفْضَلُ الصّلاهِ و السَّلام.

قُلْتُ :و الَّذِی نُسِبَ إلَیْهِ هو کَلْبُ بنُ وَبْرَهَ ،لِنُزُولِ وَلَدِهِ به،و هو الَّذِی یُعْرَفُ ببِقاعِ العَزِیزِ الانَ ،و هی قَرْیَهٌ عامِرَهٌ ، و منهَا الإِمَامُ المُفَسِّرُ البُرْهَانُ إبْرَاهیمُ بنُ عُمَرَ بنَ یَحْیَی بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِیّ بنِ أَبِی بَکْرٍ الشَّافِعِیُّ البِقَاعیّ ،أَحَدُ تلامِذَهِ الإِمَامِ الحَافِظِ ابنِ حَجَرَ،تَرْجَمَهُ السّخَاوِیّ و الخَیْضَرِیّ و هُمَا رَفِیقَان.و مِن مؤلَّفاتِهِ «المُنَاسَباتُ »و غَیْرُه،و قَدْ سَمِعَ عَلَی شُیُوخٍ کَمَا هو مَحْفُوظٌ عِنْدِی فی الثَّبَت.و فی المُتَأَخِّرِینَ شَیْخُ بَعْضِ شُیُوخِنَا بالإِجازَهِ الإِمَامُ المُحَدِّثُ عَبْدُ اللَّطِیفِ بنُ أَحْمَدَ البِقَاعِیُّ الدِّمَشْقِیُّ ،حَدَّثَ عن أَبِی المَوَاهِبِ الخَلِیلیِّ و غَیْرِه.

و یُقالُ : أَرْضٌ بَقِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ ، أَی فِیها بُقَعٌ من الجَرَادِ عن اللِّحْیَانِیّ . و

16- فی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَهَ ،رَضِیَ اللّه عنه:

ص:25


1- (1) دیوانه بروایه بالأصیاف.
2- (2) فی النهایه و اللسان: [1]ففاتحته.

«یُوشِکُ أَنْ یَعْمَلَ عَلَیْکُمْ بُقْعَانُ أَهْلِ الشّامِ . بالضَّمِّ ، أَیْ خَدَمُهُمْ و عَبِیدُهم و مَمَالِیکُهُمْ .شَبَّهَهُمْ لِبَیَاضِهِمْ و حُمْرَتِهِمْ و سَوَادِهِمْ بالشَّیْ ءِ الأَبْقَعِ ، أَوْ لِأَنَّهُمْ من الرُّومِ و من السُّودانِ ، و قِبلَ :سُمُّوا بذلِکَ لاِخْتِلاَطِ أَلْوانِهِمْ ،فإِنَّ الغَالِبَ عَلیْهَا البَیَاضُ و الصُّفْرَهُ .

و قال أَبو عُبَیْدٍ:أَرادَ البَیَاضَ ،لِأَنّ خَدَمَ الشَّأْمِ إنَّمَا هم الرُّومُ و الصَّقالِبَهُ ،فسَمَّاهُمْ بُقْعَاناً لِلْبَیَاضِ .و قالَ غَیْرُ أَبِی عُبَیْدٍ:أَرادَ البَیَاضَ و قالَ غَیْرُ أَبِی عُبَیْدٍ:أَرادَ البَیَاضَ و الصُّفْرَهُ ،و قیل لهم: بُقْعَان ،لاخْتِلافِ أَلْوانِهِمْ و تَنَاسُلِهِمْ من جِنْسَیْنِ .و قال القُتَیْبِیّ : البُقْعَانُ الَّذِین فیهم سَوَادٌ و بَیَاضٌ ،و لا یُقَالُ لِمَنْ کانَ أَبْیَضَ من غَیْرِ سَوادٍ یُخَالِطُهُ :

أَبْقَعُ ،فکَیْفَ یَجْعَلُ الرُّومَ بُقعاناً ،و هُمْ بِیضٌ خُلَّص،قالَ :

و أَرَی أَبا هُرَیْرَهَ أَرادَ أَنَّ العَرَبَ تَنْکِحُ إماءَ الرُّومِ فیُسْتَعْمَلُ عَلَیْکُمْ أَوْلادُ الإِماءِ،و هُمْ من بَنِی العَرَبِ و همْ سُودٌ،و مِنْ بَنِی الرُّومِ و هُمْ بِیضٌ .

و البُقْعُ ،بالضَّمِّ :بِئْرٌ بالمَدِینَهِ ، علَی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلام،جاءَ ذِکْرُهُ

16- فی الحَدِیثِ : أَوْ هی السُّقْیَا الَّتِی بنَقْبِ بَنِی دِینارٍ، . کما قالَهُ الواقِدِیّ .

و بُقْعٌ ، بلا لامٍ :ع بالشَّامِ بدِیارِ بَنِی کَلْبِ بنِ وَبْرَهَ ،به اسْتَقَرَّ طلْحَهُ (1)بنُ خُوَیْلِدٍ الأَسِدِیُّ لَمّا هَرَبَ یَوْمَ بُزَاخَهَ .

و بُقْعَانُ ، کعُثْمَانَ :ع قُرْبَ عَیْنِ الکِبْرِیتِ فی طَرِیقِ الرَّقَّهِ (2).قالَ عَدِیُّ بْنُ زَیْدٍ العِبَادِیّ یَصِفُ حِمَاراً:

یَغْتَابُ (3)بالعِرْقِ مِنْ بُقْعَانَ مَوْرِدَهُ

ماءَ الشَّرِیعَهِ أَوْ فَیْضاً مِنَ الأَجَمِ

و یُرْوَی:بُعْقَان.

و البَقِیعُ :المَوْضِعُ فِیهِ أُرُومُ الشَّجَرِ مِنْ ضُرُوبٍ شَتَّی، و به سُمِّیَ بَقِیعُ الغَرْقَدِ، و قَدْ وَرَدَ فی الحَدِیثِ ،و هی مَقْبَرَهٌ مَشْهُورَهٌ بالمَدِینَه، لأَنَّه کانَ مَنْبِتَهُ ، و الغَرْقَدُ:شَجَرٌ لَهُ شَوْکٌ ، فَذَهَبَ و بَقِیَ الاسْمُ لازِماً لِلْمَوْضِعِ .

و البَقِیعُ فی (4)الأَرْضِ :المَکَانُ المُتَسِعُ ،و لا یُسَمَی بَقِیعاً إلاّ و فیه الشَّجَرُ. و بَقِیعُ الزُّبَیْر، فِیهِ دُورٌ و مَنازِلُ . و بَقِیعُ الخَیل،و بَقِیعُ الخَبْجَبَهِ ،بخاءٍ ثُمّ جِیم، و هذِهِ عَنْ أَبی القاسِمِ السُّهَیْلیّ کما مَرَّ للمُصَنِّف فی«خ ب ج ب» کُلّهُنَّ بالمَدِینَهِ ، الأُولَی داخِلَها.

و فاتَهُ : بَقِیعُ الخَضَمَاتِ :مَوْضِعُ بِهَا عِنْدَ خَرْمِ بَنِی النَّبِیتِ ،فیه جَمَعَ أَبُو أُمَامَهَ ،کذا ضَبَطَهُ ابنُ یُونُسَ عن ابْنِ إسْحَاقَ .و فی مُعْجَمِ البَکْرِیّ :هو بالنُّونِ ،کَذا فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلِیّ .قُلْتُ :و سَیأْتِی للمصَنِّفِ فی«ن ق ع».

و بُقَیْعٌ ، کزُبَیْرٍ:ع لِبَنِی عُقَیْلٍ یُخَالِطُ بِلاَدَ الیَمَنِ من وَرَاءِ الیَمَامَهِ . و بُقَیْعٌ أَیْضاً: ماءٌ لِبَنِی عِجْلٍ ، کَذَا فی المُعْجَمِ .

و قال أَبُو زَیْدٍ:یُقَالُ : أَصَابَهُ خُرْءُ بَقَاعِ ،کقَطَامِ .

و بَقَاعٍ (5)یُصْرَفُ و لا یُصْرَفُ ، أَیْ أَصابَهُ غُبَارٌ و عَرَقٌ فبَقِیَ لُمَعٌ من ذلِکَ علَی جَسَدِهِ قال:و أَرَادُوا ببَقَاع أَرْضاً.و قَالَ غَیْرُهُ :عَلَیْهِ خُرْءُ بَقَاعِ ،و هو العَرَقُ یُصِیبُ الإِنْسَانِ فیَبْیضُّ علَی جِلْدِهِ شِبْه لُمَعٍ .

و ابنُ بُقَیْعٍ ،کزُبَیْرٍ:الکَلْبُ ، عن أَبِی زَیْدٍ.قال:

و یُقَالُ : تَشَاتَمَا فَ تقَاذَفَا بِمَا أَبْقَی ابنُ بُقَیْعٍ ،أَی بالجِیفَهِ ، لأَنَّ الکَلْبَ یُبْقِیهَا، و هو مَجَازٌ،أَیْ قَذَفَ کُلٌّ صاحِبَهُ بالقَاذُوراتِ .

و ابْتُقِعَ لَوْنُه،بالضَّمِّ ، مِثْلُ انْتُفِعَ و امْتُقِع. بالبَاءِ و النون و المیم،أَیْ تَغَیَّرَ.

و انْبَقَعَ (6)فُلان انْبِقاعاً کانْصَرَفَ انْصِرَافاً،أَیْ ذَهَبَ مُسْرِعاً و عَدَا.قالَ ابنُ أَحْمر الباهِلِیّ :

کالثَّعْلَبِ الرّائحِ المَمْطُورِ صُبْغَتُهُ

شَلَّ الحَوَامِلُ مِنْهُ کَیْفَ یَنْبَقِعُ

شَلَّ الحَوَامِلُ مِنُْهُ :دُعَاءٌ عَلَیْه أَنْ تَشَلّ قَوَائِمُهُ [لسرعته] (7).

ص:26


1- (1) کذا بالأصل و اللسان و النهایه و فی معجم البلدان«طلیحه».
2- (2) فی معجم البلدان:اسم موضع،و قیل:قریه.
3- (3) فی الدیوان و معجم البلدان:ینتاب.
4- (4) اللسان: [1]من.
5- (5) فی اللسان:« [2]بَقَاعٍ »«و بَقَاعَ »زاد فی التکمله:بالفتح.و عباره التهذیب:أصابه خرء بقاع و بقاعِ یا فتی،و بقاعٍ مصروف و غیر مصروف.
6- (6) فی القاموس:«و [3]ابْتَقَعَ »و علی هامشه عن نسخه أخری:«و انبقع» و مثلها فی الأصل و اللسان و التهذیب.
7- (7) زیاده عن التهذیب.

و الأُبَیْقِع ، مُصَغَّراً: العَامُ القَلِیلُ المَطَرِ، و هو مَجَازٌ، و إنَّمَا صُغِّرَ لِلتَّهْوِیلِ ،و یُقَالُ أَیْضاً:عامٌ أَبْقَعُ ،إذا بَقَّعَ فیه المَطَرُ.

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: البَقْعَاءُ :السَّنَهُ المُجْدِبَهُ ،أَو هی الَّتِی فِیها خِصْبٌ و جَدْبٌ .

و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:هَارِبَهُ البَقْعَاءِ : أَبُو بَطْنٍ من العَرَبِ ، و هُمْ إخْوَهُ بَنِی ذُبْیَانَ .

و قَالَ الجَوْهَرِیّ : بَقْعَاءُ :اسْمُ بَلَدٍ.قالَ الصّاغَانِیّ :

و هِیَ : ه بالیَمَامَهِ ، کما قالَ الأَزْهَرِیُّ .قال مخَیِّسُ بنُ أَرْطَاهَ فی رَجُل من بَنِی حَنِیفَهَ اسمُه یَحْیَی:

و لکِنْ قَدْ أَتَانِی أَنَّ یَحْیَی

یُقَالُ عَلَیْهِ فی بَقْعَاءَ شَرُّ

و کَانَ اتُّهِمَ بامْرَأَهٍ تَسْکُنُ هذِه القَرْیَهَ ...و هی مَعْرِفَهٌ لا تَدْخُلُها الأَلِفُ و الّلامُ .

و بَقْعاءُ : مَاءٌ مُرٌّ لِبَنِی عَبْسٍ .و أَیْضاً مَاءٌ بِأَصْلِ جَبَلِ بُسٍّ ،لِبَنِی هِلالٍ .و أَیْضاً ماءٌ بِدِیارِ تَمِیمٍ لِبَنِی سَلِیطِ بنِ یَرْبُوع. و فیه تَقُولُ امْرَأَهٌ من العَرَبِ (1)-و کانَتْ قد تَزَوَّجَتْ فی قَبِیلَهٍ فعُنِّنَ عَنْهَا زَوْجُهَا فقَالَتْ تَتَشَوَّقُ إلَی بِلادِهَا-:

فمَنْ یُهْدِ لی مِنْ ماءِ بَقْعَاءَ جَرْعَهً

فَإِنَّ لَهُ مِنْ ماءِ لِینَهَ أَرْبَعَا

فی أَبْیَاتٍ تَقَدَّمَ ذِکْرُهُنَّ فی تَرْکِیبِ «و ج د».

قُلْتُ :و به فَسَّرَ أَبُو عُبَیْدَهَ قَوْلَ سنان (2)بن ذُهَیْل:

و قَدْ کَانَ فی بَقْعَاءَ رِیٌّ لِشَائِکُمْ

و تَلَعَه و الجَوْفَاءُ یَجْرِی غَدِیرُهَا (3)

قالَ :هذِهِ مِیَاهٌ و أَمَاکِنُ لِبَنِی سَلِیطٍ حَوَالَی الیَمَامَهِ و سَتَأْتِی فی«ت ل ع»و فی«ج و ف».

و بَقْعَاءُ : کُورهٌ بَیْنَ المَوْصِلِ و نَصِیبِینَ و:ه،بأَجَأَ لِجَدِیلَهِ طَیِّئِ .و کُورَهٌ من عَمَل مَنْبِجَ .و أَیْضاً کُورَهٌ أُخْرَیمن عَمَلِهَا أَیْضاً، یُسَمَّی کُلٌّ مِنْهُمَا بذلِکَ . و بَقْعَاءُ : ماءٌ لِبَنِی عُقَیْلٍ من وَرَاءِ الیَمَامَهِ .قُلتُ :و هی الَّتِی ذَکَرَهَا أَوَّلاً بقَوْله:قَرْیَهٌ بالیَمَامَهِ . و بَقْعَاءُ ذِی القَصَّه:ع عَلَی أَرْبَعَهٍ و عِشْرِینَ مِیلاً من المَدِینَهِ ، خَرَجَ إلَیْهِ أَبو بَکْرٍ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُ لِتَجْهِیزِ (4)المُسْلِمِین لِقتالِ أَهْلِ الرِّدَّهِ ، و قد ذَکَرَهُ المُصَنِّف أَیْضاً فی«ق ص ص»و نَبَّهْنَا علیهِ هُنَالِکَ .و بَقْعَاءُ المَسالِحِ :ع فی شِعْرِ ابْنِ مُقْبِل.قال:

رَأَیْنَا ببقْعَاءِ المَسَالِحِ دُونَنَا

من المَوْتِ جَوْنٌ ذُو غَوَارِبَ أَکْلَفُ

و یُرْوَی:رأَونا.

17- و قَوْلُ الحَجَّاج بن یُوسفَ : رَأَیْتُ قَوْماً بُقْعاً ،بالضَّمِّ و قد سُئِلَ عَنْهُ فقالَ أَیْ عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ مُرَقَّعَهٌ ، . أَیْ من سُوءِ الحَالِ ، شَبَّهَ تِلْکَ الثِّیَابَ بِلَوْنِ الابْقَعِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ذَوْدٌ بُقْعُ الذُّرَا،أَی بِیضُ الأَسْنِمَهِ .

و غُرَابٌ أَبْقَعُ :فیه سَوَادٌ و بَیَاضٌ .و مِنْهُمْ مَنْ خَصَّ فقَالَ :

فی صَدْرِه بَیَاضٌ ،و هو أَخْبَثُ ما یَکُونُ من الغِرْبَانِ ،ثُمّ صَارَ مَثَلاً لکُلِّ خَبِیثٍ .

و الأَبْقَعُ :الأَبْرَصُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و جَمْعُ الغُرَابِ الأَبْقَعِ بُقْعَانٌ .

و قالَ ابنُ بَرِّیّ : البَاقِعُ فی قَوْلِ الأَخْطَلِ (5):الظَّرِبانُ .

و الأَبْقَعُ :السَّرَابُ لِتَلَوُّنِهِ قال الشاعِر:

و أَبْقَعُ قَدْ أَرَغْتُ به لصَحْبِی

مَقِیلاً و المَطَایَا فی بُرَاهَا

و بَقَّعَ المَطَرُ فی مَوَاضِعَ من الأَرْضِ تَبْقِیعاً،إذا لَمْ یَشْمَلْهَا،و کَذَا بَقَّعَ الصَّبَّاغُ الثَّوْبَ ،إذا لَمْ یَعُمَّهُ بالصِّبْغِ فبَقِیَ به لُمَعٌ .

و فی الأَرْضِ بُقَعٌ من نَبْتٍ ،أَی نُبَذٌ،حَکَاهُ أَبُو حَنِیفَهَ .

و أَرْضٌ بَقِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :نَبْتُهَا مُتَقَطَّعٌ .

ص:27


1- (1) معجم البلدان:من بنی عبس.
2- (2) کذا بالأصل،و فی معجم البلدان«جوفاء»نسبه لغسان بن ذخیل و فی «بقعاء»نسبه لجریر و فی«تلعه»جریر أیضا.
3- (3) البیت لجریر دیوانه ص 195.
4- (4) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:لیُحْضِرَ.
5- (5) تقدم قوله أثناء الماده و هو: کلوا الضب و ابن العیر و الباقع الذی یبیت یعس....

و هُوَ مُبَقَّعُ الرِّجْلَیْنِ ،إذا أَصابَ الماءُ مِنْهَا فَخَالَفَ لَوْنُها لَوْنَ ما أَصَابَهُ الماءُ.

و جَمْعُ البُقْعَهِ بُقَعٌ .

و یُقَال:هو حَسَنُ البُقْعَهِ عِنْدَ الأَمِیرِ،أَی المَنْزِلَهِ ،و هو مَجَاز:

و بَقَعَتْهُمْ (1)الدَّاهِیَهُ :أَصابَتْهُمْ .و البَاقِعَهُ :الدّاهِیَهُ تُصِیبُ الإِنْسَانَ .

و البِقَاعُ (2)،بالکَسْرِ،ضِدُّ المَشَارِعِ ،و هی جَمْع بَقْعَهٍ ، بالفَتْح،و قد ذَکَرَهُ المُصَنِّف.

و جارِیَهٌ بُقَعَه ،کقُبَعَهٍ ،وَ سَیَأْتِی.

و البَقْعَاءُ من الأَرْضِ :المَعْزَاءُ ذاتُ الحَصَی الصِّغَارِ.

و قالُوا:«یَجْرِی بُقَیْعٌ و یُذَمُّ ».عن ابن الأَعْرَابِیّ ، و الأَعْرَفُ «بُلَیْقٌ »یُقَالُ هذا لِرَجُلٍ یُعِینُک بِقَلِیلٍ ما یَقْدِرُ عَلَیْه و هو عَلَی ذلِکَ یُذَمّ .

و بَقْعَاءُ :اسْمُ امْرَأَهٍ .

بکع

بَکَعَهُ ،کَمَنَعَهُ :اسْتَقْبَلَهُ بما یَکْرَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و بَکَعَهُ بالسَّیْفِ : قَطَعَه به،و کَذَا بَکَعَه بالعَصَا،قال ذُو الرُّمَّه:

تَرَکْتُ لُصُوصَ المِصْرِ مِنْ بَیْنِ بَائِسٍ

صَلِیبٍ و مَبْکُوعِ الکَرَاسِیعِ بَارِکِ

و یُرْوَی:«مَنْکُوع»بالنون.و یُرْوَی:«مَکْبُوع».بتَقْدِیم الکافِ عَلَی الباءِ.و البَکْعُ ،و الکَبْعُ ،و الکَنْعُ (3)أَخَواتٌ ، و رَوَاهُ الأَزْهَرِیّ :«مِنْ بَیْنِ مُقْعَصٍ .صَرِیعٍ ...

و بَکَعَهُ بَکْعاً ،أَیْ بَکَّتَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و التَّبْکِیتُ :

اسْتِقْبَالُ الرَّجُلِ بِمَا یَکْرَهُ ،و هو کعَطْفِ تَفْسِیرٍ لِقَوْلِه:

اسْتَقْبَلَه بما یَکْرَهُ ،و لَوْ ذَکَرَهُ هُنَاکَ کَما ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ کَانَ أَحْسَنَ .و منه

16- الحَدِیثُ : «لَقَدْ خَشِیتُ أَنْ تَبْکَعَنِی بِهَا».

کبَکَّعَهُ تَبْکِیعاً ،بمَعْنَی القَطْعِ ،و التَّبْکِیتِ ،عن شَمِرٍ. و بَکَعَهُ بَکْعاً : ضَرَبَهُ ضَرْباً شَدِیداً (4)مُتَتَابِعاً فی مَوَاضِعَ مُتَفَرِّقَهِ من جَسَدِهِ .

و قالَ ابنُ بَرِّیّ : البَکْعُ :الجُمْلَهُ :یُقَالُ : بَکَعَهُ الشَّیْ ءَ، إذا أَعْطَاهُ جُمْلَهً ، و یُقَالُ :أَعْطَاهُمُ المَالَ بَکْعاً لا نُجُوماً، و مِثلُه الجَلْفَزَهُ .

و فی الصّحاح:و تَمِیمٌ تَقُولُ : ما أَدْرِی أَیْنَ بَکَعَ ، بمَعْنَی أَیْنَ بَقَعَ ،أَیْ ذَهَبَ .

و التَّبْکِیعُ :التَّقْطِیعُ ، عن شَمِر.و هذا قدْ تَقَدَّمَ فی کَلامِ المُصَنِّف قَریباً.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الأَبْکَعُ :الأَقْطَعُ .

و بَوْکَعَه بالسَّیْفِ :ضَرَبَهُ به.و قال الفَرّاءُ:المَحْفُوظُ بَرْکَعَه.

و مِنَ المَجَاز:کَلَّمْتُهُ فبَکَعَنِی بِکَلامٍ خَشِنٍ .

بلتع

البَلْتَعُ ،کجَعْفَرٍ،و سَمَنْدَلٍ :الحاذِقُ بِکُلِّ شَیْ ءٍ و قِیلَ :هو الظَّرِیفُ المُتَکَلِّمُ ،و الأَنْثی بالهَاءِ. و قِیلَ : بِهَاءٍ فِیهمَا، فی النّسَاءِ:السَّلِیطَهُ المِکْثَارَهُ المُشَاتِمَهُ .ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیّ فی الخُمَاسِیّ .

و البَلْتَعانِیُّ :المُتَظَرِّفُ المُتَکَیِّسُ ، قاله الأَصْمَعِیّ .

و قال أَبُو الدُّقَیْشِ :هو الَّذِی یَتَظَرَّفُ و یَتَحَذْلَقُ و لَیْسَ عِنْدَه شَیْ ءٌ، کالمُتَبَلْتِع ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ لهُدْبَهَ بنِ الخَشْرَمِ :

و لا تَنْکِحِی إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَیْنَنَا

أَغَمَّ القَفَا و الوَجْهِ لَیْسَ بأَنْزَعا

و لا قُرْزُلاً وَسْطَ الرِّجَالِ جُنَادِفاً

إذَا مَا مَشَی أَوْ قَالَ قَوْلاً تَبَلْتَعَا

قالَ الصّاغَانِیّ :و هُوَ إنْشَادٌ مُخْتَلٌّ ،و الرِّوایَهُ :

فلاَ تَنْکِحِی إنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَیْنَنَا

أُکَیْبِدَ مِبْطانَ الضُّحَی غَیْرَ أَرْوَعا

ضَرُوباً بِلَحْیَیْهِ عَلَی عَظْمِ زَوْرهِ

إذا القَوْمُ هَشُّوا لِلفَعَال تَقَنَّعا

ص:28


1- (1) الذی فی اللسان [1]هنا:و تبعتهم الداهیه.
2- (2) یرید بالبقاع المواضع یستنقع فیها الماء.
3- (3) فی التکمله:و النکع.
4- (4) فی القاموس:و ضربه شدیدا....

کَلِیلاً سِوَی ما کَانَ مِنْ حَدِّ ضِرْسِهِ

أَغَمَّ القَفَا و الوَجْهِ لَیْسَ بِأَنْزَعا

أُقَیْفِدَ لا یُرْضِیکَ فِی القَوْمِ زِیُّهُ

إذا قالَ فِی الأَقْوَامِ قَوْلاً تَبَلْتَعا

و البَلْتَعِیُّ :اللَّسِنُ الفَصِیحُ الحاذِقُ المُتَکَلِّمُ .

و التَّبَلْتُعُ :التَّفَتُّحُ بالکَلامِ ،کأَنَّهُ یَقْذَعُ فیه،أَو هو الَّذِی الْتَوَی لِسَانُه. و قالَ الأَصْمَعِیُّ :هو التَّحَذْلُقُ و التَّدَهِّی.

و حَاطِبُ بنُ أَبِی بَلْتَعَهَ عَمرِو بنِ راشِدِ بنِ مُعاذٍ اللَّخْمِیّ ، صَحابِیُّ رضی اللّه عَنْهُ .و یُقَالُ :أَبُو بَلْتَعَهَ عَمْرُو بنُ عُمَیْرِ بنِ سَلَمَهَ ،مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً،و قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ح ط ب».

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

التَّبَلْتُعُ :إعْجَابُ المَرْءِ بنَفْسِهِ و تَصَلُّفُهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و أَنْشَدَ لِرَاعٍ یَذُمُّ نَفْسَه و یُعَجِّزُهَا:

ارْعَوْا فإِنَّ رِعْیَتِی لَنْ تَنْفَعَا

لا خَیْرَ فی الشَّیْخِ و إنْ تَبَلْتَعا

و بَلْتَعَهُ :اسمٌ .

بلخع

بَلْخَعٌ ،کجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: ع،بالیَمَنِ (1)، هکَذَا ذَکَرَهُ فی کِتَابِهِ فی بابِ الباءِ معٍ الخاءِ مِنَ الرُّباعِیّ ، أَوْ هُوَ یَلْخَعُ کیَمْنَع، هکَذا ذَکَرَهُ ثانیاً فی بابِ الیاءِ مع الخاءِ من الثُّلاثِیّ ، و الصّوابُ هو الأَوّلُ ذَکَرَ ذلِکَ ابنُ الکَلْبِیّ فی کِتَاب«افْتِراقِ العَرَبِ »مِنْ تَأْلِیفِهِ .

بلع

بَلِعَهُ ،کسَمِعَهُ ، بَلْعاً : ابْتَلَعَهُ ، أَیْ جَرَعَهُ .

و سَعْدُ بُلَغ،کزُفَرَ، قال اللَّیْثُ :یَجْعَلُونَهُ : مَعْرِفَهً :مَنْزِلٌ لِلْقَمَرِ، زَعَمُوا أَنَّهُ طَلَعَ لَمّا قالَ اللّه تَعالَی لِلأَرْضِ : یا أَرْضُ اِبْلَعِی ماءَکِ (2)و هو و فی العُبَابِ و اللّسَانِ :«و هما» و قالَ ابن قُتَیْبَه:سَعْدُ بُلَعَ : نَجْمَانِ مُسْتَوِیَانِ فی المَجْرَی.

و زادَ غَیْرُهُ :مُتَقَارِبَانِ مُعْتَرِضَانِ (3)، أَحَدُهُمَا خَفِیٌّ ،و الآخَرُ مُضِیءُ،و یُسَمَّی (4)بَالِعاً ، لِأَنَّهُ کَأَنَّهُ بَلَعَ الآخَرَ الخَفِیَّ و أَخَذَ ضَوْءَه، و طُلُوعُهُ للَیْلَه تَبْقَی منْ کَانُونَ الآخِرِ، مِنَ الشُّهُورِالرُّومِیَّهِ ، و سُقُوطُهُ لِلَیْلَهٍ تَمْضِی مِنْ آبَ مِن الشُّهُورِ الرُّومِیَّهِ .

انْتَهَی نَصُّ ابنِ قُتَیْبَهَ .یَقُولُ سَاجِعُ العَرَبِ :«إذا طَلَعَ سَعْدُ بُلَع ،اقْتَحَمَ الرُّبَع،و لَحِقَ الهُبَع،و سِیدَ المُرَع،و صارَ فی الأَرْضِ لُمَع».اقْتِحامُ الرُّبَعِ أَنَّهُ یَقْوَی مَشْیُهُ فیُسْرِعُ و لا یَضبطُ .و الهُبَعُ أَیْضاً یَقْوَی مَشْیاً (5)فَیَلْحَقُهُ .و المُرَع:طَیْرٌ کَأَنَّهُ هذا الوَقْتَ یُصَادُ.

و قال اللَّیْثُ : البُلَعُ ،کصُرَدٍ،مِنْ قائِمهِ البَکَرَهِ :سَمُّها و ثَقْبُهَا،الوَاحِدَهُ بُلَعَهٌ بهاءِ.

و بُلَعٌ ، بِلا لامٍ :د،أَوْ جَبَلٌ ، قال الرَّاعِی:

ماذا تَذَکَّرُ مِنْ هِنْدٍ إذا احْتَجَبَتْ

بِابْنَی عُوَارٍ و أَدْنَی دَارِها بُلَعُ (6)

و یُرَوَی:«بَحل ما تَذَکَّر».

و قالَ ابنُ درید: بَنُو بُلَعٍ :بُطَیْنٌ مِنْ قُضاعَهَ .

و بُلَعٌ ، کصُرَدٍ،و هُمَزَهٍ ،و مِنْبَرٍ،و جَوْهَرٍ، هو الرَّجُلُ الأَکُولُ ، الأَخِیرُ عن ابْنِ الأَعْرابیِّ .

و المَبْلَعُ ، کمَقْعَدٍ: مَجْرَی الطَّعَامِ و مَوْضِعُ الابْتِلاعِ من الحَلْقِ و کذلِکَ البُلْعُمُ ،و البُلْعُومُ ،قَالَ رُؤْبهُ :

ما مَلأوا أَشْداقَهُ و المَبْلَعا

و قال ابْنُ عَبّادٍ: البُلُعْلُعُ ،بالضَّمِّ :طائِرٌ مَائیٌّ طَوِیلُ العُنُقِ ، و کَأَنَّهُ من البَلْعِ .

و فی الأَسَاسِ :من المَجَازِ: قِدْرٌ بَلُوعٌ ،کصَبُورٍ:

وَاسِعَهٌ (7) تَبْلَعُ ما یُلْقَی فیها.

و البَالُوعَهُ فی لُغَهِ البَصْرَهِ ، و البَلاّعَهُ فی لُغَهِ مِصْرَ، و البَلُّوعَهُ مشدَّدَتَیْنِ ، و کَذلِکَ البُلَّیْعَه ،کجُمَّیْزَهٍ فی لُغَهِ مِصْرَ أَیْضاً: بِئْرٌ تُحْفَرُ (8)فی وَسَطِ الدّارِ ضَیِّقُ الرَّأْسِ یَجْرِی فِیها ماءُ المَطَر و نَحْوهُ . و فی الصّحاح:ثَقْبٌ فی وَسَطِ الدَّارِ.

ج: بَوَالِیعُ ،و بَلالِیعُ ، نَقَلَهُمَا الصّاغَانِیّ ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ علَی الأَخِیرِ.

ص:29


1- (1) نقل یاقوت فی«بلخع»عن ابن الکلبی قال:اتخذت حمیر صنما... فعبدوه بأرض یقال لها بلخع.
2- (2) سوره هود الآیه 44. [1]
3- (3) فی اللسان: [2]متقاربان معترضان خفیان.
4- (4) فی عجائب القزوینی:و سمّی الأکبر بالعا.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«شیئا».
6- (6) دیوانه ص 159 و فیه: بل ما تذکر من هند...دونها بلع.
7- (7) فی الأساس:کبیره.
8- (8) فی القاموس:یحفر.

و بَلْعَاءُ بْنُ قَیْسٍ الکِنَانیّ : من رِجَالاتِ العَرَبِ ، مَشْهُورٌ.

و بَلْعَاءُ : ثَلاثَهُ أَفْرَاسٍ ، مِنْهَا:فَرَسٌ لعَبْدِ اللّه بنِ الحَارِثِ أَبِی (1)مُلَیْلٍ الیَرْبُوعِیّ ، و أُخْرَی لِلأَسْوَدِ بنِ رِفَاعَهَ بنِ ثَعْلَبَهَ (2)، و أُخْرَی کانَتْ لِبَنِی سَدُوسٍ .

و یُقَالُ : أَبْلَعْتُه الشَّیْ ءَ،أَیْ مَکَّنْتُهُ مِنْ بَلْعِهِ .و یُقَالُ :

أَبْلِعْنِی رِیقِی، أَیْ أَمْهِلْنِی مِقْدَارَ ما أَبْلَعُهُ ، أَیْ الرِّیقَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: المُبْلَعَهُ ،کمُکْرَمَهٍ :الرَّکِیَّهُ المَطْوِیَّهُ من القَعْرِ إِلَی الشَّفَهِ ، کما فی العُبَابِ ،و فی التَّکْمِلَه:إِلَی الشَّفِیرِ.

و بَلَّعَ الشّیْبُ فِیهِ ، أَی فِی رَأْسِهِ تَبْلِیعاً : بَدَا،و فی الأَسَاسِ :ارْتَفَعَ .و قالَ غَیْرُهُ :کَثُرَ،و قِیلَ : ظَهَرَ أَوَّلاً، فأَمَّا قَوْلُ حَسّانَ :

لَمّا رَأَتْنِی أُمُّ عَمْرو دَفَتْ

قَدْ بَلَّعَتْ بِی ذُرْأَهٌ فألْحَفَتْ

فإِنَّمَا عدَّاهُ بِقَوْلِهِ «بِی»لِأَنَّهُ فی مَعْنَی:قد أَلَمَّتْ .أَوْ أَرادَ«فی»فَوَضَع«بِی»مکانَهَا لِلْوَزْنِ حِینَ لم یَسْتَقِمْ لَهُ أَنْ یَقُولَ «فِیّ »:

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَبَلَّعَ الشَّیْ ءَ تَبَلُّعاً:جَرَعَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و فی المَثَلِ : «لا یَصْلُحُ رَفِیقاً مَنْ لَمْ یَبْتَلِعْ رِیقاً» .

و البُلْعَهُ من الشَّرَابُ «بالضَّمِّ »کالجُرْعَهِ .

و البَلُوعُ ،کصَبُورٍ:«الشَّرَابُ ،و اسْمٌ لدَوَاءٍ یُبْلَعُ .

و بَلِعَ الطَّعَامَ و ابْتَلَعَهُ :لَمْ یَمْضُغْهُ ،و أَبْلَعَهُ غَیْرهُ .

و رَجُلٌ بَلْعٌ ،بالفَتْح،کأَنَّهُ یَبْلَعُ الکَلاَمَ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ ، و أَنْشَدَ قَوْلَ العَجّاج:

بَلْعٌ إِذا اسْتَنْطَقْتَهُ صَمُوتُ (3)

قال الصّاغَانِیّ :قَوْلَ اللَّیْث:قالَ العَجّاجُ سَهْوٌ،و الرَّجَزُلِرُؤْبَهَ .و الرِّوَایَهُ :بَلْغٌ «بالغَیْنِ المُعْجَمَه»،أَیْ أَنا بَلِیغٌ إِذا اسْتَنْطَقَتْنِی،و صَمُوتٌ إِذا لَمْ أُسْتَنْطَقْ .

و تَبَلَّعَ فیه الشَّیْبُ :ظَهَرَ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و المُتَبَلِّع :فَرَسُ مَزْیدَه الحَارِثِیّ (4)،هُنَا نَقَلَهُ ابْنُ بَرّیّ ، و سَیَأْتِی للمُصَنِّف فی«ت ل ع».

و قَالَ الفَرّاءُ:امْرَأَهٌ بُلَعَهٌ ،کهُمَزَهٍ ، تَبْلَعُ کُلَّ شَیْ ءٍ.

و مِنْ شَتْمِ أَهْلِ الشامِ :یا بَلاَّعَ الأَیْرِ،و هو مُسْتَهْجَنٌ .

و عَبْدُ المَلِکِ بنُ أَبِی الفَتْحِ بنِ مَحَاسِنَ بنِ البَلاَّع،رَوَی عَنْ أَبِی المُصَفَّرِ بنِ الشّبْلِیّ و غَیْرِهِ ،ذَکَرَهُ ابنُ نُقْطَهَ .

و الشَّمْسُ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عَلِیٍّ الأَسَدِیُّ المَعْرُوفُ بالبَلاَّعِ ،أَحَدُ،مَنْ أَخَذَ عن سَیِّدی عَبْد القَادِرِ الجِیلانیّ ، و لَهُ بالحِذْیَهِ (5)من أَرْضِ الیَمَنِ مَقَامٌ مَشْهُورٌ،و قد زُرْتُه.

و بَالِعُ بنُ قَیْسٍ الشَّدّاخ:جاهلیّ (6)،و فِیهِ یَقُولُ رَبِیعَهُ بنُ أُمَیّهَ (7)الدّیلیّ :

و أَفْلَتَ بَالِعٌ مِنّا و خَلَّی

حَلائلَهُ و قَدْ بَدَتِ المَعَازِی

قال الحافِظُ :هکَذَا أَفَادَهُ الجَاحِظُ .

و هِبْلَعٌ کدِرْهَم،هفْعَلٌ من البَلْعِ ،علی قَوْلِ مَنْ قالَ بزیَادَه الهاءِ،و سَیَأْتِی المُصَنَّف مِثْلُ ذلِکَ فی«ج ز ع».

بلقع

البَلْقَع ،و البَلْقَعَهُ بهَاءٍ:الأَرْضُ القَفْرُ الَّتِی لا شَیْ ءَ بها.یُقَالُ :مَنْزِلٌ بَلْقَعٌ ،و دارٌ بَلْقَعُ -بغَیْرِ الهاءِ-إِذا کانَ نَعْتاً،فهو بِغَیْرِ هاءٍ للذَّکَرّ و الأُنْثَی،فإِنْ کَانَ اسْماً قُلْتَ :انْتَهَیْنَا إِلَی بَلْقَعَهٍ مَلْسَاءَ،و کَذلِکَ القَفْرُ.

و البَلْقَعَهُ :الأَرْضُ الَّتِی لا شَجَرَ فیها،یَکُونُ فی الرَّمْلِ و فی القِیعَانِ ج: بَلاقِعُ . و

16- فی الحَدِیثِ : «الیَمِینُ الفَاجِرهُ تَدَعُ (8)الدِّیَارَ بَلاقِعَ ». قال شَمِرٌ:أَیْ یَفْتَقِرُ الحَالِفُ ،و یَذْهَبُ ما فِی بَیْتِهِ من المالِ .و قالَ غَیْرُهُ :هو أَنْ یُفَرِّقَ اللّه شَمْلَه، و یُغَیِّرَ ما أَوْلاهُ من نِعَمِهِ .و قَالَ رُؤْبَهُ :

ص:30


1- (1) عن التکمله و بالأصل«بن».
2- (2) فی اللسان:و بلعاء أیضاً فرس لأبی ثعلبه.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:بلع إِذا استنطقته،کذا بالأصل، و ما نقله الصاغانی یفید أنه استنطقتنی ا ه ».
4- (4) فی اللسان:المحاربی.
5- (5) بالأصل«بالحدیه»و المثبت عن معجم البلدان و الضبط عنه،و هی أرض بحضرموت،قاله نصر.
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه،و بالأصل«کاهلی».
7- (7) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«راقیه».
8- (8) الأصل و النهایه،و فی اللسان: [1]تذر.

فَأَصْبَحَتْ دَارُهُمُ بَلاقِعَا

و

16- فی الحَدِیثِ : «فَأَصْبَحَت الأَرْضُ مِنِّی بَلاقِعَ ». قالَ ابْنُ الأَثِیرِ:وَصَفَهَا بالجَمْعِ مُبَالَغَهً کقَوْلِهِم:أَرْضٌ سَبَاسِبُ ، و ثَوْبٌ أَخْلاقٌ .و قالَ غَیْرُهُ :جَمَعُوا لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا کُلَّ جُزْءٍ منها بَلْقَعاً .قال العَارِمُ یَصِفُ الذِّئْبَ :

تَسَدَّی بِلَیْلٍ یَبْتَغِینِی و صِبْیَتِی

لِیَأْکُلَنِی،و الأَرْضُ قَفْرٌ بَلاقِعُ

و یُقَالُ أَیْضاً:دِیَارٌ بَلْقَعٌ .قالَ جَرِیرٌ:

حَیُّوا المَنَازِلَ و اسْأَلُوا أَطْلالَها

هَلْ یَرْجِعُ الخَبَرَ الدِّیَارُ البَلْقَعُ ؟

کأَنَّهُ وضَع الجَمْع مَوْضِعَ الوَاحِدِ،کما قُرِیءَ «ثَلاَثَمِائَهِ سِنِینَ » و البَلْقَع و البَلْقَعَه : المَرْأَهُ الخالِیَهُ مِن کُلِّ خَیْرٍ، و هو مَجَازٌ.و منه

16- حَدِیثُ أَبِی الدَّرْدَاءِ رَضِیَ اللّه عنه: «و شَرُّ نِسَائِکُم السَّلْفَعَهُ البَلْقَعَهُ » (1). و قد سَبَقَ الحَدِیثُ فی «ق ی س».

و سَهْمٌ بَلْقَعِیُّ أَوْ سِنَانٌ بَلْقَعِیُّ ، إِذا کَانَ ، صَافِی النَّصْلِ ، قال الطِّرِمَّاح:

تَوَهَّنُ فیه المَضْرَحِیَّهُ بَعْدَمَا

مَضَتْ فیه أُذْنَا بَلْقَعِیٍّ و عَامِلِ

و بَلْقَعَ البَلَدُ بَلْقَعَهً : أَقفَرَ.

و ابْلَنْقَعَ الکَرْبُ :انْفَرَجَ .و ابْلَنْقَعَ الصُّبْحُ :أَضَاءَ، قال رُؤْبَهُ :

فَهْیَ تَشُقُّ الآلَ أَوْ یَبْلَنْقِعُ

عَنْهَا،و لَوْ وَنَّوْا بِهَا تَتَعْتَعُوا

و قال ابنُ عَبّادٍ: یُقَالُ للطَّرِیقِ :صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعٌ . و قال ابنُ فارِسٍ :الَّلامُ فی البَلْقَعِ زائدَهٌ ،و هو من بابِ البَاءِ و القَافِ و العَیْن.

*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:

ابْلَنْقَعَ الشَّیْ ءُ:ظَهَرَ و خَرَجَ .

بلکع

بَلْکَعَهُ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللّسان، و قالَ أَبو عُبَیْدٍ:هو مِثْلُ بَرْکَعَهُ و کَعْبَرَهُ ،إِذا قَطَعَهُ ، نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

بوع

البَاعُ :قَدرُ مَدِّ الیَدَیْنِ و مَا بَیْنَهُمَا من البَدَنِ ، کالبَوْعِ ،و یُضَمُّ ، الأَخِیرَهُ هُذَلِیَّه.قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :

فلَوْ کَانَ حَبْلاً مِنْ ثَمَانِینَ قَامَهً

و خَمْسِینَ بُوعاً نَالَهَا بالأَنَامِلِ (2)

هکَذَا فی اللِّسَانِ ،و یُرْوَی:«إِذا کانَ حَبْلٌ ».و الَّذِی فی الدِّیوَانِ :«و تِسْعِینَ باعاً ».و أَمَّا« بُوعاً »فإِنَّهُ رِوَایَهُ الأَخْفَشِ ، قَالَ :یُرِیدُ باعاً .

ج: أَبْوَاعٌ . و

13- فی الحَدِیثِ : «إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ مِنِّی بَوْعاً أَتَیْتُهُ هَرْوَلَهً ». و هو مَثَلٌ لِقُرْبِ أَلْطَافِ اللّه عَزَّ و جَلَّ من العَبْدِ، إِذا تَقَرَّبَ إِلَیْه بالإِخْلاصِ و الطَّاعَهِ ، و رُبَّمَا عُبِّر بالبَاعِ عن الشَّرَف و الْکَرَم، قالَ العَجَّاجُ :

إِذا الکِرَامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ

تَقَضِّیَ البَازِی إِذا البَازِی کَسَرْ

و قَالَ حُجْرُ بنُ خَالِدٍ فی الکَرَم:

نُدَهْدِق بَضْعَ اللَّحْمِ لِلبَاعِ و النَّدَی

و بَعْضُهُمُ تَغْلِی بِذَمٍّ مناقِعُه (3)

و قَالَ اللَّیْثُ : البَوْعُ و البَاعُ لُغَتَانِ ،و لکِنَّهُمْ یُسَمُّونَ البَوْعَ فی الخِلْقَهِ ،فَأَمَّا بَسْطُ الباعِ فی الکَرَمِ ،و نَحْوِه فلا یَقُولُونَ إِلاّ کَرِیمَ الباعِ ،و أَنشد:

لَهُ فی المَجْدِ سابِقَهٌ (4)وَ بَاعُ

و البَوْعُ :مَدُّ الباعِ بالشَّیْ ءِ. یُقَالُ : بَاعَ یَبُوعُ بَوْعاً :بَسَطَ بَاعَه .و بَاعَ الحَبْلَ یَبُوعُهُ بَوْعاً :مَدَّ یَدَیْهِ مَعَهُ حَتَّی صارَ بَاعاً .

و بُعْتُه ،و قِیلَ :هو مَدُّکَهُ بَاعِکَ ،کما تَقُولُ :شَبَرْتُهُ من الشِّبْرِ،و المَعْنَیَان مُتَقَاربَانِ .قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ أَرْضاً:

و مُسْتَامَهٍ تُسْتَامُ و هْیَ رَخِیصَهٌ

تُبَاعُ بِسَاحَاتِ الأَیَادِی و تُمْسَحُ

ص:31


1- (1) السلفعه:المرأه الجریئه البذیئه الفحاشه القلیله الحیاء.
2- (2) دیوان الهذلیین 142/1 بروایه: فلو کان حبلٌ ...و سبعین باعاً...
3- (3) و یروی:مراجله.
4- (4) عن المقاییس 318/1« [1]سابغه».

مُسْتَامَه:یَعْنِی أَرْضاً تَسُومُ فیهَا الإِبِلُ ،من السَّیْرِ لا مِنْ السَّوْمِ الَّذِی هُوَ البِیْعُ ،و تُبَاعُ أَی تَمُدُّ فیها الإِبلُ أَبْوَاهَا و أَیْدِیَهَا،و تُمْسَحُ من المَسْحِ الَّذِی هو القَطْع.

و الإِبِلُ تَبُوعُ فی سَیْرِها،أَیْ تَمُدُّ أَبْوَاعَهَا ،و کَذلِکَ الظِّبَاءُ، کالتَّبَوُّعِ . یُقالُ : یَبُوعُ وَ یَتَبَوَّعُ ،أَیْ یَمُدُّ بَاعَهُ ، وَ یَملأُ ما بَیْنَ خَطْوِهِ .

و البَوْع : إِبْعَادُ خَطْوِ الفَرَسِ فی جَرْیِه و کَذلِکَ النّاقَهُ ، و منه قَوْلُ بِشْرِ بنِ أَبِی خازِمٍ :

فَدَعْ هِنْداً و سَلِّ النَّفْسَ عَنْهَا

بحَرْفٍ قَدْ تُغِیرُ إِذَا تَبُوعُ (1)

و البَوْعُ : بَسْطُ الیَدِ بالمَالِ ، عن اللَّیْثِ ،و أَنْشَدَ لِلطِّرِمّاحِ :

لَقَدْ خِفْتُ أَنْ أَلْقَی المَنَایَا و لَمْ أَنَلْ

من المالِ ما أَسْمُو بِه و أَبُوعُ

و قالَ ابنُ عبّادٍ: البَوْعُ : المَکَانُ المُنْهَضِمُ (2)فی لِصْبِ جَبَلٍ .

قالَ : و بَاعَهُ الدَّارِ:سَاحَتُهَا، لُغَهٌ فی البَاحَهِ .

و البَائعُ :وَلَدُ الظّبْیِ إِذا بَاعَ فِی مَشْیِهِ ، صِفَهٌ غَالِبَهٌ ، ج: بُوعٌ ،بالضَّمِّ و بَوَائِعُ .

و یُقَالُ : فَرَسٌ طَیِّعٌ بَیِّعٌ ،کسَیِّدٍ، أَیْ بَعِیدُ الخَطْوِ، و أَصْلُهُ بَیْوعٌ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیّ .

و النَّعْجَهُ تُسَمَّی أَبْوَاعَ ،مَعْرِفَهً ، لِتَبَوُّعِها فی المَشْیِ ، و تُدْعَی لِلْحَلْب بِهَا فیُقَال: أَبْواع أَبْوَاع ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و انْبَاعَ العَرَقُ :سالَ ، قالَ عَنْتَرَهُ العَبْسِیّ :

یَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَی غَضُوبٍ جِسْرَهٍ

زَیَّافَهٍ مِثْلِ الفَنِیقِ المُکْدَمِ

وَصَفَ عَرَقَ النَّاقَهِ ،و أَنَّهُ یَتَلَوَّی فی هذا المَوْضِعِ ،و أَصْلُه یَنْبَوع،صارَت الوَاوُ أَلِفا لتَحَرُّکِها و انْفِتَاحِ ما قَبْلَها.

و قَوْلُ أَکْثَرِ أَهْلِ اللُّغَهِ أَنَّ یَنْبَاع کانَ فی الأَصْلِ یَنْبَعُ فوَصَلَ فَتْحَهَ الباءِ بالأَلِفِ للإِشْبَاع.و قد حَقَّقْنَاه فی رسالَتِنا:

«التَّعْرِیف بضَرُورِیِّ عِلْمِ التَّصْرِیف».و یُرْوَی یَنْهَمُّ (3)[و]کُلُّ راشِحٍ مُنْبَاعٌ .

و أَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ فی الزَّیْتِ :

و مُطَّرِدٌ لَدْنُ الکُعُوبِ کَأَنَّمَا

تَغَشَّاهُ مُنْبَاعٌ مِنَ الزَّیْتِ سائِلُ

و انباعَ الحَبْلُ و تَبوَّع بمعنی وَاحِدٍ.

و انْبَاعَت الحَیَّهُ انْبِیاعاً ،إِذا بَسَطَت نَفْسَها بعدَ تَحَوِّیها لِتُسَاوِرَ، عن اللِّحْیَانیِّ .قال السَّفَّاح بنُ بُکَیْرٍ یَرْثِی یَحْیَی بنَ مَیْسَرَهَ (4)-و یُرْوَی لرَجُل من بَنِی قُرَیع-.

یَجْمَعُ حِلْماً و أَناهً مَعاً

ثُمَّتَ یَنْبَاعُ انْبِیَاعَ الشُّجاعْ

قُلْتُ :و أَنْشَدَه الأَصْمَعِیّ لِبُکَیْرِ بن مَعْدانَ فِیمَا ذَکر کما فِی شَرْحِ الدِّیوانِ .

و انْبَاعَ لِی فُلانٌ فی سِلْعَتِهِ ، إِذا سَامَحَ لَکَ فی بَیْعِها، و امْتَدَّ إِلَی الإِجَابَهِ إِلَیْه، و منه قَوْلُ صَخْرِ الغَیِّ الهُذَلِیّ :

و اللّه لَوْ أَسْمَعَتْ مَقَالَتَهَا

شَیْخاً مِنَ الزُّبِّ رَأْسُهُ لَبِدُ

مَآبُه الرُّومُ أَو تَنُوخُ أَوِ الْ

آطَامُ مِنْ صَوَّرانَ أَو زَبَدُ

لَفَاتَحَ البَیْعَ یَوْمِ رُؤْیَتِهَا

و کَانَ قَبْلُ انْبِیَاعُهُ لَکِدُ (5)

یَصِفُ امْرَأَهً حَسْنَاءَ،یَقُولُ :لَوْ تَعَرَّضَتْ للرَّاهِبِ المُتَلَبَّدِ شَعرُه لانْبَسَطَ إِلَیْهَا.و فاتَح:کاشَفَ .و البَیْعُ :الانْبِسَاطُ ،

ص:32


1- (1) فی الدیوان: فعد طلابها و تعزّ عنها بحرف ما تخونها النسوع فلا شاهد علی هذه الروایه،و صدره فی اللسان: فعدّ طلابها و تسل عنها.
2- (2) فی التکمله:المتهضم.
3- (3) عن حاشیه شرح المعلقات،و هی روایه محمد بن الخطاب.و بالأصل «بینهم کل راشح منتاع»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یروی: بینهم الخ هکذا فی النسخ التی بأیدینا»و زیاده الواو ضروریه فالجمله مستقله:ففی اللسان:«و کل راشح منباع»و هو ما أثبتناه.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«مسیره».
5- (5) الأبیات فی دیوان الهذلیین 58/2 و فیه:«قبل ابتیاعه لکد»و قوله: صوران:دون دابق،و زبد:قیل حمص،عن الدیوان،و لم یرد عند یاقوت بأن زبد هی حمص،و قد ذکر فیها عده أقوال.

و رُفِعَ انْبِیَاعهُ بلَکِدٍ،کما تَقُولُ :کانَ عبدُ اللّه أَبُوهُ قائِمٌ .

و رَوَی الجُمَحِیّ :

و کانَ مِن قَبْلُ بَیْعُهُ لَکِدُ

و قال ابنُ حَبِیب:و یُرْوَی: ابْتِیَاعُه (1).

و فی المَثَل «مُخْرَنْبِقٌ لِیَنْبَاعَ » أَیْ مُطرِقٌ لِیَثِبَ ، أَوْ لِیَسْطُوَ، یُضْرَبُ لِلرَّجُلِ إِذا أَضَبَّ عَلَی دَاهِیَهٍ . و یُرْوَی:لِیَنْبَاقَ ،أَی لِیَأْتِیَ بالبَائِقَهِ ، اسم لِلدَّاهِیَهِ .

و یُقَالُ :فُلانٌ ما یُدْرَکُ تَبَوُّعُهُ . و قَالَ اللِّحْیَانِیّ :یُقَالُ :

و اللّه لاَ تَبْلُغُون تَبَوُّعَهُ ، أَی لا تَلْحَقُونَ شَأْوَهُ ، و أَصْلُهُ طُولُ خُطَاهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

البَاعُ :السَّعَهُ فی المَکَارِمِ ،و قد قَصُرَ بَاعُه عَنْ ذلِکَ :لَمْ یَسَعْهُ ،و هو مَجازٌ،و لا یُسْتَعْمَلُ البَوْعُ هُنَا.

و رَجُلٌ طَوِیلُ البَاعِ ،أَی الجِسْمِ ،و طَوِیلُ البَاعِ و قَصِیرُهُ فی الکَرَمِ ،و هو مَجَاز،و لا یُقَالُ :قَصِیرُ الباعِ فی الجِسْمِ .

و جَمَلٌ بَوَّاعٌ :جَسِیمٌ .

و قَالَ أَحْمَدُ بنُ عُبَیْدٍ: انْبَاعَ من بَاعَ یَبُوعُ ،إِذا جَرَی جَرْیاً لَیِّناً و تَثَنَّی و تَلَوَّی (2).

و انْبَاعَ الرَّجُلُ :وَثَبَ بَعْدَ سُکُونٍ ،و قِیلَ :سَطَا.

و البَیْعُ و الانْبِیَاعُ :الانْبِسَاطُ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَالُ : بُعْ بُعْ ،إذا أَمَرْتَهُ بمَدِّ باعَیْهِ فی طاعَهِ اللّه عَزَّ و جَلَّ .

و انْبَاعَ الشُّجَاعُ من الصَّفِّ :بَرَزَ،عن الفَارِسِیّ .

و ناقَهٌ بائعَهٌ :بَعِیدَهُ الخَطْوِ،و نُوقٌ بَوَائِعُ .

و تَبَوَّعَ لِلمَسَاعِی:مَدَّ باعَهُ (3)،و هو مَجازٌ.و هو قَصِیرُ الباعِ :عَاجِزٌ و بَخِیلٌ .قال أَبُو قَیْسِ بنُ الأَسْلَتِ الأَنْصَارِیُّ :

و أَضْرَبُ القَوْنَسَ (4)یَوْمَ الوَغَی

بالسَّیْفِ لَمْ یَقْصُرْ بِهِ بَاعِی

و بَوْعَاءُ الطِّیبِ :رائِحَتُه،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ هُنَا (5)،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فی«ب ی ع».

بیع

باعَهُ یَبِیعُهُ بَیْعاً و مَبِیعاً ، و هو شاذّ و القِیَاسُ مَبَاعاً ، إِذا بَاعَهُ و إِذا اشْتَرَاهُ ،ضِدُّ. قال أَبُو عُبَیْدٍ: البَیْعُ :مِنْ حُرُوفِ الأَضْدادِ فی کَلامِ العَرَبِ .یُقَالُ : بَاعَ فُلانٌ ،إِذا اشْتَرَی،و باعَ مِنْ غَیْرِه،و أَنْشَدَ قَوْلَ طَرَفَهَ :

و یَأْتِیکَ بالأخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَهُ

بَتَاتاً و لَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِدِ

أَی من لَمْ تَشْتَرِ لَهُ .

قُلْتُ :و مِنْهُ قَوْلُ الفَرَزْدَقَ أَیْضاً:

إِنَّ الشَّبَابَ لَرَابِحٌ مَنْ بَاعَهُ

و الشَّیْبُ لَیْسَ لبَائِعِیه تِجَارُ

أَیْ مَن اشْتَراهُ .و قالَ غَیْرُه:

إِذا الثُّرَیَّا طَلَعَتْ عِشَاءَ

فبِعْ لرَاعِی غَنَمٍ کِسَاءَ

أَیْ اشْتَرِ لَهُ .

و

16- فی الحَدِیثِ : «لا یَخْطُبِ الرَّجُلُ عَلَی خِطْبه أَخِیهِ ،و لا یَبِعْ عَلَی بَیْعِ أَخِیهِ ».

قال ابنُ الأَثِیرِ:فِیهِ قَوْلانِ :أَحَدُهُمَا:إِذا کانَ المُتعَاقِدَان فِی مَجْلِسِ العَقْدِ فطَلَبَ طالبٌ (6)السِّلْعَهَ بأَکْثَرَ مِن الثَّمَنِ لِیُرَغِّبَ البائِعَ فی فَسْخِ العَقْدِ فهو مُحَرَّمٌ ،لِأَنَّهُ إِضْرِارٌ بالغَیْرِ،و لکِنَّهُ مُنْعَقِدٌ لِأَنَّ نَفْسَ البَیْعِ غَیْرُ مَقْصُودٍ بالنَّهْیِ ، فإِنَّه لا خَلَلَ فِیهِ .الثّانِی:أَنْ یُرَغِّبَ المُشْتَرِیَ فی الفَسْخِ بعَرْضِ سِلْعَهٍ أَجْوَدَ بمِثْل ثَمَنهَا،أَوْ مِثْلِهَا بدُونِ ذلِکَ الثَّمَنِ ،

ص:33


1- (1) و هی روایه دیوان الهذلیین.
2- (2) ورد قوله فی تفسیره بیت عنتره المتقدم:ینباع من ذفری...انظر اللسان. [1]
3- (3) الأساس،و بعدها:قال الطرماح: یمانی تبوعُ للمساعی یداه و کل ذی حسبٍ یمانی.
4- (4) عن المفضلیه 75 و بالأصل«القوس».
5- (5) کذا بالأصل،و وردت العباره فی الأساس فی ماده بوغ و فیها:ارتفعت بوغاء الطیب أی ریحه.و قد جاءت مباشره فی آخر ماده بوع فاشتبه ذلک علی الشارح و نقلها هنا.
6- (6) سقطت من المطبوعه الکویتیه.

فإِنَّهُ مِثْلُ الأَوَّل فی النَّهْیِ ،و سَوَاءٌ کانا قَد تَعَاقَدَا علی المَبِیع ،أَو تَسَاوَمَا و قَارَبَا الانْعِقَادِ و لَمْ یَبْعق إِلاَّ العَقْد.

فعَلَی الأَوّلِ یَکُونُ البَیْعُ بمَعْنَی الشِّرَاءِ،تَقُولُ : بِعْتُ الشَّیْ ءَ بمَعْنَی اشْتَرَیْتُه،و هو اخْتِیَارُ أَبِی عُبَیْدٍ.و عَلَی الثّانِی یَکُونُ البَیْعُ عَلَی ظَاهِرِهِ .

قُلْتُ :و قال أَبُو عُبَیْدٍ:و لَیْسَ عِنْدی لِلْحَدِیث وَجْهٌ غَیْرُ هذا،أَی إِنَّمَا وَقَعَ النَّهْیُ علی المُشْتَرِی لا عَلَی البائع .

قالَ :و کَانَ أَبُو عُبَیْدَهَ و أَبو زَیْدٍ و غَیْرُهُمَا من أَهْلِ العِلْمِ یَقُولُونَ ذلِکَ .

و قال الأَزْهَرِیُّ : البائِعُ و المُشْتَرِی سَوَاءٌ فی الإِثْمِ إِذا باعَ عَلَی بَیْعِ أَخِیهِ أَو اشْتَرَی عَلَی شِرَاءِ أَخِیهِ ،لأَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا یَلْزَمُه اسْمُ البائِعِ ،مُشْتَرِیاً کانَ أَوْ بائعاً ،و کُلُّ مَنْهِیٌّ عَنْ ذلِکَ .

و هو مَبِیعٌ و مَبْیُوعٌ ، مِثْلُ مَخِیطٍ و مَخْیُوطٍ ،عَلَی النَّقْصِ و الإِتْمَامِ .

قالَ الخَلِیلُ :الَّذِی حُذِفَ مِنْ مَبیِعٍ وَاوُ مَفْعُولٍ ،لأَنَّهَا زائدَهٌ ،و هی أَوْلَی بالحَذْفِ .

و قال الأَخْفَشُ :المَحْذُوقَهُ عَیْنُ الفِعْلِ ،لأَنَّهُمْ لَمَّا سَکَّنوا الیَاءَ أَلْقَوْا حَرَکَتَها علی الحَرْفِ الَّذِی قَبْلَها فانْضَمَّت،ثُمَّ أَبْدَلُوا من الضَّمَّهِ کَسْرَهَ الیاءِ (1)الَّتِی بَعْدَها،ثُمَّ حُذِفَتِ الیاءُ و انْقَلَبَتْ الوَاوُ یاءً کما انْقَلَبَتْ وَاوُ مِیزَانٍ لِلْکَسْرَهِ .

قال المازِنِیُّ :کِلاَ القَوْلَیْنِ حَسَنٌ ،و قَوْلُ الأَخْفَشِ أَقْیَسُ .

و من المَجَازِ: بَاعَهُ من السُّلْطَانِ ،إِذا سَعَی بِهِ إِلَیْهِ و وَشَی به، و هو أَیْ کُلٌّ مِن البائعِ و المُشْتَرِی بائِعٌ ،ج:

باعَهٌ ، و هو قَوْلُ ابْنِ سِیدَه.

و قال کُرَاع: بَاعَهٌ جَمْعُ بَیِّعٍ ،کعَیِّلٍ و عَالَه،و سَیِّدٍ و سَادَه.

قال ابنُ سِیدَهْ :و عنْدِی أَنَّ کُلَّ ذلِکَ إِنَّمَا هو جَمْعُ فَاعِلٍ ،فَأَمَّا فَیْعِلٌ فجَمْعُهُ بالوَاوِ و النُّونِ .

و فی العُبَابِ :و سَرَقَ أَعْرَابِیٌّ إِبِلاً فأَدْخَلَهَا السُّوقَ فقَالُوا لَهُ :مِن أَیْنَ لَکَ هذه الإِبِلُ ؟فقال:

تَسْأَلُنِی البَاعَهُ أَیْنَ دَارُهَا

إِذْ زَعْزَعُوهَا فسَمَتْ أَبْصَارُهَا

فَقُلْتُ رِجْلِی و یَدِی قَرَارُهَا

کُلُّ نَارِ العَالَمِینَ نَارُهَا

قُلْتُ :و البَیْتُ الأَخِیرُ مَثَلٌ لِلْعَرَبِ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُهُ مُفَصَّلاً فی«ن ج ر».

و البِیَاعَهُ ،بالکَسْرِ:السَّلْعَهُ ، تَقُولُ :ما أَرْخَصَ هذِه البِیَاعَهَ .ج: بِیَاعَاتٌ و هی الأَشْیَاءُ الَّتِی یُتَبَایَعُ بها،قالَهُ اللَّیْثُ .

و البَیِّعُ کسَیِّدٍ: البائِعُ و المُشْتَری و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ :

« البَیِّعَانِ (2)بالخِیَارِ مَا لَمْ یَتَفَرَّقَا». و

14- فی حَدِیثٍ آخَرَ:

«أَنَّهُ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم اشْتَرَی مِنْ أَعْرَابِیٍّ حِمْلَ خَبَطٍ ،فلَمَّا وَجَبَ البَیْعُ قال لَهُ :اخْتَرْ،فقالَ لَهُ الأَعْرَابِیّ :عَمْرَکَ اللّه بَیِّعاً ». و انْتِصَابُه عَلَی التَّمْیِیزِ.

و البَیِّعُ فی قَوْلِ الشَّمَّاخِ یَصِفُ قَوْساً،کما فی العُبَابِ ، و فی اللِّسَان:فی رَجُلٍ بَاعَ قَوْساً:

فوَافَی بهَا أَهْلَ المَوَاسِمِ فانْبَرَی

لَهُ بَیِّعٌ یُغْلِی بِهَا السَّوْمَ رَائِزُ

هو المُسَاوِمُ لا البائعُ و لا المُشْتَرِی.

قُلْتُ :و قَوْلُ الشَّمّاخِ حُجَّهٌ لأَبِی حَنِیفَهَ رَحِمَهُ اللّه،حَیْثُ یَقُولُ :لا خِیَارَ لِلْمُتبایِعَیْنِ بعد العَقْدِ،لأَنَّهُمَا یُسَمَّیَانِ مُتَبایِعَیْنِ ،و هما مُتَسَاوِمَانِ قَبْلَ عَقْدِهِمَا البَیْعَ .

و قَالَ الشافِعِیُّ رَضِیَ اللّه عنه:هُمَا مُتَسَاوِمَانِ قَبْلَ عَقْدِ الشِّرَاءِ،فإِذا عُقِدَ البَیْعُ فَهُمَا مُتَبَایِعَانِ ،و لا یُسَمَّیَان بَیِّعَیْنِ و لا مُتَبَایِعَیْنِ و هُمَا فی السَّوْمِ قَبْلَ العَقْدِ.و قَدْ رَدَّ الأَزْهَرِیُّ عَلَی المُحْتَجِّ بِبَیْتِ الشَّمّاخِ بما هو مَذْکُورٌ فی التَّهْذِیبِ (3).

ص:34


1- (1) اللسان: [1]کسرهً للیاء التی بعدها.
2- (2) الأصل و التهذیب و النهایه،و فی روایه بعضهم:المتبایعان.انظر اللسان.
3- (3) نص عباره الأزهری فی التهذیب 238/3:قلت:و هذا و هم و تمویه، و یرد ما تأوله هذا المحتج شیئان:أحدهما أن الشماخ قال هذا الشعر بعد ما انعقد البیع بینهما،و تفرقا عن مقامهما الذی تبایعا فیه.فسمّاه بیّعا بعد ذلک،و لو لم یکونا أتمّا البیع لم یسمه بیعا،و أراد بالبیّع: الذی اشتری،و هذا لا یکون حجه لمن یجعل المتساومین بیّعین و لما ینعقد بینهما البیع.

ج: بِیَعَاءُ کعِنَباءَ و أَبْیِعَاءُ و بَاعَهٌ ،الأَخِیرُ قَوْلُ کُرَاع،کما تَقَدَّمَ .

و ابْنُ البَیِّعِ هو الحَاکِمُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّهِ بنِ مُحَمَّدِ النَّیْسَابُوریّ ، و یُقَالُ لَهُ أَیْضاً:ابْنُ البَیَّاعِ .و هکَذَا یَقُولُهُ شَیْخُ الإِسْلامِ الهَرَوِیُّ إِذا رَوَی عَنْهُ ،و کَذَا قالَهُ عَبْدُ الغَنِیّ بنُ سَعِیدٍ فی رِوَایَتِهِ عنه بالإجَازَهِ ،کَذا فی التَّبْصِیرِ.

و مِنَ المَجَازِ: بَاعَ فُلانٌ علی بَیْعِهِ و حَلَّ بوَادِیه،إِذا قَامَ مَقَامَهُ فی المَنْزِلَهِ و الرِّفْعَهِ .و قالَ المُفَضَّلُ الضَّبِّیّ .هو مَثَلٌ قَدِیمٌ تَضْرِبُهُ العَرَبُ للرَّجُلِ الَّذِی یُخَاصِمُ رَجُلاً و یُطَالِبُهُ (1)بالغَلَبَهِ فإِذا ظَفِرَ بِهِ . و انْتَزَعَ ما کَانَ یُطَالِبُهُ بِهِ قِیل (2): باعَ فُلانٌ عَلَی بَیْعِ فُلانٍ ،و مِثْلُهُ :شَقَّ فُلانٌ غُبَارَ فُلانٍ .و یُقَالُ :ما بَاعَ عَلَی بَیْعِکَ أَحَدٌ،أَیْ لَمْ یُساوِکَ أَحَدٌ.

و تَزَوَّجَ یَزِیدُ بنُ مُعَاوِیَهَ أُمَّ مِسْکِینٍ بِنْتَ عُمَرَ بنِ عاصِمِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ -رَضِیَ اللّه عَنْ عُمَرَ-عَلَی أُمِّ خالِدٍ (3)بِنْتِ أَبِی هَاشِمٍ فَقَالَ یُخَاطِبُهَا:

ما لَکِ أُمَّ خَالِدٍ تُبَکِّینْ

مِنْ قَدَرٍ حَلَّ بِکُمْ تَضِجِّینْ

بَاعَتْ عَلَی بَیْعِکِ أُمُّ مِسْکِینْ

مَیْمُونَهٌ مِنْ نِسْوَهٍ مَیامِینْ

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: امْرَأَهٌ بائعٌ ، أَی نافِقَهٌ ،لِجَمَالِهَا.

قالَ الزَّمْخَشْرِیّ :کَأَنَّهَا تَبِیعُ نَفْسَها،کنَاقَهٍ تَاجِرَهٍ .

و تَقُولُ : بِیعَ الشَّیْ ءُ علی ما لَمْ یُسَمَّ فاعِلُهُ ، و قد تُضَمُّ باؤُهُ فیُقَالُ ، بُوعَ ، بقَلْبِ الیاءِ واواً (4)،و کَذلِکَ القَوْلُ فِی کِیلَ ،و قِیلَ ،و أَشْبَاهِهِمَا.و فی التَّهْذِیب:قالَ بَعْضُ أَهْلِ العَرَبِیّهِ :یُقَالُ :إِنَّ رِبَاعَ بَنِی فُلانٍ قد بِعْنَ .مِنَ البَیْعِ ،و قد بُعْنَ ،من البَوْعِ ،فضَمُّوا الباءَ فی البَوْعِ و کَسَرُوهَا فی البَیْعِ (5)،لِلْفَرْقِ بَیْنَ الفاعِلِ و المَفْعُولِ ،أَلا تَرَی أَنَّک تَقُولُ :رَأَیْتُ إِمَاءً بِعْنَ مَتَاعاً،إِذا کُنَّ بائِعَاتٍ ،ثُمَّ تَقُولُ :رَأَیْتُ إِمَاءً بُعْنَ :إِذا کُنَّ مَبِیعاتٍ ، و إِنَّمَا یَبِینُ الفَاعِلُ من المَفْعُول باخْتِلافِ الحَرَکَاتِ ،و کَذلِکَ من البَوْع.

و البِیعَهُ ،بالکَسْرِ:مُتَعَبَّدُ النَّصَارَی، و قِیلَ کَنِیسَهُ الیَهُودِ، ج: بِیَعٌ ، کعِنَبٍ . قالَ لَقِیطُ بنُ مَعْبَدٍ:

تَامَتْ فُؤَادِی بِذَاتِ الخَالِ خُرْعُبَهٌ

مَرَّتْ تُرِیدُ بِذَاتِ العَذْبَهِ البِیَعَا (6)

و البِیعَه : هَیْئَه البَیْع ،کالجِلْسَه و الرِّکْبَهِ :یُقَالُ :إِنَّهُ لَحَسَنُ البِیعَهِ .و مِنْهُ

17- حَدِیثُ ابنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ کانَ یَغْدُو فَلا یَمُرُّ بسَقَّاطٍ و لا صَاحِبِ بِیعَهٍ إِلاَّ سَلَّم عَلَیْه».

و أَبَعْتُهُ إِبَاعَهً : عَرَضْتُهُ لِلْبَیْعِ قَالَ الأَجْدَعُ بنُ مالِکِ بنِ أُمَیَّهَ الهَمْدَانِیُّ :

و رَضِیتُ آلاَءَ الکُمَیْتِ فمَنْ یُبِعْ

فَرَساً فلَیْسَ جَوَادُنَا بمُبَاعِ

أَیْ لَیْسَ بمُعَرَّضٍ لِلْبَیْعِ .و آلاؤُهُ :خِصَالُه الجَمِیلَهُ .

و یُرْوَی:«أَفْلاءَ الکُمَیْتِ ».

و ابْتَاعَهُ :اشْتَرَاهُ یُقَالُ :هذا الشَّیْ ءُ مُبْتَاعِی ،أَی اشْتَرَیْتُه بمَالِی،و قد اسْتَعْمَلَهُ المِصْرِیُّونَ فی کَلامِهِم کَثِیراً، فیَحْذِفُونَ المِیمَ .و مِنْهُم مَنْ أَفرَطَ فجَمَعَ فقال:بُتُوعِی، و هو غَلَطٌ ،و إِنَّمَا نَبَّهْت عَلَی ذلِکَ لأَنَّ کَثِیراً من النّاسِ لا یَعْرِفُ ما أَصْل هذا الکَلامِ .

و التَّبَایُعُ : المُبَایَعَهُ ، من البَیْعِ و البَیْعَهِ جَمِیعاً،فمِنَ البَیْعِ

16- الحَدِیثُ : « المُتَبایِعانِ بالخِیَارِ ما لَمْ یَتَفَرَّقا». و مِنَ البَیْعَهِ قَوْلُهم: تَبَایَعُوا عَلَی الأَمْرِ،کقَوْلِکَ :أَصْفَقُوا عَلَیْهِ .

و المُبَایَعَهُ و التَّبَایُع عِبَارَهٌ عَنِ المُعَاقَدَهِ و المُعَاهَدَهِ ،کَأَنَّ کلَّ

ص:35


1- (1) فی التهذیب:و هو یریغ أن یغالبه،فإذا ظفر بما حاوله قیل:
2- (2) بالأصل«و قیل»انظر الحا [1]شیه السابقه.
3- (3) فی التهذیب و اللس [2]ان و ال [3]أساس:«أم هاشم»هنا و فی الشعر و الأصل کالتکمله.
4- (4) الذی فی الصحاح و الل [4]سان:تقول:بیع الشیء،علی ما لم یسمّ فاعله،إن شئت کسرت الباء و إن شئت ضممتها،و منها من یقلب الیاء واواً فیقول بُوعَ الشیء.
5- (5) کذا بالأصل و اللسان«بوع»و ضبطت العباره عنه،و الذی فی التهذیب: فضموا الباء فی البیع،و کسروها فی البوع.
6- (6) بالأصل:نامت...خزعته مرّت.و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.

وَاحِدٍ مِنْهُمَا بَاعَ ما عِنْدَهُ مِنْ صَاحِبِهِ و أَعْطَاهُ خَالِصَهَ نَفْسِهِ و طَاعَتَه و دَخِیلَهَ أَمْرِهِ ،و قَدْ تَکَرَّرَ ذِکْرُهَا فی الحَدِیثِ .

و اسْتَبَاعَهُ الشَّیْ ءَ: سَأَلَهُ أَنْ یَبِیعَهُ مِنْه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: انْباعَ (1)الشَّیْ ءُ: نَفَقَ و راجَ ،و کَأَنَّهُ مُطاوعٌ لِبَاعَهُ .

و أَبو الفَرَجِ عَلِیُّ بنُ مُحَمَّد الخَوارَزْمِیّ البَیَّاعِیُّ المُحَدِّثُ ،مُشَدَّداً، رَوَی عَنْ أَبِی سَعْدٍ بنِ السَّمْعَانِیّ ، و کَذَا مَجْدُ الدِّینِ عَلِیُّ بنُ الحُسَیْنِ البَیَّاعِیُّ الخُوَارَزْمیّ ، حَدَّثَ بِشَرْحِ السُّنَّهِ فی سَنَهِ مائَتَیْنِ (2)عَنْ أَبِی المَعَالِی مُحَمَّد الزَّاهِدِیّ سَمَاعاً،عن لَفْظ مُحْیِی السُّنَّه البَغَوِیَّ ،قَرَأَهُ عَلَیْه، عَنْ عاصِمِ بنِ صالِح،کَذَا فی التَّبْصِیرِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

بَایَعَهُ مُبَایَعَهً و بِیَاعاً :عَارَضَهُ بالبَیْعِ .قال جُنَادَهٌ بنُ عامِرٍ:

فإِنْ أَکُ نَائِیاً عَنْهُ فإِنِّی

سُرِرْتُ بِأَنَّهُ غُبِنَ البِیَاعَا

و قَالَ قَیْسُ بنُ ذَرِیحٍ :

کمَغْبُونٍ یَعَضُّ عَلَی یَدَیْهِ

تَبَیَّن غَبْنهُ بَعْدَ البِیَاعِ

و البَیْع :اسمُ المَبِیعِ ،قال صَخْرُ الغَیِّ یَصِفُ سَحاباً:

فأَقْبَلَ مِنْهُ طِوَالُ الذُّرَا

کَأَنَّ عَلَیْهِنَّ بَیْعاً جَزِیفَا

طِوَالُ الذُّرَا،أَیْ مُشْرفاتٌ فی السَّمَاءِ.و بَیْعاً جَزِیفاً،أَی اشْتُرِیَ جُزَافاً،فأُخِذَ بِغَیْرِ حِسَابٍ ،من الکَثْرَه،یَعْنِی السَّحَابَ .و الجَمْعُ : بُیُوعٌ .

و رَجُلٌ بَیُوعٌ ،کصَبُورٍ:جَیِّدُ البَیْعِ ،وَ بَیَّاعٌ :کَثِیرُهُ ، و بَیِّعٌ کبَیُوعٍ ،و الجَمْع بَیِّعُونَ .و لا یُکَسَّرُ،و الأُنْثَی بَیِّعَهٌ ، و الجَمْعُ بَیِّعَاتٌ ،و لا یُکَسَّرُ،حَکَاهُ سِیبَوَیْه.

و بَیْعُ الأَرْضِ :کِرَاؤُهَا،و قَدْ نُهِیَ عَنْهُ فی الحَدِیثِ .

و البَیْعَهُ :الصَّفْقَهُ عَلَی إِیجابِ البَیْعِ و عَلَی المُبَایَعَهِ و الطّاعَهِ .و بَایَعَهُ عَلَیْه مُبَایَعَهً :عَاهَدَهُ .

و نُبَایِعُ ،بغَیْرِ هَمْزٍ:مَوْضِعٌ .قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :

فکَأَنَّهَا بالجِزْعِ جِزْعِ نُبَایِعٍ

و أُلاَتِ ذِی العَرْجَاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ

قال ابنُ جِنِّی:هو فِعْلٌ مَنْقُولٌ وَزْنُه نُفاعِلُ ،کنُضارِبُ و نَحْوِه،إِلاّ أَنَّهُ سُمِّیَ به مُجَرَّداً مِنْ ضَمِیرِهِ ،فلذلِکَ أُعْرِبَ ، و لَمْ یُحْکَ ،و لَوْ کانَ فِیهِ ضَمِیرُهُ لَمْ یَقَعْ فی هذا المَوْضِعِ ، لأَنَّهُ کانَ یَلْزَمُ حِکَایَتُهُ إِنْ کانَ جُمْلَهً ،کذَرَّی حَبًّا،و تَأَبَّطَ شَرًّا،فکانَ ذلِکَ یَکْسِرُ وَزْنَ البَیْتِ .

قُلْتُ :و سَیَأْتِی للمُصَنّف فی«ن ب ع»فإِنَّهُ جَعَلَ النُّونَ أَصْلِیَّه.

و قد سَمَّوْا بَیَّاعا ،کشَدَّادٍ.

و عُرْوَهُ بن شُیَیْمِ بنِ البَیّاعِ الکِنَانیّ :أَحدُ رُؤساءِ المِصْرِیِّینَ الَّذِین سَارُوا إِلَی عُثْمَانَ ،رَضِیَ اللّه عنْه.

و مِنَ المَجَازِ: باعَ دُنْیَاهُ بِآخِرَتِهِ ،أَی اشْتَرَاهَا (3)،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ .

و بَیَّاعُ الطَّعَامِ :لَقَبُ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ غالِبِ بنِ حَرْبٍ الضَّبِّیّ .

فصل التاءِ المثناه الفوقیه مع العین

تبرع

تَبْرَعٌ ،کجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ«فی باب الباءِ مع التاءِ فی الرُّباعیّ »:إِنَّهُ اسْمُ ع، فعَلَی هذا وَزْنُهُ عِنْدَهُ فَعْلَلٌ ،و لَوْ کَانَ تَفْعَلُ لَکَانَ مَوْضِعُ ذِکْره تَرْکیبَ «ب ر ع»و فی اللِّسَانِ : تَبْرَعٌ و تَرْعَبٌ :

مَوْضِعانِ ،بیَّنَ صَرْفَهُم إِیّاهُمَا أَنَّ التّاءَ أَصْلٌ .

قُلْتُ :و قَدْ تَقَدَّمَ هذَا بِعَیْنِه لِلْمُصَنِّف فی«ت ر ع ب» و ذَکَرَ تَبْرَعاً هُنَاکَ اسْتِطْرَاداً.

تبع

تَبِعَهُ ،کفَرِحَ یَتْبَعُهُ تَبَعاً ، مُحَرَّکَهً ، وَ تَبَاعَهً ، کسَحَابَهٍ :

مَشَی خَلْفَهُ أَوْ مَرَّ به فمَضی مَعَهُ ، یُقَالُ : تَبعَ الشَّیْ ءَ

ص:36


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و ابتاع.
2- (2) کذا بالأصل و فیه تحریف ظاهر،فمحیی السّنّه أبو محمد الحسین بن مسعود البغوی مات فی شوال سنه 518.و نبه محقق المطبوعه الکویتیه إلی هذا،انظر حاشیته.
3- (3) فی الأساس:استبدلها.

تَبَاعاً ،فِی الأَفْعَالِ .و تَبعَ الشَّیْ ءَ تُبُوعاً :سارَ فی إِثْرِهِ .

و التَّبِعَهُ ، کَفَرِحَهٍ و کِتَابَهٍ :الشَّیْ ءُ الَّذِی لک فیه بُغْیَهٌ ،شِبْهُ ظُلاَمَهٍ و نَحْوِها، کما فی العُبابِ و التَّهْذِیب.و فی اللّسَانِ :

ما اتَّبَعْتَ به صاحِبَکَ من ظُلامَهٍ و نَحْوِهَا.یُقَالُ :ما عَلَیْه من اللّه فی هذَا تَبِعَهٌ و لا تِبَاعَهٌ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «ما المالُ الَّذِی لَیْسَ فِیه تَبِعَهٌ مِنْ طالِبٍ و لا مِنْ ضَیْفٍ ». یرید بالتَّبْعَهِ ما یَتْبَعُ المالَ مِنْ نَوَائبِ الحُقُوقِ ،و هو من: تَبِعْتُ الرَّجُلَ بحَقِّی.

و قالَ الشاعِرُ:

أَکَلَتْ حَنِیفَهُ رَبَّهَا

زَمَنَ التَّقَحُّمِ و المَجَاعَهْ

لَمْ یَحْذَرُوا مِن رَبِّهِمْ

سُوءَ العَوَاقِبِ و التِّبَاعَهْ

و التَّبِعَاتُ و التِّباعَاتُ :ما فیه إِثْمٌ یُتْبَعُ به،قَالَ وَدّاکُ بنُ ثُمَیْلٍ :

هِیمٌ إِلی الموت إِذا خُیِّروا

بَیْنَ تِبَاعاتٍ و تَقْتَالِ

و التَّبَعُ ،مُحَرَّکَه: التَّابِعُ یَکُونُ وَاحِداً و جَمْعاً،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: إِنّا کُنّا لَکُمْ تَبَعاً (1)یَکُونُ اسْماً لجَمْعِ تابِعٍ ، و یَکُونُ مَصْدَراً،أَی ذَوِی تَبَعٍ .و ج: أَتْبَاعٌ (2)و و قالَ کُرَاع:

جَمْعُ تابعٍ .و نَظِیرُهُ :خَادِمٌ و خَدَمٌ ،و طَالِبٌ ،و غَائِبٌ و غَیَبٌ ،و سَالِفٌ و سَلَفٌ ،و رَاصِدٌ،و رَصَدٌ،و رائِح و رَوَحٌ ، و فَارِطٌ ،و فَرَطٌ ،و حَارِسٌ و حَرَسٌ ،و عَاسِسٌ و عَسَسٌ ،و قَافِلٌ من سَفره و قَفَلٌ ،و خَائِلٌ ،وَ خَوَلٌ ،و خَابِلٌ و خَبَلٌ ،و هو الشَّیْطَانُ ،و بَعِیرٌ هامِلٌ و هَمَلٌ ،و هو الضّالُّ المُهْمَلُ ،فکُلُّ هؤلاءِ جَمْعٌ .و قالَ سیبَوَیْه:إِنَّهَا أَسْمَاءٌ لِجَمْعٍ ،و هو الصَّحِیحُ .

و التَّبَعُ أَیْضاً: قَوَائمُ الدَّابَّهِ ، و أَنْشَدَ سِیبَوَیه لأَبِی کاهِلٍ الیَشْکُرِیّ :

یَسْحَبُ اللِّیْلُ نُجُوماً طُلَّعاً

فتَوَالِیها بَطِیئاتُ التَّبَعْ

و یُرْوَی:«ظُلَّعاً»:

و قَالَ أَبو دُوَادٍ یَصِفُ الظَّبْیَهَ :

و قَوَائِمٌ تَبَعٌ لَهَا

مِنْ خَلْفِهَا زَمَعٌ زَوَائِدْ

و فی التَّهْذِیب عن اللَّیْث: التَّبَعُ :ما تَبِعَ أَثَرَ شَیْ ءٍ فهو تَبَعُهُ ،و أَنْشَدَ لَهُ یَصِفُ ظَبْیه:

و قَوَائمٌ تَبَعٌ لهَا

من خَلْفِهَا زَمَعٌ مُعَلَّق

قال الصّاغَانِی:الرِّوَایَه:

و قَوَائمٌ حُذُفٌ لها

مِنْ فَوْقِها...

و خُذُفٌ ،أَی تَخْذِفُ الحَصَی.و قَوْلُهُ یَصِفُ ظَبْیَهً غَلَطٌ ، و إِنَّمَا یَصِفُ ثَوْراً.

و التُّبُّعُ ،بضَمَّتَیْن مُشَدَّده الباءِ، و کَذلِکَ التُّبَّع ،کسُکَّرٍ:

الظِّلُّ ، سُمِّیَ به لأَنَّهُ یَتْبَعُ الشَّمْسَ حَیْثُمَا زَالَتْ ،و بهما رُوِیَ قَوْلُ سُعْدَی الجُهَنِیَّهِ تَرْثِی أَخاها أَسْعَدَ:

یَرِدُ المِیَاهَ نَفِیضَهً و حَضِیرَهً (3)

وِرْدَ القَطَاهِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ

اسْمِئْلالُهُ :بُلُوغُهُ نِصْفَ النَّهَارِ و ضُمُورُهُ .و قَال أَبُو لَیْلَی:

لَیْسَ الظِّلُّ هُنَا ظِلَّ النَّهَار.إِنَّمَا هو ظِلُّ اللَّیْلِ .قالَ اللّه تَعَالَی: أَ لَمْ تَرَ إِلی رَبِّکَ کَیْفَ مَدَّ الظِّلَّ (4)و الظِّلُّ هو اللَّیْلُ فی کَلامِ العَرَب.أَرادَتْ أَنّ هذا الرَّجُلَ یَردُ المِیَاهَ بالأَسْحَارِ قَبْلَ کُلِّ أَحَدٍ،و أَنْشَدَ:

قَدْ صَبَّحَتْ و الظِّلُّ غَضٌّ مَا زَحَلْ

و اضِرُ الماءِ هُجُودٌ و مُصَلْ

قالَ :و التُّبَّع :ظِلُّ النَّهَارِ،و اشْتُقَّ هذا مِن ظِلِّ اللَّیْلِ .

و تَبَعَهٌ ،مُحَرَّکَه، و تَقَدَّمَ أَنَّ أَبا عُبَیْدٍ البَکْرِیّ ضَبَطَهُ «بِفَتْحِ الباءِ المُوَحَّدَهِ و سُکُونِ التَّاءِ المُثَنّاهِ الفَوْقِیّه»و مِثْلُه فی «مُعْجَمِ یاقُوتٍ »نَقْلاً عن الأَصْمَعِیِّ (5)،و قَدْ صَحَّفَهُ الصّاغَانیّ و قَلَّدَهُ المُصَنِّفُ .قال الأَصْمَعِیُّ :هی هَضْبَهٌ بِجِلْذَانَ من أَرْضِ الطّائفِ ،فیها نُقوبٌ ، کُلُّ نَقْبٍ قَدْرُ

ص:37


1- (1) سوره ابراهیم الآیه 21. [1]
2- ((*)) عباره القاموس:و یجمع علی أتباع.
3- (2) البیت فی الصحاح و نسبه لأبی ذؤیب،و فیه و فی التهذیب و اللسان: [2] یرد المیاه حضیره و نفیضه.
4- (3) سوره الفرقان الآیه 45. [3]
5- (4) نص یاقوت علی ضبطها بالتحریک.

ساعَهٍ ، کانَتْ تُلْتَقَطُ فِیهَا السُّیُوفُ العَادِیَّهُ و الخَرَزُ، و ساکِنُوها بَنُو نَصْرِ بنِ مُعَاوِیَهَ .

و التّابعُ و التّابِعَهُ :الجِنِّیُّ و الجِنِّیَّهُ یَکُونَانِ مع الإِنْسَانِ یَتْبَعَانِه حَیْثُ ذَهَبَ . و منه

14- حَدِیثُ جَابِرٍ رَضِیَ اللّه عنهُ : «أَوَّلُ خَبَرٍ قَدِمَ المَدِینَهَ امْرَأَهٌ لها تَابعٌ ،فجاءَ فی صُورَهِ طائرٍ حَتَّی وَقَعَ ،فقالَتْ :انْزِلْ ،قالَ :إِنَّهُ ظَهَرَ بِمَکَّهَ نَبِیُّ حَرَّمَ الزِّنَا، و مَنَعَ مِنّا القَرَارَ». و التابِعُ هُنَا:جِنِّیُّ یَتْبَعُ المَرْأَهَ یُحِبُّهَا.

و التّابِعَهُ : تَتْبَعُ الرَّجُلَ تُحِبُّه.و قِیلَ : التّابِعَهُ :الرَّئِّیُّ من الجِنِّ ،و إِنَّمَا أَلْحَقُوا الهاءَ للمُبَالَغَهِ ،أَوْ لتَشْنِیعِ الأَمْرِ،أَو عَلَی إِرادَهِ الدّاهِیَه،و الجَمْعُ : التَّوَابعُ ،و هُنَّ القُرَنَاءُ.

و تَابِعُ النَّجْمِ :اسْمُ الدَّبَرَانِ ،و سُمِّیَ به تَفاؤُلاً و فی العُبَابِ :تَطَیُّراً مِنْ لَفْظِهِ ، قال الأَزْهَرِیّ : و سَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ یُسَمّی الدَّبَرانَ تُوَیْبِعاً ،بالتَّصْغِیرِ (1). و قَالَ ابنُ بَرِّیّ :

و یُقَالُ له:الحادِی و التَّالِی،و أَنْشَدَ لِمُهَلْهِلٍ :

کَأَنّ التّابِعَ المِسْکِینَ فیها

أَجِیرٌ فی حُدَایَاتِ الوَقِیرِ (2)

و یُسَمَّی الدَّبَرانُ أَیْضاً تُبَّعاً ،کسُکَّرٍ، قَالَهُ أَبو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ:و به فُسِّرَ بَیْتُ سُعْدِی الجُهَنِیّه،و قالَ :إِنَّمَا سُمِّیَ به لاتِّباعِه الثُّرَیَّا.قالَ الأَزْهَرِیُّ :و ما أَشْبَهَ ما قَالَهُ بالصَّوابِ ، لأَنَّ القَطَا تَرِدُ المِیَاهَ لَیْلاً،و قَلَّمَا تَرِدُ نَهَاراً،و لذلِکَ یُقَالُ :

«أَدَلُّ مِن قَطَاهٍ »و یَدُلُّ عَلَی ذلِکَ قَوْلُ لَبِیدٍ:

فوَرَدْنَا قَبْلَ فُرَّاطِ القَطَا

إِنَّ مِنْ وِرْدِیَ تَغْلِیسَ النَّهَلْ

و التَّبِیعُ ، کأَمِیرٍ:النَّاصِرُ تَقُولُ :وَجَدْتُ علَی فُلانٍ تَبِیعاً ، أَیْ نَصِیراً مُتَابِعاً ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و التَّبِیعُ : الَّذِی لک عَلَیْهِ مَالٌ و تُتابِعُهُ ،أَی تُطَالِبُه به.

و التَّبِیعُ أَیْضاً: التَّابعُ ،و منه قَوْلُه تَعالَی: ثُمَّ لا تَجِدُوا لَکُمْ عَلَیْنا بِهِ تَبِیعاً (3)قَالَ الفَرّاءُ: أَیْ ثَائراً و لا طَالِباً بالثَّأْرِ.

و قالَ الزَّجَّاجُ :مَعْنَاهُ لا تَجِدُوا مَنْ یَتْبَعُنَا بإِنْکَارِ مَا نَزَلَ بِکُمْ ، و لا مَنْ یَتْبَعُنَا بِأَنْ یَصْرِفَه عَنْکُمْ ،و قِیلَ : تَبِیعاً :مُطَالِباً.

و التَّبِیعُ : وَلَدُ البَقَرَهِ فی الأُولَی، ثُمَّ جَذَعٌ ،ثُمَّ ثَنِیٌّ ،ثُمَّ رَبَاعٌ ،ثُمَّ سَدِیسٌ (4)،ثم سَالِغٌ (5)،قالَهُ أَبُو فَقْعَسٍ الأَسَدِیُّ ، و هی بِهَاءٍ.

و قالَ اللَّیْثُ : التَّبِیعُ :العِجْلُ المُدْرِکُ ،لأَنَّهُ (6)یَتْبَعُ أُمَّهُ بَعْدُ.قالَ الأَزْهَرِیّ :و هذا وَهَمٌ ،لأَنَّهُ یُدْرِکُ إِذا أَثْنَی،أَی صَارَ ثَنِیًّا.و التَّبِیعُ من البَقَرِ یُسَمَّی تَبِیعاً حِینَ یَسْتَکْمِلُ الحَوْلَ ،و لا یُسَمَّی تَبِیعاً قَبْلَ ذلِکَ ،فإِذَا اسْتَکْمَلَ عَامَیْنِ فهو جَذَعٌ ،فإِذا اسْتَوْفَی ثَلاَثَهَ أَعْوَامٍ فهو ثَنِیٌّ ،و حِینَئِذٍ مُسِنٌّ ، و الأُنْثَی مُسِنَّهٌ ،و هِی الَّتِی تُؤْخَذُ فی أَرْبَعِینَ مِن البَقَرِ.قُلْتُ :

و سَیَأْتِی البَحْثُ فی ذلِکَ فی«س ل غ».

ج: تِبَاعٌ و تَبَائعُ کصِحَافٍ و صَحَائفَ . و فی العُبَابِ :مِثْلُ أَفِیلٍ و إِفَالٍ و أَفائِلَ ،عن أَبی عَمْرٍو،و الَّذِی فی اللِّسَان:

جَمْعُ تَبِیعٍ أَتْبِعَهٌ و أَتابِعُ و أَتَابِیعُ ،کلاهُمَا جَمْعُ الجَمْعِ ، و الأَخِیرَهُ نَادِرَهٌ .

و التَّبِیعُ : الَّذِی اسْتَوَی قَرْنَاهُ و أُذُنَاهُ . قالَهُ الشَّعْبِیُّ ،قالَ ابنُ فارِسٍ :هذا من طَرِیقَهِ الفُتْیَا لا مِن القِیَاسِ فی اللُّغَه.

و تَبِیعٌ : وَالِدُ الحَارِثِ الرُّعَیْنِیِّ الصَّحابِیِّ ، رَضِیَ اللّه عنهُ ،هکَذَا ضَبَطَهُ ابنُ مَاکُولاَ کأَمِیرٍ.قال الذَّهَبِیّ :لَهُ وِفَادَهٌ ،و شَهِدَ فَتْحَ مِصْرَ، أَو هو تُبَیْعٌ کزُبَیْرٍ. و قالَ ابنُ حَبِیب:هو الحَارِثُ بن یُثَیعٍ ،بضمّ الیاءِ التَّحْتِیَّه،و فَتْح الثاءِ المُثَلَّثَهِ مُصغَّراً، کتُبَیْعِ بنِ عامِرٍ الحِمْیْرِیّ ،و هو ابن امرأَهِ کَعْبِ الأَحْبَارِ، من المُحَدِّثِینَ ،و قد سَبَقَ له فی «ح ب ر»أَنَّه لا یُقَالُ کَعْبُ الأَحْبَار،و إِنَّمَا یُقَالُ کَعْبُ الحَبْرِ،و قد غَفَلَ عَنْ ذلِکَ . و تُبَیْعِ بنِ سُلَیْمَانَ أَبِی العَدَبَّسِ المُحَدِّث و هو المَعْرُوفُ بالأَصْغَرِ،سَمَّاهُ أَبُو حاتِمٍ هکَذَا مَرَّهً ،و قالَ مَرَّهً أُخْرَی:لا یُسَمَّی،و یَرْوِی عَنْ أَبِی مَرْزُوقٍ ، و عَنْهُ أَبُو العَدَبَّس،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ع د ب س»و هُنَاکَ لَمْ یُذْکَر إِلاَّ أَبا العَدَبَّس الأَکْبَرَ و لَوْ جَمَعَ بَیْنَهُمَا کانَ أَحْسَنَ .

فراجَعْهُ .

و التَّبَابِعَهُ ، هکَذا«بِبَاءَیْنِ مُوَحَّدَتَیْنِ »: مُلُوکُ الیَمَنِ ، و یُوجَدُ فی بَعْضِ النُّسَخِ :التَّتابِعَهُ ،بتاءَیْنِ فَوْقِیَّتَیْن،و هو غَلَطٌ ، الوَاحِدُ تُبَّعٌ ، کسُکرٍ، سُمُّوا بذلِکَ لأَنَّه یَتْبَعُ بَعْضُهُمْ

ص:38


1- ((*)) فی القاموس:«مُصَغّراً»بدل:«بالتصغیر».
2- (1) و یروی:حدایات.
3- (2) سوره الإسراء الآیه 69. [1]
4- (3) فی التهذیب:«ثم سدس».
5- (4) التهذیب و اللسان:« [2]صالغ».
6- (5) التهذیب و اللسان: [3]إلاّ أنه یتبع.

بَعْضاً،کُلَّمَا هَلَکَ وَاحِدٌ قامَ مَقَامَهُ آخَرُ تَابِعاً له علی مِثْلِ سِیرَتِهِ ،و زَادُوا الهاءَ فی التَّبَابِعَهِ ،لإِرَادَهِ النَّسَبِ .

و قَوْلُه تَعالَی: أَ هُمْ خَیْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ (1)

16- قالَ الزَّجّاج:

جاءَ فی التَّفْسِیرِ: أَنَّ تُبَّعاً کانَ مَلِکاً من المُلُوکِ و کانَ مُؤْمِناً، و أَنَّ قَوْمَهُ کانُوا کافِرِینَ .و جاءَ أَیْضاً أَنَّهُ نُظِرَ إِلَی کِتَابٍ عَلَی قَبْرَیْنِ بنَاحِیَهِ حِمْیَرَ:«هذا قَبْرُ رَضْوَی و قَبْرُ حُبَّی ابنَتَیْ تُبَّعٍ ، لا تُشْرِکان بِاللّه شَیْئاً». و

16- فی الحَدِیثِ : «لا تَسُبُّوا تُبَّعاً فإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ کَسَا الکَعْبَه». و قِیلَ :اسْمُه أَسْعَدُ أَبُو کَرِب. و قالَ اللَّیْثُ : التَّبَابِعَهُ فی حِمْیَرَ،کالأَکَاسِرَهِ فی الفُرْسِ ، و القَیَاصِرَهِ فی الرُّومِ ،و لا یُسَمَّی به إِلاَّ إِذا کَانَتْ ، هکَذَا فی النُّسَخ،و نَصُّ العَیْنِ :دَانَتْ لَهُ حِمْیَرُ و حَضْرَمَوْتُ ، و زادَ غَیْرُه:«و سَبَأٌ»،و إِذَا لَمْ تَدِنْ لَهُ هاتانِ لَمْ یُسَمَّ تُبَّعاً (2).

14- و دَارُ التَّبَابِعَه بِمَکَّهَ مَعْرُوفَهٌ ،و هی الَّتِی وُلِدَ فِیها النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم، کما فی العُبَابِ .

و التُّبَّعُ ، کسُکَّرٍ:الظِّلُّ لِأَنَّهُ یَتْبَعُ الشَّمْسَ ، و هذِهِ هی اللُّغَهُ الثَّانِیَهُ الَّتِی أَشَرْنَا إِلَیْهَا قَرِیباً،و لَوْ ذَکَرَهُمَا فی مَوْضِعٍ ، وَاحِدٍ کَانَ أَصْنَعَ ،و هکَذَا رُوِیَ بَیْتُ سُعْدَی الجُهَنِیَّهِ الَّذِی تَقَدَّم ذِکْرُهُ .

و مِنَ المَجَازِ: التُّبَّع : ضَرْبٌ من الیَعَاسِیبِ أَعْظَمُها و أَحْسَنُهَا، ج: التَّبَابِیعُ نَقَلَهُ اللَّیْثُ ،و یُقَالُ مِنْ ذلِکَ ، تَبعَت النَّحْلُ تُبَّعَهَا ،أَیْ یَعْسُو بهَا الأَعْظَم،تَشْبِیهاً بِأُولئِکَ المُلُوکِ ،و وَقَعَ فی اللِّسَانِ :و الجَمْعُ التَّبَابعُ .

و قالَ ابنُ عبّادٍ:یُقَالُ : ما أَدْرِی أَیُّ تُبَّعٍ هُوَ؟أَیْ أَیُّ النّاسِ (3)هو.

و أَبو عَبْدِ اللّه أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعِیدٍ التُّبَّعِیّ :

مُحَدِّثٌ ، رَوَی عن القاسِمِ بنِ الحَکَمِ ،و عنه زَنْجَوَیْه بنُ مُحَمَّدٍ اللَّبّادُ،نَقَلَه الحَافِظُ .

و قالَ یُونُسُ :رَجُلٌ تُبَعٌ للکَلامِ ، کصُردٍ، و هو مَنْ یُتْبعُ بَعْضَ کَلامِهِ بَعْضاً.

و تَبُّوعُ الشَّمْسِ ،کتَنُّورٍ:رِیحٌ یُقَال لَهَا:النُّکَیْبَاءُ تَهُبُّ بالغَدَاهِ مع طُلُوعِهَا مِن نَحْوِ الصَّبا لا نَشْ ءَ معها فتَدُورُ فی مَهَابِّ الرِّیَاحِ حَتَّی تَعُودَ إِلَی مَهَبِّ الصَّبَا حَیْثُ (4)بَدَأَتْ بالغَدَاهِ .قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و العَرَبُ تَکْرَهُها.

و تِبْعُ المَرْأَهِ ،بالکَسْرِ:عاشِقُها و تَابِعُها حَیْثُ ذَهَبَتْ .

و حَکَی اللِّحْیَانِیّ :هو تِبْعُ نِسَاءٍ،و هی تِبْعَتُه .و قالَ الأَزْهَرِیّ : تِبْعُ نِسَاءٍ،أَیْ یَتْبَعُهُنَّ ،و حِدْثُ نِسَاءٍ:یُحَادِثُهُنَّ ، و زِیرُ نِسَاءٍ:یَزُورُهُنَّ ،و خِلْبُ نِسَاءٍ:إِذا کَانَ یُخَالِبُهُنَّ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: بَقَرَهٌ تَبْعَی ،کسَکْرَی، أَیْ مُسْتَحْرِمَهٌ .

و أَتْبَعْهُمُ مِثْلُ تَبِعْتُهُم ،و ذلِکَ إِذا کَانُوا سَبَقُوکَ فلَحِقْتَهُمْ ، نَقَلَه أَبُو عُبَیْدٍ.و یُقَالُ : أَتْبَعَهُ :إِذا قَفَاهُ و تَطَلَّبَهُ مُتَتَبِّعاً لهُ ، و أَتْبَعْتُهُم أَیْضاً غَیْرِی.و قَوْلُه تَعالَی: فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ (5)أَراد أَتْبَعَهُمْ إِیّاهُمْ .و قالَ ابنُ عَرَفَهَ : أَیْ لَحِقَهُمْ أَو کادَ، و منهُ قَوْلُه تَعالَی: فَأَتْبَعَهُ الشَّیْطانُ (6)أَی لَحِقَهُ .

و قالَ الفَرّاء:یُقَالَ : تَبِعَهُ و أَتْبَعَهُ ،و لَحِقَهُ و أَلْحَقَهُ ،و کَذلِکَ قَوْلُه: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِینٌ (7)و قَوْلُهُ عَزَّ و جَلَّ : فَأَتْبَعَ سَبَباً (8)و « فاتَّبَعَ سَبَباً» بتَشْدِیدِ التَّاءِ،و مَعْنَاهَا تَبِعَ ،و کانَ أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ یَقْرَؤُها بالتَّشْدِیدِ،و هی قِرَاءَهُ أَهْلِ المَدِینَهِ ، و کانَ الکِسَائیُّ یَقْرَؤُهَا بقَطْعِ الأَلِفِ ،أَیْ لَحِقَ و أَدْرَکَ .قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ:و قِرَاءَهُ أَبِی عَمْرٍو أَحَبُّ إِلَیَّ مِن قَوْلِ الکِسَائیّ .

و فی المَثَلِ : أَتْبعِ الفَرَسَ لِجَامَهَا ،أَوْ أَتْبِعِ النَّاقَهَ زِمَامَها،أَو أَتْبِعِ الدَّلْو رِشَاءَهَا کُلُّ ذلِکَ یُضْرَبُ لِلأَمْرِ باسْتِکْمَالِ المَعْرُوفِ و اسْتِتمَامِهِ ،و علَی الأَخِیرِ قَوْلُ قَیْسِ بنِ الخَطِیمِ :

إِذا ما شَرِبْتُ أَرْبَعاً خَطَّ مِئْزَرِی

و أَتْبَعْتُ دَلْوِی فی السَّمَاحِ رِشَاءَهَا

و قال أَبو عُبَیْدٍ:أَرَی مَعْنَی المَثَلِ الأَوّلِ :إِنَّکَ قَدْ جُدْتَ بالفَرَسِ ،و اللِّجَامُ أَیْسَرُ خَطْباً،فَأَتِمَّ الحَاجَهَ ،لِمَا أَنَّ الفَرسَ لا غِنَی به عَن اللِّجَام. قالَهُ ضِرَارُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّیُّ ،و الَّذِی حَقَّقه المُفَضّل و غَیْرُه أَنَّ المَثَلَ لعَمْرِو بنِ ثَعْلَبَهَ ،قالُوا: لَمَّا أَغَارَ ضِرَارٌ عَلی حَیِّ عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَهَ الکَلْبِیِّ فأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ،

ص:39


1- (1) سوره الدخان الآیه 37. [1]
2- (2) عباره اللسان:لا یسمی تبّعاً حتی یملک حضرموت و سبأ و حمیر.
3- (3) فی التکمله:خَلْق.
4- (4) التکمله:حین.
5- (5) سوره طه الآیه 78. [2]
6- (6) سوره الأعراف الآیه 175. [3]
7- (7) سوره الحجر الآیه 18. [4]
8- (8) سوره الکهف الآیه 85. [5]

و سَبَی ذَرَارِیَّهم و سارَ بالغَنَائمِ و السَّبْیِ إِلَی أَرْضِ نَجْدٍ، و لَمْ یَحْضُرْهُمْ عَمْروٌ أَی لم یَشْهَدْ غارَهَ ضِرَارٍ عَلَیْهِمْ ، فحَضَر، أَیْ قَدِمَ علَی قَوْمِهِ ،فقِیلَ لَهُ :إِنَّ ضِرَارَ بنَ عَمْرِو أَغارَ علی الحَیِّ فَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ و ذَرَارِیَّهُمْ فتَبِعَهُ عَمْرٌو فلَحِقَه قَبْلَ أَنْ یَصِلَ إِلی أَرْضِهِ ،فَقَالُ عَمْرُو بنُ ثَعْلَبَهَ لضِرَارٍ: رُدَّ عَلَیَّ أَهْلِی و مَالِی.فرَدَّهُمَا عَلَیْه،فَقَالَ :رُدَّ عَلَیَّ قِیَانِی،فَرَدَّ عَلَیْه قَیْنَتَه الرائعَهَ ،و حَبَسَ ابْنَتَهَا سَلْمَی بِنْتَ عَطِیَّه بنِ وائلٍ . فَقالَ له حِینئذٍ:یا أَبا قَبِیصَهَ أَتْبع الفَرَسَ لِجَامَها.

و کانَ المُفَضَّلُ یَذْکُرُ أَنّ المَثَلَ لعَمْرِو بنِ ثَعْلَبَهَ الکَلْبِیّ ،أَخِی عَدِیّ بنِ جَنَابٍ الکَلْبِیّ ،و کان ضِرارُ بنُ عَمْرٍو الضَّبِّیُّ أَغَارَ عَلَیْهِمْ ،فسَبَی یَوْمَئذٍ سَلْمَی بِنْتَ وَائِلٍ ،و کانَتْ یَوْمَئذٍ أَمَهً لعَمْرِو بن ثَعْلَبَهَ ،و هی أُمُّ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ،فمَضَی بِها ضِرَارٌ مع ما غَنِمَ ،فأَدْرَکَهُمْ عَمْرُو بنُ ثَعْلَبَهَ ،و کَانَ صَدِیقاً له و قال:أُنْشِدُکَ الإِخَاءَ و المَوَدَّهَ إِلاَّ رَدَدْتَ عَلَیَّ أَهْلِی.فجَعَلَ یَرُدُّ شَیْئاً شَیْئاً،حَتَّی بَقِیَتْ سَلْمَی و کانَت قد أَعْجَبَتْ ضِرَاراً،فأَبَی أَنْ یَرُدَّها،فقالَ عَمْرٌو:یا ضِرَارُ، أَتْبعِ الفَرَسَ لِجَامَها،فَأَرْسَلَها مَثَلاً.

و شَاهٌ مُتْبعٌ ، و بَقَرَهٌ مُتْبِعٌ ، و جارِیَهٌ مُتْبِعُ ،کمُحْسِنٍ فی الکُلِّ : یَتْبَعُها وَلَدهَا، و یُقَالُ :بَقَرَهٌ مُتْبِعٌ :ذَاتُ تَبِیعٍ ،و حَکَی ابنُ بَرِّیّ فیها: مُتْبِعَهٌ أَیْضاً،و خَادِمٌ مُتْبِعٌ : یَتْبَعُهَا وَلَدُها حَیْثُمَا أَقْبَلَتْ و أَدْبَرَتْ ،و عَمّ بِه اللِّحْیَانِیّ ،فقال: المُتْبِعُ :

الَّتِی مَعَهَا أَوْلاَدٌ.

و الإِتْبَاعُ فی الکَلاهم مِثْلُ :حَسَنْ بَسَنْ ، و قَبِیح شَقِیح، و شَیْطَان لَیْطان،و نَحْوِهَا.

و التَّتْبِیعُ : التَّتَبُّعُ ، و قال اللَّیْثُ :أَمّا التَّتَبُّع ،فهُوَ أَنْ یَتَتَبَّع فی مُهْلَهٍ شَیْئاً بَعْدَ شَیْ ءٍ،و فلانٌ یَتَتَبَّع مَسَاوِیءَ فُلان و أَثَرَهُ ، و یَتَتَبَّع مَدَاقَّ الأُمُور،و نَحْوَ ذلِکَ .

و الإِتْبَاعُ و الاتِّباعُ ، الأَخِیرُ علی افْتِعَالٍ ، کالتَّبَع ، یُقَالُ :

أَتْبَعَهُ ،أَیْ حَذَا حَذْوَهُ .و قَال أَبُو عُبَیْدٍ: اتَّبَعْتُهُمْ مِثْلُ افْتَعَلْتُ ،إِذا مَرُّوا بِکَ فمَضَیْتَ ،و تَبِعْتُهُمْ تَبَعاً مِثْلُه.و یُقَالُ :

ما زِلْتُ أَتَّبِعُهُمْ حَتَّی أَتْبَعْتُهُمْ ،أَیْ حَتَّی أَدْرَکْتُهُم.و قالَ الفَرّاءُ: أَتْبَعَ أَحْسَنُ مِنِ اتَّبَعَ ،لِأَن الاتِّباع أَنْ یَسِیرَ الرَّجُلُ و أَنْتَ تَسِیرُ وَرَاءَهُ ،فإِذا قُلْتَ : أَتْبَعْتُهُ فکَأَنَّکَ قَفَوْتَهُ .و قالَ اللَّیْثُ : تَبِعْتُ فُلاناً،و اتَّبَعْتُهُ ،و أَتْبَعْتُهُ سَوَاءٌ.

و أَتْبَع فُلانٌ فُلاناً،إِذا تَبِعَهُ ،یُرِیدُ بِهِ شَرًّا،کَمَا أَتْبَعَ [الشیطانُ الذی انَسَلخَ من آیات اللّه، فَکانَ مِنَ الْغاوِینَ ، و کما أَتْبَعَ ] (1)فِرْعَوْنُ مُوسَی.

و وَضَعَ القُطَامِیّ الاتِّبَاعَ مَوْضِعَ التَّتَبُّع مَجَازاً،فقال:

و خَیْرَ الأَمْرِ ما اسْتَقْبَلْتَ مِنْهُ

و لَیْسَ بِأَنْ تَتَبَّعَه اتِّبَاعَا

قال سِیبَوَیْه: تَتَبَّعَهُ اتِّبَاعاً لأَنَّ تَتَبَّعْتُ فی مَعْنَی اتَّبَعْتُ .

و التِّبَاعُ ،بالکَسْرِ:الوِلاَءُ، و قَدْ تابَعَهُ عَلَی کَذا،قَالَ القُطَامِیّ :

فَهُمْ یَتَبَیَّنُونَ سَنَا سُیُوفٍ

شَهَرْنَاهُنَّ أَیّاماً تِبَاعَا

و

17- قَوْلُ أَبِی وَاقِدٍ الحارِثِ بنِ عَوْفٍ اللَّیْثِیِّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : « تَابَعْنَا الأَعْمَالَ فلَمْ نَجِدْ شَیْئاً أَبْلَغَ فی طَلَب الآخِرَهِ مِن الزُّهْدِ فی الدُّنْیَا». أَیْ مَارَسْنَاهَا و أَحْکَمْنا مَعْرفَتَهَا،مِن قَوْلهم: تابَع البَارِی القَوْسَ : إِذا أَحْکَمَ بَرْیَهَا،و أَعْطَی کُلَّ عُضْوٍ مِنْهَا حَقَّهُ ، قالَ أَبُو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ یَصِفُ قَوْساً:

و عُرَاضَهِ السِّیَتَیْنِ تُوبِعَ بَرْیُهَا

تَأْوِی طَوَائفُهَا بعَجْسٍ عَبْهَرِ (2)

و قالَ السُّکَّرِیّ : تُوبعَ بَرْیُهَا،أَیْ جُعِلَ بَعْضُهُ یَتْبَعُ بَعْضاً.

قال الصّاغَانِیُّ :و مِنْهُ أَیْضاً

16- الحَدِیثُ : « تَابِعُوا بَیْنَ الحَجِّ و العُمْرَهِ ،فإِنَّ المُتَابَعَهَ بَیْنَهُمَا تَنْفِی الفَقْرَ و الذُّنُوبَ کما یَنْفِی الکِیرُ خَبَثَ الحَدِیدِ».

و قال کُراع:قَوْلُ أَبِی وَاقِدٍ المَذْکُورُ مِن قَوْلِهِمْ : تَابَعَ فُلانٌ عَمَلَهُ و کَلاَمَهُ ،إِذا أَتْقَنَهُ و أَحْکَمَهُ .

و یُقَالُ : تَابَعَ المَرْعَی الإِبِلَ ، و عِبَارَهُ اللِّسَان:المَرْتَعُ المَالَ ،إِذا أَنْعَمَ تَسْمِیَنَهَا و أَتْقَنَهُ ، و هو مَجَازٌ:قال أَبُو وَجْزَهَ السَّعْدِیّ :

حَرْفٌ مُلَیکِیَّهٌ کالفَحْلِ تَابَعَهَا

فی خِصْبِ عَامَیْنِ إِفْرَاقٌ و تَهْمِیلُ

و کُلُّ مُحْکَمٍ مُبَالغٍ فی الإِحْکَامِ مُتَابَعٌ (3).

ص:40


1- (1) زیاده عن التهذیب و اللسان. [1]
2- (2) دیوان الهذلیین 103/2 و فیه«لعجس»بدل«بعجس».
3- (3) فی القاموس:«متَتَابع»و علی هامشه عن نسخه أخری:«مُتَابَع».

و تَتَابَعَ :تَوَالَی، قال اللَّیْثُ : تَتَابَعَت الأَشْیَاءُ و الأَمْطَارُ و الأُمُورُ،إِذا جاءَ وَاحِدٌ خَلْفَ وَاحِدٍ عَلَی أَثَرِهِ .و

16- فی الحَدِیثِ : « تَتَابَعَتْ عَلَی قُرَیْشٍ سِنُو جَدْبٍ ». و قال النابِغَهُ الذُّبْیَانِیّ :

أَخَذَ العَذَارَی عِقْدَه فنَظَمْنَهُ

مِنْ لُؤْلُؤٍ مُتَتَابِعٍ مُتَسَرِّدِ

و مِنْهُ :صَامَ شَهْرَیْنِ مُتَتابِعَیْنِ .

و مِنَ المَجَازِ: فَرَسٌ مُتَتَابِعُ الخَلْقِ ، أَیْ مُسْتَوِیه، زادَ الزّمَخْشَرِیّ :مُعْتَدِلُ الأَعْضَاءِ مُتَتابِعُهَا (1).و قالَ حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُ .

تَرَی طَرَفَیْهِ یَعْسِلان کِلاهُمَا

کَمَا اهْتَزَّ عُودُ السَّأْسَمِ المُتَتابِعُ

و مِن المَجَازِ: رَجُلٌ مُتَتَابِعُ العِلْمِ إِذا کَانَ یُشَابِهُ عِلْمُهُ بَعْضُهُ بَعْضاً لا تَفاوُتَ فِیه.

و مِنَ المَجَازِ: غُصْنٌ مُتَتابِعٌ ، إِذا کانَ مُسْتَوِیاً لا أُبَنَ فیه.

و تتَبَّعَه :تَطَلَّبَهُ فی مُهْلَهٍ شَیْئاً بَعْدَ شَیْ ءٍ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قد تَقَدَّم قَرِیباً،و مِنْهُ

17- قَوْلُ زَیْدِ بنِ ثابِتٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُ فی جَمْعِ القُرْآنِ : «فعَلِقْتُ أَتَتَبَّعُهُ من اللِّخَافِ و العُسُبِ ». أَیْ یَتَطَلَّبُه.

و لَمْ یَقْتَصِرْ عَلَی ما حَفِظَ هو و غَیْرُهُ [-و کان من أحفظ الناس للقرآن-استظهاراً و] (2)احْتِیَاطاً،لئَلاَّ یَسْقُط مِنْه حَرْفٌ لسُوءِ حِفْظِ حافِظِهِ ،أَو یَتَبَدَّل حَرْفٌ بغَیْرِه،و هذا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ الکِتَابَهَ أَضْبَطُ مِن صُدُورِ الرِّجَالِ ،و أَحْرَی[أَلاّ] (3)یَسْقُطَ مِنْهُ شَیْ ءٌ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَبَعْتُ الشَّیْ ءَ تُبُوعاً :سِرْتُ فی أَثَرِهِ .و

16- « تابعْ بَیْنَنَا و بَیْنَهُمْ عَلَی الخَیْرَاتِ ». أَیْ اجْعَلْنا نَتَّبِعُهُم عَلَی ما هم عَلَیْهِ .

و أَتْبَعَهُ الشَّیْ ءَ:جَعَلَهُ له تابِعاً .

و التَّابعُ :التّالِی،و الجَمْعُ تُبَّعٌ ،و تُبَّاعٌ ،کسُکَّرٍ و رُمَّانٍ .

و اتَّبَعَ القُرْآنَ :ائْتَمَّ به و عَمِلَ بما فیه.و التَّابِعُ :الخَادِمُ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: أَوِ اَلتّابِعِینَ غَیْرِ أُولِی الْإِرْبَهِ (4)قالَ ثَعْلَبٌ :هُمْ أَتْبَاعُ الزَّوْجِ مِمَّنْ یَخْدُمُهُ ، مِثْلُ الشَّیْخِ الفانِی،و العَجُوزِ الکَبِیرَهِ .

و التَّبِیعُ ،کأَمِیرٍ:الخادِمُ أَیْضاً،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ الحُدَیْبِیَه:

«کُنْتُ تَبِیعاً لطَلْحَهَ بنِ عُبَیْدِ اللّه».

و تَبَعُ کُلِّ شَیْ ءٍ،مُحَرَّکَهً :ما کَانَ عَلَی آخِرِه.و قالَ الأَزْهَرِیٌّ : التَّبَعُ :ما تَبعَ أَثَرَ شَیْ ءٍ.

و المُتَابَعَهُ التِّبَاعُ .و تابَعَهُ عَلَی الأَمْرِ:أَسْعَدَهُ عَلَیْهِ .

و التِّبْع ،بالکَسْر: تَبِیعُ البَقَرِ،و الجَمْعُ أَتْبَاعٌ .

و یُقَالُ :هو تُبَّع نِسَاءٍ،کسُکَّرٍ،إِذا جَدَّ فی طَلَبِهِنّ ،حَکَاهُ کُرَاع فی کِتَابَیْه«المُنجَّذُ،و المُجَرَّد».

و قالَ غَیْرُهُ :هو تِبْعُ ضِلَّهٍ ،بالکَسْرِ:إِذا کانَ یتَتَبَّعُ (5)النِّسَاءَ،و تِبْعٌ ضِلَّهٌ ،علی النَّعْتِ ،أَیْ لا خَیْرَ فِیهِ وَ لا خَیْرَ عِنْدَهُ ،عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و قالَ ثَعْلَبٌ :إِنَّمَا هو تِبْعُ ضِلَّهٍ مُضَافٌ .

و یُقَال: أُتْبِعَ فُلانٌ بفُلانٍ ،أَی أُحِیل له علیه.

و أَتْبَعَهُ علیه:أَحالَهُ ،و هو مجازٌ.و منهُ

16- الحَدِیثُ : «الظُّلْمُ لَیُّ الوَاجِدِ،و إِذا أُتْبعَ أَحَدُکُمْ عَلَی مَلِیءٍ فَلْیَتَّبِعْ ». معناهُ :إِذا أُحِیلَ أَحَدُکُمْ عَلَی مَلِیءٍ[قادر]فَلْیَحْتَلْ ،مِن الحوَالَهِ ، هکَذَا ضَبَطَهُ الخَطَّابِیّ ،قالَ :و أَصْحَابُ الحَدِیثِ یَرْوُونَهُ «بالتَّشْدِیدِ».

و المُتَابَعَهُ :المُطَالَبَهُ .

و اتِّباعٌ بالمَعْرُوفِ فی الآیَه (6)هو المُطَالَبَهُ بالدِّیَه،أَیْ لِصَاحِبِ الدَّمِ .

و التَّبَعُ ،مُحَرَّکَهً :من أَسْمَاء الدَّبَرانِ ،نقَلَهُ ابنُ برِّیّ و الزَّمَخْشَرِیّ .

و التُّبَّعُ ،کسُکَّرٍ:ضَرْبٌ من الطَّیْر.و یُقَالُ :هُوَ یُتَابِعُ الحَدِیثَ ،إِذا کانَ یَسْرُدُهُ .و قالَ الزَّمَخْشَرِیّ :إِذا کانَ یُحْسِنُ سِیَاقَهُ ،و هو مَجَازٌ.

ص:41


1- (1) فی الأساس:متناصفُها.
2- (2) زیاده عن التهذیب.
3- (3) زیاده عن التهذیب.
4- (4) سوره النور الآیه 31. [1]
5- (5) اللسان: [2]یتبع.
6- (6) یعنی قوله تعالی: «فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَ أَداءٌ إِلَیْهِ بِإِحْسانٍ » من الآیه 178 من سوره البقره. [3]

و تَتَابَعَتِ الإِبِلُ ،أیْ سَمِنَتْ و حَسُنَتْ ،و هو مَجَازٌ.

و تَتَابَعَ الفَرَسُ :جَرَی جَرْیاً مُسْتَوِیاً لا یَرْفَعُ بَعْضَ أعْضَائهِ ،و هو مَجازٌ.

و التِّبَاعِیُّون (1)،بالکَسْرِ،جَمَاعَهٌ مِنْ أهْلِ الیَمَنِ حَدَّثُوا مِنْهُمْ مُظَفَّرُ الدِّینِ عَمْرُو بنُ عَلِیّ السُّحُولِیُّ ،حَدَّثَ عَنْ أبِی عَبْدِ اللّه مُحَمَّد بن إسْمَاعِیلَ بن أبِی الضَّیْفِ الیَمَنِیّ و غَیْرِهِ ، و عَنْهُ وَلَدهُ البُرْهَان إبْرَاهِیمُ بنُ عَمْرٍو،و قَدْ وَقَعَ لنا البُخَارِیُّ مِنْ طَرِیقِهِ مُسَلْسَلاٍ بأَهْلِ الیَمَنِ ،منْ طریق ابنِ أُخْتِهِ مُحَدِّثِ الیَمَنِ الجَمَالِ مُحَمَّد بن عِیسی بْنِ مُطَیْرٍ الحَکَمِیّ .

و کشَدّادٍ لَقَبُ أبِی الأَمْدَادِ عَبْدَ العَزِیزِ بنِ عَبْدِ الحَقِّ المُرّاکُشِیّ المُتَوَفَّی سنَهَ تِسْعِمِائَهٍ و أرْبَعَهَ عَشَرَ،أخَذَ عَنِ الجَزُوِلیّ صاحِبِ الدّلائلِ .و قَدْ مَرَّ ذِکْرُهُ أیضاً فی«ح ر ر».

ترع

التُّرْعَهُ ،بالضَّمِّ :البَابُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ :یُقَالُ :فَتَحَ تُرْعَهَ الدّارِ،أیْ بابَهَا،و هو مَجَازٌ، و به فُسَّرَ

14- حَدِیثُ : «إنَّ مِنْبَرِی هذا عَلَی تُرْعَهٍ من تُرَعِ الجَنَّهِ ». کَأَنَّهُ قالَ :عَلَی بابٍ مِنْ أبْوَابِ الجَنَّه.

ج : تُرَعٌ ، کصُرَدٍ، هکَذَا فَسَّرَهُ سَهْلُ بنُ سَعْدٍ الساعِدِیُّ ، و هو الَّذِی رَوَی الحَدِیثَ .و قالَ أبُو عُبَیْدٍ:و هو الوَجْهُ .

قُلْتُ :و به فُسِّرَ أیْضاً

14- حَدِیثُهُ الآخَر: «إنَّ قَدَمَیَّ عَلَی تُرْعَهٍ مِنْ تُرَعِ الحَوْضِ ».

و قَوْلُه: و الوَجْهُ ، جَعَلَهُ مِنْ مَعَانِی التُّرْعَهِ ،و هو خَطَأٌ،و قَدْ أخَذَهُ من قَوْلِ أبِی عُبَیْدٍ حِینَ فَسَّرَ الحَدِیثَ و ذَکَرَ تَفْسِیرَ راوِی الحَدِیثِ ،فقالَ :و هو الوَجْهُ عِنْدَنَا،فظَنَّ المُصَنِّف أنّهُ مَعْنًی من مَعَانِی التُّرْعَهِ ،و إنَّمَا هو یُشِیرُ إلَی تَرْجِیحِ ما فَسَّرَهُ الرّاوِی.فتَأَمَّلْ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : تُرْعَهُ الحَوْضِ : مَفْتَحُ الماءِ إلَیْهِ ،و هی الفُرْضَهُ حَیْثُ یَسْتَقِی النّاسُ ، و یُقَالُ : التُّرْعَهُ فی الحَدِیثِ :

الدَّرَجَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و التُّرْعَهُ : الرَّوْضَهُ فی مَکَانٍ مُرْتَفِعٍ خَاصَّهً ،فإِنْ کانَتْ فی مُطْمَئِنٍّ من الأَرْضِ فهِی رَوْضَهٌ ،و اشْتِقاقُهَا مِن التَّرَعِ ، و هو الإِسْرَاعُ و النَّزْوُ إلَی الشَّرِّ،و لِذلَکَ قِیلَ لِلاَکَمَهِ المُرْتَفِعَهِ :نَازِیَه.و قال ثَعْلَبٌ :هو مَأْخُوذٌ من الإِنَاءِ المُتْرَعِ ،قَالَ :و لا یُعْجِبِنُی.

و قالَ أبُو عَمْرٍو: التُّرْعَهُ : مَقَامُ الشَّارِبَهِ علَی الحَوْضِ ، کَذَا نَصُّ العُبَابِ ،و نَصُّ اللِّسَان:مِن الحَوْضِ .

و یُقَالُ : المِرْقاهُ مِن المِنْبَرِ نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ ،عن أبِیِ عَمْرٍو أیْضاً.و المَعْنَی أنَّ مَنْ عَمِلَ بما أخْطُبُ به دَخَلَ الجَنَّهَ .و قَالَ القُتَیْبِیّ :مَعْنَاه أنَّ الصَّلاهَ و الذِّکْرَ فی هذا المَوْضِعِ یُؤَدِّیَان إلَی الجَنَّهِ ،فکأَنَّه قِطْعَهٌ مِنْهَا،و کذلِکَ

16- الحَدِیثُ الآخَرُ: «عائِدُ المَرِیضِ یَمْشِی عَلَی مَخَارِفِ الجَنَّهِ ».

و التُّرْعَهُ : فُوَّهَهُ الجَدْوَلِ ، و عِبَارَهُ الصّحاحِ :«و التُّرْعَهُ أیْضاً أفْوَاهُ الجَدَاوِلِ ».حَکَاهُ بَعْضُهُم.و قالَ ابنُ بَرِّیّ :

و صَوَابُه و التُّرَعُ :جَمْعُ تُرْعَهٍ :أفْوَاهُ الجَدَاوِلِ ،و کَأَنَّ المُصَنِّفَ تَنَبَّهَ لذلِکَ فلَمْ یَتْبَعِ الجَوْهَرِیَّ فِیمَا قالَهُ .

و تُرْعَهُ : ه،بالشَّامِ ، نَقَلَهُ البَکْرِیُّ و الصّاغَانِیّ . و تُرْعَهُ عامِرٍ: ه،بالصَّعِیدِ الأَعْلَی یُجْلَبُ مِنْهَا الصِّیرُ (2)، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و التَّرَعُ ،مُحَرَّکَهً :الإِسْرَاعُ إلَی الشَّرِّ، هکَذَا فی الأُصُولِ :إلَی الشَّرِّ،بالراءِ،و هو صَحِیحٌ ،و فی بَعْضِ کُتُبِ اللُّغَاتِ ،إلَی الشَّیْ ءِ،بالهَمْزَه،و هو صَحِیحٌ أیْضاً، و به فُسِّرَ

14- حَدِیثُ ابْنِ المُنْتَفِقِ : «فَأَخَذْتُ بخِطَامِ رَاحِلَهِ رَسُولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم،فَمَا تَرَعَنِی ». أیْ ما أسْرَع إلَیَّ فِی النَّهْیِ .

و التَّرَعُ ،أیْضاً الامْتِلاءُ: قالَ سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیّ :

و جِفَانٍ کَالجَوَابِی مُلِئَتْ

مِنْ سَمِینَاتِ الذُّرَا فِیهَا تَرَعْ

تَقُولُ : تَرعَ الشَّیْ ءُ، کفَرِحَ ،فهو تَرِعٌ ، و هُوَ إذا امْتَلأَ جِدًّا،قالَهُ اللَّیْثُ .و قالَ الکِسائِیُّ :هو تَرِعٌ عَتِلٌ :و قَدْ تَرِعَ تَرَعاً ،وَ عَتِلَ عَتَلاً،إذا کانَ سَرِیعاً إلَی الشَّرِّ.

و قال اللَّیْثُ :لَمْ أسْمَعْهُمْ یَقُولُونَ : تَرِعَ الإِنَاءُ،وَ لکِنَّهُمْ یَقُولُونَ : تَرِعَ فُلانٌ تَرَعاً ،إذا اقْتَحَمَ الأُمُورَ مَرَحاً و نَشَاطاً.

و أنْشَدَ للرّاعِی:

ص:42


1- (1) ورد بالأصل قبلها:و التباعیون بالکسر جماعه من أهل الیمن حدثوا، و کشداد لقب أبی الامداد عبد العزیز بن عبد الحق مکرره فحذفناها.
2- (2) فی معجم البلدان«ترعه عامر»یکثر فیه الصرایری،و هو نوع من السمک صغار لیس فی جوفه کثیر أذَّی.

الباغِیَ الحَرْبَ یَسْعَی نحوَها تَرِعاً

حَتَّی إذا ذاقَ مِنْهَا حامِیاً بَرَدَا (1)

قَال الصّاغَانِیٌّ :و لَمْ أجِدْه فی شِعْرِه.

فهو تَرِیعٌ ، هکَذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه فهو تَرِعٌ ،کما فی العُبَابِ و اللِّسَان.

و تَرَعَهُ عن وَجْهِه،کمَنَعَه:ثَناهُ و صَرَفَهُ ،کَمَا فی اللِّسَانِ ،و عَزاهُ الصّاغَانیّ لابْنِ عَبّادٍ.

و تَرْعُ عُوزٍ :ه،بِحَرّانَ (2)،و النِّسْبَهُ إلَیْهَا: تَرْعُوزِیّ ، تَخْفِیفاً،و فی العُبَابِ : تَرْعَزِیّ ،و قد أشارَ المُصَنِّف لِذلِکَ فی«ترعز».

و حَوْضٌ تَرَعٌ ،مُحَرَّکَهً :مُمْتَلِئٌ ، و کَذلِکَ کُوزٌ تَرَعٌ ، کِلاهُمَا تَسْمِیَهٌ بالمَصْدَرِ، و القِیَاسُ تَرعٌ ، کَکَتِفٍ .

و یُقَالُ :حَجَبَهُ التَّرَّاعُ ، کشَدَّادٍ، أی البَوَّابُ ، عن ثَعْلَبٍ .

قَالَ هُدْبَهُ بنُ الخَشْرَمِ :

یُخَیِّرنِی تَرَّاعُهُ بَیْنَ حَلْقَهٍ

أزُومٍ إذا عَضَّتْ و کَبْلٍ مُضَبَّبِ

کَذا فی الصّحاحِ .و فی العُبَابِ :«إذا شُدَّتْ ».و قالَ ابنُ بَرِّیّ :و الَّذِی فی شِعْرِهِ «یُخَبّرُنِی حَدّادُهُ ».

و التَّرّاعُ من السَّیْلِ :مَالِیءُ الوَادِی، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، کالأَتْرَعِ : یُقَالُ :سَیْلٌ تَرّاعٌ و أتْرَعُ .قَالَ رُؤَبَهُ :

فافْتَرَشُوا الأَرْضَ بسَیْلٍ أتَرْعَا

و وَقَعَ فی الصّحاحِ و المُجْمَلِ لابْنِ فارِسٍ و المَقَایِیس أیْضاً:

فافْتَرَشَ الأَرْضَ بسَیْرٍ أتْرَعَا

قال الصّاغانِیُّ :و فِیه غَلَطان،أحَدُهُما تَوْحِیدُ افْتَرَشَ ، و الثّانِی قَوْلُه:بسَیْرٍ.

قُلْتُ :و قَالَ بَعْضُهُمْ :هو لِلْعَجّاج،و صَوَّبَ ابنُ بَرّیّ أنَّهُ لِرُؤْبَهَ :قَالَ :و الَّذِی فی شِعْرِه بسَیْلٍ «بالّلامِ »و بَعْدَهُ :

یَمْلأُ أجْوَافَ البِلادِ المَهْیَعا

قالَ و أتْرَعَ :فِعْلٌ مَاضٍ ،قالَ و وَصَفَ بَنِی تَمِیمٍ و أنَّهُمْ افْتَرَشُوا الأَرْضَ بعَدَدٍ کالسَّیْل کَثْرَهً ،و منه:سَیْلٌ أتْرَعُ ،أی یَمْلأُ الوَادِیَ .

و رَوَی الأَزْهَرِیُّ عن الکِلاَبِیِّینَ ،کما فی اللّسَانِ ،و فی العُبَاب:و قالَ أبُو زَیْد: رَجُلٌ (3)ذو مَتْرَعَهٍ : إذا کانَ لا یَغْضَبُ و لا یَعْجَلُ . قال الأَزْهَرِیّ :و هذا ضدُّ التَّرَعِ .قَالَ الصّاغَانِیّ :لَمْ یَزِدْ و لَمْ یَرُدّ عَلَیْهِ ،و سُکُوتُه عَلَی مَا قَالَ دَلِیْلٌ عَلَی أنَّهُ عِنْدَه من الأَضْدادِ،و لا شَکَّ أنَّه تَصْحِیفُ المَنْزَعَهِ ، بالنُّونِ و الزَّایِ .

و أتْرَعَهُ :مَلأَه قَالَ رُؤْبَهُ :

شَبِیهُ یَمٍّ بَیْنَ عِبْرَیْنِ مَعَا

صَکَّهَ عُمْیٍ زَاخِراً قَدْ أُتْرِعَا

و تَرَّعَ البَابَ تَتْرِیعاً:أغْلَقَهُ ، و

17- رَوَی الأَزْهَرِیُّ بسَنَدِهِ عن حَمّادِ بنِ سَلَمَهَ أنَّهُ قالَ : قَرَأْتُ فی مُصْحَفِ أُبَیِّ بنِ کَعْبٍ :

و تَرَّعَتِ الأَبْوَاب (4)قالَ :هو فی مَعْنَی غَلَّقَتِ الْأَبْوابَ .

قُلْتُ :و هی أیْضاً قِرَاءَهُ أنَسٍ رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ ،و قِرَاءَهُ أبِی صالِحٍ ،کما فی العُبَاب.

و تَتَرَّعَ بِهِ إلَی الشَّرِّ:نَزَعَ (5)، هکَذَا فی سَائر النُّسَخِ ، و الَّذِی فی الصّحاح:و تَتَرَّع إلَیْهِ بالشَّرِّ،أیْ تَسَرَّعَ ،و مِثْلُه فی اللّسَانِ و العُبَابِ (6)،و أنْشَدَ فی الأَخِیرِ لرُؤْبَهَ :

إنّا إذا أمْرُ العِدَا تَتَرَّعا

و أجْمَعَتْ بالشَّرِّ أنْ تَلَفَّعا

حَرْبٌ تَضُمُّ الخَاذِلِینَ الشُّسَّعا

و اتَّرَعَ الإِنَاءُ، کافْتَعَلَ :امْتَلأَ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ :

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

حَوْضٌ مُتْرَعٌ :مَمْلُوءٌ،و جَفْنَهٌ مُتْرَعَهٌ .

و أُتْرِعَ الإِنَاءُ و تَرِعَ ،و أنْکَرَ اللَّیْثُ الأَخِیرَ،و جَوَّزَهُ الجَوْهَرِیّ و الزّمَخْشَرِیّ .

ص:43


1- (1) ملحق دیوانه ص 304 بروایه«جاحماً برداً».
2- (2) زاد یاقوت:من بناء الصائبه...و معنی ترع عوز بلغه الصائبه باب الزهره،و أهل حران فی أیامنا یسمونها:ترعوز.
3- (3) الذی فی التهذیب:فلانٌ .
4- (4) سوره یوسف الآیه 23.و [1]المثبت فی المصحف الامام: «وَ غَلَّقَتِ الْأَبْوابَ » .
5- (5) فی القاموس:تَسَرَّعَ .
6- (6) و التهذیب أیضاً.

و سَحَابٌ : تَرعٌ :کَثِیرُ المَطَرِ.قالَ أبو وَجْزَهَ :

کَأَنَّمَا طَرَقَتْ لَیْلَی مُعَهَّدَهً

مِنَ الرِّیَاضِ وَلاَهَا عَارِضٌ تَرِعُ

و التَّرِعُ :هو المُسْتَعِدُّ للغَضَبِ ،السَّرِیعُ إلَیْه.قال ابْنُ أحْمَرَ:

الخَزْرَجِیُّ الهِجَانُ الفَرْعُ لا تَرِعٌ

ضَیْقُ المَجَمِّ و لا جَافٍ و لا تَفِلُ

و یُرْوَی:«و لا جَبِلُ ».

و التَّرعُ :السَّفِیهُ .و التَّرِعَهُ من النِّساءِ:الفاحِشَهُ الخَفِیفَهُ .

و المُتَتَرِّعُ :الشِّرِّیرُ المُسَارِعُ إلَی ما لا یَنْبغِی له.

و التُّرْعَهُ :مَسِیلُ الماءِ إلی الرَّوْضَهِ ،کما فی اللّسَانِ ، و هذا هو المَعْرُوف،و به سُمِّیَت القَرْیَهُ بمِصْرَ،و إلَیْها یُنسَبُ الشَّیْخُ الصّالِحُ مُحَمَّدُ بنُ سَعْدِ بنِ عَبْدِ الفَتَّاحِ بنِ سَعْدٍ التُّرْعِیّ عَنْ عَبْدِ الغَنِیِّ البالسیّ ،و أدْرَکَ الشِّهَابَ أحْمَدَ بنَ أحْمَدَ بنِ عَبْدِ الغَنِیِّ الدِّمیاطیّ ،و قد اجْتَمَعْتُ به.

و التُّرْعَهُ :شَجَرَهٌ صَغِیرَهٌ تَنْبُتُ مع البَقْلِ و تَیْبَسُ معهُ ، و هی أحَبُّ الشَّجَرِ إلَی الحَمِیرِ.

و سَیْرٌ أتْرعُ :شَدِیدٌ.نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و اسْتَشْهَدَ عَلَیْه بقَوْلِ رُؤْبَهَ ،و قَدْ تَقَدَّم الکَلامُ عَلَیْه،و أنَّ الصَّوابَ «سَیْلٌ » بالّلامِ .

و التِّرْیَاعُ ،بالکَسْرِ:مَوْضِعٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَه:هو تِرْباعٌ ،بالمُوَحَّدَهِ (1)،و لم یَتَعَرَّضْ لَهُ فی العُبَابِ .

و أُمّ تُرَیْعَه ،مُصَغَّراً:اسْمُ فَرَسٍ نَجِیبٍ .

و قال بَعْضُ الأَعْرَابِ :عُشْبٌ تَرِعٌ ،ککَتِفٍ ،إذا کَانَ غَضَّاً.نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ و الصّاغَانِیّ فی تَرْکِیب«و ر ع».

تسع

تِسْعَهُ رِجَالٍ ، فی العَدَد المُذَکَّر، و تِسْعُ نِسْوَهٍ ، فی العَدَدِ المُؤَنَّثِ ،مَعْرُوفٌ . و قَوْلُه تَعَالَی : وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسی تِسْعَ آیاتٍ بَیِّناتٍ (2)هی: أخْذُ آلِ فِرْعَوْنَ بالسِّنِینَ ، و إخْرَاجُ مُوسَی عَلَیْه السّلامُ یَدَهُ بَیْضَاءَ و العَصَا،و الطُّوفانُ ، و الجَرَادُ،و القُمَّلُ ،و الضَّفَادِعُ ،و الدَّمُ ،و انْفِلاقُ البَحْرِ.و قَدْ جَمَعَ ذلِکَ المُصَنِّفُ فی بَیْتٍ واحدٍ فقال:

و قَدْ ضَمَّنْتُه بِبَیْتٍ ،آخَرَ،فقُلْتُ :

آیاتُ مُوسَی الکَلِیمِ التِّسْعُ یَجْمَعُهَا

بَیْتٌ فَرِیدٌ لَهُ فی السَّبْک عُنْوَانُ

عَصاً سَنَه.

إلی آخِرِه.

أمَّا العَصَا فَفِی قَوْلِه تَعَالَی: فَأَلْقی عَصاهُ فَإِذا هِیَ ثُعْبانٌ مُبِینٌ (3)و أمَّا السَّنَهُ ففی قَوْلِه تَعالَی: وَ لَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِینَ (4)،و هو الجَدْبُ حَتَّی ذَهَبَت ثِمَارُهُمْ و ذَهَبَ من أهْلِ البَوَادِی مَوَاشِیهِم،و کَذا بَقِیَّهُ الآیَاتِ ،و کُلُّهَا مَذْکُورَهٌ فی القُرْآنِ .قال شَیْخُنَا:و قَدْ نَظَمَها البَدْرُ بن جَمَاعَهَ أیْضاً فِی قَوْلِه:

آیَات مُوسَی الکَلِیمِ التّسعُ یَجْمَعُهَا

بَیْتٌ عَلَی إثْرِ هذَا البَیْتِ مَسْطُورُ

عَصاً یَدٌ وَ جرادٌ قُمَّلٌ و دَمٌ

ضَفَادِعٌ حَجَرٌ و البَحْرُ و الطُّورُ

و قَالَ :و بَیْنَهُ (5)مع بَیْتِ المُصَنِّف اتّفَاقٌ و اخْتِلافٌ ، و جَعَلَهَا الزَّمَخْشَرِیّ إحْدَی عَشْرَهَ آیَهً ،:فزاد الطَّمْسَهَ ، و النُّقْصَانَ فی مَزَارِعِهِم،و عِبَارَتُه:لِقَائِلٍ أنْ یَقُولَ :کانَتِ الآیَاتُ إحْدَی عَشرَهَ :ثِنْتَانِ منها الیَدُ و العَصَا،و التِّسْعُ :

الفَلقُ ،و الطُّوفانُ ،و الجَرَادُ،و القُمَّلُ ،و الضّفادِعُ ،و الدَّمُ ، و الطَّمْسُ ،و الجَدْبُ فی بَوادِیهِمْ ،و النَّقْصُ من مَزَارِعِهِم.

انْتَهَی،و لَمْ یَذْکُرِ الجَوَابَ .و قَوْلُه فی النَّظْمِ :و حَجَرٌ (6)، یُرِیدُ به انْفِجَارَهُ ،و قد ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ أیْضاً.

ص:44


1- (1) ذکره یاقوت:ترباع بالکسر ثم السکون و الباء الموحده.قال و هو فی کتاب ابن القطاع:ترناع ثم ذکره یاقوت فی:تریاع و قال:قرأت بخط أحمد بن أحمد یعرف بأخی الشافعی فی شعر جریر روایه السکری: و التریاع ماء لبنی یربوع قال جریر: خبر عن الحی بالتریاع غیّره ضرب الأهاضیب و النأْجه العصفُ .
2- (2) سوره الإسراء الآیه 101. [1]
3- (3) سوره الأعراف الآیه 107. [2]
4- (4) سوره الأعراف الآیه 130. [3]
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و بینه الخ هکذا فی النسخ. و الأولی:و فیه مع».
6- (6) کذا،بالأصل،و فی البیت:ضفادعٌ حَجَرٌ.

قال شَیْخُنَا:ثُمَّ إنَّ المُصَنِّف أطْلَق فی التِّسْعِ اعْتِمَاداً علی الشُّهْرَه بالکَسْرِ،فَلَمْ یَحْتَج إلَی ضَبْطِهَا،و فی سُورَهِ ص : تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ (1)بفَتْح التَّاءِ،و کَأَنَّهُم لَمَّا جاوَرَ التِّسْعُ الثَّمانَ و العَشْرَ قَصَدُوا مُنَاسَبتَه لِمَا فَوْقَه و لِمَا تَحْتَهُ فتَأَمَّلْ .

و التِّسْع أیْضاً، أی بالکَسْرِ: ظِمْ ءٌ من أظْمَاءِ الإِبِلِ ، و هو أنْ تَرِدَ إلَی تِسْعَهِ أیّامٍ ،و الإِبِلُ تَوَاسِعُ .

و التُّسْعُ ، بالضَّمِّ :جُزْءٌ من تِسْعَهٍ ، کالتَّسِیعِ ،کأَمِیرٍ، یَطَّرِدُ فی جَمِیعِ هذِه الکُسُورِ عنْدَ بَعْضِهِم.قَالَ شَمِرٌ:و لَمْ أسْمَعْ : التَّسِیع إلاَّ لِأَبِی زَیْدٍ.قُلْتُ :إلاَّ الثَّلِیث،فإِنَّهُ لَمْ یُسْمَع کما نَقَلَه الشَّرَفُ الدِّمْیَاطِیّ فی المُعْجَمِ ،عن ابنِ الأَنْبَارِیّ ،قَالَ :فَمَنْ تَکَلَّم به أخْطَأَ،و قد تَقَدَّمَت الإِشَارَهُ إلَیْه فی«ث ل ث».

و التُّسَعُ ، کصُرَدٍ:اللَّیْلَهُ السَّابِعَهُ و الثامِنَهُ و التّاسِعَهُ من الشَّهْرِ و هی بَعْدَ النُّفَلَ ،لأَنَّ آخِرَ لَیْلَهٍ منها هی التاسعه ، و قیل:هی اللَّیَالِی الثَّلاثُ مِنْ أوَّلِ الشَّهْرِ،و الأَوَّلُ أقْیَسُ .

و قال الأَزْهَرِیّ :العَرَبُ تَقُول فی لَیالِی الشَّهْرِ:ثَلاثٌ غُرَرٌ،و بَعْدَهَا ثَلاثٌ نُفَلٌ ،و بَعْدَهَا ثَلاثٌ تُسَعٌ ،سُمِّینَ تُسَعاً لِأَنَّ آخِرَتَهُنَّ اللَّیْلَهُ التاسِعَهُ ،کما قِیلَ لِثَلاثٍ بَعْدَهَا:ثَلاثٌ عُشَرٌ،لأَنَّ بَادِئَتَها اللَّیْلَهُ العاشِرَهُ .

و التّاسُوعاءُ : الیَوْمُ التاسِعُ من المُحَرَّمِ ،و فی الصّحاح:

قَبْلَ یَوْم عَاشُوراءَ،مُوَلَّدٌ، و نَصُّ الصّحاح:و أظُنُّه مُوَلَّداً.

و قالَ غَیْرُه:هو یَوْمُ عاشُورَاءَ.و قال الأَزْهَرِیُّ فی

14- قَوْله صلی اللّه علیه و آله و سلم فِیما رَواهُ عَنْهُ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا: «لَئِنْ بَقِیتُ إلَی قابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ». یَعْنِی یَوْمَ عاشُوراءَ،کأَنَّهُ تَأَوَّلَ فیه عِشْرَ الوِرْدِ،أنَّهَا تِسْعَهُ أیّامٍ ،و العَرَبُ تَقُولُ :وَرَدْتُ الماءَ عِشْراً،یَعْنُونُ یوْمَ التَّاسِعِ ،و مِنْ ها هُنا قالُوا:عِشْرِین،و لم یَقُولُوا عِشْرَیْنِ (2)،لأَنَّهم جَعَلُوا ثَمانِیهَ عَشَرَ یَوْماً عِشْرَین، و الیَوْمَ التَّاسِعَ عَشَرَ و المُکَمِّلَ عِشْرِینَ طائفهً من الوِرْدِ الثّالِثِ ،فَجَمَعُوهُ بِذلِکَ 2.

و قال ابنُ بَرِّیّ :لا أحْسَبُهُم سَمَّوْا عَاشُوراء تاسُوعاءَ إلاَّعَلَی الأَظْماءِ نَحْوُ العِشْر،لِأَنَّ الإِبِلَ تَشْرَبُ فی الیَوْمِ التّاسِعِ ،و کَذلِکَ الخِمْسُ تَشْرَبُ فی الیَوْمِ التّاسِعِ ، و کَذلِکَ الخِمْسُ تَشْرَبُ فی الیَوْمِ الرّابعِ .و قالَ ابْنُ الأَثِیرِ:

إنَّمَا قالَ ذلِکَ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم کَرَاهَهً لِمُوَافَقَهِ الیَهُودِ،فإنَّهُمْ کانُوا یَصُومُونَ عاشُوراءَ،و هو العَاشِرُ،فأَرَادَ أنْ یُخَالِفَهُمْ و یَصُومَ التّاسِعَ ،قال:و ظاهِرُ الحَدِیثِ یَدُلُّ عَلَی خِلافِ ما ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیّ .

قُلتُ :و قد صَحَّحَ الصّاغَانِیُّ هذا القَوْلَ :و المُرَادُ بظَاهِرِ الحَدِیثِ یَعْنِی حَدِیثَ ابنِ عَبّاسٍ المَذْکُورَ،

14- أنَّهُ قالَ حِینَ صامَ رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم یَوْمَ عاشُورَاءَ،و أمَرَ بصِیَامِهِ ،قَالُوا:یَا رَسُولُ اللّه إنَّه یَوْمٌ تُعَظِّمُه الیَهُودُ و النَّصَارَی،فَقَالَ :فإِذا کانَ العام القابلُ صُمْنا الیَوْمَ التاسِعَ ،و فِی رِوَایَهٍ :«إنْ بَقِیتُ إلَی قَابِلٍ لأَصُومَنَّ تاسُوعاءَ ». أی فکَیْفَ یَعِدُ بصَوْمِ یَوْمٍ قد کَانَ یَصُومُه.فَتَأَمَّلْ .

و قَوْلُ الجَوْهَرِیِّ و غَیْرِه:إنَّه مُولَّدٌ،فیه نَظَرٌ،فإِنّ المُوَلَّدَ هو اللَّفْظُ الَّذِی یَنْطِقُ به غَیْرُ العَرَبِ من المُحْدَثِینَ ،و هذِه لَفْظَهٌ وَرَدَتْ فی الحَدِیثِ الشَّرِیفِ ،و قالَهَا النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم الَّذِی هو أفْصَحُ الخَلْقِ و أعْرَفُهُمْ بِأَنْوَاعِ الکَلامِ بوَحْیٍ مِن اللّه الحَقِّ ،فَأَنَّی یُتَصَوَّرُ فِیها التَّوْلِیدُ،أوْ یَلْحَقُهَا التَّفْنِیدُ؟کما حَقّقَه شَیْخُنَا،و أشَرْنَا إلَیْه فی مُقَدّمه الکِتَابِ .

و تَسَعَهُمْ ،کمَنَع و ضَرَبَ ، الأَخِیرَهُ عن یُونُسَ ،و علَی الأُولَی اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ : أخَذَ تُسْعَ أمْوَالِهِمْ ،أوْ کان تاسِعَهُمْ . ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ المَعْنَیَیْن، أوْ تَقُولُ :کانَ القَوْمٌ ثَمَانِیَهً فَتَسَعَهُمْ ،أیْ صَیَّرَهُمْ تِسْعَهً بنَفْسهِ ،أوْ کَانَ تَاسِعَهُمْ ، فَهُوَ تاسِعُ تِسْعَهٍ ،و تَاسِعُ ثَمَانِیَهٍ ،و لا یَجُوزُ أنْ یُقَالَ :هو تاسِعٌ تِسْعَهً ، و لا رَابعٌ أرْبَعَهً ،إنَّمَا یُقَال:رَابعُ أرْبَعَهٍ علی الإِضَافَهِ ،و لکِنَّکَ تَقُولُ :رَابعٌ ثَلاثهً ،هذا قَوْلُ الفَرّاءِ و غَیْرِهِ من الحُذَّاقِ .

و أتْسَعُوا : کانُوا ثَمَانِیَهً ،ف صارُوا تِسْعَهً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، و أیْضاً: وَرَدَتْ إبِلُهُمْ تِسْعاً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ أیْضاً،أیْ وَرَدَتْ لتِسْعَهِ أیّامٍ و ثَمَانِی لَیَالٍ ،فهم مُتْسِعُونَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَوْلُهم: تِسْعَ عَشَرَهَ ،مَفْتُوحَانِ عَلَی کُلِّ حال،لأَنَّهُمَا اسْمَانِ جُعِلاَ اسْماً وَاحِداً،فأُعْطِیَا إعْرَاباً وَاحِداً،غَیْرَ أنَّکَ

ص:45


1- (1) سوره ص الآیه 23 و [1]قراءه العامه بکسر التاء،و قرأ الحسن بفتح التاء و هی لغه شاذه.
2- (2) نص التهذیب:و لم یقولوا:عِشْرَیْن لأنهما عشران و بعض الثالث.

تَقُولُ : تِسْع عَشَرَهَ امْرَأهً ،و تِسْعَهَ عَشَرَ رَجُلاً:قال اللّه تَعَالَی: عَلَیْها تِسْعَهَ عَشَرَ (1)أی تِسْعَهَ عَشَرَ مَلَکاً،و أکْثَرُ القُرَّاءِ عَلَی هذِه القِراءَهِ ،و قَدْ قُرِئَ : تِسْعْهَ عَشَرَ ،«بسُکُونِ العَیْنِ »،و إنّما أسْکَنَهَا مَنْ أسْکَنَهَا لِکَثْرَهِ الحَرَکاتِ .

و قَوْلُهم: تِسْعَهُ أکْثَرُ مِنْ ثَمَانِیَهَ ،فَلا تُصْرَفُ إلاَّ إذا أرَدْتَ قَدْرَ العَدَدِ لا نَفْسَ المَعْدُودِ،فإِنَّما ذلِکَ لِأَنَّهَا تُصَیِّرُ هذا اللَّفْظَ عَلَماً لهذا المَعْنَی.

و حَبْلٌ مَتْسُوعٌ :عَلَی تِسْعِ قُویً .

و نَقَلَ الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْثِ :رَجُلٌ مُتَّسِعٌ ،و هو المُنْکَمِشُ الماضِی فی أمْرِهِ .قال الأَزْهَرِیّ :و لا أعْرِفُ ما قَالَ ،إلاَّ أنْ یَکُون مُفْتَعِلاً من السَّعَهِ ،و إذا کانَ کَذلِکَ فَلَیْسَ مِنْ هذا البابِ قالَ الصّاغَانِیّ :لَمْ یَقُل اللَّیْثُ شَیْئاً فی هذا التَّرْکِیبِ ، و إنَّمَا ذَکَرَهُ فی تَرْکِیبِ «س ت ع»:رَجُلٌ مِسْتَعٌ :لُغَهٌ فی مِسْدَع،فانْقَلَبَ علَی الأَزْهَرِیّ .

قُلْتُ :و هذا الَّذِی رَدَّ به علَی الأَزْهَرِیّ فإِنَّهُ ذَکَرَهُ فی کتابِهِ فِیما بَعْدُ،فإِنَّهُ قالَ :و فی نُسْخَهٍ من کتَابِ اللَّیْثِ :

مِسْتَعٌ و یُقَالُ :مِسْدَعٌ ،لُغَهٌ ،و هُوَ المُنْکَمِشُ الماضِی فی أمْرِهِ .و رَجُلٌ مِسْتعٌ :سَرِیعٌ .فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

تعع

التَّعُّ ،و التَّعَّهُ :الاسْتِرْخَاءُ، عَن ابنِ الأَعْرَابِیّ ، و قد تَعَّ تَعًّا .

و التَّعُّ : التَّقَیُّؤُ، و کَذلِک التَّعَّهُ ،لُغَهٌ ،فی الثَّعِّ و الثَّعَّهِ «بالثّاءِ المُثَلَّثَهِ »نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ عَنِ ابْنِ دُرَیْدٍ،و یُرْوَی

16- حَدِیثُ : «فمَسَحَ صَدْرَهُ ،و دَعا لَهُ فَتَعَّ تَعَّهً ،فخَرَجَ مِن جَوْفِهِ جِرْوٌ أسْوَدُ». یَتِعُّ بالتّاءِ و الثَّاءِ جَمِیعاً.و قالَ الأَزْهَرِیّ فی ترجمه«ث ع ع»:و رَوَی اللَّیْثُ هذَا الحَرْفَ بالتّاءِ المُثَنّاه، تَعَّ :إذا قاءَ،و هو خَطَأٌ،إنَّمَا هو بالثَّاءِ المُثَلَّثَهِ لا غَیْر.

و التَّعْتَعُ ، کجَعْفَر: الفَأْفاءُ، عَنْ أبِی عَمْرٍو.قالَ : و وَقَعُوا فی تَعَاتِعَ ، أیْ فی أراجِیفَ و تَخْلِیطٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

وَ تَعْتَعَهُ :تَلْتَلَهُ بِأَنْ أقْبَلَ به و أدْبَرَ به،و عَنُفَ علیه،قالَهُ أبُو عَمْرٍو. و قِیلَ : تَعْتَعَهُ : حَرَّکَهُ بعُنْفٍ ، عَن ابْنِ دُرَیْدٍ، أوْ تَعْتَعَهُ : أکْرَهَهُ فی الأَمْرِ حَتَّی قَلِقَ ، عن ابْنِ فارِسٍ .و فی الصّحاح: تَعْتَعْتُ الرَّجُلَ ،إذا عَتَلْتَهُ و أقْلَقْتَهُ .و

16- فیالحَدِیث: «حَتَّی یُؤْخَذَ للضَّعِیفِ حَقُّه غَیْرَ مُتَعْتَعٍ ». بفَتْحِ التّاءِ،أیْ مِن غَیْرِ أنْ یُصِیبَهُ أذًی یُقْلِقُهُ و یُزْعِجُهُ .

و تَعْتَعَ فی الکَلامِ ، إذا تَرَدَّدَ مِنْ حَصَرٍ أوْ عِیٍّ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، کتَتَعْتَع . و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «الَّذِی یَقْرَأُ القُرْآنَ و یَتَتَعْتَعُ (2)فِیه له أَجْرَانِ ». أیْ یَتَرَدَّدُ فی قِرَاءَتِه،و یَتَبَلَّدُ فیها لِسَانُه.قَالَ الجَوْهَرِیّ : و رُبما قالُوا: تَعْتَعَت الدَّابَّهُ ، و ذلِکَ إذا ارْتَطَمَتْ فی الرَّمْلِ ، زادَ غَیْرُه:و الخَبَارِ و الوَحلِ ،و قَدْ تَعْتَعَ البَعِیر و غَیْرُهُ :إذا سَاخَ فی الخَبَارِ،أی فی وُعُوثَهِ الرِّمَالِ .قال أعْشَی هَمْدَانَ یَصِف بَغْلَ خَالِدِ بن عَتَّابِ بنِ وَرْقَاءَ:

أتَذْکُرُنَا و مُرَّهَ إذْ غَزَوْنَا

و أنْتَ عَلَی بُغَیْلِکَ ذِی الوُشُومِ

یُتَعْتِعُ فی الخَبَارِ إذا عَلاهُ

و یَعْثُرُ فی الطَّرِیق المُسْتَقِیمِ

و یُرْوَی:

و یَرْکَبُ رَأْسَهُ فِی کُلِّ وَهْدٍ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أتَعَّ الرَّجُلُ و أکْتَعَ ،إذا اسْتَرْخَی.عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و تُعْتِعَ فُلاَنٌ ،بالضَّمِّ :إذَا رُدَّ عَلَیْهِ قَوْله.

و التَّعْتَعَهُ :کَلاَمُ الأَلْثَغِ .

و انْتَعَّ :قَاءَ،عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

تقع

التَّقَعُ ،مُحَرَّکَهً ، أهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قالَ العُزَیزِیّ :هو الجُوعُ ، و قَدْ تَقِعَ تَقَعاً ،إذا جاعَ .

و یُقَالُ : جُوعٌ تَقِعٌ ،ککَتِفٍ ، أیْ شَدِیدٌ، هکَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ فی کِتَابَیْهِ .قُلْتُ :و لَعَلَّ تَاءَهُ بَدَلٌ من الدَّالِ ،کما سَیَأْتِی.

تلع

التّلْعَهُ :ما ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ و أشْرَفَ ، وَ أیْضاً:

ما انْهَبَطَ مِنْهَا و انْحَدَرَ،نَقَلَهُما أبو عُبَیْدَه،و هو مِن الأَضدادِ

ص:46


1- (1) سوره المدثر الآیه 30. [1]
2- (2) الأصل و اللسان و [2]النهایه،و بهامش اللسان:« [3]قوله:و یتتعتع کذا هو بالأصل مضارع تعتع خماسیاً،و هو فی النهایه یتعتع مضارع تعتع رباعیاً،و لعلهما روایتان»لعل نسخه أخری للنهایه وقعت بید مصحح اللسان. [4]

عِنْدَه،کما فی الصّحاحِ .و حَکَی ابنُ بَرِّیّ عَنْ ثَعْلَبِ قالَ :

دَخَلْتُ علَی مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ طاهِرٍ،و عِنْدَهُ أبو مُضَرَ أخُو أبِی العَمَیْثَلِ الأَعْرَابِیّ ،فقالَ لِی:ما التَّلْعَه ؟فَقُلْتُ :

أهْلُ الرِّوَایَهِ یَقُولُونَ :هُو مِنَ الأَضْدادِ،لِما عَلاَ و لِمَا سَفَلَ ، قالَ الرّاعِی فی العُلُوِّ:

کدُخَانِ مُرْتَجِلٍ بأَعْلَی تَلْعَهٍ

غَرْثَانَ ضَرَّمَ عَرْفَجاً مَبْلُولاً (1)

و قالَ زُهَیْرٌ فی الانْهِبَاطِ :

و إنِّی مَتَی أهْبِطْ مِنَ الأَرْضِ تَلْعَهً

أجِدْ أثَراً قَبْلِی جَدِیداً و عافِیَا

قالَ : و لَیْسَ کَذلِکَ إنَّمَا هِیَ مَسِیلُ المَاءِ مِن أعْلَی الوَادِی إلَی أسْفَلِه،فمَرَّهً یُوصَفُ أعْلاهَا،و مَرَّهً یُوصَفُ أسْفَلُهَا.قُلْتُ :و هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: التَّلْعَهُ ما اتَّسَعَ من فُوَّهِهَ الوَادِی، قالَ :

و رُبمَا سُمِّیَت القِطْعَهُ المُرْتَفِعَهُ مِنَ الأَرْضِ تَلْعَهً ،و الأَوّلُ هو الأَصْلُ .و قال غَیْرُهُ : التَّلْعَهُ :أرْضٌ مُرْتَفِعَهٌ غَلِیظَهٌ یَتَرَدَّدُ فیه السَّیْلُ ،ثُمَّ یَدْفَعُ منْهَا إلَی تَلْعَهٍ أسْفَلَ منْهَا،و هی مَکْرَمَهٌ للنَّبَاتِ (2).

ج: تَلَعاتٌ ، مُحَرَّکَهً ،و تَلْعٌ ،کتَمَراتٍ و تَمْرٍ، و تِلاَعٌ ، کقَلْعَهٍ و قِلاَعٍ .قالَ رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیّ :

کَأَنَّهَا ظَبْیَهٌ بِکْرٌ أطَاعَ لَها

مِنْ حَوْمَلٍ تَلَعَاتُ الجَوِّ أوْ أُودَا

و قَال أبُو کَبِیرٍ الهُذَلِیّ :

هَلْ أُسْوَهٌ لَکَ فِی رِجَالٍ قُتِّلُوا

بتِلاَعِ تِرْیَمَ هَامُهُمْ لَمْ تُقْبَرِ (3)

أو التِّلاعُ : مَجَارِی أعْلَی الأَرْضِ إلَی بُطُونِ الأَوْدِیَهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أبِی عَمْرو،و قال شَمِرٌ:التِّلاع: مَسَایِلُ الماءِ تَسِیلُ من الأَسْنَادِ و النَّجَافِ و الجِبَالِ حَتَّی یَنْصَبَّ فی الوَادِی قالَ :و تَلْعَهُ الجَبَلِ أنَّ الماءَ یَجِیءُ فیَخُدُّ فیه و یَحْفِرُهحَتَّی یَخْلُصَ منْه،قالَ : و لا تَکُونُ التِّلاعُ إلاَّ (4)فی الصّحَارَی، قالَ :و رُبما جاءَتِ التَّلْعَهُ مِن أبْعَدَ مِن خَمْسَهِ فَرَاسِخَ إلَی الوَادِی،فإِذا جَرَتْ مِن الجِبَالِ فوَقَعَتْ فی الصَّحَاری حَفَرَتْ فیها کَهَیْئَهِ الخَنْدَقِ ،قَالَ :و إذَا عَظُمَتِ التَّلْعَهُ حَتَّی تَکُونَ مِثْلَ نِصْفِ الوَادِی أوْ ثُلُثَیْهِ ،فهی مَیْثَاءُ.

و

17- فی حَدِیثِ الحَجّاجِ فی وَصْفِهِ (5)المَطَر: «و أدْحَضَتِ التِّلاعَ ». أی جَعَلَتْهَا زَلَقاً تَزْلَقُ فِیها الأَرْجُلُ .

و فی المَثَلِ : «فُلانٌ لاَ یَمْنَعُ ذنَبَ تَلْعَهٍ » یُضْرَبُ للذَّلِیلِ الحَقِیرِ.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ :من أمْثَالِهِم: «لا أثِقُ بِسَیْلِ تَلْعَتِکَ » یُضْرَبُ لِمَنْ لا یُوثَقُ بِهِ ، أی لا أثِقُ بِمَا تَقُولُ ،و بِمَا تَجِیءُ به.یُوصَفُ بالکَذِب.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :مِنْ أمْثَالِهم: «ما أخافُ إلاّ مِنْ سَیْل تَلْعَتِی » ،قالَ : أیْ مِن بَنِی عَمِّی و أقَارِبِی، لِأَنَّ مَنْ نَزَلَ التَّلْعَهَ و هی مَسِیلُ الماءِ فهو علی خَطَرٍ،إنْ جاءَ السَّیْلُ جَرَفَ به،قالَ :هذا و هُوَ نازِلٌ بالتَّلْعَهِ ،فقالَ :«لا أخافُ إلاَّ مِن مَأَمَنِی»،فهذِه ثَلاثَهُ أمْثالٍ جاءَت فی التَّلْعَه .

و التَّلاَعَهُ ، بالفَتْحِ : ماءَهٌ لِکِنَانَهَ ، قالَ بُدَیْلُ بنُ عَبْدِ مَنَاهَ الخُزَاعِیّ :

و نَحْنُ صَبَحْنَا بِالتَّلاَعَهِ دارَکُمْ

بِأَسْیَافِنَا یَسْبِقْنَ لَوْمَ العَوَاذِلِ

و قالَ اللَّیْثُ : التَّلَعُ ،مُحَرَّکَهً : شَبِیهُ التَّرَع، فی بَعْضِ المَعَانِی. و قالَ أبو عُبَیْدٍ:أکْثَرُ ما یُرَادُ بالتَّلَعِ طُولُ العُنُقِ ، و قالَ غَیْرُهُ :هو انْتِصَابُهُ ،و غِلَظُ أصْلِهِ ،و جَدْلُ أعْلاهُ . و قد تَلعَ ،ککَرُمَ و فَرحَ ، تَلَعاً ، فهو أتْلَعُ و تَلِیعٌ ، یُقَالُ :عَنُقٌ أتْلَعُ و تَلِیعٌ فِیمَنْ ذَکَّرَ،أیْ طَوِیلٌ ،و تَلْعَاءُ ،فِیمَن أنَّثَ .و جِیدٌ تَلِیعٌ :طَوِیلٌ .قال الأَعْشَی:

یَوْمَ تُبْدِی لَنَا قُتَیْلَهُ عَنْ جِی

دٍ تَلِیعٍ تَزِینُهُ الأَطْواقُ

و مِنَ المَجَازِ: تَلَعَ النَّهَارُ،کمَنَعَ ، یَتْلَعُ تَلْعاً و تُلوعاً :

ص:47


1- (1) دیوانه ص 240 انظر تخریجه فیه.
2- (2) فی التهذیب و اللسان: [1]مکرمه من المنابت.
3- (3) دیوان الهذلیین 102/2 و فیه:صرّعوا بدل قتلوا،و هما بمعنی،«و لم یقبر»بدل«و لم تقبر».
4- (4) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:«هذه اللفظه مضروب علیها بنسخه المؤلف»و مثلها فی التهذیب،و الأصل کاللسان. [3]
5- (5) فی النهایه و [4]اللسان: [5]فی صفه المطر.

ارْتَفَعَ کما فی المُحْکَمِ و العُبَابِ و الأَسَاسِ ،و فی الصّحاحِ : طَلَعَ (1).

و قالَ ابن دُرَیْدٍ: تَلَعَتِ الضُّحَی تُلُوعاً ،إِذا انْبَسَطَتْ .

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و کَأَنَّهُمْ فی الآلِ إِذْ تَلَعَ الضُّحَی

سُفُنٌ تَعُومُ قَدُ الْبِسَتْ أَجْلالاَ

قالَ : و تَقُولُ : تَلَعَ الرَّجُلُ :إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ من کُلِّ شَیْ ءٍ کانَ فِیهِ ، و هو شِبْهُ طَلَعَ ،إِلاَّ أَنَّ طَلَعَ أَعَمُّ . و تَلَعَ الظَّبِیُّ و الثَّورُ مِن الکِنَاسِ ، إِذا أَخْرَجَ رَأْسَهُ مِنْهُ و سَما بجِیدِه (2)،عَن ابن دُرَیْدٍ، کَأَتْلَعَ . یُقَالُ : أَتْلَعَ رَأْسَهُ ،أَیْ أَطْلَعَ لِیَنْظُرَ 2،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ .قال ذُو الرُّمَّهِ .

کما أَتْلَعَتْ مِنْ تَحْتِ أَرْطَی صَرِیمَهٍ

إِلَی نَبْأَهِ الصَّوْتِ الظِّباءُ الکَوَانِسُ

و نَقَلَهُ اللِّیْثُ أَیْضاً هکَذَا.

و إِنَاءٌ تَلِعٌ ،ککَتِفٍ :مَلانُ ، لُغَهٌ فی تَرِعٍ ،أَو لُثْغَهٌ ،کما فی الصّحاح،زادَ فی اللِّسَانِ :أَوْ بَدَلٌ .

و تَوْلَعٌ کجَوْهَرٍ،و یُقَالُ :مِثْلُ فُوفَلٍ :ع، قالَ عَبْدُ اللّهِ بنُ سَلَمَهَ (3):

لِمَنِ الدِّیَارُ بتَوْلَعٍ فیَبُوسِ

فبَیَاضُ رَیْطَهَ غَیْرُ ذَاتِ أَنِیسِ

و قد تَقَدَّم إِنْشَادُه فی«ی ب س».

و یُقَالُ : أَتْلَعَ الرَّجُلُ ،إِذا مَدَّ عُنُقَهُ مُتطَاوِلاً و منهُ

1- حَدِیثُ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «لَقَدْ أَتْلَعُوا أَعْنَاقَهُمْ إِلی أَمْرٍ لَمْ یَکُونُوا أَهْلَهُ ،فوَقَعُوا دُونَهُ ». أَیْ رَفَعُوها.

و قال ابنُ عَبّادٍ: المُتْلِعُ ، کمُحْسِنٍ :المَرْأَهُ الحَسْنَاءُ، لأَنَّهَا تُتْلِعُ أَیْ تَمُدُّ رَأْسَهَا،تَتَعَرَّض للنّاظِرِین إِلَیْهَا.

و المُتَتَلِّعُ :الشَّاخِصُ لِلأَمْرِ. و الَّذِی فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ :یُقَالُ :رَأَیْتُهُ مُسْتَتْلِعاً لِلْخَبَرِ،أَی شاخِصاً له. و المُتَتَلِّعُ : الرَّافِعُ رَأْسَهُ ، یُقَالُ لِمَنْ لَزِمَ مَکَانَهُ :قَعَدَ فَما یَتَتَلَّعُ ،أَیْ فَما یَرْفَعُ رَأْسَه للنُّهُوضِ و لا یُرِیدُ البَراحَ .کَما فی الصّحاح.

و یُقَالُ : المُتَتَلِّعُ : المُتَقَدِّمُ ، قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الحَمِیرَ:

وَرَدْنَ و العَیُّوقُ مَقْعَدَ رابِیِ ء ال

ضُّرَباءِ فَوْقَ النَّجْمِ لا یَتَتَلَّعُ (4)

قال ابنُ بَرِّیّ :صَوَابُه«خَلْفَ النَّجْمِ »،و کَذلِکَ رَوَاهُ سِیبَوَیه.قُلْتُ :و رَوَی أَبُو سَعِیدٍ«دُونَ النَّجْمِ »و فی رِوَایَه:

«فَوْق النَّظْمِ ».

و المُتَتَلِّع : فَرسُ مَزْیَدَه الحَارِثیّ ، کما فی العُبَاب، و وقع فی التَّکْمِلَه:المُحَارِبیّ ،و رَوَاهُ ابنُ بَرّیّ فِی «ب ل ع»بالمُوَحَّدَهِ ،و قد أَشَرْنَا إِلَی ذلِکَ هُنَاکَ .

و تَتَالَعَ فی مَشْیِهِ ، إِذا مَدَّ عُنُقَهُ و رَفَعَ رَأْسَه، و کَذلِکَ تَتَلَّع .

و مُتَالِعٌ ،بالضَّمِّ :جَبَلٌ بالبَادِیَهِ ، فی بِلادِ طَیِّ ءٍ،مُلاصِقُ لِأَجأَ،بَیْنَهُمَا طَرِیقٌ لبَنِی جُوَیْنِ بنِ جَرْمِ طَیِّ ءٍ،و یُقَالُ لَه:

مُتَالِعٌ الأَبْیَضُ ،و جَبَلٌ أَیْضاً فی بِلادِهمْ لِبَنِی صَخْرِ بنِ جَرْمٍ ،بَیْنَهُ و بَیْنَ أَجَأَ لَیْلَهٌ ،یقال لَهُ : مُتَالِعٌ الأَسْودُ و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للَبِیدٍ رَضِیَ اللّه عَنْه:

دَرَسَ المَنَا بمُتَالِعٍ فأَبَانِ

قالَ :أَرادَ المَنَازِلَ فحَذَفَ ،و هو قَبِیحٌ .

قُلْتُ :و عَجْزُه فِیما رَواه الصّاغَانِیّ و ابنُ بَرِّیّ :

فتَقَادَمَتْ بالحُبْسِ فالسُّوبانِ

و یُرْوَی:

بالحُبْسِ بَیْنَ البِیدِ و السُّوبانِ (5)

أَوْ جَبَلٌ لغَنِیّ بالحِمَی، أَو جَبَلٌ لِبَنِی عُمَیْلَهَ : قالَ صَدَقَهُ بنُ نَافِعٍ العُمَیْلِیّ :

و هَلْ تَرْجِعَنْ أَیّامُنَا بمُتَالِعٍ

و شَرْبٌ بأَوْشَالٍ لَهُنَّ طَلاَلُ

ص:48


1- (1) الذی فی الصحاح المطبوع:ارتفع.
2- (2) عباره التهذیب قال الأزهری:قلت المعروف فی کلام العرب أتلع رأسه إذا أطلعه فنظر.
3- (3) فی معجم البلدان:سلیم.
4- (4) دیوان الهذلیین 6/1 و فیه:«فوردن...فوق النظم».
5- (5) و هی روایه اللسان. [1]

أَو جَبَلٌ بِنَاحِیَه البَحْرَیْنِ بَیْنَ السَّوْدَهِ و الأَحْسَاءِ،کَذا فی التَّهْذِیبِ و فی المُعْجَمِ وَرَاءَ طَخْفَهَ ، و فی سَفْحِهِ عَیْنٌ تَسِیحُ مَاء (1)، یُقَال لَهُ :عَیْنُ مُتَالِع . و فی المُعْجَمِ :یُقَالُ لها:

الخَرّارَهُ (2)،و قَالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ حماراً و أَتَانَهُ :

نَحَاهَا لِثَأْجٍ (3)نَحْوَهً ،ثُمَّ إِنَّهُ

تَوَخَّی بِهَا العَیْنَیْنِ عَیْنَی مُتَالِعِ

و قَالَ کُثَیِّر یَذْکُرُ رَاوِیَتَه (4)السَائِبَ -رَجُلاً مِنْ سَدُوسَ -:

بَکَی سائِبٌ لَمَّا رَأَی رَمْلَ عالِجٍ

أَتَی دُونَهُ و الهَضْبُ هَضْبُ مُتالِعِ

و زَادَ فی المُعْجَمِ :و مُتَالِعُ أَیْضاً:جَبَلٌ فِی أَرْضِ کِلاَبٍ بَیْنَ الرُّمَّه و ضَرِیَّهَ ،و شِعْبٌ فِیهِ نَخْلٌ لِبَنِی مُرَّهَ بنِ عَوْفٍ ، و قِیلَ جَبَلٌ فی دِیَارِ أَسَدٍ،و قِیلَ :مَوْضِعٌ بین فَزارَهَ و طَیِّ ءَ، حَیْثُ یَلْتَقِی رَعْیُ الحَیَّیْنِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

* أَتْلَعَ النَّهَارُ:ارْتَفَعَ .ذَکَرَهُ ابن سِیدَه و الزَّمَخْشَرِیّ ، و هو مَجَاز.

و أَتْلَعَت الضُّحَی:انْبَسَطَتْ ،ذَکَرَه ابنُ دُرَیْدٍ.

و تَلَعُ الضُّحَی:وَقْتُ تُلُوعِهَا ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَدَ:

أَأَن غَرَّدَت فی بَطْنِ وَادٍ حَمَامَهٌ

بَکَیْتَ ،و لم یُعْذِرْک بالجَهْلِ عاذِرُ

تَعَالَیْنَ فِی عُبْرِیِّه تَلَعَ الضُّحَی

عَلَی فَنَنٍ قَد نَعَّمَتْه السَّرائِرُ

و تَلَعَ الرَّأْسُ نَفسُه،إِذا خَرَجَ .نَقَلَه الأَزْهرِیّ .و الأَتْلَعُ و التَّلِعُ و التَّلِیعُ :الطَّوِیلُ .و قِیلَ :الطَّوِیلُ العُنُقِ .و قالَ اللَّیْثُ :و التَّلِعُ أَیْضاً: الأَتْلَع ،لأَنَّ فَعِلاً قَدْ یَدْخُلُ عَلَیٍ أَفْعَلَ .و قَالَ الأَزْهَرِیُّ فی تَرْجَمه«بتع»البَتِعُ :الطَّوِیلُ العُنُقِ .و التَّلعُ :الطَّوِیلُ الظَّهْرِ.و یُقالُ :رَجُلٌ تَلِعٌ بَیِّنُ التَّلَعِ ،و امْرَأَهٌ تَلْعَاءُ بَیِّنَهُ التَّلَعِ .و یقال: تَلِعَهٌ و تَلیعه ، الأَخِیرَهُ عَن ابنِ عَبّادٍ.

و التَّلِعَاتُ :جَمْعُ تَلِعَهٍ ،بکَسْرِ الّلامِ ،و هی قُلُوعُ السُّفُنِ ، و به فُسِّرَ قَوْلُ غَیْلانَ الرَّبَعِیّ :

یَسْتَمْسِکُونَ مِنْ حِذَارِ الإِلْقَاءْ

بتَلِعَاتٍ کجُذُوعِ الصِّیصاءْ

أَرادَ مِنْ خِشْیَهِ أَنْ یَقَعُوا فی البَحْرِ فیَهْلِکُوا،فیَتَعَلَّقُونَ بقُلُوعِ هذِه السَّفِینَهِ الطَّوِیلَهِ حَتَّی کأَنَّهَا جُذُوعُ النَّخْلَهِ .

و رَجُلٌ تَلِعٌ :کَثِیرُ التَّلَفُّتِ حَوْلَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و کذلِکَ رَجُلٌ تَلِیعٌ .و سَیِّدٌ تَلِیعٌ و تَلِعٌ :رَفِیعٌ ،نقله اللَّیْثُ .

و

16- فی الحَدِیث: «فیَجِیءُ مَطَرٌ لا یَمْتَنِعُ (5)مِنْهُ ذَنَبُ تَلْعَهٍ ».

یُرِیدُ کَثْرَتَهُ ،و أَنَّه لا یَخْلُو منه مَوْضِعٌ .و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ:

«لَیَضْرِبَنَّهُمُ المُؤْمِنُونَ حَتَّی لا یَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَهٍ ». و قِیلَ :

التَّلْعَهُ مِثْلُ الرَّحَبَه،و الجَمْعُ تَلْعُ .قال عارِقٌ الطَّائِیّ :

و کُنَّا أُناساً دائِنِینَ بغِبْطَهٍ

یَسِیلُ بِنَا تَلْعُ المَلاَ و أَبَارِقُهْ

و التِّلاعَهُ ،بالکَسْرِ:ما ارْتَفَعَ مِن الأَرْضِ ،و یُشَبَّهُ به الناقَهُ ،و منه قَوْلُ کُثَیِّرِ عَزَّهَ :

بِکُلِّ تِلاَعَهٍ کالبَدْرِ لَمَّا

تَنَوَّرَ و اسْتَقَلَّ عَلَی الجِبَالِ

و قِیلَ : التِّلاعَهُ هُنَا:الطَّوِیلَهُ العُنُقِ المُرْتَفِعَتُه.

و تَلْعَهُ ،بالفَتْح:مَوْضِعٌ قُرْبَ الیَمَامَهِ ،قالَ جَریرٌ:

أَلا رُبَّمَا هاجَ التَّذَکُّرُ و الهَوَی

بِتَلْعَهَ إِرْشاشَ الدُّمُوعِ السَّوَاجِمِ

و قَالَ أْیْضاً:

و قَدْ کانَ فی بَقْعَاءَ رِیٌّ لشَائکُمْ

و تَلْعَهُ و الجَوْفَاءُ یَجْرِی غَدِیرُها

و هکَذَا فَسَّرَه أَبو عُبَیْدَه،کما سَیَأْتِی فی«ج و ف».

تنع

تِنْعَهُ ،بالکَسْرِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال أَئمَّهُ النَّسَبِ و تَبِعَهُم الصّاغَانِیّ :هی: ه،

ص:49


1- (1) فی التهذیب:یسیح ماؤها،یقال لها:
2- (2) کذا بالاصل عن معجم البلدان،و [1]فیه فی موضع آخر من الترجمه «متالع»:و متالع»جبل بناحیه البحرین بین السوده و الأحساء،و فی سفح هذا الجبل عین یسیح ماؤها یقال لها عین متالع و لذلک قال ذو الرمه.
3- (3) عن معجم البلدان،و [2]بالأصل«لنأح نحوه».
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«روایه».
5- (5) فی النهایه و [3]اللسان: [4]لا یُمنَع.

قُرْبَ حَضْرَمَوْتَ ، عِنْدَها وَادِی بِئْرِ بَرَهُوتَ .و فی المُعْجَمِ :

هی تَنْعَه «بالفَتْح و الغَیْنِ المُعْجَمه»(1)و سَیَأْتِی:تَحْقِیقُ ذلِکَ هُنَاکَ .قال الصّاغَانِیّ : سُمِّیَتْ بتِنْعَهَ (2) بنِ هانِئ بنِ عَمْرِو بنِ ذُهْلِ بنِ الأَسْوَدِ بنِ الضُّبَیْبِ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْدِ بن سَلامانَ بنِ الحَارِثِ بنِ حَضْرَمَوْت، نُسِبَ إِلَیْهَا جَمَاعَهٌ من التّابِعِینَ ،مِنْهُم:أَبُو قَیْلَهَ عِیَاضُ بنُ عَیَاضٍ ،و العَیْزَارُ بنُ جَرْوَلٍ ،و أَبو السَّکَنِ حُجْرُ بنُ عَنْبَسٍ و عمیْرٌ و عَامِرٌ ابْنَا سُوَیْدٍ المُحَدِّثُونَ التِّنْعِیُّون و غَیْرُ هؤُلاءِ.

توع

التَّوْعُ :مَصْدَرُ تُعْتُ اللِّبَأَ و السَّمْنَ ،و تِعْتُه ، أَتُوعُه و أَتِیعُه ، تَوْعاً و تَیْعاً،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ علی اللُّغَهِ الأُولَی،و ذَکَرَ الثانِیَهَ ابنُ شُمَیْلٍ ،إِذا کَسَرْتَه بقِطْعَهِ خُبْزٍ تَرْفَعَهُ بهَا، نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْث.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : تُعْ تُعْ ،بالضَّمِّ فِیهمَا: أَمْرٌ بالتَّوَاضُعِ ، و هو مِن التَّوْعِ .

و التَّیُّوع ،مُشَدَّدَهً عَلَی تَفْعُولٍ (3) و هذا الضَّبْطُ مَعَ طُولِهِ یَدُلُّ عَلَی أَنَّ التَّاءَ زائدَهٌ ،لأَنَّهُ وَزَنَهُ بِتَفْعُولٍ ،و لو قالَ کتَنُّورٍ لأَصَابَ المَحَزَّ: کُلُّ وَرَقَهٍ أَو بَقْلَهٍ إِذا قُطِعَتْ ، أَوْ قُطِفَتْ سالَ مِنْهَا لَبَنٌ أَبْیَضُ حارٌّ،یُقَرِّحُ البَدَنَ .

و التَّیُّوعَاتُ (4):بُقُولٌ أُخَرُ کالسَّقَمُونِیا،و الشُّبْرُم، و اللاَعِیَهِ (5) و العُشَرِ،و الحَلْتِیتِ ،و العَرْطَنِیثَا، قالَ الأَطِبّاءُ:

و لَبَنُ التَّیُّوعَاتِ ،کُلِّهَا مُسْهِلٌ مُدِرٌّ للبَوْل و الطَّمْثِ ، حَالِقٌ للشَّعْرِ وَحْدَهُ ، و إِذا دُقَّ ورَقُهَا أَوْ بَزْرُهَا و طُرِحَ فی الماءِ الرّاکِدِ طَفَا سَمَکُهُ عَلَی الماءِ کالسَّکَارَی فاصْطِیدَ ما یشَاءُ، و سیأْتِی شَیْ ءٌ من ذلِکَ فی«ی ت ع».

تیع

تَاعَ القَیْ ءُ یَتِیعُ تَیْعاً ، بالفَتْحِ ، و تَیَعاً ،و تَیَعَاناً ، مُحَرَّکَتَینِ ، و کذلِکَ تَوْعاً: خَرَجَ .

و تَاعَ الشَّیْ ءُ کالماءِ و نَحْوِهِ یَتِیعُ :سالَ و انْبَسَطَ علَی وَجْهِ الأَرْضِ ، تَیْعاً و تَوْعاً،الأَخِیرَهُ نادِرَهٌ .

و قال الزَّجّاج: تاعَ الشَّیْ ءُ،إِذا ذَابَ .

و قالَ ابنُ عَبّاد: تَاعَ تَیَعَانًا و تَیْعاً و تَیَعاً ،إِذا تاقَ (6).

و تاعَ الطَّرِیقَ یَتِیعُهُ تَیْعاً : قَطَعَهُ .

و تاعَ إِلَیْهِ :عَجِلَ ، و منه اشْتِقَاقُ التَّیَّعانِ کما یَأْتِی،و مِنْهُ تَاعَ إِلَیْهِ : ذَهَبَ .

و تَاعَ السَّمْنَ یَتِیعُه تَیْعاً و تَوْعاً: رَفَعَهُ بقِطْعَهِ خُبْزٍ کتَیَّعَهُ .

و قالَ ابْنُ شُمَیْلٍ : التَّیْعُ :أَنْ تَأَخُذَ الشَّیْ ءَ بیَدِکَ .یُقَالُ :

تَاعَ به یَتِیعُ تَیْعاً ،و تَیَّعَ به،إِذا أَخَذَهُ بِیَدِهِ ،و أَنْشَد:

فأَعْطَیْتُها عُوداً و تِعْتُ بتَمْرهٍ

و خَیْرُ المَرَاغِی-قد عَلِمْنَا-قِصارُهَا

قالَ :هذا رَجُلٌ یَزْعُمُ أَنَّه أَکَلَ رَغْوَهً مَعَ صاحِبَهٍ له، فقال:أَعْطَیْتُها عُوداً تَأْکُلُ به،و تِعْتُ بِتَمْرَهٍ أَیْ أَخَذْتُهَا آکُلُ بِها.و المِرْغاهُ :العُودُ أَو التَّمْرُ أَو الکَسْرَه یُرْتَغَی بها، و جَمْعُهَا المَرَاغِی.قال الأَزْهَرِیّ :رَأَیْتُه بخَطِّ أَبِی الهَیْثَمِ .

و تِعْتُ بتَمْرَهٍ قالَ :و مِثْلُ ذلِکَ تَیَّعْتُ (7) بها.قالَ :و أَعْطَانِی فُلانٌ دِرْهَماً، فتِعْتُ به،أَیْ أَخَذْتُه.

و التِّیعَهُ ،بالکَسْرِ:الأَرْبَعُونَ من الغَنَمِ ، نَقَلَهُ أَبُو عُبَیْدٍ فی شَرْحِ ،

16- حَدِیثِ وائلِ بنِ حُجْرٍ: «عَلَی التِّیعَهِ شاهٌ ،و التِّیمَهُ لصاحِبها». و مِنْهُم مَنْ خَصَّهُ بغَنَمِ الصَّدَقَهِ ،و حَکَی شَمِرٌ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ قالَ :« التِّیعَهُ :لا أَدْرِی ما هی،و بَلَغَنا عن الفَرّاءِ أَنَّهُ قال: التِّیعَهُ من الشاءِ:القِطْعَهُ التَّی تَجبُ فِیهَا الصَدَقَهُ تَرْعَی حَوْلَ البُیُوتِ » أَو التِّیعَهُ : أَدْنَی ما یَجِب مِن الصَّدَقَهِ کالأَرْبَعِینَ فیها شاهٌ ،و کخَمْسٍ من الإِبِلِ یها شَاهٌ ، قالَهُ أَبُو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ،قالَ :و إِنَّمَا تَیَّع التِّیعَهَ الحَقُّ الَّذِی وَجَبَ للمُصَدِّق فِیهَا،لأَنَّهُ لَوْ رامَ أَخْذَ شَیْ ءٍ مِنْهَا قَبْلَ أَنْ

ص:50


1- (1) نقله یاقوت عن کتاب نصر،و نقل عن الجوالیقی أنه ثنعه بالثاء المثلثه ثم قال:و الصواب عندنا تنعه.
2- (2) انظر فی عامود نسبه اللباب لابن الاثیر و معجم البلدان«تنعه».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و التیوع مشدده علی تفعول.هکذا فی نسخ المتن،و علیه قول الشارح و هذا الضبط ...الخ و الذی فی التکمله و اللسان عن الأزهری:الیتوع بتقدیم الیاء علی التاء،و یؤیده ما سیأتی متنا و شرحا فی ماده یتع فلعل ما فی المصنف هنا من تحریف النساخ،و الصواب و الیتوع علی یفعول و لا غبار علیه ا ه »الذی ورد فی اللسان فی ماده«یتع»فی التکمله فی ماده«توع».
4- (4) الذی ورد فی تذکره داود«یتوع»بتقدیم الیاء،کل نبت له لبن یسیل إِذا قطع.و المشهور من الیتوعات سبعه.
5- (5) و هی أجود أنواعه.
6- (6) فی القاموس:«تاف»و علی هامشه عن نسخه أخری:«تاق» کالأصل.
7- (7) کذا بالأصل و اللسان،و وردت فی التهذیب:و تیغت بالغین المعجمه...ثم قال:و الصواب تعت بالعین غیر معجمه.

یَبْلُغَ عَدَدُهَا ما یَجِبُ فِیه التِّیعَهُ لمَنَعَهُ صاحِبُ المالِ ،فلَمَّا وَجَبَ فیه الحَقُّ تاعَ إِلَیْه المُصَدِّقُ ،أَیْ عَجِلَ .و تاعَ رَبُّ المالِ إِلی إِعْطَائهِ فجادَ به.قالَ :و أَصْلُه من التَّیْعِ ،و هو القَیْ ءُ.

و قَال أَبُو عُبَیْدٍ: التَّیعَهُ :اسْمٌ لأَدْنَی ما یَجِبُ فیه الصَّدَقَهُ ، أَی الزَّکَاهُ مِن الحَیَوَانِ ،و کَأَنَّهَا الجُمْلَهُ الَّتِی للسُّعَاهِ إِلَیْهَا ذَهَابٌ ، و نَصُّ أَبِی عُبَیْدٍ:عَلَیْهَا سَبِیلٌ ، مِنْ تاعَ یَتِیعُ ،إِذا ذَهَبَ إِلَیْهِ ، کالخَمْسِ مِنَ الإِبِلِ ،و الأَرْبَعِینَ مِنَ الغَنَمِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : التّاعَهُ :الکُتْلَهُ من اللَّبَاءِ الثَّخِینَهِ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ :رَجُلٌ تَیِّع ککَیِّسٍ ،و تَیَّعانُ مُحَرَّکَهً مُشَدَّدَهً ، و کَذلِکَ تَیِّحٌ و تَیَّحان،و تَیِّقٌ و تَیَّقَان (1)،أَیْ مُتَسَرِّعٌ إِلَی الشَّرِّ أَوْ إِلَی الشَّیْ ءِ مِنْ قَوْلِهِمْ : تَاعَ إِلَی الشَّیْ ءِ،أَیْ عَجِلَ إِلَیْهِ .

و الأَتْیَعُ : المُتَتایعُ ، أَی المُتَسَارعُ فی الحُمْقِ ، أَو الذَّاهِبُ فیه.

و الأَتْیَعُ من الأَمَاکِنُ :ما یَجْرِی السَّرَابُ عَلَی وَجْهِهِ .

و أَتَاعَ الرَّجُلُ إِتاعَهً فهو مُتِیعٌ : قاءَ، و الْقَیْ ءُ مُتَاعٌ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ للقُطَامِیّ یَذْکُرُ الجِرَاحَاتِ :

و ظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَیْدِی کُلُوماً

تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتَاعَاً

و أَتاعَ القَیءَ:أَعَادَهُ ، و کَذلِکَ أَتاعَ دَمَهُ فتَاعَ تُیُوعاً .

و التَّتَایُعُ :رُکُوبُ الأَمْرِ عَلَی خِلافِ النّاسِ ، عَن ابْنِ شُمَیْل.

و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: التتَایُع : التَّهَافُتُ فی الشَّیْ ءِ،و المُتَایَعَهُ عَلَیْه،یُقَالُ للقَوْم:قد تَتَایَعُوا (2)فی الشَّیْ ءِ إِذا تَهَافَتُوا فیه، و سارَعُوا إِلَیْه،و به فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ : «ما یَحْمِلُکُمْ عَلَی أَنْ تَتایَعُوا فی الکذبِ کما یتَایعُ الفَرَاشُ فِی النّارِ». و قیلَ :هو الإِسْرَاعُ فِی الشَّرِّ، و لا یَکُونُ إِلاّ فِی الشَّرِّ،کما فی الصّحاح.

و قال الأَزْهَرِیّ :و لم نَسْمَعِ التَّتَایُعَ فی الخَیْرِ،و قِیلَ :

التَّتَایُع فی الشَّرِّ کالتَّتَایُعِ فی الخَیْرِ، و یقال فی التَّتَایُعِ :إِنَّهُ اللَّجَاجَهُ ، و قِیلَ :هو التَّهَافُتُ فیه،کما فی الصّحاح، کالتَّتَیُّع ، عن ابن عَبّادٍ،و هو فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ .یُقَالُ : تَتَیَّع عَلَیَّ فُلانٌ .قالَ : و تَتَایَعَ لِلْقِیَامِ ، إِذَا اسْتَقَلَّ له، و أَنْشَدَ:

فلَهَّفَ أُمَّه لَمَّا رَآهَا

تَنُوءُ و لا تَتَایَعُ لِلْقِیَامِ

و اتَّایَعَتِ الرِّیحُ بالوَرَقِ : إِذا ذَهَبَتْ به. قال الأَزْهَرِیّ :

و أَصْلُه تَتَایَعَت به.قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَذْکُرُ عَقْرَهُ نَاقَتَهُ ،و أَنَّهَا کَاسَتْ فخَرَّتْ علَی رَأْسها:

و مُفْرِهَهٍ عَنْسٍ قَدَرْتُ لسَاقِها

فخَرَّتْ کَمَا تَتَّایَعُ الرِّیحُ بالقَفْلِ

لِحَیٍّ جِیَاعٍ أَو لِضَیْفٍ مُحَوَّلٍ

أُبَادِرُ حَمْداً أَنْ یُلَجَّ به قَبْلِی (3)

و قال الأَخْفَشُ : تَتَّایَعُ :تَذْهبُ به.

و لا أَسْتَتِیع بمَعْنَی: لا أَسْتَطِیعُ ، عن ابنِ عَبّادٍ،و هِیَ لُغَهٌ ،أَو لُثْغَهٌ ،أَو بَدَلٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

التَّیْعُ :ما یَسِیلُ علَی وَجْهِ الأَرْضِ مِن جَمَدٍ ذَائبٍ و نَحْوِهِ .

و شَیْ ءٌ تَائعٌ :مَائعٌ .

و تَتَیَّعَ (4)المَاءُ:انْبَسَطَ علَی وَجْهِ الأَرْض.

و تَاعَ السُّنْبُلُ :یَبِسَ بَعْضُهُ و بَعْضُهُ رَطْبٌ .

و السَّکْرَانُ یَتَتَایَعُ :یَرْمِی بنِفْسِهِ سَرِیعاً مِنْ غَیْرِ تَثَبُّتٍ ، و کَذا الحَیْرَانُ و قِیلَ :و التَّتابُعُ :الوُقُوعُ فی الشَّرِّ مِن غَیْرِ فِکْرَهٍ و لا رَوِیَّهٍ .

و تَتَایَعَ الجَمَلُ فی مَشْیِهِ فِی الحَرِّ،إِذا حَرَّکَ أَلْواحَهُ حَتَّی یَکاد یَنْفَکُّ .

ص:51


1- (1) ضبطت الألفاظ تیّعان و تیّحان و تیّقان بدون تنوین کما فی القاموس و التهذیب و اللسان،و ضبطها الصاغانی فی التکمله،جمیعها، بالتنوین.
2- (2) نصفه فی النهایه:«لا تتایعوا فی الکذب»و الأصل کاللسان و [1]بهامشه: قوله:أن تتابعوا أصله بثلاث تاءات حذف إحداها کالواجب کما یستفاد من هامش النهایه.
3- (3) دیوان الهذلیین 38/1-39 فی شعر أبی ذؤیب،و فیه:«لرجلها»بدل «لساقها»و«ذکراً»بدل«حمداً».
4- (4) عن اللسان و [2]بالأصل«وتیع».

و تَتَایَعَ القَوْمُ فی الأَرْضِ ،أَیْ تَبَاعَدُوا فِیهَا عَلَی عیٍّ و شِدَّهٍ (1).

و قال الصّاغَانِیّ :التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی اضْطِرَابِ الشَّیْ ءِ، و قد شَذَّ عَنْهُ التِّیعَهُ .

قُلْتُ :و إِذا تَأَمَّلْتَ فی قَوْلِ أَبِی سَعِیدٍ الَّذِی تَقَدَّم فیه عَلِمْتَ أَنَّهُ لا شُذُوذَ.

فصل الثاءِ مع العین

ثخطع

ثَخْطَعٌ ،کجَعْفَرٍ، أَهْمَلَه الجَوْهِرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: اسْمٌ ، قالَ :و أَحْسَبه مَصْنُوعاً، و أَنْتَ خَبِیرٌ أَنَّ هذَا و أَمْثَالَهُ لا یُسْتَدْرَکُ به عَلَی الجَوْهَرِیّ .

ثرع

ثَرِعَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ ،أَیْ طَفَّلَ عَلَی قَوْمِه تَطْفِیلاً،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه عَلَی قَوْمٍ ،کما هو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیّ (2).

ثطع

الثُّطَاع ،کغُرَابٍ :الزُّکامُ ، ،و قِیلَ :هو مِثْلُ الزُّکَامِ و السُّعَالِ ، و قد ثُطِعَ الرَّجُلُ ، کعُنِیَ ، فهو مَثْطُوعٌ ، و قال الفَرّاءُ: الثُّطَاعِیُّ ،بالضَّمِّ :المَزکُومُ ، و هو مَأْخُوذٌ مِنْه.

و ثَطَعَ ، کمَنَعَ :أَحْدَثَ و تَغَوَّطَ ،عن ابنِ دُرَیْد،و لَیْسَ بثَبَتٍ .

و قالَ أَیْضاً: ثَطَعَ ، الشَّیْ ءُ، و نَصُّ العُبَابِ :الرَّجُلُ ،إِذا بَدَا و ظَهَرَ، و یُقَالُ :أَبْدَی،أَی أَحْدَثَ و تَغَوَّطَ (3)،لأَنَّهُ إِذا أَحْدَثَ بَرَزَ مِنَ البُیُوتِ ،فیَکُونُ من بابِ الکِنَایَهِ .

و ثَطَّعَهُ تَثْطِیعاً :کَسَرَهُ ، قَالَهُ ابنُ عَبّادٍ،و أَنْشَدَ لابْنِ نَجْدَهَ الفَهْمِیّ :

یُثَطِّعْنَ العِرَابَ فَهُنَّ سُودٌ

إِذا جَالَسْنَهُ قُلْحٌ قُدَامُ

ثعع

ثَعَّ الرَّجُلُ یَثِعُّ ثَعًّا : قَاءَ، کتَعَّ تَعًّا«بالتاء»،و أَنْکَرَ الأَزْهَرِیّ التَّاءَ،و قَدْ تَقَدَّمَ ،و بِهِمَا رُوِیَ الحَدِیثُ :« فَثَعَّ ثَعَّهً فخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ جَرْوٌ أَسْوَدُ»،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هُمَا سَواءٌ.

و الثَّعْثَع ، کجَعْفَرٍ: اللُّؤْلُؤ، عَن أَبِی عَمْرٍو. و الثَّعْثَعُ :

الصَّدَفُ ، عَنْ ثَعْلَبٍ و المُبَرِّد و أَبِی عَمْرٍو أَیْضاً.و شَاهِدُه قَوْلُ أَبِی الهَمَیْسَع الآتِی ذِکْرُه فی کَلامِ المُصَنِّف فی فَصْلِ الجِیم:

یَجْرِی عَلَی الخَدِّ کضِئْبِ الثَّعْثَعِ

و قد أَخْطَأَ البُشْتِیّ فی ضَبْطِهِ و تَفْسِیرِهِ ،فإِنَّهُ ضَبَطَهُ کزِبْرِج،ثم فَسَّرَ ضِئْبَ الثَّعْثَعِ أَنَّهُ شَیْ ءٌ له حَبٌّ یُزْرَعُ ، و الصَّوَابُ أَنه کجَعْفَر،و المُرَادُ به صَدَفُ اللُّؤْلُؤِ،نَبَّهَ عَلَی ذلِکَ الأَزْهَرِیّ فی خُطْبَه الکِتَابِ .و فی العُبَابِ :قالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ:رَوَی المُبَرِّدُ عن البَصْرِیِّینَ نَحْواً مِمّا قالَ أَبو عَمْرٍو.قالَ :و سَأَلْتُ عَنْهَا ثَعْلَباً فعرَفَهَا.

و الثَّعْثَعُ أَیْضاً: الصُّوفُ الأَحْمَرُ، عن أَبِی عَمْرٍو.

و انْثَعَّ :انْصَبَّ القَیْ ءُ مِن فِیهِ ، هکَذَا فی سَائِرِ النُّسَخِ ، و الَّذِی حَکَاهُ الصَّاغَانِیّ عن أَبی زَیْدٍ:و انْثَعَّ القَیْ ءُ مِنْ فِیهِ :

مِثَالُ انْصَبَّ ، و کَذا الدَّمُ مِنَ الأَنْفِ و الجُرْحِ ، إِذا خَرَجَ ، و قالَ غَیْرُه:انْدَفَعَ ،و کَذلِکَ قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و زادَ: أَنْثَعَ مِثَالُ أَجْمَعَ ،و سَیَأْتِی ذلِکَ فی تَرْکِیب«ن ث ع».

و الثَّعْثَعَهُ :کَلامٌ فیه لُثْغَهٌ .و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ: الثَّعْثَعَهُ :

حکَایَهُ صَوْتِ القَالِسِ .و أَیْضاً مُتَابَعَهُ القَیْ ءِ، یُقَالُ : یُثَعْثِعُ بِقَیْئهِ ،إِذا تابَعَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الثَّعَّهُ :المَرَّهُ الوَاحِدَهُ مِنَ القَیْ ءِ.

و ثَعِعْتُ أَثَعُّ ،مِن،حَدِّ فَرِحَ ، ثَعَعاً ،مُحَرَّکَهً :لُغَهٌ فی ثَعَّ یَثِعُّ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ .

و انْثَعَّ مَنْخِرَاهُ انْثِعاعاً :هُرِیقا دَماً.

و تَثَعْثَعَ الرَّجُلُ بقَیْئه،مثل ثَعْثَعَ (4).

ثلع

ثَلَعَ رَأْسَه،کمَنَع، هذِه التَّرْجَمَهُ انْفَرَدَ بِها الجَوْهَرِیّ فقالَ :أَیْ شَدَخَهُ .

و المَثَلَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :المُشَدَّخُ مِن البُسْرِ و غَیْرِه،و هی مَوْجُودَهٌ فی نُسْخَتِنَا،و سَقَطَتْ من غَالِب نُسَخِ الصّحاح،

ص:52


1- (1) فی اللسان:«علی عمیّ و شده»و مثله فی التهذیب و صحح محققه «و شَدَهٍ ».
2- (2) کما فی اللسان و [1]التکمله.
3- (3) بالأصل:«و یقال:إِذا بدأ فی تغوط ،لأنه»و المثبت عن التکمله.
4- (4) فی اللسان:و قد تَثَعْثَعَ بقیئه و تَثَعْثَعَهُ .

و لِذَا قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ .و ذَکَرَهَا الجَوْهَرِیُّ بالمَعْنَی لا بالنَّصِّ فی تَرْجَمَه«ثَلَغ»فی حَرْفِ الغَیْنِ المُعْجَمَهِ . أَو الصَّوابُ بالغَیْنِ ، کما نَبَّه عَلَی ذلِکَ الصَّاغَانِیّ فی العُبَابِ ، و خَطَّأَ الجَوْهَرِیَّ فی إِیرَادِهَا هُنَا.قُلْتُ :وَ قَدْ ذَکَرَهَا الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً فی حَرْف الغَیْنِ ،کما سَیَأْتِی و تَخْطِئَهُ الجَوْهَرِیّ من غَیْرِ دَلِیلٍ لَیْسَ بوَجِیه،لا سِیَّما و قَدْ تَبِعَ الزَّمَخْشَرِیُّ علَی ذلِکَ ،فإِنَّه قالَ فی هذا التَّرْکِیبِ :ثَلَغَ رَأْسَهُ و فَلَغَه (1):شَدَخَهُ ،و رُطَبٌ مُثَلَّعٌ :سَقَطَ من النَّخْلَهِ فانْشَدَخَ .فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

ثمع

عُشْبٌ ثَمِعٌ ،ککَتِفٍ :إِذا کَانَ غَضّاً،هکَذا هو فی اللِّسَانِ عَنْ بَعْضِ الأَعْرَابِ ،أَوْرَدَهُ فی تَرْکیب«ورع» (2)و أَنا مِنْه فی رِیبَهٍ ،هَلْ هو بالعَیْن المُهْمَلَه أَو المُعْجَمَهِ ، فانظُره.

ثوع

الثُّوَعُ ،کصُرَدٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال أَبو حَنِیفَهَ :هو شَجَرٌ جَبَلِیٌّ ،دَائمُ الخُضْرَهِ ،ذُو ساقٍ غَلِیظٍ یَسْمُو، و له وَرَقٌ کوَرَقِ الجَوْزِ، و عَناقِیدُه کالبُطْمِ ، و هو سَبْطُ الأَغْصَانِ ،و لَیْسَ لَهُ حَمْلٌ ،و لا یُنْتَفَع به فِی شَیْ ءٍ،وَاحِدَتُه ثُوَعَهٌ ،و قالَ مَرَّهً :الثُّعَبَهُ شَجَرَهٌ تُشْبِهُ الثُّوَعَهَ .

و ثاعَ الماءُ یَثُوعُ ،إِذا سَالَ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ إِنْ لَمْ یَکُنْ تَصْحِیفَ تَاعَ بالفَوْقِیَّهِ ،ثُمَّ رَأَیْتُ ابنَ سِیدَه قَدْ ذَکَرَهُ فی «ث ی ع»کما سَیَأْتِی.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : ثُعْ ثُعْ ، بالضَّمِّ ، أَمْرٌ بالانْبِسَاطِ فی البِلادِ فی طاعَهِ اللّه (3).قال: و الثَّاعَهُ :القَذْفَهُ لِلْقَیْ ءِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أَثَاعَ الرَّجُلُ إِثَاعَهً ،إِذا قاءَ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و حَکَی الأَزْهَرِیُّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو: الثَّاعِی :القَاذِف.و لم یَزِدْ عَلَی ذلِکَ ،و لَعَلَّه من المَقْلُوبِ ،و أَصْلُه الثّایعُ .و ذَکَرَ ابنُ بَرِّیّ عَن ابْنِ خَالَوَیْهِ أَنَّهُ حَکَی عن العَامِرِیّ أَنَّ الثَّوَاعَهَ :الرَّجُلُ النَّحْسُ الأَحْمَقُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

ثیع

ثاعَ الماءُ یَثِیعُ ثَیْعاً ،کما هو نَصُّ ابنِ سِیدَه، و قالَ غَیْرُه: ثَاعَ الشَّیْ ءُ یَثِیع و یَثاعُ ثَیْعاً و ثَیَعَاناً :سالَ ،کما فی اللّسَان.

فصل الجیم مع العین

جبع

الجُبَّاعِ ،کرُمّانٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ أَبو الهَیْثَمِ :هو القَصِیرُ قالَ : و هی جُبّاعٌ و جُبّاعَهٌ أَیْضاً قالَ ابنُ مُقْبِل:

و طَفْلَهٍ غَیْرِ جُبَّاعٍ و لا نَصَفٍ

مِنْ دَلِّ أَمْثَالِهَا بادٍ و مَکْتُومُ

عانَقْتُهَا فانْثَنَتْ طَوْعَ العِنَاقِ کَما

مَالَتْ بشَارِبها صَهْبَاءُ خُرْطُومُ

أَی غَیْر قَصِیرَهٍ ،کذا رَوَاهُ الأَصْمَعِیّ .و الأَعْرَفُ غَیْر جُبَّاءٍ،و قَدْ تَقَدَّمَ بَحْثُه فی الهَمْزَه.

و الجُبَّاعُ : سَهْمٌ قَصِیرٌ یَرْمِی به الصِّبْیَانُ یَجْعَلُونَ عَلَی رَأْسِهِ تَمْرَهً لِئلاَّ یَعْقِرَ،عَنْ کُرَاعٍ .قالَ ابنُ سِیدَه:و لا أَحُقُّها،و إِنَّمَا هو الجُمَّاحُ و الجُمَّاعُ .قُلْتُ :و قد تَقَدَّم ذلِکَ فی الهَمْزَه أَیْضاً.و به شُبِّهَتِ المَرْأَهُ القَصِیرَهُ .

و الجَبَّاعَه ،مُشَدَّدَهً :الاسْتُ عن الخَارْزِنْجِیّ قالَ :

و کرُمّانَهٍ و رُمَّانٍ :المَرْأَهُ القَبِیحَهُ المِشْیَهِ و اللِّبْسَهِ ، الَّتِی لَیْسَتْ بصَغِیرَهٍ و لا کَبِیرَهٍ . قالَ : و قَدْ جَبَّعَ تَجْبِیعاً : إِذا تَغَیَّرَت اسْتُهُ هُزَالاً، کُلُّ ذلِکَ من کِتَابِ الخارْزَنْجِیّ الَّذِی کَمَّلَ به العَیْنَ .

جحلنجع

جَحْلَنْجَع ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَدْ جاءَ فی قَوْلِ أَبِی الهَمَیْسَع، قال أَبو تُرَابٍ :کُنْت سَمِعْتُ مِنْ أَبِی الهَمَیْسَعِ حَرْفاً و هو جَحْلَنْجَع ،فذَکَرْتُه لشَمِر بنِ حَمْدَوَیْهِ ، و تَبَرَّأْتُ إِلَیْه من مَعْرَفَتِهِ ،و أَنْشَدَتُه فیه ما کَانَ أَنْشَدَنِی،و کَتَبَهُ شَمِرٌ،و الأَبْیاتُ الَّتِی أَنْشَدَنِی:

إِنْ تَمْنَعِی صَوْبَکِ صَوْبَ المَدْمَعِ

یَجْرِی عَلَی الخَدِّ کضِئْبِ الثَّعْثَعِ

ص:53


1- (1) عن الأساس و بالأصل«و فلقه»و قد وردت العباره بالأصل بالعین المهمله و قد صححناها عن الأساس«ثلغ»بالغین المعجمه.و زید فیها:و تناثرت الثمار فثلّغت.
2- (2) کذا بالأصل و لم یرد فی اللسان لا فی ماده«ورع»و لا فی«وزغ».
3- (3) فی اللسان: [1]الانبساط فی طاعه.

ضِئْبُهُ :ما فِیهِ من حَبِّ اللُّؤْلُؤِ،شَبَّهَ قَطَرَانَ الدَّمْعِ به.

مِنْ طَمْحَهٍ (1)صَبِیرُهَا جَحْلَنْجَعِ

و فی بَعْضِ النُّسَخِ (2):

لَمْ یَحْضهَا الجَدْوَلُ بالتَّنَوُّعِ .

هکَذَا ذَکَرُوه و لَمْ یُفَسِّرُوه.

و قَالُوا: القائِلُ أَبو تُرَابِ : کانَ أَبُو الهَمَیْسَعِ -فِیمَا ذُکِرَ- مِن أَعْرَابِ مَدْیَنَ ،و ما کُنَّا نَکادُ نَفْهَمُ کَلامَهُ ، قالَ :و کانَ یُسَمِّی الکُوزَ (3)المِحْفَی.و قالَ الأَزْهَرِیُّ عن هذِهِ الکَلِمَه و ما بَعْدَها فی أَوّلِ بابِ الرُّبَاعیّ من حَرْفِ العَیْنِ :هذِه حُرُوفٌ لا أَعْرِفُها،و لَمْ أَجِدْ لَها أَصْلاً فی کُتُبِ الثِّقَاتِ الَّذِینَ أَخَذُوا عَنِ العَرَبِ العَارِبَهِ ما أَوْدَعُوا کُتُبَهُمْ ،و لَمْ أَذْکُرْها و أَنا أَحُقُّها،و لکِنْ ذَکَرْتُهَا اسْتِنْداراً لَها،و تَعَجُّباً مِنْهَا، و لا أَدْرِی ما صِحَّتُهَا،و لَمْ أَذْکُرْها هُنَا مَعَ هذا القَوْلِ إِلاَّ لَئَلاّ یَذْکُرَها ذاکِرٌ،أَو یَسْمَعَها سَامِعٌ فیَظُنَّ بِها غَیْرَ مَا نَقَلْتُ فِیها.و اللّه أَعْلَمُ .

قال شَیْخُنَا:و قد اخْتَلَفَتْ فیه کَلِمَهُ أَئمَّهِ الصَّرْفِ ،و ادَّعَوْا فیه الاسْمِیَّهَ و الفِعْلِیَّهَ ،و قالَ الَّذِینَ زَعَمُوا أَنَّهُ فِعْلٌ :لَمْ یَرِدْ فِعْلٌ سُدَاسِیٌّ لَیْسَ أَوَّلُهُ هَمْزَهَ وَصْلٍ غَیْرُ هذَا اللَّفْظِ ، و الفِعْلِیَّهُ فیه-و لا سِیَّما فی نَظْمٍ أَبِی الهَمَیْسَعِ -غَیْرُ ظَاهِرَهٍ ،و لا فیه ما یَدُلُّ عَلَیْهَا،و اللّه أَعْلَمُ .

قُلتُ :الَّذِی حَکاهُ الأَزْهَرِیُّ (4)عن الخَلِیل بنِ أَحْمَدَ قالَ :الرُّباعِیّ یَکُونُ اسْماً و یَکُونُ فِعْلاً،و أَمَّا الخُمَاسِیُّ فلا یَکُونُ إِلاّ اسْماً،و هو قَوْلُ سِیبَوَیْه و مَنْ قالَ بقَوْلِه،فتَأَمَّلْ .

هذا ما أَوْرَدَهُ شَیْخُنَا.

جدع

الجَدْعُ ،کالمَنْعِ :الحَبْسُ و السّجْنُ ، جَدَعْتُه فهو مَجْدُوعٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ هُنَا و فی الذَّالِ المُعْجَمَهِ أَیْضاً،و قِیلَ :بالذَّالِ مُعْجَمَهٍ هُو المَحْفُوظُ ،کما سَیَأْتِی.

و یُقَالُ : جَدَعَ الرَّجُلُ عِیَالَه،إِذا حَبَسَ عَنْهُم الخَیْرَ.قال أَبُوالهَیْثَمِ :الَّذِی عِنْدَنَا فی ذلِکَ أَنَّ الجَدْعَ و الجَذْعَ وَاحِدٌ، و هو حَبْسُ مَنْ تَحْبِسُهُ عَلَی سُوءِ وَلائِهِ (5)،و عَلَی الإذالهِ مِنْکَ .

و الجَدْعُ :القَطْعُ البائنُ ،و قِیلَ :هُوَ قَطْعُ الأَنْفِ ،أَو الأُذُنِ ،أَو الیَدِ،أَو الشَّفَه و نَحْوِهَا.یُقَالُ : جَدَعَهُ یَجْدَعُهُ فهو جادِعٌ ،و قَدْ جَدِعَ جَدَعاً ، فهو أَجْدَعُ بَیِّنُ الجَدَع ،مُحَرَّکهً ، و الأُنْثَی جَدْعاءُ .قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الکِلابَ و الثَّوْرَ:

فانْصَاعَ مِنْ حَذَرٍ و سَدَّ فُرُوجَهُ

غُبْرٌ ضَوارٍ:وَافِیانِ و أَجْدَعُ

أَجْدَعُ ،أَی مَقْطُوعُ الأُذُنِ ،وَافِیَان:لم یُقْطَعْ من آذانِهِمَا شَیْ ءٌ.قُلْتُ :و یُرْوَی

...«فاهْتَاجَ مِن فَزَعِ » (6).

و غُبْرٌ:طوال و فی رِوَایَهٍ :

«غُبْسٌ ضوارٍ»..

أَیْ لَمَّا أَفْزَعَتْه الکِلابُ عَدَا عَدْواً شَدِیداً،فکانَ ذلِکَ العَدْوُ هو الَّذِی سَدَّ فُرُوجَهُ ،إِلاَّ أَنَّ اللَّفْظَ للْکِلابِ و المَعْنَی علَی العَدْوِ،هذَا قَوْلُ الأَصْمَعِیّ ، کما فی شَرْحِ الدِّیوانِ .و قِیلَ :لا یُقَالُ : جَدِعَ ،و لکِنْ جُدِعَ من المَجْدُوع .

و الجَدَعَهُ ،مُحَرَّکهً :ما بَقِیَ مِنْهُ بَعْدَ الجَدْعِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هی مَوْضِعُ الجَدْعِ ،و کَذلِکَ العَرَجَهُ مِنَ الأَعْرَجِ ،و القَطَعَهُ مِنَ الأَقْطَعِ .

و الأَجْدَعُ :الشَّیْطَانُ ، قال الفَرّاءُ:یُقال:هو الشَّیْطَانُ ، و المارِدُ،و المارِج،و الأَجْدَعُ .

و الأَجْدَعُ : وَالِدُ مَسْرُوقٍ التّابِعِیِّ الکَبِیرِ، هو أَبو عَائِشَهَ مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ بنِ مالِکِ بن أُمَیَّهَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ مُرِّ بنِ سَلامانَ بنِ مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بنِ سَعْدِ بنِ عبْدِ اللّه بنِ وَدَاعَهَ (7)الهَمْدَانِیُّ ،ثمّ الوَدَاعِیُّ الکُوفِیُّ ،مِنْ ثِقَاتِ التابعین، و غیَّرَهُ عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضِیَ اللّه تَعالَی عنه و سَمَّاهُ عَبْدَ الرَّحْمنِ ، و

14,17- رُوِیَ عَنْ مَسْرُوقٍ أَنَّه قَالَ : قَدِمْتُ علی عُمَرَ،فقالَ لِی:ما اسْمُک ؟فقُلْتُ :مَسْرُوقُ بنُ الأَجْدَعِ ،فَقَالَ :أَنْتَ مَسْرُوقُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ .حَدَّثَنا رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم أَنَّ الأَجْدَعَ شَیْطَانٌ .فکانَ اسْمُه فِی الدّیوانِ مَسْرُوقَ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ .

و جُدَیْعٌ ، کزُبَیْرٍ:عَلَمٌ .

ص:54


1- (1) فی اللسان:و [1]طمحهٍ .
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و فی بعض النسخ أی زیاده علی الشطر الثلاث(کذا)شطر رابع و هو لم یحضها...الخ». و الشطر فی اللسان و [2]التکمله و التهذیب.
3- (3) فی التهذیب و اللسان:« [3]الکُور»بالراء.
4- (4) انظر التهذیب 262/3 أول کتاب الرباعی من حرف العین.
5- (5) التهذیب:«ولایهٍ »و الأصل کاللسان. [4]
6- (6) و هی روایه دیوان الهذلیین 12/1.
7- (7) فی جمهره ابن حزم: [5]وادعه.

و بَنُو جَدْعَاءَ (1) و بَنُو جُدَاعَهَ ،کثُمَامَهَ :قَبِیلَتانِ مِنَ العَرَبِ .

و الجَدْعاءُ :ناقَهُ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم،و هی العضْبَاءُ و القَصْوَاءُ،و لَمْ تَکُنْ جَدْعَاءَ و لا عَضْبَاءَ و لا قَصْوَاءَ،و إِنَّمَا هُنَّ أَلْقَابٌ لَها،کما ذَکَرَهُ أَهْلُ السِّیَرِ.

و عَبْدُ اللّه بنُ جُدْعَانَ ،بالضَّمِّ :جَوادٌ،م، مَعْرُوفٌ ،و هُوَ ابنُ جُدْعَانَ بنِ عَمْرِو بنِ کَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَیْمِ بنِ مُرَّهَ ، و هو وَالِدُ زُهَیْرِ أَبِی مُلَیْکَهَ .و أَخَواه زَیْدُ بنُ جُدْعَانَ و عُمَیْرُ بنُ جُدْعانَ ،فمِنْ وَلَدِ عُمَیْرٍ المُهَاجِرِیّ قُنْفُذُ بنُ عُمَیْرُ و مِنْ وَلَدِ أَبِی مُلَیْکَهَ أَبُو عَزَارَهَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ بنِ أَبِی بَکْرِ بنِ عُبَیْدِ اللّه بن أَبِی مُلَیْکَهَ ،

14- و رُبما کانَ یَحْضُرُ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم طَعَامَهُ ، و کَفَاهُ بذلِکَ فَخْراً و شَرَفاً، و کَانَتْ لَهُ جَفْنَهٌ یَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم فی الإِسْلامِ صَکَّهَ عُمَیًّ . کما وَرَدَ فی الحَدِیثِ ،و نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ ،و کانَتْ هذِه الجَفْنَهُ یُطْعِمُ فِیهَا فی الجَاهِلِیَّهِ ،و کانَ یَأْکُل مِنْهَا القائمُ و الرّاکبُ لعِظَمِها، و کانَ لَهُ مُنَادٍ یُنَادِی:هَلُمَّ إِلَی الفَالُوذِ،و إِیّاهُ عَنَی أُمَیَّهُ بنُ أَبِی الصَّلْتِ بِقَوْلِهِ :

لَهُ دَاعٍ بِمَکَّهَ مُشْمَعِلٌّ

و آخَرُ فَوْقَ دَارَتِهِ یُنَادِی

فَأَدْخَلَهُم عَلَی رَبِذٍ یَدَاهُ

بفِعْلِ الخَیْرِ لَیْسَ من الهَدَادِ

عَلَی الخَیْرِ بْنِ جُدْعَانَ بنِ عَمْرٍو

طَوِیل السَّمْکِ مُرْتَفِع العِمَادِ

إِلی رُدُحٍ مِنَ الشَّیزَی مِلاَءٍ

لُبَابَ البُرِّ یُلْبَکُ بالشِّهَادِ

و

14- جاءَ فی بَعْضِ الأَحَادِیثِ : «قَالَتْ عائشَهُ » رَضِیَ اللّه عنها: یا رَسُولَ اللّه هَلْ کَانَ ذلِکَ نافِعَهُ ؟قالَ :لا إِنَّهُ لَمْ یَقُلْ یَوْماً:رَبِّ اغْفِرْ لِی خَطِیئَتِی یَوْمَ الدِّینِ ». .

و یُقَالُ : کَلأٌ جُدَاعٌ ،کغُرَابٍ أَی فیه جَدْعٌ لِمَنْ رَعَاهُ .

قالَ رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیّ :

فقَدْ أَصِلُ الخَلِیلَ و إِنْ نَآنِی

و غِبُّ عَداوَتِی کَلَأٌ جُدَاعُ

و هو مَثَلٌ ، أَی هو مُرُّ بَشِعٌ وَبِیلٌ وَخِمٌ دَوٍ.

و مِنْهُ الجُدَاع للمَوْتِ . بالضَّمِّ أَیْضاً،و هو مَجَازٌ،و ضَبَطَهُ بَعْضُهُم کسَحَابٍ ،و إِنَّمَا سُمِّیَ به لأَنَّهُ یُذْهِبُ کُلَّ شَیْ ءٍ، کأَنَّهُ یَجْدَعُهُ .

و بَنُو جُدَاعٍ ،أَیْضاً:بَطْنٌ مِن العَرَبِ .

وصَیِیُّ جَدِعٌ ،ککَتِف:سَیِّ ءُ الغِذَاءِ،و قَدْ جَدِعَ ، کفَرِحَ ، جَدَعاً ،و هو مَجازٌ:قال ابْنُ بَرِّیّ :قال الوَزِیرُ:

جَدِعٌ فَعِلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،قال:لا یُعْرَفُ مِثْلُهُ .قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ یرثِی فَضَالَهَ بنَ کَلَدَهَ (2)و یُرْوَی لبِشْرِ بنِ أَبِی خَازِم:

لِیَبْکِکَ الشَّرْبُ و المُدَامَهُ و ال

فِتْیَانُ طُرًّا و طامِعٌ طَمِعَا

و ذاتُ هِدْمٍ عارٍ نَوَاشِرُهَا

تُصْمِتُ بالماءِ تَوْلَباً جَدِعَا

و قَدْ صَحَّفَ بَعْضُ العُلَمَاءِ هذِهِ اللَّفْظَهَ :قَالَ الجَوْهَرِیُّ :

و رَوَاهُ المُفَضَّلُ «بالذالِ المُعْجَمَهِ »و رَدَّ عَلَیْهِ الأَصْمَعِیُّ .

قُلْتَ :قالَ الأَزْهَرِیُّ فی أَثْنَاءِ خُطْبَهِ کتابِهِ :جَمَعَ سُلَیْمَانُ بنُ عَلِیٍّ الهاشِمِیُّ بالبَصْرَهِ بَیْنَ المُفَضَّلِ الضَّبِّیّ و الأَصْمَعِیّ ،فأَنْشَدَ المُفَضَّلُ «و ذَاتُ هِدْمٍ ».و قال آخِرَ البَیْتِ «جَذعا»ففَطِنَ الأَصْمَعِیّ لِخَطَئِهِ ،و کانَ أَحْدَثَ سِنًّا منه،فقالَ لَه:إِنَّمَا هو«تَوْلَباً جَذِعاً»و أَرادَ تَقْرِیرَهُ عَلَی الخَطَإِ،فلَمْ یَفْطِنِ المُفَضَّلُ لِمُرادِهِ فقَالَ :و کَذلِکَ أَنْشَدْتُه، فقَالَ لَهُ الأَصْمَعِیُّ حِینَئِذٍ:أَخْطَأَتَ إِنَّمَا هو تَوْلَباً جَدِعا ، فقالَ لَهُ المُفَضَّلُ :جَذِعَا،جَذِعا و رَفَعَ صَوْتَهُ وَ مَدَّه،فقالَ لَهُ الأَصْمَعِیُّ :لَوْ نَفَخْتَ فی الشَّبُّورِ ما نَفَعَکَ ،تَکَلَّمْ کَلامَ النَّمْلِ و أَصِبْ ،إِنَّمَا هو: جَدِعا ،فقال سُلَیْمَانُ بنُ عَلِیّ :

مَنْ تَخْتَارَانِ أَجْعَله بَیْنَکُمَا؟فاتَّفَقا عَلَی غُلامٍ من بَنِی أَسَدٍ حافِظٍ للشِّعْرِ،فأُحْضِرَ،فعَرَضا عَلَیْه ما اخْتَلَفا فِیهِ ،فصَدَّقَ الأَصْمَعِیَّ ،و صَوَّب قَوْلَهُ ،فقَالَ لَه المُفَضَّلُ :ما الجَدِعُ ؟ فقالَ :السَّیِّ ءُ،الغِذَاءِ.انْتهی.

ص:55


1- (1) هو جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجه بن سعد بن فُطره بن طییء.
2- (2) عن الکامل للمبرد 1400/3 و [1]البیتان فی دیوان أوس ص 55 و بالأصل «فضاله بن لکده».

و قَالَ أَبُو الهَیْثَمِ : جَدَعْتُه فجَدِعَ ،کما تَقُول:ضَرَبَ الصَّقِیعُ النَّبَاتَ فضَرِبَ ،و کَذلِکَ صَقِعَ ،و عَقَرْتُه فعَقِرَ،أَی سَقَطَ .

و جَدَعَتْه أُمُّه،کمَنَعَ :أَساءَتْ غِذَاءَهُ ، عن الزَّجّاج،و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ أَیْضاً، کأَجْدَعَتْهُ إِجْداعاً و جَدَّعَتْهُ تَجْدِیعاً ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

حَبَلَّقٌ جَدَّعَهُ الرِّعَاءُ

و یُرْوَی: أَجْدَعَهُ ،و هُوَ إِذا حَبَسَهُ عَلَی مَرْعی سَوْءٍ،و هذا یُقَوِّی قَوْلَ أَبِی الهَیْثَمِ .المُتَقَدِّمُ ذِکْرُهُ .

و جَدَاع ، کسَحَابٍ ،و قَطامِ ، و عَلَی الأَخِیرَهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِیّ : السَّنَهُ الشَّدِیدَهُ الَّتِی تَجْدَعُ بالمَال و تَذْهَبُ بِهِ ، کما فی العُبَابِ و الصّحاح.و فی اللّسَان:تَذْهَبُ بکُلِّ شَیْ ءٍ،کأَنَّهَا تَجْدَعُهُ .و فی الأَسَاسِ :و أَجْحَفَتْ بهم جَدَاع ،و هی السَّنَهُ ،لِأَنَّهَا تَجْدَعُ النَّبَاتَ ،و تُذِلُّ النّاسَ ، و هو مَجَازٌ.

و فی العُبَابِ :قَالَ أَبو حَنْبَلٍ الطّائِیُّ -و اسْمُه جَارِیَهُ بنُ مُرٍّ أَخُو بَنِی ثُعَلَ -:

لَقدْ آلَیْتُ أَغْدِرُ فی جَدَاعِ

و إِنْ مُنِّیتُ أُمّاتِ الرِّباعِ

لِأَنَّ الغَدْرَ فِی الأَقْوَامِ عَارٌ

و أَنَّ المَرْءَ یَجْزَأُ بالکُرَاعِ

و قَوْلُهم فی الدُّعاءِ عَلَی الإِنْسَانِ : جَدْعاً لَهُ ،أَی أَلْزَمَهُ اللّه الجَدْعَ ، قال الأَعْشَی:

دَعَوْتُ خَلِیلِی مِسْحَلاً و دَعَوْا لَهُ

جُهُنّامَ ، جَدْعاً للْهَجینِ المُذَمَّمِ

و کَذلِکَ عَقْراً له،نَصَبُوهُمَا فی حَدِّ الدُّعَاءِ علَی إِضْمَارِ الفِعْلِ غَیْر المُسْتَعْمَلِ إِظْهَارُه.

و حَکَی سِیبَوَیْه: جَدَّعَهُ تَجْدِیعاً ، و عَقَّرَهُ تَعْقِیراً: قَالَ لَهُ ذلِکَ ، و منه

17- الحَدِیثُ : «فغَضِبَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللّه عنه فسَبَّ و جَدَّعَ » (1). و مِنَ المَجَازِ: جَدَع القَحْطُ النَّبَاتَ :إِذا لمْ یَزْکُ ، لانْقِطَاعِ الغَیْثِ عَنْهُ ،قالَ ابنُ مُقْبِل:

و غَیْثٍ مَرِیعٍ لَمْ یُجَدَّعْ نَبَاتُهُ

وَلَتْهُ أَفانِینُ السِّمَاکَیْنِ ،أَهْلَبِ

و حِمَارٌ مُجَدَّعٌ کمُعَظَّمٍ :مَقْطُوعُ الأُذُنَیْنِ ، و فی الصّحاح:مَقْطُوعُ الأُذُنِ .

قالَ الجَوْهَرِیّ :أَمّا قَوْلُ ذِی الخِرَقِ الطُّهَوِیّ :

أَتانِی کَلامُ التَّغْلبِیِّ ابنِ دَیْسَقٍ ففِی أَیِّ هذَا-وَیْلَهُ -یَتَتَرَّعُ ؟

یَقُولُ الخَنَا،و أَبْغَضُ العُجْمِ نَاطِقاً إِلَی رَبِّنَا صَوْتُ الحِمارِ الیُجَدَّعُ

فإِنَّ الأَخْفَشَ یَقُولُ :أَرادَ الَّذِی یُجَدَّع ،کما تَقُولُ :هو الْیَضْرِبُکَ (2)،تُرِیدُ هو الَّذِی،و هو مِنْ أَبْیَاتِ الکِتَابِ .و قالَ أَبُو بَکْرِ بنُ السَّرَّاجِ :لَمّا احْتَاجَ إِلی رَفْعِ القَافِیَهِ قَلَبَ الاسْمَ فِعْلاً،و هو من أَقْبَحِ ضَرُورَاتِ الشِّعْرِ،انتهی.

قُلْتُ :هذانِ البَیْتانِ أَنْشَدَهُمَا أَبُو زَیْدٍ فی نَوَادِرِه هکَذَا لِذِی الخِرَقِ الطُّهَوِیّ عَلَی طارِق بنِ دَیْسَقٍ .و قالَ ابْنُ بَرِّیّ :

لَیْسَ بَیْتُ ذی الخِرَق هذا مِنْ أَبْیَاتِ الکِتَابِ کَما ذَکَرَ الجَوْهَرِیّ ،و إِنّما هُوَ فی نَوَادِرِ أَبِی زَیْدٍ.قالَ الصّاغَانِیّ :

و لَمْ أَجِدِ البَیْتَ الثَّانِی فی شِعْرِ ذِی الخِرَقِ ،و قَدْ قَرَأْتُ شِعْرَه فِی أَشْعَارِ بَنِی طُهَیَّهَ بِنْتِ عُمَیْرِ بنِ سَعْد،و ها أَنَا أَسُوقُ القِطْعَهَ بِکَمَالِهَا،و هی:

أَتانِی کَلامُ التَّغْلبِیِّ ابنِ دَیْسَقٍ

ففِی أَیِّ هذَا-وَیْلَهُ -یَتَتَرَّعُ

فهَلاَّ تَمَنَّاها إِذِ الحَرْبُ لاقِحٌ

و ذُو النَّبَوانِ قَبْرُه یَتَصَدَّعُ

فَیَأْتِیکَ حَیًّا دارِم و هُمَا مَعاً

و یَأْتِیکَ أَلْفٌ من طُهَیَّهَ أَقْرَعُ

فیَسْتَخْرِجُ الیَرْبُوعَ مِنْ نافِقائِهِ

و مِنْ جُحْرِهِ ذُو الشِّیحَهِ الیُتَقَصَّعُ

و نَحْنُ أَخَذْنا-قَدْ عَلِمْتُمْ -أَسِیرَکُم

یَساراً،فیُحْذَی مِنْ یَسَارٍ،و یُنْقَعُ

ص:56


1- (1) تمامه فی النهایه:و فی حدیث الصدیق رض:«قال لابنه یا غُنْثَر فجدَّع و سبَّ »أَی خاصمه و ذمّه.
2- (2) أدخل اللام علی الفعل المضارع لمضارعه اللام الذی.

و نَحْنُ حَبَسْنَا الدُّهْمَ وَسْطَ بُیُوتِکمْ

فلَمْ یَقْرَبُوها و الرِّمَاحُ تَزَعْزَعُ

و نَحْنُ ضَرَبْنا فارِسَ الخَیْرِ مِنْکُمُ

فَظَلَّ و أَضْحَی ذُو الفَقَارِ-یُکَرَّعُ

و مِن المَجَازِ: جَادَع مُجَادَعَهً و جِدَاعاً ، إِذا شاتَمَ ب « جَدْعاً لکَ »،و شارَّ،کأَنَّ کُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا جَدَعَ أَنْفَ صاحِبِه. و قِیلَ : جادَعَ : خَاصَمَ . قال النابِغَهُ الذُّبْیَانِیّ :

أَقارِعُ عَوْفٍ -لا أُحَاوِلُ غَیْرَهَا-

وُجُوهُ قُرُودٍ تَبْتَغِی مَنْ تُجَادِعُ

و یُرْوَی«وُجُوه کِلاَبٍ » (1).

کتَجَادَعُ . یقَال:تَرَکْتُ البلاَدَ تَجَادَعُ أَفَاعِیهَا،أَیْ یَأْکُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً،کما فی الصّحاح.و حُکِیَ عن ثَعْلَبٍ :عامٌ تَجَدَّعُ أَفاعِیهِ و تَجَادَعُ ،أَیْ یَأْکُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً لشِدَّتِهِ ، و کَذلِکَ :تَرَکْتُ البِلادَ تَجَدَّعُ و تجَادَعُ أَفاعِیهَا،قالَ :و لَیْسَ هُنَاکَ أَکْلٌ ،و لکِنْ یُرِیدُ تَقَطَّعُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الجَدْعُ :ما انْقَطَعَ من مَقَادِیمِ الأَنْفِ إِلَی أَقْصَاهُ ،رَوَاهُ أَبو نصْرٍ عن الأَصْمَعِیّ ،سُمِّیَ بالمَصْدَرِ.و نَاقَهٌ جَدْعاءُ :

قُطِعَ سُدُسُ أُذُنِهَا أَوْ رُبعُهَا،أَوْ ما زادَ عَلَی ذلِکَ إِلَی النِّصْفِ .و الجَدْعاءُ مِن المَعْزِ:المَقْطُوعُ ثُلُثُ أُذُنِها فصَاعِداً،و عَمَّ به ابنُ الأَنْبَارِیّ جَمِیعَ الشّاءِ المُجَدَّعِ الأُذُنِ .

و قَوْلُ الشّاعِرِ:

تَرَاهُ کَأَنَّ اللّه یَجْدَعُ أَنْفَهُ

و عَیْنَیْهِ إِنْ مَوْلاهُ ثابَ لَهُ وَفْرُ

أَرادَ:و یَفْقَأُ عَیْنَیْهِ ،کما قالَ آخَرُ:

یا لَیْتَ بَعْلَکِ قَدْ غَدَا

مُتَقَلِّداً سَیْفاً و رُمْحَا

و اسْتَعَارَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ الجَدْعَ و العِرْنِینَ للدَّهْرِ،فَقَالَ :

و أَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِینِ قد جُدِعَا

و یُقَالُ : اجْدَعْهُمْ بالأَمْرِ حَتَّی یَذِلُّوا،حَکَاهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ و لَمْ یُفَسِّرْه.قالَ ابنُ سِیدَه:و عِنْدِی أَنَّهُ عَلَی المَثَلِ ،أَیْ اجْدَعْ أُنُوفَهُم.

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : المُجَدَّعُ من النّباتِ :ما قُطِعَ من أَعْلاهُ و نَوَاحِیهِ ،أَو أُکِلَ .

و جَدِعَ الفَصِیلُ ،کفَرِحَ :ساءَ غِدَاؤُه،أَوْ رُکِبَ صَغِیراً فوَهَنَ .

و جَدَعَ عِیَالَهُ جَدْعاً :إِذا حَبَسَ عَنْهُم الخَیْرَ.

و یُقَالُ : جَدَّعهُ و شَرَّاهُ ،إِذا لَقّاه شَرّاً و سُخْرِیَهً ،کمَنْ یَجْدَعُ أُذُنَ عَبْدِه و یَبِعُه.و هو مَجَازٌ.

و فی المَثَلِ «أَنفُکَ مِنْکَ و إِنْ کانَ أَجْدَعَ » یُضْرَبُ لِمَنْ یَلْزَمُکَ خَیْرُهُ و شَرُّهُ ،و إِنْ کانَ لَیْسَ بمُسْتَحْکِمِ القُرْبِ .و أَوّلُ مَنْ قالَ ذلِکَ قُنْفُذُ بنُ جَعْوَنَهَ المازِنیُّ للرَّبِیعِ بنِ کَعْبٍ المازِنِیّ ،و لَهُ قِصَّهٌ ذَکَرَها الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ (2).

و أَجْدَعْتُ أَنْفَه:لُغَهٌ فی جَدَعْتُ .

و کانَ رَجُلٌ مِن صَعالِیکِ العَرَبِ یُسَمَّی مُجَدِّعاً ، کمُحَدِّثٍ ،لِأَنَّهُ کانَ إِذا أَخَذَ أَسِیراً جَدَعَهُ .

و الحَکَمُ و رَافِعُ ابْنا عَمْرِو بنِ المُجَدَّع ،کمُعَظَّمِ :

صَحَابِیّانِ رَضَیِ اللّه عَنْهُمَا،کَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ فی العُبَابِ .قُلْتُ :و یُقَالُ لَهُمَا الغِفَارِیّانِ ،و إِنَّمَا هُمَا من بَنِی ثَعْلَبَه (3)أَخِی غِفَارٍ،نَزَلَ الحَکَمُ البَصْرَهَ ،و اسْتَعْمَلَهُ زِیَادٌ عَلَی خُرَاسَانَ ،فَغَزَا و غَنِمَ ،و کَانَ صالِحاً فاضلاً،و أَمّا أَخُوهُ رَافِعٌ فذَکَرَهُ ابنُ فَهْدٍ فی المُعْجَمِ (4)،فقالَ :رافِعُ بنُ عَمْرِو بنِ مُجدَّع الکِنَانیّ الضَّمْریّ أَخُو الحَکَم بن عَمْرو الغِفَارِیِّ ،و لَیْسَ غِفَارِیّاً و إِنَّمَا هُمَا من ثَعْلَبَهَ (5)أَخِی غِفَار، نَزَلَ البَصْرَه،و له حَدِیثَانِ ،رَوَی عَنْهُ عَبْدُ اللّه بنُ الصَّلْتِ ، هکَذَا قالَ فی اسْمِ جَدِّه مُخَدَّع (6)،بالخَاءِ المُعْجَمَه و الجِیمِ ،فانْظُرْ ذلِکَ .

ص:57


1- (1) و هی روایه الدیوان.
2- (2) وردت قصته فی الفاخر للمفضل ص 149 و مجمع الأمثال للمیدانی [1]مثل رقم 4007 و قد نقلها محقق المطبوعه الکویتیه بحواشی ص 420 ج 20.
3- (3) فی اسد الغابه و جمهره ابن حزم ص 186: [2]نُعَیله.
4- (4) بالأصل:«مذکره ابن فهد فی فهد فی المعجم»و المناسب ما أثبتناه.
5- (5) انظر ما تقدم،نُعیله.
6- (6) فی أسد الغابه: [3]مخدج و قیل مجدع،و فیه فی ترجمه أخیه الحکم: مجدع.

جذع

الجَذَع ،مُحَرَّکه:قَبْلَ الثَّنِیَّ کما فی الصّحاح.

و قالَ اللَّیْثُ : الجَذَعُ من الدَّوابِّ و الأَنْعَامِ :قَبْلَ أَنْ یُثْنِیَ بسَنَهٍ ،و هو أَوَّلُ ما یُسْتَطَاعُ رُکُوبُهُ و الانْتِفَاعُ به. و هی بهاءٍ.

قال الجَوْهَرِیُّ و ابنُ سِیدَه،و الجَذَعُ : اسمٌ له فی زَمَنٍ ، و لَیْسَ بسِنٍّ تَنْبُتُ أَوْ تَسْقُطُ ، زادَ ابنُ سِیدَهْ :و تُعَاقِبُهَا أُخْرَی.

و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :أَمّا الجَذَعُ فإِنَّهُ یَخْتَلِفُ فی أَسْنَانِ الإِبِلِ و الخَیْلِ و البَقَرِ و الشَّاءِ،و یَنْبَغِی أَنْ یُفَسَّر قَولُ العَرَبِ فیه تَفْسِیراً مُشْبَعاً،لحَاجَهِ النَّاسِ إِلَی مَعْرِفَتِهِ فی أَضاحِیهِمْ و صَدَقاتِهِم و غَیْرِها.

فأَمَّا البَعِیرُ فإِنَّهُ یُجْذِع لاِسْتِکْمَالِه أَرْبَعَهَ أَعْوَامٍ ،و دُخُولِهِ فی السّنَهِ الخَامِسه،و هو قَبْلَ ذلِکَ حِقٌّ ،و الذَّکَرُ جَذَعٌ ،

14- و الأُنْثَی جَذَعهٌ ،و هی الَّتِی أَوْجَبَهَا النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم فی صَدَقَهِ الإِبِلِ إِذا جَاوَزَتْ سِتّینَ . و لَیْسَ فی صَدَقَاتِ الإِبِلِ سِنٌّ فَوْقَ الجَذَعَهِ ،و لا یُجْزِیءُ الجَذَعُ من الإِبِلِ فی الأَضَاحِی.

و أَمّا الجَذَعُ (1)فی الخَیْلِ ،فقالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ ،إِذَا اسْتَتَمَّ الفَرَسُ سَنَتَیْنِ و دَخَلَ فی الثَّالِثَهِ فهو جَذَعٌ ،و إِذا اسْتَتَمَّ الثالِثَهَ و دَخَلَ فی الرَّابِعَهِ فهو ثَنِیٌّ .

و أَمَّا الجَذَعُ من البَقَرِ،فقالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :إِذا طَلَع قَرْنُ العِجْلِ و قُبِضَ عَلَیْهِ فهو عَضْبٌ ،ثُمَّ هو بَعْدَ ذلِکَ جَذَعٌ ، و بَعْدَهُ ثَنِیٌّ ،و بَعْدَهُ رَبَاعٌ (2)،و قِیلَ :لا یَکُونُ الجَذَع مِن البَقَرِ حَتَّی یَکُونَ لَهُ سَنَتَانِ ،و أَوَّل یَوْمٍ مِن الثَّالِثَهِ (3)،و لا یُجْزِیءُ الجَذَعُ مِن البَقَرِ فی الأَضَاحِی.

و أَمّا الجَذَعُ مِن الضَّأْنِ فإِنَّهُ یُجْزِیءُ فی الضَّحِیَّهِ .

و قَدْ اخْتَلَفُوا فی وَقْتِ إِجْذَاعِهِ :فقالَ أَبو زَیْدٍ فی أَسْنَانِ الغَنَمِ ،المِعْزی،خاصَّهً ،إِذا أَتَی عَلَیْهَا الحَوْلُ فالذَّکَرُ تَیْسٌ ،و الأُنْثَی عَنْزٌ،ثم یَکُونُ جَذَعاً فی السَّنَهِ الثَّانِیَهِ ، و الأُنْثَی جَذَعَهٌ ،ثم ثَنِیّاً فی الثّالِثَهِ ،ثم رَبَاعِیاً فی الرّابِعَهِ ، و لم یَذْکُرِ الضَّأْنَ .

و قَالَ ابنُ الأَعْرَبِیّ : الجَذَعُ من الغَنَمِ لسَنَهٍ ،و مِنَ الخَیْلِ لسَنَتَیْن (4)،قالَ :و العَناقُ تُجْذِعُ لسَنَهٍ ،و رُبّمَا أَجْذَعَتِ العَنَاقُ قَبْلَ تَمَامِ السَّنَهِ للخِصْبِ ،فتَسْمَن،فیُسْرعُ إِجْذاعُهَا ،فهی جَذَعَهٌ لِسَنَهٍ ،و ثَنِیَّهٌ لِتَمامِ سَنَتَیْنِ .و قَاعل ابْنُ الأَعْرَابِیّ (5)فی الجَذَعِ من الضَّأْنِ :إِنْ کانَ ابْنَ شَابَّیْن أَجْذَعَ لسِتَّهِ أَشْهُرٍ إِلَی سَبْعَهِ أَشْهُرٍ،و إِنْ کَانَ ابْنَ هَرِمَیْنِ أَجْذَعَ لِثَمَانِیَهِ أَشْهُرٍ إِلَی عَشرَهِ أَشْهُرٍ.و قَدْ فَرَّقَ ابنُ الأَعْرَابِیّ بَیْنَ المَعْزِ و الضَّأْنِ فِی الإِجْذاعِ ،فجَعَلَ الضَّأْنَ أَسْرَعَ إِجْذاعاً ،قال الأَزْهَرِیُّ :

و هذا إِنَّمَا یَکُونُ مَعَ خِصْبِ السَّنَهِ ،و کَثْرَهِ اللَّبَنِ و العُشْبِ .

قالَ :و إِنَّمَا یُجْزِیءُ الجَذَعُ من الضَّأْنِ فی الأَضَاحِی لأَنَّهُ ینْزُو فیُلْقِحُ ،قالَ :و هو أَوَّلُ ما یُسْتَطاعُ رُکُوبُهُ .و إِذا کانَ من المِعْزَی لَمْ یُلْقِح حَتَّی یُثْنِیَ .و قِیلَ : الجَذَعُ من المَعْزِ لِسَنَهٍ ،و مِن الضَّأْنِ لثَمانِیَهِ أَشْهُرٍ أَوْ لتِسْعَهٍ (6).و قِیلَ لابْنَهِ الخُسِّ :هَلْ یُلْقِحُ الجَذَعُ ،قالَتْ :«لا،و لا یَدَع».

و الجَذَع : الشَّابُّ الحَدَثُ . و مِنْهُ قَوْلُ وَرَقَهَ بنِ نَوْفَلٍ :

یا لَیْتَنِی فِیهَا جَذَعْ

أَیْ لَیْتَنی أَکُونُ شَابّا حینَ تَظْهَر نُبوَّتُه حَتَّی أُبَالِغُ فی نُصْرَته.

و قَالَ درَیْد بنَّ الصِّمَّه:

یَا لَیْتَنی فیهَا جَذَعْ

أَخُبَّ فیها و أَضَعْ

أَقُود وَطْفاءِ الزَّمَعْ

کأَنَّهَا شاهٌ صَدَعْ

ج: جذَاعٌ ، بالکَسْر، و جذْعانٌ ،بالضَّمِّ ، کما فی الصّحاح.و فی اللِّسَان:و الجَمْعُ جُذْعٌ و جذْعانٌ ،الأخیر بالکَسْر و بالضَّمِّ .قُلْتُ :الضَّمُّ عَنْ یُونُسَ ،و فی العُبَابِ :

و زاد یُونُسُ جُذَاعُ ،بالضَمّ ،و أَجْذاعٌ ،و جَمْعُ الجَذَعَهِ جَذَعَاتٌ .

و مِن المَجَازِ:«أَهْلَکَهُمُ الأَزْلَمُ الجَذَعُ ، أَیْ الدَّهْرُ، قال لَقِیطٌ الإِیَادِیّ :

یا قَوْم-بَیْضَتَکُمْ لا تُفْضَحُنَّ بِهَا

إِنِّی أَخافُ عَلَیْهَا الأَزْلَمَ الجَذَعَا

کَذَا فِی الصّحاحِ .

ص:58


1- (1) فی التهذیب:«من الخیل».
2- (2) العباره فی التهذیب،و هو قول الأصمعی،و الأصل کاللسان [1]عن ابن الأَعرابی.
3- (3) هو قول عتبه بن أبی حکیم کما فی التهذیب.
4- (4) زید فی التهذیب:و من الإبل لأربع سنین.
5- (5) کذا بالأصل و اللسان و [2]فی التهذیب،سمعت ابراهیم الحربی یقول فی...
6- (6) هذا قول الأصمعی،نقله فی التهذیب.

قَالَ و أَمَّا قَوْلُ الشّاعِرِ،و هو الأَخْطَلُ یَمْدَحُ بِشْرَ بنَ مَرْوانَ :

یا بِشْرُ لَوْ لَمْ أَکُنْ مِنْکُم بمَنْزِلَهٍ

أَلْقَی عَلَیَّ یَدَیْهِ الأَزْلَمُ الجَذَعُ

و یُرْوَی«یَدَیْهِ عَلَیَّ »فیُقَالُ الدَّهْرُ، و یُقَالُ :هو الأَسَدُ.

و فی اللِّسَانِ :و هذا القَوْلُ خَطَأٌ.قال ابْنُ بَرِّیّ :قَوْلُ مَنْ قالَ :إِنَّ الأَزْلَمَ الجَذَعَ :الأَسَدُ لَیْسَ بشَیْ ءٍ.

و یُقَالُ :لا آتِیکَ الأَزْلَمَ الجَذَعَ ،أَی لا آتِیکَ أَبَداً،لأَنَّ الدَّهْرَ أَبَداً جَدِیدٌ،کأَنَّهُ فَتِیٌّ لَمْ یُسِنَّ .

و مِنَ المَجَازِ: أُمُّ الجَذَعِ :الدَّهْرُ جَذَعٌ أَبَداً، أَیْ جَدِیدٌ،کَأَنَّهُ شَابٌّ لا یَهْرَمُ . و قال ثَعْلَبٌ : الجَذَعُ مِنْ قَوْلِهِم:الأَزْلَمُ الجَذَعُ :

کُلُّ یَوْمٍ و لَیْلَهٍ .هکَذَا حَکَاهُ .قالَ ابْنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی وَجْهَه.

و الجَذْعَمَهُ :الصَّغِیرَهُ ،و أَصْلُهَا جَذَعَهٌ ، و المِیمُ زائِدَهٌ للتَّوْکِیدِ،کالَّتِی فِی:زُرْقُم،و فُسْحُم،و سُتْهُم و دِرْدِم، و دِلْقِمٍ ،و شَجْعَم،و صِلْدِم،و ضِرْزِمِ ،و دِقْعِم،و حِصْرِم لِلْبَخِیل،و عَرْزَم،و شَدْقَم،و عَلْقَم،و جَلْعَم،و جُلْهُم (1)و صَلَخْدَم،و حُلْقُوم.و

1- فی حَدِیث عَلِیّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ أَنَّهُ قالَ : «أَسْلَمَ -و اللّه-أَبُو بَکْرٍ و أَنَا جَذْعَمَهٌ أَقُولُ فَلا یُسْمَعُ ، فَکَیْفَ أَکُونُ أَحَقَّ بمَقَامِ أَبِی بَکْرٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ؟ أَیْ جَذَع حَدِیثُ السِّنِّ غَیْرُ مُدْرِکٍ .و فی تَاءِ الجَذْعَمه وَجْهَانِ :

أَحَدُهُمَا المُبَالَغَهُ ،و الثانِی التَّأْنِیثُ ،علَی تَأْوِیلِ النَّفْسِ أَو الجُثَّه.

و جَذَعَ الدَّابَّهَ ،کَمَنَعَ :حَبَسَهَا عَلَی غَیْرِ عَلَفٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للعَجّاجِ :

کَأَنَّهُ مِنْ طُولِ جَذْعِ العَفْسِ

و رَمَلاَنِ الخِمْسِ بَعْدَ الخِمْسِ

یُنْحَتُ من أَقْطَارِه بفَأْسِ

و المَجْذُوعُ :الَّذِی یُحْبَس علَی غَیْرِ مَرْعًی،و یُرْوَی بالدَّالِ المُهْمَلَهِ أَیْضاً،عَنْ أَبِی الهَیْثَمِ ،و هُمَا لُغَتَانِ ،و قد تَقَدَّمَ . و جَذَعَ بَیْن البَعِیرَیْنِ ، إِذا قَرَنَهُمَا فی قَرَنٍ ، أَیْ حَبْلٍ .

کَذَا فی النَّوادِرِ.

و الجِذَاعُ ، ککِتَابٍ :أَحْیَاءٌ من بَنِی سَعْدٍ (2)، مَشْهُورُونَ بهذَا اللَّقَبِ ،و خَصَّ أَبُوء عُبَیْدٍ بالجِذاعِ رَهْطَ الزِّبْرِقانِ .قالَ المُخَبَّلُ یَهْجُو الزِّبْرِقان:

تَمَنَّی حُصَیْنٌ أَنْ یَسُودَ جِذَاعُه

فأَمْسَی حُصَیْنٌ قَدْ أَذَلَّ و أَقْهَرَا

أَیْ قَدْ صارَ أَصْحَابُه أَذِلاّءَ مَقْهُورِین،و رَواهُ الأَصْمَعِیّ :

...«قَدْ أُذِلَّ و أُقْهِرَا»

،فأُقْهِرَ فی هذا لُغَهٌ فی قُهِرَ،أَوْ یَکُونُ أُقْهِرَ،وُجِدَ مَقْهُوراً،و قد تَقَدَّم البَحْثُ فیه فی«ق ه ر».

و جُذْعَانُ الجِبَالِ ،بالضَّمِّ :صِغَارُهَا. قال ذُو الرُّمَّه یَصِفُ السَّرَابَ .

و قَدْ خَنَّقَ الآلُ الشَّعافَ ،و غَرَّقَتْ

جَوَارِیهِ جُذْعَانَ القِضَافِ النَّوابِکِ

القِضَافُ :جَمْعُ قَضَفَهٍ ،و هِی قِطْعَهٌ ،من الأَرْضِ مُرْتَفِعَهٌ ، لَیْسَت بطِینٍ و لا حِجَارَهٍ ،و یُرْوَی:«البَرَاتِکِ »و هِیَ مِثْلُ القِضَافِ .قَالَ شَیْخُنَا: جُذْعانُ الجِبَالِ ،هکَذَا فی النُّسَخِ العَتِیقَهِ ،و بَعْضُ أَرْبَابِ الحَوَاشِی قد حَرَّفَهُ بالمِیمِ فَقَالَ :

الجِمَالِ ،و هو غَلَطٌ .

و قَالَ ابنُ شُمَیْل: ذَهَبُوا جِذَعَ مِذَعَ ،کعِنَب،مَبْنِیَّتَیْنِ بالفَتْح، أَیْ تَفَرَّقُوا فی کُلِّ وَجْهٍ لُغَهٌ فی خِذَع،بالخَاءِ المُعْجَمَه.

و الجِذْعُ ،بالکَسْرِ:سَاقُ النَّخْلَهِ و قال بَعْضُهُمْ :لا یُسَمَّی جِذْعاً إِلاّ بَعْد یُبْسِهِ .و قِیلَ :إِلاَّ بَعْد قَطْعِهِ ،و قِیل:لا یَخْتَصُّ بالیَابِسِ و لا بما قُطِعَ ،لقَوْلهِ تَعَالَی: وَ هُزِّی إِلَیْکِ بِجِذْعِ النَّخْلَهِ (3)و رُدَّ بأَنَّهُ کانَ یَابِساً فی الوَاقِعِ ،فلا تَدُلُّ الآیَهُ عَلَی تَقْیِیدٍ و لا إِطْلاقٍ ،کَمَا حُرِّرَ فی تَفْسِیرِ البَیْضَاوِیّ و حَوَاشِیهِ .و

16- فی الحَدِیثِ : «یُبْصِرُ أَحَدُکُمُ القَذَی فی عَیْنِ أَخِیهِ ،وَ یَدَعُ الجِذْعَ فی عَیْنَیْهِ ». و الجَمْع أَجْذَاعٌ و جُذُوعٌ .

و جِذْع بنُ عَمْرٍو الغَسَّانِیُّ مَشْهُورٌ، و مِنْهُ «خُذْ مِنْ جِذْعِ مال أَعْطَاکَ » یُقَالُ : کَانَتْ غَسَّانُ تَؤَدِّی کُلَّ سَنَهٍ إِلی مَلِکِ

ص:59


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«جلهتم».
2- (2) فی التکمله:«بنی أسعد»و الأصل و القاموس کالتهذیب و اللسان. [1]
3- (3) سوره مریم الآیه 25. [2]

سَلِیحٍ دِینَارَیْن من کُلِّ رَجُلٍ ،و کانَ الَّذِی یَلِی ذلِکَ سَبْطَهُ بنُ المُنْذِر السَّلِیحِیُّ ،فجَاءَ سَبْطَهُ إِلی جِذْعٍ یَسْأَلُهُ الدِّینَارَیْنِ ،فدَخَلَ جِذْعٌ مَنْزِلَهُ ،فَخَرَجَ مُشْتَمِلاً بسَیْفِهِ ، فضَرَبَ بِه سَبْطَهَ حَتَّی بَرَدَ،و قَالَ : «خُذْ مِنْ جِذْعٍ ما أَعْطَاکَ » ، و امْتَنَعَتْ غَسْانُ مِنْ هذِه الإِتَاوَهِ بَعْدَ ذلِکَ ،و هذا هو المُعَوَّلُ عَلَیْه فی أَصْل المَثَل:قاله الصّاغَانِیُّ (1).

قُلْتُ :و الَّذِی فی کِتَابِ الأَمْثَالِ لِلأَصْمَعِیّ : جِذْعٌ :

رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الیَمَنِ کَانَ المُلْک فِیهِم،ثم انْتَقَل إِلی سَلِیحٍ ،فجاءُوا یُصَدِّقُونَهُمْ ،فَسَامُوهُمْ أَکْثَرَ مِمَّا عَلَیْهِمْ ، فقَالَ ثَعْلَبَهُ -و هو أَخُو جِذْع -:هذاکَ جِذْعٌ ،فاذْهَبْ إِلَیْه حَتی یُعْطِیکَ ما سَأَلْتَ ،فأَتَاهُ فَقَالَ :هذا سَیْفِی مُحلًّی فخُذْهُ .فنَاوَلَهُ جَفْنَهُ ،ثُمَّ انْتَضاهُ فضَرَبَهُ حَتَّی قَتَلَهُ ،فقالَ ثَعْلَبَهُ أَخُوهُ : «خُذْ مِنْ جِذْعٍ ما أَعْطَاکَ » . أَوْ أَصْلُ المَثَلِ أَنَّهُ أَعْطَی بَعْضَ المُلُوکِ سَیْفَهُ رَهْناً فلَمْ یَأْخُذْه مِنْهُ ، و قال:

اجْعَلْ هذا فی کَذَا مِنْ کَذَا، أَیْ من أُمِّکَ فَضَرَبَهُ به فَقَتَلَهُ ، و قَالَهُ ، و هکَذا أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و تَبِعَه صاحِبُ اللّسَانِ .قالَ الصّاغَانِیّ بَعْدَ نَقَلَ الوَجْهَ الأَوَّلَ : یُضْرَبَ فی اغْتِنَامِ ما یَجُودُ به البَخِیلُ .

و فی الصّحاح: تَقُولُ لوَلَدِ الشّاهِ فی السَّنَهِ الثَّانِیَهِ و للبَقَرِ أَی لولد البقر و ذَوَاتِ الحَافِرِ فی السَّنَهِ الثَّالِثَهِ ،و لِلإِبِلِ فِی السَّنَهِ الخَامِسَه: أَجْذَعَ إِجْذَاعاً .

قُلْتُ :و تَقَدَّمَ تَحْقِیقُه قَرِیباً فی أَوّلِ المادَّهِ ،فأَغْنَانَا عَنْ ذِکْرِهِ ثانِیاً.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: المُجذعُ :کمُکْرَم و مُعَظَّم:کُلُّ ما لا أَصْلَ لَهُ و لا ثَبَاتَ . و لو قالَ :«کمُحصَنٍ »بَدَلَ «کمُکْرَمٍ ».

کما فَعَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،لأَشَارَ إِلی لُحُوقِهِ بِنَظَائِرِهِ التی جَاءَتْ عَلَی هذا البَابِ ،و قَدْ ذُکِرَ فِی«س ه ب»و«ل ف ج» و سَیَأْتِی بَعْضُ ذلِکَ أَیْضاً.

قال: و خَرُوفٌ مُتَجَاذِعٌ :وَ انٍ ، مِن الإِجْذَاعِ ،هکذا فی نُسَخِ العُبَاب:وَانٍ ،بالوَاوِ،و فِی التَّکْمِلَهِ :«دَانٍ »بالدّالِ ، و مِثْلُهُ فی الأَسَاسِ ،و لَعَلَّهُ الصَّوابُ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الجُذُوعَهُ ،بالضَّمِّ :الاسْمُ من الإِجْذَاعِ .و قَوْلُه-أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ -:

إِذا رَأَیْتَ بَازِلاً صَارَ جَذَعْ

فاحْذَرْ-و إِنْ لَمْ تَلْقَ حَتْفاً-أَن تَقَعْ

فَسَّرَهُ فقالَ :مَعْنَاهُ :إِذا رَأَیْت الکَبِیرَ یَسْفَهُ سَفَهَ الصَّغِیرِ، فاحْذَرْ أَنْ یَقَعَ البَلاءُ،و یَنْزِلَ الحَتْفُ .و قالَ غیرُ ابنِ الأَعْرَابِیّ :مَعْناهُ إِذا رَأَیْتَ الکَبیرَ قَد تَحَاتَّتْ أَسْنَانُه فذَهَبَتْ ، فإِنَّهُ قد فَنِیَ و قَرُبَ أَجَلُه فاحْذَرْ-و إِنْ لَمْ تَلْقَ حَتْفاً-أَنْ تَصِیرَ مِثْلَه،و اعمَل لنَفْسِک قَبْلَ المَوْت ما دُمْتَ شابّاً.

و قَوْلُهُمْ :فلانٌ فی هذا الأَمْرِ جَذَعٌ :إِذا کَانَ أَخَذ فیه حَدِیثاً،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیّ ،و هو مَجازٌ.و أَعَدْتُ الأَمْرَ جَذَعاً :أَیْ جَدِیداً کَما بَدَأَ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً.و فُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً :أَیْ بُدِیءَ (2)،و فَرًّ الأَمْرَ جَذَعاً :أَیْ أَبْدَأَه.و إِذا طُفِئَتْ حَرْبٌ بَیْنَ قَوْمٍ ،فَقَالَ بَعْضُهُمْ :إِنْ شِئْتُم أَعَدْنَاهَا جَذَعَهً ،أَی أَوّلَ ما یُبْتَدَأُ فِیها،و کُلُّ ذلِکَ مَجَازٌ.

و تَجَاذَعَ الرَّجُلُ :أَرَی أَنَّهُ جَذَعٌ ،علی المَثَلِ ،قال الأَسْوَدُ:

فإِنْ أَکُ مَدْلُولاً عَلَیَّ فإِنَّنِی

أَخو الحَرْبِ ،لا قَحْمٌ و لا مُتَجَاذِعُ

و أَجْذَعَهُ :حَبَسَهُ ،بالذَّالِ ،و بالدال.نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و جَذَعَ الشَّیْ ءَ یَجْذَعَهُ جَذعاً :عَفَسَه و دَلَکَهُ .

و المَجْذُوعُ :المَحْبُوسُ علی غَیْرِ مَرْعیً .

و جَذَعَ الرَّجُلُ عِیَالَهُ ،إِذا حَبَسَ عَنْهُم خَیْراً،و یُرْوَی بالدَّالِ ،و قد تَقَدَّم.

و الجِذْعُ ،بِالکَسْرِ:سَهْمُ السَّقْفِ .

و جِذَاعُ الرَّجُلِ ،ککِتَابٍ :قَوْمُهُ ،لا وَاحِدَ له.

و جُذِیْعٌ ،کزُبَیْرٍ:اسمٌ .و أَبُو أَحْمَدَ عبدُ السَّلامِ بنُ عَلِیّ بنِ عُمَرَ المُرَابِطُ ،عُرِفَ بالجَذَّاع ،کشَدَّادٍ (3)،رَوَی عَنْ أَبِی بَکْرِ بنِ زِیَادٍ النَّیْسَابُورِیّ ،و عَنْهُ (4)أَبُو القَاسِمِ الأَزْهَرِیّ ، ذَکَرَهُ ابنُ السَّمْعَانیّ .

ص:60


1- (1) و هو ما ورد فی مجمع الأمثال للمیدانی، [1]مثل رقم 1241.
2- (2) فی الأساس:إذا عاوده من الرأس.
3- (3) ضبطت نصاً فی اللباب بضم الجیم و تشدید الذال المعجمه.
4- (4) عن اللباب،و [2]بالأصل«و منه».

جرشع

الجُرْشُعِ ،کقُنْفُذٍ:العَظِیمُ من الإِبِلِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،زادَ الصّاغَانِیّ : و مِن الخَیْلِ ،أَوْ هو العَظِیمُ الصَّدْرِ، و قِیل:الطَّوِیلُ ،و زادَ الجَوْهَرِیُّ : المُنْتَفِخُ الجَنْبَیْنِ ، و أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الحُمُرَ:

فنَکِرْنَهُ فنَفَرْنَ و امْتَرَسَتْ به

هَوْجَاءُ هَادِیَهٌ و هادٍ جُرْشُعُ

أَی فَنکِرْنَ الصائِدَ.و امْتَرَسَت الأَتَانُ بالفَحْلِ ،و الهَادِیَهُ :

المُتَقَدِّمَهُ .قالَ الصّاغَانِیّ :و یُرْوَی:«عَوْجَاءُ»و یُرْوَی:

«سَطْعَاءُ» (1).

و الجَرَاشِعُ :الأَوْدِیَهُ العِظَاءُ الأَجْوَافِ . قالَ أَبُو سَهْمٍ الهُذَلِیّ :

کأَنَّ أَتِیَّ السَّیْلِ مَدَّ عَلَیْهِمُ

إذا دَفَعَتْهُ فِی البَدَاحِ ، الجَرَاشِعُ (2)

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الجَرَاشِعُ : الجِبَالُ الصِّغَارُ الغِلاظُ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ و لَمْ یَذْکُرْ لَهَا وَاحِداً،و الظّاهِرُ أَنَّهُ جُرْشُعٌ ، کقُنْفُذٍ،عَلَی التَّشْبِیهِ بالمُنْتَفِخ الجَنْبَیْنِ مِن الإِبِلِ ،فتَأَمّلْ .

جرع

الجَرْعَهُ ، بالفَتْحِ ، و یحَرَّکُ :الرَّمْلَهُ العَذَاهُ الطَّیِّبَهُ المَنْبِتِ ، الَّتِی لا وُعُوثَهَ فیهَا، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ . أوْ هی الأَرْضُ ذَاتُ الحُزُونَهِ تُشَاکِلُ الرَّمْلَ ، کَما فی اللِّسان.و قِیلَ :هی الرَّمْلَهُ السَّهْلَهُ المُسْتَوِیَهُ ، أَو الدِّعْصُ لا یُنْبِتُ شَیْئاً،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، و اقْتَصَرَ عَلَی التَّحْرِیکِ ،و زادَ غَیْرُه:و لا تُمْسِکُ مَاءً.قُلْتُ :

و هی مُشَبَّهَهٌ بِجَرْعَهِ الماءِ،و ذلِکَ لِأَنَّ الشُّرْب لا یَنْفَعُهَا، فکأَنَّهَا لَمْ تَرْوَ. أَو الکَثِیبُ جانِبٌ مِنْهُ وحْلٌ (3)و جانِبٌ حِجَارَهٌ ، کالأَجْرَعِ ،و الجَرْعاءِ ،و فی الکُلِّ . نَقَلَ الجَوْهَرِیّ مِنْهَا الجَرَعَهُ -مُحَرَّکَهً -و الجَرْعَاءُ .و قِیلَ : الجَرْعَاءُ و الأَجْرَعُ أَکْبَرُ مِن الجَرْعَهِ .و قَالَ ذُو الرُّمَّهِ فی الأَجْرَعِ ، فجَعَله یُنْبِتُ النَّبَاتَ :

و مَا یَوْمُ حُزْوَی إنْ بَکَیْتُ صَبَابَهً

لعِرْفانِ رَبْعٍ أَو لعِرْفَانِ مَنْزِلِ

بأَوَّلَ ما هَاجَتْ لَکَ الشَّوْقَ دِمْنَهٌ

بأَجْرَعَ مِقْفَارٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ

و یُرْوَی:مِرْبَاعٍ ،و لا یَکُونُ مَرَبًّا مُحَلَّلاً،إلاَّ و هو یُنْبِتُ النَّبَات.و قالَ أَیْضاً:

أَمَا اسْتَحْلَبَتْ عَیْنَیْکَ إلاَّ مَحَلَّهٌ

بجُمْهُورِ حُزْوَی،أَوْ بَجْرعاءِ مَالِکِ

و قَالَ أَیْضاً:یُخَاطِبُ رَسْمَ الدارِ:

و لَمْ تَمْشِ مَشْیَ الأُدْمِ فی رَوْنَقِ الضُّحَی

بِجَرعَائکِ البِیضُ الحِسَانُ الخَرَائدُ

و قالَ أَیْضاً:

أَلا یَا اسْلَمِی،یا دارَمَیَّ ،عَلَی البِلَی

و لا زَالَ مُنْهَلاًّ بجَرْعَائکِ القَطْرُ

و قِیلَ : الجَرْعاءُ :رَمْلٌ یَرْتَفِعُ وَسَطُهُ ،و تَرِقُّ نَوَاحِیهِ .و قالَ ابْنُ الأَثِیرِ: الأَجْرَعُ :المَکَانُ الوَاسِعُ الَّذِی فیه حُزُونَهٌ و خُشُونَهٌ .

و الجَرَعُ ،مُحَرَّکهً :الجَمْعُ ، أَیْ جَمْعُ جَرَعَهٍ ،بحَذْفِ الهاءِ.و قِیلَ الجَرَعُ مُفْرَدٌ مِثْلُ الأَجْرَعِ ،و جَمْعُهُ أَجْرَاعٌ و جِرَاعٌ .و جَمْعُ الجَرْعَهِ ،بالفَتْحِ ، جِرَاعٌ ،بالکَسْرِ.و جَمْعُ الجَرْعَاءِ جَرْعَاوَاتٌ .و جَمْعُ الأَجْرَعِ أَجَارِعُ .و جَمْع الجَرَعَهِ ،مُحَرَّکَه، جِرْعَانٌ ،بالکَسْرِ.و مِنْهُ

17- حَدِیثُ قُسٍّ :

«بَیْنَ صُدُورِ جِرْعَانٍ ». کما ضَبَطَه ابنُ الأَثِیرِ،و کُلُّ ذلِکَ قَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ .

و الجَرَعُ أَیْضاً: الْتِوَاءٌ فی قُوَّهٍ مِن قُوَی الحَبْلِ ، کما فی الصّحاح،زَادَ غَیْرُهُ : أَو الوَتَرِ. قالَ الجَوْهَرِیُّ : ظَاهِرَهٍ عَلَی سائِرِ القُوَی،و ذلِکَ الحَبْلُ أَوِ الوَتَرُ مَجَرَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ ، و جَرِعٌ کَکَتِفٍ ، یُقَالُ :وَتَرٌ جَرِعٌ ،أَی مُسْتَقِیمٌ ،إلاَّ أَنَّ فی مَوْضِعٍ مِنْهُ نُتُوءًا فیُمْسَحُ و یُمْشَقُ بقِطْعَهِ کِسَاءٍ حَتّی یَذْهَبَ ذلِکَ النّتُوءُ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ (4):من الأَوْتَارِ: المُجَرَّعُ :و هو الَّذِی اخْتَلَفَ فَتْلُهُ ،و فیه عُجَرٌ،و لَمْ یُجَدْ فَتْلُهُ ،و لا إغَارَتُهُ ،فظَهَرَ بَعْضُ قُوَاهُ علَی بَعْضٍ .یُقَالُ :وَتَرٌ مُجَرَّعٌ و مُعَجَّرٌ،و کَذلِکَ المُعَرَّدُ.

ص:61


1- (1) و هی روایه دیوان الهذلیین 8/1.
2- (2) دیوان الهذلیین 201/2 فی شعر أسامه بن الحارث الهذلی.
3- (3) فی اللسان:« [1]رمل».
4- (4) فی اللسان:« [2]فی»و الأصل کالتهذیب و التکمله.

و ذُو جَرَعٍ ،مُحَرَّکهً : رَجُلٌ من أَلْهَانَ بنِ مالِک بنِ زَیْدِ بن أَوْسَلَهَ (1)أَخِی هَمْدَانَ بنِ مالِکٍ قَبِیلَتَانِ فی الیَمَنِ .

و الجَرَعَهُ ، بِهاءٍ:ع،قُرْبَ الکُوفَهِ ، کانَتْ فِیه فِتْنَهٌ .

و مِنْهُ

17- حَدِیثُ حُذَیْفَهَ : جِئْتُ یَوْمَ الجَرَعَه فإِذَا رَجُلٌ جالِسٌ »:یُقَالُ : خَرَجَ فِیهِ أَهْلُ الکُوفَهِ إلَی سَعِید بْنِ العَاصِ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ، و کان قَدْ قَدِمَ والِیاً علیهِمْ مِن قِبَلِ عُثْمَانَ رَضِیَ اللّه عنه فَرَدُّوهُ و وَلَّوْا أَبَا مُوسَی الأَشْعَرِیَّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ، و سَأَلُوا عُثْمَان، رَضِی اللّه عَنْه، فأَقَرَّه علَیْهِم.

و الجرْعَهُ ،مُثَلَّثَهً ،من الماءِ:حَسْوَهٌ مِنْهُ ،أَوْ هو بالضَّمِّ ، و الفَتْح:الاسْمُ مِن جَرِعَ الماءَ یَجْرَعُ جَرْعاً ، کسَمِعَ وَ مَنَعَ ، الأَخِیرَهُ لُغَهٌ ،و أَنْکَرَهَا الأَصْمَعِیُّ ،کما فی الصّحاح،أَیْ بَلِعَهُ .

و الجُرْعَهُ ، بالضَّمِّ :ما اجْتَرَعْتَ و فی اللّسَانِ :قِیلَ :

الجَرْعَهُ ،بالفَتْحِ ،المَرَّهُ الوَاحِدَهُ .و بالضَّمّ :ما اجْتَرَعْتَهُ ، الأَخِیرَهُ للمُهْلَهِ ،علی ما أَراهُ سِیبَوَیْه فی هذا النَّحْو، و الجُرْعَهُ :مِلْ ءُ سِیبَوَیْه فی هذا النَّحْو،و الجُرْعَهُ :مِلْ ءُ الفَمِ یَبْتَلِعُهُ .و جَمْعُ الجُرْعَهِ جُرَعٌ .و

16- فی حَدِیثِ المِقْدَادِ: «ما به حَاجَهٌ إلی هذِه الجُرْعَهِ ». قالَ ابنُ الأَثِیرِ:تُرْوَی بالفَتْحِ و الضَّمِّ ،فالفَتْحُ :المَرَّهُ الوَاحِدَهُ منه،و الضَّمُّ :الاسْمُ مِن الشُّرْبِ الیَسِیرِ،و هو أَشْبَهُ بالحَدِیثِ ،و یُرْوَی بالزَّایِ ،کَمَا سَیَأْتِی.

و بِتَصْغِیرِهَا جَاءَ المَثَلُ «أَفْلَتَ فُلانٌ جُرَیْعَهَ الذَّقَنِ » مِن غَیْرِ حَرْفٍ ،« أَوْ بجُرَیْعَهِ الذَّقَنِ ،أَوْ بِجُرَیْعَائِهَا »قال الصّاغَانِیّ :أَفْلَتَ هُنَا لازِمٌ ،و نَصَبَ جُرَیْعَهَ عَلَی الحَالِ ، کَأَنَّهُ قالَ :أَفْلَتَ قاذفاً جُرَیْعَهَ الذَّقَنِ ، و هی کِنَایَهٌ عَمّا بَقِیَ مِن رُوحِه،أَیْ نَفْسُهُ صَارَتْ فی فِیه،و قَریباً مِنْهُ ، قُرْبَ الجُرْعَهِ مِن الذَّقَنِ .و فی اللِّسَان:أَی و قُرْبُ المَوْتِ مِنْهُ کقُرْبِ الجُرَیْعَهِ من الذَّقَنِ .و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علَی الرِّوَایَهِ الثّانِیَهِ ،و قالَ :إذا أَشْرف علَی التَّلَفِ ثُمَّ نَجَا.قال الفَرّاءُ:

هو آخِرُ ما یَخْرُجُ مِنَ النَّفْسِ ،انْتَهَی.زادَ فی اللِّسَانِ :

یُرِیدُونَ أَنَّ نَفْسَهُ صارَت فی فِیهِ ،فَکَادَ یَهْلِکُ ،فَأَفْلَتَ و تَخَلَّصَ .و فی رِوَایَهِ أَبِی زَیْدٍ:أَفْلَتَنِی جُرَیْعَهَ الَّذَّقَنِ .قالالصّاغَانِیّ :و أَفْلَتَ -علَی هذِهِ الرِّوَایَهِ -یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مُتَعَدِّیاً،و مَعْنَاهُ :خَلَّصَنِی و نَجّانِی،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ لازِماً، و مَعْنَاه تَخَلَّصَ و نَجَا مِنِّی،و أَرادَ بأَفْلَتَنِی أَفْلَتَ مِنّی،فحَذَفَ وَ وَصَلَ الفِعْلَ ،کقَوْلِ امْرِیءِ القَیْسِ :

و أَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِیضاً

و لَوْ أَدْرَکْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ

أَرادَ أَفْلَتَ مِنَ الخَیْل.و جَرِیضاً حالٌ من عِلْبَاء.و تَصْغِیرُ جُرَیْعَه [تَصْغِیرُ]تَحْقِیر و تَقْلِیل،و أَضافَها إلَی الذَّقَنِ لأَنَّ حَرَکَهَ الذَّقَنِ تَدُلُّ عَلَی قُرْبِ زُهُوقِ الرُّوحِ ،و التَّقْدِیرُ أَفْلَتَنِی مُشْرِفاً عَلَی الهَلاَکِ ،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ جُرَیْعَه بَدَلاً مِنَ الضَّمِیرِ فی أَفْلَتَنِی،أَیْ أَفْلَتَ جُرَیْعَه ذَقَنِی،أَی باقِی رُوحِی،و تَکُونُ الأَلِفُ و الّلاّمُ فی الذَّقَنِ بَدَلاً مِن الإضَافَهِ ، کقَوْلِه تَعَالَی: وَ نَهَی النَّفْسَ عَنِ الْهَوی (2)،أَیْ عَنْ هَوَاهَا، و مَنْ رَوَی: بجُرَیْعَهِ الذَّقَنِ فمَعْنَاهُ خَلّصَنِی مَعَ جُرَیْعَهِ الذَّقَنِ ،کَما یُقَالُ :اشْتَرَی الدّارَ بآلاتِهَا،أَیْ مَعَ آلاَتِهَا،و قَدْ تَقَدَّمَ شَیْ ءُ من ذلِکَ فی«ج ر ض»و فی«ف ل ت».

و ناقَهٌ مُجْرِعٌ ،کمُحْسِنٍ :لَیْس فِیهَا ما یُرْوِی،و إنَّمَا فِیهَا جُرَعٌ ،ج: مَجارِیعُ ، نَقَلَهُ ابْنُ عَبّادٍ،و أَنْشَد:

و لا مَجارِیعَ غَدَاهَ الخِمْسِ

و قال الجَوْهَرِیّ :نُوقٌ مَجَارِیعُ :قَلِیلاتُ اللَّبَنِ ،کأَنَّهُ لَیْسَ فِی ضُرُوعِهَا إلاَّ جُرَعٌ ،فلَمْ یَذْکُرِ المُفْرَدَ،و زادَ فی اللِّسَانِ :

و نُوقٌ مَجَارِعُ کذلِکَ .

و اجْتَرَعَهُ : بَلَعَهُ ، کجَرَعَهُ ،و قِیلَ : جَرَعَهُ بمَرَّهٍ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و قالَ ابنُ عَبَّادٍ: اجْتَرَع العُودَ، أَی اکْتَسَرَهُ (3)،لُغَهٌ فی اجْتَزَعَهُ .

و مِنَ المَجَازِ: جَرَّعَهُ الغُصَصَ ، أَیْ غُصَصَ الغَیْظِ ،کما فی الصّحاح، تَجْرِیعاً فَتَجَرّع هو،أَی کَظَمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

التَّجَرُّعُ :مُتَابَعَهُ الجَرْع مَرَّهً بَعْدَ أُخْرَی کالمُتَکَارِهِ ،قالَ اللّه عَزَّ و جَلَّ یَتَجَرَّعُهُ وَ لا یَکادُ یُسِیغُهُ (4)و قَالَ ابنُ الأَثِیرِ:

ص:62


1- (1) و هو أوسله بن ربیعه بن الخیار بن مالک زید بن کهلان بن سبأ انظر جمهره ابن حزم ص 392. [1]
2- (2) سوره النازعات الآیه 40. [2]
3- (3) فی التکمله:کسره.
4- (4) سوره ابراهیم الآیه 17. [3]

التَّجَرُّعُ :شُرْبٌ فی عَجَلَهٍ .و قِیلَ :هو الشُّرْبَ قَلِیلاً قَلیلاً.

و جَرِعَ الغَیْظَ ،کعَلِمَ :کَظَمَه،و هو مَجَازٌ.و یُقَالُ :ما مِن جُرْعَهٍ أَحْمَدَ عُقْبَاناً مِنْ جُرْعَهِ غَیْظٍ تَکْظِمُهَا،و هُوَ مِنْ ذلِکَ .

و أَجْرَعَ الحَبْلَ ،أَو الوَتَرَ،إذا أَغْلَظَ بَعْضَ قُوَاهُ .

و الجَرَعُ ،مُحَرَّکَهً :مَوْضِعٌ ،قَالَ لَقِیطٌ الإِیَادِیُّ :

یا دَارَ عَمْرَهَ مِنْ مُحْتَلِّهَا الجَرَعَا

هاجَتْ لِیَ الهَمَّ و الأَحْزَانَ و الجَزَعَا

و یُرْوَی:«یا دارَ عَبْلَهَ »،و«قَدْ هِجْتِ لِی».

و یُقَالَ :«أَفْلَتَنِی جُرَیْعَهَ الرِّیقِ »،إذا سَبَقَکَ فابْتَلَعْتَ رِیقَکَ عَلَیْهِ غَیْظاً.

و قَالَ ابنُ عَبّادٍ:یُقَالُ :ما لَهُ به جُرَّاعَهٌ ،بالضَّمِ مُشَدَّداً، و لا یُقَالُ :ما ذَاقَ جُرَّاعَهً و لکِنْ جُرَیْعَه ،کمَا فی العُبَابِ .

و هِجْرَعٌ ،کدِرْهَمٍ ،هِفْعَلٌ مِنَ الجَرْعِ عَلَی قَوْلِ مَنْ قالَ بِزِیادَهِ الهاءِ،و سَیَأْتِی للْمُصَنِّف فی الَّتِی تَلِیهَا الهِجْزَعُ ، هِفْعَلٌ من الجَزَع،فهذه مِثْلُ تِلْکَ .

جزع

جَزَعَ الأرْضَ و الوَادِیَ ،کمَنَعَ ، جَزْعاً : قَطَعَهُ ، أَو جَزَعَهُ :قَطَعَه عَرْضاً کما فی الصّحاح،و کَذلِکَ المَفَازَه و المَوْضِعُ إذا قَطَعْتَه عَرْضاً فقَدْ جزَعْتَهُ .قالَ الجَوْهَرِیُّ :

و مِنْهُ قَوْلُ امْرِیءِ القَیْس:

فَرِیقَانِ :مِنْهُمْ سَالِکٌ بَطْنَ نَخْلَهٍ

و آخَرُ مِنْهُمْ جَازِعٌ نَجْدَ کَبْکَبِ

و فی العُبَابِ :و مِنْهُ

14- الحَدِیثُ : «أَنَّهُ صلّی اللّه علیه و آله و سلّم وَقَفَ عَلَی وَادِی مُحَسِّرٍ (1)فقَرَعَ رَاحِلتَه،فخَبَّتْ حَتَّی جَزَعَهُ ». و قالَ زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی:

ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبانِ ثُمَّ جَزَعْنَهُ

عَلَی کُلِّ قَیْنِیٍّ قَشِیبٍ و مُفْأَمِ

و الجَزْعُ ، بالفَتْحِ ،و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ ، و یُکْسَرُ، عن کُرَاع،و نَسَبَهُ ابنُ دُرَیْدٍ للعَامَّه: الخَرَزُ الیَمَانِیُّ ، کما فی الصّحاح،زادَ غَیْرُهُ : الصِّینِیُّ ، قالَ الجَوْهَرِیُّ :هو الَّذِی فیه سَوَادٌ و بَیَاضٌ تُشَبَّهُ به الأَعْیُنُ ، قالَ امْرُؤُ القَیْسِ :

کأَنَّ عُیُونَ الوَحْشِ حَوْلَ خِبَائِنَا

و أَرْحُلِنَا الجَزْعُ الَّذِی لَمْ یُثَقَّبِ

لِأَنَّ عُیُونَها ما دامَتْ حَیَّهً سُودٌ،فإذَا ماتَتْ بَدَا بَیاضُهَا، و إنْ لَمْ یُثَقَّبْ کانَ أَصْفَی لَهَا.

و قَالَ أَیْضاً یَصِفُ سِرْباً:

فأَدْبَرْنَ کالجَزْعِ المُفَصَّلِ بَیْنَهُ

بجِیدِ مُعِمٍّ فی العَشِیرَهِ مُخْوِلِ

و کانَ عِقْدُ عائشَهَ -رَضِیَ اللّه عَنْهَا-مِنْ جَزْعِ ظَفَارِ.قالَ المُرَقِّشُ الأَکْبَر:

تَحَلَّیْن یَاقُوتاً و شَذْراً و صِنْعَهً

و جَزْعاً ظَفَارِیّاً و دُرّاً تَوَائِمَا (2)

و قَالَ ابْنُ بَرِّی:سُمِّی جَزْعاً لِأَنَّهُ مُجَزَّعٌ ،أَیْ مُقَطَّعٌ بأَلْوَانِ مُخْتَلِفَهٍ ،أَیْ قُطِّعَ سَوَادُهُ ببَیَاضِه و صُفْرَتِهِ ، و التَّخَتُّمُ به لَیْسَ بِحسَنٍ ،فإِنَّهُ یُورِثُ الهَمَّ و الحُزْنَ و الأَحْلامَ المُفَزِّعَهَ ، و مُخَاصَمَهَ النَّاسِ ، عن خاصَّهٍ فِیه، و مِنْ خَوَاصِّهِ إنْ لُفَّ به شَعرُ مُعْسِرٍ وَلَدَتْ مِنْ سَاعَتِهَا.

و جِزْعُ الوَادِی، بالکَسْرِ، کَما فی الصّحاحِ و العُبَابِ و اللِّسَانِ ، و قَالَ أَبُو عُبَیْدَهَ :اللائِقُ به أَنْ یَکُونَ مَفْتُوحاً، و هو مُنْعَطَفُ الوَادِی، کَما فی الصِّحاحِ ،زَادَ ابنُ دُرَیْدٍ: و قِیلَ :

وَسَطُهُ أَو مُنْقَطَعُه، ثَلاثُ لُغَاتٍ ، أَو مُنْحَنَاهُ ، قالَهُ الأَصْمَعِیُّ و قِیلَ : جِزْعُ الوادِی حَیْثُ یَجْزَعُه ،أَیْ یَقْطَعُه.و قِیلَ :هو ما اتَّسَعَ مِن مَضَایِقِهِ ،أَنْبَتَ أَو لَمْ یُنْبِتْ .و قِیلَ :هو إذا قَطَعْتَهُ إلَی جانِبٍ آخَرَ، أَوْ لا یُسَمَّی جِزْعاً حَتَّی تَکُونَ لَهُ سَعَهٌ تُنْبِتُ الشَّجَرَ و غَیْرَه،نَقَلَهُ اللَّیْثُ عن بَعْضِهِم،و جَمْعُهُ أَجْزَاعٌ .

و احْتَجَّ بقَوْلِ لَبِیدٍ-رَضِیَ اللّه عَنْه-:

حُفِزَتْ (3)و زَایَلَهَا السَّرَابُ کَأَنَّهَا

أَجْزَاعُ بِیشَهَ أَثْلُهَا و رُضَامُهَا

قالَ :أَلا تَرَی أَنَّهُ ذَکَرَ الأَثْل و هو الشَّجَرُ.و قَالَ آخَرُ:بَلْ یَکُونُ جِزْعاً بغَیْرِ نَبَاتٍ .و أَنْشَدَ غَیْرُهُ لِأَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الحُمُر:

ص:63


1- (1) فی النهایه و اللسان: [1]علی مُحَسِّرٍ.
2- (2) و یروی:و صیغه.
3- (3) عن الدیوان و بالأصل«حفرت».

فکَأَنَّهَا بالجِزْعِ بَیْنَ نُبَایِعٍ

و أُولاتِ ذِی العَرْجَاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ (1)

و یُرْوَی« بالجِزْعِ جِزْع نُبَایعٍ »،و قد مَرّ إنْشَادُ هذَا البَیْتِ فی«ب ی ع»و یَأْتِی أَیْضاً فی«ج م ع»و«ن ب ع»إنْ شَاءَ اللّه تَعَالَی، أَوْ هو مَکَانٌ بالوَادِی لا شَجَرَ فِیهِ ، عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ و رُبَّمَا کانَ رَمْلاً و قِیلَ : جِزْعَهُ الوَادِی:مَکَانٌ یَسْتَدِیرُ و یَتَّسِعُ .

و الجِزْعُ : مَحِلَّهُ القَوْمِ ، قالَ الکُمَیْتُ :

و صادَفْنَ مَشْرَبَهُ و المَسَا

مَ شِرْباً هَنِیئاً و جِزْعاً شَجِیراً

و الجِزْعُ : المُشْرِفُ مِن الأَرْضِ إلَی جَنْبِه طُمَأْنِینَهٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الجِزْعُ : خَلِیَّهُ النَّحْلِ ،ج: أَجْزَاعٌ .

و جِزْع : ه،یَمِینِ الطّائِف،و أُخْرَی عن شِمَالِهَا.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الجُزْع ، بالضَّمِّ :المِحْوَرُ الَّذِی تَدُورُ فیه المَحَالَهُ ، یَمانِیهٌ ، و یُفْتَحُ .

و الجُزْع أَیْضاً: صِبْغٌ أَصْفَرُ، و هو الَّذِی یُسَمَّی الهُرْدَ، و العُرُوقَ (2)الصُّفْرَ فی بَعْضِ اللُّغَاتِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و الجَازِعُ :الخَشَبَهُ الَّتِی تُوضَعُ فی العَرِیشِ أَیْضاً عَرْضاً یُطْرَحُ عَلَیْه، کذا فی النُّسخ،و فی الصّحاحِ :تُطْرَحُ (3)عَلَیْهَا قُضْبانُ الکَرْمِ . قالَ الجَوْهَرِیُّ :و لَمْ یَعْرِفْهُ أَبُو سَعِیدٍ،و قال غَیْرُهُ :إنَّمَا یُفْعَلُ ذلِکَ لِیَرْفَعَ القُضْبَانَ عَنِ الأَرْضِ ،فإِنْ نَعَتَّ تِلْکَ الخَشَبَهَ قُلْتَ :خَشَبَهٌ جَازِعهٌ .قالَ : و کذلِکَ کُلُّ خَشَبَهٍ مَعْروضَه بَیْنَ شَیْئیْن لیُحْمَل علیها شَیْ ءٌ، فهی جازِعَهَ .

و الجِزْعَهُ ،بالکَسْر:القَلِیلُ مِن المالِ ،و مِن الماءِ، کما فی الصّحاح.یُقَالُ : جَزَعَ لَهُ جِزْعَهً من المالِ ،أَیْ قَطَعَ له مِنْهُ قِطْعَهً و یُضَمُّ عَن ابنِ دُرَیْدٍ.قالَ :مَا بَقِیَ فی الإِنَاءِ إلاّ جِزْعَهٌ و جُزَیْعَهٌ ،و هِی القَلِیلُ مِنَ الماءِ،و کذلِکَ هی فی القِرْبَهِ و الإدَاوَهِ .و قالَ غَیْرُهُ : الجُزْعَهُ من الماءِ و اللَّبَنِ :ماکان أَقَلَّ مِن نِصْفِ السِّقاءِ و الإِناءِ و الحَوْضِ .و قال اللِّحْیَانِیُّ مَرَّهٌ :بَقِیَ فی السِّقَاءِ جُزْعَهٌ مِن ماءٍ،و فِی الوَطْبِ جُزْعَهٌ من لَبَنٍ ،إذا کَانَ فیه شَیْ ءٌ قَلِیلٌ ،و قَالَ غَیْرُهُ :یُقَالُ :

فی الغَدِیرِ جُزْعَهٌ ،و لا یُقَالُ :فی الرَّکِیَّهِ جُزْعَهٌ ،و قال ابنُ شُمَیل یقالُ :فی الحوضِ جُزْعَهٌ :و هی الثُّلُثُ ،أَوْ قَرِیبٌ مِنْهُ ،و هی الجُزَعُ .و قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ : الجُزْعَهُ ،و الکُثْبَهُ ، و الغُرْفَهُ ،و الخُمْطَهُ :البَقِیَّهُ مِنَ اللَّبَنِ .

و قال أَبْو لَیْلَی: الجِزْعَهُ : القِطْعَهُ مِن الغَنَمِ .

و فی الصّحاح: الجِزْعَهُ : طائِفَهٌ مِنَ اللَّیْلِ ، زادَ غَیْرُه:

ماضِیَهً أو آتِیَهً ،یُقَالُ :مَضَتْ جِزْعَهٌ مِنَ اللَّیْلِ ،أَیْ سَاعَهٌ مِنْ أَوّلِهَا و بَقِیَتْ جِزْعَهٌ مِنْ آخِرِهَا،و هو مَجَازٌ.و فی العُبَابِ : ما دونَ النَّصْفِ ، و قال غیره: من أَوَّلِهِ أَوْ مِن آخِرِهِ .

و الجِزْعَهُ : مُجْتَمَعُ الشَّجَر یُرَاحُ فیه المالُ من القُرِّ و یُحْبَسُ فِیهِ إذا کانَ جائعاً،أَوْ صادِراً أَو مُخْدِراً و المخْدِرُ:

الَّذِی تَحْتَ المَطَرِ.

و الجِزْعَهُ الخَرَزَهُ الیَمَانِیَهُ الَّتِی تَقَدَّمَ ذِکْرُها و یُفْتَحُ ، و قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الکَسْرَ نَسَبَهُ ابنُ دُرَیْدٍ للعَّامَّهِ .

و الجَزَعُ ،مُحَرَّکَهً :نَقِیضُ الصَّبْر، کَمَا فی الصّحّاح، زادَ فی العُبَابِ :و هو انْقِطَاعُ المُنَّهِ من حَمْلِ ما نَزَلَ .و فی المِصْبَاحِ :هو الضَّعْفُ عَمَّا نَزَلَ به.و قالَ جَمَاعَهٌ :هو الحُزْنُ .و قِیلَ :هو أَشَدُّ الحُزْنِ الَّذِی یَمْنَعُ الإنْسَانَ و یَصْرِفُهُ عمّا هُوَ بصَدَدِهِ ،و یَقْطَعُه عَنْه،و أَصْلُهُ القَطْعُ ،کما حَرَّرَهُ العَلاّمَهُ عَبْدُ القَادِرِ البَغْدَادِیُّ ،فی شَرٌحْ شواهدِ الرَّضِیّ ، و نَقَلَهُ شَیْخُنَا،و هذا عَن ابْنِ عَبّاد،و أَصْلُهُ فی مُفْرَدَاتِ الراغِبِ ، و قد جَزِعَ ، و هذا عَن ابْنِ عَبّادٍ، کَفَرِحَ ، جَزَعاً و جُزُوعاً ، بالضَّمِّ ، فهو جازعٌ و جَزِعٌ ،ککَتِفٍ ،و رَجُل، و صَبُورٍ،و غُرَابٍ . و قِیلَ :إذا کَثُرَ مِنْهُ الجَزَعُ ،فهو جَزُوعٌ و جُزَاعٌ ،عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَدَ:

و لَسْتُ بمِیسَمٍ فی الناسِ یَلْحَی

عَلَی ما فَاتَهُ وَ خِمٍ جُزاعِ

و أَجْزَعَهُ غَیْرُهُ : أَبْقی (4).

ص:64


1- (1) دیوان الهذلیین 6/1 و فیه:«یُنابعت»بدل«نبایع».
2- (2) ضبطت فی التکمله:العَرْوَقُ ،ضبط حرکات،و القاموس کالتهذیب و اللسان.
3- (3) فی الصحاح: [1]یُطرح علیها.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أَبقی،فیه نظر»و فی اللسان: و [2]أجزعه غیره.و لم ترد لفظه«أبقی»،و لعلها مقحمه من النساخ.

و یُقَالُ : أَجْزَعَ جِزْعَهً ،بالکَسْرِ،و الضَّمّ ، أَیْ أَبْقَی بَقِیَّهً ، کما فِی العُبَابِ .و قِیلَ :ما دُونَ النِّصْفِ (1).

و قالَ ابْنُ عَبّادٍ:قالَ أَعْشَی بَاهِلَهَ (2):

فإِنْ جَزِعْنَا فإِنَّ الشَّرَّ أَجْزَعَنَا

و إنْ جَسَرْنا فإِنّا مَعْشَرٌ جُسُرُ (3)

جُزْعَهُ السِّکِّین بالضَّمّ :جُزْأَتُهُ ، لُغَهٌ فیه.

و جَزَّعَ البُسْرُ تَجْزِیعاً فهو مُجَزّعٌ ،کمُعَظَّمٍ و مُحَدِّثٍ .

قالَ شَمِرٌ:قَال المَعَرِّیُّ : المُجَزِّعُ ،بالکَسْر،و هو عِنْدِی بالنَّصْبِ علَی وَزْنِ مُخَطَّم.قال الأَزْهَرِیُّ :و سَماعِی مِن الهَجَرِیِّینَ :رُطَبٌ مُجَزِّع بِکَسْر الزّای،کَما رَواه المَعَرِّیّ عَنْ أَبِی عُبَیْد.قُلْتُ :و عَلَی الکَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ ،و قَدْ تَفَرَّدَ شَمِرٌ بالفَتْحِ : أَرْطَبَ إلَی نِصْفِهِ ، و قِیلَ :بَلَغَ الإِرْطَابُ مِنْ أَسْفَلِهِ إلَی نِصْفِهِ .و قِیلَ :إلَی ثُلُثَیْهِ ،و قِیلَ :بَلَغَ بَعْضَهُ ، مِنْ غَیْرِ أَنْ یُحَدَّ (4)،و کَذلِکَ الرُّطَبُ و العِنَبُ و رُطَبَهٌ مُجَزِّعه (5)کمُحَدِّثَهٍ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هکَذَا قالَهُ أَبُو حَاتِمٍ ، و یُقَالُ :بالفَتْحِ أَیْضاً،إذا أَرْطَبَتْ إلَی نِصْفِهَا أَوْ نَحْوَ ذلِکَ ، و قِیلَ :إلَی ثُلُثَیْهَا.و قالَ الرّاغِبُ :هو مُسْتَعَارٌ من الخَرَزِ المُتَلَوِّنُ .

و جَزَّعَ فُلاناً تَجْزِیعاً : أَزَال جَزَعَهُ ، و مِنْهُ

17- الحَدِیثُ : «لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ ابنُ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا یُجَزِّعُهُ ». قالَ ابنُ الأَثِیرِ:أَیْ یَقُولُ لَهُ ما یُسَلِّیهِ و یُزِیلُ جَزَعَهُ ،و هو الحُزْنُ و الخَوْفُ .

و جَزَّعَ الحَوْضُ فهُوَ مجَزِّعٌ ،کمحَدِّثٍ ،إذا لَمْ یَبْقَ فیه إلا جِزْعَهٌ ، أَیْ بَقِیَّهٌ من الماءِ.

و نَوی مُجَزَّعٌ ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، و هو الَّذِی حُکَّ بَعْضُهُ حَتَّی أَبْیَضَّ ،و تُرِکَ البَاقِی علَی لَوْنِهِ ، تَشْبِیهاً بالجَزْعِ .و

16- فی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عَنْه: «أَنَّهُ کانَ یُسَبِّحُ بالنَّوَی المُجَزَّعِ ». و کُلُ ما اجْتَمَعَ فِیهِ سَوَادٌ و بَیاضٌ فهو مُجَزَّعٌ و مُجَزِّع ، بالفَتْحِ و الکَسْرِ.

و انْجَزَعَ الحَبْلُ ، إذا انْقَطَعَ أَیًّا کانَ ، أَو إذا انْقَطَعَ بنِصْفَیْنِ یُقَالُ : انْجَزَعَ .و لا یُقَالُ : انْجَزَعَ إذا انْقَطَعَ مِنْ طَرَفِهِ .

و انْجَزَعَت العَصَا، إذا انْکَسَرَتْ بنِصْفَیْنِ .قال سُوَیْدُ بنُ [أَبِی]کاهِلٍ الیَشْکُرِیّ :

تَعْضِبُ القَرْنَ إذا ناطَحَهَا

و إذا صابَ بِهَا المِرْدَی انْجَزَعْ

کتَجَزَّعَتْ . یُقَالُ : تَجَزَّعَ الرُّمْحُ ،إذا تَکَسَّرَ،و کَذلِکَ السَّهْمُ و غَیْرُهُ قالَ (6):

إذا رُمْحُهُ فِی الدّارِ عِینَ تَجَزَّعا (7)

و اجْتَزَعَهُ ، أَی العُودَ مِنَ الشَّجَرَهِ ،إذا کَسَرَهُ و قَطَعَهُ ، و فی الصّحاح:اقْتَطَعَهُ و اکْتَسَرَهُ ،و رَوَاهُ ابْنُ عَبّاد بالرّاءِ أَیْضاً، کما تَقَدَّمَ .

و الهِجْزَعُ ،کدِرْهَم:الجَبَان،هِفْعَلٌ مِنَ الجَزَعِ ، هاؤُه بَدَلٌ من الهَمْزَه،عَنِ ابْنِ جِنی.قال:و نَظِیره هِجْرَعٌ و هِبْلَع،فِیمَنْ أَخَذَهُ من الجَرْع و البَلْع،و لَمْ یَعْتَبِرْ سِیبَوَیْه ذلِکَ ،و سَیَأْتِی ذلِکَ فی الهاءِ مَعَ العَیْنِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

التَّجَزُّعُ :التَّوَزُّع و الاقْتِسَامُ ،من الجَزْعِ و هو القَطْعُ ، و مِنْهُ حَدِیثُ الضَّحِیَّه:«فتَفَرَّقَ النّاسُ عنه إلی غَنِیمَهٍ فتَجَزَّعُوها »أَی اقْتَسَمُوها.و تَمْرٌ مُتَجَزِّعٌ :بَلَغَ الإِرْطَابُ نِصْفَهُ .و لَحْمٌ مُجَزَّعٌ :فیه بَیَاضٌ و حُمْرَهٌ .و وَتَرٌ مُجَزَّعٌ :

مُخْتَلِفُ الوَضْعِ ،بِعْضُه رَقِیقٌ ،و بَعْضُه غَلِیظٌ ،کما فی اللِّسَانِ .و فی الأَسَاسِ :وَتَرٌ مُجَزَّعٌ :لَمْ یُحْسِنُوا إغَارَتَهُ (8)، فاخْتَلَفَتْ قَوَاهُ .قُلْتُ :و قد تَقَدَّمَ فی الرَّاءِ أَیْضاً.

و جَزَّعْتُ فی القِرْبَهِ تَجْزِیعاً :جَعَلْتُ فِیهَا جُزْعَهً .

و قَال أَبو زَیْدٍ:کَلَأٌ جُزَاعٌ ،بالضَّمِّ ،و هو الکَلأُ الَّذِی یَقْتُلُ

ص:65


1- (1) ورد القولان فی التکمله.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و قال ابن عباد:و قال أعشی باهله الخ لا مناسبه له بقول المصنف:و جزعه السکین حتی یمزجه به بل مناسبته لقوله:و أجزعه غیره،فهو شاهد علیه».
3- (3) اللسان،و جاء فیه شاهد علی قوله:و أجزعه الأمر.
4- (4) عن اللسان و [1]بالأصل«یجد».
5- (5) فی القاموس:«مجزَّعه»و علی هامشه عن نسخه أخری:«مجزِّعه» کالأصل.
6- (6) فی الأساس:قال الراعی،و ذکر البیت بتمامه.
7- (7) البیت فی دیوان الراعی ص 173 و صدره فیه: و من فارسٍ لم یحرمِ السیفَ خظّه.
8- (8) فی الأصل:لم یحسنوا اعادته فاختلف قواه»و المثبت عن الاساس.

الدَّوابَّ ،و مِنْهُ الکَلأُ الوَبِیلُ ،مثلُ جُدَاعٍ بالدّالِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَان.

و الجُزَیْعَهُ :القِطْعَهُ من الغَنَمِ ،تَصْغِیرُ الجِزْعَهِ ،بالکَسْر، و هُوَ القَلِیلُ مِن الشَّیْ ءِ،هکَذا هو فی نُسَخِ الصّحاحِ بخَطِّ أَبی سَهْلٍ الهَرَوِیّ .و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و هکَذَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِیُّ مُصغَّراً.

و الذِی جَاءَ فی المُجْمَلِ لابْنِ فَارِسٍ -بفَتْحِ الجِیمِ و کَسْرِ الزَّایِ -: الجَزِیعَهُ ،و قَالَ :هی القِطْعَهُ من الغَنَمِ ، فَعِیلَهٌ بمَعْنَی مَفْعُولَه.قال:و مَا سَمِعْنَاها فی الحَدِیثِ إِلاّ مُصَغَّرَهً .و

14- فی حَدِیثِ المِقْدَادِ: «أَتَانِی الشَّیْطَانُ فقالَ :إِنَّ مُحَمَّداً یَأْتِی الأَنْصَارَ فَیُتْحِفُونَهُ ،ما بِهِ حاجَهٌ إِلی هذِهِ الجُزَیْعَهِ ». هی تَصْغِیرُ جِزْعَهٍ ،یُرِیدُ (1)القَلِیلَ مِنَ اللِّبَنِ ،هکَذَا ذَکَرَهُ أَبُو أَبُو مُوسَی و شَرَحَه،و الَّذِی

14- جاءَ فی صَحِیحِ مُسْلِم:

«ما به حاجَهٌ إِلَی هذِهِ الجِزْعَهِ ». غَیْر مُصَغَّرَه.و أَکْثَرُ ما یُقْرَأُ فی کِتَابِ مُسْلِمٍ «الجُرْعَه»،بضَمِّ الجِیمِ و بِالرَّاءِ (2)،و هِی الدُّفْعَهُ مِن الشُّرْبِ .و قد تَقَدَّمَ .

جسع

الجُسُوعُ ،بالضَّمِّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال الخَارْزَنْجِیُّ :هو الإِمْساکُ عن العَطَاءِ و الکَلامِ .

و یُقَالُ : سَفَرٌ جَاسِعٌ ، أَی بَعِیدٌ.

قالَ : و جَسَتَ النَّاقَهُ ،کمَنَعَ :دَسَعَتْ (3)، کاجْتَسَعَتْ ، و جَسَعَ فُلانٌ :قَاءَ. کَذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ فی کِتَابَیْه.

جشع

الجَشَعُ ،مُحَرَّکَهً :أَشَدُّ الحِرْصِ کما فی الصّحاح،زَادَ فی العُبَابِ : و أَسْوَؤُهُ علَی الأَکْلِ و غَیْرِهِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:قال الأَصْمَعِیُّ :قُلْتُ لِأَعْرَابِیٍّ :ما الجَشَعُ ؟قَالَ :أَسْوَأُ الحِرْصِ ،فَسَألْتُ آخَرَ فقال: أَنْ تَأْخُذَ نَصِیبَکَ ،و تَطْمَعَ فی نَصِیبِ غَیْرِکَ ،وَ قَدْ جَشِعَ ،کفَرِحَ جَشَعاً ، فهو جَشِعٌ ،مِنْ قَوْمٍ جَشِعِینَ ، قالَ الشَّنْفَرَی:

و إِنْ مُدَّتِ الأَیْدِی إِلَی الزّادِ لَمْ أَکُنْ

بأَعْجَلِهِمْ ،إِذْ أَجْشَعُ القَوْمِ أَعْجَلُ (4)

و قالَ سُوَیْدُ بنُ [أَبِی]کاهِلٍ (5)الیَشْکُرِیّ -یَصِفُ الثَّوْرَ و الکِلابَ -:

فَرَآهُنَّ و لَمَّا یَسْتَبِنْ

و کِلابُ الصَّیْدِ فِیهِنَّ جَشَعْ

وَ مُجَاشِعُ بنُ دَارِمِ بنِ مالِکِ بنِ حَنْظَلَهَ بنِ مَالِکِ بنِ عَمْرٍو، بالضَّمِّ :أَبُو قَبِیلَهٍ مِنْ تَمِیمِ ، مَشْهُورٌ.قالَ جَرِیرٌ یَهْجُو الفَرَزْدَقَ :

وُضِعَ الخَرِبرُ فَقِیلَ :أَیْنَ مُجَاشعٌ ؟

فَشَحَا جَحَافِلَهُ جُرَافٌ هِبْلَعُ

و قالَ الفَرَزْدَقُ :

فیَا عَجَبِی،حَتَّی کُلَیْبٌ تَسُبُّنِی

کأَنَّ أَباهَا نَهْشَلٌ أَوْ مُجَاشِعُ

و مُجَاشِعُ بنُ مَسْعُودُ بنِ ثَعْلَبَهَ السُّلَمِیّ :صَحَابِیٌّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،نَزَلَ البَصْرَهَ هو و أَخُوهُ مُجَالِدٌ،و قُتِلَ یَوْمَ الجَمَلِ مع عائِشَهَ ،رَضِیَ اللّه عَنْهَا،رَوَی عنه جَماعَهٌ ،و کانَ بحَاضِرِ«تَوَّجَ »أَمِیراً،زَمَنَ عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عَنْه.

و رُوِیَ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ : تَجَاشَعَا الماءَ، أَی تَضَایَقا عَلَیْهِ ، و کَذلِکَ تَنَاهَبَاه،وَ تَشَاحَجَاه و تَعَاطَشَاهُ .

و التَّجَشُّعُ :التَّحَرُّصُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،قال: جَشِعَ ، بالکَسْرِ،و تَجَشَّعَ مِثْلُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الجَشَعُ ،مُحَرَّکَهً :الجَزَعُ لفِرَاق الإِلْفِ .و الجَشَعُ أَیْضاً:

الفَزَعُ .

و قَوْمٌ جَشَاعَی ،و جُشَعَاءُ ،و جِشَاعٌ بالکَسْرِ.

و رَجُلٌ جَشِعٌ بَشِعٌ :یَجْمَعُ جَزَعاً و حِرْصاً و خُبْثَ نَفْسٍ .

و الجَشِیعُ ،کأَمِیرٍ:المُتَخَلِّقُ بالباطِلِ و مَا لَیْسَ فیه.

و الجَشِعُ ،کَکَتِفٍ :الأَسَدُ.قال أَبو زُبَیْدٍ الطَّائیُّ :

وَرْدَیْنِ قد أَخَذَا أَخْلاقَ شَیخِهما

ففِیهِمَا جُرْأَهُ الظَّلْمَاءِ و الجَشَعُ

جعع

جَعَّ فُلانٌ : أَکَلَ الطِّینَ ، عن أَبِی عَمْرٍو.

ص:66


1- (1) عن اللسان [1]بالأصل«ترید».
2- (2) عن النهایه و [2]اللسان و [3]بالأصل:«الجیم و الراء».
3- (3) دسعت أی دفعت جرتها حتی أخرجتها من جوفها الی فیها و أفاضتها.
4- (4) لامیه العرب البیت رقم 8.
5- (5) بالأصل«کامل»و الزیاده ضروریه.انظر الشعر و الشعراء ص 250.

و قال ابنُ الأعْرَابِیّ : جَعَّ فُلانٌ فُلاناً، إِذا رَمَاهُ بالجَعْوِ، أَی بالطِّینِ . و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:«الْجَعُّ »أُمِیتَ .

و قالَ إسْحَاقُ بنُ الفَرَجِ :سَمِعْتُ أَبَا الرَّبِیعِ البَکْرِیّ یَقُولُ : الجَعْجَعُ مِثَالُ لَعْلَعٍ : ما تَطامَنَ مِنَ الأَرْضِ ، کالجَفْجَفِ ،و ذلِکَ أَنَّ الماءَ یَتَجَفْجَفُ فیه فَیَقُومُ ،أَی یَدُومُ .

قَالَ :و أَرَدْتُهُ أَن یَقُولَ (1)« یَتَجَعْجَعُ »فلَمْ یَقُلْهَا فی الماءِ.

و فی الصّحاحِ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : المَوْضِعُ الضَّیِّقُ الخَشِنُ کالجَعْجَاعِ .

قُلْتُ :و منه قَوْلُ تَأَبَّطَ شَرّاً:

و بمَا أَبْرَکَهَا فی مُنَاخٍ

جَعْجَعٍ یَنْقَبُ فیه الأَظَلُّ

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الجَعْجَاعُ :الأَرْضُ عامَّهً ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ:

و باتُوا بِجَعْجَاعٍ جَدِیبِ المُعَرَّجِ

و هکَذَا فی العُبَابِ أَیْضاً ذا العَجُز الأَخِیر.

قُلْتُ :البَیْتُ للشَّمّاخِ ،و صَوابُ إِنْشَادِهِ :«أَنْخْنَ بَجعْجَاعٍ ».وَ صَدْرُه:

و شُعْثٍ نَشَاوَی مِنْ کَرًی عِنْدَ ضُمَّرٍ

قالَ الجَوْهَرِیّ :و یُقَالُ :هی الأَرْضُ الغَلِیظَهُ .قالَ أَبُو قَیْسِ بنُ الأَسْلَت:

مَنْ یَذُقِ الحَرْبَ یَجِدْ طَعْمَها

مُرًّا،و تَتْرُکْهُ بجَعْجاعِ

قُلْتُ :و یُرْوَی:«و تُبْرِکْهُ »،و یُقَوِّیهِ قَوْلُ تَأَبَّطَ شَرًّا الَّذِی أَنْشَدَنَاهُ قَرِیباً،و یُرْوَی أَیْضاً:«و تَحْبِسْهُ ».و قدْ رُوِیَ أَیْضاً عَنْ أَبِی عَمْرٍو:أَنَّ الجَعْجَاع هی الأَرْضُ الصُّلْبَهُ .و قال ابنُ بَرِّیّ :قال الأصْمَعِیُّ : الجَعْجَاعُ :الأَرْضُ الَّتِی لا أَحَدَ بها، کَذا فَسَّرَهُ فی بَیْتِ ابنِ مُقْبِلٍ :

إِذا الجَوْنَهُ الکَدْرَاءُ نالَتْ مَبِیتَنَا

أَناخَتْ بجَعْجَاعٍ جَنَاحاً و کَلْکَلاَ

و قَال نُهَیْکَهُ الفَزَارِیُّ :

صَبْراً بَغِیضَ بنَ رَیْثٍ ،إِنَّها رَحِمٌ

حُبْتُم بِهَا،فأَنَا خَتْکُمْ بجَعْجاعِ

و قالَ اللَّیْثُ : الجَعْجَاع من الأَرْضِ : مَعْرَکَهُ الحَرْبِ ، و نَصُّ اللَّیْثِ :«مَعْرَکَهُ الأَبْطَالِ ».و یُقَالُ للقَتِیلِ إذا قُتِلَ فی المَعْرَکَهِ :تُرِکَ بِجَعْجَاع ،و به فَسَّرَ ابنُ أَبِی الحَدِیدِ فی شَرْحِ نَهْج البَلاَغَهِ قَوْلَ أَبِی قَیْسِ بنِ الأَسْلَتِ الَّذِی ذُکِرَ.

و فی اللِّسَان: الجَعْجَاع : مُنَاخُ سُوءٍ مِن جَدب (2)أَو غَیْرِهِ لا یِقَرُّ فِیهِ صاحِبُهُ و فی الصّحاحِ : الجَعْجَاع : الفَحْلُ الشَّدِیدُ الرُّغَاءِ.

قُلْتُ :

و منهُ قَوْلُ حُمَیْدِ بن ثَوْرٍ:

یُطِفْنَ بِجَعْجَاعٍ کَأَنَّ جِرَانَهُ

نَجِیبٌ عَلَی جَالٍ مِنَ النَّهْرِ أَجْوَفُ

و الجَعْجَعَهُ :صَوْتُ الرَّحَی نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،قالَ :و مِنْهُ المَثَلُ الَّذِی یَأْتِی ذَکْرُهُ بَعْدُ.

و الجَعْجَعَهُ : نَحْرُ الجَزُورِ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ،و کَأَنَّهُ أَخَذَهُ من جَعْجَع به:إذا أَناخَ به و أَلْزَمَهُ الجَعْجَاعَ ،و لا إِخَالُهُ من قَوْلِ الشَّاعِرِ،و أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

نَحُلُّ الدِّیَارَ وَرَاءَ الدِّیَا

رِ ثُمَّ نُجَعْجِعُ فِیهَا الجُزُرْ

غَیْرَ أَنَّهُ فَسَّرَهُ فقَالَ :أَیْ نَحْبِسُهَا عَلَی مَکْرُوهِهَا.

و الجَعْجَعَهُ : أَصْوَاتُ الجِمَالِ إِذا اجْتَمَعَتْ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قال اللَّیْثُ : الجَعْجَعَهُ : تَحْرِیکُ الإِبِل للإِناخَهِ أَو الحَبْس،أَوْ للنُّهُوضِ ، و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ أَیْضاً،و لکِنَّه اقْتَصَرَ علَی الإِنَاخَهِ و النُّهُوضِ .و أَنْشَدَ اللَّیْثُ لِلأَغْلَبِ :

عَوْدٌ إِذا جُعْجِعَ بَعْدَ الهَبِّ

جَرْجَرَ فی حَنْجَرَهٍ کالحُبِّ

و هَامَهٍ کالمِرْجَلِ المُنْکَبِّ

قال الصّاغَانِیّ :لَیْس الرَّجَزُ لِلأَغْلَبِ ،کما قَالَ اللَّیْثُ ، و إِنَّمَا هُوَ لِدُکَیْنٍ ،و الرِّوَایَهُ :

ص:67


1- (1) بالأصل:«و أردته علی یتجعجع»و مثله فی اللسان،و [1]المثبت عن التهذیب.
2- (2) فی اللسان:«من حَدَب».

و هُوَ إِذا جَرْجَرَ بَعْدَ الهَبِّ .

فإِذاً لا حُجَّهَ لَهُ فی الرَّجَزِ مع ارْتِکابِ تَغْییرِ (1)الرِّوایه:

و یُقَالُ : جَعْجَعَ بِهِم:أَیْ أَناخَ بهم،و أَلْزَمَهُمْ الجَعْجَاعَ .

و جَعْجَع القَوْمُ :أَناخُوا،و مِنْهُمْ مَنْ قَیَّدَ فقالَ : بالجَعْجَاعِ .

و الجَعْجَعَهُ : بُرُوکُ البَعِیرِ، یُقَالُ : جَعْجَعَ البَعِیرُ:بَرَکَ و اسْتَناخ قال رُؤْبَهُ :

نَمْلأُ مِنْ عَرْضِ البِلاَدِ الأَوْسَعا

حَتَّی أَنَخْنا عِزَّهُ فَجَعْجَعا

بِوَسَطِ الأَرْضِ و مَا تَکَعْکَعَا

و الجَعْجَعَهُ : تَبْرِیکُه، یُقَالُ جَعْجَعَهُ و جَعْجَعَ به،إِذا بَرَّکَهُ و أَناخَهُ .

و الجَعْجَعَه : الحَبْسُ ، یُقَالُ : جَعْجَعَ بالمَاشِیَهِ (2)و جَفْجَفَها،إِذا حَبَسَهَا.و به فَسَّرَ الأَصْمَعِیُّ

3- قَوْلَ عُبَیْدِ اللّه بنِ زِیَادٍ-لَعَنَهُ اللّه-فِیمَا کَتَبَهُ إِلَی عُمَرَ بنِ سَعْدٍ عَلَیْهِ مِنَ اللّه ما یَسْتَحِقُّ ،و رَضِیَ اللّه عَنْ أَبِیهِ ،أَنْ « جَعْجعْ بحُسَیْنٍ »رَضِیَ اللّه عَنْهُ . کما فی الصّحاح.و فی العُبَابِ :أَیْ أَنْزِلْهُ بِجَعْجَاعٍ ،و هُوَ المَکَانُ الخَشِنُ الغَلِیظُ ،قالَ :و هذا تَمْثِیلٌ لإِلْجَائهِ إِلَی خَطْبٍ شاقٍ و إِرْهاقِهِ ،و قِیلَ :المُرَادُ إِزْعاجُه، لأَنَّ الجَعْجاعَ مُناخُ سُوءٍ لا یَقَرُّ فیه صَاحِبُه.

و مِنْهُ ، الجَعْجَعَهُ : القُعُودُ علی غَیْرِ طُمَأْنِینَهٍ .

و فِی المَثَلِ : «أَسْمَعُ جَعْجَعَهً و لا أَرَی طِحْناً» ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و لَمْ یُفَسِّرْهُ ،و قَالَ الصّاغَانِیّ : «یُضْرَبُ للْجَبَانِ یُوعِدُ و لا یُوقِعُ ،و لِلبَخِیلِ یَعِدُ و لا یُنْجِزُ» زادَ فی اللِّسَانِ :

و«للَّذِی یُکْثِرُ الکَلامَ و لا یَعْمَلُ » و فی الصّحاحِ و العُبَابِ :

تَجَعْجَعَ البَعِیرُ و غَیْرُهُ ،أَیْ ضَرَبَ بِنَفْسِهِ الأَرْضَ بارِکاً مِنْ وَجِعٍ أَصابَهُ ،أَوْ ضَرْبٍ أَثْخَنَهُ .قالَ أَبو ذُؤَیْبٍ :

فَأَبَدَّهُنَّ حُتُوفَهُنَّ :فَهارِبٌ

بِذَمائِهِ ،أَوْ بارِکٌ مُتَجَعْجِعُ (3)

و فِی شَرْح الدِّیوانِ : المُتَجَعْجِعُ :الّلاحِقُ بالأَرْضِ قَدْ صُرِعَ .و یُرْوَی:

....«فَطالِع بِذَمائه أَوْ ساقِط »...

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

جَعْجَعَ القَوْمُ :نَزَلُوا فی مَوْضِعٍ لا یُرْعَی فیه،و به فَسَّرَ ابْنُ بَرِّیّ قَوْلَ أَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

کَأَنَّ جُلُودَ النُّمْرِ جِیبَتْ عَلَیْهِمُ

إِذَا جَعْجَعُوا بَیْنَ الإِنَاخَهِ و الحَبْسِ

و یُقَالُ : جَعْجَعَ عِنْدَهُ ،إِذَا أَقَامَ عِنْدَهُ و لَمْ یُجَاوِزْه.

و الجَعْجَاعُ :المَحْبِسُ .

و الجَعْجَعَهُ :التَّشْرِیدُ بالقَوْمِ ،و التَّضْیِیق علَی الغَرِیمِ فی المُطَالَبَهِ ،و به فَسَّرَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ قَوْلَ عُبَیْدِ اللّه بنِ زِیَادٍ المُتَقَدِّم ذِکْرُهُ ،لَعَنَه اللّه.و قِیلَ :هو الإِزْعَاجُ و الإِخْرَاجُ ،فهو مع قَوْلِ الأَصْمَعِیّ المُتَقَدِّمِ من الأَضْدادِ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: جَعْجَعْتُ الثَّرِیدَ:سَغْسَغْتُه (4)،هکَذَا نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ .

جفع

جَفَعَه ،کَمَنَعَهُ ، أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال الأَزْهَرِیّ عَن بَعْضِهِم: جَفَعَهُ و جَعَفَه،إِذا صَرَعَه، و هذا مَقْلُوب،کما قالوا:جَذَب وَ جَبَذ،و یُنْشَد قَوْلُ جَرِیر علی هذِهِ اللُّغَهِ :

یَمْشُون قَدْ نَفَخَ الخَزِیرُ بُطُونَهُمْ

زَغَداً،و ضَیْفُ بَنِی عِقَالٍ یُجْفَعُ

بالجِیمِ ،أَیْ یُصْرَعُ من الجُوعِ .و رَوَاهُ بَعْضُهُمْ :

یُخْفَعُ ،بالخَاءِ،و سَیَأْتِی لِلْجَوْهَرِیّ و ما فیه من التَّصْحِیفِ .

و قالَ ابْنُ سِیدَه: جَفَعَ الشَّیْ ءَ جَفْعاً :قَلَبَه،قالَ :و لَوْلا أَنَّ لَهُ مَصْدَراً لَقُلْنَا:إِنَّه مَقْلُوبٌ ،و هذا یُخَالِفُ ما قَالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،فتَأَمَّلْ .

جلع

جَلِعَ فَمُه،کفرِحَ ، جَلَعاً ، فهو أَجْلَعُ و جَلِع ، ککَتِفٍ :لا تَنْضَمُّ شَفَتَاهُ عَلَی أَسْنَانِهِ ، کما فی الصّحاح،زادَ فی اللّسَانِ :عِنْدَ المَنْطِق بالباءِ و المِیم،تَقْلِصُ العُلْیَا فیَکُونُ الکَلامُ بالسُّفْلَی و أَطْرَافِ الثَّنَایَا العُلْیَا،و امْرَأَهٌ جَلْعَاءُ وَ جَلِعَهٌ ، قَالَ الجَوْهَرِیّ :و کانَ الأَخْفَشُ الأَصْغَرُ النَّحْوِیُّ أَجْلَعَ .

أَوْ هو الَّذِی لا یَزَالُ یَبْدُو فَرْجُهُ و یَنْکَشِفُ إذا جَلَسَ .و به فَسَّرَ القُتَیْبِیُّ

17- الحَدِیثَ فی صِفَهِ الزُّبَیْرِ بنِ العَوَّامِ : «کَانَ أَجْلَعَ فَرِجاً».

ص:68


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«تغیر».
2- (2) الأصل و اللسان،و فی التهذیب:«الماشیه».
3- (3) دیوان الهذلیین 9/1 و یروی:«فظالع بذمائه»و یروی:بدمائه بالدال المهمله.و یروی:«أو ساقط »بدل«أو بارک».
4- (4) عن التکمله و بالأصل«سفسفته»بفاءین.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الأَجْلَعُ :المُنْقَلِبُ الشَّفَهِ و الفَرْجِ ، الَّذِی لا یَزَالُ یَنْکَشِفُ فَرْجُه (1).

و الجَلِیعُ ، کَأَمِیرٍ:المَرْأَهُ الَّتِی لا تَسْتُرُ نَفْسَهَا إِذا خَلَتْ مع زَوْجِهَا.

و قال رَجُلٌ لدَلاَّلَهٍ :«دُلِّینِی عَلَی امْرَأَهٍ حُلْوَهٍ مِنْ قَرِیبٍ ، فَخْمَهٍ مِنْ بَعِیدٍ،بِکْرٍ کثَیِّبٍ ،و ثَیِّبٍ کبِکْرٍ،لَمْ تُسْتَفَزّ فتُجَانِنْ ،و لمْ تُنْغَثْ فتُمَاجِنْ ، جَلِیعٍ علی زَوْجِهَا،حَصَانٍ من غَیْرِه،إِنِ اجْتَمَعْنا کُنَّا أَهْلَ دُنْیَا،و إِنْ افْتَرَقْنَا کُنَّا أَهْلَ آخِرَهٍ ».قَوْلُهُ :بِکْرٍ کثَیِّبٍ ،یَعْنِی فی انْبِسَاطِهَا و مُؤاتاتِهَا.

و ثَیِّبٍ کبِکْرٍ،یَعْنِی فی الخَفَرِ و الحَیاءِ.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الجَالِعُ :السَّافِرُ،و قد جَلَعَتْ ،کمَنَعَ ، تَجْلَعُ جُلُوعاً ، و أَنْشَدَ:

و مَرَّتْ عَلَیْنَا أُمُّ سُفْیَانَ جَالِعاً

فَلَمْ تَرَعَیْنِی مِثْلَها جَالِعاً تَمْشِی

کَذَا فی الصّحاح.

و جَلَعَتْ ثَوْبَهَا:خَلَعَتْه، و فی الصّحاح:قال الأَصْمَعِیّ :

« جَلَعَ ثَوْبَهُ و خَلَعَهُ بمَعْنًی»،و أَنْشَدَ:

قُولا لسَحْبَانَ أَرَی نَوَارَا (2)

جَالِعَهً عَنْ رَأْسِهَا الخِمَارَا

و فی اللِّسَانِ : جَلَعَتْ عَنْ رَأْسِهَا قِنَاعَها و خِمَارَها،و هی جَالِعٌ :خَلَعَتْه،قال الرّاجِزُ:

جالِعَهً نَصِیفَها و تَجْتَلِح (3)

و قَالَ ابنُ شُمَیْلٍ : جَلَعَ الغُلامُ غُرْلَتَهُ ، إِذا حَسَرَها عن الحَشَفَهِ ، و کَذلِکَ فَصَعَهَا، جَلْعاً و فَصْعاً.

و جَلِعَتِ المَرْأَهُ ، کفَرِحَ ، جَلَعاً ، فهِیَ جَلِعَهٌ ،کفَرِحَه، و جَالِعَهٌ ، أَیْ قَلِیلَهُ الحَیَاءِ تَتَکَلَّم بالفُحْشِ ،کَمَا فی الصّحاحِ ،کأَنَّهَا کَشَفَتْ قِنَاعَ الحَیَاءِ،کما فی العُبَابِ .

و قِیلَ :إِذا کانَتْ مُتَبَرِّجَهً . و کَذلِکَ الرَّجُلُ ،یُقَالُ : هو جَلِعٌ و جالِعٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و رَجُلٌ جَلْعَمٌ ، کجَعْفَر:قَلِیلُ الحَیَاءِ و المِیمُ زَائِدَهٌ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،وَ تَقَدَّمَ قَرِیباً مَعَ نَظَائِرِه فی«جدع».

و قالَ خَلِیفَهُ الحُضَیْنِیُّ : الجَلَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :مَضْحَکُ الإِنْسان (4)و کَذلِکَ الجَلَفَهُ ،کَذا فی العُبَابِ .و فی اللِّسَانِ :

مَضْحَکُ الأَسْنَانِ .

و الجَلَعْلَعُ ،کسَفْرجَلٍ ضَبَطَهُ اللَّیْثُ هکَذَا، و قَد یضَمُّ أَوَّلُهُ فَقَطْ عن کُراع،و أَنْکَرَهُ شَمِرٌ،و قالَ :لَیْسَ فی الکَلامِ فُعَلْعَل، و قَدْ تُضَمُّ الَّلامُ أَیْضاً، عَن ابْنِ دُرَیْدٍ،و فی اللّسَانِ :

الشَّدِیدُ النَّفْسِ .قالَ اللَّیْثُ بالضَّبْطِ الأَوَّلِ :هو من الإِبِلِ :

الحَدِیدُ النَّفْسِ .و قالَ ابنُ عَبَّادٍ بهذا الضَّبْطِ :هو القُنْفُذُ، و قالَ کُراع و شَمِرٌ:هو الجُعَلُ ،و قیلَ : الخُنْفُسَاءُ، کالجَلَعْلَعَهِ ، بالفَتْح و تُضَمُّ .أَوْ الجُلَعْلَعَه بضَمّ الجِیمِ :

خُنْفُسَاءُ نِصْفُهَا طِینٌ و نِصْفُهَا حَیَوانٌ ، قاله ابنُ بَرِّیّ .و یُرْوَی عن الأَصْمَعِیّ أَنَّهُ قالَ :کانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ یَأْکُلُ الطِّینَ ، فامْتَخَطَ ،فخَرَجَتْ مِنْ أَنْفِهِ جُلَعْلَعَهٌ نِصْفُها طِینٌ و نِصْفُهَا خُنْفَسَاءُ،قد خُلِقَتْ فی أَنْفِهِ .قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ: و یُقَالُ :

جَلَعْلَعَهٌ مِنْ أَسماءِ الضَّبُع، و سَیَأْتِی فی الخَاءِ المُعْجَمَه مِثْلُ ذلِکَ .

و انْجَلَعَ الشَّیْ ءُ: انْکَشَفَ ، قالَ الحَکَمُ بنُ مُعَیَّهَ :

و نَسَعَتْ أَسْنَانُ عَوْدٍ فانْجَلَعْ

عُمُورُهَا عَنْ نَاصِلاتٍ لَمْ تَدَعْ

و قالَ اللَّیْثُ : المُجَالَعَهُ :التَّنَازُعُ فی قِمَارٍ أَوْ شَرَابٍ ،أَوْ قِسْمَهٍ ، و أَنْشَدَ:

أَیْدِی مُجَالِعَهٍ تَکُفُّ و تَنْهَدُ (5)

قالَ الأَزْهَرِیُّ :و یُرْوَی:«مُخَالِعَه»بالخَاءِ،و هُمُ المُقَامِرُون،و أَنْشَدَ أَیْضاً:

ص:69


1- (1) اللسان:الذی لا یزال یبدو فرجه و ینکشف إذا جلس.
2- (2) فی اللسان: [1] یا قوم إنی قد أری نوارا.
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه:«و تجتلع»و المثبت یوافق التهذیب و اللسان. [2]
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«الأسنان»و مثلها فی اللسان. أما الأصل فکالتهذیب و التکمله.
5- (5) نسبه ابن قتیبه فی المیسر و القداح ص 62 إلی طرفه،و صدره: فی تیه مهمهه کأن صویها و البیت لیس فی دیوانه.

و لا فَاحِشٌ عِنْدَ الشَّرَابِ مُجَالِعٌ (1)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

جَلَعَتِ المَرْأَهُ کمَنَعَ ،فهی جَالِعٌ ،لُغَهٌ فی جَلِعَتْ ، بالکَسْرِ،و کَذلِکَ جالعت ،فهی مجالعٌ ،کلُّ ذلک إِذا تَرَکَتِ الحَیاءَ و تَبَرَّجَتْ .

و الجَلاَعَهُ :الاسْمُ مِن الجَلِیعِ .

و جَلِعَت المَرْأَهُ :کَشَرَتْ عَنْ أَسْنَانِهَا (2).

و التَّجالُعُ و المُجَالَعَهُ :المُجَاوَبَهُ بالفُحْشِ .

و الجَلَعُ ،مُحَرَّکَهً :انْقِلابُ غِطَاءِ الشَّفَهِ إِلَی الشّارِبِ .

و شَفَهٌ جَلْعَاءُ .و جَلِعَت اللِّثَهُ جَلَعاً ،و هی جَلْعَاءُ ،إذا انْقَلَبَتِ الشَّفَهُ عنْهَا حَتَّی تَبْدُوَ.

و الجَلَیْلَع ،کسَمَیْدَع: الأَجْلَعُ .

و جَلَعُ القُلْقَهِ :صَیْرُورَتُها خَلْفَ الحُوقِ .

و غُلامٌ أَجْلَعُ ،و قَدْ جَلِعَ ،إِذا انْقَلَبَتْ قُلْفَتُه عَنْ کَمَرَتِهِ ، قالَهُ اللَّیْثُ .

و الجَلَعْلَعُ ،کسَفَرْجَلٍ :القَلِیلُ الحَیَاءِ،عَن اللَّیْثِ أَیْضاً.

و قَالَ ابنُ بَرِّیّ ، الجَلَعْلَعُ :الضَّبُّ ،کما فی اللِّسَان.

جلفع

الجَلَنْفَعُ ،کسَمَنْدَلٍ :الفَدْمُ الوَغْبُ مِن الرِجَالِ ،عن ابن عَبّاد.

و الجَلَنْفَعَهُ ، بِهَاءٍ:النّاقَهُ الجَسِیمَهُ الوَاسِعَهُ الجَوْفِ التامَّهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عَن أَبِی زَیْدٍ،و أَنْشَدَ:

جَلَنْفَعَهٌ تَشُقُّ عَلَی المَطَایَا

إِذَا ما اخْتَبَّ رَقْرَاقُ السَّرَابِ

أَوْ هی الَّتِی قد أَسَنَّتْ و فِیهَا بَقِیَّهٌ ، قالَهُ شَمِرٌ،و أَنْشَدَ:

أَیْنَ الشِّظاظانِ و أَیْنَ المِرْبَعَهْ

و أَیْنَ وَسْقٌ النّاقَهِ الجَلَنْفَعَهْ

و یروَی:«المُطَبَّعَهْ ». أَو النَّاقَهُ الجَلَنْفَعَهُ هی الَّتِی قد خَزَمَتْها الخَزَائِمُ (3)المُتَفَرِّقَه.

و خَطَبَ رَجُلٌ امْرَأَهً إِلَی نَفْسِها،و کَانَتْ امْرَأَهً بَرْزَهً قد انْکَشَفَ وَجْهُهَا،و رَاسَلَتْ فقَالَتْ :إنْ سَأَلْتَ عَنِّی بَنِی فُلانٍ أُنْبِئْتَ عَنِّی بِما یَسُرُّک،و بَنُو فُلانٍ یُنْبِئُونکَ بِما یَزِیدُکَ فِیَّ رَغْبَهً ،و عِنْدَ بَنِی فُلان مِنِّی خُبْرٌ.فقالَ :و مَا عِلْمُ هؤلاءِ بِک ؟قالَتْ :فی کُلٍّ قَدْ نَکحْتُ .قالَ :یا ابْنَهَ أُمِّ ،أَراکِ جَلَنْفَعَهً قَدْ خَرَّمَنهَا الخَزَائمُ .قالَتْ :کَلاّ،و لکِنِّی جَوَّالَهٌ بالرَّجُلِ عَنْتَرِیسٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

و الجَلَنْفَعُ :المُسِنُّ ،و أَکْثَرُ ما تُوصَفُ به الإِناثُ .

و الجَلَنْفَعُ مِن الإِبِلِ :الغَلِیظُ التَّامُّ الشَّدِیدُ،و هی بهاءٍ.

و قد قِیلَ :نَاقَهٌ جَلَنْفَعٌ بغَیْرِ هاءٍ.و قد اجْلَنْفَعَ ،أَیْ غَلُظَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و الجَلَنْفَعُ :الضَّخْمُ الوَاسِعُ .قَالَ :

عِیدِیَّه:أَمَّا القَرَا فمُضَبَّرٌ

مِنْهَا،و أَمَّا دَفُّهَا فجَلَنْفَعُ

و لِثَه جَلَنْفَعَهٌ :کثیرَهُ اللَّحْم.و قیل:إِنما هو عَلَی التَّشْبِیه.

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

جلقع

الجَلَنْقَع ،کسَمَنْدلٍ -بالقَافِ -:أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .و قال کُرَاع:هی لُغَهٌ فی الجَلَنْفَعِ ،بالفَاءِ فی مَعَانِیهِ .قَالَ ابنُ سِیدَه:و لَسْتُ مِنْهُ علی ثِقَهٍ .

جمع

الجَمْعُ ،کالمَنْعِ :تَأْلِیفُ المُتَفَرِّقِ . و فِی المُفْرَدَاتِ للرّاغِب-و تَبِعَهُ المُصَنِّفُ فی البَصَائِر-: الجَمْعُ :

ضَمُّ الشَّیْ ءِ بتَقْرِیبِ بَعْضِه مِن بَعْضٍ .یُقَالُ : جَمَعْتُه فاجْتَمَعَ .

و الجَمْعُ أَیْضاً: الدَّقَلُ : یُقَالُ :ما أَکْثَرَ الجَمْعَ فِی أَرْضِ بَنِی فُلانٍ ، أَوْ هو صِنْفٌ من التَّمْرِ مُخْتَلِطٌ مِنْ أَنْوَاع مُتَفَرِّقَه، و لَیْسَ مَرْغُوباً فیه،و ما یُخْلَطُ إِلاّ لِرَدَاءَتِهِ .و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ (4):

«بِع الجَمْعَ بالدَّراهِمِ ،و ابْتَعْ بالدَّراهِمِ جَنِیباً». أَو هو

ص:70


1- (1) الصحاح [1]بدون نسبه،و الضبط عنه.
2- (2) فی اللسان: [2]عن أنیابها.
3- (3) فی القاموس:«الخوازم»و علی هامشه عن نسخه أخری:«الخزائم» کالأصل و اللسان. [3]
4- (4) فی النهایه:«و [4]فی حدیث الربا»و الحدیث بتمامه فی اللسان. [5]

النَّخْلُ خَرَجَ مِن النَّوَی لا یُعْرَفُ اسْمُه. و قالَ الأَصْمَعِیُّ :

کُلُّ لَوْنٍ مِن النَّخْلِ لا یُعْرَفُ اسْمُهُ فهو جَمْعٌ .

و قال ابنُ دریدٍ:یوم الجمع یوم القیامه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الجَمْعُ : الصَّمْغُ الأَحْمَرُ.و الجَمْعُ :

جَماعَهُ النّاسِ ،ج: جُمُوعٌ ، کبَرْقٍ و بُرُوقٍ ، کالجَمِیع ، کَما فی العُبَابِ .و فی الصّحاحِ : الجَمْعُ قد یَکُونُ مَصْدَراً،و قَدْ یَکُونُ اسْماً لِجَمَاعَهِ النّاسِ ،و یُجْمَعُ عَلَی جُمُوع ،زادَ فی اللِّسَانِ :و الجَمَاعَهُ ،و الجَمِیعُ ،و المَجْمَعُ ،و المَجْمَعَهُ ، کالجَمْعِ ،و قد اسْتَعْمَلُوا ذلِکَ فی غَیْرِ النّاسِ حَتَّی قالُوا:

جَمَاعَهُ الشَّجَرِ،و جَمَاعَهُ النَّبَاتِ .

و الجَمْعُ : لَبَنُ کُلِّ مَصْرُورَه،و الفُوَاقُ :لَبَنُ کُلِّ بَاهِلَهٍ ، وَ سَیَأْتِی فی مَوْضِعِهِ ،و إِنّمَا ذُکِرَ هُنَا اسْتِطْرَاداً، کالجَمِیع .

و جَمْع بِلا لامٍ :المُزْدَلِفَهُ ، مَعْرِفَهٌ ،کعَرَفَاتٍ ،لاجْتِمَاعِ النّاسِ بها،و فی الصّحاح:فیها.و قَالَ غَیْرُه:لِأَنَّ آدَمَ و حَوَّاءَ لمّا أُهْبِطا اجْتَمَعا بها.قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ :

فَبَاتَ بِجَمْع ،ثُمَّ تَمَّ إِلَی مِنًی

فَأَصْبَحَ رَاداً یَبْتَغِی المَزْجَ بِالسَّحْلِ (1)

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: یَوْمُ جَمْع :یَوْمُ عَرَفَهَ ،و أَیَّامُ جَمْعٍ :

أَیَّام مِنًی.

و المَجْمُوعُ :ما جُمِعَ مِنْ ها هُنَا و ها هُنَا،و إِنْ لَمْ یُجْعَلْ کالشَّیْ ءِ الوَاحِدِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَان.

و الجَمِیعُ :ضِدُّ المُتَفَرِّقِ ، قالَ قَیْسُ بنُ ذَرِیحٍ :

فَقَدْتُکِ مِنْ نَفْسٍ شَعَاع،فإِنَّنِی

نَهَیْتُکِ عَنْ هذَا،و أَنْتِ جَمِیعُ (2)

و الجَمِیعُ : الجَیْشُ . قالَ لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

فی جَمِیع حَافِظِی عَوْرَاتهِمْ

لا یَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ

و الجمیعُ الحَیُّ المُجتَمعُ . قَالَ لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه عَنْهُ یَصِفُ الدِّیارَ:

عَرِیَتْ ،و کان بِهَا الجَمِیعُ فَأَبْکَرُوا

مِنْهَا،فَغُودِرَ نُؤْیُها و ثُمَامُهَا

و جَمِیعٌ : عَلَمٌ ، کجَامِع ، و هُمَا کَثِیرَانِ فی الأَعْلام.

و فی الصّحاح و العُبَاب: أَتانٌ جَامِعٌ : إِذا حَمَلَتْ أَوَّلَ ما تَحْمِلُ .

و قالَ ابْنُ شُمَیْلٍ : جَمَلٌ جَامِعٌ ،و نَاقَهٌ جَامِعَهٌ ، إِذا أَخْلَفا بُزُولاً قال: و لا یُقَالُ هذا إِلاّ بَعْدَ أَرْبَعِ سِنِینَ . هکَذَا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُهُ عَلَی ما فِی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ :«و لا یُقَالُ هذا بَعْدَ أَرْبَعِ سِنِینَ »،مِنْ غَیْرِ حَرْفِ الاسْتِثْناءِ.

و دَابَّهٌ جامِعٌ : إِذا کانَتْ تَصْلُحُ للإِکافِ و السَّرْجِ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و قِدْرٌ جامِعٌ ،و جَامِعَهٌ ،و جِمَاعٌ ،ککِتَابٍ ،أَیْ عَظِیمَه، ذَکَرَ الصّاغَانِیُّ الأُولَی و الثّانِیَهَ .و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ علی الثّانِیَهِ ،و نَسَبَ صاحِبُ اللِّسَانِ الأَخِیرَهَ إِلی الکِسَائِیّ .قالَ الکِسَائیّ :أَکبرُ البِرَامِ الجِمَاعُ ،ثُمَّ الَّتِی تَلِیهَا المِئْکَله (3).

و قِیلَ :قِدْرٌ جِمَاعٌ و جَامِعَهٌ :هی الَّتِی تَجْمَعُ الجَزُورَ،و فی الأَسَاسِ :الشَّاهَ ، ج: جُمْعٌ ،بالضَّمِّ .

و الجَامِعَهُ :الغُلُّ لأَنَّهَا تَجْمَعُ الیَدَیْنِ إِلَی العُنُق،کَمَا فی الصّحاح،و الجَمْعُ : الجَوَامِع ،قال:

و لَو کُبِّلَتْ فی سَاعِدَیَّ الجَوَامِعُ (4)

و مَسْجِدُ الجَامِعِ ،و المَسْجِدُ الجَامِعُ : الَّذِی یَجْمَعُ أَهْلَهُ ،نَعْتٌ له،لأَنَّهُ عَلاَمَهٌ للاجْتِمَاعِ ، لُغَتَانِ ،أَیْ مَسْجِدُ الیَوْمِ الجامِعِ ، کقَوْلِکَ حَقُّ الیَقِینِ ،و الحَقُّ الیَقِینُ ،بِمَعْنَی حَقّ الشَّیْ ءِ الیَقِین،لِأَنَّ إِضَافَهَ الشَّیْ ءِ إِلَی نَفْسِهِ لا تَجُوزُ إِلاَّ عَلَی هذَا التَّقْدِیر. أَو هذِهِ ، أَی اللُّغَهُ الأُولَی خَطَأٌ، نَقَلَ ذلِکَ الأَزْهَرِیُّ عَنِ اللَّیْث،ثُمَّ قالَ الأَزْهَرِیّ :أَجازُوا (5)جَمِیعاً ما أَنْکَرَهُ اللَّیْثُ ،و العَرَبُ تُضِیفُ الشَّیْ ءَ إِلَی نَفْسِهِ

ص:71


1- (1) و یروی:«ثم آب إلی منیً ».
2- (2) اللسان و نسبه هنا إلی قیس بن معاذ و هو مجنون بنی عامر،و نسبه فی ماده شمع إلی قیس بن ذریح.
3- (3) عن التهذیب و اللسان و [1]بالأصل«المیکله».
4- (4) البیت للنابغه الذیبانی،و هو فی دیوانه صنعه ابن السکیت ص 49 و صدره: و ذلک أمرٌ لم أکن لأقوله و هو من قصیده یعتذر بها إلی النعمان بن المنذر مطلعها: عفا حُسمٌ من فرتنا فالفوارعُ فجنبا أریکٍ فالتلاعُ الدوافعُ .
5- (5) أی النحویون،کما فی التهذیب.

و إِلَی نَعْتِهِ إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ ،کَما قَالَ تَعَالَی: وَ ذلِکَ دِینُ الْقَیِّمَهِ (1)،و مَعْنَی الدَّین المِلَّه،کأَنَّهُ قالَ :و ذلِکَ دِینُ المِلَّهِ القَیِّمهِ .و کَمَا قَالَ تَعالَی: وَعْدَ الصِّدْقِ (2)و وَعْدَ الْحَقِّ (3).قالَ :و مَا عَلِمْتُ أَحَداً مِنَ النَّحْوِیِینَ أَبَی إِجَازَتَهُ غَیْرَ اللَّیْثِ .قالَ :و إِنَّمَا هُوَ الوَعْدُ الصِّدقُ و المَسْجِدُ الجامِعُ .

وَ جَامِعُ الجَارِ:فُرْضَهٌ لِأَهْلِ المَدِینَهِ ، علی ساکِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ،کَمَا أَنَّ جُدَّهَ فُرْضَهُ لأَهْلِ مَکَّهَ حَرَسَهَا اللّه تَعَالی.

و الجَامِعُ :ه،بالغُوطَهِ ، بالمَرْجِ .

و الجَامِعَانِ (4)،بِکَسْرِ النُّونِ : الحِلَّهُ المَزیدِیَّهُ الَّتِی عَلَی الفُرَاتِ بَیْن بَغْدَادَ و بین الکُوفَهِ .

و من المَجَازِ: جَمَعَت الجارِیَه الثِّیَابَ : لَبِثسَتِ الدِّرْعَ و المِلْحَفَهَ و الخِمَارَ.یُقَالُ ذلِکَ لها إِذا شَبِّتْ یُکنَی به عَنْ سِنِّ الاسْتِوَاءِ.

و جُمَّاعُ النّاسِ ،کرُمّان:أَخْلاطُهُمِ ، و هم الاشَابَهُ من قَبائلَ شَتَّی ،قال قَیْسُ بنُ الأَسْلَتِ السُّلَمَیّ یَصِفُ الحَرْب:

حَتَّی انْتَهَیْنَا وَ لَنَا غَایَهٌ

مِنْ بَیْنِ جَمْعِ غَیْرِ جُمَّاعِ

و الجُمَّاعُ مِنْ کُلِّ شَیءِ: مُجْتَمَعُ أَصْلِهِ ،

17- قالَ ابنُ عَبَّاس رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا فی تَفْسِیرِ قَوْلِهِ تَعَالَی: وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ (5)قالَ : الشُّعُوبُ : الجُمَّاع ،و القَبَائِلُ :الأَفْخَاذُ.

أَرادَ بالجُمّاع مُجْتَمَعَ أَصْلِ کُلِّ شَیْ ء،أَرادَ مَنْشَأَ النَّسَبِ ، و أَصْلَ المَوْلِدِ.و قِیلَ :أَرادَ بِهِ الفِرَقَ المُخْتَلِفَهَ مِن النّاس، کالأَوْزاعِ و الأَوْشَابِ .و منه

16- الحَدِیثُ : «کانَ فی جَبَلِ تِهَامَهَ جُمَّاعٌ غَصَبُوا المَارَّهَ ». أَیْ جَماعَاتٌ من قَبائلَ شَتَّی مُتَفَرَّقَه.

و کُلُّ ما تَجَمَّعَ و انْضَمَّ بَعْضُه إِلَی بَعْضٍ جُمَّاعٌ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ و أَنْشَد:

و نَهْبٍ کَجُمَّاعِ الثُّرَیّا حَوَیْتُهُ

هکَذَا هُوَ فی العُبَابِ ،و شَطْرُه الثّانی:

غِشَاشاً بمُجْتابِ الصَّفَاقَیْنِ خَیْفَقِ (6)

و قد أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و فَسَّرَهُ بالَّذِینَ یَجْتَمِعُونَ عَلَی مَطَرِ الثُّرَیَّا،و هو مَطَرُ الوَسْمِیّ ،یَنْتَظِرُون خِصبَه و کَلأَهُ ،و قال ذُو الرُّمَّه:

وَ رَأْسٍ کجُمَّاعِ الصُّرَیّا و مِشْفَرٍ

کسِبْتِ الیَمَانِیَ قِدُّه لَمْ یُجَرَّدِ

و المَجْمع ،کمَقْعَدٍ و مَنْزِلِ :مَوْضِعُ الجَمْعِ ، الأَخِیرُ نادِرُ کالمَشْرِقِ و المَغْرِب،أَعْنِی أَنَّهُ شَذَّ فی بابِ فَعَلَ یَفْعَل،کما شَذَّ المَشْرِقُ و المَغْرِبُ و نَحْوُهما من الشاذَّ فی بابِ فَعَل یَفْعُلُ .و ذَکَرَ الصّاغَانِیّ فی نَظَائره أَیْضاً:المَشْرِبُ ، و المَسْکَنُ ،و المَنْسَکُ و مِنْسِجُ الثَّوْبِ ،و مَغْسِلُ المَوْتَی، و المَحْشِرُ.فإِنَّ کُلاَّ مِنْ ذلِکَ جَاءَ بالوَجْهَیْنِ ،و الفَتْحُ هو القِیَاسُ .و قَرَأَ عَبْدُ اللّه بنُ مُسْلِمٍ : حَتَّی أَبْلُغَ مَجْمِعَ البَحْرَیْن (7)بالکَسْر.و

16- فی الحَدِیثِ : «فضَرَبَ بیَدِهِ مَجْمَعَ بَیْنَ عُنُقِی و کَتِفِی». أَیْ حَیْثُ یَجْتَمِعَانِ ،و کَذلِکَ مَجْمَع البَحْرَیْنِ ،و قالَ الحادِرَهُ :

أَسُمَیَّ ،وَیْحَکِ ،هَلْ سَمِعْتِ بِغَدْرَهٍ

رُفِعَ اللَّوَاءُ لَنَا بِهَا فی مَجْمَعِ

و قالَ أَبو عَمْرٍو: المَجْمَعَهُ کَمَقْعَدَهٍ :الأَرْضُ القَفْرُ و أَیْضاً ما اجْتَمَعَ من الرَّمَالِ ، جَمْعُه المَجَامِعُ ،و أَنْشَدَ:

بَاتَ إِلَی نَیْسَبِ خَلَّ خَادِعِ

وَعْثِ النَّهَاضِ قَاطِعِ المَجَامِعِ

بالأَمَّ أَحیاناً و بالمُشَایِعِ (8)

و المَجْمَعَهُ : ع،بِبِلادِ هُذَیْلٍ ،و لَهُ یَوْمٌ مَعْرُوف.

و جُمْعُ الکَفِّ ،بالضَّمَّ ،و هو حِینَ تَقْبِضُها، یُقَالُ :ضَرَبْتُه بجُمْعِ کَفَّی،و جاءَ فُلانٌ بِقُبْضَهٍ مِلءِ جُمْعِهِ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ لِلشّاعِرِ،و هو نُصَیْحُ بنُ مَنْظُورٍ الأَسَدِیّ (9):

ص:72


1- (1) سوره البینه الآیه 5. [1]
2- (2) سوره الأحقاف الآیه 16. [2]
3- (3) سوره ابراهیم الآیه 22. [3]
4- (4) قیدها یاقوت:الجامعین،قال:کذا یقولونه بلفظ المجرور المثنی.
5- (5) سوره الحجرات الآیه 13. [4]
6- (6) البیت بتمامه فی اللسان و [5]الأساس و نسبه لذی الرمه و عجزه فیه: بأمرد محتوت الصفاقین خیفق.
7- (7) سوره الکهف الآیه 60. [6]
8- (8) المشایع:الدلیل الذی ینادی إلی الطریق یدعو الیه.
9- (9) فی اللسان: [7]منظور بن صبح الأسدی.

و مَا فَعَلَتْ بِی ذاکَ حَتَّی تَرَکْتُهَا

تُقَلَّب رَأْساً مِثْلَ جُمْعِی عَارِیَا

و

16- فی الحَدِیثِ : «رَأَیْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّهِ کَأَنَّه جُمْعٌ ». یُرِیدُ مثل جُمْعِ الکَفَّ ،و هو أَنْ تَجْمَعَ الأَصَابِعَ و تَضُمَّهَا،و تَقُولُ :

أَخَذْتُ فُلاناً بجُمْعِ ثِیَابِهِ ،و بِجُمْعِ أَرْادَفِهِ .

ج: أَجْمَاعٌ یُقَالُ :ضَرَبُوه بِأَجْمَاعِهِم ،إِذا ضَرَبُوا بِأَیْدِیهِم.و قَالَ طَرَفَهُ بنُ العَبْد:

بَطِیءٍ عَنِ الجُلَّی،سَرِیعٍ إِلی الخَنَا

ذَلُولٍ بِأَجْماعِ الرَّجَالِ مُلَهَّدِ

و یُقَالُ : أَمْرُهُمْ بجُمْعٍ ،أَیْ مَکْتُومٌ مَسْتُورٌ، لَمْ یُفْشُوه، و لَمْ یَعْلَمْ به أَحَدٌ.نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قِیلَ :أَیْ مُجْتَمِعٌ فلا یُفَرَّقُونَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَال: هی من زَوْجِهَا بِجُمعٍ ،أَیْ عَذْرَاءُ لَمْ تُقْتَضَّ (1)،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .قَالَتْ دَهْنَاءُ بِنْتُ مِسْحَلٍ -امْرَأَهُ العَجّاج-للعَامِلِ :«أَصْلَحَ اللّه الأَمَیرَ،إِنِّی مِنْهُ بِجُمْعٍ -أیْ عَذْرَاءُ-لَمْ یَقْتَضَّنی».نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و إِذا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرأَتَهُ و هی عَذْرَاءُ لَمْ یَدْخُلْ بِهَا قِیلَ :«طُلّقَتْ بِجُمْعٍ »،أی طُلَّقَت،و هی عَذْراءُ.

و ذَهَبَ الشهر بِجُمْعٍ ،أَی ذَهَبَ کُلُّهُ ،و یُکْسَر فِیهنَّ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِی ما عَدَا جُمْعَ الکَفَّ ،عَلَی أَنَّهُ وُجِدَ فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ .و جُمْعُ الکَفَّ ،بالضَّمّ و الکَسْرِ، لُغَتَان،هکَذَا رَأَیْتُه فِی هامِشِ نُسْخَتِی.

و ماتَت المَرْأَهُ بجُمْعٍ ،مُثَلَّثَهً ، نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ الضَّمَّ و الکَسْرَ،و کَذا الصّاغَانِیّ .و فی اللِّسَان:الکَسْرُ عن الکِسَائیّ ،أَی عَذْرَاءَ، أَیْ أَنْ تَمُوتَ و لَمْ یَمَسَّهَا رَجُلٌ ، و

16- رُوِیَ ذلِکَ فی الحَدِیث: «أَیُّمَا أَمَرأَهٍ ماتَتْ بجُمْعٍ لَمْ تُطْمَثْ دَخَلَتِ الجَنَّهَ ». هذَا یُریدُ به البِکْرَ أَوْ حَامِلاً أَیْ أَنْ تَمُوتَ و فی بَطْنِهَا وَلَدٌ،کَما نَقَلَهُ الجَوهَرِیّ .

و قالَ أَبُو زَیْدٍ:ماتَتِ النَّسَاءُ بأَجْماعٍ ،و الوَاحِدَهُ بجُمْعٍ ، و ذلِکَ إِذا ماتَتْ و وَلَدُها فی بَطْنِهَا،ماخِضاً کانَتْ أَوْ غَیْرَ مَاخِضٍ . و (2)قال غَیْرُهُ :ماتَتِ المَرْأَهُ بجُمْعٍ و جِمْعٍ ،أَیْ مُثْقَلَه. و به فُسَّرَ

16- حَدِیثُ الشُّهَدَاءِ: «و مِنْهُمْ أَنْ تَمُوتَ المَرْأَهُ بجُمْعٍ ». قالَ الراغِبُ :لِتَصَوُّرِ اجْتِمَاعِهِمَا .قال الصّاغَانِیّ :

و حَقِیقَهُ الجُمْعِ و الجِمْعِ أَنَّهُمَا بمَعْنَی المفعولِ کالذُّخَرِ و الذَّبْحِ و المعنی أَنَّهَا ماتَتْ مع شَیْ ءِ مَجْمُوع فیها،غَیْرَ مُنْفَصِلٍ عَنْهَا،مِن حَمْلٍ أَو بَکَارَهٍ .و قالَ اللَّیْثُ :و مِنْهُ

14- حَدِیثُ أَبِی مُوسَی الأَشْعَرِیّ ،رَضِیَ اللّه عَنْه: حِینَ وَجَّههُ رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و آله فی سَرِیَّهٍ فقال:«إِنَّ امْرَأَتِی بجُمْعِ »قالَ :

«فاخْتَرْ لَهَا مَنْ شِئتَ مِنْ نِسَائِی تَکُونُ عِنَدَهَا»،فَاخْتَارَ عَائِشَهَ أُمَّ المُؤْمِنیِنَ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهَا،فَوَلَدَتْ عائشَهَ بِنْتَ أَبِی مُوسَی فِی بَیْتِهَا،فسَمَّتْها باسْمِهَا،فَتَزَوَّجَهَا السائبُ ابنُ مالِکٍ الأَشْعَرِیّ .

و یُقَالُ : جُمْعَهٌ مِنْ تَمْرٍ،بالضَّمَّ ، أَی قُبْضَهٌ منه.

و الجُمْعَهُ أَیْضاً: المَجْمُوعَهُ و مِنْهُ

17- حَدِیثُ عُمَرَ، رَضِیَ اللّه عَنْهُ : «أَنَّهُ صَلَّی المَغْرِبَ فلَمَّا انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعَهً مِنْ حَصَی المَسْجِدِ،و أَلْقَی عَلَیْهَا رِدَاءَهُ و اسْتَلْقَی». أَی سَوَّاهَا بیَدِهِ و بَسَطَهَا.

و یَوْمُ الجُمْعَهِ ، بالضَّمّ ،لُغَهُ بَنِی عُقَیْلٍ ، و بِضَمَّتَیْنِ ، و هی الفُصْحَی، و الجُمَعَه کهُمَزَهٍ لُغَهُ بَنِی تَمِیم،و هِی قِرَاءَهُ ابْنِ الزُّبَیْرِ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا و الأَعْمَشِ ،و سَعِیدِ بنِ جُبَیْرٍ،و ابْنُ عَوْفٍ ،و ابْنِ أَبِی عَبْلَهُ ،و أَبیِ البَرَهْسَمِ ،و أَبِی حَیْوَهَ .و فی اللّسَانِ :قَوْلُه تَعالَی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا نُودِیَ لِلصَّلاهِ مِنْ یَوْمِ اَلْجُمُعَهِ (3)خَفَّفَها الأَعْمَشُ ،و ثَقَّلَهَا عاصمٌ و أَهْلُ الحِجَاز،و الأَصل فیها التَّخْفِیفُ .فَمَنْ ثَقَّلَ أَتْبَعَ الضَّمَّهَ ،و مَنْ خَفَّفَ فعَلَی الْأَصْلِ ،و القُرَّاءُ قَرَأُوهَا بالتَّثْقِیل.و الَّذِینَ قالُوا: الجُمَعَهَ ذَهَبُوا بها إِلَی صِفَهِ الیَوْمِ .أَنَّهُ یَجْمَعُ النّاسَ کَثِیراً کَمَا یُقَالُ :رَجُلٌ هُمَزَهٌ لُمَزَهٌ ضُحَکهٌ : م أَیْ مَعْرُوفٌ ،سُمَّیَ لأَنّهَا تَجْمَعُ النّاسَ ،ثُمّ أَضِیفَ إِلَیْهَا الیَوْمُ کدَارِ الآخِرَهِ .و زَعَمَ ثَعْلَبُ أَنّ أَوَّلَ مَنْ سَمَّاهُ به کَعْبُ بنُ لُؤَیّ ،و کانَ یُقَال لَهَا:العَرُوبَهَ .و ذَکَر السُّهَیْلِیّ فی الرَّوْضِ :أَنَّ کَعْبَ بنَ لُؤَیّ أَوّلُ مَنْ جَمَّع یَوْمَ العَرُوبَهِ ،و لَمْ تُسَمَّ العَرُوبَهُ الجُمُعَهَ إلاَّ مُذْ جاءَ الإسلامُ ، و هو أَوَّلُ مَنْ سَمّاها الجُمُعَهَ ،فکانَتْ قُرَیْشٌ تَجْتَمِعُ إِلَیْهِ فی هذَا الیَوْمِ ،فَیَخْطُبُهُمْ و یُذَکَّرُهُم بمَبْعَثِ سَیَّدنا رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و آله،و یُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ مِن وَلَدِهِ ،و یَأمُرُهُمْ باتَّبَاعِهِ صلّی اللّه علیه و آله و الإیمانِ به،و یُنْشِدُ فِی هذا أَبْیَاتاً منها:

ص:73


1- (1) عنه الصحاح و [1]بالأصل«تفتض»بالغاء،و هما بمعنی.
2- ((*)) فی القاموس:«أو»بدل:«و».
3- (2) سوره الجمعه الآیه 9. [2]

یا لَیْتَنِی شَاهِدُ فَحْوَاءَ دَعْوَتِهِ

إذا قُرَیْشُ تُبَغَّی الحَقَّ خِذْلانا

قُلْتُ :و رُوِیَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَیْضاً:إِنَّمَا سُمَّی یَوْمَ الجُمعَهِ ،لأَنَّ قُرَیْشاً کانَتْ تَجْتَمِعُ إلَی قُصَیّ فی دارِ النَّدْوَهِ ، و الجَمْعُ بَیْنَ قَوْلِهِ هذا و الَّذِی تَقَدَّم ظاهِرُ.و قالَ أَقْوَامُ :إِنَّمَا سُمَّیَت الجُمُعَهَ فی الإسلام،و ذَلِکَ لاِجْتِمَاعِهم فی المَسْجِدِ،و فی حَدِیثِ الکَشَّیّ أَنَّ الأَنْصَارَ سَمَّوْهُ جُمُعَهً لاجْتِمَاعِهِم فیه.و

16- رُوِیَ عَن ابْنِ عَبّاس،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا، أَنَّهُ قال: «إنّما سُمّیَ یَوْمَ الجُمُعَهِ ،لأَنّ اللّه تَعَالَی جَمَعَ فیه خَلْقَ آدَمَ عَلَیْه السَّلامُ » و أَخْرَجَه السُّهَیْلی فی الرَّوْضِ مِن طَرِیقِ سُلَیْمَانَ التَّیْمِیّ .

فائدَهٌ :

قالَ اللَّحْیَانِیّ :کانَ أَبو زِیَادٍ و أَبُو الجَرّاح یَقُولان:مَضتِ الجُمُعَهُ بِمَا فِیها،فَیُوَحَّدانِ و یُؤَنَّثَان،و کانَا یَقُولانِ :مَضَی السَّبْتُ بما فیه،و مَضَی الأحَدُ بِمَا فیه،فیُوَحَّدَانِ و یُذَکَّرَان.

و اخْتَلَفا فِیمَا بَعْدَ هذا،فکانَ أَبُو زِیَادٍ یَقُولُ :مَضَی الاثْنانِ بِمَا فیه،و مَضَی الثّلاثاءُ بما فیه،و کَذلِکَ الأَرْبَعَاءُ و الخَمِیس.قالَ :و کانَ أَبُو الجَرَّاحِ یَقُول:مَضَی الاثْنَانِ بما فیهما،و مَضَی الثلاثاءُ بما فیهِنَّ ،و مَضَی الأَرْبَعَاءُ بما فِیهِنَّ ، و مضَی الخَمیسُ بما فیهنَّ ، فیَجْمَعُ و یُؤَنَّثُ ،یُخْرِجُ ذلِک مُخْرَجَ العَدَد.

قَالَ أَبُو حاتِمٍ :مَنْ خَفَّفَ قالَ فی ج: جُمَعٌ ، کصُرَدٍ و غُرَفٍ ، و جُمْعَات ،بالضم،و بضمتین کغُرْفات،وَ غُرُفات و تُفْتَحُ المِیمُ فی جَمْع الجُمَعَه ،کهُمَزَهٍ :قَالَ :و لا یَجُوزُ جُمْعٌ فی هذا الوَجْه.

و یُقَالُ : أَدامَ اللّه جُمْعَهَ مَا بَیْنکُمَا بالضَّمَّ ، کما یُقَالُ : أُلْفَهَ ما بَیْنَکُمَا (1)قالَهُ أَبُو سَعِیدٍ.

و الجَمْعَاءُ :النّاقَه الکَافَّهُ الهَرِمَهُ ، عَن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و الجَمْعَاءُ من البَهَائِم:الَّتِی لَمْ یَذْهَبْ من بَدَنِهَا شَیْ ءٌ، و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «کَمَا تُنْتَجُ البَهِیمَهُ بَهِیمَهً جَمْعَاءَ ». أَیْ سَلِیمَهً مِن العُیُوبِ ، مُجْتَمِعَهَ الأَعْضَاءِ کامِلَتَها،فلاَ جَدْعَ و لا کَیَّ .

و جَمْعَاءُ : تَأْنِیثُ أَجْمَعَ ،و هو وَاحِدٌ فی مَعْنَی جَمْعٍ ، و جَمْعُهُ : أَجْمَعُونَ . فی الصّحاح: جُمَع جَمْعُ جُمْعَه ،و جَمْعُ جَمْعَاءَ فی تَوْکِیدِ المُؤَنَّثِ تَقُولُ :رَأَیْتُ النَّسْوَهَ جُمَعَ ، غَیْرَ مَصْرُوفٍ ،و هو مَعْرِفَهٌ بِغَیْر الأَلِفِ و الّلامِ ،و کَذلِکَ ما یَجْرِی مَجْرَاهُ من التَّوکِیدِ،لأَنَّهُ تَوْکِیدٌ للْمَعْرِفَهِ ،و أَخَذْتُ حَقَّی أَجْمَعَ ،فی تَوْکِیدِ المُذَکَّرِ و هو تَوْکِیدٌ مَحْضُ ، و کَذلِکَ أَجْمَعُونَ و جَمْعَاءُ و جُمَعُ ،و أَکْتَعُونَ ،و أَبْتَعُونَ ،و أَبْصَعُونَ ،لا یَکُونُ إِلاّ تَأْکَیداً تابِعاً لِما قَبْلَهُ ،لا یُبْتَدَأَ و لا یُخْبَرُ به،و لا عَنْهُ ،و لا یَکُونُ فاعِلاً و لا مَفْعُولا،کما یَکُونُ غَیْرُهُ مِن التَّوَاکِیدِ اسْماً مَرَّهً ،و تَوْکِیداً أُخْرَی،مِثْلُ :نَفْسه و عَیْنه و کُلّه.و أَجْمَعُونَ : جَمْعُ أَجْمَعَ ،و أَجْمَعُ وَاحِدٌ فی مَعْنَی جَمْعٍ ،وَ لَیْسَ لَهُ مُفرَدٌ مِن لَفْظِهِ ،و المُؤَنّثُ جَمْعَاءُ ،و کانَ یَنْبَغِی أَنْ یَجْمَعُوا جَمْعَاءَ بالأَلِفُ و التّاءِ،کَمَا جَمَعُوا أَجْمَعَ بالوَاو و النُّونِ ،و لکِنَّهُمْ قالُوا فِی جَمْعِهَا : جُمَعُ .انتهی، و نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ أَیْضاً هکَذا.

و فی اللَّسَانِ :و جَمِیعٌ یُؤَکَّدُ به،یُقَالُ :جاؤُوا جَمِیعاً :

کُلَّهُمْ ،و أَجْمَعُ مِنْ الأَلْفَاظِ الدّالَّهِ عَلَی الإحَاطَهِ و لَیْسَتْ بصِفَهٍ ،و لکِنَّهُ یُلَمُّ به ما قَبْلَهُ من الأَسْمَاءِ و یُجْرَی عَلَی إِعْرَابِهِ ،فلذلِکَ قالَ النَّحْوِیُّون:صِفَه،و الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّهُ لَیْسَ بِصِفَهٍ قَوْلُهُمْ أَجْمَعُون ،فلَوْ کانَ صِفَهً لَمْ یَسْلَمْ جَمْعُه و لَوْ کَانَ مُکَسَّراً،و الأُنْثَی جَمْعَاءُ ،و کِلاهُمَا مَعْرِفَهٌ لا یُنکرُ عند سیبویه.و أَمَّا ثعلبُ فحکی فیهمَا التَّنکِیرَ و التَّعْرِیفَ جَمِیعاً ،یَقُولُ :أَعْجَبَنِی القَصْرُ أَجْمَعُ و أَجْمَعَ ،الرَّفْعُ عَلَی التَّوکِیدِ و النَّصْبُ علی الحالِ ،و الجَمْعُ ،« جُمَعُ »مَعْدولٌ عن جَمْعاوَاتٍ ،أَو جَمَاعَی ،و لا یَکُونُ مَعْدُولاً عَنْ جُمْعٍ ،لأَنَّ أَجْمَعَ لَیْسَ بِوَصْف،فَیَکُونُ کأَحْمَرَ و حُمْرٍ.قالَ أَبُو عَلِیّ :

بابُ أَجْمَعَ و جَمْعَاءَ ،و أَکْتَعَ و کَتْعَاءَ و ما یَتْبَع ذلِکَ مِنْ بَقِیَّته، إِنَّمَا هو اتّفَاقٌ و تَوَارُدٌ وَقَعَ فی اللُّغَهِ علَی غَیْرِ ما کَانَ فی وَزْنِهِ مِنْهِا،لأَنَّ بَابَ أَفْعَلَ و فَعْلاء إِنّمَا هُوَ للصَّفاتِ ،و جَمِیعُهَا یَجِیءُ علَی هذا الوَضْعِ نَکِرَاتٍ نَحْو أَحْمَرَ و حَمْرَاء،و أَصْفَرُ و صَفْرَاء،و هذا و نَحْوُه صِفَاتٌ نَکِرَاتٌ ،فأَمَّا أَجْمَعُ و جَمْعَاءُ فاسْمَانِ مَعْرفَتَانِ ،لَیْسا بصَفَتَیْنِ ،فإنَّمَا ذلِکَ اتَّفَاقٌ وَقَعَ بَیْنَ هذِه الکَلِمَه المُؤَکَّدِ بها،و یُقَالُ :لک هذا المالُ أَجْمَعُ ، و لک هذِهِ الحِنْطَهُ جَمْعَاءُ . و تَقَدَّم البَحْثُ فی ذلِکَ فی بَ ت ع.و فی الصّحاح:یُقَالُ : جاءُوا بأَجْمَعِهِم و تُضَمُّ المِیمُ ، کما تَقُولُ :جَاءُوا بأَکْلُبِهِمْ جَمْعُ کَلْبٍ ،أَیْ کُلّهم. قَالَ ابنُ بَرَّیّ :و شَاهِدُ الأَخِیرِ قَوْلُ أبِی دَهْبَلٍ .

ص:74


1- (1) فی التهذیب:«بینکما»بحذف«ما».

فَلَیْتَ کَوانِیناً مِنَ اهْلِی و أَهْلِها

بأَجْمُعِهِمْ فی لُجَّهِ البَحْرِ لَجَّجُوا

و جِمَاعُ الشَّیْ ءِ، بالکَسْرِ: جَمْعُهُ ،یُقَالُ : جِمَاعُ الخِبَاءِ الأَخْبِیَهُ ،أَی جَمْعُهَا ،لأَنَّ الجِمَاعَ :ما جَمَعَ عَدَداً. یُقَالُ :

16- «الخَمْرُ جِمَاعُ الإثْم» کَمَا فی الصّحاح . أَیْ مَجْمَعُه و مَظِنَّتُهُ .قُلْتُ :و هُوَ حَدِیثٌ (1)،و مِنْهُ أَیْضاً

17- قَوْلُ الحَسَن (2)البَصْرِیّ رَحِمَهُ اللّه تَعَالَی: «اتَّقُوا هذِهِ الأَهْوَاءَ فإِنَّ (3)جِمَاعَهَا الضَّلالَهُ ،و مَعَادَهَا النار». و کَذلِکَ الجَمِیعُ ،إِلاّ أَنّهُ اسْمٌ لازِمُ .و

16- فِی الحَدِیثِ : «حَدَّثْنِی بِکَلِمَهٍ تَکُونُ جِمَاعاً ، فقالَ :اتَّقِ اللّه فیما تَعْلَم». أَیْ کَلِمَهٍ تَجْمَعُ کَلِمَاتٍ .

14- و فی الحَدِیثِ : «أُوتِیتُ جَوامِعَ الکَلِمِ و نُصِرْتُ بالرُّعْبِ »و یُرْوَی:

«بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الکَلِمِ ». أَی القُرْآن، جَمَع اللّه بلُطْفِه له فی الألْفَاظِ الیَسِیرَهِ مِنْهُ مَعَانِیَ کَثِیرَهً ،کقَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ : /خُذِ العَفْوَ،و أْمُرْ بِالْعُرْفِ ،و أَعْرِضْ عَنِ الجاهِلِینَ / (4)و کَذلِکَ

14- ما جَاءَ فِی صِفَتِهِ صلّی اللّه علیه و آله: أنَّهُ کَانَ یَتَکَلَّمُ بِجَوَامِعِ الکَلِمِ . . أَی أنَّهُ کانَ کَثِیرَ المَعَانِی،قَلِیلَ الأَلْفَاظِ ، و مِنْهُ أَیْضاً

17- قَوْلُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِیزِ: «عَجِبْتُ لِمَنْ لاحَنَ الناسَ کَیْفَ لا یَعْرِفُ جَوَامِعَ الکَلِمِ ». مَعْنَاه:کَیْفَ لا یَقْتَصِرُ عَلَی الإیجازِ و تَرْکِ الفُضُولِ مِن الکَلامِ .

و سَمَّوْا جَمّاعاً ،و جَمَاعَهَ ،و جُمَاعَهَ ، کشَدّادٍ و قَتَادَهَ و ثُمَامَهَ ، فمِنَ الثّانِی جَمَاعَهُ بنُ عَلِیَّ بنِ جَمَاعَهَ بنِ حازِمِ بنِ صَخْرِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ جَمَاعَهَ ،مِنْ وَلَدِ مالِک بنِ کِنَانَهَ ، بَطْنٌ ،مِنْ وَلَدِهِ :البُرْهَانُ إِبْرَاهِیمُ بنُ سَعْدِ اللّه بنِ أَبِی الفَضْلِ سَعْدِ للّهِ بنِ جَمَاعَهَ ،وُلِدَ بِحَماهَ سَنَهَ خَمْسِمَائَهٍ و سِتَّهٍ و تِسْعِینَ ،و هو أَوَّلُ مَنْ سَکَنَ بَیْتَ المَقْدِسِ ،و تُوُفِّیَ بِهَا سَنَهَ سِتّمائهٍ و خَمْسَهٍ و سَبْعِین،و وَلَدَاهُ :أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللّه،و أَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمنِ .فمِن ولَدِ الأَخِیرِ قاضِی القُضَاهِ البَدْرُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِیمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ،تُوُفِّیَ بمِصْرَ سَنَهَ سَبْعِمِائَه و ثَلاثَهٍ و ثَلاثِینَ .و حَفِیداهُ :السَّراجُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِیزِ بنِ مَحَمَّدٍ،و البُرْهَانُ إِبْرَاهِیمُ بنُ عَبْد الرَّحِیمِ بنِ مُحَمَّدِ،مَشْهُورانِ ،الأَخِیرُ حَدَّث عَن الذَّهَبِیّ ،و تُوُفِّیَ سَنَهَ سَبْعِمَائَه و تِسْعِینَ ،و تُوُفِّیَ السَّرَاجُ عُمَرُ سنه سَبْعِمَائَهِ و سِتَّهٍ و سَبْعِینَ ،و وَلَدُهُ المُسْندُ الجَمَالُ عَبْدُ اللّه بنِ عُمَرَ،أَجازَ لَهُ وَالِدُهُ و جَدُّهُ .و مِنْهُم الحافِظُ المُحَدَّثُ أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِیلُ بنُ إِبْرَاهِیمَ بنِ عَبْدِ اللّه بن حَمَدَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ سَعْدِ اللّه بنِ جَمَاعَهَ ، حَدَّثَ عن الحافِظِ بنِ حَجَرٍ.و مِنْ وَلَدِه شَیخُ مَشَایخِنَا أُعْجُوبَهُ العَصْرِ عَبْدُ الغَنِیَّ بن إِسْمَاعِیلَ بن عَبْد الغَنِیَّ بن إِسْمَاعِیلَ ،بن أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِیمَ بنِ إِسْمَاعِیل وُلِدَ سَنَهَ أَلف و مِائَهٍ و ثَلاثَهٍ و أَرْبَعِینَ ،عَنْ ثَلاثَهٍ و تِسْعِینَ ،حَدَّثَ عَنْ وَالِدِهِ ، و عَنِ الشَّیْخِ تَقِیَّ الدَّینِ بن عَبْدِ الباقی الأَتْرِبِیّ ،و عَنِ النَّجْمِ الغَزِّیّ ،و الضَّیَاءِ الشَّبْرَاملسِیّ ،و غَیْرِهِم،رَوَی عنه عِدَّهٌ مِن مَشَایِخنَا،و بالجُمْلَهِ فَبَیْتُ (5)بَنِی جَمَاعَهُ بن الحَسَن،حدَّثَ عَنْهُ سَعِیدُ بن غُفَیْر.و خَلِیلُ بن جُمَاعَهَ ،رَوَی عن رُشْد بن سعد،و عنه یَحْیَی بنُ عُثْمَانَ بنِ صالِح،قالَهُ ابنُ یونُس، و ضَبَطَهُ ابنُ نُقْطَهَ .و جُشَم بن بِلالِ بن جُمَاعَهَ الضُّبَعِیّ جَدٌّ للمُسَیَّب بنِ عَلَسٍ الشاعِر،ذَکَرَه الرُّشَاطِیّ .

و قالَ الکِسَائیُّ :یُقَالُ : ما جَمَعْتُ بِامْرَأَهِ قَطُّ ،و عَن امْرَأَهٍ ، أَیْ ما بَنَیْتُ .

و الإِجْمَاعَ ، أَی إِجْمَاعُ الأُمَّهِ : الإِتَّفَاقُ ، یقال:هذتا أَمْرُ مُجْمَعٌ عَلَیْه:أَیْ مُتَّفَقٌ علیه.و قالَ الرّاغِبُ :أَی اجْتَمَعَتْ آرَاؤُهُم علَیْه.

و الإجْمَاعُ : صَرُّ أَخْلافِ النَّاقَهِ جُمَعَ ، یُقَالُ : أَجْمَعَ النّاقَهَ ،و أَجْمَعَ بها،و کَذلِکَ أَکْمَشَ بِهَا.

و قالَ أَبُو الهَیْثَمِ : الإِجْمَاعُ : جَعْلُ الأَمْرِ جَمِیعاً بَعْدَ تَفَرُّقِهِ . قالَ :و تَفَرُّقُهُ أَنَّهُ جَعَلَ یُدِیرُهُ فَیَقُولُ مَرَّهً أَفْعَلُ کَذَا، فَلَمَّا عَزَمَ عَلَی أَمْرٍ مُحْکَم أَجْمَعَهُ ،أَیْ جَعَلَهُ جَمِیعاً ،قالَ :

و کذَلِکَ یُقَالُ : أَجْمَعْتُ النَّهْبَ ،و النَّهْبُ :إِبلُ القَوْمِ الَّتِی أَغارَ عَلَیْهَا اللُّصُوصُ ،فکَانَتْ مُتَفَرَّقَهً فی مَرَاعِیهَا، فجَمَعُوها مِن کُلَّ ناحِیَه،حَتَّی اجْتَمَعَتْ لَهُمْ ،ثُمَّ طَرَدُوهَا و سَاقُوها، فإذا اجْتَمَعَتْ قِیلَ : أَجْمَعُوها ،و أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ حُمُراً:

ص:75


1- (1) ورد فی النهایه. [1]
2- (2) فی اللسان«الحسین رضی اللّه عنه».و الأصل کالنهایه. [2]
3- (3) فی اللسان:« [3]التی جماعها...و میعادها النار».
4- (4) سوره الأعراف الآیه 199. [4]
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و بالجمله الخ هکذا فی النسخ التی بأیدینا فحرره»و بهامش المطبوعه الکویتیه:«و لعل العباره:فبیت بین جماعه بیت مشهور.و من الثالث:جُمَاعهُ بن الحسن»و به یتضح السیاق و یکتمل المعنی و ینتفی القلق.

فَکَأَنَّهَا بالجِزْعِ بَیْنَ نُبَایِعٍ

و أَولاَتِ ذِی العَرْجاءِ نَهْبُ مُجْمَعُ

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الإِجْمَاعُ : الإِعْدَادُ یُقَالُ : أَجْمَعْتُ کَذَا، أَیْ أَعْدَدْتُهُ .قُلْتُ :و هُوَ قَوْلُ الفَرّاءِ.

و الإِجْمَاعُ أَیْضاً: التَّجْفِیفُ و الإِیباسُ (1)و مِنْهُ قَوْلُ أَبِی وَجْزَهَ السَّعْدِیّ :

و أَجْمَعَتِ الهَوَاجِرُ کُلَّ رَجْعِ

مِنَ الأَجْمَادِ و الدَّمَثِ البَثَاءِ

أَجْمَعَتْ ،أَیْ أَیْبَسَتْ .و الرَّجْعُ :الغَدِیرُ.و البَثَاءُ:

السَّهْلُ .

و الإِجْمَاعُ : سَوْقُ الإِبِلِ جَمِیعاً ، و به فُسَّرَ أَیْضاً قَوْلُ أَبی ذُؤَیْبٍ .

و قالَ الفَرّاءُ: الإِجْمَاعُ : العَزْمُ علَی الأَمْرِ و الإِحْکَامُ عَلَیْه.تَقُولُ : أَجْمَعْتُ الخُرُوجَ ،و أَجْمَعْتُ عَلَیْه،و به فُسَّرَ قَوْلُهُ تَعَالَی: فَأَجْمِعُوا کَیْدَکُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا (2)قال:و مَنْ قَرَأَ « فاجْمَعُوا » فمَعْنَاه،لا تَدَعُوا شَیْئاً مِن کَیْدِکُمْ إِلاّ جِئْتُم به.و فی صَلاهِ المُسَافِرِ:«ما لَمْ أَجْمَعْ مُکْثاً»،أَیْ ما لَمْ أَعْزِمٍ عَلَی الْإِقَامَهِ .و أَجْمَعْتُ الرَّأْیَ و أَزْمَعْتُه،و عَزَمْتُ عَلَیْه:

بمَعْنی.و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عَن الکِسَائِیّ ،یُقَالُ : أَجْمَعْتُ الأَمْرَ و عَلَیْهِ ، إِذا عَزَمْتَ عَلَیْهِ .زادَ غَیرهُ :کَأَنَّهُ جَمَعَ نَفْسَهُ له. و الأَمْرُ مُجْمَعُ ، زادک الجَوْهَرِی:و یُقَالُ أَیْضاً: أَجْمِعْ أَمْرَکَ و لا تَدَعْهُ مُنْتَشِراً.قال الشّاعِرُ و هو أَبُو الحَسْحاسِ :

تُهِلُّ و تَسْعَی بالمَصَابِیحِ وَسْطَها

لَها أَمْرُ حَزْمٍ لا یُفَرَّقُ ، مُجْمَعُ

و قالَ آخَرُ:

یا لَیْتَ شِعْرِی و المُنَی لا تَنْفَعُ

هَلْ أَغدُونْ یَوْماً و أَمْرِی مُجْمَعُ ؟

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیّ لذِی الإِصْبَع العَدْوَانِیّ :

و أَنْتُمُ مَعْشَرُ زَیْدُ عَلَی مِائَهٍ

فأَجْمِعُوا أَمْرَکُمْ طُرَّا فِکیدُونِی

و قَالَ الرّاغِبُ :و أَکْثَرُ ما یُقَالُ فِیما یَکُونُ جَمْعاً یُتَوَصَّلُ إِلَیْهِ بالنَّکِرَه.

و قال الکِسَائِیُّ : المُجْمِعُ کمُحْسِنٍ :العَامُ المُجْدِبُ ، لاجْتِمَاعِهمْ فی مَوْضِعِ الخِصْب. و قَوْلُهُ تَعَالَی : فَأَجْمِعُوا أَمْرَکُمْ (3)قالَ ابنُ عَرَفَهَ :أَیْ اعْزِمُو عَلَیْه.زادَ الفَرّاءُ:

و أَعِدُّوا له.و قالَ أَبُو الهَیْثَمِ :أَی اجْعَلُوهُ جَمِیعاً .و أَمَّا قَوْلُه:

وَ شُرَکاءَکُمْ ،فقالَ الجَوْهَرِیُّ : أَیْ : وَ ادْعُوَ شُرَکَاءَکُمْ ، و هو قَوْلُ الفَرّاءِ،و کَذلِکَ ،قِرَاءَهُ عَبْدِ اللّه و نُصِبَ شُرَکاءَکُمْ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ لأَنَّه لا یُقَالُ : أَجْمِعُوا شُرَکَاءَکم و نَصُّ الجَوْهَرِیّ :

لِأَنَّهُ لا یُقَالُ :« أَجْمَعْتُ شُرَکَائِی،إِنَّمَا یُقَالُ : جَمَعْتُ ».قال الشاعِرُ:

یا لَیْتَ زَوْجَکِ قَدْ غَدَا

مُتَقَلَّدا سَیْفاً و رُمْحَا

أَیْ و حَامِلاً و رُمْحاً،لأَنَّ الرُّمْحَ لا یُتَقَلَّدُ. أَو المَعْنی أَجْمِعُوا مع شُرَکَائِکُمْ علی أَمْرِکُم قالَهُ أَبُو إِسْحَاقَ .قالَ :

و الواوُ بِمَعْنَی مع،کَمَا یُقَالُ :لَوْ تَرَکْتَ الناقَهَ و فَصِیلَها لرَضَعَها.أَیْ مع فَصِیلِها.قالَ :و الَّذِی قالَهُ الفَرّاءُ غَلَطُ ، لأَنَّ الکَلامَ لا فَائِدَهَ لَهُ ،لأَنَّهُمْ کانُوا یَدْعُونَ (4)شُرَکَاءَهُمْ ، لِأَن یُجْمِعُوا أَمْرَهُمْ ،و إِذا کانَ الدُّعَاءُ لِغَیْرِ شَیْ ءٍ فلا فائِدَهِ فِیهِ .

و المُجْمَعَهُ ،بِبنَاءِ المَفْعُولِ مُخَفَّفَهً :الخُطْبَه الَّتِی لا یَدْخُلُهَا خَلَلُ ، عَن ابنِ عَبّادٍ.

و أَجْمَعَ :المَطَرُ الأَرْضَ ، إِذا سالَ رَغَابُهَا و جَهَادُهَا کُلُّهَا و کَذلِکَ أَجْمَعَتِ الأَرْضُ سائلَهً .

و التَّجْمِیع :مُبَالِغَهُ الجَمْعِ . و قالَ الفَرّاء:إِذا أَرَدْتَ جَمْعَ المُتَفَرَّقِ قُلْتَ : جَمَعْتُ القَوْمَ فهم مَجْمُوعُونَ ،قالَ اللّه تَعَالَی: ذلِکَ یَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ (5)قَالَ :و إِذَا أَرَدْتَ کَسْبَ المالِ قُلْتَ : جَمَّعْتُ المَالَ ،کقَوْلِه تَعَالَی: جَمَّعَ مَالاً وَ عَدَّدَه (6)و قد یجُوز « جَمَعَ مالاً» بالتَّخْفِیفِ .قال

ص:76


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و التخفیف و الإیناس».
2- (2) سوره طه الآیه 64. [1]
3- (3) سوره یونس الآیه 71. [2]
4- (4) بالأصل:«کانوا یدعون مع شرکائهم»و المثبت عن التهذیب و اللسان. [3]
5- (5) سوره هود الآیه 103. [4]
6- (6) سوره الهمزه الآیه 2 و [5]هی قراءه ابن عامر و حمزه و الکسائی و أبی جعفر و روح،و قراءه حفص أجمع»بالتخفیف.انظر اتحاف فضلاء البشر ص 443.

الصَّاغَانِیّ :و بالتَّشْدِیدِ قَرَأَ غَیْرُ المَکِّیّ و البَصْرِیّین و نافِعٍ و عاصِمٍ .

و التَّجْمِیعُ : أَنْ تَجْمَعَ الدَّجَاجَهُ بَیْضَهَا فِی بَطْنِها، و قَدْ جَمَّعَتْ .

و اجْتَمَعَ :ضِدُّ تَفَرَّقَ ، و قَدْ جَمَعَهُ یَجْمَعُه جَمْعاً ، و جَمَّعَهُ ،و أَجْمَعَهُ فاجْتَمَعَ ، کالجَدْمَعَ ،بالدّالِ ،و هی مُضَارَعَهٌ ، و کَذلِکَ تَجَمَّع و اسْتَجْمَعَ و اجْتَمَعَ الرَّجُلُ : إِذا بَلغ أَشُدَّهُ ،أَیْ غایَهَ شَبَابِهِ و اسْتَوَتْ لِحْیَتُهُ ، ،فهُو مُجْتَمِعُ ،و لا یُقَالُ ذلِکَ للنَّسَاءِ،قالَ سُحَیْمُ بنُ وَثِیلٍ الرَّیَاحِیّ :

أَخُو خَمْسِینَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّی

و نَجَّذَنِی مُدَاوَرَهُ الشُّؤُونِ

و أَنشد أَبو عُبَیْدٍ:

قَدْ سادَ و هُوَ فَتًی حَتَّی إِذا بَلَغَتْ

أَشُدُّهُ وَ علا فی الأَمْرِ وَ اجْتَمَعَا

و اسْتَجْمَعَ السَّیْلُ : اجْتَمَعَ مِن کُلَّ مَوْضِع. و یُقَالُ :

اسْتَجْمَعَ الوَادِی،إِذا لَمْ یَبْقَ مِنْهُ مَوْضِعٌ إِلاَّ سالَ .

و اسْتَجْمَعَت لَهُ أُمُورُهُ : إِذا اجْتَمَعَ لَهُ کُلُّ ما یَسُرُّهُ مِن أُمُورِهِ .قالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ.

إِذا اسْتَجْمَعَتْ لِلْمَرْءِ فِیهَا أُمُورُهُ

کَبَا کَبْوَهً لِلْوَجْهِ لا یَسْتَقِیلُهَا

و اسْتَجْمَعَ الفَرَسُ جَرْیاً: تَکَمَّشَ لَهُ و بالَغَ . قالَ الشاعِرُ یَصِفُ سَرَابَا.

و مُسْتَجْمِعٍ جَرْیاً و لَیْسَ ببَارِحٍ

تُبَارِیهِ فی ضَاحِی المِتَانِ سَوَاعِدُه.

کَمَا فی الصّحاح،یَعْنِی السّرَابَ .و سَوَاعِدُه:مَجَارِی الماءِ.

و تَجَمَّعُوا ،إِذا اجْتَمَعُوا مِنْ هاهُنَا و هاهُنَا.

و المُجَامَعَهُ :المُبَاضَعَهُ ، جامَعَهَا مُجَامَعَهً و جِمَاعاً :

نَکَحَهَا،و هُوَ کِنایَهٌ .

و جَامَعَهُ عَلَی أَمْرِ کَذا: ما لأَهُ عَلَیْهِ ،و اجْتَمَعَ مَعَهُ ، و المَصْدَرُ کالمَصْدَرِ. و

14- فی صِفَتِهِ صلّی اللّه علیه و آله: «کَانَ إِذا مَشَی مَشَی مُجْتَمِعاً . أَیْ مُسرِعاً شَدِیدَ الحَرَکَهِ ،قَوِیَّ الأَعْضَاءِ،غَیْرَ مُسْتَرْخٍ فی مَشْیهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

مُتَجَمَّعُ البَیْدَاءِ:مُعْظَمُهَا و مُحْتَفَلُهَا.قالَ مُحَمَّدُ بنُ شحاذ الضَّبِّیُّ (1):

فِی فِتْیَهٍ کُلَّمَا تَجَمَّعَتِ البَیْدَاءُ

لَمْ یَهْلَعُوا و لَمْ یَخِموا (2)

و رَجُلُ مِجْمَعٌ و جَمّاعٌ ،کمِنْبَرٍ و شَدّادٍ.و قَوْمٌ جَمِیعٌ :

مُجْتَمِعُونَ .

و الجَمْعُ :یَکُونُ اسْماً لِلنَّاسِ ،و للمَوْضِع الَّذِی یَجْتَمِعُونَ فیه.

و یُقَالُ :هذَا الکَلامُ أَوْلَجُ فی المسامع،و أَجْوَلُ فی المَجَامِع .

و أَمْرٌ جَامِعٌ : یَجْمَعُ النّاسَ .قالَ الرَاغِبُ :أَمْرٌ جامِعٌ ،أَی أَمْرٌ لَهُ خَطَرٌ اجْتَمَعَ لأَجْلِهِ النَّاسُ ،فکَأَنَّ الأَمْرَ نَفْسَهُ جَمَعَهُمْ .

و الجَوَامِعُ مِن الدُّعَاءِ:الَّتِی تَجْمَعُ الأَغْرَاضَ الصّالِحَهَ ، و المَقَاصِدَ الصَّحِیحَهَ ،و تَجْمَعُ الثَّناءَ عَلَی اللّه تَعَالَی و آدَابَ المَسْأَلَهِ .

و فِی أَسْمَاءِ اللّهِ تَعالَی الحُسْنَی: الجامِعُ ،قالَ ابنُ الأَثِیر:هو الَّذِی یَجْمَعُ الخَلائقَ لیَوْمِ الحِسَابِ ،و قِیلَ :هو المُؤَلَّفُ بَیْنَ المُتَماثِلاتِ و المُتَضادّاتِ فی الوُجُودِ.

و قَوْلُ امْرِیءِ القَیْس:

فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَموتُ جَمِیعَهً

و لکِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطَ أَنْفُسَا

إِنَّمَا أَرادَ جَمِیعاً ،فبالَغَ بإِلْحاقِ الهاءِ،و حَذَفَ الجَوَابَ للْعِلْمِ بِه،کأَنَّهُ قالَ :لَفَنِیَتْ و اسْتَراحَتْ .

ص:77


1- (1) کذا بالأصل و اللسان و [1]ضبطتا شَحَّاذ بفتح و تشدید الحاء المفتوحه. و فی معجم المرزبانی ص 413 حمید بن بن أبی شحاذ الضبی قال: و اسمه محمد و هو اسلامی.
2- (2) أراد و لم یخیموا،فحذف و لم یحفل بالحرکه التی من شأنها ان ترد المحذوف ههنا،و هذا لا یوجبه القیاس و إنّما هو شاذ،عن اللسان. [2]

و رَجُلٌ جَمِیعُ الَّلاْمَه،أَیْ مُجْتَمِعُ السِّلاَح.

و الجَمْعُ :الجَیْشُ .و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «لَهُ سَهْمُ جَمْعٍ ». أَیْ کسَهْمِ الجَیْشِ مِنْ الغَنِیمَهِ .

و إِبلٌ جَمَّاعَهٌ ،بالفَتْح مُشَدَّدَهً : مُجْتَمِعَهٌ .قال:

لا مَالَ إِلاَّ إِبلٌ جَمَّاعَهْ

مَشْرَبُها الجِیَّهُ أَوْ نُعَاعَه (1).

و المَجْمَعَهُ :مَجْلِسُ الاجْتِمَاعِ .قالَ زُهَیْرٌ:

و تُوقِدُ نارُکُمْ شَرَراً و یُرْفَعْ

لَکُمْ فی کُلِّ مَجْمَعَهٍ لِوَاءُ

و یُقَالُ : جَمَعَ عَلَیْهِ ثِیَابَه،أَیْ لَبِسَهَا.

و الجَمَاعَهُ :عَدَدُ کُلَّ شَیْ ءٍ و کَثْرَتُهُ .

و

17- فی حَدِیثِ أَبِی ذَرِّ: «و لا جِمَاعَ لَنَا فِیمَا بَعْد». أَیْ اجْتِمَاعَ لنا.

و رَجُلٌ جَمِیعٌ ،کَأَمِیر: مُجْتَمعُ الخَلْقِ قَوِیُّ لَمْ یَهْرِمْ و لَمْ یَضْعُفْ .و رَجُلٌ جَمِیعُ الرَّأْیِ و مُجْتَمِعُهُ :شَدِیدُهُ لَیْسَ بمُنْتَشِرِه.

و جُمَّاعُ جَسَدِ الإِنْسَانِ ،کرُمَّانٍ :رَأْسُهُ .

و جُمّاعُ الثَّمَرِ: تَجَمُّعُ بَرَاعِیمِه فی مَوْضِعٍ وَاحِدٍ عَلَی حَمْلِهِ .

و امْرَأَهٌ جُمَّاعُ :قَصِیرَهٌ .

و نَاقَهٌ جُمْعٌ ،بالضَّمّ :فی بَطْنِهَا وَلَدٌ.قال الشّاعِرُ:

وَرَدْنَاهُ فی مَجْرَی سُهَیْلٍ یَمَانِیاً

بصُعْرِ البُرَی ما بَیْنَ جُمْعِ و خَادِجِ

و الخادِجُ :الَّتِی أَلْقَتْ وَلَدَهَا.و قالَ الصّاغَانِیّ :هو بِتَقْدِیرِ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ أَیْ منْ بَیْن ذِی جُمْعٍ وَ خَادِجٍ .

و امْرَأَهٌ جَامِعٌ :فی بَطْنِهَا وَلَدٌ.

و یُقَالُ :فُلانٌ جِمَاعٌ :فی بَطنِهَا وَلَدٌ.

و یُقَالُ : جِمَاعٌ لِبَنِی فُلانٍ ،ککِتَابٍ ،إِذا کانُوا یَأْوُونَ إِلَی رَأْیِهِ و سُؤْدُدِه،کَمَا یُقَال:مَرَبُّ لَهُمْ .

و اسْتَجْمَعَ البَقْلُ :إِذا یَبِسَ کُلُّهُ .و اسْتَجْمَعَ الوَادِی،إِذا لَمْ یَبْقَ منه مَوْضِعٌ إلاَّ سَالَ .و اسْتَجْمَع القَوْمُ ،إِذا ذَهَبُوا کُلُّهُم لَمْ یَبْقَ منهم أَحَدٌ.کَمَا یَسْتَجْمِعُ الوَادِی بالسَّیْلِ .

و یُقَالُ للمُسْتَجِیشِ : اسْتَجْمَعَ کُلَّ مَجْمَعٍ ،نقله الجَوْهَرِیّ .

و فی الأسَاسِ :و جَمَعُوا لِبَنِی فُلان:إِذا حَشَدُوا (2)لِقِتَالِهِمْ ،و منه إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ (3).

وَ جَمَعَ أَمْرَهُ :عَزَمَ عَلَیْه،کَأَنَّهُ جَمَعَ نَفْسَهُ لَهُ .و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «مَنْ لَمْ یَجْمَعِ الصِّیامَ مِن اللَّیلِ فَلا صِیَامَ لَهُ ».

و الإجْمَاعُ :أَنْ تَجْمَعَ الشَّیْ ءَ المُتْفَرِّقَ جَمِیعاً ،فإذا جَعَلْتَهُ جَمِیعاً بَقِیَ جَمِیعاً ،و لَمْ یَکَدْ یَتَفَرَّقْ ،کالرَّأْیِ المَعْزُومِ عَلَیْهِ المُمْضَی.

و أَجْمَعَت الأَرْضُ سائلَهً :سَالَ رَغَابُهَا.

و فَلاَهُ مُجْمِعَهٌ و مُجَمِّعَهٌ ،کمُحْسِنَهٍ و مُحَدِّثَهٍ : یَجْتَمِعُ فیها القَوْمُ و لا یَتَفَرَّقُونَ خَوْفَ الضَّلاَلِ و نَحْوِه،کأَنَّهَا هی الَّتِی تَجْمَعُهُمْ .

و جَمَّعَ النَّاسُ تَجْمِیعاً :شَهِدُوا الجُمْعَه ،و قَضَوا الصَّلاهَ فیها.نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و منه:

16- «أَوّلُ جُمْعه جُمِّعَتْ فی الإسْلامِ بَعْد المَدِینَهِ بجُؤَاثَی».

و اسْتَأْجَرَ الأَجِیرَ مُجَامَعَه ،و جِمَاعاً ،عن اللِّحْیَانِیّ :کُلَّ :

جُمْعَهٍ بکِرَاءٍ.

و حَکَی ثَعْلَبٌ عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ :«لاَتکُ جُمَعِیّاً »بفَتْحِ المِیمِ ،أَیْ مِمَّنْ یَصُومُ الجُمُعَهَ وَحْدَهُ .

و أَرْضٌ مُجْمِعَهٌ ،کمُحْسِنَهٍ :جَدْبٌ لا تتَفَرَّقُ (4)فِیها الرِّکَابُ لرَعْیٍ .

و الجَامِعُ :البَطْنُ ،یَمَانِیَهٌ .

و أَجْمَعَتِ القِدْرُ:غَلَتْ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیّ .

و مُجَمِّعٌ ،کمُحَدِّثٍ :لَقَبُ قُصَیِّ بنِ کِلاَبٍ ،لأَنَّه کانَ جَمَّعَ قَبائلَ قُرَیْشٍ ،و أَنْزَلَها مَکَّهَ ،و بَنَی دارَ النَّدْوَه،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و فیه یَقُولُ حُذَافَهُ ابنُ غانِمٍ لأبِی لَهَبٍ :

ص:78


1- (1) عن معجم البلدان«دفاعه»و بالأصل:«نقاعه».
2- (2) باوصل:«و استجمعوا لهم:تشددوا لقتالهم»و المثبت عن الأساس.
3- (3) سوره آل عمران الآیه 173. [1]
4- (4) اللسان:لا تفرّق.

أبُوکُمْ قُصَیُّ کَانَ یُدْعَی مُجَمِّعاً

بِهِ جَمَّعَ اللّه القبائلَ مِنْ فِهْرِ

و الجُمَیْعَی کسُمَیْهَی:مَوْضعٌ .و قَدْ سَمَّوْا جُمُعَهَ ، بضَمَّتَیْن،و جُمَیْعاً ،و جُمَیْعَهَ ،و جُمَیْعانَ :مُصَغَّرِاتٍ ، و جِمَاعاً ،ککِتَابٍ ،و جَمْعَانَ ،کسَحْبَانَ .

و ابْنُ جُمَیْعٍ العِنَانِیّ ،کزُبَیْرٍ،صاحِبُ المُعْجَمِ :مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ.

و جُمَیْعُ بن ثَوْبٍ الحَمْصِیّ [رَوَی]عَنْ خالِدِ بنِ مَعْدان، رُوِیَ کزُبَیْرٍ،و کَأَمِیرٍ،و کَذلِکَ الحَکَمُ بنُ جُمَیْعٍ ،شَیْخٌ لأَبِی کُرَیْبٍ ،رُوِیَ بالوَجْهَیْنِ .

و بَنُو جُمَاعَهَ ،بالضَّمِّ :بَطْنٌ مِنْ خَوْلانَ ،مِنْهُمْ عُمْرُ بنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیّ بن إِسْمَاعِیلَ بنِ یُوسُفَ بنِ عَلْقَمَهَ بنِ الجُمَاعِیّ الخَوْلانیّ ،أَخَذَ عَنْهُ العِمْرَانِیّ -صاحِبُ البَیَانِ - عِلْمَ النَّحْوِ،و مات سَنَهَ خَمْسَمَائَهٍ و إِحْدَی و خَمْسِینَ ،کَذَا فی تَارِیخ الیَمَنِ لِلجَنَدِیّ .قُلْتُ :و منهم صاحِبُنَا المُفِیدُ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَبْدِ اللّهِ الجُمَاعِیّ ،صاحِبُ الدُّرَیْهِمِیّ ،لِقَرْیَهٍ بالیَمَنِ لَقِیتُهُ ببَلَدِهِ ،و أَخَذْتُ مِنْهُ ،و أَخَذَ مِنِّی،و أبُو جُمُعَهَ سَعِیدُ بنُ مَسْعُودٍ الماغُوسِیّ الصّنْهاجِیّ المَرَّاکُشِیّ (1)وُلِدَ بَعْدَ الخَمْسِینَ و تِسْعِمائَهٍ ،و جالَ فی البِلادِ،و أخَذَ بمِصْرَ عَنْ عَلِیِّ بنِ غَانِمٍ ،و النَّاصِرِ الطَّبْلاوِیّ ،و لَقِیَهُ المَقَّرِیُّ و أَجازَهُ .

جندع

الجُنْدُعَه ،کقُنْفُذَه:نُفَّاخَهٌ تَرْتَفِعُ فَوْقَ الماءِ من المَطَرِ، عن ابْنِ عَبّادٍ، ج: الجَنَادِعُ و فِی اللَّسَانِ : جَنَادِعُ الخَمْرِ:ما تَرَاءَی (2)مِنْهَا عِنْدَ المَزْجِ .

و الجُنْدُعَهُ : ما دَبَّ مِن الشَّرِّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ فی تَرْکِیب «ج د ع»و تَبِعَهُ الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَهِ ،و خَالَفَ ذلِکَ فی العُبَابِ ،و کَذَا صاحِبُ اللِّسَانِ ،فَذَکَرَاهُ هُنَا عَلَی أَنَّ النُّونَ أَصْلِیَّهٌ . و قالَ الجَوْهَرِیّ هُنَاکَ : الجَنَادِعُ :الأَحْنَاشُ ، قالَ :

أو هی جَنَادِبُ تَکُونُ فی جِحَرَهِ الیَرَابِیعِ و الضَّبَابِ ،یَخْرُجْنَ إِذا دَنَا الحَافِرُ من قَعْرِ الحُجْرِ.و فی اللِّسَان: الجُنْدُع :

جُنْدَبٌ أَسْوَدُ لَهُ قَرْنانِ طَوِیلان،و هو أَضْخَمُ الجَنَادِبِ ،و کُلُّ جُنْدَبٍ یُؤْکَلُ إِلاَّ الجُنْدُع .و قال أَبُو حَنِیفَهَ : الجُنْدُعُ :جُنْدَبٌ صَغِیرٌ.و جَنَادِبُ (3)الضَّبِّ :أَصْغَرُ من القِرْدَانِ ،تَکُونُ عِنْدَ حُجْرِهِ ،فإذَا بَدَتْ هِیَ عُلِمَ أَنَّ الضَّبَّ خَارِجٌ ،فیُقَالُ حِینَئذٍ«بَدَتْ جَنَادِعُهُ ».

و الجَنادِعُ من الشَّرِّ:أَوائلُه و فی الصِّحاح:و منه قیل:

رَأَیْتُ جَنَادِعَ الشَّرِّ:أَی أَوائلَهُ ،الوَاحِدَهُ جُنْدُعَهٌ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: جَنَادِعُ کُلِّ شَیْ ءِ:أَوائلُهُ ،و قالَ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّه الأَزْدِیّ :

لا أَدْفَعُ ابْنَ العَمِّ یَمْشِی عَلَی شَفًا

و إِنْ بَلَغَتْنِی مَنْ أَذاهُ الجَنَادِعُ

و قالَ اللَّیْثُ :یُقَالُ

16- فی الحَدِیثِ : «أَخَافُ عَلَیْکُم الجَنَادِعَ ». یَعْنِی البَلاَیَا و الآفَاتِ .

و قالَ ابنُ عَبّاد: الجَنَادِعُ : ما یَسُوءُکَ من القَوْلِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

یُقَالُ لِلْشِّرِّیرِ المُنْتَظَرِ هَلاَکُه:«ظَهَرَتْ جَنَادِعُه ،و اللّه جَادِعُهُ »و قالَ ثَعْلَبٌ :یُضْرَبُ هذَا مَثَلاً للرَّجُلِ الَّذِی یَأْتِی عَنْهُ الشَّرُّ قَبْلَ أَنْ یُرَی.

و قالَ الأَصْمَعِیّ :مِنْ أَمْثَالِهِم«جَاءَتْ جَنَادِعُهُ »یَعْنِی حَوادِثَ الدَّهْرِ و أوائلَ شَرِّهِ .و قالَ غَیْرُهُ :یُقَالُ :رَمَاهُ بِجَنادِعِهِ ».

و الجُنْدُعَهُ من الرِّجَالِ :الَّذِی لا خَیْرَ فیه،و لا غَنَاءَ عِنْدَهُ ،عن کُرَاع.

و القَوْمُ جُنَادِعُ ،إِذا کانُوا فِرَقاً لا یَجْتَمِعُ رَأْیُهُم،و أَنْشَدَ سِیبَوَیْه للرَّاعِی:

بحَیٍّ نُمَیْرِیٍّ عَلَیْهِ مَهَابَهٌ

جَمِیعٍ ،إذَا کانَ اللِّثَامُ جَنَادِعَا (4)

و جُنْدُعٌ ،و ذَاتُ الجَنَادِعِ :الداهیه،الأَخیرُ عَن الجَوْهَرِیّ .

و قَال ابنُ السِّکِّیتِ : الجُنْدُع :القَصِیرُ،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیّ :

تَمَهْجَرُوا و أَیُّمَا تَمَهْجُرِ

و هُمْ بَنُو عَبْدِ اللَّئیمِ العُنْصُرِ

مَا غرَّهُمْ بالأَسَدِ الغَضَنْفَرِ

بَنی اسْتِها و الجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ

ص:79


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«المهاکشی».
2- (2) عن اللسان و بالأصل«ما تری».
3- (3) فی اللسان:و [1]جنادع.
4- (4) دیوان ص 177 و انظر تخریجه فیه.

و جُنْدَعٌ :اسْمٌ ،و هو أَبُو قَبِیلَه.و قَالَ الحافِظُ فی التَّبْصِیر: جُنْدَعٌ -بالضَّمِّ و فَتْحِ الدّالِ -صَحَابِیٌّ ،قُلْتُ :

و هو جُنْدَعُ بنُ ضَمْرَهَ اللَّیْثِیّ ،أو الضَّمْرِیّ ،قَالَهُ بَعْضُهُم عَن ابْنِ إِسْحَاقَ عَن ابْنِ قُسَیْطٍ .و جُنْدَعٌ الأَنْصَارِیُّ الأَوْسِیُّ ، قِیلَ :لَهُ صُحْبَهٌ ،و رُوِیَ مِن طَرِیقِه

14- حَدِیثُ : «من کَذَبَ عَلَیَّ مُتَعَمِّداً». و فیه نَظَرٌ،و قَدْ أوْدَعْنَا البَحْثَ فیه فی رِسَالَهٍ ضَمَّنَّاها تَخْرِیجَ هذَا الحَدِیثِ الشَّرِیفِ مِن طُرُقِهِ المَرْوِیَّه، فَرَاجِعْهَا.

جنع

الجَنَعُ ،مُحَرَّکَهً ،و کأَمِیر، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال ابنُ عَبّاد:هو النَّبَاتُ الصِّغَارُ، قالَ :

أَو الجَنِیعُ :حَبُّ أَصْفَرُ یَکُونُ علَی شَجَرِهِ مِثْلُ الحَبَّهِ السَّوْداءِ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ هکَذَا فی کِتَابَیْهِ عَنْهُ .

جوع

الجُوعُ ، بالضَّمِّ :اسْمٌ جامِعٌ لِلْمَخْمَصَهِ ،و هو ضِدُّ الشِّبَعِ .

و الجَوْعُ ، بالفَتْحِ :المَصْدَرُ یقالُ : جاعَ یَجُوعُ جَوْعاً و مَجَاعَهً ،فهو جَائعُ و جَوْعَانُ و جَیْعان خَطَأْ، و هی جائِعَهٌ و جَوْعَی ،مِنْ قَوْمٍ و نِسْوَهٍ جِیَاعٍ ، بالکَسْر، و جُوَّعٍ ، کرُکَّعٍ ، و جُیَّعٍ ،علَی القَلْبِ ،کما فی اللِّسَانِ ،و بهما رُوِیَ قَوْلُ الحَادِرَهِ :

و مُجَیَّشٍ تَغْلِی المَرَاجِلُ تَحْتَهُ

عَجَّلْتُ طَبْخَتَهُ لرَهْطٍ جُوَّعِ

هکَذَا أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و یُرْوَی:« جُیَّعِ ».و شَاهِدُ الجِیَاعِ قَوْلُ القُطَامِیّ :

کَأَنَّ نُسُوعَ رَحْلی حِینَ ضَمَّتْ

حَوالِبَ غُزَّراً و مِعیً جِیَاعَا

عَلَی وَحْشِیَّهٍ خَذَلَتْ خَلُوجٍ

و کانَ لَهَا طَلاً طِفْلٌ فضَاعَا

و ابْنُ جاعَ قَمْلُه:لَقَبٌ ،کتَأَبَّطَ شَرّاً، و ذَرَّی حَبَّا،و بَرَقَ نَحْرُهُ ،و شابَ قَرْنَاها.و یُقَالُ :لَیْسَ هو بابْنِ جاعَ قَمْلُهُ .قالَ أُمَیَّهُ بنُ الأَسْکَرِ:

و لا بِابْنِ جاعَ قَمْلُهُ عِنْدَ عامِرٍ

مُقِیتاً عَلَیْهِ قَمْلُهُ یَتَنَسَّرُ

المُقِیتُ :الجادُّ فی الأَمْرِ.و تَنَسَّرَ:اصْطَادَ النُّسُورَ. و رَبِیعَهُ الجُوعِ :هو ابنُ مالِکِ بنِ زَیْد مَناهَ : أَبُو حَیٍّ مِن تَمِیمٍ .

و من المَجَازِ: جاعَ إِلَیْه، أَیْ إِلَی لِقَائِهِ .إِذا عَطِشَ .

و جاعَ إِلَی مَالِهِ و عَطِشَ ،أَی اشْتاقَ ، عن أَبِی زَیْدٍ.و فی المُحْکَمِ : جاعَ إِلَی لِقَائِهِ :اشْتَهاهُ ،کعَطِشَ ،علی المَثَلِ .

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً:امْرَأَهٌ جَائعَهُ الوِشَاحِ إِذَا کَانَتْ ضَامِرهَ البَطْنِ .و یُقَالُ : هو مِنی علَی قَدْرِ مَجَاعِ الشَّبْعَانِ ، أَی عَلَی قَدْرِ ما یَجُوعُ الشَّبْعَانُ ،کَذا فی العُبَابِ ،زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و علَی قَدْرِ مَعْطَشِ الرّیَّانِ ،مِثْلُ ذلِکَ .

و فی المَثَل: «سِمَنُ کَلْبٍ بالإضافَهِ و النَّعتِ رُوِیَ بِهِمَا بجُوعِ أَهْلِهِ و یُرْوَی:بِبُؤْسِ أَهْلِهِ . أَیْ بوُقُوع، و فی العُبَابِ :عِنْدَ وُقُوعِ السُّوَافِ فی المَالِ و وُقُوعِهِمْ فی البَأْساءِ و الضَّرَّاءِ و هُزَالهِم. أَوْ کَلْبُ : اسْمُ رَجُل خِیفَ ،فَسُئلَ رَهْناً،فرَهَنَ أَهْلَهُ ،ثُمَّ تَمَکَّنَ من أَمْوالِ مَنْ رَهَنَهُمْ أَهْلَه، فسَاقَها و تَرَکَ أَهْلَه، فضُرِبَ المَثَلُ .

و یُقَالُ :هذا عَامُ مَجَاعَهٍ و مَجُوعَهٍ ،بضَمِّ الجِیم، و مَجْوَعَهٍ ،کَمَرْحَلَهٍ ، أی فیه الجُوعُ ،ج: مَجَائعُ (1)و مَجَاوِعُ .یُقَالُ :أَصابَتْهُم المَجَاوعُ .

و أَجَاعَهُ :اضْطَّرَهُ إِلی الجُوعِ ، قالَ الشّاعِرُ.

أَجاعَ اللّه مَنْ أَشْبَعْتُمُوهُ

و أَشْبَعَ مَنْ بِجَوْرِکُم أُجِیعَا

کجَوَّعَهُ ، و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

کَانَ الجُنَیْدُ و هُوَ فِینَا الزُّمَّلِقْ

مُجَوَّعَ البَطْنِ کِلابِیَّ الخُلُقْ

یَعْدُو عَلَی القَوْمِ بِصَوْتٍ صَهْصَلِقْ

و بهما یُرْوَی المَثَلُ : أَجِعْ کَلْبَکَ یَتْبَعْکَ . و یُقَالُ : جَوِّعْ أَیْ اضْطَرَّ اللَّئِیمَ إِلَیْکَ بالحَاجَهِ ،لِیَقَرَّ عِنْدَکَ فإِنَّهُ إِذا اسْتَغْنَی عَنْکَ تَرَکَکَ .و

17- حُکِیَ : أَنَّ المَنْصُورَ العَبّاسیّ قالَ ذَاتَ یَوْم لقُوَّادِهِ :لَقَدْ صَدَقَ الأَعْرَابِیُّ حَیْثُ قالَ :« جَوِّعْ کَلْبَکَ یَتْبَعْکَ »فقالَ لَهُ أَحَدُهُمْ :«یا أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ ،أَخْشَی-إِنْ فَعَلْتَ ذلِکَ -أَنْ یُلَوِّحَ لَهُ غَیْرُکَ برَغِیفٍ فَیَتْبَعَهُ وَ یَتْرُکَکَ ».

فأَمْسَکَ المَنْصُور،وَ لَمْ یُحِرْ جَوَاباً.

ص:80


1- (1) فی القاموس:«مجایع».

و تَجَوَّعَ :تَعَمَّدَ الجُوعَ . یُقَالُ :تَوَحَّشْ لِلدَّوَاءِ،و تَجَوَّعْ للدَّوَاءِ،أَیْ لا تَسْتَوْفِ الطَّعَامَ .

و المُسْتجِیعُ :مَنْ لا تَرَاه أَبَداً إِلاَّ و هو جائعٌ ، کما فی الصّحاح و الأَسَاس و العُبَاب.

و قالَ أَبُو سَعِیدٍ:هو الَّذِی یَأْکُلُ کُلَّ ساعَهٍ الشَّیْ ءَ بَعْدَ الشَّیْ ءِ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الجَوْعَهُ :المَرَّهُ الوَاحِدَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالُوا:إِنَّ للْعِلْمِ إِضَاعَهً و هُجْنَهً و آفَهً وَ نَکَداً و اسْتِجَاعَهً .فإِضَاعَتُهُ وَضْعُکَ إِیّاه فی غَیْرِ أَهْلِهِ ،و اسْتِجَاعَتُهُ أَنْ لا تَشْبَعَ مِنْهُ ، وَ نَکَدُهُ الکَذِبُ فِیهِ ،و آفَتُهُ النِّسْیَانُ ،و هُجْنَتُهُ إِضاعَتُه.

و فی الدُّعاءِ: جُوعاً لَهُ و نُوعاً،و لا یُقَدَّمُ الآخِرُ قَبْلَ الأَوَّلِ ،لأَنَّهُ تَأْکِیدٌ لَهُ .قَالَ سِیبَوَیه:هو مِنَ المَصَادِرِ المَنْصُوبَهِ عَلَی إِضْمَارِ الفِعْلِ المَتْرُوکِ إِظْهَارُه.

وَ جَائِعٌ نائِعٌ :إِتْبَاعٌ مِثْلُه.

و فُلانٌ جَائِعُ القِدْرِ،إِذا لَمْ تَکُنْ قِدْرُهُ مَلأَی،و هو مَجازٌ.

و الجَوْعَهُ ،بالفَتْحِ :إِقْفَارُ الحَیَّ .

و مَجَاعُ الشَّبْعانِ :اسْمُ قَبِیلَهٍ سُمُّوا بِجَبَلٍ لِهَمْدَانَ (1)،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِی.

و جَوْعَی ،کسَکْرَی:مَوْضِعٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَه،و سَیَأْتِی للمُصَنِّف فی الخَاءِ المُعْجَمَهِ .

فصل الحاءِ مع العین

أَسْقَطَهُ الأئمَّهُ مِنْ کُتُبِهِمْ ،فإِنَّ الأَزْهَرِیِّ قالَ ،العَیْنُ و الحَاءُ لا یَأْتَلِفَانِ فی کَلِمَهً واحِدَهٍ .قَالَ صاحِبُ اللّسَان (2):وَ رَأَیْتُ فی حَاشِیَهِ النُّسْخَهِ الَّتِی نَقَلْتُ منها-یَعْنِی نُسْخَهَ التَّهْذِیبِ -ما نَصُّهُ :ذَکَرَ أَبُو الحَسَنِ الحَضْرَمِیّ (3)أَنَّ أَبا عَمْرو قالَ :الحَعْحَعَه:زَجْرٌ بالکَبْشِ ، مِثْلُ الحَأحَأهِ ،و هذَا صَحَّ عَنْهُ ،قالَ :و أَحْسَبُهُ الْتَبَسَ عَلَیْهِ لِقُرْبِ مَخْرَجِ الهَمْزَهِ مِن العَیْنِ فی قَوْلِهمْ :حَأْحَأ،فَظَنَّهَا عَیْناً،و هذَا شَاقٌّ علَی اللِّسَانِ ،و لذلِکَ لَمْ تَجْتَمِع الحاءُ مع العَیْنِ فی کَلِمَهٍ .قَالَ الجُرْجانِیّ :و هذَا الَّذِی حَکَاهُ لَسْتُ أَعْرِفُه لأِبِی عَمْرو،و إِنَّمَا قالَ فی کتَابِ النَّوَادِر:الحَأْحَأَهُ -وَزْنُ الحَعْحَعَهُ -:أَنْ یَقُولَ لِلْکَبْشِ :حَأْحَأْ،زَجْرٌ،و مِنْ رَسْمِ أَبِی عَمْرٍو فِی هذا الکِتَابِ أَنْ یُمَثِّلَ الهَمْزَهَ بالعَیْنِ أَبَداً.

فصل الخاء مع العین

خبتع

خُبْتُعٌ ،کقُطْرُبٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو ع، و سَیَأْتِی أَیْضاً خُنْتُعٌ «بالنُّونِ »:اسْمُ مَوْضِعٍ ،إِنْ لَمْ یَکُنْ أَحَدُهُمَا تَصْحِیفاً عَن الآخَرِ (4).

خبدع

الخُبْدُعُ ،کقُطْربٍ و الدّال مُهْمَلَه،أَهملَهُ الجَوْهَرِیّ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو الضِّفْدَع فی بَعْضِ اللُّغَاتِ ،و ضَبَطَهُ صاحِبُ اللِّسَان بالذّالِ المُعْجَمَهِ .

خبذع

خَبْذَعٌ ،کجَعْفَرٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ (5).و قَالَ ابنُ حَبِیبَ :هو أَبُو قَبِیلَهٍ مِنْ هَمْدانَ ،و هو خَبْذَعُ بنُ مالِکِ بنِ ذِی بارِقٍ و اسْمُه جَعْوَنَهُ بنُ مالِکِ بنِ جُشَمَ بنِ حاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَیْرَانَ بنِ نُونِ بنِ هَمْدَانَ ،کذَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

خبرع

الخُبْرُوعُ ،کعُصْفُورٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قالَ

ص:81


1- (1) کذا بالأصل،و العباره فی الأساس:و فی الحدیث:«حتی إذا کان من دیار شبام علی قدر مجاع الشبعان»هو اسم قبیله سموا بجبل لهمدان. یرید بالقبیله شبام،و قد اشتبه علی الشارح حیث ذکر ان مجاع الشبعان اسم القبیله،و قد ورد فی معجم البدان «شبام»:و شبام جبل سکنه عبد اللّه و هو شبام و هو من ولد اسعد بن جشم بن حاشد بن جشم بن خیران بن نوف بن همدان،و قالب الحازمی:شبام جبل بالیمن نزله أبو بطن من همدان فنسب الیه.
2- (2) انظر اللسان« [1]جعل».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أبو الحسن الحضرمی،الذی فی اللسان: [2]ابو اسحاق النجیرمی».
4- (4) قیدها یاقوت فی الخاء و الباء و تاء منقطه باثنین من فوقها عن العمرانی و قال هو بوزن طحلب،و لم ترد اللفظه فی الخاء و النون.
5- (5) کذا،و فی اللسان:خبذع:الخبذع الضفدع فی بعض اللغات.انظر الترجمه السابقه.

ابنُ دُرَیْدٍ:هو النَّمَّامُ .و الخَبْرَعَهُ فِعْلُه و هی النَّمِیمَهُ ،کَذَا فی اللِّسَانِ و العُبَابِ و التَّکْمِلَه.

خبع

خَبَعَ بالمَکَانِ ،کمَنَعَ :أَقَامَ به، و خَبَعَ فیه، أَیْ دَخَلَ ، عن ابْنِ دُرَیْدٍ، و خَبَعَ الصَّبِیُّ خُبُوعاً بالضَّمِّ :انْقَطَعَ نَفَسُهُ ،و فُحِمَ مِن البُکَاءِ، کما فی الصّحاح و المُحْکَم، و نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ أَیْضاً.و قالَ :فإِنْ کانَ صَحِیحاً فهو مِن البابِ ،کَأَنَّ بُکَاءَهُ خُبِیء،قالَ :و الخاءُ و البَاءُ و العَیْنُ لَیْسَ أَصْلاً،و ذلِکَ أَنَّ العَیْنَ مُبْدَلَه مِن الهَمْزَهِ .

و الخَبْعُ :الخُبْ ءُ، أَی لُغَهٌ فیه.یُقَالُ : خَبَعْتُ الشَّیْ ءَ، أَیْ خَبَأتُهُ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و فی اللِّسَانِ :و أَمّا الخَبْعُ بمَعْنَی الخَبءِ فعَلَی الإِبْدَالِ ، لا یُعتَدُّ بهِ مِن هذَا البَابِ .

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: و بَنُو تَمِیمٍ یَقُولُونَ لِلْخِباءِ: الخِبَاعُ و أَنْشَدُوا لِذِی الرُّمَّهِ :

أَ عَنْ تَوَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ مَنْزِلَهً

ماءُ الصَّبابَهِ مِنْ عَیْنَیْکَ مَسْجُوُم

یُریدُ:أَ أنْ تَوَسَّمْتَ .

قالَ :و أَنْشَدَ أَبُو حَاتِمٍ ،لِرَجُلٍ من أَهْل الیَمَامَهِ .

فعَیْنَاشِ عَیْنَاهَا و جِیدُشِ جِیدُهَ

سِوَی عَنَّ عَظْمَ الساقِ مِنْشِ دَقِیقُ

یُرِیدُ:«سِویَ أَنَّ »،قالَ :و أَکْثَرُ رَبِیعَهَ یَجْعَلُ کَافَ المُؤَنَّثِ شِیناً.

و علی هذا قالُوا: امْرَأَهٌ خُبَعَهٌ طُلَعَهٌ ،کهُمَزَهٍ أَیْ تَخْتَبِیءُ تارَهً و تَبْدُو أُخْرَی. و فی اللِّسَان:أَیْ تَخْبَأُ نَفْسَها مَرَّهً ، و تُبدِیهَا مَرَّهً ،و هی بِمَعْنَی خُبَأَهٍ «بالهَمْزَه».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الخُبَعَهُ (1)،کهُمَزَهٍ :المُزْعَهُ مِنَ القُطْنِ ،عن الهَجَرِیّ .

خترع

الخُیْتَرُوعُ ،کحَیْزَبُونٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قالَ الخَارَزْنَجِیّ :هی المَرَأَهُ التی لا تَثْبُتُ عَلَی حَالٍ ، کَذا نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ عنه،و حَیْزَبُونٌ لَمْ یَذْکُرُهُ المُصَنِّف،و قَدْ نَبَّهنا عَلَیْه فی«ح ز ب».

ختع

خَتَعَ الرَّجُلُ ، کَمَنَعَ ، خَتْعاً و خُتُوعاً :رَکِبَ الظُّلْمَهَ باللَّیْلِ ،وَ مَضَی فِیهَا عَلَی القَصْدِ، کَمَا یَخْتَعُ الدَّلِیلُ بالقَوْمِ ،قالَ رُؤْبَهُ :

أعْیَتْ أَدِلاّءَ الفَلاَهِ الخُتَّعَا

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: خَتَعَ عَلَیْهِم، إذا هَجَمَ عَلَیْهِم. و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : خَتَعَ : هَرَبَ . قالَ الطِّرِمّاحُ یَصِفُ بَقَرَ الوَحْشِ :

یُلاوِذْنَ مِنْ حَرّ کأَنَّ أوَارَهُ

یُذِیبُ دِمَاغَ الضَّبِّ و هوَ خَتُوعُ

أَی هَارِبٌ من الحَرِّ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: خَتَعَ : أَسْرَعَ .و خَتَعَت الضَّبُعُ :

خَمَعَتْ .و قالَ غَیْرُه: خَتَعَ الفَحْلُ خَلْفَ الإبل: إذا قَارَبَ فی مَشْیِه.

و خَتَعَ السَّرابُ خُتُوعاً : اضْمَحَلَّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: خُتَعٌ ، کصُرَدٍ: من أَسْمَاءِ الضَّبُع، و لَیْسَ بثَبَتٍ و قالَ غَیْرُهُ :دَلِیلٌ خُتَعٌ :هو الحاذِقُ فِی الدّلالَهِ الماهِرُ بها،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، کالخَتِع ،ککَتِفٍ ،و جَوْهَرٍ، و صَبُورٍ، یُقَالُ :وَجَدْتُهُ خُتَعَ لا سُکَعَ ،أَیْ لا یَتَحَیَّرُ.و ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ الخَوْتَعَ .قالَ ذُو الرُمَّهِ .

یَهْمَاءُ لا یَجْتَازُهَا المُغَرَّرُ

کَأَنَّمَا الأَعْلامُ فِیهَا سُیَّرُ

بِهَا یَضِلُّ الخَوْتَعُ المُشَهَّرُ

و الخَوْتَعُ ،کجَوْهَرٍ: ضَرْبٌ مِن الذُّبَابِ کِبَارٌ،و قِیلَ :هو ذُبَابُ الکَلْبِ .و قال أَبُو حَنِیفَهَ : ذُبَابٌ أَزْرَقُ یَکُونُ فی العُشْبِ ، قال الراجِزُ:

لِلْخَوْتَعِ الأَزْرَقِ فِیهِ صاهِلْ

عَزْفٌ کعَزْفِ الدُّفِّ و الجَلاجِلْ

و الخَوْتَعُ : وَلَدُ الأَرْنَب، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَوْتَعُ : الطَّمَعُ .

و بهَاءٍ الخَوْتَعَهُ :هو الرَّجُلُ القَصِیرُ.و فی المَثَلِ : «أَشْأَمُ مِنْ خَوْتَعَهَ » ،هو، و فی الصّحاحِ :زَعَمُوا أَنَّهُ رَجُلُ مِنْ بَنِی غُفَیْلَهَ بنِ قاسِطِ بنِ هِنْبِ بنِ أَفْصَی بنِ دُعْمِیّ بنِ جَدِیلَهَ بنِ

ص:82


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«و الخبأ».

أَسَدِ بنِ رَبِیعَهَ ،کانَ مسؤوماً،لأَنَّهُ دَلَّ کُثَیْفَ (1)بِنَ عَمْرٍو التَّغْلِبِیّ و أَصْحابَهُ عَلَی بَنِی الزَّبَّانِ الذُّهْلِیّ قالَ أَبو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ حَبِیبَ فی کتابِ مُتَشَابِه القَبَائِلِ و مُتَّفِقها:«و فی بَنِی ذُهْلِ بنِ ثَعْلَبَهَ بْنِ عُکَابَهَ الزَّبَّانُ بنُ الحارِثِ بنِ مالِکِ بنِ شَیْبَانَ بنِ سَدُوس بنِ ذُهْلٍ ،بالزای و الباءِ بوَاحِدَهٍ .و ذکر القَاضِی أَبو الوَلِیدِ هِشامُ بنُ أَحْمَدَ الوَقَّشِیُّ فی نَقْدِ الکِتَاب، الرَّیَّانَ ،بالراءِ و الیاءِ،ثُمَّ قَوْلُهُ :الذُّهْلِیّ هُوَ الصَّحِیحُ ،کما عَرَفْتَ ،و قَدْ وُجِدَ بخَطِّ أَبِی سَهْلٍ الهَرَوِیّ بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ،و هو خَطَأ، لتِرَهٍ کانَتْ عِنْدَ عَمْرو بنِ الزَّبَّان، و کانَ سَبَبُ ذلِکَ أَنَّ مالِکَ بنَ کومَهَ الشَّیْبَانِیَّ لَقِیَ کُثَیْفَ بِنَ عَمْرٍو فی[بَعضِ ] (2)حُرُوبِهم،و کانَ مَالِکٌ نَحِیفاً قَلِیلَ اللَّحْمِ ،و کانَ کُثَیْفٌ ضَخْماً،فَلَمَّا أَرادَ مَالِکٌ أَسْرَ کُثَیْفٍ اقْتَحَمَ کُثَیْفٌ عَنْ فَرَسِهِ لِیَنْزِلَ إِلیه مالِکٌ ،فأَوْجَرَهُ مالِکُ السِّنَانَ ،و قال:لتَسْتَأْسِرَنَّ أَوْ لأَقْتُلَنَّکَ ،فاسْتَبَقَ (3)هو و عَمْرُو بنُ الزَّبّان،و کِلاهُمَا أَدْرَکَه،فَقَالا:«قَدْ حَکَّمْنَا کُثَیفاً،یا کُثَیْفُ ،مَنْ أَسَرَکَ ؟»فَقالَ :«لَوْ لا مَالِکُ بنُ کُومَهَ کُنْتُ فی أَهْلِی»،فَلَطَمَهُ عَمْرُو بنُ الزَّبَّانِ ،فغَضِبَ مَالِکٌ .

و قالَ :«تَلْطُم أَسِیِری،إِنّ فِدَاءَکَ یا کُثَیْفُ مائهُ بَعِیر،و قد جَعَلْتُهَا لَکَ بلَطْمَهِ عَمْرٍو وَجْهَکَ »،و جَزَّ نَاصِیَتَه و أَطْلَقَهُ ،فلَمْ یَزَلْ کُثَیْفٌ یَطْلُبُ عَمْراً باللَّطْمَهِ حَتّی دَلّ عَلَیْهِ رَجُلٌ من غُفَیْلَهَ یُقَالُ لَهُ : خَوْتَعَهُ ،و قَدْ نَدَّتْ لَهُمْ إِبِلُ ،فخَرَجَ عَمْرٌو و إِخْوَتُهُ فی طَلَبِها فأَدْرَکُوها،فذَبَحُوا حُوَاراً فاشْتَوَوْه.

فأَتَوْهُم، أَی کُثَیْفٌ و أَصْحَابُهُ بضعْفِ عِدَادِهم و قد (4)جَلَسُوا عَلَی الغَدَاءِ و أَمَرَهم إذا جَلَسُوا مَعَهُم علی الغَداءِ،أَن یُکَنِّفَ کُلَّ رَجُلٍ مِنْهُم رَجُلانِ ،فمَرُّوا فیهِمْ مُجْتَازِینَ ،فَدَعَوْهُمْ فأَجَابُوهُم،فجَلَسُوا کَمَا ائتُمِرُوا،فَلَمَّا حَسَر کُثَیْفٌ عن وَجْهِهِ العِمَامَهَ عَرَفَه عَمْرٌو، فَقَالَ عَمْرٌو: یا کُثَیْفُ ،إنَّ فی خَدِّی وِقَاءً مِنْ خَدِّک،و ما فِی بَکْرِ بنِ وائلٍ خَدٌّ أَکْرَمُ مِنْهُ فَ لا تَشُبَّ الحَرْبَ بَیْنَنَا و بَیْنَکَ .قالَ :کَلاَّ،بَلْ أَقْتُلُکَ و أَقْتُلُ إِخْوَتَکَ ،قالَ :فَإنْ کُنْتَ فاعِلاً فأطْلِقْ هؤلاءِ الَّذِینَ لَمْ یَتَلَبَّسُوا بالحُرُوبِ ،فإِنَّ ورَاءَهُم طَالِباً أَطْلَبَ مِنِّی-یَعْنِی أَباهُمْ -فَقَتَلَهُمْ و جَعَلَ ، و فی العُبَاب:فَقَتَلُوهُمْ و جَعَلُوا رؤوسَهم فی مِخْلاهٍ ،و عَلَّقَهَا فِی عُنُقِ نَاقَهٍ لَهُمْ یُقَال لَهَا:

الدُّهَیْمُ ،فَجَاءَت النَّاقَهُ و الزَّبَّانُ جَالِسٌ أَمامَ بَیْتِه،فبَرَکَت.

فقالَ :یا جَارِیَهُ ،هذِهِ ناقَهُ عَمْرٍو،و قَدْ أَبْطَأَ هو و إخْوَتُهُ ، فقَامَت الجَارِیَهُ ،فجَسَّتِ المِخْلاهَ ،فقَالَتْ :قَدْ أَصابَ بَنُوکَ بَیْضَ النَّعامِ ، فجاءَتْ بالمِخْلاهِ فأَدْخَلَتْ یَدَهَا فأَخْرَجَتْ رَأْسَ عَمْرٍو،ثُمَّ رُؤُوسَ إِخْوَتِهِ ،فَغَسَلَهَا الزَّبَّانُ ،و وَضَعَهَا عَلَی تُرْس.و قالَ :«آخِرُ البَزِّ عَلَی القَلُوصِ »فذَهَبَتْ مَثَلاً، أَیْ هذا آخَرُ عَهْدِی بهم،لا أَراهُمْ بَعْدَهُ ،و شَبَّتِ الحَرْبُ بَیْنَهُ و بَیْنَ بَنِی غُفَیْلَهَ حَتّی أَبَادَهُم، فضَرَبَتِ العَرَبُ بخَوْتَعَهَ المَثَلَ فی الشُّؤْمِ ،و بحِمْلِ الدُّهَیْمِ فی الثِّقَلِ .و قَدْ ذَکَره الجَوْهَرِیُّ مُخْتَصَراً،و أَطَالَ المُصَنِّفُ فی شَرْحِهِ تَقْلِیداً للصّاغَانِیّ علی عادَتِه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: یُقَالُ للرَّجُلِ الصَّحِیحِ :هو أَصَحُّ مِنَ الخَوْتَعَهِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الخَتعَهُ (5)أُنْثَی النُّمْورِ.

و الخَتِیعَهُ ، کسَفِینَهٍ ، کَذا فی الصّحاح،و وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِیّ : الخَیْتَعَهُ ،کحَیْدَرَهٍ (6)،و الأَوَّلُ الصَّوَابُ : قِطْعَهٌ مِنْ أَدَمٍ یَلُفُّهَا الرَّامِی عَلَی أَصابِعِهِ ، کما فی العُبَابِ ،أَیْ عِنْدَ رَمْیِ السِّهَام.و فی الصّحّاحِ :جُلَیْدَهٌ یَجْعَلُهَا الرّامِی علَی إِبْهَامِهِ ،و مِثْلُهُ فی الأَسَاسِ ،و تَقُولُ :أَخَذَ الرّامِی الخَتِیعَهَ ،و أَمِنَ الرّاعِی الخَدِیعَهَ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : الخِتَاعُ کَکِتَابٍ :الدَّسْتَبَانَاتُ ، مِثْل ما یَکُونُ لأَصْحَابِ البُزَاهِ ،فَارِسِیّه.

و الخَتِیعُ ، کأَمِیرٍ:الدّاهِیَهُ ، و الَّذِی نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ عن ابْنِ عَبّادٍ: الخَیْتَعُ ،کحَیْدَر:الدَّاهِیَهُ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: انْخَتَعَ الرَّجُلُ فی الأَرْضِ ، إذا ذَهَبَ فیها و أَبْعَدَ.

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

خَتَعَ فِی الأَرْضِ خُتُوعاً :ذَهَبَ و انْطَلَقَ .

وَ رَجُلٌ خُتَعَهٌ ،کهُمَزَه:سَرِیعٌ فی المَشْیِ .

ص:83


1- (1) ضبطت عن اللسان،و [1]ضبطت فی مجمع [2]المیدانی:«کُثَیِّف»مثل رقم 2030.
2- (2) زیاده عن المیدانی.
3- (3) عند المیدانی:«فاحتقّ فیه هو..».
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و هم قد».
5- (5) فی التکمله:و الخُتَعَه مثال الهُمَزَه.
6- (6) الذی فی الصحاح المطبوع:و الختیعه.

و خَوْتَعَهُ بنُ صَبِرَه (1):جَدُّ لرَقَبَهَ بنِ مَصْقَلَهَ .

ختلع

خَتلَعَ الرَّجُلُ :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أَیْ ظَهَرَ و خَرَجَ إِلَی البَدْو. قالَ :أَخْبَرَنا أَبُو حاتِمٍ قالَ :قُلتُ لأمِّ الهَیْثَمِ -و کانَتْ أَعْرَابِیَّهً فَصِیحَهً -:ما فَعَلَتْ فُلانَهُ ؟لأَعْرَابِیَّهٍ کُنْتُ أَرَاهَا مَعَهَا،فقالَتْ : خَتْلَعَتْ و اللّه طَالِعَهً ،فقُلْتُ :ما خَتْلَعَتْ ؟فقالَتْ :ظَهَرَتْ .تُرِیدُ أَنَّهَا خَرَجَتْ إِلَی البَدْوِ،کَذا فی الجَمْهَرَهِ ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،ثُمَّ إِنَّ ظَاهِرَ کَلامِهم أَنَّ التاءَ فی الخَتْلَعَهِ أَصْلِیَّهٌ ،و نَقَل شَیْخُنا عَنْ أَبِی حَیّانَ أَنَّهَا زَائِدَهٌ ،و أَصْلُ خَتْلَعَ خَلَعَ ،فَتَأَمَّلْ .

خثع

الخَوْثَعُ ،کجَوْهَرٍ، و الثّاءُ مَثَلَّثَهٌ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .و قال ثَعْلَبٌ :هو اللَّثِیمُ . کَمَا فی اللِّسَانِ .

خدرع

خَدْرَعَ ،بالمُهْمَلَهِ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أَیْ أَسْرَعَ ، و ضَبَطَهُ صاحِبُ اللِّسَان بالذَّالِ المُعْجَمَهِ .

خدع

خَدَعَهُ ،کمَنَعهُ ، یَخْدَعُهُ خَدْعاً ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، مِثَالُ :سَحَرَهُ سَحْراً،کذا فی الصّحاحِ .قُلْتُ :

و الکَسْرُ عن أَبِی زَیْدٍ،و أجاز غَیْرُهُ الفَتْحَ ،قالَ رُؤْبَه:

و قَدْ أَدَاهِی خِدْعَ مَنْ تَخَدَّعا

: خَتَلَهُ و أَرادَ به المَکْرُوهَ مِن حَیْثُ لا یَعْلَمُ ، کاخْتَدَعَهُ ، فانْخَدَع ، کما فی الصّحاح.

و قالَ غَیْرُهُ : الخَدْعُ :إِظْهَارُ خِلافِ ما تُخْفِیهِ .

و فی المُفْرَداتِ ،و البَصَائرِ: الخِدَاعُ :إِنْزَالُ الغَیْرِ عَمّا هو بصَدَدِهِ بأَمْرٍ یُبْدِیهِ عَلی خِلافِ ما یُخْفِیهِ . و الاسْمُ الخَدِیعَهُ ، و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ .زادَ غَیْرُهُمَا:و الخَدْعَه ، و قِیلَ : الخَدْعُ و الخَدِیعَهُ المَصْدر،و الخِدْعُ و الخِدَاعُ الاسْمُ . و

14- فی الحَدِیثِ عَن النَّبِیّ صلّی اللّه علیه و آله أَنَّه قَالَ : الحَرْبُ خدْعَهٌ ،مُثَلَّثَه . و کهُمَزَهٍ ،و رُوِیَ بِهِنّ جَمِیعاً، و الفَتْحُ أَفْصَحُ ،کما فی الصّحاح.و قال ثَعْلَبٌ :بَلَغَنا أَنَّها لُغَهُ النَّبِیّ صلّی اللّه علیه و آله.و نَسَبَ الخَطّابیُّ الضَّمَّ إِلَی العامَّهِ .قالَ :و رَوَاهُ الکِسَائیّ و أَبُو زَیْدٍ کهُمَزَهٍ ،کَذا فی إصْلاحِ الأَلْفَاظِ للخَطّابیّ ، أَیْ تَنْقَضِی أَیْ یَنْقَضی أَمْرُها بِخُدْعَهٍ (2)وَاحِدَهٍ ، کما فی العُبَاب.

و قال ثَعْلَبُ :مَنْ قَالَ خَدْعَهً فَمَعْنَاهُ :مَنْ خُدِعَ فِیها خَدْعَهً ،فَزَلَّتْ قَدَمُه و عَطِبَ ،فَلَیْسَ لَهَا إقَالَهٌ .قالَ ابنُ الاثِیرُ:و هُوَ أَفْصَحُ الرِّوَایَاتِ و أَصحُّهَا.و من قالَ : خُدْعَهُ ، أَرادَ هی تُخْدَع ،کَمَا یُقَال:رَجُلُ لُعْنَهٌ :یُلْعَن کَثِیراً،و إذا خَدَعَ أَحَدُ الفَریقَیْنِ صاحِبَهُ فی الحَرْبِ ،فکأَنَّمَا خُدِعَتْ هی.و مَنْ قالَ : خُدَعَه ،أرادَ أَنَّهَا تَخْدَعُ أَهْلَهَا (3)،کَمَا قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ :

الحَرْبُ أَوّلُ ما تَکُونُ فَتِیَّه

تَسْعَی بِبِزَّتِها لِکُلِّ جَهُولِ

و فی المُعْجَمِ فی«أ ج أ»أَوّلُ مَنْ قالَ هذا عَمْرُو بنُ الغَوْث بنِ طَیَّیءٍ،فی قِصَّهٍ ذَکَرَهَا عِنْدَ نُزُولِ بَنِی طَیِّیءٍ الجَبَلَیْن.

و خَدْعَهُ :ماءَهٌ (4)لغَنِیّ بنِ أَعْصُر، ثُمَّ لَبنِی عِتْرِیفِ بنِ سَعْدِ بنِ جَلاَّنَ (5)بنِ غَنْمِ (6)بنِ غَنِیّ .

و خَدْعَهُ :اسْمُ امْرَأَهٍ و قِیلَ :اسْمُ نَاقَهٍ . و بِهِمَا فُسَّرَ ما أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ :

أسِیرُ بشَکْوَتِی و أَحُلُّ وَحْدِی

و أَرْفَعُ ذِکْرَ خَدْعَهَ فِی السَّمَاعِ

و خَدَعَ الضَّبُّ فی جُحْرِه یَخْدَعِ خَدْعاً : دَخَلَ و قالَ أَبُو العَمَیْثَلِ : خَدَعَ الضَّبُّ ،إذا دَخَلَ فِی وِجَارِهِ مُلْتَوِیاً، و کذلِکَ الظَّبْیُ فی کِنَاسِهِ ،و هو فی الضَّبِّ أَکْثَرُ.و

16- فی حَدِیثِ القَحْطِ : « خَدَعَتِ الضِّبابُ ،و جَاعَتِ الأعْرَابُ ». أَیْ امْتَنَعَتْ فی جِحَرَتِهَا،لأَنَّهُمْ طَلَبُوهَا،و مَالُوا عَلَیْهَا لِلْجَدْبِ الَّذِی أَصابَهُمْ .و قَالَ اللَّیْثُ : خَدَعَ الضَّبُّ :إذا دَخَلَ جُحْرَهُ ،و کذلِکَ غَیْرُهُ .و أَنْشَدَ لِلطِّرِمّاح:

یُلاوِذْنَ من حَرَّ یَکَادُ أُوارُهُ

یُذِیبُ دِمَاغَ الضَّبِّ و هوَ خَدُوعُ

ص:84


1- (1) عن جمهره انساب العرب ص 297 و [1]بالأصل«حبره»و فی ابن حزم: خوتعه بن عبد اللّه بن صبره.
2- (2) ضبطت فی التهذیب،ضبط حرکه،بالفتح ثم السکون.
3- (3) قال الأزهری و أجودها-أی لغات خدعه،ما قال الکسائی و أبو زید «خُدَعه»أی کهمزه.
4- (4) فی معجم البلدان:ماء.
5- (5) ضبطت عن جمهره ابن حزم،و فی الاصابه:حلان بالحاء.
6- (6) عن جمهره ابن حزم ص 247 و [2]بالأصل«غنیم».

قال الصاغَانیّ :الرِّوَایَه«خَتُوع»بالتّاءِ الفَوْقِیّه،و قَدْ تَقَدَّمَ .

و قالَ غَیْرُه: خَدَعَ الضَّبُّ خَدْعاً :اسْتَرْوَحَ رِیحَ الإِنْسِانِ فَدَخَلَ فی جُحْرِه لِئَلاّ یُحْتَرَشَ .

و من المَجَازِ: خَدَعَ الرِّیقُ فی الفَمِ :قَلَّ وجَفَّ ،کما فی الأساسِ .و قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :أَی فَسَدَ،و فی الأساسِ :و قَالَ ابنُ الأعرَابِیّ :أَی فَسَدَ،و فی الصّحاح: یَبِسَ . و قالَ غَیْرُه: خَدَعَ الرِّیقُ خَدْعاً :نَقَصَ ، و إِذا نَقَصَ خَثُرَ،و إِذا خَثُرَ أَنْتَنَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ لِسُوَیدِ بنِ أَبِی کاهِلٍ یَصِفُ ثَغْرَ امْرَأَهٍ :

أَبْیَضَ اللِّوْنِ لَذِیذاً طَعْمُهُ

طَیِّبَ الرِّیقِ إِذا الرِّیقُ خَدَعْ

قالَ :لأَنَّهُ یَغْلُطُ وَقْتَ السَّحَرِ فَیْبَسُ و یُنْتِنُ .

و مِن المَجَازِ:کَان فُلانٌ الکَرِیم ثُمَّ خَدَعَ ،أَیْ أَمْسَکَ ، کما فی الصّحاح،زادَ فی اللِّسَانِ :وَ مَنَعَ و قالَ اللِّحْیَانِیّ :

خَدَعَ الثَّوْبِ خَدْعاً ،و ثَنَاهُ ثَنْیاً بِمَعْنی وَاحِدٍ،و هو مَجازٌ.

و مِن المَجَازِ: خَدَعَ المَطَرُ خَدْعاً ،أَیْ قَلَّ ،و کذلِکَ خَدَعَ الزَّمَانُ خَدْعاً ،إِذا قَلَّ مَطَرُه،و أَنْشَدَ الفارِسیُّ :

و أَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العَلاَّتِ قَدْ خَدَعَا

قُلْتُ :و قَدْ تَقَدَّمَ فی«ج د ع».

و أَصْبَحَ الدَّهْرُ ذُو العِرْنِینِ قَدْ جُدِعا

و ما أَنْشَدَه الفَارِسِیُّ أَعْرَفُ .

و خَدَعَت الأَمُورُ:اخْتَلَفَتْ ،عن ابْنِ عَبّادٍ،و هو مَجَازٌ.

و خَدَع الرَّجُلُ :قَلَّ مالُهُ ، و کَذَا خَیْرُهُ ،و هو مَجاز.

و خَدَعَتْ عَیْنُه:غَارَتْ ، عن اللِّحْیَانِیّ ،و هو مَجاز.

و مِن المَجازِ: خَدَعَت عَیْنُ الشَّمْسِ ، أَیْ غَابَتْ و فی الأَسَاسِ :غارَتْ ،قالَ :و هو مِنْ خَدَعَ الضَّبُّ ،إِذا أَمْعَنَ فی جُحْرِهِ .

و مِن المَجَازِ: خَدَعَتِ السُّوقُ خَدْعاً : کَسَدَتْ و کُلُّ کاسِدٍ خَادِعٌ .و قِیلَ : خَدَعَتِ السُّوقُ ،أَیْ قامَتْ ،فکَأَنَّهُ ضِدُّهُ ، کانْخَدَع کَذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه« کانْخَدَعَتْ »،کما هو نص اللِّحْیَانیّ فی النّوادِرِ.

و یُقَال: سُوقٌ خادِعَه ، أَی مُخْتَلِفَهٌ مُتَلَوِّنَهٌ ، کما فیالصّحاح و العُبَابِ :زادَ فی الأَساسِ :تَقُومُ تَارَهً و تَکْسُدُ أُخْرَی.و

16- قالَ أَبو الدِّینارِ فی حَدِیثه: «السُّوقُ خَادِعَهٌ ». أَی کاسِدَهٌ .قالَ ،و یُقَالُ :السُّوقُ خَادِعَهٌ ،إذا لَمْ یُقْدَرْ علی الشَّیءِ إِلاّ بغَلاَءٍ.و قال الفَرّاءُ:بَنُو أَسَدٍ یَقُولُونَ (1):إنَّ السَّعْرَ لَمُخادِعٌ ،و قد خَدَعَ :إذا ارتَفَعَ و غَلاَ.

و مِنَ المَجَاز: خُلُقٌ خَادِعٌ ، أَیْ مُتَلوِّنٌ ، و قَدْ خَدَعَ الرَّجُلُ خَدْعاً ،إذا تَخَلَّقَ بغَیْرِ خُلُقِه.

و بَعِیرٌ خَادِعٌ و خَالِعٌ ،کما فی العُبَابِ ،و نَصُّ اللِّسَان:

بَعِیرٌ به خادِعٌ و خالِعٌ ، إذا بَرَکَ زَالَ عَصَبُهُ فی وَظِیفِ رِجْلِهِ ، و به خُوَیْدِعٌ و خُوَیْلِعٌ ،و الخَادِعُ أَقَلُّ مِن الخَالِع.

و الخَدُوعُ کصَبُورٍ:النَّاقَهُ تُدِرُّ مَرَّهً القَطْرَ،و تَرْفَعُ لَبَنَها مَرَّهً .

و مِن المَجَازِ: الخَدُوعُ : الطَّرِیقُ الَّذِی یَبِینُ مَرَّهً ، و یَخْفَی أُخْرَی. قالَ الشّاعِرُ یَصِفُ الطَّرِیقَ :

و مُسْتَکْرَهٍ مِن دَارِسِ الدَّعْسِ داثِرٍ

إذا غَفَلَت عَنْهُ العُیُونُ خَدُوع

کالخَادِع ، یُقَالُ :طَرِیقٌ خَادِعٌ ،إذا کانَ لا یُفْطَنُ لَهُ .قال الطِّرِمّاحُ یَصِفُ دارَ قَوْمٍ :

خَادِعَهُ المَسْلَکِ أَرْصَادُهَا

تُمْسِی وُکُوناً فَوْقَ آرَامِهَا

و الخَدُوعُ و الخَادِعُ : الکَثِیرُ الخِدَاعِ . قال الطِّرِمّاحُ :

کَذِی الطِّنْ ءِ لا یَنْفَکُّ عَوْضاً (2)،کأَنَّهُ

أَخُو حَجْرَهٍ بالعَیْنِ و هُوَ خَدُوعُ

کالخُدَعَه ،کهُمَزَه، و کذلِکَ المرأَه.

و الخُدْعَه ،بالضَّمِّ :مَنْ یَخْدَعُه الناسُ کَثِیراً، کما یُقَال:

رَجُلٌ لُعْنَه،و قد تَقَدَّم ذلِکَ عن ثَعْلَبٍ فی شَرْح الحَدِیث، و تَقَدَّم بَحثُه أَیضاً فی«ل ق ط »عن ابن بَرَّیّ مُفصَّلاً، فرَاجِعْه.

و الخُدَعَه ، کهُمَزَه:قَبِیلَه من تَمِیم،و هم رَبِیعَهُ بنُ

ص:85


1- (1) فی التهذیب:یقولون:إن السوق لخادع،و ان السعر لخادع.
2- (2) فی الدیوان:«عوض»بدون تنوین.

کَعْب بنِ سَعْد بنِ زَیْد مَنَاهَ بنِ تَمِیم.قالَ الأَضْبَطُ بنُ قُریْع السَّعْدِیّ :

لکلِ هَمٍ من الهُمُومِ سَعَه

و المُسیء و الصُّبْحُ لا فَلاحَ مَعَه

أَکْرِمَنّ الضَّعِیفَ عَلَّکَ أَنْ تَرْ

کَعَ یوماً و الدَّهْرُ قد رَفَعَه

وصِل وِصَالَ البَعِیدِ إِنْ وَصَلَ الحَبْ

لَ ،و أَقْصِ القَرِیبَ إِنْ قَطِعَه

و اقبَلْ من الدَّهْرِ ما أَتَاکَ بِهِ

مَنْ قَرَّ عیناً بعَیْشِه نَفَعَه

قد یَجْمَعُ المالَ غیرُ آکِلِه

و یَأْکلُ المالَ غَیْرُ مَنْ جَمَعَهْ

ما بالُ مَنْ غَیُّه مُصِیبُک لا تَم

لِکُ شَیْئاً مِنْ أَمرِه وَزَعَهُ

حتَّی إِذَا مَا انْجَلَتْ عَمَایَتُه

أَقْبَلَ یَلْحَی و غَیُّه فَجَعَه

أَذُودُ عن نَفْسِه،و یَخْدَعُنِی

یا قَوْمُ ،مَنْ عَاذِرِی مِنَ الخُدَعَهْ

کَتَبْتُ القِطْعَهَ بتَمَامِهَا لجَوْدِتِهَا.و

16- یُرْوَی: «لا تُهِینَ الْفقِیرَ». أَی لا تُهِینَنْ ،فحُذِفَتِ النُّونُ الخَفِیفَهُ لمَّا اسْتَقْبَلَهَا سَاکنٌ ، و قال بَعْضُهُم: الخُدَعَهُ فی هذا البَیْتِ اسْمٌ للدَّهْرِ، لتلَوُّنِه.و یُقَال:دَهْرٌ خَادِعٌ و خُدَعَهٌ ،و هو مَجاز.

و الخَیْدَعُ ، کحیدَرٍ: منْ لا یُوثَقُ بمَوَدَّتِه.

و الغُولُ الخَیْدَعُ ،أَی الخَدَّاعَهُ ، و هو مِنْ ذلِک. و الطَّرِیقُ الخَیْدَعُ :الجائرُ (1)عن وَجْهِهِ المُخَالِفُ لِلْقَصْدِ، لا یُفْطَنُ له، کالخَادِع ،و هو مَجَاز. و یُقالُ :غَرَّهُمُ الخَیْدَعُ ،أَی السَّرَابُ . و مِنْهُ أَخِذَ الغُولُ ،و هو مَجَازٌ،و یَکُونُ مَعْنَی الغُولِ من مَجَازِ المَجاز،و أَخِذَ السَّرابُ مِن الخَیْدَعِ ، بمَعْنی مَنْ لاَ یُوثَقُ بمَودّتِه.

و الخَیْدَعُ : الذِّئْبُ المُحْتَال، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ و الصّاغَانِیّ ،و هو مَجازٌ.

و ضَبُّ خَدِعٌ ،ککَتِف،مُرَاوغُ ، کما فی الصِّحاح،زادَ الزَّمَخْشَرِیّ :و خَادِعٌ ،و هو مجاز. و فی المَثَلِ : « أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ » کما فی الصّحاح.قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَالُ ذلِکَ إذا کانَ لا یُقْدَرُ عَلَیْهِ من الخَدْع .

و فی العُبَابِ :و قال الفارِسِیّ :قالَ أَبُو زَیْدٍ:و قالُوا:«إِنَّکَ لأَخْدَعُ (2)مِنْ ضَبَّ حَرَشْتَهُ ».و مَعْنَی الحَرْشِ أَنْ یَمْسَحَ الرَّجُلُ علَی فَمِ جُحْرِ الضَّبِّ یَتَسَمَّعُ الصَّوْتَ ،فربّما أَقْبَلَ و هو یَرَی أَنَّ ذلِکَ حَیَّهٌ ،و رُبما أَروَحَ رِیحَ الإِنْسَانِ ، فخَدَعَ فی جُحْرِه،و لَمْ یَخْرُجُ ،و أَنْشَدَ الفارِسی:

و مُحْتَرِشٍ ضَبٍ العَداوَه مِنْهُمُ

بحُلْوِ الخَلاَ،حَرْشَ الضَّبَابِ الخَوَادِعِ

حُلْوُ الخَلاَ:حُلْوُ الکَلامِ .و فی العُبَابِ : خِدَاعُ الضَّبِّ أَنَّ المُحْتَرِشَ إذا مَسَحَ رَأْسَ حُجرِه لِیظُنَّ أَنَّهُ حَیَّهُ ،فإِنْ کانَ الضَّبُّ مُجَرَّباً أَخْرَجَ ذَنَبَه إِلَی نِصْفِ الجُحْرِ،فإِنْ أَحَسَّ بحَیَّهٍ ضَرَبَهَا فقطعها نِصفین،و إِنْ کانَ مُحْتَرِشاً لَمْ یُمْکِنْه الأَخْذُ بذَنَبِهِ فَنَجَا یَدَهُ فی حُجرِهِ ،لأَنَّهُ لا یَخْلُو مِنْ عَقْربَ ، فهو یَخَافُ لَدْغَهَا،و بَیْن الضَّبِّ و العَقْرَبِ ألْفَهٌ شَدِیدَهٌ ،و هو یَسْتَعِینُ بِهَا عَلَی المُحْتَرِشِ ،قال:

و أَخْدَعُ مِنْ ضَبِّ إذا جاءَ حَارِشٌ

أَعَدَّ لَهُ عِنْدَ الذُّنَابَهِ عَقْرَبَا

و قِیلَ : خِدَاعُهُ :تَوَارِیهِ ،و طُولُ إِقَامَتِهِ فی جُحْرِهِ ،و قِلَّهُ ظُهُورِهِ ،و شِدَّهُ حَذَرِه.

و الأَخْدَعُ :عِرْقٌ فی مَوضِعِ المَحْجَمَتَیْنِ ،و هو شُعْبَهٌ من الوَرِیدِ و هُمَا أَخْدَعَانِ ،کما فی الصّحَاحِ ،و هُمَا عِرْقَانِ خَفِیَّانِ فی مَوْضعِ الحِجَامَهِ من العُنُقِ ،و قالَ اللَّحْیَانِیّ :هُمَا عِرْقانِ فی الرَّقَبَهِ ،و قِیلَ :هُمَا الوَدَجَانِ .و

16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّهُ احْتَجَمَ عَلَی الأَخْدَعَیْنِ و الکَاهِل». قال الجَوْهَرِیّ :و ربما وَقَعَتِ الشَّرْطَهُ عَلَی أَحَدِهِمَا فیُنْزَفُ صاحِبُه،أَیْ لأَنَّهُ شُعْبَهٌ من الوَرِیدِ ج: أَخادِعُ قَالَ الفَرَزْدَقُ :

و کُنَّا إذا الجَبَّارُ صَعَّرَ خدَّه

ضربناه حتی تَسْتَقِیمَ الأَخادِعُ

و المَخْدُوعُ :مَنْ قُطِعَ أَخْدَعُه ، و قَدْ خدَعَهُ یَخْدَعُه خَدْعاً . و فی الحَدِیثِ :«تکونُ بَیْنَ یَدَی الدَّجَّالِ سِنُونَ خَدَّاعَهٌ . قالَ الجَوْهَرِیُّ :أی قَلِیلَهُ الزَّکاءِ و الرَّیْعِ ، مِنْ خَدَعَ المَطَرُ،إذا قَلَّ .و خَدَعَ الرِّیقُ ،إذا یَبِسَ (3)،فهو مِنْ مَجَازِ

ص:86


1- (1) الأساس:الحائد.
2- (2) الأصل و اللسان،و [1]فیه فی ماده«حرش»:یقال لهو أخبث من ضبّ حرشته.
3- (3) اللسان:إذا جفّ .

المَجَازِ.قال الصّاغَانِیّ :و قِیلَ :إِنَّهُ یَکْثُرُ فیها الأَمْطَارُ، و یَقِلُّ فیها الرَّیْعُ ،و

16- یُرْوَی: «إِنَّ بَیْنَ یَدَیِ السّاعَهِ سِنِینَ غَدَّارَهِ ،یَکْثُرُ فِیها المَطَرُ،و یَقِلُّ النَّبَاتُ ». أَی تُطْمِعُهُم فی الخِصْبِ بالمَطَرِ،ثُمَّ تُخْلِفُ .فَجَعَلَ ذلِکَ غَدْراً مِنْهَا و خَدِیعَهً ،قالَهُ ابنُ الأَثِیر.و قالَ شَمِرٌ:السِّنُونَ الخَوَادِعُ :

القَلِیلَهُ الخَیْرِ الفَوَاسِدُ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَادعَهُ :البابُ الصَّغِیرُ فی البَابِ الکَبِیر.و البَیْتُ فی جَوْفِ البَیْتِ ، قال الرّاغِبُ :کَأنّ بَانِیَهُ جَعَلَهُ خادِعاً لمَنْ رامَ تَنَاوُلَ ما فِیهِ .

و قال غَیْرُهُ : الخَدِیعَهُ :طَعامٌ لَهُمْ ، أَیْ لِلْعَرَبِ ،و یُرْوَی بالذَّالِ المُعْجَمَهِ ،کما سَیَأْتِی.

و المِخْدَعُ کمِنْبَرِ،و مُحْکَمٍ (1)الخِزَانَهُ ، حَکَاهُ یَعْقُوبُ عن الفَرّاءِ.قالَ :و أَصْلُه الضَّمُّ ،إِلاَّ أَنَّهُمْ کَسَرُوهُ اسْتِثْقَالاً، کَمَا فی الصّحاح،و المُرَادُ بالخِزانَهِ البَیْتُ الصَّغِیرُ یَکُونُ ، دَاخلَ البَیْتِ الکَبِیرِ.و قالَ سِیبَوَیْه:لَمْ یَأتِ مُفْعَلٌ اسْماً إِلاّ المُخْدَع ،و ما سِوَاهُ صِفَهٌ .

17- و قال مُسَیْلِمَهُ الکَذّابُ لسَجَاح المُتَنَبِّئَهِ حِینَ آمَنَتْ بِهِ و تَزَوَّجَهَا،و خَلاَ بها:

أَلاَ قُومِی إِلَی المِخْدَعْ

فقَدْ هُیِّی لَکِ المَضْجَعْ

فإِنْ شِئْتِ سَلَقْنَاکِ

و إِنْ شِئْتِ عَلَی أَرْبَعْ

و إِنْ شِئتِ بِثُلثَیْهِ

و إِنْ شِئْت بِهِ أَجْمَع

فقالَتْ :بَلْ بِهِ أَجْمَعَ ،فإِنَّهُ أَجْمَعُ للشَّمْل.

و أَصْلُ المُخدَعِ من الإِخْدَاع ،و هو الإِخْفَاءُ،و حُکِیَ فی المُخْدَع أَیْضاً الفَتْحُ عن أَبِی سُلَیْمَانَ الغَنَوِیّ .و اخْتَلَفَ فی الفَتْحِ و الکَسْرِ القَنَانِیّ و أَبو شَنْبَلٍ ،فَفَتَحَ أَحَدُهُمَا و کَسَرَ الآخَرُ.و بیْتُ الأَخْطَل:

صَهْباء قَدْ کَلِفَتْ من طُولِ ما حُبِسَتْ

فی مَخْدَعٍ بَیْنَ جَنَّاتٍ و أَنْهَارِ

یُرْوَی بالوُجوه الثَّلاثَهِ :فالفَتْحُ یُسْتَدْرَکُ به عَلَی المُصَنَّف و الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ ،فإِنَّهُم لم یَذْکُرُوه. و قالَ بَعْضُهُمْ : أَخْدَعَهُ :أَوْثَقَهُ إِلَی الشَّیْ ءِ.

و أَخْدَعَهُ : حَمَلَهُ عَلَی المُخَادَعَهِ . و منه قِرَاءَهُ یَحْیَی بنِ یَعْمُر: و ما یُخدِعُون إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ (2)بضم الیاء،و کسر الدال.

و المُخَدَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :المُجَرَّب،و قَدْ خُدِعَ مِراراً حَتَّی صارَ مُجرَّبا،کما فی الصّحاح.

و فی اللَّسَانِ :رَجُلُ مُخَدَّعُ : خُدِعَ فی الحَرْبِ مَرّهً بَعْدَ مَرَّهٍ حَتّی حَذِقَ .

و المُخَدَّعُ :المُجَرَّبُ لِلأُمُورِ.

و قَالَ ابنُ شُمَیْلٍ :رَجُلٌ مُخَدَّع ،أَیْ مُجَرّب (3)صاحِبُ دَهَاءِ وَ مکْرٍ،و قد خُدَّعَ .و أَنشد:

أَبایعُ بَیْعاً مِنْ أَرِیبٍ مُخَدَّعِ

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

فَتَنَازَلا و تَوَاقفت خَیْلاَهُمَا

و کِلاَهُمَا بَطَلُ اللِّقَاءِ مُخدَّعُ

و رَوَی الأَصْمَعِیّ ،فَتنادَیَا.و رَوَی مَعمَرٌ:فَتَبَارَدَا.و قَالَ أَبو عُبَیْدَه: مُخدَّعٌ :ذُو خُدْعَهٍ فی الحَرْبِ ،و یُرْوَی:

مُخذَّعٌ -بالذالِ المُعْجَمَه-أَی مَضْرُوبٌ بالسَّیْفِ مَجْرُوحٌ .

و التَّخْدِیعُ :ضَرْبٌ لا یَنْفُذُ و لا یَحِیکُ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و تَخَادَعَ :أَرَی مِنْ نَفْسِه أَنَّهُ مَخْدُوعٌ و لَیْسَ بهِ ، کانْخَدَعَ . و انْخَدَعَ أَیْضاً مُطَاوِعُ خَدَعْتُه .

و قَالَ اللَّیْثُ : انْخَدَعَ : رَضِیَ بالخَدْعِ .

و المُخَادَعَهُ فی الآیَهِ الکَریمَه، و هُوَ قَوْلُه تَعالَی:

یُخادِعُونَ اللّهَ وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ ما یَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ :

إِظْهَارُ غَیْرِ ما فِی النَّفْسِ و ذلِکَ أَنَّهُمْ أَبْطَنُوا الکُفْرَ و أَظْهَرُوا الإِیمانَ ،و إذا خَادَعُوا المُؤْمِنِینَ فقَدْ خادَعُوا اللّه، و نُسِبَ ذلِکَ إِلَی اللّه تَعَالَی مِنْ حَیْثُ أَنَّ مُعَامَلَهَ الرَّسُولِ کمُعَامَلَتِهِ ، و لِذلِکَ قالَ : إِنَّ الَّذِینَ یُبایِعُونَکَ إِنَّما یُبایِعُونَ اللّهَ (4).

و جَعَلَ ذلِکَ خِدَاعاً تَفْظِیعاً لِفِعْلِهِمْ ،و تَنْبِیهاً عَلَی عِظَمِ

ص:87


1- (1) فی الصحاح: [1]مثال:المُصْحَفِ و المِصْحَفِ .
2- (2) سوره البقره الآیه 9. [2]
3- (3) التهذیب و اللسان:مجرَّس.
4- (4) سوره الفتح الآیه 10. [3]

الرَّسُولِ و عِظَمِ أَوْلِیَائِه و ما یُخَادِعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ ،أَی ما تَحُلُّ عاقِبَهُ الخِدَاعِ إِلاّ بِهِم قَرَأَ ابنُ کثِیرِ و نَافِعٌ و أَبُو عَمْرو:

«و مَا یُخَادِعُونَ » ،بالألِفِ و قَرَأَ أَبُو حَیْوَهَ : یَخْدَعُونَ اللّه و الَّذِینَ آمَنُوا و مَا یَخْدَعُونَ ،جَمِیعاً بِغَیْرِ أَلِفٍ ،عَلَی أَنَّ الفِعلَ فِیهِمَا جَمِیعاً من الخَادِع .و فی اللِّسَان:جَازَ یُفَاعِلُ لِغَیْرِ الاثْنَیْنِ ،لأَنَّ هذَا المِثَالَ یَقَعُ کَثِیراً فی اللُّغَهِ للْواحِدِ، نَحْو:عاقَبْتُ اللِّصَّ ،و طارَقْتُ النَّعْلَ .و قالَ الفَارِسِیّ :

و العَرَبُ تَقُولُ : خَادَعْتُ فُلاناً،إذا کُنْتَ تَرُومُ خَدْعَهُ ،و علَی هذا یُوَجَّهُ قَوْلُه تَعاَلَی: یُخادِعُونَ اللّهَ وَ هُوَ خادِعُهُمْ (1)مَعْنَاهُ أَنَّهُمْ یُقَدَّرُونَ فی أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُم یُخَادِعُونَ اللّه،و اللّه هُوَ الخَادِعُ لَهُمْ ،أَی المُجَازِی لَهُمْ جَزَاءَ خِدَاعِهم .و قالَ الرَّاغِبُ فی المُفْرَدَاتِ :و قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَهِ إِنَّ هذا علی حَذْفِ المُضَافِ و إِقَامَهِ المُضَافِ إِلَیْهِ مُقَامَهُ ،فَیجِبُ أَنْ یُعْلَمَ أَنَّ المَقْصُودَ بمِثْلِهِ فی الحَذْفِ لا یَحْصُلُ لَوْ أُتِیَ بالمُضَافِ المَحْذُوفِ ،و لِمَا ذَکَرْنَا مِنْ التَّنْبِیه عَلَی أَمْرَیْنِ :أَحَدِهِمَا:

فَظَاعَهُ فِعْلِهِمْ فِیمَا تَجَرَّؤُوهُ مِنَ الخَدِیعَهِ ،و أَنَّهُمْ بمُخَادَعَتِهِمْ إِیّاه یُخَادِعُونَ اللّه،و الثانِی:التَّنبِیهُ علَی عِظَمِ المَقْصُودِ بالخِدَاعِ ،و أَنَّ مُعَامَلَتَهُ کمُعَامَلَهِ اللّه. و قِرَاءَهُ مُوَرَّقٍ العِجْلِیّ و ما یَخَدِّعُون إِلاَّ أَنْفُسَهم ، بفَتْحِ الیاءِ و الخاءِ و کَسْرِ الدَّالِ المُشَدَّدَهِ مِنْ غَیْرِ أَلِفٍ عَلَی إِرادَهِ یَخْتَدِعُونَ ، أُدْغِمَت التَّاءُ فی الدَّال،و نُقِلَتْ فَتْحَتُها إِلیَ الخاءِ.

و خَادَعَ :تَرَکَ عَن الأَصْمَعِیّ ،و أَنْشَد للرّاعِی:

و خادَعَ المَجْدَ أَقوَامٌ لَهُمْ وَرَقٌ

رَاحَ العِضَاهُ بِهِ و العِرْقُ مَدْخُولُ (2)

و هکَذَا رَوَاه شَمِرٌ،و فَسَّرَهُ ،و رَوَاهُ أَبُو عَمْرٍو:« خَادَعَ الحَمه»،و فسَّرهُ ،أَیْ تَرَکُوا الحَمْدَ،لأَنَّهُمْ لَیْسُوا مِن أَهْلِهِ .

و الخِدَاعُ ، ککِتَابِ :المَنْعُ و الحِیلَهُ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و الَّذِی فی اللِّسَانِ عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ :

الخَدْعُ :مَنْعُ الحَقِّ ،و الخَتْمُ :مَنْعُ القَلْبِ من الإِیمان.

و التَّخَدُّع .تَکَلُّفُهُ ، أَیْ الخِدَاع ،قال رُؤْبه:

فَقَدْ أَدَاهِی خِدْعَ مَنْ تَخدَّعا

بالوَصْل أَو أَقْطَعُ ذَاک الأَقْطَعَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

خَدَّعه تَخْدِیعاً ،و خَادَعَهُ ،و تَخَدَّعه ،و اخْتَدَعَهُ : خَدَعَهُ ، و هو خَدَّاعٌ و خَدِعُ ،کشَدَّادٍ و کَتِفٍ ،عَن اللَّحْیَانیّ ،و کَذلِکَ خَیْدَعٌ ،کحَیْدَرٍ.و خَدَعْتُه :ظَفِرْتُ به.

و تَخادَعَ القَوْمُ : خَدَعَ بَعْضُهُم بَعْضاً.

و انْخَدَعَ :أَرَی أَنَّه مَخْدُوعٌ و لَیْسَ به.

و الخُدْعَهُ بالضَّمِّ :ما تُخْدَعُ به.

و ماءُ خَادِعٌ :لا یُهْتَدَی له،و هو مَجَاز.و خَدَعْتُ الشَّیْ ءَ و أَخْدَعْتُه :کَتَمْتُه و أَخْفَیْته.

و المَخْدَعُ ،کمَقْعَدٍ:لُغَه فی المُخدع ،و المِخْدَعِ بالکَسْرِ و الضَّمِّ ،عَنِ أَبِی سُلَیْمَانَ الغَنَویّ ،و قَدْ تَقَدَّمَ .

و المُخْدَعُ أَیْضاً:ما تَحْتَ الجَائِز الَّذِی یُوضَعُ عَلَی العَرْشٍ ،و العَرْشُ :الحائطُ یُبْنَی بَیْنَ حَائِطَیِ البَیْتِ ،لا یَبْلُغُ به أَقْصَاه،ثُمَّ یُوضَع الجائِزُ من طَرَفِ العَرْشِ الدَّاخِلِ .

إِلَی أَقْصَی البَیْتِ ،و یُسْقَفُ به.

و انْخَدَعَ الضَّبُّ مِثْلُ خَدَعَ :اسْتَرْوَحَ فاسْتَتَرَ،لِئلاً یُحْتَرَشُ .

و خَدَعَ مِنّی فُلاَنٌ ،إذا تَوَارَی و لَمْ یَظْهَرْ.

و خَدَعَ الثَّعْلَبُ ،إذا أَخَذَ فی الرَّوَغانِ .

و خَدَعَ الشَّیْ ءُ خَدْعا :فَسَدَ،و الخَادِعُ :الفَاسِدُ من الطَّعَامِ و غَیْرِه.و دِینَارِ خَادِع ،أَی نَاقِصٌ .و فُلانٌ خادِعُ الرَّأْی:إذا (3)کانَ لا یَثْبُتُ عَلَی رَأْیٍ وَاحِدٍ.و هُوَ مَجَازٌ.

و خَدَعَتِ العَیْنُ خَدْعاً :لَمْ تَنَمْ .و ما خَدَعَتْ بعَیْنِهِ خَدْعَهٌ ،أَیْ نَعْسَهٌ تَخْدَعُ ،أَی مَرَّتْ بِهَا،و هو مجاز.قال المُمَزَّق العَبْدِیّ .

أَرِقْتُ و لَمْ تَخْدَعْ بِعَیْنَیَّ نَعْسَهٌ

و مَنْ یَلْقَ ما لاقَیْتُ لا بُدَّ یَأْرَقُ

و خَادَعْتُهُ :کَاسَدْتُهُ .و قال الفَرّاءُ:بنو أَسَدٍ یَقُولُون:إِنَّ السِّعْر لَمُخَادِعٌ ،و قَدْ خَدَعَ :إذا ارْتَفَعَ و غَلاَ.

ص:88


1- (1) سوره النساء الآیه 142. [1]
2- (2) دیوانه صلّی اللّه علیه و آله194 و تخریجه فیه.
3- (3) فی اللسان:إذا کان متلونا لا یثبت....

و قَالَ کُرَاعِ : الخَدْعُ :حَبْسُ المَاشِیَهِ و الدَّوابِّ علَی غَیْرِ مَرْعِّی و لا عَلَفٍ .

قُلْتُ :و هذا قَدْ تَقَدَّم فی«ج د ع».

و المُخَدَّعُ ،کمُعَظَّمٍ : المَخْدُوعُ ،قالَ الشَّاعِرُ:

سَمْحُ الیَمِینِ إِذا أَرَدْتَ یَمِینَهُ

بسَفَارَهِ السُّفَراءِ غَیْر مُخَدَّعِ

أَرَادَ غَیْرَ مَخْدُوعٍ .و قَدْ رُوِیَ «جِدُّ مُخَدَّعِ »أَیْ أَنَّهُ مُجَرَّبٌ ،و الأَکْثَرُ فِی مِثْلِ هذَا أَنْ یَکُونَ بَعْدَ صِفَهٍ مِنْ لَفْظِ المُضَافِ إِلَیْه کَقَوْلِهِمْ :أَنْتَ عالِمٌ جِدُّ عالِمٍ .

و رَجُلٌ شَدِیدُ الأَخْدَع ،أَیْ شَدِیدُ مَوْضِع الأَخْدَعِ ،کما فی الصّحاح و العُبَاب.قالَ :و لا کذلِکَ شَدِیدُ النِّسَا.قالا:

و کذلِکَ شَدِیدُ الأَبْهَرِ.و أَما قَوْلُهُم فی الفَرَسِ :إِنَّهُ لَشَدِیدُ النِّسَا،فَیُرَادُ بذلِکَ النِّسَا نَفْسُه،لأَنَّ النِّسَا إِذا کانَ قَصِیراً کان أَشَدَّ للرِّجْلِ ،فإِذا کانَ طَوِیلاً اسْتَرْخَت رِجْلُه.

و رَجُلٌ خَادِعٌ :نَکِدٌ،و هو مَجَازٌ.و رَجُلٌ شَدِیدُ الأَخْدَعِ :

مُمتَنِعٌ أَبِیٌّ ،و لَیِّنُ الأَخْدَعِ بخِلافِ ذلِکَ .و یُقَالُ :لَوَی فُلاَنٌ أَخْدَعَهُ ،إِذا أَعْرَضَ و تَکَبَّرَ.و سَوَّی أَخْدَعَهُ ،إِذا تَرَکَ التَّکَبُّرَ، و هو مَجازٌ.

و الخَیْدَعُ ،کحَیْدَرٍ:السِّنَّوْرُ،عن ابنِ بَرِّی.و اسْمُ امْرَأَهٍ ، و هِی أُمُّ یَرْبُوعٍ ،و مِنْهُ المَثَلُ : «لَقَدْ خَلَّی ابنُ خَیْدَعَ ثُلْمَهً » حَکَاهُ یَعْقُوبُ ،و قَدْ مَرَّ ذِکْرُه فی«ر أَ ب»فرَاجِعْهُ .

و خَدْعَهُ ،بالفَتْح:اسْمُ رَجُلٍ لأَنَّهُ کانَ یُکْثِرُ ذِکْرَ خَدْعَهَ - و هی ناقَهٌ أَو امْرَأَهٌ -فسُمِّیَ بهِ .

و ابْنُ خِدَاعٍ :مَشْهُورٌ مِنْ أَئمَّهِ النَّسَبِ .

خذع

خَذَعَ اللَّحْمَ و الشَّحْمَ و ما لا صَلاَبَهَ فیه، مِثْل القَرْعَهِ و نَحْوِهَا، کَمَنَعَ ، یَخْذَعُه خَذْعاً : حَزَّزَهُ و قَطَعَهُ ، کالتَّشْرِیح مِنْ غَیْرِ بَیْنُونَهٍ فِی مَوَاضِعَ منه،کما یُفْعَلُ بالجَنْبِ عَنْدَ الشَّواءِ. و منه الخَذِیعَهُ : اسْمٌ لَطَعامٍ بالشَّامِ یُتَّخَذُ مِن اللَّحْمِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .قال الصّاغَانِیّ :و یُقَالُ :الخَدِیعَه، و الإِعْجامُ أَصَحُّ ،و قَدْ تَقَدَّم.

و المِخْذَعَهُ ، کمِکْنَسَهٍ :السِّکِّینُ لأَنَّهُ یُخْذَعُ بها اللَّحْمُ .

و الخَیْذَعُ ،کصَیْقَلٍ :العَیْبُ بالإِنْسَانِ نَقَلَهُ الصّاغَانیّ . و قالَ ابْنُ عَبّادٍ:یُقَالُ : ذَهَبُوا خِذَعَ مِذَعَ ،کعِنَب مَبْنِیِّیْنِ بالفَتْحِ ،أَیِ مُتَفَرِّقِینَ ، و الجِیم لُغَهٌ فیه کما تَقَدَّمَ .

و المُخَذَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :الشِّواءُ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ، و کذلِکَ المُغَلَّسُ (1)و الوَزِیمُ .

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : المُخَذَّعُ من النَّبَاتِ : ما أُکِلَ أَعْلاهُ ، و مِثْلُه فی المُحیط . أَوْ المُخَذَّع :ما قُطِعَ أَعْلاهُ مِن الشَّجَرِ، نَقَلَهُ ابنُ عَبّادِ: أَوْ ما قُطِعَ مِن أَطْرَافِهِ ، و هذا قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و التَّخْذِیعُ :التَّقْطِیعُ . یُقَالُ : خَذَّعْتُه بالسَّیْفِ تَخْذِیعاً :إِذا قَطَّعْتَهُ ،و مِنْهُ المُخَذَّعُ و هو المُقَطَّعُ ،کَما فی الصّحاح أَو هو تَقطیعٌ مِن غَیْرِ إِبانه، کالتَّشْرِیحِ .قال الجَوْهَرِیُّ :و کانَ أَبُو عَمْرٍو یَرْوِی قَوْل أَبِی ذُؤَیْبٍ :

و کِلاَهُمَا بَطَلُ اللِّقَاءِ مُخَذَّع (2)

بالذَّالِ ،أَی مَضْرُوبٌ بالسَّیْفِ ،یُرَادُ به کَثْرَهُ ما جُرِحَ فی الحُرُوبِ .و فی اللِّسَانِ :أَرادَ أَنَّهُ قد قُطِعَ فی مَوَاضِعَ مِنْهُ ، لِطُولِ اعْتِیَادِهِ الحَرْبَ و مُعَاوِدَتِهِ لها قد جُرِحَ فیها جَرْحاً بَعْدَ جَرْحٍ ،کأَنَّهُ مُشَطَّبٌ بالسُّیُوفِ .

و التَّخْذِیعُ : الضَّرْبُ بالسَّیْفِ لا یَنْقُذُ و لا یَحِیکُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.و یُرْوَی بالدالِ أَیْضاً و قد تَقَدَّمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

تَخَذَّعَ الشَّیْ ءُ:تَقَطَّعَ .

و الخَذْعَهُ ،بالفَتْح،و الخُذْعُونَهُ ،بالضَّمِّ :القِطْعَهُ من القَرْعِ و نَحْوِهِ .و قَوْلُ رُؤْبَهَ یَصِفُ ثَوْراً:

کأَنَّهُ حامِلُ جَنْبٍ أَخْذَعَا

مِنْ بَغْیِهِ و الرِّفْقِ حَتَّی أَکْنَعَا

فَقَدْ قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :مَعْنَاهُ قد خُذِعَ لَحْمُه فَتَدَلَّی عَنْهُ و أَکْنَعَ :دَنَا مِنْهُنَّ .و الخَذَعُ :المَیْلُ .

و المُخَذَّع ،کمُعَظَّمٍ :لَقَبُ مالِکِ بنِ عَمْرِو بنِ غَنْمٍ الکَلْبِیّ ،نَقَلَه الحافِظُ .

ص:89


1- (1) فی التهذیب:و المعلَّس.
2- (2) دیوان الهذلیین 18/1 بروایه«مخدع»بالدال المهمله،و صدره: فتنادیا و تواقفت خیلاهما و یروی:«فتناذرا»و یروی«فتنازلا».

خرشع

المَخَرْشَعَهُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللّسَانِ .و قالَ الخَارْزَنْجِیّ :هیِ قُنَّهُ صَغِیرَهٌ مِن الجَبَلِ ، ج: خَرْشَعُ و خَرَاشِعُ کَذَا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه.

خرع

الخَرْعُ ،کالمَنْعِ :الشَّقُّ یُقَالُ :خَرَعْتُه فانْخَرَعَ ،کما فی الصّحاح.

و الخَرَعُ ، بالتَّحْرِیک:سِمَهٌ فِی أُذُنِ الشَّاهِ ، عَن ابْنِ عَبّادٍ،و قد خَرَعَها یَخْرَعُها خَرْعاً مِن حَدِّ مَنَعَ ،أَیْ شَقَّهَا.

و قِیلَ :هو شَقُّهَا فی الوَسَطِ ،و ذلِکَ أَنْ یُقْطَع أَعْلَی أُذُنِهَا (1)فی طُولِهَا فَتصِیر الأُذُنُ ثَلاثَ قِطَعٍ ،فَتَسْتَرْخِی الوُسْطی عَلَی المَحَارَهِ ،و هِیَ مَخْرُوعَهٌ .

و الخَرَعُ أَیْضاً: لِینُ المَفَاصِلِ عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و الرَّخاوَهَ فی الشَّیءِ. و مَصْدَرُهُ الخَرَاعَهُ ، بالفَتْح، و الخُرُوعُ و الخُرْعُ بضَمِّهمَا، کذَا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :و الخُزُوعَهُ و الخَزَعُ ،الأَولَی مَعَ الخَزَاعَهِ نَقَلَهَا ابنُ دُرَیْدٍ،و الأَخِیرَهُ عن ابْنِ عَبّادٍ. و قَدْ خَرُعَ الشَّیْ ءُ، ککَرُمَ .

و قالَ شَمِرٌ: الخَرَعُ :هو الدَّهَشُ ، کما فی الصّحاح.

و مِنْهُ

17- قَوْلُ أَبِی طالِبٍ لَمّا أَدْرَکَهُ المَوْتُ :«لَوْلا رَهْبَهُ أَنْ تَقُولَ قُرَیْشٌ :دَهَرَ (2)الخَرَعُ لَفَعَلْتُ ».و فی أَخْرَی:لَقُلْتُهَا.

و یُرْوَی بالجِیمِ و الزّای،و هو الخَوْفُ .قالَ ثَعْلَبٌ :إِنّما هو الخَرَعُ ،بالخَاءِ و الرّاءِ.

و خَرِعَ الرَّجُلُ کفَرِحَ :ضَعُفَ ، و مِنْهُ

16- حَدِیثُ أَبِی سَعِیدٍ الخُدْرِیّ : «لَوْ یَسْمَعُ أَحَدُکُمْ ضَغْطَهَ القَبْرِ لخَرِعَ »أَوْ«لجَزِعَ ».

قال ابنُ الأَثِیرِ:أَیْ دَهِشَ و ضَعُفَ ، فهو خَرِعُ ، ککَتِفٍ ، کَما فی الصّحَاحِ .زادَ فی العُبَابِ :و کُلُّ ضَعِیفٍ رِخْوٍ خَرِعٌ (3). و زادَ أَبُو عَمْرٍو: خَرِیعٌ بمَعْنِی ضَعِیفٍ :و قالَ رُؤْبَهُ :

لا خَرِعَ العَظْمِ و لا مُوَصِّمَا

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیّ :

و لا تَکُ مِنْ أَخْدانِ کُلِّ یَرَاعَهٍ

خَرِیعٍ کسَقْبِ اللبانِ جُوفٌ مَکاسِرُهْ

و قِیلَ فی تَفْسِیرِ حَدِیثِ أَبِی سَعِیدٍ المُتَقَدِّم لَخَرِعَ ،أَی انْکَسَر ،عَن اللَّیْثِ .

و خَرِعَتِ النَّخْلَهُ :ذَهَبَ کَرَبُها، کما فی الصّحاحِ .

و الخَرِیعُ ، کَأَمِیر:المِشْفَرُ المُتَدَلِّی، أَی مِشْفَرُ البَعیِرِ، کما فی الصّحاح،و أَنْشَدَ لِلطِّرِمّاحِ :

خَرِیعَ النَّعْوِ مُضْطَرِبَ النَّوَاحِی

کَأَخْلاقِ الغَرِیفَهِ ذی غُضُونِ

هکَذَا هو الصّحاح.و هکَذَا وُجِدَ بِخَطِّ الأَزْهَریّ أَیْضاً، و صَوَابُ إِنْشَادِه:«ذا غُضُونٍ »،لأَنَّهُ صِفَهُ خَرِیعٍ .و قَبْلَه:

تمرُّ علی الوِرَاکِ إِذا المَطَایَا

تَقَایَسَتِ النَّجادَ من الوَجِینِ

و سَیَأْتِی ذِکرُ ذلِکَ فی«غ ر ف».

«و قَالَ ابنُ فارِسٍ :سَرَقَهُ مِنْ عُتَیْبَهَ (4)بنِ مِرْداسٍ ،حَیْثُ قال:

تَکُفّ شَبَا الأَنْیَابِ عَنْهَا بمِشْفَرٍ

خَرِیعٍ کسِبْتِ الأَحْوَریّ المُخَصَّرِ

و الخَرِیعُ : النَّاقَهُ الَّتِی بِهَا خُرَاعٌ ، بالضَّمِّ ،و هو داءُ یُصِیبُ البَعِیرَ فیَسْقُطُ مَیِّتاً،و لَمْ یَخُصَّ ابنُ الأَعْرَابِیّ به بَعِیراً و لا غَیْرَهُ ،إِنَّمَا قالَ : الخُرَاعُ :أَنْ یَکُونَ صَحِیحاً فَیَقَعَ مَیِّتاً.

و الخَرِیعُ : المَرْأَهُ الفَاجِرَهُ . قال الجَوْهَرِیُّ :و أَنْکَرَهُ الأَصْمَعِیُّ . أَوْ هِیَ الَّتِی تَتَثَنَّی لِیناً، و هُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِیّ الَّذِی نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،إِلاّ أَنَّ قَوْلَ الراجِزِ یُؤَیَّدُ القَوْلَ الأَوّل:

إِذا الخَرِیعُ العَنْقَفِیرُ الحُذَمَهْ

یَؤُرُّهَا فَحْلٌ شَدِیدُ الصُّمَمَهْ

و کَذَا قَوْلُ کُثَیِّرٍ الآتِی ذِکْرُهُ فی المُسْتَدْرَکَات، کالخَرِیعَهِ ، و الخَرُوع کَسَفِینَهٍ و صَبُورٍ، و هَاتَآن عن ابنِ عَبّاد.

و الخِرْوَعُ ،کدِرْهَمٍ :نَبْتُ مَعْرُوفٌ لا یُرْعَی. قال الجَوْهَرِیُّ :و لَمْ یَجِیءْ عَلَی هذا الوَزْنِ إِلاّ حَرْفانِ : خِرْوَعٌ ، و عِتْوَدٌ،و هو اسْمُ وَادٍ.قُلْتُ :و زِیدَ:ذِرْوَدُ:اسْمُ جَبَل، و عِتْوَرُ:اسْمُ وَادٍ،و لَیْسَ بتَصْحِیفِ عِتْوَد،کما مَرَّ البَحْثُ فیه.و جِدْوَلٌ لُغَهٌ فی الجَدْوَلِ .و قِیلَ : خِرْوَعٌ مُلْحَقٌ

ص:90


1- (1) فی القاموس: [1]آذانها.
2- (2) عن النهایه:« [2]دهر»و بالأصل«وهره»و فی النهایه و [3]اللسان [4]هنا:أدرکه.
3- (3) و مثله فی التهذیب و اللسان.
4- (4) فی التهذیب:«عتبه»و کلاهما تقال.

بِدِرْهَمٍ .و قال شَیْخُنا:إِنْ کانَ خِرْوَعاً علَی رَأَی مَن یَجْعَلُهُ رُبَاعِیاًّ و یُلْحِقُهُ بِدِرْهَمٍ فالتَّمْثِیلُ ظَاهِرٌ،و فیه:أَنَّ ذِکْرَهُ هُنَا یُخَالِفُهُ ،و إِنْ قَصَدَ أَنَّهُ فِعْوَلٌ و الواوُ زَائِدَهٌ کما اقْتَضاهُ ذِکْرُه هُنَا،فالتَّمْثِیلُ به لا یَخْلُو عَنْ نَظَرٍ انتَهَی.و قِیلَ :سُمِّیَ الخِرْوَعَ لرَخاوَتِهِ ،و هی شَجَرَهٌ تَحْمِلُ حَبّاً کَأَنَّهُ بَیْضُ العَصافِیرِ یُسَمَّی السَّمْسِمَ الهِنْدِیّ ،مُشْتَقَّ مِن الخَرَعَ (1)قال ابنُ جَزْله:أَجْوَدُه البَحْرِیُّ ،و خاصِّیَّتُه إِسْهالُ البَلْغِم،و یَنْفَعُ مِن القُولَنْجِ .و الفَالِجُ و اللَّقْوَه،و البَلْغَمِ ،و قَدْرُ ما یُؤْخَذُ مِنْهُ إِلَی مِثْقَالٍ .

و الخِرِّیع ، کسِکِّیتٍ :العُصْفُر، عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ و ابنِ دُرَیْد و الدَّینَوَرِیّ ،کما فی العُبَاب.و زادَ الأَخِیرُ فی ضَبْطِهِ :

کَأَمِیرٍ،و هکَذَا ضَبَطَهُ ابنُ جَزْلَهَ أَیْضاً، أَو القِرْطِمُ ، عن ابنِ عَبّادٍ.

و الخُرَاعِ ، کغُرَابٍ :جُنونُ النّاقَهِ ، عن الکِسَائِیّ :و قال شَمِر:الجُنُونُ ،و الطَّوَفَانُ ،و الثَّوَلُ ،و الخُرَاعُ ،وَاحِدٌ.

و قیل: الخُرَاعُ : انْقِطَاعٌ فی ظَهْرِهَا تُصْبِحُ مِنْهُ بَارِکَهً لا تَقُومُ ، و لَمْ یَخُصَّ به ابنُ الأَعْرَابِیّ بَعِیراً و لا غَیْرَهُ ،کما تَقَدَّمَ .و حَکَی ابنُ بَرَّیّ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ أَنَّ الخُرَاعَ یُصِیبُ الإِبِلَ إِذَا رَعَتِ النَّدِیَّ فی الدِّمَنِ و الحُشُوشِ .و أَنْشَدَ لِرَجُلٍ هَجَا رَجُلاً بالجَهْلِ ،و قِلَّهِ المَعْرِفَهِ :

أَبُوکَ الَّذِی أُخْبِرْتُ یَحْبِسُ خَیْلَهُ

حِذَارَ النَّدَی حَتَّی یَجِفَّ لَها البَقْلُ

وَصَفَهُ بالجَهْلِ ،لأَنَّ الخَیْلَ لا یَضَرُّهَا النَّدَی،إِنْمَا یَضَرُّ الإِبِلَ و الغَنَمَ .

و خُرْعُونُ ،بالضَّمِّ ، و هو فی التَّکْمِلَهِ مَفْتُوحُ ضَبْطاً بالقَلَمِ (2)و یَدُلُّ لَهُ أَیْضاً إِطْلاقُ العُبَابِ ه،بِسَمَرْقَنْدَ.

و الخَرِعُ ،ککَتِفٍ :لَقَبُ عَمْرِ و بْنِ عَبْس بنِ وَدِیعَهَ بنِ عَبْدِ اللّه بن لُؤَیَّ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِثِ بنِ تَیْم (3)بْنِ عَبْدِ مَنَاهَ بنِ أَدِّبنِ طابِخَهَ بن الْیَاسِ بن مُضَرَ، جَدِّ عَوْفِ بنِ عَطِیَّهَ الشّاعِر الفارِسی (4). و قالَ ابنُ عَبّادٍ:رَجُلٌ مَخَرَّعٌ ، کمُعَظَّمِ : کَثِیرُ الاخْتِلافِ فی أَخْلاقِهِ .و قَالَ ابنُ فارِسٍ : المُخَرَّعُ : المُخْتَلِفُ الأَخْلاقِ ، و فیه نَظَرٌ،کما فی العُبَابِ .قُلْتُ :و لَعَلَّ صَوَابَهُ المُجَزَّعُ ،بالجِیم و الزّای.

و اخْتَرَعَهُ ، أَیّ الشَّیْ ءَ: شَقَّهُ و اقْتطَعَهُ و اخْتَزَلَهُ .و فی الصّحاح:اشْتَقَّهُ و یُقَالُ : أَنْشَأَهُ و ابْتَدَأَهُ ، هکَذَا فی النُّسَخِ .

و الَّذِی فی الصّحاح و العُبَاب:و ابْتَدَعَهُ .

و فی الأَساسِ : اخْتَرَعَ بَاطِلاً:اخترقَهُ (5).و اخْتَرَعَ اللّه الأَشْیَاءَ:ابْتَدَعَها بِلاَ سَبَبٍ .

و اخْتَرَعَ فُلاناً: إِذا خَانَهُ و أَخَذَ مِن مالِهِ ، کاخْتَرَعَهُ ، بالزّای.و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «یُنْفَقُ علی المُغِیبَهِ مِن مالِ زَوْجِهَا ما لَمْ تَخْتَرِعْ مالَهُ . أَیْ ما لَمْ تَقْتَطِعْهُ و تَأْخُذْهُ .و قالَ أَبُو سَعِیدٍ: الإخْتِرَاعُ هُنَا الخِیانَهُ ،و لَیْسَ بِخَارِجٍ عن مَعْنَی القَطْع،و حَکَی ذلِکَ الهَرَوِیّ فی الغَریبَیْن.

و اخْتَرَعَهُ : اسْتَهْلَکَهُ ، عَن ابْنِ شُمَیْل. و قالَ ابنُ عَبّادٍ:

اخْتَرَعَ الدَّابَّهَ ، إِذا تَسَخَّرَهَا لِغَیْرِهِ أَیّاماً،ثُمَّ رَدَّهَا.

و انْخَرَعَ : لُغَهٌ فی انْخَلَعَ . و فی الصّحاح: انْخَرَعَتْ کَتِفُهُ لُغَهٌ فی انْخَلَعَتْ .

و قالَ اللَّیْثُ : انْخَرَعَ الرَّجُلُ : انْکَسَرَ و ضَعُفُ و انْخَرَعَتِ القَناهُ انْشَقَّتْ و تَفَتَّتَتْ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

کُلُّ نَبَاتٍ قَصِیفٍ رَیَّانَ مِنْ شَجَرٍ أَو عُشْبٍ فهو خِرْوَعٌ ، کدِرْهَمٍ .قالَ عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ یَصِفُ بَقَرَ الوَحْشِ :

و الخُنْسُ یُزْجِینَ عنَّا فِی طَوَائِفِهِ

یَفرمْنَ مِنْ خِرْوَعٍ رَیّانَ أَثْمَارَا

قال الصّاغَانِیّ :یُرِیدُ النَّبَاتَ الخَوّارَ مِنْ نَعْمَتِه و ریَّه.فأَمَّا الخِرْوَعُ المَعْرُوفُ فلا یَرْعَاهُ شَیءُ،کما تَقَدَّم.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ :و کُلُّ نَبْتٍ ضَعِیفٍ یَتَثَنَّی: خِرْوَعٌ ،أَیِّ نَبْت کانَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ و أَنْشَدَ.

تُلاعِبُ مَثْنَی حَضْرَمیّ کأَنَّهُ

تَعَمُّجُ شَیْطَانٍ بذِی خِرْوَعٍ قَفْر

ص:91


1- (1) الأصل و التهذیب،و فی اللسان: [1]التخّرع.
2- (2) قیدها یاقوت نصا بفتح أوله،و تسکین ثانیه و عین مهمله و آخره نون.
3- (3) عن جمهره ابن حزم ص 199 و [2]بالأصل«تمیم».
4- (4) کذا بالأصل و لعله تحریف«الفارس».
5- (5) فی الأساس:«اخترصه».

و الخَرِیعُ ،کأَمِیرٍ:المَرْأَهُ الحَسْنَاءُ.و قیلَ :هی الشّابَّهُ الناعِمَهُ .و قِیلَ :هی الماجَنَهُ المَرِحَهُ .و الجَمْعُ خُرُوعُ و خَرائِعُ ،حَکَاهُمَا ابنُ الأَعرابِیّ .و قِیلَ : الخَرِیعُ و الخَرِیعَهُ :

الَّتِی لا تَرُدُّ یَدَ لاَمِسٍ ،کأَنَّهَا تَتَخَرَّعُ لَهُ .قالَ یَصِفُ رَاحِلَتَهُ :

تَمْشِی أَمَامَ العِیسِ و هی فیهَا

مَشْیَ الخَرِیعِ تَرَکَتْ بَنِیهَا

و کُلُّ سَرِیعِ الإِنْکِسَارِ: خَرِیعٌ ،و قال کُثیِّرٌ:

و فِیهِنَّ أَشْبَاهُ المَهَلا رَعَتِ المَلاَ

نَوَاعِمُ بِیضُ فی الهَوَی غَیْرُ خُرَّعِ

أَرَادَ غَیْرَ فَوَاجِرَ،لأَنَّهُ إِنَّمَا نَفَی عَنْهَا المَقَابِحَ لا المَحَاسِنَ .و فِی هذا القَوْلِ رَدُّ علی الأَصْمِعّی (1).

و تَخَرَّع الرّجُلُ :اسْتَرْخَی و ضَعُفَ و لاَنَ .

و فی فُلاَنٍ خَرَعُ ،مُحَرَّکَهً ،أَی جُبْنٌ و خَوَرٌ،و هو مَجاز.

و شَفهٌ خَرِیعٌ ،کأَمِیرٍ:لَیَّنَهٌ .

و انْخَرَعَتْ أَعْضَاءُ البَعِیر،و تَخَرَّعَتْ :زالَتْ عَنْ مَوْضِعِهَا.قالَ العَجّاج:

و مَنْ هَمَزْنا عِزَّهُ تَخَرَّعا

و الخَرِعِ ،ککَتِفٍ :الفَصِیل الضَّعِیف.و قِیلَ :هو الصَّغِیرُ الَّذِی یَرْضَعُ .

و انْخَرَعْتُ لَهُ :لِنْتُ .

و الخَرِیعُ :الغُصْنُ ،فی بَعْضِ اللُّغَاتِ لِنَعْمَتِهِ و تَثَنَّیهِ .

و غُصْنُ خَرِعُ :نَاعِمُ لَیَّنُ .قال الرّاعِی یَذْکُرُ ماءً:

مُعَانِقاً ساقَ رَیَّا سَاقُهَا خَرِعُ (2)

و الخَرَاوِیعُ مِن النِّسَاء:الحِسَانُ .و امْرَأَهُ خِرْوَعَهٌ :حَسَنَهٌ رَخْصَهٌ لَیِّنَهٌ .

و عَیْشٌ خِرْوَعٌ ،و شَبَابٌ خِرْوَعٌ :أَی نَاعِمٌ .و هو مَجَازٌ.

و قالَ أَبو النَّجْمِ :

فَهْیَ تَمَطَّی فِی شَبَابٍ خِرْوَعِ

و الخَرِیعُ :المُرِیبُ ،لأَنَّ المُرِیبَ خائِفٌ ،فکَأَنَّهُ خَوّارٌ.

قال:

خَرِیعٌ مَتَی یَمْشِ الخَبِیثُ بِأَرْضِهِ

فإِنَّ الحَلاَلَ لا مَحَالَهَ ذَائِقُهْ

و الخَرَاعَهُ :لُغَهٌ فی الخَلاَعَهِ ،و هی الدَّعارهُ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :شَاهِدُهُ قَوْلُ ثَعْلَبَهَ بنِ أَوْسِ الکِلابِیّ .

إِنْ تُشْبِهِینِی تُشْبِهِی مُخَرَّعَا

خَرَاعَهً مِنِّی و دِیناً أَخْضَعَا

لاَ تصْلُحُ الخَوْدُ عَلَیْهِنَّ مَعَا

و رَجُلٌ مُخَرَّعُ ،کمُعَظَّمٍ :ذاهِبٌ فی الباطِلِ .

وَ یُقَالُ : اخْتَرَعَ عُوداً من الشَّجَرَهِ ،إِذا کَسَرَهَا.

و اخْتَرَعَ الشِّیْ ءَ:ارْتَجَلَهُ ،و الاسْمُ الخِرْعَهُ ،بالکَسْرِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : خَرِعَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ :إِذا اسْتَرْخَی رَأْیُه بَعْدَ قُوَّهٍ ،و ضَعُفَ جِسْمُه بَعْدَ صَلاَبَهٍ .

و خُرِعَ الرَّجُلُ و البَعِیرُ،کعُنِیَ :إِذا وَقَعَ أَوْ جُنَّ .و نَاقَهٌ مَخْرُوعَهُ أَصابَهَا الخُرَاعُ ،و هُوَ مَرَضٌ یُفَاجِئها.

و ثَوْبُ مُخَرَّعُ ،کمُعَظَّمٍ :مَصْبُوغُ بالعُصْفُرِ.

خرفع

الخُرْفُعُ ،کقُنْفُذٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قالَ اللَّیْثُ :هو القُطْنُ الفاسِدُ فی بَرَاعِمیهِ ، و هی الأَکِمَّهُ قَبْلَ أَنْ تَتَفَتَّقَ .و قالَ غَیْرُهُ :هو القُطْنُ عامَّهً .

و قال أَبُو عَمْرٍو: الخُرْفُع : مَا یَکُونُ فِی جِرَاءِ العُشَرِ، و هو حُرَّاقُ الأَعْرَابِ ، و قالَ ابنُ جَزْلَهَ :هو ثَمَرُ العُشَرِ،و لَهُ جِلْدَهٌ رَقِیقَهٌ إِذا انْشَقَّتْ عَنْهُ ظَهَرَ منه مِثْلُ القُطْنِ .قال ابنُ مُقْبِلِ :

یَعْتَادُ خَیْشُومَهَا مِنْ قُرْطِها زَبَدٌ

کَأَنَّ بالأَنْفِ مِنْهَا خُرْفُعاً خَشِفَا

هکَذَا أَوْرَدَهُ ابنُ سِیدَه.

و قالَ الدَّینَوَرِیّ : الخُرْفُع :جَنَی العُشَرِ.قالَ :و قالَ أَبُو زِیَادٍ:یَخْرُجُ للْعُشَرِ نُفَّاخٌ ،کَأَنَّه شَقَاشِقُ الجِمَالِ الَّتِی تَهْدِرُ فیها،و یَخْرجُ فی جَوْفِ ذلِکَ النَّفّاخِ حِرَاقَ لَمْ یَقْتَدِح النَّاسُ فی أَحْمَدَ مِنْهُ ،و یَحْشُونَهُ المَخادَّ و الوَسائدَ.

ص:92


1- (1) تقدم ان الأصمعی کان یکره ان تکون الخریع الفاجره،و قال:هی التی تتثنی من اللین.
2- (2) دیوانه ص 158 و صدره فیه: باکَرْتَهُ و فضولُ الریحِ تَنْسُجُهُ .

و قالَ أَبو نَصْرٍ:ثَمَرُ العُشَرِ الخُرْفُع ،حَشْوُهُ زَغَبٌ مِثْلُ القُطْنِ یُحْشَی به،و لِبَیَاضِهِ وَ تَنَفُّشِه شَبَّهَ الشُّعَرَاءُ الزَّبَدَ الَّذِی یَخْطِمُ خَرَاطِیمَ الإِبِلِ به،قالَ ابنُ مُقْبِل:

یُضْحِی عَلَی خَطْمِها مِنْ قُرْطِها زَبَدٌ

کَأَنَّ بالرَّأْسِ مِنْهَا خُرْفُعاً نُدِفاً (1)

و یُقَالُ :هو القُطْنُ المَنْدُوفُ نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ و هو قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو، کالخِرْفِعِ ،کزِبْرِج، کما زَعَمَهُ بَعضُ الرُّواهِ .و قالَ أَبو مِسْحَلٍ :القُطْنُ یُقَال لَهُ الخِرْفِع بالکَسْرِ،و أَنْشَدَ ابن بَرّیّ للراجز:

أَ تَحْمِلونَ بَعْدِی السُّیُوفَا

أَمْ تَغْزِلونَ الخِرْفعَ المَنْدُوفَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکَ عَلَیْه:

الخِرْفُع ،بِکَسْرِ الخاءِ و ضَمَّ الفَاءِ:لغَهٌ فی الخُرْفُع و الخِرْفِعِ ،کقُنْفُذٍ و زِبْرِجٍ ،نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان عن ابْنِ جِنِّی.

خزع

الخَزْع کالمَنْعِ :القَطْعِ ، کالتَّخْزِیعِ ، یُقَال:

خَزَعْتُ اللَّحْمَ خَزْعاً فانْخَزَعَ ،کَقَوْلِکَ :قَطَعْته فانْقَطَعَ .

و خَزَّعْتهُ :قَطَّعْتهُ قِطَعاً.

و الخَزْع : التَّخَلُّف عن الصَّحْبِ . یُقَال: خَزَعَ فلانٌ عَنْ أَصْحابِه،إِذا تَخَلَّفَ عَنْهمْ ،و کَذلِکَ تَخَرَّعَ ،کما فی الصّحاح،أَیْ کانَ فی مَسِیرِهِمْ ،فخَنَسَ عَنْهم.

و الخُزَاعَه ،بالضَّمِّ :القِطْعَه تُقْطَعُ . و فی العُبَابِ :تُقْطَعُ من الشَّیْ ءِ.

و خُزَاعَهٌ ، بِلا لام:حَیٌّ مِن الأَزْدِ، قالَ ابنُ الکَلْبِیّ :وَلَدَ حارِثَهُ بنُ عَمْرو مُزَیْقِیَاءَ بن عامِر،و هو ماءُ السّمَاءِ،رَبِیعَهَ و هو لُحَی،و أَفْصَی وَ عَدِیًّا و کَعْباً،و هُمْ خُزَاعَهُ ،و أُمُّهُمْ بِنْتُ أُد بن طابِخَهَ بن إِلْیَاسِ بنِ مُضَرَ،فَوَلَدَ رَبِیعَهُ عَمْراً،و هو الّذِی بَحرَ البَحِیرَهَ ،و سَیِّبَ السائِبَهَ ،وَ وَصَلَ الوَصِیلَه، و حَمَی الحامِیّ ،و دَعَا العَرَبَ إِلَی عِبَادَهِ الأَوْثانِ ،و هو خُزَاعَهُ .و أُمُّهُ فُهَیْرَهُ بنتُ عامِرِ بن الحارِثِ بن مُضَاض الجُرْهُمِیّ .و مِنْهُ تَفَرَّقَتْ خُزَاعَهُ ،و إِنّمَا صارَت الحِجَابَهُ إِلَی عَمْرِو بنِ رَبِیعَهَ مِنْ قِبَلِ فُهَیْرَهَ الجُرْهُمِیَّهِ ،و کانَ أَبُوهَا آخِرَمَنْ حَجَبَ مِن جُرْهُمٍ ،و قد حَجَبَ عَمْرو،و هذِهِ خُزَاعَهُ سُمُّوا بِذلِکَ لأَنَّهُمْ لمَّا سارُوا مع قَوْمِهِمْ مِن مَأَرِب،فانْتَهَوْا إِلَی مَکَّهَ تَخَرَّعُوا عَنْ قَوْمِهِمْ ،و أَقَامُوا بمَکَّهَ و سَارَ الآخَرُونَ إِلَی الشّامِ .و قَالَ ابْنُ الکَلْبِیّ :لأَنَّهُمْ انْخَزَعُوا من قَوْمِهِمْ حِینَ أَقْبَلُوا مِن مَأْرِب فَنَزَلُوا ظَهْرَ مَکَّهَ .و فی الصّحاحِ :لأَنَّ الأَزْدَ لَمَّا خَرَجَتْ مِن مَکَّهَ لِتَتَفَرَّقَ فی البِلاَدِ تَخَلَّفَتْ عَنْهُمْ خُزَاعَهُ ،و أَقَامَتْ بها.قالَ الشاعِرُ:

فلَمَّا هَبَطْنا بَطْنَ مَرَّ تَخَزَّعَتْ

خُزاعَهُ عَنّا فی حُلُولٍ کَرَاکِر

و البَیْتُ لِحَسَّان،کَما فی هَوَامِشِ الصّحاح،و هکَذَا أَنْشَدَهُ له اللَّیْثُ .و الصَّوابُ أَنَّهُ لِعَوْنِ (2)بنِ أَیُّوبَ الأَنْصَارِی أَحَدِ بَنِی عَمْرِو بنِ سَوادِ بنِ غَنْمٍ ،کما حَقَّقَه الصّاغَانِیّ .

و رَجُلٌ خُزَعَهٌ ،کهُمَزَهٍ ،عُوَقَهٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: الخَوْزَعُ ،کجَوْهَرٍ:العَجُوز، و أَنْشَدَ:

و قَدْ أَتَتْنِی خَوْرَعٌ لَمْ تَرْقُدِ فَحَذَفَتْنِی حَذْفَهَ التَّقَصُّدِ.

و الخَوْزَعَهُ بهاءٍ:الرَّمْلَهُ المُنْقَطِعَهُ من مُعْظَمِ الرَّمْلِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ . و یُقَالُ : به خَزْعَهٌ ،أَی ظَلْعٌ من إِحْدَی رِجْلَیْه، و کَذلِکَ به خَمْعَهٌ ،و بِهِ خَزْلهٌ و به قَزْلَهٌ ،بمَعْنًی.

و الخِزْعَهُ بالکَسْرِ:القِطْعَهُ مِن اللَّحْمِ . یُقَالُ :هذِه خِزْعَهُ لَحْم تَخَزَّعْتُهَا مِن الجَزُورِ،أَی اقتَطَعْتُهَا.

و الخُزَاعُ ، کغُرَابٍ :المَوْتُ ، عَن ابنُ عَبّاد.

و انْخَزَعَ الحَبْلُ : انْقَطَعَ مِنْ نِصْفِهِ ،و لا یُقَالُ ذلِکَ إِذا انْقَطَعَ مِنْ طَرَفِهِ .

و انْخَزَعَ مَتْنُهُ :انْحَنَی کِبَراً و ضَعْفاً.

و تَخَزَّع اللَّحْمَ مِنَ الجَزُورِ:اقْتَطَعَهُ . و مِنْهُ

16- حَدِیثُ أَنَسٍ فی الأُضْحِیَّهِ : «فَتَوَزَّعُوها،أَوْ تَخَزَّعُوهَا ». أَی فَرَّقُوها.

و تَخَزَّعَ القَوْمُ الشَّیْ ءَ بَیْنَهُمْ : أقْتَسَمُوُهُ قِطَعاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

رَجُلٌ خَزُوعٌ مِخْزَاعٌ :یَخْتَزِلُ أَمْوَال النّاسِ .

ص:93


1- (1) بالأصل«من فرطها»و المثبت عن الدیوان و اللسان و [1]التکمله.
2- (2) عن معجم البلدان«مرّ»و سیره ابن هشام 94/1 و [2]فی بعض نسخها «عوف»و البیت من قصیده له.و هو أیضا فی دیوان حسان ص 119. [3]

و اخْتَزَعْتُهُ عَن القَوْمِ :قَطَعْتُهُ عَنْهُمْ .

وَ خَزَّعَنِی ظَلَعٌ فی رِجْلِی تَخْزِیعاً ،أَیْ قَطَعَنِی عَنِ المَشْیِ ،و هکَذَا فی نُسَخِ الصّحاح کُلِّهَا،و مِثْلُه فی العُبَابِ .و رَأَیْتُ بِهَامِش (1)بخطِّ بَعْضِ الفُضلاءِ أَنَّ صَوَابَهُ خَزَعَنِی ،بالتَّخْفِیفِ ،فتأَمَّلْ .

و اخْتَرَعَ فُلاناً عِرْقُ سَوْءٍ،و اخْتَزَلَهُ أَیْ اقْتَطَعَهُ دُونَ المَکارم و قَعَدَ به (2).و قال أَبو عِیسی:یبلغُ الرَّجُلَ عَنْ مَمْلُوکِهِ بَعْضُ ما یَکْرَهُ فَیَقُولُ :ما یَزَالُ خُزَعَهُ ،أَیْ شَیْ ءٌ سَنَحَهُ (3)،أَیْ عَدَلَهُ و صَرَفَهُ .

و خَزَعَ مِنْهُ شَیْئاً،و اخْتَزَعَهُ ،و تَخَزَّعَهُ :أَخَذَهُ .

و المُخَزَّعُ ،کمُعَظَّمٍ :الکَثِیرُ الاخْتِلاَفِ فی أَخْلاَقِهِ .قالَ ثَعْلَبَهُ بن أَوْسٍ الکِلابِیّ .

قد راهَقَتْ بِنْتِیَ أَنْ تَرَعْرَعَا

إِنْ تُشْبِهِینِی تُشْبِهِی مُخَزَّعَا (4)

خَرَاعَهً مِنّی و دِیناً أَخْضَعَا

هکَذَا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا.و قَدْ تَقَدَّم ذلِکَ عَن ابنِ فارِسٍ فی«خ ر ع»مع نَظَرٍ فیهِ ،فَرَاجِعْهُ .

و یقَال:فُلانٌ خَزَع منْهُ ،کما تَقُولُ :نال منَه،و وضَع منه.

و قَالَ ابنُ عَبّادٍ: خَزَّعْتُ الشَّیْ ءَ بَیْنَهُمْ تَخْزَیعاً :قَسَّمْتُه.

و قالَ ابنُ عَبّاد أَیْضاً: الخُزَاع ،بالضَّمِّ :مِن أَدْوَاءِ الإِبِلِ ، یَأْخُذُ فی العُنُقِ .و نَاقَهٌ مَخْزُوعَهٌ .قُلْتٌ :و هو تَصْحِیفٌ ، صَوابُه الخُراعُ ،بالرَّاءِ.و قد ذُکِرَ قَرِیباً،نَبَّهَ عَلَیْهِ الصّاغَانِیّ .

وَ ثَعْلَبَهُ بنُ صُعَیْرِ بنِ خُزَاعِیَّ بن مازِنِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِیمِ بنِ مُرَّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَهَ :شاعِرٌ.

خسع

خُسِعَ عَنْهُ کَذَا،کعُنِیَ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قال الخَارْزَنْجِیّ :أَیْ نُفِی.

قال: و خَسِیعَهُ القَوْمِ و خَاسِعُهُمْ :أَخَسُّهُمْ ، کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ .

خشع

الخُشُوعُ :الخُضُوعُ ، کالاخْتِشاعِ ،و الفِعْلُ کَمَنَعَ ،یُقَالُ : خَشَعَ یَخْشَعُ خُشُوعاً ،و اخْتَشَعَ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ اللَّیْثُ :یُقَالُ : اخْتَشَعِ فُلانٌ و لا یُقَالُ .

اخْتَشَعَ بِبَصَرِهِ . أَوْ الخُشُوعُ : قَرِیب المَعْنَی مِن الخُضُوعِ ، قالَهُ اللَّیْثُ . أَوْ هو و نَصُّ العَیْنِ :إِلاَّ أَنَّ الخُضُوعَ فی البَدَنِ ، و هو الإقْرَارُ بالاسْتِخْذاءِ، و الخُشُوع فی الصَّوْتِ و البَصَرِ.

قالَ اللّه تَعَالَی: خاشِعَهً أَبْصارُهُمْ (5)و قُرِیءَ: خَاشِعاً أَبْصَارُهُمْ .قالَ الزّجّاجُ :هو مَنْصُوبٌ علی الحال.و خَشَعَ ببَصَرِه،أَیْ غَضَّهُ ،و هو مَجَازٌ.و فی النِّهَایَه: الخُشُوعُ فی الصَّوْتِ و البَصَرِ کالخُضُوعِ فی البَدَنِ .و مِنْهُ

14- حَدِیثُ جابِر:

«أَنَّهُ أَقْبَلَ عَلَیْنَا،فقالَ :أَیُّکُمْ یُحِبُّ أَنْ یُعْرِضَ اللّه عَنْهُ ؟ قَالَ : فخَشَعْنَاه ». أَی خَشِینَا و خَضَعْنا.قالَ :و هکَذَا جَاءَ فی کتاب أبی موسی،و الذی جاء فی کِتَابِ مُسْلِمٍ :فجَشِعْنَا بالجِیمِ ،و شَرَحَه الحُمَیْدِیّ فی غَریِبِه فقالَ :الجَشَّعُ :الفَزَعُ و الخَوْفُ .

و الخُشُوعُ : السُّکُونُ و التَّذَلُّلُ . و مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالِی:

وَ خَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ (6)أَی انْخَفَضَتْ .و قِیلَ :

سَکَنَتْ .و کُلُّ سَاکِنٍ خَاضِعٌ و خَاشِعٌ .

و الخُشُوعُ فی الکَوْکَبِ :دُنُوُّه مِن الغُرُوبِ ، کما فی العُبَابِ ،و هو قَوْلُ أَبِی عَدْنَان و أَبِی صالِحِ الکِلابِیّ .أَمّا نَصُّ أَبِی عَدْنَانَ : خَشَعَتِ الکَوَاکِبُ ،إِذا دَنتْ من المَغِیْب، و خَضَعَت أَیْدِی الکَواکِبِ :أَی مالَتْ لتَغِیبَ .و نَصُّ أَبی صالِحٍ : خُشُوعُ الکَوَاکِبِ ،إِذا غارَتْ و کَادَتْ أَن تَغِیبَ (7)فی مَغِیبِهَا،و أَنْشَدَ.

بَدْرٌ تَکَادُ لَهُ الکَوَاکِبُ تَخْشَعُ

و هو مَجَازٌ.

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: الخَاشِعُ :المَکَانُ المُغْبَرُّ لا مَنْزِلَ به.

و فی الصّحاح:بَلْدَهٌ خَاشِعَهٌ :مُغْبَرَّهٌ لا مَنْزِلَ بها،و مَکَانٌ خَاشِعٌ .و أَنْشَدَ الصّاغَانِیّ لِجَرِیرٍ:

ص:94


1- (1) کذا بالأصل.
2- (2) هو قول خلیفه الحصینی،کما فی التهذیب.
3- (3) فی التهذیب:أی شیء سنحه عن الطریق.
4- (4) ورد فی ماده«خرع»:مخرَّعا،بالراء.
5- (5) سوره القلم الآیه 43. [1]
6- (6) سوره طه الآیه 108. [2]
7- (7) فی التهذیب:إذا غارت فکادت تغیب.

لَمَّا أَتَی خَبَرُ الزُّبَیْرِ تَوَاضَعَتُ

سُورُ المَدِینَهِ ،و الجِبَالُ الخُشَّعُ

و قالَ النابِغَهُ الذُّبْیَانِیّ یَصِفُ آثارَ الدِّیَارِ:

رَمَادٌ ککُحْلِ العَیْنِ ما إِنْ تَبِینُه

و نُویٌ کجِذْمِ الحَوضِ أَثْلَمُ خاشِعُ

و فی اللِّسَان: الخاشِعُ من الأَرْضِ :الَّذِی تُثِیرُه الرِّیَاحُ لِسُهُولَتِهِ ،فَتَمْحُو آثَارَهُ .

و قَالَ الزَّجّاج فی قَوْلِهِ تَعَالَی: وَ مِنْ آیاتِهِ أَنَّکَ تَرَی الْأَرْضَ خاشِعَهً (1).

أَیْ مُتَغَیَّرَهً ،أَرادَ مُتهشِّمَه النَّبَاتِ .و قَالَ غَیْرُهُ :أَیْ مُطْمَئِنَّهً سَاکِنَهً .و قَالُوا:إِذا یَبِسَتِ الأَرْضُ و لَمْ تُمْطَرْ قِیلَ :قد خَشَعَتْ .و ذَکَرَ الآیَه (2).قال:و العکرَبُ تَقُولُ :رَأَیْنا أَرْض بَنِی فُلانٍ خَاشِعَهً هَامِدَه،ما فِیهَا خَضْرَاءُ.

و المَکَانُ الخاشِعُ أَیْضاً:الَّذِی لا یُهْتَدَی له، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: للْخُشُوعِ مَوَاضِعُ : الخَاشِعُ :

المُسْتَکِینُ .و الخاشِعُ : الرَّاکِعُ فی بَعْضِ اللُّغَاتِ .

و مِنَ المَجَازِ: خَشَعَ السَّنَامُ ، أَیْ سَنَامُ البَعِیرِ،إِذَا ذَهَبَ إِلاّ أَقَلَّهُ ، کَمَا فی العُبَابِ .و فی اللِّسَانِ :إِذا أُنْضِیَ ،فذَهَبَ شَحْمُهُ ،و تَطَأْطَأَ شَرَفُهُ .

و خَشَعْ فُلانٌ خَرَاشِیَّ صَدْرِهِ فخَشَعَتْ هِیَ :إِذا أَلْقَی بُزَاقاً لَزِجاً، لازِمُ مُتَعَد،کما فی العُبَاب.و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:.

أَیْ رَمَی بِهَا.

قال: و الخِشْعَهُ ،بالکَسْرِ:الصَّبِیُّ یُلْزَقُ ، هکَذَا فِی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :یُبْقَرُ عَنْهُ بَطْنُ أُمَّه إِذا ماتَتْ و هو حَیُّ .

قالَ ابنُ بَرّیّ :قالَ ابنُ خالَوَیْه:و الخِشْعَهُ :وَلَدُ البَقِیرِ، و البَقِیرُ:المَرْأَهُ تَمُوتُ و فی بَطْنِهَا وَلَدٌ حَیُّ ،فَیُبْقَرُ بَطْنُهَا و یُخْرَج،و کانَ بَکِیرُ بن عَبْدِ العَزیزِ خِشْعَهً .قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ :و رَأَیْتُ فی حاشِیَهِ نُسْخَهٍ من أَمالِی الشَّیْخِ ابْنِ بَرِّیّ مَوْثُوقٍ بِهَا،قالَ الحُطَیْئَهُ یَمْدَحُ خارِجَهَ بنَ حِصْنِ بنِ حُذَیْفَهَ ابن بَدْر:

و قَدْ عَلِمَتْ خَیْلُ ابنِ خِشْعَهَ أَنَّهَا

مَتَی تَلْقَ یَوماً ذَا جِلاَدٍ تُجَالِدِ

خِشْعَهُ :أَمُّ خَارِجَهَ ،و هی البَقِیرَهُ .کانَتْ ماتَتْ و هو فی بَطْنِهَا یَرْتَکِم،فبُقِرَ بَطْنُهَا فسُمِّیَت البَقیرَه،و سُمِّیَ خارجَه، لأَنَّهُمْ أَخْرَجُوهُ من بَطْنِهَا.

و الخُشْعَهُ ، بالضَّمِّ :القِطْعَهُ من الأَرْضِ الغَلِیظَه، عَنِ ابْنِ دُرَیْدِ.و قالَ اللَّیْثُ : الخُشْعَه من الأَرْض:قُفٌّ قد غَلَبَتْ عَلیه السُّهُولَهُ ،أَیْ لَیْسَ بحَجَرٍ و لا طِینٍ .

و قالَ الجَوْهَرِیّ :هی الأَکَمَهُ المُتَوَاضِعَهُ .و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :العَرَبُ تَقُولُ للْجَثَمَهِ اللاطِئَهِ المُلْتَزِقَهِ بالَرْضِ هی الخُشْعَهُ و السَّرْوَعهُ و القَائدَهُ . و ج: خُشَعُ ، کصُرَدٍ. قال أَبو زُبَیْدٍ یَصِفُ صُرُوفَ الدَّهْرِ.

جَازِعَاتٍ إِلَیْهِمُ خُشَعَ الأَوْ

داهِ قُوتاً تُسْقَی ضَیَاحَ المَدِیدِ

الأَوْدَاهُ :الأَوْدِیَهُ عَلَی القَلْبِ .و یُرْوَی« خُشَّع »:جَمْع خَاشِع .

قالَ الجَوْهَرِیّ :و

16- فی الحَدِیثِ : «کَانَتِ الأَرْضُ خَاشِعَهً عَلَی الماءِ،ثُمَّ دُحِیَتْ ».

قُلْتُ :و الَّذِی

16- فی الغَرِیبَیْنِ للهَرَوِیّ : «کَانَتِ الکَعْبَهُ خَاشِعَهً علی الماءِ فدُحِیَتْ مِنْهَا الأَرْضُ ».

و

16- فی العُبَابِ مِنْ حَدِیثِ عَبْدِ اللّه بن عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا: «خَلَقَ اللّه البَیت قَبْلَ أَنْ یَخْلُقَ الأَرْضَ بِأَلْفِ عامٍ ، و کانَ البَیْتُ زُبْدَهً بَیْضَاءَ حِینَ کانَ العَرْشُ عَلَی الماءِ، و کانَتِ الأَرْضُ تَحْتَهُ کَأَنَّهَا خَاشِعَهٌ عَلَی الماءِ».و یُرْوَی:

خَشَفَهً ،فدُحِیَت الأَرْضُ مِن تَحْتِهِ . و الخَشَفَهُ :صَخْرَهٌ تَنْبُتُ فی البَحْرِ،و سَیَأْتِی (3).

و تَخَشَّعَ :تَضَرَّعَ ، قَالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ:

و مُدَجَّجٍ یَحْمِی الکَتِیبَهَ لا یُرَی

عِنْدَ البَدِیعَهِ ضَارِعاً یَتَخَشَّعُ

و قال الجَوْهَرِیّ : التَّخَشُّعُ :تَکَلَّفُ الخُشُوعِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

ص:95


1- (1) سوره فصلت الآیه 39. [1]
2- (2) یعنی قوله تعالی: وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَهً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ سوره الحج الآیه 5. [2]
3- (3) و یروی:حشفه بالحاء و الفاء،انظر التهذیب،و النهایه فی ماده «حشف»و فی«خشف».

تَخَشَّعَ و اخْتَشَعَ :رَمَی ببَصَرِهِ نَحْوَ الأَرْضِ ،و غَضَّهُ ، و خَفَضَ صَوْتَهُ .

و قَوْمٌ خُشَّعٌ ،کرُکَّعٍ : مُتَخَشِّعُونَ .

و خَشَعَ بَصَرُهُ :انْکَسَرَ.قالَ ذو الرُّمَّه:

تَجَلَّی السُّرَی عَنْ کُلِّ خِرْقٍ کأَنَّهُ

صَفِیحَهُ سَیْفٍ طَرْفُه غَیْرُ خَاشِع

و الخُشُوعُ :الخَوْفُ :و به فُسِّرَ قَوْلُه تَعَالَی: اَلَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ (1)،أَی خائِفُون.

و اخْتَشَعَ :إذا طَأْطَأَ صَدْرَه و تَوَاضَع.

وقُفٌّ (2)خاشِعٌ :لاطِیءٌ بالأَرْضِ ،و هو مجاز.و جِدَارٌ خاشِعٌ :إذا تَدَاعَی و اسّتَوَی مع الأَرْضِ ،و هو مَجَازٌ.

و یقَال: خَشعَت الشمسُ ،و خَسَفَت،و کَسفَت:بمَعْنًی واحدِ،و هو مَجَازٌ و یُقَال: خَشَعَتْ دُونَهُ الأبْصَارُ،و هو مَجاز.

و خُشْعانُ ،بالضَّمِّ :قَرْیَهٌ بالیَمَنِ .

و حَشِیشَهٌ خاشعه :یابِسَهٌ سَاقِطَهٌ عَلَی الأَرْضِ ،و هو مَجَازٌ.

و کَذَا خَشَعَ الوَرَقُ ،إذا ذَبُلَ .

و أَبو طَاهِرٍ بَرَکَاتُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الخُشُوعِیّ المُسْنِدُ،لأَنَّ جَدَّهُ الأَعْلَی کانَ یَؤمُّ النّاسَ فَتُوُفِّی فی المِحْرَابِ فسُمِّیَ الخُشُوعِیّ ،ذَکَرَهُ الحَافِظُ المُنْذِرِیّ .

خضرع

الخُضَارِعِ ،کعُلابِط ، أَهمله الجَوْهَرِیّ .

و قال اللَّیْثُ :هو البَخِیلُ المُتَسَمِّحُ و تَأْبَی شِیمَتُه السّمَاحَهَ ، و فِعْلُهُ الخَضْرَعَهُ ، کالمُتَخَضْرِعِ ، و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

خُضَارِعُ رُدَّ إِلَی أَخْلاقِهِ

لَمَّا نَهَتْهُ النَّفْسُ عَنْ أَخْلاقِه (3)

خضع

خَضَعَ للّه عَزَّ و جَلَّ ، کَمَنَعَ ، یَخْضَعُ خُضُوعاً :

ذَلَّ و تَطامَنَ و تَوَاضَع و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِینَ (4)،أَیْ مُنْقَادِینَ .و فِی إِتْیَانِ خاضِعِینَ مع ذِکْرِالأَعْنَاقِ کَلامٌ وَاسِعٌ لِلْعُلَمَاءِ کأَبِی عَمْرو،و الکِسَائِیّ ، و الفَرّاءِ (5)،و جَعَلَهُ بَعْضُهُم بَدَلَ غَلَطٍ .و الّذِی ذَهَبَ إِلَیْهِ الخَلِیلُ و سِیبَوَیْه:أَنَّهُ لَمّا لَمْ یَکُنِ الخُضُوعُ إِلاَّ خُضُوعَ الأَعْنَاقِ جازَ أَنْ یُخْبِرَ عن المُضَافِ إِلَیْهِ ، کاخْتَضَعَ ، قالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ الظَّلِیم:

یَظَلُّ مُخْتَضعاً یَبْدُو فَتُنْکِرُهُ

حَالاً،و یَسْطَعُ أَحْیَاناً فَیَنْتَسِبُ

أَی مُطَأْطِئاً.و یَسْطَعُ :یَنْتَصِبُ .

و خَضَعَ : سَکَنَ و انْقادَ.

و أَیْضاً سَکَّنَ لازِمٌ مُتَعَدّ.یُقَالُ : خَضَعْتُهُ فخَضَعَ ،أَی سَکَّنْتُهُ فسَکَنَ ،فمِن الّلازِمِ قَوْلُه تَعَالَی: فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ (6)أَیْ لا تَلِنَّ ،و قَالَ جَرِیرٌ فی تَعْدِیَهِ خَضَعَ :

أَعَدَّ اللّه لِلشُّعرَاءِ مِنِّی

صَوَاعِقَ یَخْضَعُونَ لَهَا الرِّقابا

و خَضَعَ فُلاناً إِلَی السُّوءِ، هکَذَا فی النسخِ ،و صَوَابُهُ إِلی السَّوْأَهِ ،أَیْ دَعَاهُ فهو خَاضِعٌ ،و کَذلِکَ خَنَعَ فهو خانِعٌ ، و منهُ

16- قَوُلُهُم: «اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ مِن الخُنُوعِ و الخُضُوعِ ».

و مِنَ المَجَازِ: خَضَعَ النَّجْمُ ، أَیْ مَالَ لِلْغُرُوبِ ، و فی الصّحاح:للمَغِیبِ .و کذلِکَ خَضَعَت الشَّمْسُ ،کما قِیلَ :

ضَرَعَتْ (7)و النُّجُومُ خَوَاضِعُ ،و ضَوَارِعُ ،و ضَوَاجِعُ ،کما فی الأَسَاسِ ،و قالَ ابنُ أَحْمَرَ:

تَکَادُ الشمسَ تَخْضَعُ حِین تَبْدو

لَهُنَّ و ما وَبِدْنَ و ما لُحِینا

و قال ذُو الرُّمَّه:

إذَا جَعَلَت أَیْدِی الکَوَاکِبِ تَخْضَعُ (8)

و من المَجَازِ: خَضَعَتِ الإِبِلُ ، إذا جَدَّتْ فی سَیْرِهَا، و هُنَّ خَوَاضِعُ ،لأَنَّهَا إذا جَدَّتْ طَامَنَتْ أَعْنَاقَها،قال الکُمَیْتُ :

ص:96


1- (1) سوره«المؤمنون»الآیه 2. [1]
2- (2) عن الاساس و بالأصل«وخف».
3- (3) فی اللسان:عن انفاقه.
4- (4) سوره الشعراء الآیه 4. [2]
5- (5) انظر التهذیب 53/1 و اللسان. [3]
6- (6) سوره الأحزاب الآیه 32. [4]
7- (7) فی الأساس:ضرعت و ضجعت.
8- (8) دیوانه ص 344 و صدره فیه: کأن السلاف المحض منهن طعمه.

خَوَاضِعُ فی کُلِّ دَیْمُومُهٍ

یَکَادُ الظَّلِیمُ بِهَا یَنْحَل

و قالَ جَرِیرٌ:

و لَقَدْ ذَکَرْتُکِ ،و المَطِیُّ خَوَاضِعٌ

و کَأَنَّهُنَّ قَطَا فَلاهٍ مَجْهَلِ

و الخُضَعَه ، کهُمَزه:مَنْ یَخْضَع لکل أَحَدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانیّ .

و قال أَبو عَمْرٍو: الخُضَعَهُ : نَخْلَه تَنْبُتُ من النَّواهِ ، لُغَهُ بَنِی حَنِیفَهَ .

و الخُضَعَهُ : مَنْ یَقْهَرُ أَقْرانَه و یُخْضِعُهُمْ و یُذِلُّهُم.

و الخَضُوعُ ، کصَبُورٍ: الخاضِع ،ج: خُضُعٌ ککُتُبٍ و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِلْفَرَزْدَقِ یَمْدَح یَزِیدَ بنَ المُهَلَّبِ :

و إذا الرِّجَالُ رَأَوْا یَزِیدَ رَأَیْتَهُمْ

خُضُعَ الرِّقَابِ نَوَاکِسَ الأَبْصَارِ

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَضُوعُ : المَرْأَهُ الَّتِی لخَوَاصِرِهَا صَوْتٌ . و قَالَ ابنُ فارِسٍ : کخَضِیعَهِ الفَرَسِ ،و أَنْشَدَ لِجَنْدَلٍ :

لَیْسَتْ بِسَوْدَاءَ خَضُوعِ الأَعْفَاجْ

سِرْدَاحَهٍ ذَاتِ إِهَابٍ مَوَّاجْ (1)

قال الصّاغَانِیّ :لَمْ أَجِدِ المَشْطُورَیْنِ فی جِیمِیَّهِ جَنْدَلٍ المُقَیَّدَهِ .

و الخَضِیعَهُ کسَفِینَهٍ :صَوْتٌ یُسْمَعُ مِن بَطْنِ الفَرَسَ إذا جَرَی.و قَالَ ثَعْلَبٌ :هو صَوْتُ قُنْبِ الفَرَسِ الجَوَادِ،و أَنْشَدَ لاِمْرِیء القَیْسِ .

کَأنَّ خَضِیعَهَ بَطْنِ الجَوَا

دِ وَعْوَعَهُ الذِّئْبِ بِالفَدْفَدِ

قال الجَوْهَرِیّ :و لا یُبْنَی مِنْهُ فِعْلٌ .و قَال غَیْرُهُ :هو صَوْتُ الأَجْوَفِ مِنْهَا.و قال أَبُو زَیْدٍ:هو صَوْتٌ یَخْرُجُ مِن قُنْبِ الفَرَسِ الحِصَانِ ،و هو الوَقِیبُ .و قالَ ابنُ بَرِّیّ :

الخَضِیعَهُ و الوَقِیبُ :الصَّوْتُ الَّذِی یُسْمَعُ مِنْ بَطْنِ الفَرَسِ و لا یُعْلَمُ ما هُوَ.و یُقَالُ :هو تَقَلْقُلُ مِقْلَمِ الفَرَسِ فی قُنْبِه،و یُقَالُ لِهذَا الصَّوْتِ أَیْضاً الذُّعَاقُ ،و هُوَ غَرِیبٌ .

أَوْ الخَضِیعَتانِ : لَحْمَتَانِ مُجَوَّفَتَانِ فی بَطْنِ الفَرَسِ یُسْمَعُ الصَّوْتُ مِنْهُما. نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قالَ : و الخَضِیعَهُ : صَوْتُ السَّیْلِ .

و قالَ عَلِیُّ بنُ حَمْزَهَ : الخَیْضَعَهُ ، کحَیْدَرَه: اخْتِلافُ ، کَذَا فی النُّسَخِ ،و فی بَعْضِهَا:الْتِفَافُ ،و فی بَعْضِهَا:

اخْتِلاطُ الأَصْوَاتَ فی الحَرْبِ ، و به فُسِّرَ قَوْلُ لَبِیدٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

نَحْنُ بَنُو أُمِّ البَنِینَ الأَرْبَعَهْ

و نَحْنُ خَیْرُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهْ

المُطْعِمُون الجَفْنَهَ المُدَعْدَعَهْ

و الضارِبُونَ الهامَ تَحْتَ الخَیْضَعَهْ

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ الشَّطْرَ الأَخِیرَ من الرَّجَزِ،و قالَ :إِنّ أَبَا عُبَیْدٍ حَکَی عَن الفَرّاءِ أَنَّهَا البَیْضَه.و حَکَی سَلَمَهُ عَن الفَرّاءِ:أَنَّهُ الصَّوْتُ فی الحَرْبِ .انْتَهَی.

قُلْتُ :و قالَ أَبُو حاتِمٍ :إِنَّمَا قالَ لَبِیدُ:تَحْتَ الخَضَعَه .

فزَادُوا الیاءَ فِرَاراً من الزِّحافِ (2).

و قیلَ الخَیْضَعَهُ : الغُبَارُ فی الحَرْبِ . و قِیلَ : المَعْرَکَهُ نَفْسُهَا حَیْثُ یَخْضَع الأَقْرانُ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ .و قَال کُرَاع:

لأَنَّ الکُمَاهَ یَخْضَعُ بَعضُهَمُ لبَعْضٍ ،و أَنْکَرَ عَلِیُّ بنُ حَمْزَهَ أَنْ یَکُونَ المُرَادُ بالخَیْضَعَهِ فی قَوْلِ لَبِیدٍ-البَیْضَه.

و الأَخْضَعُ الرّاضِی بالذُّلِّ ،و هی خَضْعَاءُ ، قالَهُ اللَّیْثُ ، و أَنْشَدَ لِلْعَجّاجِ :

و صِرْتُ عَبْداً للْبَعُوضِ أَخْضَعَا

تَمَصُّنِی مَصَّ الصَّبِیَّ المُرْضِعَا

و کذلِکَ أَنْشَدَهُ الأَزْهَرِیُّ فی التَّهْذِیب و ابنُ فارِسٍ فی المَقَایِیس.

قال الصّاغَانِیّ :و للْعَجَّاجِ أُرْجُوزَه عَیْنِیَّهٌ أَوَّلُهَا:

أَمْسَی حُمَانٌ کالرَّهِینِ مُشْرَعَا

و هِیَ اثْنَا عَشَرَ مَشْطُوراً،و لَیْسَ ما ذَکَرَهُ اللَّیْثُ فِیها،و لا فِی عَیْنِیَّهِ رُؤْبَهَ الَّتِی أَوَّلُهَا:

ص:97


1- (1) بالأصل«مراح»و المثبت عن المقاییس 192/2. [1]
2- (2) الأصل و التکمله،و فی اللسان: [2]الطیّ .

هاجَتْ و مِثْلِی نَوْلُه (1)أَنْ یَرْبَعَا

و هِی مائتان و ثَمَانِیَهُ مَشَاطِیرَ.

و الأَخْضَعُ : مَنْ فی عُنُقِه خُضُوعٌ و تَطَامُنٌ ،خِلْقَهً ، وَ قَدْ خَضِعَ یَخْضَعُ خَضَعاً .

و

17- قال عُرْوَهُ بنُ الزُّبَیْرِ: کانَ الزُّبَیْرُ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،طَوِیلاً أَزْرَقَ أَخْضَعَ أَشْعَرَ،و رُبَّمَا أَخَذْتُ -و أَنا غُلامٌ -بشَعرِ کَتِفَیْهِ حَتَّی أَقُومَ ،تَخُطُّ رِجْلاهُ إذا رَکِبَ الدَّابَّهَ ،نُفُجَ الحَقِیبَهِ .

و خَضَعَهُ الکِبَرُ خَضْعاً و خُضُوعاً و أَخْضَعَهُ :جَعَلَهُ کذلِکَ ، أَیْ حَنَاهُ ، فَخَضَع هو،و أَخْضَعَ ،أَیْ انْحَنَی،قَالَهُ الزَّجَّاج.

و أَخْضَع الرَّجُلُ : لاَنَ کَلامُهُ (2)لِلْمَرْأَهِ ، هکَذَا هو فی العُبَابِ .

و فی اللِّسَان: خَضَعَ الرجلُ ،و أَخْضَعَ :أَلانَ کلامَه للمرأه،و منه

17- حدیثُ عمرَ-رَضِی اللّه عنه: -أَن رجلاً مرَّ برجلٍ و امرأَهٍ قَد خضَعا بینهما حدیثاً،فضربه حَتَّی شجَّه، فرُفع إلی عمرَ-رضی اللّه عنه-فأَهدره. أَی لَیِّنَا بینهما الحدیثَ ،و تکلَّما بمَا یُطْمِعُ کلاًّ منهما فی الآخر کخاضَعَها مخَاضَعَهً ،إذا خَضَع لها بکَلامِهِ و خَضَعَتْ له و تَطَمَّعَ فیها، عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و التَّخْضِیعُ :تَقطیعُ اللَّحْمِ ، قالَهُ ابنُ فارِسٍ .

و اخْتَضَعَ الرَّجُلُ : خَضَعَ ، و قد تَقَدَّمَ هذا قَرِیباً، کالخْضَوْضَعَ ، نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و اخْتَضَعَ : مَرَّ سَرِیعاً، و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ -فی صِفَه فَرَسٍ سَرِیعَهٍ -:

إذَا اخْتَلَطَ المَسِیحُ بِهَا تَوَلَّتْ

بسَوْمٍ بَیْنَ جَرْیٍ و اخْتِضَاعِ

یَقُولُ :إذا عَرِقَتْ أَخْرَجَتْ أَفانِینَ جَرْیِهَا.

و اخْتَضَعَ الفَحْلُ النَّاقَهَ :سَانَّهَا (3)،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .و فی الأسَاسِ : اخْتَضَعَ الفَحْلُ [النَّاقَهَ ] (4)بکَلْکَلِهِ :أَرادَ الضِّرَاب. وَ سَمَّوْا مَخْضَعهَ ، کمَسْعَدهَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الخَضْعُ ،کالمَنْعِ ،و الخُضْعانُ ،بالضَّمِّ :کِلاهُما مَصْدَرُ خَضَع یَخْضَعُ کمَنَعَ .و مِنْهُ

16- حَدِیثُ اسْتِراقِ السَّمْعِ : « خُضْعاناً لقَوْلهِ ». و هو کغُفْرَانٍ ،و یُرْوَی بالکَسْر کالوِجْدَانِ ،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ جَمْعَ خَاضِع ،و

16- فی رِوَایَهٍ : « خُضَّعاً لِقَوْلِهِ ». جَمْع خَاضِع .

و الخُضَّعُ ،کرُکَّعٍ :اللَّوَاتِی قَدْ خَضَعْنَ بالقَوْلِ و مِلْنَ .

عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و یُقَالُ :فَرَسٌ أَخْضَعُ بَیِّنُ الخَضَع ، و کَذلِکَ البَعِیرُ و الظَّلِیمُ و الظِّبَاءُ.

و أَخْضَعَتْنِی إِلَیْکَ الحَاجَهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و لمْ یُفَسِّرْه، و هو قَوْلُ الزَّجّاج.أَرادَ:أَلْجأَتْنِی و أَحْوَجَتْنِی.

و مِنْکبٌ خَاضِعٌ و أَخْضَعُ :مُطْمَئنٌّ .

و نَعَامٌ خَوَاضِعُ ،و کَذلِکَ الظِّبَاءُ،أَی مُمِیلات رُؤُوسهَا إِلَی الأَرْضِ فی مَرَاعِیهَا.

و نَبَاتٌ خَضِعٌ ،ککَتِف:مُتَثَنَّ من النَّعْمَهِ ،کأَنَّه مُنْحَنٍ .

قالَ ابنُ سِیدَه:و هو عِنْدِی علَی النَّسَبِ ،أَنَّهُ لا فَعْلَ لَه یَصْلُح أَنْ یَکُون خَضِعٌ مَحْمُولاً عَلَیْه.و منه قَوْلُ أَبِی فَقْعَسٍ یصِفُ الکَلأ:« خَضِعٌ مَضِغٌ ،ضافٍ رَتِعٌ »کَذا حَکَاهُ ابنُ جِنِّی.

و اخْتَضَع الصَّقْرُ:طَامَنَ رَأْسَهُ للانْقِضَاضِ .نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ .

و فی الصّحاح:قَوْلُهُم:سَمِعْت للسِّیاطِ خَضْعَهً ، و للسُّیُوفِ بَضْعَهً ، فالخَضْعَهُ :وَقْعُ السِّیَاطِ ،و البَضْعَهُ :

القَطْعُ .انْتَهَی،و مِثْلُه فی الأَسَاسِ ،و قد ضَبَطاهُما بالفَتْحِ .

و فی اللّسَان: الخَضَعَهُ «بالتَّحْرِیک» (5)السِّیاط لاِنصِبَابِهَا عَلَی مَنْ تَقَعُ عَلَیْه،و قِیلَ : الخَضْعَهُ (6)السُّیُوفُ ،و یُقَالُ :

للسُّیوف خَضْعَهٌ ،و هو صَوْتُ وَقْعِهَا.

و قالَ ابْنُ بَرّیّ : الخَضْعَهُ :أَصْواتُ السُّیُوفِ .و البَضْعَهُ :

أَصْوَاتُ السِّیَاطِ ،و قَدْ جاءَ فی الشِّعْرِ مُحَرَّکاً،کما قال:

ص:98


1- (1) بالأصل«قوله»و المثبت عن دیوانه ص 87.
2- (2) فی اللسان: [1]الان کلمه للمرأه.
3- (3) أی أنه یطاردها حتی یتنوخها لیفسدها.
4- (4) زیاده عن الأساس.
5- (5) ضبطت فی اللسان [2]ضبط حرکات بالتحریک.
6- (6) الذی فی اللسان: [3]الخَضْعَه و الخَضَعَه السیوف.

أرْبَعَهٌ و أَرْبَعَهْ

اجْتَمَعَا بالبَلْقَعَهْ

لِمَالِکِ بنِ بَرْذَعَهْ

و للسُّیُوفِ خَضَعَهْ

و للسِّیاطِ بَضَعَهْ

وَ سَمَّوْا مَخْضَعاً ،کمَقْعَدٍ.

خعخع

الخُعْخُع ،کهُدْهُدٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: نَبْتٌ ، و لَیْسَ بثَبَت، أو شَجَرَهٌ ، و هو قَوْلُ ابنِ شُمَیْلٍ ،ذَکَرَهُ فی کِتَابِ الأَشْجَارِ له.و ذَکَرَ الأَزْهَرِیّ فی تَرْجَمَه«عُهْعُخ»أَنَّه شَجَرَهٌ یُتَدَاوَی بها و بوَرَقِهَا،قالَ :و قِیلَ :

هو الخُعْخُع ،و قد تَقَدَّم.قال ابْنُ شُمَیْلٍ :قال أبو الدُّقَیْشِ :هی کَلِمَهُ مُعَایَاه،و لا أصْلَ لهَا.

خعع

: و قالَ عَمْرُو بنُ بَحْر الجَاحِظُ : خَعَّ الفَهْدُ یَخِعُّ :صَاتَ مِن حَلْقِهِ إذَا انْبَهَرَ فی عَدْوِهِ . قالَ الأَزْهَرِیُّ :

کَأَنَّهُ حِکَایَهُ صَوْتِهِ إذا انْبَهَرَ.قالَ :و لا أَدْرِی أَهُو مِنْ تَوْلِیدِ الفَهَّادِینَ ،أَو مِمّا عَرَفَتْهُ العَرَبُ فتَکَلَّمَتْ به،قالَ :و أَنَا بَرِیءٌ مِنْ عُهْدَتِه.

خفع

خَفَعَ الرَّجُلُ ، کمَنَعَ ، خَفْعاً ،هکَذَا فی العُبَابِ ،و ضُبِطَ فی الصِّحاح بالوَجْهَیْنِ : خَفَعَ ،کمَنَعَ ، و خُفِعَ ،کعُنِیَ ، خَفُعاً ،و زادَ غَیْرُه: خُفُوعاً ،أَی دِیرَ به فسَقَطَ مِن جُوعٍ و غَیْرِهِ . کَذا فی الصّحاح.و فِی اللِّسَانِ :

مِن جُوعٍ أَوْ مَرَضٍ ،و مَعْنَی دِیْرَ به،أَیْ حَصَلَ لَهُ الدُّوارُ، بالضَّمِّ ،و هو مَرَضٌ أَو غَشَیَانٌ یَعْتَرِی الرَّأْسَ .و قَدْ مَرَّ فی مَوْضِعِه.و فی الصّحاح:قالَ الشّاعِرُ:

یَمْشُونَ قَدْ نَفَخَ الخَزِیرُ بُطُونَهمْ

و غَدَوْا و ضَیْفُ بَنِی عِقَال یَخْفَعُ

قالَ الصّاغَانِیّ :«و غَدَوْا»تَصْحِیفٌ .و الرّوایَهُ :غَدْوَی، مثالُ سَکْرَی.و یُرْوَی:زَغَداً (1)،بالتَّحْرِیک،و زُغُداً، بِضَمَّتَیْنِ ،جَمْعُ زَغِید،و لعلَّهُ أَخذَه من کِتَاب ابنِ فارس، و البَیْت لجَرِیرٍ.و أَوْرَدَهُ ابنُ بَرِّیّ :« یُخْفَعُ »عَلَی مَا لَمْ یُسَمَّ فاعِلُه.قالَ :و کَذَا وَجَدْتُه فی شِعْرِه یُخْفَعُ ،أَی یُصْرَعُ من الجُوع.

و خَفَعَهُ بالسَّیْفِ :ضَرَبَه به، عن ابن عَبّادٍ.

أَو الخَفْعُ :تَحَرُّکُ السِّتْرِ أَو الثَّوْبِ المُعَلَّقِ ، عن ابْنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

و قَالَ أَیْضاً: الخَفْعُ : اسْتِرْخَاءُ المفَاصِل، کالخَفَعانِ مُحَرَّکَهً .

و قالَ أَیْضاً: خُفِعَ ،کعُنِیَ :احْتَرَقَتْ کَبِدُهُ مِنَ الجُوعِ و تَثَنَّتْ .

قالَ : و المَخْفوعُ :المَجْنُونُ ، و قالَ غَیْرُه:هو المَصْرُوعُ .

و الخَوْفَعُ ،کجَوْهَرٍ: الوَاجِمُ الکَئِیبُ ،کالنّاعِسِ . و کُلُّ مَنْ ضَعُفَ و وَجَمَ فقَدْ انْخَفَعَ و خُفِعَ .

و أَخْفَعَهُ الجُوعُ :صَرَعَهُ ، عن ابنِ عَبّادٍ.

و انْخَفَعَتْ کَبِدُهُ ، إذا تَثَنَّتْ ، عَنِ اللَّیْث،أَی مِن الجُوعِ ، أَو اسْتَرْخَتْ جُوعاً و رَقَّتْ ، و هو قَوْلُ الجَوْهَرِیِّ .

و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ : انْخَفَعَتِ النَّخْلَهُ ، إذا انْقَلَعَتْ مِنْ أَصْلِهَا،و کَذلِکَ انْخَفَعَتْ ،و تَجَوَّخَتْ ،و لَیْسَ بِتَصْحِیفِ انْجَعَفَتْ ،مَقْلُوباً،بَلْ هِیَ لُغَهٌ بَرأْسِهَا.

و انْخَفَعَتِ الرِّئَهُ :انْشَقَّتْ مِنْ داءٍ،زادَ الأَزْهَرِیّ :یُقَالُ لَهُ : الخُفَاعُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

الخُفُوعُ ،بالضَّمِّ :السقُوطُ مِن الغَشْیِ .

و رَجُلٌ خَفُوعٌ : خَافِعٌ .

و خَفَعَ عَلَی فِرَاشِه،و خُفِعَ ،و انْخَفَعَ :غُشِیَ عَلَیْهِ أَوْ کادَ.

و الخَفْعَهُ :قِطْعَهُ أَدَمٍ تُطْرَحُ عَلَی مُؤخرَهِ الرَّحْلِ .

و الخَیْفَعُ :اسْمُ .

خلع

الخَلْعُ ،کالمَنْعِ :النَّزْعُ ،إِلاَّ أَنَّ فی الخَلْعِ مُهْلَهً ، قَالَهُ اللَّیْثُ .و سَوَّی بَعْضُهُمْ بَیْنَ الخَلْعِ و النَّزْعِ .

یُقَالُ : خَلَعَ الشَّیْ ءَ یَخْلَعُهُ خَلْعاً ،و خَلَعَ النَّعْلَ و الثَّوْبَ و الرِّدَاءَ یَخْلَعُهُ خَلْعاً :جَرَّدَهُ .وَ فی الصّحاح: خَلَعَ ثَوْبَهُ و نَعْلَهُ

ص:99


1- (2) فی المقاییس 204/2 رغدا بالراء المهمله.

و قَائدَهُ خَلْعاً ،قالَ ابنُ فارِس:و هذا لا یَکادُ یُقَالُ إِلاَّ فی الدُّونِ یُنْزِلُ (1)مَن هو أَعْلَی مِنْهُ ،و إِلاّ فلَیْسَ یُقَالُ : خَلَعَ الأَمِیرُ وَالِیَهُ عَلَی بَلَدِ کَذا،أَلا تَرَی أَنَّه إِنَّمَا یُقَالُ :عَزَلَهُ .

و الخَلْعُ : لَحْمٌ یُطْبَخُ بالتَّوَابِلِ ثُمَّ یُجْعَلُ فی القَرْف، و هو وعَاءُ مِن جِلْدٍ، کَمَا فی الصّحاح. أو هو القَدِیدُ المَشْوِیُّ ، و یُقَالُ :بَل القَدِیدُ یُشْوَی فیُجْعَلُ فی وِعَاءٍ بإِهَالَتهِ ، قَالَهُ اللَّیْثُ .و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :هو اللَّحْمُ یُخْلَعُ عَظْمُهُ ،ثُمَّ یُطْبَخُ و یُبَزَّرُ و یُجْعَلُ فی الجِلْدِ و یُتَزَوَّدُ به فی الأَسْفَارِ.

و مِن المَجَازِ: الخُلْعُ ، بالضَّمَّ :طَلاَقُ المَرْأَهِ ببَدَلٍ مِنْها. هکَذَا بالدّالِ المُهْمَلَهِ المَفْتُوحَه فی سائِرِ النُّسَخِ ، و فی الصّحاح:ببَذْلٍ لَهُ مِنْهَا،بالذّالِ المُعْجَمَهِ السّاکِنَهِ ، أَو مِنْ غَیْرِهَا،کالمُخَالَعَهِ و التَّخَالُعَ .و قَدْ خَلَعَ امْرَأَتَه خَلْعاً ، وَ عَلَیْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ زاد غَیْرُهُ :و خِلاَعاً،بالکَسْرِ، اخْتَلَعَتْ هی مِنْه اخْتِلاعاً،فهی مُخْتَلِعَهُ .و خَالَعَتْهُ :أَرادَتْهُ علی ذلِکَ . و الاسْمُ الخُلْعَهُ ،بالضَّمِّ .

و الخَالِعُ :کُلٌّ مِن المُتَخَالِعَیْنِ . و أَنْشَدَ[ابن] (2)الأَعْرَابِیّ شَاهِداً للخِلاع بالکَسْر.

مُولَعَاتٌ بِهاتِ هَاتِ فإِنْ شَفَّرَ

مالُ أَرَدْنَ مِنْکَ الخِلاَعَا

شَفَّرَ مالٌ :قَلَّ .

و قَالَ الأَزْهَرِیُّ : خَلَعَ امْرَأَتَهُ و خَالَعَهَا ،إِذا افْتَدَتْ مِنْهُ بِمَالِهَا،فطَلَّقَهَا،و أَبَانَهَا مِن نَفَسِهِ ،و سُمِّیَ ذلِکَ الفِرَاقُ خُلْعاً ،لأَنَّ اللّه تَعَالَی جَعَلَ النِّسَاءَ لِبَاساً للِّرِجالَ ،و الرِّجَال لِبَاساً لَهُنَّ ،فقالَ : هُنَّ لِباسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ (3)، و هی ضَجِیعُهُ و ضَجِیعَتُهُ ،فإِذا افْتَدَتِ المَرْأَهُ بمَالٍ تُعطِیهِ لِزَوْجِها لِیُبینَها مِنْهُ ،و خَلَعَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما لِبَاسَ صَاحِبِهِ ، و الاسْمُ مِنْ کُلِّ ذلِکَ الخُلْعُ ،و المَصْدَرُ الخَلْعُ .قَالَ ابْنُ الأَثِیر:و فائدَهُ الخَلْعِ إِبطالُ الرَّجْعَهِ إِلاَّ بعَقْدِ جَدَیدٍ،و فیه عِنْدَ الشّافِعِیّ خِلاَفٌ :هَلْ هو فَسْخٌ أَو طَلاَقٌ ؟و قَدْ یُسَمَّی الخُلْعُ طَلاقاً.و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عِنْهُ : أَنَّ امْرَأَهً نَشَرَتْ علی زَوْجِهَا،فقالَ عُمَرُ:« اخْلَعَهَا ». أَیْ طَلِّقْها و اتْرُکْهَا.

و الخَالِعُ : البُسْرَهُ النَّضِیحَهُ ، یقالُ :بُسْرَهٌ خالِعٌ و خَالِعَهٌ ، إِذا نَضِجَتْ کُلُّهَا. و الخَالِعُ مِنَ الرُّطَب:المُنْسَبِتُ ، لأَنَّهُ یَخْلَعُ قِشْرَهُ ،مِن رُطُوبَتِهِ .

و بَعِیرٌ خَالِعٌ : لا یَقْدِرُ عَلَی أَنْ یَثُور إِذا جَلَسَ الرَّجُلُ علَی غُرَابِ وَرِکِهِ ،و قِیلَ :إِنَّمَا ذلِکَ لاِنْخِلاعِ عَصَبَتهِ عُرْقُوبِهِ .

و الخَالِعُ : السَّاقِطُ الهَشِیمُ من الشَّجَرِ، عن الأَصْمَعِیّ ، و قِیلَ : الخَالِعُ من العِضَاهِ :ما لا یَسْقُطُ وَرَقُه أَبَداً.

و الخَالِعُ : الْتِوَاءُ العُرْقُوبِ ، قِیلَ :هو داءُ یأْخُذُ عُرْقُوبَ النَّاقَهِ .

و یُقَالُ : خُلِعَ ،کعُنِیَ :أَصابَهُ ذلِکَ ، أَی الخالِعُ .

و خَلَعَ السُّنْبُلُ ،کمَنَعَ ، خَلاَعَهً : صارَ لَهُ سَفَاً. نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و خَلَعَ الغُلامُ :کَبُرَ زُبُّهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و مِن المَجَازِ: کانَ فی الجاهِلِیَّهِ إِذا قال قَائِلٌ مُنَادِیاً فی المَوْسِمِ :یا أَیُّهَا النّاسُ : هذَا ابْنِی قَدْ خَلَعْتُهُ و ذلِکَ إِذا خافَ مِنْهُ خُبْثاً أَو خِیَانِهً زادَ:أَو مَنْ هو بِسَبِیلٍ مِنْهُ ، فَیَقُولُونَ :أَنَّا قَدْ خَلَعْنَآ فلاناً،أَیْ فَإِنْ جَرَّ لَمْ أضْمَنْ ،و إِنْ جُرَّ علیه (4)لَمْ أَطْلُبْ ،یُرِیدُ:تَبَرَّأْتُ مِنْهُ ،و کانَ لا یُؤْخَذُ بَعْدُ بجَرِیرَتَهِ .و هو خَلِیعٌ بَیَّنُ الخَلاَعَهِ و مَخْلُوعٌ عن نَفْسِهِ ، و قِیلَ :هو المَخْلُوعُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ.

و قد خَلُعَ ،کَکُرَمَ ، خَلاعَهً :صارَ خَلِیعاً خَلَعَهُ أَهْلُهُ ،فإِنْ جَنَی لَمْ یُطَالَبُوا بجِنَایَتِهِ .

و الخُلَعَاءُ :جَمَاعَتُهُمْ ، أَیْ جَمْعُ خَلِیعٍ ،ککَرِیمٍ و کُرَمَاءِ.

و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ: الخُلَعَاءُ : بَطْنٌ مِنْ بَنی عامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ . قالَ السَّمْهَرِیّ العُکْلِیّ :

فلَوْ کُنْتُ من رَهْطِ الأَصَمَّ بنِ مالِکٍ

أَو الخُلَعَاءِ أَوْ زُهَیْرِ بَنِی عَبْسٍ

ص:100


1- (1) عن المقاییس 209/2 [1] خلع،و بالأصل«بترک».
2- (2) زیاده عن اللسان. [2]
3- (3) سوره البقره الآیه 187. [3]
4- (4) عن الأساس و بالأصل«إلیه».

إِذَنْ لَزَمَتْ قَیْسٌ وَرَائِیَ بِالحَصَی

و ما أُسْلِمَ الجَانِی لِمَا جَرَّ بالأَمْسِ

و قَالَ ابنُ الکَلْبِیّ :فَوَلَدَ رَبِیعَهُ ابنُ عُقَیْل رِیاحاً (1)و عَمْراً و عَامِراً و عُوَیْمِراً و کَعْباً،و هُمُ الخُلعاءُ ، کانُوا لا یُعْطُونَ أَحَداً طَاعَهً ، و أُمُّهم أُمُّ أناسٍ بِنْتُ أَبِی بَکْرِ بنِ کِلابٍ .

و الخَلِیعُ ، کأَمِیر:الصَّیّاد، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ الصّاغَانِیُّ :سُمِّیَ به لانْفِرادِهِ .و یُرْوَی لاِمْرِیء القَیْسِ ،و هو لَتِأَبَّطَ شَرّاً.

و وَادٍ کجَوْفِ العَیْرِ،جَاوَزْتُ بَطْنَهُ

به الذِّئْبُ یَعْوِی کالخَلِیعِ المُعَیَّلِ (2)

و المُعَیَّل:الَّذِی قَصَّر مالُهُ و عَلَیْهِ عِیَالُ .

و یُقَالُ : الخَلِیعُ هُنَا الشّاطِرُ، و هُوَ مَجَاَزٌ،سُمِّیَ به لأَنَّه خَلَعَتْهُ عَشِیرَتُه،وَ تَبَرَّؤُوا منه،أَوْ لأَنَّه خَلَعَ رَسَنَهُ .و یُقَالُ :

خُلِعَ مِن الدِّینِ و الحَیَاءِ، و هی بِهاءِ.

و الخَلِیعُ : الغُولُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،أَیْ لخُبْثِهِ ،و هو مِجَازُ.

و الخَلِیعُ : الذَّئْبُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ، کالخَیْلعِ ، کحَیْدَر، نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و الخَلِیعُ : القِدْحُ الَّذِی لا یَفُوزُ أَوَّلاً،کما فی الصّحّاحِ ،و نَقَلَه کُرَاع.قالَ :و جَمْعُهُ خِلْعَهٌ :و قال غَیْرُهُ :

هو القِدْحُ الفَائزُ أَوّلاً،کما نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَان و الصّاغَانِیّ .

و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ: الخَلِیعُ : المُقَامِرُ المُرَاهِنُ فی القِمارِ، و أَنْشَدَ:

کَمَا ابْتَرَکَ الخَلِیعُ عَلَی القِدَاحِ

قُلْتُ :هکَذَا هو فی الجَمْهَرَهِ ،و نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ أَیْضاً هکَذَا،و لَمْ یَذْکُرَا صَدْرَهُ ،و الشاعِرُ یَصِفُ جَمَلاً و أَوَّلُه:

یَعُزُّ عَلَی الطَّرِیقِ بمَنْکِبَیْهِ

یَقُولُ :یَغْلِبُ هذا الجَمَلُ الإِبِلَ عَلَی لُزُومِ الطَّرِیق،فشَبَّهَ حِرْصَهُ علَی لُزُومِ الطَّرِیق و إلحاحَهُ عَلَی السَّیْرِ بحِرْصِ هذا الخَلِیع عَلَی الضَّرْبِ بالقِدَاحِ ،و لَعَلَّه یَسْتَرْجِعُ بَعْضَ ما ذَهَبَ مِنْ مالِهِ .

و الخَلِیعُ : الثَّوْبُ الخَلَقُ . یُقَالُ :هُوَ یَکْسُوهُ من خَلِیعِه .

و الخَلِیعُ : لَقَبُ أَبِیِ عَبْدِ اللّه الحُسَیْنِ بنِ الضَّحَّاکِ الشَّاعِر المُحْسِن،کانَ فی المَائَهِ الثَالِثَهِ .

و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ: الخَلِیْعُ : رَجُلٌ رَئِیسٌ مِنْ بَنِی عامِرٍ کانَ له خَطَرٌ فیهم،و أَنْشَدَ:

إنَّ الخَلِیعَ و رَهْطَهُ مِنْ عامِرٍ

کالقَلْبِ أُلْبِسَ جُؤْجُؤاً و حَزِیما (3)

و خُلَیْعٌ ، کزُبَیْرٍ:جَدُّ وَالِدِ أَبِی الحَسَنِ عَلِیّ بنِ مُحَمَّدِ ابنِ جَعْفَرٍ القَلاَنِسِیّ القُمْرِی شیخ أَبِی الحَسَن الحمامیّ ، ضَبَطَه أَبُو حَیّان،قاله الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ.

وَ الخَلَعْلَعُ ،کسَفَرْجَلٍ :الضَّبُعُ ، عَن ابْنِ دُرَیْد،و قَدْ تَقَدَّمَ عَنْهُ أَیْضاً فی الجِیم:جَلَعْلَعَه:مِنْ أَسماءِ الضَّبَاع، فهُمَا لُغَتَانِ ،أَوْ أَحَدُهُم تَصْحِیفٌ عن الآخَرِ،فتَأَمَّلْ .

و الخُلاَعُ ، کغُرَابٍ :شِبْهُ خَبَلٍ و جُنُونٍ یُصِیبُ الإِنْسَانَ ، و قیلَ :هو الضَّعْفُ و الفَرَاغُ .

و الخَیْلَعِ ،کصَیْقَلٍ :القَمِیصُ بلاَ کُمّ ، و نَصّ أَبِی عَمْرٍ و فِی النَّوَادِرِ:لا کُمَّیْ له،کالخَعْیلِ .

و الخَیْلَعُ : الفَزَعُ یَعْتَرِی الفُؤادَ، مِنْهُ الوَسْوَاسُ و الضَّعْفُ ، کَأَنَّهُ مَسٌّ ، کالخَوْلَع ، کجَوْهَر،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، قالَ و مِنْهُ قَوْلُ جَرِیرٍ:

لا یُعْجِبَنَّکَ أَنْ تَرَی بمُجَاشِعٍ

جَلَدَ الرِّجَالِ ،و فی الفُؤَادِ الخَوْلَعُ

و هو مجازٌ.

و خَیْلَع :ع،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و الخَیْلَعُ : الذِّئْبُ ، کالخَلِیعِ و هذَا قَدْ تَقَدَّمَ للْمُصَنِّفِ ، فهو تَکْرَارٌ.

ص:101


1- (1) عن جمهره ابن الکلبی ص 333 و [1]بالأصل«رباحا»و هم بنو عقیل بن کعب بن ربیعه بن عامر بن صعصعه انظر جمهره ابن حزم ص 290 و [2]مختصر جمهره [3]ابن الکبی 332.
2- (2) لامریء،القیس،و هو فی معلقته،و البیت فی دیوان تأبط شراً ص 372.
3- (3) الجمهره 235/2 و [4]نسبه للیلی الأخیلیه.

و الخَوْلَعُ ،کجَوْهَرٍ:المُقَامِرُ المَجْدُودُ الَّذِی یُقْمِرُ أَبَداً (1)، أَیْ فی مالِهِ و هو مَجَازٌ.

و الخَوْلَعُ : الغُلامُ الکَثِیرُ الجِنَایَاتِ ، و هو الَّذِی قَدْ خَلَعهُ أَهْلُهُ ،فإِنْ جَنَی لَمْ یُطْلَبُوا بِجِنایَتِهِ ،کَمَا تَقَدَّمَ ،و هو مَجَازٌ.

کالخَلِیعِ قَدْ تَقَدَّم،فهو تَکْرَارٌ.

و الخَوْلَعُ : الأَحْمَقُ مِن الرِجالِ .

و الخَوْلَعُ : الدَّلِیلُ الماهِرُ، نَقَلبَهُ الصّاغَانِیّ .

و الخَوْلَعُ : الذَّئبُ .و الغُولُ ، کالخَیْلَعِ فیهما.

و خَلَعَتِ العِضَاهُ :أَوْرَقَتْ و کَذَالِکَ الشَّیحُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .وَ یُقَالُ : خَلَعَ الشَّجَرُ،إِذا أَنْبَتَ أَنْبَتَ وَرَقاً طَرِیّاً، و قِیلَ : خَلَعَ ،إِذا سَقَطَ وَرَقُه، کأَخْلَعَتْ ، عن أَبِی حَنِیفَهَ ، و نَصُّه: أَخْلَعَ الشَّیخُ ،إِذا أَوْرَقَ ،مِثْلُ خَلَعَ .

و الخِلْعَهُ ،بِالکَسْرِ:ما یُخْلَعُ عَلَی الإِنْسَانِ مِن الثِّیَابِ ، طُرِحَ عَلَیْهِ أَوْ لَمْ یُطْرَحْ ،و کُلُّ ثَوْبٍ تَخْلَعُه عَنْکَ : خِلْعَهٌ ، و خَلَعَ عَلَیْهِ خِلْعَهً .

قالَ المُصَنِّفَ فی«البَصَائِرِ»:و إِذا قِیلَ : خَلَعَ فُلانٌ علی فُلان کَانَ مَعْنَاهُ أَعْطَاهُ ثَوْباً،و اسْتُفِیدَ مَعْنَی العَطَاءِ مِن هذِه اللَّفْظَهِ بِأَنْ وُصِلَ به لَفْظَهُ «عَلی»لا مِنْ مُجَرَّدِ الخَلْعِ .

و الخِلْعَهُ : خِیَارُ المَالِ ،و یُضَمُّ . و ذَکَرَ الوَجْهَیْنِ الصّاغَانِیّ ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الضَّمِّ (2)،قَالَ :و یُنْشَد قَوْلُ جَرِیرٍ بالضَّمِّ :

مَنْ شاءَ بایَعْتُهُ مَالِی و خُلْعَتَه

مَا تَکْمُلُ التَّیْمُ فِی دِیوَانِهِم سَطَرَا

هکَذَا هو فی الصّحَاحِ ،قالَ الصّاغَانِیّ ،و الرِّوَایَهُ «ما تَکْمُلُ الخُلْجُ »فإِنَّ جَرِیراً یَهْجُوهُم،و هُمْ من بَنِی قَیْسِ بنِ فِهْرٍ،مِنْ قُرَیْش (3).

و قَالَ أَبُو سَعِیدٍ:و سُمِّیَ خِیَارُ المالِ خُلْعَهً و خِلْعَهً لِأَنَّهُ یَخْلَعُ قَلْبَ الناظِرِ إِلَیْهِ ،أَنْشَدَ الزَّجّاجُ :

و کَانَتْ خِلْعَهً دُهْساً صَفَایَا

یَصُورُ عُنُوقَها أَحْوَی زَنِیمُ

یَعْنِی المِعْزَی أَنَّهَا کانَتْ خِیارًا،و خُلْعَهُ مالِه:مُخْرَتُهُ ، کما فی اللِّسَان.

و أَخْلَعَ السُّنْبُلُ ،صارَ فِیهِ الحَبُّ ، عَنْ أَبِی حَنِیفَهَ .

و أَخْلَعَ القَوْمُ :وَجَدُوا الخَالِعَ مِن العِضَاهِ ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِیّ .

و المُخَلَّعُ الأَلْیَتَیْنِ مِن الرِّجَال کمُعَظَّمٍ :المُنْفَکُّهُما، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ . و مِنْهُ التَّخْلِیعُ ، و هی مَشْیُهُ ، أَیْ المُتَفَکَّک یَهُزُّ مَنْکِبَیْه و یَدَیْه و یُشِیرُ بهما.

و فی الصّحاح: التَّخْلِیعُ فی بابِ العَرُوضِ : قَطْعُ مُسْتَفْعِلُنْ فِی عَرُوضِ البَسِیطِ و ضَرْبِهِ جَمِیعاً،فَیُنْقَلُ إِلی مَفْعُولُنْ .

و المُخَلَّع ،کمُعَظَّم:بَیْتُهُ .

و فی اللِّسَانِ : المُخَلَّعُ مِن الشِّعْرِ:مَفْعُولُنْ فی الضَّرْبِ السادِسِ من البَسِیط ،سُمِّیَ به لِأَنَّهُ خُلِعَتْ أَوْتَادُه فی ضَرْبِهِ و عَرُوضِهِ (4)،إِلاّ أَنَّ اسْمَ التَّخْلِیعِ لَحِقَهُ بقَطْعِ نُونِ مُسْتَفْعِلن،لِأَنَّهما من البَیْتِ کالیَدَیْنِ ،فکَأَنَّهُمَا یَدَانِ خُلِعَتا مِنْهُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ شاهِدَهُ .

ما هَیَّجَ الشَّوْقَ مِنْ أَطْلالٍ

أَضْحَتْ قِفَاراً کوَحْیِ الوَاحِی

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ قَوْلَ الأَسْوَدِ بنِ یَعْفُر:

ماذا وُقُوفِی عَلَی رَسْمٍ عَفَا

مُخْلَوْلِقٍ دارسٍ مُسْتَعْجِمِ

و أَنْشَدَ أَیْضاً.

قل لِلْخَلِیل إِنْ لَقِیتَه

ماذا تَقُولُ فِی المُخلَّعِ

قالَ اللَّیْثُ : و المُخَلَّعُ : الرَّجُلُ الضَّعِیفُ الرَّخْوُ، قِبلَ :

و مِنْهُ أُخِذَ المُخَلَّع من الشِّعْر.

ص:102


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«المحدود الذی یُقْمَرُ أَبداً» و مثلها فی التهذیب.و الأصل کالقاموس و اللسان. [1]
2- (2) ضبطت«و الخلعه:خیار المال»فی الصحاح [2]بالقلم بکسر الخاء.
3- (3) عن التکمله و بالأصل«بن قریش»و فی جمهره ابن حزم قیس بن الحارث بن قهر،قال:و نبوه خاصه یسمون الخلج.
4- (4) زید فی اللسان: [3]لأن أصله مستفعلن مستفعلن فی العروض و الضرب، فقد حُذف منه جزءان،لأن أصله ثمانیه،و فی الجزء بن وتدان،و قد حذفت من مستفعلن نونه فقطع هذا الوتدان،فذهب من البیت وتدان، فکأن البیت خُلع.

و المُخَلَّعُ مِن الناسِ : مَنْ به شِبْهُ هَبْتَهٍ ،أَو مَسٍ .

الهَبْتَهُ ،ذَهَابُ العَقْلِ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِهِ .

و امْرَأَهٌ مُخْتَلِعَهٌ :شَبِقَهٌ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : اخْتَلَعُوهُ ، أَی أَخَذُوا مَالَهُ ، و هو مَجَازٌ.

و تَخَالَعُوا :نَقَضُوا الحِلْفَ و العَهْدَ بَیْنَهُم و تَنَاکَثُوا،و هو مَجَاز.

و

17- فی حَدِیث عُثْمَانَ ،رَضِی اللّه عَنْهُ : أَنَّهُ کانَ إِذا أُتِیَ بالرَّجُلِ الَّذِی قَدْ تَخَلَّعَ فی الشَّرَابِ المُسْکِرِ جَلَدَهُ ثَمَانِینَ .

أَی انْهَمَکَ فی مُعَاقَرَتِهِ ،أَوْ بَلَغَ به الثَّمَلُ إِلَی أَن اسْتَرْخَت مَفاصِلُه (1).

و تَخَلَّعَ فِی المَشْی:تَفَکَّکَ و ذلِکَ إِذَا هَزَّ مَنْکِبَیْهِ و یدیه، و أَشَارَ بِهِمَا،و هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

الاخْتِلاَعُ : الخَلْعُ .

و قَوْلُه تَعَالَی: فَاخْلَعْ نَعْلَیْکَ (2)قِیلَ :هو عَلَی ظاهِرِهِ .

لِأَنَّهُ کانَ مِن جِلْدِ حِمَار مَیِّتِ ،و قِیلَ :هو أَمْرٌ بالإِقَامَهِ و التَّمَکُّن،کما تَقُول لِمَنْ رُمْتَ أَنْ یَتَمَکَّنَ :إِنْزَعْ ثَوْبَکَ و خفَّکَ ،و نَحْو ذلِکَ ،و هُوَ مَجَازٌ،و هو قَوْلُ الصُّوفِیَّهِ .

و انْخَلَعَ مِن مالِهِ :إِذَا خَرَجَ منْهُ جَمِیعِهِ ،و عُرِّیَ مِنْهُ کَما یُعَرَّی الإِنْسَانُ إِذا خَلَعَ ثَوْبَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و خَلَعَ الرِّبْقَهَ مِن عُنُقِه،إِذا نَقَضَ عَهْدَهُ ،و هو مَجَازٌ، و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «مَنْ خَلَعَ یَداً مِن طاعَهٍ لَقِی اللّه لا حُجَّهَ له».

أَیْ مَنْ خَرَجَ مِن طَاعَهِ سُلْطَانِهِ ،وعَدَا عَلَیْهُ بالشَّرِّ.قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هو مِنْ خَلَعْتُ الثَّوْبَ ،إِذَا أَلْقَیْتَهُ عَنْکَ ،شَبَّه الطّاعَهَ و اشْتِمَالَهَا عَلَی الإِنْسَانِ بِهِ ،و خَصَّ الیَدَ لأَنَّ المُعَاهَدَهَ و المُعَاقَدَهَ بِهَا.

و مِن المَجَازِ أَیْضاً: خَلَعَ دابَّتَهُ خَلْعاً ،و خَلَّعَها :أَطْلَقَها مِن قَیْدِها،و کَذلِکَ خَلَعَ قَیْدَهُ ،قال:

و کُلّ أُناسٍ قارَبُوا قَیْدَ فَحْلِهِمْ

و نَحْنُ خَلَعْنَا قَیْدَهُ فهوَ سارِبُ

و مِنْ مَجَازِ المَجَازِ: خَلَعَ عِذَارَه:إِذا أَلْقَاهُ عَنْ نَفْسِهِ ، فعَدَا بشرَّ عَلَی النّاسِ لا زَاجِرَ لَهُ ،قالَ :

و أُخْرَی تَکَاءَدُ (3)مَخْلُوعَه

عَلَی النّاسِ فِی الشَّرِّ أَرْسَانُهَا

و مِنْهُ قَوْلُهُمْ لِلأَمْرَدِ: خَالِعُ العِذَارِ،و هو من مَجَازِ المَجَازِ،و العَوَامُّ یَقُولُونَ :خَالِی العِذَارِ.و مِن المَجَازِ أَیْضاً:

خَلَعَ الوَالِی العامِلَ ،و خُلِعَ الخَلِیفَهُ (4)،و قِیلَ لِلأَمِین:

المَخْلُوعُ ،کَمَا فی الأَسَاسِ .و خُلِعَ الوَالِی،أَیْ عُزِلَ ،کما فی الصّحَاح و قالَ ابْنُ الأَثِیرِ:سُمِّیَ الخَلْعُ و الخَلِیعُ هُنَا اتِّسَاعاً،لأَنَّهُ قد لَبِسَ الخَلاِفهَ و الإِمَارَهَ ثمَّ خَلَعَها .و منه

17- حدِیثُ عُثْمَانَ : «و إِنَّکَ تُلاصُ عَلَی خَلْعِهِ ». أَرادَ الخِلاَفَهَ و تَرْکها و قد ذُکِرَ فی«ل و ص»و مِنَ الغَرِیبِ :کُلُّ سَادِسٍ مَخْلُوعٌ ،کَمَا نَبَّه عَلَیْه الدِّمِیرِیّ و غَیْرهُ .

و المُخْتَلِعَات :النِّسَاءُ اللِّوَاتِی یُخَالِعْن أَزْوَاجَهُنَّ مِنْ غَیْرِ مُضَارَّهٍ مِنْهُم،و هو مَجَازٌ.

و المُخَالِعُ :المُقَامِر.قال الخزّاز (5)بنُ عَمْرٍو یُخَاطِبُ امْرَأَتَه:

إِنَّ الرَّزِیَّهَ ما أَلاکِ إِذَا

هَرَّ المُخَالِعُ أَقْدُحَ الیَسْرِ

نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ :

و فی الأَسَاسِ : خالَعَهُ :قَامَرَهُ ،لأَنَّ المُقَامِرَ یَخْلَعُ مَالَ صَاحِبِه،و هو مَجَازٌ.

و فی اللِّسَانِ : المَخْلُوعُ :المَقْمُورُ مَالَهُ ، کالخَلِیعِ .

و الخَلِیع :المُسْتَهْتَرُ بالشُّرْبِ و اللَّهْوِ.

و الخَلِیعُ :الخَبِیثُ .

وَ خَلُعَ خَلاعَهً فهو خَلِیعٌ :تَبَاعَدَ.

ص:103


1- (1) الغائق 367/1 و فی النهایه:هو الذی انهمک فی الشرب و لازمه،کأنه خلع رسنه و أَعطی نفسه هواها.
2- (2) سوره طه الآیه 12. [1]
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«تکاد»و بهامش المطبوعه المصریه: «قوله:و أخری الخ کذا فی النسخ التی بأیدینا،و حرره».
4- (4) ضبطت العباره فی الأساس:«خَلَعَ الخلیفهَ »و الصواب ما أثبتناه.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الخزاز».

و الخَلِیعُ :المُلازِمُ للقِمَارِ.

وَ رَجُلٌ مَخْلُوعُ الفُؤادِ،إِذا کَانَ فَزِعاً.و جُبْنٌ خالِعٌ :أَیْ شَدِیدٌ،کَأَنَّهُ یَخْلَعُ فُؤَادَهُ مِنْ شِدَّهِ خَوْفِهِ .قالَ ابنُ الأَثِیر:هُوَ مَجَازٌ فی الخَلْعِ ،و المُرَادُ به ما یَعْرِضُ من نَوَازِعِ الأَفْکَارِ، و ضَعْفِ القَلْبِ عِنْدَ الخَوْفِ .

و الخَوْلَعُ :دَاءُ یَأْخُذُ الفِصَالَ .

و رَجُلٌ خَیْلَعٌ :ضَعِیفٌ .

وَ فِیهِ خُلْعَهٌ ،بالضَّمِّ ،أَیْ ضَعْفٌ .

و الخَلْعُ ،بالفَتْحِ و التَّحْرِیکِ :زَوالُ المِفْصَلِ من الیَدِ أَو الرَّجْلِ مِنْ غَیْرِ بَیْنُونَهٍ .و خَلَعَ أَوْصَالَهُ :أَزالَهَا.

و الخَلِیعُ :اللَّحْمُ تُخْلَعُ عِظَامُهُ و یُبَرَّرُ و یرفع.

و الخَوْلَعُ :الهَبِیدُ حِینَ یُهْبِدُ حَتَّی یَخْرُجَ سَمْنُه،ثُمَّ یُصَفَّی،فیُنَحَّی،و یُجْعَلُ عَلَیْهُ رَضِیضُ التَّمْرِ المَنْزُوعِ النَّوِی،و الدَّقیقُ ،و یُسَاطُ حَتَّی یَخْتَلِطَ ،ثُمَّ یُنْزَلُ و یُوضَعُ ، فإِذا بَرَدَ أُعِیدَ عَلَیْه سَمْنُهُ .

و قِیلَ : الخَوْلَعُ :الحَنْظَلُ المَدْقُوقُ و المَلْتُوتُ بمَا یُطَیِّبُهُ ثُمَّ یُؤْکَلُ ،و هو المُبَسَّلُ .

و الخَوْلَعُ :اللَّحْمُ یُغْلَی بالخَلِّ ،ثُمَّ یُحْمَلُ فی الأَسْفَارِ.

و تخلَّعَ القوم:تَسَلَّلُوا و ذَهَبُوا.عَنْ ابنِ الأَعْرَابِیّ و أَنْشَدَ:

و دَعَا بَنِی خَلَفٍ فبَاتُوا حَوْلَهُ

یَتَخَلَّعُونَ تَخَلُّعَ الأَجْمَالِ

و الخَالِعُ :الجَدْیُ .

و الخَیْلَعُ :الزَّیْتُ ،عَن کُرَاع،هکَذَا فی الأَساس (1)إِنْ لَمْ یَکُنْ مُصَحَّفاً عن الذِّئْبِ .

و الخَیْلَعُ :القُبَّهُ مِنَ الأَدَمِ .و قِیلَ : الخَیْلَعُ :الأَدَمُ عَامَّهً ، قال رُؤْبَهٌ .

نَفْضاً کنَفْضِ الرِّیحِ تُلْقِی الخَیْلَعَا

و أَخْلَعَ القَوْمُ :قَارَبُوا أَنْ یُرْسِلُوا الفَحْلَ فی (2)الطَّرْوقَهِ .

و الخَلِیعَهُ :الخَلاعَهُ .و مِنَ المَجَازِ:« نَخْلَعُ و نَتْرُکُ مَنْ یَفْجُرُکَ »،أَی نَتَبَرَّأُ مِنْهُ .

و رَجُلٌ مُخَلَّعُ ،کمُعَظَّمٍ :مَجْنُونٌ ،و بِهِ خَوْلَعٌ ،کأَوْلَقِ ، و هو مَجَازٌ.

و القَاضِی أَبُو الحُسَیْن عَلِیّ بْنُ الحَسَنِ بنِ الحُسَیْنِ الخِلْعِیّ المِصْرِیّ الشافِعِیّ ،بکَسْرِ الخَاءِ و سُکُونِ الَّلامِ ، صاحبُ الفَوَائِدِ المَعْرُوفَه بِالْخِلْعِیّاتِ ،و قَدْ وَقَعَتْ لَنَا مِنْ طَرِیقِ ابْنِ عُزَیز عَنْهُ ،قِیلَ :لِأَنَّهُ کانَ یَبِیعُ خِلَعَ المُلُوکِ .

و أَیْضاً[ابْنُه] (3)الحَسَنٌ :حَدَّثَ .

و بالضَّمِّ الأَعَزُّ بنُ عَلِیَّ الخُلَعِیَّ عن ابْنِ السَّمَرْقَنْدِیّ ، ذَکَرَهُ ابنُ نُقْطَهَ ،و قالَ :کانَ یَبِیعُ الثِّیَابَ الخَلِیعَه ،أی القَدِیمَه.

خمع

خَمَعَ الضَّبُعُ ،کَمَنَعَ ، خَمْعاً و خُمُوعاً ، قَالَهُ اللَّیْثُ .و زادَ الأَزْهَرِیّ : خَمَعَاناً ،مُحَرَّکَهً و کَذَلِکَ کُلُّ مَنْ خَمَعَ فِی مَشْیِهِ : کأَنَّ بِهِ عَرَجاً فهو خامِعٌ .

الخُمَاعُ کغُرَابٍ :اسْمُ ذلِکَ الفِعْلِ ، قالَ ابْنُ بَرِّیّ :

و شاهِدُهُ قَوْلُ مُشَعِّثٍ [العامری] (4).

و جَاءَتْ جَیْأَلٌ و أَبُو بَنِیهَا

أَحَمّ المَأْقِیَیْنِ به خُمَاعُ

و یُقَالُ :أَکَلَتْه الخَوَامِعُ ، أَی الضِّباعُ ، اسْمٌ لهَا لاَزِمٌ ، لأَنَّهَا تَخْمَعُ خُمَاعاً ،إِذَا مَشَتْ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الخَمْعُ و الخُمَاعُ :عَرَجٌ لَطِیفٌ . جَمْعُ خَامِعَهٍ ، کما فی الصّحاح.

و قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ الیَرْبُوعیّ رَضِیَ اللّه عَنْه:

یا لَهْفُ مِنْ عَرْجَاءَ ذاتِ قَلِیلَهٍ

جاءَتْ إِلیَّ عَلَی ثَلاثٍ تَخْمَعُ

و الخِمْعُ ،بالکَسْرِ:الذِّئْبُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و جَمْعُه:

أَخْمَاعٌ .

و الخِمْعُ : اللِّصُّ ، نقله الجَوْهَرِیّ أَیْضاً،و هو مِنْ ذَلَکَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَیْمَعُ ،کصَیْقَلٍ و صَبُورٍ (5): المَرْأَهُ الفَاجِرَهُ .

و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ: بَنُو خُمَاعَهَ . و قَالَ ابنُ حَبِیب:القِرِّیَّه فی

ص:104


1- (1) کذا بالأصل«فی الأساس»و لم ترد العباره فیها بل وردت فی اللسان، و [1]الذی فی التکمله:و الخیلع:الذئب،لم یعزه.
2- (2) عن التکمله و بالأصل«من».
3- (3) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
4- (4) عن اللسان [2]ط دار المعارف مصر،و بالأصل بدلها:قول مثقب.
5- (5) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و کصبور.

النَّمِرِ بْنِ ساقِطٍ ،و هی خُمَاعَهُ بِنْتُ جُشَمَ کثُمَامَهَ بن رَبِیعَهَ بنِ زَیْدِ مَناهَ : بَطْنٌ من العَرَبِ ،و أَنْشَدَ ابنَ دُرَیْدٍ:

أَبُوکَ رَضِیعُ اللُّؤْمِ قَیْسُ بنُ جَنْدَل

و خَالُکَ عِبْدٌ مِنْ خُمَاعَهَ رَاضِعُ (1)

خنبع

الخُنْبُعَهُ ،کقُنْفُذَهٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هی مِقْنَعَهٌ صَغِیْرَهٌ للمَرْأَهِ تُغَطِّی بها رَأْسَهَا.

و قالَ اللَّیْثُ هی شِبْهُ القُنْبُعَهِ تُخَاطُ کالمِقْنَعه،تُغَطِّی المَتْنَیْن،و الخُنْبُعُ أَوْسَعُ و أَعْرَفُ عِنْدَ العَامَّهِ .

قالَ : و الخُنْبُعَهُ : مَشَقُّ ما بَیْنَ الشَّارِبَیْنِ بحِیَال الوَتَرَهِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الخُنْبُعَهُ : الهُنَیَّهُ المُتَدَلِّیَهُ فی وَسَطَ الشَّفَهِ العُلْیَا، فی بَعْضِ اللُّغَاتِ .

و قال ابنُ عَبّاد: الخُنْبُعُ ، کقُنْفُذٍ:المُسْتَتِرَهُ من الثِّمَار و غَیْرِهَا.

و فی اللِّسَان: الخُنْبُعَهُ :غِلافُ نَوْرِ الشَّجَرَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَقُولُ العَرَبُ :مالَهُ هُنْبُعٌ و لا خُنْبُعٌ (2)،أَیْ شَیْ ءٌ،و الهُنْبُعُ یَأْتِی ذِکْرُه فی مَوْضِعِه.

خنتع

الخُنْتُعَهُ ،کقُنْفُذَهٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال المُفَضَّلُ :هی الثُّرْمُلَهُ ،و هی الأُنثی مِنَ الثَّعَالِب، و کذلِکَ القُنْفُعَهُ (3)کما سَیَأْتِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

خُنْتُعٌ ،کقُنْفُذٍ:مَوْضِعٌ ،عن ابْن سِیدَه.

خندع

الخُنْدَعُ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قالَ الأَزْهَرِیّ :

هو کالجُنْدَبِ زِنَهً و مَعْنًی،أَو صِغَارُ الجَنَادِبِ ، حَکَاهُ ابْنُ دُرَیْدٍ و الخَارْزَنْجِیّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الخُنْدُعُ کقُنْفُذٍ:الخَسِیسُ فی نَفْسِهِ .

خنذع

کالخُنْذُع ،بالذّال المُعْجَمَهِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ، و قد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ أَیْضاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الخُنْذُع ،کقُنْفُذٍ:القَلِیلُ الغَیْرَهِ علَی أَهْلِهِ ،و هو الدَّیُّوثُ ،مِثْلُ القُنْذُعِ عن ابْنِ خَالَوَیْه.

خنع

الخَانِعُ :المُرِیبُ الفَاجِرُ، کما فی الصّحاح.

و قالَ اللَّیْثُ : الخَنْع :الفُجُورُ،تَقُولُ : قَدْ خَنَعَ إِلَیْهَا، کمَنَعَ ، أَیْ أَتَاهَا لِلفُجُورِ،و کذلِکَ الخُنُوعُ ،و قِیلَ :أَصْغَی إِلَیْهَا.

و قالَ أَیْضاً. الخَنْعَهُ :الفَجْرَهُ ، یُقَالُ :اطَّلَعْتُ من فُلانٍ علَی خَنْعَهٍ أَیْ فَجْرَهٍ و فی الصّحاحِ : الرِّیبَهُ .

و فی العُبَاب و اللِّسَان:الجَنْعَهُ : المَکَانُ الخَالِی.و مِنْهُ :

لَقِیتُهُ بخَنْعَهٍ فقَهَرْتُهُ ،أَیْ لَقِیتُهُ بخَلاَءٍ.و یُقَالُ أَیْضاً:لَئِنْ لَقِیتُکَ بخَنْعَهٍ لا تُفْلِتُ مِنّی،قالَ :

تَمَنَّیْتُ أَنْ أَلْقَی فُلاناً بِخَنْعَهٍ

مَعِی صارِمُ قَدْ أَحْدَثَتْهُ صَیَاقِلُه

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الخَنُوعُ ، کصَبُورٍ:الغَادِرُ، و قَدْ خَنَعَ به (4)یَخْنَعُ ،إِذا غَدَرَ.و قَالَ عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ:

غَیْرَ أَنَّ الأیَّامَ یَخْنَعْنَ بالمَرْ

ءِ و فِیها العَوْصاءُ و المَیْسُورُ

و قالَ ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً: الخَنُوعُ : الَّذِی یَحِیدُ عَنْکَ .

و فی الصّحاح: الخُنُوعُ ، بالضَّمِّ :الخُضُوعُ و الذُّلُّ ، زادَ ابنُ سِیدَه: خَنَعَ إِلَیْهِ و لَهُ خَنْعاً و خُنُوعاً :ضَرَعَ إِلَیْهِ و خَضَعَ ، و طَلَبَ إِلَیْهِ و لَیْسَ بَأَهْلِ أَنْ یُطْلَبَ إِلَیْه. و قَوْمٌ خُنُعٌ ، بضَمَّتَیْنِ ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لْلأَعْشَی:

هُمُ الخَضَارِمُ إِنْ غَابُوا،و إِنْ شَهِدُوا

و لا یُرَوْنَ إِلَی جَارتِهِمْ خُنُعا

و قالَ اللَّیْثُ : الجَنْعُ :التَّجْمِیشُ و اللِّینُ .

و خُنَاعَهُ ،کثُمَامَهَ ، هو ابنُ سَعْدِ بنِ هُذَیْلِ بنِ مُدْرِکَهَ بن الْیَاسَ بْنِ مُضَرَ: أَبُو قَبِیلَهٍ مِن العَرَبِ ثُمَّ هُذَیْلٍ .

ص:105


1- (1) البیت فی الجمهره 235/2 و [1]نسبه إلی وائل بن شراحیل بن عمرو بن مرثد یهجو الأعشی.
2- (2) عن اللسان و بالأصل«قنبع».
3- (3) کذا،و لم ترد القنفعه بمعنی الانثی من الثعالب انظر التهذیب«قنفع» و اللسان«قنفع»و التکمله:«قنفع».
4- (4) فی التکمله:و خنع:غدر.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَخْنَعَتْهُ الحاجَهُ إِلَیْکَ ،أَیْ أَخْضَعَتْهُ و أَضْرَعَتْهُ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّخْنِیعُ :القَطْعُ بالفَأْسِ . قالَ حَمْزهُ بنُ ضَمْرَهَ (1):

کأَنَّهُمُ علی جَنَفَاءَ (2)خُشْبٌ

مُصَرَّعَهٌ أُخَنِّعُها بِفَأْسِ

و قالَتِ الدُّبَیْرِیَّه: المُخَنَّعُ ، کمُعَظَّم:الجَمَلُ المُنَوَّقُ ، و کَذلِکَ المُوَضَّعُ .و

16- فی الحَدِیثِ : إِنَّ أَخْنَع الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللّه، کَذَا فی النُّسَخِ ،و الروَایَهُ :إِلَی اللّه تَبَارَکَ و تَعَالَی مَنْ تَسَمَّی باسْمِ مَلِکِ الأَمْلاکِ ، و فی رِوَایَهٍ ،أَنْ یَتَسَمَّی الرَّجُلُ باسْمِ مَلِکِ الأَمْلاکِ . أَیْ أَذَلّهَا و أَقْهَرها (3)و أَدْخَلُهَا فی الخُنُوعِ و الضَّعَهِ . و یُرْوَی:أَنْخَع، بِتَقْدِیمِ النُّونِ ،أَیْ أَقْتَلها لِصَاحِبِهِ و أَهْلَکها له، و یُرْوَی: أَبْخَع، بالمُوَحَّدَهِ ،و قَدْ تَقَدَّمَ فی مَوْضِعِهِ . و یُرْوَی: أَخْنَی، و سیأْتِی فی المُعْتَلّ إنْ شاءَ اللّه تَعالَی.و قَوْلُه:مَلِک الأَمْلاکِ أَیْ مِثْل قَوْلِهمْ :

شاهِنْشَاه.و قِیلَ :مَعْناهُ أَنْ یَتَسَمَّی بِاسْمِ اللّه الَّذِی هو مَلِکُ الأَمْلاَکِ ،مِثْلُ أَنْ یَتَسَمَّی بالعَزِیزِ أَو بالجَبّارِ،أَو ما یَدُلُّ عَلَی مَعْنَی الکِبْرِیَاءِ الَّتِی هی رِدَاءُ العِزَّهِ ،مَنْ نَازَعَهُ ایَّاهُ فهو هالِکٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الخُنْعَهُ ،بالضَّمِّ :الاضْطِرارُ و العُذْرُ.

و رَجُلٌ ذو خُنُعاتٍ ،بضَمَّتَیْنِ :إذا کانَ فیه فَسَادٌ.

وَ وَقَعَ فی خَنْعَهٍ ،بالفَتْحِ ،أَیْ فِیما یُسْتَحَی مِنْه.

و الخُنُوعُ ،بالضَّمِّ :الغَدْرُ.

و الخَانِعُ :الَّذِی یَضَعُ رَأسَهُ للسَّوْأَهِ ،یَأْتِی أَمْراً قَبِیحاً یَرْجِعُ عارُهُ عَلَیْه،فیَسْتَحِی مِنْهُ ،و یُنَکِّسُ رَأْسَهُ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ عَن أَعْرَابِیّ ،سَمِعَهُ یَقُولُ ذلِکَ .

و الخَنَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :جَمْعُ خَانِعٍ ،بمَعْنَی المُرِیب الفاجِر.

خنشع

الخِنْشِع ،کزِبْرِجٍ .أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و فی اللِّسَانِ :هو الضَّبُع.

خنفع

الخُنْفُع ،کقُنْفُذٍ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قالَ أَبُو عَمْرٍو:هو الأحْمَقُ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

خوع

الخَوْعُ :مُنْعَرَجُ الوَادِی، کما فی الصّحاح.

و کُلُّ بَطْنٍ من الأَرْضِ غامِض سَهْلٍ یُنْبِتُ الرِّمْثَ خَوْعٌ ، عن أَبِی حَنِیفَهَ ،و أَنْشَدَ بَعْضُ الرُّوَاهِ :

و أَزْفَلَهٍ ببَطْنِ الخَوْعِ شُعْثٍ

تَنُوبُهُمُ (4)مُنَعْثِلَهٌ نَؤُولُ

و الجَمْع: أَخْواعٌ .

و خَوْعُ السُّیُولِ فی قَوْلِ حُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

أَلَثَّتْ عَلَیْهِ دِیمَهٌ بَعْدَ وَابِلٍ

فلِلْجِزْعِ مِنْ خَوْعِ السُّیُولِ قَسِیبُ

هکَذَا أَنْشَدَهُ ،و الرِّوَایَهُ عَلَیْهَا،أَیْ عَلَی الوَحْشِیَّه المَذْکُورَهَ قَبْلُ فی المَشْطُورِ (5).و یُرْوَی:«مِنْ جَوْخِ السُّیُول».

و الخَوْعُ : جَبَلٌ أَبْیَضُ ، کما فی الصّحاح.قالَ رُؤْبَهُ یَصِفُ ثَوْراً:

کَمَا یَلُوحُ الخَوْعُ بَیْنَ الأَجْبَالْ

هکَذَا فی الصّحاح.قالَ الصّاغَانِیّ :و لَیْسَ الرَّجَز لرُؤْبَهَ ، و إنَّمَا هو لِلْعَجّاج،و لَیْسَ یَصِفُ ثَوْراً،و لکِنَّه یَصِفُ الأَثَافِیَّ و آثَارَ الدِّیَارِ،و صَدْرُه:

مِنْ حَطَبِ الحَیِّ بِوَهْدٍ مِحْلالْ

و قَالَ ابنُ بَرِّیّ :البَیْتُ للعَجّاجِ ،و قَبْلَهُ

و النُّؤْیُ کالحَوْضِ و رَفْضِ الأَجْذَالْ

و قِیلَ :هُوَ جَبَلٌ بِعَیْنِه.

و خَائِعُ و نائعٌ :جَبَلان مُتَقَابِلانِ . قَالَ أَبُو وَجْزَهَ السَّعْدِیّ یَذْکُرُهما:

و الخائِعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمَائِلِهِمْ

و نَائِعُ النَّعْفِ عَنْ أَیْمانِهِمْ یَفَعُ

أَی مُرْتَفِعٌ :

ص:106


1- (1) فی اللسان و [1]التکمله:«قال ضَمْرَه بن ضَمْرَه».
2- (2) عن التکمله و بالأصل«حنفاء».
3- (3) فی النهایه و اللسان:و [2]أوصفها.
4- (4) عن التکمله و بالأصل«تنوء بهم».
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فی المشطور،لعل الأولی:فی القصید أو نحوه،فان البیت من قصیده غیر مشطوره»و الذی فی التکمله:قبل المشطور،بحذف لفظه«فی».

و خَوْعَی،کَسَکْرَی:ع، قالَ امْرَؤ القَیْس:

أَبْلِغْ شِهَاباً و أَبْلِغْ عَاصِماً

و مَالِکاً هَلْ أتاکَ الخُبْرُ مَال

أَنّا تَرَکْنَا مِنْکُمُ قَتْلَی بِخَوْ

عَی و سَبْیاً کالسَّعَالِی

و یُرْوَی:

أَنَّا تَرَکْنَا بِخَوْعَی مِنْکُمُ

قَتْلَی (1).

قال الصّاغَانِیّ :و کِلْتَا الرِّوَایَتَیْنِ یَنْبُو الطَّبْعُ عَنْهَا.و یُرْوَی بالجِیم أَیْضاً،و قد أَشَرْنَا إلَیْهِ ،أَوْ هُوَ تَصْحِیفٌ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

بِنَفْسِی (2)حَاضِرٌ بِبَقِیعِ خَوْعَی

و أَبْیَاتٌ لَدَی القَلَمُونِ جُونُ

و الخَائِعَانِ :شُعْبَتَانِ تَدْفَعُ إِحْدَاهُما فی غَیْقَهَ ،و الأُخْرَی فی یَلْیَلٍ ، بالقُرْبِ من الصَّفْرَاءِ.

و الخُوَاعُ ، کغُرَابٍ :التَّحَیُّر هکَذَا وَقَعَ فی نُسَخِ کِتَابِ المُجْمَلِ لابْنِ فارِسٍ (3)عَلی أَنَّه تَفَعُّلٌ مِنَ الحَیْرهِ ،أَوْ هو شَبِیهُ النَّخِیرِ الَّذِی کالشَّخِیر، کَما فی الجَمْهَرَهِ لابْنِ دُرَیْدٍ.

یُقَالُ :سَمِعْتُ لَهُ خُوَاعاً أی صُوْتاً یُردِّدُهُ فی صِدْرِه.قالَ الصّاغَانِیّ : و کَأَنَّ أَحَدَهُمَا، أَعْنِی التَّحَیُّرَ و النَّخِیرَ تَصْحِیفُ الآخَرِ.

و الخُوَاعَهُ ، بهَاءِ:النُّخَامَهُ .

و فی الصّحاح: خَوَّعَ مِنْهُ تَخْوِیعاً ، أَیْ نَقَصَ ، قال الشاعِر-و هو طَرَفَهُ بنُ العَبْدِ-:

و جامِلٍ خَوَّعَ مِنْ نِیبِهِ

زَجْرُ المُعَلَّی أَصُلاً و السَّفِیحْ

و یُرْوَی:«خَوَّفَ »و المَعْنَی وَاحِدُ،و یُرْوَی:«من نَبْتِهِ ».

و قال ابن عَبّاد: خَوَّعَ فُلاناً بالضَّرْبِ و غَیْرِه: کَسَرَه و أَوْهَنَهُ . و قالَ ابنُ السِّکِّیت: خَوَّعَ السَّیْلُ الوَادِیَ ، إذا کَسَرَ جَنْبتَیْهِ ، کما فی الصّحاح.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: خَوَّعَ دَیْنَه: إذا قَضاهُ .

و تَخَوَّع :تَنَخَّمَ .و أیْضاً تَقَیَّأَ، لُغَهٌ بَغْدَادِیَّه.

و تَخَوَّعَ الشَّیْ ءَ:تَنَقَّصَهُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

الخَوْعُ :مَوْضِعٌ .

خهفع

الخَیْهَفْعَی ،بفَتْحِ الخَاءِ و الهَاءِ و العَیْنِ مَقْصُورَهً ،و تُمَدُّ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و المَدُّ نَقَلَهُ الخارْزَنْجِیّ .و اقْتَصَرَ الأَزْهَرِیُّ عَلَی القَصْرِ،و هُوَ وَلَدُ الکَلْبِ مِن الذِّئْبه إذا وَقَعَ عَلَیْهَا،و إِذا وَقَعَ الذِّئْبُ عَلَی الکَلْبَهِ جاءَت بالسَّمْعِ ،و سَیَأْتِی،رَوَاهُ أَبُو تُرَابٍ ،و یُقَالُ :

هو الأَسَدُ، و به کُنِّیَ أَبُو الخَیْهَفْعَی :أَعْرَابِیٌّ مِن بَنِی تَمِیمٍ .

حَکَی الأَزْهَرِیُّ عَنْ أَبِی تُرَابٍ ،قالَ :سَمِعْتُ أَعْرَابِیّاً مِنْ بَنِی تَمِیمٍ یُکْنَی أَبا الخَیْهَفْعَی ،و سَأَلْتُه عَنْ تَفْسِیرِ کُنیتِهِ فقالَ :یُقَالُ :إذا وَقَعَ الذِّئْبُ عَلَی الکَلْبَهِ جَاءَتْ بالسِّمْع، و إذا وَقَعَ الکَلْبُ عَلَی الذِّئْبَهِ جَاءَتْ بالخَیْهَفْعَی .قالَ :و لَیْسَ هذا عَلَی أَبْنِیَهِ أَسْمَائهم مَعَ اجْتِمَاع ثَلاثَهِ أَحْرُفٍ مِنْ حُرُوفِ الحَلْقِ ،و قَالَ عَنْ هذا الحَرْفِ و مَا قَبْلَهُ فی بَابِ رُبَاعِیِّ العَیْنِ مِنْ کِتَابِهِ :و هذِهِ حُرُوفٌ لا أَعْرِفُهَا،و لَم أَجِدْ لَهَا أَصْلاً فی کُتُبِ الثِّقاتِ الَّذِینَ أَخَذُوا عَن العَرَبِ العَارِبَهِ ما أَوْدَعُوا کُتُبَهُم،و لَمْ أَذْکُرْهَا و أَنَا أَحُقُّها،و لکِنْ ذَکَرْتُهَا اسْتِنْدَاراً لَهَا،و تَعَجُّباً مِنْهَا،و لا أَدْرِی ما صِحَّتُهَا.

و حَکَی ابنُ بَرِّیّ فی أَمالِیه قال:قالَ ابنُ خالَوَیْه:أَبُو الخَیْهَفْعَی :کُنْیَهُ رَجُلٍ أَعْرَابِیّ یُقَالُ لَهُ :خزاب (4)بن الأَقْرَعِ ،فقِیلَ لَهُ :لِمَ تَکَنَّیْتَ بهذا؟فَقَالَ : الخَیْهَفْعَی :دَابَّهٌ یَخْرُجُ بَیْنَ النَّمِرِ و الضَّبُعِ ،یَکُونُ بالیَمَنِ ،أَغَضَفُ الأُذُنَیْنِ ، غائرُ العَیْنَیْنِ ،مُشْرِفُ الحَاجِبَیْنِ ،أَعْصَلُ الأَنْیَابِ ،ضَخْمُ البَرَاثِنِ ،یَفْتَرِسُ الأَبَاعِرَ.

ص:107


1- (1) هذه روایه التکمله و عجزه فیها: قتلی کراماً و سبیاً کالسعالی.
2- (2) عن معجم البلدان«القلمون»و بالأصل«بنفس».
3- (3) فی المقاییس 230/2«النَّخِیر».
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:خزاب کذا بالأصل و فی اللسان: [1]جنزاب،و علی هامشه ما یقتضی الشک فیه».

فصل الدال مع العین المهملتین

دبع

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

فِی هذا الفَصْلِ : الدَّیْبَع کحَیْدَر:لَقَبُ عَلِیّ بنِ یُوسُفَ بنِ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَلِیِّ بنِ عُمَرَ بْنِ یَحْیَی بنِ مالِکِ بنِ حَرَامِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِکِ بنِ مُطَرِّف بنِ شَرِیکِ بنِ عَمْرِو بن قَیْسِ بن شَرَاحِیلَ (1)بنِ هَمّامِ بنِ مُرَّهَ بنِ ذُهْلِ بنِ شَیْبَانَ ،و هِیَ لُغَهٌ نُوبِیَّهٌ ،معناهُ الأَبْیَضُ ،و مِنْ وَلَدِهِ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَلِیِّ بن مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرِ بنِ عَلِیِّ المَذْکُور الشَّیْبَانِیّ الزَّبِیدِیُّ المُحَدِّثُ ،سَمِعَ عَلَی الحَافِظِ البُخَارِیّ .و خالهِ مُحَمَّد بن إسْمَاعِیلَ بنِ مُبَارِزٍ و غَیْرِهما،و عَنْهُ مُحَدِّثُ الیَمَنِ الظّاهِرُ بنُ حَسَنٍ الأهْدَلُ .

دثع

الدَّثْعُ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و نَقَلَ ابنُ دُرَیْدٍ عن بَعْضٍ :هی الأَرْضُ السَّهْلَهُ مَقْلُوبُ الدَّعْثِ .قالَ :و الدَّثْعُ أَیْضَاً: الوَطْ ءُ الشَّدِیدُ، لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ،و قَدْ دَثَعَ الأَرْضَ ، کمَنَعَ :وَطِئها شَدِیداً.

درثع

الدَّرْثَعُ ،کجَعْفَر، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللِّسَانِ (2).و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو البَعِیرُ المُسِنُّ کالدِّرْعَثِ ، مَقْلُوبٌ مِنْه.

درجع

الدُّرْجُعُ ،کبُرْقُعٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو ضَرْبُ من الحُبوبِ ،و هو عَلَفُ الثِّیَرَانِ ، نَقَلَه الصّاغَانِیّ هکَذَا.

درع

دِرْعُ الحَدِیدِ،بالکَسْرِ، الزَّرَدِیَّهُ ،تُؤَنَّثُ ،کما فِی الصّحَاحِ .قَالَ :و حَکَی أَبو عُبَیْدَهَ أَنَّ الدِّرْعَ قَدْ تُذَکَّرُ و تُؤَنَّثُ ،و حَکَی اللَّحْیَانِیُّ : دِرْعٌ سَابِغَهٌ ،و دِرْعٌ سَابِغٌ .و قَالَ أَبو الأَخْزَرِ (3)الحمّانِیّ فی التَّذْکِیر:

مُقَلَّصاً بالدِّرْعِ ذی التَّغضّنِ

یَمْشِی العِرَضْنَی فی الحَدِیدِ المُتْقَنِ

ج فی القَلِیلِ : أَدْرُعٌ ،و أَدْرَاعُ .و فی الکَثِیرِ: دُرُوعُ .

قال الأَعْشَی:

و اخْتَارَ أَدْراعَهُ أَنْ لا یُسَبَّ بِهَا

و لَمْ یَکُن عَهْدُهُ فِیهَا بِخَتّارِ

و تَصْغِیرُهَا دُرَیْعٌ ، بِغَیْرِ هاءٍ، شاذٌّ عَلَی غَیْرِ قِیَاسٍ ،لأَنَّ قِیَاسَهُ بالهَاءِ،و هو أَحَدُ ما شَذَّ من هذا الضَّرْبِ .

و الدَّرْعُ من المَرْأَهِ :قَمیصُها. و هو مُذَکَّر، کما فی الصّحاح،و قد یُؤَنَّث،و قال اللَّحْیَانِیّ :مُذَکَّرٌ لا غَیْر، ج، أَدْراعٌ و فی التَّهْذِیبِ : الدِّرْعُ :ثَوْبٌ تَجُوبُ المَرْأَهُ وَسَطَهُ ، و تَجْعَلُ لَهُ یَدَیْنِ ،و تَخِیطُ فَرْجَیْه.

و رَجُلٌ دَارِعٌ :عَلَیْه دِرْعٌ ، کَأنَّهُ ذُو دِرْعٍ ،مِثلُ :لابِنٍ و تامِرٍ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الدَّرْعِیَّهُ ،بالکَسْر،مِنَ النَّصالِ :النَّافِذَهُ فی الدِّرْعِ ،ج: دَراعِیُّ .

و ذُو الدُّرُوع :فُرعَانُ الکِنْدِیُّ ،مِنْ بَلْحَارِثِ بنِ عَمْرٍو، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و المِدْرَعَهُ ،کمِکْنَسَهٍ :ثَوْبٌ کالدُّرّاعَهِ ،و لا یَکُونُ إِلاّ مِنْ صُوفٍ خاصَّه،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قِیلَ : الدُّرَّاعَهُ ،جُبَّهٌ مَشقُوقَهُ المُقَدَّمِ ،و أَنْشَدَ أَبُو لَیْلَی لِبَعْضِ الأَعْرَاب:

یَوْمٌ لِخُلاّقِی و یَوْمٌ لِلْمَالْ

مُشَمَّراً یَوْماً،و یَوْماً ذَیّالْ

مِدْرَعَهً یَوْماً،و یَوْماً سِرْبال (4)

و مِنْهُ

16- حَدِیثُ أَبِی الدَّرْدَاءِ-رَضِیَ اللّه عَنْهُ -: «فَوَضَّأْتُهُ و عَلَیْهُ مِدْرَعَهٌ ضَیِّقَهُ الکُمِّ ،فأَخْرَجَ یَدَهُ مِنْ تَحْتِ المِدْرَعَهِ فَتَوَضَّأَ».

و فی الصّحاح:و تَدَرَّعَ :لَبِسَ الدِّرْعَ و المِدْرَعَهَ ،أَیْضاً.

و رُبَّمَا قالُوا: تَمَدْرَع ، إِذا لَبِسَهُ ، أَی المِدْرَعَهَ ،کما هو نَصُّ الصِّحاح.و المُصَنّفُ أَعاد الضَّمِیرَ إِلَی الثَّوْبِ ،ثُمَّ قالَ :و هی لُغَهٌ ضعیفَه،و سَیَأْتِی تَدَرَّع لِلمُصَنَّف فی آخِرِ المادَّهِ .

و قال الخَلِیلُ :فَرَقُوا بَیْنَ أَسْمَاءِ الدِّرْع و الدُّرّاعَهِ لاخْتِلافِهَا

ص:108


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 326 [1] شراحیل بن مره بن همام بن مره.
2- (2) کذا،بالأصل،و قد وردت ترجمه منفرده فی اللسان ط دار المعارف مصر:درثع:بعیر درعث و درثع:مسنٌّ .
3- (3) عن الصحاح و بالأصل:«الأَخرز».
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:الخلاقی کذا ببعض النسخ،و فی بعض:لخلانی،و حرره».

فی الصِّفَهِ (1)إِرادَهَ إِیجازِ فی المَنْطِقِ ،و تَدَرَّعَ مِدْرَعَتَهُ ، و ادّرَعَهَا ،و تَمَدْرَعَها ،و تَحَمَّلُوا ما فِی تَبْقِیَهِ الزَّائِدِ مَعَ الأَصْلِ فی حالِ الاشْتِقَاقِ تَوْفِیَهً للْمَعْنَی،حَرَاسَهً له،و دِلالَهً عَلَیْه.

أَلا تَرَی أَنَّهُمْ إِذا قالُوا: تَمَدْرَعَ -و إِنْ کانَتْ أَقْوَی اللُّغَتَیْنِ - فَقَدْ عَرَّضُوا أَنْفُسَهم لئلاَ یُعْرَفَ غَرَضُهُمْ :أَمِن الدِّرْعِ هُوَ، أَمْ مِنَ المِدْرَعَهِ ،و هذا دَلِیلُ علی حُرْمَهِ الزائدِ فی الکَلِمَهِ .

عِنْدَهُم،حَتَّی أَقرُّوهُ إِقْرَارَ الأُصُولِ ،و مِثْلُه تمَسْکن، و تمَسْلم.

و المِدْرَعَه : صُفَّهُ الرَّحْلِ إِذا بَدا، کذا فی النُّسَخِ ، و الصَّوابُ :بَدَتْ مِنْها رُؤُوسِ الوَاسِطَهَ الأَخِیرَهِ ،و نصُّ الأَزْهَرِیّ :إِذا بَدا مِنْها رَأْسا الوَسَطِ (2). وَ الآخِرَهِ .

و الأَدْرَعُ مِن الخیّلِ و الشّاءِ:ما اسْوَدَّ رَأْسُه و ابْیَضَّ سائِرُه، و الأَنْثی دَرْعاءُ ،کما فی الصّحاح.یُقَالُ :فرَسٌ أَدْرَعُ ،إِذا کان أَبْیض الرّأْسِ و العُنُق،و سائرُهُ أَسْوَدُ،و قِیل بعَکْسِ ذلِکَ . و الهجینُ یُقَالُ له:إِنَّهُ لمُعَلْهجٌ ،و إِنَّهُ لأَدْرَعُ ،و قَدْ تَقَدَّم ذلِکَ فی«عَلْهَج».

و الأَدْرَعُ : وَالِدُ حُجْرٍ السُّلَمیّ ، نَقَلَه الصّاغَانِیّ .و قالَ فی حُجْرٍ:إِنَّهُ مَعْرُوفٌ ،و هو بِضَمِّ فَسُکُونٍ .

و فَاتَهُ :الأَسْفَعُ بنُ الأَدْرَعِ فی هَمْدَانَ ،ذَکَره الحافِظُ .

و الأَدْرَعُ : لَقَبُ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عُبَیْدِ اللّه بنِ عَبْدِ اللّه بنِ الحَسَنِ بنِ علیّ بنِ مُحمّدِ بنِ الحَسَنِ بن جعْفَر بن الحسن المُثَنَّی بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِیّ بن أَبِی طالِبٍ رَضِیَ اللّه عنه الکُوفِیّ الرّئیس بِها،قِیلَ :لُقِّب به لأَنَّه کانتْ لَهُ أَدْرَاعٌ کَثِیرَهٌ ،و قالَ تاجُ الدِّینِ بن مُعَیَّهَ : لأَنَّه قَتَلَ أَسَداً أَدْرَعَ ، ماتَ بالکوفَه و دُفِنَ بالکُنَاسَهِ ،و أَبُوه کانَ أَمِیراً بالکُوفَه من قِبَلِ المَأْمُون،و أَخُوه أَبُو الحَسَنَ عَلِیُّ بنُ عُبَیْدِ اللّه المُلقَّب بباعز،قد تَقَدَّم ذِکرهُ فی«ب ع ز»وَ وَلَدُه مُحَمَّدُ بن عَلِیّ بن عُبَیْدَ اللّه،تَقَدَّم ذِکْرُهُ أَیْضاً فی«ق ذ ر»ذَکَرَهما الحافِظُ فی التَّبْصِیرِ. و إِلَیْه یُنْسَبُ الأَدْرَعِیُّونَ من العَلَوِیَّهِ الحَسَنِیَّه بالکُوفَهِ و خُرَاسَانَ و ما وَرَا النَّهْرِ،و غَیْرِهَا من بُلْدَانٍ شَتَّی، أَعْقَبَ مِنْ وَلَدِه أَبِی عَلِیّ عُبَیْدِ اللّه و أَبِی مُحَمَّد القَاسِم و أَبِیعَبْدِ اللّه محمد،و لِکُلّ هؤلاء أَعْقَابِ ذَکَرْناهَا فی «المُشَجّرات».

و الدَّرَعُ مُحَرَّکَه:بَیاضٌ فی صَدْرِ الشّاء و نَحْرِهَا،و سَوادٌ فی فَخِذها نَقَلَهُ اللَّیْثُ ، و هی دَرْعَاءُ ، أَیْ الشّاهُ و الفَرَسُ .

و قِیلَ :شاهٌ دَرْعَاءُ ،سَوْدَاءُ الجَسَدِ بَیْضاءُ الرَّأْسِ ،و قِیل:

هی السَّوْدَاءُ العُنُقِ و الرَّأْسِ و سائِرُهَا أَبْیَضُ .و قال أَبو زَیْدٍ فی شِیَاتِ الغَنَم مِن الضَّأْنِ :إِذا اسْوَدَّت العُنُقُ مِنَ النَّعْجَهِ فهی دَرْعَاءُ .و قالَ أبُو سَعِیدٍ:شاهٌ دَرْعَاءُ :مُخْتَلِفَهُ اللَّوْنِ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الدَّرْعَاءُ :السَّوْدَاءُ،غَیْرَ أَنَّ عُنُقَهَا أَبْیَضُ ، و الحَمْراءُ و عُنُقُهَا أَبْیَضُ ،فتِلْکَ الدَّرْعَاءُ ،و إِن ابْیَضَّ رَأْسُهَآ مَعَ عُنُقِهَا فهِی دَرْعَاءُ أَیْضاً.قالَ الأَزْهَرِیّ :و القَوْلُ ما قالَ أَبُو زَیْدٍ،و سُمِّیَتْ دَرْعَاءُ إِذا اسْوَدَّ مُقَدَّمُهَا،تَشْبِیهاً باللَّیَالِی الدُّرَع .

و لَیْلَهٌ دَرْعَاءُ ،یَطْلُع قَمَرُهَا عِنْدَ وَجْهِ الصُّبْح و سائِرُها أَسْوَدُ مُظْلِمٌ ،یُشَبَّه بذلِکَ . و لَیَالٍ دُرْعٌ ،بالضم، فالسکون علَی القِیَاسِ ،لأَنَّ وَاحِدَتَها دَرْعَاءُ ،کَمَا فی الصّحاح. و دُرَع ، کَصُرَدِ، عَلَی غَیْرِ قِیَاسٍ ،عن أَبِی عُبَیْدَه.قال أَبو حاتِمٍ :

و لَمْ أَسْمَعْ ذلِکَ مِن غَیْرِهِ ، للثَّلاثِ الَّتِی تَلِیّ البِیضَ ، کما فی الصّحاح.

قال الأصْمَعِیّ :فی لَیَالِی الشَّهْرِ-بعْدَ اللَّیَالِی البِیض- ثَلاثٌ دُرَعٌ ،مِثْلُ صُرَدٍ،و کَذلِکَ قالَ أَبو عُبَیْدَه (3)،غَیْرَ أَنَّهُ قالَ :القِیَاسُ دُرْعٌ جَمْع دَرْعَاءَ .وَ رَوَیَ المُنْذِرِیُّ عن أَبِی الهَیْثَمِ :و ثَلاثٌ ظُلَمٌ ،جَمْع دُرْعَهٍ و ظُلْمَهٍ ،لا جَمْع دَرْعَاءَ و ظَلْمَاءَ.قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا صَحِیحٌ ،و هو القِیَاسِ .

و قال ابنُ بَرِّی:إِنَّمَا جُمِعَتْ دَرْعَاءُ عَلَی دُرَعٍ إِتْبَاعاً لظُلَمٍ فی قَوْلِهِمْ :ثَلاثٌ ظُلَمٌ ،و ثَلاثٌ دُرَعٌ ،و لَمْ نَسْمَعْ أَنَّ فَعْلاَءَ جَمْعُه علَی فُعَل إِلاّ دَرْعَاءَ ،ثُمَّ قَوْلُه:تَلِی البِیضَ ، المُرَادُ بِهَا لَیْلَهَ سِتَّ عَشْرَهَ و سَبْعَ عَشْرَهَ و ثَمَانَ عَشْرَهَ لاسودادِ أَوائِلها و ابْیِضَاضِ سائِرِهَا، لَمْ یَخْتَلِفْ فِیها قَوْلُ الأَصْمَعِیّ و أَبِی زَیْدٍ و ابنِ شُمَیْلٍ .و قِیلَ :هی الثّالِثَهَ عَشَرَ و الرّابِعَهَ عَشَرَ و الخَامِسَهَ عَشَرَ (4)،و ذلِکَ لأَنَّ بَعْضَها أَسْوَدُ و بَعْضَها أَبْیَضُ .

ص:109


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]فی الصنعه.
2- (2) الأصل و اللسان [2]عنه،و فی التهذیب:الواسط .قال و یقال لها: «مُدَرَّعَه».
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [3]أبو عبید.
4- (4) کذا وردت العباره بالأصل و فی اللسان [4]ط دار المعارف مصر:الثالثه عشره و الرابعه عشره و الخامسه عشره.

و قالَ أَبو عُبَیْدَهَ :اللَّیَالِی الدُّرَعُ هِیَ السُّودُ الصُّدُورِ البِیضُ الأَعْجَازِ من آخر الشَّهْر،و البِیْضُ الصُّدور،السُّودُ الأَعجاز من أَوّل الشهر.

و قال ابنُ عَبّادٍ: دُرَعُ النَّخْلِ ،کصُرَدٍ:ما اکْتَسَی اللِّیفَ مِن الجُمَّارِ،الواحِدَهُ (1)دُرْعَهٌ ،بالضَّمِّ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

وَ بَنُو الدَّرْعَاءِ ، بالفَتْح مع المَدِّ: قَبِیلَهٌ من العَرَبِ ،نَقَلَهُ ابْنُ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَه،و تَبِعَهُ ابنُ سِیدَه فی المُحْکَمِ ، وهم:حَیٌّ من عَدْوَانَ بنِ عَمُرو،و هم حُلَفَاءُ فی بَنِی سَهْمٍ من بَنِی هُذَیْلٍ ،و قال صاحِبُ اللِّسَان:و رَأَیْتُ فی حَاشِیَهِ نُسْخَهٍ من حَوَاشِی ابن بَرّی المَوْثُوقِ بها ما صُورَتُه:الَّذِی فی النُّسْخَهِ الصَّحِیحَه من أَشْعَارِ الهُذَلِیَّین:الذُّرَعَاءُ،علی وَزْن فُعَلاءَ،و کَذلِکَ حَکَاهُ ابنُ التَّولَمِیّه-فی المَقْصُورِ و المَمْدُود-بذَالٍ مُعْجَمَهٍ فی أَوَّلِهِ ،و أَظُنُّ ابنَ سِیدَه تَبعَ فی ذِکْره هُنَا ابنَ دُرَیْدٍ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: دَرَعَ الشَّاهَ ،کمَنَعَ ، یَدْرَعُهَا دَرْعاً ، سَلَخَهَا مِن قِبَلِ عُنُقِهَا. قال: و دَرَعَ رَقْبَتَه أَو یَدَهُ :إِذا فَسَخَهَا مِنَ المَفْصِلِ مِنْ غَیْر کَسْرٍ.

و قالَ غَیْرُهُ : دَرْعَهُ ، بالفَتْحِ : د،بالمَغْرِب قُرْبَ سِجِلْمَاسَهَ (2)،أَکْثَرُ تُجَّارِهَا الیَهُودُ. و إِلَیْهَا نُسِبَ أَبُو القاسِمِ بنُ أَحْمَدَ المَدْعُوّ بلْغَازِی الغیلالّی الدَّرْعیّ ، المُتَوَفَّی سنه تِسْعِمِائَهٍ و إِحْدی و خمسین،و هو القائل:«کُلُّ مَنْ رَآنِی،أَو رَأَی مَنْ رَآنِی لَمْ یَدْخُلِ النارَ»کما نَقَلَهُ عنه الإمَام الیُوسِیّ .و منهم الإِمَامُ الزاهِدُ أَبُو النَّوَالِ مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بنِ عُمَرَ بنِ ناسِرٍ الدَّرْعِیّ المُتَوَفَّی سَنَهَ مِائَهٍ (3)و خَمْسَهٍ و ثَمَانِینَ و هو والِدُ أَبِی الإِقْبَالِ أَحْمَد.و مِمَّنْ أَخَذَ عَنْ أَبِی الإِقْبَالِ هذا شُیُوخُ مَشَایِخَنا أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَد بنُ مُصْطَفَی بنِ أَحْمَدَ المالِکِیّ ،و مُحَمَّدُ بنُ مَنْصُور بنُ مَنْصُور السَّفطیّ ، و مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَبْدِ القادِرِ الفَاسِیّ و غَیْرُهُمْ ، و هُمْ بَیْتُ عِلْمٍ و رِیَاسَهٍ .

و دُرَیْعَهُ ، کجُهَیْنَهَ :ه بالیَمَنِ و دُرَیْعاءُ ، کحُمَیْرَاءَ:ه بِزَبِیدَ، حَرَسَهَا اللّه تَعَالَی،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

و دُرعَ الزَّرْعُ ،کعُنَیّ :أُکِلَ بَعْضُه، عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و قالَ بَعْضُ الأَعْرَابِ : عُشْبٌ دَرِعٌ و تَرعٌ ،و ثَمِعٌ ، و دَمِظٌ ،و وَلِجٌ (4)کَکَتِف، أَی غَضُّ .

و قال المُجَیْمِیُّ : هُمْ فی دُرْعَهٍ ،بالضَّمِّ ، إِذا حَسَرَ کَلَؤُهُمْ عَنْ حَوَالَیْ مِیَاهِهِم و نَحْو ذلِکَ (5). و قد أَدْعُوا إِدْرَاعاً ، و حَکَی ابنُ الأَعْرَابِیّ : ماءٌ مُدْرِعٌ (6)،کمُحْسِن،و ضَبَطَهُ ابنُ عَبَّادِ مِثْلَ مُعَظَّمٍ ، و قال ابنُ سِیدَه فی الضَّبْطِ الأَوّل:

و لا أَحُقُه: أُکِلَ مَا حَوْلَهُ من المَرْعَی فَتَبَاعَدَ قَلِیلاً و هو دُونَ المُطْلِبِ و کَذلِکَ رَوْضَهٌ مُدْرَعَه ،کمُحْسِنَه،أُکِلَ ما حَوْلَهَا، عن ابنِ الأَعُرَابِیّ أَیْضاً.

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : أَدْرَعَ الشَّهْرُ إِدْرَاعاً : جَاوَزَ نِصْفَهُ ، و إِدْرَاعُه :سَوادُ أَوَّلِهِ .

و قال ابنُ عَبّاد: أَدْرَعَ النَّعْلَ فی یَدِهِ ، إِذا أَدْخَلَ شِرَاکَها فی یَدِهِ مِنْ قِیل عَقِبِها.و کَذلِکَ کُلُّ ما أَدْخَلْتَ فی جَوْفِ شَیءِ فقد أَدْرَعْتَه .

و دَرَّعهُ تَدْرِیعاً :أَلْبَسَهُ الدَّرْعَ ، أَیْ دِرْعَ الحَدِید.

و دَرَّعَ المَرْأَهَ تَدْرِیعاً :أَلْبَسَها الدَّرْع ،أَی القَمِیص. قال کُثَیِّر:

و قَدْ دَرَّعُوهَا و هْیَ ذاتُ مُؤَصَّدٍ

مَجُوبٍ ،و لَمّا یَلْبِسَ الدِّرعَ رِیدُهَا

و دَرَّعَ الرَّجُلُ تَدْرِیعاً تَقَدَّمَ ، عن ابنِ عَبّادٍ، کانْدَرَعَ انْدِرَاعاً إِذا تَقَدَّمَ فی السَّیْرِ،قال القُطَامِیّ یَصِفُ تَنُوفَهً :

قَطَعْتُ بِذَاتِ أَلْوَاحٍ ،تَرَاهَا

أَمامَ الرَّکْبِ (7)تَنْذَرِعُ انْدِراعا

و ثقال شَمِرٌ: دَرَّعَ تَدْرِیعاً :إِذا خَنَقَ ، و قَالَ أَبُو زَیْدٍ:

دَرَّعْتُه تَدْرِیعاً ،إِذا جَعَلْتَ عُنُقَهُ بَیْنَ (8)ذِرَاعِکَ و عَضُدِکَ و خَنَقْتَهُ .

ص:110


1- (1) فی القاموس:الواحد.
2- (2) بینهما أربعه فراسخ،و درعه غربیها.یاقوت.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:مائه،لعله:تسعمئه و خمسه و ثمانین».
4- (4) فی التهذیب:عشبّ نَزَعُ و نَمِعٌ و ذَمِطُ و ولخٌ .
5- (5) کذا بالأصل و اللسان،و عباره التهذیب:و نحو ذلک قال ابن شمیل.
6- (6) فی التهذیب المطبوع:«ماء متدرَّع»و بهامشه عن نسخه أخری:مدرع بسکون الدال.
7- (7) فی التهذیب:امام الخیل.
8- (8) فی التهذیب:«ثِنْیَ ذراعک»و وردت العباره فیه بالذال المعجمه، قال:و هو الصواب.

و قال الأَزْهَرِیّ :أَقْرَأَنِی الإیَادِیّ لأَبِی عُبَیْدٍ عَن الأَمَوِیّ :

التَّذْرِیعُ :«بالذَّالِ المُعْجَمَه»:الخَنْقُ .

و یُقَالُ :سَأَلْتُهُ عَنْ شَیءِ فما وَطْشَ و لا دَرَّعَ ،أَی[ما] بَیْنَ لِی شَیْئاً.

و ادَّرَعَتِ المَرْأَهُ ،عَلَی اقْتَعَلَتْ : لَبِسَت الدِّرْعَ ، أَی القَمِیصَ ،و أَنْشَدَ أَبو عَمْروٍ:

و ادَّرِعِی جلْبَابَ لَیْل دَخْمَسِ (1)

أَسْوَدَ دَاجٍ مِثْلِ لَوْنِ السُّنْدُسِ

و ادَّرَعَ الرَّجُلُ :لَبِسَ الدِّرْعَ ،أَی دِرْعَ الحَدِیدِ، کَتَدَرَّعَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و أَنْشَدَ:

إِنْ تَلْقَ عَمْراً فقَدْ لاقَیْتَ مُدَّرِعاً

و لَیْسَ مِنْ هَمِّه إِبْلٌ و لا شَاءُ

و من المَجَازِ: ادَّرَعَ فُلانٌ اللَّیْلَ ، إِذا دَخَلَ فی ظُلْمَتِهِ یَسْرِی، و الأَصْلُ فیه تَدَرَّعَ ،کأَنَّهُ لَبِسَ ظُلْمَهَ اللَّیْلِ فاسْتَتَر بِهِ .و مِنْهُ قَوْلُهُم:شَمَّرَ ذَیْلاً،و ادَّرَعَ لَیْلاً،أَی اسْتَعْمَلَ الحَزُمَ ،و اتَّخَذَ اللَّیْلَ جَمَلاً،کَمَا فی الصّحاح.

و انْدَرَعَ یَفْعَلُ کَذَا و انْدَرَأَ،أَی انْدَفَعَ قال:

و انْدَرَعَتْ کُلُّ عَلاهٍ عَنْسٍ

تَدَرُّعَ اللَّیْلِ إِذا ما یُمْسِی

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: انْدَرَعَ العَظْمُ من اللَّحْمِ : انْخَلَعَ .

قالَ : و انْدَرَعَ بَطْنُهُ :امْتَلأَ، قالَ : و انْدَرَعَ القَمَرُ مِنَ السَّحَابِ :خَرَجَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الدِّرْعُ بالکَسْرِ:الثَّوْبُ الصَّغِیرُ تَلْبَسُه الجَارِیَهُ الصَّغَیرَهُ فی بَیْتِهَا.

و قَوْمٌ دُرْعٌ ،بالضَّمِّ :أَنْصَافُهم بِیضٌ ،و أَنْصَافُهم سُودٌ.

و دُرعَ الماءُ،کعُنِیَ :مِثْقل أَدْرِعَ ،و الاسْمُ الدُّرْعَهُ ، بالضَّمّ .

و الادِّرَاعُ ،مُشَدَّدهً :التَّقَدُّمُ فی السَّیْرِ.

و فی المَثَلِ : « انْدَرَعَ انْدِرَاعِ المُخَّهِ ،و انْقَصَفَ انْقِصافَ البَرْوَقَه» .و دِرْعَهُ ،بالکَسْرِ:اسمٌ عَنْزٍ،قال عُرْوَهُ بنُ الوَرْدِ:

أَلَمَّا أَغْزَرَتْ فی العُسَّ بُزْل (2)

و دِرْعَهُ بِنْتُهَا نَسِیَا فَعالَیِ

و یُقَالُ :هُوَ أَدْرَعُ منه،أَیْ أفْقَر.

و مِنَ المَجَازِ: ادَّرَعَ الخَوْفَ ،أَی جَعَلَهُ شِعَارَهُ ،کَأَنَّهُ لَبِسَهُ لشِدَّهِ لُزُومِهِ .

و دَرْعٌ الخَوْلانِیّ ،بالفَتْح،ع الصُّنَابِحِیّ و غَیْرِهِ .و القَاضِی تاج الدِّینِ یَحْیَی بنُ القَاسِمِ بن دِرْع التَّغْلبیّ التَّکرِیتیّ ، بالکَسْرِ،ماتَ سنه سِتَّمائه و سِتَّ عَشْرَهَ .

درقع

الدُّرْقُع ،کبُرْقُع:الرّاوِیَهُ عن أَبِی عَمْرٍو.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الدُّرْقُوع ، کعصْفُورٍ:الجَبّان،و هو مَأْخُوذٌ من: دَرْقَعَ دَرْقَعَهً ،إِذا فَرَّ و أَسْرَعَ ، کما فی الصّحاح.زادَ فی العُبَابِ : من الشَّدِیدَهِ ، و فی اللِّسَانِ :من الشِّدَّهِ تَنْزِلُ به،فهو مُدَرْقِعٌ ، کادْرَنْقَع فهو مُدْرَنْقِعٌ ،و عَزَیَاهُ لأَبِی زَیْدٍ.و أَنْشدَ ابنُ بَرّیّ .

دَرْقَعَ لَمّا أَنْ رَآنِی دَرْقَعَهْ

لَوْ أَنَّهُ یَلْحَقُهُ لَکَرْبَعَهْ

و قال ابنُ عَبّاد: دَرْقَعَ المَالُ دَرْقَعَهً ،إِذا جَدَّ فی الرَّعْیِ .

قال: و المُدْرَنْقِعُ :مَنْ یَتَتَبَّعُ طَعَامَ النَّاسِ و یَشْتُمُهُم، کالمُدَرْقِعِ ،و قد دَرْقَع الناسَ :إِذا شَتَمَهُم،و الطَّعَامَ :إِذا تَتَبَّعَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

جُوعُ دُرْقُوعُ ،بالضَّمِّ ،أَی شَدِیدٌ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیّ .

و أَمّا ما یُذْکَر فی کُتُبِ الشُّرُوط فی الدُّورِ و المَنَازِل:

الدّرقاعَه و الدّرکاه،فأَصْلُهُ دُورُ القاعَهِ ،و هی حَضْرَهُ المَنْزِلِ .

دسع

الدَّسْعُ ،کالمَنْعِ :الدَّفْعُ ، یُقَالُ : دَسَعَه یَدْسَعُهُ دَسْعاً و دَسِیعَهً ،کما فی الصّحاح،و هو کالدَّسْرِ.و مِنْهُ :

دَسَعَ البَعِیرُ بجِرَّتِهِ یَدْسَعُ دَسْعاً و دُسُوعاً،أَیْ دَفَعَها حَتَّی أَخْرَجَها مِنْ جَوْفِهِ إِلی فِیهِ ،و أَفاضَهَا،و کَذلِکَ النّاقَه.

*و الدَّسْعُ : القَیْ ءُ، و قَدْ دَسَعَ یَدْسَعُ دَسْعاً .و

17- فی حَدِیث

ص:111


1- (1) فی اللسان« [1]دحمس»:لیلٍ دحمس».
2- (2) دیوانه،و فیه«برک»بدل«بزل».

إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیّ : «مَنْ دَسَعَ فلْیَتَوَضَّأْ». و دَسَعَ فُلانٌ بِقَیْئِه، إِذا رَمَی به.و

1- فی حَدِیثِ عَلِیّ کَرَّمَ اللّه وَجْهَه: -و ذُکِرَ ما یُوجِبُ الوُضُوء-فقَالَ :« دَسْعَهُ تَمْلأ الفَمَ ». و جَعَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ حَدِیثاً مرْفُوعاً،فقالَ :هِیَ مِنْ دَسَعَ البَعِیرُ بجِرَّتِهِ دَسْعاً ،إِذا نَزَعَها مِنْ کَرِشِهِ و أَلْقَاها فی فِیهِ .

و الدَّسْعُ : المَلْ ءُ یُقَالُ : دَسَعْتُ القَصْعَهَ دَسْعاً ،أَی مَلأْتُهَا،عن ابنِ عَبّادٍ.

و الدَّسْعُ : سَدُّ الجُحْرِ یُقَالُ : دَسَع الجُحْرَ دَسْعاً :إِذا أَخَذَ دِسَاعاً (1)من خِرْقَهٍ أَو شَیْئاً عَلَی قَدْرِ الجُحْرِ فَسدَّه بمَرَّهٍ وَاحِدَهٍ .

و الدَّسْعُ : خَفَاءُ العِرْقِ فی اللَّحْم و عَدَمُ ظُهُورِهِ لاکْتَنازِهِ ، عن ابنِ عَبّادٍ.

و الدَّسْعُ : إِعْطَاءُ الدَّسِیعَهِ و هو مَجَازٌ.و الدَّسِیعَهُ :اسْمُ للعَطِیَّهِ الجَزِیلَه، و مِنْهُ

13- الحَدِیثُ : «یَقُولُ اللّه تَعَالَی یَوْمَ القِیَامَه:«یا ابْنَ آدَمَ أَلَمْ أَحْمِلْک عَلَی الخَیْلِ و الإِبلِ ، و زَوَّجْتُکُ النَّسَاءَ،و جَعَلْتُکَ تَرْبَع و تَدْسَع ؟قَالَ :بَلَی.قالَ :

فَأَیْنَ شُکْرُ ذلِکَ ؟». قَالَ الجَوْهَرِیّ :أَیْ تأْخُذ المِرْباعَ و تُعْطِی الجَزِیلَ ،أَی تَأْخُذ رُبُعَ الغَنِیمَهِ ،و ذلِکَ فِعْل الرَّئِیس.

و قال الأَزْهَرِیّ :یُقَالُ لِلْجَوَادِ:هو ضَخْمُ الدَّسِیعَهِ ،أَی کَثِیرُ العَطِیَّه،سُمَّیَتْ دَسِیعَهً لدَفْعِ المُعْطِی إیّاهَا بمَرَّهٍ وَاحِدَهٍ ،کما یَدْفَعُ البَعِیرُ جِرَّتَهُ دَفْعَهً واحِدَهً ،و أَنْشَدَ سِیبَوَیْه:

کَمْ فی بَنِی سَعْدِ بنِ بَکْر سَیِّدٍ

ضَخْمِ الدَّسِیعَهِ ماجِدٍ نَفّاعِ (2)

و الدَّسِیعَه أَیْضاً:الطَّبِیعَه و الخُلُقُ ،کَمَا فی الصّحاح، و قیلَ :کَرَمُ الفِعْلِ ،و قِیلَ :الخِلْقَهُ .

و الدَّسِیعَهُ : الدَّسْکَرَهُ .

و قِیلَ :هی الجَفْنَهُ ، عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:

سُمِّیَتْ بِذلِکَ تَشْبِیهاً بدَسِیع البَعِیر،لأَنَّهُ لا یَخْلُو کُلَّمَا اجْتَذَبَ مِنْهُ جِرّهً عادَتْ فِیهِ أُخْرَی.

و قِیلَ :هی المَائِدَهُ الکَرِیمَهُ ، و هو مَجَازٌ أَیْضاً،و الجَمْعُ : الدَّسَائعُ .بِکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ حَدِیثُ ظَبْیَانَ ،و ذَکَرَ حِمْیَرَ،و أَنَّ قَبَائِلَ مِنْ الأَزْدِ نَزَلُوهَا فنَتَجُوا فِیهَا النَّزائِع،و بَنَوا المَصَانِعَ ،و اتَّخَذُوا الدَّسائِعَ ،قِیلَ :العَطَایا.و قیلَ :

الدَّسَاکِرُ،و قِیلَ :الجِفَانُ ،و قِیلَ :المَوَائدُ.

و الدَّسِیعَهُ القُوَّهُ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و المَدْسَعُ ، کمَقْعَدِ:المَضِیقُ ،و مَوْلِجُ و نَصّ اللَّیْث:

مَضِیقُ مَوْلِج المَرِیءِ فی عَظْمِ الثُّغْرَهِ أَیْ ثُغْرَهِ النَّحْرِ،و فی التَّهْذِیبِ :هو مَجْرَی الطَّعَامِ فی الحَلْقِ ،و یُسَمَّی ذلِکَ العَظْمُ : الدَّسِیعَ .

و المِدْسَعُ ، کمِنْبَرٍ: الدَّلِیلُ الهَادِی.

و الدَّسِیعُ کأَمِیرٍ:مَغْرِزُ العُنُقِ فی الکَاهِلِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و أَنْشَدَ لسَلاَمَهَ بنِ جَنْدَلٍ یَصِفُ فَرَساً:

یَرْقَی الدَّسِیعُ إِلَی هَادٍ لَهُ تَلِعٍ (3)

فی جُؤْجُؤٍ کمَداکِ الطَّیبِ مَخْضُوبِ

و قال غَیْرُه: الدَّسِیعُ من الإنْسَانِ :العَظْمُ الَّذِی فِیهِ التَّرْقُوتَانِ .و قِیلَ :هُوَ الصَّدْرُ و الکَاهِلُ .و قالَ ابنُ شُمَیْلِ :

الدَّسِیعُ حَیْثُ یَدْفَعُ البَعِیرُ بجِرَّتِهِ ،و هو مَوْضِعُ المَرِیءِ مِنْ حَلْقِهِ .

و قال ابنُ عَبّاد: نَاقَهٌ دَیْسَعٌ ،کصَیْقَلٍ :ضَخْمَهٌ ،أَو کَثِیرَهُ الاجْتِرارِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الدَّسْعُ :خُرُوجَ القَرِیضِ بمَرَّهٍ .و القَرِیضُ :جِرَّهُ البَعِیرِ إِذا دَسَعَهُ و أَخْرَجَهُ إِلَی فِیهِ .

و دَسِیعَا الفَرَسِ :صَفْحَتَا عُنُقِهِ مِنْ أَصْلِهِما،و مِنَ الشَّاهِ :

مَوْضِعُ التَّرِیبَهِ .

و دَسَعَ یَدْسَعُ دَسْعاً :امْتَلأَ.

و دَسَعَ البَحْرُ بالعَنْبَرِ و دَسَرَ،إِذا جَمَعَهُ کالزَّبَدِ،ثُمَّ قَذَفَهُ إِلَی نَاحِیَهٍ .

و فی الحَدِیثِ :«أَو ابْتَغَی دَسِیعَهَ ظُلْمٍ »،أَی طَلَبَ دَفْعاً عَلَی سَبیلِ الظُّلْمِ ،فأَضافَهُ إِلَیْه،فالإضافَهُ بمَعْنَی مِنْ .

ص:112


1- (1) فی التهذیب و اللسان:دساماً.
2- (2) البیت فی کتاب سیبویه 168/2 و [1]نسبه بحواشیه للفرزدق،و لیس فی دیوانه.
3- (3) المفضلیه/22 بروایه بَتعٍ بدل تلع.

دعبع

دَعْبَع ،کجَعْفَرٍ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِی.و قالَ ابنُ هَانِیء:یَعْنِی حِکایَه لَفْظِ الطِّفْلِ الرَّضِیع إذا طَلَبَ شَیْئاً.

کَأنَّ الحاکِیَ حَکَی لَفْظَهُ ،مَرَّهً بدَعْ و مَرَّهً ببَعْ ،فجَمَعَهما فی حکایَتِهِ ،فقالَ : دَعْبَعْ .قالَ :و أَنْشَدَنِی زَیْدُ بنُ کُنْوَهَ العَنْبَرِیّ :

و لَیْلٍ کأَثْنَاءِ الرُّوَیْزِیّ جُبْتُه

إذا سَقَطَتْ أَرْوَاقُه دُونَ زَرْبَعِ

لأَدْنُوَ مِنْ نَفْسٍ هُنَاکَ حَبِیبَهٍ

إِلَیَّ ،إذا ما قَالَ لِی أَیْنَ دَعْبَعِ

زَرْبَعٌ :اسْمُ ابْنهِ ،کَما سَیأْتی،و کَسَرَ العَیْنَ الأَخِیرَهَ لأَنَّهَا حِکَایَهُ الصَّوْتِ .

دعع

الدَّعُّ :الدَّفْعُ العَنِیفُ . دَعَّهُ یَدُعُّهُ دَعّاً ،أَی دَفَعَهُ .و منهُ قَوْلُه تَعَالَی: فَذلِکَ الَّذِی یَدُعُّ الْیَتِیمَ (1)کما فی الصّحاح،أَی یَعْنُفُ به عُنْفاً دَفْعاً و انْتِهَاراً.زادَ الزَّمَخْشَرِیّ بجَفْوَهٍ ،و کَذلِکَ قَوْلُهُ تَعالَی: یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلی نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (2)،قَالَ أَبو عُبَیْدٍ (3):أَیْ یُدْفَعُونَ دَفْعاً عَنِیفاً.و فی حَدِیثِ الشَّعْبِیّ :«إنَّهُمْ کانُوا لا یُدَعُّونَ عَنْهُ »أَیْ لا یُطْرَدُونَ ولا یُدْفَعُون،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

أَلَمْ أَکْفِ أَهْلَکَ فِقْدانِه

إذا القَوْمُ فی المَحْلِ دَعُّو الیَتِیمَا

و قالَ أَبُو مَنْجوفٍ : الدُّعَاعُ :کغُرَابٍ :النَّخْلُ المُتَفَرِّقُ ، و به فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَهَ بنِ العَبْدِ:

أَنْتُمُ نَخْلُ نُطِیفُ بِهِ

فإِذَا ما جُزَّ نَصْطَرِمُهْ

و عَذَارِیکم مُقَلِّصَهٌ

فی دُعَاعِ النَّخْلِ تَجْتَرِمُهْ

و هکَذا رَوَاهُ شَمِرٌ أَیْضاً،و فَسَّرَهُ بمُتَفَرِّق النَّخْلِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و رَوَاه المُؤَرِّجُ أَیْضاً هکَذَا،و فَسَّرَ الدُّعَاعَ بما بَیْن النَّخْلَتَیْنِ .و قال أَبُو عُبَیْده:ما بَیْنَ النَّخْله إلی النَّخْلَه:

دُعَاعٌ .قال الأَزْهَرِیّ :و رَوَاهُ بَعْضُهُمْ بالذَّالِ المُعْجَمَهِ (4)، و سَیَأْتِی. و الدُّعاعُ : نَمْلٌ سُودٌ بجَنَاحَیْن عن ابنِ دُرَیْدٍ (5).و قال غَیْرُه:تُشَاکِلُ الحَبَّ الَّذِی یُقالُ لَهُ دُعَاعٌ ، الوَاحِدَهُ بِهَاءٍ.

و الدُّعَاعُ : حَبُّ شَجَرَهٍ بَرِّیَهٍ مِثْل الفَثِّ (6)قالَ اللَّیْثُ :

أَسْوَدُ کالشِّینِیز یأَکُلُه فُقَراءُ البَادِیَهِ إذا أَجْدَبُوا.و قَوْلُه یُخْتَبَزُ مِنْهُ ، مَأْخُوذٌ من قَوْلِ الأَزْهَرِیّ .قَرَأْتُ بِخَطِّ شَمِرٍ فی قَصِیدَهٍ :

أُجُدٌ کالأَتان،لَمْ ترتَعِ الْفَثَّ

و لم یُنْتَقلْ عَلَیهَا الدُّعَاعُ (7)

قال:هما حَبَّتان برِّیَّتان،إذا جاع البدوی فی القحط دقَّهما،و عجَهما،و اخْتَبَزهما،و أَکلَهُمَا.و الأَتَانُ هاهنا:

صَخْرَهُ المَاءِ.و قال غیره: الدُّعَاعَهُ :عُشْبَهٌ تُطْحَن و تُخْبز، و هیَ ذاتُ قُضُبٍ وَ وَرَقٍ متَسَطِّحه النَّبْتَه،و منبتُهَا الصحارَی و السَّهْلُ ،و جنَاتها حبهٌ سَوْدَاءُ،و الجَمْع دُعاعٌ .

و قال أبو حَنیفهَ : الدُّعَاعُ :بقْلَهٌ یخرج فیها حَب یَتَسَطَّحُ علی الأَرْض تسطُّحاً،لا یَذْهَب صُعُداً،فإذا یَبسَتْ جَمَعَ الناسُ یَابِسَها،ثُمَّ دَقُّوهُ ،ثُمَّ ذَرُّوهُ ،ثمّ اسْتَخْرَجُوا مِنْهُ حَبَّاً أَسْوَدَ یَمْلَؤُونَ مِنْهُ الغَرَائِرَ.

و الدَّعَّاع ، کشَدَّادٍ:جامِعُه، کما یُقَالُ :رجُلٌ فَثَّاثُ ، لِمَنْ یَجْمَعُ الفَثَّ .

و الدَّعَاعُ ، کسَحَابٍ :عِیَالُ الرَّجُلِ الصِّغارُ عن شَمِر، و أَنْشَدَ للطِّرِمّاح:

لم تُعَالِجْ دَمْحَقاً بَائِتاً

شُجَّ بالطَّخْفِ لِلَدْمِ الدَّعَاعْ (8)

قال الأَزْهَرِیّ :الدَّمْحَقُ :اللَّبَنُ ال بائت،و الطَّخْف:اللَّبَنُ الحامِضُ .و اللَّدْمُ :اللَّعْق.

و دُعْ دُعْ ،بالضَّمِّ (9):أَمْرٌ بالنَّعِیقِ بالغَنَمِ ، یُقَالُ ذلِکَ للرّاعِی،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .یُقَالُ : دَعْدَعَ بِهَا دَعْدَعَهً .

ص:113


1- (1) سوره الماعون الآیه 2. [1]
2- (2) سوره الطور الآیه 13. [2]
3- (3) فی اللسان: [3]أبو عبیده.
4- (4) و هی روایه الدیوان ص 85 و فسره شارحه زعاع النخل:ردیئه.
5- (5) الذی فی الجمهره 74/1 و الدعاعَهُ :نمله سوداء ذات جناحین.
6- (6) عن التهذیب و بالأصل«القث».
7- (7) للطرماح کما فی التهذیب،و هو فی ذیل دیوانه.
8- (8) کذا بالأصل و اللسان«للدم الدعاع»و فی أصول التهذیب:«للذم الدعاع»هنا و فی الشرح،و صححها محققه عن اللسان بالدم بالدال کما ورد بالأصل و الدیوان.
9- (9) فی اللسان أیضاً و [4]یقال دع دع بالفتح،و هما لغتان.

و دَاعِ دَاعِ مَبْنیّاً عَلَی الکَسْر: زَجْرُ لَهَا، و قِیلَ :لصِغَارِهَا خاصَّهً ، أو دُعَاءٌ لها،و قَدْ دَعْدَعَ بِهَا،قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و إِنْ شِئْتَ قُلْتَ : دَاعٍ دَاعٍ ،بالتَّنْوِینِ ،زادَ غَیْرهُ :و إِنْ شِئْتَ بَنیْتَ الآخِرَ بالسُّکُونِ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: الدَّعْدَاعُ و الدَّحْدَاحُ : القَصِیرُ من الرِّجَالِ ،و قالَ ابنُ فَارِسٍ :إِنْ صَحَّ فهو من بابِ الإِبْدَالِ ، و الأَصْلُ دَحْدَاحٌ .

و الدَّعْدَاعُ : عَدْوٌ فی بُطْ ءٍ و الْتِوَاءٍ،و قَدْ دَعْدَعَ الرَّجُلُ دَعْدَعَهً و دَعْدَاعاً :عَدَا عَدْواً فیه بُطْ ءٌ و الْتِوَاءٌ،و سَعْیٌ دَعْدَاعٌ ،مِثْلُه.

و قِیلَ : الدَّعْدَعَهُ :قِصَرُ الخَطْوِ فی المَشْیِ مع عَجَلٍ .

قالَ الشاعِرُ:

أسْعَی عَلَی کُلِّ قَوْمٍ کان سَعْیُهُم

وَسْطَ العَشِیرَهِ سَعْیاً غَیْرَ دَعْدَاعِ

أَیْ غَیْرَ البَطِیءِ،قَالَه اللَّیْثُ :و أَنْشَدَ الصّاغَانِیّ :

شُمُّ العَرَانِینِ مُسْتَرْخٍ حَمَائِلُهُمْ

یَسْعَوْنَ لِلْجِدِّ سَعْیاً غَیْرَ دَعْداعِ

و الدَّعَادِعُ :نَبْتُ یَکُونُ فیه ماءُ فی الصَّیْفِ تَأْکُلُه البَقَرُ.

و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ فی صِفَهِ جَمَلٍ :

رَعَی القَسْوَرَ الجَوْنِیَّ مِنْ حَوْلِ أَشْمُسٍ

و مِنْ بَطْنِ سَقْمَانِ الدَّعادِعِ سِدْیَمَا

أَشْمُسُ :مَوْضِع،و سِدْیَم:فَحْلٌ .قال الأَزْهَرِیُّ :

و یَجُوزُ:«من بَطْنِ سَقْمَانَ الدَّعادِعَ »و هذِه الکَلِمَهُ هَکَذا فی نُسَخِ التَّهْذِیب.وَ وُجدَ فی بَعْض نُسَخٍ منه:

و مِنْ بَطْنِ سَقْمَانَ الدُّعَاعَ المُدَیَّمَا

و مِثْلهُ فی أَمَالِی ابْنِ بَرِّیّ ،و نُسِبَ هذا البَیْتُ إِلی حُمَیْدِ بنِ ثَوْرِ و قَالَ :وَاحِدَتُه دُعَاعَه ،و هو نَبْتٌ مَعْروفٌ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الدَّعْدَعُ ،کجَعْفَرٍ، من الأَرْضِ :

الجَرْدَاءُ الَّتِی لا نَبَاتَ بِهَا.

و دَعْ ،و دَعْدَعْ ،مَبْنِیِّینِ علی السُّکُونِ : کَلِمَهٌ کانَتْ تُقَالُ للعَاثِرِ فی الجَاهِلِیَّهِ ،یُدْعَی بِهَا لَهُ ،فی مَعْنَی:«قُمْ فانْتَعَشْ و اسْلَمْ »،کمَا یُقَالُ لَهُ :«لَعاً»،کما فی الصّحاح،و أَنشد:

لَحَی اللّه قَوْماً لَمْ یَقُولُوا لعَاثِرٍ

و لا لابْنِ عَمّ نالَهُ الدَّهْرُ: دَعْدَعَا (1)

قال الأَزْهَرِیّ :أَراهُ جَعَلَ لَعاً و دَعْدَعا :دُعَاءً لَهُ بالانْتِعَاشِ ،وَ جَعَلَهُ فی البَیْتِ اسْماً کالکَلِمَه و أَعْربَه.

و دَعْدَعَ بالعَاثِر:قَالَهَا لَهُ ،و هی الدَّعْدَعَهُ .و قال أبو سَعِیدٍ:

مَعناهُ :دَعِ العِثَارَ،و منه قَولُ رُؤْبه:

و إنْ هَوَی العاثِرُ قُلْنا: دَعْدَعَا ،

لَهُ ،و عَالَیْنَا بِتَنْعِیشٍ :لَعَا

قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :مَعْنَاهُ إذا وَقَع مِنّا واقِعٌ نَعَشْناه،و لَمْ نَدَعْهُ أَنْ یَهْلِکَ (2).

و قالَ غَیْرُهُ : دَعْدَعا مَعْنَاهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ :رَفَعَکَ اللّه،و هو مِثْلُ لَعاً کدَعْدَعاً ،مُنَوَّنَتَیْن،أَوْ لَمْ یُسْتَعْمَلْ إِلاّ کَذلِکَ .

و قالَ الکِلابیّ : التَّدَعْدُعُ :مِشْیَهُ الشَّیْخِ الکَبِیرِ الَّذی لا یَسْتَقِیمُ فی مَشْیِهِ .

و دَعْدَعَ دَعْدَعَهً : عَدَا فی بُطْ ءٍ و الْتِوَاءٍ، و کَذلِکَ دَعْدَعَ دَعْدَاعاً ،و قَدْ تَقَدَّمَ قَرِیباً.

و دَعْدَعَ الجفْنَهَ :مَلأها مِن الثرِید و اللَّحْمِ .و کَذا دَعْدَعَ الشَّیْ ءَ،إذا مَلأه،و السَّیْلُ الوَادِیَ کذلِکَ .و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِلَبِیدٍ یَصِفُ ماءَیْنِ الْتَقِیَا مِنَ السَّیْلِ :

فدَعْدَعَا سُرَّهَ الرَّکاءِ کَما

دَعْدَعَ ساقِی الأعَاجِمِ الغَرَبَا (3)

و صدره (4):

لاقَی البَدِیُّ الکِلابَ فاعْتَلَجَا

مَوْج أَتِیَّیْهِمَا (5)لِمَنْ غَلَبَا

و الرَّکاءُ،بالفَتْحِ :وادٍ مَعْرُوفٌ .و فی بَعْضِ نُسَخِ الجَمْهَرَه:«سُرَّهُ الرَّکَاءِ»بالکَسْرِ (6).

و قال لَبِید أیضاً:

ص:114


1- (1) فی التهذیب:ناله العَثْر:دَعْ دعا.
2- (2) العباره فی التهذیب عن الأصمعی.
3- (3) نسبه الجوهری فی«غرب»للأعشی.قال ابن بری:هذا البیت للبید و لیس للأعشی کما زعم الجوهری.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و صدره،الأولی،و قبله».
5- (5) عتن الدیوان 31 و بالأصل«موج أتبعیها».
6- (6) أنظر الجمهره المطبوعه74/1.

المُطْعِمُونَ الجَفْنَهَ المُدَعْدَعَه

و الضّارِبُونَ الهامَ تَحْتَ الخَیْضَعَهْ

و قالَ أبو زَیْدٍ: دَعْدَعَ بالمَعزِ خاصَّهً ،إذا بالمَعزِ کما فی الصّحاح.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أَدَعَّ الرَّجُلُ ،إذا کَثُرَ عِیَالُه.

و دَعْدَعَ الشَّیْ ءَ،إذا حَرَّکَهُ حَتَّی اکْتَنَزَ-کالمِکْیَالِ و الجُوَالِقِ -لیَسَع الشَّیْ ءَ،و هو الدَّعْدَعَهُ ،و دَعْدَعَت الشّاهُ الإناءَ:مَلأَتْهُ ،و کَذلِک النَّاقَهُ .

و دَعْ دَعْ ،بالفَتْحِ :لُغَهٌ فی دُعْ دُعْ ،بالضَّمِّ ،و منه قَوْلُ الفَرَزْدَقِ :

دَعْ دَعْ بأَعْنُقِکَ التَّوائِم (1)،إنَّنِی

فی باذِجٍ -یا ابْنَ المَزَاغَهِ -عالِی

و قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :قالَ أَعْرَابِیٌّ :کم تَدُعُّ لَیْلَتُکم هذِهِ من الشَّهْرِ؟أَیْ کَمْ تُبْقِی سِوَاهَا،قَالَ :و أَنْشَدَنَا:

و لَسْنَا لأَضْیافِنَا (2)بالدُّعُعْ

و امْرَأَهٌ مُدَعْدَعَهُ الخَلْخَالِ :مَمْلُوءَهُ السَّاقِ .

دفع

دَفَعَهُ و دَفَعَ إلَیْهِ شَیْئاً، و دَفَعَ عَنْهُ الأَذَی و الشَّرَّ، عَلَی المَثَل، کَمَنَعَ ، یَدْفَعُ دَفْعَا ،بالفَتْحِ ،و مَدْفَعاً ، کمَطْلَبٍ :أَزالَهُ بِقُوَّهٍ .و منه قَولُهُ تَعَالَی: وَ لَوْ لا دَفْعُ اللّهِ النّاسَ (3)و مِنْ کَلامِهِمْ :« ادْفَعِ الشَّرَّ و لَوْ إصْبَعاً»،حَکَاهُ سِیبَوَیْه.و شَاهِدُ المَدْفَع قَوْلُ مُتَمِّمٍ یَرْثِی أَخَاهُ مالِکاً:

فَقَصْرَکِ إنَّی قَدْ شَهِدْتُ فَلَمْ أَجِدْ

بِکَفَّیَّ عَنْهُ لِلْمَنِیَّهِ مَدْفَعَا

و فی البَصَائرِ:إذا عُدِّیَ الدَّفْعُ بإلَی اقْتَضَی مَعْنَی الأمَانَهِ (4)،کَقَوْلِهِ تَعَالَی: فَادْفَعُوا إِلَیْهِمْ أَمْوالَهُمْ (5)و إذا عُدِّیَ بِعَنْ اقْتَضَی مَعْنَی الحِمَایَهِ کَقَوْلِهِ تَعَالَی: إِنَّ اللّهَ یُدافِعُ عَنِ الَّذِینَ آمَنُوا (6)و قَوْلِهِ تَعالی: لَیْسَ لَهُ دافِعٌ مِنَ اللّهِ (7)،أَی حامٍ .

و قَالَ ابنُ شُمَیْلٍ : مَدْفَع الوَادِی:حَیْثُ یَدْفَعُ السَّیْل، و هو أَسْفَلُه حَیْثُ یَتَفَرَّقُ ماؤُه.

و الدِّفْعَهُ ، بالفَتْحِ : المَرَّهُ الواحِدَهُ .

و الدَّفْعَهُ بالضَّمِّ ، مِثْل الدُّفْقَه (8)مِنَ المَطَرِ و غَیْرِهِ ،کَمَا فی الصّحَاح ج: دُفَعٌ ،کصُرَدٍ.

و الدُّفْعَهُ أَیْضَاً: ما دُفِعَ و انْصَبَّ مِن سِقَاءٍ أَوْ إناءٍ بمَرَّهٍ ، نَقَلَه اللَّیْثُ ،و أَنْشَد:

أَیُّها الصُّلْصُلُ المُغِذُّ إلَی المَدْ

فَعِ من نَهْرِ مَعْقِلٍ فالمَذَارِ

و کَمَقْعَد:ع،و یُقَالُ :بَل المَدْفَعُ : مَذْنَبُ الدّافِعَهِ ، لأَنَّهَا تَدْفَعُ فیه إلَی الدّافِعَهِ الأُخْرَی. و المَذْنَبُ :مَجْرَی ما بَیْنَ الدّافِعَتَیْن .

و فی الصّحاح: المَدْفَعُ : وَاحِدُ مَدَافِعِ المِیَاهِ الَّتِی تِجْرِی فِیهَا.

و قالَ ابْنُ شُمَیْلٍ : مَدْفَعُ الوَادِی حَیْثُ یَدْفَعُ السَّیْلُ ،و هو أَسْفَلَهُ حَیْثُ یَتَفَرَّق مَاؤُه.قالَ لَبِیدٌ رَضِی اللّه عَنْهُ :

فمَدافِعُ الرَّیّانِ عُرِّیَ رَسْمُهَا

خَلَقاً،کَما ضَمِنَ الوُحِیَّ سِلاَمُهَا

و قَالَ سَلامَهُ بنُ جَنْدَلٍ :

شِیبِ المَبَارِکِ مَدْرُوسٍ مَدَافِعُه

هَابِی المَرَاغِ قَلِیلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ (9)

و المِدْفَعُ ، کمِنْبَرٍ: الدَّفُوعُ ، و منهُ قَوْلُهَا،کما فی الصّحاح،و فی اللِّسَانِ :یَعْنِی سَجاحِ .و فی العُبَابِ :و مِنْهُ قَوْلُ امْرَأَهٍ جَالِعَهٍ :

ص:115


1- (1) عن الدیوان 162/2 و بالأصل«النوائم».
2- (2) فی التهذیب:لسنا لأضیافکم.
3- (3) سوره البقره الآیه 51.
4- (4) فی مفردات الراغب:الإناله.
5- (5) سوره النساء الآیه 9. [1]
6- (6) سوره الحج الآیه 38. [2]
7- (7) سوره المعارج من الآیتین 2 و 3.
8- (8) فی القاموس:«الدُّفْعهُ »و علی هامشه عن نسخه أخری«الدَّفْقَهُ »بفتح الدال،و ضبطت اللفظه بالضم عن الصحاح. [3]
9- (9) قال شمر قال أبو عدنان:المدروس الذی لیس فی مدافعه آثار السیل من جدوبته.و الموظوب الذی قد وظب علی أکله أی دیم علیه.و قال أبو سعید:مدروس مدافعه:مأکول ما فی أودیته من النبات،هابی المراغ:ثائر غباره.عن التهذیب.

لا بَلْ قَصِیرٌ مِدْفَعُ

و المُدَفَّع ، کمُعَظَّمٍ :البَعِیرُ الکَرِیمُ عَلَی أهْلِهِ إذا قُرِّبَ للْحَمْلِ رُدَّ ضَنَّا به،کما فی الأَسَاسِ ،و هو کالمُقْرَمِ الَّذِی یُودَعُ لِلْفِحْلَهِ ،فَلا یُرْکَبُ ،و لا یُحْمَلَ عَلَیْهِ ،نَقَلَهُ الأَصْمَعِیّ ،و قالَ أَیْضاً:هو الَّذِی إذا أُتِیَ به لیُحْمَلَ عَلَیْهِ قِیلَ :« ادْفَعْ هذا»،أَیْ دَعْهُ إبقاءً عَلَیْه،و هو مَجَازٌ.قال ذُو الرُّمَّه:

و قَرَّبْنَ لِلأَظْعَانِ کُلَّ مُدَفَّعٍ

مِن البُزْلِ یُوفِی بالحَوِیَّهِ غَارِبُهْ

و یُرْوَی:«کُلّ مُوَقَّعٍ ».

و المُدَفَّعُ أَیْضاً:البَعِیر المُهَانُ عَلَی أَهْلِه کُلَّمَا قُرِّبَ للْحَمْلِ رُدَّ اسْتِحْقاراً به، ضِدِّ قال مُتَمِّمٌ رَضِیَ اللّه عنه:

یَحْتَازُهَا عَنْ جَحْشِهَا،و تَکُفُّهُ

عَنْ نَفْسِهَا،إنَّ الیَتِیمَ مُدَفَّعُ

و قالَ اللَّیْثُ : المُدَفَّعُ : الرَّجُلُ المَحْقُور الَّذی لا یُقْرَی إنْ ضِیفَ (1)،و لا یُجْدَی إن اجْتَدَی.قالَ طُفَیْلٌ الغَنَوِیّ :

و أَشْعَثَ یَزْهاهُ النُّبُوحُ مُدَفَّعٍ

عَن الزّادِ مِمَّنْ صَرَّفَ الدَّهْرُ مُحْثَلِ

أَتَانَا فَلَمْ نَدْفَعْهُ إذْ جَاءَ طارِقاً

و قُلْنَا لَهُ :قَدْ طَالَ لَیْلُکَ فانْزِل

و فی الصّحاحِ : المُدَفَّعُ :الفَقِیرُ،و الذَّلِیلُ ،لأَنَّ کُلاًّ یَدْفَعُهُ عَنْ نَفْسِهِ .

و فی الأَسَاس:فُلانٌ مُدْقِعٌ مُدَفَّعٌ ،و هو الفَقِیرُ الَّذِی یَدْفَعُه کُلُّ أَحَدٍ عَنْ نَفْسِهِ ،و هو مَجَازٌ.

و المُدَفَّع : الَّذِی دُفِعَ عَنْ نَسَبهِ ، قالَهُ ابنُ دُرَیْد.قالَ :

وضَیْفٌ مُدَفَّعٌ : یَتَدَافَعُهُ الحَیُّ ،یُحِیلُه کُلٌّ عَلَی الآخَر.

و شاهٌ أَو ناقَهٌ دَافِعٌ ،و دَافِعَهٌ ،و مِدْفَاعُ : تَدْفَعُ اللَّبَنَ عَلَی رَأْسِ وَلَدِها لِکَثْرَتِهِ ،و إنَّمَا یَکْثُرُ اللَّبَنُ فی ضَرْعِها حِینَ تُرِیدُ أَنْ تَضَعَ ،و المَصْدَرُ الدَّفْعَهُ .

و فی الصّحاح: الدّافِعُ :الشاهُ أَو النَّاقَهُ الَّتِی تَدْفَعُ اللَّبَأَفی ضَرْعِها قُبَیْلَ النِّتاجِ ، یُقَالُ : دَفَعَتِ الشّاهُ :إذا أَضْرَعَتْ عَلَی رَأْسِ الوَلَدِ،و هو مَجَازٌ.

و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ :قَوْمٌ یَجْعَلُونَ المُفْکِهِ و الدَّافِعَ سَوَاءً، یَقُولُونَ :«هی دَافِعٌ بولَدٍ»و إنْ شِئْتَ قُلْتَ :«هی دَافِعٌ بِلَبَنٍ » و إنْ شِئْتَ قُلْتَ :«هی دَافِعٌ بضَرْعِهَا»،و إنْ شِئْتَ قُلْتَ :

«هی دَافِعٌ »و تَسْکُت.و أَنْشَدَ:

و دَافِعٍ قَدْ دَفَعَتْ للنَّتْجِ

قَدْ مَخَضَتْ مَخَاضَ خَیْلٍ نُتْجِ

و قالَ النَّضْرُ:یُقَالُ : دَفَعَتْ لَبَنَهآ (2)و باللَّبَنِ ،إذا کانَ وَلَدُها فی بَطْنِهَا،فإِذا نُتِجَت فلا یُقَالُ : دَفَعَتْ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : الدَّوَافِعُ :أَسافِلُ المِیثِ حیث تَدْفَعُ فیه الأوْدِیَهُ . هکذا فی النُّسَخِ ،و النَّصّ : تَدْفَعُ فی الأَوْدِیَه، أَسْفَلُ کُلِّ مَیْثَاءِ دافِعَهٌ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : الدَّوَافِعُ : مَدَافِعُ الماءِ إلَی المِیثِ ، و المِیثُ تَدْفَعُ فی (3)الوَادِی الأَعْظَمُ .

و قال اللَّیْثُ :و أَمّا الدّافِعَهُ فالتَّلْعَهُ تَدْفَع فی تَلْعَهٍ أُخْرَی إذا جَرَی فی صَبَبٍ أَوْ حَدُورٍ مِنْ حَدَبٍ ،فَتَراهُ (4)یَتَرَدَّدُ فِی مَوَاضِعَ قَدِ انْبَسَطَ شَیئاً و اسْتَدَارَ.ثُمَّ دَفَعَ فی أُخْرَی أَسْفَلَ مِنْهَا،فکُلُّ وَاحِدٍ مِنْ ذلِکَ دافِعَهٌ .و الجَمْعُ الدَّوَافِعُ .قالَ النابِغَهُ الذّبْیانّی:

عَفا حُسُمٌ مِنْ فَرْتَنَا،فالفَوَارِعُ

فجَنْبَا أَرِیکٍ فالتِلاعُ الدَّوَافِعُ (5)

و قالَ الجَاحِظُ : الدَّفّاعُ ، کشَدَّادٍ:مَنْ إذا وَقَعَ فی القَصْعَهِ عَظْمٌ مِمّا یَلِیهِ نَحّاهُ حَتَّی تَصِیرَ مَکَانَهُ لَحْمَهٌ ، أَی قِطْعَهٌ مِنْهَا.

و الدُّفَّاعُ ، بالضَّمِّ مَعَ التَّشْدِیدِ: طَحْمَهُ المَوْجِ و السَّیْلِ .

قالَ الشّاعِرُ:

ص:116


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:الذی لا یقری إن ضیف الخ هکذا فی النسخ،و عباره اللسان:المحقور الذی لا یضیف إن استضاف، و لا یجدی إن استَجدَی.
2- (2) فی التهذیب«یلبنها و باللبن»و الأصل کاللسان. [1]
3- (3) التهذیب و اللسان:« [2]إلی».
4- (4) فی التهذیب:«فتری له فی مواضع»کذا.
5- (5) دیوانه ص 42 و بهامشه:و روی أبو ریاش حُسَم بفتح السین،و روی أبو عبیده:عفا ذو حُسیً قال:و هو بلد من بلاد بنی مره،و هو مقصور.

جَوَادٌ یَفِیضُ عَلَی المُعْتَفِینَ

کَمَا فَاضَ یَمٌّ بدُفَّاعِهِ

و فی الصّحاح: الدُّفّاعُ :السَّیْلُ العَظِیمُ ،و فی اللِّسَانِ ، کَثْرَهُ الماءِ و شِدَّتُهُ .و قالَ أَبُو عَمْرو: الدَّفّاعُ :الکَثِیرُ مِن النّاسِ ،و مِن السَّیْل.

و الدُّفّاعُ أَیْضاً: الشَّیْ ءُ العَظِیمُ الَّذِی یُدْفَعُ به، العَظِیمُ مِثْلُه، عَلَی المَثَلِ .

و انْدَفَعَ فی الحَدِیثِ :أَفاضَ فِیهِ ،و کَذلِکَ فی الإِنْشَادِ.

و هو مَجَازٌ.

و انْدَفَع الفَرَسُ :أَسْرَعَ فی سَیْرِه، و هو مَجَازٌ أَیْضاً.

و انْدَفَعَ : مُطَاوِعُ دَفَعَهُ . یُقَالُ : دَفَعْتُهُ فانْدَفَعَ ،الثَّلاثَهُ ذَکَرَهُنَّ الجَوْهَرِیّ .

و المُدَافَعَهُ المُمَاطَلَهُ ، هکذا فی نُسْخَهِ الصّحاح.و فی الجَمْهَرَهِ : دَافَعْتُ فُلاناً بحَقِّهِ ،إذا مَاطَلْتَهُ .و وَقَعَ فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ :المُطَاوَلَه بَدَل المُمَاطَلَهِ .

و المُدَافَعَهُ : الدَّفْعُ ، یُقَالُ : دَافَعَ عَنْهُ و دَفَعَ ،بمَعْنی.

تَقُولُ مِنْهُ : دَفَعَ اللّه عَنْکَ المَکْرُوهَ دَفْعاً ،و دَافَعَ اللّه عَنْکَ السُّوءَ دِفَاعاً ، و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی-فی قِرَاءَه غَیْرِ ابنِ کَثِیر و البَصْرِیِّین- إِنَّ اللّهَ یُدافِعُ عَنِ الَّذِینَ آمَنُوا (1)،و قَرَأَ المَدَنِیّانِ و یَعْقُوبُ و سَهْل فی سُورَتَی البَقَرَهِ و الحَجِّ و لَوْ لا دِفَاعُ اللّه النّاسَ (2).

و قَالُ ابْنُ عَبّادٍ: دِفَاعُ ، بالکَسْرِ، مَعْرِفَهً :عَلَمُ للنَّعْجَهِ ، لأَنَّهَا تُدَافِعُ فَخِذَهَا مِنْ هاهنا و هاهُنا،ضَخْماً.

و یُقَالُ :هو سَیِّد قَوْمِهِ غیرُ مُدَافَعِ ،بفَتْحِ الفَاءِ، أَیْ غَیْرُ مُزَاحَمٍ فی ذلِکَ و لا مَدْفُوعٍ عَنْه.

و اسْتَدْفَعَ اللّه الأَسْوَاءَ:طَلَبَ مِنْهُ أَنْ یَدْفَعَها عَنْهُ ، کما فی الصّحاح.

و تَدَافَعُوا فی الحَرْبِ : دَفَعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً. و تَدَافَعُوا الشَّیءَ: دَفَعَه کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُم عَنْ نَفْسِه.*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

دَفَعَهُ دَفَاعاً .و دَفَعَهُ فَتَدفَّعَ و تَدَافَعَ .

وَ رَجُلٌ دَفّاعٌ :شَدِیدُ الدَّفْعِ .

و رُکْنٌ مِدْفَعٌ ،کمِنْبَرٍ:قَوِیُّ .

و الدَّفْعَهُ ،بالفَتْحِ :انْتِهَاءُ جَمَاعَهِ القَوْمِ إلَی مَوْضِعٍ بمَرَّهٍ .قالَ :

فنُدْعَی جَمِیعاً مَعَ الرّاشِدِینَ

فنَدْخُلُ فِی أَوَّلِ الدَّفْعَهِ

و تَدَفَّعَ السَّیْلُ ،و تَدَافَعَ : دَفَعَ بَعْضُهُ بَعْضاً، کانْدَفَعَ ،و هو مجَازٌ،و کَذلِکَ قَوْلُهم:قَوْلُ مُتَدَافِعٌ .

و قَالَ أَبُو عَمْرٍو: الدُّفّاعُ ،کرُمَّان:الکَثِیرُ مِن النّاسِ .

و مِن جَرْیِ الفَرَسِ إذا تَدَفَّعَ جَرْیُه.و یُقَالُ :جَاءَ دُفّاعٌ مِن الرِّجَالِ و النِّسَاءِ،إذا ازْدَحَمُوا فرَکِبَ بَعْضُهُم بَعْضاً.

و قَالَ اللَّیْثُ : الانْدِفَاعُ :المُضِیُّ فِی الأَرْضِ کائناً ما کان.و فی الأَساسِ : انْدَفَعَ فی الأَمْرِ:مَضَی فِیهِ ،و هو مَجَازٌ.

و

16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه دَفَعَ مِنْ عَرَفَاتٍ ». أَیْ ابْتَدَأَ السَّیْرَ، و دَفَعَ نَفْسَه مِنْهَا و نَحّاهَا،أَو دَفَعَ نَاقَتَهُ و حَمَلَهَا عَلَی السَّیْرِ.

و المُتَدَافَعُ :المَحْقُورُ المُهَانُ ،عن اللَّیْثِ .

و الدَّفُوعُ عن النُّوقِ ،کصَبُورٍ:الَّتِی تَدْفَعُ برِجْلِها عِنْدَ الحَلْبِ .

و المُدَافَعَهُ :المُزَاحَمَهُ .و یُقَالُ : دَافَعَ الرَّجُلُ أَمْرَ کَذَا،إذا أَوْلِعَ بِهِ و انْهَمَکَ فِیهِ .و یُقَالُ :هذا طَرِیقُ یَدْفَعُ إلَی مَکَانِ کَذا،أَیْ یَنْتَهی إلَیْه.و دَفَعَ إلَی المَکَانِ ،و دُفِعَ ،کِلاهُمَا:

انْتَهَی إلَیْهِ ،و هو مَجَازٌ.و أَنَا مُدْفَعٌ إلَی أَمْرِ کَذا: مَدْفُوع إلَیْه اضْطِرَاراً،و هو مَجَازُ أَیْضاً.و مِنْهُ دَفَعَه إلَی کَذا،إذا اضْطَرَّه.و غَشِیَتْنَا سَحَابَهٌ فدُفِعَناهَا (3)إلَی غَیْرِنَا،أَی انْصَرَفَتْ عَنّا إلَیْهِمْ ،و أَرادَ: دُفِعَتْنَا :أَیْ دُفِعَتْ عَنّا،و هو مَجَازٌ.

و دَفَعَ الرَّجُلُ قَوْسَهُ یَدْفَعُها :سَوّاهَا،حَکَاهُ أَبو حَنِیفَهَ .

و یَلْقَی الرَّجُلُ الرَّجُلَ فإِذا رَأَی قَوْسَهُ قَدْ تَغَیَّرَتْ ،قالَ :مالَکَ

ص:117


1- (1) سوره الحج الآیه 38. [1]
2- (2) سوره البقره الآیه 251،و [2]سوره الحج الآیه 40 و [3]قراءه الجماعه: «وَ لَوْ لا دَفْعُ اللّهِ النّاسَ » و أنکر أبو عبیده أن یقرأ «دفاع» و قال:لأن اللّه عز و جل لا یغالبه أحد.
3- (3) ضبطناها بالبناء للمجهول عن اللسان،و [4]ضبطت فی التهذیب بالبناء للمعلوم.

لا تَدْفَعُ قَوْسَکَ ،أَی مالَکَ لا تَعْمَلُهَا هذا العَمَلَ .

و دَفَعَ کرَجَعَ وَزْناً و مَعْنًی،اسْتَدْرَکَهُ شَیْخُنَا.و دَفَعَهُ :

أَعْطَاهُ ،نَقَلَهُ شَیْخُنَا عن الرَّاغِبِ .

و قَدْ سَمَّوْا دَافِعاً و دَفَّاعا ،کشَدَّادٍ و مُدَافِعاً .

و المُدَافِعُ أَیْضاً:الأَسَدُ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

دقع

الدَّقَعُ ،مَحَرَّکَهً :الرَّضَا بالدُّونِ مِن المَعِیشَهِ ، و أَیْضاً سُوءُ احْتِمَالِ الفَقْرِ. قالَ الکُمَیْتُ :

و لَمْ یَدْقَعُوا عِنْدَ مَا نَابَهُم

لِصَرْفِ زَمَانٍ و لَمْ یَخْجَلُوا

قالُوا:و الخَجَلُ :سُوءُ احْتِمَالِ الغِنَی.و قِیلَ : الدَّقَع هُنَا:اللُّصُوقُ بالأَرْض مِنَ الفَقْرِ و الجُوع،و الخَجَلُ :

الکَسَلُ و التَّوَانِی فی طَلَبِ الرِّزْقِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الدَّقْعَاءُ :الذُّرَهُ الرَّدِیئهُ ، یَمَانِیَهُ .

و الدَّقْعَاءُ أَیْضاً: الأَرْضُ لا نَبَاتَ بها.

و الدَّقْعَاءُ : التُّرَابُ عَامَّهً ،أَو التُّرَابُ الدَّقِیق علَی وَجْهِ الأَرْضِ ،قالَ الشاعِرُ:

و جَرَّتْ به الدَّقْعَاءَ هَیْفٌ کَأَنَّهَا

تَسُحُّ تُرَاباً مِنْ خَصَاصَاتِ مُنْخُلِ

کالأدْقَع و الدِّقْعَم ،بالکَسْرِ، اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الأَولَی و الأَخِیرَهِ ،قالَ :و المِیمُ زائِدَهٌ کما قالُوا للدَّرْدَاءِ:

دِرْدِمُ ،و حَکَی اللَّحْیَانیّ :بفِیهِ الدَّقْعِمُ ،کَمَا تَقُولُ و أَنْتَ تَدْعُوا عَلَیْه:«بفِیه التُّرابُ ».و قالَ :بفیهِ الدَّقْعَاءُ و الأَدْقَعُ ، یَعْنِی التُّرَابَ .

و الدَّقَاعُ ،کسَحَابٍ ،و یُضَمّ : التُّرَابُ .

و دَقِعَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ :لَصِیقَ بالتُّرَابِ ذُلاّ،کما فی الصّحّاح،زادَ غَیْرُه:و قِیْلَ :فَقْراً،و قِیلَ :لَصِقَ بالدَّقْعَاءِ و غَیْرِه مِنْ أَیْ شَیْ ءِ کَانَ .و

16- فی الحَدِیثِ : «إذا جُعْتُنَّ دَقِعْتُنَّ ، و إذا شَبِعْتُنَّ خَجِلْتُنَّ ،و إنَّکُنُّ تُکْثِرْنَ اللَّعْنَ ،و تَکْفُرْنَ العَشِیر و تَکْفُرن الإِحْسَان». أَی خَضَعْتُنَّ و لَزِقْتُنَّ بالتُّرابِ .

و دَقِعَ الفَصِیلُ ، مِثْلُ دَقِیَ : بَشِمَ عَنْ اللَّبَنِ ، کأَنَّهُ ضِدُّ، و قَدْ غَفَلَ عَنْهُ المُصَنَّفُ . و قَوْلُهم فی الدُّعاءِ:رَمَاهُ اللّه فی الدَّوْقَعَهِ ،قال الجَوْهَرِیُّ : الدَّوْقَعَهُ :الفَقْرُ و الذُّلُّ ، فَوْعَلَهٌ من الدَّقْعِ .

و جُوعٌ أَدْقَعُ و دَیْقُوعٌ :شَدِیدٌ، و کَذلِکَ دُرْقُوعٌ و یَرْقُوعُ ، کما فِی التَّهْذِیب،قال أَعْرَابِیُّ قَدِمَ الحَضَرَ فشَبِعَ فاتَّخَمَ .

أَقُولُ لِلْقَوْمِ لَمَّا ساءَنِی شِبَعِی

أَلا سَبِیلَ إلَی أَرْضٍ بِهَا الجُوعُ ؟

أَلاَ سَبِیلَ إلَی أَرْضٍ یَکُونُ بِهَا

جُوعٌ یُصَدَّعُ مِنْهُ الرَّأسُ دَیْقُوعُ ؟

و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی دَیْقُوعٍ ،و أَدْقَعُ ،نَقَلَهُ ابْنُ شُمَیْلٍ .

و المِدْقَاعُ ،بالکَسْرِ:الحَرِیصُ و الجَمْعُ المَدَاقِیعُ .قال الکُمَیْتُ یَصِفُ کِلابَ الصَیْد:

مَجَازیعُ قَفْرِ مَداقیعه

مَسارِیفُ حَتَّی یصِبْنَ الْیَسَارَا

و قال ابنُ عَبّادٍ: بَعِیرٌ دَقُوعُ الیَدَیْنِ ،کصَبُورٍ:یَرْمِی بِهمَا فَیَبْحَثُ الدَّقْعَاءِ إذا خَبَّ .

و المُدْقِعُ ،کمُحْسِنٍ :المُلْصِقُ (1)بالدَّقْعَاءِ ، یُفْضِی صاحِبَه:

إلی الدَّقْعَاءِ .یُقَالُ :فَقْرٌ مُدْقِعٌ ،یُفْضِی صَاحِبَه إلی الدَّقْعَاءِ ، و منه

16- الحَدِیث: «لا تَحِلُّ المسأَلَهُ إلاَّ لذی فَقْرٍ مُدْقِعٍ ،أو غُرْمٍ مُفظِع،أَو دَمٍ ،مُوجِعٍ ». و قال ابنُ عَبّادٍ: المُدْقِعُ :

الهارِبُ ،و المُسْرعُ جَمِیعاً، و أَشَدُّ الهَزْلَی هُزالا.

*و ممّا یُسْتَدْرکُ عَلَیْه:

المِدْقَاعُ ،کمِحْرَابٍ :الرَّاضِی بالدُّونِ ، کالدَّاقِعِ .

و أَدْقَعَ (2)الرَّجُلُ :مثْلُ دَقِعَ ،فهُوَ مُدْقَعٌ ،و هو الَّذِی قد لَصِقَ بالتُّرَاب و افْتَقَر (3).

و المَدَاقِیعُ من الإِبِلِ :الَّتِی تَأْکُلُ النَّبْتَ حَتَّی تَلْصِقَهُ (4)بالأَرْضِ لِقِلَّتِه،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و دَنْقَعَ الرَّجُلُ :افْتَقَرَ،و النُّونُ زائِدَهٌ .

ص:118


1- (1) ضبطت فی إحدی نسخ القاموس، [1]بالقلم،بفتح الصاد،و ما أثبت عن النسخه المصریه موافقاً للسان.
2- (2) ضبطت فی المطبوعه الکویتیه بالبناء المجهول.
3- (3) فی اللسان:« [2]لصق بالتراب من الفقر».و فی موضع آخر:و دقع دقعاً و أَدْقَعَ :افتقر.
4- (4) فی اللسان:«تلزقه»و الأصل کالتهذیب و الصحاح. [3]

و رأَیْتُ القَوْمَ صَقْعَی دَقْعَی ،أی لاصِقِینَ (1)بالأَرْضِ .

وَ دَقِعَ دَقْعاً ،و أَدْقَعَ :أَسَفَّ إلی مَدَاقَّ الکَسْبِ ،فهو دَاقِعٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .

و الدّاقِعُ :الکَئیبُ المُهْتَمُّ .و قَدْ دَقَعَ دَقْعاً و دُقُوعاً ،و دَقِعَ دَقَعاً فهو دَقِعٌ :اهْتَمَّ و خَضَعَ و اسْتَکَانَ .

و الدَّقَعُ ،مُحَرَّکَهُ :الخُضُوعُ فی طَلَبِ الحَاجَهِ ،و الحِرْصُ عَلَیْهَا.

و الدَّاقِعُ ،و المِدْقَعُ کمِنْبَرٍ:الَّذِی لا یُبَالِی فِی أَیَّ شَیْ ءٍ وَقَعَ ،فی طَعام أَوْ شَرَابٍ أَو غَیْرِه.و قِیلَ :هو المُسِفُّ إلَی الأُمُورِ الدَّنِیئَهِ .

و أَدْقَع لَهُ و إلَیْهِ ،فی الشَّتْمِ و غَیْرِه:بالَغَ و لَمْ یَتَکَرَّم عَنْ قَبِیحِ القَوْل،و لَمْ یَأْلُ قَذَعاً.عَنْ أَبِی زَیْد.

و الدَّوْقَعَه :الدّاهِیَهُ .

دکع

الدُّکَاعِ ،کغُرَابِ :دَاءُ فی صُدُور الخَیْل و الإِبلِ . و قالَ أَبو زَیْدٍ:هو سُعَالُ یَأْخُذُهَا.و قالَ اللَّیْثُ :هو کالخَبْطَهِ فی النّاسِ . و یُقَالُ مِنْهُ : قَدْ دُکِعَ ،کعُنِیَ ،فهو مَدْکُوعٌ ، أَصابَهُ ذلِکَ .و فِی الصّحاحِ : دَکَعَ یَدْکَعُ ،و أَنْشَدَ للقُطامِیّ .

تَرَی مِنْهُ صُدُورَ الخَیْلِ زُوراً

کأَنَّ بِهَا نُحَازاً أَو دُکَاعَا

دلثع

الدَّلْثَعُ ،کجَعْفَرٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قَال أَبُو عَمْرو:هو الکَثِیرُ لَحْم اللَّثَهِ ، و الجَمْعُ دَلاَثِعُ ،و أَنْشَدَ لِلنَّابِغَهِ الجَعْدِیّ :

و دَلاثِع حُمْرٍ لِثَاتُهُمُ

أَبِلِینَ شَرَّابِینَ للجُزُرِ (2)

و قَالَ الأَصْمَعِیّ : الدَّلْثَعُ : الحَرِیصُ الشَّرِهُ ، أَی احْمَرَّتْ لِثَاتُهُمْ مِنْ حِرْصِهِم عَلَی شُرْبِ اللَّبَنِ .و قیلَ :هو الأَحْمَرُ اللَّثَهِ ،الضَّخْمُ تَضِبُّ لِثَتُهُ و تَسِیلُ دَماً. و یُکْسَرُ فِیهما، عن أَبِی عَمْرو،و الأَصْمَعِیّ .

و قال النَّضْرُ و أَبُو خَیْرَهَ : الدَّلْثَعُ : الطَّرِیقُ السَّهْلُ و قِیلَ :هو أَسْهَلُ طَرِیق یَکُون فی سَهْلٍ أَوْ حَزْنٍ لا حَطُوطَ فیه و لا هَبُوطَ . ذَکَرَه الأَزْهَرِیّ فی مَوْضِعَیْنِ من الرَّبَاعِی بالثَّاءِ عن النَّضْرِ و أَبِی خَیْرَهَ ،و بالنُّونِ عَن المُحَارِبیّ فی الثُّلاثِی و الرُّبَاعیّ کما سَیَأْتِی (3).

و الدَّلْثِعُ ، بالکَسْرِ:المُنْتِنُ القَذِرُ من الرَّجَالِ . و أَیْضاً:

المُنْقَلِبُ الشَّفَهِ ، کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

رَجُلٌ دَلْثَعٌ :کَثِیرُ اللَّحْم.

و طَرِیقٌ دَلَنْثَعٌ ،کسَفَرْجَلٍ :وَاضِحٌ .

دلع

دَلَعَ الرَّجُلُ لِسَانَه،کَمَنَعَ یَدْلَعُه دَلْعاً : أَخْرَجَه، و مِنْهُ

2,14- الحَدِیثُ : «أَنَّهُ کانَ یَدْلَعُ لِسَانَهُ للحَسَنِ رَضِیَ اللّه تعالَی عَنْهُ ،فإِذَا رَأَی الصَّبِیُّ حُمْرَهَ لِسَانِه یَهَشُّ إلَیْهِ ». أَیْ یُخْرِجُهُ ، کأَدْلَعَهُ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .و قَالَ اللَّیْثُ : أَدْلَعَهُ لُغَهٌ قَلِیلَهٌ ،غَیْرَ أَنَّهَا فَصِیحَهٌ فَدَلَعَ هو،کَمَنَعَ و نَصَرَ، دَلْعاً و دُلُوعاً ، فِیهِ لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی،هو مِثْلُ قَوْلِکَ :رَجَعْتُ الرَّجُلَ رَجْعاً فَرَجَعَ رُجُوعاً، قالَهُ اللَّیْثُ ،أَی خَرَجَ مِنَ الفَمِ ،و اسْتَرْخَی وَ سَقَطَ عَلَی العَنْفَقَهِ ،کلِسَان الکَلْب.و

16- فی الحَدِیثِ : «یُبْعَثُ شَاهِدُ الزُّورِ یَوْمَ القِیَامَهِ مُدْلِعاً لِسَانَهُ فی النّارِ». و

16- جَاءَ فِی الأَثَرِ عَنْ بَلْعَم: «إنَّ اللّه لَعَنَه، فأَدْلَعَ لِسَانَهُ ،فَسَقَطَتْ أَسَلَتُه عَلَی صَدْرِهِ ،فبَقِیَتْ کَذَلِکَ ». و أَنْشَدَ أَبُو لَیْلَی لأَبِی العِتْرِیفِ الغَنَوِیِّ یَصِفُ ذِئْباً طَرَدَهُ حَتَّی أَعْیَا،وَ دَلَعَ لِسَانُهُ .

وَ دَارَ بالرَّمْثِ عَلَی أَفْنانِهِ

و قَلَّصَ المِشْفَرَ عن أَسْنَانِه

و دَلَعَ الدّالِعَ مِنْ لِسَانِه

فجاءَ باللُّغَتَیْن،و یُرْوَی:«و أَدْلَعَ الدّالِعُ » (4).

و قالَ ابنُ دُرَیْد:الدَّلاَّع، کرُمّان:ضَرْبُ من مَحَارِ البَحْرِ.

و الدَّلِیعُ ، کأَمِیرٍ:الطَّرَیقُ الوَاسِعُ ، عَن ابنِ دُرَیْدٍ.

و قال اللَّیْثُ :هو الطَّرِیقُ السَّهْلُ فی مَکَانٍ حَزْنٍ لا صَعُودَ فیه و لا هَبُوط ،و الجَمْعُ الدَّلائعُ .

ص:119


1- (1) فی التهذیب:لازقین.
2- (2) عجزه فی التهذیب: مرعین شرابین للحزر.
3- (3) انظر التهذیب 349/3 و 351/3.
4- (4) و هی روایه اللسان.

و قَالَ النَّضْرُ و أَبو خَیْرَهَ :هُوَ الدَّلْثَعُ بالثّاءِ،کما تَقَدَّم، کالدَّوْلَع ، کجَوْهَرٍ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و هو الطَّرِیقُ الضّحّاکُ .

و انْدَلَعَ بَطْنُه: خَرَجَ أَمَامَه،کما فی الصّحاح.

و قالَ نُصَیْرٌ-فیما رَوَی لَهُ أَبُو تُرَابٍ - انْدَلَعَ بَطْنُ المَرْأَهِ ، و انْدَلَق:إِذا عَظُمَ و اسْتَرْخَی.

و مَن المَجَازِ: انْدَلَعَ السَّیْفُ من غِمْدِهِ :انْسَلَّ کانْدَلَقَ .

و انْدَلَعَ اللَّسَانُ :خَرَجَ ، و اسْتَرْخَی مِنْ کَثْرَهِ کَرْبٍ أَو عَطَشٍ ،کما یَدْلَعُ الکَلْبُ .وَ

17- رُوِیَ : أَنَّ سَعْداً رَضِیَ اللّه عَنْهُ ، رَمَی أبا سَعْدِ بنِ أبِی طَلْحَهَ فأَصَابَ حَنْجَرَتَه، فانْدَلَعَ لِسَانُهُ ، کانْدِلاعِ لِسَان الکَلْبِ . و یُرْوَی قَوْلُ أَبِی العِتْرِیفِ الَّذِی مَرَّ إِنْشَادُهُ آنِفًا:

و انْدَلَعَ الدّالِعُ من لِسَانِهِ

کالدَّلَعَ ،علی افْتَعَلَ ، عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال أَبُو عَمْرو: الدَّوْلَعَهُ :صَدَقَهٌ مُتَحَوِّیَهٌ ،إِذا أَصابَهَا ضَبْحُ النّارِ خَرَجَ مِنْهَا کهَیْئَه الظُّفُر،فیُسْتَلُّ قَدْرَ إِصْبَعٍ ،فهو هذا الأَظْفَارُ الَّذِی فی القُسْطِ ، و أَنْشَدَ لِلشَّمَرْدَلِ .

دَوْلَعَهٌ تَسْتَلُّها بِظُفْرِها

و الدَّوْلَعِیَّهُ :ه قُرْبَ المَوْصِلِ عَلَی مَرْحَلَهٍ مِنْهَا (1)عَلَی طَرِیقِ نَصِیبِینَ ، مِنْهَا عَبْدُ المَلِکَ بنُ زَیْدٍ الفَقِیهُ الدَّوْلَعِیّ (2).

و قالَ الهُجَیْمِیّ : أَحْمَقُ دالِعُ :غَایَهٌ فی الحُمْقِ ، و هو الَّذِی لا یَزَالُ دَالِعَ اللَّسَانِ .

و أَمْرٌ دَالِعٌ :لَیْسَ دُونَهُ شَیْ ءُ.

و الدُّلْعَهُ ،بالضَّمَّ :عِرْقُ فی الذَّکَرِ، و الَّذِی فی العُبَابِ :

الدُّلْعَهُ (3)من الناقَهِ ،بالضَّمَّ :تَکُونُ فَوْقَ البُطَارَهِ .و البُطَارَهُ :

عِرْقٌ أَخْضَرُ حَیْثُ مَجْرَی البَوْلِ .

و قِیلَ : الدُّلْعَهُ : القَرَنُ و العَفَلَهُ ، نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و نَاقَهٌ دَلُوعٌ ،کَصَبُورٍ:تَتَقَدَّم الإِبِلَ .

و قالَ ابنُ عَبّادِ،و الخَارْزَنْجِیُّ : الأَدْلَعِیُّ :الضَّخْمُ مِنَ الاُیورِ الطَّوِیل الَّذِی یُمْذِی.قالَ الصّاغَانِیّ :و هذا تَصْحِیفٌ ،و الصَّوَابُ بالذَّالِ و الغَیْن المُعْجَمَتَیْن.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الأَدْلَعُ :الفَرَسُ الَّذِی یَدْلَعُ (4)لِسَانَهُ فی العْدوِ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الدَّلُوعُ ،کصَبُورٍ:الطَّرِیقُ .

و الدُّلاّع ،کرّمّان:نَبْتٌ .

و أَیْضاً البِطَّیخُ الشّامِیّ ،بلُغَه المَغْرِب،الوَاحِدَهُ بِهَاءِ.

و فی توارِیخهِم:سُمَّ مَوْلایَ إِدْرِیسُ فی دُلاّعه.

و المُدَلَّعُ ،کمُعَظَّمٍ :المُتَرَبَّی فِی العِزِّ و النّعْمَهِ ،مُوَلَّدَهُ ، و الاسْمُ :الدَّلاَعَهُ ،بالفَتْحِ .

دلنع

طَرِیقٌ دَلَنَّعٌ ،کَسَفَنَّجٍ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و رَوَاهُ شَمِرٌ عن مُحَارِبٍ ،أَیْ سَهْلُ ،ج: دَلانِعُ ، و ذَکَرَهُ صاحِبُ اللَّسَانِ فی«د ل ع»عَلَی أَنَّ النُّون زائِده.و عِنْده،و عِنْدَ ابنِ دُرَیْدٍ:طَرِیقٌ دَلِیعٌ ،کأَمِیرٍ،و قَدْ تَقَدَّم.

دمع

الدَّمْعُ :ماءُ العَیْنِ مِنْ حُزْنٍ أَوْ سُرُورٍ.ج:

دُمُوعٌ و أَدْمُعٌ . و الدَّمْعَهُ :القَطْرَهُ مِنْهُ ، إِنْ کانَت من السُّرُورِ فبارِدَهٌ ،أَو مِنَ الحُزْنِ فحارَّهٌ .

و ذُو الدَّمْعَهِ : لَقَبُ أَبِی عَبْدِ اللّه ذِی العَبْرَه (5)الحُسَیْن بن زَیْد الشَّهِیدِ بن عَلِیَّ بنِ الحُسَیْن بنِ عَلِیّ بنِ أَبِی طالِبٍ ، قَدَّسَ اللّه رُوحَهُ ،و نَوَّرَ ضَرِیحَیْ أَبِیهِ و جَدِّهِ ،و رَضِیَ اللّه عَنْ أَبِی جَدِّه،و جَدِّ جَدِّهِ ،و

6,17- یُلَقَّبُ أَیضاً بذَی العَبْرَهِ ،و ذلِکَ لِکَثْرَهِ بُکَائِهِ ،قِیلَ :أَنَّهُ عُوتِبَ عَلَی ذلِکَ ،فقالَ :و هَلْ تَرَکَتِ النَّارُ و السَّهْمَانِ لِی مَضْحَکاً،یُرِیدُ السَّهْمَیْنِ اللَّذَیْنِ أَصَابَا زَیْدَ بنَ عَلِیَّ ،و یَحْیَی بنَ زَیْدٍ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا، و قُتِلاَ بِخُراسانَ .تُوُفَّیَ ذُو الدَّمْعَهِ سَنَهَ مِائَهٍ و خَمْسٍ و ثَلاثِینَ ، و قِیلَ :سَنَهَ [مئه]و أَرْبَعِینَ .و قالَ أَبو نَصْرِ البُخَارِیّ :قُتِلَ أَبُوهُ و هُو صَغِیرٌ،فرَبَّاهُ جَعْفَر الصّادِقُ . و فی وَلَدِه البَیْتُ و العَدَدُ مِنْ ثَلاثَهِ رِجَالٍ :یَحْیَی،و الحُسَیْنِ ،و عَلِیَّ ،کما بَسَطْنَاهُ فی المُشَجَّرَات.

و دَمَعَتِ العَیْنُ تَدْمَعُ دَمْعاً ،و دَمِعَتْ تَدْمَعُ دَمْعاً ، کمَنَعَ

ص:120


1- (1) فی معجم البلدان:بینهما و بین الموصل یوم واحد.
2- (2) ولد بالدولعیه سنه 507 و مات بدمشق و هو خطیبها سنه 598،یاقوت.
3- (3) فی التکمله:«فی».
4- (4) فی التکمله:«یُخرج لسانه».
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«العنزه».

و فَرِحَ ، الثّانِیَهُ حَکَاهَا أَبو عُبَیْدَهَ ،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ (1).

و قالَ الکِسَائِیُّ و أَبُو زَیْدٍ: دَمَعَتْ بفَتْحِ المیمِ لا غَیْرُ.

و امْرَأَهُ دَمِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :سَرِیعَهُ الدَّمْعَهِ ، کما فی الصَّحّاح.و فی اللّسَانِ :سَرِیعَهُ البُکَاءِ،کَثِیرَهُ دَمْعِ العَیْنِ .

و الدَّامِعَهُ مِن الشَّجَاجِ :بَعْدَ الدَّامِیَهِ . قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:

الدّامِیَهُ :هی الَّتِی تَدْمَی مِن غَیْرِ أَنْ یَسِیلَ مِنْهَا دَمٌ ،فإِذا سالَ مِنْهَا دَمٌ فهِیَ الدّامِعَهُ ،بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ .و قالَ ابنُ الأَثِیر:هو أَنْ یَسِیلَ الدَّمُ مِنْهَا قَطْراً کالدَّمْعِ ،و فی الأَسَاسِ :هی الَّتِی تَسِیلُ دَماً قَلِیلاً،و هو مَجَازٌ.و مِنْهُ :

دَمَعَ الجُرْحُ :إِذا سالَ .قُلْتُ :و سَیَأْتِی له فی«دمغ»أَنَّ الدَّامِغَهَ قَبْلَ الدَّامِیَهِ ،و وَهِمَ الجَوْهَرِیّ فی قَوْلِهِ :بَعْدَ الدّامِیَهِ .

و الدَّمّاعُ ، کَشَدّادٍ،مِن الثَّرَی:ما تَرَی کَأَنَّهُ یَتَحَلَّبُ نَدًی، أَو یَکادُ.قال:

مِنْ کُلَّ دَمّاعِ الثَّرَی مُطَلَّلِ

کالدّامِعِ ، و هو مَجَازٌ.

و یَوْمٌ دَمّاعٌ : فیه رَذَاذُ. و هو مَجَازُ.

و الدُّمّاع ، کرُمّانٍ :ما یَسِیلُ مِن الکَرْمِ فی أَیَّامِ الرَّبِیعِ .

و هو مَجَازٌ.و هکَذَا ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ بالتَّشْدِید،و هو فی نُسَخِ .الصّحاح و الأَسَاس بالتَّخْفِیفِ (2).

و قالَ اللَّیْثُ : الدُّمّاع : مَا تَحَرَّکَ مِنْ رَأْسِ الصَّبِیّ إِذا وُلِدَ، و هی النَّمَغَهُ ،فإِذا اشْتَدَّ ذَهَب عَنه هذا الاسْمُ .قالَ الصَّاغَانِیّ :و هذا تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ :الرَّمّاعَهُ و الزَّمّاعَهُ ، بالرّاءِ و الزایِ المَفْتُوحَتَیّن.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الدَّمَاعُ ، ککتَابٍ :مِیسَمٌ فی المَنَاظِرِ سائِلُ إِلَی المَنْخِرِ، و ربما کانَ عَلَیْه دِمَاعَانِ .

و الدُّمَاعُ (3)، کغُرَابٍ :نَبْت، و لَیْسَ بثابِتٍ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و قال الأَحْمَر: الدُّمُعُ ،لِضَمَّتَیْنِ :سِمَهٌ فی مَجْرِی الدَّمْعِ مِن الإِبِلِ .و قالَ أَبُو عَلِیَّ فی التَّذْکِرهِ :هو خَطُّ صَغَیرٌ.

و بَعِیْرٌ مَدْمُوعٌ :مَوْسُومٌ بِهَا، أَیْ بِتِلْکَ السَّمَهِ .

و دَمْعُ دَاوُودَ عَلَیْه السَّلامُ : دَوَاءُ،م، مَعْرُوفٌ نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .

و مِن المَجَاز: قَدَحٌ دَمْعَانُ ، أَیْ مُمْتَلِیءُ سَیَّالُ من شِدَّه الامْتِلاءِ،و فی اللَّسَان:إِذَا امْتَلأَ فجَعَلَ یَسِیلُ مِنْ جَوَانِبِهِ .

و الدَّمْعَانَهُ :ماءُ (4)لِبَنِی بَحْرٍ مِنْ بَنِی زُهَیْرِ بن جَنَابٍ الکَلْبِیّ ،بالشّامِ .

و الإِدْمَاعُ :مِلْ ءُ الإناءِ،یُقَالُ أَدْمِعْ مُشَقَّرَکَ ،أَی قَدَحَکَ ،قالَه ابنُ الأَعْرَابِیّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه.

الدَّمَعَانُ ،مُحَرَّکَهً ،و الدُّمُوعُ بالضَّمَّ :مَصْدَرَا دَمَعَتِ العَیْنُ ،کمَنَعَ .

و امْرَأَهٌ دَمِیعٌ ،کأَمِیر،بغَیْرهاءٍ:سَرِیعَهُ البُکَاءِ،کَثِیرَهُ دَمْعِ العَیْنِ ،عَنِ اللَّحْیَانِیّ ،مِنْ نِسْوَهٍ دَمْعَی وَ دَمَائعَ ،و ما أَکْثَرَ دَمْعَتَهَا ،التَّأْنِیثُ للدَّمْعَهِ .و قالَ غَیْرُه:رَجُلٌ مِنْ قَوْم دُمَعَاءَ و دَمْعَی .و عَیْنٌ دَمُوعٌ :کَثِیرَهٌ الدَّمْعَهِ ،أَوْ سَرِیعَتُهَا.

و لَهُ عَیْنُ دَامِعَهٌ ،وَ دَمّاعَهٌ ،و عُیُونٌ دَوَامِعُ .و اسْتَعَارَ لَبِیدٌ الدَّمْعَ فی الجَفْنَه یَکْثُر دَسَمُها و یَسِیلُ ،فَقَالَ :

و لکِنَّ مَالِی غالَهُ کُلُّ جَفْنَهٍ

إِذَا حانَ وِرْدٌ أَسْبَلَتْ بِدُمُوعِ

یُرِیدُ سالَتِ الجَفْنَهُ ،و دُمُوعُها :دَسَمُهَا،یُقَالُ :جَفْنَهٌ دَامِعَهٌ ،و قَدْ دَمِعَتْ و رَذَمَتْ (5).

و المَدَامِعُ :المَآقِی،و هی أَطرافُ العَیْنِ :و المَدْمَعُ :

مَسِیلُ الدَّمْعِ .قال الأَزْهَرِیُّ :و المَدْمَعُ :مُجْتَمَعُ الدَّمْعِ فی نَوَاحِی العَیْنِ ،و جَمْعُهُ مَدَامِعُ .یُقَالُ :فَاضَتْ مَدَامِعُه .

و قالَ :و المَاقِیَانِ مِنَ المَدَامِعِ و المُؤْخِرَانِ کَذلِکَ .و قَدْ ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،و العَجَبُ من المُصَنَّفِ کَیْفَ تَرَکَهُ .و یُقَالُ :

هو یَسْتَدْمِعُ .

ص:121


1- (1) و نقلها الأَزهری فی التهذیب عن الاصمعی.
2- (2) ضبطت فی الصحاح و الأساس بالتشدید أیضا.
3- (3) فی التکمله عن ابن درید،«و الدماع،بالضم»و أهملت المیم فیها.
4- (4) فی القاموس:«ماءه»و ضبطت نصاً فی یاقوت:بکسر أوله و سکون ثانیه و العین مهمله.
5- (5) فی التهذیب:و رزقت،بالزای.

و مِن المَجَازِ:بَکَتِ السَّمَاءُ،و دَمَعَ السَّحَابُ ،و سالَ .

ثَرًی دَمُوعٌ ،کصَبُورٍ:یَتَحَلَّبُ مِنْهُ الماءُ.

و قَالَ أَبُو عَدْنَانَ :مِن المِیَاهِ المَدَامِعُ ،و هی ما قَطَرَ مِن عُرْضِ جَبَلٍ .

و الدَّمَاعُ بالضَّمَّ :ماءُ العَیْنِ مِنْ عِلَّهٍ أَوْ کِبَرٍ،لَیْسَ الدَّمْعَ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و أَنْشَدَ:

یا مَنْ لِعَیْن لا تَنِی تَهْماعَا

قَدْ تَرَکَ الدَّمْعُ بِهَا دُمَاعَا (1)

و وَجَدْتُ بِخَطَّ أَبِی زَکَرِیَّا فی هامِشِ النُّسْخَهِ :یُقَالُ :إِنَّ الدَّمَاعَ أَثَرُ الدَّمْعِ فی الوَجْهِ ،و أَنشد البَیْتَ قالَ :و الاسْتِشْهَادُ به عَلَی ذلِکَ أَلْیَقُ .و قالَ أَبو عَدْنَانَ :سَأَلْتُ العُقَیْلِیَّ عَنْ هذا البَیْتِ :

و الشَّمْسُ تَدْمَعُ عَیْنَاهَا و مَنْخِرُهَا

وَ هُنَّ یَخْرُجْنَ مِنْ بِیدٍ إِلی بِیدِ

فقالَ :أَزْعُم أَنَّهَا الظَّهِیرَهُ إِذا سَالَ لُعَابُ الشَّمْسِ .و قالَ الغَنَوِیُّ :إِذا عَطِشَتِ الدَّوابُّ ذَرَفَتْ عُیُونُها و سأَلَتْ مَنَاخِرُهَا.

و الدَّمْعُ ،بالفَتْح:السَّیَلانُ من الرّاوُوقِ و هو مِصْفاهُ الصَّبّاغِ .

و مِنَ المَجَازِ: دَمَعَ (2)إِناءَه،إِذا مَلأَهُ [حتی یَفِیضَ .وَ دَمَعَ إِناؤُه] (3)و شَرِبَ دَمْعَهَ الکَرْمِ ،أَی الخَمْرَ،کما فی الأساس.

و الدّامِعَهُ :الحَدِیدَهُ الَّتِی فَوْقَ مُؤْخِرهِ الرَّحْلِ ،عن الأَصْمَعِیّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ و صاحِبُ اللَّسَان فی«د م غ» قَالُوا:و بالمُعْجَمَه أَکْثَر.

دنع

رَجُلٌ دَنِعٌ ،ککِتفٍ ،و أَمِیرِ،و سَفِینهٍ :فَسْلٌ لا لُبَّ لَهُ و لا عَقْلَ ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ .قالَ :و الهَاءُ فی الأَخِیرَهِ للْمُبَالِغَهِ .و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الأَوَّلِ ،و قَالَ :هو الفَسْلُ لا خَیْرَ فِیهِ . و قالَ ابن شُمَیْلٍ : دَنِعَ الصَّبِیُّ ،کفَرِحَ :جُهدَو جَاعَ و اشْتَهَی. و قال ابْنُ بُزُرْجَ : دَنِعَ و دَثِعَ (4)،إِذا طَمِعَ .

و قَالَ شَمِرٌ: دَنِعَ ،إِذا خَضَعَ و ذَلَّ ، و أَنْشَدَ لِبَعْضِهِمِ ،و هو الحارِثُ بنُ حِلِّزَه الیَشْکُرِیّ یَمْدَحُ أَبا حَسّان قَیْسَ بنَ شَرَاحِیل:

لا یَرْتَجِی لِلْمَالِ یُنْفِقُهُ

سَعْدُ النُّجُومِ إِلَیْهِ کالنَّحْسِ

فلَهُ هُنَالِکَ -لا عَلَیْهِ -إِذا

دَنِعَتْ أُنُوفُ القَوْمِ للتَّعْسِ

قالَ : دَنِعَتْ ،أَیْ خَضَعَتْ و ذَلَّتْ .و لا یَرْتَجِی:لا یَخَافُ .و رَواهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ :«و إِنْ رَغِمَتْ ».

و قِیلَ : دَنِعَ :إِذا دَقَّ و لَؤُمَ ، و بِهِ فُسَّر بَعْضُهُم البَیْتَ .

کَدَنَعَ ،کمَنَعَ ، دُنُوعاً ،و دَنَاعَهً ،فهو دَانِعٌ و دَنِعٌ کفَرِحٍ ، عَنِ ابنِ عَبّادٍ.

و قالَ شَمِرُ: الدَّنَعُ ،مُحَرَّکَهُ :ما یَطْرَحُه الجَازِرُ مِن البَعِیرِ، نَقَله الجَوْهَرِیّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو مِنْ دَنَعِ الناسِ ،إِذا کانَ مِنْ سَفِلَه النّاسِ و رُذالهِمْ ، مَأْخُوذٌ من دَنَعِ البَعِیرِ،و هو ما یَطْرَحُه الجَازِرُ مِنْهُ ،کما فی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَک عَلَیْه:

دَنِعَ الشَّیْ ءُ،کفَرِحَ :دَقَّ .

و الدَّنِیعُ ،کَأَمِیر:الخَسِیسُ :و جَمْعُ الدَّنِیعَهِ : الدَّنائِعُ .

وَ رَجُلٌ دَنَعَهٌ ،مُحَرَّکَهً :لا خَیْرَ فِیهِ .

و أَنْدَعَ الرَّجُلُ :تَبِعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ و الأَنْذَالِ .و أَدْنَعَ :إِذا تَبِعَ طَرِیقَهَ الصّالِحِینَ ،کَما فی اللَّسَان و هو قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِیّ (5)،و سَیَأْتِی أَنْدَعَ فِی مَوْضِعِهِ لِلْمُصَنَّف.

دنقع

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

دَنْقَعَ الرَّجُلُ :إِذا افْتَقَرَ،هُنَا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللَّسَانِ ،و لَمْ یَذْکُرْه الصّاغَانِیّ فی العُبَابِ ،و ذَکَرَهُ فی التَّکْمِلَهِ فی آخِرِ

ص:122


1- (1) ضبطت فی المقاییس 301/2 [1] بالقلم بکسر الدال،و الذی ورد فی للسان:«جماعاً»بدل«دماعاً»و علی هذه الروایه فلا شاهد فیها.
2- (2) فی الأساس:«أدمع».
3- (3) زیاده عن الاساس.
4- (4) فی اللسان:«رئع»و مثله فی التهذیب،و هو أقرب فالرئع،محرکه، الطمع و الحرص الشدید.
5- (5) و رد قول ابن الاعرابی فی التهذیب فی ماده«ندع»224/2.

ترکیب«د ق ع»و هو الصّوابُ ،فإِنَّ النُّونَ زائدَهٌ .

دوع

دَاعَ یَدُوعُ دَوْعاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أَی اسْتَنَّ عَادِیاً أَو سَابِحاً.

و قالَ ابنُ عَبَّادِ: الدُّوعُ بالضَّمَّ :سَمَکَهٌ حَمْرَاءُ صَغِیرَهٌ کإِصْبَعٍ ،الواحِدَهُ بهاءِ.

و قال ابن دُرَیْد: الدُّوعُ :ضَرْبُ من الحِیتَانِ ،لُغَهٌ یَمَانِیَهُ ، قال ابنُ عَبّادِ:و ج: الدُّوَع کصُرَدٍ.

و قالَ غَیْرُه: یَوْمُ الدُّوَاعِ :بالضَّمَّ ،کغُرَاب:من أَیَّامِهِم، نَقَلَه الصّاغَانِیّ .

دهع

دَهَاع ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ .و قالَ اللَّیْثُ : دَهَاعِ ، کَقَطَامِ ،و دَهْدَاعِ ،کقَرْقَارِ، مَبْنِیَّیْنِ عَلَی الکَسْرِ: زَجْرٌ للعُنُوقِ یُقَالُ : دَهَعَ بها الرّاعِی،کمَنَعَ ،و دَهْدَعَ دَهْدَعَهً هکَذَا یَصِیحُ (1)إِذا زَجَرَهَا بِهِمَا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

دَهَّعَ الرّاعِی تَدْهِیعاً:لُغَهٌ فی دَهَعَ و دَهْدَعَ ،کَمَا فِی اللَّسَانِ و التَّکْمِلَهِ .

دهقع

الدُّهْقُوع :کعُصْفُور، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال أَبو زَیْد:هو الجُوعُ الشَّدِیدُ الذی یَصْرَعُ صاحِبَه، و کَذلِکَ جُوعُ دُرْقنوعُ ،و دَیْقنوعُ ،و قد تَقَدَّمَا فی مَوْضِعِهِمَا.

فصل الذال المعجمه مع العین

ذرع

الذَّرَاع ،بالکَسْرِ:مِنْ طَرَفِ الْمِرْفَقِ إِلی طَرَفِ الإِصْبَع الوُسْطَی، کَذَا فی المُحْکَمِ (2). و قال اللَّیْثُ :

الذَّراعُ و السَّاعِدُ وَاحِدٌ.

قُلْتُ :

14- و فی حَدِیثِ عائشهَ و زَیْنَبَ : قالت زَیْنَبُ لِرَسُول اللّه صلّی اللّه علیه و آله:«حَسْبُک إِذْ قَلَبَتْ لَکَ ابْنَهُ أَبِی قُحَافَهَ ذُرَیَّعَتَیْها ». أَرادَتْ ساعِدَیْهَا،و الذُّرَیَّعَهُ .تَصْغِیرُ الذَّراع ، و لُحُوقُ الهاءِ فِیها لِکَوْنِهَا مُؤنَّثَه،ثُمَّ ثَنَّتْهَا مُصَغَّرَهً ، و قد تُذَکَّرُ فِیهما. قال الجَوْهَرِیّ : ذِرَاعُ الیَدِ یُذَکَّر و یُؤَنَّث.قالَ :و قَوْلُهُمْ :

الثَّوْبُ سَبْعٌ فی ثَمَانِیَه،إِنَّمَا قالُوا:«سَبْعٌ ،»علی تَأْنِیثِ الذَّرَاع .و ج: أَذْرُعٌ و ذُرْعَانٌ ،بالضَّمَّ ، و إِنَّمَا قالُوا:«فی ثَمَانِیَه»لأَنَّ الشَّبْرَ مُذَکَّرٌ.

و قال سِیبویهٌ : الذَّرَاعُ مُوَنَّثَهٌ ،و جَمْعُهَا أَذْرُعٌ لا غَیْر،و لم یَعْرِفِ الأَصْمَعِیُّ التَّذْکِیر فی الذَّراع .قال الشَّاعِرُ یَصِفُ قَوْساً عَرَبِیَّهً :

أَرْمِی عَلَیْهَا وَهْیَ فَرْعٌ أَجْمَعُ

وَهْیَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ و إصْبَعُ

و قَالَ سِیبَوَیَه:کَسَّرُوه علی هذا البِنَاءِ حِینَ کانَ مُؤَنَّثاً، یَعْنِی أَن فعَالاً و فِعَالاً و فَعِیلاً مِن المُؤَنَّثِ ،حُکْمُه أَنْ یُکَسَّرَ عَلَی أَفْعُل،و لَمْ یُکَسَّرُوا ذِرَاعاً عَلَی غَیْرِ أَفْعُلٍ ،کما فَعَلُوا ذلِکَ فِی الأَکُفَّ .

و قال ابنُ بَرِیّ : الذَّرَاعُ عِنْدَ سِیبَوَیْهِ مُؤَنَّثَهٌ لا غَیْرُ،و أَنْشَدَ لِمِرْدَاسِ بنِ حُصَیْنٍ :

قَصَرْتُ لَهُ القَبِیلَهَ إِذ تَجِهْنَا

و ما دَانَتْ بِشِدَّتِهَا ذِرَاعِی

قُلْتُ :و التَّذْکِیرُ الَّذِی أَشارَ إِلَیْه المُصَنَّفُ هُوَ قَوْلُ الخَلِیلِ .قالَ سِیبَوَیْهٌ :سَأَلْتُ الخَلِیلَ عَنْ ذِرَاعٍ ،فقال:

ذِرَاعٌ کَثِیرٌ فی تَسْمِیَتِهِم بِهِ المُذَکَّرَ،و یُمَکَّنُ فی المُذَکَّر، فصارَ من أَسْمَائِه خَاصَّهً عِنْدَهُمْ ،و مع هذا فَإِنَّهُم یَصِفُونَ به المُذَکَّرَ فیَقُولُونَ :هذا ثَوْبٌ ذِراعٌ ، فقد (3)یُمَکَّنُ هذا الاسْمُ فی المُذَکَّرِ،و لهذا إِذا سُمِّیَ الرَّجُلُ بِذِرَاعٍ صُرِفَ فی المَعْرِفَهِ و النَّکرَهِ ،لأَنَّهُ مُذکَّرٌ سُمَّیَ بِه مُذَکَّرٌ.

و الذَّرَاعُ مِنْ یَدَی 3البَقَرِ و الغَنَمِ :فَوْقَ الکُرَاعِ .و مِنْ یَدَیِ البَعِیرِ:فَوْقَ الوَظِیفِ ،و کَذلِکَ مِنَ الخَیْلِ و البِغَالِ و الحَمِیرِ.

و قال اللَّیْثُ : الذَّرَاعٍ :اسمٌ جَامِعٌ فی کُلَّ ما یُسَمَّی یَداً من الرُّوحانِیَّینَ ذَوِی الأَبْدَان.

و قَوْلُهُم: لا تُطْعِمِ العَبْدِ الکُرَاعَ ،فیَطْمَعَ فی الذَّراع سَیَأْتِی ذِکْرَهُ فی:ط و ق.

و یُقَالُ : ذَرَعَ الثَّوْبَ و غَیْرَه،کَما فی الصّحاح، بِذِرَاعِه کَمَنَعَ :قَاسَمه بِهَا.

ص:123


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«یصح»و یؤیده ما جاء فی اللسان: و دهدع بها:صوّت.
2- (2) و هو قول اللیث أیضاً نقله الأزهری فی التهذیب.
3- (3) فی اللسان: [1]أَیدی.

قال الزَّمَخْشَرِیّ :هذا هو الأَصْلُ ،ثُم سُمَّیَ به ما یُقَاسُ به،کما سَیَأْتِی.

و ذَرَع القَیْ ءُ فُلاناً ذرْعاً : غَلَبَهُ وَ سَبَقَهُ ، أَیْ فی الخُرُوجِ إِلی فیه.و منه

16- الحَدِیثُ : «مَن ذَرَعَهُ القیْ ءُ فَلاَ قِضَاءَ عَلَیْه».

و قال ابن عَبّاد: ذَرَعَ عنْدَهُ ذَرْعاً : شَفَعَ فَهُوَ ذَرِیعٌ :

شفیعٌ .و یُقَالُ : ذَرَعْتُ لِفُلان عِنْدَ الأَمِیرِ،أَیْ شَفعْتُ لَهُ ، و هو مَجَازٌ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیّ .

و ذَرَعَ البَعِیرَ یَذْرَعُه ذَرْعاً : وَطِیءَ عَلِی ذِرَاعَهِ لِیَرْکبَه أَحَدُ.

و قالَ ابنُ عَبّاد: ذَرَع فُلاَناً :إِذا خنَقَهُ مِنْ وَرَائه بالذَّراعِ ،یُقَالُ :أَسْرَطْتُه ذِرِاعِی ،إِذا وَضَعْتَ ذِرَاعَکَ عَلَی حَلْقِه لِتَخْنُقَهُ ، کذَرَّعَهُ تَذْرِیعاً ،نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و فی اللَّسَان: ذَرَّعَه تَذْرِیعاً ،و ذَرَّعَ لَهُ :جَعَلَ عُنُقَهُ بَیْنَ ذِرَاعِهِ و عُنقِهِ و عَضُدِهِ ،فَخَنَقَهُ (1)،ثُمَّ اسْتُعْمِل فی غَیْرِ ذلِکَ مِمّا یُخْنَقُ بِه.

و یُقالُ : رَجُلٌ وَاسِعٌ الذَّرَاعِ ، بالکَسْرِ، و وَاسِعُ الذَّرْعِ بالفَتْحِ ، أَیْ وَاسِعُ الخُلُق، بِضَمَّتَیْنِ ، عَلَی المَثَل.

و الذَّرْعُ و الذَّرَاعُ :الطاقَهُ ،و مِنْهُ قَوْلُهُم: ضَاقَ بالأَمْرِ ذَرْعُهُ و ذِرَاعُه ،و ضاقَ بهِ ذَرْعاً ، و إِنَّمَا نُصِبَ لأَنَّهُ خَرَجِ مُفَسَّراً مُحَوَّلاً،لأَنَّه،کانَ فی الأَصْلِ ضَاقَ ذَرْعِی بِهِ ،فلَمَّا حُوَّلَ الفِعْلُ خَرَجَ قَوْلُه:« ذَرْعاً »مُفَسَّراً،و مِثْلُه:طِبْتُ به نَفْساً،و قَرَرْتُ به عَیْناً،و ربما قالُوا:ضَاقَ به ذِرَاعاً ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ لحُمَیْدِ بنِ ثَورٍ یَصِفُ ذِئْباً:

و إِنْ باتَ وَحْشٌ (2)لَیْلَهً لَمْ یَضِقْ بِهَا

ذِرَاعاً و لَمْ یُصْبِحْ لَها و هُوَ خَاشِعُ

أیْ ضَعُفَتْ طَاقَتهُ ،و لَمْ یَجِدْ من المَکْرُوهِ فیه مَخْلَصاً.

قالَ الجَوْهَرِیّ :،و أَصْلُ الذَّرْعِ إِنَّمَا هو بَسْطُ الیَدِ،فکَأَنَّک تُرِیدُ:مَدَدْتُ یَدِی إِلَیْهِ فَلَمْ تَنَلْهُ .و قالَ غَیْرُهُ :وَجْهُ التَّمْثِیلِ أَنَّ القَصِیرَ الذَّراعِ لا یَنَالُ ما یَنَالُه الطَّوِیلُ الذَّراعِ ،و لا یُطِیقُ طاقَتَهُ ،فضُرِبَ مَثَلاً للَّذِی سَقَطَتْ قُوَّتُهُ دُونَ بُلُوغِ الأَمْرِ،و الاقْتِدَارِ عَلَیْه. و الذَّرَاعِ : ککِتَابِ :سِمَهٌ فی مَوْضِعِ ذِرَاعِ البَعِیر، و هی سِمَهُ بَنِی ثَعْلَبَهَ ، لِقَوْمٍ بالیَمَنِ ،و أَیْضاً:سِمَهٌ نَاسٍ مِنْ بَنِی مالِکِ بنِ سَعْدٍ، مِنْ أَهْلِ الرَّمَالِ .

و الذَّرَاعانِ : هَضْبَتَانِ فی بِلاَدِ عَمْرِو بنِ کِلاَبٍ . و مِنْهُ قَوْلُ امْرَأَهٍ مِنْ بَنِی عامِرِ بن صَعْصَعَهَ :

یا حَبَّذا طارِقُ وَهْناً أَلَمَّ بِنَا

وَهْنَ الذَّراعَیْنِ و الأَحْزَابِ مَنْ کَانَا (3)

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ قَوْلَ الشّاعر:

إِلَی مَشْرَبٍ بَیْن الذَّراعَیْنِ بَارِدِ

و الذَّرَاعُ : صَدْرُ القَنَاهِ ، و إِنَّمَا سُمَّیَ به لِتَقَدُّمِه کَتَقَدُّمِ الذَّراعِ .و یُقَالُ له أَیْضاً: ذِرَاعُ العَامِل،یُقَالُ :اسْتَوَی کذِرَاعِ العَامِل،و إِنَّمَا یَعْنُونَ صَدْرَ القَنَاهِ ،و هو مَجَازٌ.

و الذَّرَاعُ : ما یُذْرَعُ به، کما فی الصحاح،أَی یُقَاسُ ، زَادَ فی العُبَابِ : حَدِیداً أَو قَضِیباً.

و الذَّرَاعُ :نَجْمُ مِنْ نُجُومِ الجَوْزَاءِ عَلَی شَکْلِ الذَّراعِ .

قال غَیْلانُ الرَّبَعِیّ :

غَیَّرها بَعْدِیَ مَرُّ الأَنْوَاء

نَوءِ الذَّرَاعِ أَو ذِرَاعِ الجَوْزاءْ

و الذَّرَاعُ أَیْضاً: مَنْزِلٌ للْقَمَر،و هو ذِرَاعُ الأَسَدِ المَبْسُوطَهُ ، کَذَا فی النُّسَخِ ،و الَّذِی فی العُبَابِ : ذِرَاعُ الأَسَدِ المَقْبُوضَهُ (4).قالَ : و لِلأَسَدِ ذِراعَان :مَبْسُوطَهُ و مَقْبُوضَهٌ ،و هی الَّتِی تَلِی الشّامَ ،و القَمَرُ یَنْزِلُ بِهَا، و المَبْسُوطَهُ :الَّتِی تَلِی الیَمِین، و هُمَا کَوْکَبَانِ بَیْنَهُمَا قِیدُ سَوْطٍ ، و هی أَرْفَعُ فی لسَمَاءِ.و سُمِّیَتْ مَبْسُوطَهً لأَنَّهَا أَمَدُّ مِن الأَخْرَی،و ربما عَدَلَ القَمَرُ فَنَزَلَ بِهَا. و یَقُولُ ساجِعُ العَرَبِ :إِذا طَلَعَتِ الذَّرَاع ،حَسَرَتِ الشّمْسُ القِنَاعِ ، و أَشْعَلَت (5)فی الأُفُقِ الشُّعَاع،و تَرَقْرَقَ السَّرابُ (6)فی کُلَّ قَاعْ ، تَطْلُعُ لأَرْبَع لَیَالٍ یَخْلُونَ من تَمَّوزَ الرُّومِیّ ، و تَسْقُط

ص:124


1- (1) ورد فی التاج«درع»عن أبی زید قال:درّعته تدریعاً إذا جعلت عنقه بین ذراعک و عضدک و خنقته.
2- (2) فی اللسان و [1]الصحاح:بات وحشاً.
3- (3) عجزه فی معجم البلدان«ذراعان». بین الذراعین و الأحزاب من کانا.
4- (4) و مثله فی عجائب المخلوقات للقزوینی،علی هامش حیاه الحیوان للدمیری78/1.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و استعلت».
6- (6) فی عجائب القزوینی:الشراب.

الأَرْبَعِ لَیَالٍ یَخْلُونَ من کانُونَ الأَوَّلِ . و فی العُباب:مِنْ کانُون الآخرِ (1):هذا قَوْلُ ابنِ قُتَیْبَه.و قالَ إبْرَاهِیمُ الحَرْبِیّ رَحِمَهُ اللّه تَعالَی:تَطْلُعُ فی سَبْعٍ من تَمُّوزَ،و تَسْقُط فی سِتِّ مِنْ کَانُون الآخرِ،و تَزْعُم العَرَبُ أَنَّه إِذَا لَمْ یَکُنْ فی السَّنَهِ مَطَرٌ لَمْ تُخْلِفِ الذِّرَاع ،و لَمْ یَکُنْ إِلاَّ بَغْشَهٌ (2)،قال ذو الرُّمَّه:

فَأَرْدَفَتِ الذِّرَاعُ لَهَا بغَیْثٍ

سَجُومِ الماءِ فانْسَحَلَ انْسِحالاً

و ذُو الذِّرَاعَیْن :المُنْبَهِرُ،و اسْمُه مالِکُ بنُ الحَارِثِ بنِ هِلاَلِ بنِ تَیْمِ اللّه بنِ ثَعْلَبَه الحِصْنِ بنِ عُکَابَهَ شاعِرٌ غَزّاءٌ (3).

و الذَّرَاع ، کسَحَابِ : المَرْأَهُ الخَفِیفَهُ الیَدَیْنِ بالغَزْلِ ، و قِیلَ :الکَثِیرَهُ الغَزْلِ ،القَویَّهُ عَلَیْه.و مِنْهُ

16- الحَدِیث:

«خَیْرُکُنَّ أَذْرَعُکُنَّ للمِغْزَلِ ». أَیْ أَخَفُّکُنَّ یَداً به.و یُقَالُ :

أَقْدَرُکُنَّ علیه و یُکْسَر، نَقَلَه ابنُ سِیدَه،و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ علی الفَتْحِ .

و یَسَارُ و بَشَّارٌ ابْنَا ذِرَاع القِیَاسِ ، کانَا زَمَنَ وَکِیعٍ ، رَوَی بَشَارٌ عن جَابِرٍ الجُعْفِیَّ .

و أَبُو ذِرَاعٍ : سُهَیْلُ بنُ ذِرَاعٍ تَابِعِیَّ ، حَدَّثَ عَنْه عاصِمُ بن کُلَیْبٍ .

أَقْدَرکُنَّ علیه و یُکْسَر، و قال ابنُ عَبّاد: الذِّراع ، کشَدّادٍ:الجَمَل الذی یُسَانُّ النّاقَهَ بذِرَاعِهِ فَیَتَنَوَّخُها.

و الذِّراع (4)لَقَبُ إِسْمَاعِیلَ بنِ صَدِیقٍ المُحَدَّثِ ، شَیْخ لإِبْرَاهِیمَ بنِ عَرْعَرَهَ ، و أَیْضاً:لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ نَصْرِ بنِ عَبْدِ اللّه، و هو ضَعِیفٌ ، قال الدَّارقُطْنّی:دَجّالٌ .

و فاتَهُ :إِسْمَاعِیلُ بنُ أَبِی عبّادٍ أُمَیَّهَ الذِّرّاعُ ،البَصْرِیُّ ،تُکُلَّمَ فِیه أَیضاً.

و الذَّارِعُ 4: الزِّقُّ الصَّغِیرُ یُسْلَخُ من قِبَل الذَّرَاع ، و الجَمْعُ ذَوَارِعُ ،و هِیَ للشَّرابِ .قالَ الأَعْشَی:

و الشَّارِبُونَ إِذَا الذَّوارِعُ أُغْلِیَتْ

صَفْوَ الفِصَالِ بطَارِفٍ و تِلادِ (5)

و یُقَالُ :زِقُّ ذَارِعُ :کَثِیرُ الأَخْذِ لِلْمَاءِ.ه قالَ ثَعْلَبَهُ بنُ صُعَیْرِ المازِنیّ .

باکَرْتُهُمْ بسِبَاءِ جَوْنٍ ذَارِعٍ

قَبْلَ الصَّبَاحِ و قَبْلَ لَغْوِ الطَّائرِ

و قال عَبْدُ بَنِی الحَسْحاس:

سُلافَهُ دَارِ لا سُلافَهُ ذَارِع (6)

إِذا صُبَّ مِنْه فی الزُّجَاجَهِ أَزْبَدَا

و ذَرِعَ کفرِحَ :شَرِبَ به، أَی بِالذِّراعِ .

و قالَ ابنُ عَبّادِ: ذَرِعَ إِلَیْهِ :تَشَفَّع، و نَصُّ العُبَابِ : ذَرِعَ به:شَفَعَ .

قالَ : و ذَرِعَتْ رِجْلاهُ :أَعْیَتَا.

و الأَذْرَعُ :المُقْرِفُ ،أَو ابنُ العَرَبِیّ لِلْمَوْلاهِ ، و الأَوَّلُ أَصَحّ .

و الأَذْرَعُ : الأَفْصَحُ ، یُقَال:هُوَ أَذْرَعُ ،أَیْ أَفْصَحُ .

و أَذْرِعَاتُ ،بکَسْرِ الرَّاءِ، و عَلَیْه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و تُفْتَحُ ، و قَدْ خَطَّأَهُ بَعْضُهُم: د:بالشّامِ قُرْبَ البَلْقَاءِ مِنْ أَرْضِ عَمَّانَ ،تُنْسَبُ إِلَیْه الخَمْرُ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

فَمَا (7)إِنْ رَحِیقٌ سَبَتْها التِّجا

رُ مِنْ أَذْرِعاتٍ فوَادِی جَدَرْ

قالَ :و هی مَعْرِفَهٌ مَصْرُوفَهٌ مِثْلَ عَرَفَات.قالَ سِیبَوَیْه:

فمِن العَرَبِ مَنْ لا یُنَوِّنُ أَذْرِعَات .یَقُولُ :هذِهِ أَذْرِعَاتُ :

و رَأَیْتُ أَذْرِعَاتِ بِکَسْرِ التّاءِ بِغَیْرِ تَنْوِین.و حَکَی یَعْقُوبُ فی المُبْدَلِ : یَذْرِعَات ،بالیاءِ لُغَه.قال امْرُؤُ القَیْسِ :

تَنَوَّرتُها مِنْ أَذْرِعَاتِ و أَهْلُهَا

بِیَثْرِبَ أَدْنَی دَارِها نَظَرٌ عَالِی

ص:125


1- (1) و هو قول القزوینی أیضاً.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«بغثه».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«غزا».
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الذارع:الزق هکذا فی اللسان، و هو الذی یقتضیه کلام الشارح و ان کان خلاف ما یقتضیه کلام المصنف ا ه »و فی التهذیب أیضا:الذارع.
5- (5) فی الدیوان و التهذیب:«صفو الفضال»و فی الدیوان و الشاربین.
6- (6) دیوانه ص 40 و صدره: سلافه دنّ أو سلافه ذارع و یروی:«صب منها».
7- (7) دیوان الهذلیین 148/1 بروایه:«و ما إن».

و النَّسْبَهُ أَذْرَعِیُّ بالفَتْحِ ، أَیْ بِفَتْحِ الرّاءِ فَراراً مِن تَوالِی الکَسرَاتِ ،کتَغْلَبِیّ ،و یَثْرَبِیّ ،و شَقَرِیّ ،و نَمَرِیّ .

و أَوْلادُ ذَارِع ،أَوْ ذِرَاعٍ ،بالکَسْرِ:الکِلاَبُ و الحَمِیرُ، أَخَذَهُ من قَوْلِ ابنِ دُرَیْدٍ.و فِیْهِ مُخَالَفَهٌ لِنَصِّ الجَمْهَرَهِ فی مَوْضِعَتَیْن،و أَنا أَسُوقُ لَکَ نَصِّها،لِیَظْهَر لک ذلِکَ ،قَالَ :

یُقَال لِلْکِلابِ :أَوْلادُ ذَارِع ،و أَوْلادُ زَارِع،و أَوْلادُ وازِع، بالذّال و الزّای و الواو،و سَیَأْتِی ذلِکَ فی مَوْضِعِه،و هکَذَا نَقَلَهُ عنه الصّاغانِیّ فی کِتَابَیْهِ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و الذَّرَعُ ،مُحَرَّکَهً :الطَّمَعُ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ:قَوْلَ الرَّاجِزِ:

و قَدْ یَقُودُ الذَّرَعُ الوَحْشِیَّا

قالَ : و الذَّرَعُ أَیْضاً: وَلَدُ البَقَرَهِ الوَحْشِیَّهِ ، زادَ الصّاغَانیّ : ج: ذِرْعَانٌ :بالکَسْرِ، مِثالُ شَبَثٍ و شِبْثَانٍ .قالَ الأعْشَی یَصِفُ ناقَتَه:

کَأَنَّهَا بَعْدَ ما جَدَّ النَّجَاءُ بِهَا

بالشَّیِّطَیْنِ مَهاهٌ تَبْتَغِی ذَرَعَا

و قِیلَ :إِنَّمَا یَکُونُ ذَرعاً إِذا قَوِیَ عَلَی المَشْی،عَنْ ابنِ الأَعْرَابِیّ .

و الذَّرَعُ : النَّاقَهُ الَّتِی یَسْتَتِرُ بها رَامِیِ الصَّیْدِ، و ذلِکَ أَنْ یَمْشِیَ بِجَنْبِها فیَرْمِیَهُ إذا أَمْکَنَهُ ،و تِلْکَ النَّاقَهُ تَسِیبُ أَوَّلاً مَعَ الوَحْشِ حَتَّی تَأْلَفَهَا، کالذَّرِیعَهِ ، و الجَمْعُ ذُرُعٌ ،بِضَمَّتَیْنِ .

قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :سُمِّیَ هذا البَعِیرُ الدَّرِیئَهَ و الذَّرِیعَهَ ، ثُمَّ جُعِلَت الذَّرِیعَهُ مَثَلاً لِکُلِّ شَیْ ءٍ أَدْنَی مِنْ شَیْ ءٍ،و قَرَّبَ منه،و أَنْشَد:

و لِلْمَنِیَّهِ أَسْبَابٌ تُقَرِّبُها

کَما تُقرِّبُ لِلْوَحْشِیَّهِ الذُّرُعُ (1)

و الذَّرُوعُ ، کَصَبُورٍ و أَمِیرٍ:الخَفِیفُ السَّیْرِ،الوَاسِعُ الخَطْوِ البَعِیْدُهُ ، مِنَ الخَیْلِ ، یُقَالُ :فَرسٌ ذَرُوعٌ و ذَرِیعٌ ،بَیِّنُ الذَّرَاعَهِ .و عِبَارَهُ الجَوْهَرِیّ :فَرَسٌ ذَرِیعٌ :وَاسِعُ الخَطْوِ، بَیِّنُ الذَّرَاعَهِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الذَّرُوعُ :الخَفِیفُ السَّیْرِ،و جَمَعَ بَیْنَهُمَا ابنُ سِیدَه. و الذَّرُوعُ : البَعِیرُ، هکذا هو فی النُّسَخِ ،و هو السَّرِیعُ السَّیْرِ:فَلِذَا لَوْ قَال-بَعْدَ قَوْلِه مِنَ الخَیْلِ -:و مِنَ الإِبِلِ ، لَکَان أَشْمَلَ .

و مِن المَجَازِ: الذَّرِیعَهُ ، کسَفِینَهٍ :الوَسِیلَهُ و السَّبَبُ إلی شَیْ ءٍ.یُقَال:فُلاَنٌ ذَرِیعَتِی إلَیْکَ ،أَی سَبَبِی و وُصْلَتِی الَّذِی أَتَسَبَّبُ به إلَیْکَ ،قالَ أَبُو وَجْزَهَ یَصِفُ امْرَأَهً :

طَافَتْ بِها ذَاتُ ألْوانٍ مُشبَّهَه

ذَرِیعَهُ الجِنَّ لا تُعْطِی و لا تَدَعُ

أَرادَ کَأَنَّهَا جِنَیَّهٌ لا یَطْمَع فِیها و لا یَعْلَمها فی نَفْسِها.

کالذُّرْعَهِ ،بالضَّمِّ ، و هذِه عن ابنِ عَبّادٍ.

و المَذَارِعُ مِن الأَرْضِ : النَّوَاحی و مِنَ الوَادِی:

أَضْواجُه (2)،قالَهُ الخَلِیلُ .قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و لم یَجِیءْ بها البَصْرِیّون.

أَو المَذارِع :المَزَالِفُ و البَراغِیلُ ،و هی القُرَی و البِلادُ الَّتِی بَیْنَ الرِّیفِ و البَرِّ کالقَادِسِیَّه و الأَنْبَارِ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و

17- قَالَ الحَسَنُ البَصْرِیّ : فی قَوْلِه تَعالَی: إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ (3)قالَ :«قَوْماً کانُوا بِمَذارِع الیَمَن».

کالمَذَارِیعِ عَلَی القِیَاسِ ،کمِخْلافٍ و مَخالِیفَ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیّ .و قَالَ :کانَ القِیَاسُ هکَذا.

و المَذَارِعُ : قَوَائمُ الدَّابَّهِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ لِلأَخْطَل:

و بِالهَدَایَا إذا احْمَرَّتْ مَذَارِعُها

فِی یَوْمِ ذَبْحٍ و تَشْرِیقٍ و تَنْحَارِ

کالمَذَارِیعِ .و إنَّمَا سُمِّیَت قائِمَهُ الدَّابَه مِذْرَاعاً لأَنَّهَا تَذْرَع بِهَا الأَرْضَ و قِیلَ : مِذْرَعُها :ما بَیْنَ رُکْبَتِها إلی إبْطِها.

و المَذَارعُ : النَّخِیلُ القَرِیبَهُ مِنَ البُیُوتِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ . وَاحِد الکُلِّ مِذْرَاعٌ ، کمِحْرابٍ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الذَّرِیعُ ، کأَمِیر:الشَّفِیعُ .

و الذَّرِیعُ : السَّرِیعُ . یُقَالُ :رَجُلٌ ذَرِیعٌ بالکِتَابَهِ ،أَی سَرِیعٌ ،و قَتْلُ ذَرِیعٌ ،أَی سَرِیعٌ ،و أَکَلَ أکْلاً ذَرِیعاً ،أَیْ سَرِیعاً کَثِیراً.

ص:126


1- (1) البیت للراعی فی دیوانه ص 155 و تخریجه فیه.
2- (2) أضواج الأرض واحدها ضوج،و هی منعطفاتها.
3- (3) سوره البروج الآیه 10. [1]

و الذَّرِیعُ من الأُمُورِ:الوَاسِعُ . و

14- فی الحَدِیثِ : «کانَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله ذَرِیع المَشْیِ ». أَی سَرِیعَهُ ،وَاسِعَ الخَطْوِ.

و مِنَ المَجَازِ: المَوْتُ الذَّرِیعُ هُو السَّرِیعُ الفاشِی الَّذِی لا یَکادُ النَّاسُ یَتَدافَنُون.

و الذَّرِعُ ، کَکَتِفٍ :الطَّوِیلُ اللِّسَانِ بالشَّرِّ.و هُوَ أَیْضاً:

السَّیَّارُ لَیْلاً و نَهَاراً.

و الذَّرِعُ أَیْضاً: الحَسَنُ العِشْرَهِ و المُخَالَطَهِ ،و منه قَوْلُ الخَنْسَاءِ:

جِلْدٌ جَمِیلٌ مُخِیلٌ بَارِعٌ ذَرعٌ

و فی الحُرُوبِ -إذا لا قَیْتَ -مِسْعَارُ

و الذَّرِعَاتُ ،کفَرِحَاتٍ :السَّرِیعَاتُ مِن القَوَائم،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و یُقَالُ : ذَرِعَاتُ الدّابَّهِ :قوائمُها،قال یَزِیدُ بن خَذّاقٍ العَبْدِیُّ :

فآضَتْ کَتَیْسِ الرَّمْلِ تَنْزُو إذا نَزَت (1)

عَلَی ذَرِعَاتٍ یَعْتَلِینَ خُنوسَا

و یُرْوَی:«رَبِذَاتٍ »أَیْ عَلَی قَوَائمَ یَعتَلِینَ مَنْ جاراهُنَّ و هُنّ یَخْنِسْنَ بَعْضَ جَرْیِهِنَّ ،أَی یُبْقِینَ مِنْهُ ،یَقُولُ :لَمْ یَبْذُلْنَ جَمِیعَ مَا عِنْدَهُنَّ مِنَ السَّیْرِ.

و فی العُبَابِ :الذَّرِعَات: الوَاسِعَات الخَطْوِ،البَعِیداتُ الأَخْذِ من الأَرْضِ .

و أَذْرَعَت البَقَرَهُ فهی مُذْرِعٌ ،کما فی الصّحاح: صارَتْ ذاتَ ذَرَعٍ ،أَیْ وَلَدٍ. قالَ اللَّیْثُ :هُنَّ المُذْرِعَات ،أَیْ ذَواتُ ذِرْعَانٍ .

و أَذْرَعَ فی الکَلاَمِ :أَفْرَطَ و أَکْثَرَ فیه، کتَذَرَّعَ و هو مَجَازٌ.

قال الجَوْهَرِیّ :و أُرَی أصْلَهُ مِن مَدَّ الذِّراعِ ،لأَنَّ المُکْثِرَ قَدْ یَفْعَل ذلِکَ ،و مِثْلُه قَوْلُ ابنِ سِیدَه.

و أَذْرَعَ : قَبَضَ بالذِّرَاعِ .و یُقَالُ : أَذْرَعَ ذِرَاعَیْهِ مِنْ تَحْتِ الجُبَّهِ ، أیْ أَخْرَجَهُما و مَدَّهُما، کادَّرَعَهُما،علی افْتَعَلَ ، کادَّکَر مِن الذِکْرِ.قال ابنُ شُمَیْلٍ : و رُوِیَ فی الحَدِیثِ بالوَجْهَیْنِ . و

14- نَصّ الحَدِیث: «أَنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله أَذْرَعَ ذِرَاعَیْه منأَسْفَلِ الجُبَّهِ إذْرَاعاً »و فی حَدِیثٍ آخَرَ:«و عَلَیْه جُمَّازَهٌ فأَذْرَعَ منها یَدَهُ ». أَی أخْرَجها.

و المُذَرَّعُ ، کمُعَظَّم:الَّذِی وُجِیءِ فی نَحْرِه،فسَالَ الدَّمُ عَلَی ذِرَاعهِ . قال عَبدُ اللّه بنُ سَلِمَهَ الغامِدِیّ :

و لَمْ أَرَ مِثْلَها بِأُنَیْفِ فَرْعٍ

عَلَیَّ إذَنْ مُذَّرَعَهٌ خَضِیبُ

و المُذَرَّعُ : الفَرَسُ السابِقُ .أَو أَصْلُهُ هو الَّذِی یَلْحَقُ الوَحْشِیَّ ،و فَارِسُهُ عَلَیْه،فیَطْعَنُهُ طَعْنَهً تَفُورُ بالدَّمِ فتُلَطِّخ ذِرَاعَیِ الفَرَسِ بذلِکَ الدَّمِ ،فَتَکُون عَلاَمَهَ سَبْقِهِ (2).قالَ ابنُ مُقْبِلٍ .

خِلالَ بُیوتِ الحَیَّ مِنْهَا مُذَرَّعٌ

بطَعْنٍ و منها عَاتِبٌ مُتَسَیَّفُ

و المُذَرَّعُ مِنَ الثِّیرَان:ما فِی أَکَارِعِهِ لُمَعٌ سُودٌ.

و المُذَرَّعُ مِنَ النّاسِ : مَنْ أُمُّهُ أَشْرَفُ مِن أَبِیهِ ، و الهَجِینُ :مَنْ أَبُوهُ عَرَبِیُّ و أُمُّه أَمَهٌ ،و أَنْشَد الأَزْهَرِیّ فی التَّهْذِیب:

إذا بَاهِلیٌّ عِنْدَهُ حَنْظَلِیَّهٌ

لَها وَلَدٌ مِنْهُ فَذاک المُذَرَّعُ (3)

قال الجَوْهَرِیّ : کأَنَّهُ سُمِّیَ مُذَرَّعاً بالرَّقْمَتَیْن (4)فی ذِراع البَغْل،لأَنَّهما أَتَتاهُ من ناحِیَهِ الحِمارِ.

و فی اللِّسَانِ :إنَّمَا سُمِّیَ مُذرَّعاً تشْبِیهاً بالبَغْلِ ،لأَنَّ فی ذِرَاعَیْه رَقْمَتَیْنِ کرْقَمَتَیْ ذِرَاعِ الحِمَارِ،نَزَع بهما إلی الحِمَارِ فی الشَّبَهِ ،و أُمُّ البَغْلِ أَکْرَمُ مِنْ أَبِیهِ ،هَکَذَا ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیُّ شَرْحاً للبَیْتِ المُتَقَدِّم.

و المُذَرِّعُ ، کمُحَدِّثٍ :لَقَبُ رَجُلٍ من بَنِی خَفاجَهَ بنِ عُقَیْلٍ ، و کانَ قَتَلَ رَجُلاً مِن بَنِی عَجْلاَنَ ،ثُمَّ أَقَرَّ بقَتْلِهِ ، فأُقِیدَ به، فقِیْلَ لَهُ : المُذَرِّعُ .یقال: ذَرِّع فُلانٌ بکذا،إذا أَقَرّ به.

ص:127


1- (1) صدره فی التهذیب: فأمست کتیس الربل تعدو إذا عدت و فی اللسان [1]تغدو إذا غدت.
2- (2) فی التکمله:فیکون علامهً لسبقه.
3- (3) البیت للفرزدق دیوانه 416/1 و عجزه فیه له ولد منها فذاک المذرع. و معه بیتان آخران و جاء فی الکامل للمبرد 651/2 [2] شاهداً علی قوله: إذا کانت الأم کریمه و الأب خسیساً قیل له المذرّع.
4- (4) الرقمتان واحدتهما رقمه،و هما أثران بباطن الذراعین لا ینبتان الشعر کما فی رغبه الآمل 58/5.

و المُذَرِّعُ : المَطَرُ الَّذِی یَرْسَخُ فی الأَرْضِ قَدْرَ ذِرَاعٍ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و المُذَرَّعَهُ ، کمُعَظَّمَه:الضَّبُعُ فی ذِرَاعِها خُطُوطُ ، صِفَهٌ غالِبَهٌ .قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیِّه:

و غُودِرَ ثَاوِیاً و تَأَوَّبَتْهُ

مُذَرَّعَهٌ أُمَیْمَ لَها فَلِیلُ (1)

و قیل:إنَّمَا سُمِّیَتْ مُذَرَّعَهً بِسَوادٍ فی أَذْرُعِها .

و ذَرَّعَ فُلانٌ بکَذَا تَذْرِیعاً :أَقرَّ بِه، و به لُقِّبَ المُذَرِّعُ الخَفَاجِیّ ،و قَدْ تَقَدَّمَ قَرِیباً.

و من المَجَازِ:سَأَلْتُه عَنْ أَمْرِه فَذَرَّعَ لیْ (2)شَیْئاً من خَبَرِه، أی خَبَّرَنِی به.

و ذَرَّعَ فُلانٌ لبَعیرِهِ : إذا قَیَّدَهُ بِفَضْلِ خِطَامه فی ذِرَاعه ، و قد ذُرِّعَ البَعیرُ،و ذُرِّعَ لهُ :قُیِّدَ فی ذِراعَیْه جَمیعاً.

و فی اللِّسَان،و المُحیط : ذَرَّعَ الرَّجُلُ فی السَّبَاحَه تَذْرِیعاً ،إذا اتَّسَعَ و مَدَّ ذرَاعَیْه .

و ذَرَّعَ بِیَدَیْه فی السَّقْیِ ، هکذا بالقَاف فی سائرِ النُّسَخ،و مثْلهُ فی العُبَابِ و المُحیط ،و الصَّوابُ بالعَیْنِ المُهْمَلَه کما فی اللِّسَان،و ذلکَ إذا اسْتَعانَ بِیَدَیْه عَلَی السَّقْیِ (3)و حَرَّکَهُمَا فیه.

و البَشیرُ، إذا أَوْمأَ بِیَده، یُقَالُ :قَدْ ذَرَّعَ البَشیرُ.و منْهُمْ مَنْ عَمَّ فقالَ : ذَرَّعَ الرَّجُلُ ،إذا رَفَعَ ذِرَاعَیْه ،قالَ :

تُوَمِّلُ أَنْفَالَ الخَمِیس و قَدْ رَأَتْ

سَوَابِقَ خَیْلٍ لَمْ یُذَرِّعْ بَشیرُهَا

و منهُم مَنْ عَمَّ فقالَ : ذَرَّعَ الرَّجُلُ :إذَا رَفَعَ ذِرَاعَیْه مُبَشِّراً أَو مُنْذراً.

و ذَرَّعَ فی المَشْیِ :حَرَّکَ ذرَاعَیْه ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ هکَذا.و فَرَّقَ الصّاغَانِیّ بَیْنَ هذا القَوْلِ و الَّذِی تَقَدَّمَ ،و هُمَا وَاحدٌ،و المُصَنَّف تَبعَ الصّاغَانِیَّ منْ غَیْرِ تَنْبِیهِ ،فَلْیُحْذَرْ منْ ذلکَ .

و الاْنذِراعُ :الانْدفاعُ کالانْدِراعِ و الانْدِراءِ. و الانْذِراعُ فی السَّیْرِ:الانْبِسَاطُ فیه.

و المُذارَعَهُ :المُخَالَطَهُ ، یُقَالُ : ذارَعْتُهُ مُذارَعَهً ،إذا خالَطْتَهُ .

و المُذارَعَهُ : البَیْعُ بالذَّرْعِ یُقالُ :بِعْتُهُ الثَّوْبَ مُذارَعَهً ، أیْ بالذَّرْعِ لا بالعَدِد و الجُزافِ .

و التَّذرُّعُ :کَثْرَهُ الکلامِ و الإفْرَاطُ فیه، نقلهُ الجَوْهَرِیُّ .

و هذا قَدْ تقَدَّم لهُ عنْدَ قوله: أَذْرَع فی الکلامِ :أَفْرَط ، فإعادَتُه ثانیاً تَکْرارٌ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: التَّذَرُّعُ : تشقُّقُ الشَّیْ ءِ شُقَّهً عَلی قَدْرِ الذِّرَاعِ طُولاً.

و قال غیْرُه: التَّذَرُّعُ : تقْدیرُ الشَّیْ ءِ بذِرَاع الیَد. قالَ قَیْسُ بنُ الخَطیمِ الأَنْصَارِیُّ :

تَرَی قِصَدَ المُرّانِ تُلْقَی کَأَنَّهَا

تَذَرُّعُ خِرْصانٍ بِأَیْدی الشَّوَاطبِ

قال الأَصْمَعیّ : تَذَرَّعَ :فُلانٌ الجَرِیدَ:إذا وَضَعَهُ فی (4)ذِرَاعه فشَطَبَهُ .و الخِرْصانُ :أَصْلُها القُضْبانُ من الجَرِید.

و الشَّوَاطبُ :جَمْعُ شَاطبَهٍ ،و هی المَرْأَهُ الَّتی تَقْشِرُ العَسِیبَ ثُمَّ تُلْقِیهِ إلَی المُنَقِّیَهِ ،فتَأْخُذُ کُلَّ مَا عَلَیْهِ بسِکِّینِها،حَتَّی تَتْرُکَهُ رَقِیقاً،ثُمَّ تُلْقِیه المُنَقِّیَهُ إلَی الشاطِبَهِ ثانِیَهً ،فتَشْطُبُهُ عَلَی ذِرَاعِها ،و تَتَذَرَّعُهُ .

و مِنَ المَجَازِ: تَذَرَّعَ فُلانٌ بذَرِیعَهٍ ، أیْ تَوَسَّلَ بوَسِیلَهٍ ، و کَذلِکَ تَذَرَّعَ إلَیْهِ :إذا تَوَسَّلَ .

و تَذَرَّعَتِ الإِبِلُ الکَرَعَ ، أَی الماءَ القَلِیلَ : وَرَدَنْهُ فخَاضَتْهُ بأَذْرُعِها .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: تَذَرَّعَتِ المَرْأَهُ إذا شَقَّت الخُوصَ لنَجْعَلَ مِنْهُ حَصِیراً، و به فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ الخَطِیمِ الأَنْصَارِیّ المُتَقَدِّم.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اسْتَذْرَعَ به أَی بالشَّیْ ءِ: اسْتَتَرَ بهِ و جَعَلَهُ ذَرِیعَهً له.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

حِمَارُ مُذَرَّعٌ لمَکَانِ الرَّقْمَهِ فی ذِرَاعِهِ .

ص:128


1- (1) دیوان الهذلیین 215/1.
2- ((*)) کذا بالأصل و الکویتیه:(إلیّ ).
3- (2) .فی التهذیب و اللسان: [1]فی السعی.
4- (3) فی التهذیب«علی»و الأصل کاللسان. [2]

و أَسَدٌ مُذَرَّعٌ :عَلَی ذِرَاعَیْه دَمُ فَرَائسِه،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

قَدْ یُهْلَکُ الأَرْقَمُ و الفاعُوسُ

و الأَسَدُ المُذَرَّعُ المَنْهوسُ

و التَّذْرِیعُ :فَضْلُ حَبْلِ القَیْدِ یُوثَقُ بالذَّراعِ ،اسْمٌ کالتَّنْبیتِ ،لا مَصْدَر.

و ثَوْبٌ (1)مُوَشَّی الذّراعِ ،أَی الکُمِّ و مُوَشَّی المَذَارِعِ کذلک،جُمِعَ عَلی غَیْرِ وَاحِدِهِ ،کمَلامِحَ و مَحاسِنَ .

و ذَرْعُ کُلِّ شَیْ ءٍ:قَدْرُهُ مِمّا یُذْرَعُ .و نَخْلَهٌ ذَرْعُ رَجُلٍ ، أَیْ قَامَتُهُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : انْذَرَعَ :إذا تَقَدَّمَ .

و ذَرَعَ البَعِیرُ یَدَهُ ،إذا مَدَّهَا فی السَّیْرِ.

و ناقهٌ ذَرَاعَهٌ :بارِعَهٌ .

و یُقَالُ :هذِهِ ناقَهٌ تُذَارِعُ بُعْدَ الطَّرِیقِ ،أیْ تَمُدُّ باعَها و ذِرَاعَها لِتَقْطَعَهُ (2)،و هِیَ تُذَارِعُ الفَلاهَ ،و تَذْرَعُهَا ،إذا أَسْرَعَتْ فِیها کأَنَّهَا تَقِیسُها.قال الشاعِرُ یَصِفُ الإِبِلَ :

و هُنَّ یَذْرَعْنَ الرَّقاقَ السَّمْلَقَا

ذَرْعَ النَّواطِی السُّحُلَ المُرَقَّقَا

و النَّواطِی:النَّواسِج.

و أَذْرَعَ الرَّجُلُ قَیْئَهُ :أَخْرَجَهُ .

و الذَّرْعُ :البَدَنُ .و أَبْطَرَنِی ذَرْعِی :أَبْلَی بَدَنِی،و قَطَعَ مَعاشِی.و أَبْطَرْتُ فُلاناً ذَرْعَهُ :کَلَّفْتُهُ أَکْثَرَ مِنْ طَوْقِهِ .

و ما لِی به ذَرْعٌ ،و لا ذِرَاعٌ ،أَیْ ما لِی بِه طَاقَهٌ .

و رَجُلٌ رَحْبُ الذِّراع (3)،أَی وَاسِعُ القُوَّهِ و القُدْرَهِ و البَطْش.

و کَبُرَ فی ذَرْعِی ،أیْ عَظُمَ وَقْعُه،و جَلَّ عِنْدِی.

و کَسَر ذلِک مِن ذَرْعِی ،أَی ثَبَّطَنِی عَمّا أَرَدْتُهُ .و مِنْ أَمْثَالِهِم:«هو لَکَ عَلی حَبْلِ الذِّراعِ » (4)أیْ أُعَجِّلُهُ لک نَقْداً،و قِیل:هُو مُعَدُّ حاضِرٌ.و الحَبْلُ :عِرْقُ فِی الذِّراعِ .

و تذرَّعَ البَعِیرُ:مَدَّ ذِراعَهُ فی سَیْرِهِ .قال رُؤْبَهُ :

کَأنَّ ضَبْعَیْهِ إذا تَذَرَّعَا

أَبْواعُ مَتَّاحٍ إذا تَبَوَّعَا

و ذَرَّعَهُ تَذْرِیعاً :قَتَلَهُ .

و یُقَالُ :قَتَلُوهُم أَذْرَعَ قتْلٍ ،أَی أَسرَعَه.

و فی نوادِرِ الأَعْرَابِ :أَنْتَ ذَرَّعْتَ بَیْننا هذا،و أَنْت سَجَلْتَهُ (5)،یُرِیدُ سَبَّبْتَهُ .

و الذَّرِیعَهُ :حَلْقهٌ یُتعَلَّمُ عَلیْها الرَّمْی.

و ما أَذْرَعَها !مِنْ بابِ «أَحْنک الشَّاتیْنِ ».

و المِذْرَعُ ،کمِنْبَرٍ:الزَّق الصَّغِیرُ.

و قَوْلُهم:اقْصَدْ بذَرْعِکَ ،أَی ارْبَعْ عَلی نَفْسِک،و لا یَعْدُ بک قَدْرُک.

و ذَرْعِینهُ :من قُرَی بُخارَی.

و أَذْرُعُ أَکبَادٍ:مَوضِعٌ فِی قوْلِ ابْنِ مُقْبِل:

أَمْسَتْ بِأَذْرُعِ أَکْبَادٍ فحُمَّ لها

رَکْبٌ بلِینَهَ أَوْ رَکْبٌ بِسَاوِینا (6)

و أَذْرُعُ ،غیْر مُضافٍ :مَوْضِعُ نَجْدِیّ فی قوْله:

و أَوْقَدْتُ ناراً للرِّعَاءِ (7)بأَذْرُعِ

ذعذع

ذَعْذع المَالَ و غَیْرَه:بَدَّدَه.و قیل:حَرَّکه و فَرَّقه. قال عَلْقمَهُ ابنُ عَبَدَه:

لحَی اللّه دَهْراً ذَعْذَعَ المالَ کُلَّه

و سَوَّدَ أَشْبَاهَ الإماءِ العَوَارِکِ

سَوَّدَ من السُّؤْدُدِ.و ذَعْذَعَهُم الدَّهْرُ:فَرَّقهُم.

و

1- فی حَدِیثِ عَلِیّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : قال لرَجُلٍ :«ما فعَلْتَ

ص:129


1- (1) بهامش المطبوعه الکویتیه:فی اللسان« [1]وثور»و لم یفسره.و الذی فی اللسان [2]دار المعارف-مصر،و ثوبٌ و قد وردت فیه العباره کالأصل.
2- (2) عن اللسان و [3]بالأصل«فتقطعه».
3- (3) فی اللسان:و [4]فی حدیث ابن عوف:قلدوا أمرکم رحب الذراع.. و مثله فی النهایه.
4- (4) هذه العباره و التی بعدها وردتا فی النهایه و اللسان علی أنهما حدیثان.
5- (5) الأصل و اللسان،و [5]فی التهذیب:سحلته.
6- (6) عن معجم البلدان و [6]بالأصل«سادیتا».
7- (7) عن معجم البلدان و [7]بالأصل«الرعاع».

بِإِبِلِک ؟و کانتْ لهُ إِبلٌ کثِیرَهٌ ،فقال: ذَعْذَعَتْها النَّوَائِبُ ، و فرَّقَتْها الحُقُوق،فقالَ :ذلِکَ خَیْرُ سُبُلِها». أَی خَیْرُ ما خَرَجَتْ فِیه.

فَتَذَعْذَعَ ، أَیْ تَبَدَّدَ و تَفَرَّقَ .

و قالَ السِّرَّ الأَزْهَرِیّ :و أَصْلُ الذَّعْذَعَهِ بمَعْنَی التَّفْرِیقِ ،مِن ذَعْذَعَ السَّرَّ ذَعْذَعَهً ، أَو الخَبَرَ، أَیْ أَذَاعَهُ ، فلَمَّا کُرِّرَ اسْتُعْمِلَ ،کما قالُوا مِنْ إِناخَهِ البَعِیرِ:نَخْنَخَ بَعِیرَهُ فَتَنَخْنَخَ (1).

و ذَعْذعَتِ الرِّیحُ الشَّجَرَ:حَرَّکَتْهُ تَحْرِیکاً شَدِیداً، عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و کَذلِکَ ذَعْذَعَتِ الرِّیْحُ التُّرَابَ ،إِذا ذَرَتْهُ و سَفَتْهُ ، کُل ذلِکَ مَعْنَاه وَاحِدٌ.قال النّابِغَهُ :

غَشِیتُ لَها مَنازِلَ مُقْوِیَاتٍ

تُذَعْذِعُها مُذَعْذِعَهٌ حَنُونُ

و یُرْوَی:«تُعَفِّیها مُذَعْذِعَهٌ ».

و الذِّعَاعُ ، کسَحابِ : الفِرْقُ ،الوَاحِدُ ذَعَاعَهٌ کسَحَابَهٍ ، کما فی الصّحاح.

و الذَّعَاعَه من النَّخْلِ :رَدِیئُهُ ، و هو ما تَفَرَّقَ مِنْهُ ، کذَعَاذِعِهِ . قال طَرَفَهُ بنُ العَبْد.

و عَذَارِیکُمْ مُقَلِّصَهٌ

فِی ذَعاعِ النَّخْلِ تَجْتَرِمُه

قال الأَزْهَرِیّ :قَرَأْتُ هذا البَیْتَ بخَطِّ أَبِی الهَیْثَمِ :«فی ذَعَاعِ النَّخْلِ »بالذَّالِ المُعْجَمَه،قالَ :و الدّالُ المُهْمَلَهُ تَصْحِیفُ .

قالَ : و یُقَالُ :الذَّعاعُ : ما بَیْنَ النَّخْلَهِ إِلَی النَّخْلَهِ (2)و یُضَمُّ ، و مِنْهُم مَنْ جَعَل إِهْمَالَ الدَّالِ لُغَهً ،و قد تَقَدَّم ذلِکَ .

و رَجُلٌ ذَعْذاعٌ :مِذْیَاعُ للسِّرِّ نَمّامٌ ،لا یَکْتُم السِّرَّ من ذَعْذَعَهِ السِّرِّ:إذاعَتُه.

و مُذَعْذَعٌ ،کمُعَظَّمٍ :دَعِیُّ . و منه

6- حَدِیثُ جَعْفَر الصادِقِ رَضِیَ اللّه عَنْه: «لا یُحِبُّنا-أَهْلَ البَیْتِ - المُذَعْذَعُ »قالُوا:و ما المُذَعْذَعُ ؟قالَ :«وَلَدُ الزِّنا». کذَا فی النِّهَاَیَهِ ،و قَدْ أَنْکَرَ الأَزْهَرِیُّ المُذَعْذَع بمَعْنَی الدَّعِیّ ،و قَالَ :لَمْ یَصِحَّ عِنْدِی مِن جِهَهِ مَنْ یُوثَقُ به. أَو الصَّوابُ مُزَعْزَع بزاءَیْن، هکَذَا هو فِی العُبَابِ رَسْماً لا ضَبْطاً.و الَّذِی فی اللِّسَانِ نَقْلاً عن الأَزْهَرِیّ :و الصَّوابُ مُدَغْدَغٌ ،بالغَیْن المُعْجَمَه.و أَزَال الإِشْکالَ الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَهِ ،حَیْثُ ضَبَطَهُ فقالَ :

و الصَّوابُ بدَالَیْنِ مُهْمَلَتَیْنِ ،و غَیْنَیْنِ مُعْجَمَتَیْنِ ،و قَدْ وَهِمَ المُصَنِّفُ فی ضَبْطِهِ بزاءَیْنِ ،فتَأَمَّلْ .

قال الجَوْهَرِیّ : و رُبَّما قالُوا: تَفَرَّقُوا ذَعَاذِعَ ،أَی هاهُنَا، و هاهُنا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَذَعْذَعَ البِنَاءُ:تَفَرَّقَتْ أَجْزَاؤُه،قالَهُ ابنُ بَرَّیّ .قالَ رُؤْبَهُ :

بادَتْ و أَمْسَی خَیْمُها تَذَعْذَعا

و تَذَعْذَع شَعرُهُ :إِذا تَشَعَّثَ و تَمَرَّطَ .

ذلع

الأَذْلَعِیُّ ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال الخارْزَنْجِیّ :

هو الضَّخْمُ من الأَیُور،الطَّوِیلُ ،و لَیْس بتَصْحِیفٍ ، نَصّ الخارْزَنْجِیّ فی تَکْمِلَهِ العَیْن: الأَذْلَعِیّ :وَصْفُ للذَّکَرِ إِذا کانَ فِیه شِبْهُ وَرَمٍ .قالَ :و حُکِیَ بالغَیْنِ مُعْجَمَهً ،و بالدَّالِ و العَیْنِ غَیْرَ مُعْجَمَتَیْنِ أَیْضاً.و قال الأَزْهَرِیّ :قالَ بَعْضُ المُصَحَّفِین: الأَذْلَعِیّ ،بالعَیْن:الضَّخْمُ من الأُیورِ الطَّوِیلُ .

قالَ :و الصَّوابُ الأَذْلَغِیّ ،بالغَیْنِ المُعْجَمَه لا غَیْر،و هکَذَا حَکَی الصّاغَانِیّ أَیْضاً بتَصْحِیفِهِ ،فقَوْلُ المُصَنَّفِ :«و لَیْسَ بَتَصْحِیفٍ »،مَحَلُّ نَظَرٍ،فإنَّ الخَارْزَنْجِیّ لَیْسَ بِثِقَهٍ عِنْدَهُم، و إِیّاهُ عَنَی الأَزْهَرِیّ بقَوْله:قالَ بَعضْ المُصَحِّفِینَ .فَتَأَمّلْ .

ذوع

الذَّوْعُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال الخَارْزَنْجِیّ :هو الاجْتِیَاحُ و الاسْتِئْصالُ ،و قَدْ ذُعْنَا مالَهُ ذَوعاً : اجْتَحْناهُ ، قالَ : و أَرَی قَوْلَهُم: أَذاعَ النَّاسُ بِمَا فِی الحَوْضِ ، إِذا شَرِبُوهُ .و کَذا أَذاعَ بِمَتاعِهِ إِذا ذَهَبِ به، و هُمَا مِن الذَّوْعِ .

قُلْتُ :و قد خالفَ الخارْزَنْجِیُّ هُنا الأَئِمَّهَ ،و قَدْ ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ : أَذاعَ النّاسُ بما فِی الحَوْضِ :إِذا شَرِبُوه کُلَّه فی«ذ ی ع»و هو قَوْلُ أَبِی زَیْدٍ،و نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ أَیْضاً فی «ذ ی ع»و هو قَوْلُ الثّانِی:تَرَکْتُ مَتاعِی بمَکانِ کَذَا فَأَذاع به النّاسُ ،أَیْ ذَهَبُوا به.و کُلُّ مَا ذُهِبَ بِهِ فقَدْ أذِیعَ به،

ص:130


1- (1) عباره الأزهری فی التهذیب«ذع»97/1 قلت:و أصله من باب ذاع یذیع و أذعته أنا،فنقل الی المکرر المضاعف،کما یقال:نخنخ بعیره فتنخنخ من الإناخه.
2- (2) فی التهذیب و اللسان:ما بین النخلتین.

مَحَلّ ذِکْرِه«ذ ی ع»و کِلاهُما من المَجَازِ،کأَنهما مَأْخُوذانِ مِنْ إِذاعَهِ الخَبَرِ،و هُو إِظْهَارُه و إِفْشَاؤُه،فیَذْهَبُ کُلَّ مَذْهِب، و المُصَنِّف دائماً یَتَبَّعُ مِثْلَ هذِهِ الشَّواذِّ،و یَتْرُکُ ما هُوَ الصَّحِیحُ المُطَّرِدُ،فتَأَمَّل.

ذیع

ذاعَ الشَّیْ ءُ و الخَبَرُ یَذِیعُ ذَیْعاً و ذُیُوعاً بالضَّمِّ و ذَیْعُوعَه ، کَشَیْخُوخَهٍ و ذَیَعَاناً ،مُحَرَّکَهً : فَشا،و انْتَشَر.

و المِذْیَاعُ بالکَسْرِ:مَنْ لا یَکْتُم السِّرَّ، أَو مَنْ لا یَسْتَطِیعُ کَتْمَ خَبَرِهِ ،و الجَمْعُ المَذَاییعُ .و مِنْهُ

1- قولُ عَلِیَّ رَضِیَ اللّه عِنْهُ -فی صِفَهِ الأَوْلِیَاءِ: -«الأَوْلِیَاءُ لَیْسُوا بالمَذایِیع البُذُرِ».

و قِیلَ :أَرادَ لا یُشِیعُونَ الفَواحِشَ .و هو بِنَاءُ مُبَالَغَه،و یُقَالُ :

فُلانٌ لِلأَسْرارِ مِذْیَاعٌ ،و للأَسْبَابِ مِضْیَاعُ .

و أَذاعَ سِرَّهُ ،و بِه:أَفْشاهُ و أَظْهَرَهُ ،أَوْ نادَی به فی النّاس، و به فَسَّر الزَّجّاجُ قَوْلَهُ تَعالَی: وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ (1)أَی أَظْهَرُوهُ و نَادَوْا به فی النّاسِ ،و أَنْشَدَ.

أَذَاعَ به فی النّاسِ حَتَّی کَأَنَّهُ

بعَلْیَاءَ نارٌ أَوْقِدَتْ بِثَقُوبِ

و أَذاعَتِ الإِبِلُ ،أَو القَوْمُ ما فی الحَوْضِ ،و بما فی الحَوْضِ إِذاعَهً ،أَیْ شَرِبُوه کُلَّه،کَما فی الصّحاح،أَوْ شَرِبُوا ما فیه، کما فی اللِّسَان.

و أَذاعَ النّاسُ بمَالِیّ :ذَهَبُوا به و کُلُّ ما ذُهِبَ به فَقَدْ أَذِیعَ به.و مِنْهُ بَیْتُّ الکِتابِ (2).

رَبْعٌ قَواءُ أَذاعَ المُعْصِراتُ به

أَی أَذْهَبتْه و طَمَسَتْ مَعَالِمَه.و منه قَوْل الآخَر:

نَوَازِلُ أَعْوَامٍ أَذاعَتْ بخَمْسَهٍ

و تَجْعَلُنِی-إِنْ لَمْ یَقِ اللّه-سادِیَاً

وَاوِیَّهٌ یائِیَّهٌ . الصَّوَاب أَنَّهَا یَائیَّهٌ .

و الذّوْعُ الَّذِی اسْتَدْرَکه الخارْزَنْجِیُّ مَنْظُورٌ فِیه،لِأَنَّهُ لَیْسَ بِثِقَهٍ عِنْدَهُمْ .*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

ذاعَ الجَوْرُ:انْتَشَرَ.

و ذَاعَ الجَرَبُ فی الجِلْدِ،إِذا عَمَّ و انْتَشَرَ،و هو مَجَازٌ.

فصل الراءِ مع العین

ربع

الرَّبْعُ :الدّارُ بعَیْنِهَا حَیْثُ کانَتْ ، کما فی الصّحاح.و أَنشد الصّاغَانِیّ لزُهَیْرِ بنِ أَبِی سُلْمَی:

فلَمّا عَرَفْتُ الدّارَ قُلْتُ لرَبْعِها

أَلاَ انْعَمْ صَباحاً أَیُّهَا الرِّبْعُ و اسْلَم

قال الجَوْهَرِیّ : ج: رِباعٌ بالکَسْرِ، و رُبُوعٌ ، بالضَّمِّ ، و أَرْبَعُ ، کأَفْلُسٍ ، و أَرْبَاعُ ، کزَنْدٍ و أَزْنَادٍ.شاهد الرِّبُوع قَوْلُ الشِّمَاخِ :

تُصِیبُهُمُ و تُخْطِئُنِی المَنَاَیَا

و أَخْلُفُ فِی رُبُوعٍ عَنْ رُبُوعِ

و شاهِدُ الأَرْبُعِ قَوْلُ ذِی الرُّمَّه:

أَلِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّوَاتِی کَأَنَّها

بَقِیَّهُ وَحْیٍ فی بُطُونِ الصَّحَائِفِ

و الرِّبْعُ : المَحَلَّه. یُقالُ :ما أَوْسَع رُبْعَ فُلانٍ .نقله الجَوْهَرِیّ .

و الرِّبْعُ : المَنْزِلُ و الوَطنُ ،مَتی کان،و بِأَیِّ مَکانٍ کان (3)،کُلُّ ذلِک مُشتَقٌّ من رَبَعَ بالمَکَانِ یَرْبَع رَبْعاً ،إِذا اطمَأَنَّ ،و الجَمْعُ کالجَمْعِ ،و مِنْهُ

14- الحَدِیثُ (4): «و هَلْ تَرَک لَنا عَقِیلٌ مِنْ رَبْع »و یُرْوَی:مِنْ رِبَاعٍ . أَرادَ به المَنْزِلَ و دَارَ الإِقامَهِ .و

14- فی حَدِیثِ عائِشهَ رَضِیَ اللّه عَنْها: «أَنَّها أَرادَتْ بَیْعَ رِبَاعِها ». أَی مَنازِلها.

و الرِّبْعُ : النَّعْشُ ، یُقَالُ :حَمَلْتُ رَبْعَهُ ،أَیْ نَعْشهُ .و یُقَالُ أَیْضاً: رَبَعَهُ اللّه،إِذا نَعَشهُ .و رَجُلٌ مَرْبُوعٌ ،أَیْ مَعْنُوشٌ .

مُنَفَّسٌ عَنه.و هو مَجَازٌ.

و الرِّبْعُ : جَمَاعَهُ النّاسِ . و قال شِمرٌ: الرُّبُوعُ :أَهْلُ المَنَازِلِ .و به فُسِّرَ قوْلُ الشَّمّاخ المُتقدَّم.

ص:131


1- (1) سوره النساء الآیه 83. [1]
2- (2) یقصد به کتاب سیبویه،و البیت فیه 142/1 و عجزه. و کلّ حیران سار ماؤه خضلُ و نسبه بحواشیه لعمر بن أبی ربیعه،و لیس فی دیوانه.
3- (3) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
4- (4) اللسان:و [2]فی حدیث أسامه:قال له علیه السلام:و هل...

و أَخْلُفُ فی رُبُوعٍ عنْ رُبُوعٍ

أَیْ فی قَوْمٍ بَعْدَ قَوْمٍ .و قال الأَصْمَعِیّ :یُرِیدُ فی رَبْعٍ من أَهْلِی،أَیْ فی مَسْکَنِهم.

و قال أَبو مالِکٍ : الرَّبْعُ ،مِثْلُ السَّکَنِ ،و هُمَا أَهْلُ البَیْتِ ، و أَنْشَد:

فإِنْ یَکُ رَبْعُ مِنْ رِجالِی أَصابَهُمْ

مِن اللّه و الحَتْمِ المُطِلَّ شعُوبُ

و قال شَمْرٌ: الرِّبْعُ :یَکُونُ المَنْزِلَ ،و یَکُونُ أَهْلَ المَنْزِلِ .

قالَ ابنُ بَرِّیّ :و الرِّبْعُ أَیْضاً:العَدَدُ الکَثِیرُ.

و الرِّبْعُ : المَوْضِعُ یَرْتَبِعُونَ فیه فی الرَّبِیعِ خاصَّهً ، کالمَرْبَع کمَقْعَدٍ، و هو مَنْزِلُ القَوْمِ فی الرَّبِیعِ خاصَّهً .

تَقُولُ :هذِه مَرَابِعُنا و مَصَایِفُنَا،أَیْ حَیْثُ نَرْتَبعُ و نَصِیفُ ،کما فی الصحّاح.

و الرِّبْعُ : الرَّجُلُ المُتَوَسِّطُ القامَهِ بَیْنَ الطُّولِ و القِصَرِ، کالمَرْبُوعِ و الرَّبْعَه ، بالفَتْح و یُحَرَّکُ ،و المِرْبَاعِ کمِحْرابِ ، ما رَأَیْتُه فی أُمِّهاتِ اللُّغَهِ إِلاّ صاحِب المُحِیط ،ذَکَرَ«حَبْلُ مِرْبَاعٌ بمَعْنَی مَرْبُوعٍ »فَأَخَذَه المُصَنِّفُ و عَمَّ به، و المُرْتَبِعِ مَبْنِیَّا للفاعِلِ و للمَفْعُولِ ، و بِهِمَا رُوِیَ قَوْلُ العَجّاج:

رَباعِیاً مُرْتَبعاً أَو شَوْقَبَا

و قد ارْتَبَعَ الرَّجُلُ ،إِذا صَارَ مَرْبُوعَ الخِلْقَهِ .و

14- فی الحَدِیثِ : کان النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آله و سلم أَطْوَلَ من المَرْبُوعِ ،و أَقْصَرَ مِنَ المُشَذَّبِ » (1). و

14- فی حَدِیثِ أُمَّ مَعْبَدٍ رَضِیَ اللّه عَنْهَا: «کَانَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و آل و سلم رَبْعَهً ،لا یَأْسَ مِنْ طُولٍ ،و لا تَقْتَحِمُه عَیْنٌ مِنْ قِصَرٍ». أَیْ لَمْ یَکُنْ فی حَدِّ الرَّبْعَه غَیْرَ مُتَجَاوِزٍ لَهُ ،فجَعَلَ ذلِکَ القَدْرَ مِنْ تَجَاوُز حَدَّ الرَّبْعَه عَدَمَ یَأْسٍ مِنْ بَعْضِ الطُّولِ ،و فی تَنْکِیرِ الطُّولِ دَلِیْلٌ علی مَعْنَی البَعْضِیَّهِ ، و هِیَ رَبْعَهٌ أَیضاً بالفَتح و التَّحْرِیکِ ،کالمُذَکَّر و جَمْعُهُمَا (2)جَمِیعاً رَبْعاتُ بسُکُونِ الباءِ،حکاهُ ثَعْلَبُ عَنِ ابن الأَعْرَابِیّ ، و رَبَعَاتٌ ، مُحَرَّکَهً ، و هو شاذٌّ،لأَنَّ فَعْلَهً إِذا کانَتْ صِفَهً لا تُحَرَّکُ عَیْنُهَا فی الجَمْع و إِنَّمَا تُحَرَّکُ إِذا کانَت اسْمًا،و لمتَکُنِ العَیْنِ ، أَیْ مَوْضِعُ العَیْنِ وَاواً أَو یَاءَ، کما فی العُبَاب و الصّحاح.

و فی اللِّسَآن:و إِنَّمَا حَرَّکوا رَبعَاتٍ ،و إِنْ کانَ صِفَهً ،لأَنَّ أَصْلَ رَبْعَه اسْمٌ مُؤَنَّثٌ وَقَعَ عَلَی المُذَکَّرِ و المُؤَنَّثِ ،فوُصِفَ به (3).

و قال الفَرّاءُ:إِنَّمَا حُرِّکَ رَبَعَاتٌ لِأَنه جاءَ نَعْتاً للْمُذَکَّرِ و المُؤَنَّثِ ،فکأَنَّهُ اسْمُ نُعِتَ بِهِ .

و قالَ الأَزْهَرِیّ :خُولِفَ به طَرِیقُ ضَمْخمَهٍ و ضَخْماتٍ ، لاِسْتِواءِ نَعْتِ الرَّجُلِ و المَرْأَهِ فی قَوْلِهِ :رَجُلٌ رَبْعَهٌ و امْرَأَهٌ رَبْعَهٌ ،فصارَ کالاسْمِ ،و الأَصلُ فی باب فَعْلَه من الأَسْمَاءِ -مِثْلِ :تَمْرَهٍ و جَفْنَهٍ -أَنْ یُجْمَعَ علی فَعَلاتٍ ،مِثْل تَمَرَاتٍ و جَفَنَاتٍ ،و ما کانَ مِنَ النُّعُوتِ عَلَی فَعْلِهِ ،مَثْلُ شاهٍ لَجْبَهٍ ، و امْرَأَهٍ عَبْلَهٍ ،أَنْ یُجْمَعَ علی فَعْلاتٍ بسُکُونِ العَیْنِ ،و إِنَّمَا جُمِعَ رِبْعَهٌ علی رَبَعَاتٍ -و هُوَ نَعْتُ -لأَنَّهُ أَشْبَه الأَسْمَاءَ لاسْتِواءِ لَفْظِ المُذَکَّرِ و المُؤنَّثِ فی وَاحِدِهِ .قالَ و قال الفَرَّاءُ:مِن العَرَبِ مَنْ یَقُولُ :امْرَأَهٌ رَبْعَهٌ ،و نِسْوَهٌ رَبْعَاتُ ، و کَذلِکَ رَجُلُ رَبْعَهُ و رِجَالُ رَبْعُون ،فَیْجْعَلُه کسَائرِ النُّعُوتِ .

و قال ابن السِّکّیت: رَبَعَ الرَّجُلُ یَرْفَعُ ، کمَنَعَ :وَقَفَ و انْتَظَرَ و تَحَبَّس، و لَیْسَ فی نَصِّ ابنِ السِّکِّیت:انْتَظَرَ،علی ما نَقَلَهُ الجَوْهَرِی و الصّاغَانِیّ و صاحِبُ اللِّسَانِ و مِنْهُ قَوْلُهُمْ :

ارْبَعْ عَلَیْکَ ،أَو ارْبَعْ عَلَی نَفْسِکَ ،او ارْبَعْ عَلَی ظُلْعِکَ ، أَیْ ارْفُق بِنَفْسِکَ ،و کُفَّ ،کما فی الصّحاح،و قِیلَ :مَعْنَاهُ انْتَظِرْ.قال الأَحْوَصُ :

ما ضَرَّ جِیرانَنَا إِذا انْتَجَعُوا

لَوْ أَنَّهُمْ قَبْلَ بَیْنِهِمْ رَبَعُوا

و فی المُفَرداتِ :و قَوْلُهُم: ارْبَعَ عَلَی ظَلْعِکَ ،یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مِنَ الإِقَامَهِ ،أَیْ أَقِمْ عَلَی ظَلْعِکَ ،و[یجوز] (4)أَنْ یَکُونَ مِنْ رَبَعَ الحَجَرَ.أَی تَنَاوَلْهُ عَلَی ظَلْعِک (5)انتهی.

ص:132


1- (1) المشذّب:الطویل البائن.و المعنی أنه لم یکن مفرط الطول،و لکن کان بین الربعه و المشذّب.
2- (2) فی القاموس:« [1]جمعهما»بسقوط الواو قبلها.
3- (3) فی المحکم: [2]فوصفا.
4- (4) زیاده عن المفردات للراغِب.
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه،«قوله:أی تناوله علی ظلعک،عباره، اللسان [3]فی ماده ظلع،و قیل:أصل قوله:أَربع علی ظلعک من ربعت الحجر:إذا رفعته،أَی أرفعه بمقدار طاقتک.هذا أَصله،ثم صار المعنی:أرفق علی نفسک فیما تحاوله ا ه -».

و

16- فی حَدِیثِ سُبَیْعَهَ الأَسْلَمِیَّه: « ارْبَعِی بِنَفْسِک»و یُرْوَی:عَلَی نَفْسِکَ . و لَهُ تَأوِیلانِ .

أَحَدِهما:بمَعْنَی تَوَقَّفِی و انْتَظِری تَمَامَ عِدَّهِ الوَفَاهِ عَلَی مَذْهَبِ مَنْ یَقُول:عِدَّتُها أَبْعَدُ الأَجَلَیْنِ .و هُوَ مَذْهَبُ عَلِیُّ و ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُم.

و الثّانِی،أَنْ یَکُون مِن رَبَعَ الرَّجُلُ ،إِذا أَخْصَبَ ، و المَعْنَی:نَفَّسِی عَنْ نَفْسِکِ و أَخْرَجِیهَا عَنْ (1)بُؤْسِ العِدَّهِ و سُوءِ الحالِ ،و هذا علی مَذْهَبِ مَنْ یَرَی أَنَّ عِدَّتَهَا أَدْنَی الأَجَلَیْنِ ،و لهذا قالَ عُمَرُ:إِذا وَلَدَتْ و زَوْجُهَا عَلَی سَرِیرِه -یَعْنِی لَمْ یُدْفَنْ -جازَ أَنْ تَتَزَوَّجَ .

و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «فإِنَّهُ لا یَرْبَعُ عَلَی ظَلْعِکَ مَنْ لا یَحْزُنُهُ أَمْرُکَ ». أَیْ لا یَحْتَبِسُ عَلَیْکِ و یَصْبِر إِلاَّ مَنْ یُهِمُّهُ أَمْرُکَ .

و فی المَثَلِ (2): «حَدِّثْ حَدِیثَیْنِ امْرَأَهً ،فإِنْ أَبَتْ فَارْبَعْ » أَیْ کُفَّ .و یُرْوَی بِقَطْعِ الهَمْزَهِ ،و یُرْوَی أَیْضاً:« فأَرْبَعَه »أَی زِدْ،لأَنَّهَا أَضْعَفُ فَهْماً،فإِنْ لَمْ تَفْهَمْ فاجْعَلْها أَرْبَعَه ،و أَرادَ بالحَدِیثَیْنِ حَدِیثاً وَاحِداً تَکَرَّرُهُ مَرَّتَیْنِ ،فکَأَنَّکَ حَدَّثْتَها بِحَدِیثَیْنِ .قال أَبو سَعِیدٍ:فإِنْ لَمْ تَفْهَمْ بَعْدَ الأَرْبَعَهِ فالمِرْبَعَه،یَعْنِی العَصَا.یُضْرَبُ فِی سُوءِ السَّمْع و الإِجابَهِ (3).

و رَبَعَ یَرْبَعُ رَبْعاً : رَفَعَ الحَجَرَ بالیَدِ و شالَهُ :و قِیلَ :حَمَلَهُ امْتِحَاناً للْقُوَّهِ ، قالَ الأَزْهَرِیّ :یُقَالُ ذلِکَ فی الحَجَرِ خاصَّهً .

و مِنْهُ

14- الحَدِیثُ : «أَنَّهُ مَرَّ بقَوْمٍ یَرْبَعُونَ حَجَرَاً فقالَ :ما هذا؟ فقالُوا:هذا[حَجَرُ] (4)الأشِدّاءِ.فقالَ :أَلا أُخْبِرُکُمْ بأَشَدِّکُمْ ؟مَنْ مَلَکَ نَفْسَهُ عِنْدَ الغَضَبِ ».و فی رِوَایَهٍ :«ثُمَّ قالَ :عُمّالُ اللّهِ أَقْوَی مِنْ هؤلاءِ».

و رَبَعَ الحَبْلَ و کَذلِکَ الوَتَرَ: فَتَلَهُ مِنْ أَرْبَع قُوًی،أَی طَاقَاتٍ یُقَالُ :حَبْلٌ مَرْبُوعٌ و مِرْبَاعٌ ،الأَخِیرَهُ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و وَتْرٌ مَرْبُوعٌ ،و مِنْهُ قَوْلُ لَبیدٍ:

رَابِطُ الجَأْشِ عَلَی فَرْجِهِمُ

أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْبُوعٍ مِتَلّ

قِیلَ :أَیْ بِعِنانٍ شَدِیدٍ مِنْ أَرْبَعِ قُوًی،و قِیلَ :أَرادَ رُمْحاً، و سَیَأْتِی.و أَنْشَدَ اللَّیْثُ عَنْ أَبِی لَیْلَی:

أَتْرَعَهَا تَبَوُّعاً وَ متَّا

بالمَسَدِ المَرْبُوعِ حَتَّی ارْفَتّا

التَّبَوُّعُ :مَدُّ الباعِ .و ارْفَتَّ :انْقَطَعَ .

و رَبَعَتِ الإِبِلُ تَرْبَعُ رَبْعاً : وَرَدَت الرَّبْعَ ، بالکَسْرِ، بِأَنْ حُبِسَتْ عَنِ الماءِ ثَلاثَهَ أَیّامٍ ،أَوْ أَرْبَعَهً ،أَو ثَلاثُ لَیال، وَ وَرَدَتْ فی الیَوْمِ الرّابعِ .

و الرَّبْعُ :ظِمْ ءٌ مِنْ أَظْمَاءِ الإِبِلِ ،و قد اخْتُلِفَ فِیهِ ،فَقِیلَ :

هو أَنْ تُحْبَسَ عَنِ الماءِ أَرْبَعاً ،ثُمَّ تَرِد الخامِسَ ،و قِیلَ :هو أَنْ تَرِدَ الماءَ یَوْماً و تَدَعَهُ یَوْمَیْنِ ،ثُمَّ تَرِد الیَوْمَ الرّابِع ،و قِیل:

هو لِثَلاثِ لَیَالٍ و أَرْبَعَهِ أَیّامٍ .و قَدْ أَشَارَ إِلَی ذلِکَ المُصَنَّفُ فی سِیَاقِ عِبَارَتِهِ مَعَ تَأَمُّلٍ فِیهِ .

و هِیَ إِبِلٌ رَوابِعُ ، و کَذلِکَ إِلَی العِشْرِ.و اسْتَعَارَهُ العَجّاج لِوِرْدِ القطَا،فقال:

و بَلْدَهٍ یُمْسِی قَطاها نُسَّسَا

رَوابِعاً و قدْرَ رِبْعِ خُمَّسَا

و رَبَعَ فُلانٌ یَرْبَعُ رَبْعاً : أَخْصَبَ ، مِن الرَّبِیعِ .و به فَسَّرَ بَعْضٌ حَدِیثُ سُبَیْعَهَ الأَسْلَمِیَّهِ ،کما تَقَدَّمَ قَرِیباً.

و عَلَیْه الحُمَّی:جاءَتْهُ رِبْعاً ،بالکَسْرِ،و قَدْ رُبِعَ ،* کعُنِیَ ،و أُرْبَعَ بالضَّمَّ ،فهو مَرْبُوعٌ و مُرْبَعٌ (5)و هی أَی الرَّبْعُ من الحُمَی أَنْ تَأْخُذَ یَوْماً و تَدَعَ یَوْمَیْنِ ثُمَّ تَجِیءَ فِی الیَوْمِ الرّابعِ قالَ ابْنُ هَرْمَهَ :

لَثِقاً تُجَفْجِفُهُ الصبا و کَأَنَّهُ

شاکٍ تَنَکّرَ وِرْدُهُ مَرْبوعُ

و أَرْبَعَتْ عَلَیْهِ الحُمَّی:لُغَهٌ فی رَبَعَت ،کَما أَنَّ أَرْبَعَ لُغَهٌ فی رُبْعَ .قال أُسَامَهُ الهُذَلیّ .

ص:133


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان:« [2]من بؤس».
2- (2) فی النهایه و [3]اللسان:و [4]فی حدیث شریح:حدّث امرأه حدیثین.
3- (3) و قیل:یضرب للبلید الذی لا یفهم ما یقال له،أی کرر القول علیها أربع مرات.النهایه.
4- (4) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
5- (5) ما بین معقوفتین زیاده عن القاموس،و [5]قد نبه الی هذا السقط بهامش المطبوعه المصریه.

إِذا بَلَغُوا مِصْرَهُمْ عُوجِلُوا

مِنَ المَوْت بالهِمْیَغِ (1)الذّاعِطِ

مِنَ المُرْبِعِینَ و مِنْ آزِلٍ

إذا جَنَّهُ اللَّیْلُ کالنّاحِطِ

و یُقَالُ : أَرْبَعَتْ عَلَیْهِ :أَخَذَتْه رِبْعاً .و أَغَبَّتْهُ :أَخَذَتْهُ غِبَّا.

و رَجُلٌ مُرْبعٌ و مُغِبُّ ،بِکَسْرِ الباءِ.قالَ الأَزْهَرِیُّ :فقیلَ لَهُ :

لِمَ قُلْتَ : أَرْبَعَتِ الحُمَّی زَیْداً،ثُمَّ قُلْتَ :مِنَ المُرْبِعِین ، فجَعَلْتَه مَرَّهً مَفْعُولاً وَ مَرَّهً فاعِلاً؟فقالَ :یُقَالُ : أَرْبَعَ الرَّجلُ أَیْضاً.قالَ الأَزْهَرِیّ :کَلامُ العَرَبِ أَرْبَعَتْ عَلَیْهِ الحُمَّی، و الرَّجُلُ مُرْبَعٌ ،بِفَتْحِ الباءِ.و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : أَرْبَعَتْهُ الحُمَّی،و لا یُقَالُ : رَبَعَتْهُ .

و رَبَعَ الحِمْلَ یَرْبَعُهُ رَبْعاً ،إذا أَدْخَلَ المِرْبَعَهَ تَحْتَهُ ، و أَخَذَ بطَرَفِها، و أَخَذَ آخَرُ بطَرَفِها الآخَرِ،ثُمَّ رَفَعاهُ عَلَی الدَّابَّه. قالَ الجَوْهَرِیّ : فإِنْ لم تَکُنْ مِرْبَعَهٌ أَخَذَ أَحَدُهما بیَدِ صاحِبِهِ ، أَیْ تَحْتَ الحِمْلِ حَتَّی یَرْفَعاهُ عَلَی البَعِیرِ، و هی المُرَابَعَهُ . و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :

یا لَیْتَ أُمَّ العَمْرِ کَانَتْ صاحِبِی

مَکَانَ مَنْ أَنْشَا عَلَی الرَّکَائِبِ

و رابَعَتْنِی تَحْتَ لَیْلٍ ضارِبِ

بِسَاعِدٍ فَعْمٍ و کَفَّ خاضِبِ

أَنْشَا:أَصْلُهُ أَنْشَأَ،فلَیَّنَ الهَمْزَهَ للضَّرُورَهِ .و قالَ أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ فی«الیَواقِیتِ »:أَنْشَا:أَی أَقْبَلَ .

و رَبَعَ القَوْمَ یَرْبَعُهُمْ رَبْعاً : أَخَذَ رُبْعَ أَمْوَالِهِم، مِثْل عَشَرَهُمْ عَشْراً.

و رَبَعَ الثَلاثَهَ :جَعَلَهُمْ بِنَفْسِهِ أَرْبَعَهً و:صارَ رابِعَهُمْ یَرْبُعُ و یَرْبِعُ و یَرْبَعُ ، بالتَّثْلِیثِ فِیهِما، أَیْ فی کُلَّ مِنْ رَبَعَ القَوْمَ ، و الثَّلاثَهَ .

و رَبَعَ الجَیْشَ ، إذا أَخَذَ مِنْهُم رُبْعَ الغَنِیمَهِ ، و مُضَارِعُه یَرْبعُ -من حَدَّ ضَرَبَ -فَقَطْ ،کما هو مُقْتَضَی سِیَاقِهِ ،و فیه مُخَالَفَهٌ لِنَقْلِ الصّاغَانِیّ ،فإنَّهُ قال: رَبَعْتُ القَوْمَ أَرْبُعُهُمْ و أَربِعُهُمْ و أَرْبَعُهُمْ ،إذا صِرْتَ رابِعَهمْ ،أَوْ أَخَذْتَ رُبْعَ الغَنِیمَهِ ،قالَ ذلِکَ یُونُسُ فی کتاب«اللُّغَاتِ »و اقْتَصَرَ الجَوْهَریّ عَلَی الفَتْحِ ،ثُمَّ إنَّ مَصْدَرَ رَبَعَ الجَیْشَ رَبْعٌ و رَبَاعَهٌ .صَرَّحَ به فی اللَّسَانِ .و

16- فی الحَدِیثِ : «أَلَمْ أَجْعَلْکَ تَرْبَعُ و تَدْسَعُ ». أَی تَأَخُذُ المِرْباعَ ،و قَدْ مَرَّ الحَدِیثُ فی «د س ع»و قِیل فی التَّفْسِیر:أَیْ تَأْخُذ رُبْعَ الغَنِیمَهِ ؟ و المَعْنَی:أَلَمْ أَجْعَلْک رَئِیسَاً مُطاعاً؟ کانَ یُفْعَل ذلِکَ ، أَیْ أَخْذُ رُبْع ما غَنِمَ الجَیْشُ فی الجاهِلِیَّه،فرَدَّهُ الإِسْلامُ خُمُساً، فقالَ تَعالَی جَلَّ شَأْنُه: وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ (2).

و رَبَعَ عَلَیْهِ رَبْعاً : عَطَفَ ، و قیلَ :رَفَقَ .

و رَبَعَ عَنْه رَبْعاً : کَفَّ و أَقْصَرَ.

و رَبَعَت الإِبِلُ تَرْبَعُ رَبْعاً : سَرَحَتْ فی المَرْعَی، و أَکَلَتْ کَیْفَ شَاءَتْ و شَرِبَتْ ،و کذلِکَ رَبَعَ الرَّجُلُ بالمَکَانِ ، إذا نَزَلَ حَیْثُ شاءَ فی خِصْبٍ و مَرْعًی.

و رَبَعَ الرَّجُلُ فی الماءِ:تَحَکَّمَ کَیْفَ شاءَ.

و رَبَعَ القَوْمَ :تَمَّمَهُمْ بنَفْسِهِ أَرْبَعَهً ،أَو أَرْبَعِینَ ،أَوْ أَرْبَعَهً و أَرْبَعِینَ ، فعَلَی الأَوّل:کانُوا ثَلاثَهً فکَمَّلَهُمْ أَرْبَعَهً ،و عَلَی الثَّانِی:کانُوا تِسْعَهً و ثلاثِینَ فکَمَّلَهُمْ أَرْبَعِینَ ،و عَلَی الثَّالِثِ :

کانُوا ثَلاثَهً و أَرْبَعِینَ فکَمَّلَهُمْ أَرْبَعَهً و أَرْبَعِینَ .

و رَبَعَ بالمَکَانِ :اطْمَأَنَّ و أَقامَ قالَ الأَصْبَهَانِیّ فی «المُفْرَدات»و أصْلُ رَبَعَ :أَقامَ فی الرَّبِیع ،ثم تُجُوَّزَ به فی کُلِّ إِقَامَهٍ ،و کُلَّ وَقْتٍ ،حَتَّی سُمِّیَ کُلُّ مَنْزِلٍ رَبْعاً ،و إنْ کان ذلِکَ فی الأَصْل مُخْتَصاً بالرَّبِیع .

و رُبِعُوا ،بالضَّمِّ :مُطِرُوا بالرَّبِیع ، أَیْ أَصابَهُم مَطَرُ الرَّبِیعِ .و مِنْهُ قَوْلُ أَبِی وَجْزَهَ :

حَتَّی إذا ما إیالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً

و قَدْ رَبَعْنَ الشَّوَی مِنْ ماطِرٍ مَاجِ

أَی أَمْطَرْن،و من ماطِرٍ:أَی عَرَقٍ مَأْج،أَی مِلْح.

یقول:أَمْطَرْنَ (3)قَوَائِمَهنَّ مِنْ عَرَقِهِنّ .

و المِرْبَعُ و المِرْبَعَهُ ،بکَسْرِهِمَا، الأُولَی عَن ابْنِ عَبّادٍ و صاحِبِ المُفْرَداتِ : العَصَا الَّتِی تُحْمَلُ بها الأَحْمَالُ .و فی الصّحاح:عُصَیَّهٌ (4)یأْخُذُ رَجُلانِ بطَرَفَیْها لیَحْمِلاَ الحِمْلَ

ص:134


1- (1) عن دیوان الهذلیین 196/3 و بالأصل«بالهمیع»و الهمیغ:موتٌ و حیٌّ .
2- (2) سوره الأنفال الآیه 41. [1]
3- (3) الأصل و اللسان و [2]فی التهذیب:أمطرت.
4- (4) و فی التهذیب:عصا یحمل بها الأثقال حتی توضع علی ظهور الدواب.و نص اللسان:و [3]المربعه خشیبه قصیره یرفع بها العدل،یأخذ رجلان بطرفیها فیحملان الحمل و یضعانه علی ظهر البعیر.

و یَضَعاه علی ظَهْرِ الدَّابَّهِ .

و فی المُفْرداتِ : المِرْبَعُ :خَشَبٌ یُرْبَعُ به،أَیْ یُؤْخَذ الشَّیءُ به.قَالَ الْجَوْهَرِیُّ :و مِنْهُ قَوْلُ الراجِزِ:

أَیْنَ الشِّظاظانِ و أَیْنَ المِرْبَعَهْ

و أَیْنَ وَسْقُ النّاقَهِ الجَلَنْفَعَهْ

و مَرْبَعٌ ، کمَقْعَدٍ:ع ،قِیلَ هو جَبَلٌ قُرْبَ مَکَّهَ .قال الأَبَحُّ (1)ابنُ مُرَّه أَخو أَبِی خِراش:

عَلَیْکَ بَنِی مُعَاوِیَهَ بنِ صَخْرٍ

فأَنْتَ بمَرْبَعٍ و هُمُ بِضِیمِ

و الرِّوایَه الصَّحِیحَه:«فأَنْتَ بعَرْعَرٍ».

و مِرْبَعٌ ، کمِنْبَرٍ ابنُ قَیْظِیّ بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِیّ الحارِثیّ ، و إِلَیْه نُسِبَ المالُ الَّذِی بالمَدِینَهِ فی بَنِی حَارِثَهَ ،له ذِکْرٌ فی الحَدِیثِ ،و هو وَالِدُ عَبْدِ اللّه ،شَهِدَ أُحُداً،و قُتِلَ یَوْمَ الجِسْرِ، و عَبْدِ الرَّحْمن شَهِدَ أُحُداً و ما بَعْدَها،و قُتِلَ مع أَخِیهِ یَوْمَ الجِسْرِ، و زَیْدٍ نَقَلَه الحافِظُ فی التَّبْصِیر.و قال یَزِیدُ بنُ شَیْبَانَ :«أَتانا ابنُ مِرْبَعٍ و نَحْنُ بعَرَفَهَ »یَعْنِی هذا، و مُرَارَهَ ، ذَکَرَهُ ابنُ فَهْدٍ و الذَّهَبِیّ الصَّحابِیِّینَ ،و کَانَ أَبُوهُمْ مِرْبَعٌ أَعْمَی مُنافقاً ،رَضِیَ اللّه عَنْ بَنِیهِ .

و مِرْبَعٌ : لَقَبُ وَعْوَعَهَ بنِ سَعِید بنِ قُرْطِ بنِ کَعْبِ بنِ عَبْدِ بنِ أَبِی بَکْرِ بنِ کِلابٍ رَاوِیَهِ جَرِیرٍ الشاعِرِ،و فِیهِ یَقُولُ جَرِیرٌ:

زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَنْ سَیَقْتُلُ مِرْبَعاً

أَبْشِر بِطُولِ سَلامَهٍ یا مِرْبَعُ

و أرْضٌ مَرْبَعَهٌ ،کمَجْمَعَهٍ :ذاتُ یَرَابِیعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِی.

و ذُو المَرْبَعِیّ قَیْلٌ : مَنْ الأَقْیَالِ .

و المِرْبَاع ،بالکَسْرِ:المَکَانُ یَنْبُتُ نَبْتُه فی أَوَّل الرَّبِیعٍ .

قال ذُو الرُّمَّهِ :

بِأَوَّلِ ما هَاجَتْ لَکَ الشَّوْقَ دِمْنَهٌ

بأَجْرَع مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ

و یُقَالُ : رُبِعَتِ الأَرْضُ فهی مَرْبُوعَهٌ ،إذا أَصابَها مَطَرُ الرَّبِیعِ .و مُرْبِعَهٌ و مِرْباعٌ :کَثِیرَهُ الرَّبِیعِ .

و المِرْباعُ : رُبُعُ الغَنِیمَه الَّذِی کانَ یَأْخُذُهُ الرَّئیسُ فی الجَاهِلِیَّه ،مَأْخُوذٌ من قَوْلهم: رَبَعْتُ القَوم،أَی کانَ القَوْمُ یَغْزُونَ بَعْضَهم فی الجاهِلیَّهِ ،فیَغْنَمُون،فیَأْخُذُ الرَّئِیسُ رُبُعَ الغَنِیمَهِ دُونَ أَصْحابِهِ خَالِصاً،و ذلِکَ الرُّبُعُ ،یُسَمَّی المِرْبَاعَ .

و نَقَلَ الجَوْهَرِیّ عن قُطْرُب: المِرْباعُ : الرُّبُعُ ،و المِعْشَارُ:

العُشْرُ،قالَ :و لَمْ یُسْمَعْ فی غَیْرِهما.قالَ عَبْدُ اللّه بنُ عَنَمَهَ الضَّبِّیّ :

لَکَ المِرْباعُ مِنْهَا و الصَّفایَا

و حُکْمُکَ و النَّشِیطَهُ و الفُضُولُ

14- و فی الحَدِیثِ : قالَ لِعَدِیّ بن حاتِمٍ -قَبْلَ إِسْلامِه-:«إِنَّکَ لَتَأْکُلُ المِرْبَاعَ و هو لا یَحِلُّ لَک فی دِینِکَ ».

و المِرْبَاعُ : النَّاقَهُ المُعْتَادَهُ بأَنْ تُنْتَجَ فی الرَّبِیع . و نَصُّ الجَوْهَرِیّ :ناقَهٌ مُرْبعٌ :تُنْتَجُ فی الرَّبِیعِ ،فإِنْ کانَ ذلِکَ عادَتَها فهی مِرْبَاعٌ ، أَو هی الَّتِی تَلِدُ فی أَوَّلِ النِّتَاجِ ،و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیّ .و به فُسِّرَ

17- حَدِیثُ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِکِ فی وَصْفِ ناقَهِ : «إِنَّهَا لَهِلْوَاعٌ مِرْبَاعٌ ،مِقْراعٌ مِسْیاعٌ ،حَلْبانَهٌ رَکْبَانَهٌ » (2). و قِیلَ : المِرْباعُ (3):هی الَّتِی وَلَدُهَا مَعَهَا،و هوَ رِبْعٌ ،و قِیل:هی الَّتِی تُبَکِّرُ فی الحَمْلِ .

و الأَرْبَعَهُ فِی عَدَدِ المُذَکَّرِ،و الأَرْبَعُ فِی عَدَدِ المُؤَنَّثِ ، و الأَرْبَعُونَ فی العَدَدِ بَعْدَ الثّلاثِینَ . قال اللّه تَعالَی:

أَرْبَعِینَ سَنَهً یَتِیهُونَ فِی الْأَرْضِ (4)و قالَ : أَرْبَعِینَ لَیْلَهً (5).

و الأَرْبِعَاءُ من الأَیّام : رابِعُ الأَیّام مِن الأَحَدِ،کَذَا فی المُفْرَدَات،و فی اللِّسَان:منَ الأُسْبُوع،لِأَنَّ أَوَّلَ الأَیَّامِ عِنْدَهم یَوْمُ الأَحَدِ،بدَلِیلٍ هذِهِ التَّسْمِیَه،ثم الاثْنَانِ ،ثم الثلاثاءُ،ثُمَّ الأَرْبَعَاءُ ،و لکِنَّهُمْ اخْتَصُّوهُ بهذا البِناءِ،کما اخْتَصُّوا الدَّبَرانَ و السِّماکَ ؛لِمَا ذَهَبُوا إلَیْه من الفَرْق مُثَلَّثَهَ الباءِ مَمْدُودَهً . أَمّا فَتْحُ الباءِ فقَدْ حُکِیَ عَنْ بَعْضِ بَنِی أَسَدٍ، کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و هکذا ضَبَطَهُ أَبو الحَسَن مُحَمَّدُ بنُ

ص:135


1- (1) عن معجم البلدان«المربع»و بالأصل«الأشج».
2- (2) و یروی بالیاء و فسره ابن الأثیر هناک:أی یُسافر علیها و یُعاد.
3- (3) الأصل و اللسان،و [1]فی الصحاح:و [2]المربع.
4- (4) سوره المائده الآیه 26. [3]
5- (5) من الآیه 51 من سوره البقره. [4]

الحُسَیْنِ الزُّبَیْدِیّ فیما اسْتَدْرَکَه علَی سِیبَوَیْهِ فی الأَبْنِیَه، و قَالَ :هو أَفْعَلاءُ،بفَتْحِ العَیْن.

و قَالَ الأَصْمَعِیّ :یَوْمُ الأَرْبُعَاء ،بِالضَّمِّ ،لُغَهٌ فی الفَتْح و الکَسْرِ.

و قال الأَزْهَرِیّ :و مَنْ قالَ : أَرْبِعاء حَمَلَهُ عَلی أَسْعِداء، و هُمَا أَرْبِعاءانِ ،ج:أَرْبِعاءَاتٌ . حُمِلَ علی قِیاسِ قَصْباءِ و ما أَشْبَهَهَا (1).

و قال الفَرّاءُ عن أَبِی جَخَادِبَ (2):تَثْنِیَهُ الأَرْبَعَاءِ أَرْبَعاءان، و الجَمْعُ أَرْبَعاءات،ذَهَبَ إِلی تَذْکِیر الاسْمِ .

و قَال اللِّحْیَانِیّ :کان أَبُو زِیَاد یقول:مَضَی الأَرْبَعَاءُ بما فیه،فیُفْرِدُهُ و یُذَکِّره.و کانَ أَبو الجَرَّاح یقولُ :مَضَتِ الأَربعاءُ بما فِیهِنَّ ،فیُؤَنِّثُ و یَجْمَع،یُخْرِجُه مَخْرَج العَدَدِ.

و قال القُتَیْبِیّ :لَمْ یَأْتِ أَفْعِلاءُ إِلاّ فی الجَمْعِ (3)،نحو أَصْدِقَاءَ و أَنْصِبَاءَ،إِلاَّ حَرْفٌ وَاحِدٌ لا یُعْرَفُ غَیْرُه،و هو الأَرْبِعاءُ .و قال أَبو زَیْدٍ:و قد جاءَ أَرْمِدَاء،کما فی العُبَاب.

قال شَیْخُنا:و أَفْصَحُ هذِه اللُّغَاتِ الکَسْرُ،قالَ :و حَکَی ابْنُ هِشَامٍ کَسْرَ الهَمْزَهِ مع الباءِ أَیْضاً،و کَسْرَ الهَمْزَهِ و فَتْحَ الباءِ.ففی کَلام المُصَنِّفِ قُصُورٌ ظاهرٌ.انتهی.

و قالَ اللِّحْیَانیّ : قَعَدَ فُلانٌ الأُرْبُعاءَ و الأُرْبُعاوَی ،بِضَمِّ الهَمْزَهِ و الباءِ مِنْهُمَا،أَیّ مُتَرَبِّعاً . و قالَ غَیْرُه:«جَلَس الأُرْبَعَاء ،بضَمِّ الهَمْزَهِ و فَتْحِ الباءِ و القَصْر،و هی ضَرْبٌ من الجِلَسِ ،یَعْنِی جَمْعَ جِلْسَه.

و حَکَی کُرَاعِ :جَلَسَ الأُرْبَعَاوَی ،أَی مُتَرَبِّعاً ،قالَ :و لا نَظِیرَ لهُ .

و قالَ القُتَیْبیّ :لَمْ یَأْتِ علی أُفْعُلاءَ إِلاَّ حَرْفٌ وَاحِدٌ، قالُوا: الأُرْبُعاءُ . و هو أَیْضاً:عَمُودٌ مِنْ :عُمُدِ البِنَاءِ.

قال أَبُو زَیْدٍ: و یُقَالُ : بَیْتٌ أُرْبُعاواءُ ،عَلَی أُفْعُلاواءَ، بالضَّمِّ و المَدِّ ،أَیْ عَلَی عَمُودَیْنِ و ثَلاَثهٍ و أَرْبَعَهٍ و وَاحِدَهٍ ، قالَ :و البُیُوتُ علی طَرِیقَتَیْنِ و ثَلاَثٍ و أَرْبَعٍ ،و طَرِیقَهٍ وَاحِدَه،فَما کان عَلَی طَرِیقَهٍ وَاحِدَهٍ فهو خِبَاءٌ،و ما زادَ عَلَیطَرِیقَهٍ وَاحِدَهٍ فهو بَیْتٌ ،و الطَّرِیقَهُ :العَمُودُ (4)الوَاحِدُ،و کُلُّ عَمُودٍ طَرِیقَهٌ ،و ما کانَ بَیْنَ عَمُودَیْنِ فهو مَتْنٌ ،و حَکَی ثَعْلَبٌ :بَنَی بَیْتَه عَلَی الأَرْبُعَاءِ و عَلَی الأَرْبُعَاوَی -و لَمْ یَأْتِ عَلَی هذا المِثَال غَیْرُه-:إِذا بَنَاهُ عَلَی أَرْبَعَهِ أَعْمِدَهٍ .

و الرَّبِیعُ :جُزْءٌ مِنْ أَجْزَاءِ السَّنَهِ ،و هو عِنْدَ العَرَبِ رَبِیعَانِ : رَبِیعُ الشُّهُورِ،و رَبِیعُ الأَزْمِنَهِ :

فرَبِیعُ الشُّهُورِ:شَهْرَانِ بَعْدَ صَفَر سُمِّیَا بذلک لأَنَّهُمَا حُدَّا فِی هذا الزَّمَن،فلَزِمَهُمَا فی غَیْرِه، و لا یُقَالُ فیهما إِلاَّ شَهْرُ رَبِیعٍ الأَوّل،و شَهْرُ رَبِیعٍ الآخِر.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :العَرَبُ تَذْکُر الشُّهُورَ کُلَّهَا مُجَرَّدَهً ،إِلاّ شَهْرَیْ رَبِیعٍ ،و شَهْرَ رَمَضَان.

و أَمّا رَبِیعُ الأَزْمِنَهِ فرَبِیعانِ : الرَّبِیعُ الأَوَّلُ و هو الفَصْلُ الَّذِی یَأْتِی فِیهِ النَّوْر و الکَمْأَهُ ،و هو رَبِیعُ الکَلإِ.

و الرَّبِیعُ الثَّانِی ،و هو الفَصْلُ الَّذِی تُدْرَکُ فیه الثِّمَار،أَوْ هو أَی،و مِنَ العَرَب مَنْ یُسَمِّی الفَصْلَ الَّذِی تُدُرِکُ فیه الثِّمَارُ،و هو الخَرِیف الرَّبِیع الأَوّل ،و یُسَمِّی الفَصْلَ الَّذِی یَتْلُو الشِّتَاءَ و یَأْتِی فِیه الکَمْأَهُ و النَّوْرُ الرَّبِیعَ الثّانِی،و کُلُّهُم مُجْمِعُون علَی أَنَّ الخَرِیفَ هو الرَّبِیعُ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ :یُسَمَّی قِسْمَا الشِّتَاءِ رَبِیعَیْنِ :الأَوّلُ مِنْهُمَا: رَبِیعُ الماءِ و الأَمْطَارِ،و الثَّانِی: رَبِیعُ النَّبَاتِ لِأَنَّ فِیهِ یَنْتَهِی النَّبَاتُ مُنْتَهَاهُ .قالَ :و الشِّتاءُ کُلُّهُ رَبِیعٌ عِنْدَ العَرَبِ لِأَجْل النَّدَی.و قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیّ یَصِفُ ظَبْیَهً :

بِهِ أَبَلَتْ شَهْرَیْ رَبِیعٍ کِلَیْهِما

فقَدْ مَارَ فِیها نَسْؤُهَا و اقْتِرارُهَا (5)

«به»أَیْ بِهذَا المَکَانِ ،أَبَلَتْ :جَزَأَتْ .

أَو السَّنَهُ عِنْدَ العَرَبِ سِتَّهُ أَزْمِنَهٍ :شَهْرَانِ منها الرَّبِیعُ الأَوَّلُ ،و شَهْرَانِ صَیْفٌ ،و شَهْرَانِ قَیْظٌ ،و شَهْرَانِ الرَّبِیعُ الثّانِی،و شَهْرَانِ خَرِیفٌ ،و شَهْرَان شِتَاءٌ ،هکذا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبی الغَوْثِ .و أَنْشَدَ لِسَعْدِ بنِ مالک بنِ ضُبَیْعَهَ :

ص:136


1- (1) العباره فی التهذیب:و منهم من یقول:أربعاء بنصب الباء،و أربعاوان و أربعاوات،حمل علی قیاس قصباء و ما أشبهها.
2- (2) عن التکمله و بالأصل«جحادب».
3- (3) التکمله:الجمیع.
4- (4) فی التهذیب و التکمله و اللسان: [1]العمد الواحد.
5- (5) دیوان الهذلیین 23/1 و یروی«بها»أی بالأیکه فی بیت قبله: مولعه بالطرتین دنا لها جنی أیکه یضفو علیها قصارها.

إِنَّ بَنِیَّ صِبْیَهٌ صَیْفِیُّونْ

أَفْلَحَ مَنْ کانَ لَهُ رِبْعِیُّونْ (1)

قالَ :فجَعَلَ الصَّیْفَ بَعْدَ الرَّبِیع الأَوّل.

و حَکَی الأَزْهَرِیّ عن أَبِی یَحْیَی بنِ کُنَاسَهَ فی صِفَهِ أَزْمِنَهِ السَّنَهِ و فُصُولها-و کانَ عَلاَّمَهً بِهَا-:أَنَّ السَّنَهَ أَرْبَعَهُ أَزْمِنَهٍ :

الرَّبِیعُ الأَوَّلُ ،و هو عِنْدَ العامَّهِ الخَرِیف،ثُمَّ الشِّتِاءُ،ثم الصَّیْفُ ،و هو الرَّبِیعُ الآخِرُ،ثُمَّ القَیْظُ .و هذا کُلُه قَوْلُ العَرَبِ فی البادِیَه،قالَ :و الرَّبِیعُ [الأَول] (2)الذی هو الخَرِیف عِنْدَ الفُرْس یَدْخُل لِثَلاثَهِ أَیّامٍ مِنْ أَیْلُولَ .قالَ :

و یَدْخُلُ الشِّتاءُ لِثَلاَثَهِ أَیّامٍ مِنْ کَانُونَ الأَوّلِ ،و یَدْخُل الصَّیْفُ الَّذِی هُوَ- الرَّبِیعُ عِنْدَ الفُرْسِ -لِخَمْسَهِ أَیّامٍ تَخْلُو مِن آذار.و یَدْخُلُ القَیْظُ -الَّذِی هو الصَّیْفُ عِنْدَ الفُرُسِ - لِأَرْبَعَهِ أَیّامٍ تَخْلُو مِن حَزِیرَانَ .

قال أَبو یَحْیَی:و رَبِیعُ أَهْلِ العِرَاق مُوافِقٌ لِرَبِیعِ الفُرْسِ ،و هُوَ الَّذِی یَکُونُ بَعْدَ الشِّتَاءِ،و هو زَمانُ الوَرْدِ، و هو أَعدَلُ الأَزْمِنَهِ (3).قال:و أَهْلُ العِرَاقِ یُمْطَرُونَ فی الشِّتَاءِ کُلِّهِ ،و یخْصِبُونَ فی الرَّبِیعِ الَّذِی یَتْلُو الشِّتَاءِ.و أَمّا أَهْلُ الیَمَنِ فإِنَّهُمْ یُمْطَرُونَ فی القَیْظِ و یُخْصِبُون فِی الخَرِیفِ الَّذِی تُسَمِّیهِ العَرَبُ الرَّبِیعَ الأَوَّل.

قالَ الأَزْهَرِیّ :و إِنَّمَا سُمِّیَ فَصْلُ الخَرِیفِ خَرِیفاً،لأَنَّ الثِّمَارَ تُخْتَرَفُ فِیهِ ،و سَمَّتْهُ العَرَبُ رَبِیعاً ،لوقُوعِ أَوَّل المَطَرِ فیه.

و قالَ ابنُ السِّکِّیت: رَبِیعٌ رَابِعٌ ،أَیْ مُخْصِبٌ ،النِّسْبَهُ رَبْعِیٌّ ،بالکَسْرِ عَلَی غَیْرِ قِیَاسٍ ،و مِنْهُ قَوْلُ سَعْدِ بنِ مالِکٍ الَّذِی تَقَدَّمَ :

أَفْلَحَ مَنْ کَانَ لَهُ رِبْعِیُّون

و رِبْعِیُّ بنُ أَبِی رِبْعِیٍّ . قَالَ أَبُو نُعَیْمٍ :اسْمُ أَبِی رِبْعِیّ رَافِعُ بنُ الحَارِثِ بنِ زَیْدٍ بنِ حارِثَهَ البَلَوِیّ ،حَلِیفُ الأَنْصَارِ، شَهِدَ بَدْراً. و رِبْعِیُّ بنُ رَافِعٍ هو الَّذِی تَقَدَّم ذِکْرُهُ و رِبْعِیُّ بنُ عَمْرٍو الأَنْصَارِیّ بَدْرِیٌّ ، و رِبْعِیٌّ الأَنْصَارِیّ الزُّرَقِیُّ ،الصَّوابُ فِیه رَبِیعٌ : صَحَابِیُّون ،رَضِیَ اللّه عَنْهم و رِبْعِیُّ بنُ حِرَاش (4): تابِعِیٌّ یُقَالُ :أَدْرَکَ الجَاهِلِیَّهَ ،و أَکْثَرَ الصَّحَابَه،تَقَدَّمَ ذِکْرُه فِی«ح ر ش»و کَذا ذِکْرُ أَخَوَیْهِ مَسْعُود و الرَّبِیع .رَوَی مَسْعُودٌ عَنْ أَبِی حُذَیْفَهَ ،و أَخُوه رَبِیعٌ هُوَ الَّذِی تَکَلَّمَ بَعْدَ المَوْتِ ،فکانَ الأَوْلَی ذِکْرَهُ عندَ أَخِیهِ ،و التَّنْوِیهَ بشَأْنِهِ لأَجْلِ هذِه النُّکْتَهِ ،و هو أَوْلَی مِن ذِکْرِ مِرْبَع بأَنَّه کانَ أَعْمَی مْنَافِقاً.فتَأَمَّلْ .

و رِبْعِیَّهُ القَوْم:مِیرَتُهم أَوَّلَ الشِّتَاءِ ،و قِیلَ : الرِّبْعِیَّه :مِیرَهُ الرَّبِیع ،و هی أَوَّلُ المِیرِ،ثمّ الصَّیْفِیّهُ ،ثمّ الدّفَئِیَّه،ثم الرَّمَضِیَّهُ .

و جَمْعُ الرَّبَیعِ : أَرْبِعاءُ ،و أَرْبِعَهٌ مِثْلُ :نَصِیبٍ ،و أَنْصِبَاءَ، و أَنْصِبَهٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و یُجْمَعُ أَیْضاً عَلَی رِبَاعٍ ،عَن أَبِی حَنِیفَهَ ، أَوْ جَمْعُ رَبِیعِ الکَلإِ أَرْبِعَهٌ ،و جَمْعُ رَبِیعِ الجَدَاوِلِ جَمْع جَدْولٍ ،و هو النَّهْرُ الصَّغِیرُ،کما سَیَاتِی للمُصَنِّفِ أَرْبِعاءُ و هذا قَوْلُ ابن السِّکِّیت،کَما نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و منه

16- الحَدِیث: «أَنَّهُمْ کانُوا یُکْرُون الأَرْضَ بِما یَنْبُتُ عَلَی الأَرْبِعاءِ ،فنُهِیَ عن ذلِکَ ». أَی کانوا یَشْتَرِطُونَ (5)علی مُکْتَرِیها ما یَنْبُتُ عَلَی الأَنْهَارِ و السَّوَاقِی.أَمّا إکْرَاؤُهَا بدَرَاهِم أَو طَعَامٍ مُسَمًّی،فَلا بَأْسَ بِذلِکَ .و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «أَنَّ أَحَدَهُمْ کَان یَشْتَرِطُ ثَلاثَهَ جَدَاوِلَ ،و القُصارَهَ ،و ما سَقَی الرَّبِیع ،فنُهُوا عَنْ ذلِکَ ». و

16- فی حَدِیثِ سَهْل بنِ سَعْدٍ:

«کانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تأْخُذ من أُصُولِ سِلْقٍ کُنَّا نَغْرِسُه عَلَی أَرْبِعائِنا ».

و یَوْمُ الرَّبِیعِ :من أَیّام الأَوْسِ و الخَزْرَج ،نُسِبَ إِلَی مَوْضِع بالمَدِینَه من نَوَاحیها.قال قَیْسُ بنُ الخَطِیمِ :

و نَحْنُ الفَوارِسُ یومَ الرَّبِی

عِ قد عَلِمْوا کیف فُرْسانُها

و أَبو الرَّبِیعِ :کُنْیَهُ الهُدْهُدِ ،لأَنَّهُ یَظْهَرُ بظُهُورِهِ ،و کُنْیَهُ جَمَاعَهٍ من التّابِعِین و المُحَدِّثین،بَلْ

14- و فی الصَّحَابَهِ رَجُلٌ اسْمُه أَبُو الرَّبِیعِ ،و هو الَّذِی اشْتَکَی فعادَهُ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم و أَعْطَاهُ خَمِیصَهً . أَخْرَجَ حَدِیثَهُ النَّسَائِی .

ص:137


1- (1) نوادر أبی زید و نسبهما لأکثم بن صیفی.
2- (2) زیاده عن التهذیب.
3- (3) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:أعدل الآونه.و زید فیه:تقطع العروق و یشرب الدواء.
4- (4) فی أسد الغابه« [2]خراش»بالخاء المعجمه.
5- (5) العباره فی النهایه و [3]اللسان: [4]کانوا یُکرُون الأرض بشیء معلوم و یشترطون بعد ذلک علی مکتریها...

و من التّابِعِینَ :أَبُو الرَّبِیعِ المَدَنِیّ ،حَدِیثُهُ فی الکُوفیِّینَ ، رَوَی عَن أَبِی هُرَیْرَهَ ،و عَنْه عَلْقَمَهُ بنُ مَرْثَدٍ.

و مِن المُحَدِّثِینَ :أَبُو الرَّبِیعِ المَهْرِیُّ الرِّشْدِینیّ ،هو سُلَیْمَانُ بنُ دَاوودَ بنِ حَمّادِ بنِ عَبْدِ اللّه بن وَهْبٍ ،رَوَی عَنْهُ أَبو دَاوودَ.

و أَبو الرَّبِیعِ الزَّهْرَانِیّ ،اسْمُه سُلَیْمَانُ بنُ داوودَ،عَنْ حَمّادِ بنِ زَیْدٍ،و عَنْهُ البُخَارِیّ و مُسْلِمٌ .

و أَبو الرَّبِیعِ السَّمَّان،اسْمُه أَشْعَثُ بنُ سَعِید،رَوَی عَنْ عاصِمِ بنِ عُبَیْدٍ،و عَنْهُ وَکِیعٌ .ضَعَّفُوه.

و الرَّبِیعُ ،کَأَمِیرٍ:سَبْعَهٌ صَحابِیُّون ،و هم: الرَّبِیعُ بنُ عَدِیِّ بنِ مالِکٍ الأَنْصَارِیّ ،شَهِدَ أُحُداً،قالَهُ ابنُ سَعْدٍ، و الرَّبِیعُ ابنُ قارِبٍ العَبْسِیّ ،لَهُ وِفَادَهٌ ،ذَکَرَهُ الغَسّانِیّ ، و الرَّبِیعُ بنُ مُطَرِّفٍ التَّمِیمِیّ الشاعر،شَهِدَ فَتْحَ دِمَشقَ ، و الرَّبِیع بنُ النُّعْمَان بنِ یساف (1)،قالَهُ العدیّ ،و الرَّبِیع بن النُعْمانِ ،أَنْصَارِیّ أُحُدِیٌّ ،ذکره الأَشیریّ ،و الرَّبِیع بن سَهْل بن الحارِث الأَوْسِیّ الظَّفَرِیَّ ،شَهد أُحُداً،و الرَّبِیع بن ضَبُعٍ الفَزَارِیّ ،قالَهُ ابن الجَوْزِیّ ،عاشَ ثلاثمِائهٍ و سِتَّینَ سَنَهً ،منها سِتُّونَ فی الإِسْلام،فهؤلاءِ السَّبْعَه الذین أَشار إِلیهم.

و أَما الرَّبِیع بن مَحْمُود المَاردِینِیّ فإِنّه کَذّابٌ ،ظَهَرَ فی حُدُودِ سنه تِسْعٍ و تِسْعِین و خَمْسِمائه،و ادَّعَی الصُّحْبَهَ ، فَلْیُحْذَرْ منه.

و الرَّبِیعُ : جَمَاعَهٌ مُحَدِّثون ،منهم: الرَّبِیع بن حَبِیبٍ (2)، عن الحَسَنِ ،و الرَّبِیع بنُ خَلَفٍ ،عن شُعْبَهَ ،و الرَّبِیع بن مالِکٍ ،شَیْخٌ لحَجّاجِ بنِ أَرْطاهَ ،و الرَّبِیعُ بنُ بَرَّهَ ،عن الحَسَنِ ،و الرَّبِیعُ بنُ صُبَیْحٍ البَصْرِیّ و الرَّبِیعُ بنُ خَطّافٍ (3)الأَحْدَبُ ،عن الحَسَنِ ،و الرّبِیعُ بنُ مُطَرِّف (4)،و الرَّبِیعُ بنُ إِسماعِیلَ ،عن الجَعْدِیّ ،و الرَّبِیعُ بنِ خیظان (5)عن الحَسَنِ ، و غَیْر هؤلاءِ. و الرَّبِیعُ بنُ سُلَیْمَانَ المُرَادِیّ :مُؤذِّنُ المَسْجِدِ الجَامِعِ بِالْفُسْطَاطِ ،رَوَی عَنْ عَبْدِ اللّه بن یُوسُفَ التِّنِّیسِیّ ،و أَبِی یَعْقُوبَ البُوَیْطِیّ ،و عِنْهُ مُحْمَّدُ بنُ إِسْمَاعِیلَ السُّلَمِیّ ، و مُحَمَّد بن هارُونَ الرویانیّ ،و الإِمامُ أَبو جَعْفَرٍ الطَّحَاوِیّ ، وُلِدَ هو و إِسْمَاعِیلُ بنُ یَحْیَی فی سَنَهِ مَائَهٍ و أَرْبعهٍ و سَبْعِینَ ، و کانَ المُزَنِیُّ أَسَنَّ مِن الرَّبِیع بسِتَّهِ أَشْهُرٍ،و ماتَ سَنَهَ مَائَتَیْنِ و سَبْعِینَ ،و صَلَّی عَلَیْه الأَمِیرُ خُمَارَوَیْه بنُ أَحْمَدَ[بنِ طُولُونَ ]،کَذَا فی حاشِیَهِ الإِکْمَال.

و الرَّبِیعُ بنُ سُلَیْمَانَ أَبو مُحَمَّدٍ الجِیزِیُّ ،رَوَی عَنْ أَصْبَغَ بنِ الفَرَجِ ،و عَبْدِ اللّه بنِ الزُّبَیْرِ الحُمیدیّ ،و عَنْهُ عَلیُّ بن سِرَاجٍ المصْرِیّ ،و أَبو الفَوَارِس أَحْمَدُ بنُ الحُسَیْنِ الشُّرُوطِیُّ :و أَبُو بَکْر الباغَنْدیّ .قالَ ابنُ یُونُس:کانَ ثِقَهً ، تُوَفِّیَ سنه مِائتَیْن و سِتَّهٍ و خَمْسِینَ : صَاحِبَا سَیِّدنا الإِمام الشَّافِعِیِّ رَضِیَ اللّه عَنْه.

قال أَبو عُمَرَ الکِنْدِیّ : الرَّبِیعُ بنُ سُلَیْمَانَ کانَ فَقِیهاً دَیِّناً، رَأَی ابنَ وَهْبٍ ،و لَمْ یُتْقِنِ السَّمَاعَ مِنْه،کَذا فی ذَیْلِ الدِّیوان للذَّهَبِیّ .

قُلْتُ :و قَدْ حَدَّث وَلَدُهُ مُحَمَّد،و حَفِیدُهُ الرَّبِیعُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الرَّبِیعِ ،و ماتَ سَنَهَ ثِلاثِمَائَه و اثْنَتَیْنِ و أَرْبَعِینَ ،و قَدْ مَر ذِکْرُهم فی«ج ی ز». و الرَّبِیعُ :عَلَمٌ (6).

و الرَّبِیعُ : المَطَرُ فی الرَّبِیعِ ،تَقُولُ مِنْهُ : رُبِعَتِ الأَرْضُ فهی مَرْبُوعَهٌ ،کَما فی الصّحاح.و قِیلَ : الرَّبِیعُ :المَطَرُ یَکُونُ بَعْدَ الوَسْمِیِّ ،و بَعْدَه الصَّیِّف،ثُمَّ الحَمِیمُ .

و قال أَبو حَنِیفَه:و المَطَر عِنْدَهُمْ رَبِیعٌ مَتَی جاءَ،و الجَمْعُ أَرْبِعَهٌ ،و رِبَاعٌ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و سَمِعْتُ العَرَب یَقُولون-لأَوَّلِ مَطَرٍ یَقَعُ بالأَرْض أَیَّام الخَرِیفِ -: رَبِیعٌ ،و یَقُولُون:إِذا وَقَعَ رَبِیعٌ بالأَرْضِ بَعَثْنَا الرُّوَّادَ،وانْتَجَعْنَا مَساقِطَ الغَیْثِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّبِیعُ : الحَظُّ من الماءِ للأَرضِ ما کانَ ،و قِیلَ :هو الحَظُّ منه رُبْعَ یَوْمٍ أَوْ لَیْلَهٍ ،و لَیْسَ بالقَوِیِّ .

یُقَالُ :لِفُلانٍ مِنْ و فی بَعْضِ النُّسَخ:فِی هذا الماءِ رَبِیعٌ أَیْ حَظٌّ .

و الرَّبِیعُ :الجَدْوَلُ ،و هو النَّهْرُ الصَّغِیرُ ،و هو السَّعِیدُ

ص:138


1- (1) عن أسد الغابه و [1]بالأصل«سیاف».
2- (2) فی میزان الاعتدال:حیظان،و یقال ابن حظیان...و قیل جیظان بالجیم.
3- (3) فی میزان الاعتدال:الربیع بن عبد اللّه بن خطاف البصری الأحدب.
4- (4) فی میزان الأعتدال:ربیع بن مطرق.
5- (5) فی میزان الاعتدال:الربیع بن حبیب العبسی مولاهم الکوفی عن نوفل بن عبد الملک و غیره..و فیه ذکر:الربیع بن حبیب البصری و هو الذی یروی عن الحسن.
6- (6) زیاده عن القاموس.

أَیْضاً،و

16- فی الحَدِیثِ : «فَعَدَلَ إِلَی الرَّبِیعِ ،فَتَطَهَّرَ». و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «بِما یَنْبُتُ عَلَی رَبِیعِ السَّاقِی». هذا من إِضافَهِ المَوْصُوفِ إِلَی الصِّفَهِ ،أَیْ النَّهْر الَّذِی یَسْقِی الزَّرْعَ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ قَوْلَ الشّاعِر:

فُوهُ رَبِیعٍ و کَفُّهُ قَدَحٌ

و بَطْنُهُ حِینَ یَتَّکِی شَرَبَهْ

یَسَّاقَطُ النّاسُ حَوْلَهُ مَرَضاً

و هْوَ صَحِیحٌ ما إِنْ بِهِ قَلَبَهْ

أَرادَ بِقَوْلهِ :فوهُ رَبِیعٌ ،أَیْ نَهْرٌ،لکَثْرَه شُرْبِه،و الجَمْع أَرْبِعاءُ .

و الرَّبِیعَه ، بهاءٍ:حَجَرٌ تُمْتَحَنُ بإِشالَتِهِ و یُجَرِّبُون به القُوَی ،و قیلَ : الرَّبَیعَه :الحَجَرُ المَرْفوع،و قِیلَ :الَّذِی یُشالُ .قالَ الأَزْهَرِیّ :یُقَال ذلِکَ فی الحَجَرِ خاصَّهً .

و الرَّبِیعَهُ : بَیْضَهُ الحَدِیدِ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

رَبِیعَتُه تَلُوحُ لَدَی الهِیاجِ

و قالَ ابن الأَعْرَابِیّ : الرَّبِیعَه : الرَّوْضَه.

و الرَّبِیعَهُ : المَزَادَه.

و الرَّبِیعَه : العَتِیدَه.

و الرَّبِیعَه : ه ،کَبِیرَهٌ بالصَّعِیدِ فی أَقْصاه، لِبَنِی رَبِیعَهَ ، سُمِّیَتْ بهم.

و رَبِیعَه الفَرَسِ :هو ابن نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ ،أَبُو قبیلَهٍ ،و إِنّما قِیلَ لَهُ : رَبِیعَه الفَرَسِ ،لأَنَّه أُعْطِیَ مِن مِیراثِ أَبیهِ الخَیْلَ ،و أُعْطَیَ أَخْوهُ مُضَرُ الذَّهَبَ ،فسُمِّیَ مُضَرَ الحَمْراءِ،و أُعْطِیَ أَنْمَارٌ أَخوهُما الغَنَمَ ،فسُمِّیَ أَنْمَارَ الشَّاهِ ، و قد ذُکِر فی«ح م ر»و النِّسْبَه إِلَی رَبِیعَهَ رَبَعِیُّ ،مُحَرَّکَهً .

و المَنْسُوبِ هکَذَا عِدَّهٌ ،قالَ الحافظُ :و منهم:أَبُو بَکْرٍ الرَّبَعِیُّ ،له جُزْءٌ سمِعْنَاه عالیاً.

و فی عُقَیْلٍ رَبِیعَتان : رَبِیعَهُ بنُ عُقَیْلٍ ،و هو أَبْو الخُلَعَاءِ الَّذِینَ تَقَدَّم دِکْرُهم قَرِیباً فی«خ ل ع» و رَبِیعَهُ بن عامِرِ بنِ عُقَیْلٍ ،و هو أَبُو الأَبْرَصِ ،و قُحافَهَ ،و عَرْعَرَهَ ،و قُرَّه ،و هُمَا یُنْسَبان إِلی الرَّبِیعَتَیْن،کما فی الصّحاح و العُبَاب.

قال الجَوْهَرِیّ : و فی تمِیمٍ رَبِیعَتانِ :الکبْرَی،و هِی ، کَذا نَصُّ العُبَابِ ،و نَصُّ الصّحاح:و هو رَبِیعَهُ بن مالِکِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بن تَمِیمٍ ، و تُدْعَی ،و نَصّ الصّحاح و العُبَاب:

و یُلَقَّبُ رَبِیعَهَ الجُوعِ ،و الصُّغْرَی و هِیَ ،کَذا نَصُّ العُبَاب، و نَصُّ الصّحاح:و رَبِیعَهُ الوُسْطی،و هی (1)رَبِیعَهُ بنُ حَنْظَلَهَ بنِ مالِکِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ .

وَ رَبِیعَه :أَبُو حَیًّ ٍّ مِن هَوازِنَ ،و هو رَبِیعَهُ بنُ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ ،قال الجَوْهَرِیّ : و هُمْ بَنو مَجْدَ،و مَجْدُ اسْم أُمّهم فنُسِبُوا إِلَیْهَا.

قُلْت:هی مَجْدُ بِنْتُ تَیْم (2)بنِ غالِبِ بنِ فِهْرٍ،کما فی مَعَارِفِ ابنِ قُتَیْبَهَ ،نَقَلَهُ شَیْخَنَا.

و رَبِیعَهُ : ثَلاثونَ صَحَابِیَّا رَضِیَ اللّه عَنْهم،و هُمْ :

رَبِیعَه بن أَکْثم،و رَبِیعَه بن الحارِث الأَوسِیّ (3)،و رَبِیعَه بن الحارِثِ الأَسْلَمِیّ ،و رَبِیعَه بن الحارِثِ بن عَبْدِ المُطَّلِب، و رَبِیعَه ابن حُبَیْشٍ 1،و رَبِیعَه خادِم رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم، و رَبِیعَه بن خِراش،و رَبِیعَهُ بن أَبِی خَرَشَهَ ،و رَبِیعَهُ بن خُوَیْلد،وَ رَبِیعَهُ بن رُفَیْعِ بن أَهْبَانِ ،و رَبِیعَهُ بن رواء العَنْسِیّ ،و رَبِیعَهُ بن رُفَیْعٍ یأْتِی ذکره فی«ر ف ع» و رَبِیعَه بن رَوْحٍ ،و رَبِیعَهُ بن زُرْعَهَ ،و رَبِیعَهُ بن زِیادٍ، و رَبِیعَهُ بن سَعْدٍ،و رَبِیعَهُ بن السکّینِ و رَبِیعَه بن یَسارٍ، و رَبِیعَهُ بن شُرَحْبِیلَ ،و رَبِیعَهُ بن عامِرٍ،و رَبِیعَهُ بن عِبَادٍ (4)و رَبِیعَهُ بن عَبْدِ اللّه (5)،و رَبِیعَهُ بن عُثْمَانَ ،و رَبِیعَهُ ابن عَمْرٍو الثَّقَفِیُّ ،و رَبِیعَهُ بن عَمْرٍو الجُهَنِیُّ ،و رَبِیعَهُ ابن عَیْدانَ ، و رَبِیعَهُ بن الفِرَاسِ ،و رَبِیعَهُ بن الفَضْلِ ،و رَبِیعَهُ بن قَیْسٍ ، و رَبِیعَهُ بن کَعْبٍ (6).

و الرَّبائع :أَعلامٌ مُتَقَاوِدَهٌ قُرْبَ سَمِیراءَ و سَمِیراءُ:من مَنازِل حاجِّ الکوفه.قالَ الشّاعِر:

جَبَلٌ یَزِیدُ عَلَی الجِبَالِ إِذا بَدَا

بَیْنَ الرَّبائعِ و الجُثُومِ مُقِیمُ

و الرُّبْع ،بالضَّمِّ ،و یُثَقَّل،فیُقَالُ ، الرُّبُعُ بضَمَّتَیْنِ ،مِثَالُ

ص:139


1- (1) فی الصحاح:«و هو»و انظر جمهره ابن حزم ص 222. [1]
2- (2) عن جمهره ابن حزم ص 486 و [2]بالأصل«تمیم».
3- (3) فی أسد الغابه: [3]الدوسی.
4- (4) فی أسد الغابه [4]عِباد و قیل عَباد و قیل عبّاد و الکسر أکثر.
5- (5) فی أسد الغابه:ربیعه بن عبد اللّه بن نوفل الغطفانی الذبیانی و ربیعه بن عبد اللّه بن الهدیر القرشی.
6- (6) انظر أسد الغابه فثمه أسماء و ردت فیه لم یذکرها الشارح.

عُسْرٍ و عُسُرٍ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ هکَذا، و یُقَالُ أَیْضاً: الرَّبِیعُ ، کأَمِیرٍ ،کالعَشِیرِ و العُشْرُ: جُزْءٌ من أَرْبَعَهٍ ،یَطَّرِدُ ذلِکَ فی هذِهِ الکُسُورِ عِنْدَ بَعْضِهِم.قالَ اللّه تَعالَی: وَ لَهُنَّ اَلرُّبُعُ مِمّا تَرَکْتُمْ (1).

و جَمْعُ الرَّبِیع رُبُعٌ ،بضَمَّتَیْن ،و جَمْعُ الرُّبْع -بِلُغَتَیْهِ -:

أَرْباعٌ و رُبُوعٌ .

و الرُّبَعُ ، کصُرَدٍ:الفَصِیل یُنْتَجُ فی الرَّبِیع ،و هو أَوَّلُ النِّتاجِ ،و رَبَعَ ،أَی وَسَّعَ خَطْوَهُ و عَدَا.قال الأَعْشَی یَصِفُ ناقَتَه:

تَلْوِی بعِذْقِ خِضَابٍ کُلَّمَا خَطَرَتْ

عَنْ فَرْجِ مَعْقُومَهٍ لَمْ تَتَّبِعْ رُبَعَا (2)

ج: رِبَاعٌ ،و أَرْبَاعٌ ،کرُطَبٍ و رِطَابٍ و أَرْطَاب، و هی بهاءٍ،ج: رُبَعَاتٌ و رِبَاعٌ ،قال الراجِزُ:

و عُلْبَهٍ نازَعْتُهَا رِبَاعِی

و عُلْبَه عِنْدَ مَقِیلِ الرّاعِی

و

16- فی الحَدِیث: «مُرِی بَنِیکِ أَنْ یُحْسِنُوا غِذَاءَ رِبَاعِهِمْ ».

و إِحْسَانُ الغِذَاءِ أَلاَّ یُسْتَقْصَی حَلَبُ أُمَّهَاتِهَا،إِبْقَاءً عَلَیْهَا.

و قالَ الشّاعر:

سَوْفَ تَکْفِی مِنْ حُبِّهنَّ فتَاهٌ

تَرْبُقُ البَهْمَ أَوْ تَخُلُّ الرِّبَاعَا (3)

أَیْ تَخُلّ أَلْسِنَهَ الفِصَالِ ؛تَشُقُّهَا و تَجْعَلُ فِیها عوداً؛لِئِلاَّ تَرْضَعَ .و مَعْنَی تَرْبُق،أَیْ تَشُدُّ البَهْمَ عَنْ أُمهاتِها لِئَلاَّ تَرْضَعَ ،و لِئِلاَّ تَفَرَّقَ ،فکَأَنَّ هذِهِ الفَتَاهَ تَخْدُمُ البَهْمَ و الفِصَالَ .

و الرِّباعُ فی جَمْع رُبَعٍ شاذٌّ،و کَذلِکَ أَرْبَاعٌ ،لِأَنَّ سِیبَوَیْه قالَ :إِنَّ حُکْمَ فُعَلٍ أَنْ یُکَسَّرَ عَلَی فِعْلانٍ فی غالِبِ الأَمْرِ.

فإِذا نُتِجَ فِی آخِرِ النِّتَاج فهُبَعٌ ،و هی هُبَعَهٌ ،و مِنْهُ قَوْلُهم:

مالَهُ هُبَعٌ و لا رُبَعٌ ،و سَیَأْتِی فی مَوْضِعِه،و إِنَّمَا تَعَرَّضَ لَهُ هُنَا اسْتِطْراداً عَلَی خِلافِ عادَتِهِ .

و رِبْعٌ ،بالکَسْرِ:رَجُلٌ من هُذَیْلٍ ثُمَّ مِنْ بَنِی حارِثٍ ،و هُوَ وَالِدُ عَبْدِ مَنَافٍ -و یقالُ :عَبْد مَنَاهَ -أَحَدِ شُعَرَاءِ هُذَیْلٍ .

قال ساعِدَهُ :

ما ذا یُفِیدُ ابْنَتَیْ رِبْعٍ عَوِیلُهُما

لا تَرْقُدَانِ و لا بُؤْسَی لِمَنْ رَقَدَا (4)

و الرَّبَاعَهُ ،بالفَتْحِ و تُکْسَرُ:شَأْنُکَ ،و قِیلَ : حَالُکَ الَّتِی أَنْتَ رَابِعٌ ،أَیْ مُقِیمٌ عَلَیْهَا و المُرَادُ به أَمْرُهُ الأَوّلُ .قالَ یَعْقُوبُ و لا تَکُونُ فی غَیْرِ حُسْنِ الحالِ ،أَوْ علی رَبَاعَتِکَ ، أَی طَرِیقَتِکَ ،أَو اسْتِقَامَتِکَ . و

14- فی کِتَابِه لِلْمُهَاجِرِینَ و الأَنْصَار: «إِنَّهُمْ أُمَّهٌ وَاحِدَهٌ عَلَی رَبَاعَتِهِم ». أَیْ عَلَی اسْتِقامَتِهِمْ ،یُرِیدُ أَنَّهُمْ علَی أَمْرِهِم الّذِی کانُوا عَلَیْه.

أَو رَبَاعَتُکَ : قَبِیلَتُکَ أَو فَخِذُکَ :أَو یُقَالُ :هُمْ عَلَی رَباعَتِهِم ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ،و رَبَاعِهِمْ ،و رَبَعَاتِهِم ، مُحَرَّکهً ،و رَبِعَاتِهِم ،ککَتِفٍ ،و رِبَعَتِهِم ،کعِنَبَهٍ ،أَی حالَهٍ حَسَنَهٍ مِنَ اسْتِقامَتِهِمْ (5).

أَوْ أَمْرُهُم الَّذِی کَانُوا عَلَیْهِ أَوّلاً.

وَ رَبَعَاتِهِمْ ،مُحَرَّکَه،و تُکْسَرُ البَاءُ أَیْ مَنَازِلهُم ،عن ثَعْلَبٍ .

و قَالَ الفَرّاءُ:النّاسُ عَلَی سَکَنَاتِهِمْ و نَزَلاَتِهِم،و رَبَاعَتِهِم ، و رَبَعَاتِهِم ،یَعْنِی علی اسْتِقامَتِهِمِ .و

14- وَقَعَ فی کِتَابِ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم لِیَهُودَ: «عَلَی رِبْعَتِهِم ». بالکَسْر،هکَذا وُجِدَ فی سِیرَهِ ابنِ إسْحَاقَ ،و عَلَی ذلِکَ فَسَّرَه ابنُ هِشَامٍ .

و الرِّبَاعَه ،بالکَسْر:نَحْوٌ مِن الحِمَالَهِ . و هو عَلَی رِبَاعَهِ قَوْمهِ ،أَیْ [هو] (6)سَیِّدُهُمْ .و یُقَالُ :ما فِی بنی فُلانٍ مَنْ یَضْبُطُ رِبَاعَتَهُ غَیْرُ فُلانٍ ،أَیْ أَمْرَهُ و شَأْنَهُ الَّذِی عَلَیْه.

و قال أَبُو القاسِم الأَصْبَهَانیّ :استُعِیرَ الرِّباعهُ للرِّیاسَهِ اعْتِبَاراً بأَخْذِ المِرْبَاع ،فقِیلَ :لا یُقِیمُ رِبَاعَهَ القَوْمِ غَیْرُ فُلانٍ .و قالَ الأَخْطَل یَمدَح مَصْقَلَهَ بنِ رَبِیعَهَ :

ما فِی مَعَدًٍّّ فَتًی تُغْنِی (7)رِبَاعَتُه

إِذا یَهُمُّ بِأَمْرٍ صالِحٍ عَمِلاَ

ص:140


1- (1) سوره النساء الآیه 12. [1]
2- (2) دیوانه ص 107 و فیه«خصابٍ ».
3- (3) و یروی:أو تحل الرباعا.
4- (4) دیوان الهذلیین 38/2 فی شعر عبد مناف بن ربع،و فیه:«ما ذا یغیر» بدل:«ما ذا یفید».
5- (5) زید فی اللسان [2]لغه أخری:«ربَاعاتهم».
6- (6) زیاده عن اللسان. [3]
7- (7) فی الدیوان ص 145 و الصحاح و التهذیب:«یُغنی»و فی التهذیب و الصحاح و اللسان« [4]فعلا»بدل«عملا».

و الرَّبْعَهُ ،بالفَتْحِ :الجُونَه، جُونَهُ العَطّارِ ،و

16- فی حَدِیث هِرَقْلَ : «ثُمَّ دَعَا بشَیْ ءٍ کالرَّبْعَهِ العَظِیمَهِ ». الرَّبْعَهُ :إِناءٌ مرَبَّعٌ کالجُونَهِ .قالَ الأَصبهانیّ :سُمِّیَتْ (1)لکَوْنِها فی الأَصْلِ ذاتَ أَرْبعِ طَاقاتٍ (2)أَوْ لکَوْنها ذَاتَ أَرْبَعِ أَرْجُل.و قال خَلَفُ بنُ خَلِیفَهَ :

و قدْ کانَ أَفْضَلَ ما فِی یَدَیْکَ

مَحاجِمُ نُضِّدْنَ فی رَبْعَه

قالَ الصَّاغَانِی: و أَما الرَّبْعَهُ بمَعْنَی صُنْدُوق فیه أَجْزَاء المُصْحَفِ الکَرِیم،فإِنّ هذِه مُوَلَّدَهٌ لا تَعْرِفُها العَرَبُ ،بَلْ هی اصْطِلاحُ أَهْلِ بَغْدَادَ،أَوْ کَأَنَّهَا مَأَخُوذَهٌ من الأُولَی ، و إِلَیْهِ مالَ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاسِ .

و الرَّبْعَهُ : حَیٌّ من الأَسْدِ ،بسُکُونِ السِّین،و هم بَنُو الرَّبْعَهِ بنِ عَمْرٍو مُزَیْقِیَاءَ،قالَهُ شَیْخُ الشَّرَفِ النَّسّابَهُ . مِنْهُم أَبُو الجَوْزاءِ أَوْسُ بنُ عَبْدِ اللّه الرَّبْعِیُّ التّابِعِیُّ ،رَوَی عن ابْنِ عَبّاس،و عَنْهُ عَمْرُو بنُ مالِکٍ الیَشْکُرِیّ ،و قَدْ تَقَدَّم ذِکْرُه فی «ج و ز»هکذا ضَبَطَهُ ابنُ نُقْطَهَ بتَسْکِینِ الباءِ،نَقْلاً عن خَطِّ مُؤتَمنٍ السّاجِیّ ،و خَالَفَهُ ابنُ السَّمْعَانِیّ ،فضَبَطَهُ بالتَّحْرِیکِ ، و تَبِعَهُ ابنُ الأَثِیرِ.قُلْتُ :و هکَذَا رَأَیْتُه بخَطّ ابن المُهَنْدِس مُحَرَّکَهً ،و کذلک هو مَضْبُوطٌ فِی المُقَدِّمه الفاضِلِیّه بخَطِّ الإِمام المُحَدِّث عَبْدِ القادِرِ التَّمِیمیّ ،رَحِمَهُ اللّه تَعالَی.

و الرَّبَعَهُ بالتَّحْرِیکِ :أَشَدُّ الجَرْیِ ،أَو أَشَدُّ عَدْوِ الإِبلِ ، أَو ضَرْبٌ من عَدْوِه و لَیْسَ بالشَّدِیدِ ،و بالمَعْنَی الثّانِی فُسِّر قَوْلُ أَبِی دُوَادٍ الرُّؤَاسِیّ فیما أَنْشَدَهُ الأَصْمَعِیّ :

و اعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِیَّ تَرْکُضُه

أُمُّ الفوارِسِ بالدِّئْدَاءِ و الرَّبَعَهْ

و فی اللِّسَان:و هذا البَیْتُ یُضْرَبُ مَثَلاً فی شِدَّه الأَمْرِ، یَقُولُ :رَکِبَتْ هذِه المَرْأَهُ الَّتِی لَها بَنُونَ فَوَارِسُ بَعِیراً مِنْ عُرْضِ الإِبِلِ لا مِنْ خِیارِها.

و فی العُبَابِ :قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:یَقُولُ :إِنَّ هذِه قَدْ أُغِیرَ عَلَیْهَا،فَرَکِبَتْ من الدَّهَشِ بَعِیراً عُلُطاً بلا خِطامٍ ،فحَمَلَتْهُ علی الدِّئْداءِ و الرَّبَعَهِ ،و هُمَا أَشَدُّ العَدْوِ،و بَنُوهَا فَورِاسُ لَمْ یَحْمُوها،فإِذا کانَتْ أُمُّ الفَوَارِسِ هذِه حالُهَا،فغَیْرُها أَسْوَأْ حالاً مِنْهَا.

و الرَّبَعَهُ : حَیٌّ من الأَزْد.

و قالَ ابنُ دُرَیْد: الرَّبَعَه : المَسَافَهُ بَیْن أَثافِی القِدْرِ الَّتِی یَجْتَمِعُ فِیها الجَمْرُ ،قالَ :و ذَکَرُوا عن الخَلِیلِ (3)أَنَّه قالَ :

کَانَ مَعَنَا أَعْرَابِیٌّ عَلَی خِوَانٍ ،فقُلْنَا:ما الرَّبَعَهُ :فأَدْخَلَ یَدَهُ تَحْتَ الخِوَانِ فقالَ :بَیْنَ هذِه القَوَائمِ رَبَعَهٌ .

و الرَّوْبَعُ ،کجَوْهَرٍ:الضَّعِیفُ الدَّنِیءُ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، و أَنْشَد لرُؤْبهَ :

عَلَی اسْتِه رَوْبَعَهً أَو رَوْبَعا

و الرَّوْبَعَهُ ، بهاءٍ:القَصِیرُ من الرِّجَالِ ، و تَصَحَّفَ عَلَی الجَوْهَرِیّ فجَعَلَهَا زَوْبَعاً، بالزّای،و سَیَأْتِی إِنْ شَاءَ اللّه تَعالَی فی«ز ب ع»ثمّ إِنّ ابْنَ بَرِّیّ قالَ :ذَکَرَهُ ابنُ دُرَیْدٍ و الجَوْهَرِیّ بالزّای (4)،و صَوابُه بالرَّاءِ،قَالَ :و کذلِکَ و هو فی شِعْرِ رُؤْبَهَ ،و فُسِّرَ بأَنَّه القَصِیرُ الحَقِیرُ،و هکذا أَنْشَدَه ابنُ السِّکِّیتِ أَیْضاً بالرّاءِ،فتَأَمَّلْ .

و قِیلَ : الرَّوْبَعَهُ فی شِعْرِ رُؤْبهَ هو قِصَرُ (5)العُرْقُوبِ ،أَو أَصْلُ الرَّوْبَعَهِ : دَاءٌ یَأْخُذُ الفِصَالَ کأَنَّهَا صُرِعَتْ ،و هذا الدّاءُ بها،فلِذلِکَ نَصَبَ رُوْبَعَهً ،یُقَالُ :أَخَذَه رَوْبَعَهٌ و رَوْبَعٌ ،أَی سُقُوطٌ مِنْ مَرَضٍ و غَیْرِه.قالَ جَرِیرٌ:

کانَتْ قُفیْرَهُ باللِّقَاح مُرِبَّهً

تَبْکِی إِذا أَخَذَ الفَصِیلَ الرَّوْبَعُ

و الیَرْبُوعُ وَاحِدُ الیَرَابِیعِ ،و الیاءُ زائِدَهٌ ؛لأَنَّه لَیْس فی کَلامِ العَرَبِ فَعْلُولٌ سِوَی ما نَدَرَ،مِثْل صَعْفُوقٍ .قَالَهُ کُرَاع: دابَّهٌ ،م ،و هی فَأْرَهٌ لجُحْرِها أَرْبَعَهُ أَبْوَابٍ .و قالَ الأَزْهَرِیّ :دُوَیْبَهٌ فوق الجُرَذِ،الذَّکَرُ و الأُنْثَی فیه سَوَاءٌ.

و من المَجَازِ: الیَرْبُوع : لَحْمَهُ المَتْنِ ،علَی التَّشْبِیهِ بالفَأْرَهِ ، أَوْ هی بالضَّمِّ ،أَوْ یَرَابِیعُ المَتْنِ :لَحَمَاتُه،لا وَاحِدَ لَها ،قالَ الأَزْهَرِیّ :لَمْ أَسْمَعْ لها بوَاحِدٍ،یُقَالُ :مَرَّ تَنْزُو حَرَابِیُّ مَتْنِهِ و یَرابِیعُه،و هی لَحَمَاتُ المَتْنِ .

ص:141


1- (1) الذی فی المفردات للأصفهانی:الرّبیعه:الجونه.
2- (2) فی مفردات الراغب:طبقات.
3- (3) فی التکمله:«عن بعض أهل العلم»و الأصل کالجمهره 265/1. [1]
4- (4) الذی فی الجمهره 264/1«روبعه أو روبعا»بالراء کما تقدم.
5- (5) عن القاموس و بالأصل«قصیر»و فی اللسان:القصیر العرقوب.

و یَرْبُوعُ بنُ حَنْظَلَهَ بنِ مالک بن عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ : أَبُو حَیٍّ من تَمِیمٍ ،مِنْهُم:مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ الیَرْبُوعِیُّ الصَّحابِیّ و أَخُوهُ مالِکٌ ،و قَدْ تَقَدَّم ذَکْرُه فی«ن و ر».

و یَرْبُوعُ بنُ غَیْظ بنِ مُرَّهَ : أَبُو بَطْنٍ مِنْ مُرَّهَ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بن ذُبْیَان، مِنْهُم الحارِثُ بنُ ظالِم المُرِّیُّ الیَرْبُوعِیُّ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الرَّبّاع ، کشَدَّادٍ:الکَثیرُ شِرَاءِ الرِّبَاع ،و هی المَنَازِلُ .

و قدْ سَمَّوْا رُبَیْعاً ،کَزُبَیْرٍ ،و رُبْعَانَ ،مِثْل سَحْبَانَ .

و کتَصْغِیرِ رَبِیعٍ ،کأَمِیرٍ، الرُّبَیِّعُ بِنْتُ مُعَوِّذ بنِ عَفّرَاءَ، بَایَعَتْ تَحْتَ الشجَرَه. و الرُّبَیِّعُ بِنْتُ حَارِثَهَ بنِ سِنَانٍ الخُدْریَّهُ ،من المُبَایعاتِ ،ذَکَرَها الوَاقِدِیّ ، و الرُّبَیِّعُ بِنْت الطُّفَیْلِ بنِ النُعمَانِ بن خَنْسَاءَ بنِ سِنَانٍ ،مِنَ المُبَایِعاتِ ، و الرُّبَیِّعُ بِنْتُ النَّضْرِ،عَمَّهُ أَنَس بنِ مالِکٍ ، و أُمُّ الرُّبَیِّعِ و هی

14- أُمُّ حارِثَهَ بنِ سُرَاقَهَ ،و هِیَ الَّتِی قالَ لَهَا النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم:«یا أُمُّ الرُّبَیِّعِ کِتابُ اللّه القِصَاصُ » ،حینَ کَسَرَتْ ثَنِیَّهَ حَارِثَهَ ، فطَلبُوا القِصَاصَ . و قَدْ وَقَع لَنَا هذا الحَدِیثُ عَالِیاً فی ثُمانِیات النَّجِیبِ ،و فی عُشَارِیاتِ الحَافِظ بنِ حَجَرِ:

صَحابِیَّاتٌ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُنَّ .

و عَبْدُ العَزِیز بنُ الرُّبَیْع (1)أَبُو العَوّام الباهِلِیُّ ،بَصْرِیّ ، و ابْنُه رُبَیِّعُ بنُ عبد العَزیزِ: مَحَدِّثان ،رَوَی عبدُ العَزِیزِ عن عَطَاءِ بنِ أَبِی رَبَاحٍ ،و عنه النَّضْرُ بنُ شُمَیْلٍ ،و غَیْرُه.

و فَاتَه:مُحَمَّدُ بنُ عَلِیّ بنِ الرُّبَیِّعِ السُّلْمَیُّ ،رَوَی عَنْهُ سُفْیَانُ بنُ عُیَیْنَهَ .

و بِهَاءٍ: رُبَیِّعَهُ بنُ حِصْن بنِ مُدْلِجِ بنِ حِصْنِ بن کَعْبٍ ، کانَ اسْمُه رَبِیعَهَ ،فصَغَّرَ اسْمَهُ ،و قالَ :

و لکِنِّی رُبَیِّعَهُ بنُ حِصْنٍ

فَقَدْ عَلِمَ الفَوَارِسُ ما مَثابِی

و رُبَیِّعَهُ بن عَبْد (2)بن أَسْعَدَ بنِ جَذِیمَهَ بنِ مَالِکِ بنِ نَصْر بنِ قُعَیْنٍ الأَسَدِیّ : شاعِرانِ وابْنُهُ ذُؤابُ بنُ رُبَیِّعَهَ بنِ عَبْدٍ،قاتِلُ عُتَیْبَهَ بن الحارِثِ بنِ شِهَابٍ . و عَبْدُ اللّه بنُ رُبَیَّعَهَ بنَ فَرْقَدٍ السُّلَمِیّ الکُوفِیّ ، مُخْتَلَف فی صُحْبَتِه ،قال شُعْبَهُ وَحْدَه:له صُحْبَهٌ ،و لَهُ حَدِیثٌ فی سُنَنِ النَّسَائیّ ،و رَوَی أَیْضاً عن ابنِ مَسْعُودٍ و عُبَیْدِ اللّه بنِ خالِدٍ، و عُتْبَهَ بنِ فَرْقَدٍ،و عَنْه عَطَاءُ بنُ السّائبِ ،و مالِکُ بنُ الحارِث و عَبْدُ الرَّحْمّنِ بنُ أَبِی لَیْلَی،و عَمْرُو بنُ مَیْمُونٍ ،و عَلِیُّ بنُ الأَقْمَرِ،و ابنُ ابنِ أَخِیهِ مَنْصُورُ بنُ المُعْتَمِرِ بنِ عَتّابِ بنِ رُبَیِّعَهَ ،و غَیْرُهم.

و فاتَهُ : رُبَیِّعَهُ بنُ حَزْنٍ العِقَیْلِیّ ،مِن أجْدَادِ رَافِعِ بنِ مُقَلدٍ،و عبدُ اللّه بنُ حَبِیبِ بنِ رُبَیِّعَهَ السُّلَمِیّ أَبُو عَبْد الرَّحْمّن التابِعِیّ المشهور،ضَبَطَهُ فی تَهْذِیبِ الکَمَالِ هکذا.قُلْتُ :و هذا رَوَی عَنْ عَلِیٍّ ،و عَنْهُ عَلْقَمَهُ بنُ مَرْثَدٍ.

و کُزبَیْرٍ : رُبَیْعُ بنُ قُزَیْعٍ ،بالزّایِ کما ضَبَطَه الحافِظُ ، الغَطَفَانِیّ :تَابِعِیٌّ ،عن ابنِ عُمَرَ،و قِیلَ فیه:کأَمِیرٍ.

و رُبَیْعُ بنُ الحَارِث بنِ عَمْرِو بنِ کَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ :شاعرٌ جاهِلِیّ .

و رُبَیْع بنُ عَمْرٍو التَّیْمِیُّ جَدّ مِحْجَنِ بنِ سَلامَهَ بن دَجَاجَهَ بنِ عَبْدِ قَیْس بن امریءِ القَیْسِ بنِ عِلْبَاءَ بن رُبَیْعٍ ، و کانَ دَجَاجَهُ أَیْضاً شاعِراً،و مِنْ ذُرِّیَهِ رُبَیْعِ بنِ عَمْرٍو أَیْضاً:

النُّعْمَانُ بنُ مَالِکِ بن الحَارِثِ ،کانَتْ مَعَهُ رَایَهُ الرِّبَاب یَوْمَ الکُلابِ ،و مُزاحِمُ بن عِلاَجِ بن مَالِک بنِ الحَارِثِ ،کانَ شَرِیفاً بالکُوفَهِ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ج س س» و الشَّیْخُ القائلُ :

ص:142


1- (1) فی القاموس:« [1]رُبَیِّع».
2- (2) فی جمهره ابن حزم ص 195 [2] عُبید.

الأَبْیَاتُ الخَمْسَهُ المَشْهُورَه. و مِنْ ذُرِّیَّتِهِ (1)حَنْظَلَهُ بن عَرَادَهَ الشَّاعر فی أَیَّام بَنِی أُمیَّه.

و فاتَه: رُبَیْعُ بنُ عامِرِ بنِ صُبْح بن عَدِیِّ بن قَیْسِ بن الحارِثِ بن فِهْرٍ،من وَلَدِه إِبْراهیمُ بنُ عَلِیّ بنِ مُحَمَّدِ بن سَلَمَهَ بنِ عامِرِ بنِ هَرْمَهَ بنِ هُذَیْلِ (2)بن رُبَیْعٍ الشاعِرُ المَشْهُور،و سَیَأْتِی ذکره فی«هرم».و رُبَیْع بنُ أصْرَمَ بنِ خَارِجَهَ العَنْبَرِیّ :شاعِرٌ ذَکَرَهُ الآمِدیُّ (3).و اخْتُلِفَ فی رُبَیْعِ ابنِ ضَبُعٍ الفَزارِیِّ أَحَد المُعَمَّرِینَ ،و هو القائل (4):

إِذا جَاءَ (5)الشِّتَاءُ فأَدْفِئُونِی

فإِنَّ الشَّیْخَ یُهْرِمُه (6)الشِّتَاءُ

فقِیلَ :هکَذَا مُصَغَّراً،و قِیلَ :کأَمِیرٍ (7)،و قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی الصَّحابَه فِیمَنْ اسْمُه رَبِیعٌ ،کأَمِیرٍ.

و رُبَاعُ ،بالضَّمِّ ،مَعْدُولٌ من أَرْبَعَهٍ أَرْبَعَهٍ . و قَوْلُه تَعالَی: مَثْنی وَ ثُلاثَ وَ رُباعَ (8)، أَیْ أَرْبَعاً أَرْبَعاً ،فعَدَلَه، فلِذلِکَ تُرِکِ صَرْفُه أَیْ لِلْعَدْلِ و التَّعْرِیف.

قال ابنُ جِنّی: و قَرَأَ الأَعْمَشُ : مَثْنَی و ثُلاثَ و رُبَعَ کزُفَرَ،عَلَی إِرَادَهِ رُبَاعَ ،فحَذَفَ الأَلِفَ .

و الرَّبَاعِیَهُ ،کَثَمَانِیَهٍ :السِّنُّ الَّتِی بَیْنَ الثَّنِیَّهِ و النَّابِ ،و هی إِحْدَی الأَسْنَانِ الأَرْبَعَهِ الَّتِی تَلی الثنایَا،تَکُونُ للإِنْسَانِ و غَیْرِهِ ، ج رَبَاعِیَاتٌ .

و قَالَ الأَصْمَعِیّ :للإِنْسَانِ مِنْ فَوْقٍ ثَنِیَّتانِ ،و رَباعِیَتانِ بَعْدَهُمَا،و نَابانِ ،و ضَاحِکَانِ ،و سِتَّهُ أَرْحاءٍ مِنْ کُلّ جانِبٍ ، و نَاجِذَانِ ،و کَذلِکَ مِنْ أَسْفَل.قال أَبُو زَیْدٍ:یُقَالُ لِکُلِّ خُفٍّ و ظِلْفٍ ثَنِیَّتانِ مِنْ أَسْفَل فقَطْ ،و أَمَّا الحَافِرُ و السِّبَاعُ کلها فلَها أَرْبَعُ ثَنَایَا،و للْحَافِرِ بَعْدَ الثَّنایا أَرْبَعُ رَبَاعِیَاتٍ ،و أَرْبَعَهُ قَوَارِحَ ،و أَرْبَعَهُ أَنْیَابٍ ،و ثَمَانِیَهُ أَضْراسٍ .

و یُقَالُ لِلَّذِی یُلْقِیهَا أَیْ یُلْقِی رَبَاعِیَتَهُ : رَبَاعٍ ،کَثَمَانٍ ، فإِذا نَصَبْتَ أَتْمَمْتَ ،و قُلْتَ :رَکِبْتُ بِرْذَوْناً رَبَاعِیاً و

16- فی الحَدِیثِ : «لَمْ أَجِدْ إِلاَّ جَمَلاً خِیَاراً رَبَاعِیاً ». قال العَجّاج یَصِفُ حِماراً وَحْشِیّاً:

کَأَنَّ تَحْتِی أَخْدَرِیًّا أَحْقَبَا

رَبَاعِیاً مُرْتَبِعاً أَو شَوْقَبا

و جَمَلٌ و فَرَسٌ رَبَاعٌ و رَبَاعٍ ،الأَخِیرُ عن کُرَاع،قالَ :

و لا نَظِیرَ لَهَا سِویَ ثَمانٌ و یَمَانٌ و شَناحٌ . و الشَّناح:الطَّوِیلُ ، و کَذلِکَ جَوارٌ ج: رُبْعٌ :بالضَّمِّ :عن ثَعْلَبٍ ، و بِضَمَّتَیْنِ ، کقَذَالٍ و قُذُلٍ ، و رِبَاعٌ و رِبْعَانٌ :بکَسْرِهِمَا :الأَخِیرُ کغَزَالٍ و غِزْلانٍ : و رُبَعٌ :کَصُرَدٍ ،عن ابنِ الأَعرابیّ و أَرْبَاعٌ و رَبَاعِیَاتٌ ،و الأُنْثَی رَبَاعِیَهٌ . کُلُّ ذلِکَ لِلَّذِی یُلْقِی رَبَاعِیَتَه .

و تَقُولُ للْغَنَمِ فی السَّنَهِ الرَّابِعَهِ و للبَقَرِ،و ذَاتِ الحافِرِ فی السَّنَهِ الخَامِسَهِ ،و لِذَاتِ الخُفِّ فی السَّنَهِ السّابِعَهِ : أَرْبَعَتْ تُرْبِعُ إِرْبَاعاً ،و حَکَی الأَزْهَرِیُّ عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ قَالَ :الخَیْلُ تُثْنِی و تُرْبِعُ و تُقْرِحُ ،و الإِبِلُ تُثْنِی و تُرْبِعُ و تُسْدِسُ و تَبْزُلُ ، و الغَنَمُ تُثْنِی و تُرْبِعُ و تُسْدِسُ و تَصْلَغُ ،قالَ :و یُقَالُ للفَرَسِ إِذا استَتَمَّ سَنَتَیْن:جَذَعٌ ،فإِذا اسْتَتمَّ الثالِثَهَ فهو ثَنِیٌّ ،و ذلِکَ عِنْدَ إِلْقَائهِ رَوَاضِعَه،فإِذا اسْتَتَمَّ الرابِعَهَ فهو رَبَاع ،قالَ :و إِذا (9)سَقَطَتْ رَوَاضِعُه،و نَبَتَ مَکَانَهَا سِنٌّ ،فنَبَاتُ تَلْکَ السِّنِّ هو الإِثْناءُ،ثُمَّ تَسْقُطُ الَّتِی تَلِیهَا عِنْدَ إِرْبَاعِهِ ،فَهِیَ رَبَاعِیَتُهُ ، فیَنْبُتُ مَکَانَه سِنٌّ فهو رَبَاعٌ ،و جَمْعه رِبَعٌ ،و أَکْثَر الکَلام رُبُعٌ (10)و أَرْبَاعٌ ،فإِذا حانَ قُرُوحُهُ سَقَطَ الَّذِی یَلِی رَبَاعِیَتَهُ فَیَنْبُتُ مَکَانَهُ قَارِحُهُ ،و هو نابُه،و لَیْسَ بَعْدَ القُرُوحِ سُقُوطُ سنٍّ ،و لا نَباتُ سَنٍّ ،قالَ :و قالَ غَیْرُه:إِذا طَعَنَ البَعِیرُ فی السَّنَهِ الخامِسَهِ فهو جَذَعٌ ،فإِذا طَعَنَ ،فی السادسه فهو ثَنِیٌّ ،فإِذا طَعَنَ فی السّابِعَهِ فهوَ رَبَاعٌ ،و الأُنْثَی رَبَاعِیهٌ ،فإِذا

ص:143


1- (1) کذا بالأصل و یفهم من عباره تبصیر المنتبه 590/2 انه من ذریّه رُبَیْع بن الحارث بن عمرو بن کعب بن سعد بن زید مناه بن تمیم.
2- (2) عن جمهره ابن حزم ص 177 و [1]بالأصل«الهذلی».و فی الجمهره [2]سقط من عمود نسیه«محمد».
3- (3) أنظر المؤتلف و المختلف للآمدی ص 182.
4- (4) البیت فی تبصیر المنتبه 590/2 و المعمّرین ص 10 و آمالی القالی 214/3 [3] من عده أبیات(أنظر الحاشیه رقم 3 من الصفحه السابقه).
5- (5) فی المعمّرین ص 10«کان»بدل«جاء».
6- (6) فی التبصیر«یهدمه»بدل«یهرمه»590/2.
7- (7) أنظر المعمّرین ص 7/6 و الخزانه 308/3. [4]
8- (8) سوره النساء من الآیه 3. [5]
9- (9) فی التهذیب:قال:أثنی إذا سقطت.
10- (10) ضبطت عن اللسان،و [6]ضبطت فی التهذیب:و جمعه رُبْع...رَبَعَ و أرباع».

طَعَنَ فی الثّامِنَهِ فهو سَدَسٌ (1)و سدیِسٌ ،فإِذا طَعَنَ فی التّاسِعَهِ فهو بَازِلٌ (2).

و قال أَبو فَقْعَسِ الأَسَدِیُّ :وَلَدُ البَقَرَهِ أَوَّلَ سَنَهٍ تَبِیعٌ ،ثُمَّ جَذَعٌ ،ثم ثَنِیٌّ ،ثُمَّ رِبَاعٌ ،ثم سَدَسٌ ،ثُمَّ صالِغٌ ،و هُوَ أَقْصَی أَسْنَانِهِ .

و أَربَعَ القَوْمُ :صَارَوا فی الرَّبِیع أَو دَخَلُوا فِیهِ ، أَو أَرْبَعُوا :صارُوا أَرْبَعَهً أَوْ أَرْبَعِینَ .

أَو أَرْبَعُوا : أَقامُوا فی المَرْبَعِ عن الارْتِیَادِ و النُّجْعَهِ ، لعُمُوم الغَیْثِ فهُمْ یُربِعُونَ حَیْثُ کانُوا،أَی یُقِیمُون للْخِصْبِ العامِّ ،و لا یَحْتَاجُون إِلَی الانْتِقَالِ فی طَلَبِ الکَلإِ.

و المُرْبعُ ،کمُحْسِنٍ :النَّاقَهُ الَّتِی تُنْتَجُ فی الرَّبِیعِ ،فإِنْ کانَ ذلِکَ عَادَتها فهی مِرْباعٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و قَدْ تَقَدَّمَ .

أَو المُرْبعُ :هی الَّتِی وَلَدُها مَعَها و هو رُبَعٌ ،و کذلِکَ المِرْبَاعُ ،عَنِ الأَصْمَعِیِّ .

و قالَ أَبُو عَمُرٍو: المُرْبِعُ : شِرَاعُ السَّفِینَهِ المَلأَی و الرُّومِیُّ :شِرَاعُ الفارِغَهِ ،و المُتَلَمِّظَهُ :مَقْعَدُ الاسْتِیَامِ ،و هو رَئِیسُ الرُّکابُ .

و المَرَابِیعُ :الأَمْطَارُ الَّتِی تَجِیءُ فی أَوّلِ الرَّبِیع ،قالَ لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه عَنْهُ یَذْکُر الدِّمَنَ :

رُزِقَتْ مَرَابِیعَ النُّجُوم و صَابَها

وَدْقُ الرَّوَاعِدِ:جَوْدُهَا فِرهامُها

و عَنَی بالنُّجُوم الأَنْوَاءَ.قالَ الأَزْهَرِیّ :قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : مَرَابِیعُ النُّجُومِ :الَّتِی یَکُونُ بها المَطَرُ فی أَوَّلِ الأَنْوَاءِ.

و قالَ اللَّیْثُ : أَرْبَعَتِ النَاقَهُ فهی مُرْبِعٌ ،إِذا اسْتَغْلَقَتْ رَحِمُها فلم تَقْبَلِ الماءَ ،و کَذلِکَ ارْتَبَعَتْ .

و قالَ غَیْرُهُ : أَرْبَع مَاءُ هذِه الرَّکِیَّهِ ،أَیْ کَثُرَ.

و أَرْبَعَ الوِرْدُ:أَسْرَعَ الکَرَّ ،کما فی العُبَابِ ،أَیْ أَرْبَعَتِ الإِبِلُ بالوِرْدِ:إِذا أَسْرَعَتِ الکَرَّ إِلَیْهِ ،فَوَرَدَتْ بِلاَ وَقْتٍ ، و حَکَاهُ أَبُو عُبَیْدٍ بالغَیْنِ المُعْجَمَه،و هُوَ تَصْحِیفٌ ،کما فی اللِّسَانِ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : أَرْبَعَ الإِبِلَ علی الماءِ:إِذا أَرْسَلَهَا و تَرَکَها تَرِدُ المَاءِ مَتَی شاءَتْ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَرْبَعَ فُلانٌ ،إِذا أَکثَرَ من النِّکَاحِ .

و فی اللِّسَان: أَرْبَعَ بالمَرْأَهِ :إِذا کَرَّ إِلَی مُجَامَعَتِها مِنْ غَیْرِ فَتْرَهٍ .

و قالَ ابنُ عَبْادٍ: أَرْبَعَ عَلَیْهِ السائلُ ،إِذا سَأَلَ ثُمَّ ذَهَبَ ، ثُمَّ عَادَ نَقَلَه الصّاغَانیّ هکَذَا.

و أَرْبَعَ المَرِیضَ :تَرَکَ عِیَادَتَه یَوْمَیْنَ ،و أَتاهُ فی الیَوْمِ الثّالِثِ ،هکَذَا فِی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العْبِابِ ،و هکذا وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِیُّ .و وَقَع فی اللِّسانِ :فی الیَوْمِ الرابِعِ ، و هکَذَا هُوَ فی نُسَخِ الصّحاح (3).و صَحَّح عَلَیْه،و به فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ : «أَغْبُّوا فی عِیَادَهِ المَرِیض،و أَرْبَعُوا ،إِلاَّ أَنْ یَکُونَ مَغْلُوباً». و أَصْلُه مِن الرِّبْع :من أَوْرَادِ الإِبِلِ .

و التَّرْبِیعُ :جَعَلُ الشَّیْ ء مُرَبَّعاً ،أَیْ ذا أَرْبَعَهِ أَجْزَاءٍ،أَوْ عَلَی شُکْل ذِی أَرْبَعٍ .

و مُرَبَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :لَقَبُ أَبِی عَبْدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ إِبْرَاهِیمَ الأَنْمَاطِیُّ صاحِبِ یَحْیَی بن مَعِینٍ ،و هو حافِظُ بَغْدَادَ مشْهُورٌ تَقَدَّم ذِکْرُهُ فی الأَنْمَاطِیِّینَ . و مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّه بنِ عَتّابٍ المُحَدِّثُ یُعْرَفُ بابْنِ مُرَبَّعٍ أَیْضاً. و هذا نَقَلَه الصّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَه،و کُنْیَتهُ أَبُو بَکْر،و یُعَرَفُ أَیْضاً بالمُرَبَّعِیّ ،و قَدْ رَوَی عَنْ یَحْیَی بنِ مَعِینٍ و عَلِیّ بنِ عاصمٍ ،ماتَ سَنَهَ مِائَتَیْن و سِتَّهٍ و ثَمَانِینَ ،کذَا فی التَّبْصِیرِ.

و اسْتَأْجَرَه أَو عامَلَه مُرَابَعَهً عن الکِسَائیّ ، و رِبَاعاً ، بالکَسْرِ،عن اللِّحْیَانِیّ ،و کِلاهُما من الرَّبِیع ،کمُشَاهَرَه من الشَّهْرِ ،و مُصایَفَه من الصَّیْفِ ،و مُشاتاهً من الشِّتاءِ،و مُخارَفَهً من الخَرِیف،و مُسانَهَهً من السَّنَهِ ،و یُقَالُ :مُسَانَاه أَیْضاً، و المُعَاوَمَه من العامِ ،و المیُاوَمَه:من الیَوْمِ ،و المُلاَیَلَه:مِنَ اللَّیْلِ ،و المُسَاعاه:من السَّاعَهِ ،و کُلُّ ذلِکَ مُسْتَعْمَلٌ فی کَلامِ العَرَب.

ص:144


1- (1) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:سَدُوس و سدیس.
2- (2) بعدها فی التهذیب و اللسان:و [2]قال ابن الأعرابی:تجذع العناق لسنه و تثنی لتمام سنتین و هی رباعیه لتمام ثلاث سنین و سدس لتمام أربع سنین،و صالغ لتمام خمس سنین.
3- (3) الذی فی الصحاح المطبوع:الیوم الثالث.

و ارْتَبَع بمَکَانِ کَذَا:أَقامَ به فی الرَّبِیعِ ،و المَوْضِعُ مُرْتَبَعٌ ،کما سَیأْتِی للمُصَنِّف قَرِیباً:

و ارْتَبَعَ الفَرَسُ ،و البَعِیرُ:أَکَلَ الرَّبِیعَ ، کَترَبَّع فنَشِطَ و سَمِنَ ،قالَ طَرَفَهُ بنُ العَبْدِ یَصِفُ ناقَتَهُ :

تَرَبَّعَتِ القُفَّیْنِ فی الشَّوْلِ تَرْتَعِی

حَدَائقَ مَوْلِیِّ الأَسِرَّهِ أَغْیَدِ

و قِیلَ : تَرَبَّعُوا ،و ارْتَبَعُوا :أَصابُوا رَبِیعاً ،و قیل:أَصابُوهُ فَأَقَامُوا فیه،و تَرَبَّعَتِ الإِبِلُ بمَکَانِ کَذا:أَقَامَتْ به.قالَ الأَزْهَرِیّ :و أَنْشَدَ أَعْرَابِیّ :

تَرَبَّعَتْ تَحْتَ السُّمِیِّ الغُیَّمِ

فی بَلَد عافِی الرِّیَاضِ مُبْهِمِ

عافِی الرِّیَاضِ ،أَیْ رِیاضُه عافِیَهٌ وَافِیهٌ لم تُرْعَ .مُبْهِم:

کَثِیر البُهْمَی.

و یقال: تَرَبَّعْنَا الحَزْنَ و الصَّمَّانَ ،أَی رَعَیْنَا بُقُولَها فی الشّتَاءِ.

و تَرَبَّعَ فی جُلُوسِه:خِلاَفُ جَثَا و أَقْعَی. یُقَالُ :جَلَسَ مُتَرَبِّعاً ،و هو الأُرْبَعَاوَی الَّذِی تَقَدَّم.

و تَرَبَّعَتِ النَّاقَهُ سَنَاماً طَوِیلاً ،أَی حَمَلَتْهُ . قالَ النابِغَهُ الجَعْدِیُّ رَضِیَ اللّه عَنْه:

و حَائلٍ بَازِلٍ تَرَبَّعَتِ الصَّیْ

فَ عَلَیْهَا (1)العِفَاءُ کالأُطُمِ

یُرِیدُ رَعَت بِالصَّیْفِ حَتَّی رَفَعَتْ سَنَاماً کالأُطُمِ .

و المُرْتَبَعُ ،بالفَتْحِ ،أَیْ بفَتْحِ الباءِ: المَنْزِلُ یُنْزَلُ فیه أَیّامَ الرَّبِیعِ خاصَّهً ، کالمَرْبَعِ ،ثُمَّ تُجُوِّزَ فیه حَتَّی سُمِّیَ کُلُّ مَنْزِلٍ مَرْبَعاً و مُرْتَبَعاً ،و مِنْه قَوْلُ الحَرِیریّ :

دَعِ ادِّکارَ الأَرْبُعِ

و المَعْهَدِ المُرْتَبَعِ

و قالَ أَبو زَیْد: اسْتَرْبَعَ الرَّمْلُ :إِذا تَرَاکَمَ .

و الغُبَارُ :إِذا ارْتَفَعَ ،و أَنْشَدَ:

مُسْتَرْبِعٌ مِنْ عَجَاجِ الصَّیْفِ مَنْخُولُ

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ : اسْتَرْبَعَ البَعِیرُ للسَّیْرِ :إِذا قَوِیَ عَلیْهِ .

و رَجُلٌ مُسْتَرْبِعٌ بِعَمَلِهِ ،أَی مُسْتَقِلٌّ به،قَوِیٌّ عَلَیْه، صَبُورٌ. قالَ أَبو وَجْزَهَ :

لاَعٍ یَکَادُ خَفِیُّ الزَّجْرِ یُفْرِطُهُ

مُسْتَرْبِعٍ بِسُرَی المَوْمَاهِ هَیَّاجِ

الّلاعِی:الَّذِی یُفْزِعُه أَدْنَی شَیْ ءٍ،و یُفْرِطُه:یَمْلَؤه رَوْعَا حَتَّی یَذْهَبَ بِه.و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : اسْتَرْبَعَ الشَّیْ ءَ:

أَطاقَهُ ،و أَنْشَد (2):

لَعَمْرِی لَقَدْ نَاطَتْ هَوَازِنُ أَمْرَهَا

بمُسْتَرْبِعِینَ الحَرْبَ شُمِّ المَنَاخِرِ

أَیْ بمُطِیقِینَ الحَرْبَ .

قال الصّاغَانِیّ :و أَمّا قَوْلُ أَبِی (3)صَخْرٍ الهُذَلِیّ یَمْدَحُ خالِدَ بنَ عَبْدِ العَزِیز:

رَبِیعٌ و بَدْرٌ یُسْتَضَاءُ بوَجْهِه

کَریمُ النَّثا (4)مُسْتَرْبِعٌ کُلَّ حاسِدِ

فمعناه أَنه یَحْتَمِلُ حَسَدَه،و یَقْوَی عَلَیْه.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هذا کُلُّه من رَبْعِ الحَجَرِ و إِشالَتِهِ .

قَالَ الصّاغَانِیّ :و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ عَلی جُزْءٍ مِنْ أَرْبَعَهِ أَجْزَاءِ،و عَلَی الإِقَامَهِ ،و عَلَی الإِشالَهِ ،و قَدْ شَذَّت الرَّبْعَهُ :

المَسَافَهُ بَیْنَ أَثافِی القِدْر.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

یُقَالُ :هو رابعُ أَرْبَعَهٍ ،أَیْ وَاحِدٌ من أَرْبَعَه .

و جاءَت عَیْنَاهُ بأَرْبَعَهِ ،أَیْ بِدُمُوعٍ جَرَتْ مِنْ نَوَاحِی عَیْنَیْهِ الأَرْبَع ،و قالَ الزَّمَخْشَرِیّ :أَی جاءَ باکِیاً أَشَدَّ البُکَاءِ،و هو مَجَازٌ.

و أَرْبَعَ الإِبِلَ :أَوْرَدَهَا رِبْعاً .

و أَرْبَعَ الرَّجُلُ :جَاءَتْ إِبِلُهُ رَوَابِعَ .

ص:145


1- (1) فی التهذیب و اللسان:«طویل العفاء»و نصب الصیف لأنه جعله ظرفاً.
2- (2) فی الأساس:قال الأخطل.
3- (3) بالأصل«ابن صخر»و المثبت عن التکمله.و فی التهذیب و اللسان «صخر». [1]
4- (4) عن التکمله،و بالأصل و التهذیب و اللسان:کریم الثنا.

و رُمْحٌ مَرْبُوعٌ :طُولُهُ أَرْبَعَهُ أَذْرُعٍ و قِیلَ :رُمْحٌ مَرْبُوعٌ :لا طَوِیلَ و لا قَصِیر.

و التَرْبِیعُ فی الزَّرْعِ :السَّقْیَهُ الَّتِی بَعْدَ التَّثْلِیثِ .

و ناقَهٌ رَبُوعٌ ،کَصَبُورٍ:تَحْلبُ أَرْبَعَهَ أَقْدَاحٍ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و رَجُلٌ مُرَبَّعُ الحَاجِبَیْن:کَثِیرُ شَعرِهِما،کأَنَّ لَه أَرْبَعَ (1)حَواجِبَ .قال الرّاعِی:

مُرَبَّعُ أَعْلَی حَاجبِ العَیْنِ ،أُمُّه

شَقِیقَهُ عَبْدٍ مِنْ قَطِینٍ مُوَلَّدِ (2)

و قَالَ الزَّمَخْشَرِیّ :فُلانٌ مُرَبَّعُ الجَبْهَهِ ،أَی عَبْدٌ.و هو مَجاز.

و رُبِعَ الرَّجُلُ ،کعُنِیَ :أُصِیبَتْ أَرْبَاعُ رَأْسِهِ ،و هی نَوَاحِیهِ .

و ارْتَبَعَ الحَجَرَ:شالَهُ ،و ذلِکَ المُتَنَاوَلُ مَرْبُوعٌ ،کالرَّبِیعَهِ .

و مَرَّ بقَوْمٍ یَرْبَعُونَ حَجَراً،و یَرتَبِعُون ،و یَتَرَبَّعُونَ ،الأَخِیرُ عَن الزَّمَخْشَرِیّ و أَکْثَرَ اللّه رَبْعَکَ :أَهْلَ بَیْتِکَ .

و هم الیَوْمَ رَبْعٌ ،إِذا کَثُرُوا و نَمَوْا.و هُو مَجَاز.

و الرَّبْعُ :طَرَفُ الجَبَلِ .

و المَرْبُوعُ مِنَ الشِّعْر:الَّذِی ذَهَبَ جُزْءٌ (3)من ثَمَانِیَهِ أَجْزَاءٍ من المَدِیدِ و البَسِیط .

قالَ الأَزْهَرِیُّ :و سَمِعْتُ العَرَبَ یَقُولُون: تَرَبَّعَتِ النَّخِیلُ :

إِذا خُرِفَتْ و صُرِمَتْ .

و قالَ ابنُ بَرِّیّ :یُقَالُ :یَوْمٌ قائظٌ و صائفٌ و شاتٍ ،و لا یُقَالُ :یَوْمٌ رَابِعٌ ،لأَنّهم لَمْ یَبْنُوا منه فِعْلاً علی حَدِّ قاظَ یَوْمُنَا،و شَتَا،فَیَقُولُوا: رَبَعَ یَوْمُنَا،لأَنّهُ لا مَعْنَی فیه لحَرٍّ و لا بَرْدٍ،کما فی قَاظَ و شَتَا.

و

16- فی حَدِیثِ الدُّعاءِ: «اللَّهُمَّ اجْعَل القُرْآنَ رَبِیعَ قَلْبِی».

جَعَلَهُ رَبِیعاً لَهُ لِأَنَّ الإِنْسَانَ یَرْتَاحُ قَلْبُه فی الرَّبِیعِ من الأَزْمَانِ و یَمِیلُ إِلَیْه،و رُبَّمَا سُمِّیَ الکَلَأُ و الغَیْثُ رَبِیعاً .

و الرَّبِیعُ :ما تَعْتَلِفُهُ الدَّوَابُّ مِن الخُضَرِ،و الجَمْعُ أَرْبِعَهٌ .

و الرِّبْعَهُ ،بالکَسْرِ:اجْتِمَاعُ الماشِیَهِ فی الرَّبِیعِ .یُقَالُ :

بَلَدٌ مَیِّثٌ أَنِیثٌ ،طَیِّبُ الرِّبْعَه ،مَریءُ العُودِ.

و رَبَعَ الرَّبِیعُ یَرْبَعُ رُبُوعاً :دَخَلَ .

و أَرْبَعَ القَوْمُ :صارُوا إِلَی الرِّیفِ و الماءِ.

و المُتَرَبَّعُ :الموضِعُ الَّذِی یُنْزَلُ فیه أَیّامَ الرَّبِیعِ .

و غَیْثٌ مُرْبعٌ :یَأْتِی فِی الرَّبِیع ،أَوْ یَحْمِلُ الناسَ عَلَی أَنْ یَرْبَعُوا فی دِیَارِهِم،و لا یَرْتَادُون،و هو مَجَازٌ.أَوْ أَرْبَعَ الغَیْثُ :إِذا أَنْبَتَ الرَّبِیعَ .

و قَوْلُ الشّاعِر:

یَدَاکَ یَدٌ رَبِیعُ النّاسِ فِیها

و فِی الأُخْرَی الشُّهورُ من الحَرَامِ

أَرادَ أَنَّ خِصْبَ النَّاسِ فی إِحْدَی یَدَیْهِ ،لِأَنَّهُ یُنْعِشُ النّاسَ بِسَیْبِهِ .و فی یَدِهِ الأُخْرَی الأَمْنُ و الحَیْطَهُ و رَعْیُ الذِّمام.

و المُرْتَبِعُ مِنَ الدَّوابِّ :الَّذِی رَعَی الرَّبِیعَ ،فسَمِنَ و نَشِطَ .

و أَرضٌ مُرْبِعَهٌ :کثیرَه الرَّبِیعِ .و أَربَع إِبلَهُ بِمَکانِ کذا [و کذا] (4):رَعَاهَا فیه فی الرَّبِیعِ .

و الرِّبْعِیَّه ،بالکسرِ:العِیرُ المُمتارَه فی الرَّبِیعِ .و قیل:

أَوَّل السَّنَه،و إِنَّمَا یَذْهَبُونَ بِأَوّلِ السَّنَه إِلَی الرَّبِیعِ و الجَمع رَبَاعِیّ .

و الرِّبْعِیَّه :الغَزْوَه فی الرَّبِیع .قالَ النابِغَه:

و کَانَتْ لَهمْ رِبْعیَّهٌ یَحذَرُونَها

إِذا خَضْخَضَتْ ماءَ السَّمَاءِ القَنَابِلُ (5)

یَعنی أنّه کانَ لَهمْ غَزْوهٌ یَغْزونَهَا فی الرَّبِیعِ .

و أَربَعَ الرَّجُل،فهوَ مُربِعٌ :وُلِدَ لَه فی شَبابِه،عَلَی المَثلِ بالرَّبِیع ،و وَلَدُهُ رِبْعیُّون .

ص:146


1- (1) کذا بالأصل،«أربع»و الحاجب مذکر،فالصواب«أربعه»تؤنث مع المذکر.
2- (2) دیوانه ص 86،انظر تخریجه فیه.
3- (3) کذا بالأصل و التهذیب و اللسان،و صححه مصحح اللسان ط دار المعارف مصر-«جزءان».
4- (4) زیاده عن اللسان. [1]
5- (5) دیوانه 117 و فیه:«و کانت له...القبائل»و فسرها بهامشه:القبائل جمع قبیل و هی القطعه من الخیل.

و فی المُفْرَدَات:و لَمّا کانَ الرَّبِیع أَوّلَ وَقْت الوِلادَه و أَحمَدَهُ اسْتُعیرَ لکلِّ وَلَدٍ یُولَدُ فی الشَّبابِ ،فقیلَ :

أَفْلَحَ مَنْ کانَ له رِبْعِیُّون

و فَصیلٌ رِبْعِیٌّ :نُتِجَ فی الرَّبِیع ،نسبَ عَلَی غَیرِ قیاسٍ .

و رِبْعیَّه النِّتَاجِ و القَیْظِ :أَوَّله،و رِبعیُّ کلِّ شَیْ ءٍ:أَوَّله،و کَذَا رِبْعِیُّ الشَّبَابِ و المَجدِ،و هو مَجَاز،و أَنْشَدَ ثَعلبٌ :

جَزِعْتَ فلَمْ تَجزَعْ منَ الشَّیبِ مَجْزَعَا

و قَد فاتَ رِبْعِیُّ الشَّبَاب فَوَدَّعا

و رِبْعِیُّ الطَّعانِ :أَحَدُّهُ (1).أَنْشَدَ ثَعلَبٌ أَیضاً:

عَلَیکُمْ برِبْعِیِّ الطِّعَان فإِنّهُ

أَشَقُّ عَلَی ذی الرَّثْیَّهِ المُتَصَعِّبِ (2)

و سَقْبٌ رِبْعیٌّ ،و سِقَابٌ رِبْعِیَّهٌ :وُلِدَتْ فی أَوَّل النِّتَاجِ ، و السِّبط الرِّبْعیّ :نَخْلَهٌ تدرِک آخرَ القَیظِ قالَ أَبُو حَنیفَهَ :

سُمِّیَ رِبْعِیًّا ؛لأَنَّ آخِرَ القَیظِ وَقْت الوَسْمِیّ .

و ناقَهٌ رِبْعیَّه :مُتَقَدِّمَهُ النِّتَاج،و العَرَبُ تَقولُ :صَرَفَانَهٌ رِبْعیَّه ،تُصْرَمُ بالصَّیْف و تُؤْکَلُ بالشَّتِیَّهِ .

و ارْتَبَعَتِ النَّاقَهُ :اسْتَغْلَقتْ رَحِمُها.

و المَرابیع من الخَیْلِ :المُجْتَمِعَهُ الخَلْقِ .

و الرَّبِیعِ :الساقِیَهُ الصَّغِیرَهُ تَجْرِی إِلی النَّخْل.حِجَازِیَّهٌ ، و الجَمْع أَرْبِعاءُ ،و رُبْعانٌ .

و ترَکْناهُمْ علی رِبْعَتِهم ،«بالکَسْرِ»،أَی حالِهِمُ الأَوَّلِ ، و اسْتقامَتِهِم.

و هو رابعٌ عَلَیْهَا،أَی ثابِتٌ مُقِیمٌ .

و یقالُ :إِنَّ فُلاناً قَد ارْتَبَع أَمْرَ القَوْمِ ،أَی یَنْتَظِرُ أَنْ یُؤَمَّرَ عَلَیْهِم.

و حَرْبٌ رَباعِیَهٌ ،کثَمَانِیَهٍ :شَدِیدَهٌ فَتِیَّهٌ ؛و ذلِکَ لأَنَّ الإِرْباعَ أَوَّلُ شِدَّهِ البَعِیرِ و الفَرَسِ ،فهِیَ کالفَرَسِ الرَّباعِیّ ، و الجَمَلِ الرَّباعِیّ ،و لَیْسَت کالبَازِلِ الَّذِی هو فی إِدْبَارٍ،و لا کالثَّنِیِّ فتَکُونُ ضَعِیفَهً .

و المُرْبَعُ من الإِبِلِ :الَّذِی یُورَدُ الماءَ کُلَّ وَقْتٍ .و فی التَّهْذِیبِ فی تَرْجَمَه«عذم»قال:و المَرْأَهُ تَعْذِمُ الرَّجُلَ إِذا أَرْبَعَ لَهَا بالکِلام،أَی تَشْتُمُه إِذا سَامَها المَکْرُوهَ ، و هو الإِرباع .

و الرَّبُوع ،کصَبُورٍ،لُغَهٌ فی الأَرْبعاءِ مُوَلَّدَه،و حُکِیَ عَنْ ثَعْلَبٍ فی جَمْعِ الأَرْبعاءِ : أَرابیعُ .قالَ ابْنُ سِیدَه:و لَسْتُ من هذا علی ثِقَهٍ ،و حُکِیَ أَیْضاً عَنْهُ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ :لا تَکُ أَرْبَعَاوِیًّا أَی مِمَّن یَصومُ الأَرْبِعاءَ وَحْدَه.

و الأَرْبَعَاءُ :مَوْضِعٌ :ضَبَطَهُ أَبو الحَسَنِ الزُّبَیْدِیّ (3)بِفَتْحِ الباءِ،و أَنْشَدَ:

أَلَمْ تَرَنا بالأَرْبَعَاءِ ،و خَیْلُنا

غَدَاهَ دَعانا قَعْنَبٌ و اللَّیاهِمُ (4)

قالَ :و قَدْ قِیلَ فیه أَیْضاً: الأُرْبُعَاء بضَمّ أَوَّله و الثَّالِث، و سُکُونِ الثَّانِی.

قال یاقُوت:و المَعْرُوف سُوقُ الأَرْبَعَاءِ :بَلْدَهٌ مِنْ نَوَاحِی خُوزِسْتَانَ عَلَی نهرٍ،ذاتُ جَانِبَیْن و بِهَا سُوقٌ ،و الجانِبُ العِرَاقِیّ أَعْمَرُ،و فیه الجامِعُ .

و أَرْبَاعٌ :مَوْضِعٌ ،عن یاقُوت.

و مَشَتِ الأَرْنَب الأُرْبَعَا ،بِضَمِّ الهَمْزَهِ و فَتْحِ الباءِ و القَصْرِ،و هو ضَرْبٌ من المَشْی.

و ارْتَبَعَ البَعِیرُ یَرْتَبعُ ارْتِبَاعاً :أَسْرَعَ ،و مَرَّ یَضْرِبُ بقوائمِه، و الاسمُ الرَّبَعَهُ [و هی أَشَدُّ عَدْوِ الإِبل] (5).

و هی أَرْبَعُهُنَّ لِقَاحاً:أَیْ أَسْرَعُهُنَّ ،عن ثَعْلَبٍ .

و رَبَعَ الرَّجُلُ بعَیْشِه،إِذا رَضِیَ به،و اقْتَصَرَ عَلَیْه.

و الرُّبُوعُ ،بالضَّمِّ :الأَحْیَاءُ.

و الرَّوْبَعُ ،کجَوْهَرٍ:الناقِصُ الخَلْقِ ،و أَصْلُه فی وَلَدِ النّاقَهِ إِذا خَرَجَ ناقِصَ الخَلْقِ .

و أَرْضٌ مُرْتَبِعَهٌ :ذَاتُ یَرَابِیعَ ،کما فِی المُفْردات (6).

و شَجَرٌ مَرْبُوعٌ :أَصابَه مَطَرُ الرَّبِیعِ فاخْضَلَّ .

ص:147


1- (1) اللسان: [1]أوّله و أَحدَه.
2- (2) و یُروی:المتصعّف.
3- (3) فی معجم البلدان« [2]الأربعاء»:أبو بکر محمد بن الحسن الزبیدی.
4- (4) معجم البلدان و نسبه لسحیم بن وثیل الریاحی،و فیه:قعنب و الکیاهم.
5- (5) زیاده عن اللسان. [3]
6- (6) کذا بالأصل،و الذی فی المفردات المطبوع:و أرض مَرْبَعهٌ فیها یرابیع.

و سَمَّتِ العَرَبُ رَابِعَهً و مِرْباعاً .

و قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

صَخِبُ الشَّوارِبِ لا یَزَالُ کأَنَّهُ

عَبْدٌ لِآلِ أَبِی رَبِیعَهَ مُسْبَعُ

أَرادَ آلَ رَبِیعَهَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عَمْرِو (1)بنِ مَخْزُومٍ ،لِأَنَّهم کَثِیرُو الأَمْوَالِ و العَبِیدِ،و أَکْثَرُ مَکَّهَ لَهُم،و سَیَأْتِی فی «س ب ع».

و التِّرْباع ،بالکَسْرِ:مَوْضِع،قال:

لِمَنْ الدِّیَار عَفَوْنَ بالرَّضْمِ

فَمَدَافِعِ التِّرْبَاعِ فالرَّجَمِ (2)

و الرَّوْبَعَهُ :قِعْدَهُ المُتَرَبِّعِ ،یَقُول (3):یا أَیُّهَا الزَّوْبَعَه،ما هذِهِ الرَّوْبَعَه ؟.

و رَبَعَ الفَرَسُ عَلَی قَوَائِمه:عَرِقَتْ ،مِنْ رَبَع المَطَرُ الأَرْضَ .

و رَبَعَهُ اللّه:نَعَشَهُ .

و رُبِعَتْ عَلَی عَقْلِ فُلانٍ رِبَاعَهٌ ،کسَرَ فیهَا رِبَاعَه (4)،أَیْ بَذَلَ فِیهَا کُلَّ ما مَلَکَ حَتَّی بَاعَ [فیها]مَنَازلَهُ ،و هو مَجَاز.

و الرُّبَعَهُ ،بالضَّمِّ و فَتْح المُوَحَّدَهِ ،ابنُ رُشْدَان بن جُهَیْنَه:

أَبُو بَطْن یَنْتَمِی إِلَیْه جَمَاعَهٌ من الصَّحَابَه و غَیْرِهم.

و أَحْمَدُ بنُ الحُسَیْنِ بن الرَّبْعَه -بالفَتْح فالسُّکُون-أَبو الحَارِثِ ،عن أَبِی الحُسَیْن بن الطُّیورِیّ ،و عَنْهُ ابن طَبَرْزَد.

و أَبُو مَنْصُور نَصْر بن الفَتْح الفَامِی (5)المُرَبَّعی :مُحَدِّث.

و أَبو الرَّبِیع :الحُسَیْن بنُ مَاهَان الرَّازِی،عُرِف بالکِسائیّ ،مُحَدّث.

و مِرْبَعُ بنُ سُبَیع،کمِنْبَرٍ،الَّذِی قَتَلَ غَضُوبَ ،کما سَیَأْتی فی«ض ب ع».

رتع

رَتَعَ ،کمَنَعَ ، رَتْعاً ،و رُتُوعاً ،و رِتَاعاً ،بالکَسْرِ ، و هذِه عن ابْنِ الأَعْرَابِی: أَکَلَ و شَرِبَ ،و ذَهَبَ و جاءَ ما شاءَ و أَصلُ الرَّتْع للبَهَائم،و یُسْتعارُ للإِنْسَانِ إِذَا أُرِیدَ به الأَکْلُ الکَثِیر،کما حَقَّقه الأَصْبَهَانِیُّ فی المُفْرداتِ ،و الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساس،و نَقَلَه المُصَنِّفُ فی البَصَائِر،و إِلیه أَشارَ الجَوْهَرِیُّ حیثُ قَالَ فی أَوَّل المادَّه: رَتَعَتِ الماشِیَهُ تَرْتَعُ رُتُوعاً ،أَی أَکَلَتْ ما شَاءَت،زادَ غیرُه:و جاءَتْ و ذَهَبَت فی المَرْعَی نَهَاراً،و لا یکونُ الرَّتْعُ إِلاّ فی خِصْبٍ وسَعَه.

أَو هو الأَکْلُ و الشُّرْبُ رَغَداً فی الرِّیفِ ،و هذا قولُ اللَّیْثِ ،و هو مَجازٌ أَیضاً.

أَو الرَّتْعُ و الرُّتُوع و الرِّتَاع :الأَکْلُ بشَرَهٍ ،و هذا قولُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هو مَجَازٌ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إِذا مَرَرْتُمْ برِیَاضِ الجَنَّهِ فارْتَعُوا ». أَرادَ برِیاضِ الجَنَّهِ ذِکْرَ اللّه،و شَبَّهَ الخَوْضَ فیهِ بالرَّتْعِ فی الخِصْبِ .

و جَمَلٌ رَاتِعٌ من إِبِلٍ رِتَاع ،کنَائٍم و نِیامٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ [للقُطامِیّ ] (6)یَمْدَحُ زُفَرَ بنَ الحارِثِ الکِلابِیِّ :

و من یَکُن اسْتَلامَ إِلی ثَوِیٍّ

فقَد أَحْسَنْتَ یا زُفَرُ المَتَاعا

أَکُفْراً بعدَ رَدِّ المَوْتِ عَنِّی

و بَعْدَ عَطَائِکَ المِائَهَ الرِّتَاعَا

و قال المَرّارُ الفَقْعَسِیُّ :

رَوَیْنَ بِعَالِجٍ فَخَرَجْنَ منهُ

یَرُعْنَ النّاسَ و النَّعَمَ الرِّتَاعَا

و إِبلٌ رُتَّعٌ ،کرُکَّعٍ ،و

13- فی الکَلِمَات القُدْسِیَّه: «لو لا الشُّیُوخُ الرُّکَّعُ ،و الصِّبْیانُ الرُّضَّعُ ،و البَهَائمُ الرُّتَّعُ لَصُبَّ علیکم البَلاَءُ صَبًّا».

و إِبِلٌ رُتُعٌ بِضَمَّتَیْنِ قال الأَعْشَی یَذْکُر مَهَاهً مَسْبُوعَهً :

فظَلَّ یَأْکُلُ مِنْهَا وهْیَ رَاتِعَهٌ

جَدَّ النَّهارِ تُرَاعِی ثِیرَهً رُتُعَا

و إِبِلٌ رُتُوعٌ ،قَال عَمْرُو بن مَعْدِیکَرِبَ رضی اللّه عنه:

ص:148


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«عمر».
2- (2) ضبطت فالرّجَم بالتحریک عن معجم البلدان«رجَمَ ».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یقول،کذا بالأصل،و لعل بالعباره تسقط ،و فی الأساس:«تقول».
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و ربعت علی عقل فلان الخ عباره الأساس:و حمل فلان حماله کسر فیها رباعه الخ».
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«القاضی».
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه.

فأَرْسَلْنَا رَبِیئَتَنا فأَوْفَی

فقال أَلاَ ولِی خَمْسٌ رُتُوعُ ؟

و قَال ابنُ هَرْمَهَ :

و فی الشَّوْطَیْن ثُبْتُ بقعب شاء

یَغُضُّ خَواتُهُ الإِبِلَ الرُّتُوعَا

و قد أَرْتَعَ فلانٌ إِبِلَهُ ،أَی أَسامَها، فرَتَعَت .

و من المَجَازِ قَوْلُه تَعَالَی-مُخْبِراً عن إِخْوَهِ یوسفَ - أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً یَرْتَعْ وَ یَلْعَبْ (1)،أَی یَلْهُو و یَنْعَم،و قِیلَ :

مَعْناه یَسْعَی وَ یَنْبَسِط ، و قُرِیءَ نُرْتِعْ بضَمِّ النُّونِ و کسرِ التّاءِ وَ یَلْعَبْ بالیاءِ أَی نُرْتِعْ نحنُ دَوابَّنا و مَوَاشِینَا وَ یَلْعَبْ هُو ، و هِیَ قِراءَهُ مُجَاهِدٍ و قَتَادَهَ و ابنِ قُطَیْب.

و قُرِیءَ بالعَکْسِ ،أَی یُرْتِعُ ،بضَمّ الیاءِ و کسرِ التّاءِ، و نَلْعَبُ بالنُّونِ ، أَی: یُرْتِع هُو دَوابَّنا،و نَلْعَبُ جَمِیعاً ،و هی قِرَاءَهُ قِرَبی (2)و قُرِیءَ بالنُّونِ فِیهِمَا أَی نُرْتِعُ دوابَّنا و نَلْعَبُ نحن جمیعاً،و هی قِرَاءَهُ ابن مُحَیْصِنٍ ،و روایهٌ عن مُجَاهِدٍ أَیضاً.

و الرَّتْعَهُ ،بالفَتْحِ :الاسمُ من رَتَعَ رَتْعاً و رُتُوعاً و رِتَاعاً ، و هو الاتِّساعُ فی الخِصْبِ ،و منه المَثَلُ : «القَیْدُ و الرَّتْعَهُ » .

کذلِکَ بالفَتْحِ ،قالها الفَرّاءُ، و یُحَرَّکُ ،عن غیرِه،کما فی العُبابِ ،و نَسَب صاحبُ اللِّسَانِ التَّحْرِیکَ إِلی الفَرّاءِ،فإِنَّه قال:قالَ أَبُو طالِب:سَمَاعِی مِنْ أَبِی عن الفَرَّاءِ:و الرَّتَعَهُ مُثَقَّلٌ ،قال:و هما لُغَتَان،فلعَلَّ الفَرّاءَ عنه رِوَایَتَانِ .قال المُفَضَّلُ :أَوّلُ من قالَهُ عَمْرُو بنُ الصَّعِقِ بنِ خُوَیْلِدِ بنِ نُفَیْلِ بنِ عَمْرِو بن کِلابٍ ، و کانَتْ شاکِرُ بنُ رَبِیعَهَ بنِ مالِکِ بن مُعَاوِیَهَ بن صَعْبِ بن دَوْمانَ - قَبِیلَهٌ من هَمْدانَ - أَسَرُوه فأَحْسَنُوا إِلَیْه و روَّحُوا عنه، و قد کانَ یومَ فارَقَ قَوْمَه نَحِیفاً،فهَرَبَ من شَاکِرَ ،فبَیْنَمَا هو بقِیٍّ (3)من الأَرْضِ إِذ اصْطادَ أَرْنَباً فاشْتَوَاها،فلما بَدَأَ یأْکُلُ منها أَقْبَلَ ذِئْبٌ ،فأَقْعَی غَیْرَ بَعیدٍ،فَنَبذَ إِلیهِ مِن شِوَائهِ ،فوَلَّی به،فقَالَ عَمْرٌو عِنْدَ ذلِکَ :

لقد أَوْعَدَتْنِی شَاکِرٌ فخَشِیتُهَا

و مِنْ شَعْبِ ذِی هَمْدانَ فی الصَّدْرِ هاجِسُ

قَبَائلُ شَتَّی أَلَّفَ اللّه بَیْنَها

لها حَجَفٌ فوقَ المَنَاکِبِ نائِسُ (4)

و نارٍ بمَوْماهٍ قَلِیلٍ أَنِیسُها

أَتَانِی علیها أَطْلَسُ اللَّوْنِ بائسُ

نَبَذْتُ إِلِیه حُزَّهً من شِوائِنا

فآبَ و ما یُخْشَی علی مَنْ یُجالِسُ (5)

فَوَلَّی بها جَذْلاَنَ یَنْفُضُ رَأْسَهُ

کما آضَ بالنَّهْبِ المُغِیرُ المُخالِسُ (6)

فَلَمَّا وَصَلَ إِلَی قَوْمِه قالُوا:أَیْ عَمْرُو،خَرَجْتَ من عِنْدِنا نَحِیفاً،و أَنْتَ الیومَ بادِنٌ ،أَی سَمِینٌ فَقَالَ :«القَیْدُ و الرَّتْعَهُ » ،فأَرْسَلَها مَثَلاً، أَی:الخِصْبُ . و منه حَدِیثُ الحَجَّاجِ ،قال للْغَضْبانِ الشَّیْبانیِّ حینَ أَخْرَجَه من سِجْنِه:

سَمِنْتَ یا غَضْبانُ :فَقَال:الخَفْضُ و الدَّعَه،و القَیْدُ و الرَّتعَهُ ، و قِلَّهُ التَّعْتَعَه.

و من یَکُنْ ضیفَ الأَمِیرِ یَسْمَن

و قال ابنُ الأَنْبَاریِّ : فلانٌ مُرْتِعٌ أَی إِنَّه مُخْصِبُ لا یَعْدَمُ شَیْئاً یُرِیدُه ،و هو مَجازٌ.

و المَرْتَعُ ، کمَقْعَدِ:مَوْضِعُ الرَّتْعِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قال الفَرَزْدَقُ لَمَّا وَلِیَ عُمَرُ بنُ هُبَیْرَه الفَزَارِیُّ العِرَاقَ :

و مَضَتْ بمَسْلَمَهَ البِغَالُ مُوَدّعاً

فارْعَیْ فَزارَهُ لا هَناکِ المَرْتَعُ

قال الصّاغَانِیُّ :و أَنْشَدَ سِیبَوَیْه:

راحَتْ بمَسْلَمَهَ البِغَالُ عَشِیَّهً

ص:149


1- (1) سوره یوسف الآیه 12. [1]
2- (2) ضبطت عن تقریب التهذیب بکسر القاف و فتح الراء،و هو لقب الحکم بن سنان الباهلی،أبو عون،من التاسعه.
3- (3) القیّ :الأرض القفر الخالیه.
4- (4) فی الفاخر للمفضل ص 209:یابس.
5- (5) عجزه فی الفاخر: حیاء و ما فحشی علی من أجالسُ .
6- (6) الأبیات الثلاثه الأخیره فی المفضلیات،المفضلیه رقم 47 من قصیده للمرقش،و روایه الأول فیها: و لما أضأنا النار عند شوائنا عرانا علیها أطلس اللون بائس و روایه البیت الأخیر: فآض بها جذلان ینفض رأسه کما آب بالنهب الکمی المحالس و بالأصل«ینغض»و المثبت عن الفاخر.

و الرّوایَه ما ذکرتُ .

و قال ابنُ هَرْمَهَ :

علی کُلِّ أَعْیَسَ یَرْعَی الحِمَی

أَطَاعَ له الوِرْدُ و المَرْتَعُ

و یُقال: رَأَیْتُ أَرْتاعاً مِنَ النّاسِ ،أَی کَثْرَهً ،نَقَلَه الصّاغانیُّ .

و مُرْتِعٌ ، کمُحْسِنٍ ،هکذا ضَبَطَه الحافِظُ فی التَّبْصِیرِ أَو مِثْلُ مُحَدِّثٍ ،کما ضَبَطَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَاب (1)، لَقَبُ عَمْرِو بن مُعَاوِیَهَ بنِ ثَوْرٍ ،و هو کِنْدَهُ بن عُفَیْرِ بنِ عَدِیِّ بن الحارِثِ بنِ مُرَّهَ بنِ [أُدَدِ بن] (2)یَشْجُبَ بنِ عَرِیبِ بنِ زَیْدِ بنِ کَهْلانَ بنِ سَبَأَ بنِ یَشْجُبَ بنِ یَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ ، جَدٌّ لامْرِیءِ القَیْسِ بنِ حُجْر بنِ الحارِثِ المَلک بنِ عَمْرِو المَقْصُور،الذی اقتصر عَلَی مَلک أَبیه،ابنِ حُجْرِ آکِلِ المُرَارِ ابنِ عَمْرِو بن مُعَاوِیَهَ بنِ الحارِثِ بن مُعَاویَهَ بنِ ثَوْرِ بنِ مُرْتِعٍ و لُقِّبَ بِهِ لأَنَّه کان یُقَالُ له:أَرْتِعْنَا فی أَرْضِکَ ، فیَقُولُ :قد أَرْتَعْتُ (3)مَکَانَ کَذا[و کذا] (4).

و فی الصّحاحِ : أَرْتَعَ الغَیْثُ :أَنْبَتَ ما تَرْفَعُ فیه الإِبِل و منه

16- حَدِیثُ الاسْتِسْقَاءِ: «اللّهُمَّ اسْقِنَا و أَغِثْنَا،اللّهُمَّ اسْقِنا غَیْثاً مُغِیثاً،و حَیاً رَبِیعاً،و جَداً طَبَقاً،غَدَقاً مُغْدِقاً،مُوفقاً، عاماً،هَنِیئاً مَرِیئاً،مَرِیعاً،مُرْبِعاً مُرْتِعاً ،وابِلاً سَابِلاً،مُسْبِلاً مُجَلِّلا،دِیَماً،دارًّا،نافِعاً غیر ضَارٍّ،عاجِلاً غیرَ رائثٍ ».

قوله: مُرْتِعاً ،أَی:یُنْبِتُ من الکَلإِ ما تَرْتَع فیه المَوَاشِی و تَرْعاه.

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الرَّتَعُ (5)،محرَّکَهً :التَّنَعُّم،و منه حَدِیثُ أُمِّ زَرْعِ «فی شِبَع،و رِیٍّ وَ رَتَع 4».

و قَوْمٌ مُرْتِعُونَ راتعُونَ ،إِذا کانُوا مَخاصِیبَ .

و یُقَالُ :قَوْمٌ رَتِعُونَ ،علی النَّسَبِ کطَعِم،و کذلِکَ کَلأٌ رَتِعٌ ،و منه قَوْلُ أَبِی فَقْعَس الأَعْرَابِیِّ فی صِفَهِ کَلأٍ:خَضِعٌ مَضِعٌ ،ضَافٍ رَتِعٌ .

و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رضِیَ اللّه عَنْه: «إِنِّی و اللّه أُرْتِعُ فأُشْبعُ ».

یُرِید حُسْنَ رِعَایَته للرَّعِیَّه،و أَنَّه یَدَعُهُم حَتّی یَشْبَعُوا فی المَرْتَعِ .و هو مَجازٌ.

و ابِلٌ رَوَاتِعُ .

و المُرْتِعُ :الَّذِی یُخَلِّی رِکَابَه تَرْتَعُ .

و قد أَرْتَعَ المالُ ،و أَرْتَع القَوْمُ :وَقَعُوا فی خِصْبٍ و رَعَوْا.

و أَرْتَعَت الأَرْضُ :کَثُرَ کَلَؤُها.

و اسْتَعْمَلَ أَبو حَنِیفَهَ المَرَاتِعَ فی النَّعَمِ .

و الرَّتّاعُ :الَّذِی یَتَتَبَّعُ بإِبِلِهِ المَرَاتِعَ المُخْصِبَهَ .

و قال شَمِرٌ:أَتَیْتُ علی أَرْضِ مُرْتِعَهِ ،و هی الَّتِی قد طَمِعَ مالُها فی الشِّبَعِ .

و الَّذِی

16- فی الحَدِیثِ : «و أَنّه مَنْ یَرْتَعُ حَوْلَ الحِمَی یُوشِک أَنْ یُخالِطَه». أَی یَطُوفُ به و یَدُور حَوْلَه.

و یُقال: رَتَعَ فُلانٌ فی مَالِ فُلانٍ ،إِذا تَقَلَّبَ فیه أَکْلاً و شُرْباً،و هو مَجازٌ.

و رَتَع فُلانٌ فی لَحْمِی:اغْتابَنِی.و هو مَجازٌ،و منه قَوْلُ سُوَیدِ بنِ أَبی کَاهِل الیَشْکُرِیّ :

و یُحَیِّینِی إِذَا لاَقَیْتُه

و إِذا یَخْلُو له لَحْمِی رَتَعْ

رثع

الرَّثَعُ ،مُحَرَّکَهً :الشَّرَهُ و الحِرْصُ الشَّدِیدُ و الطَمَعُ و مَیْلُ النَّفْسِ إِلی دَنِیءِ (6)المَطَامِع.و منه

17- حَدِیثُ عُمَر بنِ عَبْدِ العَزِیزِ یَصِفُ القاضِی: «یَنْبَغِی أَنْ یکونَ مُلْقِیاً للرَّثَعِ ،مُتَحَمِّلاً لِلاّئِمَهِ ». أَیْ مُلْقِیاً للدَّناءَهِ و الطَّمَعِ : و هو رَاثِعٌ ،و قد رَثِعَ ،بالکَسْرِ،کما فی الصّحاحِ ، و رَثِعٌ ، ککَتِفٍ ،کما فی العُبَابِ ،و وُجِد أَیضاً فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ ،و یُقَال:رجلٌ رَثِعٌ ،أَی حریصٌ ذو طَمَع ج:

رَثِعُونَ .

و هو أَیْضاً أَی الرّاثِعُ و الرَّثِعُ -الأَوَّلُ عن الکِسائِیِّ -: مَنْ یَرْضَی من العَطِیَّهِ بالطَّفِیفِ ،و یُخادِنُ أَخْدانَ السَّوْءِ،و فیه

ص:150


1- (1) فی التکمله:مُرَتَّع و یقال مُرْبَع.
2- (2) ما بین معکوفتین سقطت من المطبوعه الکویتیه.
3- (3) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:قد أَرَتَعْتُک.
4- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
5- (4) ضبطت فی اللسان [2]بالقلم بالفتح فسکون.
6- (5) عن النهایه و [3]اللسان و [4]بالأصل«ذی».

دَناءَهٌ و شَرَهٌ و إِسْفَافٌ لمَدَاقِّ المَطَامِعِ ،یُقَال مِن ذلِکِ :هو رَاضِعٌ رَاثِعٌ ،و قد رَثِعَ رَثَعاً ،من حدِّ فَرِحَ .

رجع

رَجَعَ بنَفْسِه یَرْجِعُ رُجُوعاً و مَرْجِعاً ،کمَنْزِلٍ ، و مَرْجِعَهً ،کمَنْزِلَهٍ .و منه قَولُه تعالَی: ثُمَّ إِلی رَبِّکُمْ مَرْجِعُکُمْ (1)شاذّانِ ؛لأَنَّ المَصَادِرَ من فَعَلَ یَفْعِلُ ،أَی بفَتْحِ العَیْنِ فی الماضِی و کَسْرِهَا فی المُضَارِعِ إِنَّمَا تَکُونُ بالفَتْح ،کما فی الصّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ :قَوْلُه تَعَالَی: إِلَی اللّهِ مَرْجِعُکُمْ جَمِیعاً (2)أَی رُجُوعُکم ،حکاه سِیبَوَیْه فیما جاءَ من المَصادِرِ التی من فَعَل یَفْعِلُ علی مَفْعِل بالکَسْرٍ، و لا یَجُوزُ أَنْ یَکُون هنا اسمَ المکان؛لأَنَّهُ قد تَعَدَّی بِإِلی، و انتَصَبَ عنه الحالُ ،و اسمُ المَکانِ لا یَتَعَدَّی بحرفٍ ،و لا یَنْتَصِبُ عنه الحالُ .إِلاّ أَنَّ جُمْلَه البابِ فی فَعَل یَفْعِلُ أَن یکونَ المَصْدَرُ علی مَفْعَل،بفتحِ العَینِ ، و رُجْعَی و رُجْعَاناً ، بضَمِّهِما:انْصَرَفَ ،و فی التَّنْزِیل: إِنَّ إِلی رَبِّکَ اَلرُّجْعی (3)أَی الرُّجُوعَ .

و رَجَعَ الشَّیْ ءَ عن الشَّیْ ءِ،و رَجَعَ إِلَیْهِ ،و هذِه عن ابن جِنِّی رَجْعاً و مَرْجِعاً ،کمَقْعَدٍ و مَنْزِلٍ :صَرَفَه و رَدَّهُ ،کأَرْجَعَهُ و هذِهِ لغهٌ هُذَیْلٍ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قال شیخُنَا:و هی ضَعِیفَهٌ رَدِیئَهٌ ،کما صَرَّح به غیرُ وَاحِدِ،فلا اعْتِدَادَ بإِطْلاقِ المُصَنِّف إِیّاها،کالمَشْهُور.قلت:أَمّا کونُها لغهَ هُذَیْل فقد صرَّح بهِ غیرُ وَاحِدٍ،و أَما کَوْنُهَا ضَعِیفَهً ردِیئَهً فلم أَرَ أَحَداً من الأَئمَّهِ صَرَّح بذلِکَ ،کیفَ و قد حَکَی أَبو زَیْدٍ عن الضَبِّیِّینَ أَنَّهم قَرَأُوا أَ فَلاَ یَروْنَ أَنْ لاَ یُرْجِعَ إِلَیْهِم قَوْلاً (4)، و قوله عَزّ و جلَّ : قالَ رَبِّ أَرْجِعُونِ (5).

و قالَ الرّاغِبُ فی المُفْرَداتِ : الرُّجُوع :العَوْدُ إِلی ما کانَ مِنْهُ البَدْءُ،أَو تَقْدِیرُ البَدْءِ مکاناً کان أَو فِعْلاً أَو قَوْلاً،و بذَاتِه کان رُجُوعه أَو بجُزْءٍ من أَجْزائِه،أَو بِفِعْلٍ من أَفْعَالِه، فالرُّجوع :العَوْدُ،و الرَّجْعُ :الإِعَادهُ .قلتُ :أَیّ رَجَعَ کان:

لازماً،أَو وَاقِعاً،فمصدرُه لازِماً الرُّجُوعُ ،و مَصْدَرُه واقِعاً الرَّجْعُ ،یقال: رَجَعْتُه رَجْعاً ، فرَجَع رُجُوعاً .قال شَیْخُنَا:

هذا هو المَشْهُور المَعْرُوف سَمَاعاً و قِیاساً،و زَعَمَ بعضُ أَنَّ الرَجْعَ یَکُونُ مَصْدراً لللاَّزِمِ .قال الراغِبُ :فمِنَ الرُّجُوعِ قَولُه تَعالی: لَئِنْ رَجَعْنا إِلَی الْمَدِینَهِ (6)، فَلَمّا رَجَعُوا إِلی أَبِیهِمْ (7)، وَ لَمّا رَجَعَ مُوسی إِلی قَوْمِهِ (8)، وَ إِنْ قِیلَ لَکُمُ اِرْجِعُوا فَارْجِعُوا (9)و من الرَّجْع قولُه تَعَالَی: فَإِنْ رَجَعَکَ اللّهُ إِلی طائِفَهٍ (10)،و قولُه تَعَالَی: ثُمَّ إِلَیْهِ مَرْجِعُکُمْ (11)یَصِحُّ أَنْ یکونَ من الرُّجُوعِ ،و یَصِحُّ أَنْ یکونَ من الرَّجْع .و قُرِیء وَ اتَّقُوا یَوْماً تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَی اللّهِ (12)بِفَتْحِ التاءِ و ضَمِّها،و قوله: لَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ (13)أَی عن الذَّنْبِ ،و قولُه تَعالی : وَ حَرامٌ عَلی قَرْیَهٍ أَهْلَکْناها أَنَّهُمْ لا یَرْجِعُونَ (14)أَی:حَرَّمْنا عَلَیْهِمْ أَنْ یَتُوبُوا و یَرْجِعُوا عن الذَّنْب تَنْبِیهاً علی أَنّه لا تَوْبَهَ بعدَ المَوْتِ ،کما قیل:

اِرْجِعُوا وَراءَکُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً (15)و قولُه تَعالَی: بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (16)فمن الرُّجُوعِ ،أَو من رَجْع الجَوَابِ ، و قولُه تَعالَی: ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا یَرْجِعُونَ (17)فمن رَجْع الجَوَابِ لا غَیْرُ،و کذا قولُه: فَناظِرَهٌ بِمَ یَرْجِعُ .

الْمُرْسَلُونَ .

قلتُ :و من المُتَعَدِّی حَدِیث السُّجُودِ (18):فإِنَّه یُؤَذِّن بلَیْلٍ لیَرْجِعَ قائِمَکُم و یوقِظَ نائِمَکم»و القائِمُ :هو الَّذِی یُصَلِّی صَلاَهَ اللَّیْلِ ،و رُجُوعه :عَوْدُه إِلی نَوْمِه،أَوْ قُعُودُه عن صَلاتِه إِذا سَمِعَ الأَذانَ .

و قال ابنُ الفَرَج:سَمِعْتُ بعضَ بَنِی سُلَیْم یَقُولُ :قد رَجَعَ کَلامِی فیه و نَجَع،بمَعْنَی أَفَادَ ،و هو مَجَاز.

و رَجَعَ العَلَفُ فی الدَّابَّهِ و نَجَعَ :إِذا تَبَیَّن أَثرُهُ فِیها،و هو مَجَازٌ.

و یُقال:أَرْسَلْتُ إِلیْک فما جَاءَنِی رُجْعَی رِسَالتِی ،

ص:151


1- (1) سوره الأنعام الآیه 164. [1]
2- (2) سوره المائده الآیه 48 و 105. [2]
3- (3) سوره العلق الآیه 8. [3]
4- (4) سوره طه الآیه 89. [4]
5- (5) سوره«المؤمنون»الآیه 99. [5]
6- (6) سوره«المنافقون»الآیه 8. [6]
7- (7) سوره یوسف الآیه 63. [7]
8- (8) سوره الأعراف الآیه 150. [8]
9- (9) سوره النور الآیه 28. [9]
10- (10) سوره التوبه الآیه 83. [10]
11- (11) سوره الأنعام الآیه 60. [11]
12- (12) سوره البقره الآیه 281. [12]
13- (13) سوره آل عمران الآیه 72. [13]
14- (14) سوره الأنبیاء الآیه 95. [14]
15- (15) سوره الحدید الآیه 13. [15]
16- (16) سوره النمل الآیه 35. [16]
17- (17) سوره النحل الآیه 28. [17]
18- (18) فی النهایه و اللسان:السحور.

کبُشْرَی،أَی مَرْجُوعُها ،و هو مَجَازٌ.

و فُلانٌ یُؤْمِنُ بالرَّجْعَهِ ،بالفتْحِ أَی بالرُّجُوع إِلی الدُّنْیَا بَعْدَ المَوْتِ ،کما فی الصّحاحِ ،قال صاحِبُ اللِّسَانِ :و هو مَذْهَبُ قَوْمٍ من العَرَبِ فی الجاهِلِیَّهِ مَعْرُوفٌ عِنْدَهُم، و مَذْهبُ طائِفهٍ من المُسْلَمِینَ من أُولِی البِدَعِ و الأَهْوَاءِ، یَقُولُون:إِنَّ المَیِّتَ یَرْجعُ إِلی الدُّنیا،و یَکُون فِیها حَیًّا کما کان،و من جُمْلتِهم

1- طائِفَهٌ من الرّافِضَهِ یَقُولُونَ : إِنَّ علیَّ بنَ أَبِی طالِبٍ -کرَّم اللّه وَجْهَه-مُسْتَتِرٌ فی السَّحَابِ ،فلا یَخْرُجُ مع مَنْ خَرَجَ مَنْ وَلَدِه،حَتّی یُنَادِی مُنَادٍ من السَّماءِ اخْرُجْ مع فُلانٍ . و

17- فی حَدِیثِ ابنِ عَبّاسٍ : «مَنْ کَانَ له مالٌ یُبَلِّغُه حَجَّ بَیْتِ اللّه،أَو تَجِبُ علیه فیه زَکَاهٌ ،فلم یَفْعَل سَأَل الرَّجْعَهَ عندَ المَوْتِ ». أَی سَأَلَ أَنْ یُرَدَّ إِلی الدُّنْیا،لیُحْسِنَ العَمَلَ .

و یُقَال:له عَلَی امْرَأَتِه رِجْعهٌ و رَجْعَهٌ ، بالکَسْرِ و الفَتْحِ ، و هو عَوْدُ المُطَلِّقِ إِلی مُطَلَّقَتِه ،و یُقَالُ أَیْضاً:طَلَّقَ فلانٌ فُلاَنَهَ طَلاقاً یَمْلِکُ فیه الرِّجْعَهَ و الرَّجْعَهَ .قالَ الجَوْهَرِیُّ :و الفتحُ أَفْصَحُ .و قولُ شیخِنَا:-خِلافاً للأَزْهَرِیِّ فی دَعْوَی أَکْثَرِیَّهِ الکَسْرِ،و کَأَنَّ المُصَنِّفَ تَبِعَه،فقدَّمَ الکَسْرَ-مَحَلُّ تَأَمُّلٍ ، فإِنِّی تصفَّحْتُ التَّهْذِیبَ فما رَأَیْتُه ادَّعَی أَنَّ الکَسْرَ أَکثَرُ (1)، ثُمَّ قالَ :و خِلافاً لِمَکِّیٍّ تَبَعاً لابنِ دُرَیْدٍ فی إِنْکَارِ الکَسْرِ علی الفُقَهَاءِ.قلتُ :و فی النِّهَایَه: رَجْعَهُ الطَّلاق تُفتَح راؤُه و تُکْسَرُ علی المَرَّهِ و الحالَهِ ،و هو ارْتِجَاعُ الزَّوْجَهِ المُطَلَّقَهِ غیرِ البائنِ إِلی النِّکَاحِ من غَیْرِ اسْتِئْنافِ عَقْدٍ،و ذَکَر الزَّمَخْشَرِیُّ أَیْضاً فیه الکَسْرَ و الفَتْحَ ،و هو مَجَازٌ.

و الرِّجْعَه ، بالکَسْرِ:حَوَاشِی الإِبِلِ تُرْتَجَعُ من السُّوقِ ، و قال خَالِدٌ: الرِّجْعَهُ .أَنْ تُدْخِلَ رُذَالَ الإِبِلِ السُّوقَ و ترْجِعَ خِیَاراً.و قالَ بَعْضُهم:أَنْ تُدْخِلَ ذُکُوراً و تَرْجِعِ إِناثاً، و کذلِکَ الرِّجْعَه فی الصَّدَقَه،إِذا وَجَب علی رَبِّ المالِ سِنٌّ من الإِبِلِ فأَخَذَ المُصَدِّقُ مکانَها سِنًّا أُخْرَی فَوْقَها أَو دُونَها، فتِلْکَ الَّتِی أَخَذَهَا رِجْعَهٌ ،لأَنَّهُ ارْتَجَعَهَا من الَّتِی وَجبَت له، قاله أَبو عُبَیْدٍ.

و یقال: نَاقَهٌ رِجْعُ سَفَرٍ ،بکَسْرِ الرّاءِ، و رَجِیعُ سَفَرٍ:قد رَجَعَ فیه مِراراً. و قالَ الرّاغِبُ :هو کِنَایَهٌ عن النِّضْوِ،و کذارَجُلٌ رِجْعُ سَفَرٍ،و رَجِیعُ سَفَرٍ.

و باعَ فلانٌ إِبِلَهُ فارْتَجَعَ مِنْها رِجْعَهً صالِحَهً ،بالکَسْرِ،إِذا صَرَفَ أَثْمَانَها فیما یَعُودُ عَلَیْه بالعَائدَهِ الصّالِحَهِ ،قال الکُمَیْتُ یَصِفُ الأَثافِیّ :

جُرْدٌ جِلاَدٌ مُعَطَّفَاتٌ علی الْ

أَوْرَقِ لا رِجْعَهٌ و لا جَلَبُ

قال:و إِنْ رَدَّ أَثْمَانَهَا إِلی مَنْزِلِهِ من غَیْرِ أَنْ یَشْتَرِیَ بها سِنًّا،فلَیْسَت برِجْعَهٍ .

و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : ارْتَجَعَ فُلانٌ مالاً،و هو أَنْ یَبِیعَ إِبِلَه المُسِنَّهَ و الصِّغَارَ،ثمّ یَشْتَرِیَ الفَتِیَّهَ و البِکارَ،و قِیلَ :هو أَنْ یَبِیعَ الذُّکُورَ و یَشْتَرِیَ الإِنَاثَ ،و عَمَّ مَرَّهً به،فقَالَ :هُو أَنْ یَبِیعَ الشَّیْ ءَ ثُمَّ یَشْتَرِیَ مکانَه ما یُخَیَّلُ إِلیه أَنَّهُ أَفْتَی و أَصْلَحَ .

قال الرَّاغِبُ :و اعْتُبِرَ فیه مَعْنَی الرَّجْع تقْدِیراً،و إِنْ لم یَحْصُلْ فیهِ ذلِکَ عَیْناً.

و جاءَ فُلانٌ برِجْعَهٍ حَسَنَهٍ ،أَی بشیءٍ صالحٍ اشْتَرَاهُ مکانَ شَیْ ءٍ طالِح،أَو مَکانَ شیْ ءٍ قد کانَ دُونَه.

و المَرْجُوعُ ،و المَرْجُوعَهُ ، بهاءٍ،و الرَّجْعُ ،و الرَّجُوعَهُ ، بفَتْحِهِمَا،و الرُّجْعَهُ ،و الرُّجْعَانُ ،و الرُّجْعَی بضَمِّهِنَّ :جَوَابُ الرِّسالَه ،یُقَالُ :ما کانَ مِنْ مَرْجُوعَهِ فُلاَنٍ ،و مَرْجُوع فلانٍ علیک،أَی من مَرْدُودِه و جَوَابِه،قال حَسّان-رضِیَ اللّه عَنْهُ -یَذْکُرُ رُسُومَ الدِّیَارِ (2):

سأَلْتُهَا عن ذاکَ فاسْتَعْجَمَتْ

لم تَدْرِ ما مَرْجُوعَهُ السّائلِ

و یُقَالُ : رَجَعَ إِلیَّ الجَوَابُ یَرْجِعُ رَجْعاً و رُجْعاناً ، و یَقُولونَ :هَل جَاءَ رُجْعَهُ کِتَابِک،و رُجْعَانُه ،أَی جَوَابهُ ، و یَجُوزُ رَجْعُه ،بالفَتْحِ ،و کُلُّ ذلِکَ مَجَازٌ.

و الرَّاجِعُ :المَرْأَهُ یَموتُ زَوْجُها و تَرْجِعُ إِلی أَهْلِها ،و أَما المُطَلَّقَهُ فهی المَرْدُودَه،کما فِی الصِّحاح و العُبَابِ ، کالمُرَاجِعِ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ : المُرَاجِعُ من النِّساءِ:الَّتِی یَمُوتُ زَوْجُها،أَو یُطَلِّقُها فَتَرْجِعُ إِلی أَهْلِها،و یُقَال لَها أَیْضاً: رَاجِعٌ .

و الرَّوَاجِعُ مِن النُّوقِ و الأُتُنِ ،یُقَالُ :ناقَهٌ رَاجِعٌ ،و أَتانٌ

ص:152


1- (1) الذی قاله الأزهری فی التهذیب:و کذلک الرجعه بعد الطلاق بالکسر..و قال الأزهری:قلت:و یجوز الفتح فی رجعه الطلاق.
2- (2) اللسان: [1]قال یصف الدار.

رَاجِعٌ ،و هی الَّتِی تَشُولُ بذَنَبِها،و تَجْمَعُ قُطْرَیْهَا و تُوزِغُ (1)بَوْلَها و فی الصّحاحِ ببَوْلِها فیُظَنُّ أَنَّ بها حَمْلاً ثُمّ تُخْلِفُ ، و قد رَجَعَتْ تَرْجِعُ رِجَاعاً ،بالکَسْرِ -وُجِدَ فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح. رُجُوعاً -و هی رَاجِعٌ :لَقِحَت،ثُمَّ أَخْلَفَت؛لأَنَّها رَجَعَتْ عَمّا رُجِیَ مِنْهَا،و نُوقٌ رَوَاجِعُ .و قالَ الأَصْمَعِیُّ :إِذا ضُرِبَتِ النّاقَهُ مِرَاراً،فلم تَلْقَحْ ،فهی مُمَارِنٌ ،فإِن ظَهَرَ لَهُمْ أَنَّهَا قد لَقِحَتْ ،ثمّ لمْ یَکُنْ بها حَمْلٌ ،فهی رَاجِعٌ و مُخْلِفَهٌ ، و قال القُطامِیُّ یَصِفُ نَجِیبَهً :

و مِنْ عَیْرَانَهٍ عَقَدَتْ عَلَیْهَا

لَقَاحاً ثُمَّ ما کَسَرَت رِجَاعَا

لِأَوَّلِ قَرْعَهٍ سَبَقَتْ إِلیها

مِنَ الذَّوْدِ المَرَابِیعِ الضِّبَاعَی

أَرادَ أَنَّ النّاقَهَ عَقَدَتْ عَلَیْهَا لَقَاحَاً،ثمّ رَمَتْ بمَاءِ الفَحْلِ ،و کَسَرَتْ ذَنَبَهَا بعدَ ما شالَتْ بِهِ .

و الرِّجاعُ ککِتابٍ :الخِطامُ ،أَو ما وَقَعَ مِنْه عَلَی أَنْفِ البَعِیرِ یُقال: رَجَع فُلانٌ علی أَنْفِ بَعِیرِه،إِذا انْفَسَخَ خَطْمُه، فَرَدَّه علیه،ثُمَّ یُسَمَّی الخِطَامُ رِجَاعاً ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، ج:

أَرْجِعَهٌ و رُجْعٌ ،کجِرَابٍ و أَجْرِبَه،و کِتَابٍ و کُتْبٍ .

و الرَّجاعُ : رُجُوعُ الطَّیْرِ بعدَ قِطَاعِها ،کما فی الصّحاح، زادَ الرّاغِبُ :یَخْتَصُّ به.و فی اللِّسَانِ رَجَعَت الطَّیْرُ القَوَاطِعُ رَجْعاً و رِجَاعاً ،و لهَا قِطَاعٌ و رِجَاعٌ .

و مِنَ المَجَازِ قولُه تَعالَی: وَ السَّماءِ ذاتِ اَلرَّجْعِ (2)، أَی ذاتِ المَطَر بَعْدَ المَطَرِ ،سُمِّیَ به لأَنَّهُ یَرْجِعُ مَرَّهً بعدَ مَرَّهٍ ،و قِیلَ :لأَنَّه یَتَکَرَّر کلَّ سَنَهَ و یَرْجعُ ،قالَ ثعلبٌ : تَرْجِعُ بالمَطَرِ سَنَهً بعدَ سَنَهٍ ،و قالَ اللِّحْیَانِیُّ :لأَنَّهَا تَرْجِعُ بالغَیْثِ ، فلم یَذْکُرْ سَنهً بعدَ سَنَه.و قال الفَرّاءُ:تَبْتَدِیءُ بالمَطَرِ،ثم تَرْجِعُ به کُلَّ عام؛ و قِیل:ذاتُ الرَّجْع ،أَی ذاتُ النَّفْع ، یُقالُ :لیسَ لِی من فُلانٍ رَجْعٌ ،أَی نَفْعٌ و فائِدَهٌ ،و تَقُول:ما هُوَ إِلاّ سَجْعٌ ،لیس تَحْتَه رَجْعٌ .

و الرَّجْعُ : نَبَاتُ الرَّبِیعِ ، کالرَّجِیعِ .

و رَجْعٌ : اسْمٌ . و قالَ الکِسَائِیُّ (3)فی قَوْلِه تَعَالَی: وَ السَّماءِ ذاتِ اَلرَّجْعِ أَرادَ بالرَّجْع مَمْسَک الماءِ و مَحْبِسَه.و الجَمْعُ رُجْعَانٌ ، و قال غیرُه: الرَّجْعُ : الغَدِیرُ. قال الرّاغِبُ :إِمّا تَسمیهً بالمَطَرِ الَّذِی فیهِ ،و إِمّا لِتَرَاجُعِ أَمْوَاجِه و تَرَدُّدِه فی مَکَانِه کالرَّجِیع و الرّاجِعَهِ ،قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ یصِفُ السَّیْفَ :

أَبْیَضُ کالرَّجْعِ رَسُوبٌ إِذا

ما ثاخَ فی مُحْتَفَلٍ یَخْتَلِی

أَو قالَ اللَّیْث: الرَّجْعُ : ما امتَدَّ فیه السَّیْلُ (4)کذا نَصُّ العُبَابِ .و قال أبو حَنِیفَهَ : الرَّجْعُ :ما ارْتَدَّ فیه السَیْلُ ثُمَّ نَفَذَ،ج: رِجاعٌ ،بالکَسْرِ، و رُجْعَانٌ ،بالضَّمِّ ، و رِجْعَانٌ (5)، بالکَسْرِ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و عَارَضَ أَطْرَافَ الصَّبَا و کأَنَّه

رِجَاعُ غَدِیرٍ هَزَّهُ الرِّیحُ رَائِعُ

و قال غَیْرُه: الرِّجَاعُ :جمعٌ ،و لکِنّه نعتَه بالوَاحِدِ الَّذِی هو رَائِعٌ لأَنَّهُ علی لَفظ الوَاحِدِ،و إِنَّمَا قال:« رِجاع غدیر» لیَفْصِلَه من الرُّجَاعِ الَّذِی هو غَیْرُ الغَدیِرِ،إِذِ الرِّجاعُ من الأَسماءِ المُشْتَرَکَهِ ،و قد یکونُ الرِّجاع الغدِیرَ الوَاحِدَ،کما قالُوا فیهِ :إِخَاذٌ و أَضافَهُ إِلی نَفْسِه لِیُبَیِّنَهُ أَیْضاً بذلِکَ :لأَنَّ الرِّجَاع ،وَاحِداً کان أَو جَمْعاً،من الأَسْماءِ المُشْتَرکَهِ .

و (6) الرَّجْعُ : الماءُ عامَّهً ،و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ : الرَّجْعُ فی کلامِ العَرَبِ الماءُ،و أَنْشَدَ قولَ المُتَنخِّلِ :

أَبْیَضُ کالرَّجْعِ ..

و الرَّجْعُ : الرَّوْثُ و النَّجْوُ لأَنَّه رَجَعَ عن حالِهِ الَّتِی کانَ عَلَیْهَا،و هذا رَجْعَ السَّبُعِ ،أَی نَحْوُه،و هو مَجازٌ.

و قال اللَّیْثُ : الرَّجْعُ من الأَرْضِ :ما امْتَدَّ فیه السَّیْلُ بمَنْزِلَه الحَجْر، و قال غَیْرُهُ : الرَّجْعُ : فَوْقَ التَّلْعَهِ و أَعْلاها قبلَ أَنْ یَجْتَمِعَ ماءُ التَّلْعَهِ ، ج: رُجْعانٌ ،بالضَّمِّ ،بمَنْزِلَهِ

ص:153


1- (1) عن القاموس و بالأصل«و توزع»بالعین المهمله.
2- (2) سوره الطارق الآیه 11. [1]
3- (3) بالأصل«من».
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری ینبه إلی أن الجمله«أو ما امتدّ فیه السبل ثم نفذ»مضروب علیها بنسخه المؤلف.
5- ((*)) بالقاموس:رِجْعان تقدیم علی:رُجْعان.
6- (5) فی القاموس:أو.

الحُجْرانِ (1)،و قد کَرَّر المُصَنِّفُ هنا قولَ اللَّیْثِ مرَّتَیْنِ ،و هما وَاحِدٌ،فلیُتَنَبَّه لذلِکَ .

و الرَّجْعُ من الکَتِفِ :أَسْفَلُهَا، کالمَرْجِعِ ،کمَنْزِلٍ ،و هو ما یَلِی الإِبِطَ منها من جِهَه مَنْبِضِ القَلْبِ ،قالَ رُؤْبَهُ :

و نَطْعَنُ الأَعْنَاقَ و المَرَاجِعَا

و یُقَال:طَعَنَهُ فی مَرْجِع کَتِفَیْهِ ،و کَواه عندَ رَجْعِ کَتِفِهِ ، و مَرْجِع مِرْفَقِهِ ،و هو مَجازٌ.

و الرَّجْعُ : خَطْوُ الدّابَّهِ ،أَوْرَدُّها یَدَیْهَا فی السَّیْرِ ،و هو مَجَازٌ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ رَجُلاً جَرِیئاً:

یَعْدُو به نَهِشُ المُشَاشِ کأْنَّهُ

صَدَعٌ سَلِیمٌ رَجْعُهُ لا یَظْلَعُ (2)

و الرَّجْعُ (3): خَطُّ الوَاشِمَه ،قال لَبِیدٌ،رَضِیَ اللّه عنه:

أَو رَجْعُ واشِمَهٍ أُسِفَّ نَؤُورُها

کِفَفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُها

کالتَّرْجِیعِ ،فیهما.

یقال: رَجَعَت الدابَّهُ یَدَیْها فی السَّیْر.

و رَجَّعَ النَّقْشَ و الوَشْمَ :رَدَّدَ خُطُوطَهُما،و تَرْجیعُها (4):أَنْ یُعَادَ علیها السَّوادُ مَرَّهً بعدَ أُخْرَی،قال الشّاعِرُ:

کتَرْجِیعِ وَشْمٍ فی یَدَیْ حارثِیَّهٍ

یَمَانِیَهِ الأَصْدَافِ باقٍ نَؤُورُهَا

و قالَ اللَّیْثُ : الرَّجِیعُ من الکَلامِ :المَرْدُودُ إِلی صاحِبِه ،زادَ الرّاغِبُ :أَو المُکَرَّرُ.و فی الأَسَاسِ :إِیّاکَ و الرَّجِیعَ من القَوْلِ .و هو المُعَادُ.و هو مَجَازٌ.و قال غَیْرُه:

رَجِیعُ القَوْلِ :المُکَرَّرُ (5).

و من المَجَازِ: الرَّجِیعُ : الرَّوْثُ ،و ذُو البَطْنِ و النَّجْوُ، لأَنَّه رَجَع عن حالَتِه الَّتِی کانَ عَلَیْهَا،و قد أَرْجَعَ الرَّجُلُ ، و هذا رَجِیعُ السَّبُعِ و رَجْعُه ،أَی نَجْوُه.و

16- فی الحَدِیثِ : «نُهِیَ أَنْ یُسْتَنْجَی بعَظْمٍ أَو رَجِیعٍ ». الرَّجِیعُ :یکونُ الرَّوْثَ و العَذِرَهَ جَمِیعاً،و إِنّمَا سُمِّیَ رَجِیعاً ،لأَنَّهُ رَجَعَ عن حالِه الأَوَّلِ بعدَ أَنْ کانَ طَعاماً أَو عَلَفاً أَو غَیْرَ ذلِکَ .و أَرْجَعَ من الرَّجِیع ،إِذا أَنْجَی.و قال الرّاغِبُ : الرَّجِیعُ :کِنایَهٌ عن ذِی (6)البَطْنِ للإِنْسانِ و للدَّابَّهِ ،و هو من الرُّجُوعِ ،و یَکُونُ بمَعْنَی الفاعِل،أَو من الرَّجْعِ ،و یکونُ بمَعْنَی المَفْعُول.

و الرَّجِیع : الجِرَّهُ تَجْتَرُّهَا الإِبِلُ و نَحْوُها ، لرَجْعِهِ لها إِلی الأَکْلِ ،و هو مَجَازٌ،قال الأَعْشَی:

و فلاَهٍ کَأَنَّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ

لیس إِلاَّ الرَّجِیعَ فیها عَلاَقُ

یَقُولُ :لا تَجِدُ الإِبِلُ فیها عُلَقاً إِلاّ ما تُرَدِّدُه من جِرَّتِها.

و کُلُّ شَیْ ءٍ مُرَدَّدٍ من قَوْلٍ أَو فِعْلٍ فهو رَجِیعٌ ،لأَنَّ مَعْنَاهُ مَرْجُوع ،أَی مَرْدُود، و منه قِیلَ للدّابَّه التی تُرَدِّدُهَا فی السَّفَرِ البَعِیر و غیرِه:هو رَجِیعُ سَفَرٍ،و هو الکَالُّ من السَّفَرِ.و هی رَجِیعَهٌ ، بهاءٍ (7)،قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ ناقَهً :

رَجِیعَهُ أَسْفارٍ کأَنَّ زِمَامَها

شُجَاعٌ لَدَی یُسْرَی الذِّراعَیْنِ مُطْرِقُ

أَو الرَّجِیعُ من الدَّوَابِّ : المَهْزُولُ و قالَ الرّاغِبُ :هو کِنَایَهٌ عن النِّضْوِ.

أَو الرَّجِیعُ مِنَ الدَّوَابِّ : ما رَجَعْتَه من سَفَرٍ إِلی سَفَرٍ، و هو الکالُّ ،کما فی الصِّحاحِ ،و هو بعَیْنِه القَوْلُ الأَوَّلُ ج: رُجُعٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،و الَّذِی فی الصّحاحِ :جَمْعُ الرَّجِیعِ و الرَّجِیعَهِ : الرَّجائِع .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّجِیعُ : الثَّوْبُ الخَلَقُ المُطَرَّی.

و قالَ أَیْضاً:

14- الرَّجِیعُ : ماءٌ لِهُذَیْلٍ ،قال أَبو سَعِید: علی سَبْعَهِ أَمْیَالِ من الهَدَّهِ ،و الهَدَّهُ علی سَبْعَهِ أَمْیَالٍ من عفان (8)و به غُدِرَ بِمَرْثَدِ بن أَبِی مَرْثَدٍ کَنّازِ بنِ الحُصَیْنِ بنِ یَرْبُوع الغَنَوِیّ ،رَضِیَ اللّه عَنْه،شَهِدَ هو و أَبُوه بَدْراً،و کانَ أَبُوه حَلِیفَ حَمْزَهَ ، و سَرِیَّتِه لَمَّا بَعَثَهَا رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم مع رَهْطِ

ص:154


1- (1) الحجران بتقدیم الحاء،جمع حاجر،هی الأرض المرتفعه و وسطها منخفض.
2- (2) و یروی:«سلیم عظمه»و علی هذه الروایه فلا شاهد فیها.
3- (3) بالأصل«و الرجعه»و مقتضی سیاق القاموس یؤید ما أثبتناه موافقاً لما فی اللسان:و رجع الواشمه خطها.
4- (4) فی التهذیب:و رجْع الوشم،و النقوش و ترجیعه:أن یعاد....
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«المکروه».
6- (6) فی المفردات:أذی البطن.
7- (7) الذی فی اللسان:«و [1]الأنثی:رجیع و رجیعه»و الأصل کالتهذیب.
8- (8) کذا بالأصل،و الذی فی معجم البلدان«الهدّه»موضع بین مکه و الطائف.و فی یاقوت«الهدأه»کما ذکره البخاری فی قتل عاصم قال: هو موضع بین عسفان و مکه.

عَضَلٍ و القارَهِ ،و کانَت هذه السَرِیَّهُ فی السَّنَهِ الخامِسَهِ من الهِجْرَهِ فی صَفَر فی عَشَرَهٍ أَو سِتَّهٍ ،علی الخِلافِ ،لَمّا سَأَله عَضَلٌ و القَارَهُ أَنْ یُرْسِلَ معهم مَنْ یُعَلِّمهم شَرَائِعَ الإِسْلاَمِ ،فأَرْسَلَ مَرْثَداً،و عاصِمَ بنَ ثابِث،و خُبَیْبَ بن عَدِیٍّ ،و زَیْدَ بن الدَّثِنَّه،و خالِدَ بن البُکَیْرِ (1)،و عبدَ اللّه بن طارِق،و أَخاه لأُمِّه مُعَتِّبَ (2)بنَ عُبَیْدٍ فغَدَرُوا بهم فَقَتَلُوهُم،إِلاّ خُبَیْبَ بنَ عَدِیٍّ ،و زَیْدَ بن الدَّثِنَه فأَسَرُوهما، و باعُوهُمَا فی مَکَّهَ فَقَتَلُوهُما،و صَلَّی خُبَیْبٌ قبلَ أَنْ یَقْتُلُوه رَکْعَتَیْنِ ،فهو أَوَّلُ مَنْ سَنَّ ذلِکَ ، کذا فی مُخْتَصَرِ السِّیرَهِ للشَّمْسِ البِرْماوِیِّ . قال البُرَیْقُ الهُذَلِیُّ :

و إِنْ أُمْسِ شَیْخاً بالرَّجِیع و وِلْدَهً (3)

و یُصْبِحَ قَوْمِی دونَ دارِهُمُ مِصْرُ

و قال حَسّان رَضِیَ اللّه عَنْه یَرْثِیهِم:

صَلَّی الإِلهُ علی الَّذِین تَتابَعُوا

یَوْمَ الرَّجیع فأُکْرِمُوا و أُثِیبُوا

و قال أَبو ذُؤَیْبٍ :

رَأَیْتُ و أَهْلِی بوَادِی الرَّجِی

عِ فی أَرْضِ قَیْلَهَ بَرْقاً مُلْیحَا

و الرَّجِیعُ : العَرَقُ ،لأَنَّهُ کان ماءً فرَجَع عَرَقاً،قال لَبِیدٌ -رَضِیَ اللّه عنه-یَصِفُ الإِبِلَ :

کَسَاهُنَّ الهَوَاجِرُ کُلَّ یَوْمٍ

رَجِیعاً فی المَغَابِنِ کالعَصِیمِ

شَبَّه العَرَقَ الأَصْفَر بعَصِیمِ الحِنّاءِ.

و الرَّجِیعُ : الحَبْلُ الّذِی نُقِضَ ثُمَّ فُتِلَ ثَانِیَهً و فی المُفْرِدَاتِ :حَبْلٌ رَجِیعٌ :أُعِیدَ بعدَ نَقْضِه،زادَ فی اللِّسَانِ :

و قِیل:کُلُّ ما ثَنَیْتَه فهو رَجِیعٌ .

و کُلُّ طَعام بَرَدَ،ثُمَّ أُعِیدَ إِلی النّارِ فهو رَجِیعٌ .

و الرَّجِیعُ : فَأْسُ اللِّجَامِ . و الرَّجِیعُ : البَخِیلُ (4)کِلاهُمَا عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الرَّجِیعَهُ : ماءٌ لِبَنِی أَسَدٍ ،کما فی العُبَابِ .

و مَرْجَعَهٌ ،کمَرْحَلَهٍ :عَلَمٌ من الأَعْلام.

و أَرْجَعَ الرَّجُلُ ،إِذا أَهْوَی بِیَدِه إِلی خَلْفِه لِیَتَنَاوَلَ شَیْئاً ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لأبی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ صائِداً:

فبَدَا لَهُ أَقْرَابُ هذَا رَائغا

عَجِلاً فعَیَّثَ فی الکِنَانَهِ یُرْجِعُ

أَی أَقْرابُ الفَحْلِ .و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : أَرْجَعَ الرَّجُلُ یَدَیْهِ ، إِذا رَدَّهُما إِلی خَلْفِه لیَتَنَاوَلَ شَیْئاً،و خَصَّه بَعْضُهم فقال:

أَرْجَعَ یدَه إِلی سَیْفِه لیَسْتَلَّه،أَو إِلی کِنَانَتِه لیَأْخُذَ سَهْماً أَهْوَی بها إِلیه.

و أَرْجَع فُلانٌ :رَمَی بالرَّجِیعِ ،کأَنْجَی من النَّجْوِ.

و مِن المَجَازِ: أَرْجَعَ فی المُصِیبَه:قال: إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیْهِ راجِعُونَ (5). قالَ جَرِیرٌ:

و أَرْجَعْتُ من عِرْفَانِ دَارٍ کأَنَّهَا

بَقِیَّهُ وَشْمٍ فی مُتُونِ الأَشَاجِعِ

کرَجَّعَ تَرْجِیعاً و اسْتَرْجَعَ ،نَقَلهما الزَّمَخْشَرِیُّ ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الأَخِیرِ.و یُرْوَی قول جَرِیرٍ:«و رَجَّعْتَ ».

و

17- فی حَدِیثِ ابنِ عَبَّاسِ : «أَنَّهُ حِینَ نُعِیَ لهُ قُثَمُ اسْتَرْجَعَ ».

و یُقَالُ : أَرْجَعَ اللّه[تعالی] (6)بَیعَتَه کما یُقَال: أَرْبَحَها.

نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال الکسائیُّ : أَرْجَعَت الإِبِلُ ،إِذا هُزِلَتْ ثُمَّ سَمِنَت ، کذا نَصُّ الصّحاحِ و العْبَابِ ،و فی التَهْذیب:قالَ الکسَائیُّ :

إِذا هُزِلت النّاقَهُ قیل: أَرْجَعَت .و أَرْجَعَت .و أَرْجَعَتِ النّاقَهُ فهی مُرْجِعٌ :حَسُنَتْ بعدَ الهُزالِ .

و یُقَال:جَعَلَها اللّه سَفْرَه مُرْجِعَه ،کمُحْسنهٍ ،إِذا کان لها ثوَابٌ و عاقبَهٌ حَسَنه. و هو مَجَازٌ.

و یُقال: الشیْخُ یَمْرَضُ یَوْمَیْنِ فلا یَرْجِعُ شهْراً ،أَی لا یَثُوبُ إِلیه جِسْمُه و قُوَّتُه شهْراً.

و من المجاز: التّرجیع فی الأَذانِ :هو تَکْرِیرُ الشهادتَیْنِ

ص:155


1- (1) عن سیره ابن هشام 178/3 و [1]بالأصل«ابن أبی البکیر».
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«مغیث بن عبیده»و انظر أسد الغابه و سیره ابن هشام. [2]
3- (3) دیوان الهذلیین 58/3 بروایهٍ :«فإن أمسٍ ...و تُصبح»و قوله:و ولده، المعنی:و معی ولدهٌ و لکنه نصبها علی الحال.
4- (4) فی القاموس:«النخیل».
5- (5) سوره البقره الآیه 156. [3]
6- (6) زیاده عن القاموس.

جَهْراً بعدَ إِخْفائِهِما. هکذا فسره الصّاغَانیُّ .

و الترْجِیعُ أَیْضاً: ترْدیدُ الصَّوْت فی الحَلْقِ فی قراءَهِ أَو غناءٍ أَو زَمْرٍ،أَو غیرِ ذلک ممّا یُتَرَنَّمُ به،و قیل: التَّرْجِیع :هو تقارُبُ ضُرُوبِ الحَرَکات فی الصَّوْت.و قد حَکی عبدُ اللّهِ بنِ مُغَفَّلٍ ترْجِیعَه بمَدِّ الصوْت فی القرَاءَه نحو:

«آ آ آ» (1).

و من المَجَازِ: اسْتَرْجَع منهُ الشیْ ءَ ،إِذا أَخذ منْهُ ما دَفعَهُ إِلیْه و یُقالُ : اسْتَرْجَع الهبَهَ ،و ارْتجَعَها ،إِذا ارْتَدَّها.

و راجَعَهُ الکلامَ مُرَاجَعَهً و رِجَاعاً :حَاوَرَه إِیّاه.و قیل:

عَاوَدَهُ .

و راجَعَت الناقهُ رِجاعاً ،إِذا کانت فی ضَرْبٍ من السَّیْرِ.

ف رَجَعَتْ من سَیْرٍ إِلی سَیْرٍ سِوَاه،قال البَعِیثُ یصفُ ناقَتَه:

و طُولُ ارْتمَاءِ البِیدِ بالبِیدِ تغْتَلِی (2)

بها ناقَتِی تَخْتَبُّ ثم تُرَاجعُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الرَّجْعَهُ :المَرَّهُ من الرُّجُوعِ .

و الرَّجْعَهُ :عَوْدُ طائفهٍ من الغُزاهِ إِلی الغَزْوِ بعدَ قُفُولِهِم.

و قوله تعالی: إِنَّهُ عَلی رَجْعِهِ لَقادِرٌ (3)قیل:علی رَجْعِ الماءِ إِلی الإِحْلِیلِ ،و قیل:إِلی الصُّلْبِ ،و قیل:علی إِعادَته حَیًّا بعدَ بِلاَهُ ،و قیل:علی بَعْث الإِنْسَانِ یومَ القِیَامَه.

و اللّه سُبحانَهُ و تَعَالی أَعْلَمُ بما أَرادَ.

و یُقَال: أَرْجَعَ اللّه هَمَّه سُروراً،أَی أَبْدَلَ هَمَّه سُرُوراً.

و حَکَی سِیبَوَیْه: رَجَعَه و أَرْجَعَهُ ناقَتَه:باعَهَا منه ثُم أَعْطَاهُ إِیّاهَا لِیَرْجِعَ علیها.و هذِه عن اللِّحْیَانِیِّ و هذا کما تَقُولُ :

أَسْقَیْتُکَ إِهاباً.

و تَفَرَّقُوا فی أَوَّلِ النَّهَار،ثُمَّ تَرَاجَعُوا مع اللَّیْل،أَی (4):

رَجَعَ کُلٌّ إِلی مَحَلِّهِ .و تَرَجَّعَ فی صَدْرِی کذا،أی:ترَدَّد،و هو مَجَازٌ.

و رَجَّعَ البَعِیرُ فی شِقْشِقَتِه:هَدَرَ.

و رَجَّعَتِ النّاقَهُ فی حَنِینِها:قَطَّعَتْه.

و رَجَّعَ الحَمَامُ فی غِنائه،و اسْتَرْجَع کذلک.

و رَجَّعَتِ القَوْسُ :صَوَّتَت،عن أَبی حَنِیفَهَ .

و رَجَّعَ الکِتَابَهَ :أَعادَ علیها مَرَّهً أُخری.

و المَرْجُوعُ (5):الَّذِی أُعِید سَوادُهُ ،و الجَمْعُ المَرَاجِیعُ ، قال زُهَیْرٌ:

مَراجِیعُ وَشْمٍ فی نَواشِرِ مِعْصَمِ (6)

و رَجَع إِلَیْه:کَرَّ،وَ رَجَع عَلَیْه.و یُقَال:خالَفَنِی ثمّ رَجَعَ إِلی قَوْلِی،و صَرَمَنِی ثمّ رَجَعَ یُکَلِّمُنِی.و ما رُجِعَ إِلیه فی خَطْبٍ إِلاَّ کُفِیَ .و کُلٌّ من الثلاثه مَجَاز.

و ارْتَجَعَ کرَجَعَ .و ارْتَجَعَ علی الغَرِیم و المُتَّهَمِ :طَالَبَهُ .

و ارْتَجَع إِلیَّ الأَمْرَ:رَدَّهُ إِلَیَّ .أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

أَ مُرْتَجِعٌ لی مِثْلَ أَیّامِ حَمَّهٍ

و أَیّامِ ذِی قَارٍ عَلیّ الرَّوَاجِعُ ؟

و ارْتَجَعَ المَرْأَهَ : رَاجَعَها .

و ارْتَجَعَتِ المَرْأَهُ جِلْبَابَها،إِذا رَدَّتْه علی وَجْهِها، و تَجَلَّلَتْ به.

و الرُّجْعَی ،و المَرْجَعَانِیُّ من الدَّوَابِّ :نِضْوُ سَفَرٍ،الأَخِیرَهُ عامِیَّه.

و قال ابنُ السِّکِّیت: الرَّجِیعَهُ :بَعِیرٌ ارْتَجَعْتَه ،أی اشْتَرَیْتَه من أَجْلاَبِ النّاسِ ،لیس من البَلَدِ الَّذِی هُو به،و هی الرَّجائِعُ ،قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ المُزَنیُّ :

علی حینَ ما بِی منْ رِیَاضٍ لصَعْبَهٍ

و بَرَّحَ بی أَنْقَاضُهُنَّ الرَجائعُ (7)

و سَفَرٌ رَجِیعٌ : مَرْجُوعٌ فیه مرَاراً،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

ص:156


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان: [2]آه آه آه.و زید فیهما بعد هذا:و هذا انما حصل منه،و اللّه أعلم،یوم الفتح،لأنه کان راکبا،فجعلت الناقه تحرکه و تنزّیه فحدث الترجیع فی صوته.
2- (2) عن التهذیب و اللسان و [3]بالأصل«تعتلی».
3- (3) سوره الطارق الآیه 8. [4]
4- (4) فی الأساس:أی رجع کلّ واحد الی مکانه.
5- (5) عن التهذیب و اللسان و [5]بالأصل«و المرجع».
6- (6) من معلقته و صدره: دیارٌ لها بالرقمتین کأنها.
7- (7) بالأصل«علی حین یأتی»و المثبت عن اللسان،و [6]نبه بهامش المطبوعه المصریه الی عباره اللسان. [7]

و یُقَالُ للإِیابِ من السَّفَرِ:سَفَرٌ رَجِیعٌ (1)،قال القُحَیْف:

و أَسْقِی فِتْیَهً و مُنَفَّهاتٍ

أَضَرَّ بنِقْیِهَا سَفَرٌ رَجِیعُ

و الرَّجْعُ :الغِرْسُ یکونُ فی بَطْنِ المَرْأَه،یَخْرُج علی رَأْس الصَبِیِّ .

و قولُه تَعَالَی: یَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ الْقَوْلَ (2)أَی یَتَلاَوَمُونَ .

و الرَّجِیعُ :الشِّواءُ یُسَخَّنُ ثانِیَهً ،عن الأَصْمَعِیِّ .

و رَجْعُ الرَّشْقِ فی الرَّمْیِ :ما یُرَدُّ علیه.

و الرَّوَاجِعُ :الرِّیاحُ المُخْتَلِفَه لمَجِیئِها و ذَهابِهَا،و کذا رَوَاجِعُ الأَبْواب.

و لیس لهذا البَیْعِ مَحرجُوعٌ ،أَی لا یُرْجَعُ فیه.و هو مَجَازٌ.

و یُقَال:هذا مَتَاعٌ مُرْجِعٌ ،أَی له مَرْجُوعٌ .حکاه الجَوْهَرِیُّ عن ابْنِ السِّکِّیت.

و قال الأَصْبَهَانیُّ فی المُفْرَدات:دَابَّهٌ لها مَرْجُوعٌ :یُمْکنُ بَیْعُها بعد الاستِعْمَالِ .

و یُقَالُ هذا أَرْجَعُ فی یَدی منْ هذا،أَی أَنْفَعُ .و هو مَجَازٌ.

و فی النَّوَادرِ:یُقَال:طَعَامٌ یُسْتَرْجَعُ عَنْه و تفْسیرُ هذا فی رِعْیِ المالِ ،و طعامِ النّاس:ما نَفَعَ منه و اسْتُمْرِیءَ فسَمِنُوا عنه.

و الرَّجعَهُ ،بالکسْرِ و الفَتْح:إِبِلٌ تَشْترِیها الأَعْرَابُ لَیْسَتْ من نِتَاجِهم،و لَیْسَت علیها سِمَاتُهم.

و ارْتَجَعَها :اشْتراها.

و التَّرَاجُعٍ بین الخَلِیطَیْن:أَنْ یکونَ لأَحَدِهما-مَثلاً- أَرْبَعُون بَقرَهً ،و للآخرِ ثلاثُون،و مالُهُما مُشْتَرَکٌ ،فیأْخُذَ العاملُ عن الأَرْبَعین مُسِنَّهً ،و عن الثّلاثینَ تَبِیعاً، فیَرْجعَ باذلُ المُسنَّه بثَلاثَه أَسْبَاعِها علی خَلِیطه،و بَاذلُ التَبِیعِ بأَرْبَعَهِ أَسْباعِه علی خلَیطه؛لأَنَّ کلَّ وَاحدِ من السِّنَّیْنِ وَاجِبٌ علیالشُّیُوعِ ،کأَنَّ المالَ ملْکُ وَاحدٍ.

و الرِّجَعُ ،کعِنَبٍ :أَنْ یَبیعَ الذُّکُورَ و یَشْتَرِیَ الإِنَاثَ ،کأَنَّهُ مَصْدَرٌ،و قال ابنُ بَرِّیّ :و جَمْعُ رِجْعَهٍ رِجَعٌ ،و قِیلَ لحَیٍّ من العَرَب:بِمَ کَثُرَتْ أَموالُکُم ؟فقالوا:أَوْصانا أَبُونا بالنُّجَعِ و الرُّجَعِ ،و فَسَّرَه بأَنَّه:بَیْعُ الهَرْمَی،و شِراءُ البِکَارَهِ الفَتِیَّهِ ، و قد فُسِّرَ بأَنَّهُ بَیْع الذُّکور و شراءُ الإِناث،و کِلاَهما ممّا یَنْمِی علیه المالُ ،و أَرجع إِبلاً:شَرَاهَا و بَاعَهَا علی هذِه الحالَهِ .

و الرّاجِعَهُ :الناقَهُ تُباعُ و یُشْتَرَی بثَمَنِها مِثْلُها،فالثّانِیَهُ راجِعَهٌ و رَجِیعَهٌ ،قال علیُّ بنُ حَمْزَه: الرَّجِیعَهُ :أَنْ یُبَاعَ الذَّکَرُ و یُشْتَرَی بثَمَنه الأُنْثَی،فالأُنْثَی هی الرَّجِیعَه ،و قد ارْتَجَعْتُها و تَرَجَّعْتُها و رَجَعْتُها .

و حَکَی اللِّحْیَانِیُّ :جَاءَتْ رِجْعَهُ الضِّیاع،أَی ما تَعُودُ به عَلَی صَاحِبِها من غَلَّهٍ ،و یُقَالُ :سَیْفٌ نَجِیحُ الرَّجْعِ و الرَّجِیع ،إِذا کان ماضِیاً فی الضَّرِیبَهِ ،قال لَبِیدٌ یَصِفُ السَّیْفَ :

بأَخْلَقَ مَحْمُودٍ نَجِیحٍ رَجِیعُهُ

و أَخْشَنَ مَرْهُوبٍ کَرِیمِ المآزِقِ

و یُقَالُ لِلْمَرِیضِ إِذا ثابَتْ إِلیهِ نَفْسُه بعد نُهُوکٍ من العِلَّه:

راجعٌ ،و رَجُلٌ راجِعٌ :إِذا رَجَعَتْ إِلیه نَفْسُه بعدَ شِدَّهِ ضَنًی.

و رَجَعَ الکَلْبُ فی قَیْئِه:عادَ فیه.

و رَاجَعَ الرَّجُلُ : رَجَع إِلی خَیْرٍ أَو شَرٍّ.

و تَرَاجَعَ الشَّیْ ءُ إِلی خَلْفٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

وَ رَجَعَتِ النّاقَهُ تَرْجِعُ رِجَاعاً ،إِذا أَلْقَتْ وَلَدَهَا لغَیْرِ تَمَامٍ ، عن أَبِی زَیْدٍ (3).و قیل:هوَ أَنْ تَطْرَحَه ماءً.

و الرّاجِعَهُ :الناشِغَهُ من نَوَاشِغِ الوادِی،قاله ابنُ شُمَیْلٍ ، أَی المَجْرَی من مَجارِیه.

و الرَّجْعُ :ماءُ لهُذَیْلٍ غَلَب علیه.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :قَرأْتُ بخَطِّ أَبِی الهَیْثَمِ -حکاهُ عن الأَسَدِیُّ -قال:یَقُولُونَ للرَّعدِ: رَجْعٌ .

و رَجِیعُ :اسم ناقهٍ (4)قال جَرِیرٌ:

ص:157


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«رسیع»،.
2- (2) سوره سبأ الآیه 31. [2]
3- (3) نص قول أبی زید کما نقله عنه صاحبا التهذیب و اللسان: [3]إذا ألقت الناقه حملها قبل أن یستبین خلقه قیل قد رجعت ترجع رِجاعاً.
4- (4) فی اللسان:و [4]رجیع:اسم ناقه جریر،قال.

إِذا بَلَّغَتْ رَحْلِی رَجِیعُ أَمَلَّهَا

نُزُولِیَ بالمَوْماهِ ثُمَّ ارْتِحالِیَا

و الرَّجّاعُ :الکَثِیرُ الرُجُوعِ إِلی اللّهِ تعالَی.

وَ رَجَعَ الحَوْضُ إِلی إِزائِه:کَثُرَ مَاؤُه.

و تَرَاجَعَتْ أَحْوَالُ فُلانٍ .و هو مجَازٌ.

و رَاجَعَه فی مُهِمَّاتِه:حَاوَرَه.

و انتَقَص القُرُّ،ثُمَّ تَرَاجَعَ .

و سُمِّیَ البَرَدُ رَجْعاً ؛لرَدِّ ما تَنَاوَله من الماءِ.

و الرِّجْعَهُ ،بالکَسْرِ:الحُجَّهُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

ردع

رَدَعَهُ عَنْهُ ،کمَنَعَهُ یَرْدَعُه رَدْعاً : کَفَّهُ و رَدَّهُ ، فارْتَدَعَ ،أَی فَکَفَّ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

أَهْل الأَمَانَهِ إِنْ مالُوا و مَسَّهُمُ

طَیْفُ العَدُوِّ إِذا ما ذُوکِرُوا ارْتَدَعُوا

و رَدَعَ جَیْبَه عَنْهُ :فَرَجَهُ نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و رَدَعَهُ بالشَّیْ ءِ:لَطَخَهُ بهِ ، یَرْدَعُه ، رَدْعاً ، فارْتَدَع :

تَلَطَّخَ .

و رَدَعَ السَّهْمَ :ضَرَب بنَصْلِهِ الأَرْضَ لِیَثْبُتَ فی الرُّعْظِ (1)،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ.

و رَدَعَ المَرْأَهَ یَرْدَعُهَا رَدْعاً : وَطِئَها.

و حَکَی الأَزْهَرِیُّ عن أَبِی سَعِید قال: الرَّدْعُ :العُنُقُ رُدِعَ بالدَّمِ أَو لَمْ یُرْدَعُ ،یُقَال:اضْرِبْ رَدْعَه ،کما یُقال:اضْرِبْ کَرْدَه.قال:و سُمِّیَ العُنُقُ رَدْعاً ؛لأَنَّه بها یَرْتَدِعُ کلُّ ذِی عُنُقٍ من الخَیْلِ و غیرِهَا،و قالَ غیرُه:سُمِّیَ العُنُق رَدْعاً عَلَی الاتِّساعِ .

و الرَّدْعُ : الزَّعْفَرانُ سُمِّیَ به کما سُمِّی الجَسَدُ زَعْفَرَاناً، أَو لَطْخٌ منه،أَو مِن الدَّمِ ،یُقَال:به رَدْعٌ من زَعْفَرَانٍ أَو دَمٍ ،أَی لَطْخٌ منه و أَثَر،کما فی الصّحاحِ ،و

17- فی حَدِیثِ عائِشَه: «کُفِّنَ أَبو بکرٍ،رَضِیَ اللّه عنهما (2)،فی ثَلاثَهِ أَثْوابٍ ،أَحَدُها (3)به رَدْعٌ من زَعْفَران». أَی لَطْخٌ لم یَعُمَّهکلَّه.و یُقَالُ :بالثَّوبِ رَدْعٌ من زَعْفَرانٍ ،أَی شَیْ ءٌ یَسِیرٌ فِی مَوَاضِعَ شَتَّی.

و الرَّدْع : أَثَرُ الخَلُوقِ و الطِّیبِ فی الجَسَدِ و کذلِکَ أَثَرُ الحِنّاءِ قال:

مَمْکُورَهٌ رَدْعُ العَبِیرِ بِها

دُرْمُ العِظَامِ رَقِیقَهُ الخَصْرِ

کالرُّدَاعِ :کغُرَابٍ :هکَذَا فی سائرِ النُّسَخِ ،و هو خَطَأٌ، فإِنَّ الرُّدَاعَ ،بالضَّمِّ ،إِنَّمَا یُسْتَعْمَلُ فی النُکْسِ لا فی الطِّیب،و هو مثلُ الرَّدْع ،و الرَّدْعُ یُسْتَعْمَلُ فیهِمَا،و سَیَأْتِی قَرِیباً مثلُ ذلِک.

و من المَجَازِ:یُقَال للقَتِیل: رَکِبَ رَدْعَه ،إِذا خَرَّ لوَجْهِه علی دَمِه و علی رَأْسِه،قیلَ :و إِنْ لم یَمُتْ بعدُ،غیر أَنَّه کُلَّمَا هَمَّ بالنُّهُوضِ رَکِب مَقَادِیمَه،فخَرَّ لوَجْهِه،و قِیلَ :

رَدْعُه :دَمُه،و رُکُوبُه إِیّاه أَنّ الدَّمَ یَسِیلُ ،ثُمّ یَخِرُّ علیه صَرِیعاً،و قِیل:رَکِبَ رَدْعَه ،أَی لم یَرْدَعْهُ شَیْ ءٌ فیَمْنَعْهُ عن وَجْهِه،و لکِنّه رَکِبَ ذلک فمَضَی لوَجْهِه،و رُدِعَ فلم یَرْتَدِعْ ، کما یُقَال:رَکِبَ النَّهْیَ .

و قال ابنُ الأَثِیرِ: الرَّدْعُ :العُنُقُ ،أَی سَقَط علی رَأْسِه، فانْدَقَّتْ عُنُقُه.و قیل: الرَّدْعُ هنا:الدَّمُ ،علَی سَبِیلِ التَّشْبِیهِ بالزَّعْفَرَانِ ،و مَعْنَی رُکُوبِه دَمَه،أَنّه جُرِحَ ،فسالَ دَمُه،فسقَطَ فوقَهُ مُتَشَحَّطاً فیه.قال (4):و مَنْ جَعَلَ الرَّدْعَ العُنُقَ فالتَّقْدِیرُ:

رَکِبَ ذاتَ رَدْعِه ،أَی عُنُقَه،فحذفَ المُضَاف،أَو سمّی العُنُق رَدْعاً علی الإِتِّساعِ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لنُعَیْمِ بنِ الحارِث بنِ یَزِیدَ السَّعْدِیّ :

أَلَسْتُ أَرُدُّ القِرْنَ یَرْکَبُ رَدْعَهُ

و فیه سِنَانٌ ذُو غِرَارَیْنِ نَائسُ ؟

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :رَکِبَ رَدْعَه :إِذا وَقَعَ علی وَجْهِه.

و رَکِبَ کُسْأَهُ :إِذا وَقَع علی قَفاهُ .و قِیلَ :رَکِبَ رَدْعَه :أَنّ الرَّدْعَ :کُلُّ ما أَصابَ الأَرْضَ من الصَّرِیعِ حین یَهْوِی إِلَیْهَا،فَما مَسَّ منه الأَرْضَ أَوّلاً فهو الرَّدْعُ ،أَیّ أَقْطَارِه کانَ .

و قال المُبَرِّدُ:مَعْنَاهُ سَقَط فدَخَلَتْ عُنُقُه فی جَوْفِه.

وَ ثَوْبٌ مَرْدوعٌ مُزَعْفَرٌ،أَی مَصْبُوغٌ بالزَّعْفَرانِ .

ص:158


1- (1) الرعظ :مدخل سنخ النصل.
2- (2) کذا،و الصواب«عنه».
3- (3) بالأصل:«أحد ثیابه ردع»و المثبت عن النهایه.
4- (4) هو الزمخشری کما یفهم من عباره النهایه، [1]و انظر الفائق 345/1- 346. [2]

و یُقَال:قَمِیصٌ رادِعٌ و مَرْدُوعٌ و مُرَدَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :فیه أَثَرُ طِیبٍ أَو زَعْفَرَانٍ أَو دَمٍ .

و رُدِعَ الرَّجُلُ ، کعُنِیَ ،تَغَیَّرَ لَوْنُه ،و منه

17- حَدِیثُ حُذَیْفَهَ رَضِیَ اللّه عنه: أَنَّه ذَکَر فِتْنَهً شَبَّهها بفِتْنَهِ الدَّجَّالِ ،و فی القَوْمِ أَعْرَابِیٌّ ،فقالَ :«سُبْحانَ اللّه یا أَصْحابَ محمَّدٍ:

کیفَ و قد نُعِتَ المَسِیحُ و هو رَجُلٌ عریضُ الکَبْهَهِ ،مُشْرِفُ الکَتَدِ،بَعِیدُ ما بَیْنَ المَنْکِبَیْنِ : فرُدِعَ لها حُذَیْفَهُ ،ثمّ تَسَایَرَ عن وَجْهِه الغَضَبُ ». أَی وَجِمَ لها حَتَّی تَغَیَّر لَوْنُه إِلی الصُّفْرهِ و قولُه:الکَبُهَه،أَرادَ الجَبْهَهَ ،فأَخْرَجَ الجِیمَ بینَ مَخْرَجها و مَخْرَجِ الکافِ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :و هی لُغَهٌ غیر مُسْتَحْسِنَهٍ ، و لا کَثِیرَهٍ فی لُغَهِ مَنْ تُرْتَضَی عَرَبِیَّتُه،و إِنَّمَا تَغَیَّر لَوْنُه وُجُوماً و ضَجَراً.

و الرَّدِیعُ کأَمِیرٍ و مِنْبَرٍ:السَّهْمُ الَّذِی سَقَطَ نَصْلُه فیُرْدَعُ به الأَرْض،أَی یُضْرَبُ حَتّی یَثْبُتَ نَصْلُه.

و قالَ اللَّیْثُ : الرّادِعَهُ :قَمِیصٌ قد لُمِّعَ بالزَّعْفَرَانِ أَو بالطِّیبِ فی مَواضِعَ ،و لیس مَصْبُوغاً کُلّه،إِنَّمَا هو مُبْلَقٌّ ، کما تَرْدَعُ الجَارِیَهُ صَدْرَ جَیْبِهَا بالزَّعْفَرَانِ بمِلْ ءِ کَفِّهَا، و المَصْدَرُ: الرَّدْعُ ،قال امرُؤُ القَیْسِ :

حُوراً یُعَلِّلْنَ العَبِیرَ رَوَادِعاً

کمَهَا الشَّقائِقِ أَوْ ظِبَاءِ سَلاَمِ (1)

و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ قولَ الأَعْشَی:

وَ رادِعَهٍ بالطِّیبِ صَفْرَاءَ عِنْدَنَا

لجَسِّ النَّدَامَی فی یَدِ الدِّرْعِ مَفْتَقُ (2)

یَعْنِی جارِیَهً قد جَعَلَتْ علی ثِیَابِهَا فی مَواضِعَ زَعْفَرَاناً.

و کمِنْبَرٍ:مَنْ یَمْضِی فی حَاجَتِه فیَرْجِعُ خائِباً.

و المِرْدَعُ : السَّهْمُ الَّذِی یَکُون فی فُوقِهِ ضِیقٌ ،فیُدَقُّ فُوقُه حَتَّی یَنْفَتِحَ ،قال أَبو عَمْرٍو:و یُقَال فِیهما بالغَیْنِ مُعْجَمَهً أَیضاً.

و المِرْدَعُ : الکَسْلانُ من المَلاَّحِینَ . و المِرْدَعُ : القَصِیرُ الذی کأَنَّه قُطْبَهُ سَهْمٍ .

و المِرْدَعُ : منْ بِهِ رُدَاعٌ من طِیبٍ ، کالمَرْدُوعِ ،هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخ و هو خطأٌ،فإِنّ الرُّدَاع -بالضَّمِّ -لا یُسْتَعْمَلُ فی الطِّیبِ ،إِنَّمَا هو فی النُّکْسِ ،و انْظُرْ نَصَّ العُبَابِ :رَجُلٌ مِرْدَعٌ و مَرْدُوعٌ ،من الرُّدَاع ،فلم یَقُلْ من طِیبٍ ؛و قالَ قَبْلَ ذلِکَ :و الرَّدْعُ :النُّکْسُ ،و أَنْشَدَ:

أَلِمَّا (3)بذَاتِ الخَالِ إِنَّ مُقَامَها

لَدَی البابِ زادَ القَلْبَ رَدْعاً علی رَدْعِ

ثُمَّ قالَ :و کذلِکَ الرُّدَاعُ ،و أَنْشَدَ لقَیْسِ بنِ المُلَوَّحِ (4):

صَفْرَاءَ من بَقَرِ الجِوَاءِ کأَنَّمَا

تَرَک الحَیَاءُ (5)بها رُدَاعَ سَقِیمِ

و قالَ قَیْسُ بنُ ذَرِیحٍ :

فواحَزَنی و عَاوَدَنِی رُدَاعِی

و کانَ فِرَاقُ لُبْنَی کالخِدَاعِ

و مِثْلُه فی الصّحاحِ و الأَسَاسِ الرُّدَاع :وَجَعُ الجَسَدِ أَجْمَع.و فی الأَسَاسِ :من شَکَا الرُّدَاع ،شَکَر الصُّدَاع، و قد رُدِعَ ،فهو مَرْدُوعٌ ،و مِثْلُه فی الصّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : رُدِعَ ،إِذا نُکِسَ فی مَرَضِهِ ،قالَ أَبُو العِیَالِ الهُذَلِیُّ :

ذَکَرْتُ أَخِی فعاوَدَنِی

رُداعُ السُّقْمِ و الوَصَبُ (6)

و قَالَ کُثَیِّرٌ:

و إِنِّی علی ذکَ التَّجَلُّدِ إِنَّنِی

مُسِرُّ هُیامٍ یَسْتَبِلُّ و یُرْدَعُ

و المَرْدُوعُ :المَنْکُوس،و کلّ ذلک ممّا یؤیِّدُ أَنّ الرُّدَاع -بالضَّمِّ -إِنّما یُستَعمل فی النُّکْس لا فی الطِّیبِ .

و فی کلام المصنّف نظرٌ من وُجُوهٍ .

ص:159


1- (1) دیوانه،و فی روایته. حور تعلل بالعبیر جلودها بیض الوجوه نواعم الأجسام فلا شاهد فیها:و السلام:الشجر.
2- (2) فی التهذیب:«عندها»و فی الدیوان:«بالمسک»بدل«بالطیب».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ألم».
4- (4) فی اللسان: [1]قیس بن معاذ مجنون بنی عامر.
5- (5) عن الصحاح و [2]اللسان و بالأصل«ترک الحیاه».
6- (6) دیوان الهذلیین 242/2 بروایه صداع الرأس،و علیها فلا شاهد فیه و المثبت روایه التهذیب و اللسان. [3]

و الرِّدَاع ، ککِتَابٍ :الطِّیبُ (1)هکَذَا فی النُّسَخِ ، و الصّوابُ :الطِّینُ و الماءُ. و الغَیْنُ -مُعْجَمَهً -لغهٌ فیه.نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و الرِّدَاعُ :اسمُ ماء ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ (2)، و أَنْشَدَ لعَنْتَرَهَ یَصِفُ ناقَتَه:

بَرَکَتْ علی جَنْبِ الرِّداعِ کأَنَّما

بَرَکَتْ علی قَصَبٍ أَجشَّ مُهَضَّمِ

قلتُ :و أَنْشَدَ أَبُو القاسِمِ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ للَبِیدِ بنِ رَبِیعَهَ :

و صَاحِبَ مَلْحُوبٍ فُجِعْنَا بِیَوْمِه

و عند الرِّداع بَیْتُ آخَرَ کَوْثَرِ

قالَ :و صَاحبُ الرِّدَاعِ شُرَیْحُ بنُ الأَحْوَصِ فی قَوْلِ ابنِ هِشَامٍ ،و الرِّداعُ من أَرْضِ الیَمامَهِ ،و قِیلَ :هو حبّان بنُ عُتْبَهَ بنِ مالِکِ بن جَعْفَر بن کِلابٍ (3)،و قد تَقَدَّم ذلِک فی «ل ح ب».

و قال الأَصْمَعِیُّ : الرِّدَاعَهُ ، بهَاءٍ :مثلُ البَیْتِ یُتَّخَذُ من صَفِیح ثمّ یُجْعَلُ فیه لَحْمَهٌ یُصادُ فیه الضَّبُعُ و الذِّئبُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المُرْتَدِعُ :سَهْمٌ إِذا أَصَابَ الهَدَفَ انْفَضَخَ عُودُه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ.

و قالَ خَالِدٌ: المُرْتَدِعُ : الجَمَلُ انْتَهَت سِنُّهُ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ یَصِفُ أُخْتَ بَنِی رَأْلاَنَ :

یَخْدِی بها بَازِلٌ فُتْلٌ مَرَافِقُه

یَجْرِی بدِیبَاجَتَیْهِ الرَّشْحُ مُرْتَدِعُ

و قالَ أَبو عَمْرٍو: المُرْتَدِع فی قَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ : المُتَلَطِّخُ بالزَّعْفَرانِ و إِلَیْه مال الجَوْهَرِیّ ،و زادَ بَعْضُهم: أَو الطِّیبِ ، و قالَ بعضُهم: مُرْتَدِعٌ ،أَی عَرَقٌ أَصْفَرُ کأَنَّهُ خَلُوقٌ ،و کُلُّ سَمِینٍ عَرَقُه أَصْفَرُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه: تَرَادَعَ القَوْمُ : رَدَعَ بعضُهُمْ بَعْضاً.

و جَمْعُ الرَّادِعِ : رُدُعٌ ،بضمَّتَیْنِ ،قالَ :

بَنِی نُمَیْرٍ تَرَکْتُ سَیِّدَکُمْ

أَثْوَابُه من دِمائِکُمْ رُدُعُ (4)

و رَدَعَ الزَّعْفَرَانُ علی الجِلْدِ،إِذا نَفَضَ صِبْغَه علیه،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ ابن عَبّاسٍ : أَنَّه:«لم یُنْهَ عَنْ شَیْ ءٍ من الأَرْدِیَه إِلاَّ [عن] (5)المُزَعْفَرَهِ التی تَرْدَعُ علی الجِلْدِ».

و ثوبٌ رَدِیعٌ :مَصْبُوغٌ بالزَّعْفَرَانِ و قالَ الأَزْهَرِیُّ فی قَوْلِ ابْنِ مُقْبِلٍ :قالَ بَعْضُهُم: مُرْتَدِعٌ ،أَی مُتَصَبِّغٌ بالعَرَقِ الأَسْوَدِ،کما یُرْدَعُ الثَّوْبُ بالزَّعْفَرانِ .

و فی الأَسَاسِ ، رَدَّعْتُه بالزَّعْفَرانِ تَرْدِیعاً،فهو مُرَدَّعٌ ، و مُتَرَدِّعٌ (6).

و یُقَال: رَدَعَتْهُ رَوَادِعُ الشَّیْبِ .

و طَعَنْتُه فرَکِبَ (7)رَدْعَه ،و هو مَجَازٌ.

و الأَرْدَعُ من الغَنَمِ :الَّذِی صَدْرُه أَسْودُ و باقِیه أَبْیَضُ ، یُقَال:تَیْسٌ أَرْدَعُ ،و شاهٌ رَدْعاءُ ،و الجَمْعُ رُدْعٌ .

و الرَّدْعُ :کلُّ ما أَصابَ الأَرْضَ من الصَّرِیعِ .و قال اللَّیْثُ : الرَّدْعُ :مقادِیمُ الإنْسَانِ .

و رَکِبَ رَدْعَ المَنِیَّهِ ،علی المَثَلِ .

و الرَّدِیعُ :الصَّرِیعُ یرکَبُ ظِلَّه،و منه قَوْلُ أَبِی دُوادٍ:

فَعَلَّ و أَنْهَلَ مِنْهَا السِّنَا

نَ یَرْکَبُ منها الرَّدِیعُ الظِّلالا

و یُقَال: رُدِعَ بفُلانٍ ،أَی:صُرِعَ .

و أَخَذَ فُلاناً فَرَدَعَ بهِ الأَرْضَ ،إِذا ضَرَبَ بهِ الأَرْضَ .

و الرَّدْعُ : رَدْعُ النَّصْلِ فی السَّهْمِ ،و هو ترکِیبهُ ، و ضَرْبُکَ إِیّاه بحَجَرٍ أَو غَیْرهِ حتَّی یَدْخُلَ .

و المِرْدَعَهُ :نَصْلٌ کالنَّوَاهِ .

و الرُّدُوعُ ،بالضّمِّ :جمعُ رَدْعٍ ،بمَعْنَی النُّکْسِ ،قال:

ص:160


1- (1) فی القاموس«الطین»کما صوبه الشارح،و هو موافق لما فی.
2- (2) و قال نصر:رداع بالضم،ماء لبنی الأعرج بن کعب بن سعد،و قیل بالکسر،نقل قوله یاقوت«رِداع».
3- (3) فی معجم البلدان«رِداع»و بهذا الموضع مات عوق بن الأحوص بن جعفر بن کلاب.و یعنی بالموضع،ما قاله نصر فیه،انظر الحاشیه السابقه.
4- (4) فی المحکم:«بنی قمیر...من دمائه».
5- (5) زیاده عن اللسان و [1]النهایه. [2]
6- (6) عباره الأساس:و هو مردوع بالزعفران و مردّع و مرتدع و متردِّع.
7- (7) عن الأساس و بالأصل«فرکبت».

و ما مَاتَ مُذْرِی الدَّمْعِ بل ماتَ مَنْ بِهِ

ضَنَّی بَاطِنٌ فی قَلْبِهِ و رُدُوعُ

و رجلٌ رَدِیعٌ :به رُدَاعٌ ،و کذلِکَ المُؤنَّثُ ،قال:[أَبو] صَخْرٍ الهُذَلِیُّ (1):

و أَشْفِی جَوًی بالیَأْسِ مِنِّی قد ابْتَرَی

عِظَامِی کمَا یَبْرِی الرَّدِیعُ هُیَامُهَا

و الرَّدِیعُ :الأَحْمَقُ .قالَ الأَزْهَرِیُّ :هکَذا أَقْرَأَنِی المُنْذِرِیُّ لأَبِی عُبَیْدٍ فیما قَرَأَ علی أَبِی الهَیْثَمِ ،قالَ :و أَمّا الإِیَادِیُّ فإِنَّهُ أَقْرَأَنِیهِ عن شَمِرٍ بالغَیْنِ مُعْجَمَهً ،قال:و کِلاهُمَا عِنْدِی من نَعْتِ الأَحْمَقِ .

و أَحْمَرُ رَدَاعٌ ،کسَحَابٍ :صافٍ .

و ماءٌ رَدَعَهٌ ،و رَدَغَهٌ ،بمَعْنًی.

و الرَّدْعُ :الدَّقُّ بالحَجَرِ.

و رَدَاعُ العَرْشِ ،کسَحَابٍ :مَدِینَهُ أَهْلِ فَارِسَ بالیَمَنِ .

و کغُرَابٍ :ماءَهٌ لبَنِی الأَعْرَجِ بنِ کَعْبِ بنِ سَعْدٍ،و یُرْوَی بالکَسْرِ أَیضاً (2).

و رَکِبَ رَدْعَه [إِذا رُدع فلم یرتدع ] (3)،أَی فَعَلَ ما رُدِعَ عنه،کما یُقَال:رَکِبَ النَّهْیَ ،إِذا فَعَلَ ما نُهِیَ عنه.و هو مَجازٌ.

رزع

هو أَرْزَعُ منه ،بالزّایِ بعدَ الرّاءِ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ :

أَی:أَجْبَنُ . و أَهْمَلَه فی التَّکْمِلَهِ ،و لا إِخَالُه إِلاّ تَصْحِیفَ «أَرْوعَ »بالواوِ فانْظُر،أَو هو بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،فتَأَمَّل.

و اسْتَعْمَلَتِ العامَّهُ الرَّزْعَ فی الأَکْلِ الکَثِیرِ مع شَرَهٍ ،و فیه نَظَرٌ.

و رزعهُ بنُ عَبْدِ اللّه الأَنْصَارِیُّ ذَکَرَه ابنُ السَّکَنِ فی الصَّحابَهِ ،هکذا بتَقْدِیمِ الرّاءِ علی الزّای،مُجَوَّداً مَضْبُوطاً، قال الحَافِظُ :و أَمّا أَبو مُوسَی فذَکَره فی الجادَّهِ .

رسع

الرَّسَعُ محرَّکَهً :فَسَادٌ فی الأَجْفَانِ و تَغَیُّرٌ فِیها،و قد رَسِعَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ ،فهو أَرْسَعُ ،و وُجِدَ فی نُسَخِ الصّحاحِ :فهو رَاسِعٌ (4)،قال الجَوْهَرِیُّ : و لُغَهٌ أُخْرَی:

رَسَّعَ الرَّجُلُ تَرْسِیعاً ،فهو مُرَسِّعٌ و مُرَسِّعَهٌ .

و رَسعَتْ عَیْنُه،کفَرِحَ و مَنَع:الْتَصَقَتْ أَجْفَانُها، کرَسَّعَتْ تَرْسِیعاً ،و قد جاءَ فی الحَدِیث (5)قالَ ابْنُ الأَثیرِ:تُفْتَحُ سِینُها،و تُکْسَرُ،و تُشَدَّدُ،و یُرْوَی بالصّادِ.

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : الرَّسائعُ :سُیُورٌ مَضْفُورَهٌ فی أَسَافِلِ الحَمَائلِ ،الواحِدُ رِسَاعَهٌ ،بالکَسْرِ و یُرْوَی قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

رَمَیْنَاهُمُ حَتَّی إِذا ارْبَثَّ جَمْعُهُم

و عادَ الرَّسِیعُ نُهْیَهٌ للحَمائِلِ (6)

بالسِّینِ ،و یروی« الرُّسُوع ».

و قال أَبُو عَمْرٍو: الرُّسُوعُ :سُیُورٌ تُضْفَرُ تکونُ فی وَسَطِ القَوْس أَی ما زالُوا یَنْهَزِمُونَ حَتَّی انْقَلَبَ السَّیْفُ و القَوْسُ ، فصَارَتِ الرُّسُوعُ علی المَنْکِبِ ،حیثُ کانَت الحَمَائِلُ ، [و صَارَتِ الحمائلُ أَسفل] (7)عِنْدَ الصَّدْرِ.و قِیلَ .انْقَلَبَتْ سُیُوفُهم فصارَتْ أَعالِیها أَسافِلَها،و کانَت الحَمَائِلُ علی أَعْنَاقِهِم فنُکسَتْ فصَارَتْ الرُّسُوعُ فی مَوْضِعِ الحَمَائِلِ .

و یُرْوَی الرَّصِیعُ و الرَّسُوعُ .و النُّهْیَه:النِّهَایَه.

و الرَّسِیعُ کأَمِیرٍ:ع ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

قال: و رَسَعَ الصَبِیَّ ،کمَنَعَ :إِذا شَدَّ فی یَدِهِ أَو رِجْلِه خَرَزاً لدَفْعِ العَیْنِ ،و یُقَالُ بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ أَیضاً.

و رَسَعَت أَعْضَاءُ الرَّجُلِ :فَسَدَت،و اسْتَرْخَتْ ،هکَذا هو مُقْتَضَی سِیَاقِ العُبَابِ أَنَّه من حَدِّ مَنَعَ ،و الَّذِی فی التَّکْمِلَهِ ،و رَسَّعَت أَعضاؤُه،هکَذَا بالتَّشْدِیدِ،ثم قال:

و لَیْسَ التَّرْسِیعُ مقصوراً علی فَسادِ العَیْنِ فقط ،کأَنه رَدَّ به علی الجَوْهَرِیِّ حیثُ قال:و فیه لُغَهٌ أُخْرَی: رَسَّعَ الرَّجُلُ تَرْسِیعاً ،کما تَقَدَّم.

ص:161


1- (1) بالأصل«قال صخر».
2- (2) و هو قول نصر،کما نقله یاقوت،انظر ما تقدم.
3- (3) زیاده عن الأساس.
4- (4) الذی فی الصحاح المطبوع:أرسع.
5- (5) فی التهذیب و النهایه و اللسان:فی حدیث عبد اللّه بن عمرو بن العاص:بکی حتی رَسَعَتْ عینه.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:اربث،هکذا فی الأصل تبعاً للتکمله،و فی اللسان:ارتث و حرره»و الذی فی دیوان الهذلیین 85/1. اربَثّ أمرهم و عاد الرصیع.
7- (7) زیاده عن دیوان الهذلیین 85/1.

14- و المُرَیْسِیعُ ،مصغَّرُ مَرْسُوعٍ :بِئرٌ،أَو ماءٌ لخُزاعَهَ بناحِیَهِ قُدَیْدٍ، علی مَسِیرَهِ یَوْمٍ من الفُرْعِ ،و إِلیه تُضافُ غَزْوَهُ بنی المُصْطَلِقِ :قوم من خُزَاعَهَ تَجَمَّعُوا علی هذا الماءِ مُحَارَبَهً لرَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم،و ذلِکَ فی ثَانِی شَعْبَانَ فی السَّنَهِ الخامِسهِ (1)من الهِجْرَهِ ،فخرجَ صلّی اللّه علیه و سلّم،و مَعَهُ بَشَرٌ کَثِیرٌ، و ثلاثونَ فارِساً،و کانَ أَبُو بَکْرٍ رضِیَ اللّهُ عنه حَامِلَ رَایَهِ المُهَاجِرِینَ ،و سَعْدُ بنُ عُبَادَهَ رَضِیَ اللّه عنه حامِلَ رَایهِ الأَنْصَارِ،فحَمَلُوا علی القَوْمِ حَمْلهً وَاحِدَهً ،فقَتَلُوا منهم عَشَرهً ،و أَسَرُوا سَائرَهُم،و غابَ ثمانِیَهً و عِشْرِینَ یوماً. و فیها سَقَطَ عِقْدُ عائِشَهَ ،رَضِیَ اللّه عَنْهَا،و قِصَّهُ الإِفْکِ ، و نَزَلَتْ آیَهُ التَّیَمُّمِ ،و النَّهْیُ عن العَزْلِ . علی ما هُو مَشْرُوحٌ فی کُتُبِ السِّیرِ و الحَدِیثِ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ : التَّرْسِیعُ :أَنْ تَخْرِقَ سَیْراً (2)،ثمّ تُدْخِلَ فیه سَیْراً،کما تُسَوَّی سُیُورُ المَصَاحِفِ ،و اسْمُ السَّیْرِ المَفْعُولِ بهِ ذلِکَ : الرَّسِیعُ ،و أَنْشَدَ:

و عَادَ الرَّسِیعُ نُهْیَهً للحَمائِلِ

و قد تَقَدّم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَسِعَ به الشَّیْ ءُ:لَزِق.

و رَسَّعَه تَرْسِیعاً :أَلْزَقَه.

و الرَّسِیعُ :المَلْزُوق.

و رَسَّعَ الصَّبِیَّ و غیرَه تَرْسِیعاً :لغهٌ فی رَسَعَ ،کمَنَع.

و الرَّسَعُ ،مُحَرَّکهً :ما شُدَّ به.

و المِرْسَعُ ،کمِنْبَرٍ:الَّذِی انسَلَقَتْ عَیْنُه فی السَّهَرِ.

و رَجُلٌ مُرَسِّعَهٌ ،کمُحَدِّثَهٍ :فَسَدَ مُوقُ عَیْنِه.قالَ امْرُؤ القَیْسِ -کما فی الصِّحاح-و فی العُبَابِ :هو ابنُ مالِکٍ الحِمْیَرِیُّ ،کما قالَه الآمِدِیُّ ،و لیس لابْنِ حُجْرٍ،کما وَقَعَ فی دَوَاوِینِ شِعْرِه،و هو مَوْجُودٌ فی أَشْعَارِ حِمْیَرَ:

أَیا هِنْدُ لا تَنْکِحِی بُوهَهً

عَلَیْهِ ،عَقِیقَتُه أَحْسَبَا

مُرَسِّعَهً وَسْطَ أَرْفاغِه

بِهِ عَسَمٌ یَبْتَغِی أَرْنَبَا

لِیَجْعَلَ فی رِجْلِهِ کَعْبَهَا

حِذَارَ المِنیَّهِ أَنْ یَعْطَبَا (3)

قالَ الجَوْهَرِیُّ :قوله:« مُرَسِّعَه »إِنَّمَا هو کقَوْلِکَ :رَجُلٌ هِلْباجَهٌ و فَقْفَاقَهٌ ،أَو یکونُ ذَهَبَ بهِ إِلَی تَأْنِیثِ العَیْنِ ؛لأَنَّ التَّرْسِیعَ إِنّمَا یَکُونُ فِیها،کما یُقال:جاءَتْکُم القَصْماءُ لرَجُلٍ أَقْصَمِ الثَّنِیَّهِ ،یُذْهَب بهِ إِلی سِنِّه،و إِنَّمَا خَصَّ الأَرْنَبَ بذلِکَ ،و قال:«حِذَارَ المَنِیّه»،الخ،فإِنّه کان حَمْقَی الأَعْرَابِ (4)فی الجَاهِلِیَّهِ یُعَلِّقُون کَعْبَها فی الرِّجْلِ کالمَعاذَهِ ،و یَزعُمون أَنَّ مَنْ عَلَّقَه لم تَضُرَّه عَیْنٌ و لا سِحْرٌ، لأَنَّ الجِنَّ تَمْتطِی الثَّعَالِبَ و الظِّباءَ و القَنَافِذَ،و تَجْتَنِبُ الأَرانِبَ ،لمکانِ الحَیْضِ .یَقُول:هو مِنْ أُولئکَ الحَمْقَی.

و البُوهَهُ :الأَحْمَقُ .

و قال السُّکَّرِیُّ ،فی شَرْحِ دیوان امْرِیءِ القَیْسِ :

و یُرْوَی:« مُرَسَّعَهٌ »کمُعَظَّمَه،و برَفْعِ الهاءِ،و هی تَمِیمَهٌ و هو أَنْ یُؤْخَذَ سَیْرٌ فیُخْرَقَ ،و یُدْخَلَ فیه سَیْرٌ،فیُجْعَلَ فی أَرْساغهِ ؛دَفْعاً لِلْعَیْنِ ،فیَکُون علی هذا رَفْعُهُ بالابْتِداءِ، و«بَیْنَ أَرَساغِه»الخَبَر،قال ابنُ بَرِّیّ :و هی رِوَایَهُ الأَصْمَعِیِّ ،و یُرْوی:«أَرْفاغِهِ »«و أَرْباقِه»،«و أَرْساغِه».

و قِیلَ : رَسَّعَ الرَّجُلُ تَرْسِیعاً :أَقامَ فلم یَبْرَحْ من مَنْزِلِهِ ، و رَجُلٌ مُرَسِّعَهٌ :لا یَبْرَحُ من مَنْزلِهِ ،زادُوا الهاءَ للمُبَالَغَهِ ،و به فَسَّرَ بَعْضُهُم بیتَ امْرِیءِ القَیْسِ السابقَ .

رصع

الرَصْعُ ،کالمَنْعِ :الضَّرْبُ بالیَدِ ،قاله ابنُ دُرَیْدٍ.

و قال اللَّیْثُ : الرَّصْعُ : شِدَّهُ الطَّعْنِ ،کالإِرْصَاعِ ،یُقَال:

رَصَعَه بالرَّمْحِ یَرْصَعُه رَصْعاً ،و أَرْصَعَهُ :طعَنَهُ طَعْناً شدیداً.

و الرَّصْعُ : الإِقامَهُ ،یُقَال: رَصَعَ بالمکانِ ،أَی أَقام به.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الرَّصْعُ : دَقُّ الحَبِّ بینَ حَجَرَیْنِ ، کالارْتِصاعِ ،عن ابْنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

ص:162


1- (1) قال ابن اسحاق:«فی سنه ست»انظر سیره ابن هشام 302/3 و معجم البلدان«المریسیع».
2- (2) فی اللسان:« [1]شیئاً»و فی احدی نسخ التهذیب:«یخرق شیئاً ثم یدخل فیه شیئا».
3- (3) الأبیات فی دیوان امریء القیس بن حجر الکندی بیروت ص 74 و التهذیب و الصحاح و [2]اللسان [3]باختلاف بعض الألفاظ بینها و بین الدیوان و الأصل.
4- (4) فی التهذیب:حمقی العرب.

و الرَّصْعُ : تَغْیِیبُ السِّنَانِ کُلِّه فی المَطْعُونِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الرَّصَعُ ، بالتَّحْرِیکِ :فِرَاخُ النَّحْلِ ،الوَاحِدَهُ بهَاءٍ ، هکَذَا هو فی الصّحاحِ ،و نَصُّه:و رُبما سَمَّوْا فِرَاخَ النَّحْلِ رَصَعاً ،و سَبَقَهُ إِلی ذلِکَ اللَّیْثُ فی العَیْنِ ،و تَبِعَهُ ابنُ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَهِ . أَو الصَّوابُ بالضَّادِ المُعْجَمَهِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :

و هکَذَا رَوَاهُ أَبو العَبّاسِ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قد صَحَّفَه اللَّیْثُ .

و الرَّصِیعَهُ :العُقْدَهُ الَّتِی فی اللِّجَامِ عند المُعَذَّرِ،کأَنَّها فَلْسٌ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّصِیعَهُ : حِلْیَهُ السَّیْفِ المُسْتَدِیرَهُ ، أَو کُلُّ حَلْقَهٍ مُسْتَدِیرَه فی حِلْیَهِ سَیْفٍ ،أَو سَرْجٍ ،أَو غَیْرِه فهی رَصِیعَهٌ ،و فی نَسْخَهٍ :أَو غیرِهِما.و قِیلَ : الرَّصِیعَهُ :

سَیْرٌ یُضْفَرُ بینَ حِمَالَهِ السَّیْفِ و جَفْنِه.و قِیلَ :سُیُورٌ مُضْفُوره فی أَسافِلِ حَمائلِ السَّیْفِ ،و السِّینُ لُغَهٌ فیه،کما تَقَدَّم.

و قالَ أَبو عُبَیْدَهَ -فی کتابِ الخَیْلِ -: الرَّصِیعَهُ : مَشَکُّ مَحَانِی أَطْرَافِ الضُّلُوعِ من ظَهْرِ الفَرَسِ ،و قال غَیْرُهُ :

الرَّصائِعُ :مَشَکُّ أَعالِی الضُّلُوعِ فی الصُّلْبِ ،وَاحِدُها:

رُصْعٌ ،بالضَّمِّ ،و هو نادِرٌ.قال ابنُ مُقْبِلٍ :

فأَصْبَحَ بالمَوْماهِ رُصْعاً سَرِیحُهَا

فللإِنْسِ بَاقِیهِ ،و للْجِنِّ نَادِرُهْ

و قالَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ : الرَّصِیعَهُ : البُرُّ یُدَقُّ بالفِهْرِ،و یُبَلُّ ، و یُطْبَخُ بالسَّمْنِ .

و ج الکُلِّ : رَصَائعُ ،و قالَ الشَّنْفَرَی یَصِفُ سَیْفاً:

هَتُوف من المُلْسِ المُتُونِ یَزِینُها

رَصَائعُ قدْ نِیطَتْ إِلَیْهَا و مِحْمَلُ (1)

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الرَّصِیعُ کأَمِیرٍ:زِرُّ عُرْوَهِ المُصْحَفِ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ .

و یُقَال: رَصِعَ به،کفَرِحَ ، یَرْصَع رَصَعاً :إِذا لَزِقَ به، کما فِی الصّحاحِ .و فی اللِّسَانِ : رُصُوعاً ،فهو رَاصِعٌ ، و قال أَبُو زَیْدٍ (2)،فی بابِ لُزُوقِ الشَّیْ ءِ: رَصِعَ فهو رَاصِعٌ ،مثلُ :عَسِقَ ،عَبِقَ ،و عَتِکَ (3).

و قال ابنُ فارِسٍ : رَصِعَ بالطِّیبِ ،أَی عَبِقَ به.

و الأَرْصَعُ :لغهٌ فی الأَرْسَح ،نقله الجوهریُّ .و فی حدیث المُلاعَنهِ :إِنْ جاءَت به أَرَیْصِعَ »هو تصغیر الأَرْصع .

و طَعْنٌ أَرْصَعُ ،أَی تَامٌّ غابَ کُلُّه ،أَی کلُّ القَرْنِ فِیه ،أَی فی المَطْعُونِ ،و أَنشد الجَوْهَرِیّ لرُؤْبَه:

وَخْضاً إِلی النِّصْفِ و طَعْناً أَرْصَعا

و بَعْدَه:

و فَوْقَ أَغْیَابِ الکُلَی و کَسَّعَا

و صَدْرُهُ (4):

نَطْعُنُ مِنْهُنَّ الخُصُورَ النُّبَّعَا

و قیل طعُنُ أَرْصَعُ :تنبعُ بالدَّمِ .

و الرَّصْعَاءُ :المَرْأَهُ الزَّلاّءُ،و هی الَّتِی لا إِسْکِتان لَها،أَو قیل:هی مِثلُ الرَّسْحَاءِ:الَّتِی لا عَجِیزَهَ لها و قد رَصِعَت ، کفَرِح تَرصَعُ رَصَعاً ، و هو أَرْصَعُ ذِکْرُ الأَرْصَعِ ثانیاً تکرارٌ، و کذا التَّمْیِیز بینَ المُذَکَّرِ و مؤنَّثه مَعِیبٌ ،و کان حقّ العِبَارَهِ أَنْ یقولَ :و الأَرْصَع :الأَرْسَحُ :و هی رَصْعَاءُ ،و قد رصِعَتْ ، کفَرِحَ .ثُمَّ الرَّصَعُ ،مُحَرَّکَهً :قِیلَ :هو دِقَّهُ الأَلْیَهِ ،و قد رَصِعَ رَصَعاً ،و رُبما وُصِفَ الذِّئبُ به،و قِیلَ :تَقارُبُ ما بَیْنَ الرُّکْبَتَیْنِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرَّصَاعُ کسَحَابٍ :الجِمَاعُ .

قالَ : و کشَدّادٍ:کَثِیرُهُ ،و هو مَجَازٌ،و أَصْلُه فی العُصْفُورِ الکَثِیرِ السِّفَادِ،یُقَال: رَصَعَ الطّائِرُ الأُنْثَی یَرْصَعُهَا رَصْعاً :

سَفَدَهَا،و کَذلَکَ التَّیْسُ .

و اسْتَعَارَتْهُ الخَنْسَاءُ فی الإِنْسَانِ ،فقالَتْ حینَ أَرادَ أَخُوها مُعاوِیَهُ أَنْ یُزَوِّجَها من دُرَیْدِ بنِ الصِّمَّهِ :

مَعَاذَ اللّه یَرْصَعُنِی حَبَرْکَی

قَصِیرُ الشِّبْرِ من جُشَمِ بنِ بَکْرِ (5)

ص:163


1- (1) مختار الشعر الجاهلی،لامیه العرب بیت رقم 12.
2- (2) فی التهذیب:أبو عبید.
3- (3) زید فی التهذیب:«و عَتِق»و ورد فیه:رصع فهو رَصِع.
4- (4) کذا،و المناسب:و قبله.
5- (5) دیوانها ص 77 بروایه«ینکحنی»و علیها فلا شاهد فیه.و الحبرکی: القصیر الظهر الطویل الرجلین.

و قالَ ابنُ عَبّاد: المِرْصَاعُ ، کمِحْرَاب:دُوَّامَهُ الصِّبْیَان ، و قال: المَرَاصِیعُ :المَدَاحِی،و هی کُلُّ خَشَبَهٍ یُدْحَی بِها ، کُرَهٌ أَو غَیْرُها.

قال: و المُرْصِعُ ، کمُحْسِنٍ :النَّحْلُ لَهَا رَصَعٌ ،ج:

مَرَاصِیعُ و قد تَقَدَّم الکَلامُ علیهِ أَنَّ الصَّوابَ فیه الضّادُ المُعْجَمَه.

و التَّرْصِیعُ :التَّرْکِیبُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ عَبّاد: التَّرْصِیعُ : التَّقْدِیرُ،و النَّسْجُ ،کما یُرَصِّعُ الطائرُ عُشَّهُ ،و فی الأَسَاس: رَصَّعَ الطائرُ عُشَّه بقُضْبَانٍ و رِیشٍ :قارَبَ بَعْضَه من بَعْضٍ ،و نَسَجَه.

و التَّرْصِیعُ : النَّشَاطُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.و الذی ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ : التَّرَصُّع :النَّشَاطُ ،زادَ فی اللِّسَانِ :مثل التَّعَرُّصِ (1)،أَی هو مَقْلُوبَه.

و قال أَبو عُبَیْدَهَ -فی کتابِ الخَیْلِ -: فَرَسٌ مُرَصَّعُ الثُّنَنِ ،کمُعَظَّم،إِذا کانَت ثُنَنُهُ بعضُها فَوْقَ (2)بَعْضٍ و نصُّ أَبِی عُبَیْدَه«فی بعضٍ ».

و تَاجٌ مُرَصَّعُ و سَیْفٌ مُرَصَّعٌ بالجَوَاهِرِ ،أَی مُحَلًّی بها، و نَصُّ الصّحاح:یُقَال:تاجٌ مُرَصَّعٌ بالجَوَاهِرِ،و سَیْفٌ مُرَصَّعٌ ،أَی مُحَلًّی بالرَّصائِعِ ،و هی حَلَقٌ یُحَلَّی بها.

و ارْتَصَعَ :الْتَزَقَ ،عن ابْنِ عَبّادٍ،و قِیلَ لبَعْضِهِم:یَدَاکَ مُرْتَصِعَتانِ ،قال:کَلاّ،بل فَلْجَاوَانِ .

و ارْتَصَعَت أَسْنَانُهُ :تَقَارَبَتْ و الْتَزَقَتْ .و فی الأَساسِ :

أَسْنَانُه مُرْتَصِعَهٌ ،أَی مُرْتَصَّهٌ .

و تَرَاصَعَتِ الطَّیْرُ،و الغَنَمُ و العَصافیرُ ،إِذا تَسافَدَت.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الرَّصَعُ ،مُحَرَّکهً :أَنْ یَکْثُرَ علی الزَّرْعِ الماءُ و هو صَغِیرٌ، فیَصْفَرَّ و یُحَدِّدَ،و لا یَفْتَرِشُ منه شیءٌ،و یَصْغُر حَبُّه.

و رَصِعَتْ عَیْنُه،کفَرِح:فَسَدَتْ .و السِّینُ أَکثر.

و رَصَعَ الشَّیْ ءَ:عَقَدَه عَقْداً مُثَلَّثاً مُتَداخِلاً،کعَقْدِ التَّمِیمَهِ و نَحْوِهَا،و إِذَا أَخَذْتَ سَیْراً فعَقَدْتَ فیه عُقَداً مُثَلَّثهً ،فذلِکَ التَّرْصِیعُ .و المَرَاصِعُ :الخُتُومُ ،قال الفَرَزْدقُ :

و جِئْنَ بأَوْلاَدِ النَّصَارَی إِلَیْکُمُ

حَبَالَی و فی أَعْنَاقِهِنَّ المَراصِعُ

و رَصِیعَهٌ و رَصِیعٌ ،کشَعِیرَهٍ و شَعِیرٍ:سَیْرٌ یُضْفَرُ بینَ حِمَالَهِ السَّیْفِ و جَفْنِه،و به فُسِّرَ بَیتُ الهُذَلِیِّ (3)السابِقُ فی «ر س ع».

و رَصَّعَ العِقْدَ بالجَوْهَرِ تَرْصِیعاً:نَظَمَه فیه،و ضَمَّ بَعْضَه إِلی بَعْضٍ ،و

17- فی حدیثِ قُسٍّ : « رَصِیع أَیْهُقانٍ ». یَعْنِی أَنَّ هذا المَکَانَ قد صارَ بحُسْنِ هذا النَّبْتِ کالشَّیْ ءِ المُحَسَّنِ المُزَیَّنِ بالتَّرْصِیعِ .و الأَیْهُقَانُ :نَبْتٌ ،و یُرْوَی بالضّادِ المُعْجَمَهِ ،و سَیَأْتِی.

و المِرْصَعانُ ،بالکَسْرِ:صَلاءَهٌ عَظیمهٌ من الحِجارَهِ ،و فِهْرٌ مُدَوَّرَهٌ تمَلَأُ الکَفَّ .عن أَبِی حَنِیفَهَ .و رَصَعَتْ بهما:دَقَّتْ .

و ابنُ الرَّصَّاعِ ،کشدَّادٍ:مُحَدِّثُ تُونُسَ ،مشهورٌ.

و رَاصَعَ الطَّیْرُ أُنْثَاه:سافَدَها.

و التَّرْصِیعُ :نوعٌ من أَنواعِ الجِنَاسِ فی البَدِیعِ .

رضع

رَضَعَ الصَّبِیُّ أُمَّهُ ،کسَمِعَ و ضَرَبَ ،الثانِیَهُ لُغَهُ نَجْدٍ،و الأُولَی لُغَه تِهَامَهَ ،کما فی الصّحاحِ و العُبَابِ و اللِّسَانِ .و فی الْمِصْبَاح بعَکْسِ ذلِکَ ،قال الجَوْهَرِیُّ :قالَ الأَصْمَعِیُّ :أَخْبَرنِی عِیسَی بنُ عُمَرَ أَنَّه سَمِعَ العَرَبَ تُنْشِدُ هذا البَیْتَ -لابْنِ هَمّام السَّلُولِیِّ -عَلَی هذِه اللُّغَهِ :

و ذَمُّوا لنا الدُّنْیَا و هُمْ یَرْضِعُونَها

أَفاوِیقَ حَتَّی ما یَدِرُّ له ثُعْلُ

و فی العُبَابِ :هو قَوْلُ عَبْدِ اللّه بنِ هَمّامٍ یُخَاطِبُ النُّعْمَانَ بنَ بَشِیرٍ-رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا-:

فقَبْلَکَ ما کانَتْ تَلِینا أَئِمَّهٌ

یُهِمُّهُمُ تَقْوِیمُنَا و هُمُ عُضْلُ

یَذُمُّونَ دُنْیَاهُمْ ،و هُمْ یَرْضِعُونَهَا ..

هکذا بکَسْرِ الضّادِ، رَضْعاً ،بالفَتْح،مصدر رَضَعَ

ص:164


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«التعرض»و فی التهذیب:«العَرَص».
2- (2) فی القاموس:«فی»موافقاً لما فی التهذیب و اللسان. [2]
3- (3) یعنی قول أبی ذؤیب الهذلی. رمیناهم حتی إذا اربَثّ جمعهم و صار الرصیع نهیه للحمائل.

کضَرَبَ ، و یُحَرَّکُ ،مَصْدَر رَضِعَ کسَمِع (1)و رَضَاعاً و رَضَاعَهً بفَتْحِهِمَا،أَمّا الأَوَّلُ فمَصْدَر رَضِعَ رَضَاعاً ،کسَمِعَ سَماعاً، و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و یُکْسَرانِ ،قال اللّه تَعالَی: أَنْ یُتِمَّ اَلرَّضاعَهَ (2)بفَتْحِ الرّاءِ،و قرأَ أَبُو حَیْوَهَ ،و أَبُو رَجاء، و الجارُودُ،و ابنُ أَبِی عَبْلَهَ : «أَنْ یُتِمَّ الرِّضَاعَه » ،بکَسْرِ الرّاءِ، و رَضِعاً ،ککَتِفِ ،فهو رَاضِعٌ ،ج : رُضَّعٌ ، کَرُکَّع، و رَضِعٌ ،ککَتِفٍ ،ج : رُضُعٌ ، کعُنُق:امْتَصَّ ثَدْیَها. و

16- فی الحَدِیثِ : «انْظُرْن ما إِخْوَانِکُنَّ ،فإِنَّمَا الرَّضاعَهُ من المَجَاعَهِ ». قالَ ابْنُ الأَثِیرِ: الرَّضَاعَهُ بالفَتْحِ و الکسرِ:

الاسم من الإِرْضَاع (3)،فأَمّا من الرَّضاعَهِ :اللُّؤمِ فالفتحُ فقَط .و تَفْسِیرُ الحَدِیث:أَنَّ الرَّضَاعَ الَّذِی یُحَرِّمُ النِّکَاحَ إِنَّمَا هو فی الصَّغَرِ عندَ جُوع الطِّفْلِ ،فأَمّا فی حالِ الکِبَرِ فلا (4).

و الرَّضُوعَهُ التی تُرْضِعُ وَلَدَهَا،و خَصَّ أَبو عُبَیْده به الشَّاه تُرْضِعُ .

و الرّضِعَتَانِ :ثَنِیَّتَا الصَّبِیِّ المُتَقَدِّمَتانِ اللَّتَانِ یَشْرَبُ علیهما اللَّبَنَ . ج: رَوَاضِعُ ،و قیل: الرَّوَاضِعُ :ما نَبَتَ من أَسْنَان الصَّبِیِّ ثمّ سَقَطَ فی عَهْدِ الرَّضَاع ،یُقَال منه:سَقَطَت رَوَاضِعُه ،و یُقَال: الرَّوَاضِعُ :سِتٌّ مِنْ أَعْلَی الفَمِ ،و سِتٌّ من أَسْفَلِه.

و من المَجَازِ: رَضُعَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ . و قالَ ابنُ عَبّادٍ: رَضَعَ الرَّجُلُ أَیضاً مثل مَنَع رَضَاعَهً ،بالفَتْح لا غَیْرُ.و منهُ

15- رَجَزٌ یُرْوَی لفاطِمَهَ -رَضِیَ اللّه عنها-:

ما بِیَ مِنْ لُؤْمٍ و لا رَضَاعَهْ .

قال الجوهَرِیّ :قالوا: رَضُعَ الرجلُ بالضّمِّ ،کأَنَّه کالشَیْ ءِ یُطْبَع علیه،و قال الزَّمَخْشَرِیّ :و لمّا نُقِل إِلی مَعْنَی المُبَالغهِ فی اللُّؤْمِ بَنَوْا فِعْلَه علی فَعُلَ ،فقالوا: رَضُعَ رَضَاعَهً ، فهو رَاضِعٌ و رَضِیعٌ (5)و رَضّاعٌ ،کشَدَّادٍ،مِن قَوْمٍ رُضَّعٍ و رُضَّاعٍ ، کرُکَّعٍ و کُفَّارٍ ،أَی لَؤُمَ ،أَی صارَ لَئِیماً، و منه

17- قَوْلُ سَلَمَهَ بنِ الأَکْوَع رضی اللّه عنه: «و الیَوْمُ یَوْمُ الرُّضَّعِ ».

أَی:الیَوْمُ یَوْمُ هَلاَکِ اللِّئامِ .و

17- فی حَدِیثِ ثَقِیف: قالَتْ عَجُوزٌ منهم:«أَسْلَمَها الرُّضّاعَ ،و تَرَکوا المِصَاعَ ».

أَی:اللِّئام،و المِصَاعُ :المُضَارَبَهُ بالسَّیْفِ و الاسْمُ :

الرَّضَعُ ،مُحَرَّکَهً ،و کَکَتِفٍ .

و (6)قالَ الیَمَامیُّ : الرَّاضِعُ :اللَّئِیمُ الَّذِی رَضَعَ اللُّؤْمَ مِنْ ثَدْیِ أُمِّهِ ،یریدُ أَنَّه وُلِدَ فی اللُّؤْمِ .و هو مَجَازٌ.

و قِیلَ : الرّاضِعُ : الرّاعِی الَّذِی لا یُمْسِکُ معه مِحْلَباً، فإِذا سُئِلَ اللَّبَنَ اعْتَلَّ بذلک ،أَی بأَنَّه لا مِحْلَبَ له،و إِذا أَرادَ الشُّرْبَ رَضَعَ حَلُوبَتَهُ ، و قیل:اللَّئیمُ الرّاضِعُ : مَنْ یَأْکُلُ الخُلالَهَ من بَیْنِ أَسْنَانِه لُؤْماً لئلاً یَفُوتَهُ شَیءٌ.

و قال ابنُ عَبّاد:اللَّئیمُ الرّاضِعُ : منْ یَرْضَعُ النّاسَ ،أَی یَسْأَلُهُم. قلتُ .و به فَسَّرَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ قولَ جَرِیرٍ:

و یَرْضَعُ مَنْ لاقَی و إِنْ یَرَ مُقْعَداً

یَقُودُ بأَعْمَی فالفَرَزْدَقُ سائِلُهْ

قال:أَی یَسْتَعْطِیه و یَطْلُبُ منه،أَی لو رأَی هذا لَسَأَلَهُ .

و هذا لا یَکُونُ ؛لأَنَّ المُقْعَدَ لا یَقْدِرُ أَن یقومَ فیقودَ الأَعْمَی.

و فی الأَسَاسِ :و تَقُولُ :اسْتَعِذْ باللّه من الرَّضَاعَه ،کما تَسْتَعِیذُ بِهِ من الضَّراعَه.و نَقَل ابنُ الأَثِیرِ أَیْضاً مثلَ ذلِک.

و فی الصّحاح: قَوْلُهم:لَئِیمٌ راضِعٌ ،أَصلُه زَعَمُوا أَنَّ رَجُلاً کان یَرْضَعُ إِبلَهُ أَو غَنَمَه (7)،و لا یَحْلُبُها لئِلاَّ یُسْمَعَ صَوْتُ حَلْبِه،فیُطْلَبَ مِنْهُ . و قالَ ابنُ دُرَیْدِ:کان هذا الحَدِیثُ فی العَمالِقَه،فکَثُرَ حَتَّی صارَ کلُّ لَئِیمٍ رَاضِعاً ، فَعَلَ ذلِکَ الفِعْلَ أَو لم یَفْعَلْ .قالَ :و أَصْلُ الحَدِیثِ :

17- أَنَّ رَجُلاً من العَمَالِیقِ طَرَقَهُ ضَیفٌ لَیْلاً،فمَصَّ ضَرْعَ شَاتهِ ؛ لِئلاَّ یَسْمَعَ الضَّیْفُ صَوْتَ الشَّخْبِ .

قال: و الرَّضَاعَهُ ،کسَحَابَهٍ :اسْمُ الدَّبُور،أَو رِیحٌ بَیْنَها و بینَ الجَنُوبِ ،و ذلِکَ لأَنَّهَا إِذا هَبَّتْ عَلَی اللِّقَاحِ رَضَعَتْ أَلْبَانُهَا،أَی قَلَّتْ ،و هو مَجَازٌ.

ص:165


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:کسمع»بهامش المطبوعه الصواب:«کتعب».
2- (2) سوره البقره الآیه 233. [1]
3- (3) عن النهایه و [2]بالأصل«الرضاع».
4- (4) یرید أن رضاع الکبیر لا یحرم.
5- ((*)) بالکویتیه:رَضِعٌ .
6- (5) فی القاموس:«أو».
7- (6) الصحاح:« [3]إبله و غنمه».

قال: و الرِّضْعُ ،بالکَسْر:شَجَرٌ تَرْعاهُ الإِبِلُ کما فی العُبَابِ .

و تَقُول:هذا رَضِیعُکَ ،أَی أَخُوکَ من الرَّضاعَهِ ، بالفَتْحِ ،کما فی الصّحاحِ ،کما تَقُول:أَکِیلُک،قالَ الأَعْشَی:

رَضِیعَیْ لِبَانٍ ثَدْیَ أُمِّ تَقَاسَمَا

بأَسْحَمَ دَاجٍ عَوْضُ لا نتَفَرَّقُ

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرَّضَعُ مُحَرَّکَهً :صِغَارُ النَّحْلِ (1)، وَاحِدَتُها رَضَعَه کالرَّصَعِ ،بالصّادِ،و قد تَقَدَّم عن الأَزْهَرِیِّ أَنّه تَصْحِیفٌ .

و أَرْضَعَتِ المَرْأَهُ ،فهی مُرْضِعٌ أَی لَها وَلَدٌ تُرْضِعُه و منه قَوْلُ امْریءِ القَیْسِ :

فمِثْلِکِ حُبْلَی قد طَرَقْتُ و مُرْضِعٍ

فأَلْهَیْتُها عن ذِی تَمائمَ مُحْوِلِ

و یُرْوَی« مُرْضِعاً »و یُرْوَی«مُغْیِلٍ »أَی ذات رَضِیعٍ فإِن وَصَفْتَها بإِرضَاعِ الوَلَدِ أَلْحَقْتَ الهاءَ.و قُلْتَ : مُرْضِعَه ، کما فی الصّحاح و العُبَابِ ،و منه قولُه تَعالَی: یَوْمَ [تَرَوْنَها]تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَهٍ عَمّا أَرْضَعَتْ (2)و

16- فِی الحَدِیثِ حِینَ ذکر الإِمارَهَ فَقالَ : «نِعْمَتِ المُرْضِعَهُ ،و بِئْسَت الفَاطِمَهُ ». ضَرَبَ المُرْضِعَهَ مَثَلاً للإِمارَهِ ،و ما تُوَصِّلُه إِلَی صاحِبِها من الأَحْلاَبِ ،یَعْنِی المَنَافِع،و الفاطِمَهَ مثلاً للمَوْتِ الَّذِی یَهْدِمُ علیهِ لَذّاتِه، و یَقْطَعُ مَنَافِعَها[دونه] (3).

قال ثَعْلَبٌ : المُرْضِعَهُ :التی تُرْضِعُ و إِنْ لم یَکُنْ لَهَا وَلَدٌ،أَو کانَ لها وَلَدٌ،و المُرْضِعُ :الَّتِی لیس مَعَهَا وَلَدٌ و قد یَکُونُ معَهَا وَلَدٌ.و قال مَرَّهً :إِذا أَدْخَلَ الهاءَ أَرَادَ الفِعْلَ ، و جَعَلَه نَعتاً،و إِذا لم یُدْخِل الهاءَ أَرادَ الاسْمَ .

و قال الفَرّاءُ: المُرْضِعُ و المُرْضِعَهُ :الَّتِی مَعَهَا صَبِیٌّ تُرْضِعُه (4)،قال:و لو قِیلَ فی الأُمِّ : مُرْضِعٌ -لأَنَّ الرَّضَاعَ لا یَکُونُ إِلاّ من الإِناثِ ،کما قَالُوا:امْرَأَهٌ حائضٌ و طامِثٌ -کان وَجْهاً.قال:و لو قِیلَ فی الَّتِی مَعها صَبِیٌّ : مُرْضِعَهٌ کان صَواباً.

و قالَ الأَخْفَشُ :أَدْخَلَ الهاءَ فی المَرْضِعَهِ لأَنَّهُ أَرادَ-و اللّه أَعلَم-الفِعْلَ ،و لو أَرادَ الصِّفَهَ لقال: مُرْضِعٌ .

و قال أَبو زَیْدٍ: المُرْضِعَهُ :الَّتِی ترْضِع و ثَدْیُها فِی فَمِ وَلَدِها،و علیه قَوْلُه تَعالَی: تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَهٍ قالَ :

و المُرْضِعُ :الَّتِی دَنا لها أَنْ تُرْضِعَ و لم تُرْضِعْ بَعْدُ، و المُرْضِعُ :الَّتِی مَعها الصَّبِیُّ الرَّضِیعُ .

و قال الخَلِیلُ :امْرَأَهٌ مُرْضِعٌ :ذاتُ رَضِیع ،کما یُقَالُ :

امرأَهٌ مُطْفِلٌ :ذاتُ طِفْلٍ ،بلا هاءٍ،لأَنَّک تَصِفُهَا بفِعْلٍ منها وَاقِع أَو لاَزِمٍ ،فإِذا وَصَفْتَها بفِعْلٍ هی تَفْعَلُه قُلْتَ :مُفْعِلَهٌ ، بفِعْلٍ هی تَفْعَلُه قُلْتَ :مُفْعِلَهٌ ،کقولِه تَعالَی: تَذْهَلُ کُلُّ مُرْضِعَهٍ عَمّا أَرْضَعَتْ وَصَفها بالفِعْلِ فأَدْخَلَ الهاءَ فی نَعْتِها،و لو وَصَفَها بأَنَّ مَعَهَا رَضِیعاً قالَ :کُلُّ مُرْضِعٍ .

و قال ابنُ بَرِّیّ :أَمّا مُرْضِعٌ فعَلَی النَّسَبِ ،أَی ذاتُ رَضِیع ،کما تَقُولُ :ظَبْیَهٌ مُشْدِنٌ ،أَی ذاتُ شَادِن،و علیه قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ .

فمِثْلِکِ ..

الخ فهذا عَلَی النَّسَب،و لیس جاریاً علی الفِعْلِ ،کما تَقُولُ :رَجُلٌ دَارِعٌ تارِسٌ ،أَی معه دِرْعٌ و تُرْسٌ ،و لا یُقَال منه:دَرِعٌ و لا تَرِسٌ ،فلذلِکَ یُقَدَّرُ فی مُرْضِعٍ أَنَّهُ لیس بجَارٍ علی الفِعْلِ ،و إِنْ کَانَ قد اسْتُعْمِلَ منه الفِعْلُ .و قد یَجِیءُ مُرْضِعٌ عَلَی مَعْنَی ذَاتِ إِرْضَاعٍ ،أَی لها لَبنٌ و إِنْ لم یَکُنْ لها رَضِیعٌ .هذا خُلاصَهُ ما قالَهُ النحْوِیُّون.

و رَاضَعَ فُلانٌ ابْنَهُ ،أَی دَفَعَهُ إِلی الظِّئْرِ. نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ (5):

إِنَّ تَمِیماً لم یُرَاضَعْ مُسْبَعَا

و لَمْ تَلِدْهُ أُمُّه مُقَنَّعَا

أَی وَلدَتْهُ مَکْشُوفَ الأَمْرِ،لیسَ علیهِ غِطاءٌ.

و قالَ الجَوْهَرِیُّ : ارْتَضَعَتِ العَنْزُ ،أَی شَرِبَتْ لَبَنَ نَفْسِهَا ،و أَنْشَدَ للشّاعر،و هو عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِیُّ :

ص:166


1- (1) قال أبو حنیفه فی کتاب النبات رقم 1058:و لیس ثم رضاع و هذا استعاره.
2- (2) الحج الآیه 2. [1]
3- (3) زیاده عن النهایه. [2]
4- (4) نص قول الفراء کما نقله الأزهری قال:المرضعه:الأم،و المرضع: التی معها صبی ترضعه.و الأصل کاللسان. [3]
5- (5) فی الصحاح:«قال أبو ذؤیب»و المشطوران لرؤبه فی دیوانه ص 92.

إِنِّی وَجَدْتُ بَنِی أَعْیَا و جَاهِلَهُمِ (1)

کالعَنْزِ تَعْطِفُ رَوْقَیْهَا فتَرْتَضِعُ

هکذا هو فی الصّحاحِ ،و یُرْوَی:«بَنِی سَهْم و جامِلَهم» و یُرْوَی«و عِزَّهُم»یریدُ تَرْضَعُ نَفْسَها،یَصِفُهُم باللُّؤْمِ ،و العَنْزُ تَفْعَلُ ذلِک.

و اسْتَرْضَعَ :طَلَبَ مُرْضِعَهً ،و منه قَوْلُه تَعالی: وَ إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَکُمْ فَلا جُناحَ عَلَیْکُمْ (2)،أَی:

تَطْلُبُوا مُرْضِعَهً لأَوْلادِکُمْ .قال ابنُ برِّیّ :و تَقُول: اسْتَرْضَعْتُ المَرْأَهَ وَلَدِی،أَی طَلَبْتُ منها أَنْ تُرْضِعَه ،قال اللّهُ تَعَالَی:

أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَکُمْ و المَفْعُولُ الثانی مَحْذُوفٌ ،أَی أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَولادَکُم مَرَاضِعَ ،و المَحْذُوفُ فی الحَقِیقَهِ المَفْعُولُ الأَوّلُ ؛لأَنَّ المُرْضِعَهَ هی الفاعِلَهُ بالوَلَد،و منه «فُلانٌ المُسْتَرْضِع فی بَنِی تَمِیم»و حَکَی الحَوْفِیُّ فی البُرْهَانِ فی أَحَد القَوْلَیْنِ :أَنّه مُتَعَدٍّ إِلی مَفْعُولَیْنِ ،و القَوْلُ الآخَرُ:أَنْ یکونَ علی حَذْفِ اللاّم،أَی لأَوْلادِکُم.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :قرأْتُ بخطِّ شَمِرٍ:رُبَّ غُلاَمٍ یُرَاضَع .

قال: و المُرَاضَعَهُ :أَنْ یَرْضَعَ الطِّفْلُ أُمَّهُ و فی بَطْنِها وَلَدٌ ، قالَ :و یُقال لذلِکَ الوَلَدِ الَّذِی فی بَطْنِهَا: مُرَاضَعٌ ،و یَجِیءُ مُخْتَلاًّ (3)ضَاوِیًّا سَیِّیءَ الغِذاءِ.و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن النَّضْرِ.

و المُرَاضَعَهُ : أَنْ یَرْضَعَ مَعَهُ آخَرُ،کالرِّضَاعِ ،بالکَسْرِ، یُقَال: رَاضَعَه مُرَاضَعَهً و رِضَاعاً .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

رَضَعَ الصَّبِیُّ ثَدْیَ أُمِّه کمَنَعَ ،لُغَهٌ حکاهَا صاحِبُ المِصْبَاحِ و ابنُ القَطّاعِ ،و اسْتَدْرَکَه شَیْخُنَا.

و ارْتَضَعَ کرَضَع .

و الرّاضِعُ :ذاتُ الدَّرِّ و اللَّبَن،علی النَّسَبِ .

و تَرَاضَعَا: رَضَعَ کلُّ مِنْهُما مع الآخَر.

و الرَّضِیعُ : المُرَاضِعُ ،و الجَمْعُ رُضَعاءُ .و جَمْعُ المُرْضِعِ : المَرَاضِعُ ،قال اللّه تَعالَی: وَ حَرَّمْنا عَلَیْهِ اَلْمَراضِعَ (4)و المَراضِیعُ ،علی ما ذهب إِلیه سیبویه فی هذا النَّحْوِ،قال الهُذَلِیُّ :

و یَأْوِی إِلی نِسْوَهٍ عُطَّلٍ

و شُعْثٍ مَرَاضِیعَ مِثْلِ السَّعالِی (5)

و اسْتَعَارَ أَبُو ذُؤَیْبٍ المَرَاضِیعَ للنَّحْلِ ،فقالَ :

تَظَلُّ علی الثَّمْرَاءِ منها جَوَارِسٌ

مَرَاضِیعُ صُهْبُ الرِّیشِ زُغْبٌ رِقَابُها (6)

و الرّاضِعُونَ (7):اللِّئامُ .

و هو یَرْضَعُ الدُّنْیَا و یَذُمُّها،و هو مَجازٌ:

و یُقَالُ :بَیْنَهُما رِضَاعُ الکَأْسِ ،و هو مَجَازٌ أیضاً.

و

17- فی حَدِیثِ قُسٍّ : « رَضِیعُ أَیْهُقانٍ ». قالَ ابْنُ الأَثِیرِ:

فَعِیلٌ بمَعْنَی المَفْعُول،یَعْنِی أَنَّ النَّعَامَ فی ذلِکَ المَکَانِ یَرْتَعُ (8)هذا النَّبْت و یمصّه بمَنْزِلَهِ اللَّبَنِ ؛لشدَّه نُعُومَتِه و کَثْرَهِ مائِه.و یُرْوَی بالصّادِ المُهْمَلَه،و قد تَقَدَّم.

و الراضِعُ :الشَّحّاذُ،لأَنَّهُ یَرْضَعُ النّاسَ بسُؤالهِ ،و هو مَجَازٌ.

و الرَّضَع ،مُحَرَّکَهً :سِفَادُ الطّائرِ،عن کُرَاعِ ،و المَعْرُوفُ بالصادِ المُهْمَلَهِ .

رطع

رَطَعَهَا ،کمَنَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و قال ابنُ عَبّادٍ عن أَبِی زَیْدٍ:أَی جَامَعَها. و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّطْعُ یُکْنَی به عن النِّکَاحِ ،و رُبَّمَا قالُوا:طَعَرَهَا طَعْراً.و قد تَقَدَّمَ .

ص:167


1- (1) و بالأصل:«بنی أعیاد جاهلهم»و المثبت عن الصحاح،و [1]بهامشها: أعیا:أخو فقعس بن طریف من بنی أسد.
2- (2) سوره البقره الآیه 233 و [2]قد وردت الآیه بالأصل:و لا جناح علیکم أن تسترضعوا أولادکم.
3- (3) فی اللسان: [3]نحیلا.
4- (4) سوره القصص الآیه 12. [4]
5- (5) البیت فی دیوان الهذلیین 184/2 فی شعر أمیه بن أبی عائذ الهذلی بروایه: له نسوه عاطلات الصدو ر عوج مراضیع مثل السعالی و نبه بحاشیته الی روایه اللسان الموافقه لما ورد بالأصل.
6- (6) دیوان الهذلیین 77/1 و فیه:مراضیع أی هن صغار و بهامشه:هذا وجه فی تفسیر لفظ المراضیع هنا،قاله أبو نصر.و قال بعضهم إن المراد بالمراضیع هنا أنها حدیثات عهد بالتفریخ،و هذا مثل یراد به أن معها نحلاً صغاراً،و لیس المراد أنها ترضع،و لکن سماها المراضیع لأن الأمهات من غیر الطیر تسمی مراضیع إذا أرضعن.
7- (7) عن اللسان و [5]بالأصل:«و الرضعون».
8- (8) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یرتع هذا النبت هکذا فی اللسان، و [6]لعل الأولی:یرعی،أو زیاده«فی»قبل«هذا».

و الرَّطْعُ أَیْضاً:الزُّکَامُ و نَحْوُه (1)نَقَلَه الخارْزَنْجِیُّ عن النَّضْرِ.

رعرع

الرَّعْرَاعُ :الیافِعُ الحَسَنُ الاِعْتِدَالِ ،و لا یَکونُ إِلاّ مَعَ حُسْنِ شَبَابٍ ،و قِیلَ :هو المُرَاهِقُ المُحْتَلِمُ .و قِیلَ :

قد تَحَرَّکَ و کَبِرَ، کالرَّعْرَعٍ ،کفَدْفَدٍ ،ذَکَرَهُما الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و انْفَرَد ابنُ جِنی بالأَوَّل، و قالَ ابنُ عَبّادٍ:غُلاَمٌ رُعْرُعٌ ،مثل هُدْهُدٍ. و قالَ کُراع:شابٌّ رُعْرُعً و رُعْرُعَهٌ .

و الرَّعْرَعَهُ :حُسْنُ شَبَابِ الغُلامِ وَ تَحَرُّکه.

و قال المُؤَرِّجُ : الرَّعْرَاعُ : الجَبَانُ .

و الرَّعْرَاعُ : القَصَبُ الطَّوِیلُ فی مَنْبِتِه و هو رَطْبٌ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ سَمَاعاً من العَرَبِ ،قِیلَ :و مِنْه یُقَالُ للغُلامِ إِذا شَبَّ و اسْتَوتْ (2)قَامَتُه: رَعْراعٌ ،و رَعْرَعٌ .و

17- فی حَدِیثِ وَهْبٍ : «لَوْ یَمُرُّ عَلَی القَصَبِ الرَّعْرَاعِ لم یُسْمَعْ صَوْتُه».

و الرَّعَاعُ ،کسَحَابٍ :الأَحْدَاثُ الطَّغَامُ و

17- فی حَدِیث عُمَرَ:

«إِنَّ المَوْسِمَ یَجْمَعُ رَعَاعَ النّاسِ ». أَی غَوْغاءَهُم و سُقّاطَهُم وَ أَخلاطَهُم،الوَاحِدَهُ : رَعَاعَه ،و

1- فی حَدِیث علیٍّ : «و سائِرُ الناسِ هَمَجٌ رَعَاعٌ ». قالَ الأَزْهَرِیُّ :قَرَأْتُ بخطِّ شَمِرٍ:

و الرُّعَاع کالزُّجاجِ ،من النّاسِ :و هُمُ الرُّذالُ الضُّعَفاءُ (3)، و هُمُ الَّذِینَ إِذا فُزِّعُوا طارُوا.

و الرَّعَاعَهُ کَسَحَابَهٍ :النَّعَامَهُ ،لأَنَّهَا أَبَداً کأَنَّهَا مَنْخُوبَهٌ فَزِعَهٌ ،قاله أَبُو العَمَیْثَلِ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: الرَّعَاعَهُ و الهَجَاجَهُ : مَنْ لا فؤادَ لَهُ و لا عَقْلَ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرَّعُّ :السُّکُونُ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الرَّعْرَعَهُ :اضْطِرَابُ المَاءِ الصّافِی الرَّقِیق علی وَجْهِ الأَرْضِ ،قِیلَ :و منه قِیلَ :غُلامٌ رَعْرَعٌ .

و یُقال: رَعْرَعَهُ اللّه ،أَی أَنْبَتَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ .

و رَعْرَعَ الفَارِسُ دَابَّتَهُ ،إِذا کانَتْ رَیِّضاً ،هکَذا هو فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه،و فی اللِّسَان:إِذا لم تَکُنْ رَیِّضاً فَرَکِبَها لِیَرُوضَها (4)،و فی بعض النّسخ:«و الفارسُ دابَّتَه:رَکِبَها رَیِّضاً لِیَرُوضَها»قال أَبو وَجْزَهَ السَّعْدِیُّ :

تَرِعاً یُرَعْرِعُه الغُلامُ کَأَنَّه

صَدَعٌ یُنَازِعُ هِزَّهً و مِرَاحَا

و تَرَعْرَعَ الصَّبِیُّ :تَحَرَّکَ و نَشَأَ ،کما فی الصِّحاحِ ،زاد غَیْرُه:و کَبِرَ.و غُلامٌ مُتَرَعْرِعٌ ،أَی مُتَحَرِّکٌ .

و تَرَعْرَعَت السِّنُّ و تَزَعْزَعَت: قَلِقَتْ و تَحَرَّکَتْ (5).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

شَابٌّ رُعْرُعَهٌ ،بالضَّمِّ ،عن کُراع:مُرَاهِقٌ .

و جَمْعُ الرَّعْرَعِ ،و الرَّعْرَاع : الرَّعارِعُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ للَبِیدِ رضِیَ اللّه عنه-و قال ابنُ بَرِّیّ ،و قِیلَ :هو للبَعِیثِ -:

تُبَکِّی عَلَی إِثْرِ الشَّبَابِ الَّذِی مَضَی

أَلاَ إِنَّ أَخْدَانَ الشَّبابِ الرَّعارِعُ (6)

و تَرَعْرَعَ السَّرَابُ :تَحَرَّکَ و اضْطَرَبَ ،علی التَّشْبِیه بالماءِ.

و الرَّعْرَاعُ :نَبْتٌ ،و یَقال:هو مَقْلُوبُ عَرْعارٍ.

رفع

رفَعَهُ ،کَمَنَعَه ، یَرْفَعُه رَفْعاً : ضِدُّ وَضَعَهُ ،و منه

16- حدِیثُ الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ ارْفَعْنِی و لا تَضَعْنِی». کَرَفَّعَهُ تَرْفِیعاً .

قالَ أَبو نُخَیْلَهَ السَّعْدِیُّ :

لَمَّا أَتَتْنِی نَغْیَهٌ کالشُّهْدِ

کالعَسَلِ المَمْزُوجِ بعدَ الرَّقْدِ

یا بَرْدَها للمُشْتَفِی بالبَرْدِ

رَفَّعْتُ من أَطْمَارِ مُسْتَعِدِّ

و قُلْتُ للعَنْسِ :اعْتَلِی وَجِدِّی

و فی النَّوادر:یُقال: ارْتَفَعَهُ بیَدِه،و رَفَعَهُ .قالَ

ص:168


1- ((*)) بالقاموس:أو نحوه.
2- (1) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب«رعع»104/1:«و امتدّت».
3- (2) فی التهذیب:«الرذال و الضعفاء»و الأصل کاللسان. [2]
4- (3) زید فی التهذیب:«و یُذلَّه»و قد وردت العباره فیه بالتذکیر.
5- (4) فی التهذیب:«إذا نغضت»بمعنی تحرکت.
6- (5) البیت فی دیوان لبید ص 90 من قصیده یرثی أخاه أربد مطلعها: بلینا و ما تببلی النجومُ الطوالعُ و تبقی الجبالُ بعدنا و المصانعُ و قوله:«تبکّی»الضمیر یعود الی«العاذله»فی البیت قبله: أعاذلَ ما یدریکِ إلاّ تظنیاً إذا ارتحل الفتیانُ من هو راجعُ .

الأَزْهَرِیّ :المَعْرُوفُ فی کَلامِ العَرَبِ : رَفَعْتُ الشَّیْ ءَ فارْتَفَعَ . و لم أَسْمَع« ارْتَفَعَ »وَاقِعاً بمعنَی رَفَعَ ،إِلاّ ما قَرَأْتُه فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ .

و من المَجَازِ: رَفَعَ البَعِیرُ بنَفْسِه فی سَیْرِه ،إِذا بالَغَ ،فهو رَافِعٌ . و یُقَال: رَفَعْته أَنا ،إِذا سارَ کذلِکَ ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ، و منه

16- الحَدِیثُ : « فَرَفَعْتُ نَاقَتِی». أَی کَلَّفْتُهَا المَرْفُوعَ من السَّیْرِ،و هو فوقَ المَوْضُوعِ ،و دُونَ العَدْوِ.و

14- فی حَدِیثٍ آخَرَ: « فَرَفَعْنَا مَطَایَانَا (1)،و رَفَعَ رسولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم مَطِیَّتَه،و صَفِیَّهُ خَلْفَه».

و من المَجَازِ:قال الأَصْمَعِیُّ : رَفَعَ القَوْمُ فهم رَافِعُون ، إِذا أَصْعَدُوا فی البِلادِ ،قال الرّاعِی:

دَعَاهُنَّ دَاعٍ للْخَرِیفِ و لم تَکُنْ

لَهُنَّ بِلاَداً فانْتَجَعْنَ رَوَافِعَا (2)

أَی:مُصْعِدَاتٍ ،یریدُ:لم تَکُنِ البِلاَدُ الَّتِی دَعَتْهُنَّ لَهُنَّ بِلاداً.

و مِن المَجَازِ: رَفَعُوا الزَّرْعَ ،أَی حَمَلُوه بعدَ الحَصَادِ إِلی البَیْدَرِ کما فی الصّحاحِ .و قال اللِّحْیَانِیُّ : رَفَعَ الزَّرْعَ یَرْفَعُه رَفْعاً و رَفَاعَهً و رَفَاعاً :نَقَلَه من المَوْضِع الَّذِی یَحْصُدُه فیه إِلی البَیْدَرِ.قال الجَوْهَرِیُّ : و یُقالُ : هذِه أَیَّامُ رَفَاعٍ ، بالفَتْحِ و یُکْسَر ،هکَذا أَوْرَدَهُ الأَزْهَرِیُّ عن ابْنِ السِّکِّیتِ عن أَبی عَمْرٍو،و أَنْکَر الأَصْمَعِیُّ الکَسْرَ.قالَ الجَوْهَرِیُّ :قال الکِسَائِیُّ :سَمِعْتُ :الجَرَامَ و الجِرَامَ و أَخَواتها،إِلا الرَّفاعَ ، فإِنِّی لم أَسْمَعْها مَکْسُورَهً .

و الرَّفَاعُ أَیْضاً ،بالفَتْح و الکَسْرِ: اکْتِنَازُ الزَّرْعِ و رَفْعُه بعدَ الحَصَادِ.

و الرَّفّاع ، کَشَدَّادٍ:جَدُّ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ اللّه الأَنْدَلُسِیِّ المُحَدِّثِ ،حَدَّثَ فی الثَّمانِینَ و مِائتَیْنِ .

قال الحافِظُ :و فی کلامِ أَبِی حاتِم الرّازِیِّ و غَیْرِه فی بَعْضِ الرِّجَالِ :«و کان رَفّاعاً »یَعْنُون أَنَّه یَرْفَعُ الحَدِیثَ المَوْقُوفَ .

و قولُه تَعالَی: وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَهٍ (3)أَی بعضُها فَوْقَ بَعْضٍ ،قالَهُ الفَرّاءُ و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، أَو مُقَرَّبَه لَهُم،و مِنْهُ رَفَعْتُه إِلی السُّلْطَانِ رُفْعَاناً ،بالضَّمِّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً، و هو مَجَازٌ،یُقَالُ : رَفَعَهُ إِلی الحاکِم رَفْعاً ،و رُفْعاناً :قَرَّبَهُ منه،و قَدَّمه إِلیه لِیُحاکِمَه.

أَو مَعْنَاهُ النِّسَاءُ المُکْرَماتُ من قولِکَ :اللّه یَرْفَعُ مَنْ یَشاءُ و یَخْفِضُ .و قد مَرَّ ذلِکَ فی«ف ر ش»و أَنْشَدَد اللَّیْثُ :

فاخْضَعْ و لا تُنْکِرْ لِرَبِّکَ قُدْرَهً

فاللّه یَخْفِضُ مَنْ یَشَاءُ وَ یَرْفَعُ

و قال الأَصْمَعِیُّ : ناقَهٌ رَافِعٌ إِذا رَفَعَت اللِّبَأَ فی ضَرْعِها نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و فی الأَسَاسِ : رَفَعَت النَّاقَهُ لَبَنَهَا،و ناقَهٌ رَافِعٌ :لم تَدُرَّ،و هو مَجَازٌ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و أَمَّا الدّافِعُ ، بالدّالِ ،فهی الَّتِی دَفَعَت اللِّبَأَ فی ضَرْعِهَا،و قد تَقَدَّم.

و قالَ اللَّیْثُ : بَرْقٌ رَافِعٌ ،أَی ساطِعٌ ،و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ للأَحْوصِ :

أَصاحِ أَلَمْ یَحْزُنْکَ رِیحٌ مَرِیضَهٌ

و بَرْقٌ تَلاَلاَ بالعَقِیقَیْنِ رَافِعُ

قال الصّاغَانِیُّ :و لم أَجدِ البَیْتَ فی شِعْرِ الأَحْوَصِ .

و رَافِعٌ :خَمْسَهٌ و ثَلاثُونَ صَحابِیًّا ،رَضِیَ اللّه عَنْهُم،و هم رَافِعُ بنُ بُدَیْلِ بنِ وَرْقاءَ،و رَافِع مولی بُدَیْلِ بْن وَرْقاءَ، و رَافِعُ بنُ بَشِیر،و رَافعٌ مولَی رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم،و رَافِعُ بنُ الحارِثِ ،و رَافِعُ بنُ جُعْدُبَه،و رَافِعٌ أَبو الجَعْد،و رَافِعٌ حادِی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،و رَافِعُ بنُ ثابِتٍ (4)،و رَافِعُ بنُ خَدِیجِ بنِ رَافِعٍ ،و رَافعُ بْنُ زَیْدٍ (5)،و رَافِعُ بنُ سَعْدٍ،و رَافِعٌ مَوْلَی سَعْد،و رَافِعُ بنُ سِنَانٍ ،و رَافِعُ بنُ سَهْلٍ الأَنْصاریّ ، و رَافِعُ بنُ سَهْلِ بنِ زَیْدٍ،و رَافِعُ بنُ ظَهِیرٍ،و رَافِعٌ مَوْلَی عائِشَهَ ،و رافِعُ بنُ عَمْرِو بنِ مُخْدَجٍ ،و رَافِعُ بنُ عَمْرِو بنِ هِلالٍ ،و رَافِعُ بنُ عُمَیْرٍ،و رَافِعُ بنُ عُمَیْرَهَ ،و رَافِعُ بنُ عَنْتَرَهَ ، و رَافِعُ بنُ عَنْجَدَهَ (6)،و رَافِعٌ مَوْلَی غُزَیَّهَ ،و رَافِعٌ القَرَظِیُّ ، و رَافِعُ بنُ مالِکٍ ،و رَافِعُ بنُ مَعْبَدٍ،و رَافِعُ بنُ المُعَلَّی بن لَوْذانَ ،و رَافِعُ بنُ المُعَلَّی،أَبو سَعِید،و رافِعُ بنُ مَکِیثٍ ،

ص:169


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان: [2]مطیَّنا.
2- (2) دیوانه ص 175 و انظر تخریجه فیه.
3- (3) سوره الواقعه الآیه 34. [3]
4- (4) قال أبو نعیم إنما هو رویفع بن ثابت،أسد الغابه.
5- (5) و قیل:رافع بن یزید،انظر أسد الغابه.
6- (6) فی أسد الغابه:رافع بن عنجره و یقال عنجده.

و رافِعُ بن النُّعْمَان،و رَافِعُ بنُ یَزِیدَ الثَّقَفِیُّ ،و رَافعُ بنُ یَزِیدَ (1)الأَوْسِیُّ ،و رَافعُ بنُ رِفاعَهَ .

و رِفَاعَهُ ،بالکَسْرِ،ثَلاثَهٌ و عِشْرُونَ صَحابِیًّا،رَضِیَ اللّه عَنْهُم،مِنْهُم: رِفَاعَهُ بنُ وَقْشٍ ،و رِفَاعَهُ بنُ وَهْبٍ ، و رِفَاعَهُ بنُ یَثْرِبِیٍّ ،و غیرُهم علی ما هُوَ مَذْکُورٌ فی المَعَاجِمِ .

و رُوَیْفِعٌ :مَوْلَی رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم ،قال أَبُو عُمَرَ:لا اعْلَمُ له رِوَایَهً . وَ رُوَیْفِعُ بنُ ثابِت بنِ السَّکَنِ الأَنْصَارِیُّ النَّجّارِیُّ ، یُعَدُّ فی المِصْرِیِّین،له رِوَایَهٌ ،حَدَّثَ عنه جَمَاعَهٌ ،و وَلِیَ لمُعَاوِیَه غَزْوَ إِفْرِیقِیَّهَ .قلتُ :و هو المَدْفُونُ بَجَرْبَهَ من أَرْضِ المَغْرِبِ ،و إِلیه یَنْتَسِبُ صاحِبُ لِسَانِ العَرَبِ ،و لِذا یَکْتُبُ فی نَسَبِهِ تارهً الرُّوَیْفِعِیُّ ،و قد ساقَ نَسَبَه فی کِتَابِه المَذْکُورِ فی ترکیب«ج ر ب»: صَحابِیّانِ رضِیَ اللّه عنهم.

و الرِّفاعَهُ ،ککِتَابَهٍ ،و یُضَمُّ ،الکَسْرُ نقَلَه الأَزْهَرِیُّ ، و الضَّمُّ نقَلَه الجَوْهَرِیُّ : العُظّامَهُ ،و هی ما تَتَعَظَّمُ به المَرْأَهُ الرَّسْحاءُ،و الجَمْع: الرَّفَائِعُ ،قالَ الرّاعِی:

خِدَالَ الشَّوَی غِیدَ السَّوالِفِ بالضُّحَی

عِرَاضَ القَطَا لا یَتَّخِذْنَ الرَّفَائِعَا (2)

و الرُّفَاعَهُ ،بالضَّمِّ : خَیْطٌ یُشَدُّ فی القَیْدِ یَرْفَعُ به المُقَیَّدُ قَیْدَهُ إِلَیْهِ بِیَدِه نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و حکاهُ یُونُسُ النَّحْوِیُّ .

و من المَجَاز: الرّفاعَهُ : شِدَّهُ الصَّوْتِ ،و یُثَلَّث ،الضَّمُّ و الفَتْحُ نَقَلَهما الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ،یقالُ :فی صَوْتِه رِفَاعه ،و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :هو کالطَّلاوَهِ و الطُّلاوَه،و الکَسْرُ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قد رَفُعَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ ، رَفَاعَهَ :صار رَفِیعَ الصَّوْتِ .

و رَجُلٌ رَفِیعٌ :شَرِیفٌ ،و فی الصِّحاحِ :قالَ أَبُو بکرٍ مُحَمَّدُ بنُ السَّرَّاجِ -و فی العُبابِ :مُحَمَّدُ بنُ السَّرِیّ -:و لم یَقُولُوا منه: رَفُعَ .قلتُ :و هو قولُ سِیبَوَیْهِ ،و قال:لا یُقَال رَفُعَ و لکِن ارْتَفَع ،و قال غیرُه: رَفُعَ رِفْعَهً ،بالکَسْرِ ،أَی شَرُفَ و عَلاَ و ارْتَفَعَ قَدْرُه،فهو رَفِیعٌ ،و الأُنثی رَفِیعَهٌ ،و هو مَجَازٌ،و یُقَالُ :هو رَفِیعُ الحَسَبِ و القَدْرِ،و منه قولُ الکُتَّابِ :الجَنَابُ الرَّفِیعُ . و رُفَیْعٌ ، کزُبَیْرٍ:أَبُو العَالِیَهِ الرِّیاحِیُّ ،نُسِبَ إِلی رِیَاحِ بنِ یَرْبُوعٍ :بَطْن من تَمِیم، التّابِعِیُّ البَصْرِیُّ ،قیل:

هو مَوْلَی امْرَأَهٍ من بَنِی یَرْبُوعٍ .أَسْلَم بعدَ وَفاهِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم بسَنَتَیْنِ ،رَوَی عن ابنِ عَبّاسٍ ،و عنه قَتَادَهُ .

وَ رَبِیعَهُ بنُ رُفَیْعٍ ،فی القافِ .

و رُفَیْعَهُ ، بهَاءٍ،بِنْتُ وَزَرٍ المُحَدِّثَهُ ،تَرْوِی عن ابْنِ شِهَابٍ ،و أُمِّ الأَزْعَرِ،و عنها کَرِیمَهُ بنتُ حاطِبٍ .

و رَفَّعَهم ترْفِیعاً :بَاعَدَهُم فی الحَرْب ،عن ابْنِ عَبّادٍ، و قالَ غیرُه.قدَّمَهم لِلْحَرْبِ .وَ به فَسَّرَ قوْلَ الشّاعِرِ:

و هم رَفَّعُوا للطَّعْنِ أَبْنَاءَ مَذْحِجٍ

و قال اللَّیْثُ : رَفَّعَ الحِمَارُ تَرْفِیعاً فی عَدْوِه:عَدَا عَدْواً بَعْضُه أَرْفَعُ من بَعْضٍ ،قالَ :و کذلِکَ لو أَخَذَْتَ شَیْئاً فرَفَعْتَه الأَوَّلَ فالأَوَّلَ قُلْتَ : رَفَّعْتُه تَرْفِیعاً .قالَ النّابِغَه الذُّبْیانِیّ :

خَلَّتْ سَبِیْلَ أَتِیٌّ کانَ یَحْبِسُه

و رَفَّعَتْهُ إِلی السِّجْفَیْنِ فالنَّضَدِ (3)

و من المَجَازِ: رَافَعَهُ إِلی الحاکِمِ مُرَافَعَهً :قَدَّمَه إِلیه لیُحَاکِمَه؛ و شَکَاهُ .

و رَافَعَ بِهِم:أَبْقَی عَلَیْهِم.

و من المَجَازِ: رَافَعَنِی فُلانٌ و خَافَضَنِی فلم أَفْعَل.أَی داوَرَنِی کُلَّ مُدَاوَرَهٍ .

و اسْتَرْفَعَهُ :طَلَبَ رَفْعَهُ ،یُقَال: اسْتَرْفَعَ الوَاعِظُ الأَیْدِی للدُّعاءِ،أَی سَأَلَ القَوْمَ أَنْ یَرْفَعُوها .

و اسْتَرْفَع الخِوانُ أَی نَفِدَ ما عَلَیْه و حانَ له أَنْ یُرْفَعَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الرَّفْعُ فی الإِعْرَابِ ،کالضَّمِّ فی البِنَاءِ،و هو من أَوْضَاعِ النَّحْوِیِّینَ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصاغانیُّ .

و الرَّفِیعَهُ :القِصَّهُ (4)یُبَلِّغها الرَّجُلُ ،و یَرْفَعُهَا علی العَامِلِ .یُقَال:لِی عَلَیْه رَفِیعَهٌ و رَفَائعُ ،و هو مَجازٌ.

و الرّافِعَهُ :الجَمَاعَه تُذِیعُ إِلی النّاسِ ما یُقَالُ .و منه

ص:170


1- (1) تقدم فی رافع بن زید.
2- (2) دیوانه ص 175 و انظر تخریجه فیه.
3- (3) فی اللسان«رفعته»بدون تشدید،قال:و هو من قولک ارتفع الشیء أی تقدّم و لیس هو من الارتفاع الذی هو بمعنی العدو.
4- (4) فی اللسان: [1]القضیه.

16- الحَدِیثُ : «کُلُّ رَافِعَهٍ رَفَعَتْ عَلَیْنَا من البَلاغِ فقَدْ حَرَّمْتُهَا أَنْ تُعْضَدَ أَو تُخْبَطَ ». أَی کُلُّ جَماعَهٍ أَو نَفْسٍ تُبَلِّغُ عنا و تُذِیعُ ما نَقُولُه،فلْتُبَلِّغْ ،و لْتَحْکِ أَنِّی حَرَّمْتُهَا،یعنی المَدِینَهَ ،و البَلاَغُ من التَّبْلِیغ،و یُرْوَی:«من البُلاَّغِ »و هو مِثْلُ الحُدّاثِ بمَعْنَی المُحَدِّثِینَ .

و رَفَع القُرآنَ علی السُّلْطانِ ،أَی تَأَوَّلَه،و رَأَی به الخُروجَ علیه.و هو مَجَاز.

و مَرْفُوعُ الدّابَّهِ :خلافُ مَوْضُوعِها،یقالُ :دابَّهٌ لیس لها مَرْفُوعٌ ،و هو مَصْدَرٌ،مثل المَجْلُودِ و المَعْقُولِ ،و هو عَدْوٌ دونَ الحُضْرِ.نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدُوا لطَرَفَه:

مَوْضُوعها زَوْلٌ و مَرْفُوعُها

کمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِیحْ

قال ابنُ بَرِّیّ :صوابُ إِنْشَادِه:

مَرْفُوعُها زَوْلٌ و مَوْضُوعُها

کَمَرِّرِیحٍ (1).

و یروی:«کَمَرِّ غَیْثٍ » (2)و أَنْشَدَهُ الصّاغَانِیُّ علی الصَّوابِ .

و فی اللِّسَانِ :السَّیْرُ المَرْفُوعُ یکونُ للخَیْلِ و الإِبِلِ ، یُقَال: ارْفَعْ من دَابَّتِک هذا کلامُ العَرَبِ ،و قال ابنُ السِّکِّیتِ ،إِذا ارْتَفَع البَعِیرُ عَن الهَمْلَجَهِ فذلِکَ السَّیْرُ المَرْفُوع ؛و الرَّوافعُ ،إِذا رَفَعُوا فی مَسِیرِهِمْ .

و قال سِیَبَوَیْهُ : المَرْفُوعُ و المَوْضُوع من المَصَادِرِ الَّتِی جاءَتْ علی مَفْعُولٍ ،کأَنَّهُ له ما یَرْفَعُه ،و له ما یَضَعُه منه، و رفَّعَه تَرْفِیعاً ،مثل رَفَعَه ،یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی.

و قولُه تَعَالَی: وَ الْعَمَلُ الصّالِحُ یَرْفَعُهُ (3)قال مُجَاهِدٌ:

أَی یَرْفَعُ العَمَلُ الصالحُ الکلامَ الطِّیبَ .و قال قَتَادَهُ .لا یُقْبَلُ قَوْلٌ إِلاّ بعَمَلٍ .

و فی أَسْمَاءِ اللّه الحُسْنَی: الرّافِعُ ،و هو الَّذِی یَرْفَع المُؤْمِنَ بالإِسْعَادِ،و أَوْلِیَاءَهُ بالتَّقْرِیبِ .و المِرْفَع ،کمِنْبَرٍ:ما رُفِعَ به،و کمَقْعَدٍ:الکُرْسِیُّ .

یمانِیَهٌ .

و قولُه تَعالَی فی صِفَهِ القِیَامَهِ : خافِضَهٌ رافِعَهٌ (4)قالَ الزَّجّاجُ :أَی تَخْفِضُ أَهْلَ المَعَاصِی،و تَرْفَعُ أَهْلَ الطّاعَهِ .

و

16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّ اللّهَ یَرْفَعُ العَدْلَ و یَخْفِضُه». قالَ الأَزْهَرِیُّ :معناه أَنَّه یَرْفَعُ القِسْطَ ،و هو العَدْلُ فیُعْلِیه علی الجَوْرِ و أهله و مرّهً یَخْفِضُه فَیُظْهِرَ أهل الجَوْرِ علی (5)العَدْلِ ؛ ابْتِلاءً لِخَلْقِهِ ،و هذا فی الدُّنْیا، وَ الْعاقِبَهُ لِلْمُتَّقِینَ .

و رَفَعَ السَّرَابُ الشَّخْصَ ، یَرْفَعُه رَفْعاً :زَهَاهُ .و هو مَجَازٌ.

و رُفِعَ لی الشَّیْ ءُ:أَبْصَرْتُه من بُعْدٍ.

و تَرَافَعا إِلی الحاکِمِ : رَفَعَ کُلٌّ مِنْهُما رَفِیعَتَه،أَی قِصَّتَه إِلیه،و هو مَجازٌ.

و رَفَعَه علی صَاحِبِه فی المَجْلِسِ ،أَی قَدَّمَه،و یُقَال للدَّاخِلِ : ارْتَفِعْ ،أَی تَقَدَّم.و هو مَجاز،و لیس من الارْتِفاع الّذِی هو بمَعْنَی العُلُوِّ.

و الرِّفْعَهُ ،بالکَسْرِ:نَقِیضُ الذِّلَّهِ و خِلافُ الضَّعَه.

و نَجْمُ الدِّینِ بنُ الرِّفْعَهِ :من أَئِمَّهِ الشّافِعِیَّهِ ،مَعْرُوفٌ .

و قولُهُ تَعالَی: فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ (6)قالَ الزَّجّاجُ :قالَ الحَسَنُ :تَأْوِیلُه أَن تُعَظَّمَ ،و قِیلَ :أَنْ تُبْنَی.

کذا جاءَ فی التَّفْسِیرِ.

و قالَ الرّاغِبُ -فی المُفْرَداتِ -: الرَّفْعُ یُقَال تَارَهَ فی الأَجْسَامِ المُوْضُوعَهِ إِذا أَعْلَیْتَها عن مَقَرِّهَا،نحو وَ رَفَعْنا فَوْقَکُمُ الطُّورَ (7)و قولُه تَعَالَی: اَللّهُ الَّذِی رَفَعَ السَّماواتِ بِغَیْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها (8)و تَارَهً فی البِنَاءِ إِذا طَوَّلْتَه،نحو قوْلِه تَعالَی:

وَ إِذْ یَرْفَعُ إِبْراهِیمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَیْتِ وَ إِسْماعِیلُ (9):و تَارَهً فی الذِّکْرِ إِذا نَوَّهْتَه،نحو قوله تعالی: وَ رَفَعْنا لَکَ ذِکْرَکَ (10)و تارَهً فی المَنْزِلَهِ إِذا شَرَّفْتَها،نحو قَوْلِه تَعَالی:

ص:171


1- (1) فی اللسان: [1]کمرِّ صوبٍ .
2- (2) و هی روایه الأساس.
3- (3) سوره فاطر الآیه 10. [2]
4- (4) سوره الواقعه الآیه 3. [3]
5- (5) فی التهذیب و اللسان: [4]علی أهل العدل.
6- (6) سوره النور الآیه 36. [5]
7- (7) البقره من الآیتین 63 و 93.
8- (8) سوره الرعد الآیه 2. [6]
9- (9) سوره البقره الآیه 127. [7]
10- (10) سوره الشرح الآیه 4.

وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ (1)و نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ (2)رَفِیعُ الدَّرَجاتِ (3).و قولُه تَعالَی: وَ إِلَی السَّماءِ کَیْفَ رُفِعَتْ (4)إِشارهٌ إِلی المَعْنَیَیْنِ :إِلی اعْتِلاءِ مَکَانِهِ ،و إِلی ما خُصَّ به من الفَضِیلَهِ و شَرَفِ المَنْزِلهِ ،و منه:

وَ فُرُشٍ مَرْفُوعَهٍ أَی:شَرِیفَهٍ .و کَذا قَوْلُه: فِی صُحُفٍ مُکَرَّمَهٍ . مَرْفُوعَهٍ مُطَهَّرَهٍ (5)و قولُهُ : فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ أَی تُشَرَّفَ ،و ذلِکَ نحو قَوْلهِ تعالَی: إِنَّما یُرِیدُ اللّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ (6)انْتَهَی.

و یُقَالُ :هو لا یَرْفَعُ العَصَا من عَاتِقهِ ،هو کِنَایَهٌ عن کَثْرهِ الأَسْفَارِ،أَو عِبارهٌ عن التَّأْدِیبِ و الضَّرْبِ .

و جَبَلٌ مُرْتَفِعٌ :عَالٍ .

و المُرْتَفِعُ :عَلَمٌ .

و رَافَعْتُه :تَارَکْتُه.

و ارْفَعْهُ :خُذْه،و احْمِلْه.

و رَفَعْتُ الرَّجُلَ :نَمَیْتُه و نَسَبْتُه،و منه رَفْعُ الحَدِیثِ إِلی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،و هو رَفَّاعٌ ،کَشَدَّادٍ،من ذلِکَ ،و هو مَجازٌ.

و رَفَعَه فی خِزانَتِه و صُنْدُوقِه:خَبَأَه.

و ثَوْبٌ رَفِیعٌ و مُرْتَفِعٌ .

و ارْتَفَعَ السِّعْرُ،و انْحَطَّ .

وَ تَرَفَّعَ الضُّحَی،و تَرَفَّعَ عن کَذا،و یُقَال: تَرَفَّعَتْ بی هِمَّتِی عن کَذَا.

و کلامٌ مَرْفُوعٌ أَی:جَهِیرٌ،و یُقَالُ فی وَصْفِ المَرْأَهِ :

حَدِیثُها مَوْضُوعٌ لا مَرْفُوعٌ .

و رُفِعَتْ له غایَهٌ فسَمَا لَها (7).

و دَخَلتُ إِلَیْه فلم یَرْفَع لی رَأْساً.

وَ رَفَعُوا إِلیَّ عُیُونَهُمْ .و کُلُّ ذلِکَ من المَجَازِ.

و بَنُو رِفَاعَهَ :بَطْنٌ من العَرَبِ من أَهْلِ السَّرَاهِ .

و القُطْبُ أَبو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ عَلِیِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ یَحْیَی بنِ حَازِمِ بنِ عَلِیِّ بنِ رِفَاعَهَ ، الرِّفَاعِیُّ المَغْرِبِیُّ الحُسَیْنِیّ (8).کذا نَسَبَه ابنُ عرّاف.

و بنو رُفَیْعٍ ،کزُبَیْرٍ:بَطْنٌ .

و أَبو أَحْمَد عَبْدُ اللّه بنُ غَدِیرِ بنِ رِفاعَهَ السَّعْدِیُّ ،رَاوِیَهُ الخُلَعِیِّ .

و رَفِیعُ المُخْدَجِیُّ ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ فی«خ د ج»و نَبَّهنا هناک أَنَّ الصّوابَ أَبو رُفَیْع (9).

و أَیُّوبُ بنُ الحَسَنِ بنِ علیّ بن أَبی رافع الرّافِعیّ ، منسوبٌ إِلی جَدِّهِ .

و ابنُ أَخِیهِ إِبْرَاهِیمُ بنُ علیِّ بنِ الحَسَن،رَوَی عن مُحَمَّدِ بنِ الفَضْلِ الرّافِعِیِّ ،عن جَدَّتِه سَلْمَی امْرَأَهِ أَبِی رَافِعٍ .

و الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ الرّافِعِیُّ ،من وَلَدِ رَافِعِ بنِ خَدِیجٍ .

و مُحَمَّدُ بنُ إِسْحَاقَ بنِ إِبْرَاهِیمَ بن أَفْلَحَ [الأَنصاری الرافعی الزرقی] (10)کانَ نَقِیبَ الأَنْصارِ ببَغْدَادَ،ماتَ سَنَهَ ثِلاثمائه و سِتَّهٍ و سِتِّینَ .

و مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عِیسَی أَبُو الفَضْلِ الرّافِعِیُّ الطُّوسِیُّ .ذَکَرَه عبدُ الغَافِرِ فی الذَّیْلِ ،و قالَ :إِنَّه سَمِع من أَبِی مُحَمّدٍ الهاشِمِیِّ سُنَنَ أَبی دَاوُودَ.

و أَبُو الفضلِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الکَرِیم الرّافِعِیُّ القَزْوِینِیُّ ، وَالِدُ الإِمام أَبِی القاسِمِ عَبْدِ الکَرِیمِ [صاحبِ العَزِیز] (11)و أَخِیهِ إِمامِ الدِّینِ .و هم مَشْهُورونَ .

رقع

الرُّقْعَهُ ،بالضَّمِّ :الَّتِی تُکْتَبُ .

و الرُّقْعَهُ أَیْضاً: ما یُرْقَعُ به الثَّوْبُ ،ج: رِقَاعٌ ،بالکَسْرِ ، و منه

16- الحَدِیثُ : «یَجِیءُ أَحَدُکُم یومَ القِیَامَهِ عَلَی رَقَبَتِه رِقَاعٌ تَخْفِقُ ». أَرادَ بالرِّقاعِ :ما عَلَیْه من الحُقُوقِ المَکْتُوبَهِ فی

ص:172


1- (1) سوره الزخرف الآیه 32. [1]
2- (2) سوره یوسف الآیه 76. [2]
3- (3) سوره غافر الآیه 15. [3]
4- (4) سوره الغاشیه الآیه 18. [4]
5- (5) سوره عبس الآیتان 13-14. [5]
6- (6) سوره الأحزاب الآیه 33. [6]
7- (7) الأساس:فسما إلیها.
8- (8) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الحسنی».
9- (9) کذا و لم یرد فی ماده خدج أی تنبیه علی أن الصواب:«أبو رفیع».
10- (10) زیاده عن اللباب لابن الأثیر«الرافعی».
11- (11) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.

الرِّقاعِ ،و خُفُوقُها:حَرَکَتُهَا.و تُجْمَعُ أَیْضاً رُقْعَهُ الثَّوْبِ عَلَی رُقَعٍ ،یُقَال:ثَوْبٌ فیه رُقَعٌ ،و رِقَاعٌ ،و فی الأَسَاسِ :

الصّاحِبُ کالرُّقْعَهِ فی الثَّوْبِ ،فاطْلُبُه مُشَاکِلاً.

قلتُ :و سَمِعْتُ الأَمِیرَ الصّالِحَ «عَلی أَفندی»وکِیلَ طَرَابُلُسِ الغَرْبِ ،رَحِمَهُ اللّه یَقُولُ :الصّاحِبُ کالرُّقْعَهِ فی الثَّوْبِ إِنْ لَم تَکُنْ منه شانَتْهُ .

و مِنْ المَجَاز: الرُّقْعَهُ (1)الجَرَبِ :أَوَّلُهُ ،یُقَال:جَمَلٌ مَرْقُوع :به رِقَاعٌ من الجَرَب.و کذلِک النُّقْبَه من الجَرَبِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرَّقْعَهُ ، بالفَتْحِ :صَوْتُ السَّهْمِ فی الرُّقْعَهِ ،أَی رُقْعَهِ الغَرَضِ ،و هی القِرْطاسُ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ :أَخْبَرَنِی أَعْرَابِیٌّ من السَّرَاهِ قالَ :

الرُّقَعَهُ (2)، کهُمَزَه:شَجَرَهٌ عَظِیمَهٌ کالجَوْزَهِ ، و ساقُهَا کالدُلْبِ ،وَ وَرَقُها کوَرَقِ القَرْعِ أَخْضَرُ فیه صُهْبَهٌ یَسِیرَهٌ ، و ثَمَرُهَا کالتِّینِ العِظَامِ کأَنَّهَا،صِغَارُ الرُّمّانِ ،لا یَنْبُتُ إِلاّ فی أَضْعافِ الوَرَقِ ،کما یَنْبُت التِّینُ .و لکِن من الخَشَبِ الیَابِس یَنْصَدِعُ عنه،و له مَعَالِیقُ و حَمْلٌ کَثِیرٌ جِدًّا،یُزَبَّبُ منه أَمرٌ عَظِیمٌ ،یُقَطَّر منه القَطَرَاتُ .قال:و لا نُسَمِّیهِ جُمَّیْزاً و لا تِیناً، و لکِن رُقَعاً .إِلاَّ أَنْ یُقَال:تِینُ الرُّقَعِ ج:کصُرَدٍ.

وَ رَقَعَ ،کمَنَعَ :أَسْرَعَ ،کما فی العُبَابِ .

و رَقَعَ الثَّوْبَ و الأَدِیمَ یَرْقَعُه رَقْعاً : أَصْلَحَهُ و أَلْحَمَ خَرْقَه بالرِّقَاعِ ،قالَ ابنُ هَرْمَهَ :

قد یُدْرِکُ الشَّرَفَ الفَتَی و رِدَاؤُه

خَلَقٌ وَ جَیْبُ قَمِیصِه مَرْقُوعُ

و

16- فی الحَدِیثِ : «المُؤْمِنُ وَاهٍ رَاقِعٌ ،فالسَّعِیدُ مَنْ هَلَکَ عَلَی رَقْعِه ». قَوْلُه:وَاهٍ ،أَی یَهِی دِینُه بمَعْصِیَته،و یَرْقَعُه بتَوْبَتِه.

کَرَقَّعَهُ تَرْقِیعاً.و فی الصّحاحِ تَرْقِیعُ الثَّوْبِ :أَنْ تُرَقِّعَه فی مَوَاضِعَ ،زادَ فی اللِّسَانِ :و کُلُّ ما سَدَدْتَ من خَلَّهٍ فقَدْ رَقَعْتَه وَ رَقَّعْتَه ،قالَ عُمَرُ بنُ أَبِی رَبِیعَهَ :

و کُنَّ إِذا أَبْصَرْنَنِی أَو سَمِعْنَنِی

خَرَجْنَ فَرَقَّعْنَ الکُوَی بالمَحَاجِرِ (3)

و أُراه علی المَثَلِ .

و من المَجَازِ: رَقَعَ فُلاناً بقَوْلِهِ ،فهو مَرْقُوعٌ ،إِذا رَماهُ بِلِسَانهِ و هَجاهُ ،یُقَال:لأَرْقَعَنَّه رَقْعاً رَصِیناً.

و من المَجَازِ: رَقَعَ الغَرَضَ بسَهْمٍ :إِذا أَصابَهُ بِه ،و کلُّ إِصابَهٍ رَقْعٌ (4).

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: رَقَعَ الرَّکِیَّهَ رَقْعاً ،إِذا خافَ هَدْمَهَا ،من أَعْلاَها فَطَوَاهَا قَامَهً ،أَو قامَتَیْنِ ،یَقُولُون:رَقَعُوهَا بالرِّقَاعِ .

و هو مَجَازٌ.

و من المَجَازِ: رَقَعَ خَلَّهَ الفَارِسِ ،إِذا أَدْرَکَهُ فطَعَنَهُ .

و الخَلَّهُ :هی الفُرْجَهُ بینَ الطَّاعِنِ و المَطْعُونِ ،کما فی العُبَابِ (5).

17- و کَانَ مُعاوِیَهُ رَضِیَ اللّه عنه،فِیما رُوِیَ عنه، یَلْقَمُ بیَدٍ و یَرْقَعُ بأُخْرَی . أَی یَبْسُطُ إِحْدَی یَدَیْهِ لِیَنْتَثِرَ علیها ما سَقَطَ مِن لُقَمِه ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و ابنُ الأَثِیر.

و ککِتَابٍ أَبُو دَاوُودَ عَدِیُّ بنُ زَیْدِ بنِ مالِکِ بنِ عَدِیِّ بنِ الرِّقاعِ ابنِ عَصَر بنِ عَدِیّ (6)بنِ شَعْلِ بن مُعَاوِیَهَ بنِ الحارِثِ ،و هو عامِلَهُ بنُ عَدِیِّ بنِ الحَارِثِ بنِ مُرَّهَ بنِ أُدَد، و أُمُّ مُعَاوِیَهَ المَذْکُورِ أَیضاً عامِلَهُ بنتُ مالِکِ بنِ ودِیعَهَ (7)بنِ قُضَاعَهَ الشّاعِر العامِلِیّ .و فیه یَقُولُ الرّاعی یَهْجُوه:

لَوْ کُنْتَ من أَحَدٍ یُهْجَی هَجَوْتُکُمُ

یا ابْنَ الرِّقَاعِ ،و لکِنْ لَسْتَ مِنْ أَحَدِ (8)

ص:173


1- (1) کذا،و الذی فی التهذیب و اللسان:بهذا البعیر رُقعه من جرب... و هی أول الجرب.
2- (2) ضبطت بالقلم فی اللسان بسکون القاف.
3- (3) نسبه بحواشی المطبوعه الکویتیه للعتبی.
4- (4) کذا بالأصل و التهذیب و اللسان و فی التکمله رَقْعه.
5- (5) و مثله فی الأساس و شاهده قول عدی: أحال علیه بالقناه غلامنا فأذرع به لخلَّه الشاه راقعا.
6- (6) فی جمهره ابن حزم ص 420« [1]عده»و فی الأغانی« [2]عک»و فی المؤتلف:«عره».
7- (7) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ذریعه».
8- (8) دیوانه ص 79 انظر تخریجه فیه،و البیت من قصیده یهجو عدی بن الرقاع العاملی،و مطلعها: یا من توعدنی جهلاً بکثرته متی تهددنی بالعز و العدد.

نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .قُلْتُ ،و قد أَجابَهُ ابنُ الرِّقَاع بِقَوْلِه:

حُدِّثْتُ أَنَّ رُوَیْعِی الإِبْلِ یَشْتُمُنِی

و اللّه یَصْرِفُ أَقْوَاماً عن الرَّشَدِ

فإِنْکَ و الشِّعْرَ ذُو تُزْجِی قَوَافِیَه

«کمُبْتَغِی الصَّیْدِ فی عِرِّیسَهِ الأَسَدِ»

و عَلِیُّ بنُ سُلَیْمَانَ بنِ أَبِی الرِّقاع الرِّقاعیُّ الإِخْمِیمِیُّ المُحَدِّثُ عن عَبْدِ الرَّزّاقِ ،و عنه أَحْمَدُ بنُ حَمّادٍ،کذّابٌ .

و ذاتُ الرِّقاع :جَبَلٌ فیه بُقَعُ حُمْرَهٍ و بَیَاضٍ و سَوَادٍ قَرِیبٌ من النُّخَیْلِ بین السَّعْد (1)و الشُّقْرَهِ

14- و مِنْهُ غَزْوَهُ ذاتِ الرِّقاع إِحْدَی غَزَوَاتِه صلّی اللّه علیه و سلّم،خَرَجَ لَیْلَهَ السَّبْتِ لعَشْرٍ خَلَوْنَ من المُحَرَّم،علی رَأْسِ ثَلاثِ سِنِینَ و أَحَدَ عَشَر شَهْراً من الهِجْرهِ (2)،و ذلِکَ لمّا بَلَغَه أَنَّ أَنْمَاراً جَمَعُوا الجُمُوعَ ،فخَرَجَ فی أَرْبَعِمَائهٍ ،فوَجَدَ أَعراباً هَرَبُوا فی الجِبَالِ ،و غابَ خَمْسَهَ عَشَرَ یوماً. أَوْ لأَنَّهُم لَفُّوا علی أَرْجُلِهِم الخِرَقَ لَمَّا نَقِبَتْ أَرْجُلُهُم ،وَ یُرْوَی ذلِکَ ،عن أَبِی مُوسَی الأَشْعَرِیِّ رضِیَ اللّه عنه،قَال:«خَرَجْنَا مع النَّبِیِّ صَلَی اللّه علیه و سلّم فی غَزاهٍ و نَحْنُ ستّهُ نَفَرٍ، بَیْنَنَا بَعِیرٌ نَعْتَقِبُه،فنَقِبَتْ أَقْدَامُنا،و نَقِبَتْ قَدَمایَ ،و سَقَطَت أَظْفَارِی،فکُنَّا نَلُفُّ علی أَرْجُلِنَا الخِرَقَ ،فسُمِّیَت غَزْوَه ذاتِ الرِّقاع ؛لِمَا کُنَّا نَعْصِبُ الخِرَقَ علی أَرْجُلِنا.

و رُقَیْعٌ ، کزُبَیْرٍ:شاعِرٌ والِبِیٌّ إِسْلامِیٌّ أَسَدِیٌّ ،فی زمن معاویه رَضِیَ اللّه عنه.

و ابنُ (3)الرُّقَیْعِ التَّمِیمِی ،هکَذا هو فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ و اللِّسَانِ ،و لم یُسَمُّوه.و فی التَّبْصِیر للحافِظِ :رَبِیعَهُ بنُ رُقَیْبٍ التَّمِیمِیُّ أَحَدُ المُنادِین من وَرَاءِ الحُجُرَاتِ ،ذَکَره ابنُ الکَلْبِیّ .و ضَبَطَه الرَّضِیُّ الشّاطِبِیُّ عن خَطِّ ابنِ جِنِّی؛و ابنُه خالِدُ بنُ رُقَیْعٍ له ذِکْرٌ بالبَصْرَهِ . أَو هو بالفاءِ ،کما ضَبَطَه الذَّهَبِیُّ و ابنُ فَهْدٍ و إِلیه نُسِبَ الرُّقَیْعِیُّ ،لِمَاءٍ بین مَکَّهَ و البَصْرَه و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ رَجَزَ سَالِمِ بنِ قَحْطَان،و قِیلَ :

عَبْد اللّهِ بن قُحْفَانَ بن أبی قحفان العَنْبَرِیِّ :

یا ابنَ رقَیْعٍ هَلْ لها من مَغْبَقِ

ما شَرِبَتْ بعد قَلِیبِ القُرْبَقِ

بقَطْرَهٍ غیرِ النَّجاءِ الأَرْفَقِ

و الرَّقْعَاءُ من الشّاءِ:ما فِی جَنْبِهَا بَیاضٌ ،و هو مَجَاز.

و الرَّقْعَاءُ : المَرْأَهُ الدَّقِیقَهُ السّاقَیْنِ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ فی الأَلْفَاظ : الرَّقْعَاءُ و الجَبّاءُ و السَّمَلَّقَه:الزَّلاّءُ من النِّسَاءِ،و هی الَّتِی لا عَجِیزَهَ لها.

و الرَّقْعَاءُ : فَرَسُ عامِرٍ الباهِلِیِّ و قَتَلَتْهُ بنُو عامِرٍ،و له یَقُولُ زَیْدُ الخَیْلِ رضِیَ اللّه عنه:

و أُنْزِلَ فارِسُ الرَّقْعاءِ کَرْهاً

بِذِی شُطَبٍ یُحَادَثُ بالصِّقالِ

وجُوعٌ یَرْقُوعٌ ،بفَتْحِ الیاءِ،و ضَمَّها السَّیرافیُّ ،و کذلِک دَیْقُوع (4)،أَی شَدِیدٌ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و قالَ أَبُو الغَوْثِ :

دَیقُوعٌ 4،و لم یَعْرِفْ یَرْقُوع .

و من المَجَازِ: الرَّقِیعُ ، کأَمِیرٍ:الأَحْمَقُ الَّذِی یَتَمَزَّقُ علیه عَقْلُه،و قد رَقُعَ ،بالضَّمِّ ، رَقاعَهً ، کالمُرْقَعَانِ و الأَرْقَعِ .

و فی الصّحاح: المَرْقَعَانُ :الأَحْمَقُ ،و هو الّذِی فی عَقْلِه مَرَمَّهٌ ،و فی العُبَابِ : الرَّقِیع :الأَحْمَقُ .لأَنَّهُ کأَنَّه رُقِع ؛لأَنّه لا یُرْقَعُ إِلاّ الوَاهِی الخَلَقُ ، و هی رَقْعَاءُ ،مولّدَه،کما فی اللِّسَانِ ، و مَرْقَعَانَهٌ . یُقَالُ :هی رَقعَاءُ مَرْقَعَانَه ،أَی زَلاّءُ حَمْقَاءُ.

و فی الأَسَاسِ :رَجلٌ رَقِیعٌ :تَمَزَّقَ علیهِ رَأْیُه و أَمْرُه.

و تقولُ :یا مَرْقَعَانُ ،و یا مَرْقَعانَهُ للأَحْمَقَیْنِ .و تَزَوَّجَ مَرْقَعانٌ مرْقَعَانَهً ،فولَدا مَلْکَعَاناً و مَلْکَعانَهً .

و من المَجَازِ: الرَّقِیعُ : السَّمَاءُ،أَو السَّمَاءُ الأُولَی ،و هی سَمَاءُ الدُّنیا،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،لأَنَّ الکَوَاکِبَ رَقَعَتْهَا ، سُمِّیَتْ بذلِکَ لأَنّها مَرْقُوعهٌ بالنُّجُومِ ،و قِیلَ :لأَنَّهَا رُقِعَت بالأَنْوارِ الَّتِی فِیها،و قِیلَ :کُلُّ وَاحِدَهٍ من السَّمواتِ رَقِیعٌ للأُخْرَی،و الجَمْعُ أَرْقِعَهٌ .و السَّمواتُ السَّبْعُ یُقالُ :إِنَّهَا سَبْعَهُ أَرْقِعَهٍ (5)،کُلُّ سَماءٍ مِنْهَا رَقَعَتِ الَّتِی تَلِیهَا،فکانت طَبَقاً لها،کما تَرْقَعُ الثَّوْبَ بالرُّقْعَهِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «مِنْ فَوْقِ سَبْعَهِ أَرْقِعَهٍ ». قال الجَوْهَرِیُّ :فجاءَ بهِ علی لَفْظِ التَّذْکِیرِ،

ص:174


1- (1) عن معجم البلدان و بالأصل«السعده».
2- (2) قال الزرقانی فی شرح المواهب:و عند ابن سعد و ابن حبان أنها کانت فی المحرم سنه خمس.
3- (3) فی القاموس:و ربیعه بن الرقیع التمیمی.
4- (4) عن اللسان و الصحاح و بالأصل«ریقوع».
5- (5) کذا بالأصل«سبعه أرقعه»جاء به علی التذکیر،و فی النهایه:سبع أرقعه بتأنیت الرقیع بمعنی السماء.

کأَنَّهُ ذَهَبَ به إِلی السَّقْفِ .و عَنَی سَبْعَ سَمواتٍ .و قالَ أُمَیَّهُ بنُ أَبِی الصَّلْتِ یَصِفُ المَلائِکَهَ :

و ساکن أَقْطَارِ الرَّقِیع علی الهَوَا

و مِنْ دُونِ عِلْمِ الغَیْبِ کُلُّ مَسْهَّدُ

و قِیلَ : الرَّقْعُ :السَّمَاءُ السابِعَهُ ،و به فُسِّر قولُ أُمیَّهَ بنِ أَبی الصَّلْت:

و کأَنَّ رَقْعاً و المَلائِکُ حَوْلَهُ

سَدِرٌ تَوَاکَلُه القوائمُ أَجْرَدُ

و قالَ بعضُهُم: الرَّقْعُ : الزَّوْجُ و منه یُقَالُ :لا حَظِیَ رَقْعُکِ ،أَی لا رَزَقَکِ اللّه زَوْجاً،أَو هو تَصْحِیفٌ ،و تَفْسِیرُ الرَّقْعِ بالزَّوْجِ ظَنٌّ و تَخْمِینٌ و حَزْرٌ و الصَّوابُ رُفْغُکِ ،بالفَاءِ و الغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،نبَّه علیه الصّاغانِیُّ ،و قال:و لمّا صَحَّفَ المُصَحِّفُ المَثَلَ فَسَّرَه بالزَّوجِ حَزْراً و تَخْمِیناً.

و من المَجَازِ: ما تَرْتَقِعُ مِنِّی یا فُلانُ برَقَاعِ ،کقَطامِ و حَذَامِ ، و قال الفَرّاءُ: برَقاعٍ ،مثل سَحَابٍ و کِتَابٍ . و وَقَع فی الصّحاح:قال یَعْقُوبُ :ما تَرْتَقِعُ مِنی بمِرْقاعٍ ،هکذا وُجِد بخطّ الجَوْهَرِیِّ ،و مثلُه بخَطِّ أَبِی سَهْلٍ ،و الصَّوابُ برَقَاع (1)،من غَیْرِ مِیمٍ ،و قد أَصْلَحَه أَبو زَکَرِیّا هکذا،و نَبَّه الصّاغَانِیُّ علیهِ أَیْضاً فی التَّکْمِلَهِ ،و جَمَعَ بینَهُما صاحبُ اللِّسَانِ من غیر تَنْبِیهٍ علیه،و نُسَخُ الإِصْلاحِ لابْنِ السِّکِّیتِ کلُّهَا من غیرِ مِیمِ . أَی ما تَکْثَرِثُ لِی،و لا تبَالِی بِی. یقَالُ :

ما ارْتَقَعْتُ له،و ما ارْتَقَعْتُ به،أَی ما أَکْتَرَثْتُ له،و ما بالَیْتُ به،کما فی الصّحاحِ .و فی اللِّسَانِ :قَرَّعَنی فُلانٌ بلَوْمِه فما ارْتَقَعْتُ به،أَی لم أَکْثَرِثْ به،و منه قَوْلُ الشّاعِر:

ناشَدْتُها بکِتَابِ اللّه حُرْمَتَنَا

و لم تَکُنْ بکِتَابِ اللّه تَرْتَقِعُ (2)

أَو قِیلَ :مَعْنَاه:ما تُطِیعُنِی و لا تَقْبَلُ مِنِّی مِمَّا أَنْصَحُکَ به شَیْئاً ،لا یُتَکَلَّمُ به إِلاّ فی الجَحْدِ،و هذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن یَعْقُوبَ .

و الرَّقاعَهُ ، کسَحَابَهٍ :الحُمْقُ ،و قد رَقُعَ ،کَکَرُمَ و أَرْقَعَ :

جاءَ بها و بالخُرْقِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ (3). و أَرْقَعَ الثَّوْبُ :حانَ له أَنْ یُرْقَعَ ، کاسْتَرْقَعَ بمَعْنَاه.

و فی الأَسَاسِ : اسْتَرْقَعَ :طَلَبَ أَنْ یُرْقَعَ .

و من المَجَازِ: التَّرْقِیعُ :التَّرْقِیحُ ،و هو اکْتِسَابُ المالِ .

و قد رَقَعَ حالَهُ و مَعِیشَتَهُ ،أَی أَصْلَحَهَا،کَرقَّحَهَا.

و التَّرَقُّع :التَّکَسُّب ،و هو مَجَاز،أَیضاً.

و ما ارْتَقَعَ له،و به: ما اکْتَرَثَ و ما بَالَی،و قد تَقَدَّم قریباً.

و طارِقُ بنُ المُرَقَّعِ ،کمُعَظَّمٍ :حِجَازِیٌّ ،رَوَی عنه عَطَاءُ بنُ أَبی رَبَاحٍ ،و الأَظْهَرُ أَنّه تابِعِیٌّ ،و قد ذَکَرَه بعضٌ فی الصَّحابَهِ (4).

و مُرَقَّعُ (5)بن صَیْفِی الحَنْظَلِیُّ :تابِعیُّ .

و راقَعَ الخَمْرَ:قَلْبُ عَاقَرَ ،أَی لازَمَهَا،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه.

یُقَالُ :فِیه مُتَرَقَّعٌ لمَنْ یُصْلِحُه،أَی مْوضِعُ تَرْقِیعٍ ،کما قالُوا:فیه مُتَنَصَّحٌ ،أَی مَوْضِعُ خِیَاطَهٍ ،و یُقَال:أَری فیه مُتَرَقَّعاً ،أَی موضِعاً للشَّتْمِ و الهِجَاءِ.نَقَلَهُ الجَوْهرِیُّ ،و أَنْشَدَ للبَعِیثِ :

و ما تَرَکَ الهاجُونَ لِی فی أَدیمِکُمْ

مَصَحَّاً و لکِنِّی أَرَی مُتَرَقَّعَا

و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ :لا أَجِدُ فِیک مَرْقَعاً للکَلامِ ،و هو مَجَازُ أَیضاً.

و کذا قَوْلُهُم:و ما رَقَعَ رَقْعاً ،أَی ما صَنَعَ شَیْئاً.

و العَرَبُ تقولُ :خَطِیبٌ مِصْقَعٌ ،و شاعِرٌ و مِرْقَعٌ ،و حَادٍ قُرَاقِر.مِصْقَعٌ :یَذْهَبُ فی کُلِّ صُقْعٍ من الکَلامِ ،و مِرْقَعٌ :

یصِلُ الکلامَ فَیَرْقَعُ بَعْضَهُ ببَعْضٍ ،و هو مَجَازٌ أَیضاً.

و الرُّقْعَهُ ،بالضَّمِّ : رُقْعَهُ الشّطْرَنْجِ ،سُمِّیَتْ لأَنَّهَا مَرْقُوعَهٌ .

و رُقْعَهُ الغَرَضِ :قِرْطَاسُه.

ص:175


1- (1) و هذا ما ورد فی الصحاح المطبوع.
2- (2) نسب بحواشی المطبوعه الکویتیه لأبی دلامه.
3- (3) فی الصحاح:و أرقع الرجل أی جاء برقاعه و حمق.
4- (4) فی تقریب التهذیب:حجازی من الثالثه،و یقال:إنه الذی خاصمه کردم الی النبی(صلّی اللّه علیه و آله).
5- (5) ضبط نصاً فی تقریب التهذیب بضم أوله و فتح ثانیه و کسر القاف المشدده،قال:و قیل ابن عبد اللّه بن صیفی التمیمی الحنظلی.

و الأَرْقَع :اسمُ السّمَاءِ الدُّنْیَا.

و الأَرْقَعُ :الأَحْمَقُ ،و یُقَال:ما تَحْتَ الرَّقِیعِ أَرْقَعُ مِنْه.

و رُقْعَهُ الشَّیْ ءِ:جَوْهَرُه و أَصْلُه،و منه قَوْلُ أَبِی الأَسْوَدِ الدُؤَلِیِّ ،و کان قد تَزَوَّجَ امْرَأَهً ،فأَنْکَرَتْ علیهِ أُمُّ عَوْفٍ -أُمُّ وَلَدٍ له-و کانَت لهَا عِنْدَهُ مَنْزِلَهٌ ،و نَسَبَتْهُ إِلی الفَنَدِ و الخُرْقِ :

أَبَی القَلْبُ إِلاَّ أُمَّ عَوْفٍ و حُبَّها

عَجُوزاً،و من یُحْبِبْ عَجُوزاً یُفَنَّدِ

کسَحْقِ الیَمانِی قَد تَقادَمَ عَهْدُه

و رُقْعَتُه ما شِئْتَ فی العَیْنِ و الیَدِ

هذِه رِوایَهُ العُبَابِ ،و فی الصّحاحِ :«إِلاّ أُمَّ عَمْرِو...

کثَوْبِ الیَمانِی».

و یُقَال: رَقَع ذَنَبَه بسَوْطِه،إِذا ضَرَبَ به،و قد استُعْمِل أَیضاً فی مُطْلَق (1)،یقال:اضْرِبْ و ارْقَعْ .و رَقَعَه کَفًّا،و هو یَرْقَعُ الأَرْضَ برِجْلَیْهِ .

و رَقَعَ الشیخُ :اعْتَمَدَ علی راحَتَیْه لِیَقُومَ ،و هو مجاز.

و رَقَّعَ النّاقهَ بالهِنَاءِ تَرقِیعاً:إِذا تَتَبَّع نُقَبَ الجَرَبِ مِنْهَا، و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ :للَّذِی یَزِیدُ فی الحَدِیثِ :هو صاحِبُ تَنْبِیقٍ و تَرْقِیعٍ و تَوْصِیلٍ .

و هذه رُقْعَهٌ مِن الکَلإِ،و ما وَجَدْنا غَیْرَ رِقَاعٍ من عُشْبٍ .

و الرُّقْعَهُ :قِطْعَهٌ من الأَرْضِ تَلْتَزِقُ بأُخْرَی،و یُقَال: رِقاعُ الأَرْضِ مُخْتَلِفَهٌ .و تَقُولُ :الأَرْضُ مُخْتَلِفَهٌ الرِّقاعِ ،مُتَفَاوِتَهُ البِقَاع،و لذلِکَ اخْتَلَفَ شَجَرُها و نَبَاتُها،و تَفَاوَتَ بَنُوها و بَنَاتُهَا.

و هو رَقَاعِیُّ مَالٍ ،کرَقَاحِیٍّ ،لأَنًّه یَرْقَعُ حالَه.

و رَقَّع دُنْیاهُ بآخِرَتهِ ،و مِنْهُ قول عَبْدِ اللّه بنِ المُبَارَکِ .

نُرَقِّعُ دُنْیَانا بتَمْزِیقِ دِینِنا

فلا دِینُنا یَبْقَی،و لا ما نُرَقِّعُ (2)

و رَجُلٌ مُرَقَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُجَرَّبٌ ،و هو مَجَازٌ.و المُرَقَّعَهُ :من لُبْسِ السّادَهِ الصُّوفِیَّهِ ،لِمَا بها من الرُّقَعِ .

و قَنْدَهُ الرِّقاعِ :ضَرْبٌ من التَّمْرِ،عن أَبِی حَنِیفَهَ .

و ذَوَاتُ الرِّقاع :مَصانِعُ بنَجْدٍ تُمْسِکُ الماءَ،لِبَنِی أَبِی بَکْرِ بنِ کِلابٍ .

و وَادِی الرِّقاع ،بنَجْدٍ أَیضاً.

و عَبْدُ المِلک بنُ مِهْرَانَ الرِّقاعِیُّ ،عن سَهْلِ بنِ أَسْلَمَ ، و عنه سُلَیْمَانُ بنُ بِنْتِ شُرَحْبِیل (3).

و أَبو عُمَرَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عُمَرَ الرِّقاعِیُّ الضَّرِیرُ،عن الطَّبَرانِیِّ ،ماتَ سنهَ أَرْبَعِمَائَهٍ و ثَلاَثٍ و عِشْرِین.

و یَزِیدُ بنُ إِبْرَاهِیمُ الرِّقاعِیُّ أَصْبَهَانِیٌّ ،عن أَحْمَدَ بنِ یُونُسَ الضَّبِّیِّ ،و عنه الطَّبَرانِیُّ .

و إِبْرَاهِیمُ بنُ إِبْرَاهِیمَ الرِّقاعِیُّ ،عن مُحَمَّدِ بنِ سُلَیْمَانَ الباغَنْدِیّ ،و عنه ابنُ مَرْدُوَیهِ .

و جَعْفَرُ بنُ محمَّدٍ الرِّقاعیُّ عن المَحَامِلِیِّ و ابنِ عُقْدَهَ .

و أَبو القاسِم عَبْدُ اللّه بنُ مُحَمَّدٍ الرِّقاعیُّ ،رَوَی عن أَبِی بَکْرِ بن مَرْدَوَیْهِ .کذا فی التَّبْصِیرِ للحافِظِ .

رکع

رَکَعَ المُصَلِّی رَکْعَهً ،و رَکْعَتَیْن ،و ثَلاثَ رَکَعاتٍ ،مُحَرَّکَهً :صَلَّی ،و کُلُّ قَوْمَهٍ یَتْلُوهَا الرُّکوعُ و السَّجْدَتانِ من الصَّلَوات فهی رَکْعَهٌ .

و رَکَعَ الشَّیْخُ :انْحَنَی کِبَراً ،و هو أَصْلُ مَعْنَی الرُّکُوع ، و منه أُخِذَ رُکُوعُ الصَّلاهِ ،و به فُسِّرَ قولُ لَبِیدٍ:

أُخَبِّرُ أَخْبَارَ القُرونِ الَّتِی مَضَتْ

أَدِبُّ کأَنِّی کُلَّمَا قُمْتُ رَاکِعُ

أَو رَکَعَ : کَبَا علی وَجْهِهِ ،قاله ابنُ دُرَیْدٍ-زاد ابنُ بَرِّی:

و عَثَرَ-قَالَ :و مِنْهُ رُکُوعُ الصَّلاهِ ،و أَنْشَدَ:

و أَفْلَتَ حاجِبٌ فَوْتَ العَوَالِی

علی شَقّاءَ تَرْکَعُ فی الظِّرَابِ (4)

و من المَجازِ: رَکَعَ الرَّجُلُ ، إِذا افْتَقَرَ بعدَ غِنًی، و انْحَطَّتْ حالُه ،قالَ الأَضْبَطُ بنُ قُرَیْعٍ :

ص:176


1- (1) کذا بالأصل.
2- (2) الأساس و جاء به شاهداً علی قوله:ورقَع حاله و معیشته:أصلحها.
3- (3) و هو سلیمان بن عبد الرحمن الدمشقی کما فی اللباب لابن الأثیر.
4- (4) نسبه فی الجمهره 385/2 [1] لبشر بن أبی خازم الأسدی.

لا تُهِینَ الفَقِیرَ عَلَّکَ أَنْ

تَرْکَعَ یَوْماً و الدَّهْرُ قد رَفَعَهْ (1)

فی أَبْیَاتٍ قد مَضَتْ فی«خ د ع».

و کُلُّ شَیْ ءٍ یَنْکَبُّ لِوَجْهِه،فتَمَسُّ رُکْبَتُه الأَرْضَ ،أَوْ لا تَمَسُّهَا بعدَ أَن یَخْفِض رَأْسَه فهو رَاکِعٌ .

و قال ثَعْلَبٌ : الرُّکُوع :الخُضُوع، رَکَعَ یَرْکَعُ رَکْعاً و رُکُوعاً :طَأْطَأْ رَأْسَه.

و أَمّا الرُّکُوعُ فی الصلاهِ فهو أَنْ یَخْفِضَ المُصَلِّی رَأْسَهُ بعدَ قَوْمَهِ القِرَاءَهِ ،حَتَّی تَنالَ راحَتاهُ رُکْبَتَیْه،أَو حَتَّی یَطْمَئِنَّ ظَهْرُه ،و قَدَّرَه الفُقَهَاءُ،بحَیْثُ إِذا وُضِعَ علی ظَهْرِه قَدَحٌ مَلآنُ من الماءِ لم یَنْکَبَّ ،و قال الرّاغِبُ الأَصْبَهَانِیُّ : الرُّکُوع الانْحِنَاءُ،فتارهً یُسْتَعْمَلُ فی الهَیْئهِ المَخْصوصَهِ فی الصّلاهِ کما هی،و تارهً فی التَّواضُعِ و التَّذَلُّلِ ،إِمّا فی العِبَادَهِ و إِمّا فی غَیْرِهَا.

و الرََّّکَّاعُ کشَدَّادٍ:فَرَسُ زَیْدِ بنِ عَبّاس بنِ عامرٍ أَحَدِ بَنی سَمّاکٍ (2).

و الرُّکْعَهُ ،بالضَمّ :الهُوَّهُ من الأَرْضِ زَعَمُوا،لُغَه یَمانِیَه،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدِ (3).

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

جَمْعُ الرَّاکِعِ : رُکَّعٌ و رُکُوعٌ .

و کانَتْ العَرَبُ فی الجاهِلِیَّهِ تُسَمِّی الحَنِیفَ رَاکِعاً إِذا لم یَعْبُدِ الأَوْثَانَ ،و یَقُولونَ : رَکَعَ إِلی اللّه،قالَ الزَّمَخْشِرِیُّ :أَی اطْمَأَنَّ ،قالَ النّابِغَهُ الذُبْیَانِیُّ :

سَیَبْلُغُ عُذْراً أَوْ نَجاحاً من امْرِیءٍ

إِلی رَبِّهِ رَبِّ البَرِیَّهِ رَاکِعُ (4)

أَی:سیَبْلُغ رَاکِعُ عُذْراً إِلی رَبِّه،یَعْنِی النُّعْمَانَ بنَ المُنْذِر،و رَاکعُ یعنِی نَفْسَه،و یُرْوَی سَیُبْلَغُ ،من الإِبْلاغِ .

و هو یَتَرَکَّع ،أَیْ :یُصَلِّی.

و المَرَاکِع :حِجَارَهٌ صُلْبَهٌ مُسْتَطِیلَهٌ یُطْحَنُ علیها،وَاحِدُها مَرْکَعٌ ،یمانِیَهٌ .

و مَرَاکِعُ مُوسَی:موضِعٌ بالقُرْبِ من مِصْرَ.

و من المَجَازِ:لَغِبَتِ الإِبِلُ حَتّی رَکَعْت ،و هُنَّ رَواکِعُ :

طَأْطَأَتْ رُؤُوسَها،و أَکَبَّتْ علی وُجُوهِهَا.

رمع

رَمَعَ أَنْفُهُ من الغَضَبِ ، کمَنَعَ ، یَرْمَعُ رَمْعاً ، و رَمَعَاناً ،مُحَرَّکَهً ،أَی تَحَرَّکَ ،و کذلِکَ أَنْفُ البَعِیرِ:إِذا تَحَرَّکَ من الغَضَبِ و قِیلَ :هو أَنْ تَرَاهُ کأَنَّه یَتَحَرَّکُ من الغَضَبِ ،یُقَال:حاءَ رامِعاً قِبِرَّاه،القِبِرِیَّ :رَأْسُ الأنْفِ ، و لأَنْفِهِ رَمَعَانٌ و رَمَعُ ،قالَ مِرْدَاسٌ الدُّبَیْرِیُّ :

لَمَّا أَتانَا رامِعاً قِبرّاهْ

علی أَمْونٍ جَسْرَهٍ شَبَرْذاهْ

و رَمَعَ بَیَدَیْهِ :أَوْمَأَ بهما،و قالَ :تَعَالَ .هکذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن أَبِی سَعِیدٍ،و الّذِی فی اللِّسَان،و یُقَال:هو یَرْمَعُ بیَدَیْهِ :یَقُول:لا تَجِیءْ،و یُومِیءُ بیَدَیْهِ ،و یَقُولُ :

تَعالَ .

و رَمَعَتْ بالصَّبِیِّ رَمَعاناً : وَلَدَتْهُ ،و أَصْلُه من الرَّمَعانِ و هو الإِضْطِرَابُ ،و یُقَال:قَبَّحَ اللّه أُمًّا رَمَعَتْ به رَمْعاً .

و رَمَعَتْ عَیْنُهُ بالبُکَاءِ:سالَتْ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.قُلْتُ :إِنْ لم یَکُنْ تَصْحِیفاً منْ دَمَعَتْ ،بالدّالِ .

قال: و رَمَعَ رَأْسَه رَمْعاً : نَفَضَهُ ،و فی اللِّسَانِ : رَمَعَ رَأْسَه:سُئِلَ فقالَ :لا،حُکِیَ ذلِکَ عن أَبِی الجَرّاحِ .

و یُقال:مَرَّ فُلانٌ یَرْمَعُ رَمْعاً بالفَتْحِ ، و رَمَعَاناً مُحَرَّکَهً :

سَارَ سَرِیعاً. و فی العُبَابِ :لِضَرْبٍ من السَّیْرِ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الرَّمَّاعَهُ ،مُشَدَّدَهً :الاسْتُ ،لأَنَّها تَرَمَّعُ ،أَی تَحَرَّکُ فَتَجِیءُ و تَذْهَبُ ،مثل الرَّمّاعَهِ و هو ما یَتَحَرَّکُ من یَافُوخِ الصَّبِیِّ الرَّضِیعِ من رِقَّتِه،سُمِّیَتْ بذلِکَ لاضْطِرابِهَا.فإِذا اشْتَدَّتْ ،و سَکَنَ اضْطِرابُهَا،فهی الیَافُوخُ .

و الرّامِعُ :مَنْ یُطَأْطِیءُ رَأْسَه ثُمّ یَرْفَعُه. کَذا فی العُبَابِ .

ص:177


1- (1) التهذیب و فیه بعده:أراد:و لا تهینن،فجعل النون ألفا ساکنه فاستقبلها ساکن آخر،فسقطت.
2- (2) فی التکمله:سمّالٍ .
3- (3) الجمهره 385/2. [1]
4- (4) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 53 و البیت من قصیده یعتذر الی النعمان بن المنذر و مطلعها: عفا حسم من فرتنا فالفوارع فجنبا أریکٍ فالتلاع الدوافعُ .

و رُمَاعٌ ، کغُرَابٍ :ع ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و یُرْوَی أَیْضاً بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرُّمَاعُ : وَجَعٌ یَعْتَرِضُ فِی ظَهْرِ السّاقِی حَتّی یَمْنَعَهُ من السَّقْی،و قد رُمِعَ ،کعُنِیَ أَصابَهُ ذلِکَ ،و أَنْشَدَ:

بِئْسَ مَقَامُ (1)العَزَبِ المَرْمُوعِ

حَوَأَبَهٌ تُنْقِضُ بالضُّلُوعِ

و الرُّمَاعُ : اصْفِرارٌ و تَغَیُّرٌ فی وَجْهِ المَرْأَهِ من دَاءٍ یُصِیبُ بَظْرَهَا، کالرَّمَعِ ،مُحَرَّکَهً ،و قد رَمِعَتْ ،کفَرِحَ ،و رُمِّعَتْ ، بالضَمِّ مُشَدَّدَهً ،و الَّذِی فی العُبَاب الرَّمَعُ ،بالتَّحْرِیکِ ، و الرُّمَاعُ ،بالضَّمِّ :اصْفِرَارٌ و تَغَیُّرٌ فی الوَجْهِ ،و مِثْلُه فی التَّکْمِلَه.و فی اللِّسَانِ الرُّمَاع :دَاءٌ فی البَطْنِ یَصْفَرُّ منه الوَجْهُ و رُمِعَ ،و رُمِّعَ ،و رَمِعَ ،و أَرْمَعَ :أَصَابَهُ ذلِکَ ،و الأَوَّلُ أَعلَی،فإِذا عَلِمْتَ ذلِک فاعْلَم أَنَّ المُصَنِّفَ خالَفَ نُصُوصَ الأَئمَّهِ فی تَخْصِیصِه بوَجْهِ المَرْأَه،و قوله:«یُصِیبُ بَظْرَها»:

تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ :یُصِیبُ البَطْنَ ،و حَیْثُ إِنَّه صَحَّفَ و خَصَّ بالمَرْأَهِ فاحْتَاجَ إلی ضَمِیر التَّأْنِیثِ فی رَمِعَت و رُمِّعَت ،وفاتَه: رُمِعَ ،کعُنِیَ ،و قد ذَکَرَه ابنُ دُرَیْدٍ هُنَا، و نَصُّه:یُقَالُ رَجُلٌ مُرْمَعٌ (2)،و مَرْمُوعُ ،یُقَالُ : أُرْمِعَ ،و رُمِعَ ، فتأَمَّلْ ذلِکَ .

و رِمَعُ ، کعِنَبٍ :ه،بالیَمَنِ ،و قالَ اللَّیْثُ : مَنْزِلٌ للأَشْعَرِیِّینَ ،و قد جاءَ ذِکْرُهَا فی الحَدِیثِ ،قالَ ابنُ الأَثِیر:

مَوْضِعٌ من بِلادِ عَکٍّ بالیَمَنِ ،و فی العُبَابِ : مِنْهَا الإِمامُ أَبُو مُوسَی عَبْدُ اللّه بنُ قَیْسٍ الأَشْعَرِیُّ ،رضِیَ اللّه عَنْهُ .و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و فی رِمَعَ المَنِیَّهُ مِنْ سُیُوفٍ

مُشَهَّرَهٍ بأَیْدِی الأَشْعَرِینَا

قُلتُ :و الصَّحِیحُ مِنْ هذِه الأَقْوَالِ أَنَّ رِمَعاً :اسمُ وادٍ من أَوْدِیَهِ الیَمَنِ ،مُتّصِلٍ بوَادِی سَهَام،و وَادِی مَوْرٍ،مُشْتَمِلٍ علی عِدَّهِ قُرًی،أَشْهَرُ قُرَاهُ الآنَ المَحَطُّ ،و قد ذَکَرْنَاها فی مَوْضِعِها،کأَنَّهَا سُمِّیَتْ لکَوْنِها کانت مَحَطَّهً للأَشاعِرَهِ ،و المُصَنِّفُ أَدْرَی بذلِک و أَعْرَفُ بحُدُودِ أَوْدِیَهِ الیَمَنِ و رُسُومِها.

و الرُّمْعَهُ و الزُّمْعَه:القِطْعَهُ ،یُقَالُ : رُمْعَهٌ من نَبْتٍ ،و زُمْعَهٌ من نَبْتٍ و غَیْرِه،بالضَّمِّ فیهما،أَی قِطْعَهٌ منه.

و رَمَعٌ ،مُحَرَّکَهً ،و یُثَلَّثُ راؤُه:ع ،و قال ابنُ بَرِّیّ .جَبَلٌ بالیَمَنِ ،و أَنْشَدَ لأَبِی دَهْبَلٍ الجُمَحِیِّ :

ماذا رُزِئْنَا غَدَاهَ الخَلِّ مِنْ رِمَعٍ

عند التَّفَرُّقِ من خِیرٍ و مِنْ کَرَمِ

و الیَرْمَعُ ،کیَمْنَع: الخُذْرُوفُ ،و هی الخَرّارَهُ التی یَلْعَبُ به صوابُه:بِهَا الصِّبْیَانُ إِذا أُدِیرَت سَمِعْتَ لها صَوْتاً لشِدَّهِ دَوَرَانِهَا.

و الیَرْمَعُ : حِجَارَهٌ رِخْوَهٌ إِذا فُتِّتَتْ انْفَتَّتْ . و قال اللِّحْیَانِیُّ :هی حِجارَهٌ لَیِّنه رِقَاقٌ بِیضٌ تَلْمَع،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ : الیَرْمَعُ :الحَصَی البِیضُ تَلأْلأُ فی الشَّمْسِ (3)، و الوَاحِدَهُ مِنْ کُلِّ ذلِکَ یَرْمَعَهٌ ،و قالَ رُؤْبَهُ یَذْکُر السَّرابَ :

و رَقْرَقَ الأَبْصَارَ حَتّی أَقْدَعَا

بالبِیدِ إِیقادُ النَّهَارِ الیَرْمَعَا

و من المَجَاز: یُقالُ للمَغْمُومِ المُنْکَسِرِ إِذا عَبَثَ : تَرَکْتُهُ یُفَتِّتُ الیَرْمَعَ . و منه المَثَل:

کَفَّا مُطَلَّقَهٍ تَفُتُّ الیَرْمَعا

یُضْرَبُ مَثَلاً للنّادِمِ علی الشَّیْ ءِ،و قَالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :

یُضْرَب للمُغْتاظِ .

و قالَ ابنُ عبّادٍ:یُقَال: أَتَی فُلانٌ بمُرَمَّعاتِ الأَخْبَارِ، کمُعَظَّمٍ ،أَی بالبَاطِلِ ،و کذلِکَ :«مُرَمَّآت»بالهَمْزِ،و قد تَقَدَّمَ ،و لو قالَ :أَی بأَباطِیلِها،کما فی التَّکْمِلَهِ ،کان أَحْسَنَ .

و قالَ الفَرّاءُ: التَّرْمِیعُ فی السِّبَاعِ کُلِّهَا: إِلْقَاءُ الوَلَدِ لغَیْرِ تَمَامٍ ،یُقَالُ :قد رَمَّعَتْ .

و یُقَالُ :إِنَّ المُرَمِّعَه ،کمُحَدِّثَهٍ :المَفَازَهُ ،کَأَنَّهُ لِمَا فِیهَا مِنْ رَمَعَانِ السَّرَابِ .

ص:178


1- (1) فی المحکم 111/2 [1] بروایه:بئس غداء العزب.
2- (2) ضبطت بالقلم فی الجمهره 387/2 بتشدید المیم الثانیه المفتوحه. و المثبت یوافق التکمله عن ابن درید.
3- (3) هذه العباره فی اللسان، [2]أما نص العباره فی الأساس:الیرمع الحصی الأبیض الذی یلمع.

و قَوْلُهُم: دَعْهُ یَتَرَمَّعُ فی طُمَّتِهِ أَی یَتَسَکَّعُ فی ضَلالِهِ یَجِیءُ و یذهبُ ،قاله أَبو زید، أَو مَعْنَاه:دَعْهُ یَتَلَطَّخُ فی خُرْئِهِ ،فکأَنَّه یتحرَّک فیه فیَتَلَطَّخ.

و تَرَمَّعَ أَنفُه: تَحَرَّکَ من غَضَبٍ أَو تَراهُ کأَنَّهُ أُرْعِدَ غَضَباً ، و به فَسَّرَ الأَزْهَرِیُّ الحَدِیثَ -

14- عن مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ رَضِیَ اللّه عنه: -:«اسْتَبَّ رَجُلانِ عِنْدَ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم فغَضِبَ أَحَدُهما غَضَباً حَتّی تَخَیَّلَ (1)لِی أَنَّ أَنْفَهَ یَتَرَمَّع ». قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:هذا هُو الصَّوابُ ،و الرِّوایَه:«یَتَمَزَّعُ »و لیس یَتَمَزَّعُ بشیْ ءٍ،قال الأَزْهَرِیُّ :إِن صَحَّ «یَتَمَزَّع»فإِنَّ مَعناه یَتَشَقَّقُ .قلتُ :أَی یَتَطَایَرُ شِقَقاً،و مثله،یَتَمَیَّزُ و یَتَّقِدُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

یُقَال:کَذَبَتْ رَمّاعَتُه ،إِذا حَبَقَ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الرَّمِعُ ،ککَتِفِ :الَّذِی یَتَحَرَّکُ طَرَفُ أَنْفِه من الغَضَبِ ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و الرَّمّاعُ ،کشَدّادٍ:الّذِی یَأْتِیکَ مُغْضَباً.

و الَّذِی یَشْتَکِی صُلْبَهُ من الرُّمَاع .

و رَمَع :لَمَع.

رنع

رَنَعَ لَوْنُه،کمَنَعَ رُنُوعاً ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و فی اللِّسَانِ و العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ :أَی تَغَیَّرَ و ذَبَلَ و ضَمُرَ.

و یُقَالُ : رَنَعَتِ الدّابَّهُ ،إِذا طَرَدَتِ الذُبَابَ برَأْسِهَا ، و أَنْشَدَ شَمِرٌ لمُصَادِ بنِ زُهَیْرٍ:

سَمَا بالرّانِعَاتِ من المَطَایَا

قَوِیٌّ لا یَضِلُّ و لا یَجُورُ

و رَنَعَ فُلانٌ :لَعِبَ ،و هم رانِعُونَ لاَهُونَ رُنُوعاً ،قاله ابنُ عَبّادٍ.

و قالَ الفرَّاءُ: المَرْنَعَهُ ،کمَرْحَلَهٍ :الأَصْوَاتُ فی لَعِب ، یُقَال:کانَتْ لَنَا البَارِحَهَ مَرْنَعَهٌ ، و قالَ أَبُو الهَیْثَمِ :کُنّا البَارِحَهَ فی مَرْنَعَهٍ ،أَی فی السَّعَه و الخِصْبِ ،و لم یَعْرِفْه بمَعْنَی الأَصْواتِ .

و قال الفَرّاءُ: المَرْنَعَهُ ،و المَرْغَدَهُ ، الرَّوْضَه.

و قال الکِسَائِیّ :یُقَال:أَصَبْنَا عِنْدَه المَرْنَعَه من الصَّیْدِ و الطَّعَامِ و الشَّرابِ أَی القِطْعَه منه.

و قال ابنُ عَبّادٍ:یُقَالُ : مَرْنَعَهٌ من الخُصُومَهِ و نَحْوِها ،أَی المُعْجَمَه للناس.

و قالَ أَبو عَمْرٍو: یُقَالُ لِلْحَمْقَاءِ من النِّسَاءِ الَّتِی لَیْسَت بصَنَاع،و لا تُحْسِنُ إِیالَه مَالِهَا إِذَا أَثْرَتْ و قَدَرَتْ علی مَالٍ کَثِیرٍ: «وَقَعْتِ فی مَرْنَعَهٍ فعِیثِی»،أَی وَقَعْتِ فِی خِصْبٍ وَسَعَهٍ .یُقَالُ :ظَلُّوا فی مَرْنَعَهِ العَیْشِ و الخِصْبِ و فی المَثَلِ «إِنَّ فِی المَرْنَعَهِ لکُلِّ قَوْمٍ مَقْنَعَهً » أَی غِنًی.

و قالَ أَبو عَمْرٍو: التَّرْنَیعُ :تَحْرِیکُ الرَّأْسِ .

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَنَعَ الزَّرَعُ ،إِذا احْتَبَسَ عنه الماءُ فضَمَرَ،عن أَبِی حاتِمٍ ،و قال ابنُ فارِسٍ :فیه نَظَرٌ.

وَ رَنَع الرَّجُلُ برَأْسِه،إِذا سُئِلَ فحَرَّکَهُ ،یَقُولُ :«لا»، هکَذَا أَوْرَدَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا،و قد تَقَدَّم فی«ر م ع».

روع

الرَّوْعُ :الفَزَعُ ، راعَهُ الأَمْرُ یَرُوعُه رَوْعاً ،و

17- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ : «إِذا شَمِطَ الإِنْسَانُ فی عَارِضَیْهِ فذلِکَ الرَّوْعُ ». کأَنَّهُ أَرادَ الإِنْذَارَ بالمَوْتِ .و قالَ اللَّیْثُ :کُلُّ شَیْ ءٍ یَرُوعُکَ منه جَمَالٌ و کَثْرَهٌ تقولُ : رَاعَنِی فهو رائعٌ ، کالارْتِیَاعِ ،قالَ النّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ یصفُ ثَوْراً:

فارْتاعَ مِنْ صَوْتِ کَلاّبٍ فبَاتَ لهُ

طَوْعَ الشَّوامِتِ من خَوْفٍ و مِنْ صَرَدِ (2)

و یُقَالُ : ارْتَاعَ مِنْه،و له. و التَّرَوُّعِ قال رُؤْبَهُ :

و مَثَلُ الدُّنْیَا لِمَنْ تَرَوَّعَا

ضَبَابَهٌ لا بُدَّ أَنْ تَقَشَّعَا

أَو حَصْدُ حَصْدٍ بعدَ زَرْعٍ أَزْرَعَا

و الرَّوْعُ : د،بالیَمَنِ قُرْبَ لَحْجٍ ،نَقَلَه الصّاغانِیّ .

و الرَّوْعَهُ :الفَزْعَهُ ،و هی المَرَّهُ الوَاحِدَهُ من الرَّوْعِ :

الفَزَعِ ،و الجَمْعُ رَوْعَاتٌ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «اللَّهُمَّ آمِنْ رَوْعَاتِی ،و اسْتُرْ عَوْرَاتِی». و

16- فی الحَدِیثِ : «فأَعْطَاهُمْ برَوْعَهِ الخَیْل». یریدُ أَنَّ الخَیْلَ راعَتْ نِساءَهم و صِبْیَانَهم،فأَعْطَاهُم شَیْئاً لِمَا أَصابَهُمْ من هذِه الرَّوْعَه .

ص:179


1- (1) فی النهایه: [1]حتی خیّل الی من رآه أن أنفه.
2- (2) دیوانه ص 8.(ط :دار الفکر-بیروت).

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرَّوْعَه : المَسْحَهُ من الجَمَالِ :

و الرَّوْقَه:الجَمَالُ الرّائِقُ .

و قال الأَزْهَرِیّ :یُقَال: هذِهِ (1)شَرْبَهٌ رَاعَ بها فُؤَادِی أَی:

بَرَدَ بِهَا غُلَّهُ رُوعِی ،و منه قَوْلُ الشاعِر:

سَقَتْنِی شَرْبَهً رَاعَتْ فُؤادِی

سَقَاها اللّه مِنْ حَوْضِ الرَّسُولِ

صلّی اللّه علیه و سلّم.

و رَاعَ فُلانٌ : أَفْزَعَ ، کرَوَّعَ تَرْوِیعاً ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ، فارْتَاعَ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «لَنْ تُرَاعُوا ،ما رَأَیْنَا مِنْ شَیْ ءٍ». و قد رِیعَ یُرَاعُ :إِذا فَزِعَ .

و قولهم:لا تُرَعْ ،أَی لا تَخَفْ و لا یَلْحَقْک خَوْفٌ ،قال أَبُو خِراشٍ :

رَفَوْنِی و قالُوا:یا خُوَیْلِدُ لا تُرَعْ

فقُلْتُ -و أَنْکَرْتُ الوُجُوهَ -:هُمُ هُمُ

و للأُنْثَی:لا تُرَاعِی ،قال قَیْسُ بن عامر (2):

أَیا شِبْهَ لَیْلَی لا تُرَاعِی فإِنَّنِی

لَکِ الیَوْمَ مِنْ وَحْشِیَّهٍ لَصَدِیقُ

و راعَ فُلاناً الشَّیءُ: أَعْجَبَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و منه

16- الحَدِیثُ فی صِفَهِ أَهْلِ الجَنَّهِ : « فیَرُوعُه ما عَلَیْه من اللِّبَاسِ ». أَی یُعْجِبُه حُسْنُه.

و رَاعَ فی یَدِی کَذَا وراقَ ،أَی أَفادَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هکَذا فی کتابَیْه،و لکِنَّه فِیهِمَا«فادَ»بغیرِ أَلف،ثمّ وَجَدْتُ صاحِبَ اللِّسَانِ ذَکَرَه عن النّوادِرِ فی«ر ی ع»:« رَاعَ فی یدِی کذا و کذا،وراقَ مثلُه،أَی:زادَ»فعُلِمَ من ذلِکَ أَنَّ الصَّاغَانِیَّ صَحَّفَه،و قَلَّدَهُ المُصَنِّف فی ذِکرِه هنا،و صَوابُه أَنْ یُذْکَر فی الَّتِی تَلِیها،فتَأَمَّلْ .

و راعَ الشَّیْ ءُ یَرُوعُ ،و یَرِیعُ رُوَاعاً ،بالضّمّ :رَجَعَ إِلی مَوْضِعه.

و ارْتَاعَ ،کارْتَاحَ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و أَوْرَدَه الجَوْهَریُّ فی «ر ی ع»فإِنّ الحَرْفَ وَاوِیٌّ یائِیٌّ ،و ذَکَرَ هنا أَنه

17- «سُئلَ الحَسَنُ البَصْرِیُّ عن القَیْ ءِ یَذْرَعُ الصائمَ ،فقالَ :هَلْ راعَ منه شَیْ ءٌ؟فقال له السائلُ :ما أَدْرِی ما تَقُولُ ؟فقالَ :هل عادَ مِنْه شَیْ ءٌ؟».

و رائِعَهُ :مَنْزِلٌ بین مَکَّهَ و البَصْرَهِ ،أَو هو مَاءٌ لبَنِی عُمَیْلَهَ و موضِعٌ بَیْن إِمَّرَهَ و ضَرِیَّهَ ،کما فی العُبَابِ أَو هُو ،أَی هذا المَوْضِعُ المَذْکُور بالبَاءِ المُوَحَّدَهِ ،و هذا خَطأٌ،و الصّوابُ :

أَو هو بالغَیْنِ المُعْجَمَه،ففِی مُعْجَمِ البَکْرِیِّ :رَائِغَهُ ، بالغَیْنِ :منزلٌ لِحَاجِّ البَصْرَه بینَ إِمَّرَهَ و طَخْفَهَ ،کما سَیَأْتِی إِن شَاءَ اللّهُ تَعالَی فی«ر و غ».

و دَارُ رائِعهَ :موضِعٌ بمَکَّهَ ،شَرَّفَها اللّه تَعالَی،جاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیثِ .هکَذَا ضَبَطَهُ الصاغانِیُّ بالعَیْن المُهْمَلَه،و فی التَّبْصِیر للحافِظِ :رَائِغَه.بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ :امْرَأَهٌ تُنْسَبُ إِلیها دَارٌ بمکَّهَ ،یقالُ لها:دَارُ رائِغَهَ ،قَیَّدَهَا مُؤْتَمَنٌ السّاجِیُّ هکَذَا،فتَنَبَّه لذلِکَ ، به (3)قَبْرُ آمِنَهُ أُمِّ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم ،و رَضِیَ اللّه عَنْهَا،فی قولٍ ،و قِیلَ :فی شِعْبِ أَبِی دُبٍّ بمَکَّه أَیْضاً، و قِیلَ :بالأَبْوَاءِ بینَ مَکَّهَ و المَدِینَهِ ،شرَّفَهُما اللّهُ تعالی، و القَوْلُ الأَخیرُ هو المَشْهُورُ.

و رائعٌ :فِنَاءٌ من أَفْنِیَهِ المَدِینَهِ ،علی ساکِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلام.

و کشَدَّاد: الرَّوّاعُ بنُ عَبْدِ المَلِکِ التُّجِیبِیّ . و سُلَیْمَانُ بنُ الرَّوّاعِ الخُشَنِیُّ شیخٌ لسَعِیدِ بن عُفَیْر، و أَحْمَدُ بنُ الرَّوّاعِ بنِ بُرْدِ بنِ نَجِیحٍ المِصْرِیّ المُحَدِّثُون ،ذَکَرَهُم ابنُ یُونُسَ هکذا،و أَوْرَدَهُم الصّاغَانِیُّ فی هذا البابِ ،و هو خَطَأٌ،و الصَّوابُ بالغَیْن المُعْجَمَهِ فی الکُلِّ ،کما ضَبَطَه الحافظُ بن حَجَرٍ،و سَیَأْتی للصّاغانِیّ فی الغَیْنِ أَیْضاً علی الصّواب،و تَبِعَه المُصَنِّف هُنَاک من غیر تَنْبِیهٍ ،فلیُتَنَبَّه لذلِک.

و الرَّواعُ : امْرَأَهٌ شَبَّبَ بِهَا رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیُّ .

مُقْتَضَی سِیَاقهِ أَنَّه کشَدَّادٍ،و هو المَفْهُومُ من سِیَاقِ العُبَابِ ، فإِنَّه أَوْرَدَه عَقِبَ ذِکْرِه الأَسْمَاءَ الَّتِی تَقَدَّمَت،و ضبطهم کشَدّادٍ،و الصَّوابُ أَنَّه کسَحابٍ ،کما هو مَضْبوطٌ فی التَّکْمِلَه، أَو هی کغُرابٍ و هذا أَکْثرُ (4)حیثُ یَقُولُ :

ص:180


1- (1) فی التهذیب:و یقال:سقانی فلان شربهً .
2- (2) فی اللسان:و [1]قال مجنون قیس بن معاذ العامری.
3- ((*)) بالقاموس:«فیه»بدل:«به».
4- (3) فی التکمله:و یقال الرُّواع بالضم،و الضم أکثر،و ضبطت بالضم فی اللسان،و [2]أهملت الواو فیهما.

أَلا صَرَمَتْ مَوَدَّتَک الرُّوَاعُ

وَجَدَّ البَیْنُ مِنْهَا و الوَدَاعُ

و قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :

تَحَمَّلَ أَهلُهَا مِنْهَا فبانُوا

فَأَبْکَتْنِی مَنازِلُ للرُّوَاعِ

14- و أَبو رَوْعَهَ الجُهَنِیُّ :ممَّنْ وَفَدَ علی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم المَدِینَهَ مع أَخِیهِ لِأُمِّه عبدِ العُزَّی بنِ بَدْرٍ الجُهَنِیّ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا.

و لم یَذْکُر أَبا رَوْعَه الذَّهَبِیُّ و لا إبنُ فَهْدٍ،فهو مُسْتَدْرَکٌ علیهِمَا فی مُعْجَمَیْهِما.

و الرُّوعُ ،بالضَّمِّ :القَلْبُ ،کما فی الصّحاحِ ، أَو الرُّوعُ : مَوْضِعُ الرَّوْعِ ،أَی الفَزَعِ منه ،أَی من القَلْب، أَو رُوعُ القَلْبِ : سَوَادُه ،و قِیلَ : الذِّهْنُ ،و قِیل: العَقْلُ ، الأَخِیرُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و یُقَالُ :وَقَع ذلِکَ فی رُوعِی ،أَی:

نَفْسِی وَ خَلَدِی و بَالِی،و

14- فی الحَدِیثِ : «إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ فی رُوعِی أَنَّ نَفْساً لَنْ تَمُوتَ حَتَّی تَسْتَکْمِلَ (1)رِزْقَها، فاتَّقُوا اللّه و أَجْمِلُوا فی الطَّلَبِ ». قال أَبُو عُبَیْدَهَ (2):معناهُ :فی نَفْسِی و خَلَدِی،و نحو ذلِک. و منه الحَدیثُ

14- قالَ صلّی اللّه علیه و سلّم لعُرْوَهَ بنِ مُضَرِّسِ بنِ أَوْسِ بنِ حارِثَهَ بنِ لَأْمٍ الطّائیِّ رضِیَ اللّهُ عنه-حِینَ انْتَهَی إِلَیْه،و هو بجَمْعٍ قَبْلَ أَنْ یُصَلِّیَ الغَدَاهَ ،فقالَ :یا نَبِیَّ اللّهِ طَوَیْتُ الجَبَلَیْنِ ،و لَقِیتُ شِدَّهً -:

«أَفْرَخَ رُوعُکَ ،مَنْ أَدْرَکَ إِفاضَتنا هذِه فقَدْ أَدْرَکَ » . یعنِی الحَجَّ ،أَی خَرَجَ الفَزَعُ من قَلْبِک ،هکَذا فسَّرَه أَبُو الهَیْثَمِ ، و یُرْوَی رَوْعُک ،بالفَتْحِ ،أَو هی الرِّوایَهُ فَقَطْ . قال الأَزْهَرِیُّ :کلُّ مَنْ لَقِیتُه من اللُّغَوِیِّینَ یَقولُ :أَفْرَخَ رَوْعُه ، بفتحِ الرّاءِ،إِلاّ ما أَخْبَرَنِی به المُنْذِرِیُّ عن أَبِی الهَیْثَمِ أَنَّه کانَ یَقُولُ :إِنّما هو أَفْرَخَ رُوعُه ،بالضَّمِّ .

و فِی العُبَابِ :قالَ أَبُو أَحْمَدَ الحَسَنُ بنُ عبدِ اللّه بنِ سَعِیدٍ العَسْکَرِیُّ :أَفْرَخَ رَوْعُک ، أَیْ زالَ عنکَ ما تَرْتَاعُ له و تَخافُ ،و ذَهَبَ عنکَ ،و انْکَشَفَ ،کأَنَّهُ مَأْخُوذٌ من خُرُوجِ الفَرْخِ من البَیْضَهِ و انْکِشافِ الغُمَّهِ عنه،و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:

أَفْرِخْ رَوْعَکَ ،تَفْسِیرُه:لیَذْهَبْ رُعْبُکَ و فَزَعُکَ ،فإِنَّ الأَمْرَ لیسَ عَلَی ما تُحاذِرُه.

17- و فی حَدِیثِ مُعَاوِیَهَ رَضِیَ اللّه عنه:

أَنَّهُ کَتَبَ إِلی زِیادٍ و ذلِکَ أَنَّهُ کانَ عَلَی البَصْرَهِ ،و کانَ المُغِیرَهُ بنُ شُعْبَهَ علی الکُوفَهِ ،فتُوفِّیَ بها،فخافَ زِیَادٌ أَنْ یُوَلِّیَ مُعاوِیهُ عبدَ اللّه بنَ عامرٍ مَکَانَه،فکَتَبَ إِلی مُعَاوِیَهَ یُخْبِرُه بوَفَاهِ المُغِیرَهِ ،و یُشیرُ علیهِ بتَوْلِیَهِ الضَّحّاکِ بنِ قَیْسٍ مکَانَه،ففَطِنَ له مُعَاوِیَهَ ،و کَتَبَ إِلیه:قد فَهِمْتُ کِتَابَکَ ، و لیُفْرِخْ (3)رُوعُکَ أَبا المُغِیرَهِ ،و قد ضَمَمْنَا إِلَیْک الکُوفَهَ مع البَصْرَهِ ». المَشْهُورُ عندَ أَئِمَّهِ اللُّغَهِ بالفَتْحِ ،إِلاّ أَبا الهَیْثَمِ ، فإِنَّه رَواه بالضَّمِّ ،و المَعْنَی:أَی أَخْرِجِ الرَوْعَ من (4)رُوعِک ،أَی الفَزَعَ من قلْبِک.

قال أَبو الهَیْثَمِ : و یُقَالُ :أَفْرَخَتِ البَیْضَهُ ،إِذا خَرَجَ الفَرْخُ مِنْهَا ،قال: و الرَّوْعُ ،بالفَتْح: الفَزعُ ،و الفَزَعُ لا یَخْرُجُ من الفَزَعِ ،و إِنّما یَخْرُجُ من مَوْضِعٍ یکونُ فیه الفَزَع،و هو الرُّوعُ ،بالضَّمِّ ،قال:و الرَّوْعُ فی الرُّوعِ کالفَرْخ فی البَیْضَهِ ،یُقَالُ :أَفْرَخَتِ البَیْضَهُ ،إِذا تَفَلَّقَتْ (5)عن الفَرْخِ ،فَخَرَجَ منها و أَفْرَخَ فُؤَادُ رَجُل:إِذا خَرَجَ رَوْعُهُ ، قالَ :و قَلَبَه ذُو الرُّمَّهِ عَلَی المَعْرِفَهِ بالمَعْنَی،فقالَ یَصِفُ ثَوْراً:

وَلَّی یَهُزُّ اهْتِزازاً وَسْطَهَا زَعِلاً

جَذْلانَ قد أَفْرَخَتْ عن رُوعِهِ الکُرَبُ (6)

قال: و یُقَالُ :أَفْرِخْ رُوعَکَ ،علی الأَمْرِ،أَی اسْکُنْ ، و أْمَنْ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و الذی قالَهُ أَبو الهَیْثَمِ بَیِّنٌ ،غیرَ أَنِّی اسْتَوْحِشُ منه؛لانْفِرَادِه بقَوْلِه.و قد یَسْتَدْرِکُ الخَلَفُ علی السَّلَفِ أَشْیَاءَ رُبَّمَا زَلُّوا فیها.فلا نُنْکِر إِصابَه أَبِی الهَیْثَم فیما ذَهَب إِلیهِ ،و قد کانَ له حَظٌّ من العِلْم مَوْفُورٌ،رَحِمَه اللّهُ تَعالَی.

و نَاقَهٌ رُوَاعَهُ الفُؤادِ،و رُوَاعُهُ ،بضَمِّهِما ،إِذا کانَت شَهْمَه ذَکِیَّه ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

رَفَعْتُ له رَحْلِی عَلَی ظَهْرِ عِرْمِسٍ

رُوَاعِ الفُؤادِ حُرَّهِ الوَجْهِ عَیْطَلِ

و الرَّوْعَاءُ :الفَرَسُ و النّاقَهُ الحَدِیدَهُ الفُؤَادِ ،و لا یُوصَفُ به الذَّکَر،کما فی الصّحاح،و فی التَّهْذِیبِ :فَرَسٌ رُوَاعٌ .بغیر هاءٍ.و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :فَرَسٌ رَوْعَاءُ :لَیْسَتْ من الرّائِعَهِ ،

ص:181


1- (1) فی اللسان و التهذیب:تستوفی.
2- (2) الأصل و اللسان،و [1]فی التهذیب:أبو عبید.
3- (3) فی اللسان:« [2]فأفرخ رَوعک»و فی التهذیب:«فأمرخ رَوعک»کذا.
4- (4) فی القاموس: [3]عن.
5- (5) کذا بالأصل،و فی التهذیب و التکمله:إذا انفلقت.
6- (6) و یروی:«ولّی یهز انهزاماً»و یروی:«یهدّ».کما فی الأساس«فرخ».

و لکِنَّهَا الَّتِی کأَنَّ (1)بها فَزَعٌ من ذَکائِها،و خِفَّهِ رُوحِها.

و الأَرْوَعُ من الرِّجَالِ : مَنْ یُعْجِبُکَ بحُسْنِهِ و جَهَارَهِ مَنْظَرِه مع الکَرَمِ و الفَضْلِ و السُّؤْدُدِ، أَوْ بِشَجَاعَتِه ،و قِیلَ :هو الجَمِیلُ الَّذِی یَرُوعُک حُسْنُه،و یُعْجِبُک إِذا رَأَیْتَه،قال ذُو الرُّمَّهِ :

إِذا الأَرْوَعُ المَشْبُوبُ أَضْحَی کَأَنَّه

علی الرَّحْلِ ممّا مَنَّه السَّیْرُ أَحْمَقُ

و قِیلَ :هو الحَدِیدُ،و رَجُلٌ أَرْوَعُ :حَیُّ النَّفْسِ ذَکِیٌّ ، کالرّائِعِ ،ج: أَرْوَاعُ و رُوعٌ ،بالضَمِّ . أَمّا الرُّوعُ فجمعُ أَرْوَع ،یُقَال:رِجَالٌ رُوعٌ ،و نِسْوَهٌ رُوعٌ (2).و أَمّا الأَرْوَاعُ فجَمْعُ رَائعٍ ،کشَاهِدٍ و أَشْهَادٍ،و صَاحِبٍ و أَصْحَابٍ ،و منه

16- حدیث وائلِ بنِ حُجْرٍ: «إلی الأَقْیَالِ العَبَاهِلَهِ الأَرْوَاعِ المَشَابِیبِ ». و هم الحِسَانُ الوُجُوهِ ،الَّذِین یَرُوعُونَ بجَهَارَهِ المَنَاظِرِ،و حُسْنِ الشّاراتِ .و قِیلَ :هُم الَّذِینَ یَرُوعُونَ النّاسَ ،أَی یُفْزِعُونَهُم بمَنْظَرِهم؛هَیْبَهً لهم،و الأَوَّلُ أَوْجَه.

و الاسْمُ : الرَّوَعُ ،محرَّکهً ،یُقَالُ :هو أَرْوَعُ بَیِّنُ الرَّوَعِ ، و هی رَوْعاءُ بَیِّنَهُ الرَّوَعِ ،و الفِعْلُ من کُلِّ ذلِک وَاحِدٌ، فالمُتَعَدِّی کالمُتَعَدِّی،و غَیْرُ المُتَعَدِّی کَغَیْرِ المُتَعَدِّی.قالَ الأَزْهَریُّ :و القِیَاسُ فی اشْتِقَاقِ الفِعْل منه رَوِعَ یَرْوَعُ رَوَعاً .

و قال شَمِرٌ: رَوَّعَ خُبْزَهُ بالسَّمْنِ تَرْوِیعاً و رَوَّغَه،إِذا رَوّاهُ به.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَرْوَعَ (3)الرّاعِی بالغَنَمِ ،إِذا لَعْلَعَ بها ، قال: و هوَ زَجْرٌ لها.

و المُرَوَّع ، کمُعَظَّمٍ :مَنْ یُلْقَی فی صَدْرِه صِدْقُ فِرَاسَهٍ ، أَو مَنْ یُلْهَمُ الصَّوابَ ،و بهما فُسِّرَ

14- الحَدِیثُ المَرْفُوع: «إِنَّ فی کُلِّ أُمَّهٍ مُحَدِّثِینَ و مُرَوَّعِینَ ،فإِنْ یَکُنْ فی هذه الأُمَّهِ أَحَدٌ فإِنَّ عُمَرَ مِنْهُم! (4)». و کذلک المُحَدَّثُ ،کأَنَّه حُدِّثَ بالحَقِّ الغَائِب،فنَطَقَ به.

و تَرَوَّعَ الرَّجُل: تَفَزَّعَ ،و هذا قد تَقَدَّمَ له فی أَوَّلِ المادَهِ ،و أَنْشَدْنا هُنَاک شاهِدَه من قَوْلِ رُؤْبَهَ ،فهو تَکْرَارٌ.*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الرُّوَاعُ ،بالضَّمِّ :الفَزَعُ ، رَاعَنِی الأَمْرُ رُوَاعاً ،بالضَّمِّ ، و رُوُوعاً ،و رُؤُوعاً ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .کذلِکَ حَکَاهُ بغَیْرِ هَمُزٍ،و إِنْ شِئْتَ هَمَزْتُ ،و کذلِک رَوّعَهُ ،إِذا أَفْزَعَه بکَثْرَتِه أَو جَمَالِه.

و رَجُلٌ رَوِعٌ ،و رَائعٌ : مُتَرَوِّعٌ ،کِلاهُما علی النَّسَبِ ، صَحَّت الواوُ فی رَوِعَ ؛لأَنَّهم شَبَّهُوا حَرَکَهَ العَیْنِ التّابِعَهِ لها بحَرْفِ اللِّینِ التّابع لها،فکأَنَّ فَعِلاً فَعِیلٌ ،و قد یَکُونُ رَائِعٌ فَاعِلاً فی مَعْنَی،مَفْعُول،کقَوْلِهِ :

ذَکَرْتُ حَبِیباً فَاقِداً تَحْتَ مَرْمَسِ

و قَوْلُ الشّاعِر:

شُذَّانُهَا رَائِعَهُ من هَدْرِهِ

أَی: مُرْتاعَهٌ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و قالُوا: رَاعَهُ أَمرُ کذا،أَی بَلَغَ الرَّوْعُ رُوعَهُ .

و الرّائِعُ من الجَمَالِ :الّذِی یُعْجِبُ رُوعَ مَنْ رَآه، فیَسُرُّه.

و کَلامٌ رائعٌ ،أَی فائقٌ ،و هو مَجَازٌ.

و زِینَهٌ رائعهٌ ،أَی حَسَنَهٌ .

و فَرَسٌ رَوْعَاءُ ،و رائعهٌ : تَرُوعُکَ بعِتْقِها و خِفَّتِهَا (5)،قال:

رائِعَهٌ تَحْمِلُ شَیْخاً رَائِعَا

مُجَرَّباً قدْ شَهِدَ الوَقائِعا

و نِسْوَهٌ رَوَائِع ،و رُوعٌ .

و قلبٌ أَرْوَعُ و رُوَاعٌ : یَرْتاع لِحِدَّته-من کلِّ ما سَمِعَ أَو رأَی.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :فَرَسٌ أَرْوَعُ ،کرَجُلٍ أَرْوَعَ .

و شَهِدَ الرَّوْعَ (6)،أَی الحَرْبَ .و هو مَجاز.و ثَاب إِلَیْه رُوعُه ،بالضّمّ ،أَی ذَهَب إِلی شَیْ ءٍ،ثم عاد إِلَیْه.

و یقال:ما رَاعَنِی إِلاَّ مَجِیئُک،معناه:ما شَعَرْتُ إِلاّ بمَجِیئِکَ ،کأَنَّهُ قال:ما أَصابَ رُوعِی إِلاّ ذلِکَ ،و هو مَجازٌ،و

17- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسِ : «فلَمْ یَرُعْنِی إِلاَّ رَجُلٌ آخِذٌ (7)بمَنْکِبِی». أَی لم أَشْعُر،کأَنَّهُ فاجَأَه بَغْتَهً من غَیْرِ مَوْعِدٍ

ص:182


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«کان».
2- (2) فی اللسان:و روعاء بیّنه الروّع من نسوهٍ روائعَ و رُوعٍ .
3- (3) فی القاموس:أَرْوِعْ بالغنم:لَعْلِعْ بها بصیغه الأمر،و قد تصرف الشارح بعباره القاموس بادخال لفظه«الراعی».
4- (4) فی النهایه و اللسان: [2]فان یکن فی هذه الأمه منهم أحد فهو عمر.
5- (5) فی اللسان:و [3]صفتها.
6- (6) عن الأساس و بالأصل«الرواع».
7- (7) فی اللسان:« [4]أخذ»و المثبت عن النهایه.

و لا مَعْرِفَهٍ ، فراعَهُ ذلِکَ و أَفْزَعَه.

و قال أَبو زَیْد: ارْتَاعَ للخَیْرِ،و ارْتَاحَ له،بمَعْنًی وَاحِدٍ.

و أَبو الرُّوَاعِ ،کغُرَابٍ :من کُنَاهُمْ .

و الرُّواعُ بنتُ بَدْرِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ الحارِث بن نُمَیْرٍ:أُمُّ زُرْعَهَ ،و عَلَسٍ و مَعْبَدٍ،و حارِثَهَ ،بنی (1)عَمْرِو بن خُوَیْلِدِ بن نُفَیْلِ بنِ عَمْرِو بنِ کِلابٍ .

و الأَرْوَعُ :الَّذِی یُسْرعُ إِلیهِ الارْتِیَاعُ ،نقله ابنُ بَرِّیّ فی ترجمه«عجس».

و مَرْوَعٌ ،کَمَقْعَدٍ:مَوْضِعٌ ،قال رُؤْبَهُ :

فباتَ یَأْذَی مِنْ رَذَاذٍ دَمَعَا

مِنْ واکِفِ العِیدانِ حَتَّی أَقْلَعا

فی جَوْفِ أَحْبَی من حِفَافَیْ مَرْوَعَا

و راعَ الشَّیْ ءُ یَرُوعُ :فَسَدَ،و هذا نَقَلَه شَیْخُنا عن الاقْتِطَافِ .

و المُرَاوَعَهُ -مُفَاعَلَه من الرَّوْع -:قَرْیَهٌ بالیَمَنِ ،و بِهَا دُفِنَ الإِمَامُ أَبُو الحَسَنِ علیُّ بنُ عُمَرَ الأَهْدَلُ ،أَحَدُ أَقْطَاب الیَمَنِ ،وَ وَلَدُه بها،بارَکَ اللّه فی أَمْثَالِهم.

ریع

رَاعَ الطَّعَامُ ،و غَیْرُه یَرِیعُ رَیْعاً و رُیُوعاً ،و رِیَاعاً ، بالکَسْرِ،و هذِه عن اللِّحْیَانِیِّ ،و رَیَعَانَا ،مُحَرّکَهً : نَما و زادَ و قِیلَ :هی الزِّیادَهُ فی الدِّقِیقِ و الخُبْزِ.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: راعَ الشَّیْ ءُ یَرِیعُ و یَرُوع،إِذا رَجَعَ .

و الرَّیْعُ :العَوْدُ و الرُّجُوع.و قد ذَکَره المُصَنِّفُ فی«ر و ع» و هو ذُو وَجْهَیْن،و لکِنَّ الیاءَ أَکثرُ،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

حَتَّی إِذا ما فَاءَ من أَحْلامِها

و راعَ بَرْدُ المَاءِ فی أَجْرَامِها

و

16- فی حَدِیث جَرِیرٍ: «و ماؤُنَا یَرِیعُ ». أَی یَعُودُ و یَرْجِعُ .

و منه راعَ علیه القَیْ ءُ،إِذا رَجَعَ و عادَ إِلی جَوْفه،و قد مرّ حَدِیثُ الحَسَنِ فی«ر و ع»و

16- فی رِوَایَهٍ :فقال: «إِنْ راعَ منه شَیْ ءٌ إِلی جَوْفِه فقد أَفْطَرَ». أَی:إِنْ رَجَعَ و عادَ،و کذلِکَ کُلُّ شیْ ءٍ رَجَعَ إِلَیْکَ ،فقد رَاعَ یَرِیعُ ،قال طَرَفَهُ :

تَرِیعُ إِلی صَوْتِ المُهِیبِ و تَتَّقِی

بذِی خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَکْلَفَ مُلْبِدِ

و قال البَعِیثُ :

طمِعْتُ بلیْلَی أَنْ ترِیعَ و إِنَّمَا

تُقطِّعُ (2)أَعْناقُ الرِّجَالِ المَطامِعُ

و یُقال:وَعَظْتُه فأَبَی أَنْ یَرِیعَ .

و فلانٌ ما یَرِیعُ بِکلامِکِ و لا بِصَوْتِک.

و یُقال:هَرَبَت الإِبلُ فصاح عَلیْها الرّاعِی،فراعَتْ إِلیْهِ ، و کذلِک:رَاهَ یَرِیهُ ،بمعنی عادَ،و رَجَع.

و رَاعَت الحِنْطَهُ :زَکَتْ و نَمَتْ ،و کلُّ زِیَادَهٍ : رَیْعٌ ، کأَراعَتْ قال الأَزْهَرِیُّ :و هذِه أَکْثَرُ من رَاعَتْ .

و قولُه تعَالی: أَ تَبْنُونَ بِکُلِّ رِیعٍ آیَهً تَعْبَثُونَ (3).

الرِّیعُ ،بالکَسْر ،و علیه اقْتصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و الفَتْحِ و به قرَأَ ابنُ أَبی عَبْلَهَ .و قال الفرّاءُ: الرِّیعُ و الرَّیْعُ لُغتانِ -مثلُ الرِّیرِ و الرَّیْرِ-: المُرْتَفِعُ من الأَرْضِ ،کما فِی الصّحاحِ ،و فی بعضِ نُسَخه:المَکانُ المُرْتفِعُ (4).قال الأَزْهَرِیُّ :و من ذلِک:کَمْ رَیْعُ أَرْضِک ؟أَی کم ارْتِفاعُ أَرْضِک، أَو معناه:

کُلُّ فجٍّ ،أَو کُلُّ طرِیقٍ ،کما فی الصّحاحِ ،زادَ بعضُهم:

سُلِک أَو لم یُسْلَکْ ،قال:

کظَهْرِ التُّرْسِ لیس بِهنَّ رِیعُ

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للمُسَیَّبِ بنِ عَلَسٍ :

فی الآلِ یَخْفِضُها و یَرْفَعُها

رِیعٌ یَلُوحُ کأَنَّه سَحْلُ

قال:شَبَّه الطَّرِیقَ بثَوْبٍ أَبْیَضَ .

أَو الرَّیْعُ : الطَّرِیقُ المُنْفَرِجُ فی ،و فی بعضِ النُّسَخِ :

عَنِ الجَبَلِ و هذا قَوْلُ الزَّجّاجِ ،و هو بعَیْنِه مَعْنَی الفَجِّ ،فإِنّ الفَجَّ -علی ما تَقَدَّم-هو:الطَّرِیقُ المُنْفَرِجُ فی الجِبَالِ خاصَّهً . و قالَ عُمَارَهُ ، الرّیعُ : الجَبَلُ ،کما فی الصّحاحِ ، و فی بَعْضِ نُسَخِه:الصَّغِیرُ (5)،و فی العُبَابِ : المُرْتَفِعُ ، الوَاحِدَهُ رِیعَهٌ ، بهَاءٍ ،و الجَمْعُ : رِیَاعٌ ،کما فی الصّحاحِ ، أَو قِیلَ : الرّیعُ : مَسِیلُ الوَادِی،مِن کُلِّ مَکانٍ مُرْتَفِعٍ ،قال الرّاعِی یَصِفُ إِبِلاً و فَحْلَها:

ص:183


1- (1) بالأصل«بن»و المثبت عن التکمله.
2- (2) فی اللسان:تُضَرِّب.
3- (3) سوره الشعراء الآیه 128. [1]
4- (4) و هی عباره الصحاح المطبوع.
5- (5) فی الصحاح المطبوع:الجبل الصغیر.

لها سَلَفٌ یَعُوذُ بکُلِّ رِیعٍ

حَمَی الحَوْزاتِ و اشْتَهَر الإِفَالاَ (1)

السَّلَفُ :الفَحْلُ ،حَمَی الحَوْزاتِ ،أَی حَمَی حَوْزاتِه أَلاّ یَدْنُوَ مِنْهُنَّ فَحْلٌ سِواه،و اشْتَهَرَ الإِفالاَ،أَی جاءَ بها تُشْبِهُه.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الرِّیعُ ، بالکَسْرِ:الصَوْمَعَهُ ،و بُرْجُ الحَمَامِ ،و التَلُّ العالِی.

و الرِّیعُ : فَرَسُ عَمْرِو بن عُصْمٍ صفَهٌ غَالِبَه.

و الرَّیْعُ ،بالفَتْحِ :فَضْلُ کُلِّ شَیْ ءٍ، کرَیْعِ العَجِینِ و الدَّقِیقِ و البَزْرِ و نَحْوِها ،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ: «أَمْلِکُوا العَجِینَ فإِنَّه أَحَدُ الرَّیْعَیْنِ ». هُو من الزِّیادَهِ و النَّمَاءِ علی الأَصْلِ .و المَلْکُ :إِحْکَامُ العَجِینِ و إِجَادَتُه،أَی أَنْعِمُوا عَجْنَهُ ،فإِنَّ إِنْعَامَکُم إِیّاه أَحَدُ الرَّیْعَیْنِ .و

17- فی حَدِیثِ ابنِ عبّاس فی کَفّارهِ الیَمِینِ : «لِکُلِّ مِسْکِینٍ مُدُّ حِنْطَهٍ رَیْعُهُ إِدامُهُ ». أَی لا یَلْزَمُه مع المُدِّ إِدامٌ ،و أَنَّ الزِّیَادَهَ التی تَحْصُلُ من دَقِیقِ المُدِّ إِذا طَحَنَهُ یَشْتَرِی به الإِدامَ .

و الرَّیْعُ : اضْطِرَابُ السَّرَابِ یُقَال: رَاعَ السَّرَابُ یَرِیعُ رَیْعاً و رَیعَاناً .

و الرَّیْعُ : الفَزَعُ کالْرَّوْع.

و الرَّیْعُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ:أَوَّلُه و أَفْضَلُهُ ،مُسْتَعَارٌ من الرّیْعِ :

المَکَان المُرْتَفِع،کما حَقَّقه المُصَنِّفُ فی البصائِر،و منه رَیْعُ الشَّبَابِ ،و قد حَرَّکه ضَرُورَهً سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

فدَعَانِی حُبُّ سَلْمَی بَعْدَ مَا

ذَهَبَ الجِدَّهُ منِّی و الرَّیَعْ

و سیَأْتِی فی«ن ز ع»، کرَیْعَانِه قال الجَوْهَرِیُّ : رَیْعَانُ کُلِّ شیْ ءٍ:أَوَّلُه،و منه رَیْعَانُ الشَّبَابِ ،و ریْعَانُ السَّرَابِ ،زاد الصّاغَانِیُّ :الجَائِی منه و الذّاهِبُ .و فی اللِّسَانِ : رَیْعَانُ السَّرَابِ :ما اضْطَرَبَ منه،و رَیْعَانُ المَطَرِ:أَوَّلهُ ،و منه رَیْعَانُ الشَّبَابِ ،قالَ :

قد کان یُلْهِیکَ رَیْعَانُ الشباب فَقَدْ

وَلَّی الشبَابُ ،و هذا الشَّیْبُ مُنْتَظَرُ

و فی الأَساسِ :ذَهَبَ رَیْعَانُ الشَّبَابِ :مُقْتَبَلُه و أَفْضَلُه،اسْتُعِیرَ من رَیْعِ الطَّعَامِ .

و من المَجَازِ:حَذَفَ رَیْعُ دِرْعِهِ . رَیْعُ الدِّرْعِ :فُضُولُ کُمَّیْهَا علی أَطْرَافِ الأَنَامِل،زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :و ذَیْلها،قال قیسُ بنُ الخَطیمِ :

مضاعَفَهً یَغْشَی الأَنَامِلَ رَیْعُها

کَأَنَّ قَتِیرَیْها (2)عُیُونُ الجَنَادِبِ

و الرَّیْعُ من الضُّحَی:بَیَاضُه و حُسْنُ بَرِیقِه و هو مَجَازٌ أَیضاً،قال رُؤْبَهُ :

حَتَّی إِذا رَیْعُ الضُّحَی تَرَیَّعَا

و یُقَال:فُلانٌ لَیْسَ له رَیْعٌ أَی مَرْجُوعٌ ،و قد راعَ یَرِیعُ ، کرَدّ،و قد تَقَدَّمَ .

و الرِّیعَهُ ،بالکَسْرِ:الجَمَاعَه من النّاسِ ،و لا یُقَالُ لَهُم ذلِکَ إِلاّ و قد رَاعُوا ،أَی انْضَمُّوا ،قالهُ ابنُ عَبّادٍ.

و رَائِعُ بنُ عبدِ اللّه المَقْدِسیُّ :مُحَدِّثٌ سَمِعَ منه أَحْمَدُ بنُ محمَّدِ بنِ الجُنْدِیّ سنه ثلاثِمائه و عشرین،و الصوابُ ذِکْرُه فی«ر و ع»لأَنَّه من راعَ یَرُوعُ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: رِیَاعٌ ،ککِتَابٍ :ع ،زَعَمُوا.

قال: و ناقَهٌ مِرْیَاعٌ ،کمِحْرَابٍ :سَرِیعَهُ الدَّرَّهِ ،أَو سَرِیعَهُ السِّمَنِ . و نص الجَمْهره،و رُبَّما قالُوا ذلِک،و أَهْدَی أَعْرَابِیٌّ ناقَهً لهِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِکِ ،فلم یَقْبَلْها،فقالَ له:«إِنّها مِرْیَاعٌ مِرْبَاعٌ مِقْرَاعٌ مِسْنَاعٌ مِسْیاعٌ »فَقَبِلَهَا.و قد تَقَدَّم ذلِکَ فی«ر ب ع»و یَأْتِی بَیَانُ کُلِّ لَفْظَه فی مَحَلِّها.

أَو ناقَهٌ مِسْیاعٌ مِرْیَاعٌ : تَذْهَبُ فی المَرْعَی و تَرْجِعُ بنَفْسِهَا ،و قال الأَزْهَرِیُّ :ناقَهٌ مِرْیَاعُ ،و هی التی یُعادُ عَلَیْهَا السَّفَرُ.و قالَ فی تَرْجَمَهِ «س ن ع» (3)المِرْیَاعُ :التی یُسَافَرُ عَلَیْهَا و یُعادُ.

و رَیْعَانُ :د،أَو جَبَلٌ قال رَبِیعَهُ بنُ کَوْدَنٍ (4)الهُذَلِیّ :

ص:184


1- (1) دیوانه ص 246 انظر تخریجه فیه.
2- (2) بالأصل«قتیرها»و المثبت عن اللسان ط دار المعارف و الدیوان،و فی الدیوان:«یغشی الأنامل فضلها»و علی هذه الروایه فلا شاهد فیه.
3- (3) کذا بالأصل«س ف ع»و العباره التالیه وردت فی التهذیب فی ماده «سنع»103/2.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه،و بالأصل«کورف»و فی معجم البلدان «ریعان»:ربیعه الکَوْدَن من شعراء هذیل. [1]

و مِنْهَا و أَصْحَابِی برَیْعَانَ مَوْهِناً

تَلأْلُؤُ بَرْقٍ فی سَنَاً مُتَأَلِّقِ 1

و قال کُثَیِّرٌ:

أَمِنْ آلِ لَیْلَی دِمْنَهٌ بالذَّنَائبِ

إِلَی المِیْثِ من رَیْعَانَ ذَاتِ المَطَارِبِ

و رَیْعَان : اسْمٌ .

و قال ابن عَبّادٍ: الرَّیْعَانَهُ :النّاقَهُ الکَثِیرَهُ اللَّبَنِ . و فی الأَساسِ ناقَهٌ رَیْعَانَهٌ :کَثِیرُ رَیْعُها ،و هو دَرُّها،و هو مَجاز.

و أَراعُوا: راعَ طَعَامُهم ،عن ابن عَبّادٍ.

و قال ابنُ فَارِسٍ : أَراعَت الإِبِلُ ،أَی نَمَتْ و کَثُرَ أَوْلاَدُها. و هو مَجَازٌ،و نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ أَیْضاً.

و تَرَیَّعَ فُلانٌ : تَلَبَّثَ و تَوَقَّفَ . کما فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :أَو تَوَقَّفَ ،یُقَالُ :أَنَا مُتَرَیِّعٌ عن هذا الأَمْرِ،و مُنْتَوٍ، و مُنْتَقِضٌ »بمَعْنًی وَاحِدٍ 2.

و تَرَیَّعَ : تَحَیَّرَ،کاسْتَراعَ ،کلاهُمَا عن ابْنِ عَبّادٍ.

و تَرَیَّعَ السَّرابُ و تَرَیَّه،إِذا جاءَ و ذَهَبَ ،قالَه رُؤْبَهُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: تَرَیَّع القَوْمُ :اجْتَمَعُوا، کرَیَّعُوا تَرْییعاً .

قال: و المُتَرَیِّعُ :المُتَزَلِّقُ یَصْبُغُ نَفْسَه بالأَدْهانِ ،و هو مَجازٌ.

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَیَّعَ الطَّعَامُ :زَکَا و نَمَا.

و رَیَّعُوا :عَلَوا الرِّیعَهَ ،و هذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.

و أَراعَ الشَّیْ ءَ،وَ رَیَّعَه :أَنْمَاهُ .

و أَراعَ النّاسُ :زَکَتْ زُرُوعُهْم.

و أَرْضٌ مَرِیعَهٌ ،کسَفِینَهٍ :مُخْصِبَهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال أَبُو حَنِیفَهَ : أَراعَت الشَّجَرَهُ :کَثُرَ حَمْلُهَا.قال:

و راعَتْ :لُغَهٌ قَلِیلَهٌ .

و تَرَیَّعَتْ یَدَاهُ بالجُودِ:فَاضَتَا بِسَیْبٍ بعدَ سَیْبٍ ،و هو مَجَازٌ.

و تَرَیَّعَ الماءُ:جَرَی.

و تَرَیَّعَ الوَدَکُ و السَّمْنُ ،إِذا جَعَلْتَه فی الطَّعَامِ ،و أَکثَرْتَ منه،فتَمَیَّعَ هاهنا و هاهنا،لا یَسْتَقِیمُ له وَجْهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَد لمُزَرِّدٍ:

و لَمَّا غَدَتْ أُمِّی تُحَیِّی بَنَاتِهَا

أَغَرْتُ علی العِکْمِ الَّذِی کانَ یُمْنَعُ

خَلَطَتْ بصَاعِ الإِقْطِ صَاعَیْنِ عَجْوَهً

إِلی 3مُدِّ سَمْنٍ وَسْطَهُ یَتَرَیَّعُ

و زادَ فی اللِّسَانِ بَعْدَهُمَا:

و دَبَّلْتُ أَمْثَالَ الإِکَارِ کأَنَّهَا

رُؤُوسُ نِقَادٍ قُطِّعَتْ یومَ تُجْمَعُ

و قلتُ لِنَفْسِی:أَبْشِرِی الیَوْمَ إِنَّه

حِمًی آمِن أَما تَحُوزُ و تَجْمَعُ

فإِنْ تَکُ مَصْفُوراً فهذا دَوَاؤُهُ

و إِنْ کنتَ غَرْثَاناً فذَا یَوْمُ تَشْبَعُ

و یُرْوَی:«رَبَکْتُ بصاعِ الإِقْطِ ».

و قالَ ابنُ شَمَیْل: تَرَیَّعَ السَّمْنُ علی الخُبْزَهِ ،و هو خُلُوف بَعْضه بأَعْقَابِ بَعْضٍ ،و فی الأَسَاسِ : تَرَیَّعتِ الإِهَالَهُ فی 4الجَفْنَهِ :إِذا تَرَقْرَقَت.

و فَرَسٌ رائعٌ ،أَی:جَوَادٌ،و هو ذُو وَجْهَیْنِ .

و الرِّیعَهُ ،بالکَسْرِ:المَکَانُ المُرْتَفِع.

و حَکَی ابنُ بَرِّی عن أَبِی عُبَیْدَهَ : الرِّیعَهُ بالکَسْر جَمْعُ رِیعٍ ،خلافَ قَوْلِ الجَوْهَرِیِّ ،و أَنْشَدَ لِذِی الرُّمَّهِ یَصِفُ صَقْراً:

طِرَاقُ الخَوافِی واقِعٌ فوقَ رِیعَهٍ

نَدَی 5لَیْلِهِ فی رِیشِه یَتَرَقْرَقُ

ص:185

و جَمْعُ الرِّیع : أَرْیاعٌ ،و رُیُوعٌ ،و رِیَاعٌ ،الأَخِیرَهُ نادِرَهٌ ، قال ابنُ هَرْمَهَ :

و لا حَلَّ الحَجِیجُ مِنًی ثَلاثاً

علی عَرَضٍ و لا طَلَعُوا الرِّیَاعَا

و ناقهٌ لهَا رَیْعٌ ،إِذا جَاءَ سَیْرٌ بعدَ سَیْرٍ،کقَوْلِهِم:بِئْرٌ ذاتُ غَیِّثٍ .

و فی الأَساسِ :ناقَهٌ [لها] (1)رَیِّعٌ ،کسَیِّدِ:تَأْتی بسیْرٍ بعدَ سَیْرٍ،و هو مجازٌ.و رِیعَ :انْخَرَقَ ،و منه قَوْلُ الکُمَیْتِ :

إِذا حِیصَ منه جانِبٌ رِیعَ جانِبٌ

بفَتْقَیْنِ یَضْحَی فیهما المُتَظَلِّلُ

نقله الجوهریّ :

و رَائعهُ بنتُ سُلَیْمَانَ ،من أَهْلِ الأُرْدُنِّ ،زَوْجُ أَحْمَدَ بنِ أَبِی الحواری قَیَّدَها ابنُ ناصِرٍ عن أُبَیٍّ ٍّ (2)النَّرْسِیِّ هکَذا.

و التَّرِیعُ ،کأَمِیر:ما یُکْتَبُ فیهِ رَیْعُ البِلادِ،و التّاءُ زائِدَهٌ .

مُوَلَّدَه.

فصل الزای مع العین

زبع

الزَّبِیعُ ،کأَمِیرٍ:المُدَمْدِمُ فی الغَضَب ،عن أَبِی عَمْرٍو،و هو المُتَزَبِّعُ .

و قالَ اللَّیْثُ : الزَّوْبَعَهُ :اسم شَیْطَانٍ ،زادَ غَیْرُه:مَارِد، أَو رَئِیسٌ للجنِّ ،قِیلَ :هو أَحَدُ النَّفَرِ التِّسْعَه أَو السَّبْعَه الَّذِینَ قالَ اللّه عَزَّ و جَلَّ فیهم: وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَیْکَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ (3)و مِنْه سُمِّیَ الإِعصارُ زَوْبَعَهَ ، و یُقَال: أُمّ زَوْبَعَهَ ،و قالَ اللَّیْثُ :و صِبْیَانُ الأَعْرَاب یُکَنُّونَ الإِعْصَارَ أَبَا زَوْبَعَهَ ،یُقَالُ :فیه شَیْطَانٌ مارِدٌ ،و اللّه أَعْلَم، و ذلِکَ حِینَ یَدُورُ الإِعْصَارُ علی نَفْسِه،ثُمَّ یَرْتَفِعُ فی السَّمَاءِ سَاطِعاً.زادَ الجَوْهَرِیُّ :کأَنَّه عَمُودٌ.

و الرَّوْبَعُ ،کجَوْهَرٍ، لِلْقَصِیرِ الحَقِیر،بالرّاءِ المُهْمَلَهِ لا غَیْرُ،و تَصَحَّفَ عَلَی الجَوْهَرِیِّ فی اللُّغَهِ و فِی المَشْطُور الَّذِی أَنْشَدَهُ مُخْتَلاًّ مُصَحَّفاً قالَ :قالَ الرّاجزُ:

و قد تَبعَ فی ذلِکَ ابنَ دُرَیْدٍ،کما نبَّهَ علیْه ابنُ بَرِّیٍّ ،فإنَّه وَجَدَ فِی الجَمْهَرَهِ -فی الباءِ و الزّایِ و العَیِنْ - الزَّوْبَعَهُ :

الرَّجُلُ الضَّعِیفُ (4).قالَ الرّاجز.فَأَنْشَدَه کما أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ، و هو لِرُؤْبَهَ بنِ العَجَّاجِ الرّاجِزِ المَشْهُورِ،قالَ الصّاغَانِیُّ :أَمَّا اللُّغَهُ فإِنَّ الرَّوْبَعَهَ فی الرَّجَزِ بالرّاءِ.

و أَمّا الإِنْشَادُ فإِنّ الرِّوَایَه هکذا:

و من أَبَحْنَا عِزَّهُ تَبَرْکَعَا

هکَذَا هو فی دِیوانِ رُؤْبَهَ ،و روایَهُ الأَصْمَعِیِّ :«أَبَحْنَا»، بالباءِ و الحاءِ المُهْمَلَه،و روایَهُ أَبِی عَمْرٍو بالنُّونِ و الخاءِ المُعْجَمَه.

قلتُ :و نِسْبَهُ هذا التَّصْحِیفِ إِلی ابْنِ دُرَیْدٍ غَیْرُ صَحِیحَهٍ ،فإِنَّ نُسَخَ الجَمْهَرَهِ کُلَّهَا:«رَوْبَعَهٌ ،أَو رَوْبَعاً» بالرّاءِ،و یَدُلُّ لذلِکَ أَنَّهُ ذَکَرَ فی کِتَابِ «الإشتِقَاقِ »-له-عِنْدَ ذِکْرِ رَبِیعَهَ بنِ نِزَارٍ و اشْتِقَاقِه،و من جُمَلَهِ ما ذَکَر،فقال:

و الرَّوْبَعُ :الرَّجُلُ القَصِیرُ (5)،قال الرّاجِزُ...إِلی آخرِه، و وُجِدَ فی شَرْحِ دِیوان رُؤْبَه:الرَّوْبَعَهُ :السِّلْعَهَ تَخْرُج بالفِصَالِ ،و قیل:الرَّوْبَعَه:القَصِیرُ العُرْقُوب،و قد تَقَدَّم طَرَفٌ من ذلِک فی«ر ب ع»و رُبما یَظُنُّ الظَّانُّ أَنَّ اعْتِراضَ المُصَنِّفِ علی الجَوْهَرِیّ من مُخْتَرَعاتِه،کَلاَّ و اللّه،فقد أَخَذَه من کِتَابِ الصّاغَانِیِّ حَرْفاً بحَرْفٍ ،و سبق الصّاغَانِیَّ أَیضاً الإِمامُ أَبو سَهْلٍ الهَرَوِیُّ ،و ابنُ بَرِّیّ رَحِمَهما اللّه تَعالَی.

و زِنْباعٌ ،کقِنْطَارٍ:عَلَمٌ ،و النُّونُ زائِدَهٌ .قال الجَوْهَرِیُّ :

هو رَوْحُ بنُ زِنْبَاعٍ الجُذَامِیُّ .قلت:هو رَوْحُ بنُ زِنْبَاعِ بنِ رَوْحِ بنِ سَلامهَ بنِ حُداد بنِ حَدِیدَه بنِ أُمَیَّه بنِ امْرِیءِ

ص:186


1- (1) زیاده عن الأساس.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ابن».
3- (3) سوره الأحقاف الآیه 29. [1]
4- (4) تقدم فی«ربع»مثل هذا و أشرنا هناک الی روایه الجمهره 264/1 و [2]الروبع:الرجل الضعیف و أنشد قول رؤبه«روبعه أو روبعا»بالراء. و فی الجمهره 362/3 و [3]الروبع:الفصیل السیء الغذاء و یقال للقصیر روبع و هو الحقیر،و ذکر الرجز بدون نسبه و فیه«روبعه أو روبعا».
5- (5) فی الاشتقاق ص 312 و [4]الروبع:الرجل الضعیف.

القَیْسِ بنِ حمامه (1)بنِ وائِلِ بنِ مالِکِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

أَحْرَزْتَ أَیَّامَکَ یا رَاعِی

أَضاعَها رَوْحُ بنُ زِنْباعِ

قلت:و زِنْبَاعٌ له رُؤْیَهٌ ،و ولَدُه رَوْحٌ من التّابِعِینَ .و قالَ مُسْلِمُ بن الحَجّاجِ :رَوْحُ بنُ زنْبَاعٍ الجُذامِیُّ له صُحْبَهٌ .

و الزِّنْبَاعَهُ بهاءٍ: طَرَفُ الخُفِّ و النَّعْلِ .

و تَزَبَّعَ الرجلُ : تَغَیَّظَ ،کتَزَعَّبَ نقَلَه أَبو عُبَیْدٍ،و منه

17- حَدِیثُ عَمْرِو بنِ العاص: «فجَعَل یَتَزَبَّعُ لمُعَاوِیَهَ ». أَی:

یَتَغَیَّظُ .

و قِیلَ : تَزَبَّعَ : عَرْبَدَ ،قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ -رضِیَ اللّه عنه-یَرْثِی أَخاهُ مالِکاً:

و إِنْ تَلْقَه فی الشَّرْبِ لا تَلْقَ فَاحِشاً

علی الشَّرْبِ ذا قَاذُورَهٍ مُتَزَبِّعَا

و قالَ اللَّیْثُ : تَزَبَّع الرَّجُلُ ،إِذا فَحُشَ و ساءَ خُلُقُه ،و فی النِّهَایَهِ : التَّزَبُّع :التَّغْیُّر و سُوءُ الخُلُقِ ،و قِلَّهُ الاسْتِقَامه،کأَنَّهُ من الزَّوْبَعَهِ :الرِّیحِ المَعْرُوفَهِ .

و قیل: تَزَبَّعَ ، دَاوَمَ علی الکَلامِ المُؤْذِی،و لَمْ یَسْتَقِمْ ، و قالَ اللَّیْثُ : تَزَبَّعَ :آذَی النّاسَ و شَارَّهُمْ ،قال العَجّاجُ :

و إِنْ مُسِیءٌ بالخَنَی تَزَبَّعَا

فالتَّرْکُ یَکْفِیکَ اللِّئامَ اللُّکَّعَا (2)

و قال الصّاغَانِیُّ :الرَّجَزُ لرُؤْبَهَ لا للعَجّاجِ :

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الزَّوابعُ :الدَّواهِی.

وَ رَوَی الأَزْهَرِیُّ عَن المُفَضَّلِ : الزَّوْبَعَهُ :مِشْیَهُ الأَحْرَدِ، [و هو البَعِیر الذی إِذا مَشَی ضَرَبَ بیَدِه الأَرْضَ ساعهً ،ثم یَسْتَقِیمُ ] (3)،قال الأَزْهَرِیُّ :و لا أَعْتَمِدُ هذا الحَرْفَ ،و لا أَحُقّه،و لا أَدْرِی مَنْ رَواهُ عن المفَضَّلِ .

زدع

زَدَعَ ،الجارِیَهَ ،کَمَنَعَ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ و فی العُبَابِ :أَی جامَعَهَا ،و کذلِکَ دَعَزها (4)،و عَزَدَها.

و قال ابنُ عَبّادٍ: المِزْدَعُ ،کمِنْبَرٍ:السَّرِیعُ المَاضِی فی الأَمْرِ کالمِسْتَعِ .

زربع

زَرْبَعٌ ،کجَعْفَرٍ ،أَهمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قال الصّاغَانِیُّ :هو اسمُ ابن زَیْدِ بنِ کَثْوَهَ ،و فیه یَقُول:

و لَیْلٍ (5)کأَثْناءِ الرُّوَیْزِیِّ جُبْتُه

إِذا سَقَطَتْ أَرْوَاقُه دُونَ زَرْبَعِ

و العَجَبُ من صاحِبِ اللِّسَانِ ،فإِنّه أَوْرَدَ هذا البَیْتَ فی «د ع ب ع»و فسَّرَه هُنَاکَ بأَنَّ زَرْبَعاً :اسمُ ابْنِه،و أَهْمَلَه هُنا.

زرع

زَرَعَ ،کَمَنَعَ ، یَزْرَعُ زَرْعاً و زِرَاعَهً : طَرَحَ البَذْرَ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «مَنْ کانَتْ له فَلْیَزْرَعْهَا ،أَو لِیَمْنَحْهَا أَخاه،فإِنْ أَبی فَلْیُمْسِکْ أَرْضَه». و قیل: الزَّرْعُ :نَبَاتُ کُلِّ شَیْ ءٍ یُحْرَث.و فی شَرْحِ نَهْجِ البلاغَهِ لابْنِ أَبِی الحَدِیدِ أَنَّه یُقَالُ : زَرَعْتُ الشَّجَرَ،کما یُقَالُ : زَرَعْتُ البُرَّ و الشَّعِیرَ، کازْدَرَعَ ،أَی احْتَرَثَ ،قال الجَوْهَرِیُّ : و أَصْلُه ازْتَرَعَ ، افْتَعَل، أَبْدَلُوهَا دَالاً؛لِتُوافِقَ الزّایَ ،لأَنَّ الدّالَ و الزّایَ مَجْهُورَتانِ ،و التّاء مَهْمُوسَهٌ .

و الزَّرْع :الإِنْبَاتُ ،یُقَال: زَرَعَ اللّه ،أَی أَنْبَتَ ،کذا فی الصّحّاحِ ،و قالَ الرّاغِبُ :و حَقِیقَهُ ذلِکَ بالأُمُورِ الإِلهِیَّهِ دُونَ البَشَرِیَّهِ ،و لِذلِکَ قالَ اللّه تَعَالَی: أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ .

أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ اَلزّارِعُونَ (6)فنَسَب الحَرْثَ إِلَیْهم، و نَفَی عَنْهُمْ الزَّرْعَ ،و نَسَبَه إِلی نَفْسِه،فإِذَا نُسِبَ إِلی العَبْدِ فلِکَوْنِه فَاعِلاً للأَسْبَابِ الَّتِی هی سَبَبُ الزَّرع ،کما تَقُول:

أَنْبَتُّ کذا،إِذا کُنْتَ من أَسْبَابِ الإِنْبَاتِ (7).و قالَ غَیْرُه:

المَعْنَی أَأَنْتُم تُنَمُّونَه أَم نَحْنُ المُنَمُّونَ له ؟.یُقَال:اللّه یَزْرَعُ الزَّرْعَ ،أَی یُنَمِّیه حَتّی یَبْلُغَ غایَتَه،علی المَثَل.

و یُقَالُ للصَّبِیِّ : زَرَعَهُ اللّه،أَی جَبَرَهُ ،کما فی

ص:187


1- (1) فی أسد الغابه: [1]حمانه.
2- (2) المشطوران فی أراجیز رؤبه/88 بروایه«تربعا»و علی هذه الروایه فلا شاهد فیه.
3- (3) ما بین معقوفتین لم یرد فی التهذیب،و العباره مذکوره فی التکمله عن المفضل.
4- (4) کذا بالأصل،و فی المطبوعه الکویتیه«دعزها».
5- (5) عن التکمله و بالأصل«دلیل.».
6- (6) سوره الواقعه الآیتان 63 و 64. [2]
7- (7) فی المفردات:نباته.

الصّحاحِ ،و هو مَجاز،کما یُقَال:أَنْبَتَه اللّه،و کذا زَرَع اللّه وَلَدَک للْخَیْرِ.

و من المَجَازِ الزَّرْعُ :الوَلَدُ ،و هو زَرْعُ الرَّجُلِ .

و الزَّرْعُ فی الأَصْل مَصْدَرٌ، و عُبِّر به عَن المَزْرُوع ،نحو قَوْلِه عَزَّ و جَلَّ : فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْکُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَ أَنْفُسُهُمْ (1)و قد غَلَبَ اسمُ الزَّرْع علی البُرِّ و الشَّعِیرِ ج:

زُرُوعٌ قالَ اللّه تَعالَی: کَمْ تَرَکُوا مِنْ جَنّاتٍ وَ عُیُونٍ .

وَ زُرُوعٍ وَ مَقامٍ کَرِیمٍ (2) و مَوْضِعُه الْمَزْرعَهُ ،مُثَلَّثَهِ الرّاءِ.

اقتصر الجَوْهَرِیُّ علی الفَتْحِ ،و زاد الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ الضّمَّ ،و أَمَّا الکَسْرُ فلم أَعْرِفْ من أَیْنَ أَخَذَه المصنِّف (3). و کذلِکَ المُزْدَرَعُ :مَوْضِعُ الزَّرْعِ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و اطْلُبْ لنا منهُمُ نَخْلاً و مُزْدَرَعاً

کما لِجِیرَانِنا نَخْلٌ و مُزْدَرَعُ

و الزَّرِیعَهُ ، کَسَفِینَهٍ :الشَّیْ ءُ المَزْرُوعُ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ، و نصُّه:یُقَال:هؤلاءِ زَرْعُ فُلانٍ ،أَی وَلَدُهُ ،فأَمَّا الزَّرِیعَهُ فربَّما سُمِّیَ بها الشَّیْ ءُ المَزْرُوع ،کأَنَّها فَعِیلَهٌ فی مَعْنَی مَفْعُولَهٍ .

و قالَ ابنُ بَرِّیّ :و الزَّرِیعَهُ ،بتَخْفِیف الرّاءِ:الحَبُّ الَّذِی یُزْرَع ،و لا تَقُلْ : زَرِّیعهٌ بالتَّشْدِیدِ،فإِنَّه خَطَأٌ.

و الزِّرِّیع ، کسِکِّیتٍ :ما یَنْبُتُ فی الأَرْضِ المُسْتَحِیلَهِ مِمَّا یَتَنَاثَرُ فیها أَیَّامَ الحَصَادِ من الحَبِّ .نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ شُمَیْلٍ ،و نَقَلَه الزَّمْخَشْرِیُّ أَیْضاً،و قال:و یقال له:

الکاثُّ ،و هو مَجَازٌ.

و الزُّرْعَهُ ،بالضَّمِّ :البَذْرُ،و بِلا لاَمٍ :اسمٌ .

و زُرْعَهُ بنُ خَلِیفَهَ ،و زُرْعَهُ الشَّقِرِیُّ ،و زُرْعَهُ بنُ عامِرِ بنِ مازِنٍ الأَسْلَمِیّ :صحابِیُّون.

14- و زُرْعَهُ بنُ سَیْفِ بنِ ذِی یَزَنَ الحِمْیَرِیُّ ،قِیلَ :من الأَقْیَالِ ،أَسْلَمَ ،و کَتَبَ إِلیهِ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم.

و زُرْعَهُ بنُ عَبْدِ اللّه البَیَاضِیُّ :تابِعِیُّ ،و حدیثُه مُرْسَلٌ .و زُرْعَهُ بنُ ضَمْرَهَ العامِرِیُّ ،رَوَی عنه أَبُو الأَسْوَدِ الدُؤَلِیُّ .

و سَمَّوْا زُرَیْعاً،و زَرْعَانَ ،و زُرْعَانَ ، کزُبَیْرٍ،و سَحْبانَ ، و عُثْمَانَ .

وَ زَارِعٌ :اسمُ کَلْبٍ ،نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ و ابنُ عَبّادٍ، و مِنْهُ قِیلَ لِلْکِلابِ :أَوْلادُ زَارعٍ ،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِیُّ ، و هو مَجازٌ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و زارِعٌ مِنْ بَعْدِه حتّی عَدَلْ

و أَبُو الهَیْثَم مُحَمَّدُ بنُ مَکِّیِّ بن زُرَاعٍ ،کغُرَابٍ الکُشْمَیْهَنِیُّ : رَاوِی (4)صَحِیحِ البُخَارِیِّ عن أَبی عَبْدِ اللّه مُحَمَّدِ بنِ یُوسُفَ الفِرَبْرِیِّ ،و قد حَدَّثَتْ عنه أُمُّ الکِرَامِ کَرِیمَهُ بنتُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِیّهُ ،و غَیْرُها.

و المَزْرُوعانِ ،هذا هو الصَّوابُ ،و وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِیِّ :«و المَزْرَعانِ »و قد نبَّه أَبُو سَهْلٍ علی خَطَئِه، و کَتَبَ فی الحاشِیَهِ .صوابُه المَزْرُوعانِ .و قد صَحَّفَه ابْنُ سِیدَه،فجَعَلَه الْمَزُوعانِ ،و قد نَبَّه علیه الرَّضِیُّ الشّاطِبِیُّ ، کما سَیَأْتِی فی تَرْجَمَهِ «ز و ع»: من بَنِی کَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَناهَ بن تَمِیمٍ ،و هُمَا کَعْبُ بنُ سَعْدٍ،و مالِکُ بنُ کَعْب بنِ سَعْدٍ.

و یُقَال: ما فِی الأَرْضِ و ما عَلَی الأَرْضِ زرْعَهٌ وَاحِدَهٌ مُثَلَّثَهً ،عن أَبِی حَنِیفَهَ ،کما فی اللِّسَانِ ،و زاد الصّاغَانِیُّ عنه: و زَرَعَهٌ تُحَرَّکُ ،أَی مَوْضِعٌ یُزْرَعُ فیه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:یقال: زُرِع له بَعْدَ شَقاوَهٍ ،کعُنِیَ :إِذا أَصابَ مالاً بعدَ الحاجَهِ و هُوَ مَجازٌ.

و أَزْرَعَ الزَّرْعُ :طالَ ،و قِیلَ :نَبَت وَرَقُهُ ،قال رُؤْبَهُ :

أَو حَصْدُ حَصْدٍ بعدَ زَرْعِ أَزْرَعَا

و فی المُفْرَدَاتِ : أَزْرَعَ (5)النَّبَاتُ :صارَ ذا زَرْعٍ ، و أَزْرَعَهُ الناسُ ،إِذا أَمْکَنَهُم الزَّرْعُ .

و المُزَارَعَهُ مَعْرُوفَهٌ ،و هو: المُعَامَلَهُ علَی الأَرْضِ ببَعْضِ ما یَخْرُجُ مِنْهَا.و یَکُونُ البَذْرُ من مالِکِها ،و هو مَجَازٌ.

ص:188


1- (1) سوره السجده الآیه 27. [1]
2- (2) سوره الدخان الآیتان 25 و 26. [2]
3- (3) ورد فی الأساس اللغات الثلاث و عبارته:و هذه مزرُعه فلان و مزرَعته و مزرِعته.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:روی.
5- (5) فی المفردات:و ازدرع النباتُ .

و قالَ ابنُ عبّادٍ:یُقَال: تَزَرَّعَ إِلَی الشَّرِّ :مِثْلُ تَسَرَّع ، نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الزَّرّاعُ ،کشَدَّادٍ: الزّارِعُ ،و حِرْفتُه الزِّرَاعَهُ ،قال:

ذَرِینِی-لکِ الوَیْلاَتُ -آتِی الغَوَانِیَا

مَتَی کُنْتُ زَرَّاعاً أَسُوقُ السَّوَانِیَا؟

و الزَّرّاعُ أَیضاً:النَّمّامُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هو الَّذِی یَزْرَعُ الأَحْقَادَ فی قُلُوب الأَحِبّاءِ.و هو مَجازٌ.

و جَمْع الزّارِع : زُرّاعٌ ،کرُمّانٍ .

و قَوْلُه تَعالَی: یُعْجِبُ اَلزُّرّاعَ (1)قالَ الزَّجّاجُ :المُرَادُ به مُحَمَّدٌ رسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم،و أَصْحَابُه الدُّعَاهُ للإِسْلاَمِ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُم.

و الزَّرَّاعَهُ ،بالفَتْحِ و التَّشْدِیدِ:الأَرْضُ التی تُزْرَعُ ،قال جَرِیرٌ:

لَقَلَّ غَنَاءٌ عَنْکَ فی حَرْبِ جَعْفَرٍ

تُغَنِّیکَ زَرّاعَاتُهَا و قُصُورُهَا

و المُزْدَرِعُ :الذِی یَزْدَرِعُ زَرْعاً یَتَخَصَّصُ به لِنَفْسِه.و هو مَجَازٌ.

و أَزْرَع الزَّرْعُ ،إِذا أَحْصَدَ.

و یُقَال: أَسْتَزْرِعُ اللّه وَلَدِی للْبِرِّ،و أَسْتَرْزِقُه له من الحِلّ .

و هو مَجَازٌ.

وَ زَرَعَ الحُبَّ لک فی القُلُوبِ کَرَمُکَ ،و حُسْنُ خُلُقِکَ ، و هو مَجَاز.

و یُقال:بِئْسَ الزَّرْعُ زَرْعُ المُذْنِب.

و الدُّنْیَا مَزْرَعَهُ الآخِرَه.و هو مَجَازٌ.

و الزُّرْعَهُ ،بالضَّمِّ :فَرْخُ القَبَجَهِ .نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

وَ تِلْکَ مَزَارِعُهُم ،و زَرّاعاتُهُم.

و مَنِیُّ الرَّجُلِ زَرْعُه .

و یَقُولُون:مَنْ زَرَعَ حَصَدَ،.و زَرْعٌ :اسمٌ .

و فی الحَدِیثِ :«کُنْتُ لَکِ کأَبِی زَرْعٍ لأُمِّ زَرْعٍ »هی أُمُّ زَرْعٍ بنتُ أُکَیْمِل بنِ ساعِدَهَ .

و أَبُو زُرْعَهَ الرّازِیُّ :حافظٌ مَشْهُورٌ.

و أَبُو زُرْعهَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ الرَّحِیمِ العِرَاقِیُّ :محدِّثٌ مَشْهُور.

و سَمَّوْا زَارِعاً ،کصَاحِبٍ .

و من أَمثالهم.«أَجْوَعُ مِنْ زُرْعَهَ ».

زعزع

الزَّعازعُ :د ،بالیَمَنِ قُرْبَ عَدَنَ .

و الزَّعَازِعُ ،و الزَّلازِلُ : الشَّدائدُ من الدَّهْرِ ،یُقَالُ :کَیْفَ أَنْتَ فی هذِه الزَّعَازِعِ ؟إِذا أَصابَتْهُ الشِّدَّهُ .کذا فی اللِّسَانِ و المُحِیطِ و الأَسَاسِ ،و هو مَجَازٌ.

و الزَّعْزَعَهُ :تَحْرِیکُ الرِّیحِ الشَّجَرَهَ و نَحْوَها ،قالَهُ اللَّیْث،یُقَال: زَعْزَعَت الرِّیحُ الشَّجَرَهَ زَعْزَعَهً ،و کذا زَعْزَعَتْ بها،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

أَلاَ حَبَّذَا رِیحُ الصَّبَا حِینَ زَعْزَعَتْ

بقُضْبَانِه بعدَ الظِّلالِ جَنُوبُ

یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ زَعْزَعَتْ به:لُغَهً فی زَعْزَعَتْهُ ،و یَجُوزُ أَنْ یکونَ عَدَّاهَا بالباءِ حیثُ کانَتْ فی مَعْنَی دَفَعَتْ بها.

أَو کُلُّ تَحْرِیکٍ شَدِیدٍ :زَعْزَعَهٌ ،یقال:زَعْزَعَهُ زَعْزَعَهً ، إِذا أَراد قَلْعَه و إِزالَتَه،و هو أَنْ یُحَرِّکه تَحْرِیکاً شَدِیداً،قالت أُمُّ الحَجّاجِ بنِ یُوسُفَ :

تَطَاوَلَ هذا اللَّیْلُ و ازْوَرَّ جَانِبُهْ

و أَرَّقَنِی أَلاَّ خَلِیلَ أُدَاعِبُهْ

فو اللّه لو لا اللّه-لا رَبَّ غَیْرُه-

لَزُعْزِعَ من هذا السَّرِیرِ جَوَانِبُهْ

و رِیحٌ زَعْزَعٌ ،و زَعْزَعَانُ ،و زَعْزَاعٌ ،و زُعَازِعٌ ،الأَخِیرُ بالضَّمِّ نَقَلَهُنَّ الجَوْهَرِیُّ ،ما عَدَا الثّالِثَهَ ،و ضَبَطَ الأَخِیرَهَ بالفَتْح (2)،أَی تُزَعْزِعُ الأَشْیَاءَ و تُحَرِّکُها،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لأَبِی قَیْسِ بنِ الأَسْلَتِ :

ص:189


1- (1) سوره الفتح الآیه 29. [1]
2- (2) کذا بالأصل،و الذی فی الصحاح:و ریح زَعْزَعان و زَعْزَع و زَعْزَاع أَی تزعزع الأشیاء لشدتها،و الجمع زَعازع.

کأَنَّ أَطْرَافَ دَلِیَّاتِهَا

فی شَمْأَلٍ حَصّاءَ زَعْزَاعِ

و الزَّعْزَاعَهُ :الکَتِیبَهُ الکَثِیرَهُ الخَیْلِ ،قال زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی یَمْدَحُ الحارِثَ بْنَ وَرْقَاءَ الصَّیْدَاوِیَّ حین أَطْلَق یَساراً:

یُعْطِی جَزِیلاً و یَسْمُو غَیْرِ مُتَّئِدٍ

بالخَیْلِ لِلْقَوْمِ فِی الزَّعْزَاعَهِ الجُولِ

أَراد فِی الکَتِیبَهِ الَّتِی یَتَحَرَّکُ جُولُهَا،أَی ناحِیَتُها، و یَتَرَمَّزُ،فأَضَافَ الزَّعْزَاعَهَ إِلی الجُولِ .

و سَیْرٌ زَعْزَعٌ ،ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ و لم یُفَسِّرْه (1)،و فَسَّرَه الصّاغَانِیُّ فقالَ :أَی فِیه تَحَرُّکٌ ،و فِی اللِّسَانِ :أَی شَدِیدٌ، و هو مَجازٌ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأُمَیَّهَ بنِ أَبِی عائذٍ الهُذَلِیِّ یَصِفُ ناقَهً :

و تَرْمَدُّ هَمْلَجَهً زَعْزَعاً

کما انْخَرَطَ الحَبْلُ فَوْقَ المَحَالِ (2)

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : المُزَعْزَعُ بالفَتْحِ ،أَی عَلَی صِیغَهِ اسْمِ المَفْعُولِ : الفالُوذُ ،و کذلِکَ المُلَوَّصُ ،و المُزَعْفَرُ، و اللَّمْصُ ،و اللَّوَاصُ ،و المِرِطْرَاطُ ،و السِّرِطْرَاطُ .و قد ذُکِرَ کُلٌّ فی بابِه.

و تَزَعْزَعَ :تَحَرَّکَ ،و هو مُطَاوِعُ زَعْزَعَتْهُ الّرِّیحُ ،قالَ الأَعْشَی یَمْدَحُ هَوْذَهَ بنَ عَلِیٍّ الحَنَفِیَّ :

ما النِّیلُ أَصْبَحَ زَاخِراً من بَحْرِهِ

جَادَتْ له رِیحُ الصَّبَا فتَزَعْزَعَا

یَوْماً بأَجْوَدَ نَائِلاً من سَیْبِهِ

عندَ العَطَاءِ إِذَا البَخِیلُ تَقَنَّعَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الزَّعْزَاعُ ،بالفَتْح:الاسمُ من زَعْزَعَه:حَرَّکَه بشِدَّهٍ ، و اسْتَعَارَتْهُ الدَّهْنَاءُ بنتُ مِسْحَلٍ :فی الذَّکَر،فقالَتْ :

إِلاّ بزَعْزَاعٍ یُسَلِّی هَمِّی

یَسْقُطُ منه فَتَخِی فی کُمِّی

و قال ابنُ جِنِّی:رِیحٌ زُعْزُوعٌ ،بالضّم،أَی شَدِیدَهٌ .و قال ابنُ بَرِّیّ : الزَّعْزَاعَهُ :الشِّدَّهُ ،و أَنْشَدَ بیتَ زُهَیْرٍ:

فی زَعْزَاعَهِ الجُولِ ..

و قال:أَی فِی شِدَّهِ الجُولِ .

و زَعْزَعْتُ الإِبلَ ،إِذا سُقْتَهَا سَوْقاً عَنِیفاً فتَزَعْزَعَتْ ،أَی حَثَثْتَها،و هو مَجَازٌ.

و أَبُو الزُّعَیْزِعَهِ :کَاتِبُ مَرْوَانَ الحِمَارِ،عن مَکْحُولٍ ،فیه جَهَالَهٌ .

و مُحَمَّدُ بنُ أَبِی الزُّعَیْزِعَه :تُکُلِّمَ فیه.

زقع

زَقَعَ الحِمَارُ،کَمَنَعَ ، زَقْعَا ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و هو قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ،و زاد غیرُه: زُقَاعاً ،بالضَّمِّ ،أَی ضَرِطَ أَشَدَّ ما یَکُونُ .

و یقال: زَقَعَ الدِّیکُ زَقْعاً : صاحَ کصَقَع.

و قال النَّصْرُ: الزَّقاقِیعُ :فِرَاخُ القَبَجِ ،بالقَافِ و المُوَحَّدَهِ المَفْتُوحَه،و آخِرُه جِیمٌ :الحَجَل،کما مَرَّ.و قَالَ الخَلِیلُ :

هو قَلْبُ الزَّعَاقِیقِ ،واحِدُها زُعْقُوقَهٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

زُقَاعَهُ ،بضَمِّ الزَّایِ ،و فَتْح القافِ المُشَدَّدَهِ :البُرْهانُ إِبْرَاهِیمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ بَهَادِرِ بنِ أَحْمَدَ الغَزِّیُّ الحَوفیُّ (3)العَشَّابُ ،الشَّهِیرُ بابنِ زُقّاعَه،قال الحافِظُ فِی التَّبْصِیرِ:

مَشْهُورٌ،سَمِعْتُ مِنْ شِعْرِه،و مات سَنَهَ ثَمَانمائَهٍ و ستَّ عَشْرَهَ .قلتُ :و قد تَرْجَمَهُ المَقْرِیزِیُّ تَرْجَمهً طَوِیلَه،و ممّا کَتَبَ الحافِظُ إِلیه یَسْتَجِیزُه ما نَصُّه:

نَطْلُب إِذْناً بالرِّوایَهِ مِنْکُمُ

فعادَتُکُمْ إِیصالُ بِرٍّ و إِحْسانِ

لِیَرْفَعَ مِقْدَارِی و یَخْفِضَ حَاسِدِی

و أَفْخَرَ بینَ العالَمِینَ ببُرْهانِ

فأَجَاب:

أَجَزْتُ شِهابَ الدِّین دَامَتْ حَیاتُه

بکُلِّ حَدِیثٍ حَازَ سَمْعِی بإِتْقانِ

ص:190


1- (1) کذا بالأصل و نص الصحاح واضح و فیها:و سیرٌ زعزعٌ :شدیدٌ.
2- (2) دیوان الهذلیین 175/2.
3- (3) کذا بالأصل،و لعلها«الحرفی»نسبه الی علم الحرف أو صناعه الخیاطه،قال المقریزی:عانی صناعه الخیاطه.و العشّاب نسبه الی تفننه فی معرفه الأعشاب انظر شذرات الذهب [1]وفیات سنه 816 ه .

و فِقْهٍ و تَارِیخ و شِعْرٍ رَوَیْتُه

و ما سَمِعَتْ أُذْنِی و قال لِسَانِی

و له دِیوانُ شِعْرٍ مَشْهُورٌ بینَ أَیْدِی النّاسِ .

زلبع

الزِّلِنْباعُ ،کسِرِطْراطٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:هو الرَّجُلُ المُنْدَرِیءُ بالکَلامِ ،کما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ .

زلع

الزَّلَعُ ،مُحَرَّکَهً :شُقَاقُ فی ظَاهِرِ القَدَمِ و بَاطِنِه و قد زَلِعَتْ قَدَمُه،بالکَسْرِ، تَزْلَع زَلَعاً ، و کذلِکَ إِذا کانَ فِی ظَاهِرِ الکَفِّ ،فأَمَّا إِنْ کان فی بَاطِنِها فهو الکَلَعُ ،کما فی الصّحاحِ ،و فِی الأَسَاسِ :و تَقُول:أَخَذَه زَلَعٌ و عَلَزٌ،أَی:

شُقَاقٌ و قَلَق (1)،و قِیلَ : الزَّلَع :شُقَاقٌ فی ظاهِرِ القَدَمِ و إلکَفِّ ،و الکَلَعُ :فِی باطِنِهما، أَو هو تَفَطُّرُ الجِلْدِ قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و خَصَّه بَعْضُهُم بجِلْدِ القَدَمِ .

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و الزَّلَعَه ، بهَاءٍ:جِرَاحَهٌ فَاسِدَهٌ یُقَال:

زَلِعَتْ جِرَاحَتُه،کفَرِحَ ، تَزْلَع زَلَعاً ،إِذا فَسَدَت.

و قالَ اللَّیْثُ : زَلَعَهُ ،کمَنَعَه زَلْعاً : اسْتَلَبَه فی خَتْلٍ ، کازْدَلَعَه هذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: زَلَعَ رِجْلَهُ بالنّارِ زَلْعاً : أَحْرَقَهَا ،و قالَ غیرُه: زَلَعَ جِلْدَه.

قالَ اللَّیْثُ : و الزَّیْلَعُ :ضَرْبٌ من الوَدَع صِغَارٌ.

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: زَیْلَع :مَوضِعٌ ،و قد غلَبَ علی الجِیل، و أَدْخَلُوا الّلامَ (2)فیهِ علی حَدِّ الیَهُودِ.

و قال غَیْرُه:هو: د،بسَاحِلِ بَحْرِ الحَبَشَهِ مَشْهُورٌ،و قد خَرَجَ منه جَمَاعَهٌ من العُلَمَاءِ و المُحَدِّثِینَ .

و أَبُو العَبّاسِ أَحْمَدُ بن عُمَرَ الزَّیْلَعِیُّ ،صاحِبُ اللِّحْیَهِ ، أَحدُ أَقْطَابِ الیَمَنِ .

و الزَّوْلَعُ ،کجَوْهَر: المُشَقَّقُ الأَعْقَابِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ . و المُزَلَّعُ ، کمُعَظَّم:مَن انْقَشَرَ جِلْدُ قَدَمِه عن اللَّحْمِ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عَمْرٍو.

و تَزَلَّعَ :تَشَقَّقَ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «إِنّ المُحْرِمَ إِذا تَزَلَّعَت رِجْلُه فَلَه أَنْ یَدْهُنَها». و

17- فی حَدِیث أَبِی ذَرٍّ: «مَرَّ بِهِ قَوْمٌ و هم مُحْرِمُونَ ،و قد تَزَلَّعَتْ أَیْدِیهِم و أَرْجُلُهُم،فسَأَلُوه:بأَیِّ شَیْ ءٍ نُدَاوِیها؟فقال:بالدُّهْنِ ». و قال الرّاعِی:

و غَمْلَی نَصِیٍّ بالمِتَانِ کأَنَّهَا

ثَعَالِبُ مَوْتَی جِلْدُها قد تَزَلَّعَا (3)

و یُرْوَی:«تَسَلَّعَا»و المَعْنَی وَاحِدٌ.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: تَزَلَّع : تَکَسَّرَ.

و قال اللَّیْثُ : أَزْلَعَهُ :أَطْمَعَهُ فی شَیْ ءٍ یَأْخُذُهُ .

و قالَ المُفَضَّلُ : ازْدَلَعَ حَقَّهُ :اقْتَطَعَهُ و الدّالُ فی ازْدَلَع فی الأَصْلِ تَاءٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

زَلَعَ الماءَ من البِئْرِ یَزْلَعُه زَلْعاً :أَخْرَجَه.

و زَلَعْتُ لهُ مِن مالِی زَلْعَهً :قَطَعْتُ له منه قِطْعَهً .

و الزُّلُوعُ :تَشَقُّق الأَقْدَامِ .

و شَفَهٌ زَلْعَاءُ : مُتَزَلِّعَهٌ لا تَزالُ تَنْسَلِقُ ،و کذلِکَ الجِلْدُ.

و ازْدَلَعْتُ الشَّجَرَهَ ،إِذا قَطَعْتَها.

وَ تَزَلَّعَ جِلْدُه:انْحَرَق بالنّارِ.

و زَلَعَ رَأْسَه،کسَلَعَه.عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و تَزَلَّعَ رِیشُهُ :ذَهَبَ ،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

کِلاَ قادِمَیْهَا یَفْضُلُ الکَفَّ نِصْفُه

کجِیدِ الحُبَارَی رِیشُه قد تَزَلَّعا

و الزُّلُوعُ ،و السُّلُوعُ :صُدُوعٌ فی الجَبَل فی عَرْضِه.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِی زَلَعْتُه و عَصَوْتُه و فَأَوْتُه،بمَعْنًی وَاحِدٍ (4).

و الزَّلْعَهُ ،بالفَتْحِ :خابِیَهٌ للماءِ،مُوَلَّدَهٌ .

ص:191


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أخذه زلع و علز..الخ الذی فی الأساس فی ماده ز ل ز:أخذه علز و زلز:قلق،ثم قال فی ماده ز ل ع:و یقال فی ظاهر کفه زلع،و فی بطنها کلع و هو الشقاق.ا ه ، و منه تعلم أن ما ذکره الشارح تصحیف و خلط ».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و أدخلوا اللام فیه،عباره اللسان: و [1]قد غلب علی الجیل،و أدخلوا اللام فیه علی حد الیهود،فقالوا: الزیلع اراده الزیلعیین اه ».
3- (3) دیوانه ص 165 و انظر تخریجه فیه.
4- (4) زید فی اللسان:و سلقته و دثنته و هروته.

و زَلَعَت الشَّمْسُ زُلُوعاً:طَلَعَت.

و زَلَعَتِ النّارُ:ارْتَفَعَتْ .و هذَانِ الحَرْفَانِ أَوْرَدَهُما ابنُ عَبّادٍ بالغینِ مُعْجَمَهً ،و صَوَّبَ المُصَنِّفُ هُنَاکَ أَنَّهُما بالعَیْنِ مُهْمَلَهً ،و قد أَهْمَلَهُمَا هُنَا،فتأَمَّل (1).

زمع

الزَّمَعَهُ ،مُحَرَّکهً :هَنَهٌ زائِدَهٌ من وَرَاء الظِّلْفِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ.

أَو هَنَهٌ شِبْهُ أَظْفَارِ الغَنَمِ فی الرُّسْغِ ،فی کُلِّ قائِمَهٍ زَمَعَتَانِ ،کأَنَّمَا خُلِقَتَا من قِطَعِ القُرُونِ ،قالَهُ اللَّیْثُ و هکذا وَقَعَ فِی نُسَخِ کِتَابِه:أَظْفَار الغَنَم.و قالَ غیرُه:هی لهَنَهُ الزّائِدَهُ الناتِئَهُ فوقَ ظِلْفِ الشّاهِ .

أَو هی الشَّعَراتُ المُدَلاَّهُ فی مُؤَخِّرِ رِجْلِ الشاهِ و الظَّبْیِ و الأَرْنَبِ .

ج: زَمَعُ مُحَرَّکَهً ،و جج: زِماعٌ ،بالکَسْرِ،و فی الصّحاحِ : الزَّمَعَ :جمعُ زَمَعَهٍ ،و الجَمْعُ زِمَاعٌ ،مثل:ثَمَرَهٍ و ثَمَرٍ و ثِمَارٍ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للعَجَّاجِ -یَصِفُ ثَوْراً-:

و إِنْ تَلَقَّی غَدَراً تَخَطْرَفَا

شَدًّا یُجِنُّ الزَّمَعَ المُسْتَرْدَفَا

و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

هُمُ الزَّمَعُ السُّفْلَی (2)الَّتِی فی الأَکَارِعِ

و أَنْشَدَ الجِوْهَرِیُّ لأَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ ظَبْیاً نَشِبَت فِیهِ کُفَّهُ الصّائِدِ:

فَرَاغَ و قد نَشِبَتْ فی الزِّمَا ع

ِ و اسْتَحْکَمَتْ مِثْلُ عَقْدِ الوَتَرْ (3)

و الزَّمَعَهُ : التَّلْعَهُ ،أَو:هو دُونَ الشُّعْبَهِ ،و الشُّعْبَهُ :دُونَ التَّلْعَهِ ،و فی اللِّسَانِ : الزَّمَعَهُ :أَصْغَرُ من الرِّحَابِ ،بینَ کُلِّ رَحَبَتَیْنِ زَمَعَه ،تَقْصُرُ عن الوادِی، أَو تَلْعَهٌ صَغِیرَهٌ ،و هی ما دُونَ مَسَایِلِ الماءِ من جانِبِ الوَادِی، لَیس لها سَیْلٌ قَرِیبٌ ، و مِنه

17- حَدِیثُ أَبِی بَکْرٍ و النَّسَّابَهِ : «إِنَّکَ من زَمَعَاتِ قُرَیْشٍ ».

أَی:لَسْتَ من أَشْرَافِهِم. أَو القَرَارَهُ من الأَرْضِ ،ج : أَزْماعٌ ،کما فی العباب،و زَمَعٌ ،و زَمَعَاتٌ ،کما فی اللِّسَانِ .

و قالَ اللَّیْثُ : الزَّمَعُ ،مُحَرَّکَهً :مَسَایِلُ صَغِیرَهٌ ضَیِّقَهٌ ، قال:

یا سَیْلُ سَیْلَ زَمَعٍ مُسْتَکْرِهٍ

خَلِّ الطَّرِیقَ لِأَتِیٍّ مُنْدَفِقْ

و الزَّمَع : رُذَالُ النَّاسِ ،یُقالُ :هو من زَمَعِهِم ،أَی مَآخِیرِهم،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،زادَ فی اللِّسَانِ :و أَتْبَاعِهم، بمَنْزِلَهِ الزَّمَعِ من الظِّلْفِ ،و الجَمیعُ : أَزُمَاعٌ ،و قال رُؤْبَهُ :

و لا الجَدَا مُتعَب حَیَّاضِ

و لا قُماشَ الزمعِ الأَحراضِ

و الزَّمَعُ : الشَّعَرَاتُ خَلْفَ الثُّنَّهِ و کذلِکَ الزَّمَعَاتُ .

و الزَّمَعُ : السَّیْلُ الضَّعِیفُ .

و الزَّمَعُ : شِبْهُ الرِّعْدهِ تَأْخُذُ الإِنْسَانَ إِذا هَمَّ بأَمْرٍ،کما فی اللِّسَانِ ،و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :مِنْ خَوْفٍ أَو نَشَاطٍ .

و الزَّمَعُ : أُبَنٌ تکونُ فِی مَخَارِجِ عَنَاقِیدِ الکَرْمِ ،یُقَال:

بَدَتْ زَمَعَاتُ الکَرْمِ .و هو مَجَازٌ،قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ .و قِیلَ :

الزَّمَعَه :العُقْدَهُ فی مَخْرَج العُنْقُودِ،و قِیلَ :

هی الحَبَّهُ إِذا کانَتْ مِثْلَ رَأْسِ الذَّرَّهِ ،و الجَمْع: زَمَعٌ و زَمَعَاتٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الزَّمَعُ : الزَّیادَهُ فی الأَصابع،و هو أَزْمَعُ .

و الزَّمَعُ الدَّهَشُ ،کما فی الصّحاحِ ،زاد غیرُه:

و الخَوْفُ ،و قد زَمِعَ ،کفَرِحَ ،أَی خَرِقَ من خَوْفٍ ،کما فی الصحاح،زاد فِی اللِّسَانِ :و جَزِعَ .

و الأَزْمَعُ :الدَّاهِیَهُ ،و الأَمْرُ المُنْکَرُ،ج: أَزَامِعُ ،یُقَال:

جَاءَ فُلانٌ بالأَزامِعِ ،أَی بالأُمورِ المُنْکَراتِ و بالدَّوَاهِی،قال عَبْدُ (4)بنُ سَمْعَانَ التَّغْلبیّ :

وَعَدْتَ فلَم تُنْجِزْ و قِدْماً وَعَدْتَنِی

فأَخْلَفْتَنِی و تِلْکَ إِحْدَی الأَزَامِعِ

و الزَّمِعُ ، کَکَتِفٍ :مَنْ إِذا غَضِبَ سَبَقَهُ بَوْلُهُ أَوْ دَمْعُه ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

ص:192


1- (1) زید فی التهذیب المطبوع«زلع»138/1 رجل أزلع قصیر الشفتین فی استحاله عن وضح الفم.و امرأه زلعاء:واسعه الفرج.
2- (2) عن الجمهره 8/3 و [1]بالأصل«السفل».
3- (3) دیوان الهذلیین 148/1.
4- (4) فی اللسان: [2]عبد اللّه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الزُّمَّعُ ، کسُکَّرٍ:زُنْبُورٌ لا إِبْرَهَ له یَلْعَبُ به الصِّبْیَانُ ، یُزَمِّعُ لهم،و تَزْمِیعُه:دَنْدَنَتُه.

و الزُّمَّع أَیضاً: مَنْ یُزْمِعُ لا یَخِفُّ لِلْحَاجَه.

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ :فی الأَرْضِ زُمْعَهٌ من النَّبْتِ ، بالضَّمِّ ،و کذلِکَ زُوعَهٌ من نَبْتٍ ،و لُمْعَهٌ من نَبْتٍ ،و رُقْعَهٌ من نَبْتٍ (1)،أَی قِطْعَهٌ منه.

14- و زَمْعَهُ بالفَتْحِ ،و یُحَرَّکُ :وَالِدُ سَوْدَهَ أُمِّ المُؤْمِنِینَ و أَخِیها عَبْدٍ الصَّحابِیِّ الجَلِیل ،رضِیَ اللّه عَنْهُمَا،و هو زَمْعَهُ بنُ قَیْسٍ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ عَبْدِ وُدِّ بنِ نَصْرٍ،و بِنْتُه سَوْدَهُ تَزَوَّجَها صلّی اللّه علیه و سلّم بعد خَدِیجَهَ رضِیَ اللّه عنهما،و لما أَسَنَّت:

وَهَبَتْ یومَها لعائِشَهَ رضِیَ اللّه عنهما. و أَمّا أَخُوها عَبْدٌ فکانَ من سَادَهِ الصَّحابَهِ ،و قد وَهِمَ أَبو نُعَیْمٍ فی نَسَبه.

و الزَّمّاعَهُ ،مُشَدَّدَهً :الَّتِی تَتَحَرَّکُ من رَأْسِ الصَّبِیِّ فی یِافُوخِه،قال اللَّیْثُ ،و هی الرَّمّاعَهُ ،بالرَّاءِ،و اللَّمَّاعَهُ ، باللام،قالَ الأَزْهَرِیُّ :المَعْرُوفُ فِیها الرَّمَّاعهُ ،بالرَّاءِ،قال:

و ما عَلِمْتُ أَحَداً رَوَی الزَّمّاعَهَ بالزّایِ غیر اللَّیْثِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الزَّمْعِیُّ :الخَسِیسُ ،و السَّرِیعُ الغَضَبِ ،و هو: الرَّجُلُ الدّاهِیَهُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الزَّمْعِیُّ :الخَسِیسُ ،و السَّرِیعُ الغَضَبِ ،و هو: الرَّجُلُ الدّاهِیَهُ .

و قالَ اللَّیْثُ : الزَّمِیعُ ، کأَمِیرٍ السَّرِیعُ ،و أَنْشَدَ:

کانُوا بِظِلِّ عَمَایَهٍ فدَعَاهُمُ (2)

دَاعٍ بعَاجِلَهِ الفِرَاقِ زَمِیعُ

قالَ : و الزَّمِیعُ : الشُّجَاعُ الّذِی یَزْمَعُ بالأَمْرِ ثم لا یَنْثَنِی عنه،قال المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیُّ یُخَاطِبُ نَفْسَه:

و کُنْتُ إِذا هَمَمَتُ بأَمْرِ شَیْ ءٍ

جَلِیداً عن لُبَانَتِه زَمِیعَا

و الزمِیعُ : الجَیِّدُ الرَّأْیِ المُقَدِمُ عَلَی الأُمُورِ الَّذِی إِذَا هَمَّ بأَمْرٍ مَضَی فیه،قال ابنُ بَرِّیّ :و شاهِدُه قَوْلُ الشّاعِرِ:

لا یَهْتَدِی فِیه إِلاَّ کُلُّ مُنْصَلِتٍ

مِن الرِّجَالِ زَمِیعِ الرَأْیِ خَوَّاتِ

و الاسْمُ مِنْهُمَا کسَحابٍ یُقَال:رَجُلٌ زَمِیعٌ بَیِّنُ الزَّمَاعِ ، قالَ عَمْرُو بنُ مَعدِیَکَرِبِ -رضِیَ اللّه عنهُ -:

إِذا لم تَسْتَطِعْ أَمْراً فَدَعْهُ

و جَاوِزْهُ إِلی ما تَسْتَطِیعُ

و صِلْهُ بالزَّمَاعِ فکُلُّ أَمْرٍ

سَمَا لَکَ أَو سَمَوْتَ له وَلُوعُ

و قال رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُوم:

و أَشْعَثَ قد جَفَا عنهُ المَوَالِی

لَقیً (3)کالحِلْسِ لیسَ له زَمَاعُ

ج: زُمَعاءُ .

و الزَّمَاعُ ،و الزِّمَاعُ ،و الزَّمَعُ ، کسَحَابٍ ،و کِتَابٍ ، و جَبَلٍ :المَضَاءُ فی الأَمْرِ،و العُزُومُ علیه. و الَّذِی فی اللِّسَانِ :المَضَاءُ فی الأَمْرِ و العَزْمُ علیه،و هذا أَوْلَی مِمّا ذَهَبَ إِلیهِ المُصَنِّفُ .

و الزَّمُوعُ ، کَصَبُورٍ:السَّرِیعُ العَجُولُ ، کالزمِیع ،و یُرْوَی البَیْتُ الَّذِی أَنْشَدَه اللّیْثُ شاهِداً لِلزَّمِیعِ هکَذَا:

و دَعا بِبَیْنِهِمُ غَدَاهَ تَحَمَّلوا

دَاعٍ بعاجِلَهِ الفِرَاقِ زَمُوعُ

و الاسْمُ ،کسَحَابٍ ،و لو قالَ هُنَاک:و کأَمِیرٍ:السَّرِیعُ ، کالزُّمُوع کصَبُورٍ،و الاسْمُ منهما کسَحَاب،کان أَجْمَعَ و أَحْسَنَ .

و الزَّمُوعُ : الأَرْنَبُ الّتِی تُقَارِبُ عَدْوَهَا،کأَنَّهَا تَعْدُو عَلَی زَمَعاتِها ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ هکَذَا،و کَذَا الأَزْهَرِیُّ فی التَّهْذِیبِ عنه أَیضاً،و قال، زَمَعَاتُها :هی الشَّعَراتُ المُدَلاّهُ فی مُؤَخّرِ رِجْلِها.و قال اللَّیْثُ :زَعَمُوا (4)أَنَّ للأَرْنَب زَمَعَاتٍ خَلْفَ قَوَائِمِها،فلذلِک تُنْعَتُ فیقُالُ لها:

زَمُوعٌ ،أَوْ لِأَنَّها إِذا قَرُبَتْ من جُحْرِها (5)مَشَتْ عَلَی زَمَعَتِها و تَقَارَبَ خَطْوُها لِئَلاَّ یُقْتَفَی (6)أَثَرُهَا ،قال الشَّمَاخُ :

فما تَنْفَکُّ بینَ عُوَیْرِضاتٍ

تَمُدُّ برَأْسِ عِکْرِشَهٍ زَمُوعِ

ص:193


1- (1) زید فی التهذیب:«و رمعه من نبت»و الأصل کاللسان.و [1]فی التهذیب و اللِّسان:« [2]بمعنی واحد»بدلاً من قوله:«أی قطعه منه».
2- (2) اللسان،و صدره فیه: و دعا ببینهم غداه تحملوا.
3- (3) عن المفضلیه رقم 39 و بالأصل«بقی».
4- (4) فی التهذیب و اللسان:و ذکروا.
5- (5) اللسان:من موضعها.
6- (6) اللسان: [3]یُقتصّ .

العِکْرِشَه:أُنْثَی الثَّعَالِب.

أَو الزَّمُوعُ من الأَرَانِبِ : السَّرِیعَهُ النَّشِیطَهُ ،و قد زَمَعَتْ تَزْمَعُ زَمَعَاناً .

و الزَّمَعَانُ ،محرّکهً :خِفَّتُها و سُرْعَتُهَا ،عن اللَّیْثِ . و قال ابنُ السِّکِّیتِ : المَشْیُ البَطِیءُ،و فِعْلُه کمَنَع ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو ضِدٌّ.

و قالَ الفَرّاءُ: أَزْمَعْتُ الأَمْرَ،و أَزْمَعْتُ عَلَیْهِ :مثْلُ أَجْمَعْتُ الأَمرَ،و أَجْمَعْتُ علیه،قال ابنُ فارِس و هذا له وَجْهَانِ ،أَحَدُهما:أَنْ یَکُونَ مَقْلُوباً من عَزَم،و الآخَرُ:أَن تکونَ الزایُ بدَلاً من الجِیمِ ،کأَنَّهُ من إِجْمَاعِ القَوْمِ ، و إِجْمَاعِ الرَّأْی.

أَو أَزْمَعْتُ عَلَی أَمْرِ کذا و کذا،إِذا ثَبَتَ عَلَیْه (1)عَزْمِی و عَزِیمَتِی أَنْ أَمْضِیَ إِلیه لا مَحَالَهَ ،قالَهُ اللَّیْثُ .و فی الصّحاحِ .قال الخَلِیلُ : أَزْمَعْتُ علی أَمْرٍ،فأَنَا مُزْمِعٌ علیه، إِذا ثَبَّتَّ علیه عَزْمَک،و قال الکِسَائیُّ :یُقَالُ : أَزْمَعْتُ الأَمْرَ، و لا یُقَال: أَزْمَعْتُ علیه.و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لامْرِئِ القَیْسِ :

أَفاطِمُ مَهْلاً بعضَ هذا التَّدَلُّلِ

و إِنْ کنتِ قد أَزْمَعْتِ صَرْمِی فأَجْمَلِی (2)

و قال الأَعْشَی:

أَأَزْمَعْتَ من آلِ لَیْلَی ابْتِکَارَا

و شَطَّتْ علی ذِی هَوًی أَنْ تُزَارَا

و یُقَالُ أَیْضاً: أَزْمَعْتُ به،و الَّذِی نَقَلَهُ الفَنَارِیّ فِی حَوَاشِیه علی المُطَوَّلِ أَنَّه لا یَتَعَدَّی إِلاّ بنَفْسه، کزَمَّعْتُ علی کذا تَزْمِیعاً،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و أَزْمَعَ النَّبْتُ ،إِذا لَمْ یَسْتَوِ العُشْبُ کُلُّه،بل قِطَعٌ مُتَفَرِّقهٌ أَوّلَ ما یَظْهَر،و بَعْضُها أَفْضَلُ من بَعْضٍ ،و فِی الصّحاحِ :

أَزْمَعَ النَّبْتُ ،أَوّلَ ما یَظْهَرُ مُتَفَرِّقاً.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : أَزْمَعَتِ الحُبْلَهُ (3)،إِذا عَظُمَتْ زَمَعَتُها .و هی أُبْنَتُهَا ،و دَنا خُرُوجُ الحَجَنَهِ (4)مِنها،و الحَجَنَه (5)و النامِیَهُ :شُعَبٌ ،فإِذا عَظُمَت الزَّمَعَه فهِی البَنِیقَهُ ،و أَکْمَحَت البَنِیقَهُ ،إِذا ابْیاضَّتْ و خَرَج علیها مِثْلُ القُطْنِ ،و ذلِک الإِکْمَاحُ ،و الزَّمَعَهُ :أَوَّلُ شَیْ ءٍ یَخْرُجُ منه، فإِذا عَظُم فهو بَنِیقَهٌ .

و زَمَّعَتِ النّاقَهُ تَزْمِیعاً مثل رَمَّعَت ،بالرّاءِ،و الَّذِی فی العُبَاب: زَمَعَت ،بالتَّخْفِیفِ ،و هو إِذا أَلْقَت وَلَدَهَا،عن ابْنِ عَبّادٍ.

قال: و المُزَمِّعَهُ ،کمُحَدِّثَهٍ :ضَرْبٌ من النِّکَاحِ ،و هو أَنْ یَقُوما علی أَطْرَافِ الزَّمَع نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَزْمَعَتِ الأَرْنَبُ :عَدَت و خَفَّتْ (6)،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الزَّمَعُ من النَّبَاتِ ،مُحَرَّکهً :شیءٌ هُنَا و شیءٌ هُنَا،مثلُ القَزَع فِی السَّمَاءِ،و الرَّشَمُ مثلُه.

و الزَّمَعُ :القَلَق،عن اللِّحْیَانِیّ .

و زَمَعَ زَمَعَاناً :مَشَی مُتَقَارِباً،و کذلِکَ :قَزَعَ .

و سَمَّوْا زُمَیْعاً،و زَمَّاعاً ،کزُبَیْرٍ و شَدّادٍ.

و تَزْمِیعُ الزُّنْبُورِ:دَنْدَنَتُه.

و أَبو زَمَعَه :عُبَیْدٌ البَلَوِیُّ ،مِمَّنْ بَایَعَ تَحْتَ الشَّجَرهِ ،نَزَلَ مِصْر،و زَمَعَهُ ابنُ الأَسْوَدِ بنِ المُطَّلِبِ بنِ أَسَدِ بن عَبْدِ العُزَّی بنِ قُصِیٍّ ،قالَ أُمَیَّهُ بنُ أَبِی الصَّلْتِ -یَبْکِی قَتْلَی بَنی أَسَدٍ-:

عَیْنُ بَکِّی بالمُسْبِلاَتِ أَبا العَا

صِی و لا تَذْخَرِی علی زَمَعَهْ

و الزُّمْعَه ،بالضَّمّ :ما صَرَرْتَه فی أَسْفَلِ الجِرَابِ ، و القُمْعَه:فی أَعْلاهُ ،نقله ابنُ عبّادٍ.

زنجع

زُنْجُعٌ ،کقُنْفُذٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ الکَلْبِیِّ : قَبِیلَهٌ من قَبَائِلِ ذِی الکَلاَعِ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فِی العُبَابِ ،و أَهْمَلَه فی التَّکْمِلَهِ .

زوع

زاعَ البَعِیرَ یَزُوعُهُ زَوْعاً :هَیَّجَه و حَرَّکَه بزِمَامِهِ

ص:194


1- (1) فی القاموس:«أو ثَبَتُّ علیه..»و قد تصرف الشارح.
2- (2) من معلقته رقم 18.
3- (3) ضبطت فی التهذیب و اللسان، [1]بالقلم،بفتح الحاء.
4- (4) ضبطت فی التهذیب بکسر الحاء و بضمها فی اللسان [2]مع و المثبت ضبطه عن التکمله.
5- (5) ضبطت فی التهذیب بکسر الحاء و بضمها فی اللسان [3]مع و المثبت ضبطه عن التکمله.
6- (6) لفظه«خفت»لم ترد فی الصحاح.و هی فی اللسان. [4]

إِلی قُدّام لِیَزِیدَ فی السَّیْرِ ،و نَصُّ الصّحاحِ :لِیَزْدادَ فی سَیْرِه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو قَوْلُ ابْنِ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَهِ ، و أَنْشَدَ لِذِی الرُّمَّهِ :

و خافِقُ الرَّأْسِ مِثْلُ السَّیْفِ (1)قُلْتُ له:

زُعْ بالزِّمَام و جَوْزُ اللَّیْلِ مَرْکُومُ

و یُرْوَی:« زَعْ »بالفَتْحِ ،من وَزَعَهُ ،أَی اعْطِفْ بالزِّمام (2).و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:فَتْحُ الزّایِ خَطَأٌ؛لأَنَّه أَمَرَه أَنْ یُحَرِّکَ بَعِیرَه،و لم یَأْمُرْه أَنْ یَکُفَّه.

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ : زاعَ الشَّیْ ءَ یَزُوعُه زَوْعاً : عَطَفَهُ قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

أَلا لا تُبَالِی العِیسُ مَنْ شَدَّ کُورَهَا

عَلَیْهَا و لا مَنْ زاعَها بالخَزَائِمِ

قلتُ :و هذا البَیْتُ لم یُوجَدْ فی مِیمِیَّهِ ذِی الرُّمَّهِ الَّتِی أَوّلها:

خَلِیلِیَّ عُوجا الناعِجَاتِ فسَلِّما

علی طَلَلٍ بینَ النَّقَا (3)و الأَخارِمِ

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: زاعَ لَهُ زَوْعَهً من البِطِّیخِ ،إِذا قَطَعَ له قِطعَهً منه.

و قالَ أَیْضاً: الزَّوْعُ :أَخْذُکَ الشَّیْ ءَ بکَفِّکَ ،نحو الثرِیدِ و ما أ شبهه یُقَال:أَقْبَلَ یَزُوعُ الثَّرِیدَ،إِذا اجْتَذَبَه [بکَفِّهِ ] (4).

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: زاعَ لَحْمُه: زَالَ عن العَصَبِ ، کتَزَوَّعَ .

عنه أَیْضاً فی المَعْنَی الأَخِیرِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الزَّاعَهُ :الشُّرَطُ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَاب: الزُّوعَهُ ،بالضَّمِّ ،من النَّبْتِ :

کاللُّمْعَهِ و الرُّقْعَهِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الزُّوْعَهُ من اللَّحْمِ :کالقُمْزَهِ (5).قَالَ : و الزُّوعَهُ أَیْضاً: القُلْقُلُ (6)الخَفِیفُ ،ج: زُوَعٌ ، کصُرَدٍ.

و زَوْعُ :اسمُ امْرَأَهٍ ،عن اللَّیْثِ .

و زُوعٌ بالضَّمِّ ،و کصُرَدٍ:العَنْکَبُوتُ ،الأُولَی عن ابْنِ عَبّادٍ،و الثّانِیَهُ عن اللَّیْثِ ،و أَنشدَ:

نَسَجَتْ بها الزُّوَعُ الشَّتُونُ سَبَائباً

لَمْ یَطْوِهَا کَفُّ البِیَنْطِ المُجْفِلِ

الشَّتُونُ ،و البِیَنْطُ :الحائِکُ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: زَوَّعَ الإِبِلَ تَزْوِیعاً،إِذا قَلَّبَها وِجْهَهً وِجْهَهً .

و فی النّوادِرِ: زَوَّعَت الرِّیحُ النَّبْتَ و صَوَّعَتْهُ :إِذا جَمَعَتْه لِتَفْرِیقِها إِیّاه بَیْنَ ذُرَاهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

زاعَهُ یَزُوعُه زَوْعاً :کَفَّه.

و الزُّوعَه ،بالضَّمِّ :الفِرْقَهُ من النّاسِ ،جَمْعُها: زُوعٌ .

و الزّاعُ :طائرٌ،عن کُرَاعٍ ،قال ابنُ سِیدَه:و قد سَمِعْتُهَا من بَعْضِ من رَوَیْتُ عنه بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،و زَعَمَ أَنَّهَا الصُّرَدُ.

قلت:أمّا کَوْنُهَا بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ فصَحِیحٌ ،و تَفْسِیرُه بالصُّرَدِ خَطَأٌ،بل هو طائرٌ یُشْبِهُ الغُرَابَ أَصْغر مِنْهُ .

و قالَ ابنُ سِیدَه فی هذَا التَّرْکِیب:و المَزُوعانِ من بَنِی کَعْبٍ :کَعْبُ بنُ سَعْدٍ،و مالِکُ بنُ کَعْبٍ ،قال:و قد یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ وَزْنُ مَزُوعٍ فَعُولاً،فإِن کانَ هذَا فهو مَذْکُورٌ فی بابِه.

قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ :و هذا مِمّا وَهِمَ فیه ابنُ سِیدَه، و صَوَابُه المَزْرُوعَان ،کذلِکَ أَفادَنِیه شَیْخُنَا رَضِیُّ الدّینِ مُحَمَّدُ بنُ علِیِّ بنِ یُوسُفَ الشَّاطِبِیُّ الأَنْصارِیُّ اللُّغَوِیُّ .

زهنع

زَهْنَعَ المَرْأَهَ و زَنَّتَها: زَیَّنَهَا ،هکَذا رَواهُ أَبُو عُبَیْدٍ عن الأَحْمَرِ،و أَنْشَدَ:

بنِی تَمِیمٍ زَهْنِعُوا فَتاتَکُمْ

إِنَّ فَتَاهَ الحَیِّ بالتَّزَتُّتِ

ص:195


1- (1) فی الصحاح: [1]فوق الرحل.
2- (2) بالأصل:«بالزماع».
3- (3) بالأصل«بین النقاد الأخارم»و المثبت عن الدیوان.
4- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
5- (4) القمزه:القبضه من تمرٍ و غیره،و المراد بها هنا قطعه کبیره منه.
6- (5) القلقل:المعوان السریع التقلقل.

و قالَ ابنُ بُزُرْجَ : التَّزَهْنُعُ :التَّلَبُّس و التَّهَیُّؤُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

فصل السین مع العین

سبع

سَبْعَهُ رجالٍ ،بسُکُونَ الباءِ و قد یُحَرَّکُ ،و أَنْکَرَهُ بعضُهم،و قال :إِنَّ المُحَرَّکَ جَمْعُ سَابِعٍ ککَاتِب و کَتَبَهٍ ، وَ سَبْعُ نِسْوَهٍ فالسَّبْعُ و السَّبْعَهُ من العَدَدِ مَعْرُوفٌ .و قد تَکَرَّرَ ذِکْرُهُما فی القُرْآنِ ،کقَوْلهِ تَعالَی: سَبْعَ لَیالٍ وَ ثَمانِیَهَ أَیّامٍ حُسُوماً (1)،و بَنَیْنا فَوْقَکُمْ سَبْعاً شِداداً (2)و سَبْعَ سُنْبُلاتٍ (3)و سَبْعَهٌ وَ ثامِنُهُمْ کَلْبُهُمْ (4).

و قولُهُم: أَخَذَه أَخْذَ سَبْعَهٍ ،و یُمْنَعُ ،إِذا کانَ اسمَ رَجُلٍ للمَعْرِفَهِ و التَّأْنِیثِ ،اخْتَلَفُوا فیه: إِمّا أَصلُهَا سَبُعْهٌ ،بضَمِّ الباءِ،فخُفِّفَ ،و فی الصّحاح:فخُفِّفَتْ أَی لبُؤَه و اللَّبُؤَهُ أَنْزَقُ من الأَسَدِ.نَقَلَه الجَوْهَرِی و الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ السِّکِّیتِ ، و إِمّا اسمُ رَجُلٍ مَارِدٍ من العَرَبِ أَخَذَه بعضُ المُلُوکِ فنَکَّلَ به،کما نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ عن ابْنِ الکَلْبِیِّ :و قالَ اللَّیْثُ :قالَ ابنُ الکَلْبِیِّ : سَبْعَهُ أَذْنَبَ ذَنْباً عَظِیماً،فأَخَذَه بعضُ مُلُوکِ الیَمَنِ فَقَطَعَ یَدَیْهِ و رِجْلَیْهِ و صَلَبَه،فَقِیلَ :

لأُعَذِّبَنَّکَ عَذَابَ سَبْعَه ،حَکَی هذا عنِ الشَّرْقِیِّ ،و زعم هو أَنّه کانَ عَاتِیاً یُبالِغُ فِی الإِسَاءَه.و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن ابْنِ الکَلْبِیِّ :هو سَبْعَهُ بنُ عَوْفِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ سَلامانَ بنِ ثُعَلَ بنِ عَمْرِو بنِ الغَوْثِ بنِ طَیِّیءِ بنِ أُدَد،و کانَ رَجُلاً شَدِیداً، قال:فعَلَی هذا لا یُجْرَی للمَعْرِفَهِ و التَّأْنِیثِ ،زادَ فی العُبَابِ :قال:و فِیه المَثَلُ المَقُولُ «لأَعْمَلَنَّ بکَ عَمَلَ سَبْعَهَ » و هو سَبْعَهُ هذا،و لم یَزِدْه، أَو کَان اسْمُه سَبْعاً فصُغِرَ و حُقِّرَ بالتَّأْنِیثِ سَبْعَه ،کما قالوا:ثَعْلَبَه و نَحْوه أَو مَعْناه:أَخَذَهُ أَخْذَ سَبْعَهِ رِجَالٍ .

و قالَ اللَّیْثُ فِی قَوْلِهم:«لأَعْمَلَنَّ بفُلانٍ عَمَلَ سَبْعَهٍ » أَرادُوا المُبَالَغَهَ و بُلُوغَ الغَایَهِ .و قالَ بعضُهُم:أَرادُوا عَمَلَ سَبْعَهِ رِجَالٍ (5). و قولُهُمْ :أَخذتُ منه مِائَهَ دِرْهَم وَزْن سَبْعَهٍ ،یَعْنُون به أَنَّ کُلَّ عَشَرَهٍ منها بزِنَهِ سَبْعَه مَثَاقِیلَ نقلَه الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ .

وَ جَوْذانُ بنُ سَبْعَهَ الطائیّ من بنی خِطامَه: تابِعِیٌّ ،أَدْرَکَ عُثْمَانَ ،رَضِیَ اللّه عنه.

و السَّبْعُ ،ه،بینَ الرَّقَّهِ و رَأْسِ عَیْنٍ ،علی الخَابُور.

و السَّبْعُ : ع ،بل نَاحِیَهُ بأَرْضِ فِلَسْطِینَ بین القُدْسِ و الکَرَکِ ،سُمِّیَ بذلِکَ لِأَنَّ به سَبْعَ آبَارٍ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : السَّبْعُ : المَوْضِعُ الَّذِی یَکُونُ إِلَیْهِ المَحْشَرُ یومَ القِیَامَهِ ،

16- و منه الحَدِیثُ : «بَیْنا رَاعٍ فی غَنَمِه عَدَا علیه الذِّئبُ ،فأَخَذَ منها شاهً ،فطَلَبَه الرّاعِی حتَّی اسْتَنقَذَهَا منه،فالْتَفَتَ إِلیه الذِّئْبُ فقال له: مَنْ لَهَا یَوْمَ السَّبْعِ ؟» . أَی من لَهَا یوْمَ القِیَامَهِ . هکَذَا فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، و یُعَکِّرُ عَلَی هذا و فی بعضِ النُّسَخِ ،أَو یُعَکِّرُ عَلَی هذا،أَی التأْوِیلِ ،بَقِیَّهُ قَوْل الذِّئِبِ و هو بَقِیَّهُ الحَدِیثِ بَعْدَ قوله:«مَنْ لها یَوْمَ السَّبْعِ ؟» یَوْمَ لا یَکُونُ لهَا و

16- نَصُّ الحَدِیثِ : «یَوْمَ لَیْسَ لها راعٍ غَیْرِی »فَقَالَ النّاسُ :سُبْحَانَ اللّه!ذِئْبٌ یَتَکَلَّمُ ؟ و الذِّئْبُ لا یَکُونُ رَاعِیاً یَوْمَ القِیَامَهِ و هو اعْتِرَاضٌ قَوِیٌّ علی ابْنِ الأَعْرَابِیِّ . أَو أَرادَ:

مَنْ لَهَا عِنْدَ الفِتَنِ حینَ تُتْرَکُ سُدًی بلا راعٍ ،نُهْبَهً للسِّباع ، فجَعَلَ السَّبُعَ لها راعِیاً بطَرِیقِ التَّجَوُّز إِذْ هو مُنْفَرِدٌ بها ، یکونُ حِینَئذٍ بضَمِّ الباءِ،و هذا إِنذَارٌ بما یَکُونُ من الشَّدَائِدِ و الفِتَنِ التی یُهْمِلُ الناسُ منها (6)مَوَاشِیَهُم،فتَسْتَمْکِنُ منها السِّبَاعُ بلا مانِعٍ .

أَو یَوْمُ السَّبْعِ :عیدٌ کانَ لهُم فِی الجاهِلِیَّهِ ،کانُوا یَشْتَغِلُونَ فیه بِلَهْوِهِم و عِیدِهِم عن کُلِّ شَیْ ءٍ ،و لیس بالسَّبُعِ الّذِی یَفْتَرِسُ النّاسَ ،و هکَذَا قالَهُ أَبُو عُبَیْدهَ و رُوِیَ ،بضَمِّ الباءِ ،قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ :و هکَذَا أَمْلاَه أَبُو عامرٍ العَبْدَرِیُّ الحافِظُ ،و کانَ من العِلْمِ و الإِتقانِ بمکَانٍ .

و یُقَال لِلأَمْرِ المُتَفَاقِمِ :إِحْدَی الإِحَدِ،و إِحْدَی مِنْ سَبْعٍ ،و منه حَدِیثُ ابْنِ عَبّاسٍ ،و قد سُئِلَ عن رَجُلٍ تَتَابَع

ص:196


1- (1) سوره الحاقه الآیه 7. [1]
2- (2) سوره النبأ الآیه 12. [2]
3- (3) سوره یوسف الآیه 43. [3]
4- (4) سوره الکهف الآیه 22. [4]
5- (5) نقل المفضل فی الفاخر رقم 66 عن ابن الأعرابی قال:أراد سبعه من العدد.و إنما قیل سبعه لأنه أکثر ما یستعملون من العدد فی کلامهم، من ذلک سبع سماوات و سبع أرضین و سبعه أیام.
6- (6) فی اللسان: [5]فیها.

علیهِ رَمضانانِ ،فسَکَت.ثمّ سَأَلَهُ آخَرُ،فقال:«إِحْدَی مِنْ سَبْع ،یَصوم شَهْرَیْنِ و یُطْعِم مِسْکِیناً (1)».و قال شَمِرٌ:یَقُولُ :

اشْتَدَّتْ فِیها الفُتْیَا و عَظُمَ أَمرُهَا.قال:و یَجُوز أَنْ یکُون شَبَّهَهَا بإِحْدَی اللَّیَالِی السَّبْعِ الّتِی أَرْسَلَ اللّه فِیها العَذَابَ علی عادٍ،فضَرَبَهَا بها مَثَلاً فی الشِّدَه؛لإِشْکَالِهَا،و قِیل.

أَرَادَ سَبْعَ سِنِی یُوسُفَ الصِّدِّیقِ -علیه السّلامُ -فی الشِّدَّهِ .

و خَلَقَ اللّه السَّبْعَیْنِ و ما بَیْنَهُمَا فِی سِتَّه أَیامٍ ،و منه قولُ الفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ:

أَیْ : سبْعِ سَموَاتٍ و سَبْعِ أَرَضِینَ .

و الحَسَنُ بنُ عَلِیِّ بنِ وَهْبٍ الدِّمَشْقِیُّ عن أَبِی بَکْرٍ مُحَمَّدِ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ القَطّانِ ، و أَبُو عَلِیِّ بَکْرُ بنُ أَبِی بَکْرٍ مُحَمَّد بنِ أَبِی سَهْل النَّیْسَابُورِیُّ ،ماتَ سنه أَرْبَعِمِائَهٍ و خَمْسٍ و سَبْعِینَ ،و ابْنُه عُمَرُ بنُ بَکْرٍ:سَمِعَ منه ابنُ ناصِرٍ، و أَبُو القاسِم سَهْلُ بنُ إِبْرَاهِیمَ ،عن أَبِی عثمان الصابُونِیّ ، و ابْنُه أَبو بکر أَحْمَدُ بن سَهْل عن أَبی بَکْرِ بن خَلَف.

و حَفِیدُه أَبُو المَفَاخِرِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ عن جَدِّه المَذْکُور،سَمِعَ منه مَعْتُوقُ بنُ مُحَمَّد الطِّیبِیّ بمَکَّهَ .

و إِبْرَاهِیمُ بنُ سَهْلِ بنِ إِبراهِیمَ ،أَخُو أَحْمَدَ،سَمِعَ منه الفُرَاوِیُّ ،و زاهِرُ بنُ طَاهِرٍ السّبْعِیُّون:مُحَدِّثُون ،ظاهِرُ صَنِیعه أَنّه بفَتْحِ السِّین،و هو خطَأٌ،قال الحافِظُ فی التَّبْصِیر -تَبَعاً لابْنِ السّمْعَانِیّ و الذَّهَبِیّ -:إِنّه بضَمِّ السِّینِ ،و أَمّا بفَتْحِ السِّینِ فنِسْبَهُ طائِفَهٍ یُقَالُ لهَا: السَّبْعِیَّهُ ،من غُلاهِ الشِّیعَهِ .ذَکَرَهُ ابْنُ السّمْعَانِی،فاعْرِف ذلِکَ (2).

و السَّبُع ،بضمِّ الباءِ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و فَتْحِها ، و بِه قَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِیُّ و یَحْْیَی و إِبْرَاهِیمُ و ما أَکَل السَبعُ (3)قَالَ الصّاغَانِیُّ :فَلَعَلَّهَا لُغَهٌ و سُکُونِها ،و به قَرَأَ عاصِمٌ ،و أَبو عَمْرٍو،و طَلْحَهُ بنُ سُلَیْمَانَ ،و أَبُو حَیْوَهَ ،و ابنُ قُطَیْبٍ : المُفْتَرِسُ من الحَیَوانِ ،مثْلُ الأَسَدِ و الذِّئْب و النَّمِر و الفَهْد،و ما أَشْبَهَها مِمّا له نابٌ ،و یَعْدُو عَلَی النّاسِ و الدَّوابِّ فیَفْتَرِسُهَا،و أَمّا الثَّعْلَبُ و إِن کانَ له نابٌ فإِنه لیسَ بسَبُعٍ ؛لأَنَّه (4)لا یَعْدُو إِلاّ علَی صِغَارِ المَوَاشِی 5،و لا یُنَیِّبُ فِی شَیْ ءٍ من الحَیَوانِ ،و کذلِکَ الضَّبُع لا یُعَدُّ من السِّبَاعِ العَادِیَه،و لذلِکَ ورَدَت السُّنَّهُ بإِبَاحَهِ لَحْمِهَا،و بأَنَّهَا تُجْزَی إِذا أُصِیبَتْ فی الحَرَمِ ،أَو أَصابَها المُحْرِم،و أَمّا ابنُ آوَی فإِنّهُ سَبُعٌ خَبِیثٌ ،و لحمُه حَرَامٌ ،لأَنَّه من جِنْسِ الذِّئابِ ،إِلاّ أَنَّه أَصْغَرُ جِرْماً،و أَضْعَفُ بَدَناً،هذَا قولُ الأَزْهَرِیِّ .و قالَ غیرُه: السَّبُعُ من البَهَائِمِ العادِیَهِ :ما کانَ ذَا مِخْلَبٍ .و فی المُفْرَدَاتِ :سُمِّیَ بذلِکَ لتَمَامِ قُوَّتِه،و ذلِکَ أَنَّ السَّبْعَ من الأَعْدَادِ التّامَّه.

ج: أَسْبُعٌ فی أَدْنَی العَدَدِ، و سِبَاعٌ ،قال سَیبِوَیْهٌ :لم یُکَسَّرْ عَلَی غَیْرِ سِبَاعٍ ،و أَما قَوْلُهم فی جَمْعِه: سُبُوعٌ ، فمُشْعِر أَنَّ السَبْعَ لیسَ بتَخْفِیفٍ کما ذَهَبَ إِلیهِ أَهْلُ اللُّغَهِ ؛ لأَنَّ التَّخْفِیفَ لا یُوجِبُ حُکْماً عند النَّحْوِیِّین،عَلَی أَنَّ تَخْفِیفه لا یَمْتَنِعُ ،و قد جاءَ کَثِیراً فی أَشْعَارِهم،مِثْل قَوْلِه:

أَمِ السَّبْع فاسْتَنْجُوا و أَیْنَ نَجَاؤُکُم

فهذَا و رَبِّ الرَّاقِصَاتِ المُزَعْفَرُ

و أَنْشَدَ ثَعْلَب:

لِسانُ الفَتَی سَبْعٌ علیه شَذَاتُه

فإِنْ لَمْ یَزَعْ من غَرْبِه فهو آکِلُهْ

و أَرْضٌ مَسْبَعَهٌ ،کمَرْحَلَهٍ :کَثِیرَتُه ،و فِی الصّحاحِ :ذاتُ سِبَاعٍ ،و قال لَبِیدٌ:

إِلَیْکَ جاوَزْنَا بِلاداً مَسْبَعَهْ

قالَ سِیبَوَیْهٌ :بابُ مَسْبَعَهٍ و مَذْأَبَهٍ و نَظِیرِهما ممّا جاءَ علی مَفْعَلَهٍ لازمٌ له الهاءُ،و لیس فی کُلِّ شیءٍ یُقَال،إِلاَّ أَنْ تَقِیسَ شَیْئاً و تَعْلَم مع ذلِکَ أَنَّ العَرَبَ لم تَتَکَلَّم به،و لیسَ له نَظِیر من بناتِ الأَرْبَعَهِ عنْدَهُم،و إِنَّمَا خَصُّوا به بَنَاتِ الثلاثَه

ص:197


1- (1) کذا بالأصل.
2- (3) انظر اللباب لابن الأثیر 100/2-101. [1]
3- (4) سوره المائده الآیه 3. [2]
4- (5) فی معجم البلدان« [3]وادی السباع»:«لأنه لا عدوان له»و فی التهذیب و اللسان: [4]لأنه لا یعدو علی صغار الحیوان.

لِخِفَّتِها،مع أَنَّهُم یَسْتَغْنُون بقَوْلِهِم:کَثِیرَهُ الذِّئابِ ، و نحوها.

و ذاتُ السِّبَاع ،ککِتَابٍ :ع ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و وادِی السِّباع :مَوْضِعٌ بِطَرِیقِ الرَّقَّهِ علی ثَلاثه أَمْیَالٍ من الزُّبَیْدِیَّه،یُقَالُ :إِنَّه مَرَّ بهِ وَائِلُ بنُ قَاسِطٍ علی أَسْمَاءَ بِنْتِ دُرَیْمِ بنِ القَیْنِ بنِ أَهْوَدَ بنِ بَهْرَاءَ بنِ عَمْرِو بنِ الحَافِی بنِ قُضَاعَهَ ، فَهَمَّ بها حِینَ رآها مُنْفَرِدَهً فِی الخِباءِ، فقَالَتْ له:و اللّه لَئِنْ هَمَمْتَ بی لَدَعَوْتُ أَسْبُعِی،فقالَ :ما أَرَی فِی الوَادِی غَیْرَکِ ،فصاحَتْ ببَنْیها:یا کَلْبُ ،یا ذِئْبُ ، یا فَهْدُ،یا دُبُّ .یا سِرْحَانُ ،یا سِیدُ،یا ضَبُعُ ،یا نَمِرُ، فجاؤُوا یَتَعَادَوْنَ بالسُّیُوفِ ،فقال:ما أَرَی هذا إِلاَّ وَادِی السِّبَاعِ (1)،و قد ذَکَرَهُ سُحَیْمُ بنُ وَثِیلٍ الرِّیاحِیُّ ،فقال:

مَرَرْتُ علی وَادِی السِّبَاعِ و لا أَرَی

کَوَادِی السِّبَاعِ حینَ یُظْلِمُ وَادِیَا (2)

و السَّبْعِیَّهُ ،هکَذَا فی النُّسَخِ (3)،کأَنَّهُ نِسْبَه إِلی السَّبْعَه .

و فی العُبَاب:السُّبَیْعَهُ ،مصغَّراً: ماءَهٌ لِبَنِی نُمَیْرٍ.

و السَّبْعُونَ :عَدَدٌ،م ،و هو العِقْدُ الَّذِی بین السِّتِّینَ و الثّمانِین،و قد تکرّر ذِکْرُه فِی القُرآنِ و الحَدِیثِ .و العرب تَضَعُها مَوْضِعَ (4)التَّضْعِیفِ و التَّکْثِیر،کقَوْلِه تَعالَی: إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِینَ مَرَّهً فَلَنْ یَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ (5)فهو لَیْسَ من بابِ حَصْرِ العَدَد،فإِنَّه لم یُرِد اللّه عَزَّ و جَلَّ أَنَّه إِنْ زادَ علی السَّبْعِینَ غُفِرَ لهم،و لکِنَّ المَعْنَی إِن اسْتَکْثَرْتَ من الدُّعَاءِ و الاسْتِغْفَارِ للمُنَافِقِینَ لم یَغْفِرِ اللّه لهم.و کذلِکَ

14- الحَدِیث:

«إِنَّه لَیُغَانُ عَلَی قَلْبِی حَتّی أَسْتَغْفِرَ اللّه فی الیَوْمِ سَبْعِینَ مَرّهً ».

و مُحَمَّدُ بنُ سَبْعُونَ المُقْرِیءُ المَکِّیُّ قَرَأَ عَلی أَسْمَاعِیلَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ قُسْطَنْطِینَ ،المَعْرُوفِ بالقُسْطِ .

و أَبُو مُحَمَّدٍ،کما فی العُبَابِ ،ابنِ یَحْیَی السُّلَمِیّ ،و فی التَّبْصِیرِ:أَبُو بَکْرٍ عَبْدُ اللّه بنُ سَبْعُونَ القَیْرَوانِیُّ مُحَدِّث ،عنأَبِی نَصْرٍ عُبَیْدِ اللّه بنِ سَعِیدٍ الوَائِلِیّ السِّجْزِیّ بمَکَّه،و أَبِی الحَسَنِ بنِ صَخْرٍ،و عنه أَبُو القاسِمِ إِسْمَاعِیلُ بنُ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِیُّ ،و أَبو الحَسَنِ بنُ عَبْدِ السّلامِ ،سَکَن بَغْدَادَ، و تُوُفِّیَ سنهَ أَرْبَعِمِائَهٍ و تِسْعٍ و عِشْرِین،و قد اشْتَبَه عَلِی الحافِظِ حین کناه أَبا بَکْرٍ بوَلَدِه أَبِی بَکْرٍ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ سَبْعُون القَیْرَوانِیّ ،ثم البَغْدَادِیّ ،و هذا قد سَمِعَ أَبا الطَّیِّبِ (6)الطَّبَرِیَّ ،و عنه ابنُه عبدُ اللّه و تُوُفِّیَ سنهَ خَمْسِمائَهٍ ،و عَشْرٍ.کذا فی تَارِیخِ الذَّهَبِیِّ ،فتأَمَّلْ ذلِکَ .

و سَبْعِینُ (7):ه،بحَلَبَ ببَابِها کانَتْ إِقْطَاعاً للمُتَنَبِّئِ الشّاعِر، من سَیْفِ الدَّوْلَه مَمْدُوحِه،و إیّاهَا عَنَی بقَوْلِه:

أَسِیرُ إِلی إِقْطَاعِهِ فِی ثِیَابِه

عَلَی طِرْفِهِ من دَارِه بحُسَامِهِ

و السَّبُعانُ ،بضمِّ الباءِ:ع ،هکَذا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قال:

و لم یَأْتِ علی فَعُلاَنَ شَیْ ءٌ غیره.و فِی العُبَابِ أَنَّه ببِلادِ قَیْسٍ ،و فی مُعْجَمِ البَکْرِیِّ أَنَّه جَبَلٌ قِبَلَ فَلْج،و قِیلَ :وَادٍ شَمَالِیَّ سَلَم،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لابنِ مُقْبِلٍ :

أَلاَ یا دِیارَ الحَیِّ بالسَّبُعَانِ

أَمَلَّ علیها بالبِلَی المَلَوَانِ (8)

و السَّبْعَهُ -و تُضَمُّ الباءُ-:اللَّبُؤَهُ ،و منه المَثَل «أَخَذَه أَخْذَ سَبُعَه » علی ما ذَهَبَ إِلَیْه ابنُ السِّکِّیتِ ،کما تَقَدَّم.

و ککِتَابٍ : سِبَاعُ بنُ ثابِتِ ،رَوَی عنه عُبَیْدُ اللّه بنُ أَبِی یَزِیدَ أَنَّه أَدْرَکَ الجاهِلِیَّهَ .

و سِبَاعُ بنُ زَیْدٍ أَو یَزِید،العَبْسِیُّ ،له وِفَادَهٌ رُوَاتُهَا مَجْهُولُون.

14- و سِبَاعُ بنُ عُرْفُطَهَ الغِفَارِیُّ مَشْهُورٌ،اسْتَعْمَله النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم علی المَدِینَه (9).

و کزُبَیْرٍ : سُبَیْعُ بنُ حَاطِبٍ الأَنْصَارِیُّ الأَوْسِیُّ ،حَلِیفُهم، و فِی العُبَابِ ،و هُوَ من بَنِی مُعَاوِیَهَ بنِ عَوْفٍ ،اسْتُشْهِدَ یومَ أُحُدٍ.

ص:198


1- (1) انظر القصه فی معجم البلدان« [1]وادی السباع».
2- (2) البیت فی معجم البلدان و [2]نسبه إلی السفاح بن بُکیر.
3- (3) قیدها یاقوت:السَّبُعِیّه:ماء لبنی نُمَیْر.
4- (4) بالأصل:«تصفها بوصف التضعیف»و المثبت عن اللسان،و [3]فی التهذیب:و العرب تضع التسبیع موضع التضعیف و إن جاوز السبع.
5- (5) سوره التوبه الآیه 80. [4]
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أبا عیطب».
7- (7) قیدها یاقوت سبعین بلفظ العدد.
8- (8) البیت فی معجم البلدان« [5]سبعان»لابن مقبل،و قیل:ابن أحمر.
9- (9) زید فی أسد الغابه:لما خرج إلی خیبر،و إلی دومه الجندل.

و سُبَیْعُ بنُ قَیْس بهن عَیْشَهَ (1)الخَزْرَجِیُّ الحارِثِیُّ ،بَدْرِیٌّ أُحُدِیٌّ صَحَابِیَّونَ ،رضِیَ اللّه عنهم.

و کجُهَیْنَهَ : سُبَیْعَهُ بنتُ الحَارِثِ الأَسْلَمِیّه،تُوُفِّیَ عَنْهَا سَعْدُ بن خَوْلَهَ بمکَّه،فَوَلَدَتْ بعدَه بنِصْفِ شَهْرٍ،و قد تَقَدَّم حَدِیثُها.

و سُبَیْعَهُ بِنْتُ حَبِیبٍ الضَّبْعِیه (2)رَوَی عَنْهَا ثَابِتٌ البُنَانِیّ :

صَحابِیَّتانِ ،رضِیَ اللّه عَنْهُمَا،و قال العُقَیْلِیُّ فِی الأَفْرَادِ:

سُبَیْعَهُ الأَسْلَمِیَّهُ ،و قالَ :هی غیرُ بِنْتِ الحارِثِ (3).

و السِّبْعُ ،بالکَسْرِ :الوِرْدُ،و هو ظِمْ ءٌ من أَظْمَاءِ الإِبِلِ ، و إِبِلٌ سَوَابِعُ ، و هو أَنْ تَرِدَ فی الیَوْمِ السابِعِ . و قال الأَزْهَرِیُّ :و فی أَظْمَاءِ الإِبِلِ السِّبْعُ ،و ذلِکَ إِذا أَقامَتْ فی مَرَاعِیها خَمْسَهَ أَیّامٍ کَوَامِلَ .و وَرَدَتِ الیومَ السادِسَ ،و لا یُحْسَبُ یومُ الصَّدَرِ.

و السُّبْعُ ، بالضَّمِّ ،و کأَمِیرٍ:جُزْءٌ مِنْ سَبْعَهٍ ،و الجَمْعُ :

أَسْبَاعٌ ،و قالَ شَمِرٌ:لم أَسْمَعْ سَبِیعاً لغیرِ أَبی زَیْدٍ.

و سَبَعَهُم،کَضَرَبَ و مَنَعَ :کانَ سابِعَهُمْ ،الأَخِیرُ نَفَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و زادَ یُونُس بنُ حَبِیب فی کتَاب اللُّغاتِ :من حدِّ ضَرَبَ و نَصَرَ،فهو مُثَلَّثٌ ،مُسْتَدْرَکٌ علی المُصَنِّفِ .

أَو سَبَعَهُم یَسْبعهم بالتَّثْلِیثِ : أَخَذَ سُبْعَ أَمْوَالِهِم.

و سَبَعَ الذِّئْبَ :رَمَاهُ أَو ذَعَرهُ ،قالَ الطِّرِمّاحُ یَصِفُ ذِئْباً.

فَلَمَّا عَوَی لَفْتَ الشِّمَالِ (4)سَبَعْتُهُ

کَمَا أَنَا أَحْیَاناً لَهُنَّ سَبُوعُ

و یُقَال أَیْضاً: سَبَعَ فُلاناً،إِذا ذَعَرَه.

و سَبَعَ فُلاناً:شَتَمهُ و عَابَه و انْتَقَصَه و وَقَعَ فِیه بالقَوْلِ القِبیحِ ،و رَمَاهُ بمَا یَسُوءُ من القَذَعِ .

أَو سَبَعَهُ : عَضَّهُ بِأَسْنَانِه،کفِعْلِ السَّبُعِ .

و سَبَعَ الشَّیْ ءَ:سَرَقَه،کاسَتَبَعَهُ ،کِلاهما عن أَبِی عَمْرٍو.

و سَبَعَ الذِّئْبُ الغَنَمَ ،أَی فَرَسَهَا فَأَکَلَهَا. و سَبَع الحَبْلَ یَسْبَعُه سَبْعاً : جَعَلَهُ علی سَبْعِ قُوًی،أَی طاقاتٍ .

و السُّبَاعِیُّ ،بالضَّمِّ :الجَمَلُ العَظِیمُ الطَّوِیلُ ،قَالَه النَّضْرُ،و الرُّبَاعِیُّ مثلُه علی طُولِه، و هی بهَاءٍ ،یقال:نَاقَهٌ سُبَاعِیَّه و رَجُلٌ سُبَاعِیُّ البَدَنِ کذلِکَ ،أَی تامُّه.

و الأُسْبُوعُ ،من الأَیَّامِ ،قالَ اللَّیْثُ : و من النّاسِ مَنْ یَقُول: السُّبُوعُ فی الأَیّامِ و الطَّوافِ بضَمِّهِما ،الأَخِیرُ بلا أَلِف،م،هو مَأْخُوذٌ من عَدَدِ السَّبْعِ ،و الجَمْعُ : الأَسابِیعُ .

و یُقَال:طَافَ :-البَیْتِ سَبْعاً ،بفَتْحِ السِّین و ضَمِّها و أُسْبُوعاً ،و قالَ أَبُو سَعِیدٍ:قال ابنُ دُرَیْدٍ: سُبُوعاً و لا أَعْرِفُ أَحَداً قالَهُ غیرُه،و المَعْرُوفُ أُسْبُوعاً ،أَی: سَبْعَ مَرّاتٍ .و قال اللَّیْث: الأُسْبُوع من الطَّوافِ و نَحْوِه: سَبْعَهُ أَطْوَافٍ ، و الجَمْعُ أُسْبُوعاتٌ .و یُقَال:أَقَمْتُ عِنْدَه سُبْعَیْن ،أَی جُمعَتَیْنِ (5).

و کأَمِیرٍ: السَّبِیعُ بنُ سَبْع بنِ صَعْبِ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ کُرْزِ (6)بنِ مَالِکِ بن جُشَمَ بنِ حَاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ خَیْرَانَ بنِ نَوْفِ (7)بن هَمْدَانَ ، أَبُو بَطْنٍ من هَمْدَانَ ،نَقَلَهُ ابنُ الکَلْبِیِّ ، مِنْهُم:الإِمَامُ أَبُو إِسْحاقَ عُمَر (8)،هکَذا فی النُّسَخِ ، و صَوَابُه:عَمْرُو بنُ عَبْد اللّه بن علیِّ بنِ هَانِیءٍ التّابِعیُّ المُحَدِّثُ ،رَوَی عن البَرَاءِ بنِ عَازِبٍ ،و عنه شُعْبَهُ .قلت:

و منهم أَیضاً:أَبو محمد الحَسَنُ بنُ أَحمدَ السَّبِیعِیُّ الحافِظُ ، کان فی حُدُود السَّبْعِین و ثلاثِمِائهٍ ،بحَلَبَ .

و السَّبِیعُ : مَحَلَّهٌ بالکُوفه مَنسوبهٌ إِلیهم أَیضاً.

وَ أَسْبَعَ الرَّجُلُ : وَرَدَت إِبِلُه سَبْعاً ،و هم مُسْبِعُونَ ، و کذلِکَ فی سائر الأَظْماءِ،کما تقدَّم.

و أَسْبَع القَوْمُ :صارُوا سَبْعَهً .

و أَسْبَعَ الرُّعْیَانُ ،إِذا وَقَعَ السَّبُعُ فی مَوَاشِیهِم ،عن یعقوبَ ،قال الراجز:

قد أَسْبَع الرَّاعِی و ضَوْضَا أَکْلُبُه

ص:199


1- (1) عن أسد الغابه و بالأصل«عبسه».
2- (2) عن أسد الغابه،و [1]بالأصل«الضبیه»و فی.
3- (3) قال أبو عمر:و لا یصح ذلک عندی.
4- (4) بالأصل«الشمالی سبعه»و المثبت عن الدیوان ص 309.
5- (5) فی التهذیب و اللسان: [2]أی جمعتین و أسبوعین.
6- (6) فی جمهره ابن حزم ص 475 [3] کثیر.
7- (7) عن جمهره ابن حزم و [4]بالأصل«نون».
8- (8) فی القاموس:« [5]عمرو».

و أَسْبَع ابْنَهُ :دَفَعَه إِلی الظُّؤُورَهِ و منه قولُ العَجَّاج،کما فی التَّهْذِیب:

إِنَّ تَمِیماً لَمْ یُرَاضَعْ مُسْبَعَا

و لَمْ تَلِدْهُ أُمُّه مُقَنَّعَا

و نَبَسَهُ الجَوْهَرِیُّ إِلی رُؤْبَهَ ،و قد تَقَدَّمَ فی«رضع»و یَأْتِی تَفْسِیرُه قَرِیباً.

و أَسْبَعَ فُلاناً:أَطْعَمَه السَّبُعَ ،کذا نَصُّ الصّحاحِ ،و فِی المُفْرَدَاتِ لَحْمَ السَّبُعِ .

و أَسْبَعَ عَبْدَه ،أَی أَهْمَلَه ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیُّ ،یَصِفُ حِمَاراً:

صَخْبُ الشَّوارِبِ لا یَزَالُ کَأَنَّهُ

عَبْدٌ لآلِ أَبِی رَبِیعَهَ مُسْبَعُ

و المُسْبَعُ ،کمُکْرَمٍ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :هکَذا رَوَاهُ الأَصْمَعِیُّ « مُسْبَعٌ »بفتح الباءِ،و اخْتُلِفَ فیه فقِیلَ :هو المُتْرَفُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و هو قَرِیبٌ من مَعْنَی المُهْمَلِ ؛ لأَنَّهُ إِذَا أُهْمِلَ فقَدْ أُتْرِفَ عادَهً ، أَو کَنَی بالمُسْبَع عن الدَّعِیّ الّذِی لا یُعْرَفُ أَبُوه،قاله الرّاغِبُ و الصّاغَانِیُّ ، أَو وَلَدُ الزِّنَا،و هو قَرِیبٌ من الدَّعِیِّ أَو مَنْ تَمُوتُ أُمُّه،فیُرْضِعُه غیرُها ،قال النَّضْر:و یقال:رُبَّ غُلامٍ رَأَیْتُه یُرَاضَع،قال:

و المُرَاضَعَه:أَنْ یَرْضَعَ أُمَّهُ و فی بَطْنِها وَلَدٌ،و قد تَقَدَّم، و یُرَاعَی فیه مَعْنَی الإِهْمَالِ ،لأَنَّه إِذَا مَاتَتْ أُمُّه فقد أُهْمِلَ ، أَو مَنْ فی (1)العُبُودِیَّهِ إِلی سَبْعَهِ آباءٍ ،أَو فِی اللُّؤْم،و قال بَعْضُهُم:إِلی سَبْعِ أُمَّهاتٍ ، أَو إِلی أَرْبَعَهٍ ،هکَذَا قالَه النَّضْر،و لم یَأْخُذْه من اللَّفْظِ ،و قال غَیْرُه:مَنْ نُسِبَ إِلی أَرْبَعِ أُمَّهَاتٍ کُلّهنّ أَمَهٌ ، أَو مَنْ أُهْمِلَ مع السِّبَاعِ ،فصارَ کسَبُع خُبْثاً ،نَقَلَه أَبو عُبَیْدَهَ .و قال غَیْرُه: المُسْبَع :المُهْمَلُ الذی لم یُکَفَّ عن جَرَاءَتهِ ،فبَقِیَ علیها.و عَبْدٌ مُسْبَعُ ،أَی مُهْمَلٌ جَرِیءٌ،تُرِکَ حَتّی صارَ کالسَّبُعِ ،و به فَسَّرَ الجَوْهَرِیُّ قولَ أَبِی ذُؤَیْبٍ .و قالَ السُّکَّرِیُّ فِی شَرْحِ الدِّیوانِ عَبْدٌ مُسْبَعٌ ،أَی مُهْمَلٌ ،و أَصْلُ المُسْبَع :المُسْلَمُ إِلی الظُّؤُورَهِ ، قالَ رُؤْبَهُ :

إِنّ تَمِیماً لم یُرَاضَعْ مُسْبَعَا

قلتُ :و هذَا الَّذِی أَنْکَرَه أَبو سَعِیدٍ عَلَی ابْنِ دُرَیْدٍ قد

16- جَاءَفی حَدِیثِ سَلَمَهَ بنِ جُنَادَهَ : «إِذا کانَ یَوْمُ سُبُوعِه ». یریدُ یومَ أُسْبُوعهِ من العُرْسِ ،أَی بعدَ سَبْعَهِ أَیّامٍ .

أَی لم یُقْطَعْ عن أُمِّه؛فیُدْفَعْ إِلی الظُّؤُورَه،فیکون مُهْمَلاً،و الصَّبِیُّ فی أَسابِیعِه سَبْعَهُ أَسابِیعَ ،و هی أَرْبَعُون (2)یوماً لا یُسْقَی، فالمُسْبَعُ مِنْ هذا،و سُمِّی تَمِیماً لأَنَّهُ تَمَّ فی بَطْنِ أُمِّه،وُلِدَ لِسَنَتَیْن،فحین وُلِدَ لم یَشْرَبِ اللَّبَنَ ،أَکَلَ و قد نَبَتَتْ أَسْنَانُه. أَو المَوْلُود لِسَبْعَهِ أَشْهُرٍ فَلَم یُنْضِجْه الرَّحِمُ و لم یُتِمَّ شُهُورَه،نقَلَه الأَزْهَرِیُّ و ابنُ فارِسٍ ،و به فَسَّرَ الأَزْهَرِیُّ قولَ رُؤْبَهَ .

و قال الجَوْهَرِیُّ :قال أَبو سَعِیدٍ الضَّرِیر: مُسْبِعٌ (3)؛بکسر الباءِ،قال:فَشَبَّه الحِمَارَ و هو یَنْهَق بعَبْدٍ قد صَادَفَ فی غَنَمِه سَبُعاً ،فهُوَ یُهَجْهِجُ بهِ ؛لِیَزْجُرَه عَنْهَا.قالَ :و أَبُو رَبِیعَهَ فی بَنِی سعدِ بنِ بَکْرٍ،و فی غیرهم،و لکنّ جِیرَانَ أَبِی ذُؤَیْبٍ بَنُو سَعْدِ بنِ بَکْرٍ،و هم أَصْحَابُ غَنَم.قلتُ :و فی شَرْحِ الدِّیوَانِ :أَبُو رَبِیعَهَ هذَا ابنُ ذُهْلِ بنِ شَیْبَانَ ،و یُقَالُ :أَبُو رَبِیعَهَ من بَنِی شِجْعِ بنِ عامِرِ بنِ لَیْثِ بنِ بَکْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاهَ .

قلتُ :و فیهِ وَجْهٌ آخَرَ،تَقَدَّم فی«ر ب ع»فرَاجِعْه.

و سَبَّعَهُ تَسْبِیعاً :جَعَلَه سَبْعَهً ،و کذا سَبَّعَه :إِذا جَعَلَه ذا سَبْعَهِ أَرْکانٍ .

و سَبَّعَ الإِنَاءَ:غَسَلَه سَبْعَ مَرّاتٍ ،و منه قولُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

فإِنَّکَ مِنْهَا و التَّعَذُّرَ بَعْدَ ما

لَجَجْتَ و شَطَّتْ من فُطَیْمَهَ دَارُهَا

لَنَعْتُ الَّتِی قامَتْ تُسَبِّعُ سُؤْرَهَا

و قالَتْ :حَرَامٌ أَنْ یُرَجَّلَ جَارُهَا (4)

و قال أَعْرَابِیٌّ لرَجُلٍ أَحْسَنَ إِلیه: سَبَّعَ اللّه لَکَ ،أَی أَعْطَاکَ أَجْرَکَ سَبْعَ مَرَّاتٍ ،أَو ضَعَّفَ لکَ ما صَنَعْتَ سَبْعَهَ أَضْعَافٍ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : سَبَّعَ اللّه لِفُلانٍ تَسْبِیعاً ،وَ تَبَّعَ له تَتْبِیعاً،أَی تابَعَ له الشَّیْ ءَ بعدَ الشَّیْ ءِ،و هو دَعْوهٌ تَکُونُ فِی الخَیْرِ و الشَّرِّ،قالَ أَبو سَعِیدٍ:و حُکِیَ عن العَرَبِ -و سَمِعْتُ

ص:200


1- (1) فی التکمله:و قیل:الذی هو فی العبودیه.
2- (2) کذا بالأصل،و بهامش المطبوعه الکویتیه:«و لعلها تسعه و أربعون».
3- (3) یرید قول أبی ذؤیب:عبد لآل أبی ربیعه مسبع.
4- (4) دیوان الهذلیین 26/1 و فیه:«کنعت التی ظلت»بدل«لنعت التی قامت».

من دعَامَهَ بنِ ثامِلٍ -: سَبَّعَ اللّه لکَ أَجْرَها،أَی ضاعَفَ اللّه لکَ أَجْرَ هذِه الحَسَنَهِ .و قال السُّکَّرِیّ فی شرحِ قَوْلِ أَبِی ذُؤَیْبٍ :« تُسَبِّعُ سُؤْرَهَا»،أَی تَتَصَدَّقُ به،تَلْتَمِس تَسْبِیعَ الأَجْرِ،و العَرَبُ تَضَعُ التَّسْبِیعَ موضِعَ التَّضْعِیفِ و إِن جاوَز السَّبع ،و الأَصلُ فی ذلِکَ قولُه عَزّ و جلّ : مَثَلُ الَّذِینَ یُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِی سَبِیلِ اللّهِ کَمَثَلِ حَبَّهٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِی کُلِّ سُنْبُلَهٍ مِائَهُ حَبَّهٍ وَ اللّهُ یُضاعِفُ لِمَنْ یَشاءُ (1)ثُمَّ

14- قالَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم: «الحَسَنَهُ بعَشْرٍ إِلی سَبْعِمائَهٍ ». و المَعْنَی تَلْتَمِسُ تَسْبِیعَ الثَّوَابِ بسُؤْرِهَا،فأَلْقَی الباءَ و نَصَب.

و سَبَّع القُرْآنَ :وَظَّفَ علیهِ قِراءَتَه فی کُلِّ سَبْعه لَیالٍ ، کما فی اللِّسَانِ و العُبَابِ . و سَبَّعَ لاِمْرَأَتِه:أَقامَ عِنْدَهَا سَبْعَ لَیالِ ،و منه

14- قَوْلُ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم لأُمِّ سَلَمَهَ -حین تَزَوَّجَها و کانت ثَیِّباً-«إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ لَکِ ،و إِنْ سَبَّعْتُ لَکِ سَبَّعْتُ لنِسَائِی»و فِی رِوایَه:«إِنْ شِئْتِ سَبَّعْتُ عِنْدَکِ ،ثُمَّ سَبَّعْتُ عِنْدَ سائِرِ نِسَائِی،و إِنْ شِئْتِ ثَلَّثْتُ و دُرْتُ ،فقَالَتْ :ثَلِّثْ و دُرْ». اشْتَقُّوا فَعَّلَ من الوَاحد إِلی العَشَره،فمَعْنَی سَبَّعَ :أَقامَ عندها سَبْعاً ،و ثَلَّثَ :أَقام عِندها ثَلاثاً،و کذلِکَ مِن الوَاحدِ إِلی العَشَره فی کُلِّ قَوْلٍ و فِعْل.

و سبَّعَ دَرَاهِمَهُ ،أَی کَمَّلَها سَبْعِینَ .و هذه مُوَلَّدَه ، و کذلِکَ سَبْعَنَ دَراهِمَه:إِذا کَمَّلهَا سَبْعِین ،مولّده أَیضاً،لا یجوز أَن یُقَالَ ذلِکَ ،و لِکن إِذا أَرَدْتَ أَنَّک صَیَّرْتَه سَبْعِینَ قلتَ :کَمَّلْتُه سَبْعِینَ .

و سَبَّعَت القَوْمُ :تَمَّتْ سَبْعَمِائَهِ رَجُلٍ ،و منه

16- الحَدِیثُ :

« سَبَّعَت سُلَیْم یَوْمَ الفَتْح». أَی کَمُلَت سَبْعَمِائَهِ رَجُل،و هُوَ نَظِیرُ ثَیَّبَتِ (2)المَرْأَهُ ،و نَیَّبَتِ النّاقَهُ .

و السِّبَاعُ :ککِتَابٍ :الجِمَاعُ نَفسُه،و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنّه صَبَّ علی رَأْسِهِ الماءَ من سِبَاعٍ کانَ مِنْهُ فِی رَمَضَانَ ». هذِه عن ثَعْلَبٍ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ . و قِیلَ :هو الفَخَارُ بکَثْرتِه ، و إِظهارُ الرَّفَث ،و بهِ فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ : «نُهِیَ عن السِّبَاعِ ». قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :کأَنَّه نُهِیَ عن المُفَاخَرَهِ بالرَّفَث و کَثْرَهِ الجِمَاعِ ،و الإِعْرَابِ بما یُکْنَی عنه من أَمْرِ النَّسَاءِ.

و قِیل: السِّبَاعُ المَنْهَیُّ عنه: التَّشَاتُمُ بأَنْ یَتَسابَّ الرَّجُلاَنِ ،فَیَرْمِیَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه بما یَسُوءُهُ من القَذْعِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

السَّبْعُ المَثَانِی:الفَاتِحَهُ ؛لأَنَّهَا سَبْعُ آیاتٍ ،و قیلَ :السُّوَرُ الطِّوَالُ من البَقَرَهِ إِلی الأَعْرَاف،کما فی المُفْرَداتِ ،و فی اللِّسَان إِلی التَّوْبَهِ ،علی أَنْ تُحْسَبَ التَّوْبَهُ و الأَنْفَالُ بسُورَهٍ وَاحِدَهٍ ،و لهذا لم یُفْصَلْ بینَهُمَا بالبَسْمَلَهِ فی المُصْحَف.

و هذا سِبیعُ هذَا،أَی، سابِعُه .

و هو سابعُ سَبْعَهٍ ،و سَابعُ سِتَّهٍ .

و أَسبَعَ الشَّیْ ءَ:صَیَّرَهُ سَبْعَهً .

و سَبَّعَتِ المَرْأَهُ :وَلَدَتْ لِسَبْعَهِ أَشْهُرٍ.

و سُبِعَ المَوْلُودُ:حُلِقَ رَأْسُه،و ذُبِحَ عنه لسَبْعَهِ أَیّامٍ (3)، قاله ابنُ دُرَیْدٍ.

وَ سَبَّعَ اللّه لَکَ :رَزَقَکَ سَبْعَهَ أَوْلاَدٍ،و هو عَلَی الدُّعاءِ.

و ثَوْبٌ سُبَاعِیٌّ ،إِذا کانَ طُولُه سَبْعَ أَذْرُعٍ ،أَو سَبْعَهَ أَشْبَارٍ،لأَنَّ الشِّبْرَ مُذَکَّر،و الذِّراعَ مُؤَنَّثَهٌ .

و بَعِیرٌ مُسَبَّعٌ ،کمُعَظَّم،إِذا زادَتْ فی مُلَیْحائِه سَبْعُ مَحَالاتِ .

و المُسَبَّعُ من العُرُوضِ :ما بُنِیَ علی سَبْعَهِ أَجْزَاءٍ.

و جمع السَّبْعِ : سُبُوعٌ و سُبُوعَهٌ ،کصُقُورٍ،و صُقُورَهٍ .

و سُبِعَت الوَحْشِیَّهُ ،فهی مَسْبُوعَهٌ :أَکَلَ السَّبُعُ وَلدَهَا.

و السِّبَاعُ ،ککِتَابٍ :موضعٌ ،أَنْشَدَ الأَخْفَشُ :

أَطْلاَل دَارٍ بالسِّبَاعِ فحَمَّهٍ

سأَلْتُ فلَمَّا اسْتَعْجَمَت ثمَّ صَمَّتِ

و السُّبَیْعَانِ :جَبَلانِ ،قال الرّاعِی:

کَأَنِّی بصَحَراءِ السُّبَیْعَینِ لَمْ أَکُنْ

بأَمْثَالِ هِنْدٍ قَبْلَ هِنْدٍ مُفَجَّعَا (4)

و أَسْبَعَت الطَّرِیقُ :کثُرَ فِیها السِّباعُ .

و المُتَسَبَّعُ :مَوْضِعُ السَّبُعِ .

ص:201


1- (1) سوره البقره الآیه 261. [1]
2- (2) عن التکمله و بالأصل«نیَّبَت».
3- (3) ضبطت العباره فی التکمله بالبناء للمعلوم،و المثبت عن اللسان. [2]
4- (4) دیوانه ص 171 و انظر تخریجه فیه.

و أَبُو السِّبَاع :کُنْیَهُ إِسْمَاعِیلَ علیه السّلام؛لأَنَّهُ أَوّلُ من ذُلِّلَتْ له الوُحُوشُ :

و یُقَال:ما هو إِلاَّ سَبُعٌ من السِّبَاعِ ،للضَّرّارِ.و هو مَجَاز.

و أَسْبَعَ لامْرَأَتهِ :لغَهٌ فی سَبَّعَ .

و أُمُّ الأَسْبُعِ بِنْتُ الحَافِی بنِ (1)قُضَاعَهَ ،بضَمّ الباءِ،هی أُمّ أَکْلُبٍ و کِلاَبٍ و مَکْلَبَه؛بنِی رَبِیعَهَ بنِ نِزَارٍ.

و سُبَیْعَهُ بنُ غَزَالٍ :رَجُلٌ من العرَب له حَدِیثٌ .

و وَزْنُ سَبْعَهَ :لَقَبٌ .

و أَبو الرَّبِیع سُلَیْمَانُ بنُ سَبْعٍ السَّبْتِیّ ،و قد تُضَمّ الباءُ:

صاحِبُ شِفّاءِ الصُّدُورِ.

و السَّبْعِیَّه :طائفَهٌ من غُلاه الشِّیعَهِ .

و کُزَبَیْرٍ: سُبَیْعُ بنُ الحارِثِ بن أُهْبَانَ السُّلَمِیُّ ،من ولَدِه أَحْمَرُ الرَّأْسِ بن (2)قَرَّهَ بنِ دُعْمُوصِ بنِ سُبَیْع السُّبَیْعِیُّ :

شاعِرٌ،رَوَتْ عنه ابنَتُه أُمُّ سُرَیْرَهَ کثیراً من شِعْرِه،أَنْشَدَه عنها الهَجَرِیُّ فی نَوَادِرِه.

و کجُهَیْنَهَ . سُبَیْعَهُ بنُ رَبِیع بنِ سُبَیْعٍ القُضَاعِیّ ،مِنْ وَلَده:أَوْسُ بنُ مالِکِ بنِ زینهَ بنِ مالکِ بن سُبَیْعَهَ ،کانَ شَرِیفاً،ذَکرَه الرُّشاطِیُّ .

و بِرْکَهُ السَّبْع :قریهٌ بمِصْر.

و سُوَیْقَهُ السَّبَّاعِینَ :خُطَّهٌ بها.

و أَبو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الحَقِّ بنُ إِبراهِیمَ بنِ نَصْرٍ،الشَّهیرُ بابْن سَبْعِین المَکِّیُّ المُرْسِیُّ الأَنْدَلُسِیُّ المُلَقَّبُ بقُطْبِ الدِّینِ ، ولِدَ سنهَ خَمْسِمِائَهٍ و أَرْبَعَهَ عَشَرَ،و تُوفِّی بمکَّهَ سنهَ سِتِّمِائهٍ و تِسْعٍ و عِشْرِینَ .

و دَرْبُ السَّبِیعیّ بحَلَب،و إِلیه نُسِبَ أَبو عَبْدِ اللّه الحُسَیْنُ بنُ صالِح بنِ إِسْمَاعِیلَ بنِ عُمَرَ بنِ حَمّادِ بنِ حَمْزَهَ الحَلَبِیُّ السَّبِیعیّ ،مُحَدِّث ابنُ مُحَدِّث ابنِ مُحَدِّثٍ ،و ابنُ عَمِّ أَبِیه الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ صالِح:حَافِظٌ ثِقَهٌ .

ستع

المِسْتَعُ ،کمِنْبَرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و حَکَی الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْثِ ،قال:هو الرَّجُلُ السَّرِیعُ الماضی فی أَمْرِهِ ،کالمِسْدَعِ (3)،و نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً هکَذَا،و قال:هو لُغَهٌ فِی المِزْدَع، و قیل: المِسْتَع :هو السَّرِیع من الرِّجَال، و هو بمعنَی المُنْکَمِش، کالمُنْسَتِع ،هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَاب.

سجع

السَّجْعُ :الکَلامُ المُقَفَّی ،کما فی الصّحاحِ ، أَو هو مُوَالاهُ الکَلامِ علی رَوِیٍّ واحدٍ،کما فی الجَمْهَرَهِ .

قال شیْخُنا:الفتْحُ کما دلَّ علیه إطْلاقُ المُصَنِّفِ هو المعْرُوفُ المشْهُور،و زعم قومٌ أَنَّه بالکسْر،و أَنَّهُ اسمٌ لما یُسْجعُ من الکلام،کالذَبْح،بالکسْر؛لما یُذْبَحُ ،و لا أَعْرِفُه فی دواوِین اللُّغه،و إِخالُه من تفَقُّهات العَجَم.قلت، و قائلُ هذا کأَنَّهُ یُریدُ الفرْق بیْن الاسْم و المَصْدَرِ،و قد صَرَّح الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللّه بنِ مُحَمّدِ بن یَحْیَی الأَصْبَهَانِیُّ الکاتِبُ فی کِتَاب«غَرِیب الحَمَام الهُدَی»ما نَصُّه: سَجَعَ الحَمَامُ یَسْجَعُ سَجْعاً ،الجِیمُ مُسَکَّنَهٌ فی الاسمِ و المَصْدَر، و جاءَ ذلِکَ علی غیر قِیاسٍ :فَتَأَمَّلْ ذلِکَ .

و فی کامِلِ المُبَرِّدِ: السَّجْع فِی کلامِ العَرَبِ :أَنْ یَأْتَلِف أَوَاخِرُ الکَلِمِ علی نَسَقٍ ،کما تَأْتَلِفُ القَوَافِی، ج: أَسْجَاعٌ ، کالأُسْجُوعَهِ بالضَّمّ ،ج: أَساجِیعُ .

و سَجَعَ ، کمَنعَ ، یَسْجَعُ سَجْعاً : نَطَقَ بکَلامٍ له فَوَاصِلُ کفَوَاصِلِ الشِّعْرِ من غَیْرِ وَزْن،کما قالَ فی صِفَهِ سِجِسْتَانَ :

«ماؤُهَا وشَلْ ،و لِصُّهَا بَطَل،و تَمْرُها دَقَلٍ ،إِن کَثُرَ الجَیْشُ بها جاعُوا،و إِنْ قَلُّوا ضَاعُوا»قالَه اللَّیْثُ ، فهو سَجّاعَهٌ بالتَّشْدِیدِ،و هو من الاسْتِوَاءِ و الاسْتِقَامَهِ و الاشْتِباه (4)؛لأَنَّ کُلَّ کلمه تُشْبِهُ صاحِبَتَها.قال ابنُ جِنِّی:سُمِّیَ سَجْعاً لاشْتِبَاهِ أَوَاخِرِه،و تَنَاسُبِ فَوَاصِلِه،و حَکَی أَیضاً: سَجَعَ الکَلامَ فهو مَسْجُوعٌ و سَجَعَ بالشَّیْ ءِ:نَطَقَ به علی هَذه الهَیْئَهِ ،فهو ساجِعٌ .

و الأُسْجُوعَه :ما سُجِعَ بهِ ،و یُقَال:بَیْنَهُم إِسْجُوعَهٌ .

14- قالَ الأَزْهَرِیُّ : و لَمّا قَضَی النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم فی جَنِینِ امْرَأَهٍ ضَرَبَتْهَا الأُخْرَی،فسَقَطَ مَیِّتاً بغُرَّهٍ عَلَی عاقِلَهِ الضّارِبَهِ ،قال رَجُلٌ منهم:«کَیْف نَدِی مَنْ لا شَرِبَ و لا أَکَل،و لا صَاحَ فاسْتَهَلّ ،و مِثْلُ دَمِه یُطَلّ ؟»:قال صلّی اللّه علیه و سلّم:«أَ سَجْعٌ کسَجْعِ

ص:202


1- (1) عن التکمله و بالأصل«من».
2- (2) بالأصل«من».
3- (3) عن اللسان و بالأصل«کالمسدح».
4- (4) اللسان: [1]کأن.

الکُهّانِ ؟»:و فِی روایه:«إِیّاکُمْ و سَجْعَ الکُهّانِ ». و

14- فی الحَدِیثِ : أَنَّه صلّی اللّه علیه و سلّم نَهَی عن السَّجْعِ فی الدُّعاءِ. قالَ الأَزْهَرِیُّ :انَّمَا کَرِهَ السَّجْعَ فی الکَلام و الدُّعَاءِ لمُشَاکَلَهِ کَلامِ الکَهَنَهِ ،و سَجْعِهِم فِیما یَتَکَهَّنُونَه،فأَمَّا فَوَاصِلُ الکَلامِ المَنْظُوم،الّذی لا یُشَاکِلُ المُسَجَّعَ ،فهو مُبَاحٌ فِی الخُطَبِ و الرَّسَائلِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سَجَعَت الحَمَامَهُ ،إِذا رَدَّدَت صَوْتَهَا ، و فی کاملِ المُبَرِّدِ: سَجْعُ الحَمَامَهِ :مُوَالاهُ صَوْتِهَا عَلَی طَرِیقٍ وَاحِدٍ،تقولُ العَرَبُ : سَجَعَت الحَمَامَهُ ،إِذا دَعَتْ و طَرَّبَتْ فی صَوْتِها، فهی سَاجِعَهُ و سَجُوعٌ ،بغیرِ هاءٍ، ج:

سُجَّعٌ ،کرُکَّعٍ ،و سَوَاجِعُ ،و أَنشَدَ اللَّیْثُ :

إِذا سَجَعَتْ حَمَامَهُ بَطْنِ وَجًّ

علی بَیْضَاتِهَا تَدْعُو الهَدِیلا

و قال رُؤْبَهُ :

هَاجَتْ و مِثْلِی نَوْلُه أَنْ یَرْبَعَا

حَمَامَهٌ هاجَتْ حَماماً سُجَّعَا

و أَنْشَدَ:أَبُو لَیْلَی:

فإِنْ سَجَعَتْ هاجت لکَ الشَّوْقَ سَجْعُهَا

و إِنْ قَرْقَرَتْ هَاجَ الهَوَی قَرْقَرِیرُهَا

و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

طَرِبْتَ و أَبْکَاکَ الحَمَامُ السَّوَاجِعُ

تَمِیلُ بها ضَحْواً غُصُونٌ یَوَائعُ (1)

و

14- فِی الحَدِیث: أَنّ أَبا بَکْرٍ رضِیَ اللّه عَنْه اشْتَرَی جارِیَهً ، فأَرادَ وَطْأَها،فقالت:إِنَّی حامِلٌ ،فَرُفِعَ ذلِک إِلی رَسُول اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم،فقال:«إِنَّ أَحَدَکُم إِذا سَجَعَ ذلِکَ المَسْجَعَ فلیس بالخِیَارِ عَلَی اللّه و أَمَرَ بِرَدِّهَا . أَی:قَصَدَ ذلک المَقْصَدَ و مَعْنَی الحَدِیثِ :أَنَّهْ کَرِهَ وَطْ ءَ الحَبَالَی،و أَصْلُ السَّجْعِ :

القَصْدُ المُسْتَوِی علی نَسَقٍ وَاحِدٍ.

و السّاجِع :القاصِدُ ،عن أَبِی زَیْدِ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و زَادَ فی العُبَابِ فی الکَلامِ و غَیْرِه کالسَّیْرِ،و هو مَجَازٌ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

قَطَعْتُ بها أَرْضاً تَرَی وَجْهَ رَکْبِهَا

إِذَا مَا عَلَوْهَا مُکْفَأً غَیْرَ ساجِعِ (2)

قال أَبُو زَیْدٍ:غَیْرَ ساجِعِ :غَیْرَ جَائرٍ عن القَصْدِ،کما فی العُبَابِ ،و فِی الصّحاحِ :أَی جائراً غیرَ قاصِدٍ،و قال:غَیْر قاصِدٍ لِجِهَهٍ وَاحِدَهٍ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: السّاجِعُ : الناقَهُ الطَّویلَهُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و لم أَسْمَعْ هذا لغَیْرِه.

أَو السّاجِعُ من النُّوق: المُطْرِبَهُ فی حَنِینِها یُقَال: سَجَعَت النّاقَهُ سَجْعاً ،إِذا مَدَّت حَنِینَها علَی جِهَهٍ وَاحِدَهٍ .

و الوَجْهُ السّاجِعُ :هو المُعْتَدِلُ الحَسَنُ الخِلْقَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سَجَعَ یَسْجَعُ سَجْعاً :اسْتَوَی و اسْتَقَامَ ،و أَشْبَه بَعْضُه بَعْضاً،و کَلاَمٌ مُسَجَّعٌ ،و قد سَجَّعَ تَسْجِیعاً :مثل سَجَعَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و جَمْعُ السَّجْعِ : سُجُوعٌ ،عن ابْنِ جِنِّی،قال ابنُ سِیدَه:

لا أَدْرِی أَ رَوَاه أَم ارْتَجَلَه ؟.

و فی المَثَلِ : «لا آتِیکَ ما سَجَع الحَمَامُ » ،یُرِیدُونَ الأَبَدَ،عن اللِّحْیَانِیِّ .

و سَجَعَتِ القَوْسُ :مَدَّتْ حَنِینَها علی جِهَهٍ وَاحِدَهٍ ،و هو مَجَازٌ،قالَ یَصِفُ قَوْساً:

و هْیَ إِذا أَنْبَضْتَ فیها تَسْجَعُ

تَرَنَّمَ النَّحْلِ (3)أَباً لا یَهْجَعُ

یَقُولُ :کَأَنَّهَا تَحِنُّ حَنِیناً مُتَشَابِهاً،و هو من الاسْتِوَاءِ و الاسْتِقَامَهِ و الاشْتِبَاه.

و السِّجَاعِیَّهُ ،بالکَسْرِ:قَرْیَهٌ بمِصْرَ.

سدع

السَّدْعُ ،کالمَنْعِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو صَدْمُ الشَّیْ ءِ بالشَّیْ ءِ ،لغه یَمَانِیَهٌ ،یُقَال: سَدَعَه یَسْدَعُه سَدْعاً (4).

و قَالَ غیرُه: السَّدْعُ : الذَّبْحُ و البَسْطُ ،لغهٌ فی الصَّدْع.

ص:203


1- (1) فی الجمهره 93/2:« [1]طربت و أبکتک الحمام...غصون نوائع».
2- (2) دیوانه و التهذیب و قال بعده:أراد أن السَّموم قابل هبوبها وجوه الرکب فاکفئوها عن مهبها أتّقاء لحرها.
3- (3) فی المحکم:أبی لا یهجع.
4- (4) الجمهره 261/2. [2]

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: و سُدِعَ ،کعُنِیَ ، سَدْعَهً شَدِیدَهً ،إِذا نُکِبَ نَکْبَهً شَدِیدَهً . و لو اقْتَصَرَ علی قَوْلِه:نُکِبَ -کما هو نصُّ الجمهره (1)-کان أَخْصَرَ.

و قالَ اللَّیْثُ : المِسْدَعُ ،کمِنْبَرٍ: المَاضِی لوَجْهِهِ .

و قِیلَ :هو الدَّلِیلُ ،و (2)قِیلَ :هو الهَادِی ،و فی بعض النُّسخ:«أَو الهادِی»و نَصُّ العَیْن: السَّدْع :الهِدَایَهُ للطَّرِیق.و رَجلٌ مِسْدَعٌ :دَلِیلٌ مَاضٍ لوَجْهِه،و قیل:سَرِیعٌ .

و فی التَّهْذِیبِ :رجلٌ مِسْدَعٌ :مَاض لوَجْهِهِ نَحْوُ الدَّلِیل، و فی بعضِ النُّسَخِ :مِثْلُ الدَّلِیلِ ،و هو قَوْلُ اللَّیْثِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: و قولُهم:نَقْذاً لَکَ من کُلِّ سَدْعَهٍ ،أَی سَلامهً لکَ من کُلِّ نَکْبَهٍ ،لغهٌ یَمَانِیَّهٌ .

قال الأَزْهَرِیُّ :و لم أَجِدْ فِی کَلام العرَبِ شَاهِداً لِما قالَهُ اللَّیْثُ و ابنُ دُرَیْدٍ.و أَظُنُّ قولَه:« مِسْدَع »بالسِّینِ أَصْلُه صادٌ، مِصْدَعٌ ،من قَوْلهِ تَعالَی: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ (3)أَی:

افْعَلْ .

و قال ابنُ فارِسٍ :السِّینُ و الدّالُ و العَیْنُ لیس بأَصْلٍ ، و لا یُقَاسُ علیه،و ذَکَر ما قَالَهُ اللَّیْثُ ،و قال:هذا شیءٌ لا أَصْلَ له.کما فی العُبَابِ .

سرطع

سَرْطَعَ :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:

أَی عَدَا عَدْواً شَدِیداً من فَزَعٍ ،کطَرْسَعَ ،کما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ .

سرع

السَّرَعُ ،مُحَرَّکَهً ،و کعِنَبٍ و السُّرْعَهُ ،بالضَّمِّ :

نَقِیضُ البُطْ ءِ، سَرُعَ ،ککَرُمَ ، سُرْعَهً ،بالضَّمِّ ،و سَرَاعَهً و سِرْعاً ،بالکَسْرِ و سِرَعاً ،کعِنَبٍ ،و سَرْعاً ،بالفَتْحِ ،و سَرَعاً ، مُحَرَّکهً ،فهو سَرِیعٌ و سَرِعٌ و سُرَاعٌ ،و الأُنْثَی بهَاءٍ،و سَرْعَانُ ، و الأُنْثَی سَرْعَی .و یُقَالُ : سَرِعَ ،کعَلِم.قال الأَعْشَی یُخَاطِبُ ابْنَتَه:

و اسْتخْبِرِی قَافِلَ الرُّکْبَانِ و انْتَظِری

أَوْبَ المُسَافِرِ إِنْ رَیْثَاً و إِنْ سَرَعَا

قالَ الجَوْهَرِیُّ :و عَجِبْتُ من سُرْعَهِ ذاکَ ،و سِرَعِ ذاکَ ، مثل:صِغَرِ ذاکَ ،عن یَعْقُوبَ . وَ اللّهُ - عَزَّ و جَلَّ - سَرِیعُ الْحِسابِ ، أَی حِسَابُه وَاقِعٌ لا مَحالَهَ ،و کُلُّ وَاقِع فهو سَرِیعٌ أَو سُرْعَهُ حِسابِ اللّه:أَنَّه لا یَشْغَلُه حِسَاب وَاحِدٍ عن حِساب آخَرَ، و لا یَشْغَلُه شَیْ ءٌ عن شَیْ ءٍ،أَو مَعْنَاهُ تُسْرِعُ أَفْعالُه،فَلا یُبْطِیءُ شَیْ ءٌ مِنْها عَمّا أَرادَ،جَلَّ و عَزَّ؛لأَنَّه بغَیْرِ مُبَاشَرَهٍ و لا عِلاجٍ ،فهو -سُبْحَانَه و تعالَی- یُحَاسِبُ الخَلْقَ بعدَ بَعْثِهم و جَمْعِهم فی لَحْظَهٍ بلا عَدٍّ و لا عَقْدٍ، وَ هُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبِینَ .

و فی المُفْرَداتِ و البَصَائِر:و قولُه عَزَّ و جَلَّ : إِنَّ اللّهَ سَرِیعُ الْحِسابِ (4)و سَرِیعُ الْعِقابِ (5)تَنْبِیهٌ علی ما قالَ عَزَّ وَ جَلَّ : إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَیْئاً أَنْ یَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ (6).

و کأَمِیرٍ : سَرِیعُ بنُ عِمْرَانَ الهُذَلِیُّ الشّاعِرُ لم أَجِدْ له ذِکْراً فی دِیوانِ أَشْعَارِهم (7)رِوَایَه أَبی بَکْرٍ القارِی.

و السَّرِیعُ : المُسْرِعُ و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ سَرُعَ و أَسْرَعَ وَاحدٌ،و قد فَرَّقَ سِیبَوَیْهِ بَیْنَهُمَا،کما سَیَأْتِی، ج: سُرْعَانٌ ، بالضَّمِّ ،ککَثِیبٍ و کُثْبَانٍ ،و به

16- رُوِیَ حَدِیثُ ذِی الیَدَیْنِ :

«فخَرَج سُرْعَانُ النّاسِ ». علی ما سَمِعْتُه من شَیْخِی العَلاّمَهِ السّیِّدِ مَشْهُورِ بنِ المُسْتَرِیحِ الأَهْدَلِیّ الحُسَیْنِیّ حینَ إِقرائه صَحِیحَ البُخَارِیِّ فی ثغر الحُدَیِّدَهِ ،أَحَدِ ثُغورِ الیَمَنِ فی سنه أَلْفِ و مایه و أَرْبَعَهٍ و سِتِّینَ .

و السَّرِیعُ : القَضِیبُ یَسْقُطُ من البَشَامِ ،ج: سِرْعانٌ ، بالکَسْرِ ،و سَیَأْتِی فِی آخِرِ المادَّهِ أَنَّه یُجْمَعُ بالضَّمِّ و الکَسْرِ.

و أَبُو سَرِیعٍ :کُنْیَهُ العَرْفَج،أَو النّار الَّتِی فِیه ،و هذا قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو،و أَنشدَ:

لا تَعْدِلَنَّ بأَبِی سَرِیعِ

إِذا غَدَتْ نَکْبَاءُ بالصَّقِیعِ

و الصَّقِیع:الثَّلْج.

و سَرِیعَهُ ، کَسَفِینَهٍ :اسمُ عَیْن.

و حِجْرٌ سُرَاعَهٌ ،کثُمامَهٍ : سَرِیعَهُ ،قالَتْ امرأَهُ قَیْسِ بنِ رَواحَهَ :

ص:204


1- (1) الجمهره 261/2. [1]
2- ((*)) بالقاموس:«أو»بدل«و».
3- (2) سوره الحجر الآیه 94. [2]
4- (3) سوره آل عمران 199. [3]
5- (4) سوره الأنعام الآیه 83.
6- (5) سوره یس الآیه 165. [4]
7- (6) مذکور فی شرح أشعار الهذلیین ص 578.

أَیْنَ دُرَیْدٌ فهو ذُو بَرَاعَهْ

حَتَّی تَرَوْهُ کَاشِفاً قِنَاعَهْ

تَعْدُو به سَلْهَبَهٌ سُرَاعَهْ

هکَذَا أَنْشَدَه ابنُ دُرَیْدٍ (1)،کما فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ ، و قال ابنُ بَرِّیّ :فَرَسٌ سَرِیعٌ و سُرَاعٌ ،قال عَمْرُو بن مَعْدِیکَرِبَ .

حَتَّی تَرَوْه کاشِفاً..

إِلی آخِره.

و قَوْلُهم: السَّرَعَ ، السَّرَعَ أَی الوَحَا الوَحَا (2)،هکَذَا هو مُحَرَّکاً،کما هو مَضْبُوطٌ عندنَا،و فِی الصّحاحِ :کعِنَبٍ فیهما (3)،و ضَبَط الوَحا بالقَصْر و بالمَدِّ.

و قَوْلُهم: سرْعَانَ ذا خُرُوجاً،مُثَلَّثَه السِّینِ ،عن الکِسَائِیِّ ،کما نقلَه الزَّمَخْشَرِیُّ أَیْ سَرُعَ ذا خُرُوجاً،نُقِلَتْ فَتْحَهُ العَیْنِ إِلی النُّونِ ،لأَنَّهُ مَعْدُولٌ من سَرُعَ فبُنِیَ علیه کما فی الصّحاحِ و العُبَابِ . و سَرْعانَ :یُسْتَعْمَلُ خَبَراً مَحْضاً، و خَبَراً فیه مَعْنَی التَّعَجُّبِ ،و منه قَوْلُهم: لَسَرْعَانَ ما صَنَعْتَ کذا،أَی ما أَسْرَعَ ،و قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازمِ :

أَتَخْطُبُ فِیهِم بعد قَتْلِ رِجَالِهمْ

لَسَرْعَانَ هذا!و الدِّمَاءُ تَصَبَّبُ

و فی العُبَاب:

و حَالفْتُمُ قوْماً هَرَاقُوا دِماءَکُم

لَسَرْعَانَ ..

الخ و یُرْوَی:«لَوَشْکَانَ »و هذِه الرِّوایه أَکثرُ.

و أَمّا قَوْلُهُم فِی المَثَلِ : « سرْعَانَ ذا إِهَالَهً » ،فأَصْلُه أَنّ رَجُلاً کانَتْ له نَعْجَهٌ عَجْفَاءُ،و رُغَامُهَا یَسِیلُ من مَنْخِرَیْهَا؛ لِهُزَالِهَا،فقِیلَ له:ما هذَا الَّذِی یَسِیلُ ؟ فقَال:وَدَکُهَا،فقال السّائِلُ ذلِکَ القَوْلَ .هذَا نَصُّ العُبَابِ ،و فی اللِّسَان:و أَصْلُ هذَا المَثَل أَنَّ رَجُلاً کانَ یُحَمَّقُ ،اشْتَرَی شَاهً عَجْفَاءَ یَسِیلُ رُغَامُها هُزَالاً و سُوءَ حَالٍ ،فظَنَّ أَنّه وَدَکٌ ،فقال:« سَرْعَانَ ذا إِهالَهً »قال الصّاغَانیُّ : و نَصَبَ إِهالَهً علی الحالِ و ذا:إِشارهٌ إِلی الرُّغامِ ، أَی سَرُعَ هذا الرُّغَامُ حَالَ کَوْنِه إِهالَهً .أَو هُو تِمْیِیزٌ علی تَقْدِیرِ نَقْلِ الفِعْلِ ،کَقَوْلِهم:تَصَبَّبَ زَیْدٌ عَرَقاً، و التَّقْدِیرُ: سَرْعَانَ إِهَالَهُ هذِه.یُضْرَب مَثلاً لِمَنْ یُخْبِرُ بکَیْنُونَهِ الشَّیْ ءِ قَبْلَ وَقْتِه ،کما فی العُبَابِ .

وَ سَرَعَانُ النّاس،مُحَرَّکَهً :أَوائِلُهُم المُسْتَبِقُون إِلی الأَمْرِ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ فِیمَنْ یُسْرِعُ من العَسْکَرِ، و کان ابن الأعرابی یُسَکِّنُ ،و یَقُولُ سَرْعَانُ الناسِ :أَوائِلُهُم.و قال القُطَامِیُّ -فی لُغَهِ مَنْ یُثَقِّلُ ،فیَقُول: سَرَعان -:

و حَسِبْتُنَا نَزَعُ الکَتِیبَه غُدْوَهً

فیُغَیِّفُون و نَرْجِعُ السَّرَعَانَا (4)

و قال الجَوْهَرِیّ -فی سَرَعانِ النّاسِ بالتَّحْرِیک:

أَوَائلهم-یلزمُ الإِعْرَابُ نُونَه فی کُلِّ وَجْهٍ ،و

16- فی حَدِیثِ سَهْوِ الصَّلاهِ : «فخَرَج سَرَعَانُ النّاسِ . و کذا

16- حَدِیثُ یَوْمِ حُنَیْنٍ :

«فخَرَج سَرَعَانُ النّاسِ و أَخِفّاؤُهُمْ ». رُوِیَ فیهِمَا بالفَتْح و التَّحْرِیک،و یُرْوَی بالضَّمِّ أَیضاً،علی أَنَّه جَمْعُ سَرِیع ،کما تَقَدَّمَ .

و السَّرَعَانُ من الخَیْلِ :أَوَائِلُهَا،و قَدْ یُسَکَّنُ ،قال أَبُو العَبّاس:إِنْ کانَ السَّرَعانُ ،وَصْفاً فی النّاسِ قِیل: سَرَعانُ و سَرْعَانُ ،و إِذا کانَ فی غَیْرِ النّاسِ فسَرَعَانُ أَفْصَح،و یَجُوزُ سَرْعَان .

و السَّرَعانُ مُحَرَّکهً : وَتَرُ القَوْسِ عن أَبِی زَیْدٍ،قال ابنُ مَیّادَهَ :

و عَطَّلْتُ قَوْسَ اللَّهْوِ من سَرَعَاتِها

و عَادَتْ سِهَامی بَیْنَ رثٍّ و نابل (5)

و یُرْوَی«بین أَحْنَی و ناصِل».

أَو سَرَعَانُ عَقَبِ المَتْنَیْن:شِبْهُ الخُصَلِ ،تُخَلَّصُ من اللَّحْمِ ،ثم تُفْتَلُ أَوْتَاراً للْقِسِیِّ العَرَبِیَّهِ ،قالَ الأَزْهَرِیَّ :

سَمِعْتُ ذلِکَ من العَرَبِ ،قالَ أَبو زَیْدٍ: الوَاحِدَهُ بهَاءٍ.

ص:205


1- (1) الجمهره 330/2 و [1]فیها«ذو بزاعه»قال:و یروی:ذو براعه.و نسب الأشطار لعمرو بن معدی کرب،و فی التکمله کالأصل لامرأه قیس بن رواحه.
2- ((*)) بالقاموس:الوَحَی الوحَی.
3- (2) الذی فی الصحاح بالتحریک فیهما،ضبط حرکات.
4- (3) فی التهذیب:«و نوجع»و الأصل کاللسان،و [2]فی اللسان [3]غیف:قال ابن بری:الذی فی شعره: فیغیفون و نوزع السرعانا و انظر دیوانه ص 18.
5- (4) فی اللسان: [4]بین أحنی و ناصلِ .

أَو السَّرَعَانُ (1):الوَتَرُ القَوِیُّ ،و هو بعَیْنِه مثلُ قَوْلِ أَبِی زَیْدٍ الَّذِی تَقَدَّم.

أَو السَّرَعَانُ : العَقَبُ الذِی یَجْمَع أَطْرَافَ الرِّیشِ ممّا یَلِی الدّائِرَهَ .و هذَا قولُ أَبِی حَنِیفَهَ .

أَو خُصَلٌ فی (2)عُنُق الفَرَسِ ،أَو فی عَقَبهِ ،الوَاحِدَهُ سَرَعَانَهُ .

أَو السَّرَعانُ بالتَّحْرِیک: الوَتَرُ المَأْخُوذُ من لَحْمِ المَتْنِ ، و ما سِوَاهُ ساکِنُ الرّاءِ.

و السَّرْعُ ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ:قَضِیبٌ من قُضْبانِ الکَرْمِ الغَضّ لسَنَتِهِ و الجَمْع: سُرُوعٌ ، أَو کُلُّ قَضِیب رَطْبٍ سَرْعٌ ، کالسَّرَعْرَعِ و فی التَّهْذِیبِ : السَّرْعُ :قَضِیبُ سَنَهٍ مِن قُضْبَانِ الکَرْمِ ،قال:و هی تَسْرُعُ سُرُوعاً ،و هُنَّ سَوَارِعُ ،و الوَاحِدَهُ سَارِعَهٌ .قال:و السَّرْعُ :اسمُ القَضِیبِ من ذلِکَ خاصَّهً .

و السَّرَعْرَعُ :القَضِیبُ ما دَامَ رَطْباً غَضًّا طَرِیًّا لسَنَتِه، و الأُنْثَی سَرَعْرَعَهٌ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

لَمَّا رَأَتْنِی أُمُّ عَمْرٍو أَصْلَعَا

و قَدْ تَرَانِی لَیِّناً سَرَعْرَعَا

أَمْسَحُ بالأَدْهَانِ وَصْفاً أَفْرَعا (3)

قالَ الأَزْهَرِیُّ :و السَّرْغُ -بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ -:لغهٌ فی السَّرْعِ ،بمَعْنَی القَضِیبِ الرَّطْبِ ،و هی السُّرُوع و السُّرُوغُ .

و السَّرَعْرَع أَیضاً :الدَّقِیقُ الطَّوِیلُ ،عن اللَّیْثِ ،و أَنْشَدَ:

ذَاکَ السَّبَنْتَی المُسْبِلَ السَّرَعْرَعَا

و السَّرَعْرَعُ أَیضاً: الشابُّ النّاعمُ اللَّدْنُ ،و وَقَعَ فی نُسَخِ العُبابِ :النّاعِمُ البَدَنِ ،و الأُولی الصَّوابُ ،قال الأَصْمَعِیُّ :

شَبَّ فلانٌ شَبَاباً سَرَعْرَعاً .

و السَّرَعْرَعَهُ من النِّسَاءِ:اللَّیِّنَهُ الناعِمَه.

و المِسْرَعُ ، کمِنْبَرٍ: السَّرِیعُ إِلی خَیْرٍ أَو شَرٍِّّ.

و المِسْراعُ ، کمِحْرَابٍ :أَبْلَغُ منه ،أَی الشَّدِیدُ الإِسْرَاعِ فی الأُمُورِ،مثل مِطْعَانٍ ،و هو من أَبْنِیَهِ المُبَالَغَهِ . و فی الحَدِیثِ أَی حَدِیثِ خَیْفَانَ -و

17- فی العُبابِ :عُثْمَانَ رضِیَ اللّه عَنْه: -:«و أَمَّا هذا الحَیُّ من مَذْحِجٍ ،فمَطَاعِیمُ فی الجَدْب، مَسارِیعُ فی الحَرْبِ » . و قد تَقَدَّمَ فی«ج د ب».

و السَّرْوَعَهُ ،کالزَّرْوَحَهِ زِنَهً و مَعْنًی :الرّابِیَهُ من الرَّمْلِ و غَیْرِه،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و فی العُبَابِ :رَابِیَهٌ من رَمْلِ العَصِلِ ،و هو رَمْلٌ مُعوَجٌّ ،سُمِّیَ بالعَصَلِ و هو الالْتِواءُ، و وقَعَ فی بعضِ النُّسَخِ کالسَّرْوَحَهِ ،و هو غَلَطٌ ،و فی العُبابِ ،کالزَّرْوَعَه،بالعَیْنِ ،و قیل: السَّرْوَعَه :النَّبَکَهُ العَظِیمَهُ من الرَّمْلِ ،و یُجْمَع سَرْوَعَات و سَرَاوِع و منه

16- الحَدِیثُ أَنَّه قالَ : -لَمّا لَقِیَه خالدُ بنُ الوَلِیدِ-:«هَلُمَّ هاهُنِا:

فأَخَذَ بهِم بَیْنَ سَرْوَعَتَیْنِ و مالَ بِهمْ عَن سَنَنِ الطَّرِیق». نقله الهَرَوِیُّ ،و فسَّرَه الأَزْهَرِیُّ .

و سَرْوَعَهُ : ه،بمَرِّ الظَّهْرَانِ .

و سَرْوَعَهُ : جَبَلٌ بِتهَامَهَ ،نَقَلَهُمَا الصّاغَانِیُّ .

و أَبُو سَرْوَعَهَ ،و لا یُکْسَرُ،و قد تُضَمُّ الراءُ ،و فی بعضِ النُّسَخ أَبو سَرْوَعَهَ کجَرْوَقَه،و فَرُوقَه: عُقْبَهُ بن الحارِثِ بن عامِرِ بن نَوْفَلِ بنِ عبْدِ مَنافٍ النَّوْفَلیّ القُرَشِیُّ الصَّحَابِیُّ ، رضِی اللّه عنه،قالَ المِزِّیُّ :رَوَی عنه عبدُ اللّه بنُ أَبی مُلَیْکَه.قلتُ :و عُبَیْدُ بنُ أَبی مَرْیَم،و جَعله فی العُبَاب مَخْزُومِیًّا،و الصَّوَابُ ما ذَکَرْنَا،و فی التَّکْمِلَه:و أَصحابُ الحَدِیثِ یَقُولُون:أَبُو سِرْوَعَهَ ،بکسرِ السِّینِ ،قُلْتُ :و هکَذَا ضَبَطَه النَّوَوِیُّ بالوَجْهَیْن،ثمّ قال:و بعضُهُم یقول:أَبو سَرُوعَه مثال فَرُوقَه و رَکُوبه،و الصّوابُ ما علیهِ أَهْلُ اللُّغَهِ .

ثم إِنَّ شَیْخَنا ذَکَر أَنَّ کونَ أَبی سَرْوَعَه هو عُقْبَه بن الحارِثِ هو قولُ أَهْلِ الحَدِیثِ ،و تَبِعَهُم المُصَنِّفُ هُنَا،و قالَ أَهلُ النَّسَبِ :أَبو سَرْوَعَهَ بنُ الحارِث:أَخُو عُقْبَه بنِ الحارِثِ ، کما فی الاسْتِیعَابِ و مُخْتَصَره و غیرِهِما.قلتُ :و هو قولُ الزُّبَیْرِ و عَمِّه مُصْعَب،و قَرَأْتُ فی أَنْسَابِ أَبِی عُبَیْدٍ القاسِمِ بنِ سَلاّمٍ الأَزْذِیِّ أَنّ الحارِثَ بنَ عامِرِ بنِ نَوْفَلٍ قُتِلَ یومَ بَدْرٍ کافِراً.

و سُرَاوِعُ ،بضَمِّ السَّینِ ،و کَسرِ الوَاوِ: ع ،عن الفارِسِیِّ ، و أَنْشَدَ لابْنِ ذَرِیحٍ :

عَفَا سَرِفٌ من أَهْلِهِ فسُرَاوِعُ

فَوادِی قُدَیْدٍ فالتِّلاعُ الدَّوَافِعُ

ص:206


1- ((*)) مشار إلیها بالأصل أنها من الشرح و هی من القاموس. [1]
2- (1) عن القاموس،و [2]بالأصل«من».
3- (2) الأرجاز لرؤبه فی أراجیزه/88 و فیها:«و حفاً أفرعا»بدل«وصفا أفرعا».

و قَالَ غیرُه:إِنَّمَا هو سَرَاوِعُ ،بالفَتْحِ ،و لم یَحْکِ سِیبَوَیْهٌ فُعَاوِل،و یُروَی:فشُراوِعُ ،و هی رِوایهُ العامَّه.

و الأَسَارِیعُ :شُکُرٌ تَخْرُجُ فی أَصْلِ الحَبَلَهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و زاد غیرُه:و هی الَّتِی یَتَعَلَّقُ بها العِنَبُ ، و رُبَّمَا أُکِلَتْ و هی رَطْبَه حامِضَه (1)الواحِدُ أُسْرُوعٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَسارِیعُ : ظَلْمُ الأَسْنَانِ و مَاؤُهَا ،یقالُ :

ثَغْرٌ ذُو (2)أَسِارِیعَ أَی ظَلْمٍ ،و قیل:خُطُوط و طُرُق،نَقَلَه الزمخشریّ ، و قال غیره: الأَسارِیع : خُطُوطٌ و طَرَائقُ فی سِیَهِ القَوْسِ وَاحِدُهَا أُسْرُوعٌ و یُسْرُوع .و

14- فی صِفَتِهِ صلّی اللّه علیه و سلّم: کَأَنَّ عُنُقَه أَسارِیعُ الذَّهَب». أَی طرائِقُه،و

3,2,14- فی الحَدِیث: «کان علی صَدْره الحَسَنُ أَو الحُسَیْنُ ،فبالَ ،فرأَیْتُ بَوْلَه أَسارِیعَ ». أَی طَرائِقَ .

و الأَسَارِیعُ : دُودٌ یَکُونُ علی الشَّوْکِ ،و قیلَ :دودٌ بِیض الأَجْسَادِ حُمْرُ الرُّؤُوس یکونُ (3)فی الرَّمْلِ ،تُشَبَّه بها أَصابعُ النِّسَاءِ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن القَنانِیِّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :هی دِیدانٌ تَظْهَرُ فی الرَّبِیعِ ،مُخَطَّطَهٌ بسَوادٍ و حُمْرَه،و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ ،قال: الأُسْرُوعُ ،و الیُسْرُوعُ :

دُودَهٌ حَمْراءُ تَکُونُ فی البَقْلِ ،ثم تَنْسَلِخُ فتَصِیرُ فَرَاشَهً ،قالَ ابنُ بَرِّیّ : الیُسْرُوعُ :أَکبَرُ من أَنْ یَنْسَلِخُ فیَصِیرَ فَرَاشَهً ؛ لأَنَّهَا مقدارُ الإصْبَعِ مَلْسَاءُ حَمْراءُ،و قالَ أَبو حَنِیفَه:

الأُسْرُوعُ :طُولُ الشِّبْرِ أَطْوَلُ ما یَکُونُ ،و هو مُزَیَّنٌ بأَحْسَنِ الزَّینَهِ ،من صُفْرَه و خُضْرَهٍ و کُلِّ لَوْنٍ ،لا تَرَاهُ إِلاّ فی العُشْبِ ،و له قَوَائمُ قِصَارٌ،و یَأْکُلُهَا الکِلاَبُ و الذِّئابُ و الطَّیْرُ،إِذا کَبِرتْ أَفْسَدَتِ البَقْلَ ،فجدَعت أَطْرَافَه،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِذی الرُمَّهِ :

و حَتَّی سَرَتْ بَعْدَ الکَرَی فی لَوِیِّهِ

أَسارِیعُ مَعْرُوفٍ و صَرَّتْ جَنَادِبُهْ

و اللَّوِیُّ :ما ذَبُلَ من البَقْل،یقول:قد اشتَدَّ الحَرُّ،فإِنَّ الأَسارِیعَ لا تَسْرِی علی البَقْلِ إِلاَّ لَیْلاً؛لأَنَّ شِدَّهَ الحَرِّ بالنَّهَارِ تَقْتُلُهَا، و یُوجَدُ هذا الدُّودُ أَیْضاً فی وَادٍ بتِهَامَهَ یُعْرَفُ بظَبْیٍ ،و منه قَوْلُهُمْ :کأَنَّ جِیدَها جِیدُ ظَبْیٍ ،و کأَنَّ بَنَاتَهَا أَسارِیعُ ظَبْیٍ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لامْرِیء القَیْسِ :

و تَعْطُو برَخْصٍ غَیْرِ شَثْنٍ کأَنَّهُ

أَسارِیعُ ظَبْیٍ أَو مَسَاوِیکُ إِسْحِلِ

یُقال: أَسارِیعُ ظَبْیٍ ،کما یُقَال:سِیدُ رَمْلٍ ،و ضَبُّ کُدْیَهٍ ،و ثَوْرُ عَدَابٍ (4)الوَاحِدُ أُسْرُوعٌ و یُسْرُوعٌ ،بضَمِّهِما قالَ الجَوْهَرِیُّ : و الأَصْلُ یَسْرُوعٌ ،بالفَتْحِ ،لأَنَّه لیسَ فی کَلامِ العَربِ یُفْعُول،قال سِیبَوَیْهٌ : و إِنَّمَا ضُمَّ أَوّلُه إِتْبَاعاً للرّاءِ ،أَی لِضَمَّتِهَا،کما قالُوا:أَسْوَدُ بنُ یُعْفُرَ.

و أُسْرُوعُ الظَّبْیِ ،بالضّمِّ : عَصَبَهٌ تَسْتَبْطِنُ رِجْلَه وَ یَدَه ، قالَه أَبو عَمْرٍو.

و أَسْرَعَ فی السَّیْرِ، کسَرُع ،قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : سَرِع الرجُلُ ،إِذا أَسْرَعَ فی کَلامِه و فِعَالِه:و فَرَّقَ سِیبَوَیْهٌ بَیْنَهُمَا، فقال: أَسْرَعَ :طَلَبَ ذلِکَ من نَفْسِه و تَکَلَّفه،کأَنَّهُ أَسْرَعَ المَشْیَ ،أَی عَجَّلَه،و أَمّا سَرُعَ فکأَنَّهَا غَرِیزَهٌ ، و هو فِی الأَصْلِ مُتَعَدٍّ ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ : کَأَنَّهُ ساقَ نَفْسَه بعَجَلَهٍ .أَو قَوْلُک: أَسْرع :فِعْلٌ مُجَاوِزٌ یقعُ مَعْنَاه مُضْمَراً علی مَفْعُولٍ به،و مَعْنَاه: أَسْرَعَ المَشْیَ و أَسْرَع کذا، غیرَ أَنَّه لَمَّا کانَ مَعْرُوفاً عِنْدَ المُخَاطَبِین اسْتُغْنِیَ عن إِظْهَارِه ،فأُضْمِرَ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و اسْتَعْمَل ابنُ جِنِّی أَسْرَعَ مُتَعَدِّیاً،فقال-یعْنِی العَرَب (5)-:«فمِنْهُم من یَخِفُّ و یُسْرِعُ قَبُولَ ما یَسْمَعُه»فهذَا إِمّا أَنْ یَکُونَ یَتَعَدَّی بحَرْفٍ و بغَیْرِ حَرْفٍ ،و إِمَّا أَنْ یَکُونَ أَرادَ إِلی قَبُولِه،فحَذَفَ و أَوْصَلَ ،

16- و منه الحَدِیثُ : «إِذا مَرَّ أَحَدُکُم بطِرْبَالٍ مَائلٍ ، فَلْیُسْرِعِ المَشْیَ ».

و أَسْرَعُوا :إِذا کانَتْ دَوَابُّهُم سِرَاعاً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدِ،کما یُقَال:أَخَفُّوا،إِذا کانَتْ دَوَابُّهُمْ خِفَافاً.

و المُسَارَعَهُ :المُبَادَرَهُ إِلی الشَّیْ ءِ، کالتَّسارُعِ و الإِسْرَاعِ ،قالَ اللّه عَزَّ و جَلَّ : وَ سارِعُوا إِلی مَغْفِرَهٍ مِنْ رَبِّکُمْ (6)،و قالَ جَلَّ و عَزَّ: نُسارِعُ لَهُمْ فِی الْخَیْراتِ (7).

و تَسَرَّع إِلی الشَرِّ:عَجَّلَ ،قال العَجّاجُ :

ص:207


1- (1) فی القاموس:حامضه رطبه.
2- (2) عن الأساس و بالأصل«ذوات».
3- ((*)) بالقاموس:«تکون»بدل«یکون».
4- (3) عن اللسان و [1]بالأصل«عذاب».
5- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:یعنی العرب،هکذا فی اللسان، و [2]لعل الَأولی تأخیرها بعد:فمنهم».
6- (5) سوره آل عمران الآیه 133. [3]
7- (6) سوره«المؤمنون»الآیه 56. [4]

أَمْسَی یُبَارِی أَوْبَ مَن تَسَرَّعا

و یُقَالُ : تَسَرَّعَ بالأَمْرِ:بَادَرَ بهِ .

و السَّرِیعُ ،کأَمِیرٍ:القَضِیبُ یَسْقُطُ من شَجَرِ البَشَامِ ،ج:

سُرْعانُ ،بالکَسْرِ و الضَّمِّ ،و سَبَقَ له فی أَوَّلِ المادَّهِ هذا بعَیْنِه،و اقتَصَرَ هُنَاک فی الجَمْعِ عَلَی الکَسْرِ فقط ،و هو تَکْرارٌ و مُخَالَفَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

سَرِعَ یَسْرَعُ کعَلِمَ :لغه فی سَرُعَ .

و السَّرعُ ،بالکسرِ و الفَتْح،و السَّرَعُ ،محرَّکَهً ،و السِّرَاعَه:

السُّرْعَهُ .

و هو سَرِعٌ ،ککَتِف،و سُرَاعٌ ،بالضّمِّ ،و هی بهَاءٍ.

و رَجُلٌ سَرْعَانُ ،و هی سَرْعَی .

و سَرَّعَ کَأَسْرَعَ ،قال ابنُ أَحْمَرَ:

أَلاَ لاَ أَرَی هذا المُسَرِّعَ سابِقاً

و لا أَحَداً یَرْجُو البَقِیَّهَ بَاقِیاً

و أَرادَ بالبَقِیَّهِ :البَقَاءَ.

و فَرَسٌ سُرَاعٌ : سَرِیعٌ ،نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ :

و السُّرْعَهُ : الإِسْرَاعُ .

و تَسَرَّعَ الأَمْرُ، کسَرُعَ ،قال الرّاعی:

فَلَوْ أَنَّ حَقَّ الیَوْمِ منکم إِقَامَهٌ

و إِنْ کانَ صَرْحٌ قد مَضَی فَتَسَرَّعَا (1)

و جاءَ سَرْعاً ،بالفَتْحِ : سَریعاً .

و سَرُعَ ما فَعَلْت ذاکَ ،ککَرمَ ،و سَرْعَ ،بالفتح،و سُرْعَ ، بالضَّمِّ ،کلُّ ذلِکَ ،بمعنَی سَرْعَانَ ،قال مالکُ بنُ زغْبَهَ الباهِلیّ :

أَنَوْراً سَرْعَ ماذَا یا فَرَوقُ

و حَبْلُ الوَصْل مُنْتَکِثٌ حذِیقُ

أَراد: سَرعٌ ،فخَفَّف،و العَرَبُ تُخَفِّفُ الضَّمَّه و الکسْرَهَ لثِقْلِهما،فتقول للفَخِذِ:فَخْذٌ،و للعَضُدِ.عَضْدٌ،و لا تَقُولللحَجَرِ:حَجْرٌّ؛لِخِفَّه الفَتْحَه،کما فی الصّحاحِ .و قوله:

أَنَوْراً،معناه:أَنَواراً و نِفَاراً یا فَرُوق،و ما:صِلَهٌ ،أَراد سَرُعَ ذا نَوْراً.

و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : سَرُعَانَ ذا خُروجاً،بضمِّ الرّاءِ.

و قولُ ساعِدَهَ بنِ جُؤَیَّهَ :

و ظَلَّتْ تَعَدَّی من سَرِیع و سُنْبُکِ

تَصَدَّی بأَجْوَازِ اللُّهُوبِ و تَرْکُدُ

فَسَّرَهُ ابنُ حَبِیبٍ فقال: سَرِیعٌ و سُنْبُکٌ :ضَرْبَانِ من السَّیْرِ.

قلتُ :و هذا البَیْتُ لم یَرْوِه أَبو نَصْر،و لا أَبُو سَعِید،و لا أَبُو مُحَمَّدِ،و إِنَّما رَوَاه الأَخْفَشُ ،و قال الفَرَّاءُ:یقالُ :اسْعَ علی رِجْلِکَ السُّرْعَی .

و سَرُوعُ ،کصَبُور:من قرَی الشّام.

و سَرِیعُ بنُ الحَکَمِ السَّعْدِیّ :من بَنِی تَمِیمٍ ،له وِفَادَهٌ .

و کُرَیْزُ بنَ وقّاص بن سَرِیع ،و أَخُوه سَهْلٌ ،و سَرِیعُ بنُ سَرِیع :مُحَدِّثُونَ .

سرقع

السُّرْقُع ،بالقَاف،کقُنْفُذٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال أَبُو عَمْرٍو:هو النَّبِیذُ الحامِض ،هکَذا نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،و الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه.

سطع

سَطَعَ الغبَارُ،کَمَنَعَ ، یَسْطَع سَطْعاً ، و سُطوعاً ، بالضمِّ و سَطِیعاً کأَمِیرٍ،و هو قَلِیلٌ ،قال المَرّارُ بن سَعِیدٍ الفَقْعَسِیُّ :

یُثِرْنَ قَسَاطِلاً یَخْرُجْنَ مِنْهَا

تَرَی دُونَ السَّمَاءِ لها سَطِیعَا

: ارْتَفَعَ أَو انْتَثَرَ، و کَذا البَرْقُ و الشُّعَاعُ و الصبْحُ و الرّائِحَهُ و النُّورُ،و هو فی الرّائِحَهِ مَجَازٌ،و قیل:أَصْل السُّطوعِ إِنَّمَا هو فی النُّورِ،ثمّ إِنَّهم استَعْمَلوه فی مُطْلَقِ الظُّهورِ،قال لَبیدٌ-رضِیَ اللّه عَنْهُ -فی صِفَهِ الغُبارِ المُرْتَفِعِ :

مَشْمُولَهٍ غُلِثَتْ بنَابِتِ عَرْفَجٍ

کدُخَانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُهَا

و قال سُوَیْدُ بن أَبِی کاهِلٍ الیَشْکُرِیُّ :

حُرَّهٌ تَجْلُو شَتِیتاً وَاضِحاً

کشُعَاعِ الشَّمْسِ فی الغَیْمِ سَطَعْ

ص:208


1- (1) دیوانه ص 167 و انظر تخریجه فیه،و فی الدیوان«سرحٌ »بالسین،بدلاً من«صرح».

و یُرْوَی:«کشُعاعِ البَرْقِ »و قال أَیْضاً یَصِف ثَوْراً:

کُفَّ خَدّاهُ علی دِیبَاجَهٍ

و عَلَی المَتْنَیْنِ لَوْنٌ قد سَطَعْ

و قال أَیْضاً:

صاحِبُ الْمِیرَهِ لا یَسْأَمُها

یُوقِدُ النَّارَ إِذَا الشَّرُّ سَطَعْ

و

17- فی حَدِیثِ ابنِ عبّاسٍ رضِیَ اللّه عَنْهما: «کُلُوا و اشْرَبُوا ما دَامَ الضَّوْءُ ساطِعاً ». و قال الشَّمّاخُ یَصف رَفِیقَه:

أَرِقْت له فی القَوْمِ و الصُّبْحُ ساطِعٌ

کما سَطَعَ المِرِّیخُ شَمَّرَهُ الغَالِی (1)

و قالَ ابن دُرَیْدٍ (2): سَطَع بِیَدَیْهِ سَطْعاً ،بالفَتْحِ : صَفَّقَ بهِمَا،و الاسم: السَّطَع ،مُحَرَّکَهً ،أَوْ هو أَنْ تَضْرِبَ بیَدِکَ عَلَی یَدِکَ أَو یَدِ آخرَ أَو تَضْرِبَ شَیْئاً برَاحَتِکَ ،أَو أَصابِعِکَ .

و سَمِعْتُ لوَقْعِه سَطَعاً ،أَی تَصْوِیتاً شَدِیداً،مُحَرَّکهً ، أَی،صَوْتَ ضَرْبِه أَو رَمْیِه ،قالَ اللَّیْث: و إِنّمَا حُرِّکَ لأَنَّه حِکَایَهٌ لا نَعْتٌ و لا مَصْدَرٌ،و الحِکَایَاتُ یُخَالَفُ بَیْنَهَا و بَیْنَ النُّعُوتِ أَحْیَاناً.

و السِّطَاعُ ، ککِتَابٍ :أَطْوَلُ عُمُدِ الخِبَاءِ. قلتُ :و هو مَأْخُوذٌ من الصُّبْحِ السّاطِعِ ،و هو المُسْتَطِیل فی السَّمَاءِ، کذَنَبِ السِّرْحَانِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :فلذلِکَ قِیلَ للعَمُودِ من أَعْمِدَه الخِبَاءِ: سِطاعٌ .

و السِّطَاعُ : الجَمَلُ الطَّوِیلُ الضَّخْمُ ،عن ابنِ عَبّادٍ، و نقله الأَزهریّ أَیضاً،و قال:عَلَی التَّشْبِیهِ بِسِطاعِ البَیْتِ ، و قال مُلَیْحٌ الهُذَلِیُّ :

و حَتَّی دَعَا دَاعِی الفِرَاقَ و أُدْنِیَتْ

إِلی الحَیِّ نُوقٌ و السِّطاعُ المُحَمْلَجُ

و السِّطَاعُ :خشبَهٌ تُنْصَبُ وسَطَ الخِبَاءِ و الرُّوَاقِ .

و قیل:هو عَمُودُ البَیْتِ ،کما فی الصّحاحِ ،و أَنْشَدَ القُطَامِیُّ :

أَلَیْسُوا بالأُلَی قَسَطُوا قَدِیماً

علی النُّعْمَانِ ،و ابْتَدَرُوا السِّطَاعَا

و ذلِکَ أَنَّهُم دَخَلُوا علی النُّعْمَان قُبَّتَه.ثُمَّ قولُه هذا مَعَ قَوْلهِ :«أَطْوَلُ عُمُدِ الخِبَاءِ»وَاحِدٌ،فتأَمَّلْ .

و السِّطَاعُ : جَبَلٌ بعَیْنِه (3)قال،قال صَخْرُ الغَیِّ الهُذَلِیُّ :

فَذَاک السِّطَاعُ خِلاَفَ النِّجا

ءِ تَحْسَبُه ذا طِلاَءٍ نَتِیفَا (4)

خِلافَ النِّجَاءِ،أَی بعدَ السَّحَاب تَحْسِبُه جَمَلاً أَجْرَبَ نُتِفَ و هُنِیءَ.

و السِّطَاعُ :سِمَهٌ فی عُنُقِ البَعِیرِ ،أَو جَنْبِه بالطُّولِ . و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هی فی لعُنُقِ بالطُّولِ ،فإِذا کانَ بالعَرْضِ فهو العِلاَطُ ،و الَّذِی فی الرَّوْضِ :أَنَّ السِطاعَ و الرَّقْمَهَ فی الأَعْضَاءِ.

وَ سَطَّعَهُ تَسْطِیعاً:وَسَمَه بهِ ،فهو مُسَطَّعٌ ،و إِبلٌ مُسَطَّعَهٌ ، و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ للَبِیدٍ:

دَرَی بالیَسَارَی جِنَّهً عَبْقَرِیَّهً

مُسَطَّعَهَ الأَعْنَاقِ بُلْقَ القَوَادِمِ

و الأَسْطَعُ :الطَّوِیلُ العُنُقِ ،یُقَال:جَمَلٌ أَسْطَعُ ،و نَاقَهٌ سَطْعَاءُ ، و قد سَطِعَ ،کفَرِحَ . و فی صِفَتِه صلّی اللّه علیه و سلّم:«فی عُنُقِهِ سَطَعٌ »أَی طُولٌ .و ظَلِیمٌ أَسْطَعُ :کذلِکَ .

و الأَسْطَعُ : فَرَسٌ کان لبَکْرِ بنِ وائِلٍ ،و هو أَبو زِیَمَ (5)، و کانَ یُقال له: ذُو القِلادَهِ .

و المِسْطَعُ ، کمِنْبَرٍ:الفَصِیحُ کالمِصْقَعِ ،عن اللِّحْیَانِیِّ ، یُقَال:خَطِیبٌ مِسْطَعٌ و مِصْقَعٌ ،أَی بَلِیغٌ مُتَکَلِّمٌ .

و السَّطِیعُ ، کأَمِیرٍ:الطَّوِیلُ .

و من المَجَازِ: سَطَعَتْنِی رَائِحَهُ المِسْکِ ،کمَنَع،إِذا طَارَتْ إِلی أَنْفِکَ ،و کذا أَعْجَبَنی سُطُوعُ رَائِحَتِهِ ،و سَطَعَتْ الرّائِحَهُ سُطُوعاً :فَاحَتْ و عَلَتْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

السَّطِیعُ ،کأَمِیرٍ:الصُّبْحُ ؛لإِضاءَتِه و انْتِشَارِه،و ذلِک أَوَّل

ص:209


1- (1) و یروی:سمّره.و معناهما أرسله.
2- (2) الجمهره 25/3. [1]
3- (3) فی معجم البلدان: [2]جبل بینه و بین مکه مرحله و نصف من جهه الیمن.
4- (4) دیوان الهذلیین 70/2 و فیه:و ذاک.
5- (5) عن التکمله،و بالأصل«زنیم»و فی اللسان«زیم»زیم اسم فرس جابر بن حُنین،و إیاها عنی الراجز بقوله: هذا أوان الشدّ فاشتدی زیم.

ما یَنْشَقُّ مُسْتَطِیلاً،و هو السّاطِعُ أَیْضاً.

و سَطَعَ لِی أَمْرُکَ :وَضَحَ .عن اللِّحْیَانِیِّ .

و قال أَبو عُبَیْدَهَ :العُنُقُ السَّطْعَاءُ :الَّتِی طالَتْ ،و انْتَصَبَت عَلاَبِیُّها،ذَکَرَه فی صِفاتِ الخَیْلِ .

و سَطَعَ یَسْطَعُ :رَفَعَ رَأْسَه و مَدَّ عُنُقَه،قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ الظَّلِیمَ :

فظَلَّ مُخْتَضعاً یَبْدُو فتُنْکِرُه

حَالاً،و یَسْطَعُ أَحْیَاناً فیَنْتَصِبُ

و عُنُقٌ أَسْطَعُ :طَوِیلٌ مُنْتَصِبٌ .

و سَطَع السَّهْمُ ،إِذا رُمِیَ (1)به فشَخَصَ [فی السماءِ] یَلْمَع،قال الشَّمّاخ:

أَرِقْتُ له فی القَوْمِ ،و الصُّبْحُ سَاطِعٌ

کما سَطَعَ المِرِّیخُ شَمَّرَه الغالِی

شَمَّرَه،أَی أَرْسَلَه.

و جَمْع السِّطاعِ بمعنی عَمُود الخبَاءِ: أَسْطِعَهٌ و سُطُعٌ ، أَنشدَ ابن الأَعْرَابِیّ .

یَنُشْنَه نَوْشاً بأَمْثَالِ السُّطُعْ

و السِّطَاعُ :العُنُق،علی التَّشْبِیهِ بسِطَاعِ الخِبَاءِ.

و نَاقَهٌ سَاطِعَهٌ :مُمْتَدَّه الجِرَانِ و العُنُقِ ،قال ابنُ فَیْدٍ الرّاجِز:

مَا بَرِحَتْ سَاطِعَهَ الجِرَانِ

حَیْثُ الْتَقَتْ أَعْظُمُها الثَّمَانِی

و نَاقَهٌ مَسْطوعَهٌ :مَوْسُومَهٌ بالسِّطَاعِ .

و إِبِلٌ مُسَطَّعَهٌ :علی أَقْدَار السُّطُعِ من عُمُدِ البُیُوتِ ،و به فُسِّرَ قول لَبِیدٍ الَّذِی تَقَدَّمَ .

و قال اللَّیْث هنا: اسْطَعْتُه ،و أَنا أَسْطِیعُه إِسْطَاعاً،و لم یَزِدْ.

قلت:السِّین لَیْسَتْ بأَصْلِیَّه،و سَیُذْکَرُ فی تَرْجَمه:

«طوع».

سعع

السَّعِیعُ ،کأَمِیرٍ ،عن أَبِی عَمْرٍو و السُّعُّ ، بالضَّمِّ :الشَّیْلَم،أَو هو الدَّوْسَرُ من الطَّعَامِ ،قالَهُ أَبو حَنِیفَهَ ،و قال غیرُه:قَصَبٌ یکونُ فی الطَّعَامِ ، أَو الرَّدِیءُ منه ،قاله ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و قِیلَ :هو الزُّؤَانُ و نَحوهُ مِمّا یُخْرَجُ من الطَّعَامِ ،فیُرْمَی به.

و قال ابنُ بُزُرْجَ : طَعَامٌ مَسْعُوعٌ ،من السَّعِیعِ ،و هو الَّذِی أَصابَهُ السَّهَامُ ،مثْلُ الیَرَقَانِ ،قال:و السَّهَامُ :الیَرَقانُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: السَّعْسَعَه :دُعَاءُ المِعْزَی بسَعْ سَعْ ، و الذِی فی الصّحاحِ و العُبَابِ و اللِّسَانِ ،یُقَال: سَعْسَعْتُ بالمِعْزَی،إِذا زَجَرْتَها،و قلتَ لها:سَعْ سَعْ .نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ هکَذَا عن الفَرّاءِ،فالعَجَبُ من المُصَنِّف کیفَ یَتْرُکُ ما هو مُجْمَعٌ علیه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: السَّعْسَعَهُ : اضْطِرابُ الجِسْمِ کِبَراً ، یُقَال: سَعْسَعَ الشیْخُ و غیرُه،إِذا اضْطَرَبَ من الکِبَرِ و الهَرَمِ . و قال ابنُ عَبّادٍ: السَّعْسَعَهُ : الهَرَمُ ،و أَنْشدَ اللَّیْثُ :

لَمْ تَسْمَعِی یَوْماً له وَعْوَعَهْ

إِلاّ بقَوْلِ :حَاءِ،أَو بالسَّعْسَعَهْ (2)

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و الفَرّاءُ: السَّعْسَعَهُ : الفَنَاءُ کالتَّسَعْسُعِ قالَ الجَوْهَرِیُّ : تَسَعْسَعَ الرَّجُلُ ،أَی:کَبِرَ حَتّی هَرِمَ و وَلَّی،و زاد غیرُه:و اضْطَرَب و أَسَنَّ ،و لا یَکُون التَّسَعْسُع إِلاّ باضْطِرابٍ مع کِبَرٍ،و قد تَسَعْسَعَ عُمْرُه،قال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ :

و ما زالَ یُزْجِی حُبَّ لَیْلَی أَمامَه

وَلِیدَیْنِ حَتَّی عُمْرُنا قَدْ تَسَعْسَعَا

و یُقَال: تَسَعْسَع الشَّیْخُ ،إِذا قارَبَ الخَطْوَ،و اضْطَرَبَ من الهَرَمِ ،و قال رُؤْبَهُ یَذْکُرُ امْرَأَهً تُخَاطِبُ صاحِبَهً لها:

قَالتْ و لَمْ تَأْلُ به أَنْ یَسْمَعَا (3)

یَا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعَا

ص:210


1- (1) ضبطت عن التهذیب بالبناء للمجهول،و الزیاده الآتیه عنه،و ضبطت فی اللسان« [1]رَمَی به».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لم تسمعی إلی آخره،هکذا فی الأصل،و الشطر الأول من السریع و الثانی من الرجز»و صوب محقق المطبوعه الکویتیه الشطر الأول علی الشکل التالی: لم تسمعی یوماً لها عن وعوعه.
3- (3) فی التهذیب: قالت و ما تألو به أن ینقعا و الأصل کالدیوان/88 و اللسان و [2]الصحاح.

مِنْ بَعْدِ ما کانَ فَتًی سَرَعْرَعَا

أَخْبَرَتْ صاحِبَتَهَا عنه أَنَّهْ قد أَدْبَر و فَنِیَ إِلاّ أَقَلّه.

و السَّعْسَعَهُ : تَرْوِیَهُ الشَّعَرِ بالدُّهْنِ کالسَّغْسَغهِ ،بالغینِ المُعْجَمَهِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و من السَّعْسَعَهِ بمَعْنَی الفَناءِ قَوْلُهُم: تسَعْسَعَ الشَّهْرُ ،إِذا ذَهَب أَکْثَرُه ،کما فی الصّحاحِ ،و یُقالُ أَیْضاً:تَشَعْشع، بالشِّینِ المُعْجَمَهِ ،کما یَأْتِی للمُصنِّفِ .و قد ذکرَه أَیْضاً فی «تَحْبِیرِ المُوَشِّین»قال الجَوْهَرِیُّ :و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ رَضِی اللّه عنه: أَنَّه سَافرَ فی عَقِبِ شهْرِ رَمَضانَ و قال:«إِنَّ الشَّهْرَ قد تَسَعْسَع ،فلو صُمْنَا بَقِیَّتَه». فاسْتَعْمَلَ التَّسَعْسُعَ فی الزَّمانِ ، قال الصّاغَانِیُّ :و فی الحَدِیثِ حُجَّهٌ لمَنْ رَأَی الصَّوْمَ فی السَّفَرِ أَفْضَلَ من الإِفْطارِ.

و یُقال: تَسَعْسَعَت حالُه ،إِذا انْحَطَّتْ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و قال أَبُو الوَازِعِ :یُقَالُ : تَسَعْسَعَ (1)الفَمُ :إِذا انْحَسَرَتْ شَفَتُه عن الأَسْنَان.

و کُلُّ شَیْ ءٍ بَلِیَ و تَغَیَّرَ إِلی الفَسَادِ فقد تَسَعْسَعَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

السُّعْسُعُ ،بالضَّمِّ :الذِّئْبُ .حَکَاه یَعْقُوبُ ،و أَنْشَدَ:

و السُّعْسُعُ الأَطْلَسُ فی حَلْقِه

عِکْرِشَهٌ تَنْئِقُ فی اللِّهْزِمِ

أَراد«تَنْعِقُ »فأَبْدَل.

و فی الکَشّافِ : سَعْسَعَ اللَّیْلُ ،إِذا أَدْبَرَ.فخَصَّهُ بإِدْبارِهِ ، دُونَ إِقْبَالِه،بخِلافِ عَسْعَسَ ،فإِنَّهُ بمَعْنَی أَدْبَرَ اللَّیْلُ ، و أَقْبَل،ضِدٌّ،أَو مُشْتَرَکٌ مَعْنَوِیٌّ ،فلیسَ سَعْسَعَ مَقْلُوباً منه، کما زَعَمَه أَقْوَامٌ ،نَقَلَه شیخُنا.

سفع

سَفَعَ الطائِرُ ضَرِیبَتَه،کمَنَع:لَطَمَهَا بِجَناحَیْهِ ، و فی بَعْض نُسَخ الصّحّاحِ :بجَنَاحِه.

و سَفَعَ فُلانٌ فُلاناً وَجْهَهُ بیَدِهِ سَفْعاً : لَطَمه ،و سَفَعَهُ بالعَصَا: ضَربَهُ . و یُقَال: سَفَعَ عُنُقَه:ضَرَبَهَا بکِّفهِ مَبْسُوطَهً ، و هو مَذْکُورٌ فی حرف الصّاد.

و سَفَعَ الشِّیْ ءَ سَفْعاً : أَعْلمَه ،أَی جَعَلَ عَلَیْهِ عَلامهً و وَسَمَهُ ،یُرِیدُ أَثَراً من النّارِ،و

16- فی الحَدِیثِ : «لَیُصِیبَنَّ أَقْوَاماً سَفَعٌ من النَّارِ». أَی علامَهٌ تُغَیِّرُ أَلْوَانَهم،و قال الشّاعِرُ:

و کُنْتُ إِذا نَفْسُ الغَوِیِّ نَزَتْ بِهِ

سَفَعْتُ علی العِرْنِینِ مُنْهُ بمِیسَمِ (2)

و سَفَعَ السَّمُومُ وَجْهَه ،زادَ الجَوْهَرِیُّ :و النّارُ،و زَادَ غَیْرُه:و الشَّمْسُ : لَفَحَه لَفْحاً یَسِیراً. هکذا فی النُّسَخِ ، و صَوَابُه:لَفَحَتْه،کما فی العُبابِ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :فَغَیَّرَتْ لَوْنَ البَشَرَه،زادَ غیرُه:وَ سَوَّدَتْهُ ، کسَفَّعَه تَسْفِیعاً،قال ذو الرُّمَّه:

أَذاکَ أَمْ نَمِشٌ بالوَشْمِ أَکْرُعُه

مُسَفَّعُ الخَدِّ غَادٍ ناشِطٌ شَبَبُ

و سَفَعَ بِنَاصِیَتِه و بِرِجْلِه یَسْفَع سَفْعاً : قَبَض عَلَیْهَا فاجْتَذَبَها قالَهُ اللَّیْثُ .

و فی المُفْرَدَاتِ : السَّفْعُ :الأَخْذُ بسُفْعَهِ الفَرَسِ ،أَی سَوَادِ نَاصِیَتِه و منه قَوْلُه تَعَالَی: لَنَسْفَعاً بِالنّاصِیَهِ * ناصِیَهٍ کاذِبَهٍ (3)ناصِیَتُه:مُقَدَّمُ رَأْسِه، أَی لَنَجُرَّنَّه بها کما فی العُبَابِ .و فی اللِّسَانِ :لنَصْهَرَنَّهَا،و لَنَأْخُذَنَّ بِها إِلی النّارِ ، کما قالَ تَعالَی: فَیُؤْخَذُ بِالنَّواصِی وَ الْأَقْدامِ (4)أَو المَعْنَی:

لَنُسَوِّدَنَّ وَجْهَهُ .و إِنّمَا اکْتَفَی بالناصِیَهِ لأَنَّهَا مُقَدَّمُهُ ،أَی فی مُقَدَّمِ الوَجْهِ ،نَقَلَهَ الأَزْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ.قال الصّاغَانِیُّ :

و العَرَبُ تَجْعَلُ النُّونَ السَّاکِنَهَ أَلِفاً،قال:

و قُمَیْرٌ بَدا ابنَ خَمْسٍ و عِشْرِی

نَ فقَالَتْ له الفَتَاتَانِ قُومَا

أَی«قُوماً»بالتَّنْوِین، أَو المَعْنَی لَنُعْلِمَنَّه عَلامَهَ أَهْلِ النارِ ،فَنُسَوِّد وَجْهَه و نُزَرِّق عَیْنَیْهِ .کما فی العُبَاب.و لا یَخْفَی أَنَّه داخلٌ تَحْتَ قوله:«لَنُسَوِّدَنَّ وَجْهَه»کما هو صَنِیعُ

ص:211


1- (1) عن التکمله،و بالأصل«تسعسعت»و فی التهذیب:«و تسعسعت فمه» و ما أثبت الصواب فالفم مذکر.
2- (2) البیت للأعشی،دیوانه ص 182 ط بیروت من قصیده یهجو عمیر بن عبد اللّه بن المنذر بن عبدان مطلعها: ألا قل لتیّا قبل مرتها اسلمی تحیه مشتاق إلیها متیمِ و روایته فیه: و کنت إذا نفس الغوی نوت به صقعت علی...... و علی روایته فلا شاهد فیه.
3- (3) سوره العلق الآیتان 15 و 16. [1]
4- (4) سوره الرحمن الآیه 41. [2]

الأَزْهَرِیِّ ،قالَ :و هذا مِثْلُ قولِه تَعالی: سَنَسِمُهُ عَلَی الْخُرْطُومِ (1)أَو المَعْنَی: لَنُذِلَّنَّه أَو لَنُقْمِئَنَّه ،من أَقْمَأَهُ ،إِذا أَذَلَّه.کما فی العُبَاب،و فی بعضِ النُّسَخِ :أَو لَنُذِلَّنَّه و لَنُقْمِئَنَّه و مثلُه فی اللِّسَانِ و غیرِه من أُمَّهَاتِ اللُّغَهِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و من قالَ :مَعناه لَنَأْخُذَنَّ بِها إِلی النّارِ،فحُجَّتُه قولُ الشّاعِرِ:

قَوْمٌ إِذا سَمِعُوا الصَّرِیخَ رَأَیْتَهم

مِنْ بَیْنِ مُلْجِمِ مُهْرِه أَو سَافِعِ (2)

أَرادَ:و آخِذٍ بناصِیَتِه.و حکی ابنُ الأَعْرَابِیّ :و اسْفَعْ بِیَدِه،أَی خُذْه،و یُقَالُ : سَفَعَ بنَاصِیَهِ الفَرَسِ لِیَرْکَبَهُ ،و منه

16- حَدِیثُ عَبّاسٍ الجُشَمِیِّ : «إِذا بُعِثَ المُؤْمِنُ من قَبْرِه کانَ عِنْدَ رَأْسِه مَلَکٌ ،فإِذا خَرَج سَفَعَ بیَدِه،و قال:أَنا قَرِینُکَ فی الدُّنْیَا». أَی أَخَذَ بِیَدِه.قالَ الصّاغَانِیُّ :و کان عُبَیْدُ اللّهِ بن الحَسَنِ قاضِی البَصْرَهِ مُولَعاً بأَنْ یقولَ : اسْفَعَا بیَدِه.أَی:

خُذَا بِیَدِه،فأَقِیمَاه.

قلتُ :و هذا یَدُلُّ علی أَنَّ الصوابَ فی النُّسْخَهِ «أَو لَنُقِیمَنَّه»من أَقامَه یُقِیمُهُ .

و رَجُلٌ مَسْفُوعُ العَیْنِ ،أَی: غائِرُها ،عن ابنِ عَبَّادٍ.

قال: و رجلٌ مَسْفُوعٌ ،أَی مَعْیُونٌ ،أَصابَتْه سَفْعَهٌ ،أَی عَیْنٌ ،و الشِّینُ المُعْجَمَهُ لغهٌ فیه،عن أَبِی عُبَیْدٍ.و یُقَال:به سَفْعَهٌ من الشَّیْطَان أَی مَسٌّ ،کأَنَّهُ أَخَذَ بناصِیَتِه.و

14- فی حَدِیثِ أُمِّ سَلَمَهَ : «أَنَّهُ دَخَلَ علیها و عِنْدَها جَارِیَّهٌ بها سَفْعَهٌ ،فقال:

إِنَّ بها نَظْرَهً ،فاسْتَرْقُوا لَها». أَی عَلامهً من الشَّیْطَانِ ،و قِیلَ :

ضَرْبهً وَاحِدَهً منه،یَعْنِی أَنَّ الشَّیْطَانَ أَصابَها،و هی المَرَّهُ من السَّفْعِ :الأَخْذ.المَعْنَی:أَنَّ السَفْعَهَ أَدْرَکَتْهَا من قِبَلِ النَّظْرَهِ ،فاطْلُبُوا لها الرُّقْیَهَ ،و قِیلَ : السَّفْعَهُ :العَیْنُ ، و النَّظْرَهُ :الإِصابَهُ بالعَیْن.

و السَّوَافِعُ :لَوَافِحُ السَّمُومِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و فی بعضِ النُّسَخِ لَوَائِحُ ،و الأُولَی الصَّوَابُ .

و السَّفْعُ (3):الثَّوْبُ أَیَّ ثَوْبٍ کانَ و أَکْثَرُ ما یُقَالُ فی الثِّیَابِ المَصْبُوغَه،جَمْعُه 2سُفُوعٌ ،قال الطِّرِمَّاحُ :

کَمَا بَلَّ مَتْنَیْ طُفْیَهٍ نَضْحُ عَائِطٍ

یُزَیِّنُهَا کِنٌّ لها و سُفُوعُ

أَرادَ بالعَائِطِ :جَارِیَهً لم تَحْمِلْ ،و سُفُوعُها :ثِیَابُهَا،أَی تَبُلُّ الخُوصَ لِتَعْمَلَهُ .

و السُّفْعُ : بالضَّمِّ (4):حَبُّ الحَنْظَل لسَوَادِهَا، الوَاحِدَهُ بهاءٍ ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و السُّفْعُ : أُثْفِیَّهٌ من حَدِیدٍ تُوضَعُ علیها القِدْرُ،قال:

هکَذَا أَصْلُ عَرَبِیَّتهِ .

أَو السُّفْعُ هی الأَثَافِیُّ ،وَاحِدَتُهَا سَفْعَاءُ ،و إِنَّمَا سُمِّیَتْ لسَوَادِهَا.نَقَلَهُ اللَّیْثُ عن بَعْضِهِمْ ،و الرّاغِبُ فی المُفْرِدَاتِ .

قلتُ :و هو قولُ أَبِی لَیْلَی،و هی الَّتِی أُوقِدَ بَیْنَها النّارُ فسَوَّدَت صِفَاحَها الَّتِی تَلِی النارَ،ثُمَّ شَبَّهَه الشُّعَرَاءُ به فسَمَّوْا ثَلاثَهَ أَحْجَارٍ تُنْصَبُ علیها القِدْرُ سُفْعَاً ،قال النابِغَهُ الذُّبْیانِیُّ :

فَلَمْ یَبْقَ إِلاّ آلُ خَیْمٍ مُنَصَّبٍ

و سُفْعٌ علی أُُسٍّ و نُؤْیٌ مُعَثْلَبُ (5)

و قالَ زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی:

أَثافِیَّ سُفْعاً فی مُعَرَّسِ مِرْجَلِ

و نُؤْیاً کجِذْمِ الحَوْضِ لَمْ یَتَثَلَّمِ

و السُّفْعُ : السُّودُ تَضْرِبُ إِلی الحُمْرَهِ ،قِیلَ لها: السُّفْعُ ؛ لأَنَّ النّارَ سَفَعَتْهَا .

و السَّفَعُ ، بالتَّحْرِیکِ : سُفْعَهُ سَوادٍ و شُحُوبٌ فی الخَدَّیْنِ من المَرْأَهِ الشّاحِبَهِ ،و لو قالَ :فی خَدَّیِ المَرْأَهِ الشّاحِبَهِ کان أَخْصَر،و زادَ فی العُبَابِ -بعدَ المَرْأَهِ :و الشَّاهِ -و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَا و سَفْعاءُ الخَدَّیْنِ الحانِیَهُ عَلَی وَلَدِهَا یومَ القِیَامَهِ کهَاتَیْنِ .و ضَمَّ إِصْبَعَیْهِ ». أَراد بسفْعَاءِ الخَدَّیْن امرأَهً سَوْداءَ عاطِفَهً علی وَلَدِها،أَرادَ أَنَّهَا بَذَلَت نَفْسَها،و تَرَکَت الزِّینهَ و التَّرَفُّهَ حَتّی شَحَبَ لَوْنُهَا و اسْوَدّ؛إِقَامَهً علی وَلَدِهَا بعدَ وَفَاهِ زَوْجِهَا.

و السُّفْعَهُ ،بالضَّمِّ :ما فی دِمْنَهِ الدَّارِ من زِبْلٍ أَو رَمْلٍ أَو

ص:212


1- (1) سوره القلم الآیه 16. [1]
2- (2) نسب لحمید بن ثور و هو مفرد فی دیوانه ص 111 و ینسب أیضاً لعمرو بن معدی کرب.
3- (3) ضبطت بالقلم فی اللسان و [2]التکمله بکسر السین.
4- (4) بالأصل«جمع».
5- (5) ضبطت فی التکمله،بالقلم،بفتح السین.

رَمَادٍ أَوْ قُمَامٍ مُتَلَبِّدٍ،فتراه مُخَالِفاً للَوْنِ الأَرْضِ ،نَقَلَه اللَّیْثُ .

و قِیلَ : السُّفْعَهُ فی آثارِ الدّارِ:ما خَالَفَ مِن سَوادِهَا سائرَ لَوْنِ الأَرْضِ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

أَمْ دِمْنَهٌ نَسَفَتْ عنْهَا الصَّبَا سُفَعاً

کما یُنَشَّرُ بَعْدَ الطِّیَّهِ الکُتُبُ

و یُرْوَی:«من دِمْنَهِ »:و یُرْوَی:«أَوْ دِمْنَهٌ ».أَرادَ سَوَادَ الدِّمَن،و أَنَّ الرِّیحَ هَبَّتْ به فنَسَفَتْه،و أَلْبَسَتْه بَیَاضَ الرَّمْلِ .

و السُّفْعَهُ من اللَّوْنِ :سَوَادٌ لیسَ بالکَثِیرِ؛و قیل:سَوَادٌ مع زُرْقَهٍ أَو صُفْرَهٍ ،کما فی التَّوْشِیح؛و قیل:سَوَادٌ أُشْرِب حُمْرَهً ،قال اللَّیْث:و لا تَکُونُ السُّفْعَهُ فی اللَّوْنِ إِلاّ سَوَاداً أُشْرِبَ حُمْرَهً .

و الأَسْفَعُ :الصَّقْرُ ،لِمَا بهِ من لُمَعِ السَّوَادِ،کما قالَه الرّاغِبُ ،و الصُّقُورُ کُلُّها سُفْعٌ .

و الأَسْفَع : الثَّوْرُ الوَحْشِیُّ الّذِی فی خَدَّیْه سَوَادٌ یَضْرِب إِلی الحُمْرَه قَلِیلاً.قال الشّاعِر (1)-یصف ثَوْراً وَحْشِیًّا شَبَّه نَاقَتَه فی السُّرْعَه به-:

کَأَنَّهَا أَسْفَعُ ذُو حِدَّهٍ

یَمْسُدُهُ البقلُ و لَیْلٌ سَدِی

کَأَنَّمَا یَنْظُرُ مِن بُرْقُعٍ

مِن تَحْتِ رَوْقٍ سَلِبٍ مِذْوَدِ (2)

شَبَّهَ السُّفْعَهَ فی وَجْهِ الثَّوْرِ ببُرْقُعٍ أَسْوَدَ.

و الأَسْفَعُ مِن الثِّیَابِ :الأَسْوَدُ ،قال رُؤْبَهُ :

کأَنَّ تَحْتِی نَاشِطاً مُوَلَّعَا

بالشّامِ حَتَّی خِلْتُه بَرْقَعَا

بَفِیقَهً مِن مَرْجَلٍ أَسْفَعَا (3)

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: یُقَال:أَشْلِ إِلَیْکَ أَسْفَعَ ،و هو اسمٌ للغَنَمِ إِذا دُعِیَتْ للحَلْبِ ،هکَذَا نصُّ العُبَابِ .و فی بعضِ النُّسَخِ :اسمٌ للعَنْزِ،و مثلُه فی التَّکْمِلَهِ . و السَّفْعاءُ :حَمامَهٌ صارَتْ سُفْعَتُها فی عُنُقِها دُونَ الرَّأْسِ فی مَوْضِع العِلاَطَیْنِ فوقَ الطَّوْقِ ،قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ-رضِیَ اللّه عَنْه-:

مِنَ الوُرْقِ سَفْعَاءُ العِلاَطَیْنِ بَاکَرَتْ

فُرُوعَ أَشَاءٍ مَطْلِعَ الشَّمْسِ أَسْحَمَا

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: بَنُو السَّفْعَاءِ :بَطْنٌ من العَرَبِ (4).

و المُسَافِعُ :المُسَافِحُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،أَی النّاکِحُ بلا تَزْوِیجٍ ،کما فَسَّرَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ،قال:و هو مَجَازٌ.

و المُسَافِع : المُطَارِدُ ،و منه قَوْلُ الأَعْشَی:

یُسَافِعُ وَرْقَاءَ غَوْرِیَّهً

لِیُدْرِکَها فی حَمَامٍ ثُکَنْ

أَی یُطَارِدُ.و ثُکَنٌ :جَمَاعاتٌ .

و المُسافِعُ : الأَسَدُ الذی یَصْرَعُ فَرِیسَتَه.

و المُسَافِعُ : المُعَانِقُ ،و قِیلَ : المُضَارِبُ ،و بهما فُسِّرَ قَولُ جُنَادَه (5)بن عَامِرٍ الهُذَلِیّ ،و یروی لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

کَأَنَّ مُجَرَّباً من أُسْدِ تَرْجٍ

یُسَافِعُ فَارِسَیْ عَبْدٍ سِفَاعَاً

قال أَبو عَمْرٍو: یُسَافِعُ ،أَی یُعَانِقُ ،و قیل:یُضَارِبُ .

و عَبْدٌ:هو عَبْدُ بنُ مَنَاهَ بنِ کِنَانَهَ بنِ خُزَیْمهَ .

و الاسْتِفاعُ ،کالتَّهَبُّجِ ،بالبَاءِ المُوَحَّدَهِ قبلَ الجِیمِ .

و اسْتُفِعَ لَوْنُه مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ أَی تَغَیَّرَ من خَوْفٍ أَو نَحْوِه ،کالمَرَضِ .

و تَسَفَّعَ :اصْطَلَی،و منه قولُ تِلْکَ البَدَوِیَّهِ لعُمَرَ بنِ عَبْدِ الوَهّابِ الرِّیَاحِیِّ :ائْتِنِی فی غَدَاهٍ قَرَّهٍ و أَنَا أَتَسَفَّعُ بالنّارِ.

و أُسَیْفِعٌ :مُصَغَّرُ أَسْفَعَ صِفَهً عَلَماً: اسمٌ ،قال السُّبْکِیُّ فی الطَّبَقَاتِ :کذا ضَبَطَه ابنُ بَاطِیش بکسرِ الفاءِ،و هو الصّوابُ ،و فی الأَسْمَاءِ و اللُّغَاتِ للنَّوَوِیّ ،بفَتْحِ الفَاءِ، و قال الدّارَقُطْنِیُّ فی المُؤْتَلِفِ و المُخْتَلِفِ : الأُسَیْفِع : أُسَیْفِعُ جُهَیْنَهَ ،مَشْهُورٌ، و منه قولُ عُمَرَ رَضِی اللّه عنه «أَلا إِنَّ

ص:213


1- (1) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 74.
2- (2) البیتان فی التهذیب بدون نسبه،و بالأصل«کأنه أسفع»و المثبت عن التهذیب.
3- (3) دیوانه ص 89 و فیه:«خلته مبرقعا»و الشطر الأخیر بروایه: بنیقهً من مرجلیٍّ أسفعا.
4- (4) الجمهره 30/3 و [1]فیها:قبیله من العرب.
5- (5) فی اللسان«خالد بن عامر»و لم أجده فی دیوان الهذلیین،و لم أعثر علی البیت أیضاً فیه فی شعر أبی ذؤیب.

الأُسَیْفِعَ أُسَیْفِعَ جُهَیْنَهَ ،رضِیَ من دِینِه و أَمانَتِه بأَنْ یُقَالَ :

سابِقُ الحاجِّ ،أَو قالَ :سَبَقَ الحاجَّ ، فادّانَ مُعْرِضاً،فأَصْبَحَ قَدْ رِینَ به،فمَنْ کانَ له عَلَیْهِ دَیْنٌ فَلْیَغْدُ (1)بالغَداهِ ،فلْنَقْسِمْ مالَهُ بَیْنَهُم بالحِصَصِ » ،هذا الحَدِیثُ الّذِی أَشارَ بهِ فِی تَرْکیب«ع ر ض»و أَحالَهُ علی هذا التَّرْکِیبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أَرَی فی وَجْهِه سُفْعَهً من غَضَبٍ (2).و هو تَمَعُّرُ لَوْنهِ إِذا غَضِبَ ،و هو تَغَیُّرٌ إِلی السَّوَادِ،و هو مَجَازٌ.

و نَعْجَهٌ سَفْعَاءُ :اسْوَدَّ خَدَّاها و سَائِرُهَا أَبْیَضُ .

و سُفَعُ الثَّوْرِ:نُقَطٌ سُودٌ فی وَجْهِهِ ،و هو مُسَفَّعٌ ، کمُعَظَّمٍ .

و ظَلِیمٌ أَسْفَعُ .أَرْبَدُ.

و المُسَافَعَهُ :المُلاَطَمَه،و منه سُمِّیَ مُسَافِعٌ ،و هو مَجَازٌ.

و سَافَعَ قِرْنَه مُسَافَعَهً ،و سِفَاعاً :قاتَلَه.

و اسْتَفَع الرَّجُلُ :لَبِسَ ثَوْبَه،و اسْتَفَعَتْ المرأَهُ :لَبِسَت ثِیَابَهَا.

و قد سَمَّوْا أَسْفَعَ ،و سُفَیْعاً،مُصَغَّراً،و مُسَافِعاً.

و الأَسْفَعُ البَکْرِیُّ :صَحَابِیٌّ رَوَاهُ عنه (3)مَوْلاهُ عُمَرُ بنُ عَطَاء،رَوَاه الطَبَرَانِیُّ فی مُعْجَمِه.

و یَزِیدُ بنُ ثُمَامَهَ بنِ الأَسْفَع ،و أَخَواهُ :سرجٌ و عَبْدُ اللّه، فی الجاهِلِیَّهِ .

و فی هَمْدَانَ : الأَسْفَعُ بنُ الأَدْبَرِ،و الأَسْفَعُ بنُ الأَدْرَع، و مُسَافِعُ بنُ عِیَاضِ بنِ صَخْرٍ القُرَشِیُّ التَّیْمِیُّ ،قال أَبو عُمَرَ:

له صُحْبَهٌ ،و کان شاعِراً.

و مُسَافِعٌ الدِّیلِیُّ ،قالَ البُخَارِیُّ :له صُحْبَهٌ ،رَوَی عنه ابنُه عُبَیْدَهُ .

و کَمِیٌّ مُسَفَّعٌ ،کمُعَظَّم:اسْوَدَّ من صَدَإِ الحَدِیدِ،قالَ تابَّطَ شَرًّا:

قَلِیلُ غِرَارِ العَیْنِ أَکبَرُ هَمِّهِ

دَمُ الثَّأْرِ أَو یَلْقَی کَمِیًّا مُسَفَّعا

و سَفْعَهُ بنُ عَبْدِ العُزَّی الغَافِقِیُّ ،بالفَتْح:صَحَابِیٌّ ،قاله ابنُ یُونُسَ .

سفرقع،سقرقع

السُّفُرْقَعُ ش ،بفاءٍ ثم قاف ،هکذا فی العُبَابِ ،و نَصُّ التَّکْمِلَهِ :بقافٍ ثم فاءٍ،کما ضَبَطَه، و یَدُلُّ علیه أَنَّه ذَکَرَه بعدَ تَرْکِیبِ «س ق ع»و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هی لُغَهٌ ضَعِیفَهٌ فی السُّقُرْقَع، بقافین،الثانِیَهُ مَفْتُوحَهٌ ،قال الجَوْهَرِیُّ : و هو تَعْرِیبُ السُّکُرْکَه،ساکنهَ الرّاءِ،و هو شَرَابٌ ،کما فی العُبَابِ و فی الصّحاح:و هی خَمْرُ الحَبَشِ یُتَّخَذُ من الذُّرَهِ ،أَو شَرَابُ لأَهْلِ الحِجَازِ من الشَّعِیرِ و الحُبُوبِ ،نَقَلَه اللَّیْثُ ،قال:

و هی حَبَشِیَّهٌ ،و قد لَهِجُوا بها لَیْسَت من کَلامِ العَرَبِ ، و بَیانُ ذلِکَ أَنَّه لَیْسَ فی الکَلامِ کَلِمهٌ خُمَاسِیَّهٌ مَضْمُومَهُ الأَوَّلِ مَفْتُوحَهُ العَجُزِ إِلاّ ما جاءَ من المُضَاعَفِ نَحْو الذُّرَحْرَحَهِ و الخُبَعْثَنَهِ .

سقع

السُّقْعُ ،بالضّمِّ :لغه فی الصُّقْع ،بالصّادِ،کما هو نَصُّ الصّحاحِ ،فلا یَرِدُ ما قالَه شیخُنَا:إِنَّه کالإِحالَهِ علی مَجْهُولٍ ،و قد قالَ الخَلِیلُ :کُلُّ صادٍ تَجِیءُ قَبْلَ القافِ فَلِلْعَرَبِ فیه لُغَتَانِ :منهم مَنْ یجْعَلُها سِیناً،و مِنْهُم مَنْ یَجْعَلُهَا صاداً،لا یُبَالُون أَمُتَّصِلَهً کانَت بالقافِ أَم مُنْفَصِلَهً ، بعد أَنْ تَکُونَا فی کَلِمَهٍ وَاحِدَهٍ ،إِلاّ أَنْ الصّادَ فی بَعْضٍ أَحْسَنُ ،و السِّین فی بعضٍ أَحْسَنُ .و الصُّقْعُ بالصادِ أَحْسَنُ ، فلِذَا أَحالَ المُصَنِّفُ علیه،و هو یَأْتی قَرِیباً.فتَأَمَّلْ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : السُّقْعُ : ما تَحْتَ الرَّکِیَّهِ ،و جُولُهَا (4)من نَوَاحِیهَا ،هکَذا بضمِّ الجِیمِ ،أَی تُرَابُهَا،و فی بعضِ النُّسَخِ بفَتْحِ الجِیم،و فی بعض النُّسَخِ :«و حَوْلَها»بالحاءِ المُهْمَلَه،و مِثْلُه فی العُبَاب،و فی أُخْرَی:«و ما حَوْلَها» بزِیَادَهِ ما،و فی مُخْتَصَر العَیْن: السُّقْع :ما تَحْت الرَّکِیَّه مِنْ نَوَاحِیهَا،و الجَمْعُ : أَسقَاعٌ .

و سَقَعَ الدِّیکُ ،کمَنَع:صَاحَ ،مِثْل صَقَع،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: سَقَعَ الشَّیْ ءَ و صَقَعَه: ضَرَبَه،و لا

ص:214


1- (1) فی القاموس: [1]فَلْیَعُدْ«و علی هامشهِ عن نسخه أخری:«فلْیَعْدُ».
2- (2) ورد فی حدیث أبی الیَسَر کما فی النهایه و اللسان.
3- (3) کذا بالأصل و الظاهر أن فی الکلام سقطاً،و المعنی أنه روی حدیثاً له کما یستفاد من عباره أسد الغابه،و لیس له غیر حدیثٍ .
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و حَوْلها»و الأصل کاللسان. [2]

یَکُونُ إِلاّ صُلْباً بمِثْله ،و الصادُ أَعْلَی.

و سَقَعَ الطَّعَامَ :أَکَلَ مِنْ سَوْقَعَتِه ،و هی أَعْلاه و منه قَوْلُ الأَعْرَابِیِّ لضَیْفهِ -و قد قَدَّمَ إِلیه ثَرِیدَهً -:لا تَسْقَعْهَا أَی لا تَأْکُلْ من أَعالِیهَا و لا تَقْعَرْهَا أَی لا تَبْتَدِیءْ بالأَکْلِ من أَسَافِلِهَا، و لا تَشْرِمْها ،أَی لا تَبْتَدِیءْ بالأَکْلِ من حُرُوفِها.

قال الضَّیْفُ : فَمِنْ أَیْنَ آکُلُ ؟قال:لا أَدْرِی.فانْصَرَفَ جائِعاً.

و خَطِیبٌ مِسْقَعٌ ،کمِنْبَرٍ: مثلُ مِصْقَع ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و السِّقَاعُ ، ککِتَابٍ :الخِرْقَهُ ،لغهٌ فی الصِّقاعِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الأَسْقَعُ :اسمُ طُوَیْئِر کالْعُصْفُور،فی رِیشِه خُضْرَهٌ و رَأْسُه أَبْیَضُ یَکُونُ بقُرْب الماءِ، ج: أَساقِعُ ،و إِن أَرَدْتَ بالأَسْقَعِ نَعْتاً فالجَمْعُ السُّقْعُ ،کما فی العُبَاب.

و أَبو الأَسْقَع ،و قِیلَ :أَبُو قِرْصافَهَ ،و قیل:أَبو شَدّادٍ:

وَاثِلَهُ بنُ الأَسْقَع بنِ عَبْدِ العُزَّی بنِ عَبْدِ یَالِیل بنِ نَاشبِ بنِ غیره (1)بنِ سَعْدِ بنِ لَیْثٍ : صَحابِیٌّ ،رَضِی اللّه عنه،و هو من أَصْحَابِ الصُّفَّهِ .

و السَّوْقَعَهُ :وَقْبَهُ الثَّرِیدِ ،أَی أَعْلاهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، و هی بالسِّینِ أَحْسَنُ .

و السَّوْقَعَهُ من العِمامَهِ و الخِمَارِ و الرِّداءِ:المَوْضِعُ الَّذِی یَلی الرَّأْسَ ،و هو أَسْرَعُه وَسَخاً ،و هی بالسِینِ أَحْسَنُ .

و یُقَال: ما أَدْرِی أَیْنَ سَقَعَ و سَکَع،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و کذلِک:أَیْنَ سَقَّعَ تَسْقِیعاً،کما نَقَلَه الصاغَانِیُّ عن الفَرّاءِ، أَیْ :أَیْنَ ذَهَبَ .

و اسْتُقِعَ لَوْنُه بالضَّمِّ ،أَی مَبْنِیًّا للمَفْعُول: تَغَیَّرَ :مثلُ اسْتُقِعَ ،بالفاءِ،کما فی العُبَاب.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَسْقَعُ :المُتَبَاعِدُ عن الأَعْدَاءِ و الحَسَدَهِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و یُقَالُ :أَصابَ بَنِی فُلانٍ ساقُوعٌ من الشّرِّ.

و السُّقْعُ :ناحِیَهٌ من الأَرْض و البَیْتِ .و الغُرَابُ أَسْقَع .

و سَقَعَه:ضَرَبَه بِبَاطِن الکَفِّ ،و واجَهَه بالقَوْلِ ،و وَاجَهَهُ بالمَکْرُوهِ .

و ما ذُکِرَ فی ترکیب«صقع»ففیه لُغَتَان.

سکع

سَکَع الرَّجُلُ ،کمَنَعَ ،و فَرِحَ ،إِذا مَشَی مَشْیاً مُتَعَسِّفاً لا یَدْرِی أَیْنَ یَسْکَعُ ،أَی أَیْنَ یَأْخُذُ فی (2)بِلادِ اللّه قاله اللَّیْثُ .و أَنْشَدَ لِأَسَدِ بن ناعِصَه (3)التَّنُوخِیِّ :

أَ تَسْکَعُ فی عُدَواءِ البلادِ

من الدُّخَّلِ الوُلَّهِ الضُّمَّرِ

قال الصّاغَانِیُّ :الَّذِی فی شِعْرِه:

أَ تَسْطَعُ فی عُدَراءِ البِلادِ

علی دُخَّلِ الوُلَّهِ السَّهْوَرِ

و السَّهْوَرُ:المُسْتَلَبُ العَقْلِ .

و سَکَعَ سَکْعاً ،إِذا تَحَیَّرَ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و فی الأَساسِ : سَکَعَ فی الظَّلْمَاءِ:خَبَطَ فیها کتَسَکَّعَ ،و منه قولُ الشاعِرِ-و هو سُلَیْمَانُ بنُ یَزِیدَ العَدَوِیُّ -:

أَلاَ إِنَّه فی غَمْرَهٍ یَتَسَکَّعُ

هکذا فی العُبَاب،و أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ أَیضاً،و فَسَّرَه بالتَّمَادِی فی الباطِلِ ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ .

و رَجُلٌ سَاکعٌ و سَکِعٌ ،ککَتِفٍ : غَرِیبٌ ،الأُولی عن أَبِی عَمْرٍو.

و ما أَدْرِی أَیْنَ سَکَعَ ،أَی أَیْنَ ذَهَبَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و کذلک:سَقَعَ ،و صَقَعَ و قالَ اللَّیْثُ : مَا یَدْرِی أَیْنَ یَسْکَعُ من أَرضِ اللّه أَی أَیْنَ یأْخُذُ و هذا قد تَقَدَّم له قَرِیباً،فهو تَکْرَارٌ.

و قال أَبو زَیْد: المُسَکِّعَه ،کمُحَدِّثَهٍ :المُضِلَّهُ (4)من الأَرَضِینَ الَّتِی لا یُهْتَدَی فِیهَا لِوَجْهِ الأَمْرِ ،و هو مَجَازٌ، یُقَال:فُلانٌ فی مُسَکِّعَهٍ من أَمْرِه.

ص:215


1- (1) کذا بالأصل و أسد الغابه،و [1]فی المطبوعه الکویتیه:عُمیره.
2- (2) فی احدی نسخ القاموس:« [2]من بلاد اللّه»و فی اللسان:«من أرض اللّه».
3- (3) عن المؤتلف للآمدی ص 194 و بالأصل«ناعقه»شاعر جاهلی،قال: و کان أسد بن ناعصه و أهل بیته نصاری،و قال صاحب العین أن شعره لا یکاد یفسر إلا بالشده.
4- (4) فی اللسان:المُضَلَّله.

و تَسَکَّع :تَمَادَی فی الباطِلِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:

أَلاَ إِنَّه فی غَمْرَهٍ یَتَسَکَّعُ

و فی الأَسَاسِ :هُوَ یَتَسَکَّع :لا یَدْرِی أَیْنَ یَتَوَجَّهُ من الأَرْض،یَتَعَسَّفُ .

قال:و أَراکَ مُتَسَکِّعاً فی ضَلالَتِکَ .و سُئل بعضُ العَرَب عن آیَهِ : فِی طُغْیانِهِمْ یَعْمَهُونَ (1)فقال:فی عَمَهِهِم یَتَسَکَّعُونَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ما أَدْرِی أَیْنَ تَسَکَّعَ :أَیْنَ ذَهَبَ .عن الجَوْهَرِیِّ .

و أَیْنَ سَکَّع تَسْکِیعاً:مثلُه،عن الفَرَّاءِ،نقله الصّاغانِیُّ .

و فُلانٌ فی مَسْکَعَهٍ من أَمْرِهِ ،بالفَتْحِ ،کمُسَکِّعَه،کما فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ .

و رجلٌ سُکَعٌ ،کصُرَدٍ،أَی مُتَحَیِّرٌ.مَثّلَ به سِیبَوَیْهٌ ، و فَسَّرَه السِّیرافیُّ ،و قال:هو ضِدُّ الخُتَعِ ،و هو الماهِرُ بالدَّلالَهِ .

سلطع

السُّلْطُوع ،کعُصْفُورٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الجَبَلُ الأَمْلَس.

و السَّلَنْطَعُ ،کسَمَنْدَل:الرَّجُلُ ،کالسِّلِنْطَاع،کسِقِنْطَار.

و قال اللَّیْثُ : السَّلَنْطَعُ :هو المُتَعَتِّهُ فی کَلامِه، کالمَجْنُونِ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: اسْلَنْطَعَ الرَّجُلُ ،إِذا اسْلَنْقَی. کما فی العُبَابِ .

سلع

السَّلْعُ :الشَّقُّ فی القَدَمِ ،ج: سُلُوعٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و سَلْعٌ :جَبلٌ ،و فی العُبَابِ :جُبَیْل فی المَدِینَه ،الأَوْلَی بالمَدِینَهِ ،علی ساکِنِها أَفضلُ الصَّلاهِ و السّلامِ ،قالَ ابنُ أُخْتِ تَأَبَّطَ شَرًّا یَرْثیه-و یُقَال:هی لَتَأَبَّطَ شَرًّا،و قال أَبو العبّاسِ المُبَرِّدُ:هی لِخَلَفٍ الأَحْمَر،إِلاّ إِنَّهَا تُنْسَبُ إِلی تَأَبَّطَ شَرًّا،و هو نَمَطٌ صَعْبٌ جَدًّا-:

إِنَّ بالشِّعْبِ الّذِی دُونَ سَلْعٍ

لَقَتِیلاً دَمُهُ ما یُطَلُّ

و هی خَمْسَهٌ و عِشْرُونَ بیتاً مَذْکُوره فی دِیوانِ الحَمَاسَهِ .

قلتُ :و الصَّواب القولُ الأَوّل،و دَلِیلُ ذلِکَ البَیْتُ الَّذِی فی آخِرِ القَصِیدَهِ :

فاسْقِنِیها یا سَوادُ بنَ عَمْرٍو

إِنَّ جِسْمِی بَعْدَ خالِی لَخَلُّ

یَعْنِی بخالِه تَأَبَّطَ شَرًّا،فَثَبَتَ أَنَّه لابْنِ أُخْتِه الشَّنْفَری ، کما حَقَّقَهُ ابنُ بَرِّیّ (2).

و قولُ الجَوْهَرِیُّ : السَّلْعُ :جبلٌ بالمَدِینَهِ ،هکذا بالأَلِفِ و اللاّمِ فی سائر نُسَخِ الصّحاحِ التی ظَفِرْنَا بها،فلا یُعْبَأُ بقَوْلِ شَیْخِنا:إِنَّ الأُصُولَ الصَّحِیحَهَ من الصّحاحِ فیها:

« سَلْع »،کما للمُصَنِّفِ ، خَطَأٌ؛لأَنَّه عَلَمٌ ،و الأَعْلامُ لا تَدْخُلها الّلامُ ،هذا هو المَشْهُورُ عندَ النَّحْوِیِّینَ .و قد حَصَلَ من الجَوْهَرِیّ سَبْقَ قَلَمٍ ،و الکمالُ للّه سُبْحَانَهُ وَحْدَه جَلَّ جَلالُه،و لیسَ المُصَنِّفُ بأَوّل مُخَطِّئٍ له فی هذا الحَرْفِ ، فقد وُجِدَ بخطِّ أَبِی زَکَرِیّا ما نَصّه:قال أَبو سَهْلٍ الهَرَوِیُّ :

الصوابُ :و سَلْعٌ :جَبَلٌ بالمَدِینهِ ،بغیر أَلِفٍ و لامٍ ،لأَنَّه معرفَهٌ لجَبَلٍ بعَیْنِه،فلا یجوزُ إِدْخَالُ الأَلِفِ و الّلام علیه.

و رامَ شیخُنَا الردَّ علی المُصَنِّفِ ،و تَأْیِیدَ الجَوْهَرِیِّ بوُجوهِ .

الأَوّل:أَنّه وُجِدَ فی الأُصُولِ الصَّحِیحَه من الصّحاحِ :

« سَلْع »بلا لامٍ ،و هذِه دَعْوَی،و قد أَشَرْنا إِلیه قریباً.

و ثَانِیاً:أَنَّ عَدَم تَعْرِیفِ المَعْرِفَهِ لیس بمُتَّفَقٍ علیه،کما صَرَّحَ به الرَّضِیُّ فی شَرْحِ الحاجِبیَّه.و جَوَّزَ إِضافَهَ الأَعْلام،و تَعْرِیفَهَا بنَوْعٍ آخر من التَّعْرِیفِ ،و فیه تَکَلُّفٌ لا یَخْفَی.

و ثالثاً:فإِنّ الأَلِفَ و الّلامَ مَعْهُودَهُ الزِّیَادَهِ ،و مِن مَوَاضِعِ زیادَتِهَا المَشْهُورَهِ دُخُولُهَا علی الأَعْلامِ المَنْقُولهِ مُرَاعَاهً للَمْحِ الأَصْلِ ،کالنُّعْمَانِ و الحارِثِ ،و الفَضْلِ .و السَّلْعُ لَعَلَّه مَصْدَرُ سَلَعَهُ ،إِذا شَقَّه،فنُقِلَ و صارَ عَلَماً،فتَدْخُلُ

ص:216


1- (1) سوره البقره الآیه 15. [1]
2- (2) البیتان فی شرح الحماسه للتبریزی 162/2 باب المراثی و فیها:و قال تأبط شرّاً،و ذکر أنه لخلف الأحمر و هو الصحیح،و قیل قال ابن أخت تأبط شرّاً،قال النمری:و مما یدل علی أنها لخلف الأحمر قوله فیها: خبر ما نابنا مصمئل جلّ حتی دق فیه الأجلُّ فإن الأعرابی لا یکاد یتغلغل إلی مثل هذا.و قال أبو الندی مما یدل أن هذا الشعر مولد أنه ذکر فیه سلعاً و هو بالمدینه و أین تأبط شرّاً من سلع و إنما قتل فی بلاد هذیل و رمی به فی غار یقال له رخمان.

علیه الّلامُ ،للَمْحِ الأَصْلِ .

و رَابِعاً:فإِنَّ المُصَنِّفَ قد ارْتَکَبَ ذلِکَ فی مَوَاضِعَ کَثِیرَهٍ من کِتَابِه هذا،کما نَبَّهْنَا علی بعضِه،و أَغْفَلْنَا بعضَه؛ لکَثْرَتِه فی کلامِه مِمّا لا یَخْفَی علی من مارسَ کَلامَه، و عَرَفَ القَوَاعِدَ،فکیف یُعْتَرَضُ علی هذا الفَرْدِ فی کلامِ الجَوْهَرِیُّ مع أَنَّهُ له وَجْهٌ فی الجُمْلَهِ ؟.

ثم إِنَّ قوله:«و سَلْع ،بالفَتْح»هو المَشْهُورُ عند أَئِمَّهِ اللُّغَهِ ،و مَنْ صَنَّفَ فی الأَمَاکِن؛و نَقَل شَیْخُنَا عن الحافِظِ بنِ حَجَرٍ فی الفتح-أَثْنَاءَ الاسْتِسْقَاءِ-أَنَّه یُحَرَّکُ أَیْضاً.قلتُ :

و هو غَرِیبٌ .

و سَلْعٌ أَیضاً: جَبَلٌ لهُذَیْلٍ ،قال البُرَیْقُ بنُ عِیاض الهُذَلِیُّ ،یَصف مَطَراً:

یَحُطُّ العُصْمَ من أَکْنَافِ شِعْرٍ

و لم یَتْرُکْ بذی سَلْعٍ حِمَارَا

وَ رَوَی أَبو عَمْرٍو:فی«أَفنانِ شَقْر»و شَعْرٌ،و شَقْرٌ:

جَبلان.هکذا فی العُبَاب،و الصَّوَابُ أَنّ الجَبَل هذا یُعْرَفُ بذی سَلَع مُحَرَّکَهً ،کما ضَبَطَه أَبُو عُبَیْدٍ البَکْرِیُّ و غیرُهُ ، و هکَذَا أَنْشَدُوا قَوْلَ البُرَیْقِ ،و هو بینَ نَجْدٍ و الحجَازِ (1)، فتأَمَّلْ .

و سَلْعٌ أَیضاً: حِصْنٌ بوَادی مُوسَی علیه السّلامُ من عَمَلِ الشَّوْبَکِ بقُرْبِ بَیْت المَقْدِسِ .

و سُلَیْع (2) کزُبَیْرٍ:ماءٌ بقَطَنٍ بنَجْدٍ،لبَنِی أَسَد.

و سُلَیْعٌ أَیضاً: جُبَیْل (3)بالمَدِینَه ،علی ساکِنَهَا أَفْضَلُ الصّلاه و السّلام یُقَالُ له:غَبْغَبٌ ،هکذا بغَیْنَیْنِ مُعْجَمَتَیْنِ و مُوَحَّدَتَیْن فی سائرِ النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،[و الصّوابُ :یُقال له] (4):عَثْعَثٌ بعَیْنَیْن،مُهْمَلَتَیْنِ و مُثَلَّثَتَیْنِ -و هو غَیْر سُلَیْعٍ (5)-علیه بُیُوتُ أَسْلَمَ بن أَفْصَی (6)،و إِلیه تُضَاف ثَنِیَّهُ عَثْعَثٍ .

و السُّلَیْع : وَادٍ بالیَمَامَه،به قُرًی.

و سُلَیْعٌ : ه،بنَوَاحِی زَبِیدَ ،من أَعْمَالِ الکَدْراءِ.

و سَلَعَانُ ،مُحَرَّکَهً :حِصْنٌ بالیَمَنِ من أَعْمَالِ صَنْعَاءَ.

و السَّلَعُ ،مُحَرَّکَهً :شَجَرٌ مُرٌّ ،قال أُمَیَّهُ بنُ أَبِی الصَّلْتِ :

سَلَعٌ ما،و مِثْلُه عُشَرٌ ما،

عائلٌ ما،و عَالَت البَیْقُورَا

و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ هذا البَیْتَ شاهِداً علی ما یَفْعَلُه العَرَبُ فی الجَاهِلِیَّهِ من اسْتِمْطارِهِم بإِضْرامِ النّارِ فی أَذْنَابِ البَقَرِ.

قال أَبو حَنِیفَهَ :أَخْبَرَنِی أَعْرَابِیٌّ من أَهْل السَّرَاهِ (7)أَنَّ السَّلَعَ یَنْبُتُ (8)بقُرْبِ الشَّجَرَهِ ،ثمَ یَتَعلَّقُ بها،فَیَرْتَقِی فِیها حِبَالاً خُصْراً لا وَرَقَ لها،و لکن[لها]،و لکن[لها] (9)قُضْبَانٌ تَلْتَفُّ عَلی الغُصُونِ و تَتَشَبَّکُ ،و له ثَمَرٌ مثلُ عَنَاقِیدِ العِنَبِ صِغَارٌ،فإِذا أَیْنَع اسْوَدَّ،فتَأْکُلُه القُرُودُ فَقَط ،و لا یَأْکُلُه النّاسُ و لا السّائِمَهُ .قال:و لم أَذُقْه،و أَحْسَبَهُ مُرًّا.قال:و إِذا قُصِفَ سَالَ منه ماءٌ لَزِجٌ صَافٍ ،له سَعَابِیبُ .و لِمَرَارَهِ السَّلَعِ قَال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :

یَرُومُون الصَّلاَحَ (10)بذَاتِ کَهْفٍ

و ما فِیها لَهُمْ سَلَعٌ و قَارُ

هذَا قولُ السَّرَوِیِّ ،و قد قالَ أَبُو النَّجْمِ فی وَصْفِ الظَّلِیمِ :

ثُمَّ غَدَا یَجْمَعُ مِنْ غِذَائِه

مِنْ سَلَعِ الغَیْثِ و مِنْ خُوّائِه (11)

و هذا بعَیْنِه من وَصْف السَّرَوِیِّ .

أَو السَّلَع :نَبْتٌ یَخْرُجُ فی أَوَّلِ البَقْلِ لا یُذَاقُ ،إِنَّمَا هو

ص:217


1- (1) فی معجم البلدان [1]ورد فی ترجمتین مستقلتین«سَلْع»جبل فی دیار هذیل و ذکر بیت البریق،و فی«سلع»بالتحریک ورد:ذو سَلَع موضع بین نجد و الحجاز و ذکر بیت أبی داود الإیادی. فحلّ بذی سلع برکه تخال البوارق فیه الذبالا.
2- (2) قیدها یاقوت السلیع تصغیر سلع،و بألف و لام.
3- (3) معجم البلدان:جبل.
4- (4) ما بین معقوفتین زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
5- (5) کذا بالأصل،و فی معجم البلدان«السلیع»:و سُلیع جبل بالمدینه یقال له:عثعث علیه بیوت أسلم بن أفضی.
6- (6) عن معجم البلدان« [2]السلیع،و عثعث»و بالأصل«أقصی».
7- (7) فی اللسان: [3]الشراه.
8- (8) عباره اللسان: [4]السلع شجر مثل السَّنعبق إلا أنه یرتقی حبالا.
9- (9) زیاده عن اللسان. [5]
10- (10) فی اللسان:یسومون العلاج.
11- (11) النبات لأبی حنیفه برقم 204 و فیه:«فی غدائه»«و من حوائه».

سَمٌّ و هو مِثْلُ الزَّرْعِ أَوّلَ ما یَخْرُجُ ،و هو لَقَطٌ (1)قلیلٌ فی الأَرْضِ ،و له وُرَیْقَهٌ صَفْرَاءُ (2)شَاکَه،کأَنَّ شَوْکَها زَغَبٌ ، و هو بَقْلَه تَتْفَرَّشُ کأَنَّهَا رَاحَهُ الکَلْبِ لا أَرُومَهَ لها،قاله أَبُو زِیادِ.قال:و لیسَ بِمُسْتَنْکَرٍ أَنْ تَرْعَاهُ النَّعَامُ مع مَرارتِه،فقد تَرْعَی النَّعَامُ الحَنْظَلَ الخُطْبَانَ (3). أَو هو ضَرْبٌ من الصَّبِرِ، أَوْ بَقْلَهٌ من الذُّکُورِ خَبِیثَهُ الطَّعْمِ ،قاله أَبو حَنِیفَهَ .قلتُ :

و بِمِثْلِ ما وَصَفَ السَّرَوِیُّ آنِفاً شَاهَدْتُه بعَیْنِی فی أَرْضِ الیَمَنِ .

و السَّلَعُ : البَرَصُ ،عن ابْن دُرَیْدٍ،قال جَرِیرٌ:

هَلْ تَذْکُرُونَ علی ثَنِیَّهِ أَقْرُنٍ

أَنَسَ الفَوَارس یَوْمَ یَهْوِی الأَسْلَعُ

الأَسْلَع فی البَیْتِ :هو عَبْدُ اللّه بنُ نَاشِبٍ العَبْسِیُّ ،قَتَلَ عَمْرَو بنَ عَمْرِو بنِ عُدَسَ یومَ ثَنِیَّه أَقْرُنٍ ،و قال ابن دُرَیْد:

کان عَمْرُو بنُ عُدَسَ أَسْلَعَ ،أَی أَبْرَص،قَتَلهُ أَنَسُ الفَوَارِسِ بنُ زِیَادٍ العَبْسِیُّ یَومَ ثَنِیَّهِ أَقْرُنٍ .قال الصّاغَانِی:

و الّذِی ذَکَرْتُ بعد البَیْت هو فی النّقائِضِ ،و روایَهُ أَبِی عُبَیْدَهَ :

«هَلْ تَعْرِفُونَ ...»و«..یَوْمَ شَدَّ الأَسْلَعُ ».

و السَّلَع : تَشَقُّقُ القَدَمِ ،و قد سَلِعَ ،کفَرِحَ ،فیهما،فهو أَسْلَعُ و قالَ الجَوْهَرِیُّ : سَلِعَتْ قَدَمُه تَسْلَعُ سَلَعاً :مثلُ زَلِعَت، ج: سُلْعٌ ،بالضَّمِّ .

و السَّوْلَعُ ،کَجَوْهَرٍ:الصَّبِرُ المُرُّ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ قال:و الصَّوْلَعُ ،بالصَّاد:السِّنَانُ المَجْلُوُّ.

و السِّلْعُ ،بالکَسْرِ:المِثْلُ ،عن أَبِی عَمْرٍو،یُقَال:هذا سِلْعُ هذا،أَی مِثْلُه.

و السِّلْعُ فی الجَبَلِ :الشَّقُّ کهَیْئَهِ الصَّدْعِ ،عن یَعْقُوبَ ، و ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و اللِّحْیَانِیِّ ، و یُفْتَحُ ،عن بَعْضِهِم، ج:

أَسْلاعٌ ،عن یَعْقُوبَ ، و زادَ غیرُه: سُلُوعٌ ،و هذَا یَدُلُّ علی أَنَّ وَاحِدَه سَلْعٌ ،بالفَتْح.

و سِلْع : أَرْبَعَهُ مَوَاضِعَ ،ثلاثهٌ منها ببِلادِ بَنِی بَاهِلَهَ ،و هُنَّ : سِلْعُ مَوْشُومٍ (4)،و سِلْعُ الکَلَدِیَّه،و سِلْع السُّتَرِ، الأَولَ :وَادٍ،و الثانِی:جَبَلٌ أَو وَادٍ و الرابعُ : مَوْضِعٌ بِبِلادِ بَنِی أَسَدٍ بنَجْدِ.

و قال ابنُ عَبّادٍ:تَقُول: غُلامانِ سِلْعَان ،بالکَسْرِ ،أَی تِرْبانِ ،و غِلْمَانٌ أَسْلاعٌ :أَتْرَابٌ .و فی اللِّسَانِ :أَعْطَاهُ أَسْلاَعَ إِبِلهِ ،أَی أَشْبَاهَهَا،وَاحِدُهَا سِلْعٌ ،و سَلْعٌ .قال رَجُلٌ من الأَعْرَاب:ذَهَبَتْ إِبِلِی،فقالَ :رَجُلٌ :لَکَ عِنْدِی أَسْلاعُهَا،أَی أَمْثَالُها فی أَسْنَانِها و هیَآتِهَا.و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :لأَسْلاعُ :الأَشْبَاهُ ،فلم یخُصَّ بهِ شَیْئاً دُونَ شَیْ ءٍ.

و أَسْلاعُ الفَرَسِ :ما تَعَلَّقَ من اللَّحْمِ علی نَسَیَیْهَا إِذَا سَمِنَتْ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و السِّلْعَهُ ،بالکَسْرِ:المَتَاعُ ،کما فی الصّحاحِ ، و قیل:

ما تُجِرَ به،ج : سِلَعٌ ، کعِنَبٍ .

و السِّلْعَهُ : کالغُدَّهِ تَخْرُجُ فی الجَسَدِ،و یُفْتَحُ ،و هو المَشْهُورُ الآنَ ، و یُحَرَّکُ ،و بفَتْحِ الّلام کعِنَبَهٍ ،و هذِه عن ابْنِ عَبّادٍ أَو هی خُرَاجٌ فی العُنُقِ ،أَو غُدَّهٌ فِیها ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ أَو هی زِیَادَهٌ تَحْدُثُ فی البَدَنِ ،کالغُدَّهِ ،تَتَحَرَّکُ إِذا حُرِّکَتْ ،و قد تَکُونُ من حِمَّصَهِ إِلی بِطِّیخَهٍ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قد أَطالَ المُصَنِّفُ ،هُنَا و المَدَارُ کُلُّه علی عِبَارَهِ الجَوْهَرِیِّ ،مع ذِکْرِه فی مَحَلَّیْنِ ،فتأَمَّلْ .

و هو مَسْلُوعٌ ،أَی:به سِلعَهٌ .

و السِّلْعَهُ أَیْضاً: العَلَقُ ،لأَنَّه یَتَعَلَّق بالجَسَد کهَیْئه الغُدَّه، ج : سِلَعٌ ، کعِنَبٍ .

و السَّلْعَهُ ، بالفَتْح:الشَّجَّهُ ،کما فی الصّحاحِ ،زادَ فی اللِّسَانِ :فی الرَّأْسِ کائِنَهً ما کانَتْ ،و یُحَرَّکُ ،أَو هیَ الَّتی تَشُقُّ الجِلْدَ،ج: سَلَعَاتٌ ،مُحَرَّکَهً ، و سِلاَعٌ ،بالکَسْرِ.

و السَّلَعُ ،مُحَرَّکَهً :اسمُ جَمْعٍ ،کحَلْقَهٍ و حَلَقٍ .

و أَسْلَعَ الرَّجُلُ : صَارَ ذَا سَلْعَهٍ ،أَی شَجَّهٍ أَو دُبَیْلَهٍ .

و المِسْلَعُ ، کمِنْبَرٍ:الدَّلِیلُ الهَادِی ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ للخَنْسَاءِ-و هو (5)لِلَیْلَی الجُهَنِیَّهِ تَرْثی أَخاهَا أَسْعَد-:

ص:218


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«لفظ ».
2- (2) فی اللسان:ورقه صفیراء.
3- (3) عن کتاب النبات لأبی حنیفه و بالأصل«الحنظیان».
4- (4) عن معجم البلدان«سلع»و بالأصل«مرشوم».
5- (5) عن التکمله و بالأصل«أو هو»و فی اللسان: [1]قالت سعدی الجهنیه ترثی أخاها أسعد.

سَبّاقُ عَادِیَهٍ و هادِی سُرْبَهٍ (1)

و مُقَاتِلٌ بَطَلٌ و هَادِ مِسْلَعُ

و یُرْوَی«و رَأْسُ سَرِیَّهٍ »و إِنَّمَا سُمِّیَ به لأَنَّه یَشُقُّ الفَلاَهَ شَقّاً.

و المَسْلُوعَه :المَحَجَّه ،عن ابنِ عَبّادٍ،قال فی اللِّسَان:

لأَنَّهَا مَشْقُوقهٌ ،قال مُلَیْحٌ :

و هُنَّ علی مَسلُوعَهٍ زِیَمِ الحَصَی

تُنِیرُ و تَغْشَاهَا هَمالِیجُ طُلَّحُ

و التَّسْلِیع فی الجاهلیّه:کانُوا إِذا أَسْنَتُوا ،أَی أَجْدَبُوا عَلَّقُوا السَّلَعَ معَ العُشَرِ بثِیرَانِ الوَحْشِ ،و حَدَرُوها من الجِبَال و أَشْعَلُوا فی ذلِکَ السَّلَعِ و العُشَرِ النارَ؛یَسْتَمْطِرُون بذلِکَ قال ودّاک الطائِیّ (2):

لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خابَ سَعْیُهُمُ

یَسْتَمْطِرُونَ لَدَی الأَزْماتِ بالعُشَرِ

أَجاعِلٌ أَنْتَ بَیْقُوراً مُسَلَّعَهً

ذَرِیعَهً لکَ بَیْنَ اللّه و المَطَرِ

و قِیلَ :کانُوا یُوقِرُونَ ظُهُورَهَا مِن حَطَبِهما،ثمّ یُلْقِحُونَ النّارَ فِیها،یَسْتَمْطِرُونَ بلَهَبِ النَّارِ المُشَبَّهِ بسَنَا البَرْقِ . و قولُ الجَوْهَرِیّ :عَلَّقُوه ،قلت:لیس نَصُّ الجَوْهَرِیِّ کذلِکَ ،بل قالَ :و السَّلَع ،بالتَّحْرِیک:شَجَرٌ مُرٌّ،و منه المُسَلَّعَهُ ؛لأَنَّهُم کانُوا فی الجَدْبِ یُعَلِّقُونَ شَیْئاً من هذا الشَّجَرِ و من العُشَرِ بذُنَابَی البَقَرَ ثمَّ یُضْرِمُون فیها النَّارَ و هم یُصَعِّدُونَهَا فی الجَبَل،فیُمْطَرُونَ ،زَعَمُوا،و أَنْشَدَ قولَ الطّائِیِّ ،و قوله:

بذُنَابَی (3)البَقَرِ غَلَطٌ ،و الصَّوابُ بأَذْنَابِ البَقَرِ،و قد سَبَقَ المُصَنِّفَ إِلی هذِه التَّخْطِئَهِ غیرُه،فقد قَرَأْتُ بخَطِّ یاقُوت المَوْصِلِیّ فی هامِشِ نُسْخَهِ الصّحاحِ الّتِی هی بخَطِّه ما نَصُّهُ :قال أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِیُّ :قولُه:بذُنَابَی البَقَرِ خَطَأٌ، و الصّوابُ بأَذْنَابِ البَقَرِ؛لأَنَّ الذُّنَابِی وَاحِدٌ مثلُ الذَّنَبِ ، و فی هَامِش آخَرَ-بخَطِّه أَیْضاً:کانَ فی الأَصْلِ بذُنَابَی البَقَرِ،و قد أُصْلِحَ من خَطِّ أَبی زَکَرِیَّا بأَذْنَابِ البَقَرِ،و هو الصَّوابُ ؛لأَنَّ الذُّنَابَی وَاحِدٌ.ثم رَأَیْتُ العَلاّمهَ الشیخَ عبدَ القادِرِ بنَ عُمَرَ البَغْدَادِیَّ قد تَکَلَّمَ علی البَیْتِ الَّذِی أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ فی شَرْحِ شَوَاهِدِ المُغْنِی،و تَعَرَّضَ لکلامِ المُصَنِّفِ ،و نَقَل عن خَطِّ یاقُوت المَوْصِلِیِّ ما نَقَلْتُه برُمَّتِه، ثم قالَ :و قد تَبِعَهُمَا صَاحِبُ القامُوسِ و الغَلَطُ منهُم لا مِنَ الجَوْهَرِیِّ ،فإِن غایَهَ ما فیهِ التَّعْبِیرُ عن الجَمْعِ بالوَاحِدِ، و هو سائِغٌ ،قال اللّه تعالی: سَیُهْزَمُ الْجَمْعُ وَ یُوَلُّونَ الدُّبُرَ (4)أَی الأَدْبَارَ،و أَمّا غَلَطُهُم فجَهْلُهُم بصِحَّهِ ذلِکَ ، و زَعْمُهُم أَنَّه خَطَأٌ.علی أَنْ غالِبَ النُّسَخِ کما نَقَلْنَا،و قد نَقَلَ شیخُنَا أَیضاً هذا الکَلامَ ،و فَوَّقَ به إِلی المُصَنِّفِ سِهَامَ المَلامِ ،و نسأَلُ اللّه حُسْنَ الخِتَام. و فی البَیْتِ الّذِی اسْتَشْهَدَ به و هو قولُ ودّاکٍ الطّائِیِّ تِسْعَهُ أَغْلاطٍ ،قالَ شَیْخُنَا:هو بَیْتٌ مَشْهُورٌ،اسْتَدَلَّ به أَعْلامُ اللُّغَهِ و النَّحْوِ و غیرُهُم،و نَبَّهُوا علی أَغْلاطِه،کما فی شُرُوحِ المُغْنِی و شُرُوحِ شَوَاهِدِه،فلیسَتْ من مُخْتَرَعاتِه حَتّی یَتَبَجَّحَ بها، بل هی مَعْرُوفَهٌ مَشْهُورَهٌ ،و قد أَوْرَدَهَا عبدُ القادِر البَغْدَادِیُّ مَبْسُوطَهً ،و ساقَها أَحْسَنَ مَسَاقٍ ،رَحِمَهُ اللّه.

و تَسَلَّعَ عَقِبُه ،أَی تَشَقَّق ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و انْسَلَع :انْشَقَّ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و أَنْشَدَ للرّاجِزِ،و هو أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیُّ :

من بَارِیءٍ حِیصَ و دَامٍ مُنْسَلِعْ

و فی اللِّسَانِ :هو لحُکَیمِ بنِ مُعَیَّهَ الرَّبَعِیِّ (5)،و أَوَّلَهُ :

تَرَی برِجْلَیْه شُقُوقاً فِی کَلَعْ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

المُسْلِعُ ،کمُحْسِنٍ :مَنْ به الدُّبَیْلَهُ .

و السَّلَعُ ،مُحَرَّکهً :آثارُ النّارِ فی الجِلْدِ،و رَجُلٌ أَسْلَعُ :

تُصِیبُه النَّارُ،فَیَحْتَرِقُ ،فیُرَی أَثَرُهَا فیه (6).

و سلِعَ جِلْدُه بالنارِ سَلَعاً .

و سَلَع رَأْسَه بالعَصَا سَلْعاً :ضَرَبَه فشَقَّه.

و رَجُلٌ مَسْلُوعٌ ،و مُنْسَلِعٌ :مَشْجُوجٌ .

ص:219


1- (1) بالأصل«و هادی سریه»و فی التهذیب و اللسان:«و [1]رأس سریه»و المثبت عن التکمله.و عزاه فی المحکم و التهذیب للخنساء و لیس فی دیوانها.
2- (2) فی اللسان« [2]الورک»و تقدم فی ماده«بقر»«الورل»بالواو و اللام.
3- (3) بالأصل«بذناب»و قد تقدمت قریباً.
4- (4) سوره القمر الآیه 45. [3]
5- (5) و بهامش اللسان:« [4]کذا بالأصل هنا،و فی شرح القاموس فی ماده کلع نسبه الی عکاشه السعدی».
6- (6) بالأصل«أثر ما فیه»و المثبت عن اللسان. [5]

و الأَسْلَعُ :الأَحْدَبُ .

و إِنّه لکَرِیمُ السَّلِیعَهِ ،أَی الخَلِیقَهِ .

و هُمَا سَلْعانِ ،أَی مِثْلانِ ،لُغَهٌ فی الکَسْرِ.

و المُسَلَّعَهُ :جَماعَهُ البَقَرِ الّتِی یُعَلَّقُ فی أَذْنَابِهَا من حَطَبِ السَّلَعِ ،أَو یُوقَرُ علی ظُهورِهَا.و قد تَقَدَّمَ شاهِدُه.

و یُوسُفُ بنُ یَعْقُوبَ بنِ أَبِی القاسِمِ السَّدُوسِیُّ البَصْرِیُّ السَّلْعِیُّ ،بالفَتْحِ ؛لسَلْعَه فی قَفَاهُ ،قال ابنُ رَسْلان:

و أَکْثَرُهم یُخْطِئُون و یَقُولُون بکَسْرِ السِّینِ المُهْمَلَهِ .

سلفع

السَّلْفَع ،کجَعْفَرٍ:الجَرِیءُ الشُّجاعُ الوَاسِعُ الصَّدْرِ ،کما فی العُبَابِ ،و قال الجَوْهَرِیُّ : السَّلْفَعُ من الرِّجَالِ :الجَسُور،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

بَیْنَا تَعانُقِهِ الکُماهَ و رَوْغِهِ

یَوْماً أُتِیحَ له جَرِیءٌ سَلْفَعُ (1)

و قالَ السُّکَّرِیُّ فی شَرْحهِ : السَّلْفَع :السَّلِیطُ النّاجِی الحَدِیدُ الذَّکِیُّ .

و السَّلْفَعُ من النَّسَاءِ: الصَّخَّابَهُ البَذِیئَهُ السَّیِّئَهُ الخُلُقِ ، و فی الصّحاحِ :الجَرِیئَهُ السَّلِیطَهُ .قال:

فما خَلَفٌ من أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفَعُ

من السُّودِ وَرْهاءُ العِنَانِ عَرُوبُ (2)

العرُوب:العاصِیَه.و قال جریر:

أَیّامَ زَیْنَبُ لا خَفِیفٌ حِلْمُها (3)

هَمَشَی الحَدِیثِ و لا رَوادٌ سلَفْعُ

کالسَّلْفَعَه ،بالهاءِ أَیضاً،و منه

16- الحَدِیثُ : «شَرُّ نِسائکُم السَّلْفَعَهُ ». و قد ذُکِرَ فی«ق ی س»و هو بلا هَاءٍ أَکْثَرُ،و منه

17- فی حَدِیثِ ابنِ عبّاسٍ : فی قَوْلهِ تَعالَی: فَجاءَتْهُ إِحْداهُما تَمْشِی عَلَی اسْتِحْیاءٍ (4)قال:«لَیْسَتْ بسَلْفَعٍ ».

و السَّلْفَع : النّاقَهُ الشَّدِیدَهُ ،کما فی الصّحاحِ ،و فی العُبَابِ : الجَرِیئَهُ الماضِیَهُ . و سَلْفَعَهُ ، بلا لامٍ :اسمُ کَلْبَهٍ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال الشّاعِرُ:

فلا تَحْسَبَنِّی شَحْمَهً من وُقَیبَهٍ

مُطَرَّدَهً ممّا تَصِیدُکَ سَلْفَعُ (5)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سَلْفَع الرَّجُلُ :أَفْلَسَ .

و سَلْفَعَ عِلاَوَتَه:ضَرَبَ عُنُقَه،کلاهُمَا لُغَهٌ فی«صَلْفَع» بالصادِ،کما سَیَأْتِی.

و امْرَأَه سَلْفَعٌ :قلیلَهُ اللَّحْمِ ،سَرِیعَهُ المَشْیِ ،رَصْعَاءُ، و قِیلَ :لا لَحْمَ علی ساقَیْهَا و ذِرَاعَیْهَا،نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ .

سلقع

السَّلْقَعَ ،کجَعْفَرٍ:المکانُ الحَزْنُ الغَلِیظُ أَو إِتْبَاعٌ لِبَلْقَعِ لا یُفْرَدُ،و یُقَال:بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ ،و بَلاقِعُ سَلاَقَعُ ، و هی الأَرْضُ القِفَارُ التی لا شَیْ ءَ بها،کما فی الصّحاحِ و العُبَابِ .

و السَّلْقَعُ : الظَّلِیمُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و السِّلِنْقاعُ ،کجِحِنْبارٍ:البَرْقُ الخاطِفُ الخَفِیُّ ،و هو إِذا اسْتَطَارَ فی الغَیْمِ . قال اللَّیْثُ :إِنَّمَا هی خَطْفَهٌ خَفیفهٌ لا لَبْثَ بها (6).

و اسْلَنْقَعَ البَرْقُ :اسْتَطَارَ و الاسمُ مِنْهُ : السِّلِنْقَاعُ ، و قال اللَّیْثُ : الحَصَی إِذا حَمِیَتْ علیه الشَّمْسُ تقول: اسْلَنْقَعَ بالبَرِیقِ (7)،و نقله الجَوْهَرِیّ أَیضاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

السَّلَنْقَعُ ،کغَضَنْفَرٍ:البَرْقُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال غیرُه:

سِلِنْقَاعُ البَرْقِ :خَطْفَتُه.

و سَلْقَعَ الرجُلُ :لُغَهٌ فی صَلْقَع:أَفْلَسَ ،نقله الجوهریّ فی الصّاد،و کذا سَلْقَعَ عِلاَوَتَه،إِذا ضَرَبَ عُنُقَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سلمع

سَلَمَّعٌ ،کعَمَلَّسٍ :الذِّئْب الخَفِیفُ ،أَهمله

ص:220


1- (1) دیوان الهذلیین 18/1 بروایه:«بینا تعنقه».
2- (2) صدره فی اللسان: و ما بدل من أم عثمان سلفعٌ .
3- (3) بالأصل«حملها»و المثبت عن الدیوان.
4- (4) سوره القصص الآیه 25. [1]
5- (5) قوله:وُقیبه کذا بالأصل و اللسان،و الصواب وقیفه بالفاء.و الوقیفه کسفینه:الوعل تلجئه الکلاب إلی صخره فلا یمکنه أن ینزل حتی یصاد.
6- (6) فی اللسان:خطفه خفیه لا تلبث.
7- (7) عن اللسان و بالأصل«بالبرق».

الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِیّ ،و استدْرَکه صاحِبُ اللِّسَان.

قلْت:هو مَقْلُوب سَمَلَّعٍ ،کما سیأْتِی.

سمذع

السَّمَیْذَعُ (1)،بفَتْح السِّینِ و المِیمِ بَعْدَهَا مُثَنّاهٌ تَحْتِیّهٌ ،هکَذَا فی نُسْخَتِنَا،و هو الصّوابُ ،و وُجِدَ فی بعضِهَا زِیَادَه و مُعْجَمَهٌ مَفْتُوحه ،و هذه الزِّیَادَه ساقِطَهٌ فی غالب النُّسَخِ ،فإِنَّ ظاهِرَ کلامِ الجَوْهَرِیِّ و ابنِ سِیدَهْ و الصاغَانِیّ إِهمالُ الدّالِ ،بل صَرَّحَ بعضُهُم بأَنَّ إِعْجامَ ذالِه خَطَأٌ،و فی بعضِ النُّسَخِ :السَّمَیْدَعُ ،کغَضَنْفَرٍ،و هی صَحِیحَهٌ ،إِنَّمَا فِیها عَدَم اعْتِبَارِ صُورَهِ الزّائِدِ فی الوَزْنِ ،و فی بَعْضِهَا:

کعُصَیْفرٍ،و هی مثل الَّتِی قَبْلَهَا؛لأَنَّ حُروفَ غَضَنْفَرٍ و عُصَیْفرٍ سواءٌ،إِنّمَا تَخْتَلِف فی النَّقْطِ ،و هی مُحَرَّفَهٌ لا یُعَوَّلُ علیها، فإِنَّ الجَوْهَرِیَّ قال: و لا تُضَمُّ السَّین،فإِنَّه خَطَأٌ ،و زادَ بعضُهُم:کإِعْجَامِ ذالِهِ ،کما تَقَدَّمَ ،و فی الفَصِیحِ :هو السَّمَیْدَع،و لا تُضَمُّ السِّین،و تَبِعُوه علی ذلِکَ دُونَ مُخَالَفَهٍ ، قَال ابنُ التَّیّانِیِّ فی شرحِ الفَصِیح،نَقْلاً عن أَبِی حاتِم:

السَّمَیْدَعُ بالفَتْحِ ،وَ مَنْ ضَمَّ السِّینَ فقد أَخْطَأَ.قالَ سِیبَوَیْهٌ :

وَ یَکُونُ علی فَعَیْلَل،قالوا:سَمَیْدَعٌ ،و قال ابن دَرَسْتَوَیْهِ :

العامَّهُ تَضُمُّ السِّینَ ،و هو خَطَأٌ؛لأَنَّهُ لیسَ فی کَلامِ العَرَبِ اسمٌ علی فُعَیْلَل: السَّیِّدُ ،کما فی الصّحاحِ و العَیْنِ ،و زادَ فی العُبَابِ : الکَرِیمُ الشَّرِیفُ السَّخِیُّ ،و زادَ ابنُ التَّیّانِیِّ فی شَرْحِ لفَصِیحِ عن الأَصْمَعِیِّ قال:سأَلتُ مُنْتَجِعَ بنَ نَبْهَانَ عن السَّمَیْدَعِ ،فقال:هو السَّیِّدُ المُوَطَّأُ الأَکْنَافِ ،و مِثْلُه فی الصّحاحِ ،و هکَذَا فَسَّرَه أَبو حاتِمٍ أَیْضاً،و أَنْشَدَ الصاغانِیُّ للحادِرَهِ :

تَخِدُ الفَیَافِی بالرِّجالِ و کُلُّهَا

یَعْدُو بِمُنْخَرِقِ القَمِیصِ سَمَیْدَعِ

و قال اللَّیْثُ :السَّمَیْدَع: الشُّجَاعُ :قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ ، رَضِیَ اللّه عنه،یَرْثِی أَخاهُ مالِکاً:

و إِنْ ضَرَّسَ الغَزْوُ الرِّجالَ رَأَیْتَهُ

أَخَا الحَرْبِ صَدْقاً فی اللِّقَاءِ سَمَیْدَعَا

قال النَّضْرُ: و الذِّئْبُ یُقَالُ له:السَّمَیْدَعُ ،لسُرْعَتِه، و الرَّجُلُ الخَفِیفُ (2)فی حَوَائِجِه سَمَیْدَعٌ ،من ذلِکَ .

و السَّمَیْدَعُ أَیضاً: السَّیْفُ .

قال الصّاغانِیُّ :وَزْنُ السَّمَیْدَعِ عند النَّحْوِیِّین:فَعیْللٌ ، و قال أَبُو أُسامَهَ جُنَادَهُ بنُ محمَّدِ بنِ الحُسَیْنِ الأَزْدِیُّ :وزنُه فَمَیْعَلٌ ،و المیمُ زائِدَهٌ ،و اشْتِقَاقُه من السَّدْعِ ،و هو الذَّبْحُ و البَسْطُ ،یقالُ :سَدَعَه:إِذا ذَبَحَه و بَسَطَه.

و السَّمَیْدَعُ : اسمُ رَجُل ،قال رُؤْبَهُ :

هاجَتْ و مِثْلِی نَوْلُه أَنْ یَرْبَعَا

حَمَامَهٌ هاجَتْ حَمَاماً سُجَّعَا

أَبْکَتْ أَبَا العَجْفَاءِ و السَّمَیْدَعَا

و لما قُرِئَتْ هذِه الأُرْجُوزَهُ علی ابنِ دُرَیْدٍ قال:الرِّوَایَهُ :

«أَبَا الشَّعْثَاءِ»و هو العَجَّاجُ ،و السَّمَیْدَعُ بنُ خَبّابٍ الطّائیُّ ، ولِیَ عَسْکَرَ المَهْدِیِّ .

و السَّمَیْدَعُ أَیضاً:من أَعلامِ النِّسَاءِ،و هی:السَّمَیْدَعُ بِنْتُ قَیْسِ بنِ مالِکٍ الصَّحَابِیَّهُ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا،کما فی العُبَاب.

و السَّمَیْدَع: فَرَسُ البَرَاءِ بنِ قَیْسِ بنِ عَتّابِ بنِ هَرْمِیّ (3).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

السَّمَیْدَعُ :الأَسَدُ،نَقَلَه ابنُ الدَّهّانِ اللُّغَوِیُّ ،و الصاغَانِیُّ فی کتابَیْهِ .

و السَّمَیْدَعُ :الرَّئِیسُ ،تَشْبِیهاً بالأَسَدِ.

و السَّمَیْدَعُ :الجَمِیلُ الجَسِیمُ ،نَقَلَه ابنُ التَّیَّانِیِّ فی شرح الفَصِیحِ عن أَبِی زَیْدٍ.

و قال ابنُ جِنِّی:جَمْعُ السَّمَیْدَعِ سَمَادِعُ .

و أَبُو السَّمَیْدَعِ :لُغَوِیٌّ .

سمع

السَّمْعُ :حِسُّ الأُذُنِ ،و هی قُوَّهٌ فیها،بها تُدْرَکُ الأَصْوَات،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: أَوْ أَلْقَی اَلسَّمْعَ وَ هُوَ شَهِیدٌ (4)قال ثعلب:أَی خَلاَ له فلم یَشْتَغِلْ بغَیْرِه، و یُعَبَّرُ تارَهً بالسَّمْع عن الأُذُن ،نحو قوله تعالَی: خَتَمَ اللّهُ عَلی

ص:221


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«السَّمَیْدَعُ کذا فی نسخه المؤلف و الدال المهمله منقوطه من أسفلها نقطه صفراء من الذهب، علی قاعده السلف،و هی نقط الحرف المهمل من أسفل اه شنقیطی».
2- (2) فی اللسان و التکمله:السریع.
3- (3) عن التکمله و بالأصل«هرمه».
4- (4) سوره ق الآیه 37. [1]

قُلُوبِهِمْ وَ عَلی سَمْعِهِمْ (1)کما فِی المُفْرَداتِ .

و السَّمْعُ أَیْضاً:اسْمُ ما وَقَرَ فِیها من شَیْ ءٍ تَسْمَعُه ،کما فِی اللِّسَانِ .

و السَّمْعُ أَیضاً: الذِّکْرُ المَسْمُوعُ الحَسَنُ الجَمِیلُ ، و یُکْسَرُ، کالسَّمَاعِ ،الفَتْحُ عن اللِّحْیَانِیِّ ،و الکسرُ سَیَذْکُره المُصَنِّفُ فیما بَعْدُ بمعنَی الصِّیتِ ،و شَاهِدُ الأَخِیرِ:

أَلا یَا أُمَّ فارِعَ لا تَلُومِی

علی شَیْ ءٍ رَفَعْتُ به سَمَاعِی

و السَّمَاع :ما سَمَّعْتَ به فشَاعَ و تُکُلِّمَ به.

و یکونُ السَّمْعُ للوَاحِدِ و الجَمْع ،کقَوْلِه تَعالی: خَتَمَ اللّهُ عَلی قُلُوبِهِمْ وَ عَلی سَمْعِهِمْ لأَنَّه فی الأَصْلِ مَصْدَرٌ، کما فی الصِّحاح، ج: أَسْمَاعٌ ،قال أَبُو قَیْسِ بنُ الأَسْلَتِ :

قالَتْ و لم تَقْصِدْ لِقِیلِ الخَنَا

مَهْلاً فقد أَبْلَغْتَ أَسْمَاعِی

و یُرْوَی:«إِسْمَاعِی»بکسر الهَمْزَه علی المَصْدَر و جَمْع القِلَّه أَسْمُعٌ ،و جج أَی جَمْع الأَسْمُع کما فِی العُبَابِ ،و فی الصّحاح:جَمْع الأسْمَاعِ : أَسامِعُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «مَنْ سَمَّعَ الناسَ بعَمَلِه سَمَّعَ اللّه به أَسامِعَ خَلْقِه،و حَقَّرَه، و صَغَّرَه». یرید أَنّ اللّه تَعالَی یُسَمِّعُ أَسماع (2)خَلْقه بهذا الرَّجُل یومَ القیَامه.

و یحْتَملُ أَنْ یکونَ أَراد أَنَّ اللّه یُظْهِرُ للنّاسِ سَرِیرَتَه، و یمْلأُ أَسماعَهُم بما یَنْطوِی علیه من خُبْثِ السَّرائرِ؛جَزَاءً لعَملِه.و یُرْوَی« سَامِعُ خَلْقِه»برفع العَیْن،فیکون صِفَهً من اللَّهِ تَعَالَی؛المَعْنَی:فَضَحَه اللّه تَعالَی.

سَمِعَ ،کعلِمَ سَمْعاً ،بالفَتْحِ و یُکْسَرُ ،کعَلِمَ عِلْماً، أَو بالفَتْحِ المَصْدَرُ،و بالکَسْرِ الاسْمُ ،نَقَلَه اللِّحْیَانِیُّ فی نَوَادِرِهِ عن بَعْضِهِم، و سَماعاً و سَمَاعَهً ،و سَمَاعِیَهً ککَرَاهِیَه.

و تَسَمَّع الصَّوْتَ :مثلُ سَمِع ،قال لَبِیدٌ-رضِیَ اللَّهُ عنه- یصِفُ مَهَاهً :

و تَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنِیسِ فَرَاعَها

عَنْ ظَهْرِ غَیْبٍ و الأَنِیسُ سَقَامُها

و إِذا أَدْغَمْتَ قُلْت: اسَّمَّعَ ،و قرأَ الکُوفیُّون،غَیْرَ أَبِی بَکْرٍ: لا یَسَّمَّعُونَ (3)،بتشدیدِ السِّینِ و المِیمِ ،و فی الصّحاحٍ :یقال: تَسَمَّعْت إِلیه،و سَمِعْتُ إِلَیْهِ ،وَ سَمِعْتُ له، کُلُّهُ بمعنًی واحِدٍ؛لأَنَّهُ تعالی قال:و قَالُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ (4)و قُرِیءَ: لا یسمَعُون إِلی المَلإِ الأَعْلَی مُخَفَّفاً.

و السَّمْعَه :فَعْلَهٌ من الإِسْمَاع ،و بِالکَسْرِ:هَیْئتُه ،یُقَالُ :

أَسْمَعْتَه سَمْعَهً حَسَنَهً .

و قولُهُمْ : سَمْعَکَ إِلَیَّ ،أَی اسْمَعْ مِنِّی ،و کذلِکَ سَمَاعِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و سیأْتِی« سَمَاعِ »للمُصَنِّفِ فی آخِر المادَّهِ .

و قالُوا:ذلِکَ سَمْعَ أُذْنِی ،بالفَتْحِ و یُکْسَر،و سَمَاعَهَا و سَمَاعَتَهَا ،أَی إِسْمَاعَها قال:

سَماعَ اللَّهِ و العُلَمَاءِ إِنِّی

أَعُوذُ بخَیْرِ خالِکَ یا ابْنَ عَمْرِو (5).

أَوْقَع الاسمَ مَوْقِعَ المَصْدَرِ،کأَنَّه قال: إِسْماعاً عَنِّی، قال:

و بَعْدَ عَطَائِکَ المِائَهَ الرِّتَاعَا

قال سِیبَوَیْهٌ : و إِن شِئْتَ قُلْتَ : سَمْعاً ،قالَ سِیبَوَیْهٌ أَیضاً:

ذلِکَ إِذا لم تَخْتَصِصْ نَفْسَکَ ،غیر المستعملِ إِظْهَارُه (6).

و قَالُوا:أَخَذْتُ ذلِکَ عَنْه سَمْعاً و سَمَاعاً ،جاءُوا بالمَصْدَرِ عَلَی غیرِ فِعْلِه و هذا عِنْدَهُ غیرُ مُطَّرِدٍ.

و قالُوا: سَمْعاً و طَاعَهً مَنْصُوبانِ علی إِضْمارِ الفِعْلِ ، و الَّذِی یُرْفَعُ علیه غَیْرُ مستَعمَلٍ إِظهارُه،کما أَنَّ الذی یُنْصَب علیه کذلِکَ ، و یُرْفَعُ أَیْضاً فیهما، أَی أَمْرِی ذلِکَ ، فرفع فی کُلِّ ذلِکَ .

و سَمْعُ أُذُنِی فُلاناً یقولُ ذلِکَ ،و سَمْعَهُ أُذُنِی،و یُکْسَرَانِ .

قال اللِّحْیَانِیُّ : و یُقَال: أُذُنٌ سَمْعَهٌ ،بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ ، و کَفَرِحَهٍ ،و شَرِیفَهٍ ،و شَرِیفٍ ،و سامِعَهٌ و سَمّاعَهٌ و سَمُوعٌ ، کصَبُورٍ و جَمْعُ الأَخِیرَهِ : سُمُعٌ ،بضَمَّتَیْنِ .

ص:222


1- (1) سوره البقره الآیه 7. [1]
2- (2) الأصل و النهایه،و [2]فی اللسان:« [3]أسامع».
3- (3) سوره الصافات الآیه 8. [4]
4- (4) سوره فصلت الآیه 26. [5]
5- (5) فی اللسان« [6]حقا»:بحقو خالک.
6- (6) کذا بالأصل قد وردت الجمله هنا و لعلها أقحمت هنا،فهی وارده بعد أسطر.

و یُقَال: مَا فَعَله رِیَاءً و لا سَمْعَهً بالفَتْحِ ، و یُضَمُّ ، و یُحَرَّکُ ،و هی ما نُوِّهَ بذِکْرِهِ ،لِیُرَی و یُسْمَع ،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ رضِی اللّه عنه: «من النّاسِ مَنْ یُقَاتِلُ رِیَاءً و سُمْعَهً ، و منهُم من یُقَاتِلُ و هو یَنْوِی الدُّنْیَا،و مِنْهُم من أَلْجَمَهُ القِتَالُ فلم یَجِدْ بُدًّا،و مِنْهُم مَنْ یُقَاتِلُ صابِراً مُحْتَسِباً أُولَئِکَ هُمُ الشُّهَدَاءُ». و السُّمْعَهُ :بمَعْنَی التَّسْمِیعِ ،کالسُّخْرَهِ بمَعْنَی التَّسْخِیرِ.

و رَجُلٌ سِمْعٌ ،بالکَسْرِ: یُسْمَعُ ،أَو یُقَالُ :هذا امْرُؤٌ ذُو سِمْعٍ ،بالکسْرِ،و ذُو سَمَاعٍ إِمّا حَسَنٌ و إِمّا قَبِیحٌ ،قالَهُ اللِّحْیَانِیُّ .

و فی الدُّعَاءِ:اللَّهُمَّ سِمْعاً لا بِلْغاً،و یُفْتَحَانِ ،و کذا سِمْعٌ لا بِلْغٌ ،بکسرِهِمَا،و یُفْتَحَانِ ،ففیه أَرْبَعَهُ أَوْجُهٍ ،ذَکَر أَحَدَها الجَوْهَرِیُّ ،و هو« سِمْعاً لا بِلْغاً»بالکَسْرِ مَنْصُوباً، أَی یُسْمَعُ و لا یَبْلُغ،أَو یُسْمَعُ و لا یُحْتَاجُ إِلی أَنْ یُبَلَّغَ ،أَو یُسْمَعُ به و لا یَتِمُّ الأَخِیرُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، أَو هو کلامٌ یَقُولُه من یَسْمَعُ خَبَراً لا یُعْجِبُه قاله الکِسَائِیُّ ،أَی أَسْمَعُ بالدَّوَاهِی و لا تَبْلُغُنِی.

و المِسْمَعُ ،کمِنْبَر:الأُذُنُ ،و قِیلَ :خَرْقُهَا،و بها (1)شُبِّه حَلْقَهُ مِسْمَعِ الغَرْب،کما فی المُفْرَدَاتِ ،یُقَال:فُلانٌ عَظِیمُ المِسْمَعَیْنِ ،أَی عظیمُ الأُذُنَیْن،و قیل للأُذُن: مِسْمَعٌ ؛ لأَنَّهَا آلَهٌ للسَّمْعِ کالسّامِعَهِ ،قالَ طَرَفَهُ یَصِفُ أُذُنَیْ نَاقَتِه:

مُؤَلَّلَتانِ (2)تَعرِفُ العِتْقَ فِیهِما

کسَامِعَتَیْ شَاهٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ

کما فی الصّحاحِ ، ج: مَسَامِعُ ،و

14- رُوِیَ : أَنَّ أَبا جَهْلٍ قال:«إِنَّ مُحَمَّداً قد نَزَلَ یَثْرِبَ ،و إِنَّهُ حَنِقٌ علیکم؛نَفَیْتُموه نَفْیَ القُرَادِ عن المَسَامِع ». أَی أَخْرَجْتُمُوه إِخْرَاجَ اسْتِئْصالٍ ؛ لأَنَّ أَخْذَ القُرَاد عن الدّابَّهِ هو قَلْعُهُ بکُلِّیَّتِهِ ،و الأُذُن أَخَفُّ الأَعْضَاءِ شَعَراً،بل أَکْثَرُهَا لا شَعرَ علیهِ ،فیکونُ النَّزْعُ مِنْهَا أَبْلَغَ .قال الصّاغَانِیُّ :و یَجُوزُ أَن یَکُونَ المَسَامِعُ جَمْعَ سَمْعٍ علی غَیْرِ قِیَاسٍ ،کمَشَابِهَ و مَلاَمِحَ ،فی جَمْعَی:شِبْه و لَمْح.

و من المَجَاز: المِسْمَعُ : عُرْوَهٌ تکونُ فی وَسَطِ الغَرْبِ یُجْعَلُ فِیها حَبْلٌ ؛لِتَعْتَدِلَ الدَّلْوُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للشَّاعِرِ،و هُوَ أَوْسٌ ،و قیلَ :عبدُ اللّه بنُ أَبِی أَوْفَی (3):

نُعَدِّلُ (4)ذا المَیْلِ إِنْ رَامَنَا

کمَا عُدِّلَ الغَرْبُ بالمِسْمَعِ

و قِیلَ : المِسْمَعُ :مَوْضِع العُرْوَهِ من المَزَادَهِ ،و قیل:هو ما جَاوَزَ خُرْتَ العُرْوَه.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: المِسْمَعُ : أَبو قَبِیلَهٍ من العَرَبِ و هُمُ المَسَامِعَهُ ،کما یُقَال:المَهَالِبَهُ ،و القَحَاطِبَهُ .

و قال اللِّحْیَانِیُّ :هم من بَنِی تَیْمِ الّلاتِ .

و قال الأَحْمَرُ: المِسْمَعَانِ : الخَشَبَتانِ اللَّتَانِ تُدْخَلانِ فی عُرْوَتِی الزَّبِیلِ (5)إِذا أُخْرِجَ به التُّرَابُ من البِئرِ ،و هو مَجازٌ.

و المَسْمَعُ ، کمَقْعَدٍ:المَوْضِعُ الّذِی یُسْمَعُ منه ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،قال: و هو من قَوْلِهم:هو مِنِّی بمَرْأَی و مَسْمَعٍ ،أَی بِحَیْثُ أَراهُ و أَسْمَعُ کَلامَهُ ،و کذلِکَ هو مِنِّی مَرْأًی و مَسْمَعٌ ، یُرْفَع و یُنْصَبُ ،و قد یُخَفِّفُ الهَمْزهَ الشاعِرُ،قال الحَادِرَهُ :

مُحْمَرَّهِ عَقِبَ الصَّبُوحِ عُیُونُهُمْ

بِمَرًی هُنَاکَ من الحَیَاهِ و مَسْمَعِ

و یُقَال: هُوَ خَرَج بَیْنَ سَمْعِ الأَرْضِ وَ بَصَرِهَا ،قال أَبو زَیْدٍ: إِذا لَمْ یُدْرَ أَیْنَ تَوَجَّهَ ،أَو مَعْنَاهُ :بینَ سَمْعِ أَهْلِ الأَرْضِ و أَبْصَارِهم، فحُذِفَ المُضَافُ ،کقوله تَعَالَی:

وَ سْئَلِ الْقَرْیَهَ (6)أَی أَهْلَها،نَقَلَه أَبو عُبَیْد أَو معنی لَقِیتُه بَیْنَ سَمْعِ الأَرْضِ و بَصَرِهَا،أَی بأَرْضٍ خَالِیَهٍ (7)ما بَها أَحَدٌ ،نقله ابنُ السِّکِّیتِ قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هو صَحِیحٌ یَقْرُبُ من قولِ أَبِی عُبَیْدٍ. أَی لا یَسْمَعُ کَلامَه أَحَدٌ،و لا یُبْصِرُه أَحَدٌ ،هو مَأْخُوذٌ من کَلامِ أَبی عُبَیْدٍ فی تَفْسِیرِ

16- حَدِیثِ قَیْلَهَ بنتِ مَخْرَمَهَ ،رضِیَ اللّه عنها قَالَت: «الوَیْلُ لأُخْتِی لا تُخْبِرْها بکذا،فتَتَّبعَ (8)أَخَا بَکْرِ بن وائلٍ بَیْنَ سَمْع الأَرْضِ وَ بَصَرهَا». قال:معناه أَنَّ الرَّجُلَ یَخْلُو بها لیسَ مَعَها أَحَدٌ

ص:223


1- (1) فی مفردات الراغب:و به.
2- (2) و یروی:«و سامعتان»و المثبت روایه المعلقه.
3- (3) فی اللسان: [1]عبد اللّه بن أوفی.
4- (4) فی التهذیب:و نَعدِلُ .
5- (5) فی القاموس:«الزنبیل».
6- (6) سوره یوسف الآیه 82.
7- (7) فی التهذیب:بأرض خلاء.
8- (8) فی التهذیب:«فتخرج بین سمع الأرض و بصرها»و الأصل کاللسان و [2]النهایه.

یَسْمَعُ کلامَها،أَو یُبْصِرُهَا إِلاّ الأَرْضُ القَفْزُ ،لیس أَنَّ الأَرْضَ لها سَمْعٌ وَ بَصَرٌ،و لکِنَّهَا وَکَّدَت الشَّناعَهَ فی خَلْوَتِها بالرَّجُلِ الذی صَحِبَها. أَو سَمْعُهَا وَ بَصَرُهَا:طُولُهَا و عَرْضُها ،و هو مَجَازٌ،قالَ أَبو عُبَیْد:و لا وَجْهَ له،إِنَّمَا مَعْنَاهُ الخَلاَء.

و یُقَال:أَلْقَی نَفْسَه بین سَمْعِ الأَرْضِ و بَصَرِهَا،إِذا غَرَّرَ بِها،و أَلْقَاهَا حَیْثُ لا یُدْرَی أَیْنَ هُوَ ،قاله ثَعْلَبٌ و ابنُ الأَعْرَابِیِّ ، أَو أَلْقاها حیثُ لا یُسْمَعُ صَوْتُ إِنْسَانٍ ،و لا یُرَی بَصَرُ إِنْسَانٍ . و هو قَرِیبٌ من قولِ ثَعْلَبٍ .

وَ سَمَّوْا سَمْعُونَ ،و سَمَاعَهَ -مُخَفَّفَهً -و سِمْعَانَ ،بالکَسْرِ و العَامَّهُ تَفْتَحُ السِّینَ ، و سُمَیْعاً (1)کزُبَیْرٍ فمن الأَوّلِ :أَبُو الحُسَیْنِ بنُ سَمْعُونَ الوَاعِظُ مَشْهُور،و أَخُوه حَسَنٌ من شُیُوخِ ابن الأَبنُوسیّ .و فی سِمْعَان قال الشّاعِرُ:

یا لَعْنَهُ اللّه و الأَقْوَامِ کُلِّهم

و الصَّالِحِینَ عَلَی سِمْعَانَ من جَارِ

حَذَفَ المُنَادَی،و لَعْنهُ :مرفُوعٌ بالابْتِدَاءِ،و علی سِمْعَانَ :

خَبَرُه،و مِنْ جارِ:تمییزٌ،کأَنَّهُ قال:علی سِمْعَانَ جَاراً.

و دَیْرُ سِمْعَانَ ،بالکسرِ (2):ع،بحَلَبَ .

و دَیْرُ سِمْعَانَ أَیْضاً: ع،بحِمْصَ ،به دُفِنَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِیزِ ،رَحِمَهُ اللّه تَعَالَی،و قد تَقَدَّمَ ذِکْر الدَّیْرِ فی «د ی ر»و قِیلَ : سِمْعَانُ هذا کانَ أَحَدَ أَکابِر النَّصَارَی،قال له عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِیزِ:یا دَیْرَانِیُّ ،بَلَغَنِی أَنَّ هذا الموضِعَ مِلْکُکُم،قال:نَعَمْ .قال:أُحِبُّ أَنْ تَبِیعَنِی مِنْه مَوْضِعَ قَبْرٍ سَنَهً ،فإِذا حالَ الحَوْلُ فانْتَفِع به.فَبَکَی الدَّیْرَانِیُّ ،و بَاعَه، فدُفِنَ فیهِ ،قال کُثَیِّرٌ:

سَقَی رَبُّنا مِنْ دَیْرِ سِمْعَانَ حُفْرَهً

بها عُمَرُ الخَیْرَاتِ رَهْناً دَفِینُها

صَوَابِحَ مِنْ مُزْنٍ ثِقَالاً غَوَادِیاً

دَوَالِحَ دُهْماً مَاخِضَاتٍ دُجُونُها

و مُحَمّدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سِمْعَانَ ،بالکَسْر، السِّمْعَانِیُّ أَبو مَنْصُورٍ:مُحَدِّثٌ ،عن مُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ عبدِ الجَبّارِ، و عنه عبدُ الوَاحِدِ المَلِیحِیُّ . و بِالفَتْحِ ،و یُکْسَر ،و اقْتَصَرَ الحَافِظُ علی الفَتْحِ : الإِمامُ أَبُو المُظَفَّرِ مَنْصُورُ بنُ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ الجَبّارِ بنِ سَمْعَان السَّمْعَانِیُّ ،و ابنُه الحافِظُ أَبُو بکْرٍ مُحَمَّدٌ و آل بَیْتِهِ .

و السَّمِیعُ ، کأَمِیر: المُسْمِعُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لعَمْرِو بن مَعْدِیَکَرِبَ :

أَمِنْ رَیْحَانَهَ الدّاعِی السَّمِیعُ

یُؤَرِّقُنِی و أَصْحَابِی هُجُوعُ

قال الأَزْهَرِیُّ :العَجَبُ من قَوْمٍ فَسَّرُوا السَّمِیعَ بمَعْنَی المُسْمِعِ فِرَاراً من أَنْ یُوصَفَ اللّه تَعَالَی بأَنَّ له سَمْعاً ،و قد ذَکَرَ اللّه تَعالَی[الفِعْلَ ] (3)فی غیرِ مَوْضِعٍ من کتابِه،فهو سَمِیعٌ :ذُو سَمْعٍ بلاَ تَکْیِیفٍ و لا تَشْبِیهٍ بالسَّمْعِ (4)من خَلْقِه، و لا سَمْعُه کسَمْعِ خَلْقهِ ،و نحنُ نَصِفُه کما (5)وَصْفَ به نَفْسَه بلا تَحْدِیدٍ و لا تَکْیِیفٍ ،قال:و لَسْتُ أُنْکِرُ فی کَلامِ العَرَبِ أَنْ یَکُونَ السَّمِیعُ سَامِعاً أَو مُسْمِعاً ،و أَنْشَدَ:«أَمِنْ رَیْحَانَه...»قالَ ،و هو شاذٌّ و الظاهِرُ الأَکْثَرُ من کَلامِ العَرَبِ أَنْ یکونَ السَّمِیعُ بمَعْنَی السّامِع مثال:عَلیمٍ و عالِم،و قَدِیرٍ و قادِرٍ.

و السَّمِیعُ : الأَسَدُ الّذِی یَسْمَع الحِسَّ حِسَّ الإِنْسَانِ و الفَرِیسَهِ من بُعْدٍ ،قالَ :

مُنْعَکِرُ الکَرِّ سَمِیعٌ مُبْصِرُ

و أُمُّ السَّمِیعِ ،و أُمُّ السَّمْعِ :الدِّماغُ ،کما فی العُبَابِ ، و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الزَّمْْخَشْرِیُّ ،قال:یُقَالُ :ضَرَبَه علی أُمِّ السَّمْعِ .

و السَّمْعُ ،مُحَرَّکَهً ،کما ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ ، أَو کعِنَبٍ ، کما ضَبَطَه الحافِظ ، هو ابنُ مَالِکِ بنِ زَیْدِ بنِ سَهْل بنِ عَمْرِو بنِ قَیْسِ بنِ مُعَاویَهَ بن جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ وائلِ بنِ الغَوْثِ بن قَطَنِ بن عَرِیبِ بن زُهَیْرِ بنِ أَیْمَنَ بنِ الهَمَیْسَعِ بنِ حِمْیَرَ: أَبو قَبِیله من حِمْیَرَ،مِنْهُم أَبُو رُهْمٍ ، بضَمِّ الرّاءِ، أَحْزَابُ بنُ أَسِیدٍ کأَمِیرٍ الظَّهْرِیُّ ، و شُفْعَهُ ،بضَمّ الشّین المعجمه،السَّمَعِیّان التّابِعِیّانِ . قلتُ :و قالَ الحافِظُ فی التَّبْصِیرِ:قیلَ :لأَبِی رُهْمٍ صُحْبَهٌ ،و قال ابنُ فَهْدٍ:أَبو

ص:224


1- (1) بالأصل:«و سُمیع»و المثبت عن التکمله،و فیها:و سمیعاً مصغراً.
2- (2) قیدها یاقوت فی«دیر سمعان»بکسر السین و فتحها.
3- (3) زیاده عن التهذیب.
4- (4) فی التهذیب:«بالسمیع»و الأصل کاللسان. [1]
5- (5) التهذیب و اللسان: [2]بما.

رُهْمٍ السَّمَعِیُّ ذکرَهُ ابنُ أَبی خَیْثَمَهَ فی الصَّحَابَهِ ،و هو تَابِعِیٌّ اسمُه أَحْزَابُ بنُ أَسِید،ثم قال بَعْدَه:أَبو رُهْمٍ الظَّهْرِیُّ :

شیخُ مَعْمَر،أَوْرَدَه أَبو بَکْرِ بنُ أَبِی علیٍّ فی الصَّحَابَهِ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ظ ه ر»بأَتَمَّ من هذا،فراجِعْه،و جَعَله هُنَاکَ صحابِیًّا.

و مُحَمَّدُ بنُ عَمْرو السَّمَعِیُّ ،ضَبَطَه الحافِظُ بالتَّحْریک، من أَتْبَاع (1)التّابِعِینَ ،شیخٌ للوَاقِدِیِّ ،و علی ضَبْطِ الحَافِظِ فهو من الأَنْصَارِ،لا مِنْ حِمْیَرَ،و قد أَغْفَلَه المُصَنِّفُ ،و سَیَأْتِی، فتَأَمَّل.

و عبدُ الرَّحْمنِ بنُ عَیاشٍ الأَنْصَارِیُّ ثمّ السَّمَعِیُّ ، مُحَرَّکَهً ، المُحَدِّثُ عن دَلْهَمِ بنِ الأَسْوَد، أَو یُقَال فی النِّسْبَهِ أَیضاً: سِمَاعِیٌّ ،بالکَسْرِ ،و هکَذا یَنْسُبونَ أَباهُم المَذْکُور.

و السُّمَّعُ ،کسُکَّرٍ:الخفِیفُ ،و یُوصَفُ به الغُولُ ،یُقَال:

غُولٌ سُمَّعٌ ،و أَنْشَدَ شَمِرٌ:

فَلَیْسَتْ بإِنْسَان فیَنْفَعَ عَقْلُه

و لکِنَّهَا غُولٌ من الجِنَّ سُمَّعُ

و السَّمَعْمَعُ :الصَّغِیرُ الرَّأْسِ ،و هو فعَلْعَلٌ (2)،نقله الجَوْهَرِیُّ .

أَو :الصَّغِیرُ اللِّحْیَهِ ،عن ابنِ عَبّادٍ،هکَذَا نَقَله الصّاغانِیُّ عنه،و هو تَحْرِیفٌ منهما،و صَوَابُه:و الجُثَّهِ ،أَی الصَّغِیرُ الرَّأْسِ و الجُثَّهِ ،الدّاهِیَهُ ،هکَذَا بِغَیْرِ واوٍ،فتأَمَّلْ .

و السَّمَعْمَع : الدّاهِیَهُ ،و عن ابْنِ عَبّاد أَیْضاً: الخَفِیفُ اللَّحْم السَّرِیعُ العَمَلِ ،الخَبِیثُ اللَّبِقُ و یُوصَفُ به الذِّئْبُ ، و منه

1- قولُ سَعْدِ بنِ أَبِی وَقّاصٍ رضِیَ اللّه عنه: «رَأَیْتُ عَلِیًّا -رضِیَ اللّه عنه-یومَ بَدْرٍ و هو یَقُولُ :

ما تَنْقِمُ الحَرْبُ العَوَانُ مِنِّی

بازِلُ عامَیْنِ حَدِیثٌ سِنِّی

سَمَعْمَعٌ کأَنَّنِی من جِنِّ

لِمِثْلِ هذَا وَلَدَتْنِی أُمِّی (3)».

و منه

17- أَنَّ المُغِیرَهَ سأَلَ ابنَ لِسَانِ الحُمَّرَهِ عن النِّسَاءِ،فقال:النِّسَاءُ أَرْبَع:فرَبِیعٌ مَرْبَع (4)،و جَمِیعٌ تَجْمَع،و شَیْطَانٌ سَمَعْمَع ،و غُلٌّ لا تُخْلَع،فقال:فَسِّرْ،قال:الرَّبِیعِ المَرْبَع 3:الشابَّهُ الجَمِیلَهُ التی إِذا نَظَرْتَ إِلیها سَرَّتْکَ ،و إِذا أَقْسَمْتَ علیها أَبَرَّتْکَ ،و أَمّا الجَمِیعُ التی تَجْمَع:فالمَرْأَهُ تَزَوَّجُها و لَکَ نَشَبٌ ،و لها نَشَبٌ ،فتَجْمَعُ ذلِک. و أَما الشَّیْطَان السَّمَعْمَع فهی: المَرْأَهُ الکالِحَهُ فی وَجْهِک إِذا دَخَلْتَ ، المُوَلْوِلَهُ فی أَثَرِکَ إِذا خَرَجْتَ .قال:و أَمَّا الغُلُّ التی لا تُخْلَع،فبِنْتُ عَمِّک القَصِیرَهُ الفَوْهَاءُ،الدَّمِیمَهُ السَّوْداءُ،التی نَثَرَتْ لک ذا بَطْنِهَا،فإِن طَلَّقْتَهَا ضاعَ وَلَدُک، و إِنْ أَمْسَکْتَهَا أَمْسَکْتَها علی مِثْلِ جَدْعِ أَنْفِکَ .

و قال غَیْرُه: السَّمَعْمَعُ : الرَّجُلُ الطَّوِیلُ الدَّقِیقُ ،و هی بهاءٍ.

و امرأَهٌ سِمْعنَّهٌ نِظْرَنَّهٌ ،کقِرْشَبَّهٍ ،أَی بکَسْرِ أَوّلهما،و فَتْح ثَالِثِهما،و هو قولُ الأَحْمَرِ و طُرْطُبَّه. أَی بضمِّ أَوّلهما،و هو قولُ أَبی زَیْدٍ و تُکْسَر الفاءُ و الَّلام ،و قد تَقَدَّم فی:ن ظ ر بیانُ ذلکَ و یُقَال فیها: سِمْعَنَهٌ کخِرْوَعَهٍ ،مُخَفَّفَهَ النُّونِ ،أَی مُسْتَمِعَهٌ سَمّاعَهٌ ،و هی الَّتِی إِذا تَسَمَّعَت أَو تَبَصَّرَتْ فلَمْ تَسْمَعْ و لم تَرَ شیئاً تَظَنَّتْه تَظَنِّیاً (5)،و کان الأَحْمَرُ یُنْشِدُ:

إِنَّ لنا لَکَنَّهْ

مِعنَّهً مِفنَّهْ

سُمْعَنَّهً نُظْرَنَّهْ

کالرِّیح حَوْلَ القُنَّهْ (6)

إِلاَّ تَرَهْ تَظَنَّهْ

و السِّمْعُ ،بالکَسْرِ:الذِّکْرُ الجَمِیلُ ،یُقَالُ :ذَهَبَ سِمْعُه فی النّاسِ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و السِّمْعُ أَیضاً:سَبُعٌ مُرَکَّبٌ ،و هو: وَلَدُ الذِّئْبِ من الضَّبُعِ ،و هی بهَاءٍ ،و فی المَثَل: « أَسْمَعُ من السِّمْعِ الأَزَلّ » ،و رُبَّمَا قالوا:« أَسْمَعُ من سِمْعٍ »قال الشّاعِرُ:

ص:225


1- ((*)) بالقاموس:«من تابعی»بدل«من أتباع».
2- (1) عن الصحاح و اللسان و [1]بالأصل«فعلل».
3- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لمثل هذا،فیه أن الشطر الرابع غیر موافق فی الروی لما قبله،فحرره».
4- (3) ضبطت عن اللسان [2]بفتح المیم و الباء،و ضبطت فی التهذیب بضم المیم و کسر الباء،و کلاهما ضبط حرکات.
5- (4) عن التهذیب و اللسان و [3]بالأصل«تظنینا»زید فی التهذیب و اللسان: [4]أی عملت بظن.
6- (5) فی التهذیب: کالذئب وسط العُنَّه.

تَرَاهُ حَدِیدَ الطَّرْفِ أَبْلَجَ وَاضِحاً

أَغَرَّ طَوِیلَ البَاعِ أَسْمَعَ من سِمْعِ

یَزْعُمُونَ أَنَّهُ لا یَعْرِفُ العِلَلَ و الأَسْقَامَ ، و لا یَمُوتُ حَتْفَ أَنْفِه کالحَیَّهِ ،بل یَمُوتُ بعَرَضٍ من الأَعْرَاضِ یَعْرِضُ له، و لیسَ فی الحَیَوَانِ شَیْ ءٌ عَدْوُه کعَدْوِ السِّمْعِ ؛لأَنَّه فی عَدْوِهِ أَسْرَعُ (1)من الطَّیْرِ ،و یُقَال: وَثْبَتُه تَزِیدُ علی عِشْرِینَ ، و ثَلاثِینَ ذِرَاعاً.

و سِمْعٌ بلا لامٍ :جَبَلٌ .

و یُقَالُ : فَعَلْتُهُ تَسْمِعَتَکَ و تَسْمِعَهً لَکَ ،أَی لِتَسْمَعَه ،قاله أَبو زَیْد.

و السَّمَاعُ ،کسَحَابٍ : بَطْنٌ من العَرَبِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و قَوْلُهُم: سَمَاعِ ، کقَطامِ ،أَی اسْمَعْ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و هو مِثْلُ دَرَاکِ ،وَ مَنَاعِ ،أَی أَدْرِکْ و امْنَعْ ،قال ابنُ بَرِّیٍّ :

و شاهِدُه:

فسَمَاعِ أَسْتَاهَ الکِلابِ سَمَاعِ

و السُّمَیْعِیَّهُ ،کزُبَیْرِیَّهٍ :ه،قُرْبَ مَکَّهَ شَرَّفها اللّه تَعَالَی.

و أَسْمَعَه :شَتَمَهُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ و الجَوْهَرِیُّ .قال الرّاغِبُ :و هو مُتَعَارَفٌ فی السَبِّ .

و من المَجَازِ: أَسْمَعَ الدَّلْوَ ،أَی جَعَل لها مِسْمَعاً ، و کذا أَسْمَعَ الزَّبِیلَ (2)،إِذا جَعَلَ لَه مِسْمَعَیْنِ یُدْخَلانِ فی عُرْوَتَیْهِ إِذا أُخْرِجَ به التُّرَابُ من البِئْرِ،کما تَقَدَّمَ .

و المُسْمِعُ ،کمُحْسِنٍ ،من أَسْمَاءِ القَیْد ،قاله أَبو عَمْرٍو، و أَنْشَدَ:

و لِی مُسْمِعَانِ و زَمَّارَهٌ

و ظِلٌّ ظَلِیلٌ و حِصْنٌ أَنِیقْ (3)

و قد تَقَدَّم فی«ز م ر».

و المُسْمِعَهُ بهَاءٍ:المُغَنِّیَهُ ،و قد أَسْمَعَت ،قال طَرَفَهُ یصفُ قَیْنَهً :

إِذا نَحْنُ قُلْنَا:أَسْمِعِینا،انْبَرَتْ لَنَا

عَلَی رِسْلِهَا مَطْرُوفَهً لم تَشَدَّدِ

و التَّسْمِیعُ :التَّشْنِیعُ و التَّشْهِیرُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : « سَمَّعَ اللّه به أَسامِعَ خَلْقِه». و قد تقدَّم فی أَوْلِ المادَّهِ .

و التَّسْمِیعُ أَیضاً: إِزالَهُ الخُمُولِ بنَشْرِ الذِکْرِ ،یُقَال:

سَمَّعَ بِه،إِذا رَفَعَه من الخُمُول،وَ نَشَر ذِکْرَه،نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و التَّسْمِیعُ : الإِسْمَاعُ ،یُقَال: سَمَّعَهُ الحَدِیثَ ،و أَسْمَعَهُ ، بمعنًی،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و المُسَمَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :المُقَیَّدُ المُسَوْجَرُ ،و کَتَب الحَجّاجُ إِلی عامِلٍ له أَنْ «أَبْعَثْ إِلیَّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُزَمَّراً»أَی:مُقَیَّداً مُسَوْجَراً،فالصَّوَابُ أَنَّ المُسَوْجَرَ تفسیرُ المُزَمَّر،و أَمّا المُسَمَّعُ فهو المُقَیَّدُ فقط ،و قد تَقَدَّم فی«س ج ر».

و اسْتَمَعَ له،و إِلَیْهِ :أَصْغَی ،قال أَبُو دُوَادٍ یَصف ثَوْراً:

و یَصِیحُ تَاراتٍ کَما اسْ

تَمَعَ المُضِلُّ لِصَوْتِ ناشِدْ

و شاهِدُ الثّانِی قولُه تَعالَی: وَ مِنْهُمْ مَنْ یَسْتَمِعُونَ إِلَیْکَ (4).

و یُقَال: تسامَعَ به النّاسُ . نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،أَی اشْتَهَرَ عِنْدَهُم.

و قولُه تَعالَی: وَ اِسْمَعْ غَیْرَ مُسْمَعٍ أَی غَیْرَ مَقْبُولٍ ما تَقُولُ قاله مُجَاهِدٌ، أَو معناه اسْمَعْ لا أُسْمِعْتَ ،قاله ابنُ عَرَفَهَ ،و کذلِکَ قولُهُم:قُمْ غَیْرَ صاغِرٍ،أَی لا أَصْغَرَکَ اللّه، و فی الصِّحَاحِ قال الأَخْفَشُ :أَی لا سَمِعْتَ ،و

14- قال الأَزهریّ و الرّاغِبُ : رُوِی أَنَّ أَهْلَ الکِتَابِ کانُوا یَقُولُونَ ذلِکَ للنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،یُوهِمُونَ أَنَّهم یُعَظِّمُونَهُ و یَدْعُونَ له،و هم یَدْعُونَ علیهِ بذلِکَ (5).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رجلٌ سَمّاعٌ ،کشَدّادٍ،إِذا کانَ کَثِیرَ الاسْتِماعِ لما یُقَالُ و یُنْطَقُ به،و هو أَیضاً:الجَاسُوسُ .

ص:226


1- (1) فی حیاه الحیوان للدمیری: [1]أسرع عدواً من الریح.
2- (2) فی القاموس:الزِّنْبیل.
3- (3) اللسان و روایته فیه: و مسمعتان و زماره و ظل مدید و حصن أنیق و فی التهذیب:و حصن أمق.و هی روایه اللسان فی ماده«مقق».
4- (4) سوره یونس الآیه 42. [2]
5- (5) أحد وجهین قیلا فی الآیه کما نقله الراغب فی المفردات [3]فیه دعاء علی الانسان بالصمم،و الوجه الثانی دعاء له.

و یُقَال:الأَمِیرُ یَسْمَع کلامَ فُلانٍ ،أَی یُجِیبُه.و هو مَجازٌ.

و قولُ ابنِ الأَنْبَارِیّ :و قولُهُم:« سَمِعَ اللّه لِمَنْ حَمِدَه»أَی أَجابَ اللّه دُعَاءَ مَنْ حَمِدَه»أَی أَجابَ اللّه دُعَاءَ من حَمِدَه، فوضَعَ السَّمْعَ مَوْضِعَ الإِجَابَهِ ،و منه

16- الدُّعَاءُ: «اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بک من دُعَاءٍ لا یُسْمَعُ ». أَی لا یُعْتَدُّ به،و لا یُسْتَجَابُ ، فکأَنَّه غیرُ مَسْمُوع ،و قال سُمَیْرُ بنُ الحارِثِ الضَّبِّیُّ :

دَعَوْتُ اللّه حَتّی خِفْتُ أَنْ لا

یکونَ اللّه یَسْمَعُ ما أَقُولُ

و به فُسِّرَ قولُه تعالَی: وَ اِسْمَعْ غَیْرَ مُسْمَعٍ (1)أَی غَیْرَ مُجابٍ إِلی ما تَدْعُو إِلَیْه.

و قولُهُم: سَمْعٌ لا بَلْغٌ ،بالفَتْح مَرْفُوعَانِ ،و یُکْسَران:

لُغَتان فی سَمْعَان لا بَلْغان.

و السَّمَعْمَع :الشَّیْطَان الخَبِیث.

و السِّمْعَانِیَّهُ ،بالکَسرِ:من قُرَی ذَمَار (2)بالیَمَنِ .

و اسْتَمَع :أَصْغَی،قالَ اللّه تعالَی: قُلْ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنَّهُ اِسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ (3)و قولُه تعالی: وَ اِسْتَمِعْ یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ (4)و کذا اسْتَمَعَ ،بهِ ،و منه قولُه تَعالَی: نَحْنُ أَعْلَمُ بِما یَسْتَمِعُونَ بِهِ (5).

و یُعَبَّر بالسَّمْع تارهً عن الفَهْم،و تارهً عن الطّاعَهِ ،تقولُ :

اسْمَعْ ما أَقُولُ لک،و لَمْ تَسْمَعْ ما قُلْتُ لک،أَی لم تَفْهَم، و قولهُ تَعَالَی: وَ لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِیهِمْ خَیْراً لَأَسْمَعَهُمْ (6)،أَی أَفْهَمَهُم بأَنْ جَعَلَ لهم قُوَّهً یَفْهَمُون بها.و قالَ اللّهُ تَعالَی:

إِنِّی آمَنْتُ بِرَبِّکُمْ فَاسْمَعُونِ (7)أَی أَطِیعُونِ .

و یُقَال: أَسْمَعَکَ اللّه،أَی (8)لا جَعَلَکَ أَصَمَّ ،و هو دعاءٌ.

و قولُه تعالَی: أَبْصِرْ بِهِ وَ أَسْمِعْ (9)أَی ما أَبْصَرَه و ما أَسْمَعَه !علی التَّعَجُّبِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و السَّمَّاعُ ،کشَدَّادٍ:المُطِیعُ .

و یُقَال:کَلَّمَهُ سِمْعَهُم ،بالکسر،أَی:بحیثُ یَسْمَعُونَ ، و منه قولُ جَنْدَلِ بن المُثَنَّی:

قامَتْ تُعَنْظِی بکَ سِمْعَ الحاضِرِ

أَی بحَیْثُ یَسْمَعُ مَنْ حَضَرَ.

و تَقُولُ العَرَبُ :لا وِ سِمْعِ اللّه،یَعْنُون و ذِکْرِ اللّه.

و السَّمَاعِنَه:بَطنٌ من العَرَبِ ،مَساکِنُهم جَبَلُ الخَلِیلِ علیه السّلامُ .

و السَّوَامِعَهُ :بطنٌ آخرُ،مَسَاکِنُهم بالصَّعِید.

و المَسْمَع (10):خَرْقُ الأُذُنِ ، کالمِسْمَعِ .نَقَلَه الرّاغِبُ .

و السِّمَاعِیَهُ ،بالفَتْحِ :موْضعٌ .

وَ بَنُو السَّمِیعَهِ ،کسَفِینَهٍ :قَبِیلهٌ من الأَنْصَارِ،کانوا یُعْرَفُونَ ببَنِی الصَّمَّاءِ،فغَیَّره النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم.

و المَسْمَعُ ،کمَقْعَدٍ:مصدرُ سَمِعَ سَمْعاً .

و أَیْضاً:الأُذُنُ ،عن أَبِی جَبَلَهَ ،و قِیلَ :هو خَرْقُهَا الَّذِی یُسْمَعُ به،و حکی الأَزْهَرِیُّ عن أَبِی زَیْدٍ:و یُقَال لِجَمِیعِ (11)خُرُوقِ الإِنْسَانِ ؛عَیْنَیْه و مَنْخَرَیْه و اسْتِهِ : مَسَامِعُ ،لا یُفْرَدُ وَاحِدُهَا.

و قال اللَّیْثُ :یُقالُ : سَمِعَتْ أُذُنِی زَیْداً یَفْعَلُ کذا و کذا، أَی أَبْصَرْتُه بِعَیْنِی یَفْعَلُ کذا و کذا،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و لا أَدْرِی مِن أَیْن جاءَ اللّیْثُ بهذا الحَرْفِ ،و لیسَ من مَذْهَبِ العَرَبِ أَنْ یَقُولَ الرجلُ : سَمِعَتْ أُذُنی بمَعْنَی أَبْصَرَت عَیْنِی،قال.

و هو عِنْدِی کلامٌ فاسِدٌ،و لا آمَنُ أَنْ یَکُونَ [مما] (12)وَلَّدَه أَهْلُ البِدَع و الأَهْوَاءِ[و کأَنه من کلام الجهمیه] 12.

و یُقَال:باتَ فی لَهْوٍ و سَمَاعٍ : السَّمَاعُ :الغِنَاءُ،و کُلُّ ما الْتَذَّتْه الآذَانُ من صَوْتٍ حَسَنٍ : سَماعٌ .

و السَّمِیعُ ،فی أَسْمَاءِ اللّه الحُسْنَی:الَّذِی وَسِعَ سَمْعُه کُلَّ شَیْ ءٍ.

ص:227


1- (1) سوره النساء الآیه 46. [1]
2- (2) عن معجم البلدان و بالأصل«دیار».
3- (3) سوره الجن الآیه 1. [2]
4- (4) سوره ق الآیه 41. [3]
5- (5) سوره الإسراء الآیه 47. [4]
6- (6) سوره الأنفال الآیه 42. [5]
7- (7) سوره یس الآیه 25. [6]
8- (8) فی المفردات: [7]أی جعلک اللّه أصم.و هو دعاء علی الانسان و هذا أحد وجهی تفسیر قوله تعالی:«و اسمع غیر مسمع»انظر المفردات. [8]
9- (9) عن المفردات و [9]بالأصل«و المستمع».
10- (10) عن المفردات و بالأصل«و المستمع».
11- (11) عن التهذیب و بالأصل«بجمع».
12- (12) زیاده عن التهذیب.

و السَّمِیعانِ مِنْ (1)أَدَوَاتِ الحَرّاثِینَ :عُودانِ طَوِیلانِ فی المِقْرَنِ الَّذِی یُقْرَنُ به الثَّوْرَانِ لِحِرَاثَهِ الأَرْضِ ،قاله اللَّیْثُ .

و المِسْمَعانِ :جَوْرَبانِ یَتَجَوْرَبُ بهما الصائد إِذا طَلَبَ الظِّبَاءَ فی الظَّهِیرَهِ .

و المِسْمَعانِ :عامِرٌ و عبدُ المَلِکِ بنُ مالِکِ بن مِسْمَع ،هذا قولُ الأَصْمَعِیُّ و أَنْشَدَ:

ثَأَرْتُ المِسْمَعَیْنِ و قُلْتُ بُوآ

بِقَتْلِ أَخِی فَزارَهَ و الخَبَارِ

و قال أَبو عُبَیْدَه:هُمَا مَالِکٌ و عَبْدُ المَلِک ابْنَا مِسْمَع بنِ سُفیَانَ بنِ شِهَابِ الحِجَازِیّ ،و قال غیرُه:هما مَالِکٌ و عبدُ المَلِک ابْنا مِسْمَعِ بن مالِکِ بنِ مِسْمَعِ بنِ سِنَانِ بنِ شِهَابٍ (2).

و أَبو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثْمَانَ بنِ سَمْعان الحافظُ :حَدَّثَ عن أَسْلَمَ بنِ سَهْل الوَاسِطِیِّ ،و غیرِه.

سمفع

سَمَیْفَعٌ ،کَسَمَیْذَعٍ (3)،بالفَاءِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (4)-فی باب فَعَیْللٍ بعدَ ذِکْر هَمَیْسَعٍ -: سَمَیْفَعٌ ، و قد تُضَمُّ سِینُه ،کأَنَّه مُصَغَّرٌ، و حِینَئِذٍ یَجِبُ کَسْرُ الفاءِ و هو ذُو الکَلاَعِ الأَصْغَرُ ابنْ نَاکورِ بن عَمْرِو بنِ یَعْفُرَ بن یَزِیدَ بن النُّعْمَانِ الحِمْیَرِیّ ،و یَزِیدُ هذا هو ذُو الکَلاَعِ الأَکْبَرُ،کما سَیَأْتِی فی«ک ل ع»و فی المُؤتَلِفِ و المُخْتَلِف للدّارَقُطْنِیّ : اسْمَیْفَع ،هکذا بزیادَهِ الأَلِفِ ،و فی المُعْجَمِ لابْن فَهْدٍ:یُقال:اسمُه أَیْفَعُ أَبو شُرَحْبِیلَ ،

1,14- زادَ الصاغَانِیُّ : أَو أَبُو شَرَاحِیلَ (5)و هو الرَّئِیسُ فی قَوْمه المطاعُ المَتْبُوعُ ،أَسْلَمَ فی حَیَاهِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم، فَکَتَبَ إِلیه النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم علی یَدِ جَرِیر بن عبدِ اللّه البَجَلِیِّ ،رضی اللّه عنه، کِتَاباً فی التَّعَاوُنِ علی الأَسْوَدِ و مُسَیْلِمَهَ و طُلَیْحَهَ ،و کانَ القائِمَ بأَمْرِ مُعَاوِیَهَ ،رضِیَ اللّه عَنْهُ ،فی حَرْبِ صِفِّینَ ، و قُتِلَ قبل انْقِضَاءِ الحَرْبِ ،ففَرِحَ مُعَاوِیَهُ رضِیَ اللّه عنه بمَوْتِه، و ذلِکَ أَنَّه بَلَغَه أَنَّ ذا الکَلاَع ثَبَتَ عندَهُ أَنَّ علیّاً بَرِیءٌ من دَمِ عُثْمَانَ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا،و أَنَّ مُعَاوِیَهَ ،رضِیَ اللّه عنهُ ، لَبَّسَ علیهِم ذلِکَ ،فأَرَادَ التَّشْتِیتَ علیه،فعاجَلَتْه مَنِیَّتُه بصِفِّینَ ،و ذلِکَ سنه سَبْعٍ و ثَلاثِینَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اسْمَیْفَع بنُ وَعْلَهَ بنِ یَعْفُرَ السَّبائیّ شَهِدَ فتح مِصْرَ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اسْمَیْفَع بنُ الشاعِرِ الرُّعَیْنِیُّ ،عن حُذَیْفَهَ ،نَقَلَهُما الدّارَ قُطْنِیُّ فی المؤتَلِفِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

سمقع

السَّمَیْقَعُ ،بالقَافِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ :هو الصَّغِیرُ الرَّأْس،قال:و به سُمِّیَ السَّمَیْقَعُ الیَمَانِیُّ ،وَالِدُ مُحَمَّدٍ أَحَدِ القُرَّاءِ.کذَا فی اللِّسَانِ .

سملع

السَّمَلَّعُ ،کهَمَلَّع ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللِّحْیَانِیُّ :هو الذِّئْبُ ،قالَ : و یُقَالُ للخَبِیثِ الخِبِّ : إِنَّهُ لَسَمَلَّعٌ هَمَلَّعُ ،و سَیَأْتِی ذلِکَ فی«ه م ل ع».

سنع

السَّنَعُ ،مُحَرَّکَهً :الجَمَالُ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الأَسْنَعُ :الطَّوِیلُ .

قال: و الأَسْنَعُ : المُرْتَفِعُ العالِی ،یُقَال:شَرَفٌ أَسْنَعُ .

و قال أَبو عَمْرٍو:السَّنِیعَهُ ، کسَفِینَهٍ :الطَّرِیقَهُ فی الجَبَلِ بلُغَهِ هُذَیْلٍ ،ج: سَنَائعُ .

و السَّنِیعَهُ :المَرْأَهُ الجَمِیلَهُ ،کما فِی الصّحاحِ ،زاد اللَّیْثُ : اللَّیِّنَهُ المَفَاصِلِ اللَّطِیفَهُ العِظَامِ فی جَمَالٍ ، و هو سَنِیعٌ ،أَی جَمِیلٌ ، و قد سَنَعَ ،کنَصَر و مَنَع و کَرُمَ ،و علی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، سَنَاعَهً ،مَصْدَر الأَخِیرِ، و سُنُوعاً ، بالضَّمِّ مصدَر سَنَعَ کنَصَرَ وَ مَنَعَ .

و یُقَال: هذَا أَسْنَعُ ،أَی أَفْضَلُ و أَشْرَفُ و أَطْوَلُ .

و کزُبَیْرٍ:عُقْبَهُ بنُ سُنَیْع بنِ نَهْشَلِ بنِ شَدّادِ بنِ زُهَیْرِ بن شِهَابِ بن رَبِیعَهَ بنِ أَبِی الأَسْودِ،هکَذَا ذَکَرَه ابنُ الکَلْبِیِّ فی نَسَبِ طُهَیَّهَ ،کان من الأَشْرَافِ ،و یُعْرَفُ بابن هِنْدَابَهَ ،و هو الَّذِی هَجَاهُ جَرِیرٌ و أَبُوه سُنَیْعٌ مَشْهُورٌ بالجَمَالِ المُفْرِطِ ، و مِنَ الَّذِینَ کانُوا إِذا أَرادُوا المَوْسِمَ أَمَرَتْهُمْ قُرَیْشٌ أَن یَتَلَثَّمُوا مَخَافَهَ فِتْنَهِ النِّسَاءِ بهم.

ص:228


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«فی».
2- (2) انظر جمهره ابن حزم ص 328. [2]
3- (3) عن القاموس و بالأصل کسمیدع بدال مهمله.
4- (4) الجمهره 372/2. [3]
5- (5) ضبطت فی احدی نسخ القاموس«شُراحیل»بضمه علی الشین.و فی أسد الغابه:اسمه اسمیفع و قیل أیفع و قیل سمیفع بغیر همزه.

و قال أَبُو عَمْرٍو: السَّانِعَهُ :الناقَهُ الحَسَنَهُ الخَلْقِ ،و قالُوا:

الإِبِلُ ثَلاثٌ : سانِعَهٌ ،و وَسُوطٌ ،و حُرْضَان،فالسّانِعَهُ ما تَقَدَّم،و الوَسُوطُ ،المُتَوَسِّطَهُ ،و الحُرْضَانُ :السّاقِطَهُ التی لا تَقْدِرُ علی النُّهُوضِ کالمِسْنَاعِ ،عن شَمِرِ،و منه:«لِمَ لا تَقْبَلُها و هی حَلْبَانَهٌ رَکْبَانَهٌ مِسْنَاعٌ مِرْبَاعٌ »هکذا ضَبَطَهُ ،و قد مَرَّ فی«ر ب ع».

و السِّنْعُ و النِّسْعُ ، بالکَسْر فیهِمَا: الرُّسْعُ ،أَو هو الحَزُّ الّذِی فی مَفْصِلِ الکَفِّ و الذِّرَاعِ قاله ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

أَو هو السُّلاَمَی التی تَصِلُ (1)ما بینَ الأَصَابع و الرُّسْع فی جَوْفِ الکَفِّ ،قالَه اللَّیْثُ ج : سِنَعَهٌ ، کقِرَدَهٍ ،و أَسْنَاعٌ .

و یُقَال: أَسْنَعَ الرَّجُلُ ،إِذا اشْتَکاه ،أَی سِنْعَه .

و قال الزَّجَّاجُ : سَنَعَ البَقْلُ ،و أَسْنَع :إِذا طالَ و حَسُنَ ، فهو سانِعٌ ،و مُسْنِعٌ .

و قال غَیْرُه: أَسْنَعَ الرَّجُلُ ،إِذا جاءَ بأَوْلادٍ مِلاَح طِوَال.

و السَّنْعَاءُ :الجَارِیَهُ الَّتِی لم تُخْفَضْ ،لغه یَمَانِیَهٌ ،نَقَلَهَا ابنُ دُرَیْدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَسْنَعَ مَهْرَ المَرْأَهِ :أَکْثَرَه.عن الفَرّاءِ،کما فی التَّکْمِلَهِ ، و نَسَبَه صاحِبُ اللِّسَانِ إِلی ثَعْلَبٍ .

و قِیلَ : سَانِعٌ :حَسَنٌ طَوِیلٌ ،عن الزَّجّاجِ .

و مَهْرٌ سَنِیعٌ :کَثِیرٌ،عن ثَعْلَبٍ .

و السَّنِیعُ ،کأَمِیر:الطَّوِیلُ .

و امْرَأَهٌ سَنْعاءُ :طَوِیلَهٌ ،و أَمّا قَوْلُ رُؤْبَهَ :

أَنْتَ ابنُ کُلِّ مُنْتَضًی قَرِیعِ

تَمَّ تَمَامَ البَدْرِ فی سَنِیعِ

فإِنَّهُ أَرادَ:فی سَنَاعَهِ ،فأَقامَ الاسْمَ مُقَامَ المَصْدَرِ.

سوع

سُوعٌ ،بالضَّمِّ :قَبِیلَهٌ بالیَمَن ،قال النابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ :

مُسْتَشْعِرِینَ قَدَ الْقَوْا فی دِیَارِهمُ

دُعَاءَ سُوعٍ و دُعْمِیٍّ و أَیُّوبِ (2)

و یُرْوَی:«دَعْوَی یَسُوعَ »و کُلُّهَا من قَبَائِلِ الیَمَنِ .

و السَّاعَهُ :جُزْءٌ من أَجْزَاءِ الجَدِیدَیْنِ اللَّیْلِ و النَّهَارِ،قَالَهُ اللَّیْثُ ،و هُمَا أَربعٌ و عِشْرُونَ ساعهً ،و إِذا اعْتَدَلاَ فکُلُّ واحِدٍ منهما ثِنْتَا عَشَرَهَ ساعهً .

و فی الصّحاحِ : السّاعَهُ : الوَقْت الحاضِرُ ،و یُعَبِّرُ عن جُزْءٍ قَلِیل من اللَّیْلِ و النَّهَارِ،یقال:جَلَسْتُ عِنْدَک سَاعَهً :

أَی وَقْتاً قَلِیلاً، ج: سَاعاتٌ و سَاعٌ ،و أَنْشَدَ للقُطامِیِّ :

و کُنَّا کالحَرِیقِ أَصابَ غَاباً (3)

فیَخْبُو ساعَهً و یَهُبُّ سَاعَا

و السّاعَهُ : القِیَامَه ،کما فی الصحاحِ .و هو مَجَازٌ،قالَ اللّه عزَّ و جَلَّ : اِقْتَرَبَتِ اَلسّاعَهُ (4)یَسْئَلُونَکَ عَنِ اَلسّاعَهِ (5)، وَ عِنْدَهُ عِلْمُ اَلسّاعَهِ (6)تَشْبِیهاً بذلِکَ ،لسُرْعَهِ حِسَابِه.

أَو الساعهُ : الوَقْتُ الَّذِی تَقُومُ فیه القِیَامَهُ ،سُمِّیَت بذلِکَ لأَنَّهَا تَفْجَأُ النّاسَ فی سَاعَهٍ ،فیموتُ الخَلْقُ کُلُّهم بصَیْحَهٍ وَاحِدَهٍ (7)،قالَهُ الزَّجّاجُ ،و نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و قال الرّاغِبُ -فی المُفْرَدَاتِ ،و تَبِعَهُ المُصَنِّفُ فی البَصَائِرِ-ما نَصُّهُ :و قِیلَ :

السَّاعَاتُ الَّتِی هی القِیَامَهُ ثَلاَثٌ :

السّاعَهُ الکُبْرَی،و هی بَعْثُ النّاسِ للمُحَاسَبَهِ ،و هی الَّتِی

14- أَشارَ إِلَیْهَا النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم بقَوْلِه: لا تَقُومُ السّاعَهُ حَتَّی یَظْهَرَ الفُحْشُ و التَّفَحُّشُ ،و حتّی یُعْبَدَ الدِّینَارُ و الدِّرْهَمُ ». و ذَکَر أُمُوراً لم تَحْدُثْ فی زَمَانِه و لا بَعْدَه.

و الساعهُ الوُسْطَی،و هی مَوْتُ أَهْلِ القَرْنِ الوَاحِدِ، و ذلِک نَحْو ما

14- رُوِی: أَنَّه رَأَی عبدَ اللّه بنَ أُنَیْسِ فقال:«إِنْ یَطُلْ عُمْرُ هذا الغُلاَمِ لم یَمُتْ حَتَّی تَقُومَ السّاعَه ». فقیل:إِنّه آخِرُ من ماتَ من الصَّحابَه.

و السّاعَهُ الصُّغْرَی:و هی مَوْتُ الإِنْسَانِ ، فساعَهُ کُلِّ إِنسانٍ :مَوْتُهُ ،و هی المُشَارُ إِلیها بقَوْلِه عَزَّ و جَلَّ : قَدْ خَسِرَ

ص:229


1- ((*)) بالقاموس:«یصل»بدل«تصل».
2- (1) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 93 و فیه«الفوا»و فسرها بمعنی: وجدوا.
3- (2) فی الصحاح و اللسان:« [1]لدی کفاحٍ »بدل«أصاب غاباً»قال ابن بری: المشهور«أصاب غاباً».
4- (3) سوره القمر الآیه الأولی. [2]
5- (4) سوره النازعات الآیه 42. [3]
6- (5) سوره الزخرف الآیه 85. [4]
7- (6) عباره التهذیب:کلهم عند الصیحه الأولی التی ذکرها اللّه فقال: إِنْ کانَتْ إِلاّ صَیْحَهً واحِدَهً فَإِذا هُمْ خامِدُونَ .

اَلَّذِینَ کَذَّبُوا بِلِقاءِ اللّهِ حَتّی إِذا جاءَتْهُمُ اَلسّاعَهُ بَغْتَهً (1)و مَعْلُومٌ أَنَّ هذا (2)الخُسْرَ یَنَالُ الإِنْسَانَ عندَ مَوْتِه،و علی هذا

14- رُوِیَ : أَنَّه کانَ إِذا هَبَّتْ رِیحٌ شَدِیدَهٌ تَغَیَّر لَوْنُه صلّی اللّه علیه و سلّم،فقالَ :

«تَخَوَّفْتُ السّاعَهَ »و قال:«ما أَمُدُّ طَرْفِی و لا أَغُضُّها إِلاَّ و أَظُنُّ السّاعَهَ قد قامَتْ ». بمَعْنَی مَوْتهِ صلّی اللّه علیه و سلّم.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الساعَه : الهَلْکَی (3)،کالجَاعَهِ للجِیَاع و الطاعَهِ للمُطِیعِینَ .

و سَاعَهٌ سَوْعَاءُ ،أَی شَدِیدَهٌ ،کما یُقَالُ :لیلهٌ لَیْلاَءُ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و سُوَاعٌ بالضَّمِّ ،فی قَوْلِه تَعَالَی: وَ لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَ لا سُواعاً (4)و الفَتْح لُغَهٌ فِیه و به قَرَأَ (5)الخَلِیلُ :اسمُ صَنَم کان لهَمْدانَ ،و

16- قیل: عُبِدَ فی زَمَنِ نُوحٍ علیهِ السَّلامُ ،فدَفَنَهُ الطُّوفانُ ،فاسْتَثَارَه إِبْلِیسُ لأَهْلِ الجَاهِلِیهِ ، فعُبِدَ من دُونِ اللّه عَزَّ و جَلَّ . کذا نصّ اللَّیْث، و زادَ الجَوْهَرِیُّ :ثمّ صارَ لهُذَیْلٍ ،و کان برُهَاط ، و حُجَّ إِلَیْه ،قال أَبو المُنْذِرِ:و لم أَسْمَع بذِکْره فی أَشْعارِ هُذَیْلٍ ،و قد قالَ رَجُلٌ من العَرَب:

تَرَاهُمْ حَوْلَ قَیْلِهِمُ عُکُوفاً

کما عَکَفَتْ هُذَیْلُ علی سُوَاعِ

یَظَلُّ جَنَابَهُ برُهَاطَ صَرْعَی

عَتَائِرُ من ذَخَائرِ کُلِّ رَاعِ

و سَاعَتِ الإِبِلُ تَسُوعُ سَوْعاً ،کما فی الصّحاحِ ،و تَسِیعُ سَیْعاً،و هذِه عن شَمِر: تَخَلَّتْ بِلاَ رَاعٍ ،و منه قولُهُم: هو ضَائعٌ سَائعٌ ،کما فی الصّحاحِ ،أَی مُهْمَلٌ .

و جاءَنَا بَعْدَ سَوْعٍ من اللَّیْلِ ،و سُوَاع ،کغُرَابٍ ،أَی بَعْدَ هَدْءٍ منه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،أَو بَعْدَ سَاعَهٍ منه.

و السُّوَاعُ ،و السُّوَعاءُ ، کغُرَابٍ و بُرَحَاءَ:المَذْیُ زادَ شَمِرٌ:الَّذِی یَخْرُج قَبْلَ النُّطْفَهِ ، أَو الوَدْیُ ،و

16- فی الحَدِیثِ :

«فی السُّوَعَاءِ الوُضُوءُ». و قالَ أَبو عُبَیْدَهَ لرُؤْبَهَ :ما الوَدْیُ ؟ فقال:یُسَمَّی عِنْدَنا السُوَعَاءَ . و یُقَال للرَّجُل: سُعْ سُعْ ،بِضَمِّهِما، أَمْرٌ بِتَعهُّدِ سُوَعَائه ، عن ابن الأَعْرَابِیّ .

و ناقَهٌ مِسْیاعٌ (6)، کمِصْباح ،هی التی تَدَعُ وَلَدَهَا حَتَّی تَأْکُلَهُ السِّباعُ قاله شَمِرٌ، واوِیَّهٌ یائِیَّهٌ مِن ساعَتْ تَسُوع و تَسِیعُ ،کما تقدَّم،یُقَال:رُبَّ نَاقَهٍ تَسِیعُ وَلَدَهَا حتی تَأْکُلَه السِّبَاعُ ،أَی تُهْمِلُه و تُضَیِّعُه. و أَسَاعَهُ :أَهْمَلَه و ضَیَّعَه ، یُقَال: أَسَعْتُ الإِبِلَ ،أَی أَهْمَلْتُهَا، فساعَتْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال الرّاغِبُ :و قد تُصُوِّرَ (7)الإِهْمَالُ من السّاعَهِ .

و أَسْوَعَ الرَّجُلُ : انْتَقَلَ مِن سَاعَهٍ إِلی سَاعَهٍ . نَقَلَه الزَّجَّاجُ .

أَو أَسْوَعَ : تَأَخَّرَ سَاعَهً ،عن ابنِ عَبّادٍ.

قال: و أَسْوَعَ الرَّجُلُ و غَیْرُه،إِذا انْتَشَرَ،ثُمَّ مَذَی.

و قال غَیْرُه: أَسْوَعَ الحِمَارُ :إِذا أَرْسَلَ غُرْمُولَهُ .

و یقال: هذا مُسَوَّعٌ له،کمُعَظَّمٍ ،أَی مُسَوَّغٌ له ،بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ .

و عَامَلَهُ مُسَاوَعَهً ،من السّاعهِ ،کمُیَاوَمَهً من الیَوْمِ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و لا یُسْتَعْمَلُ مِنْهَا إِلاّ هذا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَساعَ الرَّجُلُ إِسَاعَهً :انْتَقَلَ مِنْ سَاعَه إِلی ساعَه ،نَقَلَهُ الزَّجّاجُ .

و مُسَوَّعُ ،کمُعَظَّم:مَدِینَهٌ من مُدُنِ الحَبَشَه بالقُرْبِ من الیَمَنِ .

و سَاوَعَهُ سِوَاعاً :اسْتَأْجَرَه للسّاعَهِ .و السّاعُ و السّاعَهُ :

المَشَقَّه،و السّاعَهُ :البُعْدُ،و قالَ رَجُلٌ لأَعْرَابِیَّهٍ :أَیْنَ مَنْزِلُکِ ؟ فقالَتْ :

أَمّا عَلَی کَسْلاَنَ وَانٍ فسَاعَهٌ

و أَمّا عَلَی ذِی حاجَهٍ فیَسِیرُ

و قِیلَ : السُّوَعَاءُ :القَیْ ءُ.

و أَسْوَعَ الرَّجُلُ ،إِذا تَعَهَّدَ سُوَعَاءَهُ .

ص:230


1- (1) سوره الأنعام الآیه 31. [1]
2- (2) فی المفردات:هذه الحسره تنال الانسان.
3- (3) فی القاموس:«و الهالکون»و الأصل کالتهذیب.
4- (4) سوره نوح الآیه 23. [2]
5- (5) فی القاموس:و قرأ به الخلیل.
6- (6) قلبوا الواو یاء طلباً للخفه مع قرب الکسره حتی کأنهم توهموها علی السین.
7- (7) نص المفردات:و تُصُوِّر من الساعه الإهمال،فقیل،أسعت الإبل أسیعها.

و رَجُلٌ سُوَاعِیٌّ :من السُّوَاعِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .و رَجُلٌ مُسِیعٌ :مُضِیعٌ .و مِسْیاعٌ للمالِ :مِضْیاع.و أَنْشَد ابنُ بَرِّیّ :

وَیْلُ امِّ أَجْیَاد شاهً شاهَ مُمْتَنِحٍ

أَبِی عِیَالٍ قَلِیلِ الوَفْرِ مِسیَاعِ

أُمُّ أَجْیَاد:شَاهٌ وَصَفَهَا بالغُزْرِ،و شَاهً :مَنْصوبٌ علی التَّمْیِیزِ.

و سُیُوع (1):اسمٌ من أَسماءِ الجَاهِلِیَّهِ ،و قیل:بَطْنٌ بالیَمَنَ .

سیع

سَاعَ الماءُ و الشَّرَابُ یَسِیعُ سَیْعاً ،و سُیُوعاً :

جَرَی و اضْطَرَب علی وَجْهِ الأَرْضِ ،کما فی الصّحاحِ و العُبَابِ .

و قال شَمِرٌ:سَاعَتِ الإِبِلُ تَسُوعُ سَوْعاً،و تَسِیعُ سَیْعاً :

تَخَلَّتْ بِلاَ رَاعٍ ،واوِیَّهٌ یائِیَّهٌ ،یُقال:ضائِعٌ سائعٌ .

و قالَ اللَّیْثُ : السَّیْعُ :الماءُ الجَارِی عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ قال رُؤْبَهُ :

تَرَی بها ماءَ السَّرَابِ الأَسْیَعَا (2)

شَبِیهَ یَمٍّ بَیْنَ عَبْرَیْنِ مَعَا

و قالَ الفَرّاءُ:یُقَالُ :خَرَجْتُ بَعْدَ سِیعَاءَ من اللَّیْلِ ، بالکَسْر،و بعدَ سِیَعَاءَ کسِیَرَاءَ ،أَی بعدَ قِطْعٍ منه.

و السَّیَاعُ ،کسَحَابٍ ،و فی بَعْضِ :النُّسَخ«بالفَتْحِ »:

شَجَرُ اللُّبان ،و هو من شَجَرِ العِضَاهِ ،له ثَمَرٌ کهَیْئَهِ الفُسْتُقِ ، و لثاهُ (3)مثلُ الکُنْدُر إِذا جَمَدَ.کذا فی العُبَابِ .و وَجَدْتُ فی هَامِشِ نُسْخَهِ الصّحاحِ :هو شَجَرُ البانِ ، أَو شَجَرٌ یُشْبِهُه و لیسَ بهِ .

و السَّیَاعُ : الشَّحْمُ تُطْلَی به المَزَادَهُ .

و السَّیَاعُ : الطِّینُ ،و قال کُراع:الطِّینُ بالتِّبْنِ الَّذِی یُطَیَّنُ به ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

کأَنَّهَا فی سَیَاعِ الدَّنِّ قِنْدِیدُ

و قَوْل القُطامِیِّ یَصِفُ ناقَهً :

هکَذَا فی النُّسَخِ ،و فی الصِّحَاحِ و العُبَاب:«کما بَطَّنْتَ » (4)بالفَدَن السَّیاعَا .

أَمَرْتُ بها الرِّجالَ لِیَأْخُذُوها

و نَحْنُ نَظُنُّ أَنْ لَنْ تُسْتَطاعا

من بابِ القَلْبِ ،أَی کما طَیَّنْتَ ،و فی الصِّحاح و العُبَاب «کما بَطَّنْت» بالسِّیاعِ الفَدَنَ ،و هو القَصْرُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ هکَذَا،زادَ:تَقُولُ : سَیَّعْتُ الحائطَ .

و المِسْیَعَه ،کمِکْنَسَهٍ :المالَجَهُ ،کما فی الصّحاح،و قالَ اللَّیْث:هی خَشَبَهٌ مُمَلَّسَهٌ یُطَیَّنُ بها،تَکُونُ مع حُذّاقِ الطَّیّانِینَ و نَصُّ العَیْنِ :مع الطَّیَّانِینَ الحَاذِقِینَ .

و نَاقَهٌ مِسْیَاعٌ ،کمِصْباحٍ :تَذْهَبُ فی المَرْعَی ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ فی«س و ع» أَو هی الَّتِی تَحْمِلُ الضَّبَعَهَ هکذا بالمُوَحَّدَه مُحَرّکَهً فی النُّسَخِ ،و الصَّواب:الضَّیْعَه،بالتَّحْتِیَّهِ السّاکِنَهِ ،بدَلِیلِ قَوْلهِ : و سُوء القِیَامِ عَلَیْهَا هکَذَا رَوَاهُ الأَصْمَعِیُّ : مِسْیَاعٌ مِرْیاعٌ ،و فَسَّره أَو هی التی یُسَافَرُ علیها و یُعَادُ. هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و هو بعَیْنهِ تْفَسِیرُ المِرْیاعِ ، کما تقدَّم فی«ر ی ع»فتأَمَّل.

و التَّسْیِیعُ :التَّطْیِینُ ،یُقَال: سَیَّعَ حَائِطَه، و التَّدْهِینُ بالشَّحْمِ و نَحْوِه ،یُقَال: سَیَّعَتِ المَرْأَهُ مَزَادَتَها،إِذا دَهَنَتْهَا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

السِّیَاعُ ،بالکَسْرِ،لغهٌ فی السَّیَاعِ بالفَتْح،بمَعْنَی:

الطِّین و التِّبْن،کما فی حَواشِی شُرُوحِ التَّلْخِیصِ ،نقله شَیْخُنَا،قلتُ :و هو فی اللِّسَانِ .

و انْسَاعَ المَاءُ:جَرَی علی وَجْهِ الأَرْضِ ، کتَسَیَّعَ .

و انْسَاعَ الجَامِدُ:ذَابَ .

و سَرَابٌ أَسْیَعُ :مُضْطَرِبٌ ،و قِیلَ :أَفْعَلُ هنا للمُفاضَلَهِ .

و السَّیَاعَ :الزِّفْتُ ،عَلَی التَّشْبِیهِ بالطِّینِ لسَوَادِه.

ص:231


1- (1) فی اللسان:و [1]یسوع.
2- (2) روایته فی الصحاح و اللسان: [2] فهن یخبطن السراب الأسیعا و صوّب الصاغانی فی التکمله الروایه کما فی الأصل.
3- (3) عن التهذیب و بالأصل«و لین».
4- (4) الذی فی الصحاح« [3]کما طیّنت»و بهامشها«و یروی:کما بطّنت»و مثلها فی التهذیب و اللسان و [4]الأساس.

و تَسَیَّع البَقْلُ :هاجَ .

و سَاعَ الشَّیْ ءُ یَسِیعُ :ضَاعَ .و أَساعَهُ هو،قال سُوَیْدُ بنُ أَبِی کاهِلٍ :

و کَفَانِی اللّه ما فِی نَفْسِهِ

و مَتَی ما یَکِفْ شَیْئاً لم یُسَعْ

أَی لم یُضَیَّعْ .

فصل الشین المُعْجَمهِ مع العَیْنِ

شبدع

الشِّبْدِعُ ،بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ،کزِبْرِجٍ :

العَقْرَبُ (1).

و من المَجَازِ: الشِّبْدِعُ : اللِّسَانُ ،تَشْبِیهاً بها،و

16- فی الحَدِیثِ : «مَنْ عَضَّ علَی شِبْدِعِه سَلِمَ من الآثَامِ ». قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَی لِسَانِه،یَعْنِی سَکَتَ ،و لم یَخُضْ مع الخَائضِینَ ،و لم یَلْسَعْ به النّاسَ ،لأَنَّ العَاضَّ علی لِسَانِه لا یَتَکَلَّمُ ،و منه قَوْلُ الشّاعِر:

عَضَّ علی شِبْدِعِه الأَرِیبُ

فظَلَّ لا یُلْحَی و لا یَحُوبُ

و مِن المَجَاز: الشِّبْدِعُ : الدَّاهِیَهُ ،و أَصْلُه العَقْرَبُ ، و تُفْتَحُ دالهُ ،یُقَال:أَلْقَیْتُ علیهِم شِبْدِعاً و شِبْدَعاً ،أَی داهِیَهً ،عن ابن الأَعْرَابِیّ ، ج: شَبَادِعُ ،و فی الصّحاح:قال أَبو عَمْرٍو: الشَّبادِعُ :العَقَارِبُ ،وَاحِدَتُهَا شِبْدعَه ،و[قال] الأَحمرُ مثلُه.

و قال ابن بَرّیّ الشَّبَادِع :الدَّواهِی،و أَنشد لمَعْنِ بن أَوْسٍ المُزَنِیّ :

إِذِ النّاسُ ناسٌ و العِبَادُ بقُوَّهٍ

و إِذْ نَحْنُ لَمْ تَدْبِبْ إِلینَا الشَّبَادِعُ

قلت:و یُرْوَی:«و البِلادُ بعِزَّه»کما تَقَدَّم فی«م ی ط » (2).

شبع

الشَّبْعُ ،بالفَتْحِ ،عن ابْنِ عَبّاد،و قالَ شَیْخُنَا:ذِکْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَکٌ لما تَقَرَّر، و کعِنَبٍ :ضِدُّ الجُوع ،و عَلَی الثّانِیَهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،یُقَال: شَبِعَ ،کسَمِنَ ،خُبْزاً و لَحْماً.

و شَبِعَ مِنْهُمَا شِبَعاً ،و هو مِن مَصادِرِ الطَّبَائِعِ ،کما فی الصّحاح،و لَمّا ذَهَبَت إِبِلُ امْرِیءِ القَیْسِ و بَقِیَتْ غَنَمُه، قال:

فَتَمْلأُ بَیْتَنَا أَقِطاً و تَمْراً

و حَسْبُکَ مِنْ غِنًی شِبَعٌ ورِیُّ

هکذَا رَواه الأَصْمَعِیُّ و أَبُو عُبَیْدَه،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

الشِّبْعُ ،بإِسْکَانِ الباءِ و تَحْرِیکها،کما فِی العُبَابِ .

و أَشْبَعْتُهُ من الجُوْعِ إِشْبَاعاً،کما،فی الصّحاحِ ،و قال غیره: أَشْبَعَه الطعامُ و الرِّعْیُ .

و الشِّبْعُ ،بالکَسْر،و کعِنَبٍ ،و علی الأُولَی اقتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ : اسْمُ ما أَشْبَعَکَ من طَعَامٍ و غَیْرِه، و هو شَبْعانُ ، و شَابعٌ الأَخِیرُ علی الفِعْلِ ،و قد سُمِعَ فی الشِّعْرِ،و لا یَجُوزُ فی غَیْرِه،و هی شَبْعَی و علیه اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ ،زاد الصّاغَانِیُّ : و قد یُقَال: شَبْعَانَهٌ .

و من المَجَازِ: الشَّبْعُ :غِلَظٌ فی السّاقَیْنِ ،و منه قَوْلُهُم:

امْرَأَهٌ شَبْعَی الذِّرَاعِ ،أَی ضَخمَتُه ،هکَذَا فی النُّسَخِ ، و الصّوابُ :« شَبْعَی الدِّرْعِ »إِذا کانَتْ ضَخْمَهَ الخَلْقِ ،کما فی اللِّسَانِ و العُبَابِ و الأَسَاسِ (3).

و فی الصّحاح:رُبَّمَا قالُوا:امرأَهٌ شَبْعَی الخَلْخَالِ ،زادَ غیرُه: و شَبْعَی السُّوَارِ :إِذا کانت تَمْلُأهُما سِمَناً ،و کذا:

امْرَأَهٌ شَبْعَی الوِشَاحِ ،إِذا کانَتْ مُفَاضَهً ضَخْمَهَ البَطْنِ .

و الشَّبْعَانُ :جَبَلٌ بالبَحْرِین ،بهَجَرَ،یُتَبَرَّدُ بکِهافِه،قال:

تَزَوَّدْ من الشَّبْعانِ خَلْفَکَ نَظْرَهً

فإِنّ بِلاَدَ الجُوعِ حَیْثُ تَمِیمُ

و الشَّبْعَانُ : أُطُمٌ بالمَدِینَهِ للیَهُودِ فِی دِیَارِ أُسَیْدِ بن مُعَاوِیَهَ .

و الشَّبْعَی ،کسَکْرَی (4):ه،بدِمَشْقَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

ص:232


1- (1) فی القاموس:«القَرَبُ »و علی هامشه عن نسخه أخری«العَقْرب».
2- (2) لم یرد هذا البیت فی ماده میط .
3- (3) فی الأساس:و امرأه سبعی الوشاح و الخلخال و الدرع إذا کانت سمینه.
4- (4) قیدها یاقوت الشبعاء بالمد.

و شُبَاعَهُ ، کقُدَامَهَ :اسم من أَسماءِ زَمْزَمَ فی الجاهِلِیَّهِ ، هکذا ضَبَطَه الصّاغَانِیّ (1)،سُمِّیَت بذلک لأَنّ ماءَها یُرْوِی العَطْشانَ ،و یُشْبِعُ الغَرْثَانَ ،و هو مَعْنَی

14- قولِه صلّی اللّه علیه و سلّم: «إِنَّهَا مُبَارَکَهٌ ،إِنها طَعامُ طُعْمٍ ،و شِفاءُ سُقْمٍ ». و رُبَّما یُفْهَمُ من سِیَاقِ عِبَارَهِ اللِّسَانِ أَنَّ اسْمَها شَبَّاعه ،بالفَتْحِ مع التَّشْدِیدِ.

و الشُّبَاعَهُ أَیضاً:الفُضَالَهُ من الطَّعَامِ بَعْدَ الشِّبَع ،عن ابْنِ عَبّاد.

و من المَجَازِ: ثَوْبٌ شَبِیعُ الغَزْلِ ،کأَمِیرٍ،أَی کَثِیرُه ، کما فی الصّحاح،و ثِیَابٌ شُبُعٌ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : رَجُلٌ شَبِیعُ العَقْل،و مُشْبَعُه ،بفتحِ الباءِ ،أَی: وافِره و مَتِینُهُ ،و قد شَبُعَ عَقْلُه،ککَرُمَ :مَتُنَ ، و حَبْلٌ شَبِیع الثَّلَّهِ کَثِیر ها وَ مَتِینُهَا،و الثَّلّه (2):الصُّوفُ أَو الشَّعَرِ،أَو الوَبَر ،و الجَمْعُ : شُبُعٌ .

و یُقَال:عِنْدِی شُبْعَهٌ مِن طَعَامٍ ،بالضَّمِّ أَی قَدْرُ ما یُشْبَع بِه مَرَّهً ،کما فی الصّحاحِ .

و من المَجَازِ: أَشْبَعَهُ ،أَی وَفَّرَهُ ،و کُلُّ ما وَفَّرْتَه فقد أَشْبَعْتَه ،حتّی الکَلاَم یُشْبَعُ فتُوَفَّرُ حُرُوفُه.

و یُقال:ساقَ فِی هذا المَعْنَی فَصْلاً مُشْبَعاً .

و قال یَعْقُوبُ :هذا بَلَدٌ قد شَبَّعَتْ غَنَمُه تَشْبِیعاً ،إِذا قارَبَت الشِّبَعَ و لم تَشْبَعْ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو مَجازٌ، و یُقَال أَیضاً:بَلَدٌ قد شَبِعَتْ غَنَمُه،إِذا وُصِفَ بکَثْرَه النَّبَاتِ ، و تَنَاهِی الشِّبَعِ ،و شَبَّعَت ،إِذا وُصِفَت بتَوَسُّطِ النَّبَاتِ و مُقَارَبَهِ الشِّبَعِ .

و التَّشَبُّع :أَنْ یُرِیَ أَنَّه شَبْعَانُ و لَیْس کذلِکَ ،لأَنَّه مِن صِیَغِ التَّکَلُّفِ .

و التَّشَبُّعُ : التَّکَثُّرُ ،و هو التَّزَیُّنُ بأَکْثَرَ ممّا عِنْدَه،یَتَکَثَّرُ بذلِک و یَتَزَیَّنُ بالبَاطِلِ ،و هو مَجَازٌ،و منه

16- الحَدیث:

« المُتَشَبِّعُ بما لا یَمْلِکُ کلاَبِسِ ثَوْبَیْ زُورٍ». أَی:المُتَکَثِّرُ بأَکْثَرَ ممّا عِنْدَه یَتَجَمَّلُ بذلِک،کالَّذِی یُرِی أَنَّه شَبْعَانُ و لیس کذلِکَ (3). و التَّشَبُّع : الأَکْلُ إِثْرَ الأَکْلِ ،یُقَال:تَرَوَّوْا (4)و تَشَبَّعُوا .

نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

جَمْعُ شَبْعَانَ و شَبْعَی : شِبَاعٌ و شَبَاعَی ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ لأَبِی عَارِمٍ الکِلاَبِیِّ :

فبِتْنَا شَبَاعَی آمِنِینَ من الرَّدَی

و بِالأَمْنِ قِدْماً تَطْمَئِنُّ المَضَاجِعُ

و من سَجَعَاتِ الأَسَاس:قَوْمٌ إِذا جَاعُوا کاعُوا،و تَرَاهُمْ سِبَاعاً إِذا کانُوا شِباعاً .و بَهِیَمهٌ شَابعٌ :إِذا بَلَغَت الأَکْلَ ،لا یَزَالُ ذلِکَ وَصْفاً لها حَتَّی یَدْنُوَ فِطَامُهَا.

و رَجُلٌ مُشَبَّعُ القَلْبِ :مَتِینُه.

و سَهْمٌ شَبِیعٌ :قَنُولٌ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و طَعَامٌ شَبِیعٌ ،لما یُشْبِعُ ،عن الفَرّاءِ.و أَشْبَع الثَّوْبَ و غَیْرَه:رَوّاهُ صِبْغاً،نقلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ،و قد یُسْتَعْمَلُ فی غیرِ الجَوَاهِرِ علی المَثَلِ ، کإِشْبَاعِ النَّفْخِ و القِرَاءَهِ ،و سَائرِ اللَّفْظِ .

و تَقُول: شَبِعْتُ من هذَا الأَمْرِ و رَوِیتُ ،إِذا کَرِهْتَه و مَلِلْتَه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و الشِّبْعُ ،بالکَسْرِ:لغهٌ فی المَصْدَرِ،کما أَنّه اسمٌ لما یُشْبِعُ ،و شَاهِدُه قولُ بِشْرِ بن المُغِیرَهِ بن (5)المُهَلَّبِ بن أَبِی صُفْرَهَ :

و کُلُّهُمُ قد نَالَ شِبْعاً لبَطْنِه

و شِبْعُ الفَتَی لُؤْمٌ إِذا جَاعَ صَاحِبُهْ

کما فی اللّسَانِ ،و هو فی شُرُوح الفَصِیحِ هکذَا،و نقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابن دُرَیْدٍ.

و الإِشْبَاعُ فی القَوَافِی:حَرَکَهُ الدَّخِیلِ ،و هو الحَرْفُ الَّذِی بعَد التَّأْسِیسِ ،و قِیلَ :هو اخْتِلافُ تلکَ الحَرَکَهِ إِذا کانَ الرَّوِیُّ مُقَیَّداً،و قال الأَخْفَشُ : الإِشْبَاعُ :حَرَکَهُ الحَرْفِ الّذِی بینَ التَّأْسِیسِ و الرَّوِیِّ المُطْلَقِ .

و أَشَبَعَ الرَّجُلُ : شَبِعَتْ ماشِیَتُه.

ص:233


1- (1) و مثله فی معجم البلدان و اللسان و النهایه.
2- (2) بالأصل«وثله الصوف»و ما أثبت یوافق عباره التهذیب و فیه:وثله الحبل،و هو صوفه أو شعره و وبره.
3- (3) زید فی النهایه [1]بعدها:و من فعله فانما یسخر من نفسه،و هو من أفعال ذوی الزور،بل هو فی نفسه زورٌ أی کذبٌ .
4- (4) عن الأساس و بالأصل«ترادوا».
5- (5) کذا بالأصل،و فی شرح الحماسه للتبریزی 140/1 بشر بن المغیره ابن أخی المهلب..و البیت فیها من أربعه أبیات.

شتع

شَتِعَ ،کفَرِحَ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (1):أَی جَزِع من مَرَضٍ أَو جُوعٍ ،مثل شَکِعَ سَوَاء، کما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ ،و هکذا هو فی النُّسَخِ «جَزِعَ » بالجِیم و الزّای،و الصَّوابُ :خَرِعَ ،کفَرِح،بالخَاءِ و الرّاءِ، کما هو فِی تَهْذِیبِ ابْن القَطَّاعِ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

شَتَعَ الشَّیْ ءَ شَتْعاً ،کَنَصَرَ:وَطِئَه و ذَلَّلَه،قاله ابنُ القَطَّاع،و ذَکَرَه المُصَنِّفُ فی الغَیْنِ ،کما سَیَأْتِی.

شجع

الشّجَاعُ ،کسَحاب،و کِتَاب،و غُرَابٍ ، و هاتَان عن اللِّحْیَانِیِّ ،کما حَکَی ابنُ السِّکِّیتِ ، و أَمِیرٍ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن اللِّحْیَانِیِّ أَیْضاً، و کتِفٍ ،و عِنَبَهٍ ،و هذِه عن ابْن الأَعْرَابِیِّ ؛ و أَحْمَدَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ : الشَّدِیدُ القَلْبِ عند البَأْسِ ،و لا تَظْهَرُ فائِدَهٌ للتطْوِیلِ بهذِه الأَوزانِ ،و لو قَالَ :

« الشّجاع ،مُثَلَّثَهً و کَأَمِیرٍ و کَتِفٍ و عِنَبَهٍ و أَحْمَدَ»کان أَخْصَرَ، و أَجْرَی علی قاعِدَتِه، ج: شجْعَهٌ ،مثَلَّثَهً ،الفَتْح و الکَسْر عن أَبی عُبیْدَه و شَجَعَهٌ ،محرَّکهً ،و شِجَاعٌ ،کرِجَال،و شُجْعَانٌ ، بالضَّمِّ و الکَسْر ،الأَخِیرَهُ عن اللّحْیَانِیِّ :و حکَی ابنُ السِّکِّیتِ عن اللِّحْیَانِیِّ :رَجُلٌ شُجَاعٌ و شِجَاعٌ ،و قومٌ شُجْعَانٌ :مثلُ جَرِیبٍ و جُرْبَان،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:لا تَلْتَفِتْ إِلی قَوْلِهِمْ : شُجْعان ،فإِنَّه غَلَطٌ ، و شُجَعَاءُ ،مثل فَقِیهٍ و فُقَهَاءَ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ :قومٌ شَجْعَهٌ و شِجْعَهٌ ،و حَکَی غیرُه:

شَجَعَهٌ بالتَّحْرِیکِ أَیضاً،و یُقَال (2): شُجَعَاءُ ،و شَجْعهٌ (3)و شِجَعَهٌ ،الأَربع اسمٌ للجَمْعِ ،قال طَرِیفُ بن مالِکٍ العَنْبَرِیّ :

حَوْلِی فَوَارِسُ مِنْ أُسَیِّدَ شُجْعَهٌ

و إِذا غَضِبْتُ فحَوْلَ بَیْتِیَ خَضَّمُ

و هی شجاعَهٌ ،مُثَلَّثَه،و شَجِعَهٌ کفَرِحَه،و شَرِیفَهٍ ، و شَجْعاءُ ،بالفَتْحِ و المَدِّ، ج: شَجَائِعُ و شِجَاعُ ،بالکَسْرِ، و شُجُعٌ ،بضَمَّتَیْن ،الجَمِیعُ عن اللِّحْیَانِیِّ ، أَو شُجَاعٌ خاصُّ بالرِّجالِ و لا تُوصَفُ به المَرْأَهُ ،کما سَمِعَه أَبو زَیْدٍ من الکِلابِیِّینَ ،و نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

و الشَّجِعَهُ من النِّسَاءِ:الجَرِیئَهُ عَلَی الرِّجَالِ فی کَلامِهَا و سَلاطَتِها.

و قد شَجُعَ ،کَکَرُمَ شَجَاعَهً ،ککَرَامَه.أَغْفَلَ عنه مع شِدَّهِ الاحْتِیَاجِ إِلیه،و الاعتذارُ بالشُّهره مِنْ مِثْلهِ لا یَنْهَضُ .

و کغُرَابٍ و کِتَابٍ :الحَیَّهُ مُطْلَقاً أَو الذَّکَرُ مِنْهَا،أَو ضَرْبٌ مِنْهَا صَغِیرٌ. و قال شَمِرٌ فی کِتَابِ الحَیّاتِ : الشُّجَاع :ضَرْبٌ من الحَیّاتِ لَطِیفٌ دَقِیقٌ ،و هو-زَعَمُوا-أَجْرَؤُها،قال ابنُ أَحْمَرَ:

و حَبَتْ له أُذُنٌ یُواقِبُ سَمْعَها

بَصَرٌ کناصِبَهِ الشُّجَاعِ المُسْخِدِ

حَبَت:انْتَصَبَت،و نَاصِبَهُ الشُّجاع :عَیْنُه التی یَنْصِبُها للنَّظَرِ إِذا نَظَر.و

16- فی الحدیث: «یَجِیءُ کَنْزُ أَحَدِهم یومَ القِیَامَهِ شُجَاعاً أَقْرَعَ ». ج: شُجْعَانٌ ،بالکَسْر و الضَّمِّ ،الأَوّلُ عن اللِّحْیَانِیِّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:الکَسْرُ أَکْثَرُ.

و من المَجَازِ: الشُّجَاع : الصَّفَرُ الذی یَکُونُ فی البَطْنِ ، و فی الصّحاحِ :و تَزْعُمُ العَرَبُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذا طالَ جُوعُه تعرَّضَتْ له فی بَطْنِه حَیَّهٌ یُسَمُّونَها الشُّجَاعَ و الصَّفَرَ،قالَ أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِیُّ یخاطِبُ امْرَأَتَه:

أَرُدُّ شُجَاعَ البَطْنِ لَوْ تَعْلَمِینَهُ

و أُوثِرُ غَیْرِی من عِیَالِکِ بالطُّعْمِ (4)

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :قال الأَصْمَعِیُّ : شُجَاعُ البَطْنِ :شِدَّهُ الْجوعِ ،و أَنْشَدَ بیتَ أَبِی خِرَاشٍ أَیْضاً.

14- و شُجَاعُ بنُ وَهْبٍ ،و یُقَالُ :ابْنُ أَبِی وَهْبِ بنِ رَبِیعَهَ الأَسَدِیُّ حَلِیفُ بَنِی عَبْدِ شَمْسٍ : صَحابِیٌّ ،رَضِیَ اللّه عنه، کُنْیَتُه أَبُو وَهْبٍ ،له هِجْرَتَان،و شَهِدَ بَدْراً،و بَعَثَه النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم إِلی الحارِثِ بنِ أَبی شَمِرٍ الغَسّانِیِّ مَلِکِ البَلْقَاءِ.

وَ فَاتَهُ : شُجَاعُ بن الحارِث السَّدُوسِیُّ له شِعْرٌ،ذکرَه ابنُ فَتْحُون فی الصَّحَابَهِ .

ص:234


1- (1) الجمهره 17/2. [1]
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یقال شجعاء الخ فی العباره رکاکه،و نص عباره اللسان:و [2]شجعاء و شِجْعه و شَجْعه و شُجْعه الأربع اسم للجمع ا ه فتأمل»و بهامش اللسان:« [3]قوله:الأربع اسم للجمع لعل الرابعه سقطت من قلم الناقل من مسوده المؤلف،و هی شَجَعَه محرکه،کما أفاده الصحاح و [4]القاموس و المحکم، [5]فان شجعاء جمع قیاسی لشجیع،ففی الصحاح [6]شجیع و شجعاء کفقیه و فقهاء».
3- (3) ضبطت بتثلیث الشین موافقه لسیاق المعنی و ما جاء بعدها.و انظر الحاشیه السابقه.
4- (4) دیوان الهذلیین 128/2 و فیه:قد تعلمینه.

و بَنُو شُجَاعَهَ ،بالضَّمِّ :بَطْنٌ من العَرَبِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (1).قلتُ :و هم شُجَاعَهُ بن مالِک بن کَعْبِ بن الحَارِث،بَطْنٌ من الأَزْدِ.

و بَنُو شَجْعٍ ،بالفَتْحِ : بَطْنٌ من عُذْرَهَ بنِ زَیْدِ اللاَّتِ ، ثُمَّ من کَلْبِ بن وَبْرَهَ ،قال أَبُو خِرَاشٍ :

غَدَاهَ دَعَا بَنِی شَجْعٍ (2)و وَلَّی

یَؤُمُّ الخَطْمَ لا یَدْعُو مُجِیبَا

و بَنُو شِجْعٍ ، بالکَسْرِ:بَطْنٌ من کِنانَهَ ،و هو شِجْعُ بنُ عامِرِ بنِ لَیْثِ بنِ بَکْرِ بن عَبْدِ مَنَاهَ بنِ کِنَانَهَ و هو جَدٌّ للحارِثِ بنِ عَوْفِ بن أَسِیدِ بن جابِرِ بن عُوَیْرَهَ بنِ عَبْدِ مَنَاهَ بنِ شِجْع ،أَبُو (3)وَاقِدٍ اللَّیْثِیُّ الصَّحابِیّ رضِیَ اللّه عنه، و هو بکُنْیَتهِ أَشْهَرُ،شَهِدَ الفَتْحَ ،و نَزَلَ فی الآخر بمَکَّهَ ،و بها تُوُفِّیَ سنه ثَمَانٍ و سِتِّینَ .

و الشَّجَعُ ،مُحَرَّکَهً فی الإِبِلِ :سُرْعَهُ نَقْلِ القَوَائِمِ ،کما فی الصّحاحِ ،و أَنْشَدَ لسُویْدِ بن أَبِی کاهِلٍ :

فرَکِبْنَاهَا علی مَجْهُولِهَا

بصِلاَبِ الأَرْضِ فِیهِنَّ شَجَعْ

أَی بصلاَبِ القَوَائِمِ ،یُقَال: جَمَلٌ شَجِعُ القَوَائِمِ ، ککَتِفٍ ،و ناقَهٌ شَجْعَاءُ ،و شَجِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ ،قال ابنُ بَرِّیّ :

لم یَصِفْ سُوَیْدٌ فی البَیْتِ إِبِلاً،و إِنّمَا وَصَفَ خَیْلاً،بدلِیلِ قَوْلِه بعدَه:

فَتَراهَا عُصُماً مُنْعَلَهً

فیکونُ المَعْنَی فی قَوْلهِ :«بصِلاَبِ الأَرْضِ »أَی بخَیْلٍ صِلاَبِ الحَوَافِرِ،و أَرْضُ الفَرَسِ :حَوَافِرُهَا،و إِنَّمَا فَسَّرَ الجَوْهَرِیُّ «صِلاَبَ الأَرْضِ »بالقَوَائم لأَنَّهُ ظنَّ أَنَّهُ یَصِفُ إِبلاً،و قد قَدَّم أَنَّ الشَّجَع :سُرْعَهُ نَقْلِ القَوَائِم،و الّذِیذَکَرَه الأَصْمَعِیُّ فی تَفْسِیرِ الشجَع فی هذا البَیْتِ أَنَّه المَضاءُ و الجَراءَهُ .

و الأَشْجَعُ من الرِّجَالِ ،کالشُّجَاع: مَنْ فِیه خِفَّهٌ کالهَوَجِ لِقُوَّتِه، و یُسَمَّی به الأَسَدُ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو قَوْلُ اللَّیْثِ ،و به فَسَّرَ قولَ العَجّاجِ :

فوَلَدَتْ فَرّاسَ أُسْدٍ أَشْجَعَا

یَعْنِی:أُمَّ تَمِیمٍ وَلَدَتْه أَسَداً من الأُسُودِ.قال الأَزْهَرِیُّ :

قال اللَّیْثُ :و قد قِیلَ :إِنَّ الأَشْجَعَ من الرِّجالِ :الَّذِی کأَنَّ به جُنوناً.قال:و هذا خَطَأٌ،و لو کانَ کذلِکَ ما مَدَحَ به الشُّعَرَاءُ.

و قولُ الشَّاعِرِ:«و أَشْجَع أَخّاذ»یعنِی: الدَّهْر ،هکذا نَصُّ الجَوْهَرِیّ ،و هو قَوْلُ الأَعْشیَ ،و الرِّوایَهُ :

بِأَشْجَعَ أَخَّاذٍ علی الدَّهْرِ حُکْمَه

فمِنْ أَیِّ ما تَأْتِی الحَوَادِثُ أَفْرَقُ

و أَنتَ خَبِیرٌ بأَنَّه لا یَصِحُّ أَنْ یُرادَ بالأَشْجَعِ الدّهرْ لقوله:

أَخَّاذٍ علی الدَّهْرِ حُکْمَه فالصوابُ أَنَّه عنی بالأَشْجَعِ نَفْسَه، أَو غیر ذلِک،فتأَمَّلْ .

و الأَشْجَعُ : الطَّوِیلُ ،و هو البَیِّنُ الشَّجَعِ ،محرَّکهً ، أَی الطُّولِ ،عن ابن دُرَیْدٍ (4)،و امْرَأَهٌ شَجْعاءُ بَیِّنَهُ الشَّجَعِ کذلِک.

و الأَشاجِعُ کذا وُجِدَ بخَطِّ الجَوْهَرِیِّ ،و فی بعض نُسَخِ الصّحاح: الأَشَاجِیعُ : أُصُولُ الأَصَابعِ الّتِی تَتَّصِلُ بعَصَبِ ظاهِرِ الکَفِّ ،و فی التَّهْذِیبِ :هی رُؤُوسُ الأَصَابِع،بَدَل «أُصول» الوَاحِدُ أَشْجَعُ ، کأَحْمَدَ ،و منه قَوْلُ لَبِیدٍ:

یُدْخِلُهَا حَتَّی یُوَارِی أَشْجَعَهْ (5)

قال الجَوْهَرِیُّ : و ناسٌ یَزْعَمُونَ أَنّه إِشْجَع ،مثل:

إِصْبَع ،و لم یَعْرِفْهُ أَبو الغَوْثِ ،و قِیلَ : الأَشْجَعُ فی الیَدِ و الرِّجْلِ :العَصَبُ المَمْدُودُ فوق السُّلاَمَی من (6)بَیْنِ الرُّسْغِ إِلی أُصولِ الأَصَابعِ التی یُقَالُ لها:أَطْنَابُ الأَصَابعِ فوقَ

ص:235


1- (1) الذی فی الجمهره 96/2 [1] فی الأزد بنو شجاعه.
2- (2) دیوان الهذلیین 136/2 و ضبطت فیه شجع بکسر فسکون.و هی یعنی بنی شجع بن عامر بن لیث و کان قد استنقذ أسری من أصحابه و أطلقهم و قد عرف منهم ابنی شعوب أحد بنی شجع انظر قصه الشعر فی الأغانی ج 59/21 و [2]مما جاء فی القصیده: منعنا من عدی بنی حنیف صحاب مضرس و ابنی شعوبا فأثنوا یا بنی شجع علینا و حق ابنی شعوب أن یثیبا.
3- (3) بالأصل«بن»و المثبت عن أسد الغابه. [3]
4- (4) الجمهره 96/2.
5- (5) دیوانه ط بیروت ص 94.
6- (6) فی التهذیب:«ما».

ظَهْرِ الکَفِّ ،و قِیلَ :هو العَظْمُ (1)الَّذِی یَصِلُ الإِصْبَعَ بالرُّسْغِ ،لکلِّ إِصْبِعٍ أَشْجَعُ ،و احْتَجَّ الَّذِی قالَ :«هو العَصَب»بقَوْلِهم للذِّئْبِ و الأَسَدِ:عَارِی الأَشَاجِعِ ،فمَنْ جَعَلَ الأَشاجِعَ العَصَبَ قالَ لِتلْکَ العِظَامِ :هی الأَسْناعُ ، و

17- فی صِفَهِ أَبی بَکْرٍ رضِیَ اللّه عنه: «عارِی الأَشَاجِعِ ». و هی مَفاصِلُ الأَصَابعِ ،أَی کان اللَّحْمُ علیه قَلِیلاً،و قِیلَ :هو ظاهِرُ عَصَبِها.

و أَشْجَعُ بنُ رَیْثِ بنِ غَطَفانِ بنِ سَعْدِ بن قَیْسِ عَیْلاَنَ :

أَبو قَبِیلَهٍ من العَرَب.

و شجَعَهُ ،کمَنَعَه:غَلَبَه بالشَّجَاعَهِ یُقَال:شَاجَعْتُه فشَجَعْتُه فهو مَشْجُوعٌ مَغْلُوبُ بالشَّجَاعَهِ .

و من سَجَعاتِ الأَسَاسِ :ما تُغْنِی عنک المُسَاجَعَه،إِذا طُلِبَتْ مِنْکَ المُشَاجَعَه.

و الشُّجْعَهُ ،بالضَّمِّ ،عن ابنِ عَبّاد و یُفْتَحُ :الجَبانُ الضَّعِیفُ العاجِزُ الضَّاوِیُّ الَّذِی لا فُؤادَ لَهُ . الفَتْح عن اللِّحْیَانِیِّ .قال ابنُ عَبّادٍ:و أَرَی أَنّ سَبِیلَه سَبِیلُ ما جَاءَ علی فُعَلَه،و معناه المَفْعُولُ ،کالسُّخَرَهِ ،و غَیْرِهَا.

و الشَّجْعَهُ ، بِالفَتْحِ :الفَصِیلُ تَضَعُه أُمُّه کالمُخَبَّلِ ،کما فی اللِّسَانِ و التَّکْمِلَهِ ،عن اللِّحْیَانِیِّ .

و الشُّجُعُ ،بضَمَّتَیْنِ :عُرُوقُ الشَّجَرِ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و أَیْضاً: لُجُمٌ کانَتْ فِی الجاهِلِیَّهِ تُتَّخَذُ من الخَشَبِ ،عن ابْنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

قال: و الشَّجِعُ ، ککَتِفٍ :المَجْنُونُ من الجِمَالِ ،أَی الَّذِی یَعْتَرِیهِ جُنُونٌ .

و الشَّجِعَهُ ، بهَاءٍ:المَرْأَهُ الجَرِیئَهُ السَّلِیطَهُ علی الرِّجَالِ ، الجَسُورَهُ فی کَلامِهَا و سَلاطَتِهَا،عن ابنِ عَبّادٍ أَیضاً، کالشَّجِیعَهِ ،کسَفِینَهٍ .

و بنو شِجْعٍ ،بالکَسْرِ:قَبِیلَهٌ من کِنَانَهَ ،و قد ذَکَرَهَا قَرِیباً، فهو تَکْرارٌ.

و مَشْجَعَهُ :اسمٌ ،و هو مَشْجَعَهُ بنُ تَمِیمِ بنِ النَّمِرِ بن وَبرَهَ :بَطْنٌ من قُضَاعَه،و إِلیه یَرْجِعُ کُلُّ مَشْجَعِیٍّ ،ذَکَرَهُ ابنُ الجَوّانِیِّ و الرُّشاطِیُّ . و المُشْجَعُ کمُجْمَلٍ ،أَی علی صِیغَهِ اسْمِ المَفْعُولِ :

المُنْتَهِی جُنُوناً ،عن ابْنِ عَبّادٍ،قال:و منه أُخِذَ الشُّجَاع .

و فی الصّحاحِ : شَجَّعَهُ تَشْجِیعاً :قَوَّی قَلْبَه و جَرَّأَه، أَو قال له: إِنَّکَ أَنْتَ شُجَاعٌ ،قال سِیبَوَیْهٌ :یُقَال:هو یُشَجَّعُ (2)،أَی یُرْمَی بذلِک،و یُقَال لَهُ .

و تَشَجَّعَ الرَّجُلُ : تَکَلَّفَ الشَّجَاعَهَ و أَظْهَرَها من نَفْسِه و لَیْسَ بهِ ،یُقَال:تَشَجَّعُوا فحَمَلُوا عَلَیْهم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اللَّبُؤَهُ الشَّجْعاءُ :هی الجَرِیئَهُ .

و الأَشْجَعُ :المَجْنُون،و به فَسَّر بعضٌ قَوْلَ الأَعْشَی السّابِقَ .

و قَوَائمُ شَجِعَاتٌ :سَرِیعَهٌ خَفِیفَهٌ ،قال:

علی شَجِعَاتٍ لا شِحَابٍ (3)و لا عُصْلِ

و الشَّجَعُ مُحَرَّکَه:المَضَاءُ و الجُرْأَهُ .

و الشَّجْعَهُ ،بالفَتْحِ :الطَّوِیلُ المُضْطَرِبُ ،و أَیضاً الزَّمِنُ ، و فی المَثَلِ : «أَعْمَی یَقُودُ شَجْعَهً » و یُقال لِلْحَیَّه: أَشْجَع ، قالَ :

...فَقَضَی عَلَیْه الأَشْجَعُ (4)

جَمْعُه: أَشاجِعُ ،و منه

16- حَدِیثُ أَبِی هُرَیْرَهَ فی مَنْعِ الزَّکَاهِ :

«إِلاّ بُعِثَ علیه یَوْمَ القِیَامَه سَعَفُها و لِیفُها أَشاجِعَ یَنْهَشْنَهُ ». أَی حَیّاتٍ ،و قیل:هو جَمْع أَشْجِعَهٍ ،و أَشْجِعَهٌ :جمعُ شُجَاعٍ ، و هو الحَیَّهُ .

و الشَّجْعَمُ :الضَّخْم من الحَیّات،و قیل:هو الخَبِیثُ المارِدُ منها،و ذَهَب سِیبَوَیْهٌ إِلی أَنَّه رُبَاعِیٌّ ،و أَنْشَدَ الأَحْمَرُ:

قَدْ سالَمَ الحَیّاتُ منه القَدَمَا

الأُفْعُوانَ و الشُّجَاعَ الشَّجْعَمَا (5)

ص:236


1- (1) التهذیب:«العُظیم»و الأصل کاللسان. [1]
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«شجع».
3- (3) فی التهذیب:لا شِخاتٍ .
4- (4) البیت لجریر فی دیوانه ص 344 و تمامه: أیفایشون و قد رأوا حفّاثهم قد عضه فقضی علیه الأشجع.
5- (5) اختلفوا فی قائله،فقیل للعجاج و قیل للدبیری و قیل لأبی حیان الفقعسی و قیل لمساور العبسی و الشطران فی شواهد العینی 80/4 من أرجوزه طویله.

و الأَشْجَع :الجَسِیمُ ،و قیل:الشّابُّ ،هکذا فَسَّر به بعضُهُم قولَ الأَعْشی السابِقَ .

شرجع

الشَّرْجَعُ ،کَجَعْفَرٍ:الطَّوِیلُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قِیلَ : النَّعْشُ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ ، أَو الجَنَازَهُ و السَّرِیرُ یُحْمَل علیه المَیِّتُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ ،لِعَبْدَهَ بنِ الطَّبِیبِ :

و لقد عَلِمْتُ بأَنَّ قَصْرِی حُفْرَهٌ

غَبْرَاءُ یَحْمِلُنی إِلَیْهَا شَرْجَعُ

و أَنشد الأَزْهَرِیّ لأُمَیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْتِ یَذْکُر الخَالِقَ و مَلَکُوتَه:

و یُنَفِّذُ الطُّوفَانَ نَحْنُ فِدَاؤُه

و اقْتَادَ شَرْجَعَهُ بَدَاحٌ بَدْبَدُ (1)

قال شَمِرٌ:أَی هو الباقِی و نَحْنُ الهالِکُون،و اقْتَادَ،أَی وَسَّعَ ،قال:و شَرْجَعُه :سَرِیرُه،و بَداحٌ بَدْبَدٌه أَی وَاسِعٌ .

و من المَجَازِ عن ابْنِ عَبّادٍ: الشَّرْجَعُ : النَّاقَهُ الطَّوِیلَهُ الظَّهْرِ،علی التَّشْبِیهِ بالسَّرِیرِ،قال رُؤْبَهُ :

تَرَی له إِلاًّ و نِضْواً شَرْجَعَا

و الشَّرْجَعُ : خَشَبَه طَوِیلَهٌ مُرَبَّعَهٌ .

و المُشَرْجَعُ ،بالفَتْحِ أَی علی صِیغَهِ المَفْعُولِ : المُطَوَّلُ الّذِی لا حُرُوفَ لَنَواحِیه.

و مِنْ مَطَارِقِ الحَدّادِینَ :ما لا حُرُوفَ لِنَوَاحِیه ،یُقَال:

مِطْرَقَهٌ مُشَرْجَعَهٌ ،قال الشّاعِرُ-و هو الشَّمّاخُ -:

کأَنَّ ما بَیْنَ عَیْنَیْها و مَذْبَحِهَا

مُشَرْجَعٌ مِنْ عَلاهِ القَیْنِ مَمْطُولُ

و یُرْوَی:

کأَنَّ ما فاتَ لَحْیَیْهَا و مَذْبَحَها

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لخُفَافِ بن نُدْبَهَ :

جُلْمُودُ بَصْرٍ إِذا المِنْقَارُ صَادَفَه

فَلَّ المُشَرْجَع منها کُلَّمَا یَقَعُ

و کذلِکَ من الخَشَبَه إِذا کانَت مُرَبَّعَهً فأَمَرْته بنَحْتِ حُرُوفِها،قُلْتَ :شَرْجِعْهَا.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الشَّرْجَعُ :القَوْسُ ،و به فَسّر ابنُ بَرِّیّ قَوْلَ أَعْشَی عُکْلٍ :

أُقِیمُ علی یَدِی و أُعِینُ رِجْلِی

کَأَنِّی شَرْجَعٌ بعد اعْتِدالِی

شرع

الشَّرِیعَهُ :ما شَرَعَ اللّه تعالَی لِعِبَادِه من الدِّینِ ، کما فی الصّحاحِ ،و قال کُراع: الشَّرِیعَه :ما سَنَّ اللّه من الدِّینِ و أَمَرَ به،کالصَّوْمِ و الصَّلاهِ ،و الحَجِّ و الزَّکاه،و سائِرِ أَعْمَالِ البِرِّ،مُشْتقٌّ من شَاطِیءِ البَحْرِ،و منه قولُه تَعالَی:

ثُمَّ جَعَلْناکَ عَلی شَرِیعَهٍ مِنَ الْأَمْرِ (2)و قال اللَّیْثُ :

الشَّرِیعَهُ :مُنْحَدَرُ الماءِ،و بها سُمِّیَ ما شَرَع اللّه للعِبَادِ من الصَّومِ و الصَّلاهِ و الحَجِّ و النِّکَاحِ و غیرِهِ ؛و فی المُفْرداتِ للرّاغِبِ :و قال بعضُهُم:سُمَّیَت الشَّرِیعَهُ [ شریعهً ] (3)تَشْبِیهاً بشَرِیعَهِ المَاءِ،بحیثُ إِنَّ من شَرَعَ فیها علی الحَقِیقَه (4)المَصْدُوقه رَوِیَ و تَطَهَّرَ،قال:و أَعْنِی بالرِّیِّ ما

17- قَالَ بعضُ الحُکَماءِ: «کنتُ أَشْرَبُ و لا أَرْوَی،فلمّا عرفتُ اللّه رَوِیتُ بلا شُرْبٍ ». و بالتَّطْهِیرِ ما قَال عَزَّ و جَلَّ : إِنَّما یُرِیدُ اللّهُ لِیُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَکُمْ تَطْهِیراً (5).

و الشَّرِیعَهُ : الظّاهِرُ المُسْتَقِیمُ من المَذَاهِبِ ، کالشِّرْعَهِ ، بالکَسْرِ فِیهِمَا ،عن ابْنِ عَرَفَهَ ،و هو مَأْخُوذٌ من أَقْوَالٍ ثَلاثَهٍ ، أَمّا الظاهِرُ:فمِن قَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : شَرَعَ ،أَی ظَهَر،و أَمّا المُسْتَقِیمُ :فمِن قَوْلِ مُحَمَّدِ بنِ یَزِیدَ فی تَفْسِیرِ قَوْلِه تَعالَی:

شِرْعَهً وَ مِنْهاجاً (6)قال:المِنْهَاجُ :الطَّرِیقُ المُسْتَقِیمُ ،و أَمّا قولُه:من المَذَاهِبِ ،فمن قَوْلِ القُتَیْبِیِّ فی تَفْسِیرِ قولِه تَعَالَی: ثُمَّ جَعَلْناکَ عَلی شَرِیعَهٍ (7)،قال:أَی عَلی مِثَالٍ و مَذْهَب،قالَ اللّه عَزَّ و جلَّ : لِکُلٍّ جَعَلْنا مِنْکُمْ شِرْعَهً وَ مِنْهاجاً .و اخْتَلَفَت (8)أَقوالُ المُفَسِّرِینَ فی تَفْسِیرِ الشِّرْعَهِ و المِنْهَاجِ ،فقِیل: الشِّرْعَهُ :الدِّینُ ،و المِنْهَاجُ :الطَّرِیقُ ،

ص:237


1- (1) فی التهذیب:«و اقتات شرجعه»و فسرها:و اقتات أی وضع.و فی الأصل و اللسان:« [1]بَدیِد»فی البیت و فسرها بالواسع.و المثبت«بدبد» عن التهذیب.
2- (2) سوره الجاثیه الآیه 18. [2]
3- (3) زیاده عن المفردات« [3]شرع».
4- (4) بالأصل:«الحقیقه و المصدوقه»و المثبت عن المفردات. [4]
5- (5) سوره الأحزاب الآیه 33. [5]
6- (6) سوره المائده الآیه 48. [6]
7- (7) سوره الجاثیه الآیه 18. [7]
8- (8) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و اختلف».

و قیل:هُمَا جَمِیعاً الطَّرِیقُ ،و المُرَادُ بالطَّرِیقِ هُنَا الدِّینُ ، و لکن اللَّفْظ إِذا اخْتَلَف أُتِیَ به بأَلفاظٍ یُؤَکَّدُ بها القِصَّهَ و الأَمْرُ،قال عَنْتَرَهُ .

أَقْوَی و أَقْفَرَ بَعْدَ أُمِّ الهَیْثَمِ (1)

فمَعْنَی:أَقْوَی و أَقْفَرَ وَاحِدٌ،علی الخَلْوَه،إِلاّ أَنَّ اللَّفْظَینِ أَوْکَدُ فی الخَلْوَه.و

17- قال ابنُ عَبّاسٍ : شِرْعَهً وَ مِنْهاجاً :سَبِیلاً و سُنَّهً . و

17- فی المُفْرَدَاتِ عن ابن عَبّاسٍ :

الشِّرْعَهُ ما وَرَدَ بهِ القُرْآنُ و المِنْهَاجُ :ما وَرَدَ به السُّنّه. و

17- قال قتاده: شِرْعَهً وَ مِنْهاجاً الدِّینُ وَاحِدٌ و الشَّرِیعَه مُخْتَلِفَه. و قال الفَرّاءُ-فی قَوْلِه تَعَالَی عَلی شَرِیعَهٍ -:علی دِینٍ و مِلَّهٍ و مِنْهَاجٍ ،و کُلُّ ذلِکَ یُقَال.

و مِنَ المَجازِ: الشَّرِیعَهُ : العَتَبَهُ علی التَّشْبِیهِ بشَرِیعَهِ الماءِ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و أَصْلُ الشَّرِیعَهِ فی کَلامِ العَرَبِ : مَوْرِدُ الشَّارِبَهِ الَّتِی یَشْرَعُها النّاسُ ،فَیَشْرَبُونَ مِنْهَا و یَسْتَقُونَ ،و رُبَّمَا شَرَّعُوها دَوابَّهُم فشَرَعَت (2)تَشْرَب مِنْها،و العَرَبُ لا تُسَمِّیها شَرِیعَهً حَتَّی یَکُونَ الماءُ عِدًّا؛لا انْقِطَاع له،و یَکُونَ ظاهِراً مَعِیناً لا یُسْتَقَی بالرِّشَاءِ،و إِذا کانَ من السَّمَاءِ و الأَمْطَارِ فهُوَ الکَرَع، و قد أَکْرَعُوه إِبِلَهُم،فکَرَعَتْ فیه،و سقَوْهَا بالکَرَعِ ،و هو مَذْکُورٌ فی مَوْضِعِه، کالمَشْرَعَهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و تُضَمُّ رَاؤُهَا.

و الشِّرْعُ ،بالکَسْر:ع ،هکَذا فی التَّکْمِلَهِ ،و هو ماءٌ لِبَنِی الحَارِثِ من بَنِی سُلَیْم،قُرْبَ صُفَیْنَهَ ،و تُفْتَح شِینُه.

و من المَجازِ: الشِّرْعُ : شِرَاکُ النَّعْلِ . و منه

16- الحَدِیثُ :

«قَال رَجُلٌ :إِنِّی أُحِبُّ الجَمَالَ حَتَّی فی شِرْعِ نَعْلِی». أَی:

شِرَاکِهَا،تَشْبیهٌ بالشِّرْع و هو أَوْتارُ البَرْبَطِ ،أَی العُودِ؛لأَنَّه مُمْتَدٌّ علی وَجْهِ النَّعْلِ کامْتِدَادِهَا.

و الشِّرْعَهُ ، بَهاءٍ:حِبَالَهٌ تُعْمَلُ للقَطَا یُصْطَادُ بها:قال اللَّیْثُ :تُعْمَلُ من العَقَبِ ،تُجْعَل شِرَاکاً لها.

و الشِّرْعَهُ : الوَتَرُ الرَّقِیقُ ،و قِیلَ :ما دامَ مَشْدُوداً علی القَوْسِ ،و قِیل:أَو عَلی العُودِ و یُفْتَحُ . و الشِّرْعَهُ : مِثْلُ الشَّیْ ءِ یُقَال: شِرْعَهُ هذِه،أَی مِثْلُها، کالشِّرْعِ ،بلا هاءٍ،یُقَالُ :هذا شِرْعُ هذَا،و هُمَا شِرْعَانِ ، أَیْ مِثْلانِ ،کما فی الصحاح،و أَنْشَدَ الخَلِیلُ -شاهِداً علَی الشِّرْعهِ بِمَعْنَی المِثْلِ -یَذُمُّ رَجُلاً:

وَ کَفّاکَ لَمْ تُخْلَقَا لِلنَّدَی

و لَمْ یَکُ لُؤْمُهُمَا بِدْعَهْ

فکَفٌّ عن الخَیْرِ مَقْبُوضَهٌ

کما حُطَّ عَنْ مِائَهٍ سَبْعَهْ

و أُخْرَی ثَلاَثَهُ آلافِها

و تِسْعُمِئِیها لها شِرْعَهْ

ج: شِرْعٌ أَیْضاً ،أَی،بالکَسْرِ علی الجَمْعِ الَّذِی لا یُفَارِقُ وَاحِدَه إِلاّ بالهاءِ، و یُفْتَحُ کتَمْرَهٍ و تَمْرٍ،عن أَبِی نَصْرٍ.

و شِرَعٌ ،کعِنَبٍ علی التکسیرِ،و جج أَی جَمْعُ الجَمْعِ شِرَاعٌ بالکَسْرِ،و هذِه عن أَبی عُبیْدٍ،و قِیلَ : شِرْعَهٌ و ثَلاثُ شِرَعٍ ،و الکَثِیرُ شِرْعٌ ،قال ابنُ سِیدَه:و لا یُعْجِبُنِی،علی أَنَّ أَباً عُبَیْدٍ قد قالَه.و شاهِدُ الشِّرَاعِ -جَمْع شِرْعَهٍ بمعنَی وَتَرِ العُود-:

کما أَزْهَرَتْ قَیْنَهٌ بالشِّرَاعِ

لِأُسْوَارِهَا عَلَّ منه اصْطِباحَا (3)

و شاهِدُ الشِّرْعِ قَوْلُ ساعِدَهَ بنِ جُؤَیَّهَ :

و عَاوَدَنِی دِینِی فبِتُّ کأَنَّمَا

خِلالَ ضُلُوعِ الصَّدْرِ شِرْعٌ مُمَدَّدُ

و إِنَّمَا ذَکَّرَ لأَنَّ الجَمْعَ الذی لا یُفَارِقُ وَاحِدَه إِلاّ بالهاءِ لکَ تَذْکِیرُه و تَأْنِیثُه،یقُول:بتُّ کأَنَّ فی صَدْرِی عُوداً،من الدَّوِیِّ الّذی فِیهِ من الهُمُومُ .

و الشِّراعُ : ککِتَابٍ ،مثلُ الشِّرْعَه ،هو الوَتَرُ ما دَامَ مَشْدُوداً علی القَوْسِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،أَو عَلَی العُودِ، و جَمْعُه: شُرُعٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،قال کُثَیِّرٌ:

إِلاّ الظِّبَاءَ بها کأَنَّ نَزِیبَها (4)

ضَرْبُ الشِّرَاعِ نَوَاحِیَ الشِّرْیَانِ

بمَعْنَی ضَرْبِ الوَتَر سِیَتَیِ القَوْسِ .

ص:238


1- (1) من معلقته بیت رقم 8 و صدره: حُیِّیت من طللٍ تقادم عهدُه.
2- (2) فی التهذیب:دوابهم حتی تشرعها و تشرب منها.
3- (3) فی التهذیب:«کما ازدهرت..علّ منها اصطباحاً».
4- (4) عن الدیوان و بالأصل«تریبها».

و من المَجَازِ: الشِّرَاعُ من البَعِیرِ:عُنُقُه ،یُقَالُ له إِذا رَفَع عُنُقَه رَفَعَ شِرَاعَهُ .علی التَّشْبِیهِ بشِرَاعِ السَّفِینَه،و فی الصّحاحِ :رُبَّمَا قالُوا ذلِکَ .

و الشِّرَاعُ :القِلْعُ ،و هو کالمُلاَءَهِ الوَاسِعَهِ فَوْقَ خَشَبَهٍ من ثَوْبٍ أَو حَصِیرٍ مَرْبُوعٍ وُتِّرَ عَلَی أَرْبَعِ قُوًی تُصَفِّقهُ الرِّیحُ فیَمْضِی بالسَّفِینَه. و منه

17- حَدِیثُ أَبِی مُوسَی: «بَیْنَمَا نَحْنُ نَسِیرُ فی البَحْرِ،و الرِّیحُ طَیِّبَهٌ ،و الشِّرَاعُ مَرْفُوعٌ ». و إِنَّمَا سُمِّیَ به لِأَنَّه یُشْرَع -أَی یُرْفَعُ -فَوْقَ السُّفُنِ ، ج: أَشْرِعَهٌ ،و شُرُعٌ بضَمَّتَیْنِ قال الطِّرِمّاحُ :

... کأَشْرِعَه السَّفِینِ (1)

و شُرَاعٌ ، کغُرَابٍ :رَجُلٌ کان یَعْمَلُ الأَسِنَّهَ و الرِّمَاحَ ، فیما زَعَمُوا،و منه سِنَانٌ شُرَاعِیٌّ ،و رُمْحٌ شُرَاعِیٌّ ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ لحَبِیبِ بنِ خالِدِ بنِ قَیْسِ بنِ المُضَلَّل:

و أَسْمَرُ عَاتِکٌ فِیهِ سِنَانٌ

شُرَاعِیٌّ کسَاطِعَهِ الشُّعَاعِ

قالَ :إِنْ کانَ مَنْسُوباً إِلی شُرَاعٍ فیَکُونُ علی قِیَاسِ النَّسَبِ ،أَو کانَ اسْمُه غَیْرَ ذلِکَ من أَبْنِیَه«ش ر ع»فهو إِذَنْ من نَادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ .

و الأَسْمَرُ:الرُّمْحُ ،و العَاتِکُ :المُحَمَرّ من قِدَمِه.

و الشُّرَاعُ مِن النَّبْتِ :المُعْتَمُّ .

قال مُحَارِبٌ :یُقَالُ للنَّبْتِ إِذَا اعْتَمَّ ،و شَبِعَتْ منه الإِبِلُ :

قد أَشْرَعَ ،و هذا نَبْتٌ شُراعٌ .

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الشُّرَاعِیَّهُ ،بالضَّمِّ ،و یُکْسَرُ:النَّاقَهُ الطَّوِیلَهُ العُنُقُ ،و أَنْشَدَ:

شُرَاعِیَّهُ الأَعْنَاقِ تَلْقَی قَلُوصَهَا

قد اسْتَلَأَتْ فی مَسْکِ کَوْماءَ بَادِنِ (2)

قالَ الأَزْهَرِیُّ :لا أَدْرِی شُرَاعِیَّهٌ ،أَو شِرَاعِیَّهٌ ،الکَسْرُ عِنْدِی أَقْرَبُ ،شُبِّهَتْ أَعْنَاقُهَا بشِرَاعِ السَّفِینَهِ ؛لطُولِهَا، یَعْنِی الإِبِلَ . و شَرَعَ لَهُم،کَمَنَع یَشْرَعُ شَرْعاً : سنَّ ،و مِنْهُ الشَّرِیعَهُ ، و الشِّرْعَه ،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: شَرَعَ لَکُمْ مِنَ الدِّینِ ما وَصّی بِهِ نُوحاً (3)أَی سَنَّ ،و قال الرّاغِبُ :فی الآیَهِ إِشارَهٌ إِلی الأُصُولِ التی تَتَسَاوَی فیها المِلَلُ ،و لا یَصِحُّ علیها النَّسْخُ ،کَمعْرِفَه اللّه،و نَحْو ذلِکَ .و

16- فی اللِّسَان:قیلَ : إِنّ نُوحاً-علیه السّلامُ -أَوّلُ من أَتَی بتَحْریم البَنَاتِ و الأَخَواتِ و الأُمَّهَات.

و شَرَعَ المَنْزِلُ :صَارَ علی طَرِیقٍ نَافِذٍ. هکذا فی نُسَخِ الصّحاحِ ،و فی بَعْضِها:إِذا کانَ بابُه علی طَرِیقٍ نَافِذٍ (4)، و هی دَارٌ شارِعَهٌ ،و مَنْزِلٌ شَارِعٌ ،إِذا کانَت أَبْوَابُها شَارِعَهً فی الطَّرِیقِ .و قال ابنُ دُرَیْدٍ:دُورٌ شَوَارِعُ :علی نَهْجٍ واحِدٍ،و

16- فی الحَدِیثِ : «کَانَتْ الأَبْوَابُ شَارِعَهً إِلی المَسْجِدِ».

أَی مَفْتُوحَهً إِلیه،یُقَال: شَرَعْتُ البابَ إِلی الطَّرِیقِ ،أَی أَنْفَذْتُه إِلَیْه.و شَرَعَ البابُ و الدَّارُ شُرُوعاً :أَفْضَی إِلی الطَّرِیقِ ،و أَشْرَعَه إِلَیْهِ ،و قِیلَ :الدّارُ الشّارِعَهُ :هی الّتِی قد دَنَتْ من الطَّرِیقِ ،و قَرُبَتْ من النّاسِ .

و شَرَعَت الدَّوَّابُّ فی الماءِ شَرْعاً ،و شُرُوعاً ،أَی دَخَلَتْ فشَرِبَتِ الماءَ: و هی إِبِلٌ شُرُوعٌ بالضَّمِّ ،و شُرَّعٌ ،کرُکَّعٍ ، کما فی الصّحاحِ ،و قال الشَّمّاخُ :

یَسُدُّ به نَوائبَ تَعْتَرِیه

مِن الأَیّامِ کالنَّهَلِ الشُّرُوعِ

و شَرَعَ فی هذا الأَمْرِ شُرُوعاً : خَاضَ فیهِ ،کما فی الصّحاحِ .

و یُقَال: شَرَعَ فُلانٌ الحَبْلَ :إِذا أَنْشَطَه،و أَدْخَلَ قُطْرَیْهِ فی العُرْوَهِ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و شَرَع الإِهَابَ یَشْرَعُه شَرْعاً : سَلَخَه ،زاد الجَوْهَرِیُّ :

و قال یَعْقُوبُ :إِذا شَقَقْتَ مَا بَیْنَ الرِّجْلَیْنِ ثمّ سَلَخْتَه،قالَ :

و سَمِعْتُه من أُمِّ الحُمَارِسِ البَکْرِیَّهِ .و قال غیرُه: شَرْعُ الإِهَابِ :أَنْ یُشَقَّ و لا یُزَقَّقُ ،أَی لم یُجْعَلْ زِقًّا،و لم یُرَجَّلْ ، و هذِه ضُرُوبٌ من السَّلْخِ مَعْرُوفَهٌ ،أَوْسَعُها و أَبْیَنُهَا الشَّرْعُ ، و إِذا أَرادُوا أَنْ یَجْعَلُوها زِقًّا،سَلَخُوها من قِبَلِ قَفَاهَا،و لم یَشُّقُوها شَقًّا.

ص:239


1- (1) دیوانه و تمامه فیه: نواعج یعتلین مواکبات بأعناقٍ کأشرعه السفین.
2- (2) فی الأساس بروایه:«کوماء بازل»و قال بعده:أی هی فی بدن البازل و جمامتها و هی قلوص.
3- (3) سوره الشوری الآیه 13. [1]
4- (4) و هی عباره الصحاح المطبوع.

و شَرَعَ الشَّیْ ءَ:رَفَعَه جِدًّا ،و منه شِرَاعُ السَّفِینَهِ ؛لکَوْنِهِ مَرْفُوعاً.

و شَرَعَتِ الرِّمَاحُ شَرْعاً : تَسَدَّدَتْ ،فهی شَارِعَهٌ و شَوَارِعُ ،قال:

غَدَاهَ تَعَاوَرَتْهُ ثَمَّ بِیضٌ

شَرَعْنَ إِلَیْه فی الرَّهَجِ المُکِنِّ (1)

وَ شَرَعْنَاها ،و أَشْرَعْنَاهَا ،یقال: أَشْرَعَ نَحْوَه الرُّمْحَ و السَّیْفَ ،و شَرَعَهُمَا:أَقْبَلَهُمَا إِیّاه،و سَدَّدَهُمَا له، فهی مَشْرُوعَهٌ ،و مُشْرَعَهٌ قال:

أَفاجُوا مِنْ رِمَاح الخَطِّ لَمَّا

رَأَوْنَا قد شَرَعْنَاهَا نِهَالاَ

و قال جَعْفَرُ بن عُلْبَهَ الحارِثِیُّ :

فقالُوا:لنا ثِنْتَانِ لا بُدَّ مِنْهُمَا

صُدُورُ رِمَاحٍ أُشْرِعَتْ ،أَو سَلاسِلُ

کذا فی الحَمَاسَهِ .

و فی المَثَلِ (2): « شَرْعُکَ ما بَلَّغُکَ المَحَلَّ » ،هکَذا فی الصّحاح،و هو مِصْراعُ بَیْتٍ ،و الرِّوایَهُ :

شَرْعُک ما بَلَّغَک المَحلاَّ

أَی حَسْبُکَ و کافِیکَ من الزادِ ما بَلَّغَکَ مَقْصِدَکَ ،قال الجَوْهَرِیُّ : یُضْرَبُ فی التَّبَلُّغِ (3)بالیَسِیرِ.

و یُقَال: مَرَرْتُ برَجُلٍ شَرْعُکَ من رَجُلٍ ،بکسْرِ العَیْنِ و ضَمِّها، أَی حَسْبُکَ ،کما فی الصّحاحِ ،یَجْرِی عَلَی النَّکِرَهِ وَصْفاً؛لأَنّه فی نِیَّهِ الانْفِصالِ .و قال سِیبَوَیْهٌ :مَرَرْتُ برَجُلٍ شَرْعِکَ ،هو نَعْتٌ له بکَمَالِه و بَذِّه غَیْرَه،و المَعْنَی:

أَنَّه من النَّحْوِ الَّذِی تَشْرَعُ فیه و تَطْلُبه،قال: یَسْتَوِی فیهِ الوَاحِدُ و الجَمِیعُ و المُؤَنَّثُ و المُذَکَّر.

و یُقَال: شَرْعُک هذا،أَی حَسْبُک،و منه

16- حَدِیثُ ابْنِ مُغَفَّلٍ : «سأَلَهُ غَزْوَانُ عَمّا حُرِّمَ من الشَّرَابِ ،فَعَرَّفَه،قالَ :فقُلْتُ : شَرْعِی ». أَی حَسْبِی.

و یُقَالُ : النّاسُ فی هذا الأَمْرِ شَرْعُ وَاحِدٌ ،بالفَتْحِ و یُحَرَّکُ ،أَی بأْجٌ وَاحِدٌ،و النّاسُ فی هذا شَرْعُ ،و یُحَرَّکُ ، أَی سَوَاءٌ لا یَفُوق بَعْضُنَا بَعْضاً،یَسْتَوِی فیه الجَمْعُ و التّثْنِیَهُ و المُذَکَّر و المُؤَنَّثُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّه جَمعُ شَارِعِ ، کخَدَمٍ و خَادِم،أَی یَشْرَعُونَ فیه مَعاً.و

16- فی الحَدِیثِ : «أَنْتُم فیه شَرْعٌ سَوَاءٌ». رُوِی بالسُّکُون و التَّحْرِیکِ ،أَی مُتَسَاوُونَ لا فَضْلَ لأَحَدِکُم فیه عَلَی الآخَرِ،قَالَ ابنُ دُرُسْتَوَیهِ فی شَرْحِ الفَصِیحِ :أَجازَ کُرَاع و القَزَّارُ تَسْکِینَ رائِه،و أَنْکَرَه یَعْقُوبُ فی الإِصلاحِ .

و حِیتَانٌ شُرَّعٌ ،کرُکَّعٍ (4):رافِعَهٌ رُؤُوسَها ،و قِیلَ :

خَافِضَهٌ لها للشُّرْبِ ،قالَه أَبو لَیْلَی،و فی المُفْرَداتِ :جَمْع شَارِع ،و فی الصّحاحِ :أَی شَارِعَاتٌ من غَمْرَه الماءِ إِلی الجُدِّ.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشّارِعُ هو العالِمُ الرَّبَّانِیُّ العَامِلُ المُعَلِّمُ . قلتُ :و یُطْلَقُ علیه صلّی اللّه علیه و سلّم لذلِکَ ،و قِیلَ :لأَنَّهُ شَرَعَ الدِّینَ ،أَی أَظْهَرَهُ وَ بَیَّنَهُ .

و کُلُّ قَرِیبٍ من شَیْ ءٍ مُشْرِفٍ علیه. شارِعٌ ،و مِنْهُ :الدّارُ الشارِعَهُ :الدّانِیَهُ من الطَّرِیقِ ،القَرِیبَهُ من النّاسِ .

و شَارِعٌ :جَبَلٌ (5)،هکذا بالجِیم فِی سائِرِ النُّسَخِ ، و صوابه بالحَاءِ المُهْمَلَهِ :حَبْلٌ بالدَّهْنَاءِ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

خَلِیلَیَّ عُوجَا عَوْجَهً نَاقَتَیْکُمَا

علی طَلَلٍ بَیْنَ القِلاَتِ و شَارِعِ

و شارِع : ه.و شارِعُ الأَنْبَارِ،و شَارِعُ المَیْدَانِ :مَحِلَّتَانِ ببَغْدَادَ ،الثّانِیَهُ بالجَانِبِ الشَّرْقِیِّ مِنْهَا،و الأُولَی من جِهَهِ الأَنْبَارِ،و لذا أُضِیفَتِ إِلیه.و فَاتَه: شارِعُ دَارِ الدَّقِیقِ (6)مَحِلَّهٌ غَرْبِیَّ بَغْدَادَ،مُتَّصِلَهٌ بالحَرِیمِ الظّاهِرِیّ (7).

و الشّوَارِعُ من النُّجُوم:الدَّانِیَهُ من المَغِیب ،و کُلُّ دَانٍ مِن شَیْ ءٍ فهو شارِعٌ ،کما تقدَّم.

و الشَّرِیعُ ، کأَمِیرٍ :الرَّجُلُ الشُّجَاعُ ،بَیِّنُ الشَّرَاعَهِ ،

ص:240


1- (1) البیت للنابغه و هو فی دیوانه ص 200 بروایه:«رُفعن إلیه»بدل«شرعن إلیه».
2- (2) فی النهایه:«و فی حدیث علی»و فی التهذیب:و من أمثالهم،و أورده «رجزاً»و المثل فی مجمع المیدانی 331/1 کما ورد هنا بصوره النثر.
3- (3) فی النهایه:التبلیغ.
4- (4) فی التهذیب:شُرُوع.
5- (5) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری«حبل»بالحاء المهمله.
6- (6) کذا بالأصل و فی معجم البلدان«دار الرقیق»بالراء.
7- (7) فی معجم البلدان:«الحریم الطاهری».

کسَحَابَهٍ ،أَی الجُرْأَهِ ،قال أَبُو وَجْزَهَ :

و إِذا خَبَرْتَهُمْ خَبَرْتَ سَمَاحَهً

و شَرَاعَهً تَحْتَ الوَشِیجِ المُورَدِ

و الشَّرِیع : الکَتّانُ الجَیِّد.

و الشَّرَّاعُ ، کشَدّاد:بائعُه ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .

و الأَشْرَعُ :الأَنْفُ الّذِی امْتَدَّتْ أَرَنَبَتُه و ارْتَفَعَت و طالَت.

و شُرَاعَهُ کثُمَامَه:د،لِهُذَیْلٍ ،نقله الصّاغَانِیّ .

و شُرَاعَه :اسمُ رَجْل ،قاله الجُمَحِیّ .

و الشَّرَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :السَّقِیفَهُ ،ج: أَشْراعٌ قال سَیْحَانُ بنُ خَشْرَمٍ یَرْثِی حَوْطَ بنَ خَشْرَم:

کَأَنَّ حَوْطاً-جَزَاهُ اللّه مَغْفِرَهً

و جَنَّهً ذَاتَ عِلِّیٍّ و أَشْراعِ

لَمْ یَقْطَعِ الخَرْقَ تُمْسِی الجِنُّ سَاکِنَهُ

برَسْلَهٍ سَهْلَهِ المَرْفُوعِ هِلْوَاعِ

و أَشْرَعَ بَاباً إِلی الطَّرِیقِ :فَتَحَه ،کما فی الصّحاحِ ، و قال غیرُه:أَفْضَی به إِلَی الطَّرِیقِ .

و أَشْرَعَ الطَّرِیقَ :بَیَّنَهُ و أَوْضَحَه، کَشَرَّعَهُ تَشْرِیعاً ،أَی جَعَلَه شَارِعاً .

و التَّشْرِیعُ :إِیرادُ الإِبِلِ شَرِیعَهً لا یُحْتَاجُ مَعَهَا ،أَی مع ظُهُورِ مَائِهَا إِلَی نَزْعٍ بالعَلَقِ ،و لا سَقْیٍ فی الحَوْضِ ،و فی المَثَل: «أَهْوَنُ السَّقْی التَّشْرِیعُ » و ذلِکَ لأَنَّ مُورِدَ الإِبِلِ إِذا وَرَدَ بها الشَّرِیعَهَ لم یَتْعَب فی إِسقاءِ الماءِ لَها،کما یَتْعَبُ إِذا کانَ الماءُ بَعِیداً،

1- و فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: أَنَّ رَجُلاً سافَرَ فی صَحْبٍ له،فلَمْ یَرْجِعْ برُجُوعِهِم إِلی أَهالِیهِم فاتُّهِمَ أَصْحَابُه،فرُفِعُوا إِلی شُرَیْحٍ ،فسأَلَ أَوْلِیَاءَ المَقْتُولِ ،و فی نُسْخَهٍ :القَتِیل البَیِّنَهَ ،فلمّا عَجَزُوا عن إِقامَتِها أَلْزَمَ القَوْمَ الأَیْمَانَ ،فأَخْبَرُوا عَلِیًّا رضِیَ اللّه تَعَالَی عنه بحُکْم شُرَیْحٍ ،فقال متَمَثِّلاً:

و یُرْوَی:

ما هکَذا تُورَدُ یا سَعْدُ الإِبِلْ

ثم قالَ :«إِنَّ أَهْوَنَ السَّقْیِ التَّشْرِیعُ ،ثُمَّ فَرَّقَ عَلیٌّ بَیْنَهُم،و سَأَلَهم وَاحداً وَاحِداً فَأَقَرُّوا بقَتْلِه، فَقَتَلَهُم به. أَی.

ما فَعَلَهُ شُرَیْحٌ کان یَسِیراً هَیِّناً،و کان نَوْلُه أَنْ یَحْتاطَ و یَمْتَحِنَ و یَسْتَبْرِیءَ الحالَ بأَیْسَرِ ما یُحْتاطُ بِمثْلِه فی الدِّماءِ ، کما أَنَّ أَهْوَنَ السَّقْیِ للإِبِلِ تَشْرِیعُها الماءَ،فأَتَی الأَهْوَنَ و تَرَکَ الأَحْوَطَ ،کما أَنَّ أَهْوَنَ السَّقْیِ التَّشْرِیعُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شَرَعَ الوَارِدُ یَشْرَعَ شَرْعاً ،و شُرُوعاً :تَنَاوَلَ الماءَ بفِیهِ .

و شِرَاعُ الماءِ،بالکَسْرِ: الشِّرْعَهُ .

و شَرَعَ إِبِلَهُ شَرْعاً ، کشَرَّع تَشْرِیعاً .

و أَشْرَعَ یَدَه إِلی (1)المِطْهَرهِ :أَدْخَلَها فِیها.

و أَشْرَعَ نَاقَتَه:أَدْخَلَها فی شَرِیعَهِ الماءِ،و

16- فی حَدِیثِ الوُضُوءِ: «حَتَّی أَشْرَعَ فی العَضُدِ». أَی أَدْخَلَ الماءَ إِلیه.

و شَرَّعَتِ الدّابَّهُ :صارَتْ عَلَی شَریعَهِ الماءِ،قال الشَّمَّاخُ :

فَلَمَّا شَرَّعَتْ قَصَعَتْ غَلِیلاً

فأَعْجَلَهَا و قدْ شَرِبَتْ غِمارَا

و شَرَعَ فُلانٌ فی کَذا و کَذَا،إِذا أَخَذَ فیهِ ،و منه مَشارِعُ الماءِ،و هی الفُرَضُ التی تَشْرَعُ فیها الوَارِدَهُ .

و یُقَال:فُلانٌ یَشْتَرِعُ شِرْعَتَه ،کما یُقال:یَفْتَطِرُ فِطْرَتَه، و یَمْتلُّ مِلَّتَه،کلُّ ذلِکَ من شِرْعَهِ الدِّینِ ،و فِطْرَتهِ ،و مِلَّتِه.

وَ شَرَعَ الأَمْرُ:ظَهَر.

و شَرَعَهُ :أَظْهَرَه.

و شَرَعَ فُلانٌ ،إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ ،و قَمَعَ الباطِلَ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :مَعْنَی شَرَعَ :أَوْضَحَ و بَیَّنَ ،مَأْخُوذٌ من: شُرِعَ الإِهَابُ .

و الشِّرْعَهُ ،بالکَسْرِ:العَادَهُ .

و الشّارِعُ :الطَّرِیقُ (2)الّذِی یَشْرَعُ فیه النّاسُ عَامَّهً ،و هو علَی هذا المَعْنَی ذُو شَرْعٍ من الخَلْقِ یَشْرَعُون فیه.

ص:241


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]فی.
2- (2) فی اللسان: [2]الطریق الأعظم.

و رِمَاحٌ شُرَّع ،کرُکَّع،کذا فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ ، و أَنْشَدَ لعَبْدِ اللّه بن أَبی أَوْفَی یهجو امْرَأَهً :

و لَیْسَت بتارِکَهٍ مَحْرَماً

و لو حُفَّ بالأَسَلِ الشُّرَّعِ

و رُمْحٌ شُرَاعِیٌّ ،بالضّمِّ ،أَی طَوِیلٌ ،شُبِّه بشِرَاعِ الإِبلِ ، فهو من مَجَاز المَجَازِ،حَقَّقه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و رَجُلٌ شِرَاعُ الأَنْفِ ،بالکَسْرِ،أَی مُمْتَدُّه طَویلُه.

وَ شَرَّعَ السَّفِینَهَ تَشْرِیعاً :جَعَلَ لها شِرَاعاً .

و أَشْرَعَ الشّیءَ:رفَعَه جِدًّا.

و حِیتَانٌ شُرُوعٌ :مثلُ شُرَّعٍ .

و الشِّرَاعُ ،ککِتَابٍ :العُنُق.و هو مَجازٌ.

و أَشْرَعَنِی الرَّجُلُ :أَحْسَبَنِی.و الشَّیْ ءُ:کَفَانِی.

و الشَّرَعُ ،بالتَّحْرِیکِ :ما یُشْرَع فیهِ ،قال أَبُو زُبَیْدٍ الطّائیّ :

أَبَنَّ عِرِّیسَهً عُنَّابُهَا (1)أَشِبٌ

و عِنْدَ غَابَتِها مُسْتَوْرَدٌ شَرَعُ

و الشَّرْعُ :نَهْجُ الطَّرِیقِ الوَاضِحُ .یُقَال: شَرَعْتُ له طَرِیقاً.

و الشَّرْعُ :مصدرٌ،ثمّ جُعِل اسْماً للطَّرِیق النَّهْجِ ،ثُمَّ اسْتُعِیرَ ذلِکَ للطَّرِیقَهِ الإِلهِیَّهِ من الدِّین،کما حَقَّقَهُ الرّاغِبُ .

و شارِعُ القاهره:مَوْضِعٌ مَعْرُوفٌ بها،و قد نُسِبَ إِلیه جَمَاعَهٌ من المُحَدِّثین.

و الشَّوَارِعُ .مَوضعٌ .

و نَهْرُ الشَّرِیعَهِ :مَوْضِعٌ بالقُرْب من بَیْتِ المَقْدِس.

و شَرِیعَهُ :ماءٌ بعَیْنِه قَرِیبٌ من ضَرِیَّهَ ،قالَ الرَّاعِی:

غَدَا قَلِقاً تَخَلَّی الجُزْءُ منه

فیَمَّمَها شَرِیعَهَ أَو سَوَارَا (2)

و الشَّرِیعُ ،کأَمِیرٍ،من اللِّیفِ :ما اشْتَدَّ شَوْکُه،و صَلَحَ لِغِلَظِه أَنْ یَخْرَزَ به.قال الأَزْهَرِیُّ :سَمِعْتُ ذلِکَ من الهَجَرِیِّینَ النَّخْلِیِّینَ .

و شَرْعَهُ ،بالفَتْح:فَرَسٌ لبَنِی کِنَانَهَ .

و ذُو المَشْرَعَهِ :من أَلْهَان بنِ مَالِکٍ ،أَخی هَمْدَانَ بنِ مَالِکٍ .

و قال ابنُ الکَلْبِیّ : الأُشْرُوع :من قَبَائِلِ ذِی الکَلاَعِ .

و المَشَارِعَهُ :بطنٌ من المَغَارِبَه بالیَمَنِ ،و جَدُّهم مُحَمَّدُ بنُ مُوسَی بنِ عَلِیٍّ ،و لَقَبُه المُشَرِّعُ ؛کمُحَدِّثٍ ،و هم أَکْبَرُ بَیْتٍ بالیَمَنِ جَلالَهً و رِیَاسَهً .

و المَشْرَعُ ،کمَقْعَد: المَشْرَعَهُ ،و الجَمْعُ : المَشَارِعُ .

و جَمْعُ الشَّرِیعَهِ : شَرَائِعُ .و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :

الشَّرَائِعُ نِعْمَ الشَّرَائِع ،من وَرَدَها رَوِیَ ،و إِلاّ دَوِیَ (3).

و المَشْرُوعُ : الشُّرُوع ،کالمَیْسُور بِمَعْنَی الیُسْرِ.

و بَیْتٌ مُشَرَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُرْتَفِعٌ .

شسع

الشِّسْعُ ؛بالکَسْرِ:قِبَالُ النَّعْل الَّذِی یُشَدُّ إِلی زِمَامِها،و الزِّمَامُ :السَّیْرُ الذِی یُعْقَدُ فیه الشِّسْعُ .و قال ابنُ الأَثِیرِ:أَحَدُ سُیُورِ النَّعْلِ ،و هو الَّذِی یُدْخَلُ بینَ الإِصْبَعَیْنِ ، و یُدْخَل طَرَفُه فی الثَّقْبِ الَّذِی فی صَدْرِ النَّعْلِ المَشْدُودِ فی الزِّمَامِ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «إِذا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِکُم فلا یَمْشِ فی نَعْلٍ وَاحِدَه». أَی لئلاّ تَکُونَ إِحْدَی الرِّجْلَیْنِ أَرْفَعَ من الأُخْرَی،و یَکُونَ سَبَباً للعِثَارِ،و یَقْبُح فی المَنْظَرِ،و یُعَاب فَاعِلُه کالشِّسْعَنِّ ،بزِیَادَهِ النُّونِ ،قال:

وَیْلٌ لأَجْمالِ الکَرِیِّ مِنِّی

إِذا غَدَوْتُ و غَدَوْنَ إِنِّی

أَحْدُو بهَا مُنْقَطِعاً شِسْعَنِّی

هکَذَا أَنْشَدَه اللَّیْثُ ، و الشِّسِعُ ،بکَسْرَتَیْنِ ،و فی بعضِ النُّسَخِ : الشِّسْعُ :وَاحدُ شُسُوعِ النَّعْلِ ،و أَشْسَاعُهَا :الَّتِی تُشَدُّ إِلی زِمَامِهَا، کالشِّسِعِ ،بکسرتَیْنِ .و عِبَارَهُ الصّحاحِ :

الشِّسْعُ :وَاحِدُ شُسُوعِ النَّعْلِ التی تُشَدُّ إِلی زِمَامِها،و فی کُلٍّ من النُّسْخَتَیْنِ ما لَیْس فی الأُخْرَی،ففی الأُولَی ضَبْطُ الشِّسْعِ بالکَسْر،و زیادَهُ الشِّسْعَنِّ ،و فی الثانِیَهِ التعَرض

ص:242


1- (1) عن التکمله و بالأصل«عنانها».
2- (2) دیوانه ص 147 و انظر تخریجه فیه،و فی الدیوان:«سرارا»بدل «سوارا».
3- (3) عن الأساس و بالأصل«ذوی».

للجَمْع،ثمّ إِنَّ ابنَ سِیدَه و الزَّمَخْشَرِیَّ صَرَّحَا بأَنَّ جَمْعَ الشِّسْعِ شُسُوعٌ ،و هو مُقْتَضَی نَصِّ الجَوْهَرِیِّ أَیضاً،و زَادَا:

لا یُکَسَّرُ إِلاّ علی هذا البِنَاءِ،و رَدَّه أَبو حَیّان،و قال:إِنَّهُ وَرَدَ أَشْسَاعٌ أَیضاً،قال شَیْخُنَا:و کِلاهُمَا صَحِیحٌ فی القِیَاسِ .

قُلْتُ :و شاهِدُ الأَشْساعِ قولُ عُبَیْدِ بنِ أَیُّوب العَنْبَرِیِّ :

یُدِیرُ نَعْلَیْهِ لَئِلاً تُعْرَفَا

یَجْعَلُ أَشْساعَهما نَحْوَ القَفَا

و طَرَفُ المَکَانِ ،و ما ضَاقَ من الأَرْضِ .

و من المَجَازِ: الشِّسْعُ : البَقِیَّهُ مِنَ المَالِ ،یُقَال:علیه شِسْعٌ من المالِ ،و نَصِیَّهٌ ،و عُنْصَلَهٌ ،و عِنْصِیَهٌ ،بمعنًی،قالَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ ، و قالَ المُفَضَّلُ : شِسْعُ المَالِ : جُلُّه ،یُقَالُ :

ذَهَبَ شِسْعُ مالِه،أَی جُلُّهُ و أَکْثَرُه،و أَنْشَدَ للمَرَّارِ بنِ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیِّ :

عَدَانِی عَنْ بَنِیَّ و شِسْعِ مَالِی

حِفَاظٌ شَفَّنِی و دَمٌ ثَقِیلُ (1)

و هو مَجَازٌ.

و من المجاز أَیضاً: شِسْعُ المال: قَلِیلُه ،و هو قولُ مُحَارِبٍ ،یُقَالُ :إِنَّ له شِسْعَ مَالٍ ،أَی قَلِیل.و هو قِطْعَهٌ من غَنَمٍ و إِبِل،و کُلُّه إِلی القِلَّهِ ،یُشَبَّهُ بشِسْعِ النَّعْلِ ،فکأَنَّهُ ضِدٌّ ،کما فی العُبَابِ .

و الشِّسْعُ : مَاءَهٌ لبَنِی شَمْخٍ .

و یقال: لَه شِسْعُ مَالٍ ،أَی قَلِیل[مِنْهُ ،أَو قِطْعَهٌ مِنَ الإِبِلِ و الغَنَمِ قَلِیلَهٌ ] (2)و لا یَخفی أَنّ هذا مفهُومُ قولِهِ :

«و قَلِیله»کما فَسَّرْنَاه،فإِیرادُه ثانِیاً تَطوِیلٌ مُخَالِفٌ لمُرادِه، فتأَمَّلْ .

و رَجلٌ شِسْعُ مَالٍ :إِذا کان حَسَن القِیَامِ عَلَیْهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیّ ،و هو مَجاز،و هذَا کقَوْلِک:أَبِلُ مالٍ ،و إِزاءُ مالٍ ،و فی الأَسَاسِ :أَی قائمٌ عَلَیْه،لازِمٌ لرِعْیَتِه،و فی اللِّسَان:و الأَحْوَزُ القُبْضَهُ من الرِّعَاءِ،الحَسَنُ القِیَامِ علی مَالِهِ ،و هو الشِّسْعُ أَیضاً،و هو الصَّیصَهُ (3)أَیْضاً. و شَسَعَ المَنْزِلُ ،کمَنَع، شَسْعاً و شُسُوعاً :بَعُدَ،فهو شَاسِعٌ ،و شَسُوعٌ ،کصَبُورٍ،ج: شُسْعٌ ،بالضَّمِّ ،و مِنْهُ :سَفَرٌ شَاسِعٌ ،و

17- فی حَدِیثِ ابْنِ أُمِّ مَکْتُوم: «إِنِّی رَجُلٌ شَاسِعُ الدّارِ». أَی بَعِیدُهَا.

و شَسَعَ النَّعْلَ شَسْعاً ،بالفَتْحِ : جَعَلَ لها شِسْعاً ، بالکَسْرِ، کأَشْسَعَها،و شَسَّعَهَا ،الأَخِیرَهُ عن أَبِی الغَوْثِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و شَسِع الفَرَسُ ،کفَرِح:صَارَ بَیْنَ ثَنِیَّتِه (4)و رَبَاعِیَتِه انْفِرَاجٌ ،کالفَلَج فِی الأَسْنَانِ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ عن أَبی مَالِکٍ ، و هو من البُعْدِ.

و و قال ابن بزُرجَ : شَسِعَت النَّعْلُ :انقطع شِسْعُه ،هکذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه: شِسْعُها ،و کذلِکَ قَبِلَتْ و شَرِکَتْ ،إِذا انْقَطَعَ قِبَالُها و شِرَاکُهَا.

قال: و الشّاسِعُ :الرَّجُلُ المُنْقَطِعُ الشِّسْعِ ،و أَنْشَدَ:

مِنْ آلِ أَخْنَسَ شَاسِع النَّعْل

یَقُولُ :مُنْقَطِعُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

شَسِعَ به،و أَشْسَعَهُ :أَبْعَدَهُ .

و قالَ الفَرّاءُ:هو شَسِیعُ مالٍ ،کأَمِیرٍ:لُغَهٌ فی شِسْع مالٍ .

و کُلُّ شَیْ ءٍ نَأَی (5)و شَخَصَ فقد شَسَعَ ،قالَ بِلالُ بنُ جَرِیرٍ:

لهَا شَاسِعٌ تَحْتَ الثِّیَابِ کأَنَّهُ

قَفَا الدِّیکِ أَوْفَی عُرْفه ثمَّ طَرَّبَا

و یُرْوَی:«أَوْفَی غُرْفَهً » (6).

و فی الأَسَاسِ .و شَسَعَ بَعْضُ أَعْضَائه من الثَّوْبِ :نَتَأَ، و هو مَجازٌ.

و قِبَالُ الشِّسْعِ ،الحَیَّهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،ذَکَرَه مع قِبَالِ السَّیْرِ.

ص:243


1- (1) الأساس و نسبه إلی«بعض بنی سعد».و یروی:نوائب جمّه.
2- ((*)) ما بین معکوفتین ساقطه من الکویتیه.
3- (2) عن التهذیب و بالأصل«الشیصیه».
4- (3) الجمهره 23/3 و فیها:فی ثنیتیه و رباعیتیه.
5- (4) فی اللسان« [1]نتأ»و فی التهذیب«نبا».
6- (5) و هی روایه الأساس.

شطع

شَطِعَ ،کفَرِحَ ،أَهْمَلَه ابْنُ دُرَیْدٍ و ابنُ القَطّاعِ :

أَی جَزعَ و نَصُّ ابْنِ القَطّاعِ :ضَجِرَ مِنْ طُولِ مَرَضٍ و نَحْوِه،و فی بَعْضِ النُّسَخ:خَرِعَ ،بالخَاءِ المُعْجَمَهِ و الرّاءِ،و مِثْلُه:شَتِعَ ،و شَکِعَ .

شعع

الشَّعْشَعُ ،و الشَّعْشَاعُ ،و الشَّعْشَعانُ ،و هذِه عن ابْنِ دُرَیْدٍ و الشَّعْشَعَانِیُّ :الطَّوِیلُ الحَسَنُ ،الخَفِیفُ اللَّحْمِ من الرِّجَالِ ،شُبِّهَ بالخَمْرِ المُشَعْشَعَهِ لِرقَّتِهَا،و یاءُ النَّسَبِ فی الشَّعْشَعَانِیِّ لِغَیْرِ عِلَّهٍ ،إِنَّمَا هو من باب أَحْمَرَ و أَحْمَرِیٍّ و دَوَّار (1)و دَوّارِیٍّ ،و قِیلَ : الشَّعْشَاعُ و الشَّعْشَعَانِیُّ و الشَّعْشَعَانُ :الطَّوِیلُ العُنُق من کُلِّ شَیْ ءٍ،و عُنُقٌ شَعْشَاعٌ ، أَی طَوِیلٌ .و قَیَّدَ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ الشَّعْشَعَانِیَّ بالطَّویلِ من الرِّجَالِ فقط ،و ذَکَر له نَظَائِرَ،و لم یَذْکُر الجَوْهَرِیُّ الشَّعْشَعَانِیَّ ،و ذَکَرَ ما عَدَاهَا.

و قیل: الشَّعْشَاعُ :الخَفِیفُ فی السَّفَرِ،أَو خَفِیفُ الرُّوح، و قِیل: الحَسَنُ الوَجْهِ ،و قِیلَ :الطَّوِیلُ ،و منهُ

16- حَدِیثُ البَیْعَه: «فجَاءَ رَجُلٌ شَعْشَاعٌ ». أَی طَوِیلٌ ،و شَاهِدُ الشَّعْشَعِ ،کجَعْفَرٍ:

16- حَدِیثُ سُفْیَانَ بنِ خالِدِ بن نُبَیْحٍ الهُذَلِیِّ : «تَرَاهُ عَظِیماً شَعْشَعاً ».

و الشَّعْشَاعُ : المُتَفَرِّقُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ:

صَدْقُ اللِّقَاءِ غَیْرُ شَعْشَاعِ الغَدَرْ

یَقُولُ :هو جَمِیعُ الهِمَّهِ غیرُ مُتَفَرِّقِها.

و الشَّعْشَاعُ : الظِلُّ غَیْرُ الکَثِیفِ ،و یُقَالُ :هو الَّذِی لم یُظِلَّکَ کلُّه،ففیهِ فُرَجٌ (2).

و الشَّعَاعُ ،کسَحَاب:التَّفْرِیقُ ،یُقال: شَعَّ البَعِیرُ بَوْلَه یَشُعُّهُ شَعًّا ،و شَعَاعاً ،أَی فَرَّقَه.

و الشَّعَاعُ : تَفَرُّقُ الدَّمِ و غَیْرِه نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لشاعِرٍ-و هو قَیْسُ بنُ الخَطِیمِ -:

طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القَیْسِ طعْنَهَ ثائِر

لها نَفَذٌ لَوْلا الشَّعَاعُ أَضَاءَهَا

هکذا یُرْوَی بفَتْحِ الشِّینِ ،و قال أَبو یُوسُفَ :أَنْشَدَنِی ابنُ مَعْنٍ عن الأَصْمَعِیِّ :«لو لا الشُّعَاع »بضَمِّ الشِّینِ ،و قال:هوضَوْءُ الدَّم و حُمْرَتُه و تَفَرُّقُه،قال ابنُ سِیدَه:فلا أَدْرِی أَقاله وَضْعاً،أَمْ عَلَی التَّشْبِیه ؟و فَسَّرَ الأَزْهَرِیُّ هذا البَیْتَ ،فقالَ :

لو لا انْتِشَارُ سُنَنِ الدَّمِ لأَضَاءَهَا النَّفَذُ حَتَّی تَسْتَبِینَ ،و قالَ أَیْضاً: شُعَاعُ الدَّم:ما انْتَشَرَ إِذا اسْتَنَّ من خَرْقِ الطَّعْنَهِ ، و قال غیرُهُ :ذَهَبَ دَمُه شَعَاعاً ،أَی مُتَفَرِّقاً.و قال أَبو زَیْد:

شَاعَ الشَّیْ ءُ یَشِیع،و شَعَّ یَشِعُّ شَعًّا و شَعَاعاً ،کلاهُمَا،إِذا تَفَرَّقَ .

و الشَّعَاع : الرَّأْیُ المُتَفَرِّقُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الشَّعَاعُ من السُّنْبُلِ :سَفَاهُ إِذا یَبِسَ ما دامَ علی السُّنْبُلِ ، و یُثَلَّثُ ،کما فی اللِّسَانِ ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الفَتْح.

و الشَّعَاعُ مِنَ اللَّبَنِ :الضَّیاح یُقَال:سَقَیْتُه لَبَناً شَعَاعاً ، کأَنَّه أُخِذَ من التَّفَرُّقِ ، إِذا (3)أُکْثِرَ ماؤُه ،عن ابْنِ شُمَیْل.

و الشَّعَاعُ من النُّفُوسِ :التی تَفَرَّقَتْ هُمُومُها ،هکذا فی النُّسَخِ ،و صَوابُه«هِمَمُها»،کما هو نَصُّ الجوهریَّ ،زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :و آرَاؤُهَا،فلا تَتَّجهُ لأَمْرٍ جَزْمٍ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشَّاعِرِ-و هو قَیْسُ بنُ ذَرِیحٍ (4)-:

فَقَدْتُکِ من نَفْسٍ شَعَاعٍ !أَلَمْ أَکُنْ

نَهَیْتُکِ عن هذَا و أَنْتِ جَمِیعُ ؟

و أَنْشَدَ غیرُه لَهُ :

فَلَمْ أَلْفِظْک من شِبَعٍ و لکِنْ

أُقَضِّی حَاجَهَ النَّفْسِ الشَّعَاعِ

قال ابنُ بَرِّیّ :و مِثْلُ هذا لِقَیْسِ بنِ مُعَاذِ مَجْنُونِ بَنِی عامِر:

فلا تَتْرُکِی نَفْسِی شَعَاعاً فإِنَّها

من الوَجْدِ قد کَادَتْ عَلَیْکِ تَذُوبُ

و ذَهَبُوا شَعَاعاً ،أَی مُتَفَرِّقِینَ .

و کذا تَطَایَرُوا،و

17- فی حَدِیثِ أَبی بَکْرٍ رضِیَ اللّه تعالَی عنه: «سَتَرَوْنَ بَعْدِی مُلْکاً عَضُوضاً،و أُمَّهً شَعَاعاً ». أَی مُتَفرِّقِین.

ص:244


1- (1) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
2- (2) الذی فی اللسان و الصحاح:و [1]ظلٌ شَعْشَعٌ ..و مشعشَع أیضاً.
3- (3) فی القاموس:«قد أُکثر».
4- (4) الأصل و اللسان،و [2]فی الصحاح: [3]قیس بن الملوح.

و طَارَ فُؤَادُه شعاعاً ،أَی تَفَرَّقَتْ هُمُومُه ،و یُقَال:ذَهَبَت نَفْسِی شَعَاعاً ،إِذا انْتَشَرَ رَأْیُهَا فلم یَتَّجِهْ لأَمْرٍ جَزْمٍ .

و شُعَاعُ الشَّمْسِ ،و شُعُّهَا ،بضَمِّهما ،الأَخِیرَهُ عن أَبِی عَمْرو: الَّذِی تَرَاهُ عند ذُرُورهَا کَأَنَّهُ الحِبَالُ أَو القُضْبَانُ مُقْبِلَهً علیک إِذا نظرت إِلیْها،أَو الَّذِی یَنْتشِرُ من ضَوْئِها ،و به فُسِّرَ قول قَیْسِ بنِ الخَطِیمِ عَلی رِوَایَهِ من رَوَی:« الشُّعاع » بالضم،کما تقدم، أَو الذِی تَرَاهُ مُمْتَدّاً کالرِّمَاحِ بُعَیْدَ الطُّلُوع و ما أَشْبَهَهُ ،و قد جَمَعَ الجَوْهَرِیُّ بینَ القَوْلَیْنِ الأَوَّلَیْنِ فقال: شُعَاعُ الشَّمْسِ :ما یُرَی من ضَوْئها عند ذُرُورِهَا کالقُضْبَانِ . الوَاحِدَه شُعَاعَه ، بهاءٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِی،قال:

و منه

16- حَدِیثُ لیلهِ القَدْرِ: «إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ من غَدِ یَوْمِها لا شُعَاعَ لها». ج: أَشِعَّهٌ و شُعُعٌ ،بضَمَّتَین،و شِعَاعٌ ،بالکَسْر ، الأَخیر نادِر.

و شَعَّ البَعِیرُ بَوْلَه یَشُعُّه : فَرَّقَه و قَطَّعَهُ ، کأَشَعَّه ،نقلهما الجوهری.

و شَعّ البَوْلُ یَشِعُّ ،بالکَسْرِ، أَو شَعَّ القوْمُ یَشِعُّ ،بالکَسْرِ أَیْضاً،الأَخِیرُ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : تَفَرَّقَ و انْتَشر ،فیه لفٌّ و نَشَرٌ غیرُ مُرَتَّب،فالانْتِشَارُ للْبَوْلِ ،و أَوْزَغَ به مثلُه،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ للأَخْطَلِ :

فطَارَتْ شِلاَلاً و ابْذَعَرَّتْ کأَنَّهَا

عِصَابَهُ سَبْیٍ شَعَّ أَنْ یَتَقَسَّمَا

أَی:تَفَرَّقُوا حِذَارَ أَنْ یَتَقَسَّمُوا.

و شَعَّ الغَارَهَ عَلَیْهِم شَعًّا ،و شَعْشَعَها : صَبَّهَا ،و کذلک شَعَّ الخَیْلَ ،و شَعْشَعَها .

و الشَّعُّ :المُتَفَرِّقُ من کُلِّ شَیْ ءٍ ،کالدَّمِ ،و الرَّأْیِ ، و الهمَمِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشَّعُّ ، العَجَلَهُ ، کالشَّعِیعِ ،و هو بمَعْنَی المُتَفَرِّقِ ،لا بِمَعْنَی العَجَلَه،فلو قال: الشَّع :

المُتَفَرِّقُ - کالشَّعِیعِ -و العَجَلَهُ ،کان أَحْسَنَ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: الشُّعُّ ، بالضَّمِّ و حُقُّ الکَهْوَلِ (1): بَیْتُ العَنْکَبُوتِ . و الشُّعْشُعُ ،کهُدْهُد:رَجُلٌ من عَبْسٍ له حَدِیثٌ فی نَوَادِرِ أَبی زِیَادٍ الکِلابِیِّ .

و أَشَعَّ الزَّرْعُ ،أَخْرَج شَعَاعَهُ ،أَی سَفَاه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و أَشَعَّ السُّنْبُلُ :اکْتَنَزَ حَبُّه و یَبِسَ .

و أَشَعَّتِ الشَّمْسُ :نَشَرَت شُعَاعَها ،أَی ضَوْءَهَا،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .قالَ :

إِذا سَفِرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتَاهَا

کإِشْعَاعِ الغَزَالَهِ فی الضَّحاءِ

و انْشَعَّ الذِّئْبُ فِی الغَنَمِ و انْشَلَّ فِیها،و أَغارَ فِیها، و اسْتَغارَ،بمَعْنًی وَاحِد.

و شَعْشَعَ الشَّرابَ شَعْشَعَهً : مَزَجَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،زادَ غَیْرُه بالماءِ،و قِیلَ : المُشَعْشَعَهُ :الخَمْرُ الَّتِی أُرِقَّ مَزْجُها.

و شَعْشَعَ الثَّرِیدَهَ الزُّرَیْقَاءَ:سَغْبَلَهَا بالزَّیْت،و

14- فی حَدِیثِ وَاثِلَهَ بنِ الأَسْقَعِ : أَنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم دَعَا بقُرْصٍ ،فکَسَرَه فی صَحْفَهٍ ،ثم صَنَع فیها ماءً سُخْناً،و صَنَع فیها وَدَکاً (2)،و صَنَع منه ثَرِیدَهً ،ثمّ شَعْشَعَها ،ثمَّ لبَّقَهَا،ثمّ صَعْنَبَهَا» (3). قال بَعْضُهُمْ : شَعْشَعَ الثَّرِیدَهَ ،أَی رَفَعَ رَأْسَها ،کذلِکَ صَعْلَکَهَا و صَعْنَبَهَا،و یُقَالُ :صَعْنَبَها:رَفَع صَوْمَعَتَها،و حَدَّدَ رَأْسَها، و قیل: شَعْشَعَهَا : طَوَّلَهُ أَی طَوَّلَ رَأْسَها،مَأْخُوذٌ من الشَّعْشَاع ،و هو الطَّوِیلُ من النّاسِ ،فالضَمِیر راجِعٌ إِلی الرَّأْسِ ، أَو شَعْشَعَها : أَکْثَرَ وَدَکَها ،قالهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و قالَ غَیْرُه:أَکْثَرَ سَمْنَهَا ،و هو قولُ ابْنِ شُمَیْلٍ ،و الشَّعْشَعَه فی الخَمْرِ أَکْثَرُ منه فی الثَّرِیدِ.

و شَعْشَعَ الشَّیْ ءَ:خَلَطَ بَعْضَه بِبعضٍ ،و به فَسَّرَ ابنُ المُبَارَکِ حَدِیثَ وَاثِلَهَ الّذِی ذُکِرَ،قال:کما یُشَعْشَعُ الشَّرَابُ بالماءِ:إِذا مُزِجَ به،و رُوِیَت هذِه اللَّفْظَهُ :سَغْسَغَها،بسِینَیْنِ مُهْمَلَتَیْنِ ،و غَیْنَیْن مُعْجَمَتَیْن،أَی رَوّاها دَسَماً (4)،کما سَیَأْتِی.

ص:245


1- (1) ضبطت بفتح الکاف و الواو عن التهذیب،و ضبطت بضم الکاف فی اللسان،جمیعه ضبط حرمات.و الکَهْوَل:العنکبوت...
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:ثم صنع فیها ماء سخناً و صنع فیها ودکاً،هکذا فی النسخ الخط ،و مثله فی التکمله اه ».
3- (3) الفائق 581/1 [1] و انظر التهذیب و النهایه و التکمله.
4- (4) رواه أبو عبید،کما قاله الأزهری،و قال:و هکذا قاله ابن الأعرابی، و فی النهایه: [2]أی رواها بالسمن و الدهن.(ماده سغسغ).

و تَشَعْشَعَ الشَّهْرُ :تَقَضَّی، و بَقِیَ منه قَلِیلٌ ،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ-رَضِیَ اللّه عنه-: إِنَّ الشَّهْرَ قد تَشَعْشَعَ ،فلو صُمْنَا بَقِیَّتَه». کَأَنَّه ذَهَبَ به إِلی رِقَّهِ الشَّهْرِ،و قِلَّهِ مَا بَقِیَ منه،کما یُشَعْشَعُ اللَّبَنُ بالماءِ.و قد رُوِیَ أَیضاً:« تَشَعْشَع »من الشُّسُوع الذِی هو البُعْدُ،بذلِکَ فَسَّرَه أَبو عُبَیْدٍ،و هذا لا یُوجِبُه التَّصْرِیفُ ،و یُرْوَی أَیْضاً بسِینَیْنِ مُهْمَلَتَیْنِ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ظِلٌّ شَعْشَعٌ ،و مُشَعْشَعٌ :لیس بکَثِیف،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و شَعَّ السُّنْبُلُ شَعَاعَهً .

و شَعْشَع علیهم الخَیْلَ :أَغارَ بها.

و تَطَایَرَت العَصَا و القَصَبَهُ شَعَاعاً ،إِذا ضَرَبْتَ بها علَی حائطٍ فتَکَسَّرَتْ ،و تَطَایَرَت قِصَداً و قِطَعاً.

و مِشْفَرٌ شَعْشَعَانِیٌّ :طَوِیلٌ رَقِیقٌ ،قَالَ العَجّاجُ :

تُبَادِرُ الحَوْضَ إِذا الحَوْضُ شُغِلْ

بَشْعَشعانِیٍّ صُهَابِیٍّ هَدِلْ

وَ مَنْکِباها خَلْفَ أَوْرَاکِ الإِبِلْ

و عُنُقٌ شَعْشَاعٌ :طَوِیل.

و الشّعْشَعَانَهُ من الإِبِل:الجَسِیمَهُ .و ناقَهٌ شَعْشَعانهٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لذِی الرُّمَّهِ :

هَیْهَاتَ خَرْقَاءُ إِلاَّ أَنْ یُقَرِّبَهَا

ذُو العَرْشِ و الشَّعْشَعاناتُ العَیَاهِیمُ

هکَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ ،و تَبِعَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قرأْتُ بخَطِّ شَیْخِ مَشَایِخ شُیُوخِنا عَبْدِ القادِرِ بنِ عُمَرَ البَغْدَادِیِّ عَلَی هامِشِ الصّحاحِ ما نَصُّه:صَوابُه:

«و الشَّعْشَعَانَاتُ الهَرَاجِیبُ .

لأَنَّ ما بَعْدَه:

مِن کُلِّ نَضّاخَهِ الذِّفْری یَمانِیَهٍ

کأَنَّها أَسْفَعُ الخَدَّیْنِ مَذْؤُوبُ

و رَجُلٌ شُعْشُعٌ ،کهُدْهُدٍ:خَفِیفٌ فی السَّفَرِ.و قال ثَعْلَبٌ :غُلامٌ شُعْشُعٌ :خَفِیفٌ فی السَّفَرِ،فَقَصَرَهُ علی الغُلامِ .و یُقَال: الشُّعْشُع :الغُلامُ الحَسَنُ الوَجْهِ ،الخَفِیفُ الرُّوحِ ،بضَمِّ الشِّینِ (1)،عن أَبِی عَمرٍو.

و الشَّعْشاعُ ،بالفَتْحِ :شَجَر.

و قرْیَهٌ بمِصْرَ.

شعلع

الشَّعَلَّعُ ،کهَمَلَّعٍ ،و الشَّعَنْلَعُ ،بزِیادَهِ النُّونِ بین العَیْنِ و الّلامِ ،و کتبَ المُصَنِّفُ هذا الحَرْف بالأَحْمَرَ عَلی أَنَّه اسْتَدْرَکَ بهِ عَلَی الجَوْهَرِیِّ ،و لیسَ کذلِک،بل ذَکَرَه الجَوْهَرِی فی آخِر تَرْکِیبِ «ش ع ع»و قالَ :هو بزِیَادَهِ الّلامِ : الطَّوِیلُ ،قالَهُ الفَرّاءُ.و لم یَذْکر« الشَّعَنْلَع »و إِنَّمَا ذکرَهُ ابنُ عَبادٍ،و قال غیْرُه: مِنَّا،و مِنْ غَیْرِنا و خَصَّه بعضُهُم بالرِّجَالِ .

و شجَرهٌ شَعَلَّعَهٌ أَیْضاً:مُتَفَرِّقهُ الأَغْصَانِ ،غَیْرُ مُلْتَفَّهٍ ، و هذَا یُؤَیِّدُ قولَ الجَوْهَرِیِّ :إِنَّ أَصْلَ ترکِیبِه«ش ع ع» بمعْنَی التَّفَرُّقِ .و قال الأَزهَرِی:لا أَدْرِی أَزِیدَت العَیْنُ الأُولَی،أَو الأَخِیرَهُ مزِیدَه ؟فإنْ کانت الأَخِیرَهُ مَزِیدَهً ، فالأَصْل«شعل»،و إِن کانت الأُولَی هی المَزِیدَه،فأَصْلُه «شلع».

شفع

الشَّفْعُ :خِلافُ الوَتْرِ،و هو الزَّوْج ،و بخَطِّ الجَوْهَرِیِّ :خلافُ الزَّوْجِ ،و هو الوَتْرُ.

و قد شَفَعَهُ شَفْعاً ، کَمَنَعَه أَی کان وَتْراً فصَیَّرَه زَوْجاً.

و الشَّفْع : یَوْمُ الأَضْحَی ،أَی من حَیثُ إِن له نظِیراً یَلِیه، و الوَتْرُ:یومُ عَرَفه، و هکَذَا قِیل فی تَفْسِیرِ قوْلِه تعالی:

وَ اَلشَّفْعِ وَ الْوَتْرِ (2)و هو قَوْلُ الأَسْوَدِ بنِ یَزِیدَ،و قالَ عَطاءٌ:الوَتْرُ:هو اللّه تَعالَی،و الشَّفْعُ : الخلْقُ لِقوْله تعالی:

وَ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ خَلَقْنا زَوْجَیْنِ (3)و قالَ الرّاغِبُ :هو اللّه من حَیْثُ ماله (4)،و هُو الوَحْدَهُ من کُلِّ وَجْهٍ ،و الشَّفْعُ :

المَخْلُوقاتُ من حَیْث إِنّهَا مُرَکَّبَاتٌ . أَو الشَّفْع : هُوَ اللّه عَزَّ وَ جَلَّ ،لِقَوْلهِ تَعالَی: ما یَکُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَهٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ (5)و قِیلَ :الوَتْر:آدَمُ علیه السّلامُ ،و الشَّفْعُ : شُفِعَ بزَوْجِه،و هو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ .و قِیلَ : الشَّفْعُ :وَلَدُه،

ص:246


1- (1) نظره فی التکمله مثال بُلبُل،و فی التهذیب:بضم الشینین.
2- (2) سوره الفجر الآیه 3. [1]
3- (3) سوره الذاریات الآیه 49. [2]
4- (4) نص المفردات:و الوتر هو اللّه من حیث إنّ له الوحده من کل وجه.
5- (5) سوره المجادله الآیه 7. [3]

و قِیلَ : الشَّفْعُ :یَوْمَانِ بعدَ الأَضْحَی،و الوَتْرُ:الیومُ الثّالِثُ ، و قِیلَ : الشَّفْعُ و الوَتْرُ:الصَّلَوَاتُ ،منها شَفْعٌ ،و مِنْهَا وَتْرٌ، و قِیلَ :فِی الشَّفْعِ و الوَتْرِ:إِنّ الأَعْدَادَ کُلَّها شَفْعٌ و وَتْرٌ.قال الصّاغَانِیُّ :و فی الشَّفْعِ و الوَتْرِ عِشْرُونَ قَوْلاً،و لیس هذا مَوْضِعَ ذِکْرِ أَقاوِیلِهم.

و عَیْنٌ شافِعَهٌ :تَنْظُرُ نَظَرَیْنِ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِی:

ما کان أَبْصَرَنِی بغِرّاتِ الصِّبَا

فالیَوْمَ قد شُفِعَتْ لِیَ الأَشْبَاحُ

بالضَمِّ :أَی:أَرَی الشَخْصَ شَخْصَیْنِ ؛لضَعْفِ بَصَرِی و انْتِشَارِه و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

لِنَفْسِی حَدِیثٌ دُونَ صَحْبِی و أَصْبَحَت

تَزِیدُ لِعَیْنَیَّ الشُّخُوصُ الشَّوَافِعُ

و لم یُفَسِّرْه،و هو عِنْدِی مثلُ الَّذِی تَقَدَّم.

و بَنُو شافِعٍ :من بَنِی المُطَّلِبِ بنِ عَبْدِ مَنَاف ،و هو شافِعُ بنُ السّائبِ بنِ عُبَیْدِ بنِ عَبْدِ یَزِیدَ بن هاشِمِ بنِ المُطَّلِبِ ،له رُؤْیَهٌ ،کما ذَکَرَه ابنُ فَهْد،و أَبُوهُ السّائِبُ کانَ یُشبَّهُ بالنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،یُقَالُ :لُه صُحْبَهٌ و أَنَّه أَسْلَمَ یومَ بَدْر بعدَ أَنْ أُسِرَ،و فَدَی نَفْسَه،کذا قالَهُ الطَّبَرِیُّ ، مِنْهُم إِمامُ الأَئِمَهِ ، و نَجْمُ السُنَّهِ ،أَحَدُ المُجْتَهِدِینَ ،عالِمُ قُرَیْشٍ و أَوْحَدُهَا الإِمامُ أَبو عُبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ إِدْرِیس (1)بن عُثْمَانَ بنِ شافِعٍ الشّافِعِیُّ القُرَشِیُّ رَحِمَه اللّه تَعالَی و رَضِیَ عنه،و أَرْضَاه عَنّا، و النِّسْبَهُ إِلیه رضِیَ اللّه عنه شافِعِیٌّ أَیْضاً،و لا یُقَالُ :

شَفْعَویٌّ ،فإِنَّه لَحْنٌ ،و إِن کانَ وَقَعَ فی بَعْض کُتُبِ الفِقْهِ للخُرَاسانِیَّین،کالوَسِیطِ و غَیْره،و هو خَطَأٌ،فلیُجْتَنَبْ ،نَبَّه علیه النَّوَوِیُّ ،کما فی الإِعَارَاتِ لابْنِ المُلَقّنِ ،حَقَّقَه شَیْخُ مَشَایِخِنا الشّهابُ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ العَجَمِیُّ فی ذَیْلِ اللُّبِّ ، وُلِدَ الإِمَامُ رَضِیَ اللّه عنه فی سَنَهِ مِائهٍ و خَمْسِینَ ،نَهَارَ الجُمْعَهِ آخر یَوْمٍ من شَهْرِ رَجَب،و تُوُفِّیَ سنَهَ مائِتَیْنِ و أَربع، و حُمِلَ علی الأَعْنَاقِ من فُسطاطِ مصْرَ حَتَّی دُفِنَ فی مَقْبَرَهِ بَنِی زُهْرَهَ ،و تُعْرَفُ أَیْضاً بُتْربَهِ ابنِ عَبْدِ الحَکَم،و قالَ الشّاعِرُ فی مَدْحِهِ :

أَکْرِمْ بهِ رَجُلاً ما مِثْلُه رَجُلٌ

مُشَارِکٌ لرَسُولِ اللّه فی نَسَبِهْ

أَضْحَی بمِصْرَ دَفِیناً فی مُقَطَّمِها

نِعْمَ المُقَطَّمُ و المَدْفُونُ فی تُرَبِهْ

و للّه دَرُّ الأَبِی صِیرِیِّ حیثُ یقولُ :

بِقُبَّهِ قَبْرِ الشّافِعِیِّ سَفِینَهٌ

رَسَتْ من بِنَاءٍ مُحْکَمٍ فَوْقَ جُلْمُودِ

و إِذْ غاضَ طُوفَانُ العُلُومِ بقَبْرِه اسْ

تَوَی الفُلْکُ مِنْ ذاکَ الضَّرِیح عَلَی الجُودِی

و قد نَظَمَ نَسَبَه الشَّرِیف الإِمَامُ أبو القاسِمِ عَبْدُ الکَرِیم الرّافِعِیُّ ،فقَالَ :

بَعْدِهِمُ عُثْمَانُ بنُ شافِعْ

و سائِبُ بنُ عُبَیْدٍ سابعٌ

عَبْدُ یَزِیدَ ثامِنٌ و التاسِعْ

هاشِمٌ المَوْلُودُ ابنُ المُطَّلِبْ

و یُقَال: إِنَّهُ لَیَشْفَعُ عَلَیَّ ،و فی العُبَاب:لی بالعَداوَه، أَی یُعینُ عَلَیَّ و یُضارُّنِی ،و فی اللِّسَانِ :یُضادُّنِی،و هو مَجازٌ.و فِی الأَسَاسِ :فلانٌ یُعَادِینی و له شافِعٌ ،أَی مُعِینٌ یُعِینُه عَلَی عَداوَتِی (2)،کما یُعِینُ الشافِعُ المَشْفُوعَ له،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للنّابِغَهِ الذُّبْیانِیِّ یَعْتَذِرُ إلی النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ ممّا وَشَتْ به بَنُو قُرَیْعٍ :

أَتاکَ امْرُؤٌ مُسْتَبْطِنٌ لِیَ بِغْضَهً

لَهُ من عَدُوٍّ مثلُ ذلِکَ شافِعُ (3)

و قال الأَحْوَصُ :

کأَنَّ مَنْ لامَنِی لأَصْرمهَا

کانُوا عَلَیْنَا بلَوْمِهِمْ شَفَعُوا

أَی تَعَاوَنُوا،و یقال:إِنَّ حَثَّهُم إِیّای علی صَرْمِهَا، و لَوْمَهُم إِیّای فی مُوَاصَلَتِهَا،زادَها فی قَلْبی حُبًّا،فکأَنَّهُم

ص:247


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 73:« [1]ادریس بن العباس بن عثمان»و مثله فی اللباب.
2- (2) عن الأساس و بالأصل«عداوته».
3- (3) دیوان ص 50 و صدره فیه: أتاک امرؤٌ مستعلنٌ لی بُغضُه.

شَفَعُوا لَهَا،من الشَّفَاعَهِ .

و قولُه تَعَالَی : مَنْ یَشْفَعْ شَفاعَهً حَسَنَهً یَکُنْ لَهُ نَصِیبٌ مِنْها وَ مَنْ یَشْفَعْ شَفاعَهً سَیِّئَهً یَکُنْ لَهُ کِفْلٌ مِنْها (1): أَی مَنْ یَزِدْ عَمَلاً إِلی عَمَلٍ ،من الشَّفْعِ ،و هو الزِّیَادَهُ ،کما فی العُبَابِ ،و قال الرّاغِبُ :أَی مَنِ انْضَمَّ إلی غَیْرِه و عاوَنَه، و صارَ شَفْعاً له أَو شَفِیعاً فی فِعْل الخَیْرِ أَو الشَّرِّ،فعَاوَنَهَ أَو شَارَکَه (2)فی نَفْعِه و ضُرِّه،و قِیلَ : الشَّفَاعَهُ هُنَا:أَنْ یُشْرِع الإِنْسَانُ للآخِرَهِ (3)طَرِیقَ خَیْرِ أَو شَرٍّ،فیُقْتَدَی به،فصارَ کَأَنَّهُ شفَع له،و ذلِکَ کما

14- قَالَ علیه الصّلاهُ و السَّلاَم: «مَنْ سَنَّ سُنَّهً حَسَنَهً فله أَجْرُها و أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بها،و مَنْ سَنَّ سُنَّهً قَبِیحَهً فله إِثْمُها و إِثْمُ من عَمِلَ بِهَا». و قولُه تَعَالی: فَما تَنْفَعُهُمْ شَفاعَهُ اَلشّافِعِینَ (4).

و قولُه عَزَّ و جَلَّ : وَ لا تَنْفَعُها شَفاعَهٌ (5)و کذا قَوْلُه تعالَی: یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ اَلشَّفاعَهُ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلاً (6)و کَذا کَقَوْلِه تَعَالَی: لا تُغْنِ عَنِّی شَفاعَتُهُمْ شَیْئاً (7)قال ابنُ عَرَفَهَ : نَفْیٌ للشافِعِ ،أَی مالَهَا شافِعٌ فَتَنْفَعَها شَفاعَتُه ،و إِنَّمَا نَفَی اللّه تَعَالَی فی هذِه المواضِعِ الشافِعَ لا الشَّفَاعَهَ .

و الشَّفِیعُ کأَمِیرٍ : الشَّافِعُ ،و هو صاحِبُ الشَّفَاعَهِ و الجَمْعُ شُفَعَاءُ ،و هو الطّالِبُ لِغَیْرِه یَتَشَفَّعُ به إِلی المَطْلُوبِ .

و الشَّفِیعُ أَیْضاً: صاحِبُ الشُّفْعَهِ ،بالضَّمِّ ،تَکُونُ فِی الدّارِ و الأَرْضِ .

و سُئلَ أَبُو العَبّاسِ ثَعْلَبٌ عن اشْتِقَاقِ الشُّفْعَهِ فی اللُّغَهِ ، فقال:اشْتِقاقُهَا من الزِّیادَهِ و هی:أَنْ تَشْفَعَ ،هکَذَا فی العُبَابِ ،و الّذِی فی اللِّسَان:« یُشَفِّعک » فِیما تَطْلُبُ فتَضُمَّهُ إِلی ما عنْدَک،فتَشْفعَهُ (8)أَی تَزِیدَه ،أَی أَنَّهُ کانَ وَتْرَا وَاحِداً،فضَمَّ إِلیه ما زَادَه،و شَفَعَهُ به.و قال الرّاغِبُ : الشُّفْعَهُ :طَلَبُ مَبِیعٍ فی شَرِکَتِه بِما بِیعَ به،لِیَضُمَّه إِلی مِلْکِه.فهو من الشَّفْعِ .

و قال القُتَیْبیُّ -فی تَفْسِیر الشُّفْعَه -:کانَ الرَّجُلُ فی الجاهِلِیَّهِ إِذا أَرادَ بَیْعَ مَنْزِلٍ ،أَتاهُ رَجُلٌ ، فشَفَعَ إِلیهِ فیما باعَ ، فشَفَّعَه ،و جَعَلَهُ أَوْلَی بالمَبِیعِ مِمَّن بَعُدَ سَبَبُه،فسُمِّیَتْ شُفْعَهً ،و سُمِّیَ طَالِبُهَا شَفِیعاً .

و الشُّفْعَه عِنْدَ الفُقَهَاءِ:حَقُّ تَمَلُّکِ الشّخصِ عَلَی شَرِیکهِ المُتَجَدِّدِ مِلْکُه قَهْراً بِعِوَضٍ و

16- فی الحَدِیث: « الشُفْعَهُ فیما لا یُقْسَم،فإِذا وَقَعَت الحُدُودُ،و صُرِفَت الطُّرُقُ ،فلا شُفْعَهَ ».

و فی هذا دَلِیلٌ علی نَفْیِ الشُفْعَهِ لغَیْرِ الشَّرِیکِ ،و أَمَّا قولُه:

«فإِذا وَقَعَت الحُدُود...إِلی آخره»فقد یَحْتَجُّ بکلِّ لَفْظَهٍ منها قَوْمٌ ،أَما اللَّفْظَه الأُولَی:ففیها حُجَّهٌ لمن لم یَرَ الشُّفْعَه فی المَقْسُوم،و أَمّا اللَّفْظَهُ الأُخْرُی:فقد یَحْتَجُّ بها من یُثْبِتُ الشَّفْعَهَ بالطَّرِیقِ و إِنْ کانَ المَبِیعُ مَقْسُوماً،و هذِه قد نَفَاهَا الخَطّابِیُّ بما هُوَ مَذْکُورٌ فِی غَرِیبه،ثم إِنّه عَلَّقَ الحُکْمَ فیه بمَعْنَیْنِ :وُقُوع الحُدُودِ،و صَرْف الطُّرُق مَعاً،فلیسَ لهم أَنْ یُثْبِتُوه بأَحَدِهما،و هو نَفْیُ صَرْفِ الطُّرُق دُونَ نَفْی وقُوعِ الحُدُودِ.

و قَوْلُ الشَّعْبِیِّ رحِمَهُ اللّه تَعَالَی: الشُّفْعَهُ علی رُؤُوسِ الرِّجَالِ ،أَی إِذا کانَتْ الدَّارُ بَیْنَ جَمَاعَهِ مُخْتَلِفِی السِّهَامِ ، فبَاعَ وَاحِدٌ مِنْهُم نَصِیبَهُ ،فیکونُ ما بَاع لِشُرَکائِه بَیْنَهُم سَوَاءً علی رُؤُوسِهِم،لا عَلَی سِهَامِهِم ،کَذَا فی النِّهَایَهِ و العُبَابِ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الشُّفْعَهُ أَیْضاً:الجُنُونُ و جَمْعُها:

شُفَعٌ .

و الشُّفْعَهُ من الضُّحَی:رَکْعَتاه و منه

16- الحَدِیثُ : «مَنْ حافَظَ عَلَی شُفْعَهِ الضُّحَی غُفِرَت له ذُنُوبُه». و یُفْتَحُ ،فیهما، کالغُرْفَهِ و الغَرْفَهِ ،سَمّاهَا شُفْعَهً لأَنَّهَا أَکْثَرُ من وَاحِدَهٍ ،و نُقِلَ الفَتْح فی الشُّفْعَهِ بمَعْنَی الجُنُونِ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

قال:یُقالُ :فِی وَجْهِهِ شَفْعَهٌ ،وَ سَفْعَهٌ ،و شُنْعَهٌ ،و رَدَّهٌ ، و نَظْرَهٌ ،بمَعْنًی واحِدٍ،و أَمّا الفَتْحُ فی شَفْعَهِ الضُّحَی،فقالَ القُتَیْبِیُّ : الشَّفْعُ :الزَّوْجُ ،و لم أَسْمَعْ به مؤنِّثاً إلاّ هُنَا.قالَ :

و أَحْسَبُه ذَهَب بتَأْنِیثِه إلی الفَعْلَهِ الوَاحِدَهِ ،أَو إِلی الصَّلاهِ .

و المَشْفُوعُ :المَجْنُونُ و إِهْمَالُ السِّینِ لُغَهٌ فیه.

ص:248


1- (1) سوره النساء الآیه 85. [1]
2- (2) فی المفردات: [2]فعاونه و قوّاه و شارکه.
3- (3) فی المفردات: [3]للآخر.
4- (4) سوره المدثر الآیه 48. [4]
5- (5) سوره البقره الآیه 123. [5]
6- (6) سوره طه الآیه 109. [6]
7- (7) سوره یس الآیه 23. [7]
8- (8) فی التهذیب و اللسان: [8]الی ما عندک،فتزیده و تشفعه بها،أی تزیده بها.

و من المَجَازِ: ناقَهٌ شافِعٌ أَوْ شاهٌ شافِعٌ أَی فی بَطْنِها وَلَدٌ یَتْبَعُهَا آخَرُ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو قَوْلُ الفَرّاءِ،و نَحْوُ ذلِکَ قال أَبو عُبَیْدَهَ ،و أَنْشَدَ:

و شافِعٌ فی بَطْنِها لها وَلَدْ

و مَعَها من خَلْفِها لها وَلَدْ

و قال:

ما کانَ فی البَطْنِ طَلاها شافِعُ

و مَعَها لها وَلِیدٌ تابِعُ

سُمِّیَتْ شافِعاً ،لأَنَّ وَلَدَهَا شَفَعَهَا ،أَو هی شَفَعَتْه ، کَمَنَع، شَفْعاً ،فصارَا شَفْعاً ،و

14- فی الحَدِیثِ عن سِعْرِ بن دَیْسَم-رَضِیَ اللّه عَنْه-قال: «کُنْتُ فی غَنَم لی،فجاءَ رَجُلانِ عَلَی بَعِیرٍ،فقالا:إِنَّا رَسُولا رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم لِتُؤَدِّیَ صَدَقَهَ غَنَمِکَ ،فقلتُ :ما عَلَیَّ فیها؟فقالا:شاهٌ .فأَعْمِدُ إِلی شاهٍ قد عَرَفْتُ مَکَانَها مُمْتَلئهً مَحْضاً و شَحْماً، فأَخْرَجْتُها،فقالا:هذه شاهٌ شافِعٌ ،و قَدْ نَهانَا رَسُولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم أَنْ نَأْخْذَ شَافِعاً ». أَو المَصْدَرُ من ذلِکَ الشِّفْعُ ، بالکسْرِ، کالضِّرِّ من الضَّرَّهِ ،کما فی العُبَاب.

و الشافِعُ :التَّیْسُ بعَیْنِه،أَو هُو بن الضَّأْن،کالتَّیْسِ من المِعْزی،أَو هو الَّذِی إِذا أَلْقَحَ أَلْقَحَ شفْعاً لا وِتْراً ،کما فی العُبَاب.

و من المَجَازِ: نَاقَهٌ شَفُوعٌ ،کصَبُور:تَجْمَعُ بینَ مِحْلَبَیْن فی حَلْبَهٍ وَاحِدَه ،و هی القَرُون.

و شَفِیعٌ ، کأَمِیرٍ:جَدُّ عَبْد العَزیز بنِ عَبْدِ المَلِک المُقْریءِ ،مات بعد الخَمْسِمائه.

و شُفَیْعٌ ، کزُبَیْر،هو أَبُو صالِح بنُ إِسْحَاقَ المُحْتَسِبُ المُحَدِّثُ عن مُحَمَّدِ بن سَلاّم،و البُخَاریّ (1)،مات سنه مائتَیْنِ و سَبْعٍ و خَمْسین.

و الشَّفَائِعُ :أَلْوَانُ الرِّعْیِ یَنْبُتُ اثْنَیْنِ اثْنَیْنِ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و شَفَّعْتُه فیه تَشْفِیعاً حِینَ شَفَع ،کمَنَع، شَفَاعَهً ،أَی قَبِلْتُ شَفَاعَتَه ،کما فی العُبَاب.قال حاتِمٌ یُخَاطِبُ النُّعْمَانَ :

فکَکْتَ عَدِیًّا کُلَّهَا مِنْ إِسَارِهَا

فأَفْضِلْ و شَفِّعْنِی بقَیْسِ بنِ جَحْدرِ

و

16- فی حَدِیثِ الحُدُود: «إِذا بَلَغَ الحَدُّ السُّلْطَانَ ،فلَعَنَ اللَّهُ الشّافِعَ و المُشَفِّعَ ». و

16- فی حَدِیثِ أَبی مَسْعُود (2)رضِیَ اللّهُ عنه:

«القُرْآنُ شافِعٌ مُشَفَّعٌ ،و مَاحِلٌ مُصَدَّقٌ ». أَی من اتَّبَعَه،و عَمِلَ بما فِیهِ ،فهو شَافِعٌ له،مَقْبُولُ الشَّفاعَهِ من العَفْو عن فَرَطَاتِه،و مَنْ تَرَکَ العَمَل به نَمَّ علی إِساءَتِه،و صُدِّقَ علیه فیما یُرْفَعُ من مَساوِیه، فالمُشَفِّعُ :الذِی یَقْبَلُ الشَّفَاعَهَ ، و المُشَفَّعُ :الذی تُقْبَلُ شَفَاعَتُه ،و منه

16- حَدِیثُ الشَّفَاعَه :

« اشْفَعْ تُشَفَّعْ ».

و اسْتَشْفَعَهُ إِلَیْنَا ،و عِبَارهُ الصّحاح:و اسْتَشْفَعَه إلی فُلان، أَی سَأَلَهُ أَنْ یَشْفَعَ له إِلَیْه.و أَنشدَ الصاغانیُّ للأَعْشَی:

تَقولُ بِنْتِی و قد قَرَّبْتُ مُرْتَحِلاً:

یا رَبِّ جَنِّبْ أَبِی الأَوْصَابَ و الوَجَعَا

و اسْتَشْفَعَتْ من سَراهِ الحَیِّ ذا شَرَفٍ

فقد عَصاها أَبُوها و الَّذِی شَفَعَا (3)

یُریدُ:و الَّذِی أَعانَ و طَلَبَ الشَّفَاعَهَ فیها،و أَنْشَدَ أَبُو لَیْلَی:

زَعَمَتْ مَعاشِرُ أَنَّنِی مُسْتَشْفِعٌ

-لَمّا خَرَجْتُ أَزُورُه-أَقْلامَها

قالَ :زَعَمُوا أَنِّی اسْتَشْفِعُ بأَقْلامِهم فی المَمْدُوح،أَی بکُتُبِهِم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الشَّفِیعُ ،من الأَعْدَادِ:ما کانَ زَوْجاً.و الشَّفْع :ما شُفِعَ به،سُمِّیَ بالمَصْدر،و جَمْعه شِفَاعٌ ،قال أَبو کَبِیرٍ (4):

ص:249


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و البخاری هکذا فی النسخ، و لعله:و عنه البخاری ا ه ».
2- (2) فی المفردات:و قوله علیه السلام.
3- (3) هذه روایه الدیوان ص 105 للبیتین.و فی الأساس و التهذیب و اللسان باختلاف بعض الألفاظ .
4- (4) بالأصل«أبو کثیر»و البیت فی دیوان الهذلیین 103/2 فی شعر أبی کبیر.

و أَخُو الأَبَاءَهِ إِذْ رَأَی خِلاّنَه

تَلَّی شِفَاعاً حَوْلَه کالإذْخِرِ

شَبَّهَهم بالإِذْخِرِ،لأَنَّهُ لا یَکَادُ یَنْبُتُ إِلاَّ زَوْجاً زَوْجاً.

و شاهٌ شَفُوعٌ ، کشَافِعٍ ،و یُقَالُ :هذِه شاهُ الشَّافِعِ ، کقولِهِم،صَلاهُ الأُولَی،و مَسْجِدُ الجَامِعِ ،و هکَذَا،رُوِیَ فِی الحَدِیثِ الَّذِی تَقَدَّم عن سِعْرِ بن دَیْسَمٍ ،رضِیَ اللّه عنه.

و شاهٌ مُشْفِعٌ ،کمُکْرِم:تُرْضِعُ کُلَّ بَهیمَهٍ .عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و تَشَفَّع إِلَیْهِ فی فُلانٍ :طَلَبَ الشَّفَاعَه .نقَله الجَوْهرِیُّ .

و تَشفَّعَهُ أَیْضاً:مُطَاوِعُ اسْتَشْفَعَ بهِ ،کما فی المُفْردَات.

و تَشَفَّعَ :صارَ شافِعِیَّ المَذْهَبِ ،و هذِه مُوَلَّدهٌ .

و الشَّفَاعَهُ ،ذَکَرَهَا المُصَنف،و لم یُفسِّرْها،و هی:کلامُ الشَّفِیع للمَلِک فی حَاجَهٍ یَسْأَلُها لِغَیْره.

و شَفَعَ إِلیْه:فی مَعْنَی طَلَبَ إِلیه.

و قال الرّاغِبُ : الشَّفْع :ضَمُّ الشَّیْ ءِ إِلی مِثْلهِ ، و الشَّفَاعَهُ ،و الإنْضِمامُ إِلی آخَرَ ناصراً له،و سائلاً عنه، و أَکْثَرُ ما یسْتعْمَلُ فی انْضِمام مَنْ هو أَعْلَی مَرْتَبَهً إِلی مَنْ هو أَدْنَی،و منه الشَّفاعَهُ فی القِیَامَه.

و قال غیْرُه: الشَّفَاعَهُ :التَّجَاوُزُ عن الذُّنُوبِ و الجَرَائِمِ .

و قال ابنُ القَطّاعِ : الشَّفَاعَهُ :المُطَالَبَهُ بوَسِیلَهٍ أَو ذِمَامٍ .

و الشُّفُعَهُ ،بضمَّتَیْنِ :لُغَهٌ فی الشُّفْعَهِ فی الدّارِ و الأَرْضِ .

و الشَّفائِع :قوامُ النَّبْتِ ،قال قَیْسُ بنُ العَیْزارَهِ الهُذَلِیُّ .

إِذا حَضَرَتْ عنه تَمَشَّتْ مَخَاضُها

إِلی السِّرِّ یَدْعُوهَا إِلیه الشَّفائعُ (1)

السِّرُّ:موضعٌ (2).

و الشُّفْعَهُ ،بالضَّمِّ :العَیْنُ .و امْرَأَهٌ مَشْفُوعَهٌ :مُصَابَهٌ من العَیْنِ ،و لا یُوصَفُ به المُذَکَّر،کما فی اللِّسَان،و قال ابنُ القَطّاعِ : شُفِعَ الإِنْسَانُ ،کعُنِیَ :أَصَابَتْه العَیْنُ ،و قال ابنُ فارِسٍ :امْرَأَهٌ مَشْفُوعَهٌ ،و هی الَّتِی أَصَابَتْهَا شُفْعَهٌ ،و هی العَیْنُ .قالَ :قد قِیلَ ذلِکَ ،و هو شاذٌّ من هذَا التَّرْکِیبِ ،و لا نَعْلمُ کیفَ صِحَّتُه،و لعله بالسَّیْنِ غیرِ مُعْجَمه،کما فی العُبَابِ .

و الأَشْفَعُ :الطَّوِیلُ ،کما فی اللِّسَانِ .زادَ ابنُ القَطّاع:

و قد شَفِعَ شَفَعاً ،إِذا طَالَ .

و الشَّفْعُ و الشَّفَاعَهُ :الدُّعاءُ،و به فَسَّرَ المُبَرِّدُ و ثعْلبٌ قولَه تعالی: مَنْ ذَا الَّذِی یَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّ بِإِذْنِهِ (3).

شفلع

الشَّفَلَّعُ ،بالفاءِ، کالشَّعَلَّعِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان،و قال العُزَیْزِیُّ :هو مِثْلُه زِنَهً و مَعْنًی،أَو هذِه تَصْحِیفٌ ،و الصوَاب:الشَّعَلَّعُ ،بالعَیْنِ ،و قد ذُکِر فی مَوْضِعِهِ ،نَبَّه عَلَی ذلک الصّاغانِیُّ فی العُبَاب،و أَمّا فی التَّکْمِلَهِ فلم یَذْکُرْهُ .

شقع

شَقَع فی الإِنَاءِ،کَمَنَع ، یَشْقَعُ شَقْعاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیثُ ،أَی کَرَعَ فِیهِ (4)،و قیل: شَقَعَ :

شَربَ بغیْرِ إِنْاءٍ،و مِثْلُه قَبَع،و قَمَع،وَ مقَع،کُلُّ ذلِکَ من شِدَّهِ الشُّرْب.

و یُقَال: شَقَعَ فُلاناً بعَیْنِه ،إِذا عانَهُ ،مثل لَقَعَه،قالَ الأَزْهَرِیُّ :لَقَعَهُ مَعْرُوفٌ ،و شَقَعَهُ مُنْکَرٌ لا أَحُقُّه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

شقدع

الشُّقْدُعُ ،کقُنْفُذٍ:الضِّفْدَعُ الصَّغِیرُ.أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان هُنَا،وَ سَیَأْتِی فی الغیْن المُعْجَمَهِ عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

شکع

شَکِعَ الرَّجُلُ ، کَفَرِحَ ، یَشْکَعُ شَکَعاً : کَثُرَ أَنِینُه من المَرَض و الوَجَعِ یُقْلِقهُ ،نقله ابنُ فارس.

و شَکِعَ الزَّرْعُ :کَثُرَ حَبُّهُ نقَلَه ابنُ فَارس أَیْضاً.

و قیل: شَکِعَ ،إِذا غَضِبَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قِیلَ :طالَ غَضَبُه.

ص:250


1- (1) دیوان الهذلیین 80/3 بروایه: إذا صدرت عنه...الی السّر تدعوها.
2- (2) فی دیوان الهذلیین:السر:بطن الوادی و أکرم موضع فیه،و قال السکری:السّر:مشرب.
3- (3) سوره البقره الآیه 255. [1]
4- (4) فی نسخه القاموس ط الرساله بیروت لم ترد لفظه«فیه»و هی مثبته فی نسخه القاموس المصریه.

و شَکِعَ أَیْضاً: تَوَجَّعَ .

و الشَّکِعُ ، کَکَتِف:البَخِیلُ اللَّئِیمُ ،سُمِّیَ به لکَوْنِه یَتَضَجَّرُ من الضَّیْفِ ،و یَتَغَضَّبُ عادَهً .

و الشَّکِعُ : الوَجِعُ یُقَال:باتَ شَکِعاً ،أَی وَجعاً لا یَنَامُ ، کَما فی الصّحَاح،و یُقَال لکلِّ مُتأَذٍ من شَیْ ءٍ: شَکِعٌ .

و قالَ ابنُ فارِسٍ : شَکَعَ بَعِیرَهُ بزِمامِهِ ،کمَنعَ :رَفعَه و قالَ الفَرّاءُ:یُقَال: اشْکَعْ بَعیرَکَ بالزِّمامِ ،أَی ارْفَعْ به رَأْسَه.

و أَشْکَعَه :أَغْضَبَهُ ،نقله الجَوْهَرِیُّ و کذلِکَ أَحْمَشَه، و أَدْرَأَه،و أَحْفَظَه.قاله الأَحْمَرُ أَوْ أَمَلَّهُ و أَضْجَرَهُ ،کما فی الصّحاح.

و الشُّکَاعَهُ ،کثُمَامَهٍ :شَوْکَهٌ تَمْلَأُ فمَ البَعِیرِ لا وَرَقَ لها، إِنَّمَا هی شَوْکٌ و عِیدَانٌ دِقَاقٌ ،أَطْرَافُهَا أَیْضاً شَوْکٌ .قال أَبو حَنِیفَه:هکَذَا أَخْبَرَنِی بعضُ الأَعْرَابِ .

قال: و الشُّکَاعَی ،کحُبَارَی،و قد تُفْتَحُ ،علی زَعْمِ بَعْضِ الرُّواهِ ،قال،و لم أَجِدْ ذلِک مَعْرُوفاً: مِنْ دِقِّ النَّبَاتِ ، دَقِیقَهُ العِیدَانِ ،ضَعِیفَهُ الوَرَق،خَضْرَاءُ،و هی مُؤَنَّثَهٌ لا تُنَوَّنُ ،و یاؤُها یاءُ التَّأْنِیثِ .و قالَ الجَوْهَرِیُّ :نَبْتٌ یُتَدَاوَی بهِ .قالَ الأَخْفَشُ :هو بالفَارِسِیَّهِ جَرْخَهْ (1)،و أَنْشَدَ لعَمْرِو بنِ أَحْمَرَ الباهِلِیِّ :

شَرِبْتُ الشُّکاعَی و الْتَدَدْتُ أَلِدَّهً

و أَقْبَلْتُ أَفْوَاهُ العُرُوقِ المَکَاوِیَا

قال أَبُو حَنِیفَهَ : ولدِقَّتِهِ و ضَعْفِ عُودِهِ یُقَال للمَهْزُولِ :

کأَنَّهُ عُودُ الشُّکَاعَی ،و قال تَأَبَّطَ شَرًّا،و هو یَجُودُ بنفْسه:

و لقَدْ عَلِمْتُ لتَغْدُوَنَّ

عَلَیَّ شِیمٌ کالحَسائِلْ

یَاْکُلْنَ أَوْصَالاً و لَحْ

ماً کالشُّکاعَی خَیْرَ خاذِلْ

یا طَیْرُ کُلْنَ فإِنَّنِی

لکم یتیم ذو غَوائِلْ

الوَاحِدَهُ شُکَاعَاهٌ ،عن الأَخْفَشِ ،فإِذا صَحَّ ذلِکَ فأَلِفُها للإِطْلاقِ ،کأَکْثر أَسْمَاءِ النّباتاتِ . أَو لا وَاحِدَهَ لها،و إِنمَا یُقَالُ :هذِهِ شُکَاعَی وَاحِدَهٌ ، و شُکَاعَی کَثِیرَهٌ ،أَی أَنَّ الوَاحِدَ و الجَمْعَ فِیها سَوَاءٌ،و هو قَوْلُ سِیبَوَیْهِ و الفَرّاءِ.قال أَبو زَیْدٍ:هی شَجَرَهٌ صَغیرَهٌ ذَاتُ شَوْک،و تُثَنَّی و تُجْمَع، و یُقَال: هُمَا شُکَاعَیانِ ،و هُنَّ ثَلاَثُ شُکَاعَیَات ،قالَ :و هی مِثْلُ الحَلاَوَی لا یَکَادُ یُفْرَقُ بَیْنَهُمَا.

قال الأَزْهَرِیُّ :و زَهْرَتُهَا حَمْرَاءُ.و قالَ غیرُه:هو یُشْبِهُ البَاذَاوَرْدَ،و لیسَ بهِ . قلتُ :أَما الباذَاوَرْدُ فهی:الشَّوْکَهُ البَیْضَاءُ تُشْبِهُ الحَسَکَهَ إِلاّ أَنَّهَا أَشَدُّ بَیَاضاً،و أَطولُ شَوْکاً، و سَاقُه قد یَبْلُغُ ذِرَاعَیْنِ ،و حَبُّه أَشَدُّ اسْتِدارَهً من القُرْطُمِ ، نافِعٌ من الحُمَّیَاتِ البَلْغَمِیَّهِ العَتِیقهِ و ضَعْفِ المَعِدَه و اللَّهَاهِ الوَارِمَهِ عن البَلْغَمِ و وَجَعِ الأَسْنَانِ و لَسْعِ الهَوَامِّ ، و التَّشَنُّجِ ،و نَفْثِ الدَّمِ ،ثُمّ إِنّ هذِه الخَوَاصَّ المَذْکُورَهَ لَیْسَتْ فِیها؛و إِنَّمَا هی فی بَزْرِهَا،کما حَقَّقهُ ابنُ جَزْلَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الشَّاکِعُ و الشَّکُوعُ :القَلِقُ ،و الضَّجِرُ،و الکَثِیرُ الأَنِینِ ، و الشَّدِیدُ الجَزَعِ .

و الشاکِعُ :المُتَأَذِی من الشَّیْ ءِ.

و الشَّکِعُ :الطَّوِیلُ الغَضَبِ .

و رَجُلٌ شَکِعُ البِزَّهِ ،أَی ضجِرُ الهیْئَهِ و الحالهِ .

و شَکِعَ شَکَعاً :غَرِضَ .

و شَکِع شَکَعاً :مالَ .

و ما أَدْرِی أَیْنَ شَکَعَ :أَیْنَ (2)ذهَبَ ،و السِّینُ أَعْلَی.

و شَیْخُنَا المُعَمَّرُ عبدُ القادِرِ بنُ الشَّکْعَهِ ،بالفَتْح،و یُقَال:

الشَّکْعَاوِیُّ ،کَتَبَ لنا الإِجازَهَ من طَرَابُلُسَ ،حَدَّث عالِیاً عن الشَّیْخِ عَبْدِ الغَنِیِّ بنِ إِسماعِیلَ ،و غَیْرِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

شلعلع

الشَّلَعْلَع ،کسَفَرْجَلٍ :الطَّوِیلُ .هُنَا مَحَلُّ ذِکْرِه عندَ مَنْ یَقُولُ بِزِیادَهِ الّلامِ الأَخیرهِ .

شمع

الشمَعُ ،مُحَرَّکَهً ،قال الفَرّاءُ:هذا کَلامُ العَرَبِ و تَسْکِینُ المِیمِ مُوَلَّدٌ ،کذا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ ، کلاهُما عنه،و مِثْلُه للسَّیِّدِ السَّنَدِ فی شَرْح المِفْتَاحِ «مَبْحَث

ص:251


1- (1) ضبطت عن الصحاح،و [1]فی اللسان«جرحه».
2- (2) اللسان: [2]أی ذهب.

التَّشْبِیهِ »نَقْلاً عن الفَرّاءِ.قُلتُ :و مِثْلُه لابْنِ السِّکِّیتِ ،قالَ :

قُل: الشَّمَعُ لِلْمُوم،و لا تقُلْ : الشَّمْعُ ،و قد تَمالَأَ علیه کَثِیرُونَ .و قال ابنُ سِیدَه-بعدَ نقْلِه کلامَ الفرّاءِ-:و قد غَلِط ،لأَنَّ الشَّمَعَ و الشَّمْعَ لُغتانِ فصِیحَتَان.قلتُ :و قد نَقَله شُرّاحُ الفَصِیحِ هکَذا،و زادُوا:و لیس الفَتْحُ لأَجْلِ حَرْفِ الحَلْق لاسْتعْلائِه،کما قَاله ابنُ خالوَیْه.قال شَیخُنا:

حرفُ الحَلْقِ فی الّلام لا أَثَرَ له بالنَّسْبَهِ إِلی ضبطِ العَینِ ، و إِنَّمَا الخِلافُ فیه إِذا کانَ عَیْناً،کنَهَرِ و شَعَر و نحْوِهِمَا،أَما لاماً فلا أَثَرَ له اتّفاقاً: هذا الّذِی یُسْتَصْبَحُ به ،کما فی الصّحاح أَو مُومُ العَسَلِ ،کما قاله اللَّیْثُ .و قال ابنُ السِّکِّیت:المُومُ ،و لم یُقَیِّد بالعَسَل، القطْعَهُ بهاءٍ ، شَمَعَهٌ و شَمعَه ،و قال ابنُ القیّانیِّ (1): شمَعٌ -کقَدَمٍ -یُسَمَّی بالفارِسیَّه المُوم.قال الشِّهابُ فی شفاءِ الغلِیلِ :و به تَعْلَمُ أَنَّ صاحِبَ القامُوس غلِط من وَجْهَیْنِ :زَعمِه أَنَّ السُّکُونَ غَلَط ،و أَنَّ المُومَ عَرَبِیٌّ .قُلْتُ :کونُ أَنَّ سُکُونَ المَیمِ من لُغَهِ المُوَلّدِینَ ،فقد صَرَّحَ به الفرّاءُ و ابنُ السِّکِّیتِ و غیرُهما، و قد نَقلهُ الجَوْهَرِیُّ و الصاغَانِیُّ ،و سَلَّمَا للفرّاءِ،و لم یُغَلِّطْهُ إِلاّ ابنُ سِیدَه،کما تَقَدَّمَ ،فکَفَی للمَصَنِّف قُدْوَهً بهؤلاءِ، و لم یَحْتَجْ إِلی رَأْیِ ابن سِیدَه،فلا یَکُونُ ما قَالَهُ غَلَطَاً، و أَمّا کَوْنُ المُومِ عَربِیًّا،فهو مُقْتَضَی سِیاق عِبَارَهِ اللَّیْثِ و ابنِ السِّکِّیتِ ،و اسْتَعْملَتْه الفُرْسُ ،و أَکْثرُ استِعْمَالِه عِنْدَهُم،حتی ظُنَّ أَنَّه فارِسِیٌّ ،و لم یُصَرِّح بکَوْنِه فارِسِیًّا إِلا ابنُ القیّانِیِّ ، کما تَقَدَّم،و المُصَنِّفُ أَعرَفُ باللِّسَانَیْنِ ،فلا یَکُونُ قولُه غَلَطاً أَیضاً،و سَیَأْتِی فی المِیمِ -إِن شَاءَ اللّه تعالی-فتأَمَّل.

و عَبْدُ اللّه بنُ العَبّاسِ بن جَبْرِیلَ شیخٌ للدّارَقُطْنِیِّ ، و ابنُ أَخیهِ : عُثْمَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ العَبّاسِ بن جِبْرِیلَ ،و مُحَمَّدُ بنُ بَرَکَه بن أَبِی الحَسَنِ بنِ أَبِی البَرَکَاتِ ،الشّیخُ أَبُو عَبْدِ اللّه المدی الحریمی (2)البَغْدَادِیُّ ،حَدَّثَ عن ابْنِ قُمَیْره،و ابْنِ أَبی سَهْلٍ ،و ابن الخَیِّر،و مُحَمَّدِ بنِ الحُسَیْنِ ،و عنه الحافظُ الذَّهَبِیُّ فی معجم الشُّیُوخِ .قال:و کانَ خَیِّراً متعفِّفاً،وُلِدَ فی حُدُودِ سَنَهِ مائتینِ و سَبْعَهِ و عِشْرِینَ ،و حَدَّثَ ببَغْدَادَ و دِمَشْقَ ،و مات سَنَهَ مائتین و سِتَّهٍ و تسْعِین و أَحْمَدُ بنُ مَحْمُودٍ البَغْدَادِی الشَّمْعِیُّون:مُحَدِّثُون،هکذا یَنْطِقُونَ به ساکنهً ، و الصوابُ تَحْریکُه لأَنَّهُم مَنْسُوبُونَ إِلی الشَّمَعِ ،و الأَصْلُ فیه تَحْرِیکُ المِیمِ .

و فاتَهُ :محمَّدُ بنُ عَبْدِ المُطَّلَبِ الشَّمْعِیُّ عن ضِیاءِ بن الخُرَیْف،و أَبو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللّه بنُ المُبَارَک الشَّمْعِیُّ ، المَعْرُوفُ بابْنِ سُکَّرَهَ ،حَدَّثَ عن القاضی أَبی بَکْرِ بنِ الأَنْصَارِیِّ .و مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن بنِ الشَّمْعِیِّ ،عن إِبْرَاهِیمَ بنِ أَحْمَدَ البُزُورِیّ .

و شَمَعَ فُلانٌ ، کمَنَعَ ، شَمْعاً بالفَتْحِ ، و شُمُوعاً ،بالضَّمِّ ، و مَشْمَعَهً :لَعِبَ و مَزَحَ ،و فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاح:إِذا لم یَجِدَّ.و قالَ غیرُه:أَی طَرِبَ و ضَحِکَ ،و منه

14- حَدِیثُ أَبِی هُرَیْرَهَ -رَضِیَ اللّه عنه: -:«قُلْنَا:یا رَسُولَ اللّه إِذا کُنَّا عِنْدَکَ رَقَّتْ قُلوبُنا،و إِذا فارَقْناکَ شَمَعْنَا »-أَو شَمِمْنَا-النِّسَاءَ و الأَوْلادَ». أَی:لَعِبْنَا مع الأَهْلِ ،و عَاشَرْناهُنَّ .

و قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الحِمَارَ:

فلَبِثْنَ حِیناً یَعْتَلِجْنَ برَوْضَهٍ

فیَجِدُّ حِیناً فی المِرَاحِ و یَشْمَعُ (3)

قال الأَصْمَعِیُّ :یَلْعَبُ لا یُجادُّ،و

16- فی الحَدِیث: «من تَتَبَّعَ المَشْمَعَهَ یُشَمِّعُ اللّه بِهِ ». أَرادَ من کَانَ شَأْنُه العَبَثَ و الاسْتِهْزَاءَ،و الضَّحِکَ بالنّاسِ ،و التَّفَکُّهَ ،بهِم جَازَاه اللّه جَزَاءَ ذلِک و قال الجَوْهَریُّ :أَی:من عَبَثَ بالنّاسِ أَصارَهُ اللَّهُ إِلی حَالَهٍ یُعْبَثُ بهِ فیها،و قالَ المُتنَخِّلُ الهُذلِیُّ یَذْکُرُ حالَهُ مع أَضْیَافِه:

سَأَبْدَؤُهُم بمَشْمَعَهٍ و أَثْنِی

بجَهْدِی من طَعَامٍ أَو بِسَاطِ (4)

یُرِیدُ أَنَّهُ یَبْدَأُ أَضْیَافَه بالمِزَاحِ لِیَنْبَسِطُوا،ثمَّ یَأْتِیهم بعدَ ذلِکَ بالطَّعَامِ ،و فی الصّحاحِ :«و آتِی*بجُهْدِی»،قالَ ابنُ بَرِّی:و الصَّوابُ و أُثْنِی کما ذَکَرْنَا.

و قال ابنُ عَبّادٍ: شَمَعَ الشَّیْ ءُ شُمُوعاً :تَفَرَّقَ .

و الشَّمُوعُ من النِّسَاءِ، کصَبُورٍ:المَزّاحَهُ الطَیِّبَهُ الحَدِیثِ التی تُقَبِّلُک و لا تُطَاوِعُکَ علی سِوَی ذلِکَ ،و قِیل:هی

ص:252


1- (1) فی المطبوعه الکویتیه:«ابن التیانی»و فیما سیأتی.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الحرکی».
3- (3) دیوان الهذلیین 5/1 و فیه:«فی العلاج»بدلاً من«فی المراح»و قوله: فلَبِثْنَ أی الأتن.
4- (4) دیوان الهذلیین 22/2.

اللَّعُوبُ الضَّحُوکُ ،فقط .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قِیلَ :هی الآنِسَهُ بحَدِیثِها،و قد شَمَعَتْ تَشْمَعُ شَمْعاً ،و شُمُوعاً ،و قالَ الشَّمّاخُ :

و لو أَنِّی أَشاءُ کَنَنْتُ جِسْمِی

إِلی بَیْضَاءَ بَهْکَنَهٍ شَمُوعِ

و مِسْکٌ مَشْمُوعٌ :مَخْلُوطٌ بالعَنْبَرِ ،نقله الصاغَانِیّ .

و شَمْعُونُ الصَّفَا:أَخُو یُوسُفَ الصِّدِّیق صَلَوَاتُ اللّه عَلَیْهِمَا و علی أَبِیهِمَا.

و شَمْعُونُ : والِدُ مارِیَهَ القِبْطِیَّهِ أُمِّ إِبراهِیمَ بنِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم، و هی الّتِی أَهْدَاهَا له المُقَوْقِسُ ،تُوُقِّیَت فی خِلافَهِ عُمَرَ رضِی اللّه عنه.

و إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِیمَ بن عَبّادِ بن عبد الرَّحْمنِ بنِ شَمْعُونَ الدَّیْرِیّ صاحِب عبد الزَّرّاق، و أَبو القاسِمِ بَکْرَانُ بنُ الطَّیِّب بنِ شَمْعُونَ ،مُحَدِّثانِ ،الأَخِیرُ حَدَّثَ بجَرْجَرَایَا عن المُفِید (1)،و عنه محمّد بن عبد اللّه الحافی.

و اخْتُلِفَ فی شَمْعُونَ بنِ یَزِیدَ بنِ خنافَهَ ،أَبی (2)رَیْحَانَهَ الأَزْدِیِّ الصَّحَابِیِّ رضی اللّه عنه مَشْهُورٌ بکُنْیَتِه،صالِحٌ مُجَاهِدٌ،سَکَن بَیْتَ المَقْدِس،فقیل:بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ هکَذَا و قال أَبُو سَعِیدِ بنُ یُونُسَ :هو بالإِعْجَامِ ،أَی،بإِعْجَامِ الغَیْنِ ، أَصَحُّ عندی.

و شَمْعانُ ،کحَمْدانَ : مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ ،هکَذا سَمّاه شُعَیْبٌ الجُبَّائیُّ فیما رَوَاه أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ ،عن إِبْرَاهِیمَ بنِ خالِدٍ،عن ریاح،حَدّث عن وَهْبِ بن سُلَیْمَانَ عنه.و أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ فی السِّین المُهْمَلَهِ ،و سَیَأْتِی فی اللاّمِ أَنَّ اسمَ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَون حِزْقِیلُ ،فتَأَمَّلْ .

و أَشْمَعَ السِّراجُ :سَطَعَ نُورُهُ ،نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرّاجزِ،و هو رُؤْبَهُ :

کَأَنَّهُ کَوْکَبُ غَیْمٍ أَطْلَعَا

أَو لَمْعُ بَرْقٍ أَو سِرَاجٍ أَشْمَعَا

و التَّشْمِیعُ :الإِلْعَابُ ،و قد شَمَّعَهُ تَشْمِیعاً :أَلْعَبَه. و شَمَّعَ الثَّوْبَ :غَمَسَه فی الشَّمَعِ المُذَابِ ،فهو مُشَمَّعٌ .

و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی المُزَاحِ و طِیبِ الحَدِیثِ و المُفَاکَهَهُ ، و قد شَذّ عنه الشَّمَعُ الذِی یُسْتَصْبَحُ به *و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الشِّمَاعُ و الشِّمَاعَهُ ،بکَسْرِهِمَا:الطَرَبُ و الضَّحِک و المُزاحُ ،قال الشّاعِرُ:

بَکَیْنَ و أَبْکَیْنَنا ساعَهً

و غابَ الشِّمَاعُ فما نَشْمَعُ

أَی فما نَفْرحُ بلَهْوٍ و لا حَدِیثٍ .

وَ رَجُلٌ شَمُوعٌ :لَعُوبٌ ضَحُوکٌ .و الفِعْلُ کالفِعْل، و المَصْدَرُ کالمَصْدَرِ.

و کشَدّادٍ:من یَعْمَلُ الشَّمَعَ .

و أَبو العَبّاسِ أَحْمَدُ بنُ إِبراهِیمَ الشَّمّاعُ الحَلَبِیُّ ،عُرِفَ بابنِ الطَّوِیلِ ،حَدَّثَ عن المُسْنَدِ أَبِی الخَیْرِ محمَّدِ بنِ الحافِظِ نَجْمِ الدِّینِ بنِ تَقیِّ الدِّینِ بنِ فَهْدٍ الهَاشِمِیِّ ،و عنه شیخُ مَشَایِخِ شُیُوخِنَا البُرْهَانُ إِبْرَاهِیمُ العِمَادِیّ ،وَلدُه، و المُحَدِّثُ زَیْنُ الدِّینِ عُمَرُ بنُ أَحْمَد،آخِرُ من حَدَّث عن السّیوطِیِّ .

شنع

الشَّنَاعَهُ :الفَظَاعَهُ ،و قد شَنُعَ ،کَکَرُمَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و أَنْشَدَ الأَخِیرُ للقُطامِیِّ :

و نَحْن رَعِیَّهٌ و هُمُ رُعَاهٌ

و لَوْ لا رَعْیُهم شَنُعَ الشَّنَارُ

فهو شَنِیعٌ ،و شَنِعٌ ،و أَشْنَعُ ،و هو کقَوْلِهِم:اللّه أَکْبَرُ، أَی:کَبِیرٌ،علی أَحَدِ التَّأْوِیلَیْنِ .قَال أَبو ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیُّ :

یَتَنَاهَبانِ المَجْدَ کُلٌّ وَاثِقٌ (3)

ببَلائِه و الیَوْمُ یَوْمٌ أَشْنَعُ

أَی: کَرِیهٌ ،و قیل:قَبِیحٌ ،و کذلِکَ یَوْمٌ شَنِیعٌ ،و مثلُه قولُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَیْرهَ ،رضِیَ اللّه عنه:

ص:253


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الفید».
2- (2) عن أسد الغابه و بالأصل«بن»تحریف.
3- (3) دیوان الهذلیین 19/1 بروایه:«متحامیین المجد»و روایه الأصل أجود.

و لقدْ غُبِطْتُ بِمَا أُلاقِی حِقْبَهً

و لَقَد یَمُرُّ عَلَیَّ یَوْمٌ أَشْنَعُ

و الاسْمُ الشُّنْعَهُ ،بالضَّمِّ نَقلَه الجَوْهَرِیُّ .

و أَشْنَعُ بنُ عَمْرِو بنِ طَرِیفٍ :أَبوُ حَیٍّ من العَرَب،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و غَبْرَهٌ ،هکَذَا بالمُوحَّدهِ فی سائِرِ النُّسَخِ (1)،و الصَّوابُ بالیاءِ التَّحْتِیَّهِ :غَیْرَهٌ شَنْعَاءُ ،أَی قَبِیحَهٌ مُفْرِطَهٌ ،قال أَبُو النَّجْمِ :

باعَدَ أُمَّ العَمْرِ من أَسِیرِها

حُرَّاسُ أَبْوَابٍ علی قُصُورِها

و غَیْرَهٌ شَنْعَاءُ من غَیُورِها

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: شَنَعَ الخِرْقَهَ و نَحْوَها، کَمَنَعَ :شَعَّثَها حَتَّی تُنْفَشَ (2).

و قَالَ غَیْرُه: شَنَعَ فُلاناً ،أَی اسْتَقْبَحَه،و قِیلَ : شَتَمَه ، هکَذَا فی النُّسَخِ ،و فی بَعْضِ الأُصُولِ :سَئِمَه،من السّآمَهِ ،و مِثْلُه فی الصّحاح:و یَدُلُّ للأُولَی قولُ ابن الأعْرَابیِّ : شَنَعَهُ شَنْعاً :سَبَّه،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :لکُثِّیرٍ:

و أَسماءُ لا مَشْنُوعَهٌ بمَلاَلهٍ

لَدَیْنَا،و لاَ مَقْلِیَّهٌ إِن تَقَلَّتِ (3)

و شَنَعَه شَنْعاً : فَضَحَه ،و یُقَال: شَنَعَنا فلانٌ ،أَی فَضَحَنا.

و الشُّنُوعُ ،بالضَّمِّ :القُبْحُ ،قالَ الطِّرِمّاح یَصِفُ النَّحْلَ :

مُخَصَّرَهُ (4)الأَوْسَاطِ عَارِیَهُ الشَّوَی

و بِالهَام مِنْهَا نَظْرَهٌ و شُنُوعُ

یُقَالُ :فی فُلانٍ نَظْرَهٌ ،و رَدَّهٌ ،و شُنُوعٌ ،أَی قُبْحٌ ،و أَنْشَدَهُ شَمِرٌ،و قال:أَی قُبْحٌ یُتَعَجَّبُ منه. و قالَ اللَّیْث:یُقَالُ : رَأَی أَمْراً شنِعَ به (5)،کعَلِمَ شُنْعاً بالضَّمِّ ،أَی اسْتَشْنَعَه ،أَی رآه شَنِیعاً ،قال مَرْوَانُ بنُ الحَکَم:

فَوِّضْ إِلی اللّه الأُمُورَ،فإِنه

سَیَکْفِیکَ لا یَشْنَعْ برَأْیِک شَانِعُ

و المَشْنُوعُ :المَشْهُورُ ،کما فی العُبَاب و اللِّسان.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ (6): الشَّنَعْنَع ،کسَفَرْجَلٍ :المُضْطَرِبُ الخَلْقِ ،و هو مِنَ الشُّنُوعِ ،و یُقَالُ :هو الطَّوِیلُ .

قَال: و أَشْنَعَتِ النّاقَهُ :أَسْرَعَت فی سَیْرِهَا و جَدَّتْ .

و التَّشْنِیعُ :تَکْثِیرُ الشَّنَاعَه ،یُقال: شَنَّعَ علیه الأَمرَ تَشْنِیعاً ،أَی قبَّحَه.

و التَّشْنِیعُ : التَّشْمِیرُ ،یُقَال: شَنَّعَ الرَّجُلُ ،إِذا شَمَّرَ و أَسْرَع،و کذلِک النّاقهُ .

و التَّشْنِیعُ : الانْکِمَاشُ و الجِدُّ فی السَّیْرِ، کالتَّشَنُّعِ ، الأَخِیرَهُ عن الجَوْهَرِیِّ ،یُقَالُ : شَنَّعَت النّاقَهُ ،و أَشْنَعَت ، و تَشَنَّعَتْ :شَمَّرَت فی سَیْرِها و انْکَمَشَتْ و جَدَّت،فهی إِبِلٌ مشَنِّعَهٌ ،حکاه أَبُو عُبَیْدٍ عن الأَصْمَعِیِّ ،و أَنْشَد:

کَأَنَّهُ حِینَ بَدَا تَشَنُّعُهْ

و سالَ بَعْدَ الهَمَعَانِ أَخْدَعُهْ

جَأْبٌ بأَعْلَی قُنَّتَیْنِ مَرْتَعُهْ

و تَشَنَّع :تَهَیَّأَ لِلْقِتَالِ ،و هو من الجِدِّ و الانْکِماشِ فی الأَمْرِ،قاله ابن الأَعرابیِّ ،و قال أَبُو عَمْرٍو: تَشَنَّعَ للشَّرِّ:تَهَیَّأَ لَه.

و تَشَنَّعَ الفَرَسَ :رِکْبَهُ وَ عَلاهُ نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و کذلِک الرّاحِلَهَ و القِرْنَ .

و تَشَنَّعَ السِّلاحَ :لَبِسَه نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و تَشَنَّعَ الغارَهَ :بَثَّهَا ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو قولُ أَبِی عَمْرٍو،و فی نُسْخَهٍ :شَنَّها.

و تَشَنَّعَ الثَّوْبُ ،إِذا تَفَزَّرَ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

ص:254


1- (1) فی القاموس المطبوع:غیره،بالیاء.
2- (2) فی الجمهره 63/3« [1]تنتفش»و فی التکمله عن ابن درید:إذا شققتها حتی تتنفّس.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:إن تقلت،روایه اللسان باعتلالها، و أما إن نقلت،فهو عجز بیت فی عزه صاحبته لا فی أسماء،کذا فی هامش الأصل ا ه ».
4- (4) عن الدیوان و بالأصل«مخضره».
5- (5) نص اللسان:و [2]شنع بالأمر شُنعاً و استشنعه رآه شنیعاً»و الأصل کالتهذیب.
6- (6) الجمهره 470/3. [3]

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الشَّنَعُ ،محرَّکَهً ،و الشَّنَاعُ ،کسَحَاب:من مَصَادِر شَنُعَ ، ککَرُمَ ،و من الأَخِیرِ قولُ عاتِکَهَ بنتِ عَبْدِ المُطَّلِبِ :

سائِلْ بِنَا فی قَوْمِنا

ولْیَکْفِ من شَرٍّ سَمَاعُهْ

قَیْساً و ما جَمَعُوا لَنَا

فی مَجْمَعٍ بَاقٍ شَنَاعُهْ

و هو کَقَوْلهم:سَقُمَ سَقَاماً،و یجوزُ (1)أَن یُراد به الشَّنَاعَه ، فحذَفَت التّاءَ مُضْطرّهً .

و امرأَهٌ مُشَنَّعَهٌ ،أَی قَبیحهٌ .

و مَنْظَرٌ شَنِیعٌ ،و مُتَشَنِّعٌ .

و اسْتَشْنَعَه :عَدَّهُ شَنِیعاً .قال اللَّیْثُ :یقَال:قد اسْتَشْنَعَ بفُلانٍ جَهْلُهُ ،أَی خَفَّ .

و تَشنَّع القَوْمُ :قَبُحَ أَمْرُهم باخْتِلافِهم،و اضْطِرابِ رَأْیِهم قال جَریرٌ:

یَکْفِی الأَدِلَّهَ بعدَ سُوءِ ظُنُونِهِمْ

مَرُّ المَطِیِّ إِذا الحُداهُ تَشَنَّعُوا

و تَشَنَّعَ الرَّجُلُ :هَمَّ بأَمْرٍ شَنِیعٍ ،قال الفرَزْدَقُ :

لَعَمْرِی لقد قالَت أُمَامَهُ إِذْ رَأَتْ

جَرِیراً بذَاتِ الرَّقْمَتَیْنِ تَشَنَّعَا

و قِصَّهٌ شَنْعَاءُ .

و رَجُلٌ أَشْنَعُ الخَلْقِ :مُضْطَرِبُه.

و الشُّنْعَهُ ،بالضَّمِّ :الجُنُونُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و اسْمٌ شَنِیعٌ ،و قَوْمٌ شُنُعُ الأَسَامِی،کما فی الأَسَاسِ .

شوع

الشُّوعُ ،بالضّمِّ :شَجَرُ البَانِ ،الوَاحِدَهُ شُوعَهٌ ، کما فی الصّحاح،و جَمْعُه: شِیَاعٌ ، أَو ثَمَرُهُ ،و قال أَعْرَابِیٌّ من رَبِیعَهَ : الشُّوعُ طِوَالٌ ،و قُضْبَانُه طِوَالٌ سَمْجَهٌ ،و یُسَمَّیأَیْضاً ثَمَرُهُ الشُّوعَ ،و الثَّمَرَهُ قد تُسَمَّی باسمِ الشَّجَرَهِ ، و الشَّجَرَهُ قد تُسَمَّی باسمِ الثَّمَرَهِ ،و هو یَرِیعُ و یَکْثَرُ علی الجَدْبِ و قِلَّه الأَمْطَارِ،و النّاسُ یُسْلِفُونَ فی ثَمَرِه الأَموالَ .

و قال أَبو حَنِیفَهَ :أَخْبَرَنِی رَجُلٌ من الأَعْرَابِ أَنَّ رَجُلاً أَتَی أَعْرَابِیًّا یَقْتَضِیهِ شُوعاً کانَ أَسْلَفَه،فقالَ له الأَعْرَابِیُّ :إِنْ لَمْ یَأْتِ اللّه من عِنْده برَحْمَهٍ فما أَسْرَعَ ما أَقْتَضِیک!أَی إِنْ لم یأْتِ بِمَطَرٍ،و أَهْلُ الشُّوعِ یَسْتَعْمِلُون دُهْنَه کما یَسْتَعْمِلُ (2)أَهْلُ السِّمْسِمِ دُهْنَ السِّمْسِم؛و هو جَبَلِیٌّ . و (3)قِیلَ : یَنْبُتُ فی السَّهْلِ و الجَبَل و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشَّاعِرِ یَصِفُ جَبَلاً:

بأَکْنَافِه الشُّوعُ و الغِرْیَفُ (4)

و نَسَبَه بَعْضُهم لقَیْسِ بنِ الخَطِیمِ ،و قال ابنُ بَرِّیّ و الصّاغَانِیُّ هو:لأُحَیْحَهَ بنِ الجُلاَحِ یَصِفُ عَطَنَهُ ،و أَنَّ له بَسَاتِینَ و أَرْضِینَ ،یَزْرَعُهَا و یَسْقِیها بالسَّوَانِی،فلا یَعْبأُ بتَأَخُّرِ المَطَرِ و انْقِطَاعِه:

إِذا جُمَادَی مَنَعَتْ قَطْرَهَا

زانَ جَنَابِی (5)عَطَنٌ مُعْصِفُ

مُعْرَوْرِفٌ أَسْبَلَ جَبارُه

أَسودُ کالغَابَهِ مُغْدَوْدِفُ

یَزْخَرُ فی أَقْطَارِه مُغْدِقٌ

بحافَتَیْهِ الشُّوعُ و الغِرْیَفُ

و شَوُعَ رَأْسُه کَکَرُم ، یَشُوع ، شَوْعاً ،بالفَتْحِ ،إِذا اشْعانَّ ،قاله أَبُو عَمْرٍو ،هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ أَبو عُمَرِ (6)،أَی:المُطَرِّز،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

قال الأَزْهَرِیُّ :هکَذَا رَواه عنه، و القِیَاسُ شَوِعَ رَأْسُه کفَرِحَ یَشْوَعُ شَوَعاً و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ: الشَّوَعُ ،محرَّکهً :

ص:255


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یجوز أن یراد..الخ عباره اللسان:و [1]قد یجوز أن ترید شناعته فحذف الهاء للضروره کما تأول بعضهم قول أبی ذؤیب: ألا لیت شعری أهل تنظر خالد عیادی علی الهجران أم هو یائسُ من أنه أراد عیادتی،فحذف التاء مضطراً اه ».
2- (2) بالأصل«یستعملون»و عباره النبات لأبی حنیفه برقم 798 یقتصرونه (أی ثمر البان)کما یقتصر السمسم و یستعملون دهنه.
3- (3) فی القاموس:أو.
4- (4) البیت فی اللسان و نسبه لأحجیه بین الجلاح و تمامه: معروف أسبل جباره بحافیته الشوع و الغریف و نسبه فی التهذیب لقیس بن الخطیم.
5- (5) عن اللسان«عصف»و بالأصل«ان جنانی»و یروی مغضف بالضاد المعجمه،و قال بعده:و نسب الجوهری هذا البیت لأبی قیس بن الأسلت الأنصاری.
6- (6) کذا فی التهذیب أیضاً،و الذی فی اللسان: [2]أبو عمرو.

انتِشَارُ شَعَرِ الرَّأْسِ و تَفَرُّقُه و صَلابَتُه،حَتَّی کأَنَّهُ شَوْکٌ ،قال الشّاعِرُ:

و لا شَوَعٌ بخَدَّیْهَا

و لا مُشْعَنَّهٌ قَهْدَا

و هو أَشْوَعُ ،و هی شَوْعَاءُ ،و به سُمِّیَ الرجُلُ أَشْوَع ، ج:

شُوعٌ ،بالضَّمِّ .

و قالَ ابنُ عَبّاد: الشَّوَعُ : بَیَاضُ أَحَدِ خَدَّیِ الفرَسِ و هو أَشْوَعُ ،و هی شَوْعَاءُ .

و قاضِی الکُوفَهِ سَعِیدُ بنُ عَمْرِو بنِ أَشْوَعَ الهَمْدَانِیُّ ، کأَحْمَدَ،من الثِّقَاتِ الأَثْبَاتِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ قلتُ :و قد رَوَی عن بِشْرِ بن غالِب،و رَبِیعَهَ بنِ أَبْیَضَ ،و الشَّعْبِیِّ ،و عنه الحارِثُ بن حَصِیرَهَ ،و الحَجَّاجُ بنُ أَرْطَاهَ ،و سَلَمَهُ بنُ کُهَیْل، کذا فی حَوَاشِی الکَمَالِ .

و المِشْوَاعُ ،کمِحْرَابٍ : مِحْرَاثُ التَّنُّورِ ،عن ابنِ عَبّادٍ، قال: کَأَنَّهُ من شَیَّعَ النَّارَ،و أَصلُه مِشْیَاعٌ ،و لکِنَّه کصِبْیَانٍ و صِبْوَانٍ ،کما فی العُبَابِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ للرَّجُلِ : شُعْ شُعْ ،بضَمِّهِمَا، و هُو أَمْرٌ بالتَّقَشُّف و تَطْوِیل الشَّعَرِ ،و منه قِیلَ :فُلانٌ ابنُ أَشْوَعَ .

و قالَ الجَوْهَرِیُّ :یُقَالُ : هذا شَوْعُ هذا،و شَیْعُ هذا لِلَّذِی وُلِدَ بَعْدَه و لمْ یُولَدْ بَیْنَهُمَا ،هکَذا نصُّ الصّحاحِ و العُبَاب و اللِّسَانِ ،و لیْسَ فی کُلٍّ مِنْهَا شَیْ ءٌ ،و إِنَّمَا زادَه المُصَنِّفُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

شَوَّعَ القَوْمَ تَشْوِیعاً :جَمَعَهم،و به فُسِّرَ قولُ الأَعْشَی:

نُشَوِّعُ عُوناً و نَجْتَابُهَا (1)

و یُقَال منه: شِیعَهُ الرَّجُلِ ،و الأَکْثَرُ أَنْ یَکُونَ عَیْنُ الشِّیعَه یاءً؛لِقَوْلِهِم:أَشْیَاعٌ ،اللّهُمَّ إِلاّ أَنْ یَکُونَ من باب أَعْیَادٍ، أَو یَکُون شَوَّعَ علی المُعَاقَبَه.و شاعَهُ الرَّجُل:امْرَأَتُه،و إِنْ حَمَلْتَها عَلَی مَعْنَی المُشَایَعه و اللزُومِ فأَلِفُهَا یاءٌ.

و مَضَی شَوْعٌ من اللَّیْل،و شُوَاعٌ ،حُکِیَ عن ثَعْلَبٍ ،قال ابنُ سِیده:و لَسْتُ منه علی ثِقَه.قلتُ :و الصَّوابُ أَنَّهُ بالسِّینِ المُهْمَلَهِ ،و قد تَقَدَّم.

و المِشْوَاعُ ،کمِحْرَابٍ :شُسْتَقَهٌ تحت خِمَار المَرْأَه،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن ابن عَبّادٍ.

و قال ابنُ القَطّاعِ :أَشاعَ ببَوْلهِ :قَطَرَهُ قلِیلاً قَلیلاً.

و أَشْوَعَ الرَّجُلُ أَخاهُ :وُلِدَ بَعْدَه.

شیع

شاعَ الخَبَرُ فی النّاسِ یَشِیعُ شَیْعاً ،بالفَتْحِ ، و شُیُوعاً ،بالضَّمِّ ، وَ مَشاعاً ،بالفَتْح، و شَیْعُوعَهً ،کدَیْمُومَهٍ ، و شَیَعاناً ،مُحَرَّکَهً . اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ منها علی الرّابعِ ،فهو شائِعٌ : ذاعَ و فَشَا و ظَهَرَ و انْتَشَرَ،و قَوْلُهم:هذا خَبَرٌ شائعٌ ، و قد شاعَ فی النّاسِ ،مَعْنَاهُ :قد اتَّصَلَ بکُلِّ أَحَدٍ،اسْتَوَی عِلْمُ الناسِ بهِ ،و لم یَکُنْ عِلْمُه عندَ بَعْضِهم دُونَ بَعْضٍ .

و سَهْمٌ شائِعٌ و شاعٍ ،و مُشَاعٌ :غیرُ مَقْسُوم ،الثّانی مَقْلُوبٌ کما یُقَالُ :سائِرُ الشَّیْ ءِ،و سارُهُ ،قاله الجَوْهَرِیُّ ، قال ابنُ بَرِّیّ :و شاهِدُهُ قولُ رَبیعَهَ بنِ مَقْرُوم:

لَهُ وَهَجٌ من التَّقْرِیبِ شَاعُ

أَی: شائِعٌ ،و مثلُه:

خَفَضُوا أَسِنَّتَهم فکُلٌّ ناعَ (2)

أَی:نائِعٌ .

و یقالُ :ما فِی هذِه الدّارِ سَهْمٌ شائعٌ ،أَی:مُشْتَهِرٌ و مُنْتَشِرٌ،و نَصِیبُ فُلانٍ فی جَمِیعِ هذه الدّارِ شائِعٌ و مُشاعٌ ، أَیْ لیسَ بمَقْسُومٍ و لا مَعْزُولٍ .

و یُقَالُ : هذَا شَیْعُ هذَا أَی شَوْعُه،أَو مِثْلُه الأَخِیرُ قولُ أَبِی عُبَیْدٍ.

و الشَّیْعُ :المِقْدَارُ یُقَال:أَقامَ فُلانٌ شَهْراً أَو شَیْعَه .نَقلَه الجَوْهَرِیُّ ،أَی مِقْدَارَه،أَو قَرِیباً منه.

ص:256


1- (1) کذا بالأصل،و روایته فی دیوانه ص 160. تراها کأحقب ذی جدتی ن یجمع عوناً و یجتالها فعلی هذه الروایه فلا شاهد فیه.
2- (2) البیت فی اللسان« [1]نوع»و نسبه للأجدع بن مالک و تمامه فیه: خیلان من قومی و من أعدائهم خفضوا أسنتهم و کلٌّ ناعی.

و الشَّیْعُ : وَلَدُ الأَسَدِ ،کما فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ ، و زادَ صاحِبُ اللِّسَانِ :إِذا أَدْرَک أَنْ یَفْرِسَ ،و فی بعْضِهَا:

الأَسَدُ،و الأَوّلُ قولُ اللَّیْثِ و ابنِ دُرَیْدٍ.

و آتِیکَ غَداً أَو شَیْعَهُ ،أَی بَعْدَه کما فی الصّحاحِ ،و زادَ فی اللِّسَانِ :و قِیلَ :الیَوْمَ الَّذِی یَتْبَعُه،قال عُمَرُ بْنُ أَبِی رَبِیعَهَ :

قال الخَلِیطُ غَداً تَصَدُّعُنا

أَوْ شَیْعَه ،أَفَلا تُشَیِّعُنا

و فی الصّحاحِ :«أَفَلا تُوَدِّعُنا».

و شَیْعُ اللَّهِ :اسمٌ ،کتَیْمِ اللَّهِ و هو شَیْعُ اللَّهِ بن أَسَدِ بنِ وَبْرَهَ ،نَقَلَه الحافِظ .

و شَیْعَانُ :ع،بالیَمَنِ من مِخْلاف سِنْحَانَ (1).

و شِیعَهُ الرَّجُلِ ،بالکَسْرِ:أَتْبَاعُهُ و أَنْصَارُهُ ،و کُلُّ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا علی أَمْرٍ فَهُمْ شِیعَهٌ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :مَعْنَی الشِّیعَهِ :الَّذِینَ یَتْبَعُ بَعْضُهُم بَعْضاً و لیس کُلُّهُم مُتَّفِقِینَ .و

16- فی الحَدِیثِ : «القَدَرِیَّهُ شِیعَهُ الدَّجَّالِ ». أَی أَوْلِیَاؤُه. و أَصْلُ الشِّیعَهِ : الفِرْقَهُ من النّاسِ علی حِدَهٍ و کُلُّ مَنْ عاوَنَ إِنْساناً، و تَحَزَّبَ لَهُ ،فهو له شِیعَهٌ ،قالَ الکُمَیْتُ :

و ما لِیَ إِلاّ آلَ أَحْمَدَ شِیعَهٌ

و مَالِیَ إِلاَّ مَشْعَبَ الحَقِّ مَشْعَبُ

و یَقعُ علی الواحِدِ،و الاثْنینِ ،و الجَمْعِ ،و المُذَکَّرِ، و المُؤَنَّثِ بلَفْظٍ وَاحِدٍ،و مَعْنًی وَاحِدٍ، و قد غلَبَ هذَا الاسمُ عَلَی کُلِّ مَنْ یَتَوَلَّی عَلِیًّا و أَهْلَ بَیْتِه ،رضِیَ اللّه عَنْهُم أَجْمَعِینَ ، حَتَّی صارَ اسْماً لَهُمْ خاصًّا فإِذا قِیلَ :فلانٌ من الشِّیعَهِ عُرِفَ أَنَّه منهم،و فی مَذْهَب الشِّیعَهِ کذا،أَی عندَهُم،أَصْلُ ذلِکَ من المُشَایَعَهِ ،و هی المُطَاوَعَهُ و المُتَابَعَه.و قِیلَ :عَینُ الشِّیعَهِ وَاوٌ،من شَوَّع قَوْمَهُ ،إِذا جَمَعَهُم،و قد تَقَدَّمَت الإِشَارَهُ إِلیه قریباً،و قال الأَزْهَرِیُّ :

الشیعَه :قومٌ یَهْوَوْن هَوَی عِتْرَهِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،و یُوَالُونَهُم.قال الحافِظُ :و هم أُمَّهٌ لا یُحْصَوْنَ ،مُبْتَدِعَهٌ ،و غُلاتُهم الإِمامِیَّهُ المُنْتَظرِیَّهُ ،یَسُبُّونَ الشّیْخَینِ ،و غُلاهُ غُلاتِهِم ضُلاّل یُکَفِّرُونَ الشَّیْخَیْنِ .و مِنهم مَنْ یرتقِی إِلی الزَّنْدَقَهِ ،أَعاذَنا اللّه منها. ج: أَشْیاعٌ ،و شِیَعٌ ،کعِنَبٍ قالَ اللّه تَعَالَی: کَما فُعِلَ بِأَشْیاعِهِمْ (2)و قولُه تَعالَی: وَ لَقَدْ أَهْلَکْنا أَشْیاعَکُمْ (3)قِیلَ ؛المُرَادُ بالأَشْیَاع أَمْثَالُهم من الأُمَمِ الماضِیَهِ ،و من کان مَذْهَبُه مَذْهَبَهُم،قال ذُو الرُّمَّهِ :

أَسْتَحْدَثَ الرَّکْبُ عن أَشْیَاعِهِم خَبَراً

أَمْ رَاجَعَ القَلْبَ من أَطْرَابِه طَرَبُ

و قالَ تَعالَی: إِنَّ الَّذِینَ فَرَّقُوا دِینَهُمْ وَ کانُوا شِیَعاً (4)أَی فِرَقاً مَخْتَلِفِینَ ،کلُّ فِرْقَهٍ تُکَفِّرُ الفِرْقَهَ المُخَالِفَهَ لها،یَعْنِی به الیَهُودَ و النَّصَارَی.

و شِعْتُ بالشَّیْ ءِ،کبِعْتُ :أَذَعْتُهُ و أَظْهَرْتُه ،هکَذَا فی النُّسَخِ :بالشَّیْ ءِ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و الأَوْلَی بالسِّرِّ،کما فِی اللِّسَانِ ، کأَشَعْتُه،و أَشَعْتُ بِهِ ،قال الطِّرِمّاحُ :

جَرَی صَبَباً أَدَّی الأَمانَهَ بَعْدَ ما

أَشاعَ بلَوْماهُ عَلَیَّ مُشِیعُ

و شِعْتُ الإِناءَ شَیْعاً : مَلأْتُه،فهو مَشِیعٌ ،کمَبِیعٍ ،و منه:

هُوَ ضَبٌّ مَشِیعٌ ،لِلْحَقُودِ،کما سَیَأْتِی.

و من المَجَازِ فی الدُّعَاءِ:حَیّاکُمُ اللّه،و شَاعَکُمُ السَّلامُ ، کمالَ عَلَیْکُم السَّلامُ ،هکَذا فی النُّسَخِ ،و فیه سَقْطٌ ، و الصَّوابُ :«کما یُقَالُ :عَلَیْکُم السَّلام»قال الشّاعِرُ:

أَلا یا نَخْلَهً مِنْ ذاتِ عِرْقٍ

بَرُودَ الظِّلِّ شاعَکُمُ السَّلامُ (5)

و هذا إِنَّمَا یَقُولُه الرَّجُلُ لأَصْحَابِهِ إِذا أَرَاد أَنْ یُفارِقَهُم، کما قال قَیْسُ بنُ زُهَیْرٍ لَما اصْطَلح القوْمُ :یا بَنِی عَبْسٍ ، شاعَکُم السَّلامُ ،فلا نَظرْتُ فی وَجْهِ ذُبْیانِیَّهٍ قتَلْتُ أَباها أَو أَخاها،و سارَ إِلی ناحِیَهِ عُمَانَ ،و هُناک عَقِبُه و وَلَدُه،کما فی الصِّحاحِ و العُبَابِ . أَو شاعَکُم السَّلامُ : تَبِعَکُم ،نَقلَه الصّاغَانِیُّ ، أَو شاعَکُم : لا فَارَقَکُم ،و هو قَرِیبٌ من قَوْلِ ثَعْلَبٍ :أَی صَحِبَکُمْ و شَیَّعَکُم .و منه قَوْلُهُم: شاعَکَ الخیْرُ، أَی لا فارَقکَ ،قال لَبِیدٌ-رَضِی اللّه عنه-:

ص:257


1- (1) عن معجم البلدان و بالأصل«منحان».
2- (2) سوره سبأ الآیه 54. [1]
3- (3) سوره القمر الآیه 51. [2]
4- (4) سوره الأنعام الآیه 159. [3]
5- (5) البیت للأحوص کما فی الخزانه و مجالس ثعلب.

فَشَاعَهُمُ حَمْدٌ و زَانتْ قُبُورَهُمْ

أَسِرَّهُ رَیْحَانٍ بقَاعٍ مُنَوِّرِ

أَو شاعَکُم : مَلأَکُمُ السَّلامُ یَشَاعُکُم شیْعاً ،و هذَا نَقَلَه یُونُسُ . و یُقَال: شاعَکُمُ اللّه بالسلامِ ،کما فِی الأَسَاسِ .

و المَعْنَی وَاحِدٌ،و یُقَال: أَشاعَکُمُ السّلامُ و أَشاعَکُمْ به:

أَتْبَعَکُم،أَی عَمَّکُم و جَعَلَه صاحِباً لَکُم و تَابِعاً. و قال ثَعْلَبٌ :مَعْنَی أَشاعَکُم السلامَ :أَصْحَبَکُم إِیّاهُ ،و لیس ذلِک بقَوِیٍّ .

و الشّاعُ :بَوْلُ الجَمَلِ الهائجِ فهو یُقَطِّعُه إِذا هاجَ ،نَقَلَه الأَصْمَعِیُّ ،و أَنْشدَ:

و لَقَدْ رَمَی بالشّاعِ عنْدَ مُناخِهِ

و رَغَا و هَدَّرَ أَیَّمَا تَهْدِیرِ

أَو المُنْتَشِرُ من بَوْلِ الناقَهِ إِذا ضَرَبَهَا الفَحْلُ شَاعٌ أَیْضاً، نَقَله الأَصْمَعِیُّ کذلِک،و أَنْشَدَ:

یُقطِّعْنَ لِلْإِبْساسِ شَاعاً کأَنَّه

جَدَایَا علی الأَنْسَاءِ منها بَصَائرُ (1)

و قد أَشاعَتْ به إِشاعَهً ،إِذا رَمَتْه رَمْیاً،و أَرْسَلَتْه مُتفَرِّقاً و قطَّعَتْهُ ،مثلُ أَوْزغتْ ببَوْلِها،و أَزْغَلَتْ ،و لا یَکُون ذلِکَ إلاّ إِذَا ضَرَبَهَا الفَحْلُ ،و لا تَکُونُ الإِشاعَهُ إِلاّ فی الإِبِلِ .

و الشَّاعَهُ :الزَّوْجَهُ ؛ لمُشایَعَتِهَا الزَّوْجَ و متابَعَتِها،قالَهُ شَمِرٌ،و منه

16- الحَدِیثُ : أَنّه قَالَ لعَکّافِ بنِ وَدَاعَهَ الهِلالِیِّ -رضِیَ اللّه عنه-:«أَلَکَ شاعَهٌ » کما فی العُبَابِ . قلتُ :

وَ

17- وَرَدَ أَیْضاً: أَنَّ سَیْفَ بنَ ذِی یَزَن قالَ لعَبْدِ المُطَّلِب:«هَلْ لَکَ مِنْ شاعَهٍ ؟». أَی زَوْجَهٍ .

و الشّاعَهُ : الأَخْبَارُ المُنْتَشِرَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابیِّ .

و الشِّیَاع ،ککِتابِ ،هکذَا فی نُسَخ الصّحاح،و وُجِدَ بخَطِّ أَبِی زَکَرِیَّا: المِشْیَاعُ ،کمِحْرَاب: دِقُّ الحَطَبِ تُشَیَّعُ به النّارُ ،أَی تُوقَدُ، و قد یُفْتَحُ ،و الکَسْرُ أَفْصَح،کما یُقَال:

شِبَابٌ للنَّار،و جِلاَءٌ للْعَیْنِ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهَریُّ ،و هو مَجَاز.

و

1- فی حَدِیثِ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه: «أُمِرْنَا بکَسْرِ الکُوبَهِ و الکِنّارَهِ و الشِّیَاع ». قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الشِّیَاع : مِزْمَارُ الرّاعِی ،و مِنْهُ

16- قولُ مَرْیَمَ -علیها السّلامُ : -:«اللَّهُمَّ سُقْهُ بلا شِیَاعٍ ». تعْنِی الجَرَادَ،أَی بلا زَمَّارَهِ راعٍ .و فی الأَساسِ :

هو مِنْفاخُ الرّاعِی،سُمِّیَ به لأَنَّه یَصِیحُ بِهَا علی الإِبِل فتَجْتَمِعُ .

أَو الشِّیَاعُ : صَوْتُه ،و هذَا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:

حَنِینَ النِّیبِ تَطْرَبُ للشِّیاعِ

و هو قولُ قَیْسِ بنِ ذَرِیح،و صَدْرُه:

إِذا ما تُذْکَرِینَ یَحِنُّ قَلْبِی

و روَی أَبو مُحَمَّدٍ الباهِلِیُّ :«حَنِینَ العَوْدِ».

و الشِّیَاعُ : الدُّعاهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هی جَمْعُ دَاعٍ ، و وَقَعَ فی التَّکْمِلَهِ : الشِّیَاعُ :الدُّعَاءُ.

و قال أَبُو سَعِیدٍ:یُقَال: هُمْ شُیَعَاءُ فیها،کفُقَهَاءَ،أَی کُلُّ وَاحِدٍ منهم شَیِّعٌ لصاحِبِهِ ،کَکَیِّسٍ ،و کذا هذِه الدّارُ شَیِّعَهٌ بَیْنَهُم ،أَی مُشَاعَهٌ .

و المَشِیعُ ،کمَکِیلٍ :الحَقُودُ المَمْلُوءُ لُؤْماً ،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :سَمِعْتُ أَبا المَکَارِمِ یَذُمُّ رَجُلاً یَقُولُ :هُوَ خَبٌّ (2)مَشِیعٌ .أَرادَ أَنَّهُ مِثْلُ الضَّبِّ الحَقُودِ،و لا یُنْتَفَعُ به،من قَوْلک: شِعْتُه أَشِیعُه ،إِذا مَلَأته،و هو مَجَازٌ.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: المِشْیَعَهُ ، کمِکْنَسَهٍ :قُفَّهٌ للمَرْأَهِ ، لِقُطْنِهَا و نَحْوِهِ (3)کما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ ،سُمِّیَتْ [بذلِکَ ] لأَنَّهَا تَصْحَبُها و تَتْبَعُها.

و الشَّیُوعُ ، کصَبُور،الوَقُودُ و الثَّقُوبُ . و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :

هو الضِّرامُ من الحَطَبِ ،و هو مادَقَّ من النَّبَاتِ فأَسْرَعَتْ فِیهِ النّارُ الضَّعِیفَهُ حَتّی تَقْوَی علی الجَزْلِ ،تَقُول:أَعْطِنی شَیُوعاً و ثَقُوباً.انْتَهَی،أَی کما تَقُول:أَعْطِنی شِیاعاً و شِباباً، کما قالَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و لو ذَکَرَه عند الشِّیَاع کانَ أَوْلَی و أَجْمَعَ ،و أَجْرَی عَلَی قاعِدَتِهِ .

و قال أَبو حَنِیفَه: الشَّیْعَه :بالفَتْحِ ،و إِنَّمَا ضبَطَه لِئَلاّ یُظَنَّ أَنَّهُ بتَشْدِیدِ التَّحْتِیَّهِ ،فلیسَ قولُه:«بالفَتْحِ »مُسْتَدْرَکاً:

شَجَرَهٌ (4)دُونَ القامَهِ ،لها قُضْبَانٌ فِیها عُقَدٌ و نوْرٌ أَحْمَرُ مُظْلِمٌ

ص:258


1- (1) البیت لذی الرمه،فی دیوانه ص 250.
2- (2) فی التهذیب و اللسان:« [1]ضبّ ».
3- (3) الجمهره 63/3 و فیها:«و نحو ذلک».
4- (4) کذا بالأصل و کتاب النبات رقم 808 و فیه برقم 982 شُجَیره.

صغیرٌ،أَصْغَر (1)من الیَاسمِینه، تَجْرُسُها النَّحْلُ ،و یَأْکُلُ النّاسُ قدّاحَها،یَتَصَحَّحُون به،و لهُ حَرَارَهٌ فی الفَمِ ، و عَسَلُها طَیِّبُ الرّائِحَه صافٍ شدید الصَّفاءِ (2)،هکذا فی العُبَابِ ،و فی التَّکْمِلَهِ :شَدِیدُ الصُّفارِ،بالرّاءِ،فلْیُنْظَرْ و تُعَبَّقُ بها الثِّیَابُ ،هکذا فی العُبَابِ ،زادَ فی التکْمِله فتَطِیبُ ،و الضَّمِیرُ إلی الشَّجَرَهِ ،و نصُّ کِتَابِ النَّبَاتِ :به، أَی بنوْرِهَا،و هو الصَّوَابُ .قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ :وَجَدْنا فی نُسْخَهٍ من کِتَابِ النَّبَاتِ مَوْثُوقٍ بها:تُعْبَقُ ،بضَمِّ التاءِ و تَخْفِیفِ الباءِ (3)،و فی نُسْخَه أُخْرَی:تُعَبَّقُ ،بتَشْدِید الباءِ.

زادَ فی العُبابِ :و هی مَرْعًی،و مَنَابِتُهَا القِیعانُ ،و قُرْبَ الزَّرْعِ .

و أَشاعَ بالإِبِلِ :أَهابَ بِهَا ،أَی صاحَ بِهَا،و دَعَاها إِذا اسْتأْخَرَ بَعْضُها.قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و منه سُسمِّیَ مِنْفَاخُ الرّاعِی شِیَاعاً ،و قالَ الطِّرِمّاحُ یَصِفُ النَحْلَ :

إِذا لَمْ تَجِدْ بالسَّهْلِ رِعْیاً تَطَوَّقَتْ

شَمَارِیخَ لم یَنْعِقْ بِهِنَّ مُشِیعُ

أَی:لم یُصَوِّتْ بهِنَّ مُصَوِّتٌ .

و أَشاعَتِ النَّاقَهُ بِبَوْلِها ،و کذا شَاعَتْ ،کما فی الأَساسِ : رَمَتْ به متَفَرِّقاً و قَطَّعَتْهُ ،و هذا قد تَقَدَّم للمُصَنِّفِ قَرِیباً،فهو تَکْرارٌ،و کذلِکَ : أَشاعَ الجَمَلُ ،ففی عِبَارَهِ المُصَنِّفِ مع التَّکْرَارِ قُصُورٌ لا یَخْفَی،و قد سَبَقَ أَنّ الإِشَاعَهَ لا تَکُونُ إِلاّ للإِبِلِ .

وَ رَجُلٌ مِشْیَاعٌ ،کمِذْیَاع زِنَهً و مَعْنًی ،أَی یُذِیعُ السِّرَّ، و یُشِیعُه و لا یَکْتُمُه.

و شَیَّعَ بالإِبِلِ :أَشاءَ (4)بِها ،هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ، و مثلُه فی نُسَخ العُبَاب،و صَوَابُه: أَشاعَ بها،أَی:صاح بِهَا،کما فی الأَساسِ و اللِّسَانِ .

و شَیَّعَ فُلاناً عِنْدَ رَحِیلهِ : خَرَج مَعَه،لِیُودِّعَهُ و یبلِّغَه مَنْزِلَه ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قِیلَ :هو أَنْ یَخْرُجَ مَعَه یُرِیدُ صُحْبَتَه و إِینَاسَه إِلی مَوْضِعٍ ما. و من المَجَازِ: شَیَّعَ شَهْرَ رَمَضَانَ ،إِذا صامَ بَعْدَهُ سِتَّهَ أَیّامٍ من شَوَّال،أَی أَتْبَعَهُ بها.

و شَیَّعَهُ بالنارِ:أَحْرَقَه ،و قیلَ :کُلُّ ما أُحْرِقَ فقد شُیِّعَ .

و من المَجَازِ: شَیَّعَ فُلاَناً ،إِذا شَجَّعَه و جَرَّأَهُ ،یُقَالُ :فلانٌ یُشَیِّعُه عَلَی ذلِکَ ،أَی:یُقَوِّیهِ ،و منه تَشْیِیعُ النَّارِ بإِلْقَاءِ الحَطَبِ علیها یُقَوِّیها،قال کُثَیِّرٌ:

فیَا قَلْبُ کُنْ عَنْهَا صَبُوراً فإِنَّهَا

یُشَیِّعُهَا بالصَّبْرِ قَلْبٌ مُشَیَّعُ

و شَیَّعَ الرّاعِی ،إِذا نَفَخَ فی الیَرَاعِ ،و هی القَصَبَهُ .قالهُ اللَّیْثُ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : شَیَّعَ النّارَ:أَلْقَی عَلَیْهَا حَطَباً یُذْکِیها بِهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قال کُثَیِّرٌ:

و أَعْرَضَ مِن رَضْوَی مَعَ اللَّیْلِ دُونهَا

هِضَابٌ تَرُدُّ العَیْنَ عَمَّنْ یُشَیِّعُ

و مِن المَجَازِ: المُشَیَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :الشُّجَاعُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و مِنْهُم مَنْ خَصَّ فقالَ :مِن الرِّجَالِ ،سُمِّیَ به لأَنَّ قَلْبَه لا یَخْذُلُه،کَأَنَّه یُشَیِّعُه ،أَو کَأَنَّهُ شُیِّعَ بغَیْره،أَو بِقُوَّهِ قَلْبِه ،و فی الأَسَاسِ :و قَدْ شُیِّعَ قَلْبُه بما یَرْکَبُ به کُلَّ هَوْلٍ .و فی اللِّسَانِ :قد شیَّعَتْه نَفْسُه عَلی ذلِکَ ،و شَایَعَتْهُ و شَجَّعَتْه،قال رُؤْبَهُ :

و قَدْ أَشُجُّ الصَّحْصَحَانَ البَلْقَعا

فأَذْعَرُ الوَحْش و أَطْوِی المَسْبَعَا

فی الوَفْدِ مَعْرُوفَ السَّنَا مُشیَّعَا

و مِنَ المَجَازِ: المُشَیَّعُ : العَجُولُ ،نَقَله الزَّمَخْشَرِیُّ و ابن عَبّادٍ.

و

14- فی الحَدِیثِ (5): « نَهَی صَلَّی اللّه تَعالَی عَلَیْهِ و سَلَّمَ عن المُشَیَّعَهِ فی الأَضَاحِی ». تُرْوَی بالفَتْح ،أَی الَّتِی تَحْتَاجُ إِلی مَنْ یُشَیِّعُهَا أَی یَسُوقُهَا،لِتَأَخُّرِها عن الغَنَم،حَتّی یُتْبِعهَا الغَنَمَ ؛لِضَعْفِها و عَجَفِها،فهی لا تَقْدِرُ عَلَی اللُّحُوقِ بِهِمْ إِلاّ بالسَّوْقِ ، و تُرْوَی بالکَسْرِ أَیْضاً و هی الَّتِی لا تَزالُ تُشَیِّعُ الغنَمَ ،أَی تَتْبَعُهَا؛لِعَجَفِهَا ،أَی لا تَلْحَقُها،فهی أَبَداً تَمْشِی وَرَاءَها.

ص:259


1- (1) عن کتاب النبات رقم 808.
2- (2) نص النبات رقم 982 إن أصفا العسل عسل الشَّیْعه.
3- (3) و هی الوارده فی کتاب النبات المطبوع برقم 808.
4- (4) فی القاموس: [1]أشاع.
5- (5) فی اللسان و النهایه:و فی حدیث الضحایا.

و یُقَالُ ؛ شَایَعَهُ ،کما یُقَال: وَالاَهُ ،من الوَلْیِ .کما فی الصّحاحِ .

و شَایَعَ بِإِبِلِهِ :صَاحَ وَ دَعَاهَا إِذا اسْتَأْخَرَ بَعْضُهَا.

و شایَعَ فُلاناً ،إِذا تَابَعَهُ علی أَمْرٍ أَو رَأْی و قَوَّاهُ ،و منه

16- حَدِیثُ صَفْوَانَ : «أَرَی مَوْضِع الشَّهَادَهِ لو تُشَایِعُنِی نَفْسِی».

أَی تُتابِعُنِی،و أَصْلُ المُشَایَعَه :المُتَابَعَهُ و المُطَاوَعَهُ .

و المُشَایعُ :اللاَّحِقُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قال لَبیدٌ رَضِیَ اللّه عَنْه:

تُبَکِّی علی إِثْرِ الشَّبَابِ الّذِی مَضی

أَلاَ إِنَّ إِخْوَانَ الشَّبَابِ الرَّعارِعُ (1)

أَتَجْزَعُ مِمَّا أَحْدَثَ الدَّهْرُ بالفَتَی

و أَیُّ کَرِیمٍ لَمْ تُصِبْهُ القَوَارِعُ (2)

و ما المالُ و الأَهْلُونَ إِلاّ وَدِیعَهٌ

و لا بُدَّ یَوْماً أَنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ (3)

فیَمْضُون أَرْسالاً و نَخْلُفُ بَعْدَهُم

کما ضَمَّ أُخْرَی التالِیَاتِ المُشَایِعُ (4)

هکَذا فَسَّرَه أَبُو عُبَیْدٍ.

و تَشَیَّع الرَّجُلُ ،إِذا ادَّعَی دَعْوَی الشِّیعَه ،کما فی الصّحاحِ و العُبَابِ ،أَو صار شِیعِیًّا ،کما یُقالُ :تَحَنَّف، و تشفَّعَ .

و قال أَبو سَعِیدٍ: هُمَا مُتَشایِعَانِ فی دارٍ أَو أَرْض و مُتَشَاعانِ هکَذَا فی النُّسَخِ ،و صَوابُه: مُشْتاعانِ ،أَی شَرِیکانِ فِیها،و هم شُیَعَاءُ فیها،و کُلُّ وَاحِدٍ منهم شَیِّعٌ لصَاحِبِه،و قد تقَدَّم.

و أَبُو بَکْرٍ مُحَمّدُ بنُ مَنْصُورٍ الشِّیعِیُّ ،بالکسر،من شِیعَهِ المَنْصُورِ،مُحَدِّثٌ رَوَی عن نَصْرِ بنِ عَلِیٍّ الجَهْضَمِیِّ ، و عنه أَبو حَفْصٍ الکَتّانِیُّ (5).

و یُقَالُ : هُوَ شِیعُ نِسَاءٍ،بالکسر،أَی یُشَیِّعُهُنَّ ،أَییَتْبَعُهُنَّ و یُخَالِطُهُنَّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

و تَشَایَعَ القَوْمُ :صارُوا شِیَعاً .

و الشِّیَاعُ ،بالکَسْرِ:المُتَابَعَهُ ، کالتَّشَیُّعِ .

و شَیَّعَهُ علی رَأْیِه:تابَعَه و قَوَّاه،و شَیَّعَتْه نفْسُه و شایَعَتْهُ :

تَبِعَتْهُ و شَجَّعَتْه،قال عَنْتَرَهُ :

ذُلُلٌ رِکَابِی حَیْثُ کُنْتُ مُشایِعِی

لُبِّی،و أَحفِزُه برَأْیٍ مُبْرَمِ (6)

و شَایَعَه عِنْدَ الرَّحِیلِ : شَیَّعَه .

و یُقَال:ما تُشَایِعُنِی رِجْلِی و لا سَاقِی،أَی لا تَتْبَعُنِی و لا تُعِینُنِی عَلَی المَشْیِ ،و أَنْشَدَ شَمِرٌ:

و أَدْماءَ تَحْبُو ما یُشایِعُ سَاقُها

لَدَی مِزْهَرٍ ضارٍ أَجَشَّ و مَأْتَمِ

یقول:قد عُقِرَتْ ،فهی تَحْبُو لا تَمْشِی،و الضّارِی الَّذِی قد ضَرِیَ من الضَّرْبِ به.

و تَشَیَّعَ فی الشَّیْ ءِ:اسْتَهْلَکَ فی هَواهُ .

و شاعَ (7)الشَّیْبُ شَیْعاً و شِیاعاً و شَیَعَاناً و شُیُوعاً و شَیْعُوعَهً (8)و مَشِیعاً :ظَهَرَ و تَفَرَّقَ .و شاعَ فیه الشَّیْبُ ،-و المَصْدَرُ ما تَقَدَّم-و تَشَیَّعَه ،کِلاهُمَا:اسْتَطَارَ،و هو مَجازٌ.

و أَشاعَ ذِکْرَ الشَّیْ ءِ:أَطارَهُ .

و أَشَعْتُ المالَ بَیْنَ القَوْم،و القِدْرَ فی الحَیِّ ،إِذا فَرَّقْتَه فیهم،نَقَلَه أَبو عُبَیْدٍ.

و کلُّ شَیْ ءٍ یَکُونُ به تَمَامُ الشَّیْ ءِ أَو زِیادَتُهُ فهو شائِعٌ (9)له.

و شَیَّعَه تَشْیِیعاً :أَرْسَلَه و أَتْبَعَه.

و شاعَ الصَّدْعُ فی الزُّجَاجَهِ :اسْتَطار و افْتَرَقَ ،عن ثَعْلَبٍ .

و جاءَت الخیْلُ شَوَائِعَ ،و شَوَاعِیَ ،عَلَی القَلْبِ ،أَی

ص:260


1- (1) فی الدیوان ص 90«أخدان»بمعنی إخوان.
2- (2) و یروی:للفتی.
3- (3) و یروی:و ما الناس و الأموال.
4- (4) و یروی:«و یمضون أرسالا»و یروی عجزه: کما ضمّ إحدی الراحتین الأصابع.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل:الکنانی.
6- (6) من معلقته،و فیها:حیث شئت.
7- (7) عن اللسان و [1]بالأصل:و شایع.
8- (8) عن اللسان و [2]بالأصل:«و شیوعه».
9- (9) فی اللسان:« [3]شیاع».

مُتفرِّقهً ،قال الأَجْدَعُ بنُ مَالِکِ بنِ (1)مَسْرُوقِ بنِ الأَجْدَعِ :

و کَأَنَّ صَرْعَاهَا قِدَاحُ مقَامِرٍ

ضُرِبَتْ علی شَزَنٍ فهُنَّ شَوَاعِی

و شاعَت القَطْرَهُ من اللَّبَنِ فی الماءِ،و تَشَیَّعَتْ :تَفَرَّقَتْ ، و کذا شَیَّعَ فیه،أَی:تَفَرَّقَ فیه.

و اشْتاعَتِ النّاقَهُ بِبَوْلِها،کأَشاعَتْ :

و أَشاعَتْ :خَدَجَتْ .

و

16- فی الحَدِیثِ : « الشِّیَاعُ حَرَامٌ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:کذا رَوَاهُ بعضُهم،و فَسَّرَه بالمُفَاخَرَهِ بکَثْرَهِ الجِمَاع،و قال أَبو عَمْرٍو:

إِنّه تَصْحِیفٌ ،و هو بالسِّینِ المُهْمَلَهِ و الباءِ المُوَحَّدَهِ ،کما تَقَدَّم،قال:و إِنْ کان مَحْفُوظاً فلعَلّه من تَسْمِیَهِ الزَّوْجَه شاعَهً .

و بَنَاتُ مُشَیِّعٍ :قُرًی مَعْرُوفَهٌ ،قالَ الأَعْشَی:

من خَمْرِ بَابِلَ أُعْرِقَتْ بمِزَاجِها

أَو خَمْرِ عَانَهَ أَو بَنَاتِ مُشَیِّعا

و یُقَالُ :هذَا شَیْعُ هذَا:للَّذِی وُلِدَ بَعْدَه و لم یُولَدْ بَیْنَهُما، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ فی«ش و ع»و قَلَّدَه المُصَنِّفُ ،و ما یُغْنِی عن ذِکْرِه هُنَا.

و تَشَایَعَتِ الإِبِلُ :تَفَرَّقَتْ .

و شَایَع بِهِم الدَّلِیلُ ،فأَبْصَرُوا الهُدَی،أَی نادَی بِهِم.

و شَیَّعَ هذَا بهذَا:قَوّاهُ به.

و تَشَیَّعَهُ (2)الغَضَبُ :اسْتَخَفَّه و ضَرَّمَه،کما تُشَیَّعُ النّارُ، و هو مَجَازٌ.

و الحَسَنُ بنُ عَمْرٍو المَرْوَزِیُّ ،و إِسماعیلُ بن یُونُسَ الشِّیعِیّانِ ،بالکَسْرِ-إِلی شِیعَهِ المَنْصُور-الأَوّلُ رَوَی عن مُسْلِمِ بنِ مُقَاتِلٍ المَکِّیّ ،و الثّانِی شَیْخٌ للدَّارَقُطْنِیّ .

و مُحَمّدُ بنُ عِیسَی الشِّیَعِیُّ ،بفتحِ الیَاءِ:شیخٌ للحاکِمِ .

فصل الصاد المهمله مع العین

صبع

الأَصْبعُ ،مُثَلّثَهَ الهَمْزَهِ ،و مَعَ کُلِّ حَرَکَهٍ تُثَلَّثُ الباءُ المُوَحَّدَهُ ،فهی تِسْعُ لُغَاتٍ ،ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ منها خَمْساً،و هی:بکَسْرِ الهَمْزَه و ضَمِّهَا،و الباءُ مفتوحهٌ فیهما، و بإِتْبَاعِ الکَسْرَهِ الکَسْرَهَ ،و إِتْبَاع الضَّمَّهِ الضَّمَّهَ ،و أَصْبع ، کأَضْرِبُ أَنا،أَی بفتحِ الهَمْزَهِ مع کَسْرِ الباءِ،و ثِنْتَانِ زادَهُمَا الصّاغَانِیُّ ،و هی بکَسْرِ الأَوّلِ و ضَمِّ الثّالِثِ ،و بإِتْبَاعِ الفَتْحِ الفَتْحَهَ ،کأَفْکَلَ ،و ثِنْتَانِ زَادَهُمَا المُصَنِّفُ و هما:بفَتْح الأَوَّلِ و ضَمِّ الثّالِث،و بِضَمّ الأَوّلِ و کَسْرِ الثّالِث، و العَاشِرُ: أُصْبُوعٌ بالضَّمِّ ،کأُظْفُورٍ و أُرْغُولٍ ،و قد جَمَعَهَا فی بَیْتٍ ،و هُوَ:

تَثْلِیثُ «با» إِصْبعٍ مَعْ کَسْرِ هَمْزَتِه

من غَیْرِ قیْدٍ معَ الأُصْبُوع قد کَمُلا

قالَ شَیْخُنَا:و قَوْلُهُ :«مع کَسْرِ هَمْزَتهِ »فیه نَظَرٌ،و لو قالَ :

«مع ضَبْطِ هَمْزَتِه،بغَیْرِ قَیْدٍ»لکانَ أَنَصَّ عَلَی المُرَادِ.و یأْتی فی«أُنْمُلَه»بَیْتٌ آخرُ أَعْذَبُ من هذَا.قلتُ :و هی بکَسْرِ الأَوَّلِ و ضَمِّ الثّالِثِ نَادِرٌ، کُلُّ ذلِکَ عن کُرَاعٍ ،فی کتابَیْهِ :

المُجَرَّد و المُنَضَّد،و حَکَاهُنَّ أَیْضاً اللِّحْیَانِیُّ فی نَوَادِرِه عن یُونُسَ .و قال یاقُوت فی المُعْجم (3):فی إِصْبَعِ الیَدِ ثلاثُ لُغَاتٍ جَیِّدهٌ مُسْتَعْمَلَه،و هُنَّ : إِصْبَع ،و نَظَائِرُه قَلِیلَهٌ ،جاءَ منه:إِبْرَم:نَبْتٌ ،و إِبْیَن:اسمُ رَجُلٍ نُسِبَتْ إِلَیْه عَدَنُ [إبْیَن] (4)و إِشْفَی:للمِثْقَبِ (5)،و إِنْفحَهٌ .و إِصْبعٌ ،کإِثْمِد، و أُصْبُعٌ ،کأُبْلُم.و حَکَی النَّحْوِیُّونَ لغهً رابِعَهً ردِیئَهً ،و هی أَصْبع ،بفَتْحِ أَوَّله مع کَسْرِ الثّالِثِ ،انْتَهَی.مُؤنَّثَهٌ فِی کُلِّ ذلِک و قد تذَکَّرُ ،و الغَالِبُ التَّأْنِیثُ ،کما فی العُبَابِ ،زادَ شَیْخُنا فی الإِصْبع -و فی أَسمائِها خُصُوصاً کالخِنْصَرِ و البِنْصَرِ-نَعَمْ جَزَمَ قومٌ بتَذْکِیرِ الإِبْهَامِ ،و

14- فی اللِّسَانِ رُوِیَ عن النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم و سَلَّمَ : أَنَّهُ دَمِیَتْ إِصْبَعُه فی حَفْرِ الخَنْدَقِ ، فقالَ :

هَلْ أَنْتِ إِلاَّ إِصْبَعٌ دَمِیتِ

ص:261


1- (1) کذا بالأصل و اللسان و [1]فی التهذیب«أبی»و انظر نسبه فی المؤتلف للآمدی ص 49 و جمهره ابن حزم ص 394 و [2]فیها أن الأجدع والد الفقیه مسروق.و هو الأجدع بن مالک بن أمیه بن عبد اللّه...بن وادعه بن عمرو...بن همدان.
2- (2) فی الأساس:و قد شیّعه.
3- (3) معجم البلدان: [3]إصبع.
4- (4) زیاده عن یاقوت.
5- (5) فی یاقوت:و هو المخصف و إنفحه.

و فی سَبِیلِ اللّه ما لَقِیتِ .

فأَمَّا ما حَکَاهُ سِیبَوَیْهٌ من قَوْلهم:ذَهَبَتْ بَعْضُ أَصَابِعه ، فإِنَّهُ أَنَّثَ البَعْضَ لأَنَّه إِصْبَعُ فی المَعْنَی،و إِنْ ذُکِرَ الإِصْبَعُ مُذَکَّراً جازَ؛لأَنَّهُ لیسَ فیها عَلامَهُ التَّأْنِیثِ ،و قال شَیْخُنَا:

و التَّذْکِیرُ إِنّمَا ذَکَرَه شِرْذَمَهٌ ،کابْنِ فارِسٍ ،و تَبِعَه المُصَنِّفُ .

قلتُ :و نَقَلَه اللَّیْثُ أَیْضاً،فقالَ :یُقَالُ :هذا إِصْبَعٌ ،علی التَّذْکِیر فِی بعضِ اللُّغَاتِ ،و أَنْشَدَ لِلَبِیدٍ رَضِیَ اللّه عنه:

مَنْ یَمْدُدِ اللّه عَلَیْهِ إِصْبَعَا

بالخَیْرِ و الشَّرِّ بِأَیٍّ أُولِعَا

و قالَ الصّاغَانِیُّ :لیس الرَّجَزُ لِلَبِیدٍ:

قلتُ :الرَّجَزُ للَبِیدٍ (1)،کما قَالَهُ اللَّیْثُ ،و لکِنَّه رُوِیَ علی غَیْرِ وَجْهٍ :

مَنْ یَجْعَل اللّه علیه إِصْبَعا

فی الخَیْرِ أَو فی الشَّرِّ یَلْقَاهُ مَعَا

ج: أَصابعُ ،و أَصابِیعُ بزیادَه الیاءِ.

و الإِصْبَعُ ،کدِرْهَمٍ :جَبَلٌ بنَجْدٍ نَقَلَه یاقُوت بغیر أَلِفٍ و لامٍ .

و ذُو الإِصْبَعِ :حُرْثَانُ بنِ مُحَرِّث بنِ الحارِثِ بنِ شَبَاهَ بنَ وَهْبِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ الظَّرِب بن عَمْرِو بنِ عَبّادِ بنِ یَشْکُرَ بنِ عَدْوَانَ العَدْوَانِیُّ ،الحَکِیمُ الشّاعِرُ الخَطِیبُ المُعَمَّرُ قِیلَ له ذلِکَ لأَنَّهُ نَهَشَتْ أَفْعَی إِبْهَامَ رِجْلِه،فقَطَعَهَا،فلُقِّبَ به ، و قِیل:کانَتْ له إِصْبَعٌ زائدَهٌ .

و ذُو الإِصْبَع (2): حِبّانُ بنُ عَبْدِ اللّه التَّغْلَبِیُّ الشاعِر ،من وَلَد عَنْزِ بن وَائِلٍ ،أَخِی بَکْرٍو تَغْلِبَ ابْنَیْ وَائِلٍ ،و به تَعْرِف أَنَّ الصَّوابَ فی نَسَبِه«العَنْزِیُّ »بل قِیلَ فی هذا أَیْضاً:ذُو الأَصابع .

و ذو الإِصْبَع : شاعِرٌ آخَرُ مُتَأَخِّرٌ لم یُسَمَّ ، من مُدّاحِ الوَلِیدِ بنِ یَزِیدَ بنِ عَبدِ المَلِک بنِ مَرْوَانَ ،کما فی التَّکْمِلَهِ ، و فی التَّبْصِیرِ:هو ذُو الإِصْبَعِ الکَلْبِیُّ ،شاعِرٌ فی التّابِعِینَ .

قلتُ :و ساق نَسَبَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،فقالَ :هوحَفْصُ بنُ حَبِیب بنِ حُرَیْثِ بنِ حَسّانَ بنِ مَالِکِ بن عبد مَنَاهَ بنِ امْرِیءِ القیْسِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عُلَیْمِ بنِ جَنَابٍ الکَلْبِیُّ .

و قال فی التَّکْمِلَهِ :ذُو الإِصْبَعِ الکلْبِیُّ ،و ذُو الإِصْبَعِ العُلَیْمیُّ :شاعِرَانِ .قلتُ :و هو غَلَطٌ ،و الصّوابُ أَنَّهُمَا واحِد،و فی کِتَاب الشُّعَراءِ للآمِدِیِّ -بعد ما ذکر ذَا الإِصْبَع الکَلْبیَّ -ما نصُّه:و ذو الإِصْبَعِ أَنْشَدَ لَه أَبُو عَمْرٍو الشَّیبَانِیُّ فی کتابِ الحُرُوفِ أَبْیَاتاً فی مَدْحِ الوَلِیدِ بن یَزِیدَ.قلتُ ؛ فهذا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ الَّذِی مَدَحَ الوَلِیدَ غَیْرُ الکَلْبِیِّ ،و کأَنَّ المُصَنِّفَ لم یَرَ الفَرْقَ بَیْنَهُمَا،فتأَمَّلْ .

و زکِیُّ الدِّینِ عَبْدُ العَظِیم بن عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِی الإِصْبَعِ الشّاعِرُ المِصْرِیُّ ، مُتَأَخِّرٌ،کَتَبَ عَنْه الحَافِظُ شَرَفُ الدِّینِ عبدُ المُؤْمِن بنُ خَلَفٍ الدِّمْیَاطیُّ شَیْئاً من شِعْرِه.

و ذُو الأَصَابِع التَّمِیمِیُّ ،أَو الخُزَاعیُّ ،أَو الجُهَنِیُّ :

صَحَابِیٌّ رضِیَ اللّه عنه،سَکَنَ بَیْتَ المَقْدِسِ ،له

16- حَدِیثٌ فی مُسْنَدِ أَحْمَدَ مَتْنُه: «عَلَیْکَ ببَیْتِ المَقْدِسِ ».

و من المَجَازِ:یُقَال:لِلرّاعِی عَلَی مَاشِیَتِه إِصْبَعٌ :أَی أَثَرٌ حَسَنٌ ،یشارُ إِلیها بالأَصَابعِ ؛لِحُسْنِهَا و سِمَنِها،و حُسْنِ أَثَرِ الرُّعَاهِ فیها،و یُقَال أَیْضاً:فُلانٌ مِنَ اللّه علیه إِصْبَعٌ حَسَنَهٌ ، أَی أَثَرُ نِعْمَهٍ حَسَنَهٍ ،و إِنَّما قِیلَ للأَثرِ الحَسنِ : إِصْبَعٌ ؛ لإِشَارَهِ النّاس إِلَیْهِ بالإِصْبَع .و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :إِنَّهُ لَحَسَنُ الإِصْبَع فی مالِه،و حَسَنُ المَسِّ فی مالِه،أَی حَسَنُ الأَثَرِ، و أَنْشَدَ:

أَوْرَدَهَا راعٍ مَرِیءُ الإِصْبَعِ

لَمْ تَنْتشِرْ عَنْهُ ،و لم تَصَدَّعِ

و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ للراعِی:

ضَعِیفُ العَصَا بَادِی العُرُوقِ تَرَی له

عَلَیْهَا-إِذا ما أَجْدَبَ النَّاسُ - إِصْبَعَا (3)

و إِصْبَعُ خَفَّانَ :بِنَاءٌ عَظِیمٌ قُرْبَ الکُوفَهِ من أَبْنَیِهِ الفُرْسِ ،قال یاقُوت:أَظُنُّهُم بَنَوْه مَنْظَرَهً هُنَاک علی عَادَتهِم فی مِثْلِه.

و ذَاتُ الإِصْبَعِ :رُضَیْمهٌ لبَنِی أَبِی بَکْرِ بنِ کِلاَبٍ ،عن

ص:262


1- (1) الرجز للبید،دیوانه ص 95 قالها فی سلمان الباهلی،و فیه:«من یبسط اللّه»و قال مصححه:و قیل إن الأرجوزه لیست له.
2- (2) فی التکمله و المؤتلف للآمدی ص 118 ذو الأصابع.
3- (3) دیوانه ص 162 و انظر تخریجه فیه.

الأَصْمَعِیِّ و قِیلَ :هی فی دِیَارِ غَطَفَانَ ،و الرِّضَامُ :صُخُورٌ کِبَارٌ یُرْضَمُ بَعْضُهَا علی بَعْضٍ ،نَقَلَه یاقُوت.

و من المَجَازِ، هو مُغِلُّ الإِصْبَعِ أَی خائِنٌ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ للکِلاَبِیِّ :

حَدَّثْتَ نَفْسَکَ بالبَقَاءِ و لَمْ تَکُنْ

لِلْغَدْر خَائِنَهً مُغِلَّ الإِصْبَعِ (1)

و أَصابعُ الفَتَیاتِ ،کَذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ ،و فی المِنْهَاج لابن جَزْلَه: أَصَابِعُ الفِتْیَانِ ،و فی اللِّسَان: أَصابِعُ البُنَیّاتِ : رَیْحَانَهٌ تُعْرَفُ بالفَرَنْجَمُشْکِ ،قال أَبو حَنِیفَه:تَنْبُتُ بأَرْضِ العَرَب من أَطرافِ الیَمَنِ .قلتُ :و فَرَنْجَمُشْک ، فارِسِیَّهٌ ،و یُقالُ أَیضاً:افْرَنْجَمُشْک بزِیَادَهِ الأَلِفِ ،و هو قرِیبٌ من المَرْزَنْجُوش فی أَفعاله،شَمُّهُ یَفْتَح سِدَدَ الدِّماغِ ،و یَنْفَعُ من الخَفَقانِ من بَرْدٍ،و قد رَأَیْتُه بالیَمَن کَثِیراً.

و أَصَابعُ هُرْمُسَ ،هو فُقّاحُ السُّورِنْجانِ و قُوَّتُه کقُوَّهِ السُّورِنْجَانِ .

و أَصَابِعُ العَذَارَی:صِنْفٌ من العِنَبِ أَسْوَدُ طِوالٌ کالبَلُّوطِ ،شُبِّه ببَنَانِهِنَّ المُخَضَّبَهِ ،و عُنْقودُهُ نَحْوُ الذِّرَاعِ ، مُتَدَاخِسُ الحَبِّ ،و له زَبِیبٌ جَیِّدٌ،و مَنَابِتُه السَّرَاهُ .

و أَصَابِعُ صُفْرٌ:أَصْلُ نَبَاتٍ شَکُلُه کالکَفِّ أَبْلَقُ مِنْ صُفْرَهٍ و بَیَاضٍ ،صُلْبٌ فیه یَسِیرٌ من حَلاَوَهٍ ،و منها أَصْفَرُ مع غُبْرَهٍ بِغَیْرِ بَیَاضٍ .قالَهُ ابنُ جَزْلَه، نافِعٌ من الجُنُونِ خاصَّهً ، و من السُّمُومِ و لَدْغِ الهَوَامِّ ،و یَحُلُّ الفُضُولَ الغَلِیظَهَ .

و أَصابعُ فِرْعَوْنَ :شَیءٌ شِبْهُ المَرَاوِیدِ فی طُولِ الإِصْبَعِ أَحْمَرُ، یُجْلَبُ من بَحْرِ الحِجَاز،مُجَرَّبٌ لإِلْحامِ الجِرَاحاتِ سَرِیعاً.

و ذاتُ الأَصابعِ :ع قال حَسّانُ بنُ ثابِتٍ رَضِیَ اللّه عنه:

عَفَتْ ذاتُ الأَصابِعِ فالجِوَاءُ

إِلَی عَذْرَاءَ مَنْزِلهَا خَلاَءُ

و فی الصّحاحِ :قالَ أَبُو زیْدٍ: صَبَعَ به،و علیه،کمَنَع ، صَبْعاً : أَشَارَ نَحْوَه بإِصْبَعِه مُغْتاباً.

و صَبَعَ فُلاناً علی فُلانٍ :دَلَّه عَلَیْهِ بالإِشَارَهِ ،و مثلُه فی العُبَابِ .و قِیل: صَبَعَ به و علیهِ :أَرادَه بشَرٍّ و الآخَرُ غافِلٌ لا یَشْعُرُ،و هذَا کُلُّه مَأْخُوذٌ من الإِصْبَعِ ؛لأَنَّ الإِنْسَانَ إِذا دَلَّ إِنْساناً علی طَریق-أَو شَیْ ءٍ خَفِیٍّ -أَشارَ إِلیهِ بالإِصْبَعِ .

و یُقَال:ما صَبَعَک عَلیْنا،أَی:ما دَلَّکَ عَلَیْنا.

و صَبَع الإِنَاءَ:وَضعَ علیه إِصْبَعَه حَتّی سالَ عَلَیْهِ ما فِی (2)إِناءٍ آخَرَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ فی المُصَنِّفِ ، و قِیلَ : صَبَعَ الإِناءَ،إِذا کانَ فِیه شَرَابٌ ،و قَابَلَ بَیْن إِصْبَعَیْهِ ، ثُمَّ أَرْسَل ما فِیه فی شَیْ ءٍ ضَیِّقِ الرَّأْسِ .قال الأَزْهَرِیُّ :

و صَبْعُ الإِناءِ:أَنْ یُرْسِلَ الشَّرَابَ الَّذِی فیهِ بینَ (3)طَرَفَی الإِبْهامَیْنِ أَو السَّبَّابَتَیْنِ ،لَئَلاَّ یَنْتَشِرَ،فیَنْدَفِقَ .

و صَبَعَ الدَّجَاجَهُ صَبْعاً : أَدْخَلَ فِیها إِصْبَعَهُ ؛لِیَعْلَمَ أَنَّهَا تَبِیضُ أَمْ لا نقله الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .

و من المَجَازِ: الصَّبْعُ و المَصْبَعَهُ :الکِبْرُ التامُّ و التِّیهُ ، و المَصْبُوع:المُتَکَبِّرُ ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و یُقَالُ لمَنْ یَتَکَبَّرُ فِی ولاَیَتِه: صَبَعَهُ الشَّیْطَانُ ،و أَدْرَکَتْهُ أَصَابِعُ الشَّیْطَانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

صَبَعَهُ صَبْعاً :أَصابَ إِصْبَعَهُ .

و صَبَعَ بینَ القَوْمِ صَبْعاً :دَلَّ عَلَیْهِم غَیْرَهم.

و له إِصْبَعٌ فی هذا الأَمْرِ،کقَوْلِهم:رِجْلٌ ،و هو مَجَازٌ.

و صَبَعَ عَلَی القَوْمِ صَبْعاً :طَلَعَ عَلیْهِم،و قِیلَ :أَصْلُه صَبَأَ،بالهَمْزِ،فأَبْدَلُوا.

و

16- فی الحَدِیثِ : «قَلْبُ المُؤْمِنِ بَیْنَ إِصْبَعَیْنِ من أَصابِعِ اللّه،یُقَلِّبُه کَیْفَ شاءَ»و فی بَعْض الرِّوایات:«قُلُوبُ العِبَادِ بَیْنَ إِصْبَعَیْنِ ». مَعْنَاهُ أَنَّ تَقَلُّبَ القُلُوبِ بَیْنَ حُسْنِ آثارِه و صُنْعِه تَبَارَکَ و تَعَالَی،و قِیلَ :هو جارٍ مَجْرَی التَّمْثِیلِ و الکِنَایَهِ عَنْ سُرْعَهِ تَقَلُّبِ القُلُوبِ ،و إِطْلاقُها عَلَیْه مَجَازٌ.

و أَبُو الإِصْبَع :من کُنی الشَّیْطَانِ .

ص:263


1- (1) نسبه فی الجمهره 296/1 [1] الی سلمی الجهنیه و البیت فی أربعه فی الکامل للمبرد 463/1 [2] للکلابی،و لها قصه،راجعها فیه،و فی المبرد:بالوفاء بدل بالبقاء،و قوله:خائنه وضعها فی موضع المصدر، و التقدیر:و لم تکن ذا خیانه.
2- (2) کذا بالأصل و اللسان،و [3]فی الصحاح:سال علیه ما فیه فی إناء آخر.
3- (3) فی التهذیب:«من».

و أَبو الإِصْبَع :مُحَمَّدُ بن سُنَیْسٍ الصُّورِیُّ :محَدِّثٌ ،مَرَّ للمُصَنِّفِ فی«س ن س» (1).

و یُقَال:قُرِّبَ إِلیه طَعَامٌ فما صَبَعَ فیهِ ،أَی ما أَدْخلَ إِصْبَعَه فِیه،و قد مَرَّ فی الهَمْزِ.

و یَقُول الإِنْسَانُ -فِی الأَمْر الشّاقِّ إِذا أُضِیفَ إِلی الرَّجُلِ القَوِیِّ المُسْتَقِلِّ بعِبْئِهِ -:إِنَّهُ یَأْتِی علیه بإِصْبَعٍ .و کَذا:إِنَّه یَکْفِیهِ بصُغْرَی أَصابِعِه .

صتع

الصَّتَعُ ،مُحَرَّکَهً :الْتِواءٌ فی رَأْسِ الظَّلِیمِ و صَلابَهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشد:

عَارِی الظَّنابِیبِ مُنْحَصُّ قَوَادِمُه

یَرْمَدُّ حَتَّی تَرَی فِی رَأْسِه صَتَعَا

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الصَّتَعُ ، لَطافهٌ فی رَأْسِه.

و قال أَبُو عَمْرٍو: الصَّتَعُ : الشَّابُّ القَوِیُّ و أَنْشَد:

یا بِنْتَ عَمْرو قدْ مُنِحْتِ وُدِّی

و الحَبْلَ ما لَمْ تَقْطَعِی فمُدِّی

و ما وِصَالُ الصَّتَعِ القُمُدِّ

و قال أَیْضاً: الصَّتَعُ : حِمَارُ الوَحْشِ .

و یُقَال: صَتَعَه،کمَنَعَه:صَرَعَه کَذا فی التَّکْمِلَهِ .

و قالَ اللَّیْثُ : التَّصَتُّع :التَّرَدُّدُ فی الأَمْرِ مَجِیئاً و ذَهَاباً ، و زادَ غَیْرُه:لا یَدْرِی أَیْنَ یَتَوَجَّه، أَو هُو أَنْ یَجِیءَ وَحْدَهُ لا شَیْ ءَ مَعَه ،قالَه أَبو زَیْدٍ أَو هو أَنْ یَجِیءَ عُرْیاناً ،کما فِی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ، أَو هو أَنْ یَذْهَبَ مَرَّهً و یَعُودَ أُخْرَی ،نَقَلَه اللَّیْثُ ،و یُقَالُ :جَاءَ فُلانٌ یَتَصَتَّعُ إِلَیْنَا بلا زَاد و لا نَفَقَهٍ ،و لا حَقٍّ و لا وَاجب.

و الصُّنْتُع ،کقُنْفُذٍ:الحِمَارُ الصَّغِیرُ الرَّأْسِ ،و قالَ الجَوْهَرِیُّ : الصُّنْتُعُ مِنَ النَّعَامِ (2):الصُّلْبُ الرَّأْسِ ،و أَنْشَدَ للطِّرِمّاحِ :

صُنْتُعُ الحاجِبَیْنِ خَرَّطَهُ البَقْ

لُ بَدِیئاً قَبْلَ اسْتِکَاکِ الرِّیاضِ

قالَ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ :و لیسَ الصُّنْتُعُ فی هذا البَیْتِ الظَّلِیمَ ،و إِنَّمَا یَصِفُ الحِمَارَ الصَّغِیرَ الرَّأْسِ ،و اخْتُلِفَ فی وَزْنِهِ ،فقالَ ابنُ دُرَیْدٍ:وَزْنُه فُنْعلٌ ،و فی الأَبْنِیَهِ لابِنِ القَطاعِ أَنَّهُ فُعْلُلٌ ، و سَیُعاد إِنْ شاءَ اللّه تَعَالَی قرِیباً لهذَا الاخْتِلافِ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

فِی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ :هذا بَعِیرٌ یتسَمَّحُ (3)و یَتَصَتَّعُ ،إِذا کان طُلُقاً (4).

و صَتَع له:صَمَدَ لهُ ،لُغهٌ فی صَتَأَ،بالهمْزِ.

و المُصَنْتِعُ : الصُّنْتُعُ .

صدع

الصِّدْعُ :الشَّقُّ فی شَیْ ءٍ صُلْبٍ ،کالزُّجَاجَهِ و الحائِطِ و نَحْوِهِمَا،قالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ لِحَسَّان یَهْجُو الحارِثَ بنَ عَوْفٍ المُرِّیَّ :

و أَمَانَهُ المُرِّیِّ حَیْثُ لَقِیتَهُ

مِثْلُ الزُّجَاجَهِ صَدْعُها لَمْ یُجْبَرِ

و جَمْعُه: صُدُوعٌ ،قال قَیْسُ بنُ ذَرِیحٍ :

أَیا کَبِداً طارَتْ صُدُوعاً نَوَافِذاً

و یا حَسْرَتا ماذَا تَغَلْغَلَ بالقَلْبِ ؟

ذَهَبَ فیه إِلی أَنَّ کُلَّ جُزْءٍ منها صارَ صَدْعاً ،و تَأْوِیلُ الصَّدْعِ فی الزُّجَاجِ أَنْ یَبِینَ بَعْضُه من بَعْضٍ .

و الصَّدْعُ : الفِرْقَهُ مِن الشَّیْ ءِ کالغَنَم و نَحْوِه سُمِّیَتْ بالمَصْدَرِ کما قِیلَ للمَخْلُوقِ :خَلْقٌ ،و للمَحْمُولِ :حَمْلٌ ، و مِنْهُ

17- حَدِیثُ عُمَرَ-رَضِیَ اللّه عَنْهُ فی صَدَقَهِ الغنَمَ : -:«ثُمَّ یَصْدَعُ الغَنَمَ صَدْعَیْنِ ».

و الصَّدْعُ : الرَّجُلُ الضَّرْب الخَفِیفُ اللَّحْمِ ،و قد یُحَرَّکُ ،کما فی الصّحاح،و قالَ الکِسَائِیُّ :رَأَیْتُ رَجُلاً صَدَعاً ،و هو:الرَّبْعَه القَلِیلُ اللَّحْمِ ،و

16- فی حَدِیثِ حُذَیْفَهَ :

«فإِذا صَدَعٌ من الرِّجَالِ ،فقُلْتُ :مَنْ هذا الصَّدَعُ »؟ یَعْنِی الرَّبْعَهُ فی خَلْقِهِ ،رَجُلٌ بَیْنَ الرَّجُلَیْنِ ،و هو کالصَّدَعِ من الوُعُول:وَعِلٌ بَیْنَ الوَعِلَیْنِ .

و الصَّدْعُ : نَبَاتُ الأَرْضِ ،لأَنَّهُ یَصْدَعُها،أَی یَشُقُّهَا فتَنْصَدِعُ بهِ ،و فی التَّنْزِیلِ : وَ الْأَرْضِ ذاتِ اَلصَّدْعِ (5)

ص:264


1- (1) فی القاموس«سنس»:«أَبو الأَصْبَغِ »بالغین المعجمه.
2- (2) فی الصحاح:«الطغام»و فی التکمله عن الجوهری:«النعام» کالأصل.
3- (3) فی التهذیب:«یتمسح»و الأصل کاللسان.
4- (4) ضبطت عن التهذیب،و فی اللسان:«طَلْقاً».
5- (5) سوره الطارق الآیه 12. [1]

قال ثَعْلَبٌ :هی الأَرْضُ تَنْصَدِعُ بالنَّبَاتِ ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَال: النّاسُ عَلَیْهِم صَدْعٌ واحِدٌ،أَی أَلْبٌ وَاحِدٌ،أَی مُجْتَمِعُون بالعَداوَهِ ،و کذلک هُمْ وَعْلٌ عَلیه،و ضِلَعٌ وَاحدٌ.

قاله أَبو زیدٍ.

و الصِّدْعُ ، بالکَسْرِ:الجَمَاعَهُ من النّاسِ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الصِّدْعُ : الشُّقَّهُ منَ الشَّیْ ءِ ،اسمٌ من صَدَعَ الشَّیْ ءَ صِدْعَیْن ،إِذا شَقَّه بنِصْفَیْنِ .

و الصِّدْعَه ، بهاءٍ:الصِّرْمَهُ مِنَ الإِبِلِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و قالَ أَبُو زَیْد:الصِّرْمَهُ ،و القِصْلَهُ ،و الحُدْرَهُ :مَا بَیْنَ العَشَرهِ إِلی الأَرْبَعِینَ من الإِبِلِ ،فإِذا بَلَغَتْ سِتِّینَ فهی الصِّدْعَهُ .

قلتُ :ففی هذا إِزالَهُ الإِبهامِ عن مَعْنَی الصِّدْعَهِ ،و النَصُّ علی کَمِّیَّتِهَا.

و الصِّدْعَهُ : الفِرْقَهُ من الغَنَمِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،یُقَال:

صَدَعْتُ الغَنَمَ صِدْعَتَیْنِ ،أَی فِرْقَتَیْنِ ،کلُّ وَاحِدَهٍ منهما صِدْعَهٌ ،و قِیلَ : الصِّدْعَهُ :القِطْعَهُ من الغَنَم إِذا بَلَغَت سِتِّینَ ،و قِیلَ :هو القَطِیعُ من الظِّبَاءِ و الغَنَمِ .

و الصِّدْعَهُ : النَّصْفُ من الشَّیْ ءِ المَشْقُوقِ نِصْفَیْنِ ،کُلُّ شقٍّ منهِ صِدْعَهٌ ، کالصَّدِیعِ ،فِیهِمَا ،هکَذَا بضمیرِ التَّثْنِیَهِ فی سائرِ النُّسَخِ ،و الصَّوابُ :فیها،أَی فی الثّلاثَهِ ،فإِنّ الصَّدِیعَ یُطْلَقُ علی الفِرْقَهِ من الغَنَمِ ،و علی الصِّرْمَهِ من الإِبِل،و عَلَی کُلِّ شیْ ءٍ یُشَقُّ نِصْفَیْنِ ،فکُلُّ شِقٍّ منه صَدِیعٌ ، و الأَخِیرُ قد یَأْتِی أَیْضاً فی سِیَاقِ المُصَنِّفِ فیما بَعْدُ،و لو اقْتَصَرَ عَلَی هذا کانَ أَجْوَدَ،و شاهِدُ الصَّدِیعِ -بمَعْنَی الصِّرْمَهِ من الإِبِل-قولُ المَرّارِ بنِ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیِّ :

إذا أَقْبَلْنَ هَاجِرَهً أَثارَتْ

من الأَظْلالِ إِجْلاً أَو صَدِیعَا

و قَوْلُه تعالَی: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ (1)أَی:شُقَّ جَمَاعَاتِهِم بالتَّوْحِیدِ قالهُ ابن الأَعْرَابِیِّ أَو مَعْنَاهُ اجْهَرْ بما تُؤْمَرُ،من صَدَعَ بالأَمْرِ،إِذا جَاهَرَ به.و قال مُجَاهِدٌ:

بالقُرْآنِ .أَو مَعْنَاه: أَظْهِرْ ما تُؤْمَرُ به،و لا تَخَفْ أَحَداً.من الصَّدِیعِ ،و هو الصُّبْحُ ،قالَه أَبو إِسْحَاقَ ،أَو من صَدَعْتُ الشَّیْ ءَ:أَظْهَرْتُه،و قال الفَرّاءُ:أَرادَ عزَّ و جَلَّ فاصْدَعْ بالأَمْرِ الّذِی أَظْهَرَ دِینَک،أَقامَ «ما»مُقَامَ المَصْدَرِ. أَو احْکُمْ بالحَقِّ . من صَدَعَ بالحَقِّ ،إِذا تَکَلَّم به. و قِیل: افْصِلْ بالأَمْرِ ،نَقَلَه بعضُ المُفَسِّرِینَ ،و قالَ الرّاغِبُ :أَی افْصِلْهُ ، قالَ :و هو مُسْتَعَارٌ من صَدْعِ الأَجْسَامِ . أَو اقْصِدْ بما تُؤْمَرُ ، نَقَلَه ثَعْلَبٌ عن أَعرابِیٍّ کان یحضُرُ مَجْلِسَ ابنِ الأَعْرَابِی، و کان ابنُ الأَعْرَابِیِّ رُبَّمَا یَأْخُذُ عنه. أَو افْرُقْ بهِ بَیْنَ الحَقِّ و الباطِلِ ،نَقَلَه ابنُ عَرَفَهَ ،و هو قَوْلُ مَعْمَر،و به فُسِّر قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الحِمَارَ و الأُتُنَ :

فکَأَنَّهُنَّ رَبَابَهٌ و کأَنَّهُ

یَسَرٌ یُفِیضُ علی القِدَاحِ و یَصْدَعُ (2)

أَی یُفَرِّقُ عَلی القِدَاحِ ،أَی بالقِدَاح و قِیلَ :مَعْنَاه:یُبَیِّنُ بالحُکْمِ ،و یُخْبِرُ بما یَجِیءُ،و به فُسِّرَ قَوْلُ جَرِیرٍ یَمْدَحُ یَزِیدَ بنَ عَبْدِ المَلِکِ :

هو الخَلِیفَه فارْضَوْا ما قَضَی لَکُمُ

بالحَقِّ یَصْدَعُ ،ما فی قَوْلِهِ جَنَفُ

و قَال السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ فی تَفْسِیرِ قَوْلهِ تَعَالَی:

فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ هُو مِنَ الصَّدِیعِ ،بمَعْنَی الفَجْرِ،شَبَّه الجَهْلَ بظُلْمَهِ اللَّیْلِ ،و القُرْآنُ نُورٌ، فصَدَعَ به تِلْکَ الظُّلْمَهَ ، کما یَصْدَعُ الفَجْرُ ظُلْمَهَ اللَّیْلِ .

و صَدَعَهُ ،کَمَنَعَه ، صَدْعاً : شَقَّهُ ،أَو شَقَّهُ نِصْفَیْنِ ،أَو شَقَّهُ و لم یَفْتَرِقْ ،فهی ثَلاثَهُ أَقْوَالٍ .و لا یَخْفَی أَنَّ الثّالِثَ هو عَیْنُ الأَوَّلِ ،فهُمَا قَوْلاَنِ لا غَیْرُ.

و صَدَعَ فُلاناً:قصَدَه لِکَرَمهِ ،نَقَلَه ثَعْلَبٌ عن الأَعْرَابِیِّ الَّذِی کانَ یَحْضُرُ مَجْلِسَ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و به فُسِّرَتِ الآیَهُ ، کما تَقَدَّمَ ،و هو مَجَازٌ.

و صَدَعَ بالحَقِّ :تَکَلَّمَ به جِهَاراً مُفَرِّقاً بینَه و بَیْنَ الباطِلِ ، و هُوَ مَجَازٌ،و به فُسِّرَت الآیَه،کما تَقَدَّم،و به فَسَّرَ أَیْضاً الخَلِیلُ قولَ أَبِی ذُؤَیْبٍ السّابِقَ ،قال: یَصْدَعُ ،أَی یقُولُ بأَعْلَی صَوْتِه:فاز قِدْحُ فُلان،أَو هذا قِدْحُ فُلانٍ .

و صَدَع بالأَمْرِ یَصْدَعُ صَدْعاً : أَصابَ بِهِ مَوْضِعَهُ ، و جاهَرَ به.

ص:265


1- (1) سوره الحجر الآیه 94. [1]
2- (2) دیوان الهذلیین 6/1 بروایه:و کأنهن.

و قالَ أَبُو زَیْد: صَدَعَ إِلَیْهِ صُدُوعاً :مالَ .

و صَدَعَه عَنْهُ :صَرَفَهُ ،یُقَال:ما صَدَعَکَ عَنْ هذا الأَمْرِ، أَی ما صَرَفَکَ ،کما فی الصّحاحِ ،و قال ابنُ فارِسٍ :و نَاسٌ یَقُولُونَ :ما صَدَغَک،بالغینِ المُعْجَمَهِ ،و هذا أَحْسَنُ ، و کذلِکَ ذَکَرَه ابنُ دُرَیْد بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ .قلتُ :و قد ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً بالغینِ المُعْجَمَهِ ،کما سَیَأْتِی.

و صَدَعَ الفَلاهَ :قَطَعَها ،و هو مَجَاز،و کذلِکَ النَّهْرَ،إِذا شَقَّه.

و یُقَالُ : بَیْنَهُمْ صَدَعَاتٌ فی الرَّأْیِ و الهَوَی،مُحَرَّکَهً ، أَی تَفَرُّقٌ ،و یُقَال:أَصْلِحُوا ما فِیکُم من الصَّدَعَاتِ ،أَی اجْتَمِعُوا و لا تَتَفَرَّقُوا.و یُقَالُ أَیْضاً:إِنَّهُم علی ما فِیهِم من الصَّدَعَاتِ أَلِبّاءُ کِرَامٌ .و هو مَجَازٌ.

و یُقَال: جَبَلٌ صَادِعٌ ،أَی ذَاهِبٌ فی الأَرْضِ طُولاً ،و هو مَجَازٌ. و کذلِکَ :سَیْلٌ صَادِعٌ ،کذا فی النُّسَخِ ،و صَوَابُه:

سَبِیلٌ صادِعٌ ، و وَادٍ صَادِعٌ ،و هذَا الطَّرِیقُ یَصْدَعُ فی أَرْضِ کذا و کذا.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الصُّبْحُ الصّادِعُ :المُشْرِقُ .

قال: و المَصَادِعُ :طُرُقٌ سَهْلَهٌ فی غِلَظٍ من الأَرْضِ ، الوَاحِدُ مَصْدَعٌ ، کمَقْعَدٍ ،و هو مَجَازٌ.

و المَصَادِعُ أَیْضاً: المَشَاقِصُ من السِّهَامِ ،و به سُمِّیَتِ الکِنَانَهُ خَابِئَهَ المَصَادِعِ ، الوَاحِدُ مِصْدَعٌ کمِنْبَرٍ ،و رُبَّما قالُوا: خَطِیبٌ مِصْدَعٌ ،کمِنْبَرٍ ،أَی بَلِیغٌ جَرِیءٌ عَلَی الکَلامِ ،ذُو بَیَانٍ .کما قالُوا:مِصْلَقٌ ،و مِسْلَقٌ ،و مِصْقَعٌ .

و الصَّدَعُ مُحَرّکهً -من الأَوْعَالِ و الظِّبَاءِ و الحُمُرِ و الإِبِلِ -:الفَتِیُّ الشابُّ القَوِیُّ ،و تُسَکَّنُ الدّالُ و لو قالَ :

«و یُسَکَّنُ »کما هو دَأْبهُ فی عِباراتِه،کان أَخْصَرَ. أَو الصَّدَعُ ،بالتَّحْرِیکِ :هو الشَّیْ ءُ بینَ الشَّیْئَیْنِ من أَیِّ نَوْعٍ کانَ ،بینَ الطَّوِیلِ و القَصِیرِ،و الفَتِیِّ و المُسِنِّ ،و السَّمِینِ و المَهْزُولِ ،و العَظِیمِ و الصَّغِیرِ ،و قالَ الجَوْهَرِیُّ : الصَّدَع :

الوَسَطُ من الوُعُولِ لیسَ بالعَظِیمِ و لا الصَّغِیرِ،و لکِنَّه وَعِلٌ بینَ وَعِلَیْنِ ،و کَذلک هُوَ مِنَ الظِّبَاءِ.و الحُمُرِ،لا یُقَالُ فیهِ إِلاّ بالتَّحْرِیکِ .قلتُ :و هو قولُ ابنِ السِّکِّیتِ ،و أَنْشَدَ:

یا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ

تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِلَیْهِ و اجْتَمَعْ

و الرّجَزُ لمَنْظُورٍ الأَسَدِیِّ ،و قالَ دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّهِ :

یا لَیْتَنِی فیها جَذَعْ

أَخُبُّ فیها و أَضَعْ

أَقُودُ وَطْفاءَ الزَّمعْ

کأَنَّهَا شَاهٌ صدَعْ

و قالَ الأَعْشَی:

قَدْ یَتْرُکُ الدَّهْرُ فی خَلْقَاءَ رَاسِیَهٍ

وَهْیاً و یُنْزِلُ مِنها الأَعْصَمَ الصَّدَعَا (1)

و قالَ ابْنُ الرِّقاعِ :

لو أَخْطَأَ المَوْتُ شَیْئاً أَو تَخَطَّأَهُ

لأَخْطَأَ الأَعْصَمَ المُسْتَوْعِلَ الصَّدَعَا

و الصَّدَعُ من الحَدِیدِ:صَدَؤُهُ ،و

17- سَأَلَ عُمَرُ-رضِیَ اللّه عنهُ -الأُسْقُفَّ عن الخُلَفَاءِ،فحَدَّثَه حَتَّی انْتَهَی إِلی نَعْتِ الرّابعِ ،فقال:« صَدَعٌ من حَدِیدٍ-و یُرْوَی صَدَأٌ[من] (2)حَدِیدٍ-فقال عُمَرُ:وا دَفْرَاهُ ».

قالَ شَمِر:یُرِیدُ کالصَّدَعِ من الوُعُوْلِ المُدْمَجِ الشَّدِیدِ الخَلْقِ ،الشَّابِّ الصُّلْب القَوِیّ ،شبَّهَه فی خِفَّتِه فی الحُرُوبِ و نُهُوضِه إِلی مُزَاوَلَهِ صِعابِ الأُمُورِ-حین یُفْضِی الأَمْرُ إِلیه-بالوَعِلِ ؛لِتَوَقُّلِه فی شَعَفاتِ الجِبَالِ الشّاهِقَهِ ، و جَعَلَ الصَّدَعَ من حَدِیدٍ؛مُبَالَغَهً فی وَصْفِهِ بالبَأْسِ و النَّجْدَهِ ، و الصَّبْرِ و الشِّدَّهِ ،و قد تَقَدَّمَ شَیْ ءٌ من هذَا البَحْثِ فی الهَمْزَهِ .و کانَ حَمّادُ بنُ زَیْدٍ یَقُولُ :صَدَأٌ[من] (3)حَدِیدٍ.

قال الأَصْمَعِیُّ :و هذا أَشْبَهُ :لأَنَّ الصَّدَأَ له دَفَرٌ،و هو النَّتْنُ ، و فی کَلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ یُتَأَمَّلُ فیه.

و من المَجَازِ: الصَّدِیعُ ، کأَمِیرٍ:الصُّبْحُ ،لانْصِداعِه، و فی العُبَابِ :لأَنَّهُ یَصْدَعُ اللَّیْلَ ،أَی یَشُقُّه،و یُسَمَّی صَدِیعاً ،کما یُسَمَّی فَلَقاً،قال عَمْرُو بن مَعْدِیکَرِبَ رضِیَ اللّه عَنْه:

و کم مِنْ غائِطٍ من دُونِ سلْمَی

قَلِیلِ الإِنسِ لَیْسَ به کَتِیعُ

ص:266


1- (1) بالأصل:«قد ینزل من وحیاً و ینزل»و المثبت عن الدیوان ص 105.
2- (2) زیاده عن النهایه« [1]صدأ».
3- (3) زیاده عن اللسان. [2]

بهِ السِّرْحَانُ مُفْتَرِشاً یَدَیْهِ

کأَنَّ بَیَاضَ لَبَّتِه صَدِیعُ

و الصَّدِیعُ : رُقْعَهٌ جَدِیدَهٌ فی ثَوْبٍ خَلَقٍ ،کأَنَّهَا صُدِعَتْ ، أَی شُقَّت،قال لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه عنه:

دَعِی اللَّوْمَ أَو بِینِی کشَقِّ صَدِیعِ

فَقَدْ لُمْتِ قَبْلَ الیَوْمِ غَیْرَ مُطِیعِ

و کُلُّ نِصْفٍ من ثَوْبٍ ،أَو شَیْ ءٍ یُشَقُّ نِصْفَیْنِ فهو صَدِیعٌ .

و قِیلَ : صَدِیعٌ فی قَوْلِ لَبِیدٍ هو الرِّدَاءُ الذِی شُقَّ صِدْعَیْنِ ، یُقَال:باتَ مِنْهُ کشِقِّ صَدِیعٍ ،و یُضْرَب فی کُلِّ فُرْقَهٍ لا اجْتِمَاعَ بَعْدَها: ج صُدُعٌ ، ککُتُبٍ .

و الصَّدِیعُ : اللَّبَنُ الحَلِیبُ وَضَعْتَهُ فبَرَدَ،فعَلَتْهُ الدُّوَایَهُ ، و سُمِّیَ صَدِیعاً ؛لأَنَّکَ تَصْدَعُ الدُّوَایَهَ عن صَرِیحِ اللَّبَنِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الصَّدِیعُ : الفَتِیُّ من الأَوْعَالِ ،و قِیلَ :

هو المَرْبُوعُ الخَلْقِ ،أَی وَعِلٌ بَیْنَ الوَعِلَیْن، کالصَّدَعِ ، مُحَرَّکهً .

قال: و الصَّدِیعُ : ثَوْبٌ یُلْبَسُ تَحْتَ الدِّرْعِ ،و هو القَمِیصُ بینَ القَمِیصَیْنِ ،لا بالکَبِیرِ و لا بالصَّغِیرِ.

و الصُّدَاعُ ، کغُرَابٍ :وَجَعُ الرَّأْسِ ،کما فی الصّحاحِ ، و قالَ الرّاغِبُ :هو شِبْهُ الانْشِقَاقِ فی الرَّأْسِ من الوَجَعِ ، مُسْتَعَارٌ من الصَّدْعِ ،بمَعْنَی الشَّقِّ فی الحَائطِ و غَیْرِه،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للقُطَامِیِّ یصِفُ نَاقَهً :

و سَارَتْ سِیرَهً تُرْضِیکَ مِنْهَا

یَکَادُ وَ شِیجُهَا یَشْفِی الصُّدَاعَا

و صُدِّعَ الرَّجُلُ ، بالضَّمِّ ، تَصْدِیعاً ،کما فی الصّحاحِ ، أَی أَصابَهُ الصُّدَاعُ ،قال الصّاغَانِیُّ :و هو الاخْتِیَارُ و یَجُوزُ فی الشِّعْرِ صُدِعَ ،کعُنِیَ ،فهو مَصْدُوعٌ .

و المُصَدِّع ،کمُحَدِّثٍ :سَیْفُ زُهَیْرِ بنِ جَذِیمَهَ العَبْسِیِّ أَبِی قَیْسٍ ،و یُقَالُ :اجْتَمَع زُهَیْرُ بنُ جَذِیمَهَ و خالِدُ بنُ جَعْفَرٍ عندَ بعضِ مُلُوکِ بَنِی نَصْرٍ بالحِیرَهِ ،فجَرَی بینهما فَخْرٌ، فقَال زُهَیْرٌ:جَدَعْتُ و اللّه رَجُلاً من بَنِی جَعْفَرِ بنِ کِلاَبٍ و أَنا شَابٌّ ،فسَمّانِی أَبِی مُجَدِّعاً،و ضَرَبْتُ بسَیْفِی رَجُلاً من بَنِی کِلابٍ ، فصُدِّعَ ،فَسُمِّی سَیْفِی مُصَدِّعاً.

و مُصَدِّع : ع ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و من المَجَازِ: تَصَدَّعَ ،أَی تَفَرَّقَ ،یقال: تَصَدَّع القَوْمُ ، أَی تَفَرَّقوا.قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَه یَرْثِی أَخاه مَالِکاً:

و کُنَّا کَنَدْمَانَیْ جَذِیمَهَ حِقْبَهً

من الدَّهْرِ حتّی قِیلَ :لَنْ یَتَصَدَّعَا

فَلَمَّا تَفَرَّقْنا کأَنِّی و مَالِکاً

لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لم نَبِتْ لَیْلَهً مَعَا

کاصَّدَّعَ ،بتَشْدِیدِ الصّادِ و الدّالِ ،قال اللّه تَعالَی:

یَوْمَئِذٍ یَصَّدَّعُونَ (1)قال الزَّجّاجُ :مَعْنَاه یَتَفَرَّقُونَ ، فَیَصِیرُونَ فَرِیقَیْنِ ، فَرِیقٌ فِی الْجَنَّهِ وَ فَرِیقٌ فِی السَّعِیرِ ، و أَصْلُهَا یَتَصَدَّعُونَ ،قُلِبَتْ التاءُ صاداً،ثمّ أُدْغِمَتْ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ تَصَدَّعَت الأَرْضُ بفُلانٍ ،إِذا تَغَیَّبَ فِیهَا فَارًّا.

و انْصَدَعَ :انْشَقَّ ، کَنَصَدَّعَ ،و هُمَا مُطَاوِعَا صَدَعَه و صَدَّعَهُ ،قال سُوَیْدُ بنُ أَبِی کاهِلٍ الیَشْکُرِیُّ :

فبِهِمْ یُنْکَی عَدُوٌّ و بِهِمْ

یُرْأَبُ الشَّعْبُ إِذا الشَّعْبُ انْصَدَع

و قال ابنُ الرِّقاع:

و نَکْبَهٍ لَوْ رَمَی الرّامِی بها حَجَراً

أَصَمَّ مِنْ جَنْدَلِ الصَّوّانِ لانْصَدَعَا

أَتَتْ عَلَیَّ فَلَمْ أَتْرُکْ لها سَلَبِی

و ما اسْتَکَنْتُ لها شَکْوَی و لا جَزَعَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

صَدَّعَهُ تَصْدِیعاً :شَقَّه،و صَدَّعَ الفَلاهَ و النَّهْرَ تَصْدِیعاً :

شَقَّمُهَا و قَطَعَهُمَا،علی المَثَلِ ،قال لَبِیدٌ:

فتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِیّ و صَدَّعَا

مَسْجُورَهً مُتَجَاوِزاً قُلاَّمُهَا (2)

وَ قَوْل قَیْسِ بنِ ذَرِیحٍ :

فَلَمَّا بَدا مِنْهَا الفِراقُ کما بَدَا

بظَهْرِ الصَّفَا الصَّلْدِ الشُّقُوقُ الصَّوادِعُ

ص:267


1- (1) سوره الروم الآیه 43. [1]
2- (2) دیوان ص 170 و یروی:فرمی بها عرض السری و فی الدیوان «متجاوراً».

یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ صَدَعَ فی مَعْنَی تَصَدَّع ،لُغَهً ،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ عَلَی النَّسَبِ ،أَی ذاتُ انْصِدَاعٍ و تَصَدُّعٍ .

و انْصَدَعَت الأَرْضُ بالنَّبَاتِ ،و تَصَدَّعَت :انْشَقَّت.

و انْصَدَعَ الصُّبْحُ :انْشَقَّ عنه اللَّیْلُ ،کما یُقَالُ :انْفَجَرَ، و انْفَلَقَ ،و انْفَطَر.

و الصَّدِیعُ :الثَّوْبُ المُشقَّقُ .

و صَدَعَ الشَیْ ءَ:بَیَّنَه و فَرَّقَه.

و تَصَدَّعَ السَّحَابُ :تَقطَّع.

و صَدَعَتْهُم النَّوَی،و صَدَّعَتْهُم :فَرَّقَتْهُم،و هو مَجَازٌ.

و التَّصْدَاعُ تَفْعالٌ من ذلک.قال قَیْسُ بن ذُرِیحٍ :

إِذا افْتَلَتَتْ منک النَّوَی ذا مَوَدَّهٍ

حَبِیباً بتَصْداعٍ من البَیْنِ ذِی شَعْبِ

و الصَّدْع :الفَصْل،نَقلَ ابنُ السِّکِّیت،و هو مَجَازٌ.

و الصادِعُ :القاضِی بینَ القوْمِ .

و علیه صِدْعَهٌ مِنْ مالٍ ،بالکَسْرِ،أَی قَلِیل.

و الصَّدِیعُ :نحوُ السِّتِّینَ من الإِبِلِ .

و قال أَبو ثروَانَ :تَقُولُ :إِنَّهم علی ما ترَی من صَدَعَاتِهِم (1)لَکِرَامٌ .

و رَجُلٌ صَدَعٌ ،بالتَّحْرِیکِ :مَاضٍ فی أَمْرِه.

و قِیلَ فی قَوْلِهِ تَعَالَی: فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ أَی فَرِّقِ القَوْلَ فِیهم مُجْتَمِعِینَ و فُرَادَی.

و دَلِیلٌ مِصْدَعٌ ،کمِنْبَرٍ:مَاضٍ لوَجْهِه.

و تَصَدَّعُوا عنّی:تَفرَّقُوا.

و یُقَالُ : صَدَعَه صَدْعَ الرِّدَاءِ.

و یُقال:هو أَصْدَعُهم بالصَّوابِ ،فی أَسْرَع جَوَابِ .

و الصِّدْعُ ،بالکَسْرِ:المَرْأَهُ تَصْدَعُ أَمْرَ القَوْمِ فلا تَشْعَبُه، عن ابْنِ عَبّادٍ.و الصَّدِیعُ :الجَمَاعَهُ من البَقرِ.

و صَدَعَ اللَّیْلَ صَدْعاً :سَرَاهُ ،و هو مَجَازٌ،نَقلَهُ ابنُ القَطّاعِ .

و قالَ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ : الصَّدِیعُ فی بَیْتِ الشَّمّاخِ (2):ثَوْبٌ تَلْبَسُه النَّوَّاحَهُ أَسْوَدُ تَحْتَ ثَوْبٍ أَبْیَضَ و تَصْدَعُ الأَسْوَدَ عند صَدْرِهَا،فَیَبْدُو الأَبْیَضُ :نَقَله قاسِمُ بنُ ثابِتٍ ،و أَنْشدَ:

کَأَنَّهنَّ إِذْ وَرَدْنَ لِیَعَا

نَوّاحَهٌ مُجْتابَهٌ صَدِیعَا

ولِیعٌ :اسمُ طَرِیقٍ (3).

صرع

الصَّرْعُ ،بالفَتْحِ و یُکْسَر ،هو الطَّرْحُ علی الأَرْضِ ،و فی العُبَابِ و اللِّسَانِ :بالأَرْضِ ،و خَصَّهُ فی التَّهْذِیبِ بالإِنْسَانِ ، صَارَعَهُ فصَرَعَه صَرْعاً و صِرْعاً :الفَتْحُ لِتَمِیمٍ ،و الکَسْرُ لِقَیْسٍ ،عن یَعْقُوبَ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ کالمَصْرَعِ ،کمَقْعَدٍ قال هَوْبَرٌ الحارِثِیُّ :

بمَصْرَعِنَا النُّعْمَانَ یَوْمَ تَأَلَّبَتْ

عَلَیْنَا تَمِیمٌ مِن شَظًی و صَمِیمِ

و هو مَوْضِعُه أَیضاً ،قال أبو ذُؤَیْبٍ یَرثِی بَنِیه:

سَبَقُوا هَوَیَّ و أَعْنَقُوا لِهَوَاهُمُ

فَتُخرِّمُوا،و لکُلِّ جَنْبٍ مَصْرَعُ (4)

و قد صَرَعَهُ ،کَمَنَعَهُ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «مثلُ المُؤْمِنِ کالخَامَهِ من الزَّرْعِ ، تَصْرَعُها الرِّیحُ مَرَّهً ،و تَعْدِلُها أُخْرَی».

أَی تُمِیلُهَا،و تَرْمِیها من جَانبٍ إِلی جَانبٍ .

و الصِّرْعَهُ ،بالکَسْرِ للنَّوْعِ مِثْلُ :الرِّکْبَهُ و الجِلْسَه، و منه المَثَلُ : «سُوءُ الاسْتِمْسَاکِ خَیْرٌ من حُسْنِه الصِّرْعَه » یُقَال:إِذا اسْتَمْسَک و إِنْ لم یُحْسِنِ الرِّکْبَهَ فهو خَیْرٌ من الَّذِی یُصْرَعُ صَرْعَهً لا تَضُرُّه؛لأَنَّ الَّذِی یَتَمَاسَکُ قد یَلْحُق،و الَّذِی یُصْرَعُ لا یَبْلُغُ ، و یُرْوَی :حُسْنُ الصَّرْعَه ، بالفَتْحِ ،بمَعْنَی المَرَّهِ .

ص:268


1- (1) فی اللسان:«صداعتهم»و بهامشه:«قوله صداعتهم کذا ضبط فی الأصل،و لینظر فی الضبط و المعنی،و ما الغرض من حکایه أبی ثروان هذه هنا».
2- (2) یعنی بیت عمرو بن معدی کرب المتقدم و روایته: به السرحان مفترشاً یدیه کأن بیاض لبته صدیع.
3- (3) قیدها یاقوت بالکسر:موضع.
4- (4) دیوان الهذلیین 3/1 و یروی:و اعنقوا لسبیلهم ففقدتهم.

و الصُّرْعَه ، بالضَمِّ :مَنْ یَصْرَعَهُ النّاسُ کَثِیراً.

و الصُّرَعَه کهُمَزَهٍ :مَنْ یَصْرَعُهمْ ،و هو الکَثِیرُ الصَّرْعِ لأَقْرانِه،یَطَّرِدُ علی هذَیْن بابٌ ،و قد تَقَدَّمَ تَحْقِیقه فی «ل ق ط »و

16- فی الحَدِیثِ : «ما تَعُدُّونَ الصُّرَعَهَ فِیکم ؟قالوا:

الَّذِی لا یَصْرَعُهُ الرِّجالُ ،قَالَ :لیسَ بِذاک،و لکِنَّه الَّذِی یَمْلِکُ نَفْسَه عِنْدَ الغَضَبِ »و یُرْوَی:«الحَلِیمُ عندَ الغَضَبِ ».

و قالَ اللَّیْث:

17- قالَ مُعَاوِیَه رضِیَ اللّه عنه: «لم أَکنْ صُرَعَهً و لا نُکَحَهً ». و فی اللِّسَانِ : الصُّرَعَه :المُبَالِغ فی الصِّرَاعِ ، الَّذِی لا یُغْلَبُ ،وَ سَمَّی فی الحَدِیثِ :«الحَلِیم عِنْدَ الغَضَبِ »[ صُرَعَهً ]لأَنَّ حِلْمَه یَصْرَع غَضَبَه،عَلَی ضِدِّ مَعْنَی قَوْلِهِم:الغَضَبُ غولُ الحِلْمِ ،قال:فنَقَلَه إِلی الّذِی یَغْلِبُ نَفْسَه عندَ الغَضَبِ و یَقْهَرُهَا،فإِنَّه إِذا مَلَکَهَا کأَنَّه قَهَرَ أَقْوَی أَعْدَائِه،و شَرَّ خصُومهِ ،و لذلِکَ

16- قالَ : «أَعْدَی عَدُوٍّ لکَ نَفْسُک الَّتِی بینَ جَنْبَیْکَ ». و هذَا من الأَلْفَاظِ الَّتِی نَقَلَهَا اللُّغَوِیُّون (1)من وَضْعِهَا لضَرْبٍ من التَّوَسُّعِ و المَجَازِ،و هُو من فَصِیحِ الکَلامِ ؛لأَنَّه لمّا کانَ الغَضْبانُ بحالَهٍ شَدِیدَهٍ من الغَیْظِ ،و قد ثَارَتْ عَلَیْهِ شَهْوَه الغَضَبِ ،فقَهَرَها بحِلْمِه، و صَرَعَهَا بثَبَاتِه،کان کالصُّرَعَهِ ،الذی یَصْرَع الرِّجَالَ و لا یَصْرَعُونَه ، کالصِّرِّیعِ و الصُّرّاعَهِ ،کسِکِّینٍ (2)و دُرّاعَه ،الثّانِیَه عن الکِسَائِیِّ ،یُقَال:رَجُلٌ صِرِّیعٌ :شَدِیدُ الصِّراعِ ،و إِن لَمْ یَکنْ مَعْرُوفاً بذلِکَ ،و فی التَّهْذِیبِ :هو إِذا کانَ ذلِکَ صَنْعَتَه و حالَه الَّتِی یُعْرَف بِهَا.

و الصَّرِیع ،کأَمِیرٍ: المَصْرُوع ،ج: صَرْعَی ،یقال:

تَرَکْتُه صَرِیعاً ،و تَرَکْتُهم صَرْعَی ،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ:

فَتَرَی الْقَوْمَ فِیها صَرْعی (3).

و الصَّرِیعُ : القَوْسُ التی لَمْ یُنْحَتْ مِنْهَا شَیْ ءٌ ،و هو مَجَازٌ، أَو الَّتِی جَفَّ عُودُهَا عَلَی الشَّجَرِ ،و قیلَ :إِنَّما هو الصَّرِیفُ ،بالفَاءِ،کما سَیَأْتِی، و کذلِکَ السَّوْطُ إِذا لَمْ یُنْحَتْ منه،یُقَالُ له: صَرِیعٌ . و من المَجَازِ أَیضاً: الصَّرِیعُ : القَضِیبُ من الشَّجَرِ یَنْهَصِرُ ،أَی یَتَهَدَّلُ إِلی الأَرْضِ ،فیَسْقُطُ عَلَیْهَا،و أَصْلُه فی الشَّجَرَهِ ،فیَبْقَی سَاقِطاً فی الظِّلِّ ،لا تُصِیبُه الشَّمْسُ ،فیَکُونُ أَلْیَنَ من الفَرْعِ ،و أَطْیَبَ رِیحاً ،و هو یُسْتَاکُ به،ج:

صُرْعٌ ،بالضَّمِّ ،و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَّ النبیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم کانَ یُعْجِبُه أَنْ یَسْتَاکَ بالصُّرْع ». و فی التَّهْذِیبِ : الصَّرِیعُ :القَضِبُ یَسْقُطُ من شَجَرِ البَشَامِ ،و جَمْعُه: صُرْعَانٌ .

و الصَّرْعُ :عِلَّهٌ مَعْرُوفه،کما فی الصّحاح.و قالَ الرَّئِیسُ : تَمْنَعُ الأَعْضَاءَ النَّفِیسَهَ (4)من أَفْعَالِها مَنْعاً غیرَ تامٍّ ، و سَبَبُهُ سُدَّهٌ تَعْرِضُ فی بَعْضِ بُطُونِ الدِّماغِ ،و فی مَجَارِی الأَعْصَابِ المُحَرِّکَهِ للأَعْضَاءِ من خِلْطٍ غَلِیظٍ ،أَو لَزَجٍ کثیرٍ،فتَمْتَنِعُ الرُّوحُ عن السُّلُوکِ فیها سُلُوکاً طَبِیعِیًّا، فَتَتَشَنَّجُ الأَعْضَاءُ.

و الصَّرْعُ ،بالفَتْحِ : المِثْلُ ،و یُکْسَر ،قال الجَوْهَرِیُّ :

الصِّرْعَانِ ،بالکَسْر:المِثْلانِ ،و یُقَال:هُمَا صِرْعَانِ ، و شِرْعانِ ،و حِتْنَانِ (5)،و قِتْلان،کُلُّه بمعنًی،أَی:مِثْلانِ .

قلتُ :و هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و نَصُّه:یُقَالُ :هذا صَرْعُه و صِرْعُه ،و ضَرْعُه و ضِرْعُه،و طَبْعُه و طِبَاعُه و طَبِیعُه،و طَلْعُه، و سِنُّه (6)،و قِرْنُه،و قَرْنُه،و شِلْوُه،و شُلَّتُه،أَی:مِثْلُه،و قولُ الشّاعِر:

وَ مَنْجُوبٍ له مِنْهُنَّ صِرْعٌ

یَمِیلُ إِذَا عَدَلْتَ به الشّوارَا

هکَذَا رَواهُ الأَصْمَعِیُّ ،قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :و یروی:

«ضِرْعٌ »بالضَّادِ المُعْجَمَهِ ،و فَسَّرَهُ بأَنَّه الحَلْبَه.

و الصّرْعُ أَیْضاً: الضَّرْبُ و الفَنُّ من الشَّیْ ءِ ،یُرْوَی بالفَتْحِ و الکَسْرِ،و إِعْجَامِ الضّادِ ج: أَصْرُعٌ ،و صُرُوعٌ ،قالَ لَبِیدٌ-رضِیَ اللّه عنه-:

و خَصْمٍ کَنَادِی (7)الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ

بمُسْتَحْصِدٍ ذِی مِرَّهٍ و صُرُوعِ

ص:269


1- (1) کذا بالأصل و اللسان و [1]بهامشه:«قوله:نقلها اللغویون الخ کذا بالأصل،و الذی فی النهایه: [2]نقلها عن وضعها اللغوی،و المتبادر منه أن اللغوی صفه للوضع،و حینئذ فالناقل النبی(صلّی اللّه علیه و آله)و یؤیده قول المؤلف قبله:فنقله الی الذی یغلب نفسه».
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:کسِکِّیتٍ .
3- (3) سوره الحاقه الآیه 7. [3]
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:النفیسه،هکذا فی نسخ المتن».
5- (5) ضبطت بالقلم فی التهذیب بفتح الحاء.
6- (6) فی التهذیب:«و شَنّه»و الأصل کاللسان. [4]
7- (7) عن التهذیب و الدیوان و بالأصل«کبادی».

رَوَاه أَبو عُبَیْدٍ هکَذا بالصّادِ المُهْمَلَه،أَی بضُرُوبٍ من الکَلاَمِ ،و رواه ابنُ الأَعْرَابِیِّ بالضّادِ المُعْجَمَهِ .

و الصَّرُوعُ ، کصَبُورٍ :الرَّجُلُ الکَثِیرُ الصِّرَاعِ لِلنّاسِ .

و فی التَّهْذِیبِ :للأَقْرَانِ ، ج : صُرُعٌ ، ککُتُبٍ .

و قالُ ابنُ عَبّادٍ: هو ذُو صَرْعَیْنِ أَی ذُو لَوْنَیْنِ ،و نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ أَیْضاً.

و یُقَال: تَرَکْتُهُمْ صَرْعَیْنِ ،إِذا کانُوا یَنْتَقِلُونَ مِنْ حالٍ إِلی حالٍ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و الصَّرْعَهُ :الحالَهُ ،و فی المُفْرَداتِ :حَالَهُ المَطْرُوحِ (1).

و قال ابنُ عَبّادٍ:هو یَفْعَلُه عَلی کُلِّ صَرْعَهٍ (2)،أَی حالَهٍ ، و نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ أَیْضاً.

و یُقَال: هو صَرْعُ کَذَا ،أَی حِذَاءَهُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و الصَّرْعانِ :إِبِلانِ تَرِدُ إِحْدَاهُمَا حِینَ تَصْدُرُ الأُخْرَی، لِکَثْرَتِها کما فی الصّحاحِ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

مِثْلُ البُرَامِ غَدا فی أُصْدَهٍ خَلَقٍ

«لَمْ یَسْتَعِنْ و حَوَامِی المَوْتِ تَغْشَاهُ »

فَرَّجْتُ عنه بصَرْعَیْنَا لأَرْمَلَهٍ

و بَائِسٍ جَاءَ مَعناهُ کمَعْنَاهُ

قالَ یَصِفُ سائِلاً شَبَّهَه بالبُرَامِ ،و هو القُرَادُ،لم یَسْتَعِنْ :

یَقُولُ :لم یَحْلِقْ عَانَتَهُ .و حَوَامِی المَوْتِ :أَسْبَابُه، کحَوَائِمِه،و قَوْلُه: بصَرْعَیْنَا أَرادَ بها إِبِلاً مُخْتَلِفَهَ التَّمْشَاءِ، تَجِیءُ هذِه،و تَذْهَبُ هذِه،لکَثْرَتِهَا،هکَذا رَوَاهُ بفَتْحِ الصّادِ،و هذَا الشِّعْرُ أَوْرَدَهُ ابْنُ بَرِّیّ عن أبِی عَمْرٍو،و أَوْرَدَ صَدْرَ البَیْتِ الأَوَّلِ .

و مُرْهَقٍ سالَ إِمْتاعاً بأُصْدَتِه

و وَقَع فی العُبَابِ :«مثلُ البُزاهِ غَدا»و کأَنَّهُ تَحْرِیفٌ .

و الصَّرْعانِ : اللَّیْلُ و النَّهَارُ،أَو الغَدَاهُ و العَشِیُّ ،من غُدْوَهٍ إِلی الزَّوالِ ،و فی الصّحاحِ :إِلی انْتِصَافِ النَّهَارِ صَرْعٌ ،بالفَتْحِ ، و مِن انْتِصافِ النَّهَارِ إِلی الغُرُوبِ ،و فی الصّحاحِ إِلی سُقُوطِ القُرْصِ صَرْعٌ آخَرُ،و یُقالُ -الأَوْلَیإِسْقَاطُ الوَاوِ،کَمَا فِی الصّحاحِ -: أَتَیْتُهُ صَرْعی النَّهَارِ،أَی غُدْوَهً و عَشِیَّهً ،و زَعَمَ بَعضُهُم أَنَّهُم أَرادُوا العَصْرَیْنِ فقُلِب.

و فی الأَساسِ :و هو یَحْلِبُ ناقَتَه الصَّرْعَیْنِ و العَصْرَیْن، و لَقِیتُه صَرْعَیِ النَّهَارِ:طَرَفَیْهِ (3)،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لذِی الرُّمَّهِ :

کأَنَّنِی نَارِعٌ یَثْنِیهِ عَنْ وَطَنٍ

صَرْعَانِ رائِحَهٌ عَقْلٌ وَ تَقْیِیدُ

أَراد عَقْلٌ عَشِیهً ،و تَقْییدٌ غُدْوَهً ،فاکتَفَی بذِکْر أَحَدِهما، یقول:کأَنَّنِی بَعِیرٌ نازعٌ إِلی وَطَنِه،و قد ثَنَاهُ عن إِرادَتهِ عَفْلٌ و تَقْیِیدٌ،فعَقْلُه بالغَدَاه،لیَتَمَکَّنَ فی المَرْعَی،و تَقْیِیدُه باللَّیْل خَوْفاً من شِرَادِه.کما فی اللسَان.قلت:و هو تَفْسِیرُ أَبِی زَکَرِیّاءَ،و رَواه:«رَائِحَهً »بالنَّصْبِ .و قال أَبُو علیّ :و یُرْوَی «رائِحَهٌ »بالرَّفْعِ ،أَی:أَمَّا وَقْتُ الرَّواحِ فعَقْلٌ ،و أَمّا وَقْتُ الغَدَاهِ فتَقْیِیدٌ،یَعْقِلُونَه بالعَشِیَّهِ و هو بَارِکٌ ،یُقَیِّدُونَه غَدَاهً بقَیْدٍ یُمْکِنُه الرَّعْیُ ،مَعَهُ ،و فی شَرْحِ دِیوَانِ ذِی الرُّمَّهِ للمَعَرِّیِّ :

أَنّ هذا البَیْتَ یُرْوَی:« صَرْعاهُ رائِحَهٌ »،هکَذَا بإِضافَه الصَّرْعَیْن إِلی الهاءِ،و له و لأَبِی مُحَمَّدٍ الأَخْفَشَ هُنَا کَلامٌ و تَحْقِیقٌ لیس هذَا مَحَلَّه؛إِذ الغَرَضُ الاختصَارُ.

و یُقَالُ :طَلَبْتُ من فُلانٍ حَاجَهً فانْصَرَفْتُ و ما أَدْرِی هُوَ عَلَی أَیِّ صِرْعَیْ أَمْرِهِ ،بالکَسْرِ. و نصُّ الصّحاح:ما أَدْرِی عَلَی أَیِّ صِرْعَیْ أَمْرِه هو، أَی:لَمْ یَتَبَیَّنْ (4)لِی أَمْرُه. نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن یَعْقُوبَ ،قال:أَنْشَدَنِی الکِلابیُّ :

فَرُحْتُ و مَا وَدَّعْتُ لَیْلَی و مَا دَرَتْ

عَلَی أَیِّ صَرْعَیْ أَمْرِهَا أَتَرَوَّحُ

یَعْنِی أَواصِلاً تَرَوَّحْتُ من عِنْدِهَا،أَم قَاطِعاً؟و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :أَی عَلَی أَیِّ حالَه (5)؛نُجْحٌ أَم خَیْبَهٌ ؟.

و الصِّرْعُ ،بالکَسْر:قُوَّهُ الحَبْلِ و یُرْوَی بالضّادِ المُعْجَمَهِ أَیْضاً، ج: صُرُوعٌ ،و ضُروعٌ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ لَبِیدٍ السابق.

و الصِّرْع : المُصَارِعُ ،یُقَالُ :هُمَا صِرْعَانِ ،أَی مُصْطَرِعَانِ .

و قد اصْطَرَعَا :عَالَجَا أَیّهما یَصْرَعُ صاحِبَه ؟.

ص:270


1- (1) فی المفردات:حاله المصروع.
2- (2) عن التکمله و اللسان و ضبطت فیه بکسر الصاد،و أشار بهامشه الی فتحها فی القاموس.
3- (3) فی الأساس:و آتیه صرعی النهار و هما طرفاه.
4- (4) فی الصحاح:« [1]لم یُبیّن»و الأصل کاللسان. [2]
5- (5) فی الأساس:علی أی حالیْ أمره:نجح...

و أَبُو قَیْسِ بنُ صَرّاعٍ :کشَدَّادٍ:رَجُلٌ من بَنِی عِجْلٍ نَقَلَه اللَّیْثُ .

قالَ : و المِصْرَاعَانِ من الأَبْوابِ و الشِّعْرِ:ما کانَتْ قَافِیَتَانِ فی بَیْتٍ .و بابانِ مَنْصُوبَانِ یَنْضَمّانِ جَمِیعاً،مَدْخَلُهُما فی الوَسَطِ مِنْهُمَا ،فیه لفٌّ و نَشْرٌ غیرُ مُرَتَّبٍ ،ففی التَّهْذِیبِ :

المِصْراعانِ من الشِّعْرِ:ما کانَ فِیه (1)قافِیَتَانِ فی بَیْتٍ واحِدٍ، و من الأَبْوَابِ :مالَهُ بابانِ مَنْصُوبانِ یَنْضَمَّانِ جَمِیعاً، مَدْخَلُهما بَیْنَهُمَا فی وَسَطِ المِصْرَاعَیْنِ .و قال أَبو إِسْحَاقَ :

المِصْرَاعانِ :بَابَا القَصِیدَهِ ،بمَنْزِلَهِ مِصْرَاعَیْ بَابِ البَیْتِ ، قالَ :و اشْتِقاقُهُمَا من الصَّرْعَیْنِ ،و هُمَا طَرَفَا النَّهَارِ.

و صَرَّعَ الشِّعْرَ و البَابَ تَصْرِیعاً: جَعَلَه ذا مِصْرَاعَیْن ، و هُمَا مِصْرَاعَانِ و هُوَ فی الشَّعْرِ مَجَازٌ،و تَصْرِیعُ الشِّعْرِ هو:

تَقْفِیَهُ المِصْراعِ الأَوَّلِ ،مَأْخُوذٌ من مِصْراعِ البابِ .و قیلَ :

تَصْرِیعُ البَیْتِ من الشِّعْرِ:جَعْلُ عَرُوضِه کضَرْبِه (2)، کصَرَعَه،کمَنَعَهُ ،یُقَال صَرَّع البابَ ،إِذا جَعَلَ له مِصْرَاعَیْنِ . و صَرَّعَ فُلاناً: صَرَعَه شَدِیداً ،یُقَال:مَرَرْتُ بقَتْلَی مُصَرَّعِینَ :شُدِّدَ للکَثْرَهِ ،کما فی الصِّحاحِ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المُصَارَعَهُ ،و الصِّرَاعُ ،مُعَالَجَهُ القِرْنَیْنِ أَیّهُمَا یَصْرَعُ صَاحِبَه،و رَجُلٌ صَرّاعٌ و صَرِیعٌ -کشَدّادٍ و أَمِیرٍ-بَیِّن الصَّرَاعَهِ :شَدِیدُ الصَّرْع ،و إِن لم یَکُنْ مَعْرُوفاً بذلِک.و قومٌ صُرَعَهٌ : یَصْرَعُونَ مَنْ صَارَعُوا ،کما یُقَالُ :رَجُلٌ صُرَعَه ، نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،و قد تَصَارَعُوا.

و الصَّرِیعُ :المَجْنُونُ ،و قال ابنُ القَطّاعِ صُرِعَ الإِنْسَانُ صَرْعاً :جُنَّ .و المَنِیَّهُ تَصْرَعُ الحَیَوَانَ ،علی المَثَلِ ،و کذا قولُهُم:باتَ صَرِیعَ الکَأْسِ .و صَرِیعُ الغَوَانِی:شاعِرٌ اسْمُه مُسْلِمُ بنُ الوَلِیدِ،نقله الصّاغَانِیُّ .

و یُقَالُ :للأَمْرِ صَرْعَانِ ،أَی طَرَفَانِ .

و المِصْرَعُ کَمِنْبَرٍ:لُغَهٌ فی مِصْرَاعِ البابِ ،قال رُؤْبَهُ :

إِذْ حاز دُونِی مِصْرَعُ البَابِ المِصَکّ

وَ مَصَارِعُ القَوْمِ :حَیْثُ قُتِلُوا.و غُصْنٌ صَرِیعٌ :ساقِطٌ (3)إِلی الأَرْضِ .

و صُرِّعَ الشَّجَرُ:قُطِع و طُرِح.

و رَأَیْتُ شَجَرَهُم مُصَرَّعاتٍ ،و صَرْعَی أَی مُقَطَّعاتٍ .

و نَبَاتٌ صَرِیعٌ :لما نَبَتَ علی وَجْهِ الأَرْضِ غَیْرَ قائِم.

و کلُّ ذلک مَجَازٌ.و قَوْلُ لَبِیدٍ-رَضِیَ اللّه عنه-:

مَحْفُوفَهً وَسْطَ الیَرَاعِ یُظِلُّهَا

منها مَصَارِعُ غابَهٍ و قِیامُهَا (4)

قیل: المَصَارِعُ :جَمْعُ مَصْرُوعٍ من القُضُبِ ،یَقُولُ :

مِنْهَا مَصْرُوعٌ ،و منها قائِمٌ ،و القِیَاسُ مَصَارِیعُ ،کما فی اللِّسَانِ ،و رَوَاه الصاغَانِیّ :«مِنْهَا مُصَرَّعُ غابَهٍ ».و قال:

المُصَرَّعُ :ما سَقَط منها لطُولِهِ ،و قِیَامُها:ما لم یَسْقُط .

و ذَکَر الأَزْهَرِیُّ فی تَرْجَمَهُ «ص ع ع»-عن أَبِی المِقْدَامِ السُّلَمِیّ -قال:تَضَرَّعَ الرَّجُلُ لصاحبهِ ،و تَصَرَّعَ :إِذا ذَلَّ و اسْتَخْذَی،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ أَیْضاً فی التَّکْمِلَهِ هکَذا،و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ : تَصَرَّعَ فُلانٌ لِفُلاَنٍ :تَوَاضَعَ [له]،و ما زِلْتُ أَتَصَرَّع لَهُ ،و إِلَیْهِ (5)،حَتَّی أَجابَنِی،و هو مَجَازٌ.

صرقع

الصَّرْقَعَهُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :

هو الفَرْقَعَهُ :یُقَال:سَمِعْتُ لِرِجْلِه صَرْقَعَهً ،و فَرْقَعَهً ،بمَعْنًی وَاحِدٍ.

و قالَ ابنُ عَبّاد: صِرْقاعَهُ المِقْلاعَهِ ،بالکَسْرِ:طَرَفُها الَّذِی یُصَوَّتُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

صطع

المِصْطَعُ ،کمِنْبَرٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :رَوَی أَبو تُرَابٍ فی کِتابٍ له:هو الخَطِیب البَلِیغُ

ص:271


1- (1) فی التهذیب:له.
2- (2) کقول امریء القیس: لمن طلل أبصرته فشجانی کخط زبور فی عسیب یمانی ؟ نقص فی التصریع حتی لحق بالضرب،فقوله شجانی فعولن و قوله یمانی فعولن و البیت من الطویل و عروضه المعروف انما هو مفاعلن. و مما زید فی عروضه حتی ساوی ضربه قول امریء القیس: ألا أنعم صباحاً أیها الطلل البالی و هل ینعمن من کان فی العصر الخالی ؟.
3- (3) فی الأساس:متهدلٌ ساقط .
4- (4) و یروی:و محففاً(أی السری فی بیت قبله)و یروی:منه مصرَّع،و هی روایه المعلقه.
5- (5) فی الأساس:«أتصرع له و أتضرّع إلیه»و الزیاده عنها.

الفَصِیحُ کالمِصْقَعِ ،و نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ أَیْضاً هکَذَا.

و فی اللِّسَانِ -فی تَرْکِیبِ «س ط ع»-و قالوا: صاطِعٌ فِی ساطِعٍ ،أَبْدَلُوها مع الطّاءِ،کما أَبْدَلُوهَا مع القافِ ،لأَنَّهَا فی التَّصَعُّدِ بمَنْزِلَتِها.

صعصع

الصَّعْصَعُ :المُتَفَرِّقُ .

و الصَّعْصَعُ : طائِرٌ أَبْرَشُ قَلِقُ المَرَاقِع (1)یَأْخُذُ الجَنَادِبَ و یَصِیدُه الفَخُّ ،قال الصّاغَانِیُّ :هکَذَا قَرَأْتُ فی التَّهْذِیبِ بخطِّ الأَزْهَرِیِّ بفَتْح الصّادِ ضَبْطاً بیِّناً و یُضَمُّ ،کذا هُوَ مَضْبُوطٌ فی کِتَابِ الطَّیْرِ لأَبِی حاتِمٍ فی نُسْخَتَیْنِ مُصَحَّحَتَیْنِ ،إِحداهُمَا بخَطِّ أَبِی بَکْرٍ مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ الأَنْبَارِیِّ ،قالَ الصّاغَانِی:و ضَبْطُ ابنِ الأَنْبَارِیِّ أَوْثَقُ و أَصَحُّ ،إِنْ شاءَ اللَّهُ تَعَالَی، ج: صَعَاصِعُ .

و الصَّعْصَعَهُ :التَّفْرِیقُ ،کالزَّعْزَعَهِ ،یقال: صَعْصَعَ القَوْمَ صَعْصَعَهً ،إِذا فَرَّقَهُم.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :لا أَعْرِفُ صَعَّ یَصَعُّ فی المُضَاعَفِ ، و أَحْسَبُ الأَصْلَ فی الصَّعْصَعَهِ من صاعَهُ یَصُوعُه:إِذا فَرَّقَه، و قال أَبُو النَّجْمِ فی التَّفْرِیقِ :

و مُرْثَعِنٍّ وَبْلُه یُصَعْصِعُ

أَی یُفَرِّقُ الطَّیْرَ و یُنَفِّرُهُ .

و قالَ أَبُو السَّمَیْدَعِ : الصَّعْصَعَهُ الفَرَقُ ،مُحَرَّکَهً ،کما فی العُبَابِ .

و قالَ اللَّیْثُ : الصَّعْصَعَهُ : التَّحْرِیکُ ،و أَنْشَدَ لأَبِی النَّجْمِ :

تَحْسَبُه یُنْحِی لها المَغَاوِلاَ

لَیْثاً إِذا صَعْصَعْتَه مُقَاتِلاَ (2)

أَی حَرَّکْتَه للقِتَالِ ،و قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلیُّ :

أَیْقَظَه أَزْمَلُهَا فاسْتَوَی

فَصَعْصَعَ الرَّأْسَ شَخِیتٌ فَقِرْ

و قال اللِّحْیَانِیُّ : الصَّعْصَعَهُ : تَرْوِیهُ الرَّأْسِ بالدُّهْنِ و تَرْوِیغُه،کالصَّغْصَغَهِ ،بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ .

و قال أَبو سَعِیدٍ: الصَّعْصَعَه : نَبْتٌ یُسْتَمْشَی بهِ أَی یُشْرَبُ ماؤُه للمَشِیِّ .

و صَعْصَعَهُ بنُ مُعَاوِیَهَ بنِ بَکْرٍ: أَبو قَبِیلَهٍ من هَوَازِنَ .

و عبدُ الرَّحْمن بنُ عَبْدِ اللّه بنِ عَبْد الرَّحْمن بنِ أَبِی صَعْصَعَهَ عَمْرِو بن یَزِیدِ بنِ عَوْفٍ النَّجّارِیُّ المازِنِیُّ ،هلَک أَبو صَعْصَعَهَ هذَا فی الجَاهِلِیَّه،و حَفِیدُه عَبْدُ الرَّحْمنِ هذا تابِعِیٌّ ،شَیْخُ مَالِکٍ و ابِنِ عُیَیْنَهَ ،و قَلَبَ اسْمَهُ بعضُهم، فقالَ :عبدُ اللّه بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ . قلتُ :و کأَنَّه یَعْنِی بالبَعْضِ ابنَ حِبّان،فإِنّی قَرَأْتُ فی کِتَابِ الثِّقَاتِ لَه-فی العَبَادِلَه- ما نَصُّه:عَبْدُ اللّه بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ أَبِی صَعْصَعَه المازِنِیُّ الأَنْصَارِیُّ :من أَهْلِ المَدِینَهِ ،یَرْوی عن أَبی سَعِیدٍ الخُدْرِیِّ ،و عنه ابْنَاه:مُحَمَّدٌ و عَبْدُ الرَّحْمن.انْتَهَی.

و راجَعْتُ فیمَن اسمُهُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَبْدِ اللّه،فلم یَذْکُرْه.

و الظّاهِرُ من کلامِه أَنَّ التّابِعِیَّ هو عبدُ اللّه بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، و أَمّا عبدُ الرَّحْمنِ فإِنّه من أَتْبَاعِ التّابِعِینَ .و لِعَمِّه قَیْسِ بنِ أَبِی صَعْصَعَهَ صُحْبَهٌ ،و قد شَهِدَ بَدْراً،ذَکَرَهُ أَبو عُبَیْدٍ فی عِدَادِ بَنِی مازِنِ بنِ النَّجّارِ.و کذا ابنُ عَمِّهِ الحارِثُ بنُ سَهْلِ بنِ أَبِی صَعْصَعَهَ ،له صُحْبَهٌ أَیْضاً،و اسْتُشْهِدَ بالطّائِفِ .

قلتُ :و سَهْلٌ هذا شَهِدَ أُحُداً،قالَهُ ابنُ الدَّبَّاغِ ،و أَبُو سَعْدٍ،و أَخَوَاه جَابِرٌ و الحارِثُ لهما صُحْبَهٌ أَیضاً.

و وَقَع فی سِیرَهِ ابنِ هِشَامٍ :أَیّوبُ بنُ عَبْدِ الرَّحمنِ ،عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبی صَعْصَعَهَ ،قال السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ :و فی نُسْخَهٍ أُخْرَی:أَیُّوبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ أَبِی صَعْصَعَهَ ،و هو الصَّحِیحُ .

و یُقَال: ذَهَبُوا ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ ذَهَبَتِ (3)الإِبِلُ صَعَاصِعَ ،أَی نَادَّهً مُتَفَرِّقَهً ،کما فی اللِّسَانِ و العُبَابِ .

و تَصَعْصَعَ :تَحَرَّکَ ،مُطَاوِعُ صَعْصَعَهُ صَعْصَعَهً .

و کذا تَصَعْصَعَ بمعْنَی: تَفَرَّقَ ،مُطَاوِعُ صَعْصَعَهُ ،و بِهِما فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ : « فَتَصَعْصَعَتِ الرَّایَاتُ ». أَی تَفَرَّقَتْ .و قِیل:

تَحَرَّکَتْ .

ص:272


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:قلق المراقع،هکذا فی النسخ و حرر».
2- (2) المغاول:شبه سیف قصیر،أو هو نصل طویل قلیل العرض غلیظ المتن.و وردت فی التهذیب:المعاولا بالعین المهمله.
3- (3) عن اللسان و بالأصل«ذهب».

و تَصَعْصَعَ الرَّجُلُ ،إِذا جَبُنَ ،قالَهُ أَبُو السَّمَیْدَعِ .

و قال أَبو سَعِید: تَصَعْصَعَ و تَضَعْضَع،إِذا ذَلَّ و خَضَع.

و یُقَال: تَصَعْصَعَتْ صُفُوفُهم فی الحَرْبِ : زالَتْ عَنْ مَوَاقِفِها.

و

17- کان أَبو بَکْرٍ رضِیَ اللّه عَنْهُ یَقُولُ فی خُطْبَتِهِ : «أَیْنَ الَّذِینَ کانُوا یُعْطَوْنَ الغَلَبَهَ فی مَوَاطِنِ الحُرُوب ؟قد تَصَعْصَعَ بِهِم الدَّهْرُ ،فأَصْبَحُوا کَلا شَیْ ءٍ». أَی أَبَادَهُم و شَتَّتَهُم و بَدَّدَهُمْ و فَرَّقَهم؛و یُرْوَی بالضَّادِ المُعْجَمَه،أَی أَذَلَّهُم و أَخْضَعَهُم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الصَّعْصَعَهُ :الحَرَکَهُ و الاضْطِرَابُ .

و الصَّعْصَاعُ : الصَّعْصَعَهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

و اضْطَرَّهُمْ من أَیْمُنٍ و أَشْؤُمِ

صَرَّهُ صَعْصَاعِ عِتَاقٍ قُتَّمِ

و الصَّعْصَعَه :الجَلَبَهُ .

و أَبو صَعْصَعَهَ :صَخْرُ بنُ صَعْصَعَهَ الزُبَیْدِیُّ ،له صُحْبَهٌ .

و صَعْصَعَهُ بنُ صَوْحانَ العَبْدِیُّ :سَیِّدٌ شریفٌ .

و صَعْصَعَهُ بنُ مُعَاوِیَهَ :عَمُّ الفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ.

و صَعْصَعَهُ بنُ ناجِیَهَ بنِ عِقَالٍ المُجَاشِعِیُّ :جدُّ الفَرَزْدَقِ الشّاعِرِ،رَوَی عَنْه ابنُه عِقَالٌ ،و کانَ من أَشْرَافِ بَنِی مُجَاشِعٍ ،له وِفَادَهٌ .

و عَبْدُ اللّه بنُ صَعْصَعَهَ بنِ وَهْبٍ الخَزْرَجِیُّ :من بَنِی النَّجّارِ،أُحُدِیٌّ ،قُتِلَ یومَ الجِسْرِ.

صفع

صَفَعَهُ ،کمَنَعَهُ ، یَصْفَعَهُ صَفْعاً : ضَرَبَ قَفَاهُ بجُمْعِ کَفِّهِ لا شَدِیداً ،أَی ضَرْباً لیسَ بالشَّدِیدِ،نَقَلَه اللَّیْثُ أَوْ[هو] (1)أَنْ یَبْسُطَ الرَّجُلُ کَفَّهُ فیَضْرِبَ بها قَفَا الإِنْسَانِ أَو بَدَنَه،فإِذَا جَمَع کَفَّه و قَبَضَها،ثُمَّ ضَرَبَ بِهَا،فلیسَ بصَفْع ،و لکِن یُقَالَ :ضَرَبَه بجُمْعِ کَفِّه،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ . أَو الصَّفْعُ : کَلِمَهٌ مُوَلَّدَه ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و منه قَوْلُهم:

رَجُلٌ صَفْعَانُ ،إِذا کانَ یُفْعَلُ به ذلِکَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ . و رجلٌ مَصْفَعانِیٌّ : یُصْفَعُ مِثْلُ ذلِکَ ،کما فی اللِّسَانِ و التَّکْمِلَهِ و العُبَابِ .

و نَقَلَ الأَزْهَرِیُّ عن ابْنِ دُرَیْدٍ: الصَّوْفَعَهُ :أَعْلَی العِمَامَهِ و الکُمَّهِ ،و یُقَالُ -الأَوْلَی إِسْقَاطُ الواوِ (2)-: ضَرَبَهُ عَلَی صَوْفَعَتِه ،إِذا ضَرَبَه هُنَالِکَ .قال:و الصَّفْعُ أَصلُه من الصَّوْفَعَه ،إِلی هُنَا کَلام الأَزهریّ . أَو تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ بالقافِ ،کما صَوَّبَه الصّاغَانِیُّ .قالَ :و لَمْ أَجِدْ ما نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن ابْنِ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَه،لا فِی الثُّلاثِیِّ ،و لا فِی الرُّبَاعِیِّ ،و لا فی بابِ فَوْعَل.قلتُ :و هذَا الَّذِی حَمَلَه علی تَصْوِیبِ القَافِ .

صقع

صَقَعَهُ ،کمَنَعَهُ :ضَرَبَه ببَسْطِ کَفِّه. أَو صَقَعَه :

ضَرَبه عَلَی صَوْقَعَتِه ،أَی رَأْسِه بأَیِّ شَیْ ءٍ کان،قالَ الصّاغَانِیُّ :هذَا هُوَ الأَصْلُ ،ثمّ یُسْتَعَارُ لمُطْلَقِ الضَّرْبِ ، و منه

16- الحَدِیثُ : «و مَنْ زَنَی مِن امْبِکْرٍ (3)فاصْقَعُوه مِائهً ، و ضَرِّجُوه بالأَضَامِیم». أَی:اضْرِبُوه،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و عَمْرُو بن هَمّامٍ صَقَعْنَا جَبِینَه

بشَنْعَاءَ تَنْهَی نَخْوَهَ المُتَظَلِّمِ

و

16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّ مُنْقِذاً صُقِعَ آمَّهً فی الجاهِلِیَّهِ ». أَی شُجَّ شَجَّهً بَلَغَتْ أُمَّ رَأْسهِ ،و قد یُسْتَعَارُ ذلِکَ للظَّهْرِ أَیْضاً کصَوْقَعَهُ ،أَی ضَرَبَ صَوْقَعَتَه ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و صَقَع الدِّیکُ صَقْعاً ،و صَقِیعاً و صُقاعاً ،بالضَّم:

صاحَ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و صَقِیعاً عن غَیْرِه،و بالسِّینِ أَیْضاً.

و یُقَالُ : صَقَعَه بِکَیٍّ ،أَی: وَسَمَهُ به علی وَجْهِهِ ،أَو رَأْسِهِ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و صَقَعَ به الأَرْضَ :صَرَعَهُ و ضَرَبَ به الأَرْضَ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

قال: و صَقَعَ الحِمَارُ بضَرْطَهٍ :جاءَ بها مُنْتَشِرَهً رَطْبَهً .

و صَقَعَ فُلانٌ فی کُلِّ النَّوَاحِی یَصْقَعُ : ذَهَبَ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و عَلِمْتُ أَنِّیَ إِنْ أَخَذْتُ بحَبْلَهٍ

نَهِشَتْ یَدایَ إِلی وَجیً لم یُصْقَعِ

ص:273


1- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
2- (1) و فی التهذیب:یقال،بدون واو.
3- (2) قوله:من امبکر،لغه أهل الیمن،یبدلون لام التعریف میماً.

أَی:لم یذْهَبْ عَنْ طَرِیق الکَلامِ .و یُقَال:ما أَدْرِی أَیْنَ صَقعَ و بَقَع،أَی أَیْنَ ذَهَبَ ،قَلَّمَا یُتَکَلَّمُ به إِلاّ بحَرْفِ النَّفْیِ أَو صَقَعَ : عَدَلَ عن الطَّرِیقِ فنَزَلَ وَحْدَه، أَو عَدَلَ عَنْ طَرِیقِ الخَیْرِ و الکَرَمِ ،نَقَلَه ابنُ فارِسٍ ،و ظاهِرُ سِیَاقهِ أَنَّهُمَا من حَدِّ مَنَعَ أَو ضَرَبَ ،و لیس کذلِکَ ،بل هُمَا من بابِ فَرِحَ .

و صَقَعَتْهُ الصّاقِعَهُ ،لُغَهٌ فی صَعَقَتْهُ الصّاعِقَهُ ،کما فی الصّحاحِ ،أَی أَصَابَتْهُ ،و فی اللِّسَانِ :قال الفَرّاءُ:تَمِیمٌ تَقُولُ : صَاقِعَه فی صاعِقَه،و أَنْشَدَ لابْنِ أَحْمَرَ:

أَلَمْ تَرَ أَنّ المُجْرِمِینَ أَصابَهُم

صَوَاقِعُ لا بَلْ هُنَّ فَوْقَ الصَّواقِعِ

و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

یَحْکُونَ بالهِنْدِیَّهِ القَوَاطِعِ

تَشَقُّقَ البَرْقِ عن الصَّواقِع (1)

فصَقِعَ هو،کفَرِحَ مثل:صَعِقَ ، و قال یُونُسُ -فی قولهم: صَهْ صَاقِعُ - :تَقُولُه العَرَبُ للرَّجُلِ تَسْمَعُه یَکْذِبُ ، أَی اسْکُتْ یا کَذَّابُ فقد ضَلَلْتَ عن الحَقّ .و الصّاقِع :

الکَذّابُ .

و الصَّقِیعُ ، کأَمِیرٍ:نَوْعٌ من الزَّنَابِیرِ ،نَقَلَه أَبُو حاتِمٍ عن الطّائفِیِّ سَمَاعاً.

و الصَّقِیعُ : السّاقِطُ من السَّمَاءِ باللَّیْلِ ،کأَنَّهُ ثَلْجٌ ،و هو الجَلِیدُ،قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :

تَرَی وَدَکَ السَّدِیفِ علی لِحَاهُمْ

کَلَوْنِ الرّاءِ لَبَّدَهُ الصَّقِیعُ

الرّاءُ:شَجَرَهٌ و قد صُقِعَتِ الأَرْضُ ،و أُصْقِعَت ، بضَمِّهِمَا الأُولَی نَقَلَهَا الجَوْهَرِی،و الثّانِیَهُ عن ابْنِ دُرَیْدٍ، فهی مَصْقُوعَهٌ ،و کذلِک جُلِدَت،و ضُرِبَتْ .

و أَصْقَعَهَا الصَّقِیعُ :أَصَابَها،و کَذا أَصْقَعَ الصَّقِیعُ الشَّجَرَ،و الشَّجَرُ صَقِعٌ ،و مُصْقَعٌ .

و الصُّقْعُ ،بالضَّمِّ :النّاحِیَهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .یُقَال:فُلانٌ من أَهْلِ هذا الصُّقْعِ ،أَی من هذِه النّاحِیَهِ ،و الغَیْنُ المُعْجَمَهُ لغهٌ فیهِ ،عن ابْنِ جِنِّی،کما سَیَأْتِی،و الجَمْعُ :

أَصْقاعٌ .

و الصُّقْعَهُ ، بهاءٍ:بَیَاضٌ فی وَسَطِ رُؤُوسِ الخَیْلِ و الطَّیْرِ و غَیْرِهَا ،و قال أَبُو الوَازِعِ : الصُّقْعَهُ :بَیَاضٌ فی وَسَطِ رَأْسِ الشّاهِ السَّوْدَاءِ،و مَوْضِعُها من الرَّأْسِ الصَّوْقَعَهُ ، و هو أَصْقَعُ ،و هی صَقْعَاءُ ،قال:

کَأَنَّهَا حِینَ فاضَ الماءُ و احْتَفَلَتْ

صَقْعَاءُ لاحَ لها بالقَفْرَهِ الذِّیبُ (2)

یَعْنِی العُقَابَ ،و عُقَابٌ أَصْقَعُ :فی رَأْسِه بَیَاضٌ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

من الزُّرْقِ أَو صُقْعٍ کأَنَّ رُؤُسَها

من القَهْزِ و القُوهِیّ بِیضُ المَقَانِعِ

و ظَلِیمٌ : أَصْقَعُ :قد ابْیَضَّ رأْسُه،و نَعَامَهٌ صَقْعَاءُ :فی وَسَطِ رَأْسها بَیَاضٌ علی أَیَّهِ حَالاَتِهَا کانَتْ .

و الأَصْقَع :طائرٌ کالعُصْفُورِ،فی رِیشِه و رَأْسِه بَیَاضٌ ، یکونُ بقُرْبِ المَاءِ،و قد ذُکِرَ فی«س ق ع»و قالَ أَبو حاتِمٍ :

الصَّقْعَاءُ :دُخَّلَهٌ کَدْرَاءُ اللُّونِ صَغِیرَهٌ ،و رَأْسُها أَصْفَرُ،قَصِیرَهُ الزِّمِکَّی و الرِّجْلَیْنِ و العُنُقِ .

و الصَّقَعُ ،مُحَرَّکَهً :المَصْدَرُ لِذلِکَ ،و هی تَتِمَّهُ عِبَارَهِ أَبِی حاتِمٍ .

و الصَّقَعُ أَیضاً: انْهِیَارُ الرَّکِیَّهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ،و قد صَقِعَتْ صَقَعاً ،کصَعِقَتْ (3)،و السِّینُ فی البِئْرِ أَعْلَی.

[و فَرَسٌ أَصْقَعُ ]أَی أَبْیَضُ (4)أَعْلَی الرَأْسِ .

ص:274


1- (1) فی اللسان: [1]بالمصقوله و انظر الجمهره 76/3. [2]
2- (2) البیت لامریء القیس و هو فی دیوانه ص 76 بروایه:فی المرقب الذِّیب.و هو من قصیده یصف فرسه.
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:قوله:کصعقت الخ هکذا فی النسخ و الصواب تقدیمه عند قوله:و قد صقعت صقعاً کما فی اللسان و نصه: و صقعت الرکیه تصقع صقعاً انهارت کصعقت اه »و کانت العباره کصعقت و السین فی البئر أعلی کانت موجوده بالأصل بعد قوله:غم یأخذ.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أی أبیض أعلی الرأس هکذا فی النسخ و لا محل له هنا،فالصواب أن یقدمه علی قول المصنف: و الصقع محرکه،و بقول:و فرس أصقع أی أبیض أعلی الرأس».و هو ما أثبتناه.

و الصَّقَع أَیْضاً: شِبْهُ غَمٍّ یَأْخُذُ بالنَّفْسِ لِشِدَّهِ الحَرِّ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لسُوَیْدِ بنِ أَبِی کاهِلٍ :

فی حُرُورٍ یَنْضَجُ اللَّحْمُ بها

یَأْخُذُ السّائِرَ فیها کالصَّقَع

و المِصْقَعُ ، کمِنْبَرٍ:البَلِیغُ ،مَأْخُوذٌ من قَوْلِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ .قالَ : الصَّقْعُ :البَلاَغَهُ فی الکَلامِ ،و الوُقُوعُ علی المَعَانِی.و

16- فی حَدِیثِ حُذَیْفَهَ بنِ أُسَیْدٍ: «شَرُّ النّاسِ فی الفِتْنَه الخَطِیبُ المِصْقَع ». أَی البَلِیغُ الماهِرُ فی خُطْبَتِه، الدّاعِی إِلی الفِتَنِ ،الذِی یُحَرِّضُ النّاسَ علیها، أَو العالِی الصَّوْتِ ،مِفْعَلٌ من الصَّقْعِ ،و هو رَفْعُ الصَّوْتِ و مُتَابَعَتُه، و هو من أَبْنِیَهِ المُبَالَغَهِ ، أَو الخَطِیبُ المِصْقَعُ : مَنْ لا یُرْتَجُ عَلَیْهِ فی کَلامِه،و لا یَتَتَعْتَعُ ،قاله قَتَادَهُ ،یُقَال:خَطِیبٌ مِصْقَعٌ ،و مِسْقَعٌ ،و مِسْحَلٌ ،و شَحْشَحٌ ،و هو المَاهِرُ فی الخُطْبَهِ ،المَاضِی فِیها،قالَ الفَرَزْدَقُ :

و عُطَارِدٌ و أَبُوهُ مِنْهُمْ حَاجِبٌ

و الشَّیْخُ نَاجِیَهُ الخِضَمُّ المِصْقَعُ

و الجَمْعُ مَصَاقِعُ .قال قَیْسُ بن عَاصِمٍ المِنْقَرِیُّ ،رضِیَ اللّه عنه:

خُطَبَاءُ حِینَ یَقُومُ قَائِلُنَا

بِیضُ الوُجُوهِ مَصَاقِعٌ لُسْنُ

و نَقَلَ شَیْخُنَا-عن حَوَاشِی المُطَوَّلِ و حَوَاشِی التَفْسِیرینِ -أَنَّ المِصْقَعَ مِنْ صَقَعَ الدِّیکُ ،إِذا صَاحَ ،أَو من الصُّقْعِ ، و هو جانِبُ الشَّیْ ءِ،لأَخْذِ الخَطِیبِ فی کُلِّ جانِبٍ من الکَلامِ ،أَو مِن صَقَعَه :ضَرَبَ صَوْقَعَتَه ،قاله الفَنَارِیُّ و غَیْرُهُ ،و فی هذِه الاشْتِقَاقَات نَظَرٌ.انتهی.قلتُ :لا نَظَر فی الأَوَّلَیْنِ ،أَما الأَولُ فقد صَرَّحَ غیرُ واحِدٍ من الأَئِمَّه أَنَّه من صَقَعَ بصَوْتهِ ،إِذا رَفَعَه،و صَقَع الدیکُ صَوْتَهُ ،من ذلِک،و سُمِّیَ الخَطِیبُ مِصْقَعاً لِرَفْعِ صَوْتِه فی التَّبْلِیغِ ، و هو ظَاهِرٌ،و أَمَّا الثانِی فقَدْ نَقَلَ صاحِبُ اللسَانِ و غَیْرُه أَنَّه سُمِّیَ به لأَنَّهُ یَذْهَبُ فی کُل صُقْعٍ من الکَلامِ ،أَی ناحِیَهٍ (1).نَعَمْ فی اشْتِقَاقِه من صَقَعَهُ :ضَرَبَ صَوْقَعَته نَظَرٌ، و إِن کان یُوَجَّهُ بضَرْبٍ من المَجَازِ،ففیهِ بُعْدٌ،فتَأَمَّلْ . و الصَّقْعَاءُ :الشَّمْسُ ،نَقَلَه،الجَوْهَرِیُّ .و قالَ :قالَت ابنهُ أَبِی الأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ فی یَوْمٍ شَدِیدِ الحَرِّ:یا أَبَتِ ما أَشَدُّ الحَرِّ؟قالَ :إِذا کانَت الصَّقْعاءُ من فَوْقِکِ ،و الرَّمْضَاءُ من تَحْتِکِ ،فقالَتْ :أَرَدْتُ أَن الحَرَّ شَدِیدٌ.قال:فقُولِی إِذَنْ :

ما أَشَدَّ الحَرَّ!فحِینَئِذٍ وَضَعَ بابَ التَّعَجُّبِ .

و الأَصْقَعُ :طائِرٌ،و هو الصُّفَارِیَّهُ ،عن قُطْرُبٍ .و قال غَیْرُه:هو کالعُصْفُورِ،فی رِیشِه و رَأْسِه بَیَاضٌ ،یکونُ بقُرْبِ الماءِ،إِنْ شِئْتَ کَسَّرْتَه تَکْسِیرَ الأَسْمَاءِ؛لأَنَّهُ صِفَهٌ غالِبَهٌ ، و إِن شِئْتَ کَسَّرْتَه علی الصفَهِ ،و قد ذُکِرَ فی«س ق ع».

و الصِّقَاعُ ککِتَابٍ :البُرْقُعُ ،و رُبَّمَا قِیلَ له ذلِکَ ،کما فِی الصّحاحِ .

و الصِّقَاعُ شَیْ ءٌ یُشَدُّ به أَنْفُ النّاقَهِ إِذا أَرادُوا أَنْ تَرْأَمَ وَلَدَهَا (2)،أَو وَلَدَ غَیْرِهَا،قال القُطَامِیُّ :

إِذا رَأْسٌ رأَیْتُ بهِ طِمَاحاً

شَدَدْتُ له العَمَائِمَ و الصِّقَاعَا

و قالَ أَبو عُبَیْدٍ:یُقَالُ للخِرْقَهِ التی یُشَدُّ بها أَنْفُ النّاقَهِ إِذا ظُئِرَت (3):الغِمَامَهُ ،و التی تُشَدُّ بها عَیْنَاهَا: الصِّقاعُ ،و قد ذُکِرَ ذلِکَ فی ترکیب«د ر ج».

و الصِّقاعُ أَیْضاً: خِرْقَهٌ تَکُونُ علی رَأْسِ المَرْأَه تَقِی (4)بها الخِمَارَ من الدُّهْنِ . نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، کالصَّوْقَعَهِ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ.

و قِیل: الصَّوْقَعَهُ :ما یَقِی الرَّأْسَ من العِمَامَهِ و الخِمَارِ و الرِّدَاءِ.

و الصِّقَاعُ : حَدِیدَهٌ تَکُونُ فی مَوْضِعِ الحَکَمَهِ من اللِّجَامِ ،قال رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیُّ :

و خَصْمٍ یَرْکَبُ العَوْصَاءَ طَاطٍ

عن المُثْلَی غُنَامَاهُ القِذَاعُ

طَمُوحِ الرَّأْسِ کُنْتُ له لِجَاماً

یُخَیِّسُه لَهُ منه صِقَاعُ

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الصِّقَاعُ : سِمَهٌ علی قَذَالِ البَعِیرِ.

ص:275


1- (1) هو قول الفارسی کما فی اللسان. [1]
2- (2) بالأصل:«أن ترأم بها ولدها»و المثبت بحذف«بها»عن اللسان. [2]
3- (3) فی التهذیب:إذا ظئرت علی ولد غیرها.
4- (4) فی التهذیب و اللسان:«توقی»و الأصل کالصحاح.

و قالَ أَبُو نَصْرٍ: الصَّقْعِیُّ ،مُحَرَّکَهً :أَوَّلُ النِّتَاجِ حِینَ تَصْقَعُ فیه الشَّمْسُ رُؤُوسَ البَهْمِ صَقْعاً ،و قال غَیْرُه:هو الَّذِی یُولَدُ فی الصَّفَرِیَّه.

و قال أَبُو زَیْدٍ: الصَّقَعِیُّ : الحُوَارُ الَّذِی یُنْتَجُ فی الصَّقِیعِ ،و هو مِنْ خَیْرِ النِّتاجِ ،قالَ الرّاعِی:

خَرَاخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِیَّ حَتَّی

یَظَلَّ یَقُرُّهُ الرّاعِی سِجَالاَ (1)

الخَرَاخِرُ:الغَزِیراتُ [اللبن] (2)،یعنی أَنَّ اللَّبَنَ یَکْثُر حَتّی یَأْخُذَه الراعِی،فیَصُبَّه فی سِقَائِه سِجَالاً سِجَالاً،قالَ :

و الإِحْسَابُ :الإِکْفَاءُ،قال أَبو نَصْرٍ:و بعضُ العَرَبِ یُسَمِّیهِ الشَّمْسِیَّ و القَیْظِیَّ ،ثُمَّ الصَّفَرِیّ بعدَ الصَّقَعِیِّ .

و الصَّوْقَعَهُ ،کجَوْهَرَهٍ :العِمَامَهُ و غیرُهَا مِمّا یَقِی الرَّأْسَ .

و الصَّوْقَعَهُ : وَقْبَهُ الثَّرِیدِ ،و قِیلَ :أَعلاهُ .

و الصَّوْقَعَهُ : وسَطُ الرَّأْسِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الصَّوْقَعَهُ : مَوْضِعُ الحَرْبِ الَّذِی فیه ضَرْبٌ کَثِیرٌ.

و قال غَیْرُه:ذُو الصَّوْقَعَهِ :وَادٍ لِرَبِیعَهَ ،و هو وَادِی حَمْضٍ .

و یُقَالُ : صَقَّعَ لزَیْدٍ تَصْقِیعاً ،إِذا حَلَفَ لَهُ عَلَی شَیْ ءٍ ، و کذلِک بَقَّعَ له تَبْقِیعاً،عن ابْنِ عَبّادٍ،و قد تَقَدَّمَ .

و أَصْقَعَ الرَّجُلُ : دَخَلَ فی الصَّقِیعِ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الصَّقْعُ :ضَرْبُ الشَّیْ ءِ الیَابِسِ المُصْمَتِ بمِثْلِهِ ، کالحَجَرِ و نَحْوِه،و قِیلَ :هو الضَّرْبُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ یابِسٍ .

و صُقِعَ الرَّجُلُ ،کعُنِیَ :صُعِقَ ،لُغَهُ تَمِیمٍ ،نقَلَه ابنُ القَطَّاعِ .

و الصَّقْعَهُ ،بالفَتْحِ :شِدَّهُ البَرْدِ من الصَّقِیعِ .و أُصْقِعَ النّاسُ ،بالضَّمِّ .

و أَرْضٌ صَقِعَهٌ ،و شَجَرٌ مُصْقَعٌ :أَصابَهُمَا الصَّقِیع .

و الصَّقَع :الضَّلالُ و الهَلاَکُ .و ککَتِفٍ ،هو:الغَائِبُ البَعِیدُ الَّذِی لا یُدْرَی أَیْنَ هو.

و قِیلَ :الَّذِی ذَهَبَ فَنَزَلَ وَحْدَه،قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

أَأَبَا دُلَیْجَهَ مَنْ لحَیٍّ مُفْرَدٍ

صَقِعٍ من الأَعْدَاءِ فی شَوَّالِ

قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أَی مُتَنَحٍّ بَعِیدٍ من الأَعداءِ،و ذلِکَ أَنَّ الرَّجُلَ کانَ إِذا اشَتَدَّ عَلَیْه الشِّتَاءُ تَنَحَّی:لِئَلاَّ یَنْزِلَ به ضَیْفٌ ،و الأَعْدَاءُ:الضِّیفانُ الغُرَبَاءُ،و قولُه:«فی شَوَّال» یَعْنِی أَنّ البَرْدَ کانَ فی شَوَّال حِینَ تَنَحَّی هذا المُتَنَحِّی،و قد نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ مُخْتَصَراً،و قالَ غیرُ ابنِ الأَعْرَابِی:هو الَّذِی أَصابَهُ من الأَعْداءِ کالصاقِعَهِ ،أَی الصاعِقَهِ .

و صَقَعَ الثَّرِیدَهَ یَصْقَعُهَا صَقْعاً :أَکَلَهَا من قَوْقَعَتِهَا.

و صَوْقَعَهَا،إِذا سَطَحَهَا.و صَوْمَعَهَا و صَعْنَبَهَا:إِذا طَوَّلها.

و الصَّوْقَعَهُ :خِرْقَهٌ تُعْقَدُ فی رَأْسِ الهَوْدَجِ تُصَفِّقُها الرِّیحُ .

و الصَّوْقَعَهُ من البُرْقُع:رَأْسُه.

و الصِّقَاع :الَّذِی یَلِی رَأْسَ الفَرَسِ دُونَ البُرْقُعِ الأَکْبَرِ.

و صِقَاعُ الخِبَاءِ:حَبْلٌ یُمَدُّ علی أَعْلاهُ ،و یُؤَثَّرُ،فیُشَدُّ طَرَفَاه إِلی و تِدَیْنِ رُزَّا فی الأَرْضِ (3)،و ذلِکَ إِذا اشَتَدَّت الرِّیحُ ،فخَافُوا تَقَوُّضَ الخِبَاءِ.قالَ الأَزْهَرِیُّ :و سَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ : اصْقَعُوا بُیُوتَکُم فقد عَصَفَتِ الرِّیحُ ، فیَصْقَعُونه بالحَبْلِ ،کما وَصَفْتُه.

و الأَصْقَعُ من الفَرِسِ :ناصِیَتُه،و قیل:نَاصِیَتُه البَیْضَاءُ.

و الصَّقْعُ :رَفْعُ الصَّوْتِ .

و جَمْعُ الصُّقْعِ ،بالضَّمِّ : الأَصْقَاعُ ،و جَمْعُ الجَمْعِ :

الأَصَاقِعُ .

و المَصْقَعُ کمَقْعَدٍ:المُتَوَجَّهُ ،قال:

و لِلّه صُعْلُوکٌ تَشَدَّدَ هَمُّهُ

عَلَیْهِ و فی الأَرْضِ العَرِیضَهِ مَصْقَعُ

و صَقِع (4)فُلانٌ نَحْوَ صُقْعِ کَذَا،کفَرِح،أَی قَصَدَ.

ص:276


1- (1) دیوانه ص 246 و انظر تخریجه فیه.
2- (2) زیاده عن التهذیب.
3- (3) التهذیب و زید فیه:من ناحیتی الخباء.
4- (4) فی اللسان:و صَقَع.

و صُقْعُ الرَّکِیَّهِ :ما حَوْلَهَا و تَحْتَها من نَوَاحِیهَا.و الجَمْعُ :

أَصْقَاعٌ ،و السِّینُ أَعْلی .

و الصَّقَعُ ،مُحَرَّکَهً :القَزَعُ فی الرَّأْسِ .و قِیلَ :هُوَ ذَهابُ الشَّعر.

و الصَّقْعَانُ :البَلِیدُ.عامِّیَّهٌ .

صلع

الصَّلَعُ ،مُحَرَّکَهً :انْحِسَارُ شَعَرِ مُقَدَّمِ الرَّأْسِ إِلی مُؤَخَّرِه،و کذلِک إِنْ ذَهَب وَسَطُهُ ،قال الرَّئِیسُ : لِنُقْصانِ مادَّهِ الشَّعَرِ فی تِلْکَ البُقْعَهِ ،و قُصُورِهَا عَنْهَا،و اسْتِیلاءِ الجَفَافِ عَلَیْهَا،و لِتَطَامُنِ الدِّمَاغِ عَمَّا یُمَاسُّه من القِحْفِ ، فلا یَسْقِیه سَقْیَهُ إِیّاهُ ،و هو مُلاَقٍ ،هذا قولُ الأَطِبّاءِ،قالَ الأَعْشَی:

و أَنْکَرَتْنِی و ما کان الَّذِی نَکِرَتْ

من الحَوَادِثِ إِلاّ الشَّیْبَ و الصَّلَعَا

صَلِعَ ،کفَرِحَ یَصْلَعُ صَلَعَاً و هو أَصْلَعُ بَیِّنُ الصَّلَعِ و هی صَلْعَاءُ ،و أَنْکَرَهَا بَعْضُهُم،و قالَ :إِنّمَا هی زَعْرَاءُ و قَزْعاءُ، ج: صُلْعٌ و صُلْعَانٌ ،بضمِّهِمَا ،و

17- فی حَدِیثِ بَدْرٍ: «ما قَتَلْنَا إِلاّ عَجَائِزَ صُلْعاً ». أَی مَشَایِخَ عَجَزَهً عن الحَرْبِ .و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنه: «أَیُّمَا أَشْرَفُ : الصُّلْعَانُ أَو الفُرْعَانُ ؟فقالَ :الفُرْعانُ خَیْرٌ». أَرادَ تَفْضِیلَ أَبِی بَکْرٍ رضِیَ اللّه عَنْهُ عَلَی نَفْسِه.و کانَ عُمَرُ أَصْلَعَ ،و أَبُو بَکْرٍ أَفْرَعَ ، رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا،و قال نَصْرُ بنُ الحَجّاجِ -لَمّا حَلَقَ عُمرُ رضِیَ اللّه عنه لِمَّتَهُ -:

لَقَدْ حَسَدَ الفُرْعَانَ أَصْلَعُ لم یَکُنْ

إِذا ما مَشَی بالفَرْعِ بالمُتَخَایِلِ

و قال آخرُ:

کَبِرْتُ و قَالَتْ هِنْدُ:شِبْتَ (1)،و إِنّمَا

لِدَاتِیَ صُلْعَانُ الرِّجَالِ و شِیبُهَا

و مَوْضِعُ الصَّلَعِ من الرَّأْسِ : الصَّلَعَهُ ،مُحَرَّکَهً أَیضاً ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و کذلِکَ النَّزَعَهُ ،و الکَشَفَهُ ،و الجَلَحَهُ ، جاءَتْ مُثَقَّلاتٍ ،و قالَ اللَّیْثُ :و

16- فی بَعْضِ الحَدِیثِ : «إِنَّ الصَّلَعَ تَطْهِیرٌ،و عَلاَمَهُ أَهْلِ الصَّلاحِ ». قالَ :و کذلِکَ وَجَدَهُ أَهْلُ التَّوْراهِ عِنْدَهُمْ ،فَحَلَقُوا أَوْسَاطَ رُؤُوسِهِم تَشَبُّهاًبالصّالِحِینَ .قُلْتُ ،و مِن ذلِکَ ما أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

یَلُوحُ فی حَافاتِ قَتْلاَهُ الصَّلعْ

قالَ :أَی یَتَجَنَّبُ الأَوْغَادَ،و لا یَقْتُلُ إِلاّ الأَشْرَافَ ،و ذَوِی الأَسْنَانِ ؛لأَنَّ أَکْثَرَ الأَشْرَافِ و ذَوِی الأَسْنَانِ صُلْعٌ ،کقَوْلهِ :

فقُلْتُ لَهَا لا تُنْکِرِینی،فقَلَّمَا

یَسُودُ الفَتَی حَتَّی یَشِیبَ و یَصْلَعَا

و یُضَمُّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و صَیْلَعٌ ،کصَیْقَلٍ (2):جَبَلٌ ،أَو:ع ،قالَ امْرُؤُ القَیْسِ :

أَتانِی و أَصْحَابِی عَلَی رَأْسِ صَیْلَعٍ

حَدِیثٌ أَطَارَ النَّوْمَ عَنِّی فأَنْعَمَا

و مِن المَجَازِ: جَبَلٌ صَلِیعٌ ،کأَمِیرٍ:ما علیه نَبْتٌ ،قالَ عَمْرُو بن مَعْدِی کَرِبَ ،رَضِیَ اللّه عنه:

و زَحْفُ کَتِیبهٍ لِلقَاءِ أُخْرَی

کأَنَّ زُهَاءَها رَأَسٌ صَلِیعُ (3)

هکَذَا أَنْشَدَه فی العُبَابِ ،و کأَنَّه أَرادَ رَأْسَ جَبَلٍ .

و الأَصْلَعُ ،و الصَّوْلَعُ :السِّنَانُ المَجْلُوُّ ،قالَ أَبو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ شُجَاعَیْنِ :

و کِلاَهُمَا فی کَفِّه یَزَنِیَّهٌ

فیها سِنَانٌ کالمَنَارَهِ أَصْلَعُ (4)

أَی بَرّاقٌ أَمْلَسُ ،و هو مَجَازٌ.

و الصَّوْلَعُ ،ذَکَرَهُ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی «س ل ع»اسْتِطْرَاداً.

و الأُصَیْلِعُ ،مُصَغَّراً: الذَّکَرُ ،کُنِی عَنْهُ ،کَذَا فی التَّهْذِیبِ .و قالَ غَیْرُه: الأَصْلَعُ الرَّأْسِ :الذَّکَرُ،یُکْنَی عَنْه، فقَیَّدَه بالرَّأْسِ .

و الأَصْلعُ ،و یُقَال: الأُصَیْلِعُ : حَیَّهٌ دَقِیقَهُ العُنُقِ ،کما فی الصّحاحِ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :عَرِیضَهُ العُنُقِ ، رَأْسُها مُدَحْرَجٌ

ص:277


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«شب».
2- (2) فی معجم البلدان:موضع کثیر البان،و به ورد الخبر علی امریء القیس بمقتل أبیه حجر الکندی.
3- (3) صدره فی الأساس: و سوق کتیبه دلفت لأخری.
4- (4) دیوان الهذلیین 20/1 و بالأصل«کالمفارق أصلع»و المثبت عن الدیوان،و یروی:و تشاجرا بمذلقین کلاهما فیه شهابٌ ...

کبُنْدُقَهٍ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و أُرَاهُ علی التَّشْبِیه بالذَّکَر.

و من المَجَازِ: الصَّلْعَاءُ عندَ العَرَبِ : کُلُّ خُطَّهٍ مَشْهُورَهٍ ، قال الشّاعِرُ:

و لاَقَیْتُ من صَلْعَاءَ یَکْبُو لَها الفَتَی

فلَمْ أَنْخَنِعْ فِیها،و أُوعِدْتُ مُنْکَرَا

و

16- فی الحَدِیثِ : «یکونُ کَذَا و کَذَا،ثُمَّ تَکُونُ جَبَرُوَّهٌ صَلْعَاءُ ».

و من المَجَازِ: الدَّاهِیَهُ الشَّدِیدَهُ ؛لأَنَّهُ لا مُتَعَلَّقَ (1)مِنْهَا، کما قیلَ لها:مَرْمَرِیسٌ ،مِن المَرَاسَهِ ،أَی السَلاَمَهِ ،یُقَال:

لَقِیَ منها الصَّلْعَاءَ ،وَ حَلَّت بها صَلْعَاءُ صَیْلَمٌ ،قال الکُمَیْت:

فَلَمَّا أَحَلُّونِی بصَلْعاءَ صَیْلَمٍ

بإِحْدَی زُبَی ذِی اللِّبْدَتَیْنِ أَبِی الشِّبْلِ

أَرادَ الأَسَدَ.

و من المَجَازِ: الصَّلْعَاءُ : الأَرْضُ ،أَو الرَّمْلَهُ لا نَبَاتَ فِیهِما و لا شَجَرَ،و

17- فی حَدِیثِ (2)عُمَرَ-فی صِفَهِ التَّمْرِ-:

«و تَحْتَرِشُ به الضِّبَابُ من الصَّلْعَاءِ ». یرید الصَّحْرَاءَ التی لا تُنْبِتُ شَیْئاً،مثل الرَّأْس الأَصْلَعِ ،و هی الحَصّاءُ،مثل الرَّأْسِ الأَحَصِّ .

و صَلْعَاءُ النَّعَامِ :ع،بدِیَارِ بَنِی کِلاَبٍ حیث ذاتُ الرِّمْث أَو بدِیارِ بَنی غَطَفَانَ ،و هی رَابِیَهٌ بَیْنَ النَقْرَهِ و المُغِیثَهِ ،قَالَهُ نَصْرٌ، لَهُ یَوْمٌ ،و هُمَا مَوْضِعانِ ،و یُعْرَفُ الثّانِی بالصَّلْعَاءِ ،من غَیْرِ إِضَافَهٍ أَیْضاً،و لکُلٍّ منها یَوْمٌ ،فالصّوَابُ إِذَنْ :و غَطَفَانَ ، بواوِ العَطْفِ .أَمّا یَوْمُ المَوْضِعِ الأَوَّل:فقَالَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْکَرِیُّ :یَوْمُ الأَلِیلِ :یَوْمٌ کانَتْ فیه وَقْعَهٌ بصَلْعَاءِ النَّعَامِ (3)،أُسِرَ فیه حَنْظَلَهُ بنُ الطُّفَیْلِ الرَّبَعِیُّ ،أَسَرَهُ هَمّامُ بنُ بَشامَهَ التَّمِیمِیُّ ،و فیه قالَ شَاعِرُهُم:

لَحِقْنَا بصَلْعَاءِ النَّعَامِ و قدْ بَدَا

لَنَا مِنْهُمُ حَامِی الذِّمَارِ و خَاذِلُهْ

أَخَذْتُ خِیَارَ ابْنَی طُفَیْلٍ فأَجْهَضَتْ

أَخاهُ و قد کادَتْ تُنَالُ مَقَاتِلُهْ

و أَمَّا یومُ المَوْضِعِ الثّانِی:فقالَ أَبو مُحَمَّدٍ الأَسْوَدُ:أَغارَ دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّهِ علی أَشْجَعَ بالصَّلْعَاءِ ،و هی بین حَاجِر و النَّقْرَهِ (4)،فلم یُصِبْهُم،فقالَ من قَصِیدَهٍ :

و مُرَّهَ قد أَدْرَکْتَهُم فلَقْیتَهم

یَرُوغُونَ بالصَّلْعَاءِ (5)رَوْغَ الثَّعَالِبِ

و الصُّلَیْعَاءُ ،کالحُمَیْرَاءِ:ع آخَرُ (6).

و من المَجَازِ:جَاءَ بالصَّلْعَاءِ و الصُّلْیَعَاءِ ، و السَّوْأَهُ الصَّلْعَاءُ و الصُّلَیْعَاءُ :الشَّنِیعَه البَارِزَهُ المَکْشُوفَه،أَو الدّاهِیَه الشَّدِیدَه،و منه ،أَی من المَعْنَی الأَخِیرِ،و الصَّوَابُ أَنَّ قَوْل عائِشَهَ رضِیَ اللّه عَنهَا فُسِّرَ بِهما،کما فِی النِّهَایَهِ ،

17- رُوِی: أَنَّهَا قالَت: لمُعَاوِیَهَ ،رضِیَ اللّه عنه،حِینَ قَدِمَ المَدِینَهِ ،فَدَخَلَ عَلَیْهَا،فذَکَرَتْ له شَیئاً،فقالَ :إِنَّ ذلِکَ لا یَصْلُحُ ،فقالتْ :

الَّذِی لا یَصْلُحُ ادِّعاؤُکَ زِیَاداً.فقال:شَهِدَتِ الشُّهُودُ.

فقَالَتْ : مَا شَهِدَتِ الشُّهُودُ،و لکِنْ رَکِبْتَ الصُّلَیْعَاءَ . تَعْنِی فی ادِّعَائِه زِیَاداً،و عَمَلهِ بخِلافِ الحدِیثِ الصَّحِیح المَرْفُوع الَّذِی أَطْبَقَتْ الأُمَّهُ علی قَبُولهِ ،و هو

14- قَوْلُه صلّی اللّه علیه و سلّم:

«الوَلَدُ لِلْفِرَاشِ ،و لِلْعَاهِرِ الحَجَرُ» . و سُمَیَّهُ لم تَکُنْ لأَبِی سُفْیَانَ فِرَاشاً. و قِیلَ -فی مَعْنَی الحَدِیثِ رَکِبتَ الصُّلَیْعَاءَ -:

أَی شَهِدُوا بِزُورٍ،و زِیَادٌ هذا یُعْرَفُ بابْنِ سُمَیَّهُ و یُعْرَفُ أَیْضاً بابْنِ أَبِیهِ ؛لأَنَّهُ لم یُعْرَفْ له أَبٌ ،و هو مُلْحَقٌ بأَبِی سُفْیَانَ ، علَی الصَّحِیحِ .قالَهُ ابنُ أَبِی عِمْرَانَ النَّسّابَهُ ،و له قصّهٌ مَذْکُورهٌ فی«غُنْیَهِ المُسَافِرِ».

و الصُّلَیْعِیَّهُ ،کزُبَیْرِیَّهٍ : ماءَهٌ (7)من مِیَاهِ بَنِی قُشَیْرٍ.

و الصُّلاَّعُ ، کرُمّانٍ ،أَو سُکَّرٍ:الصَّخْرُ الأَمْلَسُ العَرِیضُ الشَّدِیدُ و یُقَال: الصُّلَّعُ مَقْصُورٌ من الصُّلاّعِ ، الوَاحِدُ بهاءٍ.

و قال الأَصْمَعِیُّ : الصُّلَّعُ کسُکَّرٍ:المَوْضِعُ الَّذِی لا یُنْبِتُ شَیْئاً ،سَوَاء کانَ جَبَلاً أَو أَرْضاً،و هو مجازٌ.و أَصْلُه من صَلَعِ الرَّأْسِ .و منه

16- قَوْلُ لُقْمَانَ بن عَادٍ: «إِنْ أَرَ مَطْمَعِی فحِدَأُ وُقَّع،و إِلاّ أَر مَطْمَعِی فَوَقَّاعٌ بصُلَّع .

و صِلاَعُ الشَّمْسِ ،ککِتَابٍ :حَرُّهَا ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ،و هو

ص:278


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لا متعلق بهامش المطبوعه کذا فی اللسان و فی هامشه علامه التوقف فی معناه،و لعله:لا منفلت اه ».
2- (2) الأصل و التهذیب،و الذی فی النهایه:حدیث أبی حثمه.
3- (3) عن معجم البلدان« [1]الصلعاء».
4- (4) ضبطت بفتح النون عن معجم البلدان. [2]
5- (5) بالأصل«یروغون بالصحراء»و علیه فلا شاهد فیها،و المثبت عن معجم البلدان.
6- (6) فی معجم البلدان: [3]موضع کانت به وقعه لهم.
7- (7) فی معجم البلدان:ماء من میاه قُشَیر.

فی اللِّسَانِ بالضَّمِّ (1).

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : صَلَّعَ الرَّجُلُ تَصْلِیعاً:أَعْذَرَ (2).

و قال ابنُ عَبّادٍ: صَلَّعَتِ الحَیَّهُ ،إِذا بَرَزَت لا تُرَابَ عَلَیْهَا و هو مَجَازٌ.

و قالَ اللَّیْثُ :یُقَال: صَلَّعَ فُلانُ تَصْلِیعاً،یُقَالُ :ذلِکَ للمُجْعِسِ إِذا وَضَعَ یَدَهُ مُسْتَوِیَّهً مَبْسُوطَهً علی الأَرْضِ فسَلَحَ .

و فی المُحِیطِ و اللِّسَانِ : انْصَلَعَت الشَّمْسُ :بَزَغَتْ ،أَو تَکَبَّدَت وَسَطَ السَّمَاءِ،أَو بَدَتْ فی شِدَّهِ الحَرِّ،و لیسَ دُونَها شَیْ ءٌ یَسْتُرها،و خَرَجَتْ من تَحْتِ الغَیْمِ ،کَتَصَلَّعَتْ ،و هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأُصَیْلِعُ ،تَصْغِیرُ الأَصْلَعِ :الَّذِی انْحَسَرَ الشَّعرُ عن رَأْسِه،و

17- قد وُصِف به الَّذِی یَهْدِمُ الکَعْبَه: «کأَنِّی به أُفَیْدِعَ أُصَیْلِعَ ». و

14,17- فی حَدِیثِ عَبْدِ اللّه بن سَرْجِسَ المُزَنِیِّ ،رضیَ اللّه عنه: «رَأَیْتُ الأُصَیْلِعَ عُمَرَ یُقَبِّلُ الحَجَرَ،و یَقُولُ :رَأَیْتُ رَسُولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم یُقَبِّلُک».

و الصَّلْعَهُ ،بالفَتْحِ :لُغَهٌ فی الصَّلَعَهَ ،بالتَّحْرِیکِ مُخَفَّفٌ عنه،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن اللَّیْثِ .

و صَلِعَتِ العُرْفُطَهُ ،کفَرِحَ ، صَلَعاً ،و عُرْفُطَهٌ صَلْعَاءُ :إِذا سَقَطَت رُؤُوسُ أَغْصَانِهَا،و أَکَلَتْهَا الإِبِلُ ،و هو مَجَازٌ،قالَ الشَمَّاخُ یَذْکُر الإِبِلَ :

إِنْ تُمْسِ فی عُرْفُطٍ صُلْعٍ جَمَاجِمُه

مِنْ الأَسَالِقِ عَارِی الشَّوْکِ مَجْرُودِ

تُصْبِحْ و قد ضَمِنَتْ ضَرّاتُهَا غُرَقاً

من طَیِّبِ الطَّعْمِ حُلْوٍ غَیْرِ مَجْهُودِ

و قال المُعْتَمِر:قال أَبِی: الصُّلَیْعَاءُ :الفَخْرُ.

و الصَّلْعَاءُ :الأَمْرُ الشَّدِیدُ.

و الصَّلَعُ ،مُحَرَّکَهً :لُغَهٌ فی الصُلَّع ،کسُکَّرٍ،و هو:

المَوْضِعُ لا یُنْبِتُ شیئاً.و جَبَلٌ أَصْلَعُ :بارِزٌ أَمْلَسُ بَرّاقٌ .

و الصُّلَیْعَاءُ :الأَرْضُ لا تُنبِتُ ،خِلافُ القُرَیْعَاءِ.

و الصُلَّعَهُ ،کسُکَّرَه:الصَّخْرَهُ المَلْسَاءُ.

و التَّصْلِیعُ :السُّلاَحُ :اسمٌ ،کالتَمْتِینِ و التَّنْبِیتِ .

و صَلَّعَتِ ،الشَّمْسُ ،مثلُ تَصَلَّعَتْ .

و یَوْمٌ أَصْلَعُ :شَدِیدُ الحَرِّ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ عَبّادٍ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و هو مَجازٌ.

و تَصَلَّعَتِ السَّمَاءِ تَصَلُّعاً :إِذا انْقَطَعَ غَیْمُهَا،و انْجَرَدَت.

و قال ابنُ بَرِّیّ :یُقَالُ للعِذْیَوْطِ -إِذا أَحْدَثَ عِنْدَ الجِمَاعِ -: صَلَّعَ .

و رَأْسٌ صَلِیعٌ ،مثلُ أَصْلَعَ .

و صَلَعَ رَأْسَه:حَلَقَهَا،و هو مَجَازٌ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

صلفع

صَلْفَعَ عِلاَوَتَه و رَأْسَه: ضَرَبَ عُنُقهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قِیلَ : صَلْفَعَ رَأْسَه ،إِذا حَلَقَه.

و صَلْفَعَ فُلانٌ :أَفْلَسَ و أَعْدَمَ ،نَقَله الجَوْهَرِیُّ .

صلقع

کصَلْقَعَ ،بالقَافِ فی الکُلِّ ممّا ذُکِرَ من المَعَانِی،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ هکَذَا فی ضَرْبِ العُنُقِ ، و الإِفْلاس،و فی مَعْنَی الحِلاقَهِ من العُبَابِ ،و قد صَلْقَعَ الرَّجُلُ صَلْقَعاً ،و صَلْقَعَهً ،فهو مُصَلْقِعٌ :عَدِیمٌ مُعْدِمٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:صَوْتٌ صَلَنْقَعٌ ،کسَمَنْدَلٍ :شَدِیدٌ، و قد صَلْقَعَهُ ،أَی صَوْتَه:إِذَا شَدَّدَه.

و قالَ اللَّیْثُ :یُقَالُ : صَلْقَعٌ بَلْقَعٌ و بَلْقَعٌ سَلْقَعٌ ،أَی خالٍ ،لا یُفْرَدُ.

و قالَ : الصَّلَنْقَعُ ، کسَمَنْدَلٍ :المَاضِی الجَرِیءُ الشَّدِیدُ ، و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ فی«ص ل ف ع»،قالَ ابنُ عَبّادٍ: و یُقَال للطَّرِیقِ : صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعٌ ،أَی إِذا کانَ خالِیاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعٌ ،إِذا کانَ فَقِیراً مُعْدِماً،و یَجُوزُ فیه السِّینُ ،و هو إِتْبَاعٌ ،و لا یُفْرَدُ،کما فی اللِّسَانِ .

صلمع

هو صَلْمَعَهُ بنُ قَلْمَعَهَ ،أَی لا یُعْرَفُ هو،و لا

ص:279


1- (1) ضبطت بالقلم فی التکمله و التهذیب و اللسان [1]بکسر الصاد.
2- (2) أی أحدث و تغوط .

أَبُوه،قالَهُ أَبُو العَمَیْثَلِ ،و هو مِثْلُ هَیِّ بنِ بَیٍّ ،و هَیَّان بن بَیّانَ ،و طَامِر بن طامِر،و الضَّلاَل بن بُهْلُلَ .و أَنْشَدَ الأَحْمَرُ، -و هو لمُغَلِّسِ بنِ لَقِیطٍ -:

أَ صَلْمَعَهُ بنَ قَلْمَعَهَ بنِ فَقْعٍ

لَهِنَّکَ -لا أَبا لَکَ -تَزْدَرِینِی ؟

و صَلْمَعَهُ :قَلَعَهُ من أَصْلِهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَحْمَرِ.

قال: و قالَ الفَرّاءُ: صَلْمَعَ رَأْسَهُ ،أَی حَلَقَه ،کقَلْمَعَه، و صَلْفَعَهُ ،و جَلْمَطَه.

و صَلْمَعَ الشَّیْ ءَ:مَلَّسَه ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ.

و صَلْمَعَ فُلانٌ :أَفْلَسَ ،مثلُ صَلْقَع،و یُقَال:رَجُلٌ مُصَلْمِعٌ و مُصَلْفِعٌ ،أَی مُفْلِسٌ (1)مُدْقِعٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

یُقَال:تَرَکْتُه صَلْمَعَهَ بنَ قَلْمَعَهَ ،إِذا أَخَذْتَ کُلَّ شَیْ ءٍ عِنْدَه،حکاهُ ابنُ بَرِّیّ .

و قَوْمٌ صَلامِعَهٌ :دِقَاقُ الرُّؤُوسِ ،و منه قَوْلُ عامِرِ بنِ الطُّفَیْلِ یَهْجُو قَوْماً:

سُودٌ صَناعِیَهٌ إِذا ما أَوْرَدُوا

صَدَرَتْ عَتُومُهمُ و لَمَّا تُحْلَبِ (2)

صُلْعٌ صَلاَمِعَهٌ کأَنَّ أُنُوفَهُم

بَعَرٌ یُنَظِّمُه وَلِیدٌ یَلْعَبُ (3)

لا یَخْطُبُونُ إِلی الکِرَامِ بَنَاتِهمْ

و تَشِیبُ أَیِّمُهُم و لَمَّا تُخْطَبِ

الصَّناعِیَهُ :الذین یَصْنَعُونَ المَالَ و یُسَمِّنُونَ فُصْلاَنَهُم،و لا یَسْقُونَ أَلْبَانَ إِبِلِهم الأَضْیافَ ،و صَلامِعَهٌ :دِقَاقُ الرُّؤُوس.

و عَتُومُ :ناقَهٌ غَزِیرَهٌ یُؤَخَّرُ حِلاَبُهَا إِلی آخِرِ اللَّیْلِ .

صمع

الأَصْمَعُ :الصَّغِیرُ الأُذُنِ من النّاسِ و غیرِهِم، و منه

1- حَدِیثُ عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عنه: «کَأَنِّی برَجُلٍ أَصْعَلَ أَصْمَعَ أَحْمَشَ السّاقَیْنِ (4)یَهْدِمُ الکَعْبَه». قالَ الأَصْمَعِیُّ :قوله:

أَصْعَل،هکَذَا یُرْوَی،فأَمّا فی کَلامِ العَرَبِ فهو صَعْلٌ ، بغیر أَلِفٍ و هو الصَّغِیرُ الرَّأْسِ ،و کذلِکَ الحَبَشَهُ (5).و قال أَبُو عُبَیْدٍ:و قد رَوَی بعضُ النّاسِ أَنِّ الأَصْعَلَ لُغَهٌ فی الصَّعْلِ ، و لا أَدْرِی عَمَّن هو.

و الأَصْمَعُ : السَّیْفُ القَاطِعُ عن المُؤَرِّج.

قال: و الأَصْمَعُ أَیضاً: المُتَرقِّی أَشْرَفِ المَوَاضِع.

قال: و الأَصْمَعُ أَیضاً: السَّادِرُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و کُلُّ ما جاءَ عن المُؤَرِّجِ فهو مِمَّا لا یُعَرَّجُ علیه،إِلاَّ أَنْ تَصِحَّ الرِّوَایَهُ عنه.

و الکَعْبُ الأَصْمَعُ :هو اللَّطِیفُ المُسْتَوِی ،یُقَال:رُمْحٌ أَصْمَعُ الکَعْبِ :مُحَدَّدٌ،و قَنَاهٌ صَمْعَاءُ الکُعُوبِ :لیسَ فِیها نُتُوءٌ و لا جَفَاءٌ،و قِیلَ :مُکْتَنِزَهُ الجَوْفِ ،صُلْبَهٌ ،لَطِیفَهُ العُقَدِ.

و النَّبْتُ الأَصْمَعُ :ما خَرَجَ له ثَمَرٌ و لم یَنْفَتِقْ ،و قیلَ :

الأَصْمَعُ من النَّبَاتِ :المُرْتَوِی المُکْتَنِزُ.

و الرِّیشُ الأَصْمَعُ العَسِیبُ اللَّطِیفُ (6)،هکَذا فی النُّسَخِ ، و صَوَابُه:اللَّطِیفُ العَسِیب،و فی بَعْضِ النُّسَخِ القَشِیب، و هو خَطَأٌ أَو الأَصْمَعُ : أَفْضَلُ الرِّیشِ ،و هو ما رِیشَ به السَّهْمُ من الظُّهَارِ، ج:صُمْعَانٌ ،بالضَّمِّ .

و الأَصْمَعُ :القَلْب هو الذَّکِیُّ المُتَیَقِّظ کما فِی الصّحاحِ (7)،یُقَالُ :قَلْبٌ أَصْمَعُ :مُتَوَقِّدٌ فَطِنٌ ،سُمِّیَ به لانْضِمَامِه و تَجَمُّعِه.

و الأَصْمَعَانِ :هُوَ ،أَی القَلْبُ الذَّکِیُّ و الرَّأْیُ الحازِم ، کَذا فی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و الَّذِی فی الصّحاحِ :

العازِمُ ،و مثلُه فی اللِّسَانِ .و قالَ : الأَصْمَعِیُّ :الفُؤَادُ الأَصْمَعُ ،و الرَّأْیُ الأَصْمَعُ :العازِمُ الذَّکِیُّ ،و رَجُلٌ أَصْمَعُ القَلْبِ :إِذا کانَ حادَّ الفِطْنَهِ .

ص:280


1- (1) و شاهده قول مزود أخی الشماخ. تأوه شیخ قاعد و عجوزه حَرِبَّیْنِ بالصلعاء أو الاساود فی اللسان: [1]مفقع مدقع.
2- (2) دیوانه ص 29 و فیه:عتومتهم.
3- (3) فی الدیوان:«ینظمه الولید بملعبِ »و بروایه الدیوان یسلم البیت من الاقواء.
4- (4) فی التهذیب و اللسان [2]حَمِش الساقین.
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و کذلک الحبشه کذا بالأصول، و لعله الأحمش بدلیل ذکر اللسان [3]له حمش بدون ألف».
6- (6) فی القاموس:«القشیب اللطیف»و الذی فی التهذیب و اللسان: [4]اللطیف العسیب.
7- (7) الذی فی الصحاح:هو أصمع القلب إذا کان متیقظاً ذکیاً.

و عَبْدُ المَلِکِ بنِ قُرَیْبِ بنِ عَبْدِ المَلِکِ بنِ عَلِیِّ بنِ أَصْمَعَ ،أَبُو سَعِیدٍ الأَصْمَعِیُّ النَّحْوِیُّ اللُّغَوِیُّ ،مَنْسُوبٌ إِلی جَدِّ جَدِّه،و هو أَصْمَعُ بنُ مُظَهِّر بنِ رِیَاحٍ (1)البَاهِلِیُّ و یُکْنَی أَبا القُنْدَیْنِ أَیْضاً ،بضَمِّ القَافِ ،و قد ذُکِرَ فی الدّالِ ،و مَرَّ له ذِکْرٌ فی«ظ ه ر»،و مَوْلِدُه و وَفَاتُه فی مُقَدِّمهِ الکتَابِ .

و الصَّمْعَاءُ :الصَّغِیرَهُ الأُذُنِ من النّاسِ و غَیْرِهِم،یُقَال:

امْرَأَهٌ صَمْعَاءُ ،و عَنْزٌ صَمْعَاءُ ،و یُقَالُ : الصَّمْعَاءُ من المَعزِ:

الَّتِی أُذُنُها کأُذُنِ الظَّبْیِ ،بینَ السَّکَّاءِ و الأَذْناءِ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ : الصَّمْعَاءُ :الشّآهُ اللَّطِیفَهُ الأُذُنِ الّتِی لَصِقَ أُذُنَاهَا بالرَّأْسِ .

17- و کانَ ابنُ عَبّاسٍ رضِیَ اللّه عَنْهُمَا لا یَرَی بَأْساً أَنْ یُضَحَّی بالصَّمْعَاءِ . أَی:الصَّغِیرهِ الأُذُنِ .

و الصَّمْعَاءُ أَیْضاً: الأُذُنُ الصَّغِیرَهُ اللَّطِیفَهُ المُنْضَمَّهُ إِلی الرَّأْسِ و قد صَمِعَتْ صَمَعاً :صَغُرَتْ و لم تُطَرَّفْ ،و کانَ فیها اضْطِمارٌ و لُصُوقٌ بالرَّأْسِ ،و قیل:هو أَنْ تَلْصَقَ بالعِذَارِ من أَصْلِهَا،و هی قَصِیرَهٌ غیر مُطَرَّفَهٍ .و قیلَ :هی الَّتِی ضَاقَ صِمَاخُهَا و تَحَدَّدَتْ .

و الصَّمْعَاءُ : السَّالِفَهُ و به فُسِّرَ قَوْلُ أَبِی النَّجْمِ یَصِفُ الظَّلِیمَ :

إِذا لَوَی الأَخْدَعَ مِن صَمْعَائِهِ

مُنْفَتِلاً أَو هَمَّ بانْتِفَائِهِ

صَاحَ به عشْرُونَ مِنْ رِعَائِهِ

یَعْنِی الرِّئَالَ .قالُوا:أَرادَ بصَمْعَائِه سالِفَتَهُ و مَوْضِعَ الأُذُنِ منه،سُمِّیَتْ صَمْعَاءَ لأَنَّهُ لا أُذُنَ لِلظَّلِیمِ .

و الصَّمْعَاءُ : المُدَمْلَکُ المُدَقَّقُ منَ النَّبَاتِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، أَو هِیَ البُهْمَی إِذا ارْتَفَعَتْ قَبْلَ أَنْ تَتَفَقَّأَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قیل:بَقْلَهٌ صَمْعَاءُ :مُرْتَوِیَهٌ مُکْتَنِزَه،و بُهْمَی صَمْعَاءُ :غَضَّهٌ لم تَتَشَقَّقْ ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ الحُمُرَ:

رَعَتْ بَارِضَ البُهْمَی جَمِیعاً و بُسْرَهً

و صَمْعَاءَ حتَّی آنَفَتْهَا نِصَالُهَا

آنَفَتْهَا :أَوْجَعَتْهَا بسَفَاهَا،و یُرْوَی:«حَتّی أَنْصَلَتْهَا»قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :قالُوا:بُهْمَی صَمْعَاءُ ،فبَالَغُوا بها،کما قالُوا:صِلِّیَانٌ جَعْدٌ،و نَصِیٌّ أَسْحَمُ ،قالَ :و قِیلَ الصَّمْعَاءُ :الَّتِی تَنْبُتُ ثَمَرَتُها فی أَعْلاها، أَو کلُّ بُرْعُومَهٍ ما دَامَتْ مُجْتَمِعَه مُنْضَمَّهً لَمْ تَنْفَتِحْ بَعْد فهی صَمْعَاءُ ،نَقَلَه أَبُو حَنِیفَهَ ، و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :البُهْمَی:أَوَّلُ مَا یَبْدُو مِنْهَا البارِض،فإِذا تَحَرَّکَ قَلِیلاً فهو جَمِیمٌ ،فإِذَا ارْتَفَعَ و تَمَّ قبلَ أَنْ یَتَفَقَّأَ فهو الصَّمْعَاءُ ،یُقَال له ذلِکَ لِضُمُورِه، ج: صُمْعٌ ،بالضم.

و یُقال للکِلابِ : صُمْعُ الکُعُوبِ ،أَی صِغَارُهَا ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ هکَذَا،و قَوْلُ النّابِغَهِ الذُّبْیَانِیِّ یَصِفُ الکِلابَ و الثَّوْرَ:

فَبَثَّهُنَّ عَلَیْه و اسْتَمَرَّ به

صُمْعُ الکُعُوبِ بَرِیّاتٌ من الحَرَدِ

یَعْنِی أَنَّ قَوَائِمَه لاَزِقَهٌ ،مُحَدَّدَهُ الأَطْرَافِ ،مُلْسٌ لَیْسَتْ برَهِلاَتٍ ،أَی استَمَرَّتْ به قَوَائِمُه،کذا فِی العُبَابِ .و فی اللِّسَانِ :عَنَی بها القَوَائِمَ و المَفْصِلَ أَنَّهَا ضامِرَهٌ لَیْسَتْ بمُنْتَفِخهٍ ،و قال الشّاعِرُ:

أَصْمَعُ الکَعْبَیْنِ مَهْضُومُ الحَشَا

سَرْطَمُ اللَّحْیَیْنِ مَعَّاجٌ تَئِقْ (2)

و قَوَائِمُ الثَّوْرِ الوَحْشِیّ تَکُونُ صُمْعَ الکُعُوب،لیسَ فِیها نُتُوءٌ و لا جَفَاءٌ،و قالَ امْرُءُ القَیْسِ :

و سَاقَانِ کَعْبَاهُمَا أَصْمَعا

نِ لَحْمُ حَمَاتَیْهِمَا مُنْبَتِرْ

أَرادَ بالأَصْمَعِ :الضَّامِرَ الَّذی لیسَ بمُنْتَفِخٍ ،و الحَمَاهُ :

عَضَلَهُ السَّاقِ .و العَرَبُ تَسْتَحِبُّ انْبِتَارَهَا و تَزَیُّمَها (3)،أَی ضُمُورَهَا و اکْتِنَازَها.

و الصَّوْمَعَهُ :کجَوْهَرَهٍ :بَیْتٌ للنَّصَارَی و مَنَارٌ للرَّاهِبِ ، کالصَّوْمَع ،بغَیْرِ هاءٍ،و هذا عن ابْنِ عَبّادٍ،سُمِّیَتْ لدِقَّهٍ فی رَأْسِهَا و قالَ سِیبَوَیْهٌ : الصَّوْمَعَهُ من الأَصْمَعِ ،یَعْنِی المُحَدَّدَ الطَّرَفِ المُنْضَمَّ ،و من غَرِیبِ ما أنْشَدَنَا بعضُ الشُّیُوخِ :

أَوْصاکَ رَبُّکَ بالتُّقَی

و أُولُو النُّهَی أَوْصُوا مَعَهْ

فاخْتَرْ لِنَفْسِکَ مَسْجداً

تَخْلُو بهِ أَوْ صَوْمَعَهْ

ص:281


1- (1) عن جمهره ابن حزم ص 245 و [1]بالأصل«رباح».
2- (2) بالأصل«تئف»بالفاء،و المثبت عن اللسان.و [2]نسبه بحواشی المطبوعه الکویتیه لعدی بن زید.
3- (3) فی التهذیب و الأساس:«قال بشر».

و العُقَابُ : صَوْمَعَهٌ لارْتِفَاعِهَا أَبَداً علی أَشْرَفِ مَکَانٍ تَقْدِرُ عَلَیْهِ .هکَذَا حَکَاهُ کُرَاع مُنَوَّناً،و لم یَقُلْ : صَوْمَعَهُ العُقَابِ .

و مِنَ المَجَازِ. الصَّوْمَعَهُ : البُرْنُسُ ،و قالَ أَبُو علیٍّ :

الصَّوَامِعُ :البَرَانِسُ ،و لم یَذْکُرْ لها وَاحِداً،و أَنْشَدَ (1):

تَمَشَّی بها الثِّیرانُ تَرْدِی کَأَنَّهَا (2)

دَهَاقِینُ أَنْبَاطٍ عَلَیْها الصّوَامِعُ

و المَجَازِ: الصَّوْمَعَه : ذُرْوَهُ الثَّرِیدِ و جثَّتَه،و قِیلَ :تُسَمَّی الثَّرِیدَهُ صَوْمَعَهً :إِذا حُدِّدَ رَأْسُها و سُوِّیَتْ .

و قال المُؤَرِّجُ : صَمِعَ کَفَرِحَ :رَکِبَ رَأْسَهُ فمَضَی غَیْرَ مُکْتَرِثٍ .

قال: و صَمِعَ فی کَلامِهِ ،إِذا أَخْطَأَ ،قَالَ الأَزْهَرِیُّ :و کلُّ ما جَاءَ عن المُؤَرِّجِ فهو مِمَّا لا یُعَرَّجُ علیه إِلاّ أَنْ تَصِحَّ الرِّوَایَهُ عنه.

و صَمَعَهُ بالعَصَا و السَّیْفِ کَمَنَعَ ، صَمْعاً : ضَرَبَهُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

قالَ : و صَمَعَ القَوْمَ صَمْعاً : مَرَّ بِهِم ،هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و نَصُّ المُحِیطِ :مَرُّوا بِه فحَبَسَهُم بالکَلاَمِ .

و قال غَیْرُه: صَمَّعَ عَلَی رَأْیهِ تَصْمِیعاً :صَمَّمَ علیهِ .

و ظَبْیٌ مُصَمَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُؤَلَّلُ القَرْنَیْنِ ،قالَ طَرَفَهُ :

لَعَمْرِی لَقَدْ مَرَّتْ عَوَاطِسُ جَمَّهٌ

و مَرَّ قُبَیْلَ الصُّبْحِ ظَبْیٌ مُصَمَّعُ

و ثَرِیدَهٌ مُصَمَّعَهٌ ،کَما فی الصحّاحِ ، و مُصَوْمَعَهٌ کما فِی المُحِیطِ : مُدَقَّقَهُ الرَّأْسِ مُحَدَّدَتُه قال ابن عَبّادٍ: و صَوْمَعَهَا ، إِذا دَقَّق رَأْسَها و حَدَّدَه،و کذلِکَ صَعْنَبَهَا.

و صَوْمَعَ الشَّیْ ءَ:جَمَعَه ،عن ابْنِ عَبّادٍ أَیْضاً.

و یُقَال: بَقَرَاتٌ مُصَمَّعَاتٌ أَی عِطَاش مُلْتَزِقات فِیهِنَّ ضُمْرٌ قال ابن الرِّقاعِ یَصِف ناقهً :

و لَهَا مُنَاخٌ قَلَّمَا بَرَکَتْ به

و مُصَمَّعَاتٌ من بَنَاتِ مِعَائها

أَی البَقَر (3).

و سَهْمٌ مُتَصَمِّع :ابْتَلَّتْ قُذَذهُ من الدَّمِ و غَیْرِه فانْضَمَّتْ ، یُقَال:خرج السَّهْمُ مُتَصَمِّعاً ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قال:و مِنْه قولُ أَبِی ذُؤَیْب:

فَرَمَی فأَنْفَذَ من نَحُوصٍ عَائطٍ

سَهْماً فخَرَّ و رِیشُه مُتَصَمِّعُ (4)

أَی،مُنْضَمٌّ من الدَّمِ ،و قِیلَ :أَی مُتَلَطِّخ بالدَّمِ ،و هُوَ من ذلِکَ ،لأَنَّ الرِّیشَ إِذا تَلَطَّخَ بالدَّمِ انْضَمَّ .

و انْصَمَعَ فِی غَضَبِه:مَضَی ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الأَصْمَعُ :الظَّلِیمُ ،لِصِغَرِ أُذُنِه،و لصُوقِها برَأْسِه.

و امْرَأَه صَمْعاءُ الکَعْبَیْنِ :لَطِیفَتُهما مُسْتَوِیَتُهما.

و الصَّمِع ،ککَتِفٍ :الحَدِیدُ الفُؤادِ.

و عَزْمَهٌ صَمْعَاءُ :ماضِیَهٌ .

و رَجُلٌ صَمِعٌ بَیِّنُ الصَّمَعِ :شُجاعٌ ،لأَنَّ الشُّجَاعَ یُوصفُ بتَجَمُّع القَلْبِ و انْضِمامِه.

و صَوْمَعَ بِنَاءَهُ :عَلاّهُ ،عن السِّیرَافِیِّ .

و صَمَّعَ الثَّرِیدَهَ :صَعْنَبَها.

و صَمَعَ الظَّبْیُ :ذَهَبَ فی الأَرْضِ .

و التَّصَمُّع :التَّلَطُّف.

و صَمَعَه :صَرَعَهُ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ فی«قنطر».

و الأَصْمَع :رَجُلٌ من وَلَد سَعْدِ بنِ نَبْهَانَ ،مِن طَیِّ ءٍ،و هو وَالدُ خَالِد و سَدُوس.

و أَبُو عَبْدِ اللّه الصَّوْمَعِیُّ :زَاهِدٌ مَشْهورٌ.

صملکع

صَمَلْکَعٌ ،کسَفَرْجَلٍ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَه،

ص:282


1- (1) فی التهذیب و الأساس:قال«بشر».
2- (2) صدره فی التهذیب: تمشی به الثیران تتری کأنها قال:و یروی:تردی.
3- (3) کذا بالأصل،و فی التهذیب،بعد ایراده بیت ابن الرقاع،عنی بالمصمّعات بَعَرات دقیقات ملتزمات.
4- (4) دیوان الهذلیین 8/21 و فیه:نجودٍ عائط .

و قال ابن بَرِّیّ :هُوَ الَّذِی فی رَأْسِه حِدَّهٌ ،و أَنْشَدَ لمِرْداسٍ الدُّبَیْرِیِّ :

قالَتْ :و رَبِّ البَیْتِ إِنِّی أُحِبُّهَا

و أَهْوَی ابْنَهَا ذاکَ الخَلِیعَ الصَمَلْکَعَا

کذا فی اللِّسَانِ .

صنبع

الصَّنْبَعَه أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو انْقِبَاضُ البَخِیلِ عندَ المَسْأَلَهِ (1)کالصَّعْنَبَه،و قد تقدَّم، و قد رَأَیْته یُصنْبعُ لُؤْماً ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ أَیْضاً:

و رَجُلٌ مُصَنْبَعُ الرَّأْسِ ،بالفَتْحِ ،أَی علَی صِیغَهِ المَفْعُول، و مُصَعْنَبُه و مُصَنْعَبُه: إِلی الطُّولِ ما هُو ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و صُنَیْبِعاتٌ ،مصَغَّرُ صُنْبُعَه (2)،کقُنْفُذَه:ع ،سُمِّیَ بهذِه الجَمَاعَهِ ،قالَ حُمَیْدٌ الأَرْقَط :

یُصْبِحْنَ بالقَفْرِ (3)أَتَاوِیاتِ

هَیْهَاتَ مِنْ مُصْبَحِهَا هَیْهَاتِ

من حَیْثُ رُحْنَ مُتَشَنِّعَاتِ (4)

هَیْهَاتَ حَجْرٌ (5)من صُنَیْبِعَاتِ

و قال زُهَیْرُ بن أَبِی سُلْمَی یَصِف الحِمَارَ و أُتُنَه:

فأَوْرَدَها مِیَاهَ صُنَیْبِعاتٍ

فأَلْفَاهُنَّ لَیْسَ بهِنَّ ماءُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الصُّنْبُعَه :النّاقه الصُّلْبَه،نقله صاحبُ اللِّسَانِ عن أَبِی عمرٍو.قُلْتُ :و لَعَلَّه الصُّنْتُعَهُ ،بالتاءِ الفَوْقِیَّهِ ،شُبِّهَتْ بعَیْرِ الفَلاهِ ،فتَأَمَّلْ .

صنتع

الصُّنْتُع ،کقُنْفُذٍ ،کَتَبَه بالحُمْرهِ ،علی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیِّ ،و لیسَ کذلِکَ ،بل ذَکَرَه فی «ص ت ع»فإِنَّ النُّونَ عندَه زائِدَهٌ ،فالصّوَابُ إِذَنْ کَتْبُهبالأَسْوَدِ،و هو: النَّعَامُ الصُّلْبُ الرَّأْسِ ،و أَنْشَدَ للطِّرِمّاحِ ، یُشَبِّه نَاقَتَه بعَیْرِ الفَلاهِ :

صُنْتُعُ الحَاجِبَیْنِ خَرَّطَه البَقْ

لُ بَدِیًّا قَبْلَ اسْتِکاکِ الرِّیَاضِ

قالَ ابنُ بَرِّیّ : الصُّنْتُعُ فی البَیْتِ من صِفَهِ العَیْرِ (6)لا النَّعامِ ،و قد نَبَّه علیه الصّاغَانِیُّ أَیْضاً فی التَّکْمِلَه فی «ص ت ع»و أَما فِی العُبَابِ فإِنَّه وافَقَ الجَوْهَرِیَّ .

و کذا الصُّنْتُع : الحِمَارُ الشَّدِیدُ الرَأْسِ ،و یُطْلَق غَالِباً علی الحِمَارِ الوَحْشِیّ ، أَو هو الحِمَارُ الناتِیءُ الوَجْنَتَیْنِ و الحَاجِبَیْنِ ،العَظِیمُ الجَبْهَهِ .

أَو الصُّنْتُع : الرَّقِیقُ الخَدِّ،ضِدُّ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ أَبِی دُاودٍ الإِیادِیِّ یَصِفُ فَرَساً:

فَلَقَدْ أَغْتَدِی یُدَافِعُ رَأْیِی

صُنْتُعُ الخَدِّ أَیِّدُ القَصَراتِ

کما فی العُبَاب،فهو ضِدٌّ،و الَّذِی فی اللِّسَانِ :

صُنْتُعُ الخَلْقِ أَیِّدُ القَصَراتِ

و قالَ أَبُو مُوسَی الحامِضُ :

نَاهَبْتُها القَوْمَ علی صُنْتُعٍ

أَجْرَدَ کالقِدْحِ من السّاسَمِ

و الَّذِی رَوَاهُ صاحِبُ اللِّسَانِ أَحْسَنُ من رِوایَهِ الصّاغَانِیِّ ، و به تَرْتَفِعُ الضِّدِّیَّهُ ،فتأَمَّلْ .

و الصُّنْتُع : المُحَرَّفُ ، کالمُصَنْتَعِ ،کِلاهُمَا عن ابْنِ عَبّادٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الصُّنْتُعُ :الشّابُّ الشَّدِیدُ.

و قالَ کُرَاع: الصُّنْتُعُ عند أَهْلِ الیَمَنِ :الذِّئْبُ .

صندع

الصِّنْدَعَهُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و صاحِبُ اللِّسَانِ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و قالَ فی العُبَابِ :

ص:283


1- (1) هو قول اللیث،نقله التهذیب 334/3.
2- (2) قیدها یاقوت جمع الصنیبعه،قال:و هو موضع..و قیل:ماء.
3- (3) بالأصل«بالفقراء»و المثبت عن التکمله و قد نبه بهامش المطبوعه المصریه الی روایه التکمله.
4- (4) عن التکمله و بالأصل«مشنعات».
5- (5) عن التکمله و معجم البلدان و بالأصل«حجر»و قد نبه بهامش المطبوعه المصریه الی روایه التکمله.
6- (6) و تقدم ذلک فی بیت قبله و هو: مثل عیر الفلاه شاخس فاه طول شرس النطی و طول العضاض و الاستکاک الالتفاف.

قالَ أَبُو عَمْرٍو:هو حَرْفٌ حَدِیدٌ مُنْفَرِدٌ من الجَبَلِ ،و هذا یَقْتَضِی أَنَّ النُّونَ أَصْلِیَّهٌ ،و الصَّوابُ أَنَّهَا زائِدَهٌ ،و أَصْلُه صدع.

صنع

صَنَعَ إِلیهِ مَعْرُوفَا،کمَنَع، صُنْعاً ،بالضَّمِّ ،أَی قَدَّمَه،و کذلِکَ اصْطَنَعَه .

و صَنَعَ بهِ صَنِیعاً قَبِیحاً ،أَی فَعَلَه ،کَمَا فِی الصّحاحِ .

و صَنَع الشَّیْ ء صَنْعاً و صُنْعاً ، بالفَتْحِ و الضَّمِّ ،أَی عَمِلَه ، فهو مَصْنُوعٌ ،و صَنِیعٌ .

و قَالَ الرّاغِبُ : الصُّنْعُ :إِجادَهُ الفِعْلِ ،و کُلُّ صُنْعٍ فِعْلٌ ، و لیسَ کُلُّ فِعْلٍ صُنْعاً ،و لا یُنْسَبَ إِلی الحَیواناتِ و الجَمَاداتِ ،کما یُنْسَبُ إِلیها الفِعْلُ انتهی.

و

16- فی الحَدِیث: «إِذا لَمْ تَسْتَحِ فاصْنَعْ ما شِئتَ ». و هو أَمْرٌ مَعْنَاهُ الخَبَرُ،و قِیلَ :غیرُ ذلِکَ ممّا هو مَذْکُورٌ فی العُبَابِ و اللِّسَانِ (1).

و ما أَحْسَن صُنْعَ اللّه!بالضَّمِّ ،و صَنیعَ اللّه ،کأَمِیرٍ، عِنْدَکَ .

و قولُه تَعَالَی: صُنْعَ اللّهِ الَّذِی أَتْقَنَ کُلَّ شَیْ ءٍ (2)قالَ أَبو إِسحاقَ الزَّجّاجُ :القِرَاءَهُ بالنَّصْبِ ،و یَجُوزُ الرَّفْعُ ،فمَنْ نَصَبَ فعَلَی المَصْدَرِ،کأَنَّه قال: صَنَعَ اللّه ذلِکَ صُنْعاً ،و من قَرَأَ بالضَّمِّ فعَلَی مَعْنَی:ذلِکَ صُنْعُ اللّه. و الصِّنَاعَهُ ،ککِتَابَهٍ :حِرْفَهُ الصّانِعِ ،و عَمَلُه الصَّنْعَهُ ، بالفَتْحِ کما فی الصّحاحِ .

قال: و صَنْعَهُ الفَرَسِ :حُسْنُ القِیَامِ علیهِ ،و هو مَجَازٌ، تقولُ منه: صَنَعْتُ فَرَسِی صَنْعاً ،و صَنْعَهً ،و ذلِکَ الفَرَسُ صَنِیعٌ (3)،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للشّاعِرِ (4)-و هو عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ:

فنَقَلْنا صَنْعَهُ حَتَّی شَتَا

ناعِمَ البالِ لَجُوجاً فی السَّنَنْ

و خَصَّ بهِ اللِّحْیَانیُّ الأُنْثَی من الخَیْلِ .

و السَّیْفُ الصَّنِیعُ : الصَّقِیلُ ،و قالَ الجَوْهَرِیُّ :المَجْلُوُّ، و زادَ غیرُه: المُجَرَّبُ ،و فی الأَساسِ :المُتَعَهَّدُ بالجِلاَءِ، قال عَمْرُو بن مَعْدِیکَرِبَ رضِیَ اللّه عنه،یَصِفُ حِمَاراً أَقْمَرَ و أُتُنَه:

فأَوْفَی عندَ أَقْصَاهُنَّ شَخْصَاً

یَلُوحُ کأَنَّهُ جَیْفٌ (5)صَنِیعُ

أَی:مَصْقُولٌ ،قد صُنِعَ و هُیِّ ءَ،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ:

بَأَبْیَضَ مِنْ أُمَیَّهَ مَضْرَحِیٍّ

کأَنَّ جَبِینَهُ سَیْفٌ صَنِیعُ

و فی العُبَابِ :هو لِرَجُلٍ من بَکْرِ بنِ وائِلٍ یَمْدَحُ أُمَیَّهَ بنَ عَبْدِ اللّه بنِ خالِدِ بنِ أَسِیدِ بنِ أَبِی العاصِ بنِ أُمَیَّهَ ،و فِی اللِّسَانِ :هو لعَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ الحَکَم بنِ أَبِی العاصِ یَمْدَحُ مُعَاوِیَهَ ،و صَدْرُه (6).

أَتَتْکَ العِیسُ تَنْفَحُ فی بُرَاهَا

تَکَشَّفُ عن مَنَاکِبِها القُطُوعُ

بأَبْیَضَ مِنْ أُمَیَّهَ ...الخ،

17- و وَجَدْتُ فی هامِشِ الصّحاحِ ما نَصُّه: و کانَ مِنْ خَبَرِ هذَا الشِّعْرِ أَنَّ مَرْوَانَ شَخَصَ إِلی مُعَاوِیَهَ ،و مَعَه أَخُوه عبدُ الرَّحْمنِ ،فلمّا قَرُبَ قَدَّمَ عبدَ الرَّحْمنِ أَمامَه،فلَقِیَ مُعَاوِیَهَ ،فقالَ :

«أَتَتْک العِیسُ ..

ص:284


1- (1) قال أبو عبید:قال جریر(بن عبد الحمید)معناه:أن یرید الرجل أن یعمل الخیر فیدعه حیاء من الناس،کأنه یخاف مذهب الریاء،یقول: فلا یمنعک الحیاء من المضی لما أردت.قال أبو عبید:و الذی ذهب إلیه جریر معنی صحیح فی مذهبه و لکن الحدیث لا یدل سیاقه و لا لفظه علی هذا التفسیر.قال أبو عبید:و وجهه عندی أنه أراد بقوله: إذا لم تستح فاصنع ما شئت إنما هو:من لم یستح صنع ما شاء،علی جهه الذم،لترک الحیاء.و لم یرد بقوله:فاصنع ما شئت أن یأمره بذلک أمراً،و لکنه أمر معناه الخبر،کقوله علیه السلام:من کذب علیّ متعمداً فلیتبوأ مقعده من النار،لیس وجهه أنه أمره بذلک،إنما معناه من کذب علیّ تبوأ مقعده من النار،و الذی یراد من الحدیث أنه حثَّ علی الحیاء و أمرَ به و عاب ترکه.و قال ثعلب فی قوله:إذا لم تسنح فاصنع ما شئت،قال:هذا علی الوعید،فاصنع ما شئت فإن اللّه یجازیک،و أنشد(لأبی تمام): إذا لم تخشَ عاقبه اللیالی و لم تستحِ فاصنع ما تشاء و هو کقول اللّه تعالی: فَمَنْ شاءَ فَلْیُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْیَکْفُرْ (الکهف: 29). [1]قاله فی التهذیب 40/2«صنع».
2- (2) سوره النمل الآیه 88. [2]
3- ((*)) عباره القاموس:و [3]الصَّنیعُ ذلک الفرس.
4- (3) بالأصل:الشاعر.
5- (4) فی المطبوعه الکویتیه:کأنه سیفٌ .
6- (5) کذا بالأصل.

الخ»و فیه:

«و أَبْیَضَ مِنْ أُمَیَّهَ »..

فلمّا انْتَهَی من إِنشادِهما قالَ مُعَاوِیَهُ :أَ مُفَاخِراً جئْتَ أَمْ مُکَاثِراً؟فقالَ :أَیَّ ذلِکَ شِئْتَ .

و هُمَا بَیْتَانِ فَقَط .کذا ذَکَرَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ الأَسْوَدُ و السَّهْمُ الصَّنِیعُ کذلِکَ ،و الجَمْعُ : صُنُعٌ ،قال صَخْرُ الغَیِّ :

و ارْمُوهُمُ بالصُّنُعِ المَحْشُورَهْ (1)

و قال ذُو الإِصْبَعِ العَدْوَانِیُّ :

السَّیْفَ و القَوْسَ و الکِنَانَهَ قَدْ

أَکْمَلْتُ فیها مَعَابِلاً صُنُعَا

أَی مُحْکَمَهَ العَمَلِ .

و الصَّنِیعُ : فَرَسُ بَاعِثِ بنِ حُوَیْصٍ الطّائِیِّ ،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ .

و الصَّنِیعُ : الطَّعَامُ یُصْنَعُ فیُدْعَی إِلیه.یقالُ :کُنْتُ فی صَنِیعِ فُلاَنٍ ،و هو مَجَازٌ.

و الصَّنِیعُ : الإِحْسَانُ و المَعْرُوفُ ،و الیَدُ یُرْمَی بها إِلی إِنْسَانٍ .و قیل:هو کُلُّ ما اصْطُنِعَ مِنْ خَیْرٍ، کالصَّنِیعَهِ ،ج:

صَنَائعُ ،قال الشّاعِرُ:

إِنَّ الصَّنِیعَهَ لا تَکُونُ صَنِیعَهً

حَتَّی یُصَابَ بها طَرِیقُ المَصْنَعِ (2)

و قال سُوَیْدُ بن أَبی کَاهِلٍ :

نِعَمٌ للّه فینا رَبِّنَا

و صَنِیعُ اللّه،و اللّه صَنَعْ

و

16- فی الحَدِیث: « صَنائِعُ المَعْرُوفِ تَقِی مَصارِعَ السُّوْءِ».

و من المَجَازِ: هو صَنِیعِی ،و صَنِیعَتِی ،أَی اصْطَنَعْتُه و رَبَّیْتُه و خَرَّجْتُه و أَدَّبْتُه.و قولُه تعالَی: وَ لِتُصْنَعَ عَلی عَیْنِی (3)أَی لِتَنْزِلَ بمَرْأَی مِنِّی.قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و قِیلَ :مَعْنَاهُ لِتُغَذَّی،و قالَ الرَّاغِبُ :هو إِشارَهٌ إِلی نَحْوِ ما

17- قالَ بعضُ الحُکَمَاءِ: «إِنَّ اللّه عَزَّ و جَلَّ إِذا أَحَبَّ عَبْداً تَفَقَّدَه، کما یَتَفَقَّدُ الصَّدِیقُ صَدِیقَه». انْتَهَی و من ذلِکَ : صَنَعَ جَارِیَتَه،إِذا رَبَّاهَا،و صَنَع فَرَسَه،إِذا قَامَ بعَلَفِه و تَسْمِینِه.

و یقال: صُنِعَتِ الجارِیَهُ ،کعُنِیَ أَیْ أُحْسِنَ إِلَیْهَا حَتَّی سَمِنَتْ ،کصُنِّعَتْ ،بالضَّمِّ ،تَصْنِیعاً،أَو صَنَعَ الفَرَسَ بالتَّخْفِیفِ ،و صَنِّعَ الجَارِیَهَ ،بالتَّشْدِیدِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ، أَی أَحْسِنْ إِلیْهَا و سَمِّنَهَا ،قالَ : لأَنَّ تَصْنِیعَ الجَارِیَهِ لا یَکُونُ إِلاّ بأَشْیَاءَ کَثِیرَهٍ و عِلاَجٍ ،بخِلاَفِ صَنْعَهِ الفَرَسِ ،ففَرَّق بَیْنَهُما بالتَّشْدِیدِ؛لیَدُلَّ علی مَعْنَی التَّکْثِیرِ.قالَ الأَزْهَرِیُّ :و غیرُ اللَّیْثِ یُجِیزُ صَنَعَ جَارِیَتَه،بالتَّخْفِیفِ ،کما تَقَدَّمَ ،و منه قَوْلُه تَعَالَی: وَ لِتُصْنَعَ عَلی عَیْنِی .

و صُنْعٌ ،بالضَّمِّ :جَبَلٌ بدِیَارِ بَنِی سُلَیْمٍ .

و یُقَال: رَجُلٌ صِنْعُ الیَدَیْنِ ،و کَذَا صِنْعُ الیَدِ، بالکَسْرِ فِیهِمَا إِذا أُضِیفَتْ ،قال الطِّرِمّاحُ :

و رَجَا مُوَدَاعَتِی و أَیْقَنَ أَنَّنِی

صِنْعُ الیَدَیْنِ بحَیْثُ یُکْوَی الأَصْیَدُ

و رَجُلٌ صَنَعٌ ، بالتَّحْرِیکِ ،إِذا أَفْرَدْتَ فهِیَ مُفْتُوحَهٌ مُحَرَّکَهٌ ،کما فی اللِّسَانِ ،و سِیَاقُ الجَوْهَرِیّ و الصّاغَانِی یُخَالِفُ ذلِکَ ،فإِنَّهُمَا قالاَ:و کذلِکَ رَجُلٌ صَنَعُ الیَدَیْنِ بالتَّحْرِیکِ ،فحَرَّکَا مع الإِضَافَهِ ،و أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

و عَلَیْهِمَا مَسْرُودَتانِ قَضَاهُما

دَاوُودُ أَو صَنَعُ السَّوَابِغِ تُبَّعُ (4)

قالَ الجَوْهَرِیُّ :هذِه رِوَایَهُ الأَصْمَعِیِّ ،و یُرْوَی:« صِنْعُ السَّوَابِغَ ».و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لذِی الإِصْبَعِ العَدْوَانِیِّ :

تَرَّصَ أَفْوَاقَها و قَوَّمَهَا

أَنْبَلُ عَدْوَانَ کُلِّهَا صَنَعَا

و

17- فِی حَدِیثِ عُمَرَ-رضِیَ اللّه عنه-: لَمّا جُرِحَ قالَ لابْنِ عَبّاسٍ :«انظُرْ مَنْ قَتَلَنِی ؟فجَالَ ساعهً ثمّ أَتاهُ ،فقَالَ :غُلامُ المُغِیرَهِ بنِ شُعْبَهَ ،فقالَ : الصَّنَعُ ؟قال: الصَّنَعُ ،قالَ :ما لَه.

و قاتَلَه اللّهُ !و اللّه لقد کُنْتُ أَمَرْتُ بهِ مَعْرُوفاً».

ص:285


1- (1) هذه روایه السکری،و روایه دیوان الهذلیین 238/2: و اعلوهم بالقُضُب الذکوره و علی هذه الروایه فلا شاهد فیها.
2- (2) البیت فی مجمع المرزبانی ص 482 و نسبه الی الهذیل الأشجعی بروایه:«حتی تصیب بها»و معه بیت آخر: فإذا صنعت صنیعه فاعمد بها للّه أو لذوی القرابه أو دعِ و البیت فی تمثال الأمثال 999/1 منسوباً الی عیسی بن یزید الجبلی.
3- (3) سوره طه الآیه 39. [1]
4- (4) دیوان الهذلیین 19/1 و یروی:و تعاورا مسرورتین.

و کَذا رَجُلٌ صَنِیعُ الیَدَیْنِ ،کأَمِیرٍ، و صَنَاعُهُمَا ، کَسَحَابٍ ،و لا یُفْرَدُ صَنَاعُ الیَدِ فِی المُذَکَّرِ،أَی حَاذِقٌ مَاهِرٌ فی الصَّنْعَهِ مُجِیدٌ، مِنْ قَوْمٍ صُنْعَی (1)الأَیْدِی،بضَمَّهٍ ، و صُنُعِ الأَیْدِی بضَمَّتَیْنِ و صَنَعِی الأَیْدِی، بفَتْحَتَیْن ، و صِنْعِی الأَیْدِی، بکَسْرَهٍ . الأَخِیرهُ جَمْعٌ لِصنْع الیَدِ، بالکَسْر،و الثانِیَهُ جَمْعُ صَنَاع الیَدِ،کقَذالٍ و قُذُلٍ ، و أَصْنَاعُ الأَیْدِی ،جمعُ صِنْعِ الیَدِ،بالکَسْر،کطِرْفٍ و أَطْرَافٍ ،أو جَمْع صَنِیعِ الیَدِ،کشَرِیفٍ و أَشْرَافٍ .و قالَ ابنُ بَرِّیّ :

و جَمْع صَنَعٍ -عند سیبویه-: صَنَعُون لا غیرُ،و کذلِکَ صِنْعٌ ،یقال: صِنْعُو الیَدِ،و جَمْعُ صَنَاعٍ صُنُعٌ ،و قال ابنُ دُرُ سْتَوَیْهِ : صَنَعٌ مصدرٌ وُصِفَ بهِ ،مثل دَنَفٍ و قَمَنٍ ،و الأَصْلُ عنده الکَسْرُ (2)،و حُکِیَ رِجَالُ صُنُعٌ و نِسْوَهٌ صُنُعٌ بضَمَّتَیْنِ عن سِیبَوَیْهِ ،أَی:من غَیْرِ إِضافَهٍ إِلی الأَیْدِی.

و من المَجَازِ: رَجُلٌ صَنَعُ اللِّسَانِ ،مُحَرَّکهً ،و لِسَانٌ صَنَعٌ ،کذلِکَ ، یُقَالُ ذلِکَ للشّاعِرِ الفَصِیحِ و لکُلِّ بَلِیغٍ بَیِّنٍ ،قالَ حَسّانُ بنُ ثَابِتٍ -رَضِیَ اللّه عَنْهُ -:

أَهْدَی لَهُم مِدَحِی قَلْبٌ یؤَازِرُه

فیما أَرادَ لِسَانٌ حائِکٌ صَنَعُ

و امرأَهٌ صَنَاعُ الیَدَیْنِ ،کسَحَابٍ و قد تُفْرَدُ،فیُقَالُ : صَنَاعُ الیَدِ،أَی حاذِقَهٌ ماهِرَهٌ بعَمَلِ الیَدَیْنِ . و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :

امْرَأَهٌ صَنَاعٌ ،إِذا کانَتْ رَقِیقَهَ الیَدَیْنِ ،تُسَوِّی الأَشافِی، و تُخْرِزُ الدِّلاءَ و تَفْرِیها.و قال ابنُ الأَثِیرِ:رَجُلٌ صَنَعٌ ،و امْرَأَهٌ صَنَاعٌ ،إِذا کَانَ لَهُمَا صَنْعَهٌ یَعْمَلانِها بأَیْدِیهِمَا وَ یَکْسِبَان بها.

قال ابنُ بَرِّیّ :و الَّذِی اخْتَارَهُ ثَعْلَبٌ :رَجُلٌ صَنَعُ الیَدِ، و امرأَهٌ صَنَاعُ الیَدِ،فَیَجْعَل صَنَاعاً للمَرْأَه بمنزله کَعَابٍ و رَدَاحٍ و حَصَانٍ ،و قال أَبو شِهَابٍ الهُذَلِیّ :

صَنَاعٌ بإِشْفَاهَا حَصَانٌ بفَرْجِها

جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ و العِرْقُ زاخِرُ

16- و رُوِیَ فی الحَدِیثِ : الأَمَهُ غیرُ الصَّنَاعِ . ».و قالَ ابنُ جِنِّی:قولُهم:رَجُلٌ صَنَعُ الیَدِ،و امرَأَهٌ صَنَاعُ الیَدَ،دَلِیلٌ علی مُشَابَهَهِ حَرْفِ المَدِّ قَبْلَ الطَّرَفِ لتاءِ التَّانِیث،فأَغْنَتالأَلِفُ قَبْلَ الطَّرَفِ مغْنَی التّاءِ الَّتِی کانَتْ تَجِبُ فی صَنَعَهٍ ، لو جَاءَ علی حُکْمِ نَظِیرِه،نحو:حَسَنٍ و حَسَنَهٍ .

و یُقَال: امْرَأَتَانِ صَنَاعَانِ ،فی التّثْنِیَهِ ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

إِمَّا تَرَیْ دَهْرِی حَنَانِی حَفْضَا

أَطْرَ الصَّنَاعَیْنِ العَرِیشَ القَعْضَا

و نِسْوَهٌ صُنُعٌ ،ککُتُبٍ ،مثلُ قَذالٍ ،و قُذُلٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و أَبُو زِرٍّ الصَّنَاعُ الحِمْصِیُّ ،کسَحَابٍ :رَجُلٌ من حِمْصَ ،له حِکَایَهٌ مع دِعْبِلِ بنِ عَلِیٍّ الخُزَاعِیِّ ،هکَذَا فی التَّبْصِیرِ،و نَقَلَهُ فی العُبَابِ ،و لم یَذْکُر له کُنْیَهً ،و وقَعَ فی التَّکْمِلَهِ أَبو الصَّنَاعِ ،و فیه سَقَط .

و صَنْعَاءُ بالمَدِّ،و یُقْصَرُ للضَّرُورَهِ ،کقَوْلِ الشّاعِرِ:

لا بُدَّ مِنْ صَنْعَا و إِنْ طالَ السَّفَرْ

و قال الأَنَسِیُّ -و هُو من الشُّعَرَاءِ المُتَأَخِّرِین-:

أَلاَ حَیِّ ذاکَ الحَیَّ مِنْ ساکِنِی صَنْعَا

فکَمْ أَطْلَقُوا أَسْرَی و کَمْ أَحْسَنُوا صُنْعاً

و هی طَوِیلَهٌ ،أَنْشَدَنِیهَا شَیْخُنَا العَلاّمَهُ رَضِیُّ الدِّینِ عَبْدُ الخَالِقِ بنِ أَبِی بَکْرٍ المِزْجاجِیُّ ،تَغَمَّدَهُ اللّه برَحْمَتِه، و نَفَعَنْا بهِ :د، بالیَمَنِ قاعِدَهُ مُلْکِهَا،و دَارُ سَلْطَنَتها کَثِیرَهٌ الأَشْجَارِ و المِیَاهِ ،حَتَّی قِیلَ :إِنّها تُشْبِهُ دِمَشْق الشّامِ ،أَی فی المُرُوجِ و الأَنْهَارِ،هکَذَا فی النُّسَخِ :«کَثِیرَه» «و تُشْبه»و الصَّوابُ :«کَثیرُ الأشجارِ و«یُشْبِهُ » (3)و قَالَ أَحمدُ بنُ مُوسَی-و هو من الشُّعَرَاءِ المُتَأَخِّرِینَ -حِینَ رُفِعَ إِلی صَنْعَاءَ ،و صَارَ إِلی نَقِیلِ السُّود (4):-

إِذا طَلَعْنَا نَقِیلَ السُّودِ لاحَ لَنَا

مِنْ أُفْقِ صَنْعَاءَ مُصْطافٌ و مُرْتَبَعُ

یا حَبَّذَا أَنْتِ یا صَنْعَاءُ من بَلَدٍ

و حَبَّذَا وَادِیَاکِ الظَّهْرُ و الضِّلَعُ

و یُقَالُ :إِنَّ اسْمَ مَدِینَهِ صَنْعَاءَ فی الجاهِلِیَّهِ «أَزالُ »رُوِیَ

ص:286


1- (1) ضبطت فی اللسان: [1]صَنَعَی الأیدی.
2- (2) العباره فی اللسان:و [2]الأصل فیه عنده الکسر:صَنِعٌ لیکون بمنزله دَنِف و قَمِن.
3- (3) فی معجم البلدان:و صنعاء قصبه الیمن و أحسن بلادها،تُشبّه بدمشق لکثره فواکهها و تدفق میاهها.
4- (4) فی معجم البلدان:نقیلُ صیدٍ،جبل عظیم.

17- عن وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ : أَنَّه وجدَ فی الکُتُبِ القَدِیمَهِ المُنَزَّلَهِ الَّتِی قَرَأَهَا:«أَزال أَزال»،کُلٌّ عَلَیْکِ ،و أَنا أَتَحَنَّنُ عَلَیْکِ ». و

17- یُرْوَی عن ابْنِ أَبِی الرُّومِ : أَنَّ صَنْعَاءَ کانَت امْرَأَهً مَلِکَهً ،و بِهَا سُمِّیَت صَنْعَاءُ . و قَرَأْتُ فی کِتَابِ المُعْجَمِ لأَبِی عُبَیْدٍ البَکْرِیِّ أَنَّ صَنْعَاءَ کلمهٌ حَبِشِیَّهٌ و مَعْنَاهَا:وَثِیقٌ حَصِینٌ ، و

16- فِی حَدِیثٍ مَرْوَیٍّ عن عَبْدِ الرَّزَّاقِ -فی حَقِّ صَنْعَاءَ -و فِیه:

«و یَکُونُ سُوقُهَا فی وَادِیها». قِیلَ :هو وَادِی عُلَیْب،و قِیلَ :

هُوَ أَصْلُ جَبَلِ نُعَیْمٍ ،ممّا یَلِی القِبْلِیَّهَ ،و قِیلَ :غَدِیرُ الحَقْلِ ممّا یَلِی القِبْلِیَّهَ .

و صَنْعَاءُ أَیضاً: ه،ببابِ دِمَشْقَ ،و النِّسْبَهُ إِلیها صَنْعَائِیٌّ ، عَلَی القِیَاسِ ، أَو النِّسْبَهُ إِلیهما صَنْعَانِیٌّ ،بزِیادَهِ النُّونِ عَلَی غَیْرِ قِیاسٍ ،کما قالُوا-فی النِّسْبَه إِلی حَرّانَ -:حَرْنَانِیٌّ ، و إِلی مانِی و عانِی: مَنَانِیّ و عَنَانِیّ ،کما فِی الصّحاحِ ،أَی فالنُّونُ بَدَلٌ من الهَمْزَهِ (1)،حکاهُ سِیبَوَیْهِ ،قَالَ ابنُ جِنِّی:

و مِن حُذّاقِ أَصْحابِنَا مَن یَذْهَبُ إِلی أَنَّ النُّونَ فی صَنْعانِیٍّ إِنّما هی بَدَلٌ من الواوِ الَّتِی تُبْدَلُ من هَمْزَهِ التَّأْنِیثِ فی النَّسَبِ ،و أَنَّ الأَصْلَ صَنْعَاوِیٌّ ،و أَنَّ النُّونَ هُناکَ بدلٌ من هذِه الواوِ.

و صَنْعَهُ :ه،بالیَمَنِ ،من قُرَی ذَمَارِ،و فی مُعْجَمِ أَبِی عُبَیْدٍ:أَنّ ذِمَارِ:اسمٌ لصَنْعَاءَ،قالَه ابنُ أَسْوَدَ.

قلتُ :و ذَکر الأَمِیرُ:یَحیَی بنَ مُحَمَّدٍ الصَّنْعِیَّ ،بالفتْحِ ، رَوَی عَنْ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ أَبِی عَمْرٍو الأَسَدِیِّ ،و لَعَلَّهُ نُسِبَ إِلی هذِه القرْیَه.

و الصِّنْعُ ،بالکَسْرِ:السَّفُّودُ ،هکذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ، و مثلُه فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه (2).و وقع فی اللِّسَان و الصِّنْع :

السُّودُ،و أَنْشَدَ لِلْمَرّار یَصِفُ الإِبِلَ :

و جاءَتْ و رُکْبَانُها کالشُرُوبِ (3)

و سَائِقُها مِثْلُ صِنْعِ الشِّواءِ

قالَ :یَعْنِی سُودَ الأَلْوَانِ ،فلیُتَأَمَّلْ فی العِبَارَتَیْنِ .

و الصِّنْعُ :کلُّ ما صُنِعَ من سُفْرَهِ أَو غَیْرِهَا. و الصِّنْعُ الخَیَّاطُ ،و به فُسِّرَ قولُ کُثَیِّرٍ:

إِذا ما لَوَی صِنْعٌ به عَدَنِیَّهً

کلَوْنِ الدِّهَانِ وَرْدَهً لم تُکَمَّتِ

أَو هو: الدَّقِیقُ الیَدَیْنِ فی قَوْلِ کُثَیّرٍ،و لا یَخْفی أَنَّ هذا قد تَقدَّمَ عندَ ذِکْرِ صَنَع الیَدَیْنِ ،و قد فَسّرُوهُ برَقِیقهما،کما مَرَّ،فهو تَکْرارٌ.

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الصِّنْعُ : الشَّوّاءُ نفسه،و وُجِدَ فی بعضِ النُّسَخِ «الشِّوَاء»ککِتَابٍ ،و هو غَلَط .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الصِّنْعُ : الثَّوْبُ ،یُقَال:رَأَیْتُ علیه صِنْعاً جَیِّداً،و هو مَجَازٌ.

و قیل: الصِّنْعُ فی قوْلِ کُثَیِّرٍ: العِمَامَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،قال:أَی إِذا اعْتَمَّ ،و هو مَجَازٌ.

و الصِّنْعُ : مَصْنَعَهُ المَاءِ و هی خَشَبَهٌ یُحْبَسُ بها الماءُ، و تُمْسِکُه حِیناً، ج: أَصْناعٌ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و سَمِعْتُ العَرَبَ تُسَمِّی أَحْبَاسَ الماءِ الأَصْناعَ .

و صِنْع : ع،و یُضَافُ إِلی قَساً (4)نَقَلَه الصّاغَانِیّ ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی شِعْرٍ.

و الصَّنْعُ ، بالفَتْحِ :دُوَیْبَهٌ ،أَو طائرٌ، کالصَّوْنَعِ ،فِیهِما ، کجَوْهَرٍ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و قد صَحَّفَهُمَا بعضُهُم،کما سَیَأْتِی فی«ض ت ع».

و الصَّنَّاعَهُ ،مُشَدَّدَهً ،و الصَّنَاعُ ، کسَحَابٍ :خَشَبٌ یُتَّخَذُ فی المَاءِ لِیُحْبَسَ بهِ المَاءُ،و یُمْسِکَه حِیناً نَقَلَهُ اللَّیْثُ ، کالصِّنْعِ الَّتِی هی الخَشَبَهُ .

و من المَجَازِ:یُقَال:کُنّا فی المَصْنَعَهِ ،أَی الدَّعْوَه یَتَّخِذُهَا الرَّجُلُ و یُدْعَی إِلیها الإِخْوَانُ .

و اصْطَنَع الرَّجُلُ : اتَّخَذَهَا ،و منه

16- الحَدِیثُ : لا تُوقِدُوا بلَیْلٍ نَاراً،ثُمَّ قال:«أَوْقِدُوا و اصْطَنِعُوا ،فإِنَّهُ لَنْ یُدْرِکَ قَوْمٌ بَعْدَکُم مُدَّکُمْ ،و لا صَاعَکُم». أَی اتَّخِذُوا صَنِیعاً ،أَی طَعَاماً

ص:287


1- (1) الذی فی اللسان: [1]مانا وعانا.
2- (2) و التهذیب أیضاً.
3- (3) بعده فی التهذیب:أی هذه الإبل و رکبانها یتمایلون من النعاس، و سائقها-یعنی نفسه-اسودَ من السَّموم.
4- (4) قیدها یاقوت:صِنْعُ قَسِیٍّ موضع فی شعر ذی الرمه و قال شبیب بن یزید بن النعمان بن بشیر: بمخترق الأرواح بین أعابلٍ و صنع لها بالرحلتین مساکن و فیه:قسا بالفتح و القصر..موضع بالعالیه.

تُنْفِقُونَه فی سَبِیلَ اللّه.و قالَ الرَّاعِی:

و مَصْنَعَهٍ هُنَیْدَ أَعَنْتُ فِیها

عَلی لَذَّاتِهَا الثَّمِلَ المُبِینَا (1)

قالَ الأَصْمَعِیُّ :أَی مَدْعَاهٍ .

و المَصْنَعَهُ ، کالحَوْضِ أَو شِبْهُ الصِّهْرِیجِ یُجْمَع فِیها ، و فی العُبَابِ فیه،و فی الصّحاحِ :یَجْتَمِعُ فیهِ ماءُ المَطَرِ ، قال الأَصْمَعِیّ : المَصَانِعُ :مَسَاکَاتٌ لمَاءِ السَّمَاءِ یَحْتَفِرُهَا الناسُ ،فیَملَؤُها ماءُ السَّمَاءِ،یَشْرَبُونها،و رَوَی أَبُو عُبَیْدٍ عن أَبِی عَمْرٍو،قال:الحِبْسُ :مثلُ المَصْنَعَهِ ، و تَضُمُّ نُونُهَا ، نَقَلَه الجَوْهَرِی، کالمَصْنَعِ ،کمَقْعَدٍ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ و المَصَانِعُ :الجَمْعُ ،أَی جَمْعُ المَصْنَعَهِ بلُغَتَیْه،و المَصْنَع ،و به فَسَّر بَعضُهم قولَه تَعالَی:

وَ تَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّکُمْ تَخْلُدُونَ (2).

و قالَ الأَصْمَعِیُّ :العَرَبُ تُسَمِّی القُرَی مَصَانِعَ ،وَاحِدَتُها مَصْنَعَهٌ ،و أَنْشَدَ لابْنِ مُقْبِلٍ :

کأَنَّ أَصْواتَ أَبْکَارِ الحَمامِ لَنَا

فی کُلِّ مَحْنِیَهٍ منه یُغَنِّینَا

أَصْواتُ نِسْوَانِ أَنْبَاطٍ بمَصْنَعَهٍ

بَجَّدْنَ للنَّوْحِ فاجْتَبْنَ التَّبَابِینَا

و فی الأَسَاسِ :تَقُولُ :هو مِنْ أَهْلِ المَصَانِعِ ،أَی القُرَی و الحَضَرِ،بجَّدْنَ :لَبِسْنَ البُجُدَ.

و المَصَانِعُ أَیضاً: المَبَانِی من القُصُورِ و الآبَارِ و غَیْرِهَا، قال لَبِیدٌ رَضِیَ اللّه عنه:

بَلِینَا و مَا تَبْلَی النُّجُومُ الطَّوَالِعُ

و تَبْقَی الدِّیَارُ بَعْدَنَا و المَصَانِعُ

و المَصَانِعُ : الحُصُونُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قالَ ابنُ بَرِّی:

و شاهِدُهُ قَوْلُ البَعِیثِ :

بَنَی زِیَادٌ لِذِکْرِ اللّه مَصْنَعَهً

من الحِجَارَهِ لم تُرْفَعْ من الطِّینِ

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَصْنَعَ :أَعانَ آخَرَ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَصْنَعَ الأَخْرَقُ :تَعَلَّمَ و أَحْکَمَ ،هکَذَا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ ،و نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ فِی النَّوَادِرِ: أَصْنَع الرَّجُلُ :

إِذا أَعانَ أَخْرَق (3)،فاشْتَبَه علی ابْنِ عَبّادٍ،فقالَ «آخَرَ»،ثم زاد مِنْ عِنْده:و أَصْنَع الأَخْرَقُ إِلی آخِرِه،و قَلَّدَه الصّاغانِیُّ من غَیْرِ مُرَاجَعَهٍ لنَصِّ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و ما ذَکَرْنا هو الصَّوَابُ ،و مثله فی اللِّسَان.

و اصْطَنَع فُلانٌ عِنْدَه صَنِیعَهً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،أَی اتَّخَذَها.

و التَّصَنُّعُ :تَکَلُّفُ الصَّلاَحِ و حُسْنِ السَّمْت،و إِظْهارُه، و التَّزَیُّنُ به ،و البَاطِنُ مَدْخُولٌ .

و المُصَانَعَهُ ،کُنِیَ بها عن الرِّشْوَه ،قالَهُ الرّاغِبُ و فی الأَسَاسِ :هو مَأْخُوذٌ من مَعْنَی المُدَارَاه و المُداهَنَه (4)، یُقَال: صَانَعَ الوَالِیَ ،إِذا رَشَاهُ .قال الجَوْهَرِیُّ :و فِی المَثَل «مَنْ صانَعَ بالمالِ لم یَحْتَشِمْ مِنْ طَلَبِ الحَاجَهِ » و یُقَالُ :

صانَعَهُ ،إِذا داراهُ و لاَ یَنَه و دَاهَنَه.و

17- فی حَدِیثِ جابِرٍ: «کانَ یُصانِعُ قائدَهُ ». أَی:یُدَارِیه.و أَصْلُ المُصَانَعَهِ :أَنْ تَصْنَع لَهُ شَیْئاً لِیَصْنَع لَکَ شَیْئاً آخَرَ،مُفَاعَلَهٌ من الصُّنْعِ ،و قال زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی:

و مَنْ لا یُصانِعْ فی أُمُورٍ کَثِیرَهٍ

یُضَرَّسْ بأَنْیَابٍ و یُوطَأْ بِمَنْسِمِ

أَی مَنْ لَمْ یُدَارِ النّاسَ فی أُمُورهِم غَلَبُوه،و قَهَرُوه، و أَذَلُّوه.

و من المَجَازِ: المُصَانَعَهُ فی الفَرَسِ :أَنْ لا یُعْطِیَ جَمِیعَ ما عِنْدَه من السَّیْرِ،و له صَوْنٌ یَصُونُه الأَوْلَی حَذفُ الوَاوِ من«و لَهُ » فهو یُصَانِعُک ببَذْلِه سَیْرَهُ ،کما فی العُبَابِ .

و فی الأَسَاس:کأَنَّهُ یُوَافِی (5)فیما یَبْذُل منه،و یَصُونُ بَعْضَه.

و منه: صَانَعْتُ فُلاناً:دارَیْتُه.قلتُ :فإِذَن المُصَانَعَهُ بمعْنَی الرِّشْوَهِ من مَجازِ المَجَازِ،فافْهَم و تَأَمَّلْ .

و الاصْطِناعُ :المُبَالَغهُ فی إِصلاح الشَّیْ ءِ،قالَهُ الرّاغِبُ ، قالَ :و مِنْهُ قولُه تعالَی: وَ اِصْطَنَعْتُکَ لِنَفْسِی (6)تَأْوِیلُه:

ص:288


1- (1) دیوانه ص 268 و انظر تخریجه فیه،و فیه«المنینا»بدل«المبینا».
2- (2) سوره الشعراء الآیه 129. [1]
3- (3) الذی فی التهذیب:«أعان آخر»و بهامشه عن نسخه أخری:«أخرق» کالأصل و اللسان. [2]
4- (4) کذا و الذی فی الأساس:صانعت فلاناً إذا داریته،و منه المصانعه بالرشوه.
5- (5) فی الأساس:کأنه یرافقک بما یبذل منه.
6- (6) سوره طه الآیه 41. [3]

اخْتَرْتُک لإقامَهِ حُجَّتِی،و جَعَلْتُک بَیْنِی و بَیْنَ خَلْقِی،حَتَّی صِرْتَ فی الخِطَابِ عَنِّی و التَّبْلِیغِ بالمَنْزِلَهِ التی أَکُونُ أَنَا بِها لو خاطَبْتُهُم،و احْتَجَجْتُ علیهم.و قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَی رَبَّیْتُک لخَاصَّهِ أَمْرٍ أسْتَکْفِیکَهُ فی فِرْعَون و جُنُودِه،و

16- فی حَدِیثِ آدَمَ : «قال لِمُوسَی:أَنْتَ کَلِیمُ اللّه الَّذِی اصْطَنَعَکَ لنَفْسِه». قالَ ابنُ الأَثیر:هذا تَمْثِیلٌ لما أَعْطَاهُ اللّه من المَنْزِلَه و التَّقْرِیبِ .

و یُقَالُ : اصْطَنَع فلانٌ خاتَماً ،إِذا أَمَرَ أَنْ یُصْنَع له ،کما یُقَال؛اکْتَتَبَ ،أَی أَمَرَ أَنْ یُکْتَبَ له،و الطّاءُ بَدَلٌ من تاءِ الافْتِعَالِ ؛لأَجْلِ الصّادِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اسْتَصْنَعَ الشَّیْ ءَ:دَعَا إِلی صُنْعِه ،کما فی اللِّسَانِ ،و فی العُبَابِ :اسْتَصْنَعَه:سَأَلَ أَنْ یُصْنَعَ له،و قولُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

إِذا ذَکَرَتْ قَتْلَی بکَوْسَاءَ أَشْعَلَتْ

کوَاهِیَهِ الأَخْرَابِ رَثٍّ صُنُوعُهَا (1)

قالَ ابنُ سِیدَه: صُنُوعُهَا :جَمْعٌ لا أَعْرِفُ له وَاحِداً.

قلتُ :و قال السُکَّرِیّ فی شرح الدِّیوَانِ :کوَاهِیَهِ الأَخْرَابِ ،یَعْنِی:المَزَادَهَ أَو الإِدَاوَهَ ،و صُنُوعُهَا :خُرَزُهَا.

و یُقَال؛سُیُورُهَا التی خُرِزَتْ بها،و یُقَال:عَمَلُهَا:فَیَکُون حِینَئذٍ مَصْدَراً.

و حَکَی ابنُ درسْتَوَیهِ : صَنِعَ صَنَعاً :مثل:بَطِرَ بَطَراً،فهو صَنِعٌ ،أَی ماهِرٌ،و قال غیرُه:امرَأَهٌ صَنِیعَهٌ ،بمعْنَی صَنَاعٍ ، و أَنْشَدَ لحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ:

أَطافَتْ به النِّسْوَانُ بَیْنَ صَنِیعَهٍ

و بَیْنَ الَّتِی جاءَتْ لِکَیْمَا تَعَلَّمَا

و هذَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ اسمَ الفاعِل من صَنَعَ صَنِیعٌ ؛لأَنَّهُ لم یُسْمَع صَنِعٌ ،قاله ابنُ بَرِّیّ :و فی المَثَلِ : «لا تَعْدَمُ صَنَاعٌ ثَلَّه» الثَّلَّه:الصُّوفُ و الشَّعرُ و الوَبَر.

و قالَ الإِیَادِیُّ :سَمِعْتُ شَمِراً یَقُولُ :رَجُلٌ صَنْعٌ ،و قومٌ صَنْعُون ،بسُکُونِ النُّونِ .و امرأَهٌ صَنَاعُ اللِّسَانِ :سَلِیطَهٌ ،قال الراجِزُ:

و هی صَناعٌ باللِّسَانِ و الیَدِ

و قَوْمٌ صَنَاعِیَهُ : یَصْنَعُون المالَ و یُسَمِّنون فُصْلاَنَهُم،و لا یَسْقُونَ أَلبانَ إِبلِهم الأَضْیافَ ،و قد مَرَّ شاهِدُه من قَوْلِ عامِرِ بنِ الطُّفَیْلِ فی فی«ص ل م ع» (2).

و الصَّنِیع ،کأَمِیرٍ:الثَّوْبُ الجَیِّدُ النَّقِیُّ ،کما فی اللِّسَانِ و الأَسَاسِ ،و هو مَجَازٌ.

و قولُ نافِعِ بن لَقِیطٍ :

مُرُطُ القِذَاذِ فلَیْسَ فیه مَصْنَعٌ

لا الرِّیشُ یَنْفَعُه و لا التَّعْقِیبُ

فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ فقال: مَصْنَعٌ ،أَی ما فِیه مُسْتَمْلَحٌ ، و قد تَقَدَّم ذِکْرُ الأَبْیَاتِ فی«ر ی ش»و فی«م ر ط ».

و الصِّنْعُ ،بالکَسْرِ:الحَوْضُ .و قِیلَ :شِبْهُ الصِّهْرِیج، و قیل:إِنَّ الصُنُوعَ وَاحِدُهَا صُنْعٌ ،و المَصَانِیعُ :جَمْع مَصْنَعَه ،زیدت الیاءُ فی ضَرورَه الشِّعْرِ (3)،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ جَمْعَ مَصْنُوع و مَصْنوعَهٍ ،کمَکْسُورٍ و مَکَاسِیرَ.

و الصِّنْعُ ،بالکَسْرِ:الحِصْنُ ،و به فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ : «من بَلَغَ الصِّنْعَ بسَهْمٍ ».

و المَصَانِعُ :مَوَاضعُ تُعْزَلُ للنَّحْلِ ،مُنْتَبِذَهً عن البُیُوتِ ، وَاحِدَتُهَا مَصْنَعَه ،حَکَاهُ أَبو حَنِیفَهَ .

و الصُّنْع ،بالضَّمِّ :الرِّزْقُ .و اصْطَنَعَه :قَدَّمَه.

و یُقَال:هو مُصْطَنَعَهُ (4)فُلانٍ ،أَی صَنِیعَتُه ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

و صَانَعَه عن الشَّیْ ءِ:خَادَعَه عَنْه.

و یُقَالُ : صَانَعْتُ فُلاناً،أَی رَافَقْتُه.

و الأَصْنَاعُ :مَوْضعٌ ،قالَ عَمْرُو بنُ قَمِیئَهَ :

ص:289


1- (1) دیوان الهذلیین 86/1 بروایه:کواهیه الأخرات.و تروی:الأخراث بالثاء المثلثه.و فی بعض النسخ«رث»بصیغه الماضی.
2- (2) یرید قوله: سودَ صناعیهٌ إذا ما أوردوا صدرت عتومهم و لمّا تحلبِ .
3- (3) وردت فی قول الشاعر: لا أُحبُّ المئدَّنات اللواتی فی المصانیع لا ینین اطّلاعاً.
4- (4) فی الأساس:و فلان صنیعتک و مصطنعک.

وَضَعَتْ لَدَی الأَصْنَاعِ ضاحِیَهً

فهی السُّیُوبُ و حُطَّتِ العِجَلُ

کما فی اللِّسَانِ ،و أَغْفَلَه یاقوت فی مُعْجَمِه.

و قال الجَوْهَرِیُّ :و قولُهُم:ما صَنَعْتَ و أَبَاکَ ،تَقْدِیرُه:مَعَ أَبِیک،لأَنَّ مع و الواوَ جَمِیعاً لمّا کانَت للاشْترَاکِ و المُصَاحَبَهِ أُقِیمَ أَحَدهُما مُقَامَ الآخَرِ،و إِنَّمَا نُصِبَ لقُبْحِ العَطْفِ علی المُضْمَرِ المَرْفُوعِ من غَیْرِ تَوْکِیدٍ،فإِنْ وَکَّدْتَه رَفَعْتَ ، و قلتَ :ما صَنَعْتَ أَنْتَ و أَبُوکَ .

و أَسْهُمٌ صُنْعَهٌ ،بالضَّمِّ ،أَی مُسْتَوِیَهٌ ،من عَمَل رَجُلٍ وَاحِدٍ،نَقَلَه الحَرْبیُّ (1)فی غَرِیبه.

و

16- فی الحَدِیثِ : «تُعِینُ صَانِعاً ». أَی ذا صَنْعَهٍ قَصَّرَ عن القِیَام بها،و

16- یُرْوَی أَیضاً: «ضائِعاً». بالضّادِ المُعْجَمَهِ و التَّحْتِیّه،أَی ذا ضَیَاعٍ من فَقْرٍ أَو عِیَالٍ ،و کِلاهُمَا صَوابٌ فی المَعْنَی،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .

و یُنْسَبُ إِلی الصَّنائعِ : صَنائِعِیّ ،کأَنْمَاطِیٍّ .

و جَمْعُ الصّانِع : صُنّاعٌ ،کرُمّانٍ .

و أَصْنَع الفَرَسَ :لغهٌ فی صَنَعَه ،عن ابْنِ القَطّاع.

و دَرْبُ المَصْنَعَهِ :خِطّهٌ بمِصْرَ،و نُسِبَ إِلی مَصْنَعَهِ أَحْمَدَ بنِ طُولُونَ الّتِی هی تُجَاهَ مَسْجِد القَرَافَهِ ،و هی الصُّغْرَی،و أَمّا الکُبْرَی،فهی بدَرْبِ سالِمٍ ،بطَرِیقِ القَرَافَهِ ،حَقَّقُه ابنُ الجَوّانِیِّ فی المُقَدِّمَهِ .

و کَشَدَّادٍ:مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّه،بن الصَّنَّاعِ القُرْطُبِیُّ ،آخِرُ مَنْ تَلاَ عَلَی الأَنْطَاکِیِّ .

و أَبو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللّه عن الشَّاطِبِیِّ الصَّنَّاع ،رَوَی عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بنِ البارِشِ .

صوع

الصَّاعُ ،و الصِّوَاعُ ،بالکسْرِ،و بالضَّمِّ ، و الصَّوْعُ ،بالفَتْحِ و یُضَمُّ کُلُهُنَّ لُغَاتٌ فی الصّاعِ الَّذِی یُکَالُ به،و تَدُورُ علیه أَحکامُ المُسْلِمینَ ،و قُرِیءَ بِهِنَّ ،قرأَ أَبُو هُرَیْرَهَ رضِیَ اللّه عنه،و مُجَاهِدٌ،و أَبو هُرَیْرَهَ رضِیَ اللّهُ عنه، و مُجَاهِدٌ،و أَبو البَرَهْسَمِ : قالُوا نَفْقِدُ صاعَ المَلِک و قرأَأَبُو حَیْوَهَ و ابْنُ قُطَیْبٍ : صِوَاعَ المَلِک بالکَسْرِ،و قَرَأَ الحَسَنُ البَصْرِیّ و أَبُو رَجَاءٍ،و عَوْنُ بنُ عَبْدِ اللّه،و عَبْدُ اللّه بنُ ذَکْوَانَ : صُوعَ المَلِکِ (2)بالضَّمِّ ،و قَرَأَ أَبو رَجَاءٍ أَیضاً:

صَوْغَ المَلِکِ بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ .کما سَیَأْتِی.

أَو الصّاعُ الَّذِی یُکَالُ به غَیْرُ الصُّوَاعِ الَّذِی یُشْرَبُ به، قالَ الزَّجَاجُ :هو یُذَکَّر و یُؤَنَّثُ و قَرَأَ ابنُ مَسْعُودِ: و لِمَنْ جاءَ بِها (3)علی التَأْنِیثِ ، و هو:أَرْبَعَهُ أَمْدَادٍ. کما فی الصّحاحِ ،و

14- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه صلّی اللّه علیه و سلّم کان یَغْتَسِلُ بالصّاعِ ، و یَتَوَضَأَ بالمُدِّ». قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و المُدُّ مُخْتَلَفٌ فیه،فقِیلَ :

کُلُّ مُدٍّ رِطْلٌ و ثُلثٌ بالعِرَاقِیِّ ،و به یَقُولُ الشّافِعِیُّ و فُقهاءُ الحِجَازِ،فیکونُ الصّاعُ خَمْسَهَ أَرْطَالٍ و ثُلُثاً علی رَأْیهِمْ .

و قِیلَ :هو رِطْلاَنِ ،و بِه أَخَذَ أَبو حَنِیفَهَ و فُقَهاءُ العراقِ ، فیکُونُ الصاعُ ثَمَانِیَهَ أَرْطالٍ علی رَأْیِهِمْ و الرِّطْلُ :انْظُرْه فی م ک ک.

و قالَ الدَّاوُودِیّ :مِعْیَارُهُ الَّذِی لا یَخْتَلِف:أَرْبَعُ حَفَنَاتٍ بکَفَّی الرَّجُلِ الَّذِی لیسَ بعَظِیمِ الکَفَّیْنِ و لا صَغِیرِهما؛إِذْ لیسَ کُلُّ مَکَانٍ یُوجَدُ فیه صاعُ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم.انْتَهَی.

قالَ المُصَنِّفُ : و جَرَّبْتُ ذلِکَ فوَجَدْتُهُ صَحِیحاً. و الَّذِی

14- فی اللِّسَانِ : أَنَّ صاعَ النَّبِیِّ -صلّی اللّه علیه و سلّم-الَّذِی بالمَدِینَهِ أَرْبَعَهُ أَمْدَادٍ بمُدِّهِم المَعْرُوفِ عِنْدَهُم. قال:و هو یَأْخُذُ من الحَبِّ قَدْرَ ثُلُثَیْ مَنِّ بَلَدِنا،و أَهْلُ الکُوفَهِ یَقُولون:عِیَارُ الصّاعِ عِنْدَهُم أَرْبَعَهُ أَمنانٍ ،و المَنُّ :رُبْعُه،و صاعُهُم هذا هو القَفِیزُ الحِجَازِی،و لا یَعْرِفُه أَهْلُ المَدِینَهِ ج: أَصْوُعٌ ،و إِنْ شِئْتَ أَبْدَلْتَ من الواوِ المَضْمُومَهِ هَمْزَهً و قُلْتَ : أَصْؤُعٌ ،هذا علی رَأْیِ من أَنَّثَهُ و من ذَکَّرَهُ قال: صَاعٌ و أَصْوَاعٌ مثْل:بَابٍ و أَبْوَابٍ ،أَو ثَوْبٍ و أَثْوَابٍ ، و صُوعٌ بالضَّمِّ ،کأَنَّه جَمْعُ صِوَاعٍ ،بالکَسْرِ، و یُجْمَعُ أَیْضاً عَلَی صِیعَان ،مثْل قاعٍ و قِیعَانٍ ، أَو هذا جَمْعُ صُوَاع ،کغُرَابٍ و غِرْبَانٍ ، و هو الجَامُ الَّذِی کانَ المَلِکُ یشْرَبُ فیه أَو مِنْه.

و قال سَعِیدُ بن جُبَیْرٍ: صُوَاعُ المَلِک،هو المَکُّوکُ الفارِسیُّ الّذِی یَلْتَقِی طَرَفَاه و قالَ الحَسَنُ : الصُّوَاعُ و السِّقَایَه

ص:290


1- (1) عن اللسان و بالأصل«الجوهری».
2- (2) سوره یوسف الآیه 72. [1]
3- (3) قراءه العامه «وَ لِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِیرٍ» .

شَیْ ءٌ وَاحِدٌ (1)،و قِیلَ :إِنَّهُ کانَ من وَرِقٍ ،فکانَ یُکَالُ به، و رُبَّمَا شَرِبُوا بهِ ،و أَمَّا قولُه تَعالَی: ثُمَّ اسْتَخْرَجَها مِنْ وِعاءِ أَخِیهِ (2)فإِنَّ الضَّمِیرَ یَرْجِعُ إِلی السِّقَایَهِ من قوله: جَعَلَ السِّقایَهَ فِی رَحْلِ أَخِیهِ (3).و قالَ الزَّجّاجُ :جاءَ فی التَّفْسِیرِ أَنَّه کانَ إِنَاءً مُسْتَطِلاً یُشْبِه المَکُّوکَ ،کان المَلِکُ یَشْرَبُ به، و هو السِّقَایَهُ .قالَ :و قِیلَ :إِنَّه کانَ مَصُوغاً من فِضَّهٍ ،مُمَوَّهاً بالذَّهَبِ ،و قیل:إِنَّه کانَ یُشْبِه الطَّاسَ ،و قیلَ :إِنَّه کان مِنْ مِسٍّ (4).

و من المَجَازِ: الصّاعُ :المُطْمَئِنُ من الأَرْضِ کالحُفْرَه، و قِیلَ :المُطْمَئنُّ المُنْهَبِطُ من حُرُوفِه المُطِیفَهِ به،قال المُسَیَّب بنُ عَلَسٍ یَصِفُ ناقَهً :

مَرِجَتْ یدَاهَا للنَّجَاءِ کأَنَّمَا

تَکْرُو بکفَّیْ لاَعِبٍ فی صَاعِ

کالصَّاعَهِ ،و مَعْنَی تَکْرُو،أَی تَلْعَبُ بالکُرَهِ ، و قِیلَ :أَرادَ بصاعٍ أَی بِصاعِ (5)صَائِعٍ ،و یَعْنِی بالصّاعِ : الصَّوْلَجَان ، لأَنَّه یُعْطَفُ للضَّرْبِ بهِ ،لِتُصاعَ الکُرَهُ بهِ ،و یُرْوَی«بِکَفَّیْ ماقِطٍ »یَعْنِی الَّذِی یَضْرِبُ بالکُرَهِ .

و قیلَ : الصّاعَهُ ،البُقْعَهُ الجَرْدَاءُ لیسَ فِیهَا شَیْ ءٌ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الصّاعُ : مَوْضعٌ یُکْنَسُ ،ثُمَّ یُلْعَبُ فِیهِ ، و قَالَ غیرُه: الصّاعَهُ یَکْسَحُهَا الغُلامُ ،و یُنَحِّی حِجَارَتَها، و یَکْرُو فیه بکُرَتهِ ،فتِلْکَ البُقْعَهُ هی الصّاعَهُ .

و قال ابنُ فارِسٍ : صاعُ جُؤْجُؤِ النَّعامِ : مَوْضِعُ صَدْرِ النَّعَامِ إِذا وَضَعَتْه بالأَرْضِ ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :یُقال:ضَرَبَه فی صَاعِ جُؤْجُئِهِ ،و فی صَاعِ صَدْرِه،أَی وَسَطِه، و هو مَجَازٌ.

و من المَجَازِ: الصّاعَهُ :المَوْضِعُ تُهَیِّئُه المَرْأَهُ لنَدْفِ القُطْنِ ،قالَه اللَّیْثُ .و قال ابنُ شُمَیْلٍ :رُبما اتَّخَذَتْ صَاعَهً من أَدِیمٍ کالنِّطع،لنَدْفِ القُطْنِ و الصُّوفِ علیه، و قد صَوَّعَتِ المَوْضِعَ تَصْوِیعاً ،إِذا هَیَّأَتْه و سَوَّتْه.

و صُعْتُهُ ،بالضَّمِّ ، أَصُوعُه صَوْعاً : کِلْتُه بالصّاعِ ،یُقَالُ :

هذا طَعَامٌ یُصَاعُ ،أَی یکالُ .

و صُعْتُ الشَّیْ ءَ: فَرَّقْتُه. و هو مَجَازٌ، فانْصَاعَ .

و صُعْتُه خَوَّفْتُه و أَفْزَعْتُهُ . و لو اقْتصَرَ علی أَحَدِهما کانَ أَخْصَرَ،و فی المُحِیطِ : صَاعَهُ ،أَی أَفْزَعَه.

و من المَجازِ: صُعْتُ الأَقْرانَ و غَیْرَهُم:أَتیْتُهم من نَوَاحِیهِم ،و فی العُبَابِ و الصّحاح: یَصُوعُ الکَمِیُّ أَقْرَانَه، إِذا أَتاهُم مِنْ نَوَاحِیهِم،و فی التهذیب: صاعَ الشُّجاعُ أَقْرَانَه،و الرَّاعِی مَاشِیَتَه، یَصُوع :جَاءَهُم مِنْ نَوَاحِیهِم.و فی بَعْضِ العِبَارَهِ :حَازَهُم من نَوَاحِیهِم،حَکَی ذلِکَ الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْثِ ،و قالَ :غَلِطَ اللَّیْثُ فیما فَسَّرَ.و مَعْنَی:

«الکَمِیّ یَصُوع أَقْرَانَه»أَی (6)یَحْمِلُ علیهم،فیُفَرِّق جَمْعَهُم.

و قالَ :و کذلِکَ الرّاعِی یَصُوعُ إِبِلَهُ ،إِذا فَرَّقَهَا فی المَرْعَی، قال:و التَّیْسُ إِذا أُرْسِلَ فی الشّاءِ (7)صَاعَهَا ،إِذا أَرادَ سِفَادَها.و الرَّجلُ یصوعُ الإِبلَ ،و التَّیْسُ یَصُوعُ المَعِزَ.

و صَاعَ الغَنَمَ یَصُوعُها صَوْعاً :فَرَّقَها،قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

یَصُوعُ عُنُوقَها أَحْوَی زَنِیمٌ

له ظَأْبٌ کما صَخِبَ الغَرِیمُ

أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ المِصْرَاعَ الأَوَّلَ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ و الصّاغَانِیُّ :البَیْتُ للمُعَلَّی بن جَمَالٍ العَبْدِیّ ،زادَ الأَخِیرُ:

و جَاءَتْ خُلْعَهٌ دُهْسٌ صَفَایَا

یَصُوعُ ..إِلی آخِرِه،و قد ذکر فی«د ه س».

قلتُ :و قد تَبع ابنُ القَطّاعِ و الزَّمَخْشَرِیُّ اللَّیْثَ ،فجَعَلاَ الصَّوْعَ من الأَضْدادِ.قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :الرّاعِی یَصُوعُ إِبِلَهُ ،

ص:291


1- (1) ورد فی التفسیر الکبیر للرازی 178/18« [1]أما السقایه فقال صاحب الکشاف: [2]مشربه یسقی بها و هو الصداع،قیل:کان یسقی بها الملک ثم جعلت صاعاً یکال به،و هو بعید لأن الإناء الذی یشرب الملک الکبیر [3]منه لا یصلح أن یجعل صاعاً،و قیل کانت الدواب تسقی بها و یکال بها أیضاً و هذا أقرب،ثم قال:و قیل کانت فضه مموهه بالذهب،و قیل کانت من ذهب،و قیل کانت مرصعه بالجواهر و هذا أیضاً بعید لأن الآنیه التی سقی الدواب فیها لا تکون کذلک،و الأولی أن یقول:کان ذلک الاناء شیئاً له قیمه أما إلی هذا الحد الذی ذکروه فلا.
2- (2) سوره یوسف الآیه 76. [4]
3- (3) سوره یوسف الآیه 70. [5]
4- (4) المس:النحاس،و بهامش اللسان:« [6]قال ابن درید لا أدری أ عربی هو أم لا.قلت:هی فارسیه و السین مخففه».
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل:أی صاع.
6- (6) فی التهذیب:إذا حمل بعضهم علی بعض أو أن یحمل علیهم فیفرق جمعهم.
7- (7) عن التهذیب و اللسان و [7]بالأصل«الشاه».

و الکَمِیُّ یَصُوعُ أَقْرَانَه،و یَحُوزُهُم (1)کما یَحُوزُ الکَائِلُ المَکِیلَ ،فأَشَارَ إِلی مَعْنَی الجَمْعِ ،و قال ابنُ القَطَّاعِ فی الأَفْعَالَ : صَاعَ الشُّجَاعُ أَقْرَانَه صَوْعاً :جَمَعَهُم من کلِّ نَاحِیَهٍ ،و الرّاعِی إِبلَه کذلِکَ ،و أَیْضاً:فَرَّقَهَا،من الأَضْدادِ.

و فی کَلامِ الجَوْهَرِیِّ إِشارَهٌ إِلی ذلِکَ :لأَنَّ إِتْیَانَ الکَمِیِّ الأَقْرَانَ من النَّوَاحِی حَوْزٌ لَهُم،و جَمْعٌ لا تَفْرِیقٌ ،فهو مَع قَوْلِ المُصَنِّفِ :و صُعْتُه :فَرَّقْتُه»ضِدٌّ،و هو کلامٌ ظاهِرٌ، و أَباهُ الأَزْهَرِیُّ ،و جَعَلَ صَوْعَ الکَمِیِّ بالأَقْرَانِ تَفْرِیقاً، فتأَمَّلْ ذلِکَ .

و صاعَتِ النَّحْلُ تَصُوعُ صَوْعاً : تَبعَ بَعْضُها بَعْضاً ،عن ابْنِ عَبّادٍ،و فیه أَیْضاً مَعْنَی الحَوْزِ و الجَمْعِ .

و صَوْعَهُ :هَضْبَهٌ م قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :

أَمِن ظُعُنٍ هَبَّتْ بلَیْلِ فأَصْبَحَتْ

بصَوْعَهَ تُحْدَی کالفَسِیلِ المُکَمَّمِ

تُبَادِرُ عَیْنَاکَ الدُّمُوعَ کَأَنَّمَا

تَفِیضَانِ مِن وَاهِی الکُلَی مُتَخَرِّمِ

و الصُّوَعُ ، کصُرَدٍ:اللُّمَعُ من النَّبْتِ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و صَوَّعَتِ الرِّیحُ النَّبَاتَ :هَیَّجَتْهُ ،أَی صَیَّرَتْهُ هَیْجاً، کصَوَّحَتْه.و أَنْشَدَ اللَّیْثُ قولَ ذِی الرُّمَّهِ :

و صَوَّعَ البَقْلَ نَآجٌ تَجِیءُ بهِ

هَیْفٌ یَمَانِیَهٌ فی مَرِّهَا نَکَبُ

قالَ الصّاغَانِیُّ :أَمّا اللُّغَهُ فصَحِیحَهٌ ،و أَمّا الرِّوَایَهُ فهِیَ :

«وَ صَوَّحَ البَقْلَ »لا غَیْرُ.

و صَوَّعَ الشَّیْ ءَ تَصْوِیعاً : حَدَّدَ رَأْسَه ،عن ابْنِ عَبّاد.

و قال غَیْرُه: صَوَّعَهُ : دَوَّرَهُ من جَوَانِبِهِ .

و صَوَّعَ الحِمَارُ تَصْوِیعاً : عَدَلَ أُتُنَه یَمْنَهً و یَسْرَهً ،عن ابن عبّادٍ.

و تَصَوَّعَ النَّبْتُ و تَصَوَّحَ ،أَی هَاجَ ،و کذلِکَ تَصَیَّعَ ، تَصَوُّعاً و تَصَیُّعاً .

و تَصَوَّعَ الشَّعرُ:تَشَقَّقَ و تَقَبَّضَ ،قالَهُ اللَّیْثُ أَو تَصَوَّعَ :

إِذا انْتَشَرَ وَ تَمَرَطَّ ،و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : تَصَوَّعَ الشَّعَرُ:تَفَرَّقَ . و تَصَوَّعَ القَوْمُ :تَفَرَّقُوا ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

عَسَفْتُ اعْتِسَافاً دُونَهَا کُلَّ مَجْهَلٍ

تَظَلُّ بها الآجَالُ عَنِّی تَصَوَّعُ

أَی تَتَفَرَّقُ ، و قِیلَ :تَصَوَّعُوا: تَبَاعَدُوا جَمِیعاً.

و من المَجَازِ: انْصَاعَ الرَّجُلُ ،أَی انْفَتَلَ رَاجِعاً ،و مَرَّ مُسْرِعاً. و قِیلَ : انْصَاعَ القَوْمُ ،أَی ذَهَبُوا سِرَاعاً.و فی حَدِیثِ الأَعْرَابِیِّ :« فانْصَاعَ مُدْبِراً»أَی ذَهَبَ سَرِیعاً،و قالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ ثَوْراً:

فانْصَاعَ جَانِبَهُ الوَحْشِیَّ و انْکَدَرَتْ

یَلْحَبْنَ لا یَأْتَلِی المَطْلُوبُ و الطَّلَبُ

و قد مَرّ فی«و ح ش» (2).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

صاعَ القَوْمُ ،حَمَلَ بَعْضُهُمْ علی بَعْضٍ ،عن اللِّحْیَانِیِّ و صاعَ الشَّیْ ءَ صَوْعاً :ثَنَاهُ و لَوَاهُ ،عن ابْنِ القَطّاعِ ،و هو قَرِیبٌ من قَوْلِ المُصَنِّفِ :«و دَوَّرَه مِن جَوَانِبِه».

و المُنْصَاعُ :النّاکِصُ .

و الصَّاعَهُ :المَوْضِعُ یُتَّخَذُ للضُّیُوفِ خَاصَّهً ،و هو مَجَازٌ.

نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و مِنْ مُلَحِ التَّصْغِیرِ:أُصَیَّاعٌ ،فی صِیعَانٍ ،کأُجَیّارٍ فی جِیرَانٍ ،و أَنْشَدَ ابن بَرِّیّ فی أَمَالِیه:

أَوْدَی ابنُ عِمْرَانَ یَزِیدٌ بالوَرِقْ

فاکْتَلْ أُصَیَّاعَکَ منه و انْطَلِقْ

و الصّاعُ من الأَرْضِ :المَوْضِع یُبْذَرُ فیه صاعٌ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «أَنّه أَعْطَی عَطِیَّهَ بنَ مَالِکٍ صَاعاً من حَرَّهِ الوَادِی. کما یُقَال:أَعْطَاه جَرِیباً من الأَرْضِ ،أَی مَبْذَرَ جَرِیبٍ .

و صَوَّعَ الطّائِرُ رَأْسَه:حَرَّکَه.

و صَوَّعَ الفَرَسُ :جَمَحَ برَأْسه،و امْتَنَعَ علی صَاحِبِهِ ، و یُقَال: صَوَّعَ به فَرَسُهُ ،و یُرْوَی:ضَرَعَ بهِ ،کما سَیَأْتی.

ص:292


1- (1) فی الأساس:یحوذهم.
2- (2) الذی مرّ فی ماده وحش قول الراعی: فمالت علی شقّ وحشیها و قد ریع جانبها الأیسر.

و صَوَّعَ إِلَیْه:قَلَبَ رأْسَه،و الْتَفَتَ إِلیه.نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و الصُّوَعُ ،کصُرَدٍ-من لَحْمِ الفَرَسِ -کالزِّیَمِ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

صیع

تَصَیَّع کتَبَه بالحُمْرَهِ علی أَنَّ الجَوْهَرِیَّ أَهْمَلَهُ ، و کذلِکَ فی التَّکْمِلَه،و قد ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ فی«ص و ع»ما نَصه:تَصَوَّع النَّبَاتُ :لُغَه فی تَصَوَّحَ ،و کذلِکَ تَصَیَّعَ ،و کأَنَّه عِنْدَ المُصَنِّفِ حَیْثُ لم یُفْرِدْه بتَرْجَمَهٍ مُسْتَقِلَّهٍ فکَأَنَّه أَهْمَلَه، و هو مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (1): الصَّیْعُ مِنْ قَوْلِهِم: تَصَیَّعَ الماءُ ،إِذا اضْطَرَبَ علی وَجْهِ الأَرْضِ ،و السِّینُ أَعْلَی.

قالَ : و تَصَیَّع النَّبْتُ :هاجَ کتَصَوَّعَ ،و هذَا قد نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،کما مَرَّ قَرِیباً.

و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : صِعْتُه ،بکَسْرِ الصّادِ،أَی الغَنَمَ -کما هُوَ نَصُّ النّوَادِرِ- أَصِیعُه صَیْعاً : فَرَّقْتُه ،لُغَهٌ فی صُعْتُه أَصُوعُه صَوْعاً.

قالَ : و صِعْتُ القَوْمَ صَیْعاً : حَمَلْتُ بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ لُغَهٌ فی صُعْتُ بالضَّمِّ صَوْعاً.

و انْصَاعَ :انْفَتَلَ سَرِیعاً، یائِیَّهٌ واوِیَّهٌ ،قالَ اللَّیْثُ : انْصَاعَ من بَنَاتِ الوَاوِ،وَ جَعَلَه رُؤْبَهُ من بَنَاتِ الیاءِ،حَیْثُ یَقُولُ :

فظَلَّ یَکْسُوها النَّجَاءَ الأَصْیَعَا

و لو رُدَّ إِلی الوَاوِ لَقِیل:«الأَصْوَعا»و قالَ بَعْضُهُم:لا یرْوَی«الأَصْوَعَا».قال الصّاغَانِیُّ :کلامُه کَلامٌ حَسَنٌ ، و الرِّوَایَهُ :

فانْصاعَ یَکْسُوها الغُبَارَ الأَصیْعَاَ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَصاعَ الغَنَمَ یُصِیعُها إِصاعَهً :فَرَّقَها،مثلُ : صَاعَها ،لُغَهٌ عن اللِّحْیَانِیِّ ،و نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ .

و انْصاعَ الطَّیْرُ انْصِیاعاً :ارْتَقَی فی الحَرِّ (2)ارْتِقَاءً،کذا فی کِتَابِ «غَرِیبِ الحَمَامِ »للحَسَنِ بنِ عَبْدِ اللّه الکاتِبِ الأَصْبَهَانِیِّ ،و أَنْشَدَ لِرَجُلِ من بَنِی فَزارَه:

تَنْصاعُ فی کَبِد السَّماءِ و تَرْتَقِی

فی الصَّیْفِ من رُود بها و شِرَادِ

و علیُّ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِی الصِّیعِ الحَرْبِیُّ ،بالکَسْرِ،عن أَحْمَدَ بن قُرَیْش،ذَکَرَه ابنُ نُقْطَهَ ،و ضَبَطَهُ .

فصل الضاد المعجمه مع العین

ضبع

الضَّبْعُ بالفَتْح: العَضُدُ کُلُّها و الجَمْعُ : أَضْبَاعٌ ، کفَرْخٍ و أَفْرَاخ، و (3)قیل: أَوْسَطُهَا بِلَحْمِهَا ،یکونُ للإِنْسَانِ و غَیْرِه،تَقُولُ :أَخَذْتُ بضَبْعَیْ فُلاَنٍ فَلَمْ أُفَارِقْه.و مَدَدْتُ بضَبْعَیْه ،إِذا قَبَضْتَ علی وَسَطِ عُضُدَیْهِ ،قالَهُ اللَّیْثُ .و یُقَالُ فی أَدَبِ الصَّلاهِ :أَبِدَّ ضَبْعَیْکَ ،و المُصَلِّی یُبِدُّ (4)ضَبْعَیْه ، و الفُقَهَاءُ یَقُولُون:یُبْدِی ضَبْعَیْهِ .

أَو الضَّبْعُ : الإِبِطُ و یُقَالُ للإِبِطِ : الضَّبْعُ ،للمُجَاوَرَهِ ، نَسَبَه صاحِبُ اللِّسَانِ و إِلی الجَوْهَرِیِّ .و لم أَجِدْه فی الصّحاح،أَو الضَّبْعُ : ما بَیْنَ الإِبِطِ إِلی نِصْفِ العَضُدِ من أَعْلاه.

و قالَ اللَّیْثُ : المَضْبَعَهُ :اللَّحْمَهُ الَّتِی تَحْتَ الإِبِطِ من قُدُمٍ ،بضَمِّ القافِ و الدّالِ .

و ضَبَعَه ،کمَنَعَه:مَدَّ إِلَیْه ضَبْعَهُ للضَّرْبِ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یُقَال:قد ضَبَعَ القَوْمُ من الشَّیْ ءِ، و من الطَّرِیقِ لَنا ضَبْعاً ،أَی جَعَلُوا لَنا منه قِسْماً و أَسْهَمُوا لنا فیهِ ،کما تَقُول:ذَرَعُوا لنا طَرِیقاً.

و ضَبَعَ فُلانٌ ضَبْعاً : جارَ و ظَلَم ،عن أَبِی سَعِیدٍ.

و یُقَالُ : ضَبَعَ علی فُلاَن ضَبْعاً : مَدَّ ضَبْعَیْهِ للدُّعاءِ علیه ، ثمّ اسْتُعِیرَ الضَّبْعُ للدُّعَاءِ؛لأَنَّ الدّاعِیَ یَرْفَعُ یَدَیْهِ ،و یَمُدُّ ضَبْعَیْهِ ،و به فُسِّرَ قولُ رُؤْبَهَ :

و لا تَنِی أَیْدٍ عَلَیْنَا تَضْبَعُ

بما أَصَبْنَاهَا و أُخْرَی تَطْمَعُ

ص:293


1- (1) الجمهره 79/3. [1]
2- (2) کذا بالأصل و فی المطبوعه الکویتیه«فی الجو».
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«أو وَسَطُها».
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«یبید».

و ضَبَعَ یَدَه إِلَیْه بالسَّیْفِ :مَدَّهَا بِه ،قال عَمْرُو بنُ شَأْسٍ :

نَذُودُ المُلُوکَ عَنْکُمُ و تَذُودُنَا

و لا صُلْحَ حَتَّی تَضْبَعُونا و نَضْبَعَا

قالَ ابنُ بَرِّیّ :و الَّذِی فی شِعْرِه:

إِلی المَوْتِ حَتَّی تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعَا

أَی تَمُدُّوا أَضْبَاعَکُم إِلَیْنَا بالسُّیُوفِ ،و نَمُدَّ أَضْبَاعَنا إِلَیْکُم.و الَّذِی فی العُبَابِ أَنَّ الشِّعْرَ لعَمْرِو بنِ الأَسْوَدِ،أَحَدِ بَنِی سُبَیْعٍ ،و کانَتِ امْرَأَهٌ اسمُها غَضُوبُ هَجَتْ مرْبَعَ بنَ سُبَیْعٍ ،فقَتَلَها مِرْبَعٌ ،فعَرَضَ قَوْمُ مِرْبَعٍ الدِّیَهَ ،فأَبَی قَوْمُهَا، فقال:

کَذَبْتُم و بَیْتِ اللّه نَرْفَعُ عُقْلَهَا

عن الحَقِّ حتی تَضْبَعُوا ثُمَّ نَضْبَعَا

قال:و وَقَع البَیْتُ أَیْضاً فی کِتَابِ الإِصلاحِ لابْنِ السِّکِّیتِ مُغَیَّراً،و فَسَّرَه ابنُ السِّیرافِیِّ ،و لم یُنَبِّه علیه، و البَیْتُ من قَصِیدَهٍ فی أَشْعَارِ بَنِی طُهَیَّهَ .

و ضَبَعَتِ الخَیْلُ و الإِبِلُ ضَبْعاً و ضُبُوعاً ،بالضَّمِّ ، و ضَبَعاناً ،مُحَرَّکَهً ،إِذا مَدَّت أَضْباعَهَا فی سَیْرِهَا و اهْتَزَّت، و هی أَعْضَادُهَا (1)کضَبَّعَت تَضْبِیعاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و اقْتَصَر فی المَصَادِرِ علی الضَّبْعِ بالفَتْح،و وقَع فی الأَساس:مَدَّتْ أَعْنَاقَها (2)و هی نَاقَهٌ ضابعٌ .

و ضَبَعَ البَعِیرُ أَیْضاً: أَسْرَعَ فی السَّیْرِ، أَو مَشَی فحَرَّکَ ضَبْعَیْه ،و هو بعَیْنِه مَدُّ الأَضْبَاعِ و اهْتِزَازُهَا،فهو تَکْرارٌ.

و ضَبَعَت الخَیْلُ مثل ضَبَحَتْ ،لغهٌ فیه.

و ضَبَعَ القَوْمُ لِلصُّلْح و المُصَافَحَهِ : مالُوا إِلَیْهِ و أَرَادُوه.

عن أَبِی عَمْرٍو،و به فُسِّر قولُ عَمْرِو بنِ الأَسْوَدِ السّابِقُ .

و ضَبَعُوا الشَّیْ ءَ:أَسْهَمُوه و جَعَلُوا لکُلِّ وَاحِدٍ قِسْماً منه، طَرِیقاً أَو غَیْرَ ذلِک،و هو تَکْرَارٌ مع قوله: ضَبَعُوا لنا الطَّرِیقَ :

جَعَلُوا لنا مِنْه قِسْماً.

و فَرَسٌ ضَابعٌ :شَدِیدُ الجَرْیِ ،و کذلِکَ ضابحٌ ،و الجَمْعُ الضَّوابعُ ، أَو کَثِیرُه ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :مَرَّت النَّجائبُ ضَوَابِعَ ،و ضَبْعُها :أَنْ تَهْوِیَ بأَخْفافِهَا إِلی العَضُدِ إِذا سارَتْ (3)،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

دَعَاکَ الهَوَی من ذِکْرِ رَضْوَی و قد رَمَتْ

بِنَا لُجَّهَ اللَّیْلِ القِلاَصُ الضَّوابعُ

أَو فَرَسٌ ضَابعٌ : یَتْبَعُ أَحَدَ شِقَّیْهِ ،و یَثْنِی عُنُقَه ،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.و قِیلَ :هو إِذا لَوَی حَافِرَه إِلی ضَبْعِه ،و قَال الأَصْمَعِیُّ :إِذا لَوَی الفَرَسُ حَافِرَه إِلی عُضُدِه فهو الضَّبْعُ ، فإِذا هَوَی بحَافِرِه إِلی وَحْشِیِّه فذلِک الخِنَافُ .

أَو الضَّبْعُ :جَرْیٌ فوقَ التَّقْرِیبِ و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

فلَیْتَ لَهُمْ أَجْرِی جَمِیعاً فأَصْبَحَتْ

بِی البازِلُ الوَجْنَاءُ فی الرَّمْلِ تَضْبَعُ

و کُلُّ أَکَمَهٍ من الأَرْضِ سَوْدَاءَ مُسْتَطِیلَهٍ قلیلاً ضَبْعٌ ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:یُقَالُ : ذَهَبَ به أَی بالشَّیْ ءِ، ضَبْعاً لَبْعاً ،أَی بَاطِلاً ،و لَبْعاً:إِتْبَاعٌ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الضَّبْعَانِ ،مُثَنًّی:ع مَعْرُوفٌ .قلتُ :هو فی دِیَارِ هَوَازِنَ بالحِجَازِ، و هو ضَبْعَانِیٌّ ،کما یُقَال:بَحْرَانِیٌّ إِذا نُسِبَ إِلی البَحْرَیْنِ . و یُقَالُ :هو من أَهْلِ الضَّبْعَیْنِ کما یُقَالُ :من أَهْلِ البَحْرَیْنِ .

و ضُباعَهُ ،کثُمَامَهَ :جَبَلٌ ،قالَ الشّاعِرُ:

فالجِزْعُ بینَ ضُبَاعَهٍ فرُصَافَهٍ

فعُوَارِضٍ جَوِّ البَسابس (4)مُقْفِرَا

و قالَ اللَّیْثُ :قالَ أَبو لَیْلَی: ضُبَاعَهُ بِنْتُ زُفَرَ بنِ الحارِث الکِلابیِّ الّتِی أَشارَتْ عَلَی أَبِیها بتَخْلِیَهِ القُطامِیِّ ، و المَنِّ عَلَیْه،و کانَ أَسِیراً لَهُ ،و کان قَیْسٌ أَرادَ قَتْلَه. فَخَلاّه، و أَعْطَاهُ مِائَهَ ناقَهٍ ،فقالَ القُطامِیٌّ :

ص:294


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«أعضاؤها».
2- (2) فی الأساس:مدّت أضباعها فی السیر،و فرسٌ ضابع.
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه:إذا سارت به«و المثبت موافقاً للتهذیب و اللسان، [2]بحذف لفظ «به».
4- (4) عن معجم البلدان« [3]صباغه»و بالأصل«البائس».

أَرادَ یا ضُبَاعَهُ ،فَرَخَّم. دعا بأَن لا یَکُونَ الوَدَاعُ فی مَوْقِفٍ ، أَی قِفِی وَدِّعِینا إِنْ عَزَمْتِ علی فُرْقَتِنَا،فلا کانَ مِنکَ الوَدَاعُ لَنَا فی مَوْقِفِ ،و قد اضْطُرَّ إِلی أَنْ جَعَلَ المَعْرِفَهَ خَبْرَ کانَ ،و النَّکِرَهَ اسْمَها.

و ضُبَاعَهُ بنْتُ عامِرِ بنِ قُشَیْرٍ،و هی ضُبَاعَهُ الکُبْرَی ،کما فی العُبَابِ . و من الصَّحابِیّاتِ : ضُبَاعَهُ بِنْتُ الزُّبَیْرِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشِمٍ ،زَوْجُ المِقْدَادِ،قُتِلَ ابْنُهَا عَبْدُ اللّه یَوْمَ الجَمَلِ مع عائِشَهَ .رَوَی عَنْهَا ابْنُ عَبّاسٍ و جابِرٌ و أَنَسٌ رضِیَ اللّه عَنْهُمْ ،و عُرْوَهُ و الأَعْرَجُ ،و غیرُهُم.

و ضُبَاعَهُ بنتُ عامِرِ بنِ قُرْطٍ العامِرِیَّهُ ،أَسْلَمَت (1)بمکَّه، و هی القائِلَهُ :

الیَوْمَ یَبْدُو بَعْضُهُ أَوْ کُلُّهُ

و ضُبَاعَه بِنْتُ عِمْرَانَ بنِ حُصَیْن الأَنْصَارِیَّه،هکذا وقع فی العُبَاب،و قَلَّدَه المُصَنِّفُ ،و هو غَلَطٌ ،و الصّواب أَنَّهَا بِنْتُ عَمْرِو بن مِحْصَنٍ النَّجّارِیَّهُ ،قال ابنُ سَعْدٍ:بایَعَتْ .

و أَما ضُبَاعَهُ بنت الحارِث الأَنْصَاریَّهُ التی رَوَتْ عنها أُخْتُهَا أُمُّ عَطِیَّه-فی الوُضُوءِ مِمّا مَسَّتِ النّارُ-فقد وَهِمَ فیها خَلَفُ بنُ مُوسَی العَمِّیُّ (2)فی رِوَایَتِه عن أَبِیهِ عن أُمِّ عَطِیَّهَ عن أُخْتِهَا،و الحَدِیثُ الصَّحِیحُ حَدِیثُ قَتَادَهَ عن إِسْحَاقَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ الحَارِثِ :أَنَّ جَدَّتَه أَمَّ حَکِیمٍ حَدَّثَتْه عن أُخْتِها ضُبَاعَهَ بنتِ الزُّبَیْرِ فی الوُضوءِ مِمَّا مَسَّتِ النارُ،یَعْنِی أَنَّه لا یَجِبُ ،حَقَّقَهُ الدّارَقُطْنِیُّ فی العِلَلِ .

و قالَ اللَّیْثُ : ضَبِعَت النّاقَهُ ،کفَرِحَ ، ضَبَعاً ،و ضَبَعَهً ، مُحَرَّکَتَیْنِ :أَرَادَتِ الفَحْلَ و اشْتَهَتْهُ کأَضْبَعَتْ بالأَلِف،لغَهٌ فی ضَبِعَتْ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و اسْتَضْبَعَتْ مثلُ ذلِکَ ، فهی ضَبِعَهٌ ،کفَرحَهٍ ،قاله اللَّیْثُ زادَ فی اللِّسَانِ :و مُضْبعَه ، ج:

ضِباعٌ و

(3) ضَبَاعَی ، کحَبَالَی ،هکَذا فی النُّسَخ،و الَّذِی فی اللِّسَانِ :و الجَمْعُ ضِبَاعَی و ضبَاعَی ،أَی بالکَسْرِ و الفَتْحِ .

و قد تُسْتَعْمَلُ الضَّبَعَهُ فی النِّسَاءِ قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :قیلَ لأَعْرَابِیٍّ :أَ بِامْرَأَتِکَ حَبَلٌ (4)؟قال:ما یُدْرِینِی و اللّهِ ؟ما لَهَا ذَنَبٌ فتَشُول[به]و لا آتِیهَا إِلاّ علی ضَبَعَهٍ .

و الضَّبُعُ ،بضَمِّ الباءِ،و سُکُونِها مُؤَنَّثَهٌ ،ج: أَضْبُعٌ فی القَلِیلِ ، و ضِبَاعٌ ،بالکَسْرِ،مثل سَبُعٍ و سِبَاعٍ و ضُبُعٌ ، بضَمَّتَیْنِ ،و ضُبْعُ بضَمَّهٍ وَاحِدَهٍ ، و مَضْبَعَهٌ ،و قالَ رَجُلٌ أن ضَبَّهَ أَدْرَکَ الإِسْلاَمَ :

یا ضَبُعاً أَکَلَتْ آیَارَ أَحْمِرَهٍ

ففی البُطُونِ إِذا رَاحَتْ قَرَاقِیرُ

هَلْ غَیْرُ هَمْزٍ و لَمْزٍ للصَّدِیقِ و لا

تُنْکِی عَدُوَّکُمُ مِنْکُم أَظَافِیرُ

حَمَلَهُ عَلی الجِنْس فأَفْرَدَه،و رَوَاه أَبُو زَیْدٍ:«یا ضُبُعاً أَکَلَت»قالَ الفارِسِیُّ :کأَنَّهُ جَمَع ضَبْعاً علی ضِبَاعٍ ،ثُمَّ جَمَعَ ضِبَاعاً علی ضُبُعٍ ،و یُرْوَی:«یا أَضْبُعاً »و قالَ جَرِیرٌ:

مِثل الوِجَارِ أَوَتْ إِلَیْه الأَضْبُعُ (5)

و الذَّکَرُ ضِبْعَانُ ،بالکَسْر ،لا یَکُونُ بالأَلِفِ و النُّونِ إِلاّ للمُذَکَّرِ،تَقُول:کأَنَّهُ ضِبْعَانٌ أَمْدَر (6)،بل هُوَ منه أَغْدَر،و

16- فی حَدِیثِ قِصَّهِ إِبراهِیمَ علیه السّلامُ ،و شَفَاعَتِه لأَبِیهِ یومَ القِیَامَهِ ،قال: «فَیَمْسَخُه اللّه ضِبْعاناً أَمْدَرَ»و یُرْوَی«أَمْجَر».

و قد تَقَدَّم فی الرّاءِ و الأُنْثَی ضِبْعَانَهٌ ،کما فی الصّحاحِ ، و أَنْکَرَه ابنُ بَرِّیّ فی أَمالِیهِ ،و قال: ضِبْعَانَهٌ غیرُ مَعْرُوفٍ ، و یُقَالُ فی المُؤَنَّثِ أَیْضاً: ضَبُعَهٌ ،عن ابن عَبّادٍ فی المُحِیطِ .قال: و تُجْمَعُ علی الضُّبْعِ ،أَو لا یُقَالُ : ضَبْعَهٌ ؛ لأَنَّ الذَّکَرَ ضِبْعانٌ ،کما فی الصّحاحِ ، ج: ضبَاعِین ، کسِرْحَانٍ و سَرَاحِین و کان أَبُو حاتِمٍ یُنْکِرُ الضَّبَاعِینَ ، و ضِبَاع ،و هذا الجَمْعُ للذَّکَرِ و الأُنْثَی، و ضِبْعانَاتٌ ، بکَسْرِهما و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و بُهْلولاً (7)و شِیعَتَه تَرَکْنا

لضِبْعاناتِ مُعْقُلَهٍ مَنَابَا

ص:295


1- (1) عن أسد الغابه و بالأصل«لقیت».
2- (2) کذا بالأصل،و ضبط عن تقریب التهذیب،و وقع فی أسد الغابه [1]محرفاً «العجمی».
3- (3) ما بین معقوفتین سقط من المطبوعه الکویتیه.
4- (4) فی اللسان:«حملَ »و الزیاده الآتیه عنه.
5- (5) دیوانه و صدره: و جدُوا لجعثنَ حین قبقبتِ استُها.
6- (6) أی منتفخ الجنبین عظیم البطن،و یقال:هو الذی تترّب جنباه کأنه من المدر و التراب،عن الصحاح. [2]
7- (7) فی اللسان:و [3]بهلولٌ و شیعته.

کما یُقَال:فلانٌ مِن رِجالاتِ العَرَبِ و لم یُرِد التَّأْنِیثَ .

قالَ :و قلتُ للخَلِیل: الضِّبْعَانُ ذَکَرٌ،فکیف جُمِع علی ضِبْعانَاتٍ :فقال:کُلَّمَا اضْطُرُّوا إِلی جَمْعٍ فصَعُبَ ،أَو اسْتَقْبَحُوه،ذَهَبُوا به إلی هذِه الجَمَاعَهِ یَقُولُون:هذا حَمَامٌ ، فإِذا جَمَعُوا قالوا:حَمَامَات،و یَقُولُونَ :فلانٌ من رِجَالاتِ النّاسِ .و قال أَبو لَیْلَی:الحَمَامُ الکَثِیر،و الحَمَامَاتُ أَدْنَی العَدَدِ. و هی سَبُعٌ کالذِّئبِ ،إِلاّ إِذا جَرَی کأَنَّه أَعْرَجُ ،فلِذا سُمِّیَ الضَّبُعُ العَرْجَاءَ (1).

و مِنَ الخَوَاصّ :أَنَّ مَنْ أَمْسَکَ بیَدِه حَنْظَلَهً فَرَّتْ منه الضِّبَاعُ .و مَنْ أَمْسَکَ أَسْنَانَهَا (2)مَعَهُ لم تَنْبَحْ علیه الکِلابُ ، و جِلْدُهَا إِنْ شُدَّ علی بَطْنِ حَامِلٍ لم تُسْقِط الجَنِینَ ، و إِن جُلِّدَ به مِکْیالٌ و کِیلَ به البَذْرُ أَمِنَ الزَّرْعُ مِنْ آفَاتِه التی تُصِیبُه. و الاکْتِحَالُ بمَرَارَتِها یُحِدُّ البَصَر.

و یُقَال: سَیْلٌ جارُّ الضَّبُعِ ،أَی شَدِیدُ المَطَر؛لأَنَّ سَیْلَه یُخْرِجُها من وِجَارِهَا. و

17- فی حَدِیثِ الحَجّاجِ : «و جِئْتُکَ فی مِثْلِ جَارِّ الضَّبُعِ ». أَی فِی المَطَرِ الشَّدِیدِ.

و إِنَّمَا قِیلَ :دَلْجَهُ الضَّبُعِ ،لأَنَّهَا تَدُورُ إِلی نِصْفِ اللَّیْلِ ، کما فی العُبَابِ .

و الضَّبُع ،کرَجُلٍ :السَّنَهُ المُجْدِبَهُ المُهْلِکَهُ الشَّدِیدَهُ ، مُؤَنَّثٌ ،و

14- فی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ: «قَالَ رَجُلٌ :یا رَسُولَ اللّه أَکَلَتْنَا الضَّبُعُ ،فدَعَا لَهُم». و هو مَجازٌ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ -و هو العَبّاسُ بنُ مِرْدَاسٍ ،رضِیَ اللّه عنه،یُخَاطِبُ أَبا خُرَاشَهَ خُفَافَ بنَ نَرُبَهَ رَضِیَ اللَّهُ عنه-:

أَبا خُرَاشَهَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ

فإِنَّ قَوْمِیَ لَمْ تَأْکُلْهُم الضَّبُعُ (3)

هذِه رِوَایَهُ سِیبَوَیْهِ ،و فی شِعْرِه«إِمَّا کُنْتَ »قالَهُ الصّاغَانِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :الکلاَمُ الفَصِیحَ فی إِمّا و أَمّا:

أَنّه بکَسْرِ الأَلِفِ فی«إِما»إِذا کَانَ ما بَعْدَه فِعْلاً،و إِنْ کانَ مابَعْدَهُ اسْماً،فإِنّک تَفْتَحُ الأَلِفَ من أَمَّا،رواه سِیبَوَیْهٌ بفتح الهمْزَهِ ،و معناه أَنَّ قَوْمَکَ لَیْسُوا بأَذِلاّءَ فَتَأْکُلهم الضَّبُعُ ، و یَعْدُو عَلَیْهِم السَّبُعِ ،و قد رُوِیَ هذا البیتُ لمالِکِ بنِ رَبِیعَه العامِرِیِّ ،و رُوِیَ «أَبا خُبَاشَهَ »یَقُولُه لأَبِی خُبَاشَهَ عَامِرِ بنِ کَعْبِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ أَبِی بَکْرِ بنِ کِلابٍ .

و قَالَ ابنُ الأَثِیرِ: الضَّبُع فی الأَصْلِ حَیَوَانٌ ،و العَرَبُ تَکْنِی به عن سَنَهِ الجَدْبِ .

و ضَبُع بلا لامٍ :ع ،و أَنْشَدَ أَبُو حَنِیفَهَ :

حَوَّزَهَا من عَقِبٍ إِلی ضَبُعْ

فی ذَنَبَانٍ وَ یَبِیسٍ مُنْقَفِعْ

قال الصّاغَانِیُّ :أَنْشَدَه الأَصْمَعِیُّ لأَبِی مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیِّ ، و هو لعُکّاشَهَ بنِ أَبِی مَسْعَدَهَ (4)السَّعْدِیِّ ،و لأَبِی مُحَمَّدٍ أُرْجُوزهٌ عَیْنِیَّهٌ ،و لیس ما أَنْشَدَه فیها:

تَرَبَّعَتْ مِنْ بینِ دَارَاتِ القِنَعْ

بَیْنَ لِوَی الأَمْعَزِ منها و ضَبُعْ

أَو ضَبُع : رابِیَهٌ ،و الَّذِی فی مُعْجَمِ أَبِی عُبَیْدٍ البَکْرِیِّ ما نَصُّه: ضَبُع :جَبَلٌ فارِدٌ بینَ النِّبَاج و النَّقْرَهِ ،سُمِّی بذلِک لما عَلَیْهِ مِنْ الحِجَارَه التی کانَتْ (5)مُنَضَّدَه؛تشبیهاً لها بالضَّبُع و عُرْفِها؛لأَنَّ للضَّبُعِ عُرْفاً من رَأْسِها إِلی ذَنَبِهَا.

و مَوْضِعٌ قِبَلَ حَرَّهِ بَنِی سُلَیْمٍ ،بَیْنَهَا و بینَ أُفَاعِیَهَ ،یقال له: ضَبُعُ الخَرْجا (6)،و فیه شَجَرٌ یَضِلُّ فیهِ النّاسُ .

و وَادٍ قُرْبَ مَکَّهَ ،أَحْسبهُ بینَهَا و بَیْنَ المَدِینَهِ .

و مَوْضِعٌ من دِیَارِ کَلْبٍ بنَجْدٍ،و فی کَلاَمِ المُصَنِّفِ من القُصُورِ ما لا یَخْفی.

و الضِّباعُ ، ککِتَابٍ :کَوَاکِبُ کَثِیرَهٌ أَسْفَلَ مِن بَنَاتِ نَعْشٍ ،کما فی العُبَابِ .

و بَطْنُ الضِّبَاعِ :ع (7)،قالَ المُرَقِّشُ الأَکْبَرُ:

جَاعِلاَتٍ بَطْنَ الضِّبَاعِ شِمَالاً

و بِرَاقَ النِّعَافِ ذَاتَ الیَمِینِ

ص:296


1- (1) قال الدمیری:و الضبع توصف بالعرج و لیست بعرجاء و إنما یتخیل ذلک للناظر و سبب هذا التخیل لدونه فی مفاصلها و زیاده رطوبه فی الجانب الأیمن علی الأیسر منها.
2- (2) فی حیاه الحیوان للدمیری:لسانها.
3- (3) قوله ذا نفر نصب خبراً لکان المحذوفه التی عوّض عنها«ما»تعویضاً لازماً.و البیت من شواهد النحویین لحذف«کان»بعد«أن»و تعویض «ما»عنها.انظر کتاب سیبویه 293/1 و [1]ما ورد به فی هذا المعنی.
4- (4) عن التکمله و بالأصل«أبی سعده».
5- (5) معجم البلدان« [2]ضبع»:کأنها.
6- (6) فی معجم البلدان: [3]ضبع أُخرُجی.
7- (7) فی التکمله:«وادٍ».

و هی ،و نَصُّ الصّحاحِ و العُبَابِ :و کُنا فی ضَبُعِ فُلانٍ ، مُثَلَّثَهً ،اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ علی الضَّمِّ ، أَی فی کَنَفِه و نَاحِیَتِه ،زادَ فی اللِّسَانِ :و فِنَائِه،و نَقَلَه الزَّمَخْشرِیُّ أَیْضاً.

و ضَبِیعَهُ ،کسَفِینَه:ه،بالیَمَامَه (1)،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و ضُبَیعَهُ ، کهُجَیْنَهَ :مَحَلَّهٌ بالبَصْرَهِ ،کأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلی بَنِی ضُبَیْعَهَ الحَالِّینَ بها،فسُمِّیَتْ باسْمِهِم.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:فی العَرَبِ قَبَائلُ تُنْسَبُ إِلی ضُبَیْعَهَ .

و ضُبَیْعَهُ بنُ رَبِیعَهَ بنِ نِزَارٍ ،و هو المَعْرُوفُ بالأَضْجَمِ ، کما فی المُقَدِّمَهِ الفَاضِلِیَّهِ لابْنِ الجَوّانِیِّ النَّسّابَهِ ،و مَعْنَاهُ المُعْوَجُّ الفَمِ ،و سیأْتی،و قد تَقَدَّمَ فی«ع ج ز».

و ضُبَیْعَهُ بنُ أَسَدِ بن رَبِیعَهَ ،قال ابن دُرَیْدٍ:و هی ضُبَیْعَهُ أَضْجَم.

و ضُبَیْعَهُ بنُ قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ عُکَابَهَ بنِ صَعْبِ بنِ [علی بن] (2)بَکْرِ بنِ وَائِلٍ ،و هو أَبو رَقَاشِ أُمِّ مَالِکٍ ،و زَیْدِ مَنَاهَ ،ابْنَی شَیْبَانَ ،قد تَقَدَّمَ ذِکْرُها فی«ر ق ش»قال الجَوْهَرِیُّ :و هُم رَهْطُ الأَعْشَی مَیْمُونِ بنِ قَیْسٍ .قلتُ :و هو مِنْ بَنِی سَعْدِ بنِ ضُبَیْعَهَ ،و مِنْهُم المُرَقِّشُ الأَکْبَرُ أَیْضاً،کما تَقَدَّمَ .

و ضُبَیْعَهُ بنُ عِجْلِ بن لُجَیْم بنِ صَعْبِ بنِ [علی بن] 2بَکْرِ بنِ وَائِلٍ ،و هم رَهْطُ الوَصّافِ (3)،کما سیأْتِی،قال الشّاعر:

قَتَلْتُ به خَیْرَ الضُّبَیْعَاتِ کُلِّهَا

ضُبَیْعَهَ قَیْسٍ ،لا ضُبَیْعَهَ أَضْجَمَا

و فاتَه: ضُبَیْعَهُ بنُ زَیْد (4):بَطْنٌ من الأَوْسِ ،من بَنِی عَوْفِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ .

و ضُبَیْعَهُ بنُ الحارِثِ العَبْسِیُّ صاحبُ الأَغَرّ،اسم فَرَسٍ له،و قد ذَکَرَه المُصَنِّفُ فی«غ ر ر».و فی المُقَدِّمَهِ :و من عَشَائر الصَّمُوتِ : ضُبَیْعَهُ الأَعْرَابِیُّ ، عَبْدُ اللّه بن الصَّمُوتِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ کِلابٍ .

ثُمّ إِنَّ النِّسْبَهَ إِلی ضُبَیْعَهَ ضُبَعِیٌّ ،کجُهَنِیٍّ إِلی جُهَیْنَهَ ، منهم:أَبُو جَمْرَهَ بنُ نَصْرِ بنِ عِمْرَانَ الضُّبَعِیُّ ،قِیلَ :نِسْبَه إِلی ضُبَیْعَهَ بنِ قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَهَ الذین نزلُوا البَصْرَه،و قیل:

إِلی المَحَلَّه التی سَکَنَها هؤلاءِ بالبَصْرَه.

و حِمَارٌ مَضْبُوعٌ :أَکَلَتْه الضَّبُعُ ،کما یقال:مَخْنُوقٌ و مَذؤُوبٌ ،أَی به خُنَاقِیّهٌ (5)و ذِئْبَهٌ ،و هُمَا دَاءانِ ،کما فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ،و قیلَ :مَعْنَی المَضْبُوعِ :دُعاءٌ علیه أَنْ یَأْکُلَه الضَّبْعُ .

و قالَ اللَّیْثُ :العَامَّه یَقُولُونَ : ضَبَّعَ تَضْبِیعاً ،إِذا جَبُنَ ، اشْتَقُّوه من الضَّبُع ؛لأَنَّهَا تَسْکُنُ حِینَ یُدْخَلُ علیها فتَخْرُج.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:یُقَالُ : ضَبَّع فُلاناً ،إِذا أَرادَ رَمْیَ شَیْ ءٍ، فَ حالَ بَیْنَهُ و بَیْنَ المَرْمِیِّ الَّذِی قَصَدَ رَمْیَه.

قالَ : و نَاقَهٌ مُضَبَّعَهٌ ،کمُعَظَّمَه:تَقَدَّمَ صَدْرُهَا،و تَرَاجَع عَضُدَاهَا.

و اضْطِباعُ المُحْرِمِ :أَنْ یُدْخِلَ الرِّدَاءَ مِنْ تحتِ إِبِطِهِ الأَیْمَنِ ،و یَرُدَّ طَرَفَه عَلَی یَسَارِه،و یُبْدِیَ مَنْکِبَه الأَیْمَنَ ، و یُغَطِّی الأَیْسَرَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِی هکَذَا،و زادَ غَیْرُه:کالرَّجُلِ یُرِیدُ أَنْ یُعَالِجَ أَمْراً فیَتَهَیَّأَ لَهُ ،یقال:قد اضْطَبَعْتُ بثَوْبِی، و منه

16- الحَدِیث: «أَنَّهُ طَافَ مُضْطَبِعاً ،و عَلَیْهِ بُرْدٌ أَخْضَرُ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو أَنْ یَأْخُذَ الإِزَارَ أَو البُرْدَ،فیَجْعَلَ وَسَطَه تَحْتَ إِبِطِه الأَیْمَنِ ،و یُلْقِیَ طَرَفَه عَلَی کَتِفِه الأَیْسَرِ من جِهَتَیْ صَدْرِه و ظَهْرِه. سُمِّیَ به لإِبْدَاءِ أَحَدِ الضَّبْعَیْنِ ،و هو التأَبُّطُ أَیْضاً،عن الأَصْمَعِیِّ ،و لیسَ فی نَصِّ الجَوْهَرِیِّ لفظهُ «أَحَد».

و قولُ الجَوْهَرِیِّ :و ضِبْعَانُ (6)أَمْدَرُ،أَی مُنْتَفِخُ الجَنْبَیْنِ إِلی آخرِه،مَوْضِعُه«م د ر»و إِنَّمَا أَثْبَتَهُ هُنَا سَهْواً،و اللّه تَعَالَی أَعْلَمُ . قلتُ :و قد سَبَقَ المُصَنِّفَ أَبُو سَهْلٍ الهَرَوِیُّ ،کما وُجِدَ بخطِّ أَبی زَکَرِیّاءَ نَقْلاً عن خَطِّه،قال.هذا الحَرْفُ -أَعْنِی: ضِبْعَان أَمْدَر-لیسَ ها هُنَا مَوْضِعُه،و هو سَهْوٌ،

ص:297


1- (1) بعدها فی معجم البلدان:لبنی قیس بن ثعلبه.
2- (2) زیاده عن جمهره ابن حزم ص 319. [1]
3- (3) و هو الوصاف بن مالک بن عامر بن کعب بن سعد بن ضبیعه بن عجل، سمی الوصاف لاشارته علی المنذر بن ماء السماء یوم أواره بصب الماء علی الدم،حتی یبلغ أسفل الجل لیبّر یمینه.
4- (4) عن جمهره ابن حزم ص 333 و [2]بالأصل«فرید».
5- (5) عن التهذیب و بالأصل«خناقه»و انظر القاموس«خنق»و فیه:«و الخُناقِیّه داء فی حلوق الطیر و الفرس.
6- (6) ضبطت فی الصحاح [3]بتنوین النون،ضبط حرکه.

موضِعُه فصلُ المِیمِ من بابِ الراءِ؛لأَنَّه ذَکَر تَفْسِیرَ الأَمْدَرِ، و لم یَذْکُرْ تَفْسِیرَ ضِبْعَانٍ ؛لأَنَّ الضِّبْعَانَ قد تَقَدَّمَ ذِکْرهُ ها هنا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اضْطَبَعَ الشَّیْ ءَ:أَدْخَلَه تَحْتَ ضَبْعَیْهِ .

و ضَبَع البُعِیرُ البَعِیرَ،إِذا أَخَذَ بضَبْعَیْهِ فَصَرَعَه.

و الضِّبَاعُ ،بالکَسْرِ:رَفْعُ الیَدَیْنِ فی الدُّعَاءِ.

و یُقَالُ : ضَابَعْنَاهُم بالسُّیُوفِ ،أَی مَدَدْنَا أَیْدِیَنَا إِلَیْهِم بِهَا، و مَدُّوهَا إِلَیْنَا،کَذا فی نَوَادِرِ أَبِی عَمْرٍو.

و المُضَابَعَهُ :المُصَافَحَه.

و أَضْبَعَتِ الدَّوَابُّ فی سَیْرِها،کضَبَّعَت،عن ابْنِ القَطّاعِ .

و ضَبِعَ القَوْمُ إِلی الصُّلْحِ ،کفَرِحَ ضَبَعاً :مالُوا إِلیه،لغهٌ فی ضَبَعَ عن الطُّوسِیِّ ،کذا فِی الأَفْعَالِ .

و الأَضْبَعُ :الأَعْضَب،مَقْلُوبٌ ،و به فَسَّرَ ثَعْلَبٌ قولَ الشّاعِرِ:

کسَاقِطَهٍ إِحْدَی یَدَیْهِ فجَانِبٌ

یُعَاشُ به مِنْهُ و آخَرُ أَضْبَعُ

قال:إِنَّمَا أَرادَ أَعْضَب،فقَلَب:

و المِضْباعَهُ (1):ماءَهٌ لبَنِی أَبِی بَکْرِ بنِ کِلابٍ .

و المِضْبَاعُ (2):جَبَلٌ لِبَنِی هَوْذَهَ من بَنِی البَکّاءِ بنِ عامِرٍ، رَهْطِ العَدّاءِ بنِ خالِدٍ.

و أَضْبُع ،کأَفْلُسٍ :مَوْضِعٌ علی طَرِیقِ حاجِّ البَصْرَهِ ،بَیْنَ رَامَتَیْنِ و إِمَّرَهَ ،عن نَصْرٍ،کما فی المُعْجَمِ .

و إِبِلٌ ضُبَّعٌ ،کرُکَّعٍ :جَمْعُ ضابِع ،قالَ رُؤْبَهُ :

و بَلْدَهٍ تَمْطُو العِتَاقَ الضُّبَّعَا

تِیهٍ إِذا ما آلُها تَمَیَّعَا

و ضَبَعَتِ النّاقَهُ ،کمَنَع، ضَبْعاً :لُغَهٌ فِی ضَبِعَتْ و أَضْبَعَتْ ،عن ابنِ القَطّاعِ .و جَمْعُ الضَّبْعِ : ضَبَعَاتٌ ،و ضُبُوعَهٌ ،کصَقْرٍ و صُقُورَهٍ .

و قولُهم:«ما یَخْفَی ذلک علی الضَّبُعِ »یَذْهَبُونَ إِلی اسْتِحْمَاقِها.

و أَکَلَتْهُم الضَّبُعُ ،إِذا اسْتُهِینُوا (3)،و هو مَجَازٌ.

و الضَّبُع :الشَرُّ،قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :قالت العُقَیْلِیَّه:کانَ الرَّجُلُ إِذا خِفْنَا شَرَّه فتَحَوَّل عنّا،أَوْقَدْنَا نَاراً خَلْفَه.قالَ :

فقِیلَ لها:و لِمَ ذلِکَ ؟قالَتْ :لتَتَحوّلَ ضَبُعُه مَعه،أَی لیَذْهَبَ شَرُّ معه.

و ضَبُعٌ :اسمُ رَجُلٍ ،و هو وَالِدُ الرَّبِیعِ بنِ ضَبُعٍ الفَزارِیِّ .

و ضَبُعُ بنُ وَبرَه أَخو کَلْبٍ و أَسَدٍ و فَهْدٍ،و النَّمِر،و دُبٍّ ، و سِرْحانَ ،و قد تَقَدَّمَ فی«س ب ع».

و قد سَمَّوْا ضُبَیْعاً ،کزُبَیْرٍ.

و أَبُو الفَتْحِ وَهْبُ بنُ مُحَمَّدٍ الحَرْبِیُّ ،یُعْرَفُ بابنِ الضُّبَیْعِ ،عن أَبِی الحَسَنِ بنِ أَبِی یَعْلَی،ماتَ سنهَ خَمْسِمِائهٍ و سِتٍّ و تِسْعِینَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الضَّبُع :الجُوعُ ،و هو مَجازٌ.

و من المَجَازِ أَیضاً:جَذَبَه بضَبْعَیْهِ :إِذا نَعَشَه و نَوَّهَ باسْمِه، و کذا:أَخَذَ بضَبْعَیْهِ ،و مَدَّ بضَبْعَیْهِ .و تَقُولُ :حَلُّوا برِبَاعِهم، فمَدُّوا بأَضْبَاعِهم.

«تنبیه».

قال ابنُ بَرِّیّ :و أَمّا قَوْلُ الشّاعِرِ،-و هو مِمّا یُسْأَلُ عنه-:

تَفَرَّقَتْ غَنَمِی یَوْماً فقلتُ لها

یا رَبِّ سَلِّطْ علیها الذِّئْبَ و الضَّبْعَا

فقِیلَ :فی مَعْنَاه وَجْهَانِ ،أَحَدهُما:أَنه دَعَا عَلَیْهَا بأَنْ یَقْتُلَ الذِّئْبُ أَحْیَاءَها،و یَأْکُلَ الضَّبُعُ مَوْتاها.و قِیلَ :بل دَعا لها بالسَّلامَهِ ،لأَنَّهُما إِذا وَقَعَا فی الغَنَمِ اشْتَغَلَ (4)کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُما بصاحِبِه،فتَسْلَمُ الغَنَمُ ،وَ عَلَی هذَا قَوْلُهم:اللَّهُمَّ ضَبُعاً و ذِئْباً،فدَعَا أَن یَکُونَا مُجْتَمِعَیْنِ ؛لِتَسْلَمَ الغَنَمُ .قالَ :

ص:298


1- (1) قیدها یاقوت«المضیاعه»بالیاء.
2- (2) قیدها یاقوت«المضیاع»بالیاء.
3- (3) فی الأساس:إذا أسنتوا.
4- (4) کذا بالأصل و اللسان،و [1]فی حیاه الحیوان:لأن کل واحد منهما یمنع صاحبه.

و وَجْهُ الدُّعَاءِ لها بَعِیدٌ عِنْدِی؛لأَنَّهَا أَغْضَبَتْه و أَحْرَجَتْه بتَفَرُّقِها و أَتْعَبَتْه،فدَعا عَلَیْهَا.و فی قَوْلِه أَیْضاً:«سَلِّطْ علیها»إِشْعَارٌ بالدُّعاءِ علیها؛لأَنَّ مَنْ طَلَبَ السَّلامَهَ بشَیْ ءٍ لا یَدْعُو بالتَّسْلِیطِ علیهِ ،و لیس هذَا من جِنْسِ قوله:اللَّهُمَّ ضَبُعاً و ذِئْباً،فإِنّ ذلِکَ یُؤْذِنُ بالسّلامَهِ ،لاشْتِغَالِ أَحَدِهِمَا بالآخَرِ، و أَمّا هذا فإِنَّ الضَّبُعَ و الذِّئْبَ مُسَلَّطَانِ علی الغَنَمِ .و اللّه أَعْلَمُ .

ضتع

الضَّوْتَعُ ،کجَوْهَرِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:دُوَیْبَهٌ ،زَعَمُوا،قال:و قالَ آخَرُونَ : أَو طائِرٌ، کالضَّتْع ،بالفَتْحِ ،قلتُ :و قد سَبَقَ للمُصَنِّفِ فی«ص ن ع» هذا بعَیْنِه:الصَّنْع و الصَّوْنَع:دُوَیْبَهٌ أَو طَائِر،فأَحَدُهما تَصْحِیفٌ عن الآخَرِ.

قال ابنُ دُرَیْدٍ: و أَحْسَبُ أَنَّ الضَّوْتَعَ فی بَعْضِ اللُّغَاتِ :

الرَّجُلُ الأَحْمَق،أَو الصَّوابُ فیه الضَّوْکَعَهُ ،بالکافِ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:نَقَلَه قَوْمٌ ،و هُوَ أَقْرَبُ إِلی الصَّوابِ .

ضجع

الضَّجْعُ :غَاسُولٌ للثِّیابِ ،قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو صَمْغُ نَبْتٍ ،أَو نَبْتٌ تُغْسَلُ به الثِّیَابُ ،لغهٌ یَمَانِیَهٌ ، الوَاحِدَهُ بهاءٍ.و قال أَبو حَنِیفَهَ : الضَّجْعُ : نَبَاتٌ کالضَّغابِیسِ ،فی خِلْقَهِ الهِلْیَوْنِ إِلاّ أَنّه أَغْلَظُ کَثِیراً مُرَبَّعُ القُضْبَانِ ،و فیه حُمُوضَهٌ و مَرَارَهٌ ،یُؤْخَذُ،فیُشْدَخُ ، و یُعْصَرُ ماؤُه فی اللَّبَنِ الرّائبِ فیَطِیبُ و یُحْدِثُ فیه لَذْعَ اللِّسَانِ قَلِیلاً (1)،و یُجْعَلُ وَرَقُه فی اللَّبَنِ الحَازِرِ،کما یُفْعَلُ بِوَرَقِ الخَرْدَلِ ، جَیِّدٌ للبَاءَهِ ،قال:و أَنْشَدَ بعضُ الأَعْرَابِ لشَاعرٍ من أَهْلِ القَرَارِ یَعِیبُ أَهلَ البَدْوِ:

و لا تَأْکُلِ الخَرْشَانَ خَوْدٌ کَرِیمَهٌ

و لا الضَّجْعَ إِلاّ مَنْ أَضَرَّ بهِ الهَزْلُ (2)

و ضِجَعٌ ، کعِنَبٍ :ع ،قالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیُّ -و قِیلَ :

عُکّاشَهُ بنُ أَبِی مَسْعَدَهَ (3)-:

فالضارِبِ الأَیْسَرِ من حَیْثُ ضَلَعْ

بها المَسِیْلُ ذاتَ کَهْفٍ فضِجَعْ

و ضَجَعَ ،کمَنَعَ ، ضَجْعاً ،و ضُجُوعاً بالضَّمِّ : وَضَعَ جَنْبَه بالأَرْضِ ،کما فی الصّحاح،قال:فهو ضَاجِعٌ ،و قَلَّما یُسْتَعْمَلُ ، کَانْضَجَعَ ،و منه

17- حَدِیثُ عُمَر: «جَمَع کُومَهً من رَمْلٍ ، فانْضَجَعَ عَلَیْهَا». و هو مُطَاوِعُ أَضْجَعَهُ فانْضَجَعَ ،نحو أَزْعَجْتُه فانْزَعَجَ ،و

16- فی حَدِیثِ لُقْمَانَ بنِ عادٍ: «إِذا انْضَجَعْتُ لا أَجْلَنْظِی».

و اضْطَجَعَ اضْطِجَاعاً ،فهو مُضْطَجِعٌ :نامَ ،و قِیلَ :

اسْتَلْقَی و وَضَعَ جَنْبَه الأَرْضِ .قال اللَّیْثُ :کانَتْ هذِه الطّاءُ تاءً فی الأَصْلِ ،و لکِنَّه قَبُحَ عندَهُم أَنْ یَقُولوا:اضْتَجَع، فأَبْدَلُوا التّاءَ طاءً.و له نَظَائرُ مَذْکُورَهٌ فی مَحَلِّهَا.

و قال الجَوْهَرِیُّ :و فی افْتَعَلَ من ضَجَعَ لُغَتَانِ :من العَرَبِ مَنْ یَقْلِبُ التاءَ طاءً،ثُمّ یُظْهِر فیَقُول: اضْطَجَع ، و منهم مَنْ یُدْغِم،فیَقُول اضَّجَعَ ،فیُظْهِرُ الأَصْلِیَّ .قلتُ :

أَدْغَم الضّادَ فی التّاءِ فجَعَلَها ضاداً شَدِیدَهً علی لُغَهِ مَن قالَ :مُصَّبِرٌ فی مُصْطَبِرٍ،ثمّ قالَ :و لا یُقَالُ :اطَّجَعَ ،لأَنَّهُم لا یُدْغِمُونَ الضادَ فی الطّاءِ.

و قال المازنِیُّ :إِنَّ بعضَ العَرَبِ یَکْرَهُ الجَمْعَ بینَ حَرفَیْنِ مُطْبَقَیْنِ ،فیقُولُ : الْطَجَعَ ،و یُبْدِلُ مکانَ الضّادِ أَقرَبَ الحُرُوفِ إِلیها،و هی الّلامِ .زادَ فی اللِّسَانِ :و هو شاذُّ، و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و رُبَّمَا أَبْدَلُوا الَّلامَ ضاداً،کما أَبْدَلُوا الضّادَ لاَماً،قال بَعْضُهُم:الْطِرَادٌ و اضْطِرَادٌ،لطِرَادِ الخَیْلِ و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ قولَ الراجِز:

یا رُبَّ أَبّازٍ من العُفْرِ صَدَعْ

تَقَبَّضَ الذِّئْبُ إِلیه و اجْتَمَعْ

لَمَّا رَأَی أَنْ لا دَعَهْ و لا شِبَعْ

مالَ إِلی أَرْطاهِ حِقَفٍ فالْطَجَعْ (4)

و المَضْجَع ،کمَقْعَدٍ:مَوْضِعُه و الجَمْعُ : المَضَاجِعُ ،قال اللّه تَعَالَی: تَتَجافی جُنُوبُهُمْ عَنِ اَلْمَضاجِعِ (5)قِیلَ :

لصَلاهِ العِشَاءِ الأَخِیرَه،و قیل:للتَّهَجُّدِ،و قِیلَ :لصَلاهِ الفَجْرِ،و هذِه التفاسِیرُ عن ابْنِ عَبّاسٍ -رَضِیَ اللّه عنهما-

ص:299


1- (1) فی النبات [1]لأبی حنیفه برقم 339:«لذع للسان قلیلاً و یمرؤ»و لم یرد فیه باقی العباره و هی مثبته فی التکمله عنه.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:الخرشان کذا فی اللسان، و [2]بهامشه:لعله الحرشاء لنبت أو خردل البر،و فی التکمله،الخوشان و قال:هو نبت کالسرمق»و زید فیها:إلا أنه ألطف ورقاً و فیه حموضه، و الناس یأکلونه.
3- (3) عن التکمله و بالأصل«سعده».
4- (4) فی التهذیب:فاضَجَعْ .
5- (5) سوره السجده الآیه 16. [3]

کالمُضْطَجَع ،قال الأَعْشَی یُخَاطِبُ ابْنَتَه:

عَلیْکِ مثلُ الذِی صَلَّیْتِ فاغْتَمِضِی

نوْماً فإِنَّ لِجَنبِ المَرْءِ مُضْطَجَعَا

أَی:مَوْضِعاً یُضطَجَع علیه إِذا قُبِر مُضجَعاً (1)علی یَمِینه.

و قال أَبُو مُحَمدٍ الأَسْوَدُ: المَضْجَع : د،فیه بُرُوثٌ بِیضٌ لِبَنِی أَبِی بَکْرِ بنِ کِلاَبٍ ،و یُقَالُ له: المَضَاجِعُ أَیْضاً، قال أَبُو زِیَادٍ الکِلابیُّ فی نَوَادِره:خَیْرُ بلادِ أَبِی بَکْرِ بنِ کِلابٍ المَضَاجِعُ ،و أَنْشَدَ:

کِلابِیَّهٌ حَلَّتْ بنَعْمَانَ حَلَّهً

ضَرِیَّهُ أَدْنَی دَارِهَا فالمَضَاجِعُ

و الضَّجُوعُ ، کصَبُورٍ:القِرْبَهُ .تَمِیلُ بالمُسْتَقِی ثِقَلاً ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و الضَّجُوعُ :مَوْضِعٌ ،و قِیلَ : رَحْبَهٌ لهم ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :لِبَنِی أَبِی بَکْرِ بنِ کِلاَب،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَ لعامِر بنِ الطُّفَیْلِ :

لا تَسْقِنِی بِیَدَیْکَ إِنْ لم اغْتَرِفْ

نَعَمَ الضَّجُوعِ بغارَهٍ أَسْرابِ

و قال الصّاغَانِیُّ :البَیْتُ لِلبِیدٍ رضِیَ اللّه عنه،و الرّوایَه:

«إِن لم أَلْتَمِسْ » (2)و قال غیرُهما: الضَّجُوعُ :رَمْلَهٌ بعَیْنِهَا مَعْرُوفَهٌ ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :

أَمِنْ آل لَیْلَی بالضَّجُوعِ و أَهْلُنَا

بنَعْفِ اللِّوَی أَو بالصُّفَیَّهِ عِیرُ

هکَذَا نَسَبَهُ له الصّاغَانِیُّ ،و قالَ أَبُو محمَّدٍ الأَخْفَشُ :

القَصِیدَهُ لَیْسَتْ له،و إِنَّمَا هی لمالِکِ بن الحارِث (3)،کذا فی شَرْح الدِّیوانِ .

و الضَّجُوع : الدَّلْوُ الوَاسِعَهُ عن ابْنِ عَبَّادٍ.

قال:و الضَّجُوعُ أَیْضاً: المَرْأَهُ المُخَالِفَهُ للزَّوْجِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الضَّجُوعُ : الضَّعِیفُ الرَّأْیِ ،و هو مَجَازٌ کالمَضْجُوعِ . و قد ضُجِعَ فی رَأْیِهِ .

و الضَّجُوعُ : السَّحَابَهُ البَطِیئَهُ لکَثْرَهِ مائِها ،و هو مَجَازٌ.

و قال أَبُو عُبَیْدٍ: الضَّجُوع : النّاقَهُ الّتِی تَرْعَی ناحِیَهً .

و قال أَبو عَمْرٍو: الضَّجُوعُ : البِئْرُ الدَّحُول،أَی ذاتُ تَلَجُّف ،إِذا أَکَلَ الماءُ جِرَابها.

و الضُّجُوعُ ، بضَمِّ الضّاد:حَیٌّ من بَنِی عامِرٍ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .

و الضِّجْعَه ،بالکَسْرِ:الکَسَلُ و عَدَمُ النُّهُوضِ .

و الضِّجْعَهُ أَیْضاً: هَیْئَهُ الاضْطِجاعِ ،و هو النَّومُ کالجِلْسَهِ من الجُلُوسِ ،یُقَال:فُلانٌ حَسَنُ الضِّجْعَهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَمّا

14- الحَدِیثُ : «کَانَتْ ضِجْعَهُ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم أَدَماً حَشْوُهَا لِیفٌ ». فتَقْدِیرُه:کانَتْ ذاتُ ضِجْعَتِه ،أَو ذاتُ اضْطِجاعِه فِراشُ أَدَمٍ حَشُوها لِیفٌ .قالَهُ ابنُ الأَثِیرِ.

و قالَ اللَّیْثُ :یُقَالُ :فُلانٌ یُحِبُّ الضَّجَعَهَ ، بالتَّحْرِیک:

اسمُ الجِنْسِ (4)، و بالفَتْحِ المَصْدَرُ بمَعْنَی الرَّقْدَه ،و فی النِّهَایَهِ : الضَّجْعَهُ ،بالفَتْحِ للمَرَّهِ الوَاحِدَهِ :

و من المجاز: الضُّجْعَهُ ، بالضَّمٍ :الوَهَنُ فی الرَّأْیِ ، یُقَال:فی رَأْیِه ضُجْعَهٌ ، و یُفْتَحُ .

و الضُّجْعَهُ : المَرَض ؛لأَنَّه یُضْجِعُ الإِنْسَانَ علی فِرَاشِه.

و الضُّجْعَهُ : من یُضْجِعُه النّاسُ کثیراً ،کالسُّخْرَهِ :

بمَعْنَی المَسْخُورِ.

و ضَجِیعُک :مُضَاجِعُکَ ،و الأُنْثَی ضَجِیعٌ و ضَجِیعَهٌ ،قال قَیْسُ بنُ ذَرِیح:

لَعَمْری لَمَنْ أَمْسَی و أَنْت ضَجِیعُهُ

من النّاسِ ما اخْتِیرَتْ علیه المَضَاجِعُ

و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

کُلُّ النِّسَاءِ علی الفِرَاشِ ضَجِیعَهٌ

فانْظُرْ لِنَفْسک بالنَّهَارِ ضَجِیعا

و الضَاجِعُ :وادٍ یَنْحَدِرُ من ثُجْرَهِ (5)دَرٍّ،و دَرٌّ:ثُجْرَهٌ کَثِیرَهُ

ص:300


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«مضطجعاً».
2- (2) دیوان لبید ص 17.
3- (3) البیت فی دیوان الهذلیین 137/1 فی شعر أبی ذؤیب و عجزه فیه: بنعف قوی و الصُّفیه عیرُ.
4- (4) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:الحَیْس.
5- (5) عن معجم البلدان و [2]بالأصل«بحره».

السَلَمِ بأَسْفَلِ حَرَّهِ بَنِی سُلَیْمٍ ،قال کُثَیِّرٌ:

سَقَی الکُدْرَ فاللَّعْباءَ فالبُرْقَ فالحِمَی

فَلَوْذَ الحَصَی مِنْ تَغْلَمَیْنِ فأَظْلَما

فأَرْوَی جَنُوبَ الدَّوْنَکَیْنِ فضَاجِعاً

فدرَّ فأَبْلَی صادِقَ الوَدْقِ أَسْحَما

و الضاجعُ : مُنْحَنَی الوَادِی،ج: ضَوَاجِعُ ،کما فی العُبَابِ .

و من المَجَازِ: الضّاجِعُ : الأَحْمَقُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، سُمِّیَ لِعَجْزِه و لُزُومِه مَکَانَه.

و من المَجَازِ:أَیْضاً: الضاجِعُ : النَّجْمُ المائِلُ لِلْمَغیبِ ، و قد ضَجَع ،کمَنَعَ ،إِذا مالَ للغُرُوبِ ، و کذا ضَجَّعَ تَضْجِیعاً ،و هو مجاز. و الضَّوَاجِعُ :الجَمْعُ ،قال الشّاعِرُ:

علی حِین ضَمَّ اللَّیْلُ من کُلِّ جَانِبٍ

جَناحَیْهِ و انْصَب النُّجُومُ الضَّوَاجِعُ

و قالَ آخر:

أُلاَکَ قَبَائلٌ کبَنَاتِ نَعْشٍ

ضَوَاجِعُ لا یَغُرْنَ مع النُّجُومِ

أَی:ثَوابِتُ لا یَنْتَقِلْنَ .

و الضَّواجِعُ : الهِضَابُ ،کما فی الصّحاحِ و العُبَابِ ، و فی التَّهْذِیبِ : الضَّوَاجِعُ :مَصَابُّ الأَوْدِیَهِ ،وَاحِدُهَا ضَاجِعَهٌ ،کأَنَّ الضَّاجِعَهَ رَحْبَهٌ ثمَّ تَسْتَقِیمُ بعدُ،فتَصِیرُ وَادِیاً.

و المَضَاجِعُ : ع بعَیْنِه،و به فَسَّرَ ابنُ السِّکِّیتِ قولَ النّابِغَهِ :

وَعِیدُ أَبِی قَابُوسَ فی غَیْرِ کُنْهِهِ

أَتانی و دُونِی رَاکِسٌ فالضَّوَاجِعُ (1)

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ المِصْرَاعَ الأَخِیرَ،و زاد:یُقَال:لاَ وَاحِدَ لها.

و من المَجَازِ: مَضَاجِعُ الغَیْثِ :مَسَاقِطُه ،یُقَال:بَاتَت الرِّیاضُ مَضَاجِعَ للغَیْثِ ،کما فی الأَساسِ .

و یُقَال: رَجُلٌ ضاجِعٌ و ضُجْعَهٌ ،بالضَّمِّ ،و ضُجَعَهٌ ، کهُمَزَهٍ ،و ضُجِعِیَّهٌ و ضُجْعِیٌّ ،بکَسْرِهما،و ضَمِّهِمَا و کذلِک قِعْدِیٌّ و قُعْدِیٌّ : کثیرُ الاضْطِجاعِ ،أَی النَّوْمِ .و قِیلَ :

کَسْلاَنُ ،و هو مَجَازٌ أَو لاَزِمٌ لِلبَیْتِ ،لا یَکادُ یَخْرُجُ منه و لا یَنْهَضُ لِمَکْرُمَهٍ ،أَو عاجزٌ مُقِیمٌ ،و فی کُلِّ ذلِکَ مَجَازٌ.و قال ابنُ بَرِّیّ :و یُقَالُ :لِمَنْ رَضِیَ بفَقْرِه،و صارَ إِلی بَیْتِه، الضاجِعُ و الضِّجْعِیُّ ،لأَنَّ الضَّجْعَهَ ،خَفْضُ العَیْشِ .

ثم إِنَّ المُصَنِّفَ سَاوَی بینَ الضُّجْعَهِ ،بالضَم،و بین الضُّجَعَهِ ،کهُمَزَهٍ ،و الصّوابُ أَن الضُّجْعَهَ ،بالضَّمِّ :مَنْ یُضْجِعُهُ النّاسُ کثِیراً،کما مَرَّ للمُصَنِّفِ قَرِیباً،و کهُمَزَه:هو الکَثِیرُ الاضْطِجَاعِ إِلی آخرِ ما ذَکَرَ،و قد مَرَّ تَحْقِیقُ هذا البَحْثِ فی«خ د ع»فراجِعْه.

و الضَّاجِعَهُ :الغَنَمُ الکَثِیرهُ ،کالضَّجْعَاءِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ،یُقَال:غَنَمٌ ضاجِعَهٌ .

و الضَّاجِعَهُ : مَصَبُّ الوَادِی عن أَبِی عَمْرٍو،قال الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّهَا رَحَبَهٌ ،ثم تَسْتَقِیمُ بعدُ،فتَصِیرُ وَادِیاً،کما تَقَدَّم.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الضَّاجِعَهُ : المُمْتَلِئهُ من الدِّلاءِ ،زادَ ابنُ السِّکِّیتِ : حَتَّی تَمِیلَ فی ارْتِفَاعِهَا من البِئْرِ لثِقَلِهَا ، و أَنْشَدَ لبَعْضِ الرُّجّازِ یَصِفُ دَلْواً:

إِنْ لَمْ تَجِیءْ کالأَجْدَلِ المُسِیفِّ (2)

ضَاجِعَهً تَعْدِلُ مَیْلَ الدَّفِّ

إِذَاً فلا آبَتْ إِلیَّ کَفِّی

أَوْ یُقْطَعَ العِرْقُ من الأَلَفِّ

و من المَجَاز:أَرَاکَ ضَاجِعاً إِلی فُلانٍ ،أَی مائلاً.

و یُقَال: ضِجْعُ فُلانٍ إِلَیَّ ،بالکَسْرِ،أَی مَیْلُه کقَوْلِکَ :

صِغْوُه إِلَیْه.

و هو أَضْجَعُ الثَّنَایا:مائِلُهَا ،و الجَمْع: الضُّجْعُ ، بالضّمِّ ،و هو مَجَازٌ أَیضاً.

و الأَضْجَعُ أَیْضاً: المُخَالِفُ لامْرَأَتِه ،و هی ضَجُوعٌ ،کما تَقَدَّمَ .

و أَضْجَعْتُه إِضْجَاعاً : وضَعْتُ جَنْبَه بالأرْضِ ، فانْضَجَعَ .

ص:301


1- (1) دیوان النابغه صنعه ابن السکیت ص 45 و فسر الضواجع قال:واحدها ضاجعه،و هی منحنی الوادی.
2- (2) فی التهذیب:«الأخدل»و الأجدل:الصقر.

و قال اللَّیْثُ : أَضْجَعْتُ الشَّیْ ءَ ،أَی خَفَضْتُهُ ،و هو مَجَازٌ.

و أَضْجَعَ جُوَالِقَهُ :کان مُمْتَلِئاً ففَرَّغَه ،و منه قَوْلُ الرّاجِزِ:

تُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِیرِ القاعِدِ

و الجَشِیرُ:الجُوَالِقُ ،و القَاعِدُ:المُمْتَلِیءُ.

و من المَجَازِ: الإِضْجاعُ فی القَوَافِی:کالإِکْفَاءِ:أَو کالإِقْوَاءِ ،قال رُؤْبَهُ یَصِفُ الشِّعْرَ:

و الأَعْوَجُ الضاجِعُ من إِقْوَائِهَا

و یُرْوَی:«من إِکْفَائِهَا» (1)،و خَصَّصَ به الأَزْهَرِیّ الإکفاءَ خاصَّهً ،و لم یَذْکُرِ الإِقْوَاءَ،و قالَ :هو أَنْ یَخْتَلِفَ إِعرَابُ القَوَافِی،یقال:أَکْفَأَ و أَضْجَعَ ،بمعنًی وَاحدٍ.

و الإِضْجَاعُ فی بابِ الحَرَکاتِ کالإِمالَهِ و الخَفْضِ ،و هو مَجَازٌ أَیضاً،یقال: أَضْجَعَ الحَرْفَ ،أَی أَمالَه إِلی الکَسْرِ.

و الاضْطِجَاعُ فِی السُّجُودِ:أَنْ یَتَضَامَّ و یُلْصِقَ صَدْرَه بالأَرْضِ و لم یَتجافَ ،و هو مَجَازٌ،و إِذا قالُوا:صَلَّی مُضْطَجِعاً ،فمعناه:أَنْ یَضْطَجِعَ علی شِقِّه الأَیْمَنِ مُسْتَقْبِلاً القِبْلَهَ .

و تَضَجَّعَ فُلانٌ فی الأَمْرِ ،إِذا تَقَعَّدَ و لم یَقُمْ به،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و هُوَ مَجَازٌ.

و تَضَجَّعَ السَّحَابُ :أَرَبَّ بالمَکَانِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،و هو مَجَازٌ أَیضاً.

و ضَجَّعَ فی الأمر تَضْجِیْعاً قَصَّر فیه نقلَهُ الجَوْهَرِیُّ و هو مجازٌ أَیْضاً.

و ضَجَّعَتِ الشَّمْسُ و ضرَّعَت: دَنَتْ لِلْمَغِیبِ ،و هو مَجازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ضَاجَعَهُ مُضَاجَعَهً : اضْطَجَعَ مَعَهُ ،و خَصَّصَ الأَزْهَرِیُّ هنا،فقال: ضَاجَعَ الرَّجُلُ جَارِیَتَه،إِذا نام مَعَهَا فی شِعَارٍ وَاحِدٍ،و هو ضَجِیعُهَا ،و هی ضَجِیعَتُه .

و بِئْسَ الضَّجِیعُ الجُوعُ ،و هو مَجَازٌ.و ضَاجَعَهُ الهَمُّ ،علی المَثَل،یَعْنُون بذلِکَ مُلازَمَتَه إِیّاهُ ، قال الشّاعِرُ:

فَلَمْ أَرَ مِثْلَ الهَمِّ ضَاجَعَهُ الفَتَی

و لا کسَوَادِ اللَّیْلِ أَخْفَقَ صَاحِبُهْ

و یُرْوَی:«مثلَ الفَقْر»أَی هَمِّ الفَقْر:

و الضَّجْعَه و الضُّجْعَهُ ،بالفَتْح و الضَّمّ :و الخَفْضُ و الدَّعَهُ ، و هو مَجَاز،یقال:هو یُحِبُّ الضَّجْعَه .قال الأَسدیّ (2):

و قارَعْتُ البُعوثَ و قَارَعُونِی

ففَازَ بضَجْعَهٍ فی الحَیِّ سَهْمِی

و ضَجَعَ فی أَمْرِه،و أَضْجَعَ ،وَهَنَ ،و کذلکَ : ضَجِعَ ، کفَرِحَ ،عن ابْنِ القَطّاعِ ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ : تَضَاجَع فُلانٌ عن أَمْرِ کذا و کذا،إِذا تَغافَلَ عنه، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و الضَّاجِعُ من الدَّوَابُّ :الذِی لا خَیْرَ فیه.

و إِبِلٌ ضَاجِعَهٌ و ضَوَاجِعُ :لازِمَهٌ لِلْحَمْضِ ،مُقِیمَهٌ فیه.

و ضَجَعَت الشَّمْسُ ،بالتَّخْفِیفِ :لُغَهٌ فی ضَجَّعَت ، بالتَّشْدِیدِ.

و بَنو ضِجْعَانَ ،بالکَسْرِ:قبِیلَهٌ من العَرَبِ ،کما فی التَّکْمِلَهِ و اللِّسَانِ .

و من المَجَازِ: أَضْجَع الرُّمحَ للطَّعْنِ (3).

و هو طَیِّبُ المَضَاجِع ،أَی کرِیمُهَا،کما یُقَال:کرِیمُ المَفَارِشِ ،و هی النسَاءُ.

و الضَّجَاعِیُّون،بالفَتح مُخَفَّفاً:بطنٌ بالیَمَن.

ضرجع

الضَّرْجَعُ ،کجَعْفَرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هو مِنْ أَسمَاءِ النَّمِر خاصَّهً ،و نَقَلَه صاحبُ اللسَانِ أَیضاً،و الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه.

ضرع

الضَّرْع :م مَعروفٌ ، للظِّلْفِ و الخُفِّ ،أَی لکُلِّ ذاتِ ظِلْفٍ ، أَو للشّاءِ و البَقَرِ ،و نَصُّ العَیْنِ :للشّاهِ و البَقرِ و نَحْوهِما،و أَمّا للنَّاقَهِ فخِلْفٌ ،بالکَسرِ،کما سَیَأْتِی،

ص:302


1- (1) و هی روایه الأزهری للرجز.
2- (2) فی الأساس:قال فضاله بن شریک.
3- (3) عن الأساس و بالأصل«الطعن»و شاهده قول امریء القیس: و ظل غلامی یُضجع الرمحَ حوله لکل مهاهٍ أو لأحقب سهوقِ .

و قال ابنُ فَارِسٍ : الضَّرْعُ للشّاهِ و غیْرِهَا.و قال ابنُ دُرَیْدٍ:

الضَّرْعُ : ضَرْعُ الشّاهِ ، و ج: ضُرُوعٌ ،و قال أَبو زیْدٍ:

الضَّرْعُ :جمَاعٌ ،و فیه الأَطبَاءُ،و هِی الأَخْلافُ ،و فی الأَطْباءِ الأَحالِیل،و هی خُرُوقُ اللَّبَنِ .و فی اللِّسَانِ : ضَرْعُ الشّاهِ و النّاقَهِ :مَدَرُّ لبَنِها.و فِی التَّوْشِیحِ : الضَّرْعُ للبَهَائِمِ ، کالثَّدْیِ للمَرْأَهِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: شاهٌ ضَرْعَاءُ، و امْرَأَهٌ ضَرْعَاءُ.و قالَ ابنُ فارِسٍ :شاهٌ ضَرِیعٌ ،و ضَرِیعَهٌ ،أَی عَظِیمَتُه ،أَی:

الضَّرْع .و فی اللِّسَانِ : الضَّرِیعَهُ و الضَّرْعَاءُ جَمِیعاً:العَظِیمَهُ الضَّرْعِ من الشّاءِ و الإِبِلِ .و شاهٌ ضَرِیعٌ :حَسَنَهُ الضَّرْعِ .

و نَصّ ابن دُرَیْدٍ فی الجَمْهَره (1):امْرَأَهٌ ضَرْعَاءُ:عَظِیمَهُ الثَّدْیَیْنِ ،و الشّاه کذلِکَ ،فالمُصَنِّفُ خَلَط کلامَهُم،و قَصَدَ به الاخْتِصَارَ،و فیه تَأَمَّلٌ عِنْدَ ذوی الأَبْصَارِ.

و ضَرْعَاءُ:ه ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ (2).

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : الضُّرُوع ،بالضَّمِّ :عِنَبٌ بالسَّرَاهِ أَبْیَضُ کِبَارُ الحَبِّ قَلِیلُ الماءِ،عَظِیمُ العَنَاقِیدِ،مثلُ الزَّبِیبِ الَّذِی یُسَمَّی الطّائِفِیّ .

و قَوْلُه تَعَالَی: لَیْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاّ مِنْ ضَرِیعٍ . لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ (3): الضَّرِیعُ ،کأَمِیرٍ:الشَّبْرِقُ ، قالَهُ أَبو حَنِیفَهَ (4)،و قال ابنُ الأَثِیرِ:هو نَبْتٌ بالحِجَازِ،له شَوْکٌ کِبَارٌ یقال له:الشَّبْرِق، أَو یَبِیسُه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَو نَبَاتٌ رَطْبُه یُسَمَّی شِبْرِقاً،و یَابِسُه یُسَمَّی ضَرِیعاً ،عِنْدَ أَهْلِ الحِجَازِ،قَالَهُ الفَرّاءُ، لا تَقْرَبُه دَابَّهٌ لخُبْثِه ،قالَ أَبو حَنِیفَهَ :

هو مَرْعیً سَوْء،لا تَعْقِدُ علیه السّائِمَهُ شَحْماً و لا لَحْماً،فإِنْ لم تُفَارِقْه إِلی غَیْرِه ساءَ حَالُهَا (5)،قال قَیْسُ بنُ العَیْزارَهِ یَصِف الإِبِلَ و سُوءَ مَرْعَاهَا:

و حُبِسْنَ فی هَزَمِ الضَّرِیعِ و کُلُّهَا

حَدْبَاءُ دَامِیَهُ الیَدَیْنِ حَرُودُ (6)

و قالَ أَبُو الجَوْزَاءِ: الضَّرِیعُ : السُّلاَّءُ ،و

16- جاءَ فی التَّفْسِیرِ:

أَنَّ الکُفَّارَ قالُوا:إِنَّ الضَّرِیعَ تَسْمَنُ علیهِ إِبِلُنَا،فقالَ اللّه تَعالَی: لا یُسْمِنُ وَ لا یُغْنِی مِنْ جُوعٍ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الضِّرِیعُ : العَوْسَجُ الرَّطْبُ ،فإِذا جَفَّ فهو عَوْسَجٌ ،فإِذا زادَ جُفُوفاً فهو الخَزِیرُ، أَو قالَ اللَّیْثُ : الضَّرِیعُ : نَبَاتٌ فی الماءِ الآجِنِ ،له عُرُوقٌ لا تَصِلُ إِلی الأَرْضِ .

أَو هو شَیْ ءٌ فی جَهَنَّمَ أَمَرُّ من الصَّبِرِ،و أَنْتَنُ من الجِیفَهِ ، و أَحَرُّ من النّارِ ،و هذا لا یَعْرِفُه العَرَبُ ،و هو طَعَامُ أَهْلِ النَّارِ. و قِیلَ :هو نَبَاتٌ أَخْضَرُ،کما فی اللّسَان،و فی المُفْرَدَاتِ :أَحْمَرُ مُنْتِن الرِّیحِ خَفِیفٌ یَرْمِی به البَحْرُ ،و له جَوْفٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الضَّرِیعُ : یَبِیسُ کُلِّ شَجرَهٍ ،و خَصَّه بَعْضُهم بَیبِیسِ العَرْفجِ و الخُلَّهِ . و قِیلَ : الضَّرِیعُ : الخَمرُ، أَو رَقِیقُها ،و هذِه عن ابْنِ عبّادٍ، و قالَ اللَّیْثُ : الضَّرِیعُ :

الجِلْدَهُ الَّتِی علی العَظْمِ تَحْتَ اللَّحْمِ من الضِّلَعِ .و یُقَال:

هو القِشرُ الَّذِی عَلیْه.

و ضَرَع إِلیْه و لَهُ و یُثَلَّثُ ،الکسرُ عن شَمِرٍ ضَرَعاً ،مُحرَّکَهً مَصْدرُ ضَرِع ،کفَرِحَ و ضَرَاعَهً مَصْدر ضَرُعَ و ضَرَعَ ،ککَرُم و مَنعَ ،الأَخِیرُ علی غیرِ قِیَاسٍ ،و اقْتَصَرَ الجوْهرِیُّ علی خَرَعَ ،کمَنعَ : خَضَعَ و ذَلَّ ،و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: «فقَدْ ضَرَعَ الکبِیرُ،و رَقَّ الصَّغیرُ». و قِیلَ : ضَرَع :

اسْتَکْانَ ،و هو قرِیبٌ من الخُضُوعِ و الذُّلِّ .

و ضَرَعَ له کفرِحَ و مَنَع:تَذَلَّلَ و تَخَشَّعَ .و سَأَلَهُ أَنْ یُعْطِیَه، فهو ضارِعٌ قالَ الشّاعِرُ:

و أَنْتَ إِلهُ الحَقِّ عَبْدُک ضَارِعٌ

و قد کُنْتُ حِیناً فِی المُعَافَاهِ ضَارِعَا

و قالَ آخرُ:

لیَبْکِ یزِیدَ ضَارِعٌ لخُصُومَهٍ

و مُخْتَبِطٌ مِمّا تُطِیحُ الطوَائِحُ (7)

ص:303


1- (1) الجمهره 362/2. [1]
2- (2) و هی فی أسفل رخیم قرب ذَرَه،قاله عرام کما نقله عنه یاقوت.
3- (3) سوره الغاشیه الآیتان 6 و 7. [2]
4- (4) فی کتاب النبات برقم 92 و [3]هو یبیس الشبرق.
5- (5) العباره فی اللسان و لم یعزها الی أبی حنیفه انظر نص عباره أبی حنیفه فی کتاب النبات برقم 92 باختلاف روایتها.
6- (6) دیوان الهذلیین 73/3 و کتاب النبات بروایه: فحبسنَ ...حدباءُ بادیهُ الضلوعِ حدود.
7- (7) البیت فی خزانه البغدادی 152/1 و [4]نسبه لنهشل بن حری یرثی ابنه یزید،و نسبه أیضاً الی لبید و إلی مزرد و إلی الحارث بن صرار النهشلی و نسب أیضاً للحارث بن نهیک. و قوله الطوائح أراد المطاوح لأنه جمع مطیحه فجمعه علی حذف الزیاده کقوله تعالی«لواقح»واحدتها ملقحه.

و ضَرِعٌ ،ککَتِفٍ ،فیه لَف و نَشرٌ غیرُ مرَتَّبٍ ، و ضَرُوعٌ ، کصَبُورٍ،من ضَرَع کمَنَع، و ضَرَعَهٌ ،مُحَرَّکَهً .

و ضَرُعَ ، ککَرُمَ ، ضَرَاعَهً : ضَعُفَ ،فهو ضَرَعٌ ،مُحَرَّکَهً ، من قوم ضَرَعٍ ،مُحرَّکَهً أَیضاً ،فشاهِدُ الأَوّلِ قوْلُ أَبِی زُبَیْدٍ الطائِیِّ :

إِما بِحَدِّ سِنَانٍ أَو مُحَافَلَهٍ

فلا فَحُومُ و لا فَانٍ و لا ضَرَعُ

و شاهِدُ الثّانِی قولُ الشّاعِرِ،أَنْشَدَهَ اللَّیْثُ :

تَعْدو غُوَاهٌ علی جِیرَانِکُمْ سَفَهَاً

و أَنْتُمُ لا أُشَابَاتٌ و لا ضَرَعُ

و

16- فی حَدِیثِ المِقْدَادِ: «و إِذا فیها فرَسٌ آدَمُ (1)، و مُهْرٌ ضَرَعٌ » . و هوَ مُحَرَّکه ،أَی لَمْ یَقْوَ علی العَدْوِ لصِغَرِه.

و الضَّارِعُ و الضَّرَعُ ،مُحَرَّکهً :الصَّغِیرُ من کلّ شیءٍ،أَو الصَّغِیرُ السِّنِّ و مِنْهُ الحَدِیثُ :

1- قالَ عَلِیٌّ -رَضِیَ اللّه عَنْه-:

«و لَوْ کانَ صَبِیًّاً ضَرَعاً ،أَو أَعْجَمِیًّاً مُتَسَفِّهاً،لَمْ أَسْتَسْعِه.

و قِیلَ :هو الضَّعِیفُ النَّحِیفُ الضَّاوِی الجِسْم،و منهُ

14- الحَدِیثُ : «أَنَّ النبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم رَأَی وَلَدَیْ جَعْفرٍ الطیّارِ فقالَ :

ما لِی،أَراهُما ضَارِعیْنِ ؟». أَی ضَاوِییْنِ ،و قِیلَ :جَسَدُک ضَارِعٌ ،أَی ضاوٍ خَفِیفٌ .و قال اللَّیْثُ :یُقَالُ :خَدٌّ ضَارِعٌ ، و جَنْبٌ ضارِع ،و أَنْتَ ضارِعٌ ،قالَ الأَحْوَضُ :

کَفَرْتَ الَّذِی أَسْدَوْا إِلیْکَ و وَسَّدُوا

مِنَ الحُسْنِ إِنْعَاماً و جَنبُکَ ضَارِعُ

و

16- فی حَدِیثِ قَیْسِ بن عاصِمٍ : «إِنِّی لأُفْقِرُ البَکْرَ الضَّرْعَ و النّابَ المُدْبِرَ». أَی أُعِیرُهما للرُّکوب،یَعْنِی الجَمَلَ الضَّعِیفَ ،و النَاقَهَ الهَرِمهَ .

و الضَّرعُ ، کَکَتِفٍ :الضَّعِیف الجِسْمِ النَّحِیف،و قد ضَرِعَ ،کفَرِحَ .

و ضَرَعَ به فرَسُه،کمَنعَ :أَذَلَّه. هکَذَا فی العبَابِ ،و به فُسِّر

17- حَدِیث سَلْمَانَ رضِیَ اللّه عنه: «أَنَّه کانَ إِذا أَصابَ شاهً من الغَنَمِ ذَبَحَهَا،ثمَّ عَمَدَ إِلی شَعرِهَا فَجَعَلَه رَسَناً،و یَنْظرُ إِلی رَجُلٍ له فرَسٌ قد ضَرَعَ (2)به فیُعْطِیه». و فی اللِّسَان:یُقَال:لفُلانٍ فَرَسٌ قد ضَرَعَ (3)بهِ ،أَی غَلبَه.

و ضَرَعَ السُّبُعُ من الشَّیْ ءِ ضُرُوعاً ،بالضَّمِّ :دَنَا،نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ فی الأَفْعَالِ ،و نَصُّه: ضَرَعَ السَّبُع مِنْکَ .

و مِنَ المَجَازِ: ضَرَعَت الشَّمْسُ :غابَتْ ،أَو دَنَتْ للمَغِیبِ ،کضَرَّعَت تَضْرِیعاً ،و علی هذِه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .

و تَضْرُعُ ،کتَنْصُرُ:ع ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لعامِرِ بنِ الطُّفَیْلِ -و قد عُقِرَ فَرَسُه-:

و نِعْمَ أَخُو الصُّعْلُوکِ أَمْسِ تَرَکْتُه

بِتَضْرُعَ یَمْرِی بالیَدَیْنِ و یَعْسِفُ

و تَبِعَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و فیه«یَکْبُو بالیَدَیْنِ »و قالَ ابنُ بَرِّیّ :«أَخُو الصُّعْلوک»یَعْنِی بهِ فَرَسَه،و یَمْرِی بِیَدَیْه:

یُحَرِّکُهما کالعابِث،و یَعْسِفُ :تَرْجُفُ حَنْجَرَتُه من النَّفَسِ ، قال،و هذا البَیْتُ أَوْرَدَه الجَوْهَرِیُّ « بتَضْرُعَ »بغیرِ واوٍ،و رواه ابنُ دُرَیْدٍ: بتَضْرُوعَ ،مثل تَذْنُوب (4).

و الضِّرْعُ ،بالکَسْرِ:المِثْلُ ،و الصّادُ لُغَهٌ فیهِ .

و الضِّرْعُ أَیضاً: قُوَّهُ الحَبْلِ ،و الصّادُ لُغَهٌ فِیهِ ، ج:

ضُرُوعٌ و صُرَوعٌ ،و به فُسِّرَ قولُ لَبِیدٍ:

و خَصْمٍ کبَادِی الجِنِّ أَسْقَطْتُ شَأْوَهُمْ

بمُسْتَحْوِذٍ ذِی مِرَّهٍ و ضُرُوعِ

و فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ فقال:مَعْنَاه:وَاسِعٌ له مَخَارِجُ کمَخارِجِ اللَّبَنِ ،و رَوَاه أَبُو عُبَیْدٍ بالصّادِ المُهْمَلهِ ،و قد تقدّم.

و أَضْرَع له مالاً:بَذَلَه لَه ،قال الأَسْوَدُ.

و إِذا أَخِلاّئِی تَنَکَّبَ وُدُّهُمْ

فأَبُو الکُدَادَهِ مالُه لِیَ مُضْرَعُ

أَی مَبْذُولٌ .

و أَضْرَع فُلاناً:أَذَلَّه ،و

1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رَضِیَ اللّه عنه:

« أَضْرَع اللّه خُدُودَکُم». أَی أَذَلَّها،و قِیلَ :کان مَزْهُوًّا فأَضْرَعَه الفَقْرُ.

ص:304


1- (1) عن النهایه و اللسان و الذی بالأصل«فرس قد أدم».
2- (2) ضبطت فی النهایه و اللسان،بالقلم،«ضَرِع»علی أنها من باب فرح.
3- (3) ضبطت فی التهذیب و اللسان من باب فرح. [1]
4- (4) و فی معجم البلدان و اللسان« [2]بتضروع»أیضاً قال یاقوت:تَضْرُوع موضع عقر به عامر الطفیل فرسه،و ذکر البیت.

و أَضْرَعَتْ الشّاهُ :نَزَلَ لَبَنُهَا قُبَیْلَ النِّتَاجِ . و أَضْرَعَتِ النّاقَهُ ،و هی مُضْرِعٌ :نَزَلَ لَبَنُهَا من ضَرْعِهَا .قُرْبَ النِّتَاجِ .

زادَ الرّاغِبُ :و ذلِکَ مِثْل أَتْمَرَ و أَلْبَنَ ،إِذا کَثُرَ لَبَنُه و تَمْرُه.

و فی الأَسَاسِ : أَضْرَعَت النّاقَهُ و البَقَرَهُ :أَشْرَقَ (1)ضَرْعُها قَبْلَ النِّتَاجِ .

و فی المَثَلِ : « الحُمَّی أَضْرَعَتْنِی لَکَ » کما فی الصّحاحَ و الأَسَاسِ ،و یُرْوَی:للنَّوْمِ (2)کما فی العباب یُضْرَبُ فی الذُّلِّ عندَ الحَاجَهِ .

17- قالَ المُفَضَّلُ : أَوَّلُ مَنْ قالَ ذلِکَ رَجُلٌ من کَلْبٍ یُقَالُ له:مُرَیْرٌ (3)،کان لِصًّاً مُغِیراً،و کانَ یُقَالُ له:

الذِّئْبُ ،اخْتَطَفَت الجِنُّ أَخَوَیْهِ :مُرَارَهَ و مُرَّهَ ،فأَقْسَمَ لا یَشْرَبُ الخَمْرَ،و لا یَمَسُّ رَأْسَهُ غِسْلٌ حَتّی یَطْلُبَ بأخوَیْهِ (4)، فَتَنَکَّبَ قَوْسَه،و أَخَذَ أَسْهُماً،ثُمَّ انْطَلَقَ إِلی ذلِکَ الجَبَل الَّذِی هَلَکَ فیه أَخوَاهُ ،فمَکَثَ فیه سَبْعَهَ أَیّامٍ لا یرَی شَیْئاً، حَتّی إِذا کانَ فی الیوْم الثّامِنِ إِذا هوَ بظَلِیمٍ ،فرَمَاهُ فأَصَابَه حَتَّی وَقَع فِی أَسْفَلِ الجَبَلِ ،فلمّا وَجبَتِ الشَّمْسُ بَصُرَ بشَخْصٍ قائِمٍ عَلَی صَخْرَهٍ یُنَادِی:

یا أَیُّهَا الرّامِی الظَلِیمَ الأَسوَدِ

تَبَّتْ مرَامِیکَ الَّتِی لَمْ تُرْشَدِ

فأَجابه مُرَیْرٌ:

یا أَیُّهَا الهاتِفُ فوْقَ الصَّخْرَهْ

کَمْ عَبْرَهٍ (5)هیَّجْتها و عَبرَهْ

بقَتْلِکُم مُرَارَهً و مُرَّهْ

فرَّقْتَ جَمْعاً وَ ترَکْتَ حَسْرَهْ

فتوَارَی الجِنِّیُّ عنه هَوِیًّا من اللَّیْلِ ،و أَصَابَتْ مُرَیْراً حُمَّی،فغَلبَتْه عیْنُه،فأَتَاهُ الجِنِّیُّ ،فاحْتَمَلَهُ ،و قالَ له:ما أَنامَک و قد کُنْتَ حَذِراً؟فقالَ :«الحُمَّی أَضْرَعَتْنِی للنَّوْمِ ».

فذَهَبَتْ مَثَلاً.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: التَّضْرِیع:التَّقرُّبُ فی رَوَغَانٍ ، کالتَّضَرُّعِ ،و قد ضَرَّعَ ،و تَضَرَع .قال و ضَرَّعَ الرُّبَّ تَضْرِیعاً :طبَخَه [أَی] (6)العَصِیرَ فَلَم یُتِمَّ طَبْخَهُ .

و فی الصِّحاح: ضَرَّعَتِ القِدْرُ:حانَ أَن تُدرِکَ .

و یُقَال: تَضَرَّعَ إِلی اللّه تَعَالَی أَی ابْتهَلَ و تَذَلَّلَ و قیل:

أَظهَرَ الضَّرَاعَهَ ،و هی شِدَّهُ الفَقرِ،و الحَاجَه إِلی اللّه عَزَّ و جلَّ .و منه قَوْلُه تعالَی: تَدْعُونَهُ تَضَرُّعاً وَ خُفْیَهً (7)أَی مُظْهِرِینَ الضَّراعَهَ ،و حَقِیقَتُه الخُشُوعُ ،و انْتِصَابُهما علی الحالِ و إِن کانا مَصْدَرَیْنِ ،و قولُه تَعَالَی: فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا (8)،أَی تَذَلَّلُوا و خَضَعُوا.و قِیْلَ : التَّضَرُّع :

المبَالَغَهُ فی السُّؤالِ و الرَّغْبَهِ ،و منه

16- حَدِیثُ الاسْتِسقاءِ:

«خَرَجَ مُتبَذِّلاً مُتَضَرِّعاً ». أَو تَضَرَّعَ ،و تَعَرَّضَ و تَأَرَّضَ ، و تَأَتَّی،و تَصَدَّی،بمَعْنًی:إِذا جاءَ بَطَلَب الحاجَهِ إِلَیْکَ .

نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ.

و من المَجَازِ: تَضَرَّعَ الظِّلُّ ،إِذا قَلَصَ ،و الصّادُ لُغَهٌ فیه.

و ضَارَعَه مُضَارَعَهً : شابَهَهُ ،کأَنَّهُ مِثْلُه أَو شِبْهُه،و تَقُولُ :

بَیْنَهُما مُرَاضَعَهُ الکَاس،و مُضَارَعَهُ الأَجْنَاس،و هو من الضَّرْع ،کما فِی الأَساس.

قالَ الرّاغِبُ :و المُضَارَعَهُ :أَصْلُهَا التَّشارُکُ (9)نحو المُرَاضَعَهِ ،و هو التَّشارُکُ فی الرَّضاعَهِ ،ثُمَّ جَرّدَهُ للمُشَارَکَهَ .

و تُضَارعُ ،بضَمِّ المُثَنّاهِ فَوْقُ و الرّاءِ ،أَی بضَمِّهِمَا.

و قِیلَ : بضَمِّها ،أَی المُثَنّاه و کَسْرِ الرّاءِ،و قِیلَ : بفَتْحِها ، أَی المُثَنَّاه و ضَمِّ الرّاءِ ،فهی ثَلاثَهُ أَقْوَالٍ ،الأَخِیرُ عن المُوعَبِ علی صِیغَهِ المَفْعُولِ ،تَأْلِیف الإِمام اللُّغَوِیِّ ،أَبِی غالِبٍ المُرْسِیِّ الشَّهِیرِ بابْنِ التَّیّانِیِّ شارِحِ الفَصِیحِ و غَیْرِه، و عَلَی الأُولَی اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :صَوَابُه تُضَارِعُ ،بکسر الرّاءِ،قال:و کذا هُوَ فی بَیْتٍ أَبِی ذُؤَیْبٍ ، فأَمَّا بضَمِّ التّاءِ و الرّاءِ فهو غَلَطٌ ؛لأَنَّه لیسَ فی الکَلامِ تُفَاعُلُ و لا فُعالُل،قالَ ابْنُ جِنِّی:یَنْبَغِی أَنْ یَکُونَ تُضَارِعُ فُعَالِلاً بمَنْزِلَهِ عُذَافِر،و لا نَحْکُمُ علی التّاءِ بالزِّیَادَه إِلا بدَلِیلِ .

قلتُ :قولُ ابنِ بَرِّیّ :صَوَابُه إِلی آخِرِه،یَحْتَمِلُ أَنْ یَکونُ

ص:305


1- (1) عن الأساس و بالأصل«أشرف».
2- (2) فی الأساس«إلیک»و فی مجمع المیدانی برقم 1090« [1]لک»و فی الفاخر للمفضل برقم 343 للنوم.
3- (3) الأصل و مجمع [2]المیدانی،و فی الفاخر«مُزین».
4- (4) عن المیدانی و الفاخر،و بالأصل:بأخوته.
5- (5) عن الفاخر و المیدانی و بالأصل«غبره».
6- (6) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
7- (7) سوره الأنعام الآیه 63. [3]
8- (8) سوره الانعام الآیه 43. [4]
9- (9) فی المفردات:التشارک فی الضراعه نحو المراصفه.

بِضَمِّ التاءِ،کما یُفْهَمُ ذلِک من إِطْلاقِه،أَو بِفَتْحِها مع کَسْرِ الرّاءِ،و هو رِوَایَهُ الباهِلِیِّ فی شرحِ قَوْلِ أَبِی ذُؤَیْبٍ ، و ما ذَکَرَه المُصَنِّفُ عن المُوعَبِ فقَدْ وُجِدَ هکَذَا فی بَعْضِ نُسَخِ الدِّیوانِ ،و هی رِوَایَهُ الأَخْفَشِ ،و وُجِدَ فی هَامِشِ الصّحاح:و لم أَجِدْ ضَمَّ الرّاءِ فی تُضَارِع لغَیْرِ الجَوْهَرِیّ .

قلتُ :أَی مع ضَمِّ التّاءِ.و أَمّا مع فَتْحِهَا فلا،کما عَرفتَ ، (1)و اخْتُلِف فی تَعْیِین تُضَارِع ،فقال السُّکَّرِیُّ :هو مَوْضِعٌ ،و فی الصّحاحِ : جَبَلٌ بنَجْدٍ ،و فی التَّهْذِیبِ :

بالعَقِیقِ ،قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ :

کأَنَّ ثِقَالَ المُزْنِ بَیْنَ تُضَارِعٍ

و شَابَهَ بَرْکٌ من جُذَامَ لَبِیجُ (2)

و منه

16- الحَدِیثُ : «إِذا سالَ تُضَارِعُ فهو عَامُ خِصْبٍ ». ، و الرِّوَایَهُ :«فهو عامُ رَبِیعٍ »و

16- فی بَعْضِ الرِّوَایَاتِ : «إِذا أَخْصَبَتْ تُضَارِعُ أَخْصَبَتْ البِلادُ».

و المُسْتَضْرع : الضّارِعُ ،و هو الخَاضِعُ ،قال أَبُو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ :

مُسْتَضْرِعٌ ما دَنَا مِنْهُنَّ مُکْتَنِتٌ

بالعَرْقِ مُجْتَلِماً ما فَوْقَه،قَنِعُ

اکْتَنَتَ :إِذا رَضِیَ ،و قوله:مُجْتَلِماً یرید لَحْمَهً من هذا الأَسَدِ المَذْکُورِ قبله،و یُرْوَی:«مُلْتَحِماً».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

قَوْمٌ ضَرَعَهٌ ،مُحَرَّکَهً ،و ضُرْعٌ ،بالضَّمِّ ،فی جَمْعِ ضارِعٍ .

و أَضْرَعَهُ إِلَیْه:أَلْجَأَه.

و التَّضَرُّع :التَلَوِّی و الاسْتِغاثَهُ .

و ضَرَعَ البَهْمُ (3):تَنَاوَلَ ضَرْعَ أُمِّه،قیلَ :و منه ضَرَعَ الرَّجُلُ ،إِذا ضَعُفَ [و ذلّ ]کما فی المُفْرَداتِ .

و الضَّرَعُ محرّکهً :الغُمْرُ من الرِّجال،و هو مَجازٌ، و أَضْرَعَه الحُبُّ :أَهْزَلَه قالَ صَخْرٌ.

و لَمَا بَقِیتُ لیَبْقَیَنَّ جَوًی

بَیْنَ الجَوَانِحِ مُضْرِعٌ جِسْمِی (4)

و الضُّرُوعُ ،بالضَّمِّ :النُّحُولُ .

و الضَّرَعُ ،مُحَرَّکَهً :الجَبَانُ ،یُقَالُ :هو وَرَعٌ ضَرَعٌ .

و المُضارَعَهُ :المُقَارَبَهُ .

و

17- فی حَدِیثِ مُعَاوِیَهَ : «لَسْتُ بنُکَحَه طُلَقَهٍ ،و لا بسُبَبَهٍ ضُرَعَهٍ ». أَی لَسْتُ بشَتّامٍ لِلرِّجَالِ ،و المُشابِهِ لهم و المُسَاوِی.

قال الأَزْهَرِیّ :و النَّحْوِیُّونَ یَقُولُونَ للفِعْل المُسْتَقْبَلِ :

مُضَارِعٌ ،لمُشاکَلَتِه الأَسْمَاءَ فِیما یَلْحَقُه من الإِعْرَابِ .

و المُضَارِعُ فی العَرُوضِ :

مَفَاعِیلُ فَاعِ لاتُنْ مَفَاعِیلُ

فاعِ لاتُنْ

کقوله:

دَعَانِی إِلی سُعاد

دَوَاعِی هَوَی سُعَاد (5)

سُمِّیَ بذلِکَ لأَنَّه ضَارَعَ المُجْتَثَّ .

و من المَجَازِ:ما لَهُ زَرْعٌ و لا ضَرْعٌ :أَیْ شَیْ ءٌ،و العَامَّهُ تَقُولُ :مالَهُ زَرْعٌ و لا قَلْعٌ .

و أَضْرُع ،کأَفْلُسٍ :مَوْضِعٌ فی شِعْرِ الرّاعِی:

فأَبْصَرْتُهُمْ حَتَّی تَوارَتْ حُمُولُهُمْ

بأَنْقَاءِ یَحْمُومٍ ،و وَرَّکْنَ أَضْرُعَا (6)

قالَ ثَعْلَبٌ :هِی جِبَالٌ أَو قَارَاتٌ صِغَارٌ.و قال خالِدُ بنُ جَنْبَهَ :هی أُکَیْمَاتٌ صِغَارٌ،و لم یُذْکَر لها وَاحِدٌ.

و الأَضارِعُ ،کأَنَّه جَمْعُ ضَارِعٍ (7):اسمُ بِرْکَهٍ من حَفْرِ الأَعْرَابِ فی غَرْبِیِّ طَرِیقِ الحَاجِّ ،ذَکَرَهَا المُتَنَبِّی،فقَال:

و مَسَّی الجُمَیْعِیَّ دِئْداؤُهَا

و غادَی الأَضارِعَ ثُمَّ الدَّنَا (8)

ص:306


1- (1) قیدها یاقوت تُضَارعُ بضم الراء علی تُفاعُل،عن ابن حبیب،و لا نظیر له فی الأبنیه،و یروی بکسر الراء:جبل بتهامه لبنی کنانه.
2- (2) دیوان الهذلیین 55/1 بروایه:«و شامه».
3- (3) عن المفردات و بالأصل«البهیم»و الزیاده التالیه عن المفردات.
4- (4) لم یرد فی دیوان الهذلیین فی شعر صخر الغی و هو فی شعر أبی صخر الهذلی فی شرح أشعار الهذلیین ص 975.
5- (5) اللسان و [1]بهامشه:«...المشهور فی کتب العروض:إلی سعادا... و هوی سعادا،بالمنع من الصرف و زیاده ألف الاطلاق».
6- (6) دیوانه ص 167 و انظر تخریجه فیه.
7- (7) قیدها یاقوت الأضارِعُ جمع أضرع.
8- (8) بالأصل:«الجمیعی و یداها وفادی..»و المثبت عن معجم البلدان «الأضارع». [2]

و أَضْرُعَه ،بضَمِّ (1)الراءِ:من قُرَی ذَمار،من نَوَاحِی الیَمَنِ ، کما فی المُعْجَمِ .

و نَقَلَ شیْخُنَا عن ابْنِ أَبِی الحَدِیدِ فی«شَرح نَهْجِ البَلاغَهِ »: مُضَارَعَهُ الشَّمْسِ ،إِذا دَنَتْ للغُرُوبِ ،و مُضَارَعَهُ القِدْرِ،إِذا حانَتْ أَنْ تُدْرِکَ .قلتُ :فحِینَئِذٍ یُقَال: ضَارَعَتِ الشَّمْسُ :لغهٌ فی ضَرَعَتْ و ضَرَّعَتْ .

ضعع

الضَّعْضاعُ :الضَّعِیفُ من کُلّ شیْ ءٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و هو أَیْضاً: الرَّجُلُ بلا رَأْیٍ و حَزْمٍ ،یُقَالُ :رَجُلٌ ضَعْضَاعٌ کالضَّعْضَعِ ،و هو مَقْصُورٌ منه نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و ضُعَاضِعٌ ،بالضَّمِّ :جُبَیْلٌ صَغِیرٌ عندَه حِبْسٌ کَبِیرٌ یَجْتَمِعُ فیه الماءُ ،کما فی العُبَابِ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الضَّعُّ :تَأْدِیبُ النّاقَهِ و الجَمَلِ ، و نَصُّ الصِّحاحِ عنه:ریاضَهُ البَعِیرِ و نَصُّ النّوادِر:رِیاضَهُ البَعِیرِ و النّاقَهِ وَ تَأْدِیبُهُما، إِذا کانَا قَضِیبَیْنِ ،أَو هو أَنْ یَقُولَ له،و فی الصّحاحِ :أَنْ تَقُولَ له،و فی اللِّسَان:أَنْ یُقَالَ له:

ضَعْ ،لِیَتَأْدَّبَ ،قالَهُ ثَعْلَبٌ .

و ضَعْضَعَهُ ،أَی البِنَاءَ: هَدَمَه حَتَّی الأَرْضِ ،کما فی الصّحاحِ .

و تَضَعْضَعَ الرَّجُلُ : خَضَعَ و ذَلَّ مُطاوِعُ ضَعْضَعَه الدَّهْرُ، و منه

16- الحَدِیثُ : «مَنْ تَضَعْضَعَ لغَنِیٍّ لِغِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِینِه» (2).

و تَضَعْضَعَ : افْتقَر ،و الصّادُ لُغَهٌ فیهِ ،عن أَبِی سَعِیدٍ، و قد تَقَدَّمَ ،و العَرَبُ تُسَمِّی الفَقِیرَ مُتَضَعْضِعاً ؛و کأَنَّ أَصْلَ هذا مِنْ :«ضَعْ »،و قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ :

و تَجَلُّدِی للشَّامِتِینَ أُرِیهِمُ

أَنِّی لِرَیْبِ الدَّهْرِ لا أَتَضَعْضَعُ

أَی:لا أَتَکَسَّرُ للمُصِیبَهِ ،فَتَشْمَتَ بِی الأَعداءُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

تَضَعْضَعَ به الدَّهْرُ،أَی أَذَلَّه،و الصّادُ لُغَهٌ .

و تَضَعْضَعَ :ضَعُفَ ،و خَفَّ جِسْمُهُ من مَرَضٍ أَو حُزْنٍ .و تَضَعْضَعَ مَالُه،أَی قَلَّ .و تَضَعْضَعَت أَرْکَانُه،أَی اتَّضَعَتُ .

و الضَّعْضَعَهُ :الشِّدَّهُ و الخُضُوعُ .

ضفدع

الضّفْدَعُ ،کزِبْرِحٍ ،و جَعْفَرِ ،لُغَتَان فَصِیحتانِ ، و جُنْدَبِ ،أَی:بضَمِّ الأَوّلِ و فَتْحِ الثّالِثِ ، و دِرْهَمٍ ،و هذَا أَقَلُّ ،أَو مَرْدُودٌ ،قال الخَلِیلُ :لیس فی الکَلامِ فِعْلَلٌ إِلا أَربَعَه أَحْرُفٍ :دِرْهَم،و هِجْرَع،و هِبْلَعٌ ، و قِلْعَم،و هو اسمٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ : دَابَّهٌ نَهْرِیَّهٌ ،أَی تَتَولَّدُ فی النَّهْرِ، و لَحْمُهَا مُطْبُوخاً بزیْتٍ و مِلْحٍ تِرْیاقٌ لِلْهَوَامِّ أَی فی جَذْبِ سُمُومِهَا إِذا وُضِعَ علی مَوْضِع اللَّسْعِ ، و بَرِّیَّهٌ تَنْشَأُ فی الکُهُوفِ و المَغَاراتِ ، و شَحْمُهَا عَجِیبٌ لِقَلْعِ الأَسْنَانِ من غیرِ تَعَبٍ ،و جِلْدُهَا یُدْبَغُ ،فتُعْمَلُ منه طاقِیَّه الإِخْفاءِ،کما ذَکَرَه أَهْلُ الشَّعْبَذَهِ ،و یقال:لَحْمُ البَرِّیَّهِ سمٌّ ، و الوَاحِدَهُ ضفْدعَهٌ بهاءٍ،ج: ضَفَادِعُ . و ربما قالُوا: ضَفادِی أَبْدَلُوا من العَیْنِ یاءً،کما قالُوا فی الثَّعالِبِ و الأَرانِبِ :

الثَّعَالِی و الأَرَانِی،أَنْشَدَ سِیبَوَیْهٌ :

و مَنْهَلٍ لیْسَ له حَوازِقُ (3)

و لِضَفادِی جَمِّهِ نَقانِقُ

و إِنْشَادُ السِّیرافِیّ :

و بَلْدَهٍ لیْسَ بها حَوَازِقُ

و لضَفَادِی جَمِّهَا نَقانِقُ

و یُقَال: نَقَّتْ ضَفَادِعُ بَطْنِه ،أَی جاعَ ،کما یُقَال:نَقَّتْ عَصَافِیرُ بَطْنِه.

و ضَفْدَعَ الماءُ:صارَتْ فیه الضَّفَادِعُ ،کما یُقَال:

طَحْلَبَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للبِیدٍ:

یَمَّمْنَ أَعْدَاداً بلُبْنَی أَوْأَجَا

مُضَفْدِعاتٍ کُلّها مُطَحْلِبَهْ (4)

قال:یُرِیدُ مِیَاهاً کثِیرَهَ الضَّفادِعِ .و فی التَّکْمِلَهِ :و لم أَجِدْه فی شِعْرِهِ .

و الضِّفْدِعُ ، کَزِبْرِج فقط ، عَظْمٌ ،یَکُونُ فی جَوْفِ

ص:307


1- (1) ضبطت بالقلم فی معجم البلدان [1]بفتح الراء.
2- (2) انظر النهایه و الصحاح و اللسان. [2]
3- (3) الحوازق:المضایق و المحابس.
4- (4) دیوانه ص 39 من أبیات أربعه،قال شارحه:نسبها الجوهری للبید و أنکر الصاغانیّ نسبتها و قال:لیس للبید علی هذا الروی شیء.

الحَافرِ من الفَرَسِ ،و لو قالَ :«فِی بَطْنِ حَافِرِ الفَرَسِ » لأَصَابَ .نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان و المُحِیط .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیْه:

ضَفْدَعَ الرَّجُلُ :تَقبَّضَ ،و قِیلَ :سَلَحَ ،و قیل:ضَرِطَ ، قالَ :

بِئْسَ الفَوَارِسُ یا نَوَارُ مُجَاشِعٌ

خُوراً إِذا أَکَلُوا خَزِیراً ضَفْدَعُوا (1)

ضفع

ضَفَعَ ،کمَنَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الخَلِیلُ :أَی جَعَسَ ،زاد اللَّیْثُ :کَفَضَعَ ،و هُمَا لُغَتَانِ ،و هو مَقْلُوبٌ .

و قالَ :یُقَالُ : ضَفَعَ و فَضَعَ ،إِذا حَبَقَ ،و قِیلَ :أَبْدَی.

و یُقَال: ضَفَعَ :وَقَعَ ببَوْلِه و سَلَح.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الضَّفْعُ :نَجْوُ الفِیلِ ،و الحَوْرَانُ :

جِلْدُه،و الحِرْصِیَانُ :باطِنُ جِلْدِه.

و قال الأَزْهَرِیُّ : الضَّفْعانَهُ :ثَمَرَهُ السَّعْدَانَهِ ذاتُ الشَّوْکِ ،و هی مُسْتَدِیرَهٌ ،کأَنَّهَا فَلْکَهٌ ،لا تَرَاها إِذا هاجَ السَّعْدَانُ ،و انْتَثَر ثَمَرُه،إِلاّ مُستَلْقِیَهً ،و نَصُّ التَّهْذِیبِ :

مُسْلَنْقِیَه قَد کَشَرَتْ عَنْ شَوکِهَا (2)و انْتَصَّتْ لقَدَمِ مَنْ یَطَؤُهَا ، قال:و الإِبِلُ تَسْمَنُ علی السَّعدَانِ ،و تَطِیبُ علیه أَلْبَانُهَا.

و قال ابنُ فارِسٍ :الضَّادُ و الفَاءُ و العَینُ لیس بشیءٍ،علی أَنّ الخَلِیلَ حَکَی ضَفَع :جَعَسَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الضِّفاعُ ،ککِتَابٍ :خِثْیُ البَقَرِ.

ضکع

ضَوْکَعَ فی مَشیِه:أَعیَا ،نَقَلَه الخَارْزَنْجِیُّ ، قال: و تَضَوْکَعَ مِن الحَفَاءِ:ثَقُلَ .

و الضَّوْکَعَهُ ،کجَوْهَرَهٍ :الرَّجُلُ الکَثِیرُ اللَّحْمِ الأَحْمَقُ الثّقِیلُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ،و قالَ الخَارْزَنْجِیُّ :

الضَّوْکَعَهُ من النّاسِ : الوَانِی الضَّعِیفُ الرَّأْیِ . قالَ : و الضَّوْکَعَهُ أَیْضاً: المَرْأَهُ تَتَمَایَلُ فی جَنْبَیْهَا تُفْرِغُ المَشْیَ ،کما فی العُبَابِ .

و فی اللّسَان: الضَّوْکَعَهُ :المُسْتَرْخِی القَوَائم فی ثِقَلٍ .

ضلع

الضِّلْعُ ،کعِنَبٍ و جِذْع ،الأُولی لُغَهُ الحِجَازِ، و الثّانِیَهُ لغهُ تَمِیمٍ ،و شاهِدُ الأَوّلِ قَوْلُ الشّاعِرِ-أَنْشَدَه ابنُ فارِسٍ -:

هِیَ الضِّلَعُ العَوْجَاءُ لَسْتَ تُقِیمُها

أَلاَ إِنَّ تَقْوِیمَ الضُّلُوعِ انْکِسَارُها

قلت:و هو قولُ حاجِبِ بن ذُبْیانَ ،و رَوَاه ابنُ بَرِّیّ :

بَنِی الضِّلَعِ العَوْجَاءِ أَنْتَ تُقِیمُهَا

و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «إِنّ المَرْأَه خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ ،و إِنَّ أَعْوَجَ ما فِی الضِّلَع أَعْلاَها،فإِنْ ذَهَبْتَ تُقِیمُها کَسَرْتَها،و إِن اسْتَمْتَعْتَ بِها اسْتَمْتَعْتَ بها و فیها عِوَجٌ ». و شَاهِدُ الثّانِی قولُ ابْنِ مُفَرِّغٍ :

و رَمَقْتُها فَوَجَدْتُهَا

کالضِّلْعِ لیْسَ لَهَا اسْتِقَامَهْ

و وُجِدَ فی بَعْضِ النُّسَخِ :کعِنَبٍ و جِذْمٍ ،و جِذْعٌ و جِذْمٌ فی الضَّبْطِ سواءٌ،لأَنَّ کِلاَهُما بالکَسْرِ.قالَ شیْخُنَا:و حَکَی بعضُ المُحَشِّینَ فَتْحَ الضّادِ مع سُکُونِ اللاَّمِ ،و هو غیْرُ مَعْرُوفٍ فی دَوَاوِینِ اللُّغَهِ .قلتُ :و قد وَلِعَتْ بهِ العامَّهُ ، حَتّی کادُوا لا یَنْطِقُونَ بغیْرِه؛لِخِفَّتِه علی اللِّسَانِ ،و لو لا أَنَّ القِیَاسَ لا مَدْخَلَ له فی اللُّغَهِ لکانَ له وَجْهٌ ، م ،أَی مَعْرُوفَهٌ ،و هی مَحْنِیَّهُ الجَنْبِ ، مُؤَنَّثَهٌ ،کما هو المَشْهُور، و قِیل:مُذَکَّرَهٌ ،و قیلَ :بالوَجْهیْنِ ،و هو مُخْتارُ ابنِ مالِکٍ و غیرِه:ج: أَضْلُعٌ و ضُلُوعٌ ،و أَضْلاعٌ ،و علی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و شاهِدُ الأَوَّلِ قولُ أَبی ذُؤَیْبٍ :

فَرَمَی فَأَلْحَقَ صَاعِدِیًّا مِطْحَراً (3)

بالکَشْحِ فاشْتَمَلَتْ علیه الأَضْلُعُ

و شاهِدُ الثّانِی مَرَّ فی قولِ حاجِب بنِ ذُبْیَانَ ،و شَاهِدُ

ص:308


1- (1) البیت فی اللسان و [1]بهامشه:هذا البیت لجریر و فی دیوانه خورّ مکان خوراً.
2- (2) علی هامش القاموس [2]المطبوع عن نسخه أخری:«مُسْلَنْقِیه قد نَشَزَتْ عن شوکها و انتَفَضَتْ لعَدَمِ من یَطَؤُها».
3- (3) صاعدیاً منسوب إلی صعده علی غیر قیاس،و هی قریه بالیمن قاله ابن الأنباری.و قوله:مطحراً:السهم البعید المذهاب،و یروی«مُطحَراً» و هو الذی ألزقت قذذه.

الثّالِثِ قولُ المُسَیّبِ بن عَلَسٍ یَصِفُ نَاقَهً :

و إِذَا أَطَفْتَ بها أَطَفْتَ بکَلْکَلٍ

نَبِضِ القَوَائِمِ مُجْفِرِ الأَضْلاعِ

قال شیخُنَا:و مُفَادُ مُخْتَارِ الصّحاح أَنَّ الضُّلُوع :ما یَلِی الظَّهْرَ،و الأَضْلاعِ :ما یَلِی الصَّدْرَ،و تُسَمَّی الجَوَانِحَ ، و الضِّلَعُ مُشْتَرَکُ بَیْنَهُمَا.قال:و هذَا الفَرْقُ غیرُ مَعْرُوفٍ لأَحَدٍ من أَئِمَّهِ اللُّغَهِ ،فتأَمَّلْ .

قلت:و الظّاهِرُ أَنَّ فی العِبَارَهِ سَقْطاً،و الّذِی ذَکَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ و غیْرُه:أَنَّ ضُلُوعَ کلِّ إِنسانٍ أَربعٌ و عِشْرُونَ ضِلْعاً ،و للصَّدْرِ منها اثْنَا عَشَرَ ضِلْعاً تَلْتَقِی أَطْرَافُها فی الصَّدْرِ،و تَتَّصِلُ أَطْرَافُ بَعْضِها ببَعْضٍ ،و تُسَمَّی الجَوَانِحَ ، و خَلْفَهَا من الظَّهْر الکَتِفَانِ ،و الکَتِفَانِ بحِذَاءِ الصَّدْرِ،و اثْنَا عَشَرَ ضِلَعاً أَسْفَلَ مِنْهَا فی الجَنْبَیْن،البَطْنُ بَیْنَهُمَا لا تَلْتَقِی أَطْرَافُها،علی طَرَفِ کُلِّ ضِلْعٍ منها شُرْسُوفٌ ،و بینَ الصَّدْرِ و الجَنْبَیْنِ غُضْرُوفٌ ،یُقَالُ له:الرَّهَابَهُ ،و یُقَالُ له:لِسَانُ الصَّدْرِ،و کُلُّ ضِلْعٍ من أَضْلاعِ الجَنْبَیْنِ أَقْصَرُ من الَّتی تَلِیهَا،إِلی أَنْ تَنْتَهِیَ إِلی آخِرِهَا،و هی الَّتِی فی أَسْفَلِ الجَنْبِ ،یُقَالُ لها: الضِّلَعُ الخَلْفُ .

و یقَال: هُمْ کَذَا عَلَیَّ ضِلَعٌ جائِرَهٌ ،هکَذَا رَوَاه الجَوْهَرِیُّ ،قال و تَسْکِینُ اللاَّمِ فِیهِ جَائِزٌ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساسِ ،و لیسَ فی عِباراتِهم لَفْظَهُ «کذا»زادَ الأَخِیرُ:و هُوَ مَجَازٌ،و المَعْنَی:أَی مُجْتَمِعُون عَلَیَّ بالعَدَاوَهِ .قلتُ :و الأَصْلُ فی ذلِکَ قولُ أَبِی زیْدٍ،یُقَال:هم عَلَیَّ إِلْبٌ وَاحِدٌ،و صَدْعٌ وَاحِدٌ،وَ ضِلْعٌ وَاحِدٌ،یَعْنِی اجْتماعَهُم عَلیْه بالعَدَاوَه.

و من المَجَاز: الضُّلُوعُ :ما انْحَنَی من الأَرْضِ ،أَو الطَّرِیقُ من الحَرَّهِ کما فی العبَابِ .

و الضِّلَعُ کعِنَبِ :الجُبَیْلُ المُنْفَرِدُ ،کما فی الصّحاحِ ، و قال غیْرُه:هو الصَّغِیرُ الَّذِی لیسَ بالطَّوِیل، أَو هو الجَبَلُ الذَّلِیلُ المُسْتَدِقُّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی نَصْرٍ،و زادَ غیرُه:

الطَّوِیلُ المُنْقَاد،فهو ضِدٌ،و قال الأَصْمَعِیُّ : الضِّلَع :جُبَیْلٌ مُسْتَطِیلٌ فی الأَرْضِ ،لیسَ بمُرْتَفِعٍ فی السَّمَاءِ،یُقَال:

انْزِلْ بتِلْکَ الضِّلَعِ و مِنْهُ الحَدِیثُ

14- أَنَّه«لمّا نَظَرَ إِلی المُشْرِکِین یَوْم بَدْرٍ قالُ : کأَنَّکُم (1)یا أَعدَاءَ اللّه بهذِه الضِّلَع الحَمرَاءِ مُقَتَّلِینَ » ،کما فی العُبَابِ ،و الرّوَایَهُ :«کَأَنِّی بِکُمْ یا أَعْدَاءَ اللّه مُقَتَّلِینَ بهذِه الضِّلَع الحَمْرَاءِ».

و فی حَدِیثه الآخرُ (2)«إِنَّ جَمْعَ قُرَیشٍ عِنْدَه هذِه الضِّلَعِ الحَمْرَاءِ من الجَبَل».

و عن الأَصْمَعِیّ أَنه وُجِدَ بدِمَشْقَ ضِلَعٌ مَکْتُوبٌ فیه:هذا من ضِلَعِ أَضاخُ .

و ضِلَعٌ : ع بالطّائِفِ .

و

16- فی الحَدِیثِ : أَنَّه أَمَرَ امرَأَهً فی دَم الحَیضِ یُصِیبُ الثَّوبَ ،فقال:«حُتِّیهِ بضِلَعٍ ». قال ابنُ الأَعرَابِیِّ :أَرادَ به العُود ها هنا، أَو العُودَ الَذِی فیهِ عِرَضٌ و اعْوِجاج،تَشبِیهٌ بضِلَعِ الحَیَوَانِ .

و یَوَمُ الضِّلَعَیْنِ ،مُثَنًّی:من أَیَّامِهِم ،أَی العَرَبِ ،کما فی العُبَابِ .

و ضِلَعُ بَنِی الشّیْصَبانِ ،و هم طائفهٌ من الجِنِّ . و ضِلَعُ القَتْلَی،و ضِلَعُ بَنی مالِکٍ ،و ضِلَعُ الرِّجَامِ :أَسماءُ مَوَاضِع ،کما فی العُبَابِ (3).

و ضِلَعُ الخَلْفِ :اسمُ کَیَّه من الکَیّاتِ ،و هی أَنْ تَکُونَ کَیَّه وَرَاءَ ضِلَعِ الخَلْفِ ،و هی فِی أَسفَلِ الجَنْبِ .

و من المَجَازِ: ضِلَعٌ من البِطِّیخ ،أَی حُزَّهٌ منه ،تَشْبِیهاً بالضِّلَع .

و قالَ ابنُ عبّادٍ: الضِّلَعَهُ بهاءٍ (4): سَمَکَهٌ صَغِیرَهٌ خَضْراءُ قَصِیرَهُ العَظْمِ .

و من المَجَازِ: ضَلَعَ عنه، کَمَنَع ، ضَلْعاً : مالَ و جَنَفَ ، و ضَلَعَ عَلَیْه ضَلْعاً : جارَ ،فهو ضالِعٌ :مائلٌ و جائرٌ.

و ضَلَعَ فُلاناً:ضَرَبَه فی ضِلَعِهِ .

ص:309


1- (1) فی النهایه:«کأنی أراهم»و فی اللسان:« [1]کأنی بکم یا أعداء»و فی غریب الهروی:«کأنی أراکم».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و فی حدیثه الآخر:إن جمع الخ عباره اللسان:و [2]فی حدیث آخر:إن ضلع قریش عند هذه الضلع الحمراء اه »و انظر النهایه.
3- (3) انظر معجم البلدان«ضلع».
4- (4) فی القاموس:«و کعِنَبَهٍ :سمکهٌ ..».

و ضَلِعَ السَّیْفُ ،کفَرِحَ یَضْلَع ضَلَعاً : اعْوَجَّ ،فهو ضَلِعٌ ، و هو خِلْقَهٌ فیه،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ و هو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّه الأَزْدِیّ :

و قد یَحمِلُ السَّیفَ المُجَرَّبَ رَبُّه

عَلَی ضَلَعٍ فی مَتْنِه و هو قَاطِعُ

و من المَجَاز: الضَّالِعُ :الجائرُ ،قالَ النّابِغَهُ الذُّبیَانِیُّ یَعْتَذِرُ إِلی النُّعْمَانِ :

أَتُوعِدُ عَبْداً لم یَخُنْکَ أَمانَهً

و تَتْرُکُ عَبْداً ظالِماً وَ هْوَ ضَالِعُ (1)

أَی:حائِرٌ،و یُرْوَی:«ظالِعُ ».

أَی:مُذْنِبٌ . و یقال: ضَلْعُک مَعَهُ ،أَی مَیْلُکَ معه و هَواک.

و فی المَثَلِ : «لا تَنْقُشِ الشَّوْکَهَ بالشَّوْکَهِ ،فإِنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا» یُضْرَبُ للرَّجُل یُخَاصِمُ آخَرَ کذا فی الصّحاحِ ، قِیلَ :

القیَاسُ تَحْرِیکُه؛لأَنَّهُمْ یَقُولُونَ ضَلِعَ مع فُلان،کفَرِحَ ، و لکِنَّهُم خَفَّفُوا ،و هذا عَجِیبٌ مع ذِکْرِه قَریباً ضَلَعَ کمَنَع:

مَالَ ،و مَعَ هذَا فلا حَاجَهَ إِلی ادِّعَاءِ التَّخْفِیفِ ،ثمّ قالَ الجَوْهَرِیُّ : فیَقُولُ :اجْعَلْ بَیْنِی و بَیْنَکَ فُلاناً لرَجُلٍ یَهْوَی هَوَاه ،و منه

17- حَدِیثُ ابْن الزُّبَیْرِ: «أَنَّهُ نازَعَ مَرْوَانَ عندَ مُعَاوِیَهَ رضی اللّه عنه فرأی ضَلْعَ مُعَاویَهَ مع مَرْوَانَ ،فقال:أَطِعِ اللّه یُطِعْکَ النّاسُ ،فإِنَّهُ لا طَاعَهَ لکَ عَلیْنَا إِلاّ فی حَقِّ اللّه».

و یُقَال:خَاصَمْتُ فُلاناً،فکانَ ضَلْعُکَ عَلَیَّ ،أَی مِیْلُکَ .

و الضَّلَعُ مُحَرَّکهً :الاعْوِجاجُ خِلْقَهً یَکُونُ فی المَشْیِ (2)من المَیْلِ و یُسَکَّنُ ،و منه:لأُقِیمَنَّ ضَلَعَکَ ،بالوَجْهَیْن ، هکذا فی سَائِرِ النُّسَخِ و هو خَطَأٌ،و الصّوابُ فیه« الضَّلَع » مُحَرَّکَهً فقط ،و قد اشْتَبَه علی المُصَنِّفِ لمّا رَأَی فی التَّهْذِیبِ و المُحْکَم:«لأُقِیمَنَّ ضَلَعَکَ و صَلَعَکَ ،أَی اعْوِجَاجَکَ ، فظَنَّ أَنَّ کِلَیْهما بالضّادِ،و إِنَّمَا الفَرْقُ فی التَّحْرِیکِ و السُّکُونِ ،و لیْسَ کما ظَنَّ ،و إِنَّمَا هما بالضّادِ و الصّادِ، و دَلِیلُ ذلِک أَنَّه لم یُنْقَلْ عن أَحَدٍ من الأَئِمَّهِ التَّکْسِینُ فی العِوَجِ الخِلْقِیِّ ،فتأَمَّلْ و أَنْصِف. أَو هو ،أَی الضَّلَعُ فی البَعِیرِ بمَنْزِلَهِ الغَمْزِ فی الدَّوَابِّ ،و قد ضَلِعَ ،کفَرِحَ ،فهو ضَلِعٌ ،و الأَشبَهُ أَنْ یَکُونَ هذَا هُوَ تَفْسِیر الظَّلَع ،بالظّاءِ، یُقَالُ :بَعِیرٌ ظَالِعٌ ،إِذا کانَ یَتَّقِی و یَعْرَج،کما سَیَأْتِی، فإِنْ لم یَکُنْ الاعْوجَاجُ خِلْقَهً ،فهُوَ الضَّلْعُ ،بالتَّسْکِینِ ،تقولُ :

هو ضَالِعٌ ،و قد ضَلَعَ ،کَمَنَعَ . هذا هو الصَّوابُ فی تَحْقِیقِ هذا المَحَلِّ .

و الضَّلَعُ أیضاً-فی قَوْلِ سُوَیْدِ بن أَبِی کاهلٍ -:

کَتَبَ الرَّحْمنُ و الحَمْدُ لَهُ

سَعَهَ الأَخْلاَقِ فینا و الضَّلَعْ

القُوَّهُ و احْتِمَالُ الثَقِیل ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ .

و الضَّلَعُ من الدَّیْن:ثِقَلُه ،و منه

16- حَدِیثُ الدُّعَاءِ (3):

«اللّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بکَ من الهَمِّ و الحَزَنِ ،و العَجْزِ و الکَسَلِ ، و البُخْلِ و الجُبْنِ ،و ضَلَعِ الدَّیْنِ ،و غَلبَهِ الرِّجَالِ ». قالَ ابنُ الأَثِیرِ:أَی ثِقَلُ الدَّیْنِ .قالَ :و الضَّلَعُ :الاعْوِجَاجُ ،أَی یُثْقِلُه حَتَّی یَمِیلَ صاحِبُه عن الاسْتِوَاءِ و الاعْتِدَالِ لثِقَلِه.و هو مَجَازٌ.

و الضَّلاعَهُ :القُوَّهُ و شِدَّهُ الاضْطِلاعِ ،تَقُولُ منه: ضَلُعَ الرَّجُلُ ، کَکَرُمَ ،فهو ضَلِیعٌ ،أَی قَوِیٌّ شَدِیدُ،و قِیلَ :هو الطَّوِیلُ الأَضْلاعِ ،العَظِیمُ الخَلْقِ ،الضَّخْمُ من أَیِّ حَیوانٍ کانَ ،حتَّی من الجِنِّ ،و منه

17- الحَدِیثُ : .«أَنَّ عُمَرَ رضِیَ اللّه عَنْهُ صَارَعَ جِنِّیًّا فصَرَعَه عُمَرُ،ثم قالَ لَهُ :ما لذِرَاعَیْکَ کأَنَّهما ذِرَاعَا کَلْبٍ ؟-یسْتَضْعِفُه بذلِک-فقالَ له الجِنِّیُّ :أَما إِنِّی مِنْهُم لضَلِیعٌ ». أَی عَظِیمُ الخَلْقِ شَدِیدُ، ج: ضُلْعٌ بالضَمَّ ،الظّاهِرُ أَنّه بضَمَّتَیْنِ کنَجِیبٍ و نُجُبٍ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : فَرَسٌ ضَلِیعٌ :تامُ الخَلْقِ مُجْفَرٌ (4)غَلِیظُ الأَلْوَاحِ ،کَثِیرُ العَصَبِ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :

ضَلِیعٌ إِذا اسْتَدْبَرْتَه سَدَّ فَرْجَهُ

بضَافٍ فُوَیْقَ الأَرْضِ لیْسَ بأَعْزَلِ

و قال غیْرُه:هو الطَّوِیلُ الأَضْلاعِ ،الوَاسِعُ الجَنبَیْنِ ، العَظِیمُ (5)الصَّدْر

ص:310


1- (1) دیوانه ص 48.
2- (2) فی المحکم:«الضلع خلقه فی الشیء من المیل»و الأصل کاللسان.
3- (3) فی التهذیب:و روی عن النبی(صلّی اللّه علیه و آله)أنه قال:اللهم....
4- (4) فی التهذیب:مجفر الجنبین.
5- (5) التهذیب:العریض الصدر.

و رَجُلٌ ضَلِیعُ الفَمِ ،أَی عَظِیمُه،أَو وَاسِعُه ،هذا قَوْلُ أَبِی عُبَیْدٍ،و الأَوَّلُ قولُ القُتَیْبِیِّ ،و حکاهُ الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ ،و بهما فُسِّر

14- الحَدِیثُ : «کان صلّی اللّه علیه و سلّم و سَلَّمَ ضَلِیعَ الفَمِ ». أَو عَظِیمَ الأَسْنَانِ مُتَرَاصِفُها ،و هو قولُ شَمِرٍ،و هُوَ عَلَی التَّشْبِیهِ بضِلْع الإِنْسَان،و به فُسِّر الحَدِیثُ المَذْکُورُ، قال القُتَیْبِیُّ : و العَرَبُ تَحْمَدُ سَعَهَ الفَمِ و عِظَمَه، و تَذُمُّ صِغَرَه ،و منه

14- فی صِفَتِه صلّی اللّه علیه و سلّم: أَنَّه«کانَ یَفْتَتحُ الکلامَ و یَخْتَتِمُه بأَشْدَاقِه،و ذلِکَ لِرَحْبِ شِدْقَیْه» (1). و

17- قالَ الأَصْمَعِیُّ : قُلْتُ لأَعْرَابِیٍّ :ما الجَمَالُ ؟قالَ :غُؤُورُ العَیْنیْنِ ،و إِشْرَافُ الحاجِبَیْنِ ،و رَحْبُ الشِّدْقَیْنِ . قلتُ :و العَجَمُ بخِلافِ ذلِکَ ؛ فإِنَّهُم یمْدَحُونَ بصِغَرِ الفَمِ فی أَشْعَارِهِم.

و رَجلٌ أَضْلَعُ :شَدِیدٌ غَلِیظٌ عَظِیمُ الخَلْقِ ،و به فُسِّر

17- حَدِیثُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ عَوْفٍ رضِیَ اللّه عنه فی مَقْتَلِ أَبِی جَهْلٍ : «تَمَنَّیْتُ أَنْ أَکُونَ بَیْنَ أَضْلَعَ مِنْهُمَا،فقَتَلاَ أَبَا جَهْلٍ ».

أَی بین رَجُلَیْن أَقْوَی من اللَّذَیْن کُنتُ بَیْنَهُمَا، أَو رَجُلٌ أَضْلَعُ : سِنُّه شبِیهَهٌ بالضِّلَعِ ،قاله اللَّیْثُ ،و هی ضَلْعَاءُ ، ج: ضُلْعٌ ،بالضَّمِّ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الضَّوْلَعُ کجَوْهَرٍ: المَائِل بالهَوَی ، و هو مَجَازٌ.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : المَضْلُوعَه:القَوْسُ التی فی عُودِهَا عَطَفٌ و تَقَوُّمٌ ،کما فی العُبَابِ ،و فِی اللِّسَان:تَقْوِیمٌ ، و قد شاکَلَ سائِرُهَا کبِدَهَا حکاه أَبُو حَنِیفَهَ ،و أَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

و اسْلُ عَنِ الحُبِّ بمَضْلُوعَهٍ

تَابَعَهَا البارِی و لَمْ یَعْجَلِ (2)

و یُرْوَی:«نَوَّقَها» کالضَّلِیعِ و المَضْلُوعَه ،هکَذَا فی النُّسَخ،و فیه تَکْرَارٌ،و الصّوابُ : کالضَّلِیعِ ،و الضَّلِیعَه ، یُقَال:قَوْسٌ ضَلِیعَهٌ ،أَی غَلِیظَه (3)کما فی شَرْحِ الدیوانِ .

و أَضْلعه :أَمالَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و منه جمْلٌ مُضْلِعٌ ،کمُحْسِنٍ أَی مُثْقِلٌ للأَضْلاعِ ،قالَ الأَعْشَی:

عِنْدَه البِرُّ و التُّقَی و أَسَی الصَّرْ ع

و حَمْلٌ لمُضْلِعِ الأَثْقَالِ

و یُرْوَی:«و أَسَی الشَّقِّ ».و

16- فی الحَدِیثِ : «الحِمْلُ المُضْلِعُ ،و الشَّرُّ الّذِی لا یَنْقَطِعُ ،إِظْهَارُ البِدَع». قالَ ابنُ الأَثِیرِ: المُضْلِعُ :المُثْقِلُ کأَنَّه یَتَّکِیءُ علی الأَضْلاعِ ،و لو رُوِیَ بالظَّاءِ-من الظَّلَعِ و الغَمْرِ-لکانَ وَجْهاً.

و هُوَ مُضْلِعٌ لهذَا الأَمْرِ ،کما فی العُبَابِ ، و مُضْطَلِعٌ بهذا الأَمْرِ، أَی قَوِیٌّ علیه ،زادَ الجَوْهَرِیُّ :و قال ابنُ السِّکِّیتِ :

و لا تَقُلْ مُطَّلِعٌ ،بالإِدْغَامِ .و قال أَبو نَصْرٍ أَحْمَدُ بنُ حاتِمٍ :

یُقَالُ :هو مُضْطَلِعٌ بهذا الأَمْر و مُطَّلِعٌ له: فالاضْطِلاعُ من الضَّلاعَه ،و هی القُوَّهُ ،و الاطِّلاعُ من العُلُوِّ،من قَوْلِهم:

اطَّلَعْتُ الثَّنِیَّهَ ،أَی عَلَوْتُهَا،أَی هو عَالٍ لذلِکَ الأَمْرِ،مَالِکٌ له،هذا نَصُّ الصّحاحِ ،و جَوَّزَه اللَّیْثُ أَیْضاً،فقالَ :

مُضْطَلِعٌ و مُطَّلِعٌ ،الضّادُ تُدْغَم فی التّاءِ،فتَصِیرانِ طاءً مُشَدَّدَهً ،کما تَقُول:اظَّنَّنِی،أَی اتَّهَمَنی.و اظَّلَمَ ،إِذا احْتَمَلَ الظُّلْمَ ،و سَیَأْتِی زِیَادَهُ بَیَانٍ لذلِکَ فی«ط ل ع»و

14- فی حَدِیثِ علیٍّ رضِیَ اللّه عَنْه،فی صِفَتهِ صلّی اللّه علیه و سلّم: «کما (4)حُمِّلَ ، فاضْطَّلَعَ بأَمْرِکَ لطَاعَتِک». هو افْتَعَلَ من الضَّلاعَه،أَی قَوِیَ علیه،و نَهَضَ به.

و دَابَّهٌ مُضْلِعٌ :لا تَقْوَی أَضْلاعُها علی الحَمْلِ ،کما فی اللِّسَانِ و المُحیطِ .

و تَضْلِیعُ الثَّوْب:جَعْلُ وشْیِهِ علی هَیْئَهِ الأضْلاعِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : المُضَلَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :الثَّوْبُ نُسِجَ بَعْضُه و تُرِکَ بَعْضُه ،و قالَ اللِّحْیَانِیُّ :هُوَ المُوَشَّی، و قیل:

المُضَلَّعُ مِنَ الثیَابِ : المُسَیَّر ،و هو الَّذِی فیه سیُورٌ من الإِبْرَیْسَمِ ،و قِیلَ :هو المُخَطَّطُ ،و هُوَ الَّذِی فیه خُطُوطٌ من القَزِّ عَرِیضَهٌ شبِیهَهٌ بالأَضْلاعِ ،و قِیلَ :هو المُخْتَلِفُ النَّسْجِ الرَّقِیقُ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ -و یُرْوَی لِیَزِیدَ بنِ الطَّثْرِیَّهِ -:

تَصُدُّ عَنِ المَأْثُورِ بَیْنِی و بَیْنَهَا

و تُدْنِی عَلیْهَا السّابِرِیَّ المُضَلَّعَا

و ضَلَعَ الرَّجُلُ ، کمَنَعَ ،و تَضَلَّعَ ،أَی امْتَلأَ ما بَیْنَ

ص:311


1- (1) التهذیب:«شدقه»و الأصل کاللسان. [1]
2- (2) دیوان الهذلیین 11/2 و یروی«بمبضوعه»و یروی:نوّقها الباری.
3- (3) الذی فی الدیوان:بمضلوعه أی بقوس ضلیعه و هی الشدیده.
4- (4) فی غریب الهروی:«لِما»و الأصل کاللسان و [2]النهایه.

أَضْلاعِه شِبَعَاً و رِیّاً (1)،قالَ ابنُ عَنّابٍ الطّائِیُّ :

دَفَعْتُ إِلیْهِ رِسْلَ کَوْماءَ جَلْدَهٍ

و أَغْضَیْتُ عنه الطَّرْفَ حَتَّی تَضَلَّعَا

أَو تَضَلَّعَ :امْتَلأَ رِیّاً حتی بَلَغَ الماءُ أَضْلاعَه فانْتَفَخَتْ من کَثْرَهِ الشُّرْبِ ،و منه

17- حَدِیثُ ابنِ عَبّاسٍ : «أَنَّه کان یَتَضَلَّعُ من زَمْزَمَ ». و

16- فی حَدِیثِ زَمْزَمَ : «فأَخَذَ بعَرَاقِیها فشَرِبَ حَتَّی تَضَلَّعَ ». أَی أَکْثَرَ من الشُّرْبِ حَتَّی تَمَدَّدَ جَنْبُه و أَضْلاعُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

الأَضَالِعُ :جَمْعُ الضِّلَعِ ،و قِیلَ :هو جَمْعُ أَضْلُعٍ (2)،قال الشّاعِرُ:

و أَقبَلَ ماءُ العَیْنِ من کُلِّ زَفْرَهٍ

إِذَا وَرَدَتْ لم تَسْتَطِعْهَا الأَضَالِعُ

و دَاهِیَهٌ مُضْلِعَهٌ :تُثْقِلُ الأَضْلاعَ و تَکْسِرُها،و هو مَجَازٌ.

و رَجُلٌ ضَلِیعُ الثَّنایَا:غَلِیظُهَا.

و الضِّلَعُ :خَطٌّ یُخَطُّ فی الأَرْضِ ،ثم یُخَطُّ آخَرُ،ثمّ یُبْذَرُ ما بَیْنَهُمَا.

و قُبَّهٌ مُضَلَّعَه :علی هَیْئَهِ الأَضْلاعِ .

و الضِّلَعُ :الجَزِیرَهُ فی البَحْر،و الجَمْعُ :الأَضْلاع، و قِیلَ :هو جَزِیرَهٌ بعَیْنِها.

و أَضْلَعَتْهُ الخُطُوبُ :أَثْقَلَتْه.

و رُمْحٌ ضَلِعٌ ،ککَتِفٍ :مُعْوَجٌّ لم یُقَوَّمْ ،و أَنْشَدَ ابنُ شُمَیْلٍ :

بِکُلِّ شَعْشَاعٍ کجِذْعِ المُزْدَرِعْ

فَلِیقُه أَجْرَدُ کالرُّمْحِ الضَّلِعْ

قلتُ :و هو لابِی مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیِّ یَصِفُ إِبِلاً تَتَنَاوَلُ الماءَ من الحَوْضِ بکُلِّ عُنُقٍ کجِذْعِ الزُّرْنُوقِ ،و الفَلِیقُ :

المُطْمَئِنُّ فی عُنُقِ البَعِیر الَّذِی فیه الحُلْقُومُ .

و رُمْحٌ ضَلِیعٌ :أَعْوَجُ ،و کذلِکَ ضَالِعٌ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:المَضْلُوعُ :المَکْسُورُ الضِّلَعِ .و المُسْتَضْلِعُ :القَوِیُّ ،قال أَمَیَّهُ بنُ أَبِی عائِذٍ:

و إِنْ یَلْقَ خَیْلاً فمُسْتَضْلِعٌ

تَزَحْزَحَ عن مُشْرِفاتِ العَوَالِی (3)

کذا فی شَرْحِ الدیوانِ .

و الضِّلَعُ :أَحَدُ أَوْدِیَهِ صَنْعَاءِ الیَمَنِ ،و فیه یَقُولُ الشّاعِرُ:

یا حَبَّذَا أَنْتِ یا صَنْعَاءُ من بَلَدٍ

و حَبَّذَا وَادِیَاکِ :الظَّهْرُ و الضِّلَعُ

و یُقَالُ :نَصَبَ ضِلَعاً للطَّیْرِ،و هو الفَخُّ لا حَدِیدَ بهِ (4)،کما فی الأسَاسِ .

ضلفع

ضَلْفَعٌ ،کجَعْفَرٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو ع و أَنْشَدَ:

أَقُرَینُ إِنَّکَ لَوْ شَهِدْتَ فَوَارِسِی

بعَمَایَتَیْنِ إِلَی جَوَانِبِ ضَلْفَعِ (5)

قُلْتُ :و هِی قَارَهٌ ببلادِ بَنِی أَسَدٍ،وَ تَقَدَّمَ شَاهِدُه أَیْضاً من قَوْلِ رُؤْبَهَ فی«ذَعْذع» (6)،و مِنْ قَوْلِ طُفیْلٍ فِی«وقط »و من قَوْلِ مُتَمِّمِ بنِ نُوَیْرَهَ الیَرْبُوعِی-رضِیَ اللّه عنه-فی «شرع» (7).

و الضَّلْفَعُ أَیْضاً:المَرْأَهُ الوَاسِعَهُ الهَنِ ، کالضَّلْفَعَهِ ،عن أَبِی عَمْرٍو،و کذلِک قالَ ابنُ السِّکِّیتِ فی الأَلْفَاظِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :إِنْ صَحّ له،و أَنشد لأُمِّ الوَرْدِ العَجْلانِیَّهِ :

أَقْبَلْنَ تَقْرِیباً و قامَتْ ضَلْفَعا

فأَقْبَلَتْهُنَّ هِبِلاًّ أَبْقَعَا

عِنْدَ اسْتِهَا مِثْل اسْتِهَا و أَوْسَعَا (8)

و قال أَبو عَمْرٍو: ضَلْفَعَ رَأْسَه:حَلَقَه ،و کذلِکَ :

صَلْفَعَه،و صَلْمَعَه.

ص:312


1- (1) فی القاموس:«أو ریّاً»و الأصل کاللسان. [1]
2- (2) قال ابن الأنباری فی المذکر و المؤنث:و ربما جمعوا الأضْلُع فقالوا: الأضالع،فالأضالع جمع الجمع و لیس جمع الضِّلع.
3- (3) دیوان الهذلیین 189/2 بروایه:«فإن یلق...مشرعات العوالی».
4- (4) فی الأساس:لاحدیدابه.
5- (5) الجمهره 345/3. [2]
6- (6) لم یرد فی ماده«ذعذع»لرؤبه شاهداً علیه و الذی ورد: بادت و أمسی خیمها تذعذعا.
7- (7) لم یرد لمتمم بن نویره فی ماده شرع شیء.و انظر معجم البلدان «ضلفع»فقد ذکر قوله.
8- (8) فی التهذیب؛أو أوسعا.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الضَّلْفَعُ :المَرْأَهُ السَّمِینَهُ ،مثل اللُّبَاخِیَه،قالَهُ ابنُ بَرِّیّ .

ضوع

ضاعَهُ ، یَضُوعُهُ ضَوْعاً :حَرَّکَه وَ رَاعَه.

و ضَاعَهُ الریحُ :أَثْقَلَه، و أَقْلَقَه ،و قِیلَ : ضَاعَهُ :هَیَّجَهُ ، و قالَ أَبُو عَمْرٍو: ضَاعَهُ أَمرُ کَذا و کذا یَضُوعُه : أَفْزَعَهُ .و قالَ غیْرُه: ضَاعَهُ : شَاقَّهُ ،و هذا عن ابْنِ عَبّادٍ،فهو مَضُوعٌ فی الکُلِّ ،قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ .

سَمِعْتُ بدَارَهِ القَلْتَیْنِ صَوْتاً

لِحَنْتَمَهَ ،الفُؤادُ به مَضُوعُ

و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ لِبشْرٍ:

و صاحَبَهَا غَضِیضُ الطَّرْفِ أَحْوَی

یَضُوعُ فُؤادَها مِنْه بُغامُ

و قال الکُمَیْتُ :

رِئابُ الصُّدُوعِ غِیَاثُ المَضُو ع

لأُمَتُکَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ

و یُرْوَی:

«لأْمَتُه (1)الصَّدَرُ المُبْجِلُ »

و أَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لأَبِی الأَسْوَدِ العِجْلِیِّ :

فما ضَاعَنِی تَعْرِیضُهُ و انْدِرَاؤُهُ

عَلَیَّ و إِنِّی بالعُلاَ لَجَدِیرُ

و قال ابنُ هَرْمَهَ :

أَذَکَرْتَ عَصْرَکَ أَمْ شَجَتْکَ رُبُوعُ

أَمْ أَنْتَ مُتَّبِلُ الفُؤَادِ مَضُوعُ ؟

و ضاعَ السَّفَرُ الدّابَّهَ :هَزَلَها ،و هُنَّ الضَّوائِعُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : ضَاعَ الطّائِرُ فَرْخَهُ یَضُوعُه ضَوْعاً :

زَقَّهُ ،و یُقَالُ منه: ضَعْ ضَعْ ،إِذا أَمَرْتَه بزَقِّه.

و ضَاعَ المِسْکُ یَضُوعُ ضَوْعاً : تَحَرَّکَ فانْتَشَرَت رائِحَتُه و نَفَحَتْ ، کتَضَوَّعَ :سَطَعَ و تَفَرَّقَ ،قالَ امْرُؤُ القیْسِ :

إِذا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْکُ مِنْهُما

نَسِیمَ الصَّبَا جَاءَتْ برَیَّا القَرَنْفُلِ (2)

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للنُمَیْرِیِّ ،و هو مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّهِ بن نُمَیْرٍ الثَّقَفِیّ ،یُشبِّبُ بزیْنَبَ أُخْتِ الحَجّاجِ بنِ یُوسُفَ :

تَضَوَّعَ مِسْکاً بَطْنُ نَعْمَانَ إِذْ مَشَتْ

به زَیْنَبٌ فی نِسْوَهٍ عَطِراتِ

و یُرْوَی:«خَفِرَاتِ »و قال آخَرُ:

أَعِدْ ذِکْرَ نَعْمَانٍ لَنَا إِنَّ ذِکْرَهُ

هو المِسْکُ ما کَرَّرْتَهُ یَتَضَوَّعُ

و کذلِکَ الشَّیْ ءُ المُنْتِنُ المُصِنُّ یُقَالُ : تَضَوَّعَ النَّتْنُ ،حکاهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

یَتَضَوَّعْنَ لو تَضَمَّخْنَ بالمِسْ

کِ صُمَاحاً کأَنَّهُ رِیحُ مَرْقِ (3)

و الصُّمَاحُ :الریحُ المُنْتِن،و المَرْق:الإِهابُ الّذِی عُطِّنَ فأَنْتَنَ .

و ضَاعَت الریحُ الغُصْنَ ضَوْعاً : مَیَّلَتْه ،فهو غُصْنٌ مَضُوعٌ .

و ضَاعَ الصَّبِیُّ ضَوْعاً : تَضَوَّرَ و صَاحَ من البُکَاءِ ،کذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ «فی البکاءِ» کتَضَوَّع ،و لو قالَ :

و المِسْکُ :انْتَشَرَتْ رائِحَتُه،و الصَّبِیُّ :تَضَوَّرَ، کتَضَوَّع فِیهِمَا،کان أَخْصَرَ،ثُمَّ إِنَّ الضَّوْعَ و التَّضَوُّرَ هو البُکَاءُ، یُقَالُ :ضَرَبْتُه حَتَّی تَضَوَّعَ و تَضَوَّرَ،و قد غَلَب علی بُکَاءِ الصَّبِیِّ ،و قالَ اللَّیْثُ : التَّضَوُّع :تَضَوَّرُ الصَّبِیِّ فی البُکَاءِ فی شِدَّهٍ و رَفْعِ صَوْتٍ ،قالَ :و الصَّبِیُّ بُکَاؤُه تَضَوُّعٌ ،قال امْرُؤُ القیْسِ یصِفُ امْرَأَهً :

یَعَزُّ عَلیْهَا رُقبَتِی و یَسُوءُهَا

بُکَاهُ ،فتَثْنِی الجِیدُ أَن یَتَضَوَّعَا

یَقُول:تَثْنِی الجِیدَ إِلی صَبِیِّها حَذَرَ أَنْ یَتَضَوَّعَ .

ص:313


1- (1) هذه روایه اللسان،و فیه فی ماده«بجل»روایه أخری للبیت فی مدح عبد الرحیم بن عنبسه بن سعید بن العاص: إلیه موارد أهل الخصاص و من عنده الصدر المبجل و فی التهذیب:لأُمَّته.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:إذا قامتا الخ الذی فی دیوان امریء القیس: إذا التفتت نحوی تضوع ریحها.
3- (3) البیت للحارث بن خالد،عن حواشی التهذیب.و بالأصل«ضماخا.. و الضماخ»و المثبت عن التهذیب و اللسان ط دار المعارف.

و الضُّوَعُ ،کصُرَدٍ و عِنَبٍ ،الأَخِیرُ عن أَبِی الهَیْثَمِ : طائرٌ من طَیْرِ اللَّیْلِ کالهامَهِ ،قال أَبُو الدُّقَیْشِ :إِذا أَحَسَّ بالصَّبَاحِ صَرَخَ (1)، أَو الکَرَوانُ ،أَو ذَکَرُ البُومِ ،و هذا قَوْلُ المُفَضَّل، أَو طائِرٌ أَسْوَدُ کالغُرَابِ أَصْغَرُ منه،غیرَ أَنَّه أَحْمَرُ الجَنَاحَیْنِ ،نقَلَه أَبو حاتِمٍ فی کِتَابِ الطَّیْرِ عن الطّائِفِیِّ ، قالَ :و قالَ غَیْرُ الطّائِفِیِّ :هو طائِرٌ من العَصَافِیرِ،و العَصَافِیرُ من الطَّیْرِ:ما صَغُرَ،و کانَ دُونَ الدُّخَّلِ و الحُمَّرِ.قلتُ :

و مثله قولُ ثَعْلَبٍ ،و أَنْشَدَ:

مَنْ لا یَدُلُّ علی خَیْرٍ عَشِیرَتَهُ

حَتَّی یَدُلَّ علی بَیْضَاتِه الضُّوَعُ

قال:لِأَنَّه یَضَعُ بَیْضَهُ فی مَوْضِعٍ لا یُدْرَی أَیْنَ هو،ثمّ قالَ أَبو حاتِمٍ :و الضُّوَعَهُ صغیرهٌ ،و لَوْنُهَا إِلی الصُّفْرَه، قَصِیرَهُ العُنُقِ ،و إِنَّمَا سُمِّیَت مِنْ قِبلِ صُوَیْتٍ لها،تُصَوِّتُ فی وَجْهِ الصُّبْح.قال:و قال الخشی الضُّوَعُ :طائرٌ أَبْعَثُ مثلُ الدَّجَاجَهِ ،و هو طیِّبُ اللَّحْمِ ،قال الأَعْشَی یَصِفُ فَلاهً :

لا یَسْمَعُ المَرْءُ فِیها ما یُؤَنِّسُه

باللیْلِ إِلاَّ نَئِیمَ البُومِ و الضِّوَعا

هکذا رواه أَبو الهیْثَمِ بکسرِ الضّادِ،قال و نَصَبَ الضِّوَعَ بنِیَّهِ النَّئِیم،کأَنَّه قال:إِلاّ نَئِیمَ البُومِ و صِیاحَ الضِّوَعِ ، و رواهُ أَبُو حاتِمٍ عن الخشی بالضّمِّ ،و بِهِمَا رُوِیَ قولُ سُوَیْدِ بنِ أَبِی کَاهِلٍ ،أَنْشَدَه الأَصْمَعِیُّ :

لَمْ یَضِرْنِی غَیْر أَنْ یَحْسُدَنِی

فَهْوَ یَزْقُو مِثْلَ مَا یَزْقُو الضُّوَعْ

ج: أَضْوَاعٌ ،کعِنَبٍ و أَعْنَابٍ ، و ضِیعانٌ ،کصُرَدٍ و صِرْدانٍ ،الأَخِیرُ من کتابِ الطَّیْرِ.و مِنْ سَجَعاتِ الأَسَاس:

لن یُخَاطِرَ البَازِلَ الرُّبَع،و لن یُطایِرَ البَازِیَ الضُّوَع .

و الضُّوَاعُ ،کغُرَابٍ :صَوْتُه.

و الضَّوَّاعُ ، کشَدَّادٍ:الثَّعْلَبُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و قال ابنُ عَبّادٍ: الضَّوَائعُ :الضَّوامِرُ مِنَ الإِبِل و غیْرِها، قال الصّاغَانِیُّ :و کأَنَّهَا مِن ضاعَهَا السَّفَرُ ضَوْعاً ،أَی هَزَلَها، قُلْتُ :و لم یَذْکُر لها وَاحِداً،و القِیَاسُ الضّائِعَهُ . و انْضَاعَ الفَرْخُ ،أَو الصَّبِیُّ :تَضَوَّرَ،أَو بَسَطَ جَنَاحَیْه إِلَی أُمِّه لِتَزُقَّه ،و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ غیرُ مُرَتَّبٍ ، کتَضَوَّعَ ،فیهما ،کما فی التَّهْذِیبِ ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :

فُرَیْخانِ یَنْضَاعانِ فی الفَجْرِ کُلَّمَا

أَحَسَّا دَوِیَّ الریحِ أَو صَوْتَ نَاعِبِ (2)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ضَوَّعَه تَضْوِیعاً :حَرَّکَه و رَاعَه،و قِیلَ :هَیَّجَهُ .

و تَضَوَّعَ الرِّیحُ :تحَرَّکَ .

و انْضاعَ :فزِعَ مِنْ شَیْ ءٍ فصاحَ منه.

و یُقَال:لا یَضُوعَنَّکَ ما تَسْمَعُ مِنْهَا أَی لا تَکْتَرِثْ له.

و تَضَوَّعَ منه رَائِحَهً :تَنَشَّقَهَا.

و تَضَوَّعَ الضُّوَعُ :إِذا صاحَ و صَوَّتَ ،قالَهُ أَبُو حَاتِمٍ فی کِتابِ الطَّیْرِ.

و أَضْوُعٌ ،کأَفْلُسٍ :مَوْضِعٌ ،و نَظِیره أَقْرُنٌ و أَخْرُبٌ و أَسْقُفٌ ،و هذِه کُلُّهَا مَوَاضِعُ ،و قد أَهْمَلَه یاقُوت فی مُعْجَمِه.

ضیع

ضاعَ یَضِیعُ ضَیْعاً ،بالفَتِحِ و یُکْسَرُ،و ضَیْعَهً ، و ضَیَاعاً ،بالفَتْحِ :هَلَکَ و تَلِفَ ،قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَه الیَرْبُوعِیُّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

ذاکَ الضَّیَاعُ ،فإِنْ حَزَزْتُ بمُدْیَهٍ

کَفِّی فقُولِی مُحْسِنٌ ما یَصْنَعُ

و

16- فی حَدِیثِ سَعْد: «إِنِّی أَخَافُ عَلَی الأَعْنَابِ الضَّیْعَهَ ».

أَی أَنَّهَا تَضِیعُ و تَتْلَفُ .

و ضاعَ الشَّیْ ءُ ضَیْعَهً و ضَیَاعاً : صارَ مُهْمَلاً ،و منه ضَاعَتِ الإِبِلُ ،و ضَاعَ العِیَالُ ،إِذا خَلَوْا من الرِّعایَه و التَّعَهُّدِ، و أَهْمِلُوا.

و الضَّیَاعُ أَیْضاً أَی بالفَتْحِ : العِیَالُ نَفسُه،و منه

16- الحَدِیثُ :

«فَمَنْ تَرَکَ ضَیَاعاً فإِلَیَّ ». أَی عِیَالاً،قاله النَّضْرُ،و حَکَاه الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ ،و قال ابنُ الأَثِیرِ:و أَصْلُه مَصْدَرُ ضَاعَ ،فسُمِّیَ بالمَصْدَرِ،کما تَقُولُ :مَنْ ماتَ وَ تَرَکَ فَقْراً،

ص:314


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]صدح.
2- (2) البیت فی دیوان الهذلیین 56/2 فی شعر صخر الغی الهذلی.

أَی فُقَرَاءَ، أَو المُرَادُ مِنْهُ ضُیَّعُهُم ،أَی العِیَالُ الضُیَّعُ ،أَی المُهْمَلُونَ مِن الرِّعَایَهِ و التَّفَقُّدِ.

و الضَّیَاعُ : ضَرْبٌ من الطَّیبِ .

و الضِّیَاعُ بالکَسْرِ:جمعُ ضائِعٍ کجَائِعٍ ،و جِیَاعٍ .

و یُقَال: ماتَ فُلانٌ ضَیَاعاً ،کسَحَابٍ ،و ضِیَعاً ،کعِنَبٍ ، و ضِیعاً و ضِیعَهً ،بکَسْرِهِما،أَی غیر مُفْتَقَدٍ و لا مُتَعَهَّدٍ.

و الضَّیْعَهُ :العَقَارُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ فَارِسٍ :

«تَسْمِیَتُهم العَقَارَ ضَیْعَهً ما أَحْسبُها من اللُّغَهِ الأَصْلِیَّهِ ،و أَظُنُّهَا من مُحْدَثِ الکَلامِ .قال:و سَمِعْتُ مَنْ یَقُولُ :إِنَّمَا سُمِّیَتْ ضَیْعَهً ؛لأَنَّهَا إِذا تُرِکَ تَعَهُّدُها ضَاعَتْ ،فإِنْ کانَ کذا فهو دَلِیلُ مَا قُلْنَاه:إِنَّه من الکَلامِ المُحْدَثِ ».

و الضَّیْعَهُ : الأَرْضُ المُغِلَّهُ ،و التَّصْغِیرُ ضُیَیْعَهٌ ،و لا تَقُلْ :

ضُوَیْعَه ،کما فی الصّحاحِ ، ج : ضِیَعٌ ،و ضِیَاعٌ کعِنَبِ ، و رِجَالٍ ،و مَثَّلَه الجَوْهَرِیّ ببَدْرَهٍ و بِدَرٍ،فأَمَّا ضِیَعٌ ،فکأَنَّه إِنَّمَا جاءَ علی[أَن] (1)وَاحِدَتَه ضَیْعَهٍ ،و ذلِکَ لأَنَّ الیَاءَ مما سَبِیلُه أَنْ یَأْتِیَ تابِعاً للکَسْرَهِ ،و أَمّا ضِیَاعٌ فعَلَی القِیَاسِ ، و یُقَال أَیْضاً: ضَیْعَاتٌ ،بالأَلِف و التاءِ،کبَیْضَهٍ و بَیْضاتٍ ، و منه

16- حَدِیثُ حَنْظَلَه: «عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ و الضَّیْعَاتِ ». أَی المَعَایِشَ .

و قالَ اللَّیْثُ : الضَّیاعُ :المَنَازِلُ سُمِّیَت لأَنَّهَا إِذا تُرِک تَعَهُّدُهَا و عِمَارَتُهَا تَضِیعُ .و قالَ الأَزْهَرِیُّ : الضَّیْعَهُ و الضِّیاعُ عند الحاضِرَهِ :مالُ الرَّجُلِ من النَّخْلِ و الکَرْمِ و الأَرْضِ .

و العَرَبُ لا تَعْرِفُ الضَّیْعَهَ إِلاّ حِرْفَه الرَّجُلِ و صِنَاعَته ،قال:

و سَمِعْتُهم یَقُولُونَ : ضَیْعَهُ فُلانٍ الجِزَارَهُ (2)،و ضَیْعَهُ الآخَرِ الفَتْلُ ،و سَفُّ الخُوصِ ،و عَمَلُ النَّخْلِ ،و رَعْیُ الإِبِلِ و ما أَشبَه ذلِک،کالصَّنْعَهِ و الزَّراعَه.و زادَ غیْرُه: ضَیْعَهُ الرَّجُلِ :

مَعَاشُهُ و کَسْبُه،یُقَالُ :ما ضَیَعْتُک ؟أَی ما حِرْفَتُک ؟ و قال شَمِرٌ:کانَت ضَیْعَهُ العَرَبِ سِیَاسَهَ الإِبِلِ و الغَنَمِ .

قالَ :و یَدْخُلُ فی« ضَیْعَهِ الرَّجُلِ :حِرْفَتُه و تِجَارَتُه ،یُقَال للرَّجُلِ :قُمْ إِلی ضَیْعَتِک .و بَیْنَ الضَّیْعَهِ و الصَّنْعَه جِنَاسُ تَصْحِیف. و یُقَال: هُوَ بدَارِ مَضِیعَهٍ ،کمَعِیشَهٍ ،و عَلَیْه اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و مَضْیَعَهٍ ،مثل مَهْلَکَهٍ ،أَی:بدَارِ ضَیَاعٍ مَفْعَلَهٌ من الضَّیَاعِ ،و هو الاطِّراحُ و الهَوَانُ ،فلمّا کانَت عَیْنُ الکَلِمَهِ یاءً،و هی مَکْسُورَهٌ ،نُقِلَت حَرَکَتُها إِلی العَیْنِ ،فسکَنَت الیاءُ،فصارت بوَزْن مَعِیشَه،و التَّقْدِیرُ فیهما سَواءٌ.

وَ رَجُلٌ مِضْیَاعٌ للمالِ ،کمِحْرَابٍ : مُضَیِّعٌ له.

و أَضَاعَ الرَّجُلُ : قسَتْ ضِیَاعُه و کَثُرَتْ ،فهو مُضیعٌ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «أَفْشَی اللّه ضَیْعَتَه ». أَی أَکْثَر مَعَاشَه،قال ابنُ بَرِّیّ :و شَاهِدُ المُضِیعِ ما أَنْشَدَه أَبُو العَبّاسِ :

إِنْ کُنْتَ ذا زَرْعٍ و نَخْلٍ و هَجْمَهٍ

فإِنِّی أَنا المُثْرِی المُضِیعُ المُسَوَّدُ

و أَضاعَ الشَّیْ ءَ:أَهْملَه و أَهْلَکَه،کضَیَّعَه ،فهو مُضِیعٌ و مُضَیِّعٌ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ للعَرْجِیِّ :

أَضاعُونِی و أَیَّ فَتًی أَضاعُوا

لِیَوْمِ کَرِیهَهٍ و سِدَادِ ثَغْرِ

و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: وَ ما کانَ اللّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ (3)أَی صَلاتَکم،أَی یُهْمِلَهَا،و قال أَیْضاً: أَضاعُوا الصَّلاهَ (4)جاءَ فی التَّفْسِیر:صَلَّوْهَا فی غیْرِ وَقْتِها،و قِیل:

تَرَکُوهَا البَتَّهَ ،و هو أَشبَهُ ؛لأَنَّهُ عَنَی بهم الکُفّارَ،و دَلِیلُه قولُه بعدَ ذلِک: إِلاّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ (5)

16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه نهی عن إِضاعَهِ المَال». یَعْنِی إِنْفاقَه فی غیْرِ طاعَهِ اللّه، و التَّبْذِیَر و الإِسْرَافَ ،و کذلِکَ أَضَاعَ عِیَالَه:إِذا تَرَکَ تَفَقُّدَهُم، و الإِضَاعَهُ ،و التَّضْیِیعُ بمَعْنًی،قالَ الشَّمَّاخُ :

أَعائِشَ ما لِأَهْلِکِ لا أَراهُمْ

یُضِیعُونَ السَّوامَ معَ المُضِیعِ

و کیْفَ یُضِیعُ صاحِبُ مُدْفَآتِ

علی أَثباجِهِنَّ من الصَّقِیعِ

قالَ الباهِلِیُّ :عَاتَبَتْه امْرَأَتُه فی مُلازَمَهِ رَعْیِ الإِبِلِ ،فقالَ لها:ما لِأَهْلِک لا یَفْعَلُونَ ذلِک،و أَنْتِ تأْمُرِینَنِی أَنْ أَفْعَلَه ؟ثُمَّ قالَ لها:و کیفَ أُضِیعُ إِبِلاً هذِه الصِّفَهُ صِفَتُهَا؟و دَلَّ علیهِ قَوْلُه بَعْدَ ذلِک:

ص:315


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) فی التهذیب:«الخرازه»و الأصل کاللسان. [2]
3- (3) سوره البقره الآیه 143. [3]
4- (4) سوره مریم الآیه 59. [4]
5- (5) سوره مریم الآیه 60. [5]

لَمَالُ المَرْءِ یُصْلِحُه فیُغْنِی

مَفَاقِرَه أَعَفُّ من القُنُوعِ

یَقُولُ :لأَنْ یُصْلِحَ المَرْءُ مالَه،و یَقُومَ عَلیْه خیْرٌ من القُنُوعِ ،و هو المَسْأَلَه.

قُلْتُ :و من التَّضْیِیعِ بمَعْنَی الإِهْلاک استِعْمَالُ العَامَّه:

ضَیَّعُوا فُلاناً،إِذا ضَرَبُوا عُنُقَه بالسَّیْفِ خاصَّهً .

و فی المَثَلِ : «الصَّیْفَ ضَیَّعْتِ اللبَنَ » بکسرِ التّاءِ،و قال یَعْقُوبُ :هکَذَا یُقَالُ ، و لو خُوطِبَ به المُذَکَّرُ أَو الجَمْعُ ؛ لأَنَّه فی الأَصْلِ خُوطِبَت به امْرأَهٌ کانَتْ تَحْتَ مُوسِرٍ ،أَی غَنِیٍّ فکَرِهَتْه لکِبَرِه، فطَلَّقَهَا،فتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ مُمْلِقٌ ،أَی فَقِیرٌ، فبَعَثَتْ إِلی زَوْجِهَا الأَوّلِ تَسْتَمِیحُه و فی بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ تَسْتَمْنِحُه و مَعْنَاهُمَا وَاحِدٌ،أَی تَسْتَرْفِدُه،و تَطْلُب مِنْه بِرًّا، فقالَ ذلِک لَهَا و الصَّیْفَ :مَنْصُوبٌ علی الظَّرْفِ ، کما فی الصّحاحِ . أَو طَلَّق الأَسْوَدُ بن هُرْمُزَ امْرَأَتَه العَنُودَ الشَّنِّیَّهَ (1)،من بَنی شَنٍّ ،و فی سائرِ النُّسَخِ الشَّنِیئَه علی وَزْنِ سَفِینَه،و هو خَطَأٌ رَغبَهً عنها إِلی امْرأَهٍ جَمِیلَهٍ من قَوْمِه. و فی العبَابِ :ذاتِ جَمَالٍ و مالٍ ، ثمَّ جَرَی بَیْنَهُمَا ما أَدَّی إلی المُفَارَقَهِ ،فَتَتبَّعَتْ نَفْسُه العَنُودَ،فراسَلَهَا،فأَجَابَتْه بقولِها:

عُلِّقْتَ [أَبْیَضَ ] (2)کالشَّطَنُ

أَنْشَأْتَ تَطْلُبُ وَصْلَنا

و عَلَی هذَا التَّاءُ مَفْتُوحَهٌ (3)لتَغَیُّرِ المَثَل و قِیلَ :مُرْسِلُ المَثَلِ عَمْرُو بن عَمْرِو بنِ عُدَسَ ،قالَه لدَخْتَنُوسَ بنتِ لَقِیطِ بنِ زُرَارَهَ (4)،فضَرَبَتْ یَدَهَا علی مَنْکبِ زَوْجِها، و قالت:«هذا و مَذْقُه خَیْرٌ».و تَضَیَّعَ المِسْکُ : فاحَ ،لغهٌ فی تَضَوَّعَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و فی العُبَابِ :و هذا من بابِ الإِبْدَالِ .

و عُثْمَانُ بنُ بَلْجٍ الضّائعُ :مُحَدِّثٌ ،سَمِعَ عَمْرَو بنَ مَرْزُوقٍ ،و عنه ابنُ دَاسَهَ .

و عَالِمُ غَرْنَاطَهَ أَبُو الحَسَن علیُّ ابنُ محمَّد الکُتَامِیّ بنُ الضّائِعِ ،الأَشبِیلِیُّ من نُحاهِ المَغْرِبِ ،ماتَ سنهَ ثَمانِینَ و سِتِّمائهٍ (5).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

یُقَال للرَّجُلِ إِذا انْتَشَرَت علیه أَسْبَابُه حتّی لا یَدْرِی بأَیِّها یَبْدأُ:فَشَتْ ضَیْعَتُه .

و فُلانٌ أَضْیَعُ من فُلانٍ :أَی أَکْثَرُ ضِیَاعاً منه.

و یُقَال:مَعْنَی:فَشَتْ ضَیْعَتُه :کَثُرَ مالُه علیه،فلم یُطِقْ جِبَایَتَه،و قِیلَ :مَعْنَاه أَخَذَ فیما لا یَعْنِیه من الأُمورِ.

و من أَمْثَالِهم:«إِنِی لأَرَی ضَیْعَهً لا یُصْلِحُهَا إِلاّ ضَجْعَهٌ » قالها راعٍ وَ فَضَتْ علیه إِبِلُه،فأَراد جَمْعَها،فَتبَدَّدَتْ علیه، فاستَغَاثَ حینَ عَجَزَ بالنَّوْمِ ،و قال جَرِیرٌ:

و قُلْنَ تَرَوَّحْ لا تَکُنْ لَکَ ضَیْعَهٌ

و قَلبَکَ لا تَشْغَلْ ،و هُنَّ شَوَاغِلُهْ

و الضَّیْعَهُ :المَرَّهُ من الضَّیَاع .

و تَرَکْتُه بضَیْعَهٍ ،أَی غیر مُفْتَقَدٍ.

و الضّائعُ :ذُو فَقْرٍ أَو عِیَالٍ ،أَو حالٍ قَصَّرَ عن القِیَامِ بِها،و به فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ : «و تُعِین ضَائعاً ». و یُرْوَی بالصّادِ و النُّونِ ،و قد تَقَدَّمَ ،و کِلاهُمَا صَوَابٌ فی المَعْنَی.و قَوْلُهم:

فُلانٌ یأْکُلُ فی مِعًی ضَائِعٍ ،أَی جائعٍ ،و قِیلَ لابْنَهِ الخُسِّ :

ما أَحَدُّ شَیْ ءٍ؟قالَتْ :نابٌ جائِع،یُلْقِی فی مِعیً ضائِع .

نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و الضّائِعُ :لَقَبُ عَمْرِو بنِ قَمِیئهَ الشّاعِرِ،کان رَفِیقَ امْرِیءِ القَیْسِ ،ضَبَطَه الحَافِظُ .

و تَضَیَّعَ الریحُ :هَبَّتْ هُبُوباً؛لأَنَّهَا تُضَیِّعُ ما هَبَّتْ علیهِ ، نَقَلَه الرّاغِبُ .

ص:316


1- (1) فی القاموس:« [1]الشنیئه»و علی هامشه عن نسخه أخری:العَنُودَ الشنِّیَّه.
2- ((*)) کذا بالقاموس و الکویتیه(خَوْداً).
3- (2) علی هامش القاموس:« [2]قلت هذه الزیاره(و علی هذا التاء مفتوحه) لیست بنسخه المؤلف اه شنقیطی هنا.
4- (3) انظر قصتها فی الفاخر للمفضل مثل 186 قال الأصمعی:معناه ترکت الشیء فی وقته و طلبته فی غیر وقته.و قال الیمامی:معناه ترکت الشیء و هو ممکن و طلبته فی غیر وقت إمکانه.
5- (4) بالأصل«سنه مائتین و ثمانین»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه،و انظر حاشیتها.

فصل الطاء مع العین

طبع

الطَّبْعُ ،و الطَّبِیعَهُ ،و الطِّبَاعُ ،ککِتَابٍ :الخَلِیقَهُ و السَّجِیَّهُ التی جُبِلَ عَلیْهَا الإِنْسَان ،زاد الجَوْهَرِیُّ :و هو -أَی الطبْعُ -فی الأَصْلِ مَصْدَرٌ،و

16- فی الحَدِیثِ : «الرِّضاعُ یُغَیِّرُ الطِّبَاعَ ». أَو الطِّباعُ ،ککِتَابٍ :ما رُکِّبَ فِینا من المَطْعَمِ و المَشْرِبِ ،و غیرِ ذلِکَ من الأَخْلاق الَّتِی لا تُزَایِلُنا ،المُرَاد من قَوْلِه:و غیْر ذلک،کالشِّدَّهِ و الرَّخَاءِ،و البخْلِ و السَّخَاءِ.

و الطِّبَاعُ مؤَنَّثهٌ ، کالطِّبِیعَهِ ،کما فی المحْکَمِ .

و قالَ أَبو القاسِمِ الزَّجّاجِیُّ : الطِّبَاعُ وَاحِدٌ مذَکَّرٌ، کالنِّحَاسِ و النِّجَارِ.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و یُجْمَع طَبْعُ الإِنسان طِبَاعاً ،و هو ما طُبِعَ عَلیْهِ من الأَخلاق و غیْرِهَا (1).

و الطِّبَاعُ :وَاحِد طِباعِ الإِنْسَانِ ،علی فِعَالٍ ،نحو مِثَالٍ و مِهَادٍ،و مثلُه فی الصّحاحِ و الأَسَاسِ ،و غیرِ هؤُلاءِ من الکُتُبِ ،فقولُ شیْخِنا:ظاهِره-بل صَرِیحه،کالصّحاح-أَنَّ الطِّباعَ مفْردٌ، کالطَّبْع و الطِّبِیعَه ،و به قالَ بعضُ مَن لا تَحْقِیقَ عندَه،تَقْلِیداً لمِثْلِ المصَنِّفِ ،و المَشْهُور الّذِی علیهِ الجُمْهُور أَنَّ الطِّباعَ جَمْعُ طَبْعٍ .ا ه -یُتَعَجَّب من غَرابَتِه و مخَالَفَته لِنُقُولِ الأَئِمَّهِ الَّتِی سَرَدْنَاهَا آنِفاً،ولیْتَ شِعْرَی مَن المُرَاد بالجُمْهُورِ؟هَلْ هُم إِلاّ أَئِمَّهُ اللُّغَهِ کالجَوْهَرِیّ و ابن سِیدَه و الأَزْهَرِیِّ و الصّاغَانِیِّ ،و مِنْ قَبْلِهِمْ أَبو القَاسِم الزَّجّاجِیُّ ؟فهؤُلاءَ کُلُّهُم نَقَلُوا فی کُتبِهِم أَنَّ الطِّبَاعَ مُفردٌ، و لا یَمْنَعُ هذا أَنْ یَکُونَ جَمْعاً للطَّبْعِ من وَجِهْ آخَرَ،کما یَدلُّ له نَصُّ الأَزْهَرِیِّ ،و أُرَی شیْخَنَا-رَحِمَه اللّه تَعَالَی-لم یُرَاجِعْ أُمّهَاتِ اللُّغَهِ فی هذا المَوْضِعِ ،سامَحَه اللّه تَعَالَی، و عَفَا عَنَّا و عنه،و هذا أَحَدُ المَزالِقِ فی شَرْحِه،فتَأَمَّلْ ، کالطَّابع ،کصَاحِبِ ،فیما حکاه اللِّحْیَانِیُّ فی نَوَادرِه،قال:

له طَابِعٌ حَسَنٌ ،أَی طبِیعَهٌ ،و أَنْشَدَ:

لَه طابِعٌ یَجْرِی علیه و إِنَّمَا

تُفَاضِلُ ما بَیْنَ الرِّجَالِ الطَّبائِعُ (2)

و طَبَعَه اللّه عَلَی الأَمْرِ یَطْبَعه طَبْعاً :فَطَرَه،و طَبَع اللّه الخَلْقَ علی الطبائِعِ الَّتِی خَلَقَهَا،فأَنْشَأَهم-و هی خَلائِقُهُم- یَطبَعُهم طَبْعاً :خَلَقَهم،و هی طَبِیعَتُه الَّتِی طُبِعَ علیها.و

16- فی الحَدِیثِ : «کُلُّ الخِلالِ یُطْبَعُ علیها المُؤْمِنُ إِلاّ الخِیَانَهَ و الکَذِبَ ». أَی یُخْلَقُ علیها.

و من المَجَازِ: طَبَعَ علیه،کمَنَعِ ، طَبْعاً ؛ خَتَمَ ،یُقال:

طَبَع اللّه علی قَلْب الکافِرِ،أَی خَتَم فلا یَعِی،و لا یُوَفَّقُ لخَیْرٍ،قالَ أَبو إِسْحَاقَ النَّحْوِیُّ : الطَّبْعُ و الخَتْمُ وَاحِدٌ،و هو التَّغْطِیَهُ علی الشِّیْ ءِ،و الاسْتِیثاقُ من أَنْ یَدْخُلَه شَیْ ءٌ،کما قال اللّه تَعَالَی: أَمْ عَلی قُلُوبٍ أَقْفالُها (3)و قال عَزَّ و جَلَّ :

کَلاّ بَلْ رانَ عَلی قُلُوبِهِمْ (4)مَعْنَاه غَطَّی علی قُلُوبِهِم.

قال ابنُ الأَثِیرِ:کانُوا یَرَوْنَ أَنَّ الطَّبْعَ هو الرَّیْنُ (5)،قال مُجاهِدٌ:الرَّیْنُ 5أَیْسَر من الطَّبْع ،و الطَّبْعُ :أَیْسَر من الإِقْفَالِ ،و الإِقْفَالُ :أَشَدُّ من ذلِک کُلِّه.قلتُ :و الّذِی صَرَّحَ به الرّاغِب أَنَّ الطبْعَ أَعمُّ من الخَتْمِ ،کما سَیَأْتِی قَرِیباً.

و الطَّبْعُ :ابْتِدَاءُ صَنْعَهِ الشَّیْ ءِ یُقالُ : طَبَعَ الطَّبّاعُ السَّیْفَ أَو السِّنَانَ :صَاغَه، و طَبَعَ السَّکَّاکُ ، الدِّرْهَمَ :

سَکَّه، و طَبَعَ الجَرَّهَ من الطِّینِ :عَمِلَهَا. و لو قالَ :و اللَّبِنَ :

عَمِلَه،کان أَخْصَرَ.

و طَبَعَ الدَّلْوَ و کذا الإِناءَ و السِّقَاءَ یَطبَعُهَا طَبْعاً : مَلأَها، کطبَّعَها تَطبِیعاً ، فتَطبَّعَ .

و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ :قَذَّ قَفَا الغُلامِ :ضَرَبَه بأَطْرَافِ الأَصَابعِ ،و طَبَع قَفَاه ،إِذا مَکَّنَ الیَدَ منها ضَرْباً.

و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : الطَّبْعُ :المِثَالُ و الصِّیغَهُ ،تقولُ :

اضْرِبْهُ علی طَبْعِ هذَا و علی غِرَارِه و هِدْیَتِه،أَی علی قَدْرِه.

و الطَّبْعُ : الخَتْمُ ،و هُوَ التَّأْثِیرُ فی الطِّینِ و نَحْوِه ،و قالَ الرّاغِبُ : الطَّبْعُ :أَن یُصَوِّرَ الشَّیْ ءَ بصُورَهٍ ما، کطَبْعِ

ص:317


1- (1) نص عباره الأزهری فی التهذیب:«و هو ما طبع علیه من طباع الانسان فی مأکله و مشربه و سهوله أخلاقه و حزونتها و عسرها و یسرها،و شدته و رخاوته و بخله و سخائه.
2- (2) التهذیب و نسبه للرؤاسی.
3- (3) سوره محمّد(صلَّی اللِّه علیه و آله)الآیه 24. [1]
4- (4) سوره المطففین الآیه 14. [2]
5- (5) عن النهایه و [3]بالأصل«الدین».

الدَّرَاهِمِ ،و هو أَعَمُّ من الخَتْمِ و أَخَصُّ من النَّقْشِ ،قالَ اللّه تَعَالَی: وَ طُبِعَ عَلی قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا یَفْقَهُونَ (1)قالَ :و به اعْتُبِرَ الطَبْعُ و الطَبِیعَهُ الَّتِی هی السَّجِیَّه،فإِنَّ ذلِکَ هو نَفْسُ النَّقْشِ (2)بصُورَهٍ ما،إِمّا مِن حَیْثُ الخِلْقَهُ ،أَو من حَیْثُ العَادَهُ ،و هو فیما تُنْقَشُ بهِ من جِهَهِ الخِلْقَهِ أَغْلَبُ ،و لهذا قِیلَ :

و تأْبَی الطِّبَاعُ علی الناقِلِ (3)

و طَبِیعَهُ النّارِ،و طبِیعَهُ الدَّواءِ:ما سَخَّرَ اللّه تَعَالَی من مِزَاجِه،و قالَ فی تَرْکِیبِ «خ ت م»ما نَصُّه:الخَتْمُ و الطَّبْعُ یُقال علی وَجْهَیْن:مَصْدَرُ خَتَمْت و طَبَعْت ،و هو تَأْثِیرُ الشَّیْ ءِ بنَقْشِ الخاتِمِ و الطابِعِ ،و الثّانِی:الأَثَرُ الحاصِلُ عن النَّقْش؛و یُتَجَوَّزُ بذلِک تارَهً فی الاستِیثاقِ من الشَّیْ ءِ و المَنْعِ فیه (4)،اعْتِبَاراً بما یَحْصَلُ من المَنْعِ بالخَتْمِ علی الکُتُبِ و الأَبْوابِ ،و تَارَهً فی تَحْصِیلِ أَثَرِ (5)الشَّیْ ءِ من شَیْ ءٍ اعْتِبَاراً بالنَّقْشِ الحاصِلِ ،و تَارَهً یُعْتَبَرُ منه ببُلُوغِ الآخِر...إِلی آخِرِ ما قالَ .و سَیَأْتِی فی مَوْضِعه،إِنْ شاءَ اللّه تَعَالَی.

و قالَ اللَّیْثُ : الطِّبْعُ ، بالکَسْرِ:مَغِیضُ الماءِ ،جَمْعُه أَطْبَاعٌ ،و أَنْشَدَ:

فلَمْ تَثْنِهِ الأَطبَاعُ دُونِی و لا الجُدُرْ

و عَلَی هذَا هو-مَعَ قَوْلِ الأَصْمَعیِّ الآتِی:إِنَّ الطِّبْعَ هو النَّهْر-:ضِدٌّ،أَغْفَلَه المصَنِّفُ ،و نَبَّه علیه صاحِب اللِّسَانِ .

و الطِّبْعُ : مِلءُ الکَیْلِ و السِّقَاءِ حَتّی لا مَزِیدَ فِیهِمَا من شِدَّه مَلْئهِما،و فی العبَابِ :و الطِّبْعُ المَصْدَر (6)،کالطِّحْنِ و التطحین،و فی اللِّسَانِ :و لا یقَالُ فی المَصْدَرِ الطِّبْعُ ؛لأَنَّ فِعْلَه لا یُخَفَّفُ کما یُخَفَّف فِعْلُ مَلَأ،فتَأَمَّلْ بینَ العِبَارَتَیْنِ ، و قال الراغِب:و قِیل: طَبَعْتُ المِکیالَ ،إِذا مَلْأته،و ذلِکَ لکَوْنِ المَلْ ءِ العَلامه منها المانِعَه مِن تَنَاوُلِ بعضِ ما فِیه. و الطِّبْعُ : نَهْرٌ بعَیْنهِ ،و قال الأَصْمَعِیُّ : الطِّبْعُ : النَّهْرُ مطْلقاً،قال لَبِیدٌ رَضِی اللّه عنه:

فتَوَلَّوْا فَاتِراً مَشْیُهُمُ

کرَوایَا الطِّبْعِ هَمَّتْ بالوَحَلْ

قالَ الأَزْهَرِیُّ :و لم یَعْرِف اللیْثُ الطِّبْعَ فی بَیْتِ لبِیدٍ، فتَحَیَّرَ فیه،فمرَّهً جَعَلَه المِلءَ،و هو:ما أَخَذَ الإِنَاءُ من المَاءِ،و مَرَّهً جَعَلَه المَاءَ،قال:و هو فی المَعْنَیَیْنِ غیرُ مُصِیبٍ ،و الطِّبْعُ فی بیت لَبِیدٍ:النَّهْر،و هو ما قالَه الأَصْمَعِیُّ ،و سُمِّیَ النَّهْر طِبْعاً لأَنَّ النّاسَ ابْتَدَأْوا حَفْرَه، و هو بمَعْنَی المَفْعولِ ،کالقِطْفِ بمعنَی المَقْطُوفِ ،و أَمَّا الأَنْهَار الَّتِی شَقَّهَا اللّه تعالَی فی الأَرْضِ شَقًّا،مثْل دَجْلَهَ و الفُرَات و النیلِ و ما أَشبَهها،فإِنَّهَا لا تُسَمَّی طُبُوعاً ،و إِنَّمَا الطُّبُوع :الأَنْهَار الّتِی أَحْدَثَهَا بَنُو آدَمَ ،و احْتَفَروهَا لمَرَافِقِهم، و قَوْلُ لبِیدٍ:«هَمَّتْ بالوَحَلْ »یَدلُّ علی ما قالَه الأَصْمَعِیُّ ؛ لأَنَّ الرَّوَایَا إِذا وُقِرَت (7)المَزایِدُ مَمْلُوءَهً ماءً،ثمّ خاضَتْ أَنْهَاراً فیها وَحَلٌ ،عَسُرَ علیها المَشْیُ فِیها،و الخُروجُ منها، و رُبَّمَا ارْتَطَمَت فیها ارْتِطَامَاً إِذا کَثُرَ فِیها الوَحَلُ ،فشَبَّه لبِیدٌ القَوْمَ الَّذِینَ حَاجُّوه عندَ النُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ،فأَدْحَضَ حُجَّتَهُم حتی زَلِقُوا (8)،فلم یَتَکَلَّمُوا،برَوَایَا مثْقَلَهٍ خاضَتْ أَنْهَاراً ذَاتَ وَحَلٍ ،فتَسَاقَطَتْ فیها،و اللّه أَعْلَمُ .

و الطِّبْعُ ،بالکَسْرِ: الصَّدَأُ یَرْکَب الحَدِیدَ، و الدَّنَسُ و الوَسَخُ یَغْشَیَانِ السَّیْفَ ، و یُحَرَّکُ فیهما ج: أَطبَاعٌ ،أَی جَمعُ الکُلِّ ممّا تَقَدَّم.

أَو بالتَّحْرِیکِ :الوَسَخُ الشَّدِیدُ من الصَّدَإِ ،قالَه اللیثُ .

و من المَجَازِ: الطَّبَعُ : الشَّیْنُ و العَیْبُ فی دینٍ أَو دُنیَا، عن أَبِی عُبَیدٍ،و منه

16- الحَدِیثُ : «استَعِیذُوا باللّه من طَمَعٍ یَهْدِی إِلی طَبَعٍ ». بَینَهُمَا جناسُ تَحرِیفٍ ،و قالَ الأَعْشَی:

مَنْ یَلْقَ هَوْذَهَ یَسْجُدْ غیرَ مُتَّئِبٍ

إِذا تَعَمَّمَ فَوقَ التّاجِ أَو وَضَعَا (9)

له أَکالِیلُ بالیاقُوتِ زَیَّنَها

صَوَّاغُها (10)لا تَرَی عَیْباً و لا طَبَعَا

ص:318


1- (1) سوره التوبه الآیه 87. [1]
2- (2) فی المفردات: [2]هو نقش النفس.
3- (3) نسبه بحاشیته المطبوعه الکویتیه للمتنبی و صدره: یراد من القلب نسیانکم.
4- (4) المفردات« [3]ختم»:منه.
5- (5) المفردات: [4]أثرٍ عن شیء اعتباراً.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و الطبع المصدر الخ الأولی أن یقول؛و الطبع و التطبیع المصدر کالطحن و التطحین».
7- (7) التهذیب:«أُوقرت بالمزاید»و اللسان [5]کالأصل.
8- (8) الأصل و اللسان و [6]فی التهذیب:ذلّوا.
9- (9) فی الدیوان ص 108 إذا تعصّب.
10- (10) عن الدیوان و بالأصل:صداغها.

و قال ثابِتُ بْنُ قُطْنَهَ ،و هو ثَابِتُ بن کَعْبِ بن جابِرٍ الأَزْدِیُّ ،و أَنْشَدَه القاضِی التَّنُوخِیُّ -فی کِتَاب الفَرَج بعدَ الشِّدَّه-لعُرْوَهَ بنِ أُذیْنَهَ :

لا خیْرَ فی طَمَعٍ یَهْدِی إِلی طَبَعٍ

و غُفَّهٌ من قِوَامِ العَیْشِ تَکْفِینِی

و الطابعُ ،کهَاجَر و تُکْسَرُ الباءُ عن اللِّحْیَانیِّ و أَبِی حَنِیفَهَ :

ما یَطْبَع و یَخْتِم،کالخَاتَم و الخاتِمِ ،و

16- فی حَدِیثِ الدُّعاءِ:

«اخْتِمْه بآمِینَ ،فإِنّ آمِینَ مثلُ الطّابَعِ علی الصَّحِیفَهِ ». أَی الخاتَمِ ،یُرِیدُ أَنَّه یُخْتَمُ علیها،و تُرْفَعُ کما یَفْعَلُ الإِنْسَانُ بما یَعِزُّ علیهِ :

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : الطَّابَعُ : مِیسَمُ الفَرائضِ ،یُقَالُ : طَبَعَ الشّاهَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ:یُقَال: هذا طُبْعانُ الأَمِیرِ،بالضَّمِّ ،أَی:

طِینُه الَّذِی یَخْتِمُ به.

و الطَّبَّاعُ ، کشَدّادٍ :الَّذِی یَأْخُذُ الحَدِیدَهَ المُسْتَطِیلَهَ ، فیَطْبَعُ منها سَیْفاً أَو سِکِّیناً أَو سِنَاناً،أَو نَحْوَ ذلِکَ .و یُطْلَقُ علی السَّیَّافِ و غیْرِه.

و الطِّبَاعَهُ ککِتَابَهٍ :حِرْفَتُه ،علی القِیَاسِ فِیمَا جاءَ من نَظَائِرِه.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: طُبِعَ الرَّجُلُ علی الشَّیْ ءِ،بالضَّمِّ ،إِذا جُبِلَ عَلیْهِ ،و قال اللِّحْیَانِیُّ :فُطِرَ عَلیْه.

و قالَ شَمِرٌ: طَبعَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ :إِذا دَنِسَ .

و طُبِعَ فلانٌ :إِذا دُنِّسَ و عِیبَ و شِینَ ،قالَ :و أَنْشَدَتْنَا أُمُّ سَالِمٍ الکِلابِیَّهُ :

و یَحْمَدُها الجِیرانُ و الأَهْلُ کلهُمْ

و تُبْغِضُ أَیضاً عَنْ تُسَبَّ فتُطْبَعَا

قال:ضَمَّت التّاءَ و فَتَحَت الباءَ و قالت: الطِّبْعُ :الشَّیْنُ ، فهی تُبْغِضُ أَنْ تُشَانَ و«عَنْ تُسَبَّ »،أَی أَنْ ،و هی عَنْعَنَهُ تَمِیمٍ .

و من المَجَازِ: فُلاَنٌ یَطبَعُ ،إِذا لم یَکُنْ له نَفاذٌ فی مَکَارِمِ الأُمُورِ،کما یَطْبَعُ السَّیْفُ إِذا کَثُرَ الصَّدَأُ علیه ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ:

بِیضٌ صَوَارِمُ نَجْلُوهَا إِذا طَبِعَتْ

تَخَالُهُنَّ علی الأَبْطَالِ کَتّانَا

و من المَجَازِ: هو طَبعٌ طَمِعٌ ،ککَتِفٍ ،فیهِمَا،أَی دَنِیءُ الخُلُقِ لئِیمُهَ ،دَنِس العِرْضِ لا یَسْتَحِی من سَوْأَهٍ ،قال المُغِیرَهُ بنُ حَبْنَاءَ (1)یَشْکُو أَخاه صَخْراً:

و أُمُّکَ حِینَ تُذْکَرُ أُمُّ صِدْقٍ

و لَکِنَّ ابْنَها طَبِعُ سَخِیفُ

و

17- فی حدیث عُمَرَ بن عبدِ العَزیز،رحمه اللّه تعالی: «لا یَتَزَوَّجُ من العَرَب فی المَوَالِی إِلاَّ کُلُّ طَمِعٍ طبِعٍ ،و لا یَتَزَوّج من المَوَالِی فی العَرَب إِلاّ کُلُّ أَشِرٍ بَطِرٍ».

و الطَّبُّوعُ ، کتَنُّورٍ:دُوَیْبَّهٌ ذات سمٍّ ،نَقَلَه الجَاحِظُ ، أَو هیَ من جِنْس القِرْدانِ ،لعَضَّتِه أَلَمٌ شدیدٌ ،و رُبَّما وَرِمَ مَعْضُوضُه،و یُعَلَّلُ بالأَشیَاءِ الحُلْوهِ .قال الأَزْهَرِیُّ :کذا سَمِعْتُ رَجُلاً من أَهْلِ مِصْرَ یَقُولُ ذلِکَ (2)،قالَ الأَزْهَرِیُّ :

و هو النِّبْرُ عِنْدَ العَرَبِ .قلتُ :و المَعْرُوفُ منه الآنَ شَیْ ءٌ علی صُورَهِ القُرَادِ الصَّغِیرِ المَهْزُول،یَلْصَقُ بجَسَدِ الإِنْسَانِ ، و لا یَکَادُ یَنْقَطِعُ إِلاّ بحَمْلِ الزِّنْبَقِ ،قال أَعْرَابِیٌّ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ یَذْکُرُ دَوَابَّ الأَرْضِ ،و کانَ فی بادِیَهِ الشّامِ :

و فی الأَرْضِ ،أَحْنَاشٌ و سَبْعٌ و خَارِبٌ

و نَحْنُ أَسارَی وَسْطَها نَتَقَلَّبُ

رُتَیْلاَ و طَبُّوعٌ و شِبْثانُ ظُلْمَهٍ

و أَرْقَطُ حُرْقُوصٌ ،و ضَمْجٌ ،و عَنْکَبُ

و الطِّبِّیعُ ، کسِکِّیتٍ :لُبُّ الطَّلْعِ ،سُمِّیَ بذلِکَ لامْتِلائِه، من طبَعْتُ السِّقَاءَ،إِذا مَلْأَتَهُ .و

17- فی حَدِیثِ الحَسَنِ البَصْرِیِّ :

أَنَّه سُئلَ عن قَوْلِه تَعالَی: لَها طَلْعٌ نَضِیدٌ (3)فَقَالَ :هو الطِّبِّیعُ فی کُفُرّاهُ . و الکُفُرَّی،وِعَاءُ الطَّلْعِ .

و نَاقَهٌ مُطَبَّعَهٌ ،کمُعَظَّمَه:مُثْقَلَهٌ بالحِمْلِ ،قالَ :

أَیْنَ الشِّظَاظانِ و أَیْنَ المِرْبَعَهْ

و أَیْنَ حِمْلُ النّاقَهِ المُطَبَّعَهْ

ص:319


1- (1) عن الأساس و بالأصل«خباء».
2- (2) هذا قول الجاحظ نقله فی اللسان، [1]أما الأصل فکالتکمله و الذی ورد فی التهذیب:و الطبُّوع دابه من الحشرات شدیده الأذی بالشام.
3- (3) سوره ق الآیه 10. [2]

و یُرْوَی:«الجَلَنْفَعَه».

و التَّطْبِیعُ :التَّنْجِیسُ ،قالَ یَزِیدُ بنُ الطَّثْرِیَّهِ :

و عَنْ تَخْلِطِی بالشِّرْبِ بالَلیْلَ بَیْنَنَا

من الکَدرِ المَأْبِیّ شِرْباً مُطبَّعَا (1)

أَرادَ:«أَنْ تَخْلِطِی»،و هی لُغَهُ تَمِیم،و المُطبَّع الذی نُجِّسَ ،و المَأْبِیُّ :الذی تَأْبَی الإِبِلُ شُرْبَه.

و من المَجَازِ: تَطَبَّع بطِبَاعهِ ،أَی تَخَلَّقَ بأَخْلاقِه.

و تَطبَّعَ الإِنَاءُ: امْتَلَأَ ،و هو مُطَاوِعُ طبَعَهُ ،و طَبَّعَه .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الطَّابِعُ ،کصَاحِبٍ :النّاقِشُ .و قِیل للطَّابِعِ طابعٌ و ذلِکَ کنِسْبَهِ الفِعْلِ إِلی الآلَهِ ،نحو سَیْف قَاطِعٌ ،قالَهُ الرّاغِبُ ، و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :رَأَیْتُ الطّابَع فی یدِ الطّابِع .

و جَمْعُ الطَّبْع : طِبَاعٌ و أَطْبَاعٌ .

و جَمْعُ الطَّبِیعَهِ : طَبائِعُ .

و طَبَعَ الشَّیْ ءَ، کطَبَعَ علیه.

و ناقهٌ مُطَبَّعَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ :سَمِینَهٌ ،نقَلَه الزمَخْشَرِیُّ .و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و یَکُونُ المُطَبَّعَهُ :النَّاقَه التی مُلِئَتْ شَحْماً و لَحْماً،فتَوَثَّقَ خَلْقُهَا.

و قِرْبَهٌ مُطَبَّعَهٌ طَعَاماً:مَمْلُوءَهٌ ،قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :

فَقِیلَ تَحَمَّلْ فَوْقَ طَوْقِکَ إِنَّهَا

مُطبَّعَهٌ مَنْ یَأْتِهَا لا یَضِیرُهَا

و تَطبَّعَ النَّهْرُ بالمَاءِ:فَاضَ بهِ من جَوَانِبِه و تَدَفَّقَ .

و جمع الطِّبْع ،بالکسر: طِبَاعٌ .

و قال الأَزْهَرِیُّ :و یُجْمَع الطِّبْع بمعنَی النَّهْرِ علی الطُّبُوعِ ،سَمِعْتُه من العَرَبِ .

و قال غیْرُه:ناقَهٌ مُطْبَعَهٌ ،کمُکْرَمهٍ :مُثْقَلَهٌ بحِمْلِهما،علی المَثَلِ ،قالَ عُوَیْفُ القَوَافِی:

عَمْداً تَسَدَّیْناکَ و انْشَجَرَتْ بِنَا

طِوَالُ الهَوَادِی مُطْبَعاتٌ من الوِقْرِ (2)

و الطَّبعُ ،ککَتِفٍ :الکَسِلُ ،قال جَرِیرٌ:

و إِذَا هُزِرْتَ قَطَعْتَ کُلَّ ضَرِیبَهٍ

و خَرَجْتَ لا طَبِعاً و لا مَبْهُورَا

قالَه ابنُ بَرِّیّ .

و سَیْفٌ طَبعٌ ،ککَتِفٍ :صَدِیءٌ.

و طَبِعَ الثَّوْبُ طبَعاً :اتَّسَخَ .

و طُبِّعَ ،بالضمِّ تَطبِیعاً :دُنِّسَ ،عن شَمِرٍ.

و ما أَدْرِی من أَیْنَ طَبَعَ ،أَی طَلَعَ .

و مُهْرٌ مُطَّبَعٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُذَلَّلٌ .

و من المَجَازِ:هو مَطْبُوعٌ علی الکَرَمِ .

و کَرِیم الطِّبَاعِ .

و کَلامٌ علیه طَابَعُ الفَصَاحَهِ (3).

طرسع

طَرْسَعَ :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:

عَدَا عَدْواً شَدِیداً من الفَزَع ،و کذلِک سَرْطَعَ .

طزع

الطَّزعُ ککَتِفٍ ،و أَمِیرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ : هو من لاَ غَیْرَهَ له،و قال ابنُ عَبّادٍ: الطَّزِعُ من لا غَنَاءَ عِنْدَه ،و نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ أَیْضاً و قَدْ طَزِعَ ، کفَرِحَ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ : لُغَهٌ فی طَسِعَ ،بالسِّین.

و طَزَعَ ، کَمَنَعَ ، طَزْعاً : نَکَحَ ،و قیل:کِنَایَهٌ عنه،و السینُ لُغَهٌ فیه.

و طَزَعَ الجُنْدِیُّ :قَعَدَ و لم یَغْزُ ،و کذلِک طَسَعَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

طُزْعَهُ ،بالضَّمِّ :بلدٌ علی سَاحِلِ صِقِلِّیَهَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .قلتُ :و الصّوابُ أَنَّهَا طُزْغَه بالرّاءِ و الغَیْنِ (4)، کما رَأَیْتُه فی مُخْتَصَرِ نُزْهَه المُشْتَاق للشَّرِیفِ الإِدْرِیسِیِّ .

طسع

طَسَعَ ،کمَنَع ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و قال ابنُ

ص:320


1- (1) صدره فی اللسان و التهذیب و التکمله: و عن تخلطی فی طیب الشرب بیننا.
2- (2) و یروی:«تعدیناک»بدل«تسدیناک».
3- (3) فی الأساس:طبائع الفصاحه.
4- (4) و قیدها یاقوت طُزْعَهُ بالزای و العین أیضاً.

دُرَیْدٍ: نَکَحَ ،و قِیلَ : الطَّسْعُ ،کَلِمَهٌ یُکْنَی بِها عن النِّکاح، و کذلِک الطَّعْسُ ،و قد تَقَدَّمَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: طَسَعَ فی البِلاَدِ:ذَهَبَ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الطَّیْسَع ،کغَیْهَبٍ : المَوْضِعُ الوَاسِعُ .

قالَ : و قالَ قَوْمٌ : الطَّیْسَعُ :هو الرَّجُلُ الحَرِیصُ .

و قال الأَزْهَرِیُّ : الطَّسِعُ ،کفَرِحٍ ،و أَمیرٍ هو الطَّزِعُ ، بالزّایِ ،و هو:مَنْ لا غَیْرَهَ له، و قد طَسِعَ ،کفَرِحَ ،مثل طَزِعَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: هَادٍ مِطْسَعٌ ،کمِنْبَرٍ:حَاذِقٌ ،و هو مَقْلُوبُ مِسْطَعٍ .

طعع

الطَّعُّ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

هو اللَّحْسُ .

قالَ : و الطَّعْطَعُ ،کفَدْفَدٍ:المُطْمَئنُّ من الأَرْضِ .

و قال اللَّیْثُ : الطَّعْطَعَه :حِکایَهُ صَوْتِ الَّلاطِعِ و النَّاطِعِ و المُتَمَطِّقِ ، و هو أَنْ یُلْصِقَ لِسَانَه بالغَارِ الأَعْلَی،ثمّ یَنْطِعَ ، من طِیبِ شَیْ ءٍ أَکَلَه،فیُسْمِعَکَ من بَیْنِ الغَارِ و اللِّسَانِ صَوْتاً ،و قال ابنُ فارِسٍ :الطاءُ و العَیْنُ لیس بشَیْ ءٍ،فأَمَّا ما حَکَاهُ الخَلِیلُ من أَنَّ الطَّعْطَعَهَ :حِکَایَهُ صَوْتِ اللاَّطِعِ ، فلیْسَ بشَیْ ءٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیْه:

طَعَّهُ ،أَی أَطاعَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

طلع

طَلَعَ الکَوْکَبُ و الشَّمْسُ و القَمَرُ طُلُوعاً ، و مَطْلَعاً ،بفَتْحِ الّلامِ علی القِیَاسِ ، و مَطْلِعاً بکَسْرِهَا،و هُوَ الأَشْهَرُ،و هو أَحَدُ ما جاءَ من مَصَادِرِ فَعَلَ یَفْعُلُ علی مَفْعِلٍ .و أَمّا قَوْلُه تَعالَی: سَلامٌ هِیَ حَتّی مَطْلَعِ الْفَجْرِ (1)فإِنَّ الکِسَائِیَّ و خَلَفاً قَرَآه بکسر الّلامِ ،و هی إِحْدی الرِّوایَتَیْنِ عن أَبِی عَمْرٍو.قلتُ :و هی رِوَایَهُ عُبَیْدٍ، عن أَبِی عَمْرٍو.و قال (2)ابنُ کَثِیر و نافِعٌ و ابنُ عامِرٍ و الیَزِیدیُّ عن أَبِی عَمْرٍو،و عاصِم و حَمْزَه بفَتْحِ اللاَّمِ ،قال الفَرّاءُ:و هو أَقْوَی فی القِیَاسِ ،لأَنَّ المَطْلَع ،بالفَتْحِ : الطُّلُوعُ ، و بالکَسْر:المَوْضِعُ الذِی تَطْلُعُ منه،إِلاّ أَنّ العَرَبَ تَقُولُ :

طَلَعَت الشَّمْسُ مَطْلِعاً ،فیَکْسِرُونَ و هم یُرِیدُونَ المَصْدَرَ، و کذلِکَ :المَسْجِد،و المَشْرِق،و المَغْرِب،و المَسْقِطِ ، و المَرْفِقِ ،و المَفْرِق،و المَجْزِرُ،و المَسْکِنُ ،و المَنْسِک، و المَنْبِتُ ،و قال بعضُ البَصْرِیِّینَ :مَنْ قَرَأَ « مَطْلِعَ الفَجْرِ» بکَسْرِ اللاَّمِ فهو اسمٌ لِوَقْتِ الطُّلُوع ،قال ذلِکَ الزَّجّاجُ ، قالَ الأَزْهَرِیُّ :و أَحسَبَه قوْلَ سِیبَوَیه: (3)ظهَرَ، کأَطْلَعَ (4).

و هُمَا ،أَی المَطْلَعُ و المَطْلِعُ :اسْمَانِ للْمَوْضِعِ أَیْضاً ، و منه قولُه تَعَالَی: حَتّی إِذا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ (5).

و طَلَعَ عَلَی الأَمْرِ طُلُوعاً :عَلِمَه،کاطَّلَعَه،علی افْتَعَلَه، و تَطَلَّعَه اطِّلاعاً و تَطَلُّعاً ،و کذلِکَ اطَّلَع علیه،و الاسْمُ الطِّلْعُ ، بالکَسْرِ،و هو مَجَازٌ.

و طَلَعَ فلانٌ عَلیْنَا،کمَنَع و نَصَرَ:أَتَانَا و هَجَمَ عَلیْنَا، و یُقَالُ : طَلَعْتُ فی الجَبَل طُلُوعاً ،إِذا أَدْبَرْتَ فیهِ حَتّی لا یَرَاکَ صَاحِبُکَ ،و طَلَعْتُ عَنْ صاحِبِی طُلُوعاً ،إِذا أَدبَرْتَ عنه.و طَلَعْتُ عن صَاحِبِی،إِذا أَقبَلْتَ علیهِ .قال الأَزْهَرِیُّ :

هذا کلامُ العَرَبِ ،و قالَ أَبُو زیْدٍ-فِی الأَضْدَادِ-: طلَعْتُ عَلَی القَوْمِ طُلُوعاً ،إِذا غِبْتُ عَنْهُمْ حَتَّی لا یَرَوْکَ ،و طَلَعْتُ عَلیْهِم،إِذا أَقبَلْتَ علیهِم حَتَّی یَرَوْک.قال ابنُ السِّکِّیتِ :

طَلَعْتُ علی القوْمِ ،إِذا غِبْتَ عَنْهُم،صَحِیحٌ ،جُعِلَ «علی» فیه بمَعْنَی«عَنْ »کَقَوْلِه تَعالی: إِذَا اکْتالُوا عَلَی النّاسِ (6)مَعْنَاهُ عن النّاسِ ،و مِنَ النّاسِ ،قالَ :و کَذلِک قالَ أَهْلُ اللُّغَهِ أَجْمَعُونَ .

قلتُ :و من الاطِّلاعِ بمَعْنَی الهُجُوم قولُه تعَالَی: لَوِ اِطَّلَعْتَ عَلَیْهِمْ (7)أَی لوْ هَجَمْتَ عَلیْهم،و أَوْفیْتَ عَلیْهِم.

[ کاطَّلَعَ ،و عنهم غاب ضِدٌّ] (8).

ص:321


1- (1) سوره القدر الآیه 5. [1]
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:قوله:و قال ابن کثیر هکذا فی النسخ و مثله فی اللسان [2]اه »و فی التهذیب:و قرأ ابن کثیر..و هی المناسبه للسیاق.
3- (3) الأصل و اللسان،و [3]فی التهذیب:و أحسبه قول الخلیل أو قول سیبویه.
4- (4) زیاده عن القاموس سقطت من الأصل و قد نبه إلی هذا النقص بهامش المطبوعه المصریه.
5- (5) سوره الکهف الآیه 90. [4]
6- (6) سوره المطففین الآیه 2. [5]
7- (7) سوره الکهف الآیه 18. [6]
8- ((*)) ما بین معکوفتین سقط بالکویتیه و المصریه.

و طَلَعَت سَنُّ الصَّبِیِّ :بَدَتْ شَبَاتُهَا ،و هو مَجَازٌ،و کُلُّ بَادٍ من عُلْوٍ: طالِعٌ .

و طَلَعَ أَرْضَهُم:بَلَغَهَا ،یُقالُ :مَتَی طَلَعْت أَرْضَنَا؟أَیْ مَتَی بَلَغْتَها،و هو مَجَازٌ،و طَلَعْتُ أَرْضِی،أَی بَلَغْتُهَا.

و طَلَع النَّخْلُ یَطْلُعُ طُلُوعاً : خَرَجَ طَلْعُه ،و سَیَأْتِی مَعْنَاهُ قَرِیباً،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ کأَطْلَعَ ،کأَکْرَمَ ،نقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و هو قولُ الزَّجّاجِ . و طَلَّعَ تَطْلِیعاً،نَقَله صاحبُ اللِّسَانِ .

و طَلَعَ بِلاَدَهُ :قَصَدَها ،و هو مَجَازٌ،و منه

16- الحَدِیثُ : «هذا بُسْرٌ قد طَلَعَ الیَمَنَ ». أَی قَصَدَهَا من نَجْدٍ.

و طَلَعَ الجَبَلَ یَطْلَعُه طُلُوعاً : عَلاهُ و رَقِیَهُ ، کطَلِعَ ، بالکَسْرِ ،و هو مَجَازٌ،الأَخِیرُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ .

و یُقَالُ : حَیَّا اللّه طَلْعَتَه ،أَی رُؤْیَتَه و شَخْصَه و ما تَطَلَّعَ منه،کما فِی اللِّسَانِ ، أَو وَجْهَهُ ،و هو مَجَازٌ،کما فی الصّحاحِ .

و الطّالِعُ :السَّهْمُ الّذِی یَقَعُ وَرَاءَ الهَدَفِ ،قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ، و قال غیرُه:الَّذِی یُجَاوِزُ الهَدَفَ و یَعْلُوه،و قال القُتَیْبِیُّ :هو السَّهْمُ الساقِطُ فَوْقَ العَلامَهِ ،و یُعْدَلُ بالمُقْرطِسِ ،قال المرّارُ بنُ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیُّ :

لَهَا أَسْهُمٌ لا قَاصِراتٌ عَن الحَشَا

و لا شَاخِصَاتٌ عن فُؤادِی طَوَالِعُ

أَخبَر أَنَّ سِهَامَها تُصِیبُ فُؤادَه،و لیْسَت بالَّتِی تَقْصُرُ دُونَه، أَو تُجَاوِزُه فتُخْطِئُه.و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :رُوِیَ عن بَعْضِ المُلُوکِ -قال الصّاغَانِیُّ :هو کِسْرَی (1)-کانَ یَسْجُدُ للطّالِعِ .قِیلَ :مَعْنَاه أَنَّه کان یَخْفِضُ رَأْسَه إِذا شَخَصَ سَهْمُه،فارْتَفَعَ عن الرَّمِیَّهِ ،فکان یُطَاطِئُ رَأْسَه،لیتَقَوَّمَ السَّهْمُ ،فیُصِیبَ الدَّارَهَ .

و قال الصّاغَانِیُّ :و لو قِیلَ : الطَّالِعُ : الهلالُ ،لم یَبْعُدْ عن الصَّوابِ ،فقد جاءَ عن بعض الأَعْرَابِ :ما رَأَیْتُکَ منذ طالِعَیْنِ ،أَی منذ شَهْرَیْنِ ،و أَنَّ کِسْرَی کان یَتطامَنُ له إِذا طَلَعَ إِعْظاماً للّه عَزّ و جَلَّ . و من المَجَازِ: رَجُلٌ طَلاّعُ الثَّنَایَا،و طَلاَّعُ الأَنْجُدِ، کشَدَّادٍ ،أَی مُجَرِّبٌ للأمُورِ،و رَکَابٌ لها أَی غالِبٌ یَعْلُوها، و یَقْهَرُهَا بمَعْرِفَتِه و تَجَارِبهِ و جَوْدَهِ رَأْیِه ،و قِیلَ :هو الَّذِی یَؤُمُّ مَعَالِیَ الأُمورِ. و الأَنْجُدُ:جَمْعُ نَجْدٍ،و هو الطَّرِیق فی الجَبَلِ ،و کذلِکَ الثَّنِیَّه،فمِنَ الأَوَّلِ :قولُ سُحَیْمِ بن وَثِیلٍ :

أَنا ابْنُ جَلاَ و طَلاّعِ الثَّنَایَا

مَتَی أَضَعُ العِمَامَهَ تَعْرِفُونِی

و من الثّانِی:قولُ مُحَمَّدِ بنِ أَبِی شِحَاذٍ الضَّبِّیِّ -و قال ابنُ السِّکِّیتِ :هو لرَاشِدِ بنِ دِرْوَاسِ -:

و قَدْ یَقْصُرُ القُلُّ الفَتَی دُونَ هَمَّه

و قَدْ کانَ ،لَوْلاَ القُّلُّ ،طَلاَّعَ أَنْجُدِ (2)

و الطَّلْعُ :المِقْدَارُ،تَقُولُ :الجَیْشُ طَلْعُ أَلْفٍ ،أَی مِقْدَارُه.

و الطَّلْعُ من النَّخْلِ :شَیْ ءٌ یَخْرُجُ کأَنَّه نَعْلاَن مُطْبَقَانِ ، و الحَمْلُ بَیْنَهُمَا مَنْضُودٌ،و الطَّرَفُ مُحَدَّدٌ ،أَوْ هو ما یَبْدُو من ثَمَرَتهِ فی أَوَّلِ ظُهُورِهَا،و قِشْرُه یُسَمَّی الکُفُرَّی و الکافُور، و ما فِی داخِلِه الإِغْرِیضُ ،لِبَیَاضِهِ ،و قد ذُکِرَ کُلٌّ مِنْهُمَا فی مَوْضِعِهِ ،و فیه تَطْوِیلٌ مُخِلٌّ بمُرَادِه،و لو قالَ :و مِنَ النَّخْلِ :

الإِغْرِیضُ یَنْشَقُّ منه الکافُور،أَو:و من النَّخْلِ :نَوْرُهُ ما دامَ فی الکافُورِ،کانَ أَخْصَرَ.

و الطِّلْعُ ، بالکَسْرِ:الاسْمُ من الاطِّلاعِ ،و قد اطَّلَعَهُ و اطَّلَعَ عَلیْه،إِذا عَلِمَه،و قد تَقَدَّم،قال الجَوْهَرِیُّ : و منه اطَّلِعْ طِلْعَ العَدُوِّ أَی عِلْمَه،و منه أَیْضاً حَدِیثُ سَیْفِ بنِ ذِی یَزَنَ قالَ لعَبْدِ المُطَّلِبِ :« أَطْلَعْتُک طِلْعَهُ »و سَیَأْتِی قَرِیباً.

و الطِّلْعُ : المَکَانُ المُشْرِفُ الَّذِی یُطَّلَع مِنْه ،یُقَالُ :

عَلَوْتُ طِلْعَ الأَکَمَهِ ،إِذا عَلَوْتَ منها مَکَاناً تُشْرِفُ منه عَلَی ما حَوْلَها،قَالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و قالَ : الطِّلْعُ : النّاحِیَهُ ،یُقَال:کُنْ بطِلْعِ الوَادِی،و یُقَال أَیْضاً:فُلانٌ طِلْعَ الوَادِی،بغیرِ الباءِ.أُجْرِی مُجْرَی وَزْنِ الجَبَل،قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ، و یُفْتَحُ فِیهِمَا قالَ الجَوْهَرِیُّ :الکَسْرُ و الفَتْحُ کِلاهُمَا صَوابٌ ،و فی العَبَابِ :کِلاهما یُقَالُ . و قالَ

ص:322


1- (1) فی اللسان و [1]النهایه:و [2]فی حدیث کسری:أنه کان یسجد للطالع،و لم یرد ذکر کسری فی التکمله و لا فی التهذیب.
2- (2) و یروی:و قد یعقل.

الأَصْمَعِیُّ : الطِّلْعُ کُلُّ مُطْمَئِنٍّ من الأرْضِ أَو ذاتِ رَبْوَهٍ إِذا أَطْلَعْتَه (1)رَأَیْتَ ما فِیه،و هو مَجَازٌ.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو:من أَسْمَاءِ الحَیَّه : الطَّلْعُ و الطِّلُّ .

و من المَجَازِ: أَطْلَعْتُه طِلْعَ أَمْرِی،بالکَسْر ،أَی أَبْثَثْتُه سِرِّی ،و منه حَدِیثُ ابنِ ذِی یَزَنَ المُتَقَدِّمُ .

و من المَجَازِ:

17- «لَوْ أَنَّ لِی طِلاعَ الأَرْض ذَهَباً لافْتَدَیْتُ منهُ » قَالَهُ عُمَرُ-رَضِیَ اللّه عنه-عِنْدَ مَوْتِه . طِلاعُ الشَّیْ ءِ، ککِتَاب:مِلْؤُه حتی یَطْلُعَ و یَسِیلَ (2)،قالَهُ أَبو عُبَیْدٍ،و قال اللَّیْثُ :طِلاعُ الأَرْضِ :ما طَلَعَت علیه الشَّمْسُ ،زادَ الرّاغِبُ :و الإِنْسَانُ ،قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ یَصِفُ قَوْساً:

کَتُومٌ طِلاعُ الکَفِّ لا دُونَ مِلْئِهَا

و لا عَجْسُهَا عن مَوْضِعِ الکَفِّ أَفْضَلاَ

ج: طُلْعٌ ،بالضَّمِّ ،ککِتَابِ و کُتْبٍ .

و من المَجَازِ: نَفْسٌ طُلَعَهٌ ،کهُمزَهٍ :تُکْثِر التَّطَلُّعَ إِلی الشَّیْ ءِ ،أَی کَثِیرَهُ المَیْلِ إِلی هَوَاهَا،تَشْتَهِیهِ حَتَّی تُهْلِکَ صَاحِبَهَا.المُفْرَد و الجَمْعُ سواءٌ،و منه

17- حَدِیثُ الحَسَنِ : «إِنَّ هذِه النُّفُوسَ طُلَعَهٌ ،فاقْدَعُوها بالمَوَاعِظِ ،و إِلاّ نَزَعَتْ بِکُمْ إِلی شَرِّ غَایَه». و حَکَی المُبَرِّد أَنَّ الأَصْمَعِیَّ أَنْشَدَ فی الإِفْرَادِ:

و ما تَمَنَّیْتُ مِنْ مالٍ و مِنْ عُمُرٍ (3)

إِلاّ بما سَرَّ نَفْسَ الحَاشِدِ الطُّلَعَهْ

و من المَجَازِ: امْرَأَهٌ طُلَعَهٌ خُبَأَهٌ ،کهُمَزَهٍ فِیهمَا ،أَی تَطْلُعُ مَرَّهً و تَخْتَبِیءُ أُخْرَی (4)،و یقَالُ :هی الکَثِیرَهُ التَّطَلُّعِ و الإِشْرَافِ ،و کذلِکَ امْرَأَهٌ طُلَعَهٌ قُبَعَهٌ .و فی قَوْلِ الزِّبْرِقَانِ ابنِ بَدْرٍ:إِنَّ أَبْغَضَ کَنَائِنِی إِلَیَّ الطُّلَعَهُ الخُبَأَهُ .و قد مَرَّ فی حَرْفِ الهَمْزهِ .

و طُوَیْلِعٌ ،کقُنَیْفِذٍ:عَلَمٌ ،و هو تَصْغِیر طالِعٍ .

و طُوَیْلِعٌ : ماءٌ لبَنِی تَمِیم،بِنَاحِیَهِ الصَّمَّانِ ،بالشّاجِنَه، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .قلتُ :و هو فِی وَادٍ فی طرِیقِ البَصْرَهِ إِلیالیَمَامَه بینَ الدَّوِّ و الصَّمِّانِ أَو:رَکِیَّهٌ عادِیَّهٌ بنَاحِیَهِ الشواجِنِ ، عَذبَهُ الماءِ،قَرِیبَهُ الرِّشاءِ ،قالَه الأَزْهَرِیُّ ،و همَا قَوْلٌ وَاحِدٌ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

و أَی فَتًی وَدَّعْتُ یَوْمَ طُوَیْلِعٍ

عَشِیَّهَ سَلَّمْنَا علیهِ و سَلَّمَا (5)

و أَنْشَدَ الصّاغَانِی لضَمْرَهَ بنِ ضَمْرَه النَّهْشَلِیّ :

فلَوْ کُنْتَ حرْباً ما وَرَدْتُ طُوَیْلِعاً

و لا حَرْفَه إِلاَّ خَمِیساً عَرَمْرَمَا

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الطَّوْلَعُ ،کجَوْهَرٍ،و قال غَیْرُه:

الطُلَعَاءُ ،کالفُقَهَاءِ:القَیْ ءُ ،و هو مَجَازٌ،و لو مَثَّلَ الأَخِیرَ بالغُلَواءِ کانَ أَحْسَنَ .

و طَلِیعهُ الجَیْشِ :من یَطْلُعُ مِنَ الجَیْشِ ، و یُبْعَثُ لِیَطَّلِعَ طِلْعَ العَدُوِّ ،کالجَاسُوسِ ، للواحِدِ و الجَمِیع ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و کذلِکَ الرَّبِیئَهُ ،و الشیِّفَهُ ،و البَغِیَّهُ بمَعْنَی الطَّلِیعَهِ ،کُلُّ لَفْظَهٍ منها تَصْلُحُ للوَاحِدِ و الجَمَاعَهِ ج:

طلائِعُ ،و منه الحَدِیثُ :«کانَ إِذا غَزَا بَعَثَ بینَ یَدَیْهِ طَلائِعَ ».

و أَطْلَعَ إِطْلاعاً: قَاءَ ،و هو مَجَازٌ.

و أَطْلَعَ إِلیْه مَعْرُوفاً:أَسْدَی مثل أَزَلَّ إِلیه مَعْرُوفاً،و هو مَجَازٌ.

و أَطْلَعَ الرَّامِی:جازَ سَهْمُه من فَوْقِ الغَرَضِ ،یُقَال:

رَمَی فأَطْلَعَ ،و أَشْخَصَ ،قالَهُ الأَسْلَمِیٌّ ،و هو مَجَازٌ.

و أَطْلَعَ فُلاناً:أَعْجَلَه ،و کذلِکَ أَرْهَقَه،و أَزْلَقَه، و أَقْحَمَه،و هو مَجَازٌ.

و أَطْلَعَهُ علی سِرِّهِ :أَظْهَرَه و أَعْلَمَه،و أَبَثَّهُ له،و هو مَجَازٌ،و منه أَطْلَعْتُکَ طِلْعَ أَمْرِی.

و نَخْلَهٌ مُطْلِعَهٌ ،کمُحْسِنَهٍ :مُشْرِفَهٌ علی مَا حَوْلَها، طَالَت النَّخِیلَ و کانَتْ أَطْوَلَ من سَائرِهَا.

و طَلَّعَ کَیْلَهُ تَطْلِیعاً مَلَأَه جِدًّا حتی تَطَلَّعَ ،و هو مَجازٌ.

و اطَّلَعَ علی باطِنِه،کافْتَعَلَ :ظَهَرَ ،قال السَّمِینُ -فی قَوْلِه

ص:323


1- (1) کذا بالأصل و التهذیب:و فی اللسان:إذا طلعت.
2- (2) فی التهذیب:«یطالع أعلی الأرض فیساویه»و مثله فی اللسان.
3- (3) فی الکامل للمبرد 273/1 [1] بروایه:«و لا تمنّیت من مالٍ »و بحاشیته: الروایه الصحیحه بکسر التاء لا غیر لأنه یخاطب،امرأه تقدم ذکرها فی الشعر یدعو علیها.
4- (4) زید بعدها فی الکامل للمبرد 273/1 لتوهم الحیاءَ.
5- (5) من ثلاثه أبیات فی معجم البلدان« [2]طوبلع»نسبها إلی أعرابی یرثی واحداً.

تَعالَی: أَطَّلَعَ الْغَیْبَ (1)-:إِنَّه یَتَعَدَّی بنَفْسِه،و لا یَتَعَدَّی بَعلَی،کما تَوَهَّمَه بعضٌ ،حَتّی یَکُونَ من الحَذْفِ و الإِیصالِ ،نَقَلَه شیْخُنَا،ثُمَّ قالَ :و لکن استَدَلَّ الشِّهَابُ فی العِنَایَه بما للمُصَنِّفِ ،فقال:لکِن فی القامُوسِ « اطَّلَع عَلیْه»فکأَنَّهُ یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی،و الاسْتِدْلالُ بغیر شَاهدٍ غیرُ مفِیدٍ.انْتَهَی.

قلتُ :الَّذِی صَرَّحَ به أَئِمَّهُ اللُّغَهِ أَنّ طَلَع علیه،و اطَّلَعَ علیه،و أَطْلَع علیه بمَعْنًی وَاحِدٍ،و اطَّلَعَ علی بَاطِنِ أَمْرِهِ ، و اطَّلَعَه :ظَهَرَ له و عَلِمَه،فهو یَتَعَدَّی بنَفْسِه و بعَلَی،کما فِی اللِّسَانِ بهؤُلاءِ قُدْوَهً ،لا سِیَّما الجَوْهَرِیّ إِذا قالَتْ حَذامِ ، فلا عِبْرَهَ بقَوْلهِ :و الاسْتِدْلالُ بهِ إِلی آخِرِهِ ،و کذا کَلاَمُ السَّمِینِ یُتَأَمَّلُ فیه،فإِنَّ إِنْکَارَه قُصورٌ.

و اطَّلَعَ هذِه الأَرْضَ :بَلَغَهَا ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: اَلَّتِی تَطَّلِعُ عَلَی الْأَفْئِدَهِ (2)،قالَ الفَرّاءُ:أَی یَبْلُغ أَلَمُهَا الأَفْئِدَهَ ، قال:و الاطِّلاعُ و البلُوغُ قد یَکُونُ (3)بمَعْنًی وَاحِدٍ،و قالَ غیْرُه:أَی تُوفِی علیها فتَحْرِقُهَا،من اطَّلَعْتُ علیه،إِذا أَشْرَفْتَ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و قولُ الفَرّاءِ أَحَبُّ إِلَیَّ ،و إِلیه ذَهَبَ الزَّجّاجُ .

و المُطَّلَعُ للمَفْعولِ :المَأْتَی ،یقَال:ما لِهذَا الأَمْرِ مُطَّلَعٌ ،أَی وَجْهٌ ،و لا مَأْتًی یُؤْتَی إِلیْه.و یقَالُ :أَیْنَ مُطَّلَعُ هذا الأَمْرِ،أَی مَأْتَاه، و هو مَوْضِعُ الاطِّلاعِ من إِشْرَافِ إِلی انْحِدَارٍ ،و هو مَجَازٌ.

17- و قولُ عمَرَ رضِیَ اللّه تَعالَی عنه : «لو أَنَّ لی ما فِی الأَرْضِ جَمِیعاً لافْتَدَیْتُ بهِ من هَوْلِ المُطَّلَعِ ». یرِید بهِ المَوْقِفَ یومَ القِیَامَهِ ، تَشبِیهٌ لما یُشْرَفُ علیهِ من أَمْرِ الآخِرَه عَقِیبَ المَوْتِ بذلِکَ ،أَی: بالمُطَّلَع الَّذِی یُشْرَفُ علیه من مَوْضِعٍ عالٍ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ :و قد یَکُونُ المُطَّلَعُ :المَصْعَدَ من أَسْفَل إِلی المَکَانِ المُشْرِفِ ،قال:و هوَ من الأَضْدادِ،و قد أَغْفَلَهُ المصَنِّفُ ،و من ذلِکَ

16- فی الحَدِیثِ : «ما نَزَلَ من القُرْآنِ آیَهٌ إِلاّ لها ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ ،و لکُلِّ حَرْفٍ حَدٌّ،و لکُلِّ حَدٍّ مُطَّلَعٌ » . أَی مَصْعَدٌ یُصْعَد إِلیْه ،یعنِی مِنْ مَعْرِفَهِ عِلْمِه ،و مِنْه قَوْلُ جَرِیرٍ یَهْجو الأَخْطَلَ :

إِنِّی إِذا مُضَرٌ عَلَیَّ تَحَدَّبَتْ

لاَقیْتُ مُطَّلَعَ الجِبَالِ وُعُوراً

هکَذَا أَنْشَدَه ابنُ بَرِّیّ و الصّاغَانِیّ .و من الأَوّلِ قولُ سُوَیْدِ بنِ أَبِی کاهِلٍ :

مُقْعِیاً یَرْمِی صَفَاهً لمْ تُرَمْ

فی ذُرَا أَعْیَطَ وَعْرِ المُطَّلَعْ

و قِیلَ :مَعْنَی الحَدِیث:أَنَّ لِکُلِّ حَدٍّ منْتَهَکاً یَنْتَهِکُه مُرْتکِبُه،أَی أَنَّ اللّه لم یُحَرِّم حُرْمَهً إِلاّ عَلِم أَنْ سَیَطْلُعُهَا مُسْتَطْلِعٌ .

و من المَجَازِ: المُطَّلِعُ ، بکَسْرِ الّلامِ :القَوِیُّ العَالِی القاهِر ،من قَوْلِهِمْ : اطَّلَعْتُ علی الثَّنِیَّهِ ،أَی عَلَوْتُهَا،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ فی«ض ل ع»و رَوَی أَبو الهیْثَمِ قَوْلَ أَبِی زُبَیْدٍ:

أَخُو المَوَاطِنِ عَیّافُ الخَنَی أُنُفٌ

للنّائِباتِ و لَوْ أُضْلِعْنَ مُطَّلِعُ

أُضْلِعْنَ :أُثْقِلْنَ .و مُطَّلِعٌ و هو القَوِیُّ علی الأَمْرِ المُحْتَمِل،أَراد مُضْطَلِعٌ فأَدْغَمَ ،هکَذَا رَوَاه بخَطِّه،قالَ :

و یُرْوَی:«مُضْطَلِعُ »و قال ابنُ السِّکِّیت:یقَالُ :هو مُضْطَلِعٌ بِحِمْلِه،کما تَقَدَّمَ ،و یُرْوَی قَوْلُ ابنِ مُقبِلٍ :

إِنّا نَقُومُ (4)بجُلاّنَا فیَحْمِلُها

مِنَّا طَوِیلُ نِجَادِ السَّیْفِ مُطَّلِعُ

و یُرْوَی«مُضْلَعٌ »و هما بمَعْنًی.

و طَالَعَه طِلاَعاً ،بالکَسْرِ، و مُطَالَعَهً : اطَّلَعَ علیه ،و هو مَجَازٌ،یقالُ : طَالَعْتُ ضَیْعَتِی،أَی نَظَرْتُها،و اطَّلَعْتُ عَلیْهَا، و قالَ اللَّیْثُ :الطِّلاَعُ :هو الاطِّلاَعُ ،و أَنْشَدَ لحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ:

فکانَ طِلاَعاً من خَصَاصٍ و رِقبَهٍ

بَأَعْیُنِ أَعْدَاءٍ و طَرْفاً مُقَسَّما

و قال الأَزْهَرِیُّ :قَوْلُه:طِلاعاً،أَی: مُطَالَعَهً ،یُقَالُ :

طالَعْتُه طِلاعاً و مُطَالَعَهً ،قالَ :و هو أَحْسَنُ من أَنْ تَجْعَلَه اطِّلاَعاً؛لأَنَّهُ القِیَاسُ فی العَرَبِیَّهِ .

ص:324


1- (1) سوره مریم الآیه 78. [1]
2- (2) سوره الهمزه الآیه 7. [2]
3- (3) التهذیب و اللسان: [3]یکونان.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«نقدم».

و طَالَعَ بالحَالِ :عَرَضَها ،طِلاَعاً،و مُطَالَعَهً .

و مِن المَجَازِ: تَطَلَّع إِلی وُرُودِهِ أَو ورودِ کِتَابِهِ :

اسْتَشْرَفَ له،قال مُتَمِّم بنُ نُوَیْرَهَ ،رضِیَ اللّه عنه:

لاقَی علی جَنْبِ الشَّرِیعَهِ باطیا

صَفْوَانَ فی نَامُوسِه یَتَطَلَّعُ

و تَطَلَّعَ فی مَشْیه:زافَ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،کأَنَّهُ لُغَهٌ فی تَتَلَّعَ ،إِذا قَدَّمَ عُنُقَه و رَفَعَ رَأْسَه.

و تَطَلَّعَ المِکیَالُ :امْتَلَأ ،مُطَاوِعُ طَلَّعَه تَطْلِیعاً.

و من المَجَازِ: قَوْلُهُم:عافَی اللّه رَجُلاً لَمْ یَتَطَلَّع (1)فی فَمِکَ ،أَی لم یَتَعَقَّب کَلاَمَکَ ،حکاه أَبو زیدٍ،و نَقَله الزمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیّ .

و قال ابنُ عبّادٍ: اسْتَطْلَعَه:ذَهَبَ به ،و کذا اسْتَطْلَعَ مالَه.

و من المَجَازِ: اسْتَطْلَع رَأْیَ فُلان ،إِذا نَظَر ما عِنْدَه،و ما الَّذِی یَبْرُزُ إِلیْه من أَمْرِه ،و لَوْ قال:وَ رَأْیَه:نَظَرَ ما هُوَ،کانَ أَخْصَرَ.

و قَوْلُه تعالَی: هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَاطَّلَعَ (2)بتَشْدِیدِ الطّاءِ و فَتْحِ النُّونِ ،و هی القِرَاءَهُ الجَیِّدَهُ الفَصِیحَهُ أَی هَلْ أَنْتُم تُحِبُّون أَنْ تَطَّلِعوا فتَعْلَمُوا أَیْنَ مَنْزِلَه الجَهَنَّمِیِّینَ ، فاطَّلَع المُسْلِمُ ،فَرَأَی قَرِینَه فِی سَواءِ الْجَحِیمِ ،أَی فی وَسَطِ الجَحِیمِ و قَرَأَ جَمَاعاتٌ هم ابنُ عَبّاسٍ -رَضِیَ اللّه عَنْهُما- و سَعِیدُ بنُ جُبَیْرٍ،و أَبو البَرَهْسَم،و عَمَّارٌ مولی بَنِی هاشِمٍ :

«هلْ أَنْتُم مُطْلِعون - کمُحْسِنُونَ - فأُطْلِعَ بضَمِّ الهَمْزَهِ و سُکُون الطَّاءِ و کَسْرِ الّلامِ ،و هی جائزَهٌ فی العَرَبِیَّهِ علی مَعْنَی:هَلْ أَنْتُم فَاعِلُونَ بِی ذلِکَ .و قرأَ أَبو عَمْرٍو و عَمّارٌ المذکور،و أَبو سِرَاجٍ ،و ابنُ أَبِی عَبْلَه،بکَسْرِ النُّونِ ، فأُطْلِع ،کما مَرّ.قلتُ :و هی روایَهُ حُسَیْنٍ الجُعْفِیِّ عن أَبِی عَمْرٍو.قال الأَزْهَرِیُّ :و هی شَاذَّهٌ عندَ النَّحْوِیِّینَ أَجْمَعِینَ ، و وَجْهُه ضَعِیفٌ ،و وَجْه الکَلامِ علی هذا المَعْنَی:هل أَنْتُم مُطْلِعِیَّ ،و هل أَنْتم مُطْلِعوه ،بلا نُونٍ ،کقولِکَ :هل أَنْتُم آمِروه،و آمِرِیَّ .

و أَما قَوْلُ الشّاعِرِ:

همُ القائِلُونَ الخَیْرَ و الآمِرُونَه

إِذا ما خَشُوا من مُحْدَثِ الأَمْرِ مُعْظَمَا (3)

فوَجْهُ الکَلامِ :و الآمِرونَ به،و هذَا من شَوَاذِّ اللُّغَاتِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الطالِعُ :الفَجْرُ الکاذِب،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

اطَّلَعَ عَلیْه:نَظَر إِلیْه حِینَ طَلَعَ ،و هو مَجازٌ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و منه قولُ أَبِی صَخْرٍ الهُذِلیِّ :

إِذا قُلْتُ هذا حِینَ أَسْلُو یَهِیجُنِی

نِسِیمُ الصَّبَا من حَیْثُ یُطَّلعُ الفَجْرُ

و یُقَال:آتِیکَ کُلَّ یَوْمٍ طَلَعَتْه الشَّمْسُ ،أَی طَلَعَتْ فیه.

و فی الدُّعَاءِ: طَلَعَتِ الشَّمْسُ و لا تَطْلُعُ بنَفْسِ أَحَدٍ مِنّا،عن اللِّحْیَانِیّ ،أَی لا ماتَ وَاحِدٌ مِنّا مع طُلُوعِها .أَرادَ:و لا طَلَعَتْ ،فوَضَعَ الآتِیَ مِنْهَا مَوْضِعَ الماضِی.

و أَطْلَعَ :لُغَهٌ فی طَلَعَ ،قالَ رُؤْبَهُ :

کأَنَّهُ کَوْکَبُ غُیْمٍ أَطْلَعَا

و مَطالِعُ الشَّمْسِ :مَشَارِقُهَا،و یُقَال:شَمْسُ مَطالِع ،أَو مَغارِب.

و تَطَلَّعَه :نظَر إِلیْه نَظَرَ حُبٍّ أَو بُغْضٍ ،و هو مَجَازٌ.

و أَطْلَعَ الجَبَلَ ،کطَلَعَهُ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و أَطْلَعَ رَأْسَه،إِذا أَشْرَفَ علی شَیْ ءٍ.

و الاسْمُ من الاطِّلاعِ :طَلاَعٌ ،کَسَحَابٍ .

و الطُّلُوعُ :ظُهُورٌ علی وَجْهِ العُلُوِّ و التَّمَلُکِ ،کما فی الکَشّافِ .

ص:325


1- (1) فی القاموس:«عافی اللّه من لم یَتَطَلَّعْ »و الأصل کالتهذیب و التکمله و الأساس.
2- (2) سوره الصافات من الآیتین 54 و 55.
3- (3) من شواهد سیبویه قال:و زعموا أنه مصنوع،فالشاهد فیه الجمع بین النون و الضمیر فی الآمرونه مع أن حق الضمیر ان یعاقب النون و التنوین لأنه بمنزلتهما فی الضعف و الاتصال.و انظر الخزانه 187/2. [1]

و یُقَالُ :أَنَا أُطَالِعُکَ بحقیقهِ الأَمْرِ،أَی أُطْلِعُکَ عَلیْه،و هو مَجَازٌ،کما فِی الأَسَاسِ ،و کذا قَوْلُهُم:طَالِعْنِی بکُتُبِکَ (1).

و اطَّلَعْتُ من فَوْقِ الجَبَلِ ،و أَطْلَعْتُ بمَعنًی وَاحِدٍ.

و نَفْسٌ طَلِعَهٌ ،کفَرِحَه:شَهِیَّهٌ مُتَطَلِّعَهٌ ،عَلَی المَثَل،و به رُوِیَ

17- قولُ الحَسَنِ : «إِنَّ هذِه النُّفُوسَ طَلِعَهٌ ».

و طَلَّعَهُ تَطْلِیعاً:أَخْرَجَه،عامِّیَّهٌ .

و من أَمْثَالِ العَرَبِ :«هذِه یَمِینٌ قد طَلَعَتْ فی المَخَارِمِ » و هی الیَمِین الَّتِی تَجْعَلُ لصَاحِبِهَا مَخْرَجاً،و منه قَوْلُ جَرِیرٍ:

و لا خَیْرَ فی مَالٍ عَلیْهِ أَلِیَّهٌ

و لا فِی یَمِینٍ غیرِ ذاتِ مَخَارِمِ

و المَخارِمُ :الطُّرُقُ فی الجِبَالِ .

و تَطَلَّعَ الرَّجُلَ :غَلبَه و أَدْرَکَه،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

و أَحْفَظُ جارِی أَنْ أُخالِطَ عِرْسَه

و مَوْلایَ بالنَّکْراءِ لا أَتَطَلَّعُ

و قالَ ابنُ بَرِّیّ :و یُقَالُ : تَطَالَعْتُه :إِذا طَرَقْتَهُ ،و أَنْشَدَ أَبُو عَلِیٍّ :

تَطالَعُنِی خَیالاتٌ لسَلْمَی

کما یَتَطَالَعُ الدَّیْنَ الغَرِیمُ

قالَ :کذا أَنْشَدَهُ ،و قالَ غَیْرُه:إِنَّمَا هو یَتَطَلَّع ؛لأَنَّ تَفَاعَلَ لا یَتَعَدَّی فی الأَکْثَرِ،فعَلَی قَوْلِ أَبِی عَلِیٍّ یَکُونُ مِثْلَ تَفاوَضْنَا الحَدِیثَ ،و تَعَاطیْنَا الکَأْسَ ،و تَنَاشَدْنَا الأَشْعَارَ.

قالَ :و یُقَالُ : أَطْلَعَتِ الثُّرَیَّا،بمعنَی طَلَعَتْ ،قال الکُمَیْتُ :

کَأَنَّ الثُّرَیّا أَطْلَعَت فی عِشَائِها

بوَجْهِ فَتَاهِ الحَیِّ ذَاتِ المَجَاسِدِ

و أَطْلَعَ الشَّجَرُ:أَوْرَقَ .

و أَطْلَعَ الزَّرْعُ :ظَهَرَ (2)،و هو مَجَازٌ.و فی التَّهْذِیبِ : طَلَعَ الزَّرْعُ طُلُوعاً ،إِذا بَدَأَ یَطْلُعُ و ظَهَرَ نَبَاتُه.

و قَوْسٌ طِلاَعُ الکَفِّ :یَمْلُأ عَجْسُهَا الکَفَّ ،و قد تَقَدَّم شَاهِدُه.

و هذَا طِلاَعُ هذَا،ککِتَابٍ ،أَی قَدْرُه.

و الاطِّلاعُ :النَّجَاهُ ،عن کُرَاع.

و أَطْلَعَت السَّمَاءُ،بمَعْنَی أَقْلَعَتْ .

و مَطْلَعُ الأَمْرِ،کمَقْعَدٍ:مَأْتَاهُ و وَجْهُه الّذِی یُؤْتَی إِلیْه، و مَطْلَعُ الجَبَلِ :مَصْعَدُه،و أَنْشَدَ:أَبُو زَیْدٍ:

ما سُدَّ من مَطْلَعٍ ضَاقَتْ ثَنِیَّتُه

إِلاَّ وَجَدْتُ سَوَاءَ الضِّیقِ مُطَّلَعَا

و طَالِعَهُ الإِبِلِ :أَوَّلُها.

و کذا مَطْلَعُ القَصِیدَهِ :أَوَّلُها،و هو مَجَاز.

و تَطَلُّعُ النَّفْسِ :تَشَوُّفُهَا و مُنَازَعَتُها.

و یَقُولُون:هو طَالِعُه سَعِیدٌ:یَعْنُونَ الکَوْکَبَ .

و مَلأتُ له القَدَحَ حتَّی کادَ یَطْلَعُ من نَوَاحِیه،و منه قَدَحٌ طِلاعٌ ،أَی مَلآن،و هو مَجَازٌ،و عَیْنٌ طِلاَعٌ :مَلَأی من الدَّمْعِ ،و هو مَجَازٌ.

و تَطَلَّعَ الماءُ من الإِنَاءِ:تَدَفَّقَ مِنْ نَوَاحِیهِ .و یُقَالُ :هذا لَکَ مَطْلَعُ الأَکَمَهِ ،أَی حاضِرٌ بَیِّنٌ ،و مَعْنَاهُ أَنَّه قَرِیبٌ مِنْکَ فِی مِقْدَارِ مَا تَطْلُعُ له الأَکَمَهُ ،و یُقَالُ :«الشَّرُّ یُلْقَی مَطَالِعَ الأَکمِ »أَی بارِزاً مَکْشُوفاً.

و اطَّلَعَتْه عَیْنِی:اقْتَحَمَتْه و ازْدَرَتْه،و کُلُّ ذلِک مَجَازٌ.

و فی المَثَلِ : «بعدَ اطِّلاعٍ إِیناسٌ » قاله قَیْسُ بنُ زُهَیْرٍ فی سِبَاقِه حُذَیْفَه بنَ بَدْرٍ لما اطَّلَعَت فَرَسُه الغبْرَاءُ،فقال قیْسٌ ذلِکَ فَذَهَبَتْ مَثَلاً،و الإِیناسُ :النَّظَرُ و التَّثَبُّتُ ،و ذلِکَ لأَنَّ الغَبْرَاءَ سَبَقَت فی المَکَانِ الصُّلْبِ ،فلمَّا صِرْنَ فی الوَعَثِ سَبَقَ دَاحِسٌ بقُوَّتِه،فلِذَا قالَ :

رُوَیْدَ یَعْلُونَ (3)الجَدَدْ

ص:326


1- (1) فی الأساس:و طالعنی کل وقتٍ بکتبک.
2- (2) فی اللسان:« [1]بدا».
3- (3) فی الفاخر للمفضل ص 220:«یعدوان».

و إِیُّاهُ عَنَی الشَمّاخُ [بقَوْلهِ ]:

لیْسَ بما لیْسَ بِهِ باسٌ بَاسْ

و لا یَضُرُّ البَرَّ ما قالَ النّاسْ

و إِنَّه بعدَ اطِّلاع إِیناسْ

و یُرْوَی:«قَبْلَ اطِّلاعٍ »أَی قَبْلَ أَنْ تَطَّلِعَ تُؤْنِسُ بالشَّیْ ءِ.

و المَلِکُ الصالِحُ طَلائِعُ بنُ رُزَّیْک،وزِیرُ مِصْر،الَّذِی وَقَفَ بِرْکَهَ الحَبَشِ عَلَی الطالِبیِّینَ ،و سَیَأْتِی ذِکْرُه فی «ر ز ک».

طمع

طَمِعَ فِیهِ ،و بهِ ،و عَلَی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، کفَرِحَ ، طَمَعاً ،مُحَرَّکَهً ، و طَمَاعاً ،کما فی سائِرِ النُّسَخِ ،و الصّوابُ : طَمَاعَهً ،کما هو نصُّ الصّحاحِ و العُبَابِ ، و طَمَاعِیَهً ،مُخَفَّفٌ ،کما فی الصّحاحِ ،و مُشدَّدٌ کما فِی اللِّسَانِ (1)،و أَنکَرَ بَعْضُهُم التَّشْدِیدَ: حَرِصَ علیه و رَجَاهُ .و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رضِیَ اللّه عنه: « الطَّمَعُ فَقْرٌ، و الیَأْسُ غِنًی».

و قال الرَّاغِبُ : الطَّمَعُ :نُزُوعُ النَّفْسِ إِلی الشَّیْ ءِ،شَهْوهً له،و لَمَّا کانَ أَکْثَرُهُ من جِهَهِ الهَوَی قِیلَ : الطَّمْعُ طَبَعٌ (2)، و الطَّبَعُ تُدَنِّسُ الإِهَابَ .

فهو طَامِعٌ ،و طَمِعٌ کخَجِل،و طَمُعٌ مثل رَجُلٍ ،ج:

طَمِعُونَ و طُمَعاءُ کفُقَهَاءُ، و طمَاعَی ،کسَکَارَی، و أَطْماعٌ ، یُقَالُ :إِنَّمَا أَذَلَّ أَعْنَاقَ الرِجالِ الأَطْمَاعُ .

و یُقَالُ فی التَّعَجُّب: طَمُعَ الرَّجُلُ فُلانٌ ، ککَرُمَ ،أَی صارَ کَثِیرَهُ ،و کذا خَرُجَتِ المَرْأَهُ فُلانهُ :إِذا صَارت کَثِیرَهَ الخُرُوجِ ،و قَضُوَ القاضِی فُلانٌ ،و کذلِک التَّعَجُّبُ فِی کُلِّ شَیْ ءٍ،إِلاّ ما قالُوا فی نِعْمَ و بِئْسَ رِوَایَهً تُرْوَی عَنْهُم غَیْرَ لازِمَهٍ لقِیَاسِ التَّعَجُّبِ ،لأَنَّ صُوَرَ التَّعَجُّبِ ثلاثٌ :ما أَحْسَنَ زَیْداً،أَسْمِع بِه،کَبُرَتْ کَلِمَهً :کما فِی الصّحاح.

و أَطْمَعَهُ غَیْرُه: أَوْقَعَهُ فیه ،قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ -رضِیَ اللّه عَنْه-:

ظَلَّتْ تُرَاصِدُنِی و تَنْظُرُ حَوْلَها

و یرِیبُهَا رَمَقٌ و أَنِّی مُطْمِعُ

أَی مَرْجُوٌّ مَوْتُه.

و من المَجَازِ: الطَّمَعُ ،مُحَرَّکَهً :رِزْقُ الجُنْدِ،ج:

أَطمَاعٌ ،یُقَال:أَخَذَ الجُنْدُ أَطْمَاعَهُم ،أَی أَرْزَاقَهُم، أَو أَطْماعُهُم :أَوْقَاتُ قَبْضِ أَرْزَاقِهِم.

و امرأَهٌ مِطْمَاعٌ : تُطْمِعُ و لا تُمَکِّنُ من نَفْسِهَا.

و المَطْمَعُ ، کمَقْعَدٍ:ما یُطْمَعُ فیهِ ،قال الحادِرَهُ :

إِنَّا نَعَفُّ و لا نُرِیبُ حَلِیفَنَا

و نَکُفُّ شُحَّ نُفُوسِنَا فی المَطْمَع

و الجَمْعُ : المَطَامِعُ ،قالَ البَعِیثُ :

طَمِعْتُ بلَیْلَی أَنْ تَرِیعَ و إِنَّمَا

تُقَطِّعُ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ المَطَامِعُ

و المَطْمَعَهُ ، بهاءٍ:ما طَمِعْتَ مِنْ أَجْلِه ،یُقَالُ :إِنَّ قَوْل المُخَاضَعَهِ (3)من المَرْأَه لَمَطْمَعَهٌ فی الفَسَادِ،أَی مِمّا یُطْمِعُ ذا الرِّیبَهِ فیها.و یُقَالُ نَحْوُ ذلِکَ فی کُلِّ شَیْ ءٍ،قال النّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ :

و الیَأْسُ مِمّا فاتَ یُعْقِبُ رَاحَهً

و لرُبَّ مَطْمَعَهٍ تَعُودُ ذُبَاحَا 2(4)

و قالَ اللَّیْثُ -فی صِفَاتِ النِّسَاءِ-:بِنْتُ عَشْرٍ: مَطْمَعَهٌ للنّاظِرِین،بِنْتُ عِشْرِین:تَشْمُسُ و تَلِینُ ،بنتُ ثَلاثِینَ لَذَّهٌ للمُعَانِقِین،بنتُ أَرْبَعِینَ ذَاتُ شَبَابٍ و دِینٍ ،بنتُ خَمْسِینَ :

ذَاتُ بَنَاتٍ و بَنِینِ ،بِنْتُ سِتِّینَ :تَشَوَّفُ للخَاطِبِینَ ،بنتُ سَبْعِینَ :عَجُوزٌ فی الغابِرِینَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

طَمَّعْتُ الرَّجُلَ تَطْمِیعاً،کأَطْمَعْتُه فطَمِعَ ،و رجُلٌ طَمَّاعٌ ، و طَمُوعٌ .

و تَطْمِیعُ القَطْرِ:حینَ یَبْدَأُ فیَجِیءُ منهُ شَیْ ءٌ قَلِیلٌ ،سُمِّیَ بذلِک لأَنَّه یُطْمِعُ بِمَا هو أَکْثَرُ منه،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

ص:327


1- (1) ورد فی اللسان:طماعیه مخفف،و طماعیَّه.و اقتصر فی الصحاح علی الأولی.
2- (2) فی المفردات:«و [1]الطمع».
3- (3) الأصل و التهذیب و فی اللسان: [2]الخاضعه.
4- (4) دیوانه ص 228 بروایه:و لرب مطعمه،و علی هذه الروایه فلا شاهد فیه.

کأَنَّ حَدِیثَهَا تَطْمِیعُ قُطْرٍ

یُجَادُ بهِ لأَصْداءٍ شِحَاحِ

الأَصْداءُ هنا:الأَبْدَانُ ،یقولُ :أَصْداؤُنَا شِحَاحٌ عَلَی حَدِیثِها.

و من المَجَازِ:الطَّیْرُ یُصَادُ بالمَطَامِع ،جَمْعُ مُطْمِع ،و هو الطّائِرُ الَّذِی یُوضَعُ فی وَسَطِ الشَّبَکهِ لتُصَادَ بدَلالَتِه الطُّیُورُ.

و من أَمْثَالِهم:« أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَبَ »و قد تَقَدَّم فی المُوَحَّدَهِ .

و من أَمْثَال العامَّهِ :« الطَّمَع ضَیَّعَ ما جَمَع».

طوع

طاعَ لَهُ یَطُوعُ طَوْعاً : أَطاعَ ،فهو طائعٌ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن بَعْضِ العَرَبِ ،قال: و طاعَ یَطَاعُ لُغَهٌ جَیِّدَهٌ .

و قالَ ابنُ سِیدَه: طاعَ یَطَاعُ و أَطاعَ :لانَ و انْقَادَ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ للرَّقّاصِ الکَلْبِیّ :

سِنَانُ مَعَدٍّ فی الحُرُوبِ أَدَاتُهَا

و قد طاعَ مِنْهمُ سَادَهٌ و دَعائِمُ

و أَنْشَدَ للأَحْوَصِ :

و قد قادَتْ فُؤَادِی فی هَوَاهَا

و طَاعَ لها الفُؤَادُ و ما عَصَاهَا

کانْطاعَ له.عن أَبِی عُبَیْدَهَ .

و من المَجَازِ: طَاعَ لَهُ المَرْتَعُ :اتَّسَعَ و أَمْکَنَه رَعْیُه حَیْثُ شاءَ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، کَأَطاعَهُ إِطاعَهً .

و أَطاعَ له:لَمْ یَمْتَنِعْ ،و یُقَالُ :أَمَرهُ فأَطَاعَهُ ،بالأَلِفِ ، طَاعَهً لا غَیْرُ،و فی التَّهْذِیبِ : طَاعَ لَهُ یَطُوعُ ،إِذا انْقَادَ،بغیر أَلِفٍ ،فإِذا مَضَی لأَمْرِه فقد أَطاعَهُ ،فإِذا وَافَقَه فقَد طَاوَعَهُ .

و فی المُفْرِدَاتِ : الطَّوْعُ :الانْقِیَادُ،و یُضَادُّه الکَرْهُ ،قالَ اللّه عَزَّ و جلَّ اِئْتِیا طَوْعاً أَوْ کَرْهاً (1)و الطّاعَهُ مثلُهُ ،لکِنْ أَکْثَرُ (2)ما یُقَالُ فی الائْتِمَارِ لِمَا أُمِرَ (3)،و الارْتِسَامِ فیما رُسِمَ .

و یُقَالُ : هُوَ طَوْعُ یَدَیْکَ ،أَی مُنْقَادٌ لک ،و هو مَجَازٌ. و فَرَسٌ طَوْعُ العِنَانِ :سَلِسٌ ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً.

و المِطْوَاعُ : المُطِیعُ .و الطّاعُ (4): الطائِعُ مَقْلُوبٌ منه،کما تَقُولُ :عائِقٌ و عاقٍ ،و لا فِعْلَ لِطَاعٍ ،قال الشّاعِرُ:

حَلَفْتُ بالبَیْتِ و ما حَوْلَه

مِنْ عائِذٍ بالبَیْتِ أَوْ طَاعِ

کالطَّیِّعِ ،ککَیِّسٍ یقال،جاءَ فلان طَیِّعاً:غَیْرَ مُکْرهٍ ، ج: طُوَّعٌ :کرُکَّعٍ .

و طَوْعَهُ ،و طَاعهُ :مِنْ أَعْلامِهنَّ .

وَ حُمَیْدُ بنُ طاعَهَ السَّکُونِیُّ : شَاعِرٌ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :لم أَقِفْ علی اسْمِ أَبِیهِ .

و ابنُ طَوْعَهَ الفَزَارِیُّ ،و الشَّیْبانیُّ :شاعِرَانِ ،فالفَزارِیُّ اسمُه:نَصْرُ بنُ عَاصِمٍ ،و الآخَرُ لم أَقِفْ علی اسْمِه،قالَهُ الصّاغَانِیُّ .

و الطَّوَاعِیَه مُخَفَّفَهً : الطّاعَهُ ،یُقَالُ :فلانٌ حَسَنُ الطَّوَاعِیَهِ لَکَ ،أَی حَسَنُ الطاعَهِ لکَ ،و قِیلَ : الطّاعَهُ :اسمٌ من أَطَاعَه یُطِیعُه طَاعَهً ؛و الطَّوَاعِیَهُ :اسمٌ لِمَا یَکُونُ مَصْدَراً لِطَاوَعَهُ (5).

و طَاوَعَتِ المَرْأَهُ زَوْجَها طَوَاعِیَهً .

و

16- فی الحَدِیثِ : «ثلاثٌ مُهْلِکاتٌ ،و ثلاثٌ مُنْجِیَاتٌ ، فالثَّلاثُ المُهْلِکَاتُ :شُحٌّ مُطَاعٌ ،و هَوًی مُتَّبَعٌ ،و إِعْجَابُ المَرْءِ بنَفْسِه». الشُّحُ المُطَاعُ ،هو:أَنْ یُطِیعَهُ صَاحِبُه فی مَنْعِ الحُقُوقِ الَّتِی أَوْجَبها اللّه تَعَالَی عَلَیْهِ فی مالِه.

و یُقَال: أطاعَ النَّخْلُ و الشَّجَرُ ،إِذا أَدْرَکَ ثَمَرُهُ ،و أَمْکَنَ أَنْ یُجْتَنَی ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی یُوسُفَ ،و هو مَجَازٌ.

و قولُه تَعَالَی : فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِیهِ (6)اخْتُلِفَ فی تَأْوِیلِه،فقِیلَ :أَی تابَعتْهُ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ، و قیل: طَاوَعَتْه ،و قالَ الأَخْفَشُ :هو مثلُ طَوَّقَتْ له، و مَعْنَاه:رَخَّصَتْ و سَهَّلَتْ له نَفْسُه،و هو علی هذا مَجَازٌ.

و قالَ المُبَرِّد:هو فَعَّلَتْ من الطَّوْعِ ، أَو شَجَّعَتْه ،رُوِیَ ذلِکَ عن مُجَاهِدٍ و قال أَبو عُبَیْدٍ:عَنَی مُجَاهِدٌ أَنَّهَا أَعانَتْه و أَجابَتْه إِلیه ،قالَ :و لا أَدْرِی أَصْلَه إِلاّ مِنَ الطَّوَاعِیَهِ .قالَ

ص:328


1- (1) سوره فصلت الآیه 11. [1]
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لکن أکثر..الخ هکذا فی النسخ،و راجع المفردات»و [2]هی نفس عباره المفردات [3]المطبوع.
3- (3) فی المفردات: [4]لما أُمِرَ.
4- (4) فی التکمله:الطاعی.
5- (5) کذا بالأصل و فی التهذیب:مصدر المطاوعه.
6- (6) سوره المائده الآیه 30. [5]

الأَزْهَرِیُّ (1):و الأَشبَه عِنْدِی قولُ الأَخْفَشِ .قال:و أَمّا عَلَی قَوْلِ الفَرّاءِ و المُبَرِّدِ فانْتِصَابُ قَوْلِهِ : «قَتْلَ أَخِیهِ » علی إِفْضَاءِ الفِعْلِ إِلیهِ ،کأَنَّه قالَ : فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ ،أَی انْقادَتْ فی قَتْلِ أَخِیهِ ،و لِقَتْلِ أَخِیه،فحَذَفَ الخَافِضَ ،و أَفْضَی الفِعْل إِلیه،فنَصَبَه.

و اسْتَطَاعَ :أَطَاقَ :نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قال ابنُ بَرِّیّ :هو کما ذَکَرَ،إِلاَّ أَن الاسْتِطَاعَهَ للإِنْسَانِ خاصَّهٌ ،و الإِطاقَهَ عامّهٌ ، تَقُولُ :الجَمَلُ مُطِیقٌ لِحِمْلِه،و لا تَقُلْ : مُسْتَطِیعٌ .فهذا الفَرْقُ ما بَیْنَهُمَا.قال:و یُقَال لِلفَرَسِ :صَبُورٌ علی الحُضْرِ.

و الاسْتِطَاعَهُ :القُدْرَهُ علی الشَّیْ ءِ،و قِیلَ :هی اسْتِفْعَالٌ من الطّاعَهِ .و فی البَصائرِ للمُصَنِّفِ : الاسْتِطَاعَهُ ،أَصْلُه الاسْتِطْواعُ ،فلما أُسْقِطَت الواوُ جُعِلَت الهاءُ بَدَلاً عنها.

و قال الرّاغِبُ :الاسْتِطَاعَهُ عِنْدَ المُحَقِّقِینَ :اسمٌ للمَعَانِی الَّتِی بها یَتَمَکَّنُ الإِنْسَانُ مِمَّا یُرِیدُه من إِحْدَاثِ الفِعْلِ ،و هی أَرْبَعَهُ أَشیَاءَ:بِنْیَهٌ مَخْصُوصَهٌ للفَاعِلِ ،و تَصَوُّرٌ للفِعْلِ ، و مَادَّهٌ قابِلَهٌ لتَأْثِیرِه،و آلَهٌ إِنْ کان الفِعْلُ آلیًّا،کالکِتَابَهِ فإِنَّ الکاتِبِ یَحْتَاجُ إِلی هذِه الأَربَعَهِ فی إِیجَادِه لِلْکِتابَهِ ،و لذلِکَ یُقَال:فُلانٌ غیرُ مُسْتَطِیعٍ للکِتَابَهِ :إِذا فَقَدَ وَاحِداً من هذِه الأَرْبَعَهِ فَصَاعِداً؛و یُضادُّه العَجْزُ،و هو أَن لا یَجِدَ أَحَدَ هذِه الأَربَعَهِ فصَاعِداً،و مَتَی وَجَد هذِه الأَربَعَهَ کُلَّها، فمُسْتَطِیعٌ مُطْلقاً،و متَی فَقَدَهَا فعاجزٌ مُطْلَقاً،و مَتَی وَجَدَ بَعْضَها دُونَ بَعْضٍ ، فمُسْتَطِیعٌ مِن وَجْهٍ ،عاجِزٌ مِنْ وَجْهٍ ،و لأَنْ یُوصَفَ بالعَجْزِ أَوْلَی.

و الاسْتِطَاعَهُ أَخَصُّ من القُدْرَهِ .و قَوْلُه تعالَی: وَ لِلّهِ عَلَی النّاسِ حِجُّ الْبَیْتِ مَنِ اِسْتَطاعَ إِلَیْهِ سَبِیلاً (2)فإِنّهُ یَحْتَاجُ إِلی هذِه الأَربَعَهِ ،و

14- قولُه صلّی اللّه علیه و سلّم: «الاسْتِطَاعَهُ الزّادُ و الرّاحِلَهُ ». فإِنّه بَیانٌ لما یُحْتَاجُ إِلیهِ من الآلَهِ ،و خَصَّه بالذِّکْرِ دُونَ الآخَر إِذْ کانَ مَعْلُوماً-من حَیْثُ العَقْلُ -مُقْتَضَی الشَّرْعِ ،أَنَّ التَّکْلِیفَ من دُونِ تِلْک الأُخَرِ لا یَصِحُّ .و قولُه تَعَالَی: لَوِ اِسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَکُمْ (3)فالإِشْارَهُ بالاسْتِطَاعَهِ ههُنَا إِلی عَدَمِ الآلَهِ من المَالِ و الظَّهْرِ و نَحْوِه؛و کذا قولُه عَزَّ و جَلَّ :

وَ مَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ مِنْکُمْ طَوْلاً أَنْ یَنْکِحَ الْمُحْصَناتِ (4).

و قد یُقَالُ :فُلانٌ لا یَسْتَطِیعُ کذا،لمَا یَصْعُبُ علیهِ فِعْلُه، لعَدَمِ الرِّیَاضَهِ ،و ذلِکَ یَرْجِعُ إِلی افْتِقادِ الآلَهِ ،و عَدَمِ التَّصَوُّرِ،و قد یَصِحُّ مَعَهُ التَّکْلِیفُ ،و لا یَصِیرُ الإِنْسَانُ به مَعْذُوراً،و عَلَی هذا الوَجْهِ قالَ اللّه تَعَالَی: إِنَّکَ لَنْ تَسْتَطِیعَ مَعِیَ صَبْراً (5)و قولُه عَزَّ و جَلَّ : هَلْ یَسْتَطِیعُ رَبُّکَ أَنْ یُنَزِّلَ عَلَیْنا مائِدَهً مِنَ السَّماءِ (6)فقد قِیلَ :إِنَّهُم قالُوا ذلِکَ قبْلَ أَنْ قَوِیَتْ مَعْرِفَتُهُم باللّه عَزَّ و جَلَّ ،و قِیلَ : یَسْتَطِیعُ و یُطِیعُ بمَعْنًی وَاحِدِ،و مَعْنَاهُ :هَلْ یُجِیبُ .انتهی.

قلتُ :و قَرَأَ الکسائیّ : هَلْ تَسْتَطِیعُ رَبَّکَ بالتّاءِ و نَصْبِ الباءِ،أَی هَلْ تَسْتَدْعِی إِجابَتَه فِی أَنْ یُنَزِّلَ عَلَیْنا مائِدَهً مِنَ السَّماءِ .

و یُقَالُ و فی الصّحاحِ :و رُبَّمَا قالُوا: اسْطَاعَ یَسْطِیعُ ، و یَحْذِفُونَ التاءَ اسْتِثْقَالاً لها مع الطاءِ،و یَکْرَهُونَ إِدْغَام التّاءِ فِیها،فتُحَرَّکُ السینُ ،و هِیَ لا تُحَرَّکُ أَبَداً.و قَرَأَ حَمْزَهُ ، کما فی الصّحاحِ ،و هو الزیَّاتُ ،زادَ الصّاغَانِیُّ : غیْر خَلاّدٍ: فما اسْطَّاعُوا بالإِدْغامِ ،فَجَمَعَ بینَ السّاکِنَیْنِ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :قالَ الزَّجّاجُ :من قَرَأَ بهذِه (7)القِرَاءَهِ فهو لاَحِنٌ مُخْطِیءٌ،زَعَمَ ذلِکَ الخَلِیلُ و یُونُسُ و سِیبَوَیْهِ ،و جَمِیعُ مَن یَقُولُ بقَوْلِهِمْ ،و حُجَّتُهُم فی ذلِکَ أَنَّ السینَ ساکِنَهٌ ،و إِذا أُدْغِمَت التّاءُ فی الطّاءِ صارَتْ طاءً ساکِنَهً ،و لا یُجْمَعُ بینَ سَاکِنَیْنِ .

قلت:و قَرَأْتُ فی کِتَابِ الإِتْحاف لشیْخِ مَشَایِخِنا أَبِی العَبّاسِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَبْدِ الغَنِیِّ الدِّمْیَاطیِّ المُتَوَفَّی سنه أَلْف و مائَه و سِتَّهَ عَشَرَ ما نَصُّه:«و طَعْنُ الزَّجّاجِ و أَبِی عَلِیٍّ فی هذِه القِرَاءَهِ مِنْ حَیْثُ الجَمْعُ بینَ السّاکِنیْنِ مَرْدُودٌ بأَنَّهَا مُتَواتِرَهٌ ،و الجَمْعُ بَیْنَهُمَا فی مِثْلِ ذلِکَ سائِغٌ جائزٌ مَسْمُوعٌ فی مِثْلِه».و قَرَأْتُ فی کِتَابِ النَّشْرِ لابْنِ الجَزَرِیِّ ما

ص:329


1- (1) نص عباره التهذیب:و الأشبه عندی أن یکون معنی:طوّعت:سمّحت و سهلّت له نفسه قتل أخیه أی جعلت نفسه بهواها المردی قتل أخیه سهلاً و هوّنته.
2- (2) سوره آل عمران الآیه 97. [1]
3- (3) سوره التوبه الآیه 42. [2]
4- (4) سوره النساء الآیه 25. [3]
5- (5) سوره الکهف الآیه 67. [4]
6- (6) سوره المائده الآیه 112. [5]
7- (7) عن التهذیب و بالأصل«هذه القراءه».

نَصُّه:«و اخْتَلَفُوا فی: «فما اسْتَطَاعُوا » فقَرَأَ حَمْزَهُ بتَشْدِیدِ الطّاءِ،یُرِیدُ:فما اسْتَطَاعُوا ،فأَدْغَم التاءَ فی الطَّاءِ،و جَمَعَ بینَ سَاکِنَیْنِ وَصْلاً،و الجَمْعُ بَیْنَهُمَا فِی مِثْلِ ذلِکَ جائزٌ مَسْمُوعٌ ،قالَ الحَافِظُ أَبو عَمْرٍو:و مِمَّا یُقَوِّی ذلِکَ و یُسَوِّغُه أَنَّ السّاکِنَ الثّانی لمّا کانَ اللِّسَانُ عِنْدَه یَرْتَفِعُ عَنْهُ و عن المُدْغَمِ ارْتِفَاعَهً وَاحِدَهً صارَ بمَنْزِلَهِ حَرْفٍ مُتَحَرِّکٍ ،فکأَنَّ السّاکِنَ الأَوَّلَ قد وَلِیَ مُتَحَرِّکاً،فلا یَجُوزُ إِنْکَارُه»انْتَهَی.ثمّ قَالَ الجَوْهَرِیُّ : و قالَ الأَخْفَشُ :إِنَّ بَعْض العَرَبِ یَقُولُ :

اسْتاعَ یَسْتِیعُ فیَحْذِف الطّاءَ اسْتِثْقَالاً،و هُو یُرِیدُ اسْتَطَاع یَسْتَطِیعُ .قالَ الزَّجّاجُ .و لا یَجُوزُ فی القِرَاءَهِ ،و قالَ الأَخْفَشُ : و بَعْضُ العَرَبِ یَقُولُ : أَسْطَاعَ یُسْطِیعُ ،بقَطْعِ الهَمْزَهِ ،بمَعْنَی أَطاعَ یُطِیعُ ،و یَجْعَلُ السینَ عِوَضاً من ذَهابِ حَرَکهِ عَیْنِ الفِعْلِ .و فی التَّهْذِیبِ :قالَ ذلِکَ الخَلِیلُ و سِیبَوَیْهٌ ،عِوَضاً مِن ذَهابِ حَرَکَهِ الوَاوِ؛لأَنَّ الأَصْلَ فی أَطاعَ أَطْوَعَ ،و من کَانَتْ هذِه لُغَتَه قال فی المُسْتَقْبَلِ یُسْطِیعُ ،بضَمِّ الیاءِ.قالَ الزَّجّاجُ و مَنْ قال:أَطْرَحُ حَرَکَهَ التّاءِ علی السینِ ،فأَقْرَأُ: فما أَسَطاعُوا ،فَخَطَأٌ أَیْضاً؛لأَنَّ سِینَ اسْتَفْعَلَ لم تُحَرَّکْ قطُّ .و فی المُحْکَم:و اسْتَطاعَهُ ، و اسْطَاعَهُ ،و أَسْطَاعَهُ ،و اسْتاعَهُ ،و أَسْتَاعَهُ :أَطاقَهُ ، فاسْتَطاعَ ، علی قِیَاسِ التَّصْرِیفِ ،و أَمّا اسْطاعَ ،مَوْصولَهً ،فعلَی حَذْف التاءِ لِمُقَارَنَتِهَا الطّاءَ فی المَخْرَجِ ،فاستُخِفَّ بحَذْفِها،کما اسْتُخِفَّ بحَذْفِ [أَحَدِ] (1)الَّلامَیْنِ فی ظَلْت.و أَمَّا أَسْطَاعَ -مقطوعَهً -فعلی أَنّهم أَنابُوا السینَ مَنابَ حَرَکَهِ العَیْنِ فی أَطاعَ التی أَصْلُهَا أَطْوَعَ ،و هی مع ذلِکَ زائِدَهٌ .

و یُقَالُ : تَطَاوَعَ لهذَا الأَمْرِ حَتّی یَسْتَطِیعَه ،أَی تَکَلَّفَ اسْتِطاعَتَه ،کما فی الصّحاحِ ،قال الصّاغَانِیُّ :و هو مَعْنَی قَوْلِ عَمْرِو بنِ مَعْدِیکَرِبَ ،رَضِیَ اللّهُ عنه:

إِذا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْراً فدَعْهُ

و جَاوِزْهُ إِلی ما تَسْتَطِیعُ

و صَلاَهُ التَّطَوُّعِ :النَافِلَهُ ،و کُلُّ مُتَنَفِّلِ خیْرِ تبَرُّعاً:

مُتَطَوِّعٌ ،قالَ اللّه تَعَالَی: فَمَنْ تَطَوَّعَ خَیْراً فَهُوَ خَیْرٌ لَهُ (2)قال الأَزْهَرِیُّ :الأَصْلُ 3فیه یَتَطَوَّع ،فأُدْغِمَتِ التّاءُ فِیالطّاءِ،و کُلُّ حَرْف أَدْغَمْتَه فی حَرْفٍ نَقَلْتَه إِلی لفظ المُدْغَمِ فیهِ .و مَنْ قَرَأَهُ علی لَفْظِ المُدْغَمِ فیهِ .و مَنْ قَرَأَهُ علی لَفْظِ الماضِی فمَعْنَاهُ الاسْتِقْبَالُ ،قال:و هذا قَوْلُ حُذَّاقِ النَّحْوِیِّین.

قال:و التَّطَوُّع :ما تَبَرَّعَ به مِنْ ذاتِ نَفْسِه مِمّا لا یَلْزَمُه فَرْضُه؛کأَنَّهُم جَعَلُوا التَّفعُّلَ هُنَا اسْماً،کالتَّنَوُّطِ .

و طَاوَعَ مُطَاوَعَهً : وَافَقَ ،یُقال، طَاوَعَت المَرْأَهُ زَوْجَهَا طَوَاعِیَهً ،و قد تَقَدَّمَ الفَرْقُ بَیْنَهُ و بینَ أَطاعَ و طَاعَ فی أَوَّلِ الحَرْفِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الطَّوَاعَهُ :اسمٌ مِنْ طاوَعَهُ ،کالطَّوَاعِیَهِ .

وَ رَجُلٌ مِطْوَاعَهٌ ، کمِطْوَاعٍ ،قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ :

إِذا سُدْتَهُ سُدْتَ مِطْواعَهً

و مَهْمَا وَکَلْتَ إِلیهِ کَفَاهْ

و النَّحْوِیُّونَ رُبَّما سَمَّوا الفِعْلَ الّلازِمَ مُطَاوِعاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ :لسَانُه لا یَطُوعُ بکذا 4،أَی لا یُتَابِعُه.نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و أَطاعَ له المَرْعَی:اتَّسَع و أَمْکَنَه الرَّعْیُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

کأَنَّ جِیَادَنا فی رَعْنِ زُمٍّ

جَرَادٌ قَدْ أَطاعَ لَهُ الوَرَاقُ

أَنْشدَه أَبو عُبَیْدٍ،و قال:الوَرَاقُ :خُضْرَهُ الحَشِیشِ 5و النبَاتِ ،و هو مَجَازٌ.

و أَطاع التَّمْرُ:حان صِرَامُه.

و امْرَأَهٌ طَوْعُ الضَّجِیعِ :مُنْقادَهُ له،و قال النّابِغَهُ :

ص:330


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) سوره البقره الآیه 184. [2]

فارْتاعَ من صَوْتِ کَلاّبٍ فبَاتَ لَهُ

طَوْعَ الشَّوَامِتِ من خَوْفٍ و مِنْ صَرَدَ

یَعْنِی بالشَّوَامِتِ الکِلابَ ،و قِیلَ :أَرادَ بها القَوَائِمَ .

و فی التَّهْذِیبِ :یُقَالُ :فُلانٌ طَوْعُ المَکَارِهِ ،إِذا کانَ مُعْتَاداً لها،مُلَقًّی إِیّاهَا،و أَنْشَدَ بیتَ النّابِغَهِ ،و قالَ :« طَوْعَ الشَّوَامِتِ »بنَصْبِ العَیْنِ و رَفْعِها،فمَنْ رَفَعَ أَرَادَ:باتَ لَه ما أَطاع شَامِتُه من البَرْدِ و الخَوْفِ ،أَی باتَ لَهُ ما اشْتَهَی شَامِتُه و هو طَوْعُه ،و مِنْ ذلِکَ تَقُولُ :اللَّهُمَّ لا تُطِیعَنَّ بِنَا شَامِتاً،أَی لا تَفْعَلْ بِی ما یَشْتَهِیهِ و یُحِبُّه،و من نَصَبَ أَرَادَ بالشَّوَامِت قوائِمَه،وَاحِدُهَا شَامِتَهٌ ،یَقُولُ :فباتَ الثَّوْرُ طَوْعَ قَوَائِمِهِ ، أَی باتَ قَائماً،و قد مَرَّ تَحْقِیقُه فی«ش م ت»فَرَاجِعْه.

و نَاقَهٌ طَوْعُ القِیَادِ و طَیِّعَهُ القِیَادِ:لیِّنَهٌ لا تُنَازِعُ قائِدَها.

و تَطَوَّعَ للشَّیءِ،و تَطَوَّعَهُ ،کِلاهُمَا:حَاوَلَه.و قِیلَ :

تَکَلَّفَه،و قِیلَ :تَحَمَّلَه طَوْعاً .

و

14- مِنْ أَسْمَائه صلّی اللّه علیه و سلّم: المُطَاعُ ،أَی المُجَابُ المُشَفَّعُ فی أُمَّتِهِ .

و حَکَی سِیبَوَیْهٌ :ما أَسْتَتِیعُ ،بتاءَیْنِ ،و عَدَّ ذلِکَ فی البَدَلِ .

و المُطَّوِّعَهُ بتَشْدِیدِ الطّاءِ و الواوِ:الَّذِینَ یَتَطَوَّعُون بالجِهَادِ، أُدْغِمَتِ التّاءُ فی الطّاءِ،و حکاهُ أَحْمَدُ بنُ یَحْیَی،بِتَخْفِیفِ الطّاءِ و شَدِّ الواوِ.و رَدَّ علیهِ الزَّجَّاجُ ذلِکَ .

و اسْتَطَاعَ کأَطاعَ ،بمَعْنَی أَجابَ .

و قِیلَ : طَاعَتْ ،و طَوَّعَتْ بمَعْنًی.

و اسْتَطَاعَه :اسْتَدْعَی طَاعَتَه و إِجابَتَه.

و یُقَالُ :هُو من قَوْمٍ مَطَاوِیعَ .و رَجُلٌ طَیِّعُ اللِّسَانِ :

فَصِیحٌ ،و هُو مَجَازٌ.

و طَاوَعَ له المُرَادُ:أَتَاهُ طائِعاً سَهْلاً،و هو مَجَاز.

و أَبُو مُطِیعٍ :من کُناهُم.

و مُطِیعُ بنُ أَبِی الطّاعَهِ القُشَیْرِیُّ :جَدٌّ خامِسٌ لابْنِ دَقِیق العِیدِ.

و طُوَیْعٌ (1)،کزُبَیْرٍ:ماءٌ لبَنِی العَجْلانِ ابنِ کَعْبِ بنِ رَبِیعَهَ .

طیع

طاعَ یَطِیعُ طَیْعاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الزَّجّاجُ : لُغَهٌ فی یَطُوعُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی«ط و ع» اسْتِطْرَاداً،و فِی التَّکْمِلَهِ اسْتِدْرَاکاً،و زادَ صاحِبُ اللِّسَانِ :

الطَّیْعُ :لغهٌ فی الطَّوْعِ ،مُعاقبَهٌ ،و أَشارَ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاسِ .

فصل الظاءِ مع العین

ظلع

ظَلَعَ البَعِیرُ،کمَنَعَ و کَذا الإِنْسَانُ ظلْعاً : غَمَزَ فِی مَشْیِه و عَرِجَ ،قال مُدْرِکُ بنُ حِصْن:

رَغَا صاحِبِی بعدَ البُکَاءِ کمَا رَغَتْ

مُوَشَّمَهُ الأَطْرَافِ رَخْصٌ عَرِینُها

من المِلْحِ لا نَدْرِی أَرِجْلٌ شِمَالُها

بها الظَّلْعُ لَمَّا هَرْوَلَتْ ،أَم یَمِینُهَا

و قال کُثَیِّر:

و کُنْتُ کذَاتِ الظَّلْعِ لَمَّا تَحَامَلَتْ

عَلَی ظَلْعِهَا یَوْمَ العِثَارِ اسْتَقْلَّتِ

و قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَذْکُرُ فَرَساً،کما فِی الصّحّاحِ ،و فی العبَابِ یَصِفُ شُجَاعاً،و الصَّوابُ ما قَالَه الجَوْهَرِیُّ ،-کما فِی شَرْحِ الدیوانِ -:

یَعْدُو به نَهِشُ المُشَاشِ کأَنَّهُ

صَدَعٌ سَلِیمٌ رَجْعُه لا یَظْلَعُ (2)

و قال أَبو عُبَیْدٍ: ظَلَعَتِ الأَرْضُ بأَهْلِهَا ،أَی ضاقَتْ بِهِمْ من کَثْرَتهِم،کما فی الصّحاحِ ،قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و هذا تَمْثِیلٌ مَعْنَاه:لا تَحْمِلُهم لکَثْرَتِهِمْ فهی کالدَّابَّهِ تَظْلَعُ بحِمْلِهَا لِثِقَلِه. و من المَجَازِ: ظَلَعَت الکَلْبَهُ و صَرَفَتْ ،و أَجْعَلَتْ ، و اسْتَجْعَلَت و اسْتَطارَتْ ،إِذا اشْتَهَت الفَحْلَ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

و الظَّالِعُ :المُتَّهَمُ ،هذا بالظّاءِ لا غَیْرُ.

و الظالِعُ : المائِلُ ،و هذا یُرْوَی بالضّادِ أَیْضاً،و بِکَلَیْهِما فُسِّر قولُ النّابِغَهِ الذُّبْیَانِیِّ :

ص:331


1- (1) فی معجم البلدان و من میاه بنی العجلان طوعه و طُوَیع.
2- (2) و یروی عظمه بدل رجعه.و قوله:کأنه صدع یعنی الفرس کأنه ظبی لا صغیر و لا کبیر.

أَتُوعِدُ عَبْداً لَمْ یَخُنْکَ أَمانَهً

و تَتْرُکُ عَبْداً ظَالِماً و هْوَ ظالِعُ ؟

و یُرْوَی:«ظالِم الرَّبِّ ظالِع »و یُرْوَی:«و هُوَ ضالِعُ » بالضّادِ،و قد تَقَدَّمَ .

و دابَّهٌ ظالِعٌ ،و بِرْذَوْنٌ ظالِعٌ ،بِغَیْرِ هاءٍ فیهِمَا لِلمُذَکَّرِ و المُؤَنَّثِ ،إِن کانَ مُذَکَّراً فعَلَی الفِعْلِ ،و إِنْ کانَ مُؤَنَّثاً فعلَی النَّسَبِ ،و قالَ اللَّیْثُ : الظّالِعُ یَسْتَوِی فیه المُذَکَّرُ و المُؤَنَّثُ ،و کذلِکَ الغامِزُ،و لا یَقُولونَ للأُنْثَی: ظالِعَهٌ ،و لا غامِزَهٌ ، أَوْ هِیَ ظالِعَهٌ بهاءٍ و لا یُقَالُ :غامِزَهٌ .

و فی المَثَلِ و

16- قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ الهَرَوِیُّ :و فی حَدِیثِ بَعْضِهِم: «فإِنَّه لا یَرْبَعُ عَلَی ظَلْعِکَ من لیسَ یَحْزُنُه أَمْرُکَ » .

أَی:لا یَهْتَمُّ لِشَأْنِک إِلاّ من یَحْزُنُه حالُکَ ، أَو لا یُقِیمُ عَلیْکَ فی حَالِ ضَعْفِکَ إِلاّ مَنْ یَحْزُنُه حالُکَ قَالَه أَبُو حَامِدٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ القُرَشِیُّ ،و عَلَی کِلا الوَجْهَیْنِ أَصْلُه: مِنْ رَبَعَ الرَّجُلُ یَرْبَعَ رُبُوعاً:إِذَا أَقامَ بالمَکَانِ ،کأَنَّه یقولُ :لا یُقِیمُ علی عَرَجِکِ -إِذَا تَخَلَّفْتَ عن أَصْحَابِکَ لِضَعْفِکَ -إِلاّ مَنْ یَهْتَمُّ لأَمْرِک،کما فی العُبَابِ ،و منه قوْلُهُمْ : ارْبَعْ علی ظَلْعِکَ ،أَی:إِنَّکَ ضَعِیفٌ ،فانْتَهِ عَمَّا لا تُطِیقُه. و فی اللِّسَان:هو من رَبَعْتُ الحَجَرَ:إِذا رَفَعْتَه،أَی ارْفَعْهُ بمِقْدَارِ طاقَتِکَ .هذا أَصْلُه،ثُمَّ صارَ المَعْنَی ارْفُقْ بنَفْسِکَ (1)فِیمَا تُحَاوِلُه.و هو مَجَازٌ.

و فی المَثَل: «ارْقَ عَلَی ظَلْعِکَ » أَی تَکَلَّفْ ما تُطِیقُ .

قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :فتَقُولُ :رَقِیتُ رُقِیًّا و یُقَالُ :ارْقَأْ، مَهْمُوزاً،أَی أَصْلِحْ أَمْرَک أَوَّلاً ،من قَوْلِهِم:رَقَأْتُ ما بَیْنَهُم،أَی أَصْلَحْتُ ،و قِیلَ :مَعْنَاه أَمْسِکْ ،من رَقَأَ الدَّمْعُ یَرْقَأُ أَو مَعْنَاهُ : تَکَلَّفْ ما تُطِیق،لأَنَّ الرّاقِیَ فی سُلَّمٍ إِذا کَانَ ظالِعاً فإِنَّهُ یَرْفُقُ (2)بنَفْسِه،أَی لا تُجَاوِزْ حَدَّکَ فی وَعِیدِک، و أَبْصِرْ نقْصَکَ و عَجْزَکَ عَنْهُ . و کلامُ المصَنِّفِ هُنا غیْرُ مُحَرَّرٍ،فإِنَّه کَرَّرَ قَوْلَه:«تَکَلَّفْ ما تُطِیقُ »و ذَکَره مَرَّتَیْنِ ، و جَعَلَ قولَهُ :«لأَنَّ الرَّاقِیَ إِلی آخره»من تَفْسِیرِ ارْقَأْ مَهْمُزاً، و لیْسَ کذلِکَ ،إِنَّمَا هو تَفْسِیرُ ارْقَ من الرُّقِیِّ ،و لو ذَکَرَه قبْلَ ذِکْرِ المَهْمُوزِ لسَلِمَ من المُؤَاخَذَهِ و التَّکْرَارِ،و فِی اللِّسَانِ :مَعْنَی ارْقَ عَلَی ظَلْعِکَ ،أَی تصَعَّدْ فی الجَبَل،و أَنْتَ تَعْلم أَنَّکَ ظالِعٌ ،لا تُجْهِدْ نَفْسَک،و هذا الَّذِی ذَکَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ أَخْصَرُ من عِبَارَهِ المُصَنِّفِ :و أَوْفَی بالمُرَادِ. و قالَ الکِسائِیُّ : المَعْنَی فی کُلِّ ذلِک: اسْکُتْ علی ما فِیکَ من العَیْبِ ،و رَوَی ابنُ هانِیءٍ عن أَبِی زیْدٍ:تَقُولُ العَرَبُ (3):

ارْقَأْ عَلَی ظَلْعِکَ ،أَی کُفَّ ؛فإِنِّی عالِمٌ بمَساوِیکَ ،قالَ المِرّارُ بنُ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیّ :

مَنْ کان یَرْیَ علی ظَلْعٍ یُدَارِئُه

فإِنَّنِی نَاطِقٌ بالحَقِّ مُفْتَخِرُ

یَقُولُ :من کانَ یُغْضِی علی عَیْبٍ ،أَو عَلَی غَضاضَهٍ فی حَسَبٍ ،فإنِّی افْتَخِرُ بالحَقِّ . و یُقَالُ :قِ علَی ظَلْعِکَ ،إِذا کانَ بالرَّجُلِ عَیْبٌ ،فأَرَدْتَ زَجْرَهُ ،لِئَلاّ یُذْکَرَ ذلِکَ مِنْهُ فیُجِیبُه:وَقَیْتُ ،أَقِی وَقْیاً. و یُقَالُ :ارْقِ عَلَی ظَلْعِکَ ،بکَسْرِ القافِ ،أَمْرٌ من الرُّقْیَهِ ،کأَنَّه قالَ :لا ظَلَعَ بِی أَرْقِیهِ و أُداوِیه. و منه قَوْلُ بَغْثَرَ بنِ لَقِیطٍ :

لا ظَلْعَ بِی أَرْقَی عَلیْه و إِنَّمَا

یَرْقَی عَلَی رَثَیَاتِه المَنْکُوبُ

قالَ ابنُ بَرِّیّ :أَی أَنا صَحِیحٌ لا عِلَّهَ بِی و فی مَثَلٍ آخَرَ:

«ارْقَ علی ظَلْعِکَ أَنْ یُهاضَا» أَی:ارْبَعْ عَلَی نَفْسِک،و افْعَل بقَدْرِ ما تُطِیقُ ،و لا تَحْمِلْ عَلیْهَا أَکْثَرَ مِمّا تُطِیقُ .

و الظُّلاَعُ ،کغُرَابٍ :دَاءٌ فِی قَوَائِم الدّابَّهِ ،لا مِنْ سَیْرٍ و لا تَعَبٍ ، فتَظْلَعُ مِنْهُ ،قالَه اللَّیْثُ .

و فی المَثَلِ : «لا أَنامُ حَتّی یَنَامَ ظَالِعُ الکِلابِ » أَی:لا أَنامُ إِلاّ إِذا هَدَأَتِ الکِلابُ . و رَوَی أَبُو عُبَیْدٍ عن الأَصْمَعِیِّ -فی بابِ تَأْخِیرِ الحَاجَهِ ثُمَّ قَضَائِها فی آخِرِ وَقْتِها-:من أَمْثَالِهم فی هذا:«إِذَا نامَ ظالِعُ الکِلابِ »قالَ :و ذلِکَ لأَنَّ ظَالِعَها لا یَقْدِرُ أَنْ یُعَاظِلَ مع صِحَاحِها لضَعْفِه، فیَنْتَظِرُ فرَاغ آخِرِهَا،فلا یَنَامُ ، حَتَّی إِذا لمْ یَبْقَ غیْرُه سَفَدَ حینَئذٍ،ثُمَّ نامَ ،و نَحْو ذلِک قال ابنُ شُمَیْلٍ فی کِتابِ الحُرُوفِ أَو الظّالِعُ :الکَلْبُ الصّارِفُ ،و هو لا یَنامُ .فیُضْرَبُ مثلاً لِلمُهْتَمِّ بأَمْرِه الَّذِی لا یُغْفِلُه ،و لا یَنَامُ عنه و لا یُهْمِلُهُ ،قالَه

ص:332


1- (1) اللسان: [1]علی نفسک.
2- (2) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:تَرَفَّقَ .
3- (3) الأصل و اللسان،و [3]فی التهذیب:اقْأ.

ثابِتُ بنُ أَبِی ثابِت فی کِتَابِ الفُرُوقِ .و أَنْشدَ خالِدُ بن یَزِیدَ (1)قولَ الحُطَیْئَهِ یُخَاطِبُ خیَالَ امْرَأَهٍ طَرَقَه:

تسَدَّیْتَنَا مِن بَعْدِ ما نامَ ظالِعُ الْ

کِلابِ ،و أَخبَی نارَهُ کُلُّ مُوقِدِ

أَو الظّالِعُ :الکَلْبَهُ الصّارِفهُ یُقالُ :صَرَفَتْ ،و ظلَعَتْ بمَعْنًی،و قد تقَدَّم، و ذلِک لأَنَّ الذُّکُورَ تَتْبَعُها و لا تَدَعُها (2)تنامُ . حکاه ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :لا تنامُ لمَا بِها من الوَجَعِ .

و قال اللَّیْثُ : الظُّلَعُ ، کصُرَدٍ:جَبَلٌ لبَنِی سُلَیْمٍ ، و أَنْشَدَ:

و من ظُلَعٍ طَوْدٌ یَظَلُّ حَمَامُه

لَهُ حائمٌ یَخْشَی الرَّدَی و وُقُوعُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

فَرَسٌ مِظْلاعٌ ،قالَ الأَجْدَعُ الهَمْدَانِیُّ :

و الخَیْلُ تَعْلَمُ أَنَّنِی جَارَیْتُها

بأَجَشَّ لا ثَلِبٍ و لا مِظْلاعِ

و ظَلَعَ الرَّجُلُ :انْقَطَعَ و تَأَخَّر،و هو مَجَاز.

و الظَّلَعُ ،مُحَرَّکَهً :المَیْلُ عن الحَقِّ .

و الذَّنْبُ ،و رَجُلٌ ظَالِعٌ :مُذْنِبٌ .

و ظَلَعَ الکَلْبُ :أَرادَ السِّفَادَ.

و قَوْلُ الشّاعِر:

ما ذَاکَ مِنْ جُرْمٍ أَتَیْتُهُم بِه

و لا حَسَدٍ مِنِّی لَهُم یَتَظَلَّعُ

قالَ ابنُ سِیدَه:عِنْدِی أَنَّ مَعْنَاهُ یَقُومُ فی أَوْهَامِهِم، و یَسْبِقُ إِلی أَفْهامِهِم.

و ظَلَعَتِ المَرْأَهُ عَیْنَها:کَسَرَتْهَا و أَمالَتْهَا.

و قَوْلُ رُؤْبَهَ :

فَإِنْ تَخالَجْنَ العُیُونَ الظُّلَّعَا

إِنَّمَا أَرادَ المَظْلُوعَهَ ،فأَخْرَجَه علی النَّسَبِ .

و الحِمْلُ المُظْلِعُ ،بمَعْنَی المُضْلِعِ ،و قَد تَقَدَّمَ ،نَقَلَه ابنُ الأَثِیرِ.

و أَدْبَرَ مَطِیَّتَه،و أَظْلَعَها:أَعْرَجَهَا،کما فِی الأَسَاسِ .

فصل العین مع العین

اشاره

هذَا الفصلُ برُمَّتِه ساقِطٌ من الصّحاحِ ،و لذا کَتَبَه بالحُمْرَه.

عفرجع

العَفَرْجَعُ ،کسَفَرْجَلٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قالَ الصّاغَانِیُّ :هو السَّیِّ ءُ الخُلُقِ .

عکوکع-عکنکع

العَکَوْکَعُ ،کسَفَرْجَلٍ :القَصِیرُ.

و قال اللَّیْثُ : العَکَنْکَعُ ،کسَمَنْدَلٍ :الغُولُ الذَّکَرُ ،قال الشّاعِرُ:

کَأَنَّهَا وَهْوَ إِذا اسْتَبَّا مَعَا

غُولٌ تُدَاهِی شَرِساً عَکَنْکَعا

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هو الخَبِیثُ من السَّعَالِی، کالکَعَنْکَعِ ، بتَقْدِیمِ الکافِ ،ذَکَرَه هُنَا اسْتِطْرَاداً،و مَوْضِعُه فی الکافِ مع العَیْن،کما سَیَأْتِی،و قالَ الفَرّاءُ:الشَّیْطَانُ هو الکَعَنْکَعُ ، و القانُ .

علع

عَلْعَ کأَیْنَ ،و عَلْعَلٌ ،بزِیَادَهِ لامٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ، و أَوْرَدَهُ فی العُبَابِ عن ابْنِ عَبّادٍ،قالَ :هو زَجْرٌ للغَنَمِ و الإِبِلِ . قلتُ :و ذِکْرُ الثّانِی هُنَا مُسْتَدْرَکٌ ؛لأَنَّ مَحَلَّه الّلامُ ، و سَیَأْتِی أَنَّه مَقْلُوبُ لَعْلَع،عن یَعْقُوبَ ،و کأَنَّ الأَوّلَ مَقْصُورٌ منه،فتَأَمَّلْ .

عهخع

العُهْخُعُ ،کقُنْقُدٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا،و قد ذَکَرَه فی الخُعْخُع،کما تَقَدَّمَ ،و نَقَلَ الخَلِیلُ عن الفَذِّ من العَرَبِ :هو شَجَرَهٌ یُتَدَاوَی بِها و بوَرَقِها ،قالَ الخَلِیلُ :و هیَ کلمهٌ شَنْعَاءُ لا تَجُوزُ فی التَأْلِیفِ .قال: و سُئلَ أَعْرَابِیٌّ عن ناقَتِه،فقال:تَرَکْتُهَا تَرْعَی العُهْخُع . قالَ :و سَأَلْنا (3)الثِّقَاتِ من عُلَمائهم فأَنْکَروا أَنْ

ص:333


1- (1) الأصل و التهذیب و فی اللسان:خالد بن زید.
2- (2) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:«و لا یدعنها»و مثلها فی التهذیب و اللسان. [2]
3- (3) عن التکمله و بالأصل«و سأل».

یَکُونَ هذا الاسْمُ مِن کَلامِ العَرَبِ . و قِیلَ :إِنَّمَا هو الخُعْخُع ،نَقَلَه الخَلِیلُ عن أَعْرَابِیٍّ آخَرَ،قالَ اللَّیْثُ :و هذا مُوَافِقٌ لِقِیَاسِ العَرَبِیَّهِ .قلتُ :و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ فی مَوْضِعِه.

و نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَهِ هکَذَا،و ابنُ شُمَیْلٍ فی کِتَابِ الأَشْجَارِ لَهُ و أَمَّا ما وَقَعَ فی بَعْضِ کُتُبِ المَعَانِی و البَیَانِ ، فی بابِ الفَصَاحَهِ و ما یُخِلُّ بِها من التَعْقِیدِ: تَرْعَی العُهْعُخَ ، بتَقْدِیمِ العَیْنِ ،و الخاءُ فی آخِرِه، فغَلَطٌ . قالَ ابنُ شُمَیْلٍ - عن أَبِی الدُّقیْشِ -:هی کَلِمَهُ مُعایاهٍ .و لا أَصْلَ لها،و ذَکَر الأَزْهَرِیُّ فی الخاءِ:أَنَّهُ شَجَرَهٌ یُتَدَاوَی بها و بوَرَقِهَا،و لم یُنْکِرْه،کما تَقَدَّمَ ذلِکَ مَرَّتَیْنِ ،فتَغْلِیطُه لأَهْلِ المَعَانِی مَحَلُّ نَظَرٍ و تَأَمُّلٍ .

عوع

العَوْعَاءُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فی العُبابِ ،و أَوْرَدَهُ فی التَّکْمِلَهِ من غیْرِ عَزْوٍ،فقالَ :هو الغَوْغَاءُ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :قالَ الأَصْمَعِیُّ :سَمِعْتُ عَوْعَاهَ القَوْمِ و غَوْغَاتَهم،إِذا سَمِعْتَ لَهُم لَجَبَهً و صَوْتاً،کما فی اللِّسَانِ .

عیع

عَیَّعَ القَوْمُ تَعْیِیعاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَی عَیُوا عن أَمْرٍ قَصَدُوه ،و أَنْشَدَ:

حَطَطْتُ علی شِقٍّ الشِّمَالِ و عَیَّعُوا

حُطُوطَ رَباعٍ مُحْصِفِ الشَّدِّ قارِبِ

و قال:الحَطُّ :الاعْتِمَادُ فی السَّیْرِ.

و فی کُتُب التَّصْرِیفِ من مُؤَلَّفاتِ المَازِنِیِّ و ابْنِ جِنِّی:

عاعَیْتُ عِیْعَاءً ،بالکَسْرِ، و لم یُفَسِّرُوهُ .

قُلْتُ :و عِنْدِی أَنَّ مَعْنَاهُ :قلتُ :عاءْ عاءْ، و (1)قال الأَخْفَشُ :لا نَظِیرَ لها سِوَی حَاحَیْتُ ،و هَاهَیْتُ .

قلتُ :و قد تَقَدَّمَ مِثْلُ ذلِکَ فی بابِ الحَاءِ،و ذَکَرْنَا هُنَاکَ - نَقْلاً عن ابنِ جِنِّی فی سِرِّ الصِّنَاعَهِ فی مَبْحَثِ الاشْتِقاقِ -أَنَّ هذا من أَفْعَالِ الأَصْوَاتِ ،یَقُولُونَ فی زَجَرِ الإِبِلِ :

حَاحَیْتُ ،و عَاعَیْت،و هَاهَیْتُ :إِذا قُلْتَ :هاءْ،وعَاءْ، و حاءْ،و قد أَشَارَ لمِثْلِه ابنُ مالِکٍ و غیرهُ ،فقَوْلُه:لم یُفَسِّرُوه مَحَلُّ تَأَمُّلٍ ،فرَاجِعْ بابَ الحاءِ.

فصل الفاءِ مع العین

فجع

فَجعَهُ ،کمَنَعَهُ ،أَوْجَعَه،کفَجَّعَهُ تَفْجِیعاً،شُدِّدَ للمُبَالَغَهِ ،قال لبِیدٌ-رَضِیَ اللّه عنه-یَرْثِی أَخاهُ أَرْبَدَ:

فَجَّعَنِی الرَّعْدُ و الصَّواعِقُ بالْ

فارِسِ یَوْمَ الکَرِیهَهِ النُّجُدِ

أَو الفَجْعُ :أَنْ یُوجَعَ الإِنْسَانُ بشَیءٍ یَکْرُمُ علیه من المالِ و الوَلَدِ و الحَمِیمِ ، فیُعْدَمَهُ .و قد فُجِعَ بمالِهِ وَ وَلَدهِ ، کعُنِیَ ، قالَهُ اللَّیْثُ ،قالَ کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ رضِیَ اللّه عنه:

لکِنَّهَا خُلَّهٌ قد سِیطَ مِنْ دَمِهَا

فَجْعٌ وَ وَلْعٌ و إِخْلافٌ و تَبْدِیلُ

و قالَ غَیْرُه:

إِنْ تَبْقَ تُفْجَعْ بالأَحِبَّهِ کُلِّهَا

و فَنَاءُ نَفْسِکَ -لا أَبالَکَ - أَفْجَعُ

و نَزَلَتْ به فَاجِعَهٌ مِنْ فَوَاجِعِ الدَّهْرِ و تَقُولُ : مَوْتٌ فَاجِعٌ و فَجُوعٌ ،کصَبُورٍ و کذَا دَهْرٌ فاجِعٌ و فَجُوعٌ ،أَی یَفْجَعُ النّاسَ بالدَّوَاهِی قال لبِیدٌ-رَضِیَ اللّه عنه-یَرْثِی أَخاه أَرْبَدَ:

فلا جَزِعٌ إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَیْنَنا

و کُلُّ فَتًی یَوْماً به الدَّهْرُ فَاجِعُ

و قال المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

و أَبْکِی نِسْوَهً لِبَنِی عُلَیْمٍ

و کانَ لِمِثْلِ نِسْوَتِهم فَجُوعَا

و الفَاجِعُ :غُرَابُ البَیْنِ ،صِفَهٌ غالِبَهٌ ؛لأَنَّه یَفْجَعُ النّاسَ لنَعِیبَه بالبَیْنِ ،قال الشّاعِرُ:

بَشِیرُ صِدْقٍ أَغانَ دَعْوَتَه

بصَفْقَهٍ مثل فاجِعٍ شَجِبِ

یَعْنِی الغُرَابَ إِذَا نَعَقَ بالبَیْنِ ،و الشَّجِبُ :الهالِکُ .

و قالَ ابن دُرَیْدٍ:یقال: امْرَأَهٌ فاجِعٌ و لمْ یَذْکُرْ لَهَا مَعْنًی، کأَنَّه أَخْرَجَها مُخْرَجَ لابنٍ ،و تَامرٍ. أَیْ (2)ذاتُ فَجِیعَهٍ .

و هی أَی الفَجِیعَه : الرَّزِیَّهُ نَقَله الجَوْهَرِیُّ ،و زَاد ابنُ

ص:334


1- ((*)) ساقطه من الکویتیه و المصریه.
2- (1) التکمله:أی صاحبه فجیعه.

سِیدَه:المُوجِعَهُ بما یُکْرَهٌ (1).

و تَفَجَّعَ الرَّجُلُ : تَوَجَّع للمُصِیبَهِ و تَضَوَّرَ لها.

و الفُجَاعُ ،کغُرَابٍ :جَدُّ سَمْلَقَهَ بنِ مُرَیّ ،و سَمْلَقَهُ أَوَّلُ من جَزَّ النَّوَاصِیَ ،و سَیَأْتِی فی القافِ إِنْ شَاءَ اللّه تَعَالَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ مَفْجُوعٌ و فَجِیعٌ : مُفَجَّعٌ أَصَابَتْهُ الرَّزِیَّهُ .

و الفِوَاجِعُ :المَصَائِبُ المُؤْلِمَهُ التی تَفْجَعُ الإِنْسَانَ بما یَعزُّ علیهِ من مالٍ أَو حَمِیمٍ .

و الفَجَائعُ :جَمْعُ فَجِیعَهٍ .

و رَجُلٌ فَاجِعٌ ،و مُتَفَجِّعٌ :لَهْفَانُ مُتَأَسِّفٌ .

و مَیِّتٌ فَاجِعٌ و مُفْجِعٌ :جاءَ عَلَی أَفْجَعَ و لم یُتَکَلَّمْ به،کما فِی اللِّسَانِ .

و قد سَمَّوْا مُفَجِّعاً،کمُحَدِّثٍ .

فدع

الفَدَعُ ،مُحَرَّکَهً :اعْوِجَاجُ الرُّسْغِ من الیَدِ أَو الرِّجْلِ حَتَّی یَنْقَلِبَ الکَفُّ أَو القَدَمُ إِلی إِنْسِیِّها هکَذا فی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و فِی الصّحاحِ :إِلی إِنْسِیِّهما، یُقَالُ مِنْه:رَجُلٌ أَفْدَعُ بَیِّنُ الفَدَعِ أَو:هُوَ المَشْیُ عَلَی ظَهْرِ القَدَمِ یُقَالُ :رَجُلٌ أَفْدَعُ :یَمْشِی عَلَی ظَهْرِ قَدَمِه،عن [ابنِ ] (2)الأَعْرَابِیِّ .

أَو الفَدَعُ : ارْتِفَاعُ أَخْمَصِ القَدَمِ حَتَّی لَوْ وَطِیءَ الأَفْدَعُ -و لو قالَ :صاحِبُه،کانَ أَحْسَنَ - عُصْفُوراً ما آذَاهُ قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،قالَ ابنُ أَحْمَرَ:

کَمْ فِیهِمُ من هَجِینٍ أُمُّهُ أَمَهٌ

فی عَیْنِهَا قَدَعٌ ،فِی رِجْلِهَا فَدَعُ

أَو هوَ اعْوِجاجٌ و مَیْلٌ فی المَفَاصِل کُلِّها خِلْقَهً أَو دَاءً، کأَنَّهَا قد زالَتْ عن مَواضِعِها ،لا یُسْتَطاعُ بَسْطُهَا معه.قالَهُ اللیْثُ ،قالَ أَبو دُلامَهَ .

عَکْباءُ عُکْبُرَهُ اللَّحْیَیْنِ هِمَّرِشٌ

و فی المَفَاصِلِ من أَوْصالِها فَدَعُ

و أَکْثَرُ ما یَکُونُ فِی الأَرْساغِ من الیَدِ و القَدَمِ خِلْقَهً ،قالَ أَبُو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ :

مُقَابَلُ الخَطْوِ فِی أَرْسَاغِهِ فَدَعٌ

ضُبَارِمٌ لیْسَ فی الظَّلْماءِ هَیّابَا

أَو هو زَیْغٌ بَیْنَ القَدَمِ و بَیْنَ عَظْمِ السّاقِ ،و کذلِکَ فی الیَدِ،و هو أَنْ تَزُولَ المَفَاصِلُ عن أَماکِنِها،

17- و منه حَدِیثُ عَبْدِ اللّه بنِ عُمَرَ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا «أَنَّ یَهُودَ خَیْبَرَ حِینَ بَعَثَه أَبُوه لِیُقَاسِمَهم الثَّمَرَهَ دَفَعُوه مِن فَوْقِ بَیْتٍ ففَدِعَتْ قَدَمُه فغَضِبَ عُمَرُ رَضِیَ اللّه عنه،فنَزَعَها مِنْهُم»أَی خَیْبَر، و أَجْلاَهُم إِلَی تَیْمَاءَ و أَرِیحاءَ،و فِی رِوَایَهٍ :«فسَحَرُوه، فتکَوَّعَتْ أَصابِعُه».

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : الفَدَعُ فی یَدَیِ البَعِیرِ:أَنْ تَرَاهُ یَطَأُ عَلَی أُمِّ قِرْدَانِهِ ،فیَشْخَصُ صَدْرُ خُفِّهِ ،تَقُول: جَمَلٌ أَفْدَعُ ، و نَاقَهٌ فَدْعَاءُ . قالَ ،و لا یَکُونُ الفَدَعُ إِلاّ جَسْأَهً فی الرُّسْغِ ، و أَصْلُه المَیْلُ و العِوَجُ (3)،و قالَ غیْرُهُ :هو أَنْ تَصْطَکَّ کَعْباهُ ، و تَتبَاعَدَ قَدَمَاهُ یَمِیناً و شِمَالاً.

و التَّفْدِیعُ :أَنْ تَجْعَلَهُ أَفْدَعَ ،و منه

17- الحدیثُ الآخَر: «أَنَّ أَهْلَ خَیْبَرَ فَدَعُوا ابنَ عُمَرَ،فأَجْلَی عُمَرُ-رَضِیَ اللّه عنهُ - یَهُودَ خَیْبَرَ إِلی تَیْماءَ و أَرِیحَاءَ،و أَعْطَاهُمْ قِیمَهَ ثَمَرِهم مالاً و إِبلاً و عُرُوضاً من أَقْتابٍ و حِبَالٍ و غیْرِ ذلِک».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أَمَهٌ فَدْعَاءُ :إِذا اعْوَجَّتْ کَفُّهَا مِن العَمَلِ ،قال الفَرَزْدَقُ :

کَمْ عَمَّهٍ لکَ یا جَرِیرُ و خَالَهٍ

فَدْعاءَ قَدْ حَلَبَتْ عَلَیَّ عِشَارِی

و الفَدْعَاءُ :الذِّرَاعُ :کوکَبٌ مَعْرُوفٌ ،أَنْشَدَ أَبُو عَدْنَانَ :

یَوْمٌ من النَّثْرَهِ أَوْ فَدْعَائِها

یُخْرِجُ نَفْسَ العَنْزِ مِنْ وَجْعَائِها

أَی:مِنْ شِدَّهِ القُرِّ.

و الفَدَعه ،مُحَرّکَهً :مَوْضِعُ الفَدَع ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ :و

16- فی

ص:335


1- (1) فی اللسان:بما یکرم.
2- (2) عن التهذیب،و فیه:«قدمیه»بدل«قدمه».
3- (3) قوله:و أصله المیل و العوج هو قول الأزهری و لیس من کلام ابن شمیل،انظر التهذیب«فدع».

حَدِیثِ ذِی السُّوَیْقَتَیْنِ : «کأَنَّهُ أُصَیْلِعُ أُفیْدَعُ ». هو تَصْغِیرُ الأَفْدَعِ .

و الأَفْدَعُ :الظَّلِیمُ ،لانْحِرَافِ أَصابعِه،صِفَهٌ غالِبَهٌ ،و کُلُّ ظَلِیمٍ أَفْدَعُ ؛لأَنَّ فی أَصابِعِه اعْوِجاجاً،کَذَا قالَهُ اللَّیْثُ ، قالَ الصّاغَانِیُّ :و الصَّوَابُ :لانْحِرَافِ مَنَاسِمِه،کما یُقَالُ تِلْکَ لِلْبَعِیرِ.

و الأَفْدَعُ :المَائِلُ المُعْوَجُّ .

و الفَدْعُ :الشَّدْخُ و الشَّقُّ الیَسِیرُ.

و مِن لَطائِفِ الزَّمَخْشَرِیّ :اسْتَعَرَضَ رَجُلٌ عَبْداً،فرَأَی به فَدَعَا ،فأَعْرَضَ عَنْه،فقالَ لَه الأَفْدَعُ :خُذِ الأَفْدَع ،و إِلاّ فَدَعْ .فاشْتَرَاهُ .

فردع

الفُرْدُوعَهُ ،کعُصْفُورَهٍ :زَاوِیَهُ الجَبَلِ ،عن العُزَیْزِیِّ ،و قَدْ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، و قیل:

صَوابُه :القُرْدُوعَهُ بالقَافِ ،نبَّه علیهِ الصّاغَانِیُّ ،و سَیَأْتِی.

فرذع

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الفَرْذَعُ ،کجَعْفَرٍ:المَرْأَهُ البَلْهَاءُ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،هُنا.قلتُ :و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فی«قرذع» بالقَافَ .

فرزع

الفُرْزُع (1)،کقُنْفُذٍ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ و صاحبُ اللِّسَانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْه:هو حَبُّ القُطْن.

و الفُرْزُعَهُ (2) بهاءٍ:القِطْعَهُ منَ الکَلإِ جَمْعُه فَرَازِعُ .

و فُرْزُعَهُ ، بلا لامٍ :أَحَدُ أَنْسَارِ لُقْمَانَ الثَّمَانِیَهِ ،هکذا هُوَ فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ ،و مَرَّ لَه فی«ل ب د»أَنَّ الأَنْسَارَ سَبْعَهٌ ،و هو الصَّوابُ .قال شیْخُنَا:و أَنْسَارٌ لا یَخْلُو عن نَظَرٍ،لأَنَّ فیه جَمْعَ فَعْلٍ بالفَتْحِ علی أَفْعَالٍ ،و هو غیْرُ مَعْرُوفٍ ،إِلاَّ فی:حَمْلِ ،و زَنْدٍ،و فَرْخٍ ،و لیْسَ هذَا مِنْهَا.

قلتُ :و هذا البَحْثُ قد تَقَدَّم فی«ل ب د»و فی«ن س ر» فرَاجِعْهُ .

و تَفَرْزَعَ الکَلأُ:صارَ فرازِعَ أَی قِطَعاً.

فرع

فَرْعُ کُلِّ شَیْ ءٍ:أَعْلاهُ ،و الجَمْعُ : فُرُوعٌ ،لا یُکَسَّرُ علی غیْرِ ذلِکَ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «أَیُّ الشَّجَرِ أَبْعَدُ مِن الخارِفِ ؟قالُوا: فَرْعُها ،قالَ :و کذلِکَ الصَّفُّ الأَوّلُ ».

و من المَجَازِ: الفَرْعُ من القَوْم:شَرِیفُهم ،یُقَالُ :هو مِن فُرُوعِهِمْ ،أَی من أَشْرَافِهِم.

و الفَرْعُ : المالُ الطّائِلُ المُعَدُّ،و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ فحَرَّکَه. قُلْتُ :لم یَضْبِطْهُ الجَوْهَرِیُّ بالتَّحْرِیکِ ،و إِنَّما ذَکَرَهُ بعدَ قَوْلهِ :«و فی الحَدِیثِ :لا فَرَع »ثُمَّ قالَ :و الفَرعُ أَیْضاً ففُهِمَ منه أَنَّهُ مُحَرَّکٌ . قالَ الشُّوَیْعِرُ :

هکَذَا أَنْشَدَه فی العُبَابِ ،و فِی اللِّسَانِ :

...«مالاً و لا

المَکْسِرِ»

و مِثْلُه فی التَّکْمِلَهِ ،و هو الصَّوابُ ،ثُمَّ إِنَّ المُصَنِّفَ قَلَّد الصّاغَانِیَّ فی تَوْهِیمِه الجَوْهَرِیَّ فی ذِکْرِه،و الصَّوابُ ما ذَهَبَ إِلیهِ الجَوْهَرِیُّ تبَعاً لغیْرِه من الأَئِمَّهِ (3).

و أَما قولُ الشاعِرِ فیُجَابُ عنه بجَوَابَیْن:الأَوّلُ :أَنَّه أَرَادَ من فَرَعِهِ ،فسکَّن للضَّرُورَهِ ،و الثّانِی:لأَنَّ الفَرْعَ هُنَا الغُصْنُ ،کَنَی به عن حَدِیثِ مالِهِ ،و بالکَسْرِ عن قَدِیمِه،و هو الصَّحِیحُ ،فَتَأَمَّلْ .

و الفَرْعُ : الشَّعَرُ التّامُّ و هو مجازٌ،قال امْرُؤُ القیْسِ :

و فَرْعٍ یَزِینُ المَتْنَ أَسْوَدَ فاحِمٍ

أَثِیثٍ کقِنْوِ النَّخْلَهِ المُتَعَثْکِلِ

و الفَرْعُ : القَوْسُ عُمِلَتْ من طَرَفِ القَضِیبِ و رَأْسِه،قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

و القَوْسُ الفَرْعُ : الغیْرُ المَشْقُوقَه و الفِلْقُ :المَشْقُوقَه أَو الفَرْعُ :مِنْ خَیْرِ القِسِیِّ قالَهُ أَبو حَنِیفَهَ ،قالَ الشّاعِرُ:

أَرْمِی عَلیْهَا و هْیَ فَرْعٌ أَجْمَعُ

و هْیَ ثَلاثُ أَذْرُعٍ و إِصْبَعُ

و قالَ أَوْسٌ :

عَلَی ضَالَهٍ فَرْعٍ کأَنَّ نَذِیرَها

إِذا لَمْ تُخَفِّضْهُ عن الوَحْشِ أَفْکَلُ

ص:336


1- (1) ضبطت فی التکمله بفتح فسکون ففتح ضبط حرکات.
2- (2) ضبطت فی التکمله بفتح فسکون ففتح ضبط حرکات.
3- (3) ضبطت اللفظه فی الصحاح،بالقلم،بالتحریک و مثلها فی التهذیب و بهامشه عن نسخه ثانیه بسکون الراء.

و یُقَال:قَوْسٌ فَرْعٌ و فَرْعَهٌ .

و الفَرْعُ من المَرْأَهِ :شَعَرُهَا ،یُقَالُ :لَهَا (1)فَرْعٌ تَطَؤُه، ج:

فُرُوعٌ ،یُقَال:امرأَهٌ طَوِیلَهُ الفُرُوعِ ،و هو مَجَازٌ.

و الفَرْعُ . مَجْرَی الماءِ إِلی الشِّعْبِ ،و هو الوَادِی، ج:

فِرَاعٌ ،بالکَسْرِ.

و الفَرْعُ من الأُذُنِ فَرْعُه ،هکذَا فی سائِر النُّسَخِ ،قال شیْخُنَا:و فیه نَظَرٌ ظاهِرٌ لَفْظاً و مَعْنًی،أَمّا لَفْظاً فَلا یَخْفَی أَنَّ الأُذُنَ مُؤَنَّثَهٌ إِجماعاً،فکان الصَّوابُ فَرْعَهَا ،و التَّأْوِیلُ بالعُضْوِ و نَحْوِه لا یَخْفَی ما فِیه،و أَمّا مَعْنًی فلا یَخْفَی ما فِیهِ من الرَّکاکَه،فهو کقَوْلهِ .

و فَسَّرَ المَاءَ بعدَ الجُهْدِ بالماءِ

بل تَفْسِیرُ الماءِ بالماءِ أَسْهَلُ ،و حَقُّ العِبَارَهِ :و مِنْ الأُذُنِ :

أَعْلاَهَا هذا هو الصَّوابُ قال ابْنُ الأَثِیرِ-

16- فی حَدِیثِ افْتِتَاحِ الصَّلاهِ : -:«کان یَرْفَعُ یَدَیْه إِلی فُرُوعِ أُذُنَیْهِ ». أَی أَعالِیهَا (2)، و فَرْعُ کُلِّ شَیْ ءٍ:أَعْلاهُ ،فبَیَّنَ المُرَادَ.انتهی.

و الفُرْع بالضَّمِّ :ع بالحِجَازِ،و هو من أَضْخَمِ أَعْرَاضِ المَدِینَهِ ،علی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ .قلت:و هی قَرْیَهٌ بها مِنْبَرٌ و نَخْلٌ و مِیَاهٌ ،بینَ مَکَّهَ و الرَّبَذِهَ عن یَسارِ السُّقْیَا،بَیْنَها و بینَ المَدِینَهِ ثمانِیَهُ بُرُدٍ،و قیل:أَرْبَعُ لیَالٍ .

و الفُرْعُ أَیْضاً: فَرْعٌ ،أَی وادٍ یَتَفَرَّعُ من کَبْکَبٍ بعَرَفَاتٍ ، و یُفْتَحُ ،و به ضَبَطَ البَکْرِیُّ . و قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الفُرْعُ :

ماءٌ بعَیْنِهِ ،و أَنْشَدَ:

تَرَبَّعَ الفُرْعَ بمَرْعًی مَحْمُودْ

و الفُرْعُ : جَمْعُ الأَفْرَعِ ،لضِدِّ الأَصْلَعِ ،کالفُرْعَانِ ، بالضَّمِّ ،کالصُّمَّانِ و العُمْیَانِ و العُورَانِ و الکُسْحانِ و الصُّلْعَانِ ، فی جُمَوع الأَصَمِّ و الأَعْمَی و الاَّعْوَرِ و الأَکْسَحِ و الأَصْلَع.

17- و سُئِلَ عُمَرُ رضِیَ اللّه عنه:آلصُّلْعَانُ خیْرٌ أَم الفُرْعَانُ ؟ فَقالَ : الفُرعانُ خیْرٌ. أَرادَ تَفْضِیلَ أَبِی بَکْرٍ رضِیَ اللّه عنه عَلَی نَفْسِه،و قد تَقَدَّمَ فی«ص ل ع».و قال نَصْرُ بن الحَجَّاجِ -حِینَ حَلَقَ عُمَرُ رضِیَ اللّه عَنْه لِمَّتَهُ -:

لَقَدْ حَسَدَ الفُرْعانُ أَصْلَعَ لم یَکُنْ

إِذا ما مَشَی بالفَرْعِ بالمُتَخایِلِ

و الفَرَعُ ، بالتَّحْرِیکِ :أَوَّلُ وَلَدٍ تُنْتجُهُ النّاقَهُ ،کما فی الصّحاحِ أَو الغَنَمُ ،کما فی اللِّسانِ ،و کانُوا یَذْبَحُونَه لآلِهَتِهم یتَبَرَّکُونَ بذلِکَ ،و لو قالَ :أَوَّلُ نِتَاجِ الإِبِلِ و الغَنَمِ کان أَخْصَرَ و منه

16- الحَدِیثُ : «لا فَرَعَ و لا عَتِیرَهَ ». أَو کانُوا إِذا بَلَغَت الإِبِلُ ما یَتَمَنّاهُ صَاحِبُهَا ذبَحُوا،أَو إِذا تَمَّتْ إِبِلُ وَاحِدٍ مائَهً نَحَرَ مِنْهاً بَعِیراً کُلَّ عامٍ ،فأَطْعَمَه النّاسَ ،و لا یَذُوقُه هُو،و لا أَهْلُه،و قِیلَ :بل قَدَّمَ بَکْرَهُ ،فَنَحَرَه لصَنَمِه ،قالَ الشّاعِرُ:

إِذْ لا یَزَالُ قَتِیلٌ تَحْتَ رَایَتِنَا

کما تَشَحَّطَ سَقْبُ النّاسِکِ الفَرَعُ

و قَدْ کانَ المُسْلِمُونَ یَفْعَلُونَه فی صَدْرِ الإِسْلاَم،ثُمَّ نُسِخَ ،و منه

16- الحَدِیثُ : « فَرِّعُوا إِنْ شِئْتُم،و لکنْ لا تَذبَحُوه غَرَاهً حَتَّی یَکبَر». أَی اذبَحُوا الفَرَعَ ،و لا تَذبَحُوه صَغِیراً لَحْمُه کالغِرَاءِ (3)، ج: فُرُعٌ بضَمَّتَیْنِ ،أَنْشَدَ ثَعْلَب:

کغَرِیٍّ أَجْسَدَتْ (4)رَأْسَه

فُرُعٌ بینَ رِئاسٍ و حَامْ

رِئاسٌ و حَام:فَحْلانِ .

و الفَرَعُ القِسْمُ ،و خَصَّ به بعضُهُم الماءَ.

و الفَرَعُ : ع بَیْنَ البَصْرَهِ و الکوفَهِ ،قال سُوَیْدُ بنُ أَبِی کاهِلٍ :

حَلَّ أَهْلِی حَیْثُ لا أَطْلبُهَا

جانِبَ الحِصْنِ و حَلَّتْ بالفَرَعْ

و قال الأَعْشَی:

بانَتْ سُعَادُ و أَمْسَی حَبْلُها انْقَطَعَا

و احْتَلَّت الغَمْرَ فالجُدَّیْنِ فالفَرَعَا (5)

و الفَرَعُ : مَصْدَرُ الأَفْرَعِ للرَّجُلِ و الفَرْعاءِ للتّامِّ الشَّعَرِ ،

ص:337


1- (1) بالأصل«لها فیه فرع»و المثبت موافقاً لما فی الأساس.
2- (2) الأصل و اللسان و فی النهایه:أعالیهما.
3- (3) فی اللسان: [1]کالغراه و هی القطعه من الغراء.
4- (4) بالأصل«کفری حسرت»و المثبت عن اللسان [2]ط دار المعارف،و نسب البیت بحواشی المطبوعه الکویتیه الی الطرماح.
5- (5) بالأصل:باتت..«و احتلت العمر»و المثبت عن دیوانه ص 105 و هو مطلع قصیده بمدح هوذه بن علی الحنفی.

الأَخِیرُ عن ابْنِ دُرَیْدٍ.و قد فَرِعَ فَرَعاً ،إِذا کَثُرَ شَعرُه،و هو ضِدُّ صَلِعَ ،و مِنْ سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :لا بُدَّ للقَرْعَاءِ من حَسَدِ الْفُرْعَاءِ

17- و کانَ أَبُو بَکْرٍ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه أَفْرَعَ ،أَی وَافِیَ الشَّعَرِ،و قِیلَ :ذَا جُمَّهٍ ، و کانَ عُمَرُ رَضِیَ اللّه عنه أَصْلَعَ . و قد تَقَدَّم.و

14- فی الحَدِیثِ : «کانَ رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم أَفْرَعَ ذَا جُمَّهٍ ». و یُقَال:إِنَّهُ لا یُقَالُ للرَّجُلِ إِذا کانَ عَظِیمَ اللِّحْیَهِ و الجُمَّهِ : أَفْرَعُ ،و إِنَّمَا یُقَالُ :رَجُلٌ أَفْرَعُ لضِدِّ الأَصْلَعِ .قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و الفَرَعُ : القَمْلُ ،و قِیلَ :هو الصَّغِیرُ منه، و یُسَکَّنُ .

و الفَرَعَهُ وَاحِدَتُهَا،و تُسَکَّنُ ،و یُقَالُ : الفَرَعَهُ :القَمْلَهُ العَظِیمَهُ ،و بتَصْغِیرِها سُمِّیَت فُرَیْعَهُ .و جَمْعُها: أَفْراعٌ .

و الفَرَعَهُ : جِلْدَهٌ تُزَادُ فی القِرْبَهِ إِذا لم تَکُنْ وَفْرَاءَ تَامَّهً .

و فَرَعَ الرَّجُلُ فی الجَبَلِ ، کَمَنَعَ ،إِذا صَعِدَ (1)و عَلاَ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدَ:

أَقُولُ وَ قدْ جَاوَزْنَ من صَحْنِ رَابِغٍ

صَحَاصِحَ غُبْراً یَفْرَعُ الأُکْمَ آلُهَاً (2)

و قال غیرُه: فَرَعَ ،إِذا نَزَلَ و انْحَدَرَ،فهُوَ ضِدُّ.

و فَرَعَ البِکْرَ:افْتَضِّها،کافْتَرَعَهَا ،الأَخِیرُ عن الجَوْهَرِیِّ ،و قِیلَ له: افْتِراعٌ ؛لأَنَّه أَوَّلُ جِمَاعِهَا.

و من المَجازِ: فَرَعَ رَأْسَهُ بالعَصَا و السَّیْفِ فَرْعاً : عَلاهُ بها ضَرْباً،و یُرْوَی بالقَافِ أَیْضاً،کما فی الصِّحاحِ .

و فَرَعَ القَوْمَ فَرْعاً و فُرُوعاً :عَلاَهُمْ بالشَّرَفِ أَو بالجَمَالِ . و

17- فی حَدِیثِ ابْنِ زِمْلٍ (3): «یَکادُ یَفْرَعُ الناسَ طُولاً». أَی یَعْلُوهُم،و

17- فی حَدِیثِ سَوْدَهَ : «کانَتْ تَفْرَعُ الناسَ طُولاً».

و فَرَعَ الفَرَسَ باللِّجامِ یَفْرَعُه فَرْعاً : قَدَعَهُ ،کما فی الصّحاحِ ،زادَ غیرُه: و کبَحَهُ و کَفَّهُ ،قال أَبُو النَّجْم:

بِمُفْرِعِ (4)الکِتْفَیْنِ حُرٍّ عَیْطَلُهْ

نَفْرَعُه فَرْعاً و لَسْنَا نَعْتِلُهْ

و من المَجَازِ: فَرَعَ بَیْنَهُم یَفْرَعُ فَرْعاً : حَجَزَ،و کَفَّ ، و أَصْلَحَ و عِبَارِهُ الصّحاحِ :و فَرَعْتُ بَیْنَهُمَا،أَی حَجَزْتُ و کَفَفتُ ،عن أَبِی نَصْرٍ.

و عن أَبِی عَدْنَانَ : الفارِعُ :المُرْتَفِعُ العَالِی الهَیِّ ءُ الحَسَنُ .

قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الفَارِعُ :العَالِی، و الفارِعُ :

المُسْتَفِلُ ،فهو ضِدٌّ.

و فَارِعٌ : حِصْنٌ بالمَدِینَه ،یُقَالُ :إِنَّهُ حِصْنُ حَسّان بنِ ثَابِتٍ ،

17- قال مِقْیَسُ بنُ صُبَابَهَ -حِینَ قَتَلَ رَجُلاً من فِهْرٍ بأَخِیهِ هِشَامِ بنِ صُبَابَهَ (5)اللَّیْثِیِّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،و لَحِقَ مَکَّهَ مُرْتَدًّا-:

ثَأَرْتُ بِه فِهْراً و حَمَّلْتُ عَقْلَهُ

سَرَاهَ بَنِی النَّجَّارِ أَرْبَابَ فارِعِ

و أَدْرَکْتُ ثَأْرِی و اضْطَجَعْتُ مُوَسَّداً

و کُنْتُ إِلی الأَوْثَانِ أَوّلَ راجِعِ (6).

و قال کُثِّیرٌ یَصِفُ سَحَاباً:

رَسَا بَیْنَ سَلْعٍ و العَقِیقِ و فَارِعٍ

إِلَی أُحُدٍ لِلْمُزْنِ فِیه غَشَامِرُ

و فَارِعُ : ه بوَادِی السَّرَاهِ قُرْبَ سَایَهَ ،و سایَهُ :وَادٍ عَظِیمٌ قُرْبَ مَکَّهَ .

و فَارِعٌ : ع بالطّائِفِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الفَرَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :أَعْوَانُ السُّلْطَانِ ، جَمْعُ فَارِعٍ ،و هو مِثْلُ الوَازِعِ .

و الفَوَارِعُ :تِلاَعٌ مُشْرِفَاتُ المَسَایِلِ ،جَمْعُ فارِعَهٍ .

و الفَوَارِعُ أَیْضاً: ع ،قالَ النَّابِغَهُ الذُّبْیانِیُّ :

عَفَا ذُو حُسًی مِنْ فَرْتَنَی فالفَوَارِعُ

فجَنبَا أَرِیکٍ .فالتِّلالُ الدَّوَافِعُ (7)

و کجُهیُنَهَ : فُرَیْعَهُ بِنْتُ أَبِی أُمَامَهَ أَسْعَدَ بنِ زُرَارَهَ ،أَوْصَی

ص:338


1- (1) ضبطت بالقلم فی اللسان بتشدید العین«صعَّد».
2- (2) البیت فی معجم البلدان«رابغ»و نسبه لکثیر.
3- (3) عن النهایه و [1]اللسان و [2]بالأصل«أبی زمل».
4- (4) فی اللسان« [3]یمثل»: عن مفرع الکتفین حر عطله.
5- (5) قتله رجل من الأنصار من رهط عباده بن الصامت،و هو یری أنه من العدو،فقتله خطأ،کما فی سیره ابن هشام.
6- (6) صدره فی سیره ابن هشام 306/3. [4] حللت به و تری و أدرکت ثؤرتی.
7- (7) دیوانه ص 42 بروایه مختلفه.

بِهَا أَبُوها و بأُخْتَیْها (1)إِلی رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم. و فُرَیْعَهُ بِنْتُ رَافِع بنِ مُعَاوِیَهَ ، و فُرَیْعَهُ بِنْتُ عُمَرَ ،هکَذا فی النُّسَخِ و لم أَجِدْ لَها ذِکْراً فی المَعَاجِمِ ، و فُرَیْعَهُ بِنْتُ قَیْسٍ ،من بنی جَحْجَبَی،ذَکَرَهَا ابنُ إِسْحَاقَ . و فُریْعَهُ بِنْتُ مالِکِ بنِ الدَّخْشَمِ ،بَایَعَتْ ، و فُریْعَهُ بِنْتُ مُعَوِّذ بنِ عَفْراءَ،أُخْتُ الرَّبِیعِ ،کانَتْ صالِحَهً .

و بَقِیَ عَلیْه: فُرَیْعَهُ بِنْتُ الحُبَابِ بْنِ رَافِعٍ الأَنْصَارِیَّه، ذَکَرَهَا ابنُ حَبِیب،و کَنّاهَا ابنُ سَعْدٍ أُمَّ الحُبَابِ ،و فُرَیْعَهُ بِنْتُ خالِدِ (2)بنِ خُنَیْسِ بنِ لَوْذَانَ ،ذَکَرَهَا ابنُ سَعْدٍ،و هی أُمُّ حَسّانَ بنِ ثابِتٍ .و فُرَیْعَهُ أُمُّ إِبْرَاهِیمَ بنِ نُبَیط ،ذَکَرَهَا ابنُ الأَمِینِ فی الصَّحابِیّاتِ :و فُرَیْعَهُ بنتُ وَهْبٍ الزُّهْرِیَّهِ .

و فارِعَهُ بِنْتُ أَبِی سُفْیَانَ :أَخْتُ أُمِّ حَبِیبَهَ ،لها هِجْرَهٌ و فارعهُ بِنْتُ أَبِی الصَّلْتِ الثَّقَفِیَّهُ ،أُخْتُ أُمَیَّهَ ،لها وِفادَهٌ ، رَوَی عَنْهَا ابنُ عَبّاسٍ .

و فَارِعَهُ بِنْتُ مالِکِ بنِ سِنَانٍ أُختُ أَبِی سَعِیدٍ الخُدْرِیِّ :

شَهِدَتِ الحُدَیْبِیَهَ ،و أُمُّها حَبِیبَهُ بِنْتُ المُنَافِقِ عَبْدِ اللّه بن أُبَیٍّ ، أَو هِیَ کجُهَیْنَهَ ،و تُعْرَفُ بهِمَا،لها حَدِیثٌ فی العِدَّهِ فی المُوَطَّإِ.

و فَاتَهُ : فارِعَهُ بنتُ أَسْعَدَ بنِ زُرَارَهَ .و فَارِعَهُ أَیْضاً:أُخْتُه، و فَارِعَه بنتُ عبدِ الرَّحْمنِ الخَثْعَمِیَّهُ .رَوَی عنها السَّرِیُّ بنُ عَبْدِ الرَّحْمن،و فَارِعَهُ بنتُ عِصَامِ بنِ عَامِرٍ البَیَاضِیَّه،ذکرَها ابنُ سَعْدٍ،و فَارِعَهُ بِنْتُ قُرَیْبَهَ بنِ عَجْلانَ الأنْصَارِیَّه،ذَکَرَهَا ابنُ حَبِیب: صَحَابِیَّاتٌ ،رضِیَ اللّه عَنْهُنَّ .

و حَسّانُ بنُ ثابِتٍ رَضِیَ اللّه عنه یُعرَفُ بابْنِ الفُرَیْعَهِ ، کجُهیْنَهَ ،و هی أُمُّه ،و قد تَقَدَّم ذِکْرُهَا.

و تَمِیمُ بنُ فِرَعٍ المَهْرِیّ المِصْرِیُّ کعِنَبٍ :تابِعِیٌّ ،شَهِدَ فَتْحَ الإِسْکَنْدَرِیَّهِ الثّانِی،و له رِوَایَهٌ عن عَمْرِو بنِ العَاصِ .

و أَفْرَعَ فی الجَبَل:انْحَدَرَ ،قالَ رَجُلٌ من العَرَبِ :لَقِیتُ فُلاناً فَارِعاً مُفْرِعاً ،یَقُولُ :أَحَدُنَا مُصْعِدٌ،و الآخَرُ مُنْحَدِرٌ، و هکَذَا فی نُسَخِ الصّحاحِ ،و رَأَیْتُ بخَطِّ الأَدِیبِ عبدِ القَادِرِ بنِ عُمَرَ البَغْدَادِیِّ ،قالَ :الصَّوَابُ أَحَدُنا صاعِدٌ، لأَنَّ مُصْعِداً بمَعْنَی مُنْحَدِر.قلتُ :و مِثْلُه فی الأَسَاسِ ،و عِنْدِی فِی ذلِکَ نَظَرٌ،و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشَّمّاخِ :

فإِنْ کَرِهْتَ هِجَائِی فاجْتَنِبْ سَخَطِی

لا یُدْرِکَنَّکَ إِفْرَاعِی و تَصْعِیدِی

إِفْرَاعِی :انْحِدارِی،و مِثْلُه لِبَشْرٍ:

إِذَا أَفْرَعَتْ فی تَلْعَهٍ أَصْعَدَتْ بِهَا

و مَنْ یَطْلُبِ الحَاجَاتِ یُفْرِعْ و یُصْعِدِ (3)

کفَرَّعَ تَفْرِیعاً ،قالَ مَعْنُ بنُ أَوْسٍ :

فَسَارُوا فأَمَّا جُلُّ حَیِّی ففَرَّعُوا

جَمِیعاً،و أَمَّا حَیُّ دَعْدٍ فصَعَّدُوا (4)

و أَفْرَعَ بِهِم:نَزَلَ ،یُقَال: أَفْرَعْنَا بفُلانٍ فَما أَحْمَدْنَاه، أَی نَزَلْنَا به.

و أَفْرَعَ الفَرَعَهَ ،مُحَرَّکَهً : نَحَرَها ،و منهُ الحَدِیثُ :

« أَفْرِعُوا » (5)و قد تَقَدَّمَ .

و أَفْرَعَتِ الإِبِلُ :نُتِجَت الفَرَعَ ،مُحَرَّکَهً ،و هو أَوَّلُ النَّتَاجِ .

و أَفْرَعَ (6) القَوْمُ :فَعَلَتْ إِبِلُهُم ذلِکَ :أَی نُتِجَت الفَرَع .

و أَفْرَعَ بَنُو فُلانٍ ،أَی انْتَجَعُوا فی أَوَّلِ النّاسِ .

و أَفْرَع فُلانٌ أَهْلَهُ :کَفَلَهُمْ ،هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ، و مثلُه فی العبَابِ ،و هو تَحْرِیفٌ وَقَعَ فیه الصّاغَانِیُّ ،فقَلَّدَه المُصَنِّفُ ،و صوابُه:و أَفْرَع الوَادِی أَهْلَه:کفَاهُم،فتَأَمَّل.

و أَفْرَع اللِّجَامُ الفَرَسَ :أَدْمَی فاهُ ،قالَ الأَعْشَی:

صَدَدْتَ عن الأَعْدَاءِ یَوْمَ عُبَاعِبٍ

صُدُودَ المَذَاکِی أَفْرَعَتْهَا المَسَاحِلُ

ص:339


1- (1) و هما حبیبه و کبشه،کما فی أسد الغابه. [1]
2- (2) فی أسد الغابه:عمرو.
3- (3) البیت فی التهذیب و نسبه إلی کثیر،و البیت فی دیوان بشر بن أبی خازم.
4- (4) و یروی:فأفرعوا،أی انحدروا.و فی التهذیب:فصعّدا بدل فصعدوا و صوب هذه الروایه ابن بری-کما فی اللسان- [2]لأن القافیه منصوبه و بعده: فهیهات ممن بالخورنق داره مقیم وحی سائر قد تنجدا.
5- (5) کذا بالأصل،و الذی تقدم فی أثناء الماده بلفظ :«فرّعوا».
6- (6) عن اللسان و التهذیب و بالأصل«أفرعت».

یَعْنِی أَنَّ المَسَاحِلَ أَدْمَتْها،کما أَفْرَع الحَیْضُ المَرْأَهَ بالدَّمِ .

و أفْرَع الحَدِیثَ و الشَّیْ ءَ:ابْتَدَأَه ،یُقَال:بِئْسَ ما أَفْرَعْتَ بهِ ،أَی ابْتَدَأْتَ به، کاسْتَفْرَعَه و هذا عن شَمِرٍ،قالَ الشّاعِرُ یَرْثی عُبَیْدَ بنَ أَیُّوبَ :

و دَلَّهْتَنِی بالحُزْنِ حَتَّی تَرَکْتَنِی

إِذَا اسْتَفْرَعَ القَوْمُ الأَحَادِیثَ سَاهِیَا

و أَفْرَع الأَرْضَ :جَوَّلَ فِیها،فعَرَفَ خبَرَهَا و عَلِمَ عِلْمَها.

و قال أَبُو عَمْرٍو: أَفْرَع فُلانٌ العَرُوسَ :فَرَغَ ،أَی قَضَی حاجَتَه من غِشْیانِهَا ،أَی مِنَ غِشْیَانِه بِها.

و أَفْرَعَتِ المَرْأَهُ :رَأَت الدَّمَ عندَ الولادَهِ ،کما فی العُبَابِ ،و قِیلَ :قبْلَ الوِلادَه،کما فی نصِّ أَبی عُبَیْدٍ،و فی اللِّسَانِ : الإِفْرَاعُ :أَوّلُ ما تَرَی المَاخِضُ من النِّسَاءِ أَو الدَّوابِّ دَماً.

و أَفْرَعَ لها الدَمُ :بَدَا لَهَا.

أَو أَفْرَعَتْ :رأَتْ دماً فی أَوَّلِ ما حاضَتْ ،کما فی المُحِیطِ ،و فی اللِّسَانِ : أَفْرَعَتْ :حَاضَتْ .و هو نَصُّ أَبِی عبَیْدٍ.

و فی المُحِیطِ : أَفْرَعَت الضَّبُعُ الغَنَمَ :أَفْسَدَتْ و أَدْمَتْ ، و فی اللِّسَانِ : أَفْرَعَت الضَّبُعُ فی الغَنَم:قَتَلَتْهَا و أَفْسَدَتْهَا، و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

أَفْرَعْتِ فِی فُرَارِی

کَأَنَّمَا ضِرَارِی

أَرَدْتِ یا جَعَارِ

و هی أَفْسَدُ شَیءٍ رُئِیَ ،و الفُرَارُ:الضَّأْنُ .

و أُفْرِعَ بسَیِّدِ بَنِی فُلانِ ،بالضَّمِّ :أَخَذُوهُ فقَتَلُوه.

و فَرَّعَ تَفْرِیعاً :انْحَدَرَ،و صَعِدَ،ضِدُّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و غیْرُه،و لا یَخْفَی أَنَّ التَّفْرِیعَ بمَعْنَی الانْحِدَارِ قد سَبَقَ له قَرِیباً،فإِعادَتُه ثانِیاً کأَنَّهُ لبَیَانِ الضِّدِّیَّهِ ،و سَبَقَ شَاهِدُه أَوَّلاً.

و یُقَالُ : فَرَّعْتُ فی الجَبَل تَفْرِیعاً ،أَی انْحَدَرْتُ ،و فَرَّعْتُ [فی]الجَبَلِ ،أَی صَعَّدت،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَفْرَع :

هَبَطَ و فَرَّعَ :صَعَّد.

و فَرَّعَ الرَّجُلُ تَفْرِیعاً : ذبَحَ الفَرَعَ ،مُحَرَّکَهً ،و منه

16- الحَدِیث: « فَرِّعُوا إِنْ شِئْتُم،و لکِنْ لا تَذْبَحُوا غَرَاهً »و یُروَی:

« أَفْرِعُوا ». و قد تَقَدَّم، کاسْتَفْرَع ،و أَفْرَعَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و یُقَال: فَرَّعَ مِنْ هذا الأَصْلِ مَسَائِلَ أَی جَعَلَهَا فُرُوعَه ، فَتَفَرَّعَتْ و هو مَجَازٌ،یُقَالُ :هو حَسَنُ التَّفْرِیعِ للمَسَائِلِ .

و تَفَرَّعَ القَوْمَ :رَکِبَهُم بالشَّتْمِ و نَحْوِه،کما فی اللِّسَانِ و الأَسَاسِ ،و هو مَجَازٌ.

و قِیلَ : تَفَرَّعَهُم : عَلاَهُمْ شَرَفاً،وفَاقَهُم،قالَ الشّاعِرُ:

و تَفَرَّعْنَا من ابْنَیْ وَائِلٍ

هامَهَ العِزِّ و جُرْثُومَ الکَرَمْ

أَو تَفَرَّعَهُم : تَزَوَّجَ سَیِّدَهَ نِسَائِهِم و عُلیاهُنَّ .و یُقَالُ :

تَفَرَّعْتُ ببَنِی فُلانٍ ،أَی تَزَوَّجْتُ فی الذِّرْوَهِ منهم و السَّنامِ ، و کذلِکَ تَذَرَّیْتُهُم و تَنَصَّیْتُهُم،و هو مَجَازٌ.

و تَفَرَّعَتِ الأَغْصَانُ :کَثُرَتْ فُرُوعُهَا .

و فَرْوَعٌ ،کجَدْوَلٍ :ع ،قالَ البُرَیْقُ الهُذَلِیُّ :

و قَدْ هاجَنِی مِنْهَا بوَعْسَاءِ فَرْوعٍ

و أَجْزاعِ ذِی اللَّهبَاءِ مَنْزِلَهٌ قَفْرُ (1)

وَ رَوَاهُ الأَصْمَعِیُّ لعَامِرِ بنِ سَدُوسٍ ،و یُرْوَی:«بوَعْسَاءِ قَرْمَدٍ...فأَذْناب».

و قال أَبو زَیْدٍ فی کِتَابِ الأَشْجَارِ: الفَیْفَرعُ ،کفَیْفَعلٍ :

شَجَرٌ ،ضُبِطَ بسُکُونِ الرَّاءِ و فَتْحِها.

و فُرَیْعٌ ، کزُبَیْرٍ:لَقَبُ ثَعْلَبَهَ بْنِ مُعَاوِیَهَ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ جَذِیمَهَ بنِ عَوْفِ بنِ بَکْرِ بنِ أَنْمَارِ بنِ عَمْرِو بنِ وَدِیعَهَ بنِ لُکَیْزِ بنِ أَفْصَی بن عَبْدِ القَیْسِ ،هکذا ضبَطَه الرُّشَاطِیُّ و ابنُ السَّمْعَانِیّ ،و تَعَقَّبه الرَّضِیُّ الشّاطِبِیُّ بأنَّه بالقافِ .

و فُرَیْع : لُغَهٌ فی فِرْعَوْنَ ،أَو ضَرورَهُ شِعْرٍ-فی قَوْلِ أُمَیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْتِ -:

أَی:و فِرْعَوْنُ ،کما فی العُبَابِ .

و فُرْعَانُ بنُ الأَعْرَفِ ،بالضَّمِّ :أَحَدُ بَنِی النَّزَّالِ بنِ سَعْدٍ

ص:340


1- (1) دیوان الهذلیین 58/3 بروایه:«بوعساء قرمد».و ذکره یاقوت فی «اللهباء»و نسبه لعامر بن سدوس الخناعی الهذلی.

المِنْقَرِیِّ (1)،و هو الَّذِی قَالَ لِنَفْسِهِ -و هو یَجُودُ بها-:

اخْرُجِی لَکَاعِ .

و فُرْعَانُ بنُ الأَعْرَفِ أَیْضاً:أَحَدُ بَنیِ مُرَّهَ بنِ عُبَیْدِ بن (2)الحَارِثِ بنِ عَمْرِو بن مُقَاعِسِ بن کَعْبِ بن زیْدٍ مَنَاه 2:

شاعِرٌ لِصُّ .

و أَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ عَبْدُ اللّه بنُ لَهِیعَهَ بنِ عُقْبَهَ بنِ فُرْعانَ بنِ رَبِیعَهَ الحَضْرَمِیُّ قاضِی مِصْرَ،مُحَدِّثٌ ،و سیأْتی للمُصَنَّف فی«لهع»و نَذْکُرُ تَرْجَمَتَه هُنَاک.

و المَفَارِعُ :الَّذِین یَکُفُّونَ بَیْنَ الناسِ و یُصْلِحُون، الوَاحِدُ مِفْرَعٌ کمِنْبَرٍ ،یقال:رجُلٌ مَفْرَعٌ ،من قَوْمٍ مَفَارِعَ .

و فی الحَدِیثِ :«لا یَؤمَّنَّکُم الأَفْرَعُ .

16- نَصُّ الحَدِیث: «لا یَؤمَّنَّکُم أَنْصَرُ،و لا أَزَنُّ ،و لا أَفْرَعُ ». أَی المُوَسْوِسُ (3)کما فی النِّهَایَهِ ،و الأَنْصَرُ:تَقَدّم مَعْنَاهُ ،و الأَزَنُّ سَیَأْتِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الفِرَاعُ ،بالکَسْرِ:ما عَلاَ مِنَ الأَرْضِ و ارْتَفَع،جَمْعُ (4)فَرْعَهٍ ،و یُقَالُ :ائْتِ فَرْعَهً من فِرَاعِ الجَبَلِ فانْزِلْها،و هی أَماکِنُ مُرْتَفِعَهٌ .و قِیل: الفَرْعَهُ :رَأْسُ الجَبَلِ خاصَّهً ،و فارِعَهُ الجَبَلِ :أَعْلاهُ ،یُقَال:انْزِلْ بِفَارِعَهِ الوَادِی،و احْذَرْ أَسْفَلَه.

و یُقَال:فُلانٌ فَارِعٌ .و نَقاً فَارِعٌ :مُرْتَفِعٌ طَوِیلٌ .

و المُفْرِعُ :الطَّوِیلُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.

و فُرُوعُ المُقْلَتَیْنِ :أَعالِیهِما،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

من المُنْطِیَاتِ المَوْکِبَ المَعْجَ بَعْدَ ما

یُرَی فِی فُرُوعِ المُقْلَتَیْنِ نُضُوبُ

و فَرَعَ فُلانٌ فُلاناً فَرْعاً و فُرُوعاً :عَلاَهُ .

و الفَارِعَهُ من الغَنَائِمِ :المُرْتَفِعَهُ الصاعِدَهُ من أَصْلِهَا قبلَ أَنْ تُخَمَّسَ .

و فَرْعَهُ الجُلَّهِ :أَعْلاها من التَّمْرِ.و کَتِفٌ مُفْرِعَهٌ :عالِیَهٌ مُشْرِفَهٌ عَرِیضَهٌ ،و رَجُلٌ مُفْرِعُ الکَتِفِ :عَرِیضُها،و قِیلَ :مُرْتَفِعُهَا.

و فَرْعَهُ الطَّرِیقِ ،و فَرَعَتُه ،و فَرْعاؤُه ،و فَارِعَتُه ،کُلُّه:أَعْلاهُ و مُنْقَطَعُهُ ،و قیل:مَا ظَهَرَ منه و ارْتَفَع،و قیل: فَارِعَتُهُ :

حَوَاشِیهِ .

و الفُرُوعُ :الصُّعُود.

و أَفْرَعَ فی قَوْمِهِ ،و فَرَّعَ :طَالَ ،قال لبِیدٌ:

فَأَفْرَعَ بالرُّبَابِ یَقُودُ بُلْقاً

مُجَنَّبَهً تَذُبُّ عن السِّخَال

شبَّهَ البَرْقَ بالخیْلِ البُلُقِ فی أَوَّل النّاسِ .

و حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن أَبِی عُبَیْدٍ: أَفْرَعَ فی الجَبَلِ :

صَعَّدَ،و أَفْرَع منه:نَزَلَ ،ضدٌّ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ فی الإِفْرَاعِ بمَعْنَی الإِصْعَادِ:

إِنِّی امْرُؤُ من یَمَانٍ حِینَ تَنْسُبُنِی

و فی أُمَیَّهَ إِفْرَاعِی و تَصْوِیبِی

قالَ : فالإِفْرَاعُ هُنَا:الإِصْعَادُ؛لأَنَّهُ ضَمَّه إِلی التَّصْوِیبِ ، و هو الانْحِدَارُ،و قالَ عَبْدُ اللّه بنُ هَمَّامٍ السَّلُولِیُّ :

فإِمَّا تَرَیْنِی الیَوْمَ مُزْجِی ظَعِینَتِی

أُصَعِّدُ سِرًّا فی البِلاَدِ و أُفْرِعُ

و أَصْعَدَ فی لُؤْمِه و أَفْرَعَ ،أَی انْحَدَر،و هو مَجازٌ.

و ضَرَبَه علی فَرْعَیْ أَلْیَتَیْه،و هُمَا المماسَّتان (5)للأَرْضِ إِذا قَعَدَ،و هو مَجَازٌ.

و الفَرَعُ ،مُحَرَّکَهً :طَعَامٌ یُصْنَع لنَتَاجِ الإِبِلِ ،کالخُرْسِ لِوِلاَدِ المَرْأَهِ .

و الفَرَعُ :أَنْ یُسْلَخَ جِلْدُ الفَصِیلِ فیُلبَسَهُ آخَرُ،و تُعْطَفَ علیه ناقَهٌ سِوَی أُمِّه،فتَدُرَّ علیه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ-یَذْکُرُ أَزْمَهً فی شِدَّهِ بَرْدٍ-:

و شُبِّهَ الهَیْدَبُ العَبَامُ من الْ

أَقْوامِ سَقْباً مُجَلَّلاً فَرَعَا

أَرَاد مُجَلَّلاً جِلْدَ فَرَعٍ ،فاخْتَصَرَ الکَلامَ .و یُقَالُ :قَدْ

ص:341


1- (1) کذا،و النزال هو ابن مره بن عبید أخی منقر بن عبید بن مقاعس...بن سعد بن زید مناه کما فی جمهره ابن حزم ص 216. [1]
2- (2) کذا و الذی فی جمهره ابن حزم:عبید بن مقاعس(و هو الحارث)بن عمرو بن کعب بن سعد بن زید مناه.
3- (3) ضبطت بالقلم فی النهایه و [2]اللسان [3]بفتح الواوین.
4- (4) بالأصل«جمعه».
5- (5) عن الأساس،و بالأصل«المماسان».

أَفْرَعَ القَوْمُ ،إِذا فَعَلَتْ إِبِلُهم ذلِکَ .و الهَیْدَبُ :الجَافِی الخِلْقَهِ ،الکَثِیرُ الشَّعرِ من الرِّجالِ ،و العَبَامُ :الثَّقِیلُ .

وَ فَارَعَ الرَّجُلَ :کَفَاهُ ،و حَمَلَ عنه،قالَ حَسّانُ بنُ ثابِتٍ -رَضِیَ اللّه عَنْهُ -:

و أُنْشِدُکُمْ و البَغْیُ مُهْلِکُ أَهْلِهِ

إِذا الضَّیْفُ لم یُوجَدْ له مَن یُفَارِعُهْ .

و فَرَعَ الأَرْضَ ،و فَرَّعَهَا :جَوَّلَ فِیها،کأَفْرَعَها.

و فَرَّعَ بینَ القَوْمِ تَفْرِیعاً :فَرَّقَ و حَجَزَ،و منه

16- حَدِیثُ عَلْقَمَهَ : «کان یُفَرِّع بینَ الغَنَمِ ». أَی یُفَرِّق.قال ابنُ الأَثِیر.

و ذکره الهَرَویّ فی القَافِ .و قال:قال أَبو مُوسَی:و هو من هَفَوَاتِه.

و أَفْرَعَ سَفَرَهُ و حَاجَتَه:أَخَذَ فِیهما.

و أَفْرَعُوا مِنْ سَفَرِهم:قَدِمُوا و لیْسَ ذلِکَ أَوانَ قُدُومِهِم.

و افْتَرَعُوا الحَدِیثَ :ابْتَدَؤُوه،عن شَمِرٍ.

و أَفْرَعَها الحَیْضُ :أَدْمَاهَا.

و الفُرْعَهُ ،بالضَّمِّ :دَمُ البِکْرِ عِنْدَ الافْتِضَاضِ .

و یُقَالُ :هذا أَوَّلُ صَیْدٍ فَرَعَه ،أَی أَراقَ دَمَهُ .

قالَ یَزِیدُ بنُ مُرَّهَ :مِن أَمْثَالِهم:«أَوَّلُ الصَّیْدِ فَرَعٌ »قالَ :

و هُوَ مُشبَّهٌ بأَوَّلِ النّتاجِ .

و فَارِعٌ و فُرَیْعَهٌ ،و فَارِعَهٌ :أَسماءُ رِجَالٍ ،و مِنَ الثّانِی:عَبْدُ اللّه بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُرَیْعَهَ الأَزْدِیُّ ،عن عَفّانَ .

و مُنَازِلُ بنُ فُرْعَانَ :من رَهْطِ الأَحْنَفِ بنِ قَیْسٍ .قُلْتُ :

و هو ابنُ الأَعْرَفِ الَّذی ذَکَرَه.

و الأَفْرَعُ .بَطْنٌ من حِمْیَرَ.

و الفَارِعَانِ :اسمُ أَرْضٍ ،قالَ الطِّرِمّاحُ :

و نَحْنُ أَجارَتْ بالأُقَیْصِرِ هَامُنَا (1)

طُهَیَّهَ یَوْمَ الفارِعَیْنِ بلا عَقْدِ

و فُرُوعُ الجَوْزَاءِ:أَشَدُّ ما یَکُونُ من الحَرِّ.نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لأَبِی خِرَاش:

و ظَلَّ لنا یَوْمٌ کأَن أُوارَهُ

ذَکَا النّارِ مِنْ نَجْمِ الفُرُوعِ طَوِیلُ (2)

قلتُ :و الرِّوَایَهُ :«و ظَلَّ لها»أَی للأُتُنِ ،و هکَذَا رَواه أَبُو سَعِیدٍ:« الفُروع »بالعَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و قالَ فی قَوْلِ الهُذَلِیِّ -و هُو أُمَیَّهُ بنُ أَبی عائِذٍ-:

و ذَکَرَهَا فیْحُ نَجْمِ الفُرُو ع

مِنْ صَیْهَبِ الحَرِّ بَرْدَ الشَّمالِ (3)

قالَ :هی فُرُوعُ الجَوْزَاءِ بالعَیْنِ ،و هو أَشَدُّ ما یَکُونُ من الحَرِّ،فإِذا جاءَتِ الفُرُوغُ ،بالغیْنِ ،و هی من نُجُومِ الدَّلْوِ، کانَ الزَّمَانُ حِینَئذٍ بَارِداً و لا فَیْحَ حِینَئذٍ.قلتُ :و رواه الجُمَحِیُّ بالغَیْنِ ،و سَیَأْتِی.

و مُحَمَّدُ بنُ عُمَیْرَهَ بنِ أَبِی شَمِرِ بنِ فُرْعَانَ بنِ قَیْس بنِ الأَسْوَدِ بنِ عَبْدِ اللّه:شاعِرٌ،و هو المَعْرُوفُ بالمُقَنَّعِ ،کان مُقَنَّعاً الدَّهْرَ،و سَیَأْتِی فی«ق ن ع».

و أَتَیْتُه فی فَرْعَهٍ من النَّهَارِ،و هی الصَّدْرِ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ :هو یَفْتَرِعُ أَبْکَارَ المَعَانِی،و هو مَجَازٌ.

و فُرَیْعُ بنُ سَلاَمَانَ ،کزُبَیْرٍ:بَطْنٌ من الأَزْدِ.

و اخْتُلِفَ فی عَبْدِ اللّه بنِ عِمْرَانَ التَّمِیمِیِّ الفُرَیْعِیِّ الَّذِی رَوَی عن مُجَاهِدٍ،و عنه شُعْبَهُ ،فقِیلَ :بالفَاءِ،و قِیلَ :

بالقَافِ ،کما سَیَأْتِی.

و مُوسَی بنُ جابِرٍ الجُعْفِیُّ یعرفُ بابنِ الفُرَیْعَهِ :شاعِرٌ.

و فُرْعانُ الکِنْدِیُّ المُلَقَّبُ بذِی الدُّرُوعِ ،ذَکَرَه المُصَنِّفُ فی«د ر ع»و الفَرْعُ بالفَتْحِ :مَوْضِعٌ وَرَاءَ الفُرُکِ .

و ذُو الفَرْعِ :أَطْوَلُ جَبَلٍ بأَجَأَ،بأَوْسَطِها.

فرقع

فَرْقَعَ فَرْقَعَهً : عَدَا عَدْواً شَدِیداً ،مُوَلِّیاً،کما فی التَّکْمِلَهِ .

ص:342


1- (1) عن اللسان،و [1]بالأصل«ها هنا».
2- (2) دیوان الهذلیین 119/2 بروایه:«و ظل لها...من فیح الفروغ» و فسره:یفیح من فروغه أی من مجراه الذی یجری منه،کمثل فرع الدلو.
3- (3) دیوان الهذلیین 177/2 بروایه: ...نجم الفرو غ من صببهد الشمس برد السِّمال و یروی:فأوردها فیح.و الفروغ الواحد فرغ،و فی اللسان: [2]الفرغ نجم من منازل القمر،و هما فرغان،منزلان فی برج الدلو،فرغ الدلو المقدم،و فرغ الدلو المؤخر.

و فَرْقَعَ فُلاناً:لَوَی عُنُقَهُ .

و فَرْقَع الأَصَابعَ :نَقَّضَها ،و الفَرْقَعَهُ و التَّفْقِیعُ وَاحِدٌ،و قد نُهِیَ عَنْهُ فی الصَّلاهِ .و

16- فی حَدِیثِ مُجَاهِدٍ: «کَرِهَ أَنْ یُفَرْقِعَ الرَّجُلُ أَصابِعَهُ فی الصَّلاهِ ». و هو:غَمْزُهَا حتّی یُسْمَعَ لمَفَاصِلِها صَوْتٌ ، فتَفَرْقَعَت ،و افْرَنْقَعَت فَرْقَعَهً و افْرِنْقاعاً.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:قولُهُم: تَفَرْقَعَ :هو صَوْتٌ بین شیْئَیْنِ یُضْرَبَانِ .

و الفِرْقَاعُ ،بالکَسْرِ:الضَّرَطُ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ عن بعضِ العَرَبِ (1).

و الفُرْقَعَهُ ،کقُنْفُذَهٍ :الاسْتُ ،لغهٌ یَمانِیَهٌ ،نَقَلَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .و اللَّیْثُ ،کالقُرْفُعَهِ .

و الافْرِنْقاعُ : الفَرْقَعَه .

و الافْرِنْقَاعُ عن الشَّیْ ءِ:الانْکِشافُ عَنْهُ ،و التَّنَحِّی و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هو التَّحَوُّل و التَّفَرُّق،و فی کتابِ الشَّواذِّ لابْنِ جِنِّی:یُقَال: افْرَنْقَعَ القَوْمُ عن الشَّیْ ءِ،أَی تَفَرَّقُوا عَنْه.

و فی الصّحاحِ فی کَلامِ عِیسَی بن عُمَر:« افْرَنْقِعُوا عَنِّی» أَی انْکَشِفُوا و تَنَحَّوْا،و فی العُبَابِ :«سَقَط عِیسَی بنُ عُمَرَ عن حِمَارٍ له،فاجْتَمَعَ -و قالَ ابنُ جِنِّی فی الشَّوَاذِّ:و مِمَّا یُحْکَی فی ذلِکَ أَنَّ أَبا عَلْقَمَهَ النَّحْوِیَّ عَثَرَ بهِ الحِمَارُ، فاجْتَمَعَ -الناسُ عَلیْه،فلمّا أَفاقَ قالَ :ما لَکُمْ تَکَأْکَأْتُمْ عَلَیَّ کَتکَأْکُئِکُمْ عَلَی ذِی جِنَّهٍ ؟ افْرَنْقِعُوا عَنِّی».و هکَذَا فی العُبَابِ أَیضاً،و زادَ ابنُ جِنِّی:فقالَ بَعْض الحَاضِرِینَ :إِنَّ شیْطَانَهُ یَتَکَلَّمُ بالهِنْدِیَّه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

یُقَال:سَمِعْتُ لرِجْلِه صَرْقَعَهً و فَرْقَعَهً ،بمَعْنًی وَاحِد.

و تَفَرْقَعَ الرَّجُلُ :انْقبَضَ کتَقَرْعَفَ .کذا فی اللِّسَانِ عن الأَزْهَرِیِّ .و أَوْرَدَهُ المُصَنِّفُ فی«قرفع»کما سَیَأْتِی،و قالَ أَبو عَمْرٍو الدُّورِیُّ :بَلَغَنِی عن عِیسَی بنِ عُمَرَ أَنّه کانَ یَقْرَأُ «حَتَّی إِذا افْرُنْقِعَ عنْ قُلُوبِهِم» أَی حَتَّی إِذا کُشِفَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ،نَقَلَه ابنُ جِنِّی فی الشَّواذِّ،قُلْتُ :و قِرَاءَهُ العَامَّه حَتّی إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ (2)و سَیَأْتِی قَرِیباً.

فرنع

الفِرْنِعُ ،کزِبْرِجٍ ،و قُنْفُذٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو القَمْلُ الوَسَطُ .

نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،أَی لیْسَ بالعَظِیمِ و لا بالصَّغِیرِ.

فزع

الفَزْعُ ،بالتَّسْکِینِ :اسمٌ ،قالَ ابنُ حَبِیب:هُوَ ابنُ عَبْدِ اللّه بنِ رَبِیعَهَ بنِ جَنْدَل بنِ ثَوْرِ بنِ عَامِرِ بنِ أُحَیْمِر بنِ بَهْدَلَهَ بنِ عَوْفٍ .

قال: و الفَزْعُ :رَجُلٌ آخَرُ فِی بَنِی کَلْبٍ .

و رَجُلٌ آخَرُ فی خُزَاعَهَ ،خَفِیفَانِ .

و قال غیْرُه: ابنُ الفَزْعِ ،بالفَتْح،کما فی العُبَابِ و التبْصِیر یُکْسَرُ و لم أَرَ من ضَبَطَه هکَذَا: الَّذِی صَلبَهُ المَنْصُورُ العَبَاسِیُّ ، و کان خَرَجَ مع إِبْرَاهِیمَ الغَمْرِ بنِ عَبْدِ اللّه المَحْضِ بنِ حَسَنَ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِیٍّ ،رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُ ،و إِبْرَاهِیمُ هذا هو المَعْرُوفُ بقَتِیلِ باخَمْرَی.

و الفِزْعُ بالکَسْرِ،ابنُ المُجَشِّرِ،من بَنِی عَادَاهَ ،هکَذَا فی العبَاب.

و الفَزَعُ بالتَّحْرِیک:الذُّعْرُ و الفَرَقُ ،و ربَّمَا قالُوا فی ج:

أَفْزاعٌ ،مع کَوْنِهِ مَصْدَراً ،هذا نَصُّ العُبَابِ و فی اللِّسَانِ :

الفَزَعُ :الفَرَقُ و الذُّعْرُ من الشَّیْ ءِ،و هو فِی الأَصْلِ مَصْدَرُ فَزِعَ منه.و قالَ شیخُنَا:الفَرَقُ و الذُّعْر بمَعْنًی،فأَحَدُهما کان کافِیاً، و الفِعْلُ فَزِعَ ، کفَرِحَ ،و مَنَعَ ، فَزْعاً ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ،و یُحَرَّکُ فیه لَفٌّ و نَشْرٌ غیرُ مُرَتَّب،فإِنَّ المُحَرَّکَ مصدرُ فَزِعَ ،کَفَرِحَ خاصَّهً .

و قال المبَرِّدُ فی الکامِلِ :أَصْلُ الفَزَعِ :الخَوْفُ ،ثمّ کُنِیَ بهِ عن خُرُوجِ النّاسِ بسُرْعَهٍ ،لدَفْعِ عَدُوٍّ و نَحْوِه إِذا جاءَهُم بَغْتَهً ،و صارَ حَقِیقَهً فیه (3).و نَسَبَهُ شیخُنا إِلی الرّاغِبِ ،و لیس لَهُ ،و إِنَّمَا نَصُّ الرّاغِبِ : الفَزَعُ :انْقِبَاضٌ و نِفَارٌ یَعْتَرِی الإِنْسَانَ من الشَّیْ ءِ المُخِیفِ ،و هو من جِنْسِ الجَزَع،و لا یُقَال: فَزِعْتُ من اللّه،کما یُقَالُ :خِفْتُ منه.

و الفَزَعُ : الاسْتِغَاثَه ،و مِنْهُ

14- الحَدِیثُ : «إِنَّ أَهْلَ المَدِینَهِ فَزِعُوا لیْلاً،فرَکِبَ النبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم فَرَساً لأَبِی طَلْحَهَ رَضِیَ اللّهُ

ص:343


1- (1) الجمهره 341/3.
2- (2) سوره سبأ الآیه 23. [1]
3- (3) نص عباره المبرد فی الکامل 3/1 [2] الفزع فی کلام العرب علی وجهین:أحدهما ما تستعمله العامه ترید به الذعر و الآخر الاستنجاد و الاستصراخ.

عنه،فسَبَقَ النَّاسَ ،و رَجَعَ ،و قال:لَنْ تُرَاعُوا،لَنْ تُرَاعُوا، ما رَأَیْنَا من شَیْ ءٍ،و إِنْ وَجَدْناهُ لبَحْراً». أَی استَغَاثُوا و اسْتَعْرَضُوا،و ظَنُّوا أَنَّ عَدُوًّا أَحاطَ بهِم،فلمّا قالَ لهم النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم:«لَنْ تُرَاعُوا»سَکَن ما بِهِم من الفَزَعِ .

و الفَزَعُ أَیضاً: الإِغَاثَهُ ،و منه

14- قَوْلُه صلّی اللّه علیه و سلّم للأَنْصَارِ: «إِنَّکُمْ لَتَکْثُرُونَ عندَ الفَزَعِ ،و تَقِلُّونَ عِنْدَ الطَّمَعِ ». أَی تَکْثَرُونَ عندَ الإِغَاثَهِ ،و قَدْ یَکُونُ التَّقْدِیرُ أَیْضاً:«عند فَزَعِ النّاسِ إِلیْکُم لتُغِیثُوهُم» ضِدٌّ ،و من الأَوّلِ قولُ سَلاَمَهَ بنِ جَنْدَلٍ السَّعْدِیِّ :

کُنَّا إِذا ما أَتانَا صارِخٌ فَزِعٌ

کانَتْ إِجابَتُنَا قَرْعَ الظَّنابِیبِ (1)

و یُرْوَی:«کَانَ الصُّرَاخُ له»أَی:مُسْتَغِیثٌ ،کذا فَسَّرَه الصّاغَانِیُّ ،و قالَ الرّاغِبُ :أَی صَارِخٌ أَصابَهُ فَزَعٌ ،قال:

و مَنْ فَسَّرَه بالمُسْتَغِیثِ فإِنَّ ذلِکَ تَفْسِیرٌ للمَقْصُودِ من الکَلامِ ،لا لِلَفْظِ الفَزِعِ ،و من الثّانِی قَوْلُ الکَلْحَبَهِ (2):

و قُلْتُ لِکَأْسٍ :أَلْجِمِیها فإِنَّنَا

نَزَلْنَا الکَثِیبَ من زَرُودَ لِنَفْزَعَا (3)

أَی لِنُغِیثَ و نُصَرِخَ مَن اسْتَغَاثَ بِنَا.قلتُ :و مِثْلُه للرّاعِی:

إِذَا مَا فَزِعْنَا أَوْ دُعِینَا لِنَجْدَهٍ

لبِسْنَا عَلیْهِنَّ الحدِیدَ المُسَرَّدَا (4)

و قَالَ الشَمّاخُ :

إِذَا دَعَتْ غَوْثَهَا ضَرَّاتُهَا فَزِعَتْ

أَطبَاقُ نَیٍّ علی الأَثْبَاجِ مَنْضُودِ

یَقُول:إِذا قَلَّ لبَنُ ضَرَّاتِها،نَصَرَتْهَا الشُّحُومُ الَّتِی علی ظُهُورِهَا،و أَغَاثَتْهَا،فأَمَدَّتْهَا باللَّبَنِ . فَزِعَ إِلَیْه ،و فَزِعَ مِنْهُ ،کفَرِحَ ،و لا تَقُل: فَزَعَهُ ،أَی کمَنَعَه،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و العَرَبُ تَجْعَلُ الفَزَعَ فَرَقاً،و تَجْعَلُه إِغاثَهً للفَزِعِ (5)المُرَوَّعِ ،و تَجْعَلُه اسْتِغاثَهً .

أَو فَزِعَ إِلیْهِم،کفَرِحَ :اسْتَغَاثَهُم،و فَزَعَهُم ،کمَنَع و فَرِحَ :أَغاثَهُمْ و نَصَرَهُمْ ،کأَفْزَعَهُم ،ففِیه ثَلاثُ لُغَاتٍ :

فَزَعْتَ القَوْمَ ،و فَزِعْتُهُم ،و أَفْزَعْتُهُم ،کُلُّ ذلِکَ بمَعْنَی أَغْثْتُهُم.

قالَ ابنُ بَرِّیّ :ممّا یُسْأَلُ عنه،یُقَال:کیفَ یَصِحُّ أَنْ یُقَالَ : فَزِعْتُه بمَعْنَی أَغثْتُه مُتَعَدِّیاً،و اسمُ الفاعِلِ منه فَزِعٌ ، و هذَا إِنّمَا جاءَ فی نَحْوِ قَوْلِهم:حَذِرْتُه فأَنَا حَذِرُه،و اسْتَشْهَدَ سِیبَوَیْهٌ علیه بقَوْلِه:

«حَذِرٌ أُمُوراً (6)...»

و رَدُّوهُ عَلِیهِ ،و قالُوا:البَیْتُ مَصْنُوعٌ .و قال الجَرْمِیُّ :

أَصلُهُ حَذِرْتُ مِنْهُ ،فعُدِّیَ بإِسْقَاطِ «منه»قال:و هذا لا یَصِحُّ فی فَزِعْتُه -بمَعْنَی أَغَثْتُه-أَنْ یَکُونَ علی تَقْدِیرِ مِنْ ،و قد یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ فَزِعٌ مَعْدُولاً عن فَازِعٍ ،کما کانَ حَذِرٌ مَعْدُولاً عن حَاذِرٍ،فیَکُون مِثْلَ :سَمِعٍ مَعْدُولاً عن سامِعٍ ، فیَتَعَدَّی بما تَعَدَّی سامِعٌ ،قالَ :و الصَّوابُ فی هذَا أَنَّ فَزِعْتُه -بمَعْنَی أَغَثْتُه-بمَعْنَی فَزِعْتُ له،ثمّ أُسْقِطَتِ الَّلامُ :

لأَنَّهُ یُقَال: فَزِعْتُه ،و فَزِعْتُ له:قالَ :و هذا هو الصَّحِیحُ المُعَوَّلُ علیه.

أَو فَزِعَ کَفَرِحَ :انْتَصَرَ ،و أَفْزَعَه هو:نَصَرَهُ .

و فَزِعَ إِلَیْهِ :لَجَأَ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «کُنَّا إِذا دَهَمَنا أَمْرٌ فَزِعْنَا :إِلیْهِ ». أَی لَجَأْنَا إِلیْه،و اسْتَغَثْنَا به.

و

16- فی حَدِیثِ الکُسُوفِ : « فَافْزَعُوا إِلی الصَّلاهِ ». أَی الجَأوا إِلیْهَا،و اسْتَغِیثُوا (7)بِهَا.

و

16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه فَزِعَ من نَوْمِهِ مُحْمَرّاً وَجْهُه». أَی:

هَبَّ و انْتبَه،یُقَالُ : فَزِعَ مِنْ نَوْمِهِ و أَفْزَعْتُهُ أَنا،أَی نَبَّهْتُه ،

ص:344


1- (1) دیوانه ص 276 و انظر تخریجه فیه.و قوله صارخ هو المغیث و هو أیضاً المستغیث،من الأضداد،انظر الأضداد لابن الانباری ص 80.
2- (2) اسمه هبیره من بنی عرین بن یربوع،و الکلحبه لقبه.
3- (3) الکامل للمبرد 4/1 [1] مع بیت آخر،و روایته: فقلت لکأسٍ :ألجَمیها فانما حللت الکثیب من زوود لأفزعا قوله کأس اسم جاریته،و قبل اسم ابنته،و انما أمرها بإلجام فرسه لیغیث.
4- (4) دیوانه ص 90 و انظر تخریجه فیه.
5- (5) عن التهذیب و بالأصل«للفزوع».
6- (6) من بیتٍ فی کتاب سیبویه 113/1 و [2]تمامه فیه: حذر أموراً لا تُخاف و آمنُ ما لیس منجیه من الأقدار و یروی عن اللاحقی أنه قال:سألنی سیبویه عن شاهد فی تعدی فَعِل فعملت له هذا البیت،انظر الخزانه 456/3. [3]
7- (7) الأصل و النهایه و [4]فی اللسان:و [5]استعینوا.

و کأَنَّه من الفَزَع بمَعْنَی الخَوْفِ ،لأَنَّ الَّذِی یَتَنَبَّهُ لا یَخْلُو من فَزَعٍ ما،و

16- فی الحَدِیثِ : «أَلاَ أَفْزَعْتُمُونی ؟». أَی:

أَنْبَهْتُمُونِی.

و المَفْزَعُ ،و المَفْزَعَهُ کمَقْعَدٍ،و مَرْحَلَهٍ :المَلْجَأُ عند نُزُولِ الخَطْبِ ، و کِلاهُمَا للوَاحِدِ و الجَمْعِ ،و المُذَکَّرِ و المُؤَنَّثِ ،أَو کمَقْعَدٍ:هو المُسْتَغَاثُ به،و کَمَرْحَلَهٍ :مَنْ یُفْزَعُ مِنْهُ ،أَو مِنْ أَجْلِه ،فَرَّقُوا بَیْنَهُمَا،کما فی العَیْنِ .

و الفَزَّاعَهُ ،مشَّدَّدَهً :الرَّجُلُ یُفَزِّعُ النّاسَ تَفْزِیعاً کَثِیراً.

و الفُزَعَهُ ، کهُمَزَهٍ :من یَفْزَعُ مِنْهُم کَثِیراً.

و بالضَّمِّ :من یُفْزَعُ منه و یُفْزَعُ بِهِ .

و فُزَیْعٌ ،و فَزّاعٌ کزُبَیْرٍ،و شَدّادٍ:اسْمان.

و أَفْزَعَهُ إِفْزاعاً : أَخافَهُ و رَوَّعَه، ففَزعَ هو، کفَزَّعَه تَفْزِیعاً.

و أَفْزَعَه : أَغاثَهُ و نَصَرَهُ .

و فی مَعْنَاهُ : أَفْزَعَ عَنْهُ ،أَی کَشَفَ الفَزَعَ ،أَی الخَوْف، هکَذَا مُقْتَضَی سِیَاقِ عِبَارَتِه،و الَّذِی فی العُبَابِ و غیْرِه: فَزَّعَ عَنْه:أَزالَ فَزَعَهُ .

و المُفَزَّعُ ، کمُعَظَّمٍ یَکُونُ الشُّجاع ،و یَکُونُ الجَبَان.

نَقَلَه الفَرّاءُ،قالَ :فَمَنْ جَعَلَه شُجَاعاً مَفْعُولاً به قالَ :بمِثْلِه تُنْزَلُ الأَفْزَاعُ ،و من جَعَلَه جَبَاناً جَعَلَه یَفْزَعُ مِنْ کلِّ شَیْ ءٍ، قالَ :و هذا مِثْلُ قَوْلِهِم للرَّجُلِ :إِنَّهُ لَمُغَلَّبٌ ،و هو غالِبٌ ، و مُغَلَّبٌ و هو مَغْلُوبٌ ،فهو ضِدٌّ.

و فِی الصّحاح:و التَّفْزِیعُ من الأَضْدادِ،یُقَال: فَزَّعَهُ ،أَی أَخافَهُ ، و فُزِّعَ عنه،بالضَّمِّ ،تَفْزِیعاً ،أَی کُشِفَ عنه الفَزَع ، أَی الخَوْفُ ،قالَ :و منه قَوْلُه تَعَالَی: حَتّی إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ (1)أَی کُشِفَ عَنْهَا الفَزَعُ .قلتُ :و هی قِرَاءَهُ العامَّهِ ،و یُقْرَأَ: حَتَّی إِذا فَزَّعَ أَی فَزَّعَ اللّه،أَی کَشَفَ الفَزَعَ عن قُلُوبِهِم؛لأَنَّ المَلائِکَهَ (2)کانُوا لطُولِ العَهْدِ بالوَحْیِ خافُوا من نُزُولِ جِبْرِیلَ و مَنْ مَعَهُ من المَلائِکَهِ عَلیْهِمُ السَّلامُ بالوَحْیِ ؛لأَنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّه نَزَلَ لِقِیَامِ السّاعَهِ ، فلما تَقَرَّرَ عِنْدَهُم أَنَّه لِغیْرِ ذلِکَ ،کُشِفَ الفَزَعُ عن قُلُوبِهِم.

و فی کِتَابِ الشَّواذِّ لابْنِ جِنِّی:قَرَأَ الحَسَنُ بخِلافِه: فُرِغَ عن قُلُوبهِم بالرّاءِ خَفِیفَهً و بالغیْنِ .قالَ :مرفوعُه حَرْفُ الجَرِّ و ما جَرَّه،کقَوْلنا:سِر (3)عن البَلَدِ،و انْصُرِف عن کذَا إِلی کذا،قال:و کذلِکَ فُزِّعَ ،بتشدید الزَّای.

و المُفَازعُ : الفَزِعُ ،و به فُسِّرَ قولُ الفَرَزْدَقِ :

هَوَی الخَطَفَی لَمَّا اخْتَطَفْتُ دِمَاغَهُ

کما اخْتَطَفَ البَازِی الخَشَاشَ المُفَازِعَا (4)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الفَزِعُ ،ککَتِفٍ :القَلِقُ و لا یُکَسَّرُ لِقلَّهِ فَعِلٍ فی الصِّفَهِ ، و إِنَّمَا جَمْعُه بالوَاوِ و النُّونِ ،و به قُرِیءَ قولُه تَعالَی: فأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسَی فازِعاً (5)أَی:قَلِقاً،یَکَادُ یَخْرُجُ من غِلافِه فیَنْکَشِفُ ،و هی قِرَاءَهُ فَضالَهَ بنِ عَبْدِ اللّه،و الحَسَنِ ،و أَبِی الهُذیْلِ ،و ابْنِ قُطَیْبٍ ،کما فی الشَّواذِّ لابْنِ جِنِّیِّ .

و الفَزِعُ :المُغِیثُ و المُسْتَغِیثُ ،ضِدٌّ،و رَجُلٌ فَازِعٌ -و جَمْعُه: فَزَعَهٌ - و مَفْزُوعٌ :مُرَوَّعٌ .

و فَزّاعَهٌ :کثیرُ الفَزَعِ .

و فَازَعَهُ فَفَزَعَهُ :صارَ أَشدَّ فَزَعاً منه.

و یُقَال: فَزِعْتُ بِمَجِیءِ فُلانٍ :إِذَا تَأَهَّبْتَ له،مُتَحَوِّلاً مِن حالٍ إِلی حالٍ ،کما یَنْتَقِلُ النّائِمُ من النَّوْمِ إِلی الیَقَظَهِ .

و قَالَ ابنُ فارِسٍ : المَفْزَعَهُ :المَکَانُ یَلْتَجِیءُ إِلیه الفَزِعُ .

و الفَزَعُ مُحَرَّکهً :هو ابنُ شَهْرَان بنِ عِفْرِسٍ ،أَبُو بَطْنٍ مِن خَثْعَمَ ،قالَهُ ابنُ حَبِیب،و من وَلَده جَمَاعَهٌ .

و الفَزَعُ بنُ عُقَیْقٍ (6)المَازِنِیُّ :تَابِعِیٌّ ،رَوَی عن ابْنِ عُمَرَ، و عَنْهُ یُونُسُ بنُ عُبَیْدٍ.

و الفَزَع :تابِعِیٌّ آخَرُ،رَوی عن المُنْقَع رضِیَ اللّه عنهُ ،

ص:345


1- (1) سوره سبأ الآیه 23. [1]
2- (2) فی التهذیب:ملائکه السماء الدنیا.
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه:«سیر».
4- (4) البیت فی دیوانه بروایه«المقارعُ »بدل«المفازعا»،و هو من قصیده مرفوعه الروی و أولها:418/1. منا الذی اختیر الرجال سماحهً و خیراً إذا هبّ الریاحُ الزعازعُ .
5- (5) سوره القصص الآیه 10 و [2]رسم المصحف الامام «فارِغاً» و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و به قریء الخ هکذا فی النسخ و لعل المناسب ذکره عقب قوله:و رجل فازع،فتأمل و راجع الشواذ».
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«غفیق».

و عنه سَیْفُ بنُ هرُونَ ،کذا فی التَّبْصِیرِ.

و قولُ عَمْرِو بنِ مَعْدِیکَرِبَ رضِیَ اللّه عَنْهُ -حِینَ قَال له الأَشْعَثُ :لَوْ دَنَوْتَ لأُضَرِّطَنَّکَ -:«کَلاّ و اللّه،إِنَّهَا لَعَزُومٌ مُفَزَّعَهٌ »من فَزَّعَ عنه،إِذَا أَزالَ فَزَعَه ،بحَذْفِ الجارِّ و إِیصالِ الفِعْلِ ،أَی هی آمِنَهٌ ،لا تَرْهَقُها الأَفْزَاعُ ،و هی صَبُورٌ صَحِیحَهُ العَقْدِ،و الاسْتُ تُکْنَی أُمّ عَزْمٍ ،یریدُ أَنَّهَا ذاتُ عَزْمٍ و قُوَّهٍ و لیْسَت بوَاهِیَهٍ فَتَضْرَطَ .

و فَزَعاتُ الرَّوْعِ ،مُحَرَّکهً :جَمْعُ فَزَعَهٍ ،بالتَّحْرِیکِ أَیْضاً.

و من کَلامِ العامَّهِ : فَزَعَ عَلیْه،إِذا تَحَامَلَ علیهِ مُشِیراً للضَّرْبِ ،و له فی العَرَبِیَّهِ وَجْهٌ صَحِیحٌ .

فشع

فَشَعَتِ الذُّرَهُ ،کَمَنَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ العُزَیْزِیُّ :أَی یَبِسَ ،کَذا فِی النُّسَخِ ،و فی العُبابِ :یَبِسَتْ أَطْرَافُهَا.

و فی الأَسَاسِ (1): تَفَشَّعَ فِیکَ تَفَسَّی،و منه الفُشَّاعُ :

الَّذِی یَلْتَوِی علی الشَّجَرِ.

قلتُ :و أَمّا الفُشّاعُ فإِنَّهُ یَأْتِی للمُصَنِّفِ فی الغیْنِ المُعْجَمَه،و قد ذَکَرَ صاحِبُ اللِّسَانِ هذَا الحَرْفَ فی القافِ ، قال:قَشَعَتِ (2)الذُّرَهُ :إِذا یَبِسَتْ أَطْرَافُها قبْلَ إِناهَا.

فصع

فَصَعَ الرُّطَبَه،کمَنَع یَفْصَعُها فَصْعاً ،إِذَا عَصَرَهَا بإِصْبَعَیْهِ ،حَتّی تَنْقَشِرَ،و یُفْعَلُ ذلِکَ بالتِّینِ أَیْضاً، قالَه اللَّیْثُ ، أَو أَخْرَجَها مِنْ قِشْرِهَا لِتَنْضَجَ (3)عاجِلاً،قاله أَبُو عُبَیْدٍ،و بهما فُسِّرَ

16- الحَدِیثُ : «أَنَّهُ نهَی عن فَصْعِ الرُّطَبَهِ ».

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: فَصَعَ الشَّیْ ءَ فَصْعاً : دَلَکَهُ بِإِصْبَعِه ، کذا فی النُّسَخِ ،و الصَّواب بإِصْبَعَیْهِ ، لِیَلِینَ ،فیَنْفَتِحَ عَمّا فیهِ .

و قالَ غیرُه: فَصَعَ لِی بکَذَا فَصْعاً : أَعْطانِیهِ .

و فی المُحِیطِ : فَصَعَ الصَّبِیُّ و فی الصّحاحِ :الغُلاَمُ :

کَشَرَ قُلْفَتَه عن کَمَرَتهِ ، کافْتَصَعَ (4). و الفُصْعَهُ بِالضَّمِّ :قُلْفَتُه. و فی التَّهْذِیبِ :غُلْفَتُه إِذا کَشَفَهَا عن ثُومَهِ ذَکَرِهِ قَبْلَ أَن یُخْتَنَ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (5): إِذا اتَّسَعَت حَتّی تَخْرُجَ حَشَفَتُه ،و مثلُه فی المُحِیط .

و غُلامٌ أَفْصَعُ :أَجْلَعُ بَادِی القُلْفَهِ من کَمَرتِه،کما فی الصّحاحِ و

16- فی حَدِیثِ الزِّبْرِقَانِ : «أَبْغَضُ صِبْیَانِنَا إِلیْنَا الأُفَیْصِعُ الکَمَرَهِ ،الأُفَیْطِسُ النُّخَرَهِ ،الَّذِی کأَنَّه یَطَّلِعُ فی جِحَرَهٍ ». أَی هو غائِرُ العَیْنَیْن.

و افْتَصَعَ منه حَقَّه:أَخَذَه کُله بقَهْرٍ فلم یَتْرُکْ منه شَیْئاً، و فی الصِّحاحِ :أَخَذَهُ کُلَّه علی المَکَان،قال:و لا تَلْتَفِتْ إِلی القافِ .

و الفَصْعاءُ :الفَأْرَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و الفَصْعانُ :المَکْشُوفُ الرَّأْسِ أَبَداً؛حَرَارَهً و الْتِهَاباً ، عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .

و فَصَّعَ تَفْصِیعاً :ضَرَطَ أَو فَسَا ،قَالَ اللَّیْثُ :یُقَال ذلِکَ فی نَتْنٍ و سُوءِ فَسْوٍ،و یُکْنَی عنه،و یُقَالُ فی غَیْرِه،و لم یَعْرِفه أَبُو لَیْلَی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

فَصَعَت الدَّابّهُ فَصْعاً :أَبْدَتْ حَیَاءَهَا مَرَّهً و أَخْفَتْه أُخْرَی، و ذلِکَ عِنْدَ البَوْلِ ،عن ابْنِ عَبَّادٍ.

و الفَصْعُ :الخَلْعُ .

و فَصَّعْتُه من کذا تَفْصِیعاً ،أَی أَخْرَجْتُه منه، فانْفَصَعَ .

نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و فَصَعَ العِمَامَهَ عَنْ رَأْسِه فَصْعاً ،حَسَرَهَا،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

رَأْیْتُکَ هَرَّیْتَ العِمَامَهَ بَعْدَ ما

أَراکَ زَماناً فَاصِعاً لا تَعَصَّبُ

و فَصَّعَ لِی بحَقِّی تَفْصِیعاً :أَعْطَانِیه،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :فَصَعَه عن کذا،و فَصَلَه،بمَعْنًی وَاحِدٍ.

ص:346


1- (1) الذی فی الأساس«فشغ»تفشّغ فیک الشیب:تفشی قال ابن الرقاع: أما تری شیباً تفشّغ لمتی حتی علا وضحٌ یلوحُ سوادَها.
2- (2) بالأصل:فشعت بالفاء و المثبت عن اللسان«قشع».
3- (3) فی اللسان:«لتنضبح»و المثبت موافقاً للنهایه.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«هنا زیاده فی نسخ المتن نصها:و الدّابّه: أبدتْ حیاءها مرَّهً و أخفته أخری،و عمامته:حَسَرَها عن رأْسه.و له بمالٍ :أعطاه،کفصَّع.و الفُصْعَهُ ..و سیذکره الشارح فی المستدرکات.
5- (5) الجمهره 75/3.

فضع

فَضَعَ ،کمَنَعَ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أَی جَعَسَ ،کضَفَع،مَقْلُوبٌ منه، و قالَ اللَّیْث:

فَضَعَ و ضَفَع لُغَتَانِ ،و هو الإِبْداءُ،یُقَالُ :ضَفَعَ و فَضَعَ و مَکَا، إِذا حَبَقَ ،کَمَا فی العُبابِ و التَّکْمِلَهِ و اللِّسَانِ .

فظع

فَظُعَ الأَمْرُ،ککَرُمَ ، فَظَاعَهً : اشْتَدَّت شَنَاعَتُه، و جَاوَزَ المِقْدَارَ فی ذلِکَ ،کما فی العُبَابِ ،و زادَ غَیْرُه:

و بَرَّحَ ، کأَفْظَعَ ،فهو مُفْظِعٌ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «لا تَحِلُّ المَسْأَلَهُ إِلاّ لذِی غُرْمٍ مُفْظِعٍ ». المُفْظِعُ :الشَّدِیدُ الشَّنِیعُ .

و أَفْظَعَهُ ،و اسْتَفْظَعَه ،و تَفَظَّعَهُ ،الأَخِیرُ زَادَه الصّاغَانِیُّ :

وَجَدَه فَظِیعاً .

و أُفْظِعَ الرَّجُلُ ، بالضَّمِّ :نَزَل بهِ أَمْرٌ عَظِیمٌ مُبَرِّحٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للَبِیدٍ:

و هُمُ السُّعَاهُ إِذَا العَشِیرَهُ أُفْظِعَتْ

و هُمُ فَوَارِسُها،و هُمْ حُکَّامُها

و الفَظِیعُ ، کأَمِیرٍ:الماءُ العَذْبُ ،قالَهُ اللَّیْثُ .و أَنْشَدَ:

یَرِدْنَ بُحُوراً ما یُمِدُّ جِمَامَهَا

أَتِیُّ عُیُونٍ ماؤُهُنَّ فَظِیعُ

کما فی الصِّحاحِ (1)،و فی العُبَاب:

یَمُدُّ بُحُوراً أَنْ یُمِدَّ جِمَامَهَا

أَو هُو الماءُ الزُّلاَلُ الصّافِی،و ضِدُّه المُضَاضُ ،و هو الشَّدِیدُ المُلُوحَه،قالَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و فَظِع الأَمْرَ،کفَرِحَ :اسْتَعْظَمَه هکَذَا فی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و الَّذِی فی نَوَادِرِ أَبِی زَیْدٍ: فَظِعَ بالأَمْرِ فَظَاعَهً ، إِذا هالَهُ و غَلَبَه و لم یَثِقْ بأَنْ یُطِیقَهُ . و

16- فی الحَدِیثِ : «أَرِیتُ أَنَّهُ وَضِعَ فی یَدَیَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ ففَظِعْتُهُمَا ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هکَذَا رُوِی مُتَعَدیاً حَمْلاً عَلَی المَعْنَی؛لأَنَّه بمَعْنَی:

أَکْبَرْتُهُمَا و خِفْتُهُمَا،و المَعْرُوفُ فَظِعْتُ به،أَو مِنْه.

و فَظِعَ الإِنَاءُ فَظْعاً : امْتَلأَ ،فهو فَظِعٌ ،و منه قَوْلُ أَبِی وَجْزَهَ :

تَرَی العِلافِیَّ منها مُوفِداً فَظِعاً

إِذَا احْزَأَلَّ به مِنْ ظَهْرِهَا فِقَرُ

قَوْلُه: فَظِعاً ،أَی مَلآنَ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: فَظِعَ بالأَمْرِ فَظَعاً : ضاقَ به ذَرْعاً ،و منه

14- الحَدِیثُ : «لَمَّا أُسْرِیَ بی،فأَصْبَحْتُ بمَکَّهَ ، فَظِعْتُ بأَمْرِی».

أَی اشْتَدَّ عَلَیَّ ،و هِبْتُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَمْرٌ فَظِیعٌ و فَظِعٌ -الأَخِیرَهُ علی النَّسَبِ -أَی شَنِیعٌ ،و قال عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِب رضِیَ اللّه عَنْه:

وَ قَدْ عَجِبَتْ أُمامَهُ أَنْ رَأَتْنِی

تَفَرَّعَ لِمَّتِی شَیْبٌ فَظِیعُ

أَیْ :کَثِیرٌ.

و أَفْظَعَنِی هذا الأَمْرُ:هَالَنِی،و مِنْهُ

14- حَدِیثُ سَهْل بن حُنَیْفٍ رَضِیَ اللّه عنه: «ما وَضَعْنَا سُیوفَنا علی عَوَاتِقِنَا إِلی أَمْرٍ یُفْظِعُنَا إِلاّ أَسْهَلَ بِنَا». أَی یوقِعُنَا فی أَمْرٍ (2)شَدِیدٍ.

و فَظُعَ بالأَمْرِ فَظَاعَهً ،و فَظَعاً :رَآه فَظِیعاً ،و قالَ المُبَرِّدُ:

الفَظَعُ ،مُحَرَّکَهً :مصدرُ فَظِعَ به،و قد یَکُونُ مَصْدَرَ فَظُعَ ، ککَرُم کَرَماً،إِلاّ أَنِّی لم أَسْمَعِ الفَظَعَ إِلاّ فِی قَوْلِ الشّاعِر:

قَدْ عِشْتُ فی النّاسِ أَطْوَاراً علی خُلُقٍ

شَتَّی و قَاسَیْتُ فیه اللِّینَ و الفَظَعَا (3)

فعفع

الفَعْفَعُ ،کفَدْفَدٍ:الجَدْیُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قالَ الفَرّاءُ: الفَعْفَعُ : الرَّجُلُ الخَفِیفُ ، کالفُعَافِعِ ، بالضَّمِّ و أَنْشَدَ بَیْتَ صَخْرِ الغَیِّ الآتِی ذِکْرُه.

و الفَعْفَعُ : السَّرِیعُ قالَ رُؤْبَهُ :

فإِنْ دَنَتْ من أَرْضِهِ تَهَزَّعَا

لَهُنَّ و اجْتافَ الخِلاطَ الفَعْفَعَا

مِنْ أَرْضِهِ :منْ قَوَائِمِه.و اجْتَافَ :دَخَلَ فی جَوْفِه.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الفَعْفَعُ : زَجْرُ الغَنَمِ ، کالفَعْفَعَهِ ،و هذَا عن الأَزْهَرِیِّ و قَدْ فَعْفَعَ ،إِذا قالَ لها: فَعْ فَعْ ،و هو حِکَایَهُ زَجْرِه،قال الرَّاجِزُ:

إِنِّیَ لا أُحْسِنُ قِیلاً فَعْ فَع

ص:347


1- (1) کذا بالأصل،و لم یرد فی الصحاح المطبوع فی ماده«فظع»و هو فی اللسان. [1]
2- (2) فی النهایه و [2]اللسان: [3]فی أمرٍ فظیع شدید.
3- (3) البیت لعبد العزیز بن زراره الکلابی،و ینسب لغیره انظر سمط اللآلی ص 412. [4]

و قیل: الفَعْفَعَهُ :زَجْرُ المَعزِ خاصَّهً .

و الفَعْفَعِیُّ ،و الفَعْفَعَانِیُّ :الجَبَانُ ، کالفَعْفاعِ ،الأَخِیرُ کوَعْوَاعٍ ،و رَعْراعٍ ،و لَعْلاَعٍ ،عن المُؤَرِّج.

و الفَعْفَاعُ الرّاعِی یُقَالُ :رَاعٍ فَعْفاعٌ :کقَوْلِکَ :جَرْجَرَ البَعِیرُ فهو جَرْجَارٌ،و ثَرْثَرَ الرَّجُلُ ،فهو ثَرْثَارٌ،و یُقَالُ أَیْضاً:

راعٍ فَعْفَعِیٌّ ،إِذا کانَ خَفِیفَاً فی فَعْفَعَتِه،و کذلِکَ رَاعٍ فَعْفَعَان ،عن ابْنِ فارسٍ .

و الفَعْفَاعُ و الفَعْفَعِیُّ و الفَعْفَعَانِیُّ : القَصَّابُ بلُغَهِ هُذَیْلٍ ، و کذلِکَ الْهَبْهَبِیُّ و السَّطّارُ، کالفَعْفَعَانِ و الفَیْفَعِیِّ و هذِه عن الجُمَحِیِّ ، و الفُعَافِعُ ،بالضَّمِّ ،قالَ صَخْرُ الغَیِّ الهُذَلِیُّ :

فنَادَی أَخَاهُ ثُمَّ قَامَ بشَفْرَهٍ

إِلیْهِ إِجْتِزارَ الفَعْفَعِیِّ المُنَاهِبِ (1)

و یُرْوَی:«فَعَالَ الفَعْفَعِیّ »و فَسَّرَهُ بَعْضُهُم بالرّاعِی، و بعضُهم بالخَفِیفِ .

و تَفَعْفَعَ فی أَمْرِه: أَسْرَع.

قال ابنُ فارس:الفَاءُ و العَیْنُ لیْسَ فِیه کلامٌ أَصِیلٌ ،و هو شِبْهُ حِکَایَهِ الصَّوْتِ ،و ذَکَرَ الفَعْفَعَهَ و الفَعْفَعَانَ ،و الفَعْفَعِیَّ ، و تَفَعْفَع .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الفَعْفَعُ ،و الفَعْفَعَانیُّ :الحُلْو الکَلامِ ،الرَّطْبُ اللِّسانِ .

و الفَعْفَعِیُّ :السَّرِیعُ .

وَ وَقَع فِی فَعْفَعَهٍ ،أَی اخْتِلاطٍ .

فقع

الفَقْعُ ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ ،عن ابْنِ السِّکِّیتِ :

ضَرْبٌ من الکَمْأَه،و قالَ أَبو عُبَیْدٍ:هی البَیْضاءُ الرَّخْوَهُ من الکَمْأَهِ ،و هو أَرْدَؤهَا،قال الرّاعِی:

بِلادٌ یَبُزُّ الفَقْعُ فیها قِنَاعَه

کما ابْیَضَّ شَیْخٌ من رِفَاعَهَ أَجْلَحُ (2)

و

17- فی حَدِیثِ عاتِکَهَ : قالَتْ لابْنِ جُرْمُوزٍ:

یا بْنَ فَقْعِ القَرْدَدِ (3).

قال ابنُ الأَثِیرِ: الفَقْعُ :ضربٌ من أَرْدَإِ الکَمْأَه،و القَرْدَدُ:

أَرْضٌ مرتفعهٌ إِلی جَنْبٍ وَهْدَهٍ .

و قالَ أَبو حَنِیفَهَ : الفَقْع یَطْلُع من الأَرْضِ فیَظْهَرُ أَبْیَضَ ، و هو ردِیءٌ،و الجَیِّدُ،ما حُفِرَ عنهُ و استُخْرِجَ [تراه أسود] (4)و قال اللَّیْثُ : الفَقْعُ :کَمْ ءٌ یَخْرُجُ من أَصْلِ الإِجْرِدِّ،و هو نَبْت،قال:و هو مِنْ أَرْدَإِ الکَمْأَهِ و أَسْرَعِهَا فَسَاداً. ج -علی کِلاَ الوَجْهَیْن-: فِقَعَهٌ ، کعِنَبَهٍ ،مثل جَبْ ءٍ و جِبَأَهٍ ،و قِرْدٍ و قِرَدَهٍ ،و أَنْشَدَ أَبو حَنِیفَهَ :

و مِنْ جَنَی الأَرْضِ ما تَأْتِی الرِّعاءُ بهِ

من ابْنِ أَوْبَرَ و المَغْرُودِ و الفِقَعَهْ (5)

و یُقَالُ للذَّلِیلِ علی وَجْهِ التَّشْبِیهِ : «هُوَ أَذَلُّ من فَقْعٍ بقَرْقَرَهٍ » ،و یُقَالُ أَیْضاً:«هو فَقْعُ قَرْقَرٍ» لأَنَّهُ لا یَمْتَنِعُ عَلَی مَن اجْتَنَاهُ ،أَو لأَنَّه یُوطَأُ بالأَرْجُلِ و تَنْجُلُه الدَّوَابُّ بقَوَائِمِها، قال النّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ یَهْجُو النُّعْمَانَ بنَ المُنْذِرِ:

حَدِّثُونِی بَنِی الشَّقِیقَهِ ما یَمْ

نَعُ فَقْعاً بقَرْقَرٍ أَنْ یَزُولاَ (6)

هکَذَا أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ .

و فَقَعَ ،کمَنَعَ :سَرَقَ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ ،و أَنْشَدَ لأَبِی حِزَامٍ العُکْلِیِّ :

و مَنْ ثَهَتَتْ به الأَرْطَالُ حَرْساً

أَلا یا عَسْبَ فَاقِعَهِ الشَّرِیطِ

ثَهَتَتْ :دَعَتْ .و الأَرْطالُ :الغِلْمَانُ .و حَرْساً:دَهْراً.

و فَقَعَ فَقْعاً : ضَرِطَ ،و فی الصّحاحِ : الفَقْعُ :

الحُصَاصُ (7).قلتُ :و مِنْهُم من خَصَّه بالحِمَارِ.

ص:348


1- (1) دیوان الهذلیین 55/2 بروایه:ثم طار بشقره و یروی:«اختزاز»بدل «اجتزار».
2- (2) دیوانه ص 36 و انظر تخریجه فیه.
3- (3) اللسان و [1]بهامشه:«قوله:یا بن فقع»أوله: کم غمره قد خاضها لم یثنه عنها طرادٌ یا ابن فقع القردد.
4- (4) زیاده عن کتاب النبات لأبی حنیفه برقم 325.
5- (5) کتاب النبات برقم 326 و [2]قوله ابن أوبر جمعه بنات أوبر قال أبو زید و هی من الکمأه المزغّبه و قال أبو عمرو و المغرور واحد المغارید و هی من الکمأه الصغار.انظر کتاب النبات برقم 326 و 327 و 328. [3]
6- (6) دیوانه ص 141 و الشقیقه هی بنت أبی ربیعه بن زهل بن شیبان،و هی جده النعمان.
7- (7) الحصاص:الضراط .

و فَقَعَ لَوْنُه، کَمَنَعَ و نَصَرَ فَقْعاً و فُقُوعاً :اشْتَدَّتْ صُفْرَتُه، أَو خَلَصَتْ و نَصَعَتْ .

و فَقَعَتِ الفَوَاقِعُ -و هِیَ بَوَائقُ الدَّهْرِ- فُلاناً:أَهْلَکَتْهُ ، جَمْع فَاقِعَهٍ .

و فَقَعَ الغُلامُ فهو فَاقِعٌ : تَرَعْرَعَ و تَحَرَّکَ .

و فَقَعَ الرَّجُلُ (1):ماتَ مِنَ الحَرِّ.

و یُقَال: أَصْفَرٌ فَاقِعٌ ، أَو أَحْمَر فاقِعٌ ،و فُقَاعِیٌّ :بالضمّ :

مبالَغَهٌ أَی شَدِیدُهُما.قال اللِّحْیَانِیُّ :أَصْفَرُ فاقِعٌ و فُقَاعِیٌّ :

و قالَ غیْرُه:أَحْمَرُ فاقِعٌ و فُقَاعِیٌّ :یَخْلِطُ حُمْرَتَهُ بَیَاضٌ .

و قِیلَ :هو الخالِصُ الحُمْرَهِ ،و فِی التَّنْزِیلِ : بَقَرَهٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها (2)أَی:شَدِیدُ الصُّفْرَهِ و قد فَقِعَ الرَّجُلُ کفَرِحَ :

احْمَرَّ لَوْنُه.

أَو کُلُّ ناصِعِ اللَّوْنِ : فاقِعٌ من بَیَاضٍ و غَیْرِه. عن اللِّحْیَانِیّ .

و یُقَالُ :أَصْفَرُ فاقِعٌ ،و أَبْیَضُ ناصِعٌ ،و أَحْمَرُ ناصِعٌ أَیْضاً، و أَحْمَرُ قانِئٌ ،قال لبِیدٌ-فی الأَصْفَرِ الفَاقعِ -:

سُدُماً قَدِیماً عَهْدُه بأَنِیسِه

مِنْ بَیْنِ أَصْفَرَ فَاقِعٍ و دِفَانِ (3)

و قال بُرْجُ بن مُسْهِرٍ الطّائِیُّ فی الأَحْمَرِ الفاقِعِ :

تَرَاهَا فی الإِنَاءِ لها حُمَیَّا

کُمَیْتٌ مِثْل ما فَقَعَ الأَدِیمُ

و أَبْیَضُ فِقِّیعٌ ،کسِکِّیتٍ :شَدِیدُ البَیَاضِ .

و الفِقِّیعُ ، کسِکِّیت أَیْضاً:الأَبْیَضَ من الحَمَامِ کالصِّقْلابِ من النّاسِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن الجاحِظِ و هو غَلَطٌ من الصّاغَانِیِّ فی الضَّبْطِ ،و الصَّوابُ فیه الفَقِیعُ ، کأَمِیرٍ،واحِدَتُه فَقِیعَهٌ ،قالَ .و هو جِنْسٌ من الحَمَامِ أَبْیَضُ ، علی التَّشْبِیهِ بِضَرْبٍ من الکَمْأَه.

و الفَقِیعُ کأَمِیرٍ:الأَحْمَر :نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن الجاحِظِ ، و أَنْشَدَ:

فَقِیعٌ (4)یکادُ دَمُ الوَجْنَتَیْنِ

یُبَادِرُ مِنْ وَجْهِه الجِلْدَهْ

و هُوَ فِی نَوَادِر أَبِی زیْدٍ« فَقَاع »کسَحَابٍ .

و الفَاقِعَهُ :الدّاهِیَهُ ،و الجَمْعُ : الفَوَاقِعُ ،و تَقُولُ :کُلُّ باقِعَهٍ [مَمْنُوُّ] (5)بفاقِعَه .

و الفُقّاعُ ، کرُمّانٍ :هذا الّذِی یُشْرَبُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و فی اللِّسَان:شَرَابٌ یُتَّخَذُ منَ الشَّعِیر،قال الصّاغَانِیُّ :

سُمِّیَ بهِ لمَا یَرْتَفِعُ فی رَأْسِهِ و یَعْلُوهُ من الزَّبَدِ،و قالَ أَبو حَنِیفَهَ : الفُقّاعُ : نَباتٌ مُتَفَقِّعٌ ، إِذا یَبِسَ صَلُبَ ،فصارَ کَأَنَّه قُرُونٌ ،قال:هکذَا ذَکَرهُ بعضُ الرُّواهِ .

و الفَقَاقِیعُ :نُفّاخَاتُ الماءِ التی تَرْتَفِع کالقَوَارِیرِ مُسْتَدِیره، و کذلِکَ تَرْتَفِعُ علی الشَّرابِ عِنْدَ المَزْجِ بالماءِ،الواحِدَهُ فُقَّاعَهٌ ،کرُمّانَهٍ (6)،قال عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبَادِیّ یصفُ الخَمْر:

و طَفَتْ (7)فَوْقَها فَقَاقِیعُ کالْیَا

قُوتِ حُمْرٌ یُثِیرُهَا التَّصْفِیقُ

هذِه رِوَایَهُ إِبْرَاهِیمَ الحَرْبِیِّ ،و یُرْوَی:« فَوَاقِعِ ».

و إِنَّه لفَقّاعٌ ،کشَدَّاد:خَبِیثُ شَدِیدٌ ،نقله اللَّیْثُ .

و یُقَالُ للرَّجُلِ الأَحْمَرِ الشَّدِیدِ الحُمْرَهِ ،الَّذِی فی حُمْرَتهِ شَرَقٌ من إِغْرَابٍ : فُقَاعٌ ،بالضَّمِّ ،کرُبَاع ،و هو قَوْلُ ابنِ بُزُرْجَ ، أَو بالفَتْحِ ،کثَمَانٍ ،و هو قَوْلُ أَبِی زَیْدٍ فی نَوَادِرِه، أَو کأَمِیرٍ ،و هو قولُ الجاحِظِ ،کما نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،بکُلِّ ذلِکَ رُوِیَ قَوْلُ الشّاعِرِ الذی تَقَدَّم،و لا یَخْفَی أَنَّ قولَه:

«کأَمِیرٍ»تَکْرَار؛لأَنَّهُ قد سَبَق له ذلِکَ .

و الإِفْقَاعُ سُوءُ الحالِ ،و أَفْقَع :افْتَقَر، و فَقْرٌ مُفْقِعٌ ، کمُحْسِنٍ :مُدْقِعٌ ،کذا فی النُّسَخِ ،و صَوابُه-کما فی العُبابِ ،و اللِّسَان-:فَقِیرٌ مُفْقِعٌ مُدْقِعٌ ،أَی مَجْهُودٌ،و هو أَسْوَأُ ما یَکُونُ من الحالِ .

و التَّفْقِیعُ :التَّشَدُّقُ فی الکَلامِ ،یُقَال: فَقَّعَ الرَّجُلُ ،إِذا تَشَدَّقَ ،و جاءَ بکَلامٍ لا مَعْنَی له.

و تَفْقِیعُ الأَصَابعِ : الفَرْقَعَهُ یُقَال: فَقَّعَ أَصابِعَه تَفْقِیعاً ، إِذا غَمَزَ مَفَاصِلَهَا فأَنْقَضَتْ ،و قد نُهِیَ عَنْه فی الصَّلاهِ .

و التَّفْقِیعُ : أَنْ تَضْرِبَ الوَرْدَهَ ،أَیْ ورَقَهً مِنْهَا،فتُدِیرَهَا

ص:349


1- ((*)) بالقاموس:«فلانٌ »بدل:«الرَّجُلُ ».
2- (1) سوره البقره الآیه 69. [1]
3- (2) دیوانه ص 207 و فیه:«أصفر ناصع»و علی هذه الروایه فلا شاهد فیه.
4- (3) فی اللسان«فُقاعی»و فی التکمله:«فُقاعٍ ».
5- (4) زیاده عن الأساس.
6- (5) عباره التهذیب:و الفقاقیع واحدتها فقّاعه،و هی الحجا التی تعلو ماء المطر و الشرابَ إذا مزج بالماء کأنها قواریر صغار مستدیره.
7- (6) فی التهذیب و اللسان و الأساس:و طغا.

ثمّ تَغْمِزَهَا بإِصْبَعِکَ ،و قِیلَ :هُو أَنْ تَضْرِبَ بالکَفِّ ، فتُفَقِّعَ و تُصَوِّتَ إِذا انْشَقَّتْ ،فتَسْمَعَ لها صَوْتاً (1).

و التَّفْقِیعُ : تَحْمِیرُ الأَدِیمِ یُقَال: فَقِّعُوا أدِیمَکُم،أَی:

حَمِّرُوهُ .

و المُفَقِّعَهُ ،کمُحَدِّثَهٍ :طائرٌ أَسْوَدُ،أَبْیَضُ أَصْلِ الذَّنَبِ یَنْقُرُ البَعِیرَ.

و المُفَقَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :الخُفُّ المُخَرْطَمُ ،و

17- فی حَدِیثِ شُرَیْحٍ : «و عَلیْهِم خِفَافٌ لها فُقْعٌ ». أَی خَرَاطِیمُ .

و تَفاقَعَتْ عَیْنَاه:أَبْیَضَّتَا ،من قَوْلِهِمْ :أَبیَضُ فِقِّیعٌ ، و قِیلَ :انْشَقَّتَا،من قَوْلهم: انْفَقَع :انْشَقَّ ،و قیل:رَمِصَتَا، و بِکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ

17- قولُ أُمِّ سَلَمَهَ -رضِیَ اللّه عَنْهَا-: حِینَ جاءَتْهَا امْرَأَهٌ ماتَ زَوْجُها،و قالَت:أَ فَأَکْتَحِلُ ؟فقالَتْ :«لا و اللّهِ ،لا آمُرُکِ بما نَهَی اللّه وَ رَسُولُه عَنْه،و إِنْ تَفَاقَعَتْ عَیْنَاکِ ».

و نبَاتٌ مُتَفَقِّعٌ ،إِذا یَبِسَ صَلُبَ فصارَ کالقُرُونِ ،و لا یَخْفَی أَنّه تَکْرَارٌ؛لأَنَّه قد سَبَقَ له ذلِکَ من قَوْلِ أَبِی حَنِیفَهَ .

و الأَفْقَعُ :الشَّدِیدُ البَیَاضِ ،من الفَقَعِ ،و هو شِدَّهُ البَیَاضِ ، ج: فُقْعٌ ،بالضَّمِّ ،کأَحْمَرَ و حُمْرٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

جَمْعُ الفَقْعِ ،بالفَتْح،بمَعْنَی الکَمْأَهِ : أَفْقُعٌ ،و فُقُوعٌ ، عن أَبِی حَنِیفَهَ .

و أَبْیَضُ فُقَاعِیٌّ ،بالضَّمِّ :خالِصٌ ،و یُقَال للرَّجُلِ الأَحْمَرِ: فُقَاعِیٌّ ،و هکَذَا رُوِیَ قَوْلُ الشّاعِرِ الَّذِی تَقَدَّمَ .

و إِنَّهُ لفَقَّاعٌ ،کشَدَّادٍ:ضَرّاطٌ .و قَد فَقَّعَ به تَفْقِیعاً ،و هو یُفَقِّعُ بِمفقَعٍ (2)و بمِفْقاعٍ ،إِذا کان شَدِیدَ الضُّرَاطِ .

و تَفَقَّعَ الغُلامُ :تَرَعْرَعَ ،قال جَرِیرٌ:

بَنِی مالِکٍ إِنَّ الفَرَزْدَقَ لَمْ یَزَلْ

یَجُرُّ المَخَازِی مِنْ لَدُنْ أَنْ تَفَقَّعَا

و یُقَال:هذا أُفْقُوعُ طُرْثُوثٍ ،و غیرِه مِمّا تَنْفَقِع عَنْهُ الأَرْضُ ،أَی تَنْشَقُّ .

و الفُقَّاعِیُّ :نِسْبَهً إِلی بَیْع الفُقّاعِ .

فکع

فَکِعَ ،کسَمِعَ ، فَکْعاً ،و فُکُوعاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الفَکْعُ ،لم یَذْکُرْهُ الخَلِیلُ ،و ذَکَرَ قَوْمٌ من أَهْلِ اللُّغَهِ أَنَّ الفَکْعَ مثلُ الهَکْعِ (3)سَوَاء، و ذَکَر فی تَرْکِیبِ «ه ک ع»،الهَکَعُ ،شبِیهٌ بالجَزَعِ ،یُقال:

هَکَعَ هَکْعاً و هُکُوعاً،إِذا أَطْرَقَ من حُزْنٍ أَو غَضَبٍ ، و سَیَأْتِی فی مَوْضعه.

و قالَ أَیْضاً-فی تَرْکِیبِ «هکع»-: ذَهَبَ فما یُدْرَی أَیْنَ هَکَعَ ،و مثلُه: فَکَع ،کمَنَعَ فیهِمَا،أَیْ أَیْنَ غَدَا.

قالَ :و الهَکْعُ :السُّعَالُ ،بلُغَهِ هُذَیْلٍ ،و مِثْلُه الفَکْعُ ، فهو مُسْتَدْرَکٌ علی المُصَنِّفِ ،و سَیَأْتِی أَیْضاً له ذِکْرٌ فی «ه ک ع».

فلع

فَلَعَهُ ،کمَنَعَهُ :شَقَّهُ و شَدَخَه، کفَلَعَ السَّنَامَ بالسِّکِّین.

أَو فَلَعَه : قَطَعَه بالسَّیْفِ و غَیْرِه، کفَلَّعَهُ تَفْلِیعاً ،شُدِّدَ للمُبَالَغَهِ ، فانْفَلَعَ و تَفَلَّعَ ،یُقَال ذلِکَ لکُلِّ ما یَشَّقَّقُ ،قال طُفیْلٌ الغَنَوِیُّ :

نَشُقُّ العِهادَ الحُوَّ لَمْ تُرْعَ قَبْلَنَا

کما شُقَّ بالمُوسَی السَّنَامُ المُفَلَّعُ

و قال شَمِرٌ:یُقَالُ :فَلَخْتُه،و قَفَخْتُه،و سَلَعْتُه،و فَلَعْتُه ، کُلُّ ذلِکَ إِذا أَوْضَحْتَهُ .

و الفَلْعُ ،بالفَتْحِ و یُکْسَر:الشَّقُّ فی القَدَمِ و غیْرِهَا و کذلِکَ الفَلْحُ و الفَلْجُ ج: فُلُوعٌ و فُلُوحٌ ،و فُلُوجٌ .

و الفالِعَهُ :الدّاهِیَهُ ،ج: فَوَالِعُ .

و الفِلْعَهُ ،بالکَسْرِ:القِطْعَهُ من السَّنامِ جَمْعُها فِلَعٌ ، کعِنَبٍ .

و لَعَنَ اللّه فَلْعَتَها :شَتْمٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و فی التَّهْذِیبِ :

یُقَالُ لِلأَمَهِ إِذا سُبَّتْ :قَبَّحَ اللّه فِلْعَتَها ،یَعْنُونَ مَشَقَّ جَهَازِهَا، أَو ما تَشَقَّقَ من عَقِبِهَا.

و مَزادَهٌ مُفَلَّعَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ :خُرِزَتْ من قِطَعِ الجُلُودِ.

نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و سَیْفٌ فَلُوعٌ ،کصَبُورٍ:قَطّاعٌ ،من فَلَعَه ،إِذا قَطَعَه، ج: فُلْعٌ ،بالضَّمِّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

تَفَلَّعَت البَیْضَهُ ،و انْفَلَعَتْ :انْفَلَقَتْ ،عن ابن فارس.

و تَفَلَّعَتْ قَدَمُه:تَشَقَّقَت،نقله الجَوْهریّ .

ص:350


1- (1) فی التهذیب:صوتاً عالیاً.
2- (2) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
3- (3) الذی فی الجمهره 127/3 [1] مثل العَفَک،و الذی بالأصل هو روایه نسخه أخری بهامش الجمهره.و [2]مثلها فی التکمله،أما اللسان فکالجمهره و ضبط اللفظه بفتح فسکون ضبط قلم.

و سَیْفٌ مِفْلَعٌ ،کمِنْبَرٍ:قاطِعٌ .

و قالَ کُرَاع: الفَلَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :الفَرْجُ ،و قبَّحَ اللّه فَلَعَتَها ، کأَنَّه اسْمُ ذلِکَ المَکَانِ مِنْهَا.

فلدع

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الفَلَنْدَعُ ،کسَفَرْجَلٍ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .و نقلَه صاحبُ اللِّسَانِ عن ابْنِ جِنِّی حَکاه،قال:هُو المُلْتَوِی الرِّجْلِ .

فنع

فَنِعَ ،کفَرِحَ :کَثُرَ مالُه و نَمَا ،و من أَمْثَالِهِم:«مَنْ قَنِعَ فَنِعَ » (1)،أَی:اسْتَغْنَی،و کَثُرَ مالهُ ، فهُو فَنِعٌ و فَنَیعٌ ککَتِفٍ ،و أَمِیرٍ.

و الفَنَعُ ،مُحَرَّکَهً :الخَیْرُ و الکَرَمُ و الجُودُ الوَاسِعُ ، و الفَضْلُ الکَثِیرُ.

و الزِّیَادَهُ فیِ المالِ ،و فی السَّیْرِ.

و حُسْنُ الذِّکْرِ و نَشْرُ الثَّنَاءِ الحَسَنِ ،یُقَال:مَالٌ ذُو فَنَعٍ ، و فَنَإِ،علی البَدَلِ ،أَی کَثِیرٌ،و الفَنَعُ أَکْثَرُ و أَعْرَفُ فی کَلامِهم،قال أَبُو مِحْجَنٍ الثَّقَفِیُّ :

و قَدْ أَجُودُ و ما مَالِی بذِی فَنَعٍ

و أَکْتُمُ السِّرَّ فیه ضَرْبَهُ العُنُقِ

و قالَ الأَعْشَی:

و جَرَّبُوه فما زَادَتْ تَجَارِبُهُم

أَبَا قُدَامَهَ إِلاَّ الحَزْمَ و الفَنَعَا

و یُقَالُ :فَرَسٌ ذُو فَنَعٍ فی سَیْرِه،أَی:زِیَادَهٍ .

و الفَنَعُ من المِسْکِ :ذَکَاءُ رِیحِه ،قالَ سُوَیْدُ بنُ أَبی کاهِلٍ :

و فُرُوع سابِغ أَطْرَافُها

عَلَّلَتْها رِیحُ مِسْکٍ ذی فَنَعْ

و المِفْنَعُ ، کمِنْبَرٍ:الحَسَنُ الذِّکْرِ قالَ لبِیدٌ-رَضِیَ اللّه عنه-فی سَلْمَانَ بنِ رَبِیعَهَ الباهِلِیِّ یُخَاطِب عُمَرَ (2)رضِیَ اللّه عنه:

أَنْتَ جَعَلْتَ الباهِلیَّ مِفْنَعَا

فِینا فأَمْسَی ماجِداً مُمَنَّعَا

و حَقُّ مَنْ رَفَعْتَهُ أَنْ یُرْفَعَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه: الفَنَعُ ،مُحَرَّکهً :الکَثِیرُ من کُلِّ شَیْ ءٍ،و کذلِک الفَنِیعُ و الفِنْعُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .و قالَ أَیْضاً:سَنِیعُ فَنِیعٌ ،أَی کَثِیرٌ.

فنقع

الفُنْقُعُ ،کقُنْفُذٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :هی الفَأْرَهُ ،قالَ :الفاءُ قَبْلَ القافِ ،و الفِرْنبُ مثلُه.قلتُ ،و هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، و قد تُقَدَّمُ القافُ علی الفاءِ،و هو قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو،و سَیَأْتِی.

و الفُنْقُعَه ، بهَاءٍ:الاِسْتُ ،لغَهٌ یَمَانِیَه،نقلَه اللَّیْث و یُفْتَح ،و بهما رُوِیَ قولُ الشّاعِرِ:

قَفَرْنِیَهُ کَأَنَّ بِطُبْطُبَیْها

و فُنْقُعها طِلاءَ الأُرْجُوان (3)

هکَذا ضَبَطَه الصّاغَانِی فِی التَّکْمِلَه،و الصَّوابُ أَنَّ الفُنْقُعَهَ ،بالفاءِ بالضَّمِّ ،یُقَال:القُنْفَعَهُ ،بتَقْدِیمِ القافِ ، کِلتاهُما عن کُراعٍ .و قد قَلَّدَ الصّاغَانِیَّ فی الفَتْح.

و الفَنْقَعُ ، کجَعْفَرٍ:المَوْتُ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

فوع

الفَوْعَهُ من الطِّیبِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال شَمِرٌ:أَی رَائِحَتُه تَطِیرُ إِلی خیَاشِیمِکَ کالفَوْغَهِ ،بالغَیْنِ .

و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :وَجَدْتُ فَوْعَهَ الطِّیبِ ،و فَوْحَتَه،و فَوْرَتَه، و ذلِک حِدَّهُ رِیحِه،و شِدَّتُهَا إِذا اخْتَمَر.

و الفَوْعَهُ من السَمِّ :حُمَته وَحدُّه ،هکذا فِی النُّسَخِ ، و الصّواب«و حِدَّتُه»،و زادَ فی المُحْکَمِ :و حرَارَته،قالَ :

و منه الأُفْعُوانُ ،فوزْنه عَلَی هذا أُفْلُعَان،و سیأْتِی فِی المُعْتَلِّ إِنْ شَاءَ اللّه تَعَالَی.

و قال شَمِرٌ: الفَوْعَهُ من النَّهَارِ و اللَّیْل:أَولهُمَا ،یُقَال:

أَتانَا فُلانٌ عند فُوعَهِ العِشَاءِ،یَعْنِی أَوَّلَ الظُّلْمَهِ ،و یُقَال:

فَوْعَهُ النَّهَارِ:ارْتِفَاعُه،و

16- فی الحَدِیثِ : «احْبِسُوا صِبْیَانَکُمْ حَتَّی تَذْهَبَ فَوْعَهُ العِشَاءِ». أَی أَوَّلُه،کفَوْرَتِه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

فوْعَهُ الشبَابِ :أَوَّلُه.

و الفُوعَهُ ،بالضَمِّ :قَرْیَهٌ بحَلَبَ (4)،و إِلیها یُنْسَبُ دَیْرُ الفُوعَهِ ،کما فی العُبَابِ .قلتُ :و إِلیها نُسِبَ حُسَیْنٌ الشّاعِر الفُوعِیُّ ،ذَکَرَه ابنُ العَدِیمِ فی تارِیخِ حَلَب.

فیع

فَیْعُ الأَمْرِ،و فَیْعَتُه ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و صاحِبُ

ص:351


1- (1) فی الأساس:من فَنِع قَنِع.
2- (2) و کان عمر بن الخطاب رض ندبه لیمیز الخیل العتاق من الهجن. و الأرجاز فی دیوانه ص 95 من أرجوزه طویله و قیل انها لیست له. و وقع فی التکمله«سلیمان»و نبه علیها بهامش المطبوعه المصریه.
3- (3) الجمهره 405/3 و [1]التکمله ماده قنضع بروایه:و قنضعها بتقدیم القاف علی الفاء.
4- (4) فی معجم البلدان:قریه کبیره من نواحی حلب.

اللِّسَانِ .و قالَ ابنُ عَبّادٍ:أَی أَوَّلُهُ ،هکذا نَقَل عنه الصّاغَانِیُّ .فقلتُ :و کأَنَّه عَلَی المُعَاقَبَهِ .

فصل القاف مع العین

قبع

قَبَعَ القُنْفُذُ،کمَنَعَ ، قُبُوعاً :أَدْخَلَ رَأْسَه فی جِلْدِه،و منه

17- حَدِیثُ ابنِ الزُّبَیْرِ: «قاتَلَ اللّه فُلاناً،ضَبَحَ ضَبْحَهَ الثَّعْلَبِ ،و قَبَعَ قَبْعَهَ القُنْفُذِ».

یُقَالُ : قبَعَ الرَّجُلُ قُبُوعاً :أَدْخَلَ رَأْسَه فی قَمِیصِه و مِنْهُ

16- قَولُ بعضِهم فی الدُّعاءِ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ من القُبُوعِ ، و القُنُوعِ ،و الکُنُوعِ . و قالَ ابنُ مُقبِلٍ :

و لا أَطْرُقُ الجاراتِ باللَّیْلِ قَابِعاً

قُبُوعَ القَرَنْبَی أَخْطَأَتْهُ مَحَاجِرُه

و قبَعَ الرجُلُ یَقْبَعُ قَبْعاً و قُبُوعاً : تَخَلَّفَ عن أَصْحابِه.

و قَبَعَ فی الأَرْضِ یَقْبَعُ قُبُوعاً : ذَهَبَ .

و قَبَعَ الخِنْزِیرُ یَقْبَعُ قَبْعاً و قُبُوعاً و قِبَاعاً ،بالکَسْرِ ،و یُقَالُ :

قُبَاعاً بالضَّمِّ : نَخَرَ.

و قَبَعَ الرَّجُلُ قَبْعاً :أَعْیَا و انبَهَرَ ،فهو قابِعٌ ،یُقَالُ :أَعْیا حَتَّی قبَعَ .

و قَبَعَ فُلانٌ رَأَسَ القِرْبَهِ ،و المَزَادَه:ثَنَی فَمَهَا إِلی دَاخِلٍ أَی جَعَلَ بَشَرَتَها هی الدّاخِلَه،ثمَّ صَبَّ لبَناً أَو غیْرَهُ فشَرِبَ منها و خَنَثَ سِقَاءً:ثَنَی فَمَهُ ،فأَخْرَجَ أَدَمَتَه،و هی الدّاخِلَه أَو قَبَعَهَا: أَدْخَلَ خُرْبَتَها فِی فِیهِ فشَرِبَ ، کاقْتَبَع ،و هذا عن الجَوْهَرِیِّ .و فی التَّهْذِیب:یُقَالُ : قَبَعَ فُلاَنٌ رَأْسَ القِرْبَهِ و المَزَادَهِ ،و ذلِکَ إِذَا أَرادَ أَنْ یَسْقِیَ فِیها فیُدْخِلَ رَأْسَها فی جَوْفِهَا؛لیَکُونَ أَمْکَنَ للسَّقْیِ فِیها، فإِذا قَلَبَ رَأْسَها إِلی خَارِجِها و نَصُّ التَّهْذِیبِ :علی ظاهِرِهَا قِیلَ :قَمَعَهُ ، بالمِیمِ ،هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصّوابُ :قَمَعَها،قال الأَزْهَرِیُّ :هکَذَا حَفِظْتُ الحَرْفَیْنِ عن العَرَبِ .قُلْتُ :

و الذِی فی الصّحاحِ : اقْتبَعْتُ السِّقَاءَ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :

أَقْبَعْتُ (1)،و الصّوابُ : قَبَعْتُ ،بغیر أَلِفٍ ،کما نَبَّه علیه الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و المُصَنِّفُ جَمَع بینَ القَوْلَیْنِ من غَیْرِ تَنبِیهٍ .

و القُبَّاعُ ، کشَدّادٍ:الخِنْزِیرُ الجَبَانُ . و القَبَاعُ ، کغُرَابٍ :الرَّجُلُ الأَحْمَقُ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و القُبَاعُ : مِکیَالٌ ضَخْمٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

17- و القُبَاعُ : لَقَبُ الحارِثِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ أَبِی رَبِیعَهَ ،أَخِی عُمَرَ بنِ عَبْدِ اللّه الشّاعِرِ وَالِی البَصْرَهِ لابْنِ الزُّبَیْرِ،و له صُحْبَهٌ (2)،و یُقَالُ :إِنَّه کانَ زَمَنَ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنه وَالِیاً علی الجُنْدِ،و لَمّا سَمِعَ بحَصْرِ عُثْمَانَ جاءَ لِیَنْصُرَه،فسَقَطَ عن دَابَّتِه فی الطَّرِیقِ ،فَماتَ ،و إِنّمَا لُقِّبَ به لأَنَّه اتَّخَذَ ذلِکَ المِکیَالَ لَهُمْ ،أَو لِأَنَّهُم أَتَوْهُ بمِکْیالٍ لَهُمْ حِینَ وَلِیَهُم ، صَغِیر فی مَرْآهِ العَیْنِ ،أَحاطَ بدَقِیقٍ کَثِیرٍ فَقَالَ :إِنّ مِکیَالَکُمْ هذَا لَقُبَاعٌ ،فلُقِّبَ به و اشْتَهَرَ. نَقَلَه ابنُ الأَثِیرِ .

17- و قالَ الأَزْهَرِیُّ : کان بالبَصْرَهِ مِکیَالٌ لَهُم وَاسِعٌ ،فمَرَّ وَالِیهَا بِهِ ، فرَآهُ وَاسِعاً،فقالَ :إِنَّه لَقُبَاعٌ ،فلُقِّبَ ذلِکَ الوَالِی قُبَاعاً .

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ -جُزِیتَ خیْراً-

أَرِحْنَا من قُبَاعِ بَنِی المُغِیرَهْ

قُلتُ :و یُرْوَی:

أَمِیرَ المُؤْمِنِینَ أَبَا حُبَیْبٍ

قالَ الصّاغَانِیُّ :ذَکَرَهُ أَبُو الفَرَح الأَصْبَهَانِیّ فی الأَغَانِیّ لِعُمَرَ بنِ أَبِی رَبِیعَهَ ،و لیسَ فی شِعْرِه،و یُنْسَبُ أَیْضاً إِلی أَبِی الأَسْوَدِ الدُّؤُلِیِّ (3)،و له قِطْعَهٌ علی هذا الوَزْنِ و الرَّوِیِّ ، و لیس البَیْتُ فیها.

و قُبَاعُ بنُ ضَبَّهَ رَجُلٌ جاهِلِیٌّ کانَ أَحْمَقَ أَهْلِ زَمَانِهِ ، یُضْرَبُ بهِ المَثَلُ لکُلِّ أَحْمَقَ .و قالَ قُتَیْبَهُ بنُ مُسْلِمٍ -لَمَّا وَلِیَ خُرَاسَانَ -:«إِنْ وَلِیَکُم وَالٍ شَدِیدٌ عَلیْکُم قُلْتُمْ :جَبَّارٌ عَنِیدٌ،و إِنْ وَلِیَ عَلیْکُم وَالٍ رَؤُوفٌ بِکُمْ قلتُم: قُبَاعُ بنُ ضَبَّه»قالَ لَهُم ذلِکَ فی خُطْبَهِ الخَلْعِ .

و القُبَاعُ : المَرْأَهُ الوَاسِعَهُ ،الجَهَازِ،علی المَثَلِ .

و القُبَاعُ : القُنْفُذُ، کالقُبَعِ ،کصُرَدٍ ،لأَنَّه یَخْنِسُ رَأْسَهُ ، و قِیلَ :لأَنَّهُ یَقْبَعُ رَأْسَه بینَ شَوْکِهِ ،أَی:یَخْبُؤُهَا،و قِیلَ :

لأَنَّه یَقْبَعُ رَأْسَه،أَی:یَرُدُّه إِلی دَاخِلٍ .

و فی حَدِیثِ الزِّبْرِقَانِ بنِ بَدْرٍ السَّعْدِیِّ :«إِنَّ أُبْغَضَ کَنَائِنِی إِلَیَّ امْرَأَهٌ قُبَعَهٌ طُلَعَهٌ »کهُمَزَهٍ ،فِیهِمَا،أَی تَقْبَعُ مَرَّهً

ص:352


1- (1) کذا بالأصل و التکمله عن الجوهری،و الذی فی الصحاح اقتبعت.
2- (2) انکر ابن الأثیر ان یکون له صحبه،انظر أسد الغابه. [1]
3- (3) أنظر البیان و التبیین 196/1 ت هارون.

و تَطْلُعُ أُخْرَی ،کأَنَّهَا قُنْفُذَهٌ ،و قد مَرَّ ذلِکَ فی«خبأَ»و فی «طلع».

و القُبَعَهُ أَیْضاً:طُوَیْئِرٌ أَبْقَعُ أَصْغَرُ من العُصْفُورِ ،و فی الصّحاحِ :مِثْلُ العُصْفُورِ یکُونُ عندَ جِحَرَهِ الجُرْذانِ ،فإِذا رُمِیَ (1)بحَجَرٍ انْقَبَعَ فِیهَا،ذَکَرَ ذلِکَ ابنُ السِّکِّیتِ .

و قالَ اللَّیْثُ :و فِی بَعْضِ الهِجَاءِ و الشَّتْمِ ،یُقَالُ للرَّجُلِ : یابْنَ قُبَعَهَ ،و یابْنَ قَابِعَاءَ :وَصْفٌ بالحُمْق.

و قَالَ خَلَفُ بنُ خَلِیفَهَ -فی الهِجَاءِ-:بَنُو قَابِعَاءَ ،وَ بَنُو قُبَعَهَ ، یَصِفُهُم بالحُمْقِ .

قَالَ : و قُبَعُ ، بلا هاءٍ:دُوَیْبَّهٌ بَحْرِیَّهٌ ،و نَقَلَه اللَّیْثُ أَیْضاً، و أَنْشَدَ خَلَفُ بنُ خَلِیفَهَ :

ما أُبَالِی أَتَشَذَّرْتَ لَنَا

عَادِیاً أَم بالَ فی البَحْرِ قُبَعْ

و خَیْلٌ قَوابِعُ :بَقِیَتْ مَسْبُوقَهً خَلْفَ السَابِق ،قالَ الشّاعِرُ:

یُثَابِرُ حَتَّی یَتْرُکَ الخَیْلَ خَلْفَه

قَوَابِعَ فِی غُمَّی عَجَاجٍ و عِثْیَرِ

و قَبِیعَهُ السَّیْفِ ،کسَفِینَهٍ :ما عَلَی طَرَفِ مَقْبِضِه مِنْ فِضَّهٍ أَو حَدِیدٍ ،و قِیل:هی الَّتیِ عَلَی رَأْسِ السَّیْفِ ،هی الَّتِی یُدْخَلُ القائِمُ فِیها،و رُبَّمَا اتُّخِذَت من فِضَّهٍ علی رَأْسِ السِّکِّین،و قِیلَ :هی ما تَحْتَ شارِبَیِ السَّیْفِ مِمّا یَکُونُ فوقَ الغِمْدِ،فیَجِیءُ مع قائمِ السَّیْفِ ،و الشَّارِبَانِ :أَنْفانِ طَوِیلانِ أَسفَلَ القَائِمِ ،أَحدُهما مِن هذا الجانِبِ ،و الآخَرُ مِن هذا الجانِبِ ،و قِیلَ : قَبِیعَهُ السَّیْفِ :رَأْسُهُ الّذِی فیه مُنْتَهَی الیَدِ إِلیْه.

و القَبِیعَهُ من الخِنْزیرِ:نُخْرَهُ أَنْفِهِ ،أَو هو کَسِکِّینَهٍ ،و هی فِنْطِیسَتُه،و یُقَال أَیْضاً:قِنْبِیعَهٌ ،بالنُّونِ ،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و سَیَأْتِی.

و القَوْبَعُ ، کجَوْهَرٍ: قَبِیعَهُ السَّیْفِ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ، و أَنْشَدَ لِمُزَاحِمٍ العُقیْلِیِّ :

فَصاحُوا صِیاحَ الطَّیْرِ مِنْ مُحْزَئِلَّهٍ

عَبُورٍ لِهَادِیهَا سِنَانٌ و قَوْبَعُ

الهَادِی:الَّذِی یَتَقَدَّمُ الکَتِیبَهَ .

و قالَ أَبُو حاتِمٍ : القَوْبَعُ : طائِرٌ أَحْمَرُ الرِّجْلَیْنِ کأَنَّهُ شَیْبٌ مَصْبُوغٌ ،و منه ما یَکُونُ أَسْوَدَ الرَّأْسِ و سائِرُ خَلْقِه أَغْبَرُ،و هو یُوَطْوِطُ .

و القَوْبَعُ : ع بعَقِیقِ المَدِینَهِ ،علی ساکِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلاَمِ .

و القَوْبَعَهُ بِهَاءٍ:دُوَیْبَّهٌ صَغِیرَهٌ .

و القَبْعُ :الصِّیاحُ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القبْعُ : صَوْتُ الفِیلِ .

و قال غیْرُه: القَبْعُ : أَنْ تُطَأطِیءَ رَأْسَکَ فی السُّجُودِ کذا فی النُّسَخِ -و هو خَلْطٌ ،صَوَابُه:فی الرُّکُوعِ -شَدِیداً.

و القُبْعُ ، بالضَّمِّ ،الشَّبُّورُ و هو البُوقُ ،و منه

16- حَدِیثُ الأَذَانِ :

«فذُکِرَ له القُبْعُ ،فلم یُعْجِبْهُ ذلِکَ ». قالَ الصّاغَانِیُّ :هو من قَبَعْتُ السِّقَاءَ،إِذا ثَنَیْتَ أَطْرَافَه من دَاخِلٍ ،أَو من قَبَعَ رَأْسَهُ ،إِذا أَدْخَلَه فی قَمِیصِه؛لأَنَّه یَقْبَعُ فَمَ النافِخِ فیه،أَی یُوَارِیه.قلتُ :و هو قَوْلُ الخَطّابِیِّ بعَیْنِه،و رُوِیَ بالتَّاءِ و الثّاءِ و النُّون،و أَشْهَرُهَا و أَکْثَرُهَا النُّون،و قالَ الهَرَوِیّ فی الغَرِیبَیْنِ :

حَکَاه بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ عن أَبِی عُمَرَ الزّاهِد: القُبْع ،بالبَاءِ المُوَحَّدَهِ (2)،فعَرَضْتُه علی الأَزْهَرِیِّ ،فقالَ :هذا باطِلٌ ، و سَیَأْتی البَحْثُ فیه قَرِیباً.

و القُبَاعِیُّ ،کغُرَابِیٍّ :الرَّجُلُ العَظِیمُ الرَّأْسِ ،قالَهُ الفَرّاءُ، مَأْخُوذٌ من القُبَاعِ ،و هو المِکْیَالُ الکبِیرُ.

و القُبَّعَهُ ،کقُبَّرَهٍ :خِرْقَهٌ تُخَاطُ کالبُرْنُسِ یَلبَسُهَا الصِّبْیَانُ و لا تَقُلْ : قُنْبَعَهٌ بالنُّونِ ،و نَسَبَه ابنُ فارِسٍ إِلی العامَّهِ ، و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فی«ق ن ب ع»جَوَازُ ذلِکَ من غیْرِ تَنْبِیهٍ علیه.

و انْقَبَعَ الطّائِرُ فی وَکْرِهِ :دَخَلَ .

قال الصّاغَانِیُّ :و قد شَذَّ عن التَّرْکِیبِ : قَبِیعَهُ السیْفِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ص:353


1- (1) فی التهذیب و الصحاح: [1]فإذا فزع أو رُمی بحجرٍ.
2- (2) کذا بالأصل و اللسان،و الذی فی النهایه و غریب الهروی و الفائق 379/2«القُثع»بالثاء المثلثه.و فی التکمله:و القبع و القثع و القنع...و أبی الثانی الأزهری و انظر النهایه«قبع»و«قنع».

القَبْعُ :صَوْتٌ یَرُدُّه الفَرَسُ من مَنْخَرَیْهِ إِلی حَلْقِه،و لا یَکادُ یکُونُ إِلاّ من نِفَارٍ،أَو شَیْ ءٍ یَتَّقِیه و یَکْرَهُه،قالَ عَنْتَرَهُ العَبْسِیُّ :

إِذا وَقَعَ الرِّماحُ بِمَنْکِبَیْهِ

تَوَلَّی قَابِعاً فیه صُدُودُ

و القَبْعُ أَیْضاً:تَغْطِیَهُ الرَّأْسِ باللَّیْلِ لرِیبَهٍ .

و قبَعَ النَّجْمُ :ظَهَرَ ثمّ خَفِیَ .

و امْرَأَهٌ قَبْعاءُ : تَنْقَبِعُ أَسْکَتَاها فی فَرْجِهَا إِذا نُکِحَتْ ،و هو عَیْبٌ .

و قَبَعَ الجُوالَقَ :ثَنَی أَطْرَافَه إِلی دَاخِلٍ أَو خارِجَ ،یُرِیدُ (1)أَنَّه لَذُو قَعْرٍ،قالَهُ ابنُ الأَثِیرِ.

و القَابُوعَهُ :المِحْرَضَهُ .

و القِبَاعُ ،بالکَسْر:جَمْعُ قَابعٍ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

یَقُودُ بها دَلِیلَ القَوْمِ نَجْمٌ

کعَیْنِ الکَلْبِ فی هُبیًّ قِبَاعِ (2)

هُبًّی:جَمْعُ هَابٍ ،أَی الدّاخِلِ فی الهَبْوَهِ ،یصفُ نُجُوماً قد قَبَعَتْ فی الهَبْوَهِ ،و سَیَأْتِی تَفْصِیلُ ذلِکَ فی «ه ب ی»و جَمْعُ قَبِیعَه السَّیْف: قَبَائعُ .

و صاحبُ القُبَیْعِ ،مصغَّراً:لَقَبُ الشَّرِیفِ عُمَرَ أَحْمَدَ الأَهْدَلِ الحُسَیْنِیِّ ؛لأَنَّهُ کان یَلْبَسُه دائِماً علی رَأْسِه،و هو مِثْلُ القَلَنْسُوَهِ مِن خُوصِ النَّخْلِ .

قتع

القِتْعُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ عَبّادٍ:هو خَلیَّهُ النَّحْلِ فی غارٍ غَیْرِ ذِی غَوْرٍ.

و قالَ اللَّیْثُ : القَتَعُ ، مُحَرَّکَهً (3):دُودٌ حُمْرٌ تَأْکُلُ الخَشَبَ ،و أَنْشَدَ:

غَدَاهَ غَادَرْتُهُم قَتْلَی کأَنَّهُمُ

خُشْبٌ تَقَصَّفَ فی أَجْوَافِها القَتَعُ

الوَاحِدَهُ بهاءٍ،أَو هی الأَرْضَهُ ،و قِیلَ :الدُّودُ مُطْلَقاً، و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هی السُّرْفَهُ و القَتَعَهُ و الهرْنِصَانَهُ ،و الحُطَیِّطَهُ ،و البُطَیِّطَهُ ،و الیَسْرُوع،و العَوَانَهُ ،و الطُّحْنَهُ (4).

و المُقَاتَعَهُ ،و المُکاتَعَهُ : المُقَاتِلَهَ ،یُقَالُ : قَاتَعَهُ اللّه،عن أَبِی عُبَیْدٍ،قِیلَ :هو عَلَی البَدَلِ ،و لیس بشیْ ءٍ.

و القَتَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :الذَّلِیلُ .و قد قَتَعَ ،کمَنَعَ ، قُتُوعاً ، بالضَّمّ :انْقَمَعَ و ذَلَّ ،و هو أَقْتَعُ منه ،أَی أَذَلُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القُتْعُ ،بالضَّمِّ :الشَّبُّور،هکذا رُوِیَ فی حَدِیثِ الأَذانِ ، نَقَلَه ابْنُ الأَثِیرِ،و نُقِلَ عن الخَطَّابِیِّ ،قال:مَدَارُ هذا الحَرْفِ علی هُشَیْمٍ ،و کانَ یُکْثِرُ اللحْنَ و التَحْرِیف علی جَلالهِ مَحَلِّه فی الحَدِیثِ .

قثع

القُثْعُ ،بالضَّمِّ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ صاحِبُ اللَّسَانِ :لم یُتَرْجِم علیها أَحَدٌ فی الأُصُولِ الخَمْسَهِ ،و قد جاءَ فی حَدِیثِ الأَذَانِ ،و فُسِّرَ أَنَّه الشَّبُّورُ ،و هو البُوقُ .قال الخَطّابِیُّ :سَمِعْتُ أَبا عُمَرَ الزّاهِدَ یَقُولُ :بالثّاءِ المُثَلَّثه،و لم أْسْمَعْهُ من غَیْرِه،و یَجُوزُ أَنْ یکُونَ مِنْ قَثَعَ فی الأَرْضِ قُثُوعاً ،إِذا ذَهَبَ ،فسُمِّیَ بهِ لِذَهابِ الصَّوْتِ منه.

قلتُ :و هذا الَّذِی ذَکَرَهُ الخَطَّابِیُّ من وَجْهِ تَسْمِیَتِه فیه نَظَرٌ،فإِنَّ الصَّحِیحَ فیه قَبَعَ فی الأَرْضِ قُبُوعاً بالمُوَحَّدَه، کما تَقَدَّم، و لیْسَ بتَصْحِیفِ قُنْعٍ ،بالنُّونِ ،فإِنّ الحَدِیثَ رُوِیَ بالأَوْجُهِ الثَّلاثَهِ ،و فی العُبَابِ فی-«قبع»-ما نَصُّه:

و القُبْعُ و القُثْعُ و القُنْعُ ،بالضَّمِّ فیهِنّ :الشَّبُّورُ،و أَبَی الثّانِیَ الأَزْهَرِیُّ (5)،و أَثبَتُه أَبُو عُمَرَ الزَّاهِد،انتهی.

قلتُ :الَّذِی أَباهُ الأَزْهَرِیُّ هو الأَوّلُ (6)،کما نَقَلَه الهَرَوْیُّ عن الأَزْهَرِیِّ ،و تَقَدَّمَ ذلِکَ ،فتَأَمَّل.

قدع

قَدَعَهُ ،کمَنَعَه:کَفَّهُ و مَنَعَهُ ،و منه

17- حَدِیثُ الحَسَنِ : «و اقْدَعُوا هذه الأَنْفُسِ ،فإِنَّهَا طُلَعَهٌ ». أَی امْنَعُوها، عمّا تَتَطَلَّعُ إِلیْهِ من الشَّهَوَاتِ .و

17- فی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ،رَضِیَ اللّه عَنْه: « فَقَدَعَنِی بعضُ أَصْحابِه». أَی کَفَّنِی و کذَا قَدَعَه عَنْه،إِذا کَفَّه.زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :بِیَدِه أَو لِسَانِه،و أَنْشَدَ اللیْثُ :

ص:354


1- (1) کذا بالأصل و اللسان و [1]بهامشه«فقوله:یرید أی الحارث بن عبد اللّه والی البصره».
2- (2) نسب بحواشی المطبوعه الکویتیه الی أبی حیه النمیری.
3- ((*)) فی القاموس:«بالتحریک»بدل«محرکه».
4- (3) فی القاموس:طحن کصرد:دویبه،و قال الزمخشری فی ربیع الأبرار: هی دویبه تشبه أم حبین.
5- (4) و مثله فی التکمله.
6- (5) کذا،و انظر ما لاحظناه قریبا فی ماده«قبع».

قِیَاماً تَقْدَعُ الذِّبَّانَ عَنْهَا

بأَذْنابٍ کأَجْنِحَهِ النُّسُورِ

کأَقْدَعَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قَدَعَ فَرَسَه قَدْعاً : کبَحَهُ و کَفَّهُ .

و عن ابْنِ الأَعْرابِیِّ : قَدَعَ الشَّیْ ءَ:أَمْضَاهُ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ المَرّارِ الفَقْعَسِیِّ :

ما یَسْأَلُ الناسُ عَنْ سِنِّی و قد قُدِعَتْ

لِی الأَرْبَعُونَ و طَالَ الوِرْدُ و الصَّدَرُ

قُدِعَتْ ،بالضَّمِّ أَی أُمْضِیَتْ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ (1):هکَذَا رَوَاهُ ثَعْلَبٌ عنه،و نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ .

و قَدَعَ الفَحْلَ یَقْدَعُه قَدْعاً : ضَرَبَ أَنْفَه بالرُّمْحِ أَوْ غَیْرِه، قال ابنُ الأَثِیرِ: و ذلِکَ إِذا کانَ غیْرَ کَرِیمٍ فإِذا أَرادَ رُکُوبَ النّاقَهِ الکَرِیمَهِ ضُرِبَ أَنْفُه بالرُمْحِ أَو غَیْرِه،جَتَّی یَرْتَدِعَ و یَنْکَفَّ ،و یُقَالُ :هذا فَحْلٌ لا یُقْدَعُ ،أَی لا یُضْرَبُ أَنْفُه، و یُضْرَبُ مَثَلاً للکَرِیمِ ،و مِنْه قَولُ وَرَقَهَ بنِ نَوْفَلٍ :مُحَمَّدٌ یَخْطُبُ خَدِیجَهَ ،هُوَ الفَحْلُ لا یُقْدَعُ أَنْفُه،و یُرْوَی:بالرَّاءِ، و سَیَأْتِی.

و قَدِعَتْ عَیْنُه،کفَرِحَ :ضَعُفَتْ من طُولِ النَّظَرِ إِلی الشَّیْ ءِ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القَدَعُ :انْسِلاقُ العَیْنِ من کَثْرَهِ البُکَاءِ،قال ابنُ أَحْمَرَ:

کَمْ فِیهِمُ من هَجِینٍ أُمُّهُ أَمَهٌ

فی عَیْنِها قَدَعٌ فی رِجْلِهَا فَدَعُ

و قد تَقَدَّم إِنشادُ هذا البَیْتِ فی«فَدَع»أَیْضاً،و لا یَخْفَی أَنَّ فی کُلِّ مِصْراعٍ منه جِنَاسَ تَصْحِیفٍ .

و قَدِعَتْ لِیَ الخَمْسُونَ :دَنَتْ و به فُسِّرَ قولُ المَرّارِ السّابِقُ .قُلت:و هو قَوْلُ الفَرّاءِ،و قالَ أَبُو الطَّیِّب:و هو الأَکْثَرُ فی الرِّوَایَهِ ،و علیها اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .

و القَدُوعُ ، کصَبُورٍ: المَقْدُوعُ الکَافُّ عن الصَّوْتِ ، کالرَّکُوبِ بمَعْنَی المَرْکُوبِ ،قال الأخْطَلُ -کما فی العُبَابِ - و فِی اللِّسَانِ :قالَ الطِّرِمّاح:

إِذا ما رآنا شَدَّ لِلْقَوْمِ صَوْتَهُ

و إِلاّ فمَدْخُولُ الفِنَاءِ قَدُوعُ

و القَدُوعُ : الفَرَسُ المُحْتَاجُ إِلی القَدْعِ ،لِیَکُفَّ بَعْضَ جَرْیِهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ أَبُو مالِکٍ :مَرَّ بهِ فَرَسُه یَقْدَعُ ،أَی یَعْدُو.

و القَدُوعُ : المُنْصَبُّ عَلَی الشَّیْ ءِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و القَدُوعُ : الذَّلِیلُ :الّذِی یُقْدَعُ کما تُقَدَعُ الدّابَّهُ باللِّجامِ .

و امْرَأَهٌ قَدعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :قلیلَه الکَلامِ حَیِیَّهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،أَی کَثیرَهُ الحَیَاءِ،قالَ سُوَیْدُ بنُ أَبِی کاهِلٍ :

هَیَّجَ الشَّوْقَ خَیَالٌ زَائِرٌ

من حَبِیبٍ خَفِرٍ فیه قَدَعْ

و کذا فَرَسٌ قَدِعٌ ،کفَرِحٍ : هَیُوبٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و ماءٌ قَدِعٌ :لا یُشْربُ مُلُوحَهً أَو لِغَیْرِهَا.

و رَجُلٌ قَدِعٌ :کَثِیرُ البُکَاءِ و منه

17- الحَدِیثُ : «کانَ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ قَدِعاً ».

و اقْدَعْ مِن هذا الشَّرَابِ ،أَی اقْطَعْ منه،أَی اشْرَبْه قِطَعاً قِطَعاً ،کما فی اللّسَان و العُبَاب.

و القِدْعَهُ ،بالکَسْرِ:المِجْوَلُ ،قالَ أَبُو العَبّاسِ :

المِجْوَلُ :الصُّدْرَهُ ،و هی الصِّدارُ،و القِدْعَهُ ،و العِدْقَهُ .

و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: هی الدُّرَاعَهُ القَصِیرَهُ و زاد السُّکَّرِیُّ :لا تَبْلُغُ الساقَیْنِ ،قال مُلیْحٌ الهُذَلِیُّ :

بِتِلْکَ عَلِقْتُ الشَّوْقَ أَیّامَ بِکْرُها

قَصِیرُ الخُطَی فی قِدْعَهٍ یَتَعَطَّفُ (2)

و المِقْدَعَهُ ، کمِکْنَسَهٍ :العَصَا یَقْدَع بها،و یَدْفَعُ بها الإنْسَانُ عن نَفْسِه.

و شَیْ ءٌ مُقَدَّعٌ ،کمُعَظَّمُ :مَغَضَّنٌ کما فی المُحِیطِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخَ :مُعَصَّرٌ،و هو غَلَطٌ .

و التَّقادُع :التَّتَایُع (3)فِی الشَّرِّ،و فی الصّحاحِ :فِی

ص:355


1- (1) کذا،بالأصل و فی اللسان:« [1]قال الجرمی».و قال أبو الطیب:الأکثر فی الروایه قَدِعت.و قال فی التکمله:و غیره ینشد:قَدَعت أی دنت.
2- (2) لم برد فی دیوان الهذلیین،و هو من قصیده فی شرح أشعار الهذلیین ص 1043.
3- (3) عن القاموس و بالأصل«التتابع».

الشَّیْ ءِ،و التَّهافُتُ یُقَال: تَقَادَعَ الفَرَاشُ فِی النّارِ:تَساقَطَ ، کأَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ یَدْفَعُ صَاحِبَه أَنْ (1)یَسْبِقَه. هذا نَصُّ الصّحاحِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :أَی یَسْبِقُه،و مثلُه فی العُبَاب.و یُقَالُ : تَقَادَعَ الذُّبابُ فی المَرَقِ ،إِذا تَهافَتَ [فیه] (2).

و التَّقَادُعُ : التَّکافُّ و التّراجُعُ ،عن ثَعْلَبٍ .قالَ الصّاغَانِیُّ :و هو الأَصْلُ ،و إِنَّمَا استُعْمِلَ فی التَّتَایُع لأَنّ المُتَقَدِّمَ کأَنَّهُ یَکُفُّ ما یَتْلُوه أَنْ یَتَجَاوَزَهُ .

و التَّقادُعُ : المَوْتُ بَعْضٌ فی إِثْرِ بَعْضٍ ،و کذلِکَ التَّعَادِی (3)یُقَال: تَقَادَعَ القَوْمُ تَقَادُعاً ،و تَعَادَوْا (4)تَعَادِیاً:ماتَ بَعْضُهم فی إِثْرِ بَعْضٍ ،و منهم مِنْ خَصَّ ،فقالَ :فی شَهْرٍ وَاحِدٍ،أَو عامٍ وَاحِدٍ،و هو من تَقادَعَ الفَرَاشُ .

و التَّقَادُعُ : التَّطاعُنُ بالرِّماح.

و تَقَدَّع له بالشَّرِّ ،و تَقَذَّع له،و بالدّال و الذّالِ ،أَی اسْتَعَدَّ له.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَدِعَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ ،و انْقَدَعَ :انْکَفَّ و ارْتَدَعَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هُمَا مُطَاوِعَا قَدَعْتُه و أَقْدَعْتُه .

و انْقَدَعَ فُلانٌ عن الشَّیءِ:اسْتَحْیَا منه.

و القَدُوعُ ،کصَبُورٍ: القَادِعُ ،فهو ضِدٌّ مع مَعْنَی المَقْدُوع الَّذِی ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ ،کما فی اللِّسَانِ .

و القَدُوعُ :الفَحْلُ الَّذِی إِذا قَرُبَ من النّاقَهِ لیَقْعُوَ عَلیْهَا غَیْرُه،قالَ الشَّمَّاخُ :

إِذا ما اسْتافَهُنَّ ضَرَبْنَ مِنْهُ

مَکَانَ الرُّمْحِ من أَنْفِ القَدُوعِ

و فُلانٌ لا یَقْدَعُ ،أَی لا یَرْتَدِعُ .

و القَدَعُ ،مُحَرَّکَهً :الجُبْنُ و الانْکِسَار.

و قَدَعَ الفَرَسُ ،کمَنَعَ :عَدَا.و قَدَعَ السَّفِینَهَ :دَفَعَهَا فی الماءِ.

وَ رَجُلٌ قَدِعٌ ،علی النَّسَبِ : یَنْقَدِعُ لکُلِّ شَیْ ءٍ،قال عامِرُ بنُ الطُّفَیْلِ :

و إِنَّی سَوْفَ أَحْکُمُ غیْرَ عادٍ

و لا قَدِعٍ إِذَا الْتُمِسَ الجَوَابُ

و امْرَأَهٌ قَدُوعٌ :کَثِیرَهُ الحَیَاءِ،أَو تَأْنَفُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.

و أَقْدَعَ الرَّجُلَ :شَتَمَهُ .

و المَقَادِعُ :عَوارُ الکلامِ .

و قَدَعَ الخَمْسِینَ قَدْعاً :جَاوَزَهَا،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، و فی التَّهْذِیبِ : قَدَعَ السِّنِّینَ :جاوَزَهَا،عن ثَعْلَب (5).

و قَدْعَهُ ،بالفتحِ (6):اسمُ عنزٍ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، و أَنْشَدَ:

فتَنَازَعَا شَطْراً لقَدْعَهَ وَاحداً

فَتَدَارَآ فِیهِ فکانَ لطَامُ

وی الأَساسِ :قادَ عَنِی:جَاذبَنِی.

و التَّقَادُع :التَّدافُع.

قذع

قَذَعَه ،کمَنَعَه ، قَذْعاً : رمَاه بالفُحْشِ .و سُوءِ القَوْلِ فیه،قال طَرَفَهُ :

و إِنْ یَقْذِفُوا بالقَذْعِ عِرْضَکَ أَسْقِهِمْ

بکَأْسِ حِیَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّنَجُّدِ

کأَقْذَعَه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قَالَ الصّاغَانِیُّ :و هو أَفْصَحُ من قَذَعَه ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :لم أَسْمَع قَذَعْت ،بغیْرِ أَلِفٍ لغَیْرِ اللَّیْثِ .و

16- فی الحَدِیثِ : «مَنْ قالَ فی الإِسْلامِ شِعْراً مُقْذِعاً فلِسَانُه هَدَرٌ». و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «مَنْ رَوَی هِجَاءً مُقْذِعاً فهُوَ أَحَدُ الشّاتِمَیْن». الهِجَاءُ المُقْذِعُ :الَّذِی فیه فُحْشٌ .و قَذْفٌ و سَبٌ ،أَی أَنَّ إِثْمَهُ کإِثْمِ قَائِله.[الأَول] (7)و

17- سُئِلَ الحَسَنُ عَنْ الرَّجُلِ یُعْطِی الرَّجُلَ من الزَّکَاهِ :

أَیُخْبِرُه بها؟قالَ :یُرِیدُ أَنْ یُقْذِعَه ،أَی یُسْمِعَهُ ما یَشُقُّ علیه ؟

ص:356


1- (1) فی القاموس:أی یسبقه.
2- (2) زیاده عن التهذیب.
3- (3) عن اللسان و [1]بالأصل«التقادی».
4- (4) عن اللسان:و [2]بالأصل«تقادوا تقادیاً».
5- (5) رواه ثعلب عن ابن الأعرابی أیضا،کما فی التهذیب،و الأصل کاللسان. [3]
6- (6) ضطت بالقلم فی اللسان [4]بکسر القاف.
7- (7) زیاده عن النهایه و [5]اللسان. [6]

فسَمّاه قَذْعاً ،و أَجْرَاهُ مجَرَی یَشتمه و یُؤْذیه،فلذلِک عَدّاه بغیْرِ لامٍ ،قالَهَ الزَّمَخْشَرِی.

و یُقَالُ : أَقذَعَّ فُلانٌ لفلانٍ أَیْضاً،و قَوْلُه:مُعَدًّی بغیْرِ لام، علی هذِه اللُّغَهِ ،و قالَ رُؤبَهُ :

یا أَیُّهَا القائِلُ قَوْلاً أَقْذَعَا (1)

أَصْبِحْ (2)فَمَنْ نَادَی تَمِیماً أَسْمَعَا

أَرادَ أَنَّه أَقْذَعَ فیه،و قِیلَ : أَقْذَعَ نَعْتٌ للقَوْلِ ،کأَنَّه قالَ قَوْلاً ذَا قَذَعٍ .و قال أَبُو زیْد-عن الکِلابِیِّینَ -: أَقْذَعْته بلِسَانِی،إِذا قَهَرْتَه بِلِسَانِکَ ،و هو مَجَازٌ.

و قَذَعَه بالعَصَا قَذْعاً : ضَرَبَهُ بها،نَقَلَهُ أَبو زَیْدٍ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَحْسَبُه بالدّالِ المُهْمَلَه.

و قالَ الصّاغَانِیُّ :الصَّوابُ ما قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و منه سُمِّیَت العَصَا مِقْدَعَه،کما تَقَدَّم.

و القَذَعُ ،مُحَرَّکهً :الخَنَا و الفُحْشُ الّذی یَقبَحُ ذِکْره،و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لزهیْر بنِ أَبِی سُلْمَی یخاطِب الحَارِث بن وَرْقاءَ الصَیْدَاوِیّ :

لیَأْتِینَّکَ مِنی مَنْطِقٌ قَذَعٌ

باقٍ کما دَنسَ القُیطِیَّهَ الوَدَکُ (3)

و القُذَعُ : القَذَرُ و الدنَسُ .

و یقَال: قَذَّعَ ثوبَهُ تَقْذِیعاً :إِذا قَذَرَه ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ و الزَّمَخْشَرِیُّ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :قَرَأْتُ فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : تَقَذَّعَ له بالشَّرِّ ،بالدّالِ و الذّالِ ،إِذا اسْتَعَدَّ له.

و قاذَعَه:فَاحَشَهُ و شَاتَمَهُ ،قال بَعْضُ بَنِی قَیْسٍ (4):

إِنِّی امْرُؤٌ مُکْرِمٌ نَفْسِی و مُتَّئِدٌ

من أَنْ أُقاذِعَهَا حَتَّی أُجَازِیهَا

و یُقَالُ :بَیْنَهما مُقَاذَفَهٌ و مُقَاذَعَهٌ ،و هو مَجَازٌ.*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

مَنْطِقٌ قَذَعٌ ،بالتَّحْرِیکِ ،و قذِعٌ کَکَتِفٍ ،و قَذِیعٌ ،و أَقْذَعُ :

فَاحِشٌ ،و شاهِدُ الأَوَّلِ قَوْلُ زُهَیْرٍ السّابِقُ ،و یُرْوَی کالثّانِی، و شَاهِدُ الأَخِیرِ قولُ رُؤْبَهَ السّابِقُ علی رِوَایَهٍ .

و رَمَاهُ بالمُقْذِعَاتِ ،بالتَّخْفِیفِ و التَّشْدِیدِ،عَلَی الأَوَّلِ مَعْنَاهُ الفَوَاحِشُ و عَلَی الثّانِی:مَعْنَاهُ القَاذُورَاتُ .

و القَذِیعَهُ ،کالقَذِیفَه:الشَّتْمَهُ (5).

و ما عَلیْهِ قِذَاعٌ ،بالکَسْرِ،أَی شَیْ ءٌ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، و الأَعْرَفُ قِزَاعٌ ،بالزّایِ ،کما سَیَأْتِی.

و تَقَذَّعَ بمَعْنَی تَکَرَّهَ ،قالَ السُّهَیْلِیُّ :کأَنَّه من أَقْذَعْتُ الشَّیْ ءَ،إِذا صَادَفْتَه قَذِعاً .

و القَذِعَهُ :المَرْأَهُ الحَیِیَّهُ (6)،نَقَلَه ابنُ عَبَّادٍ،و رَدَّهُ الصاغَانِیُّ فِی العبَابِ ،و قال:هو تَصْحِیفٌ ،و الصّوابُ بالدّالِ المُهْمَلَهِ ،و قد تَقَدَّم.

قربع

اقْرَنْبَعَ الرَّجُلُ ،إِذا تَقَبَّضَ ،عن الأَصْمَعِیِّ ، أَو تَقبَّضَ من البَرْدِ فی مَجْلِسِهِ ،کما فی الصّحاحِ و مِثْلُه اقْرَعَبَّ ،و زادَ غیْرُه: أَو فی مَسِیرِه.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: رَجُلٌ قِرِنْبَاعٌ ،کسِرِطْرَاطٍ ،أَی:

مُنْقبِضٌ بَخِیلٌ .

قرثع

القَرْثَعُ ،کجَعْفَرٍ:الْمَرْأَهُ الجَرِیئَهُ القَلِیلَهُ الحَیَاءِ. قالَهُ اللیْثُ ،و قِیلَ :هی البَذِیَّهُ الفَاحِشَهُ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : القَرْثَعُ و القَرْدَعُ : البَلْهَاءُ ،و نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و فی صِفَهِ المَرْأَهِ النّاشِزِ:

هی کالقَرْثَعِ ،قَالَ :هی البَلْهَاءُ،و مِثْلُه قولُ الوَاصِفِ أَو الوَاصِفَهِ :«و مِنْهُنَّ القَرْثَع ،ضُرِّی و لا تَنْفَع».

و القَرْثَعُ ، الظَّلِیمُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قَالَ أَبو سَعِیدٍ السُکَّرِیُّ فی قَوْلِ أَبِی عامِرِ بنِ أَبی الأَخْنَسِ الفَهْمِیِّ :

أَقائدَ هذا الجَیْشِ لَسْنَا بطُرْقَهٍ

و لکِنَّ عَلیْنَا جِلْدُ أَخْنَسَ قَرْثَعِ

ص:357


1- (1) الأول فی اللسان و التهذیب منسوباً للعجاج،و فی التهذیب بروایه:بل أیها القائل.و هو فی أراجیز رؤبه.
2- (2) بالأصل«أحج»و المثبت من أراجیز رؤبه/91.
3- (3) جاء فی اللسان شاهداً علی قوله:و منطقٌ قَذَعٌ و قذیعٌ و قَذِعٌ و أقذعُ : فاحش.
4- (4) فی التکمله:بعض بنی فقعسٍ .
5- (5) فی الأساس:الشتیمه.
6- (6) زید فی التکمله:القلیله الکلام.

أَی الأَسَدُ ،یَقُولُ :لَسْنَا نُهْزَهً ،و لکِنْ أَشِدّاء کالأُسْدِ.

و القَرْثَعُ : دُوَیْبَّهٌ بَحْرِیَّهٌ لها صَدَفَهٌ تَکُونُ فی البَحْرِ.

و القَرْثَعُ : الدَّنِیءُ الذِی لا یُبَالِی ما کَسَبَ و صَنَعَ .

و فی الصّحاحِ :سُئِلَ أَعْرَابِیٌّ عَنْها،أَی البَلْهَاءِ،فقَالَ :

هی المَرْأَهُ تَکْحُلُ إِحْدَی عَیْنَیْها فَقَط ،أَی و تَدَعُ الأُخْرَی و تَلبَس دِرْعَها -و فی الصّحاحِ قَمِیصَهَا- مَقْلُوباً ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ .

و قال ابنُ السِّکِّیتِ :أَصْلُ القَرْثَع : وَبَرٌ صِغَارٌ یَکُونُ عَلَی الدَّوابِّ ،کالقَرْثَعَهِ أَیضاً،و یُقَالُ :صُوفٌ قَرْثَعٌ ،و تُشبَّهُ به المَرْأَهُ لِضَعْفِه و رَدَاءَتِهِ .

و قالَ اللَّیْثُ : قَرْثَعٌ ، بلا لاَمٍ :رَجُلٌ من تَغْلِبَ ،ثمّ من أَوْسٍ ،و فی التَّبْصِیر:رجلٌ من أَوْسِ بنِ تَغْلِبَ ،کان شاعِراً (1).انتَهَی.و فی العَیْنِ : کانَ من أَشَدِّ النّاسِ سُؤَالاً، فقِیلَ فی المَثَلِ : « أَسْأَلُ من قَرْثَعٍ » و قالَ فیه أَعْشَی بنی تَغْلِب:

إِذا ما القَرْثَعُ الأَوْسِیُّ وَافَی (2)

عَطَاءَ النّاسِ أَهْلَکَنِی سُؤالاَ

کذا نَصُّ العُبَابِ ،وَ وُجِدَتْ بخطِّ یُوسُفَ بنِ شاهِینَ سِبْطِ الحافِظ :

عَطاءَ النّاسِ أَوْسَعَهُمْ سُؤَالاً

و قَرْثَعٌ : تَابِعِیٌّ ضَبِّیٌّ ،رَوَی عن سَلْمَانَ الفَارِسِیِّ -رضِیَ اللّه عنه-و غیْرِه،و عنه عَلْقَمَهُ بنُ قَیْسٍ ،و سَهْمُ بن مِنْجَابٍ ، و غیرُهم.

14- و أُمُّ قَرْثَعٍ :صَحَابِیَّهٌ ،رُوِیَ عن عَطَاءٍ،عَنْهَا،قالَتْ :«یا رَسُولَ اللّه أَغْلَبُ علی عَقْلِی».

و القَرْثَعَهُ :الحَسَنُ الإِیَالَهِ لِلْمَالِ ،و لکِن لا یُسْتَعْمَلُ إِلاَّ مُضَافاً،یُقَالُ : هو قَرْثَعَهُ مالٍ ،أَو قِرْثِعَهُ مالٍ کزِبْرِجَهٍ ، الفَتْحُ عن الفَرّاءِ (3)،و الکَسْرُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و اقْتَصَرَ علیه، أَی یُحْسِنُ رِعْیَتَه،و یَصْلُحُ علی یَدَیْهِ ،و مِثْلُه:تِرْعِیَهُ مَالٍ .

و تَقَرْثَعَ الشَّیْ ءُ،إِذا اجْتَمَعَ .

و تَقَرْثَعَتِ الضَّائِنَهُ ،إِذا تَنَفَّشَتْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَرْثَعَهُ ،بالفَتْحِ :تَابِعِیُّ کُنیَتُه أَبو المُخْتَارِ،رَوَی عن ابْنِ عَبّاسٍ ،وَ وَلَدَهُ المُخْتَارُ بنُ قَرَثْعَهَ الوَاسِطِیُّ ،رَوَی عن أَبِیهِ ،وَ عَنْهُ أَبو سُفیَانَ الحِمْیَرِیُّ ،ذَکَرَهُ المالِینِیُّ ،کذا فی التَّبْصِیر.

قردع

القِرْدَعُ ،کزِبْرِجٍ ،و دِرْهَم ،أَی بکَسْرِ الدّالِ و فَتْحِهَا،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو قَمْلٌ للإِبِلِ ،کالقِرْطَعِ (4)،زاد ابنُ عَبَّادٍ: و الدَّجَاج ،واحِدَتُه بهاءٍ.

و قال الفَرّاءُ: القَرْدَعَهُ القَرْدَحَهُ : الذُّلُّ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: القِرْدِعَهُ ، کزِبْرِجَهٍ :العُنُقُ .و قَد أَخَذَ بِقِرْدِعَتِه ،أَی بعُنُقِه.

و القُرْدُوعُ کعُصْفُورٍ:القَمْلَهُ (5)الصَّغِیرَهُ ،کالهُرْنُوعِ ،عن ابْن الأَعْرَابِیِّ ،و فی بَعْضِ النُّسَخ النَّمْلَه،بالنُّونِ ،و هُوَ غَلَطٌ .

و القُرْدُوعَهُ کعُصْفُورَهٍ :الزَّاوِیَهُ تَکُونُ فی شِعْبِ جَبَلٍ جَمْعُه: القَرَادِیعُ ،نَقَلَه اللیْثُ ،و أَنْشَدَ:

مِنَ الثَّیَاتِلِ مَأْوَاهَا القَرَادِیعُ

و قد صَحَّفَه بَعْضُهم بالفَاءِ،کما تَقَدَّمَ .

قرذع

القَرْذَعُ ،کجَعْفَرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ (6):هی المَرْأَهُ البَلْهَاءُ،کالقَرْثَعِ ،و هکذا نقلَه الأَزْهَرِیُّ أَیْضاً،و صَحَّفَه صاحبُ اللِّسَانِ ،فذَکَرَه بالفاءِ، و نَبَّهنَا عَلِیهِ فی مَوْضِعِه.

قرسع

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ص:358


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 303 [1] القَرْثَع الشاعر من ولد الأوس بن تغلب بن وائل.
2- (2) بالأصل«و انی»و المثبت عن الصبح المنیر ص 271.
3- (3) نقل الأزهری عن الفراء:انه لقِرثِعهِ مالٍ و قَرثَعهِ مالٍ ،بالفتح و الکسر.
4- (4) الجمهره 334/3 ضبطت کقَرطَع یفتح القاف ضبط قلم،و فیها ص 368 ضبطت بوزن درهم.
5- (5) فی القاموس: [2]النمله.
6- (6) الجمهره 336/3.

المُقْرَنْسِعُ ،بالسینِ المُهْمَلَهِ :لغهٌ فی المُعْجَمَه،و هو المُنْتَصِبُ .أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و نَقَلَه کُرَاع،و قال ابنُ سِیدَه:

عِنْدِی أَنَّه بالشین المُعْجَمَهِ .

قرشع

القِرْشَعُ ،بالکَسْر ،أَی کزِبْرِجٍ ،فالکسرُ رَاجِعٌ للأَوَّلِ و الثّالِثِ ،کما هو اصْطِلاحُه،و قد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ أَبو عَمْرٍو:هو الجائِرُ (1)،و هو حَرٌّ یَجِدُه الرَّجُلُ فی صَدْرِهِ و حَلْقِه. و حُکِیَ عَنْ بَعْضِ العَرَبِ أَنَّه قال: القِرْشِعُ : شَیْ ءٌ أَبْیَضُ کالمِلْحِ یَظْهَرُ بالجَسَدِ،أَی بجَسَدِ الإِنْسَانِ .

قال: و المُقْرَنْشِعُ :المُنْتَصِبُ المُسْتَبْشِرُ ،و إِهْمَالُ السینِ فیه لُغَهٌ عن کُراع،کما تَقَدَّمَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: المُقْرَنْشِعُ : المُتَهَیِّ ءُ للشَّرِّ المُنْتَصِبُ له.

و قالَ أَبو عُبَیْدٍ (2): اقْرَنْشَعَ و ابْرَنْشَقَ وَاحِدٌ،أَی سُرَّ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:ابْرَنْشَقَ الرَّجُلُ : رَفَعَ رَأْسَهُ و تَحَرَّکَ و تَنَشَّطَ ،و قولُ الشّاعِر:

إِنّ الکَبِیرَ إِذا یُشافُ (3)رَأَیْتَه

مُقْرَنْشِعاً و إِذا یُهانُ اسْتَزْمَرَا

یُرْوَی بالسینِ و بالشینِ ،و المَعْنَی:أَی مُتَهیِّئاً للسِّبابِ المَنْعِ .

قرصع

قَرْصَعٌ ،کجَعْفَرٍ:لئِیمٌ کان بالیَمَن مُتَعَالِماً باللُّؤْم،به یُضْرَبُ المَثَلُ فی اللُّؤْم، و منه:«أَلْأَمُ مِن قَرْصَعٍ »زادَ ابنُ عَبّادٍ أَو«من ابْنِ القَرْصَعِ ».و الَّذِی فی المُحِیطِ :من ابْنِ قَرْصَعٍ ،بغیْرِ الّلامِ ،و ذَکَرَ الوَجْهَیْنِ فی التَّکْمِلَهَ .

و هو أَیضاً:الأَیْرُ القَصِیرُ المُعَجَّرُ ،قالَهُ أَبو عَمْرٍو، و أَنْشَدَ لِجَارِیَهٍ کانَت جَلِعَهً :

سَلُوا نِسَاءَ أَشْجَعْ

أَیُّ الأُیُورِ أَنْفَعْ

أَأَلطَّوِیلُ النُعْنُعْ

أَمِ القَصِیرُ القَرْصَعْ

و یُقَال: قَرْصَعَ الرَّجُلُ : انْقَبَضَ . و قَرْصَع : اسْتَخْفی ، مَصْدَرُهما القَرْصَعَه ،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و قَرْصَعَ قَرْصَعَهً أَکَلَ أَکْلاً ضَعِیفاً.

و قال أَعْرَابِیٌّ من بَنِی تَمِیمٍ :إِذَا أَکَلَ الرَّجُلُ وَحْدَه لُؤْماً فقد قَرْصَع ،فهو مُقَرْصِعٌ .

و قَرْصَع الکِتَابَ قَرْصَعَهً : قَرْمَطَه ،نَقَلَه أَبُو عُبَیْدٍ عن أَبِی زَیْدٍ.

و قَرْصَعَتِ المَرْأَهُ قَرْصَعَهً : مَشَتْ مِشْیَهً قَبِیحَهً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و أَنْشَدَ:

إِذا مَشَتْ سالَتْ و لَمْ تُقَرْصِعِ

هَزَّ القَناهِ لَدْنَهَ التَّهَزُّعِ

و قِیلَ : القَرْصَعَهُ :مِشْیَهٌ فیها تَقَارُبٌ .و قالَ اللَّیْثُ :هی مِشْیَهٌ لَیِّنَهُ الاضْطِراب.

و قَرْصَعَ فی بَیْتِهِ :جَلَسَ مُسْتَخْفِیاً و تَقَبَّضَ .

و اقْرَنْصَعَ الرَّجُلُ : تَزَمَّلَ فی ثِیَابِه ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

تَقَرْصَعَتِ المَرْأَهُ :مثلُ قَرْصَعَتْ .

و اقْرَنْصَعَ الرَّجُلُ :انْقَبضَ و اسْتَخْفَی.

و قَرْصَعَهُ فی ثِیَابِهِ زَمَّلَهُ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو:إِذا ارْتَحَلَ القوْمُ ،فلَمْ یَسِیرُوا إِلاّ قَلِیلاً حَتّی یَنْزِلُوا،قِیلَ :ما أَسْرَعَ ما قَرْصَعَ هؤُلاءِ!

قرطع

القِرْطعُ ،کزِبْرِجٍ ،و دِرْهَمٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (4):هو قَمْلُ الإِبِلِ ،کالقِرْدِعِ زاد فی اللِّسَانِ :و هُنَّ حُمْرٌ.

قرع

قَرَعَ البابَ ،کمَنَعَ قَرْعاً : دَقَّهُ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ :

«إِنّ المُصَلِّی لیَقْرَعُ بابَ المَلِکِ ،و إِنَّ مَنْ یُدِمْ قَرْعَ البابِ یُوشِکُ أَنْ یُفْتَحَ لَهُ ». و فی المَثَلِ : «مَنْ قَرَعَ باباً و لَجَّ ، ولَجَ » ،أَی دَخَلَ ،و هو مَعْنَی الحَدِیثِ المذکور،و فی«وَلَجَ »

ص:359


1- (1) عن التهذیب«قرشع»278/3 و بالأصل«الحائر».
2- (2) فی التهذیب 371/3 أبو عبیده.
3- (3) فی التهذیب 371/3«یشاء»و الأصل کاللسان و فی الجمهره 455/3 «یشار»و نسبه للحارث بن التوءم الیشکری. [1]
4- (4) انظر الجمهره 368/3 و 334.

و«لَجَّ »جِنَاسٌ ،و منه قَوْلُ الشّاعِرِ:

أَخْلِقْ بِذِی الصَّبْرِ أَنْ یَحْظَی بحَاجَتِهِ

و مُدْمِنِ القَرْعِ للأَبْوَابِ أَن یَلِجَا (1)

و قَرَعَ رَأْسَهُ بالعَصَا:ضَرَبَه کفَرَعَه،بالفَاءِ.

و قَرَعَ الشّارِبُ جَبْهَتَهُ بالإِناءِ:إِذا اشْتَفَّ ما فِیهِ یعنِی أَنَّهُ شَرِبَ جَمِیعَ ما فِیهِ ،و هو مَجَازٌ،

17- و فی حَدِیثِ عُمَرَ-رضِیَ اللّه عَنْه: -أَنَّهُ «أَخَذَ قَدَحَ سَوِیقٍ ،فشَرِبَهُ حَتَّی قَرَعَ القَدَحُ جَبِینَهُ ». أَی:ضَرَبَه،یَعْنِی شَرِبَ جَمِیعَ ما فِیهِ ،و قَالَ الشّاعِرُ:

کَأَنَّ الشُّهْبَ فی الآذَانِ مِنْهَا

إِذا قَرَعُوا بحَافَتِهَا الجَبِینَا

و قَرَعَ الفَحْلُ النَّاقَهَ یَقْرَعُها قَرْعاً و قِرَاعاً ،بالکَسْر ، و کذلِکَ قَرَعَ الثَّوْرُ البَقَرَهَ یَقْرَعُهَا قَرْعاً و قِرَاَعاً ،بالکَسْرِ،أَی ضَرَبَا. و القِرَاعُ :ضِرَابُ الفَحْلِ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و من المَجَازِ: قَرَعَ فُلانٌ سِنَّهُ ،إِذا حَرَقَه نَدَماً ،و أَنْشَدَ أَبُو نَصْرٍ:

و لَوْ أَنِّی أَطَعْتُکَ فی أُمُورٍ

قَرَعْتُ نَدَامَهً من ذاکَ سِنِّی (2)

قُلْتُ :الشِّعْرُ للنَّابِغَهِ الذُّبْیَانِیِّ ،و یُرْوَی:«أُطِیعُک»و یُنْشَدُ لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ -رضِیَ اللّه عَنْه-:

مَتَی أَلْقَ زِنبَاعَ بنَ رَوْحٍ ببَلْدَهٍ

لِیَ النِّصْفُ مِنْهَا یَقْرَعِ السِّنَّ مِنْ نَدَمْ

لأَنَّه عَشَرَ ذَهَبَهً کان أَلْقَمَهَا شَارِفاً له،و کان زِنْباعٌ یَنْزِلُ بمَشَارِفِ الشّامِ فی الجَاهِلِیَّهِ ،و یَعْشُرُ من مَرَّ به،و یُقال:

إِنَّهُ دَخَلَ عَلیْهِ فی خِلافَتِه،و قد کبِرَ و ضَعُفَ ،و مَعَهُ ابنُه رَوْحٌ ،فَمَارَهُمَا.

و قال تَأَبَّط شَرًّا:

لَتَقْرَعَنَّ عَلَیَّ السِّنَّ من نَدَمٍ

إِذا تَذَکَّرْتَ یَوْماً بَعْضَ أَخْلاقِی

و المُقَارَعَهُ :المُسَاهَمَهُ ،و یُقَالُ :قارَعُوه فَ قَرَعَهُمْ ، کنَصَرَ:غَلبَهُمْ بالقُرْعَهِ أَی أَصابَتْهُ القُرْعَهُ دُونَهُم.

و قالَ الحارِثُ بنُ وَعْلَهَ الذُّهْلِیُّ :

و زَعَمْتُمُوا أَنْ لا حُلَومَ لَنَا

إِنَّ العَصَا قُرِعَتْ لِذِی الحِلْمِ

أَیْ إِنَّ الحَلِیمَ إِذا نُبِّهَ انْتَبَه ،کما فی الصّحاح.قلتُ :

و هو قولُ الأَصْمَعِیِّ ،و قال ثَعْلَبٌ :المَعْنَی إِنَّکُمْ زَعَمْتُم أَنَّا قد أَخْطَأْنَا،فقد أَخْطَأَ العُلَمَاءُ قَبْلَنَا.

و اخْتَلَفُوا فی أَوَّل مَن قُرِعَتْ له العَصَا فقَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : هو عامِرُ بنُ الظَّرِبِ بنِ عَمْرِو بنِ عِیَاذِ ابن یَشْکُرَ بنِ عَدْوَانَ بنِ عَمْرِو بنِ قَیْسِ عَیْلاَنَ ، أَو قیْسُ بنُ خالدِ بن ذِی الجَدَّیْنِ ،هکَذَا تقولُ رَبِیعَهُ ، أَو عَمْرُو بنُ حُمَمَهَ الدَّوْسِیُّ ،هکَذَا تَقُولُ تَمِیم، أَو عَمْرُو بنُ مَالِکٍ .

و فی الصّحاحِ :و أَصْلُه أَنَّ حَکَماً من حُکّامِ العَرَبِ عاشَ حَتَّی أُهْتِرَ،فقَالَ لابْنَتِه:إِذا أَنْکَرْتِ من فَهْمِی شَیْئاً عندَ الحُکْمِ فاقْرَعِیِ لیَ المِجَنَّ بالعَصَا لأَرْتَدِعَ ،قالَ صاحِبُ اللِّسَانِ :هذَا الحَکَمُ هو عَمْرُو بنُ حُمَمَهَ الدَّوْسِیُّ ،قَضَی بین العَرَب ثلاثَمائهِ سَنَه،فلَمَّا کبِرَ أَلْزمُوه السابِعَ مِنَ وَلَدِه یَقْرَعُ العَصَا إِذا غَلِطَ فی حُکُومَتِه.

و قالَ الصّاغَانِیُّ :کان حُکّامُ العَرَبِ من تَمِیم فی الجَاهِلِیَّهِ :أَکْثَمَ بنَ صَیْفِیّ ،و حاجِبَ بنَ زُرَارَهَ ،و الأَقْرَعَ بنَ حابِسٍ -رضِیَ اللّه عنه-و رَبِیعَهَ بنَ مُخَاشِنٍ ،و ضَمْرَهَ بنَ ضَمْرَهَ .و حُکَّامُ قَیْس:عَامرَ بنَ الظَّرِبِ ،و غیْلاَنَ بن سَلَمَه الثَّقَفِیَّ ؛و حُکَّامُ قُرَیْشٍ :عَبْدَ المُطَّلِبِ و أَبَا طالِبٍ و العَاصَ بنَ وَائِلٍ ،و کانَتْ لا تَعْدِلُ بفَهْمِ عامِرِ ابنِ الظَّرِب فَهْماً،و لا بحُکْمِه حُکْماً،یُقَال: لَمَّا طَعَنَ عامرٌ فی السِّنِّ ، أَوْ بَلَغَ ثَلاثَمائهِ سَنَهٍ ،أَنْکَرَ من عَقْلِهِ شیْئاً،فقالَ لِبَنِیه :إِنَّه کبِرَتْ سِنِّی،و عَرَضَ لی سَهْوٌ،ف إِذا رَأَیْتُمونِی خَرَجْتُ مِنْ کلامِی،و أَخَذْتُ فی غَیْرِه، فاقْرَعُوا لیَ المِجَنَّ بالعَصَا ، و قِیلَ :کانَتْ له ابنَهٌ یُقَالُ لها:خُصَیْلَهُ ،فَقَالَ لهَا:إِذَا أَنا خُولِطْتُ فاقْرَعِی لیَ العَصَا،فأُتِیَ عامرٌ بخُنْثَی لیَحْکُمَ فیهِ ، فلم یَدْرِ ما الحُکْمُ ،فجَعَلَ یَنْحَرُ لهم،و یُطْعِمُهم، و یُدَافِعُهم بالقَضَاءِ،فقالَت خُصَیْلَهُ :ما شَأْنُک ؟قد أَتْلَفْتَ مَالَکَ ،فخَبَّرَها أَنَّه لا یَدْرِی ما حُکْمُ الخُنْثَی ؟فقَالَتْ :أَتْبِعْهُ

ص:360


1- (1) نسبه بحواشی المطبوعه الکویتیه الی محمد بن بشیر،و ینسب الی محمد بن حازم أیضاً.
2- (2) البیت للنابغه الذبیانی،فی دیوانه ص 200 بروایه. و لو أنی أطیعک فی أمور عضضت أناملی و قرعت سنی.

مَبَالَه،فلمّا نَبَّهَتْهُ علی الحُکْم،قالَ :

مَسِّی خُصَیْلَ بَعْدَها أَو رُوحِی

و کانُوا أَقامُوا عِنْدَه أَرْبَعِینَ یَوْماً،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للمُتَلَمِّسِ :

لذِیِ الحِلْمِ قبْلَ الیَوْمِ ما تُقْرَعُ العَصَا

و ما عُلِّم الإِنْسانُ إِلاَّ لِیَعْلَمَا

و المَقْرُوعُ :المُخْتَارُ للفِحْلَهِ ،سُمِّیَ بهِ لأَنَّهُ قد اقْتُرِعَ للضِّرابِ ،أَی اخْتِیرَ،قافَل ابنُ سِیدَه:و لا أَعْرِفُ للمَقْرُوعِ فِعْلاً ثَانِیاً بغیْرِ زِیَادَه،أَعْنِی لا أَعْرِفُ قَرَعَهُ ،إِذا اخْتَارَهُ .

قلتُ :و هذَا الَّذِی أَنْکَرَه ابنُ سِیدَه،فقَدْ ذَکَرَه أَبُو عَمْرٍو فی نَوَادِرِه،قالُوا: قَرَعْنَاکَ ،و اقْتَرَعْنَاک ،أَی اخْتَرْنَاکَ ، و سَیَأَتِی فی آخِرِ المادَّهِ ،و أَنْشَدَ یَعْقُوبُ :

و لَمَّا یَزَلْ یَسْتَسْمِعُ العامَ حَوْلَه

نَدَی صَوْتِ مَقْرُوعٍ عن العَدْوِ عازِبِ

و المَقْرُوعُ : السیِّدُ ،لکَوْنِه اقْتُرِعَ ،أَی اخْتَیرَ.

و مَقْرُوعٌ : لَقَبُ عَبْدِ شَمْسِ بنِ سَعْد بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ ،و فیه یَقُولُ مازِنُ بنُ مالِکِ بنِ عَمْرِو ابنِ تَمِیمٍ ،و فی الهَیْجُمَانَهِ (1)بنتِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرٍو بن تَمِیمٍ :

حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ

و أَنَّی لَکِ مَقْرُوعُ (2)

و بَعِیرٌ مقْرُوعٌ وُسِمَ بالقَرْعَه بالفَتْحِ (3)اسْم لِسِمَهٍ لهم علی أَیْبَسِ السّاقِ و هی رَکْزَهٌ (4)علی طَرَفِ المَنْسِمِ ،و ربَّمَا قُرِعَ قَرْعَهً أَو قَرْعَتَیْنِ ،قالَه النَّضْرُ و یُقَالُ أَیضاً: بَعِیرٌ مَقْرُوعٌ :إِذا وُسِمَ بالقُرْعَهِ ،بالضَّمِّ ،اسم لِسِمَهٍ خَفِیفَهٍ عَلَی وَسَطِ أَنْفِه ،و من الأَوَّلِ قَوْلُ الشّاعِرِ:

کَأَنَّ علی کَبِدِی قَرْعَهً

حِذَاراً من البَیْنِ ما تَبْرُدُ

قالَ الجَوْهَرِیُّ :و العَامَّهُ تُرِیدُ بهِ الَّذِی یُؤْکَلُ ،و لیسَ کذلِکَ ،أَی:و إِنَّمَا هو بالتَّحْرِیکِ .

14- و القَرْعُ :حَمْلُ الیَقْطِینِ ،وَاحِدَتُه بهاءٍ ،و کان النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم یُحِبُّهُ . و أَکْثَرُ ما تُسَمِّیه العَرَبُ :الدُّبّاءَ،و قَلَّ مَن یَسْتَعْمِلُ القَرْع ،و قال المَعَرِّیُّ :و القَرْعُ -الَّذِی یُؤْکَلُ -فیه لُغَتَانِ :

الإِسْکَانُ و التَّحْرِیک،و الأَصْلُ التَّحْرِیکُ ،و أَنْشَدَ:

بِئْسَ إِدَامُ العَزَبِ المُعْتَلِّ

ثَرِیدَهٌ بقَرَعٍ و خَلِّ

و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ علی الإِسْکَانِ ،و قلَّدَهُمَا المُصَنِّفُ ،کما اقْتَصَرَ أَبو حَنِیفَهَ علی التَّحْرِیکِ ،و لم یَذْکُرِ الإِسْکانَ علی ما نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أَحْسَبُه مُشَبَّهاً بالرَّأْسِ الأَقْرَع .

و أَبو بَکْرٍ الشاهُ (5)بنُ قَرْعٍ ،رَوَی عن الفُضَیْلِ بنِ عَیاضٍ ،نَقَلَه الصّاغَانِیّ و الحافِظ .

و القُرْعُ ، بالضّمِّ :أَوْدِیَهٌ بالشّامِ لا نباتَ بِهَا.

و قُرَعُ ، کزُفَرَ:قَلْعَهٌ بالیَمَنِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القَرَعُ ، بالتَّحْرِیکِ :السَّبَقُ و النَّدَبُ ،أَی الخَطَرُ الَّذِی یُسْتَبَقُ علیه.

و فی الصّحاحِ : القُرْعَهُ ،بالضَّمِّ :م ،أَی مَعْرُوفَهٌ ،و فی اللِّسَانِ :و هی السُّهْمَهُ ،یُقَالُ :کانَتْ له القُرْعَهُ ،إِذا قَرَعَهم ، أَی غَلبَهُم بِها.

و القُرْعَهُ أَیْضاً: خِیَارُ المالِ ،یُقَال: أَقْرَعُوه ،إِذا أَعْطَوْه خَیْرَ النَّهْبِ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو مَجَازٌ.

و القُرْعَهُ : الجِرَابُ ،أَو الوَاسِعُ یُلْقَی فیه الطَّعَامُ ،و قالَ أَبو عَمْرٍو:هی الجِرَابُ الصَّغِیر،ج: قُرَعٌ ،بضَمٍّ فَفَتْحٍ .

و القَرَعَهُ ، بالتَّحْرِیکِ :الحَجَفَهُ وَزْناً و مَعْنًی،و هی التُّرْسُ ،سُمِّیَتْ لصَبْرِهَا علی القَرْعِ .

و القَرَعَه : الجِرَاب الوَاسِعُ الأَسْفَلِ الضَّیِّقُ الفَمِ ، و تَحْرِیکُه أَفْصَحُ من التَّسْکِینِ فی مَعْنَی الجِرَابِ .

و القَرَعَهُ ،بالتَّحْرِیکِ ،کذا سِیاقُه،و صَوَابه القَرَعُ ،بغیرِ هاءٍ: بَثْرٌ أَبْیَضُ یَخْرُجُ بالفِصَالِ و حَشْوِ الإِبلِ یُسْقِطُ وَبَرَهَا،

ص:361


1- (1) کذا بالأصل و الصحاح و [1]فی اللسان:« [2]هیجمانه».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:حنت الخ کذا بالأصل،و الشطر الأول مکسور ا ه »و قد ورد الشطران فی الصحاح [3]نثراً بتنوین«مقروعٌ » و مثله فی اللسان. [4]
3- (3) عن القاموس،و بالأصل«و بالفتح»و قد حذفنا الواو کما یقتضیه سیاق اللسان و التکمله و التهذیب.
4- (4) الأصل و التهذیب و فی اللسان«وکزه».
5- (5) فی التبصیر ص 1078«شاه».

و فی التَّهْذِیبِ :یَخْرُج فی أَعْنَاقِ الفُصْلانِ و قَوَائِمِهَا،و منه المَثَلُ : «أَحرُّ من القَرَعِ » و ربما قالُوا بتَسْکِینِ الرّاءِ،یَعْنُونَ به قَرْعَ المِیسَمِ ،و هو المِکْوَاهُ ،و التَّحْرِیکُ أَفْصَحُ ،کما فی العُبَابِ و دَوَاؤُه المِلْحُ و حَبَاتُ (1)أَلْبَانِ الإِبِلِ -و فی بعضِ النُّسَخِ «و دواره المسلخ»و هو غَلَطٌ -فإِذا لم یَجِدُوا مِلْحاً نَتَفُوا أَوبَارَهُ ،و نَضَحُوا جِلْدَه بالمَاءِ،ثم جَرُّوه علی السَبَخَه (2).

و القَرَعَه : الجَحَفَهُ ،و الجِرَابُ الصَّغِیرِ أَو الوَاسِعُ الأَسْفَلِ یُلْقَی فیه الطَعَامُ ،هذا کُلُّه تَکْرَارٌ مع[ما]ذَکَرَه أَوَّلاً،فالأَوْلَی حَذْفُ هذِه العِبَارَه بِتَمامِهَا،و فیه تَکْرارُ الجِرَابِ ثلاثَ مَرّاتٍ أَیضاً،و لم یُحَرِّرِ المُصَنِّفُ هُنَا علی ما یَنْبَغِی،فتَنَبَّه لذلکَ .

و القَرَعَه : المَرَاحُ الخالِی من الإِبِلِ و الشّاءِ.

و القَرِیعُ ، کأَمِیرٍ:الفَصِیلُ ،ج ، قَرْعَی ، کسَکْرَی ، کمَرِیضِ و مَرْضَی.

و القَرِیعُ : فَحْلُ الإِبِلِ سُمِّیَ به لأَنَّهُ مُقْتَرَعُ من الإِبِلِ للفِحْلَهِ ،أَی مُخْتَارٌ ،فهو کالمَقْرُوعِ ،و قد تَقَدَّمَ الکَلامُ علیه.و قالَ الأَزْهَرِیُّ : القَرِیعُ :الفَحْلُ الَّذِی یُصَوَّی (3)للضِّرابِ .

و القَرِیعُ من الإِبِلِ :الَّذِی یَأْخُذُ بِذِرَاعِ النّاقَهِ فیُنِیخُهَا، و قِیلَ :سُمِّیَ قَرِیعاً لأَنَّه یَقْرَعُ النّاقَهَ ،قال الفَرَزْدَقُ :

و جَاءَ قَرِیعُ الشَّوْلِ قَبْلَ إِفَالِهَا

یَزِفُّ و جَاءَتْ خَلْفَهُ وَهْیَ زُفَّفُ

و قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

و قَدْ لاحَ لِلسَّارِی سُهیْلٌ کَأَنَّه

قَرِیعُ هِجَانٍ عَارَضَ الشَّوْلَ جَافِرُ (4)

و القَرِیعُ : المُقَارعُ ،یُقَال:هو قَرِیعُک ،للَّذِی یُقَارِعُکَ فی الحَرْب (5).

و القَرِیعُ :أَی یضاربُک الغَالِبُ و القَرِیعُ : المَغْلُوب ، فَعِیلٌ :بمَعْنَی فاعِلٍ ،و بمَعْنَی مَفْعُولٍ .

و القَرِیعُ : سیفُ عُمَیْرَهَ بنِ هَاجِرٍ ،نَقَله الصّاغَانِیُّ .

و القَرِیعُ : السَّیِّدُ ،یُقَالُ :هو قَرِیعُ دَهْرِه،و هو مَجَازٌ، و

17- فی حَدِیثِ مَسْرُوقٍ : «إِنَّکَ قَرِیعُ القُرّاءِ». أَی رَئِیسُهم، و مُخْتَارُهُم،و مُقَدَّمُهُم، کالقِرِّیعِ ،کسِکِّیتٍ ،عن الکِسَائِیِّ ، یُقَال:هُوَ قَرِیعُ الکتِیبَهِ و قِرِّیعُهَا ،أَی رئِیسُها.

و قَرِیعٌ : مُحَدِّث رَوَی عن عِکْرِمَهَ عن ابْنِ عبّاسٍ .

قلتُ :هو قَرِیعُ بنُ عُبَیْدٍ،رَوَی عنه الفَضْلُ بنُ مُوسَی و آخَرُون و وَهِمَ الذَّهَبِیُّ فضَبَطَه بالضَّمِّ . قلتُ :و قد ضَبَطَه الحَافِظُ أَیْضاً بالضَّمِّ کالذَّهَبِی،و لم یَذْکُرْه بالفَتْح إِلاّ الصّاغَانِیُّ ،و قَلَّدَه المُصَنِّف.ثُمَّ رَأَیْتُ فی الإِکْمَال ذَکَرَ فی الفَتْح قَرِیعَ بنَ عُبَیْدٍ عن عِکْرَمَه،مع ذِکْرِه أَوَّلاً فی المَضْمُومِ أَیْضاً،قال الحافِظُ :و عِنْدِی أَنَّهُمَا وَاحِدٌ، فتَحَصَّلَ من کَلامِ الإِکْمَالِ أَنَّ فیه الفَتْحَ و الضَّمَّ ،و هَلْ هُمَا اثْنَانِ أَو وَاحدٌ؟و الصّوابُ أَنَّهما وَاحِدٌ،و المُصَنِّفُ وَهَّمَ شَیْخَه،و فیه نَظَرٌ.

و قُرَیْعٌ ، کزُبَیْرٍ:أَبو بَطْنٍ من تَمِیمٍ ،رَهْطِ بَنِی أَنْفِ النّاقَهِ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو قَرَیْعُ بنُ عَوْفِ بنِ کَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ ،و هو أَبُو الأَضْبَطِ الشّاعِرِ.

و قُرَیْعٌ : جَدٌّ لأَبِی الکَنُودِ ثَعْلَبَهَ الحَمْراوِیِّ الصَّحَابِیِّ رضی اللّه عنه،و إِنّمَا قیل له:الحَمْرَاوِیُّ لأَنَّهُ نَزَلَ مِصْرَ بمَوْضِعٍ یُقَالُ له:الحَمْرَاءُ،فنُسِبَ إِلیْهِ ،و یُقَالُ فی نَسَبِه:

إِنّهُ سَعْدُ بنُ مالِکِ بنِ الأُقَیْصِرِ بنِ مَالِکِ بنِ قُرَیْع بن ذُهْلِ (6)بنِ الدِّیلِ بنِ مالِکِ بنِ سَلاَمَانَ بنِ مَیْدَعَان (7)بنِ کَعْبِ بن مالِکِ بنِ نَصْرِ بنِ الأَزْدِ،الأَزْدِیُّ المِصْرِیُّ ،قَال ابنُ یُونُسَ :له وِفَادَهٌ ،و شَهِدَ فَتْحَ مِصْر؛و من وَلَدِه الیومَ بَقِیَّهٌ بمِصْرَ،رَوَی عنه ابْنُه الأَشْیَمُ ،

14- قالَ سَعِیدُ بن عُفَیْرٍ:

ص:362


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«حُباب»و فی اللسان: «جُباب». [1]
2- (2) جروها فی التراب.
3- (3) عن التهذیب و بالأصل«تَصوَّی»کاللسان،و [2]بحاشیه إحدی نسخ التهذیب:أی یهیأ.
4- (4) و یروی: و قد عارض الشعری سهیلُ .
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:أی یضاربک کذا بالأصل»و لعلها أقحمت هنا،و المناسب ان تکون بعد قوله:یقارعک فی الحرب.
6- (6) عن الاصابه و [3]بالأصل«دهل».
7- (7) عن جمهره ابن حزم ص 376 و [4]بالأصل«میدمان»و عند ابن حزم: میدعان بن مالک بن نصر.

أَخبَرَنا عُمر بنُ زُهَیْرِ بنِ أَشْیَمَ بن أَبی الکَنُودِ: أَنَّ أَبا الکَنُودِ وَفَدَ عَلَی النبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،و أَنَّه علیه الصّلاهُ و السّلامُ عَقَدَ له رَایَهً سَوْدَاءَ،فیها هِلالُ أَبْیَضُ کذا فی العُبَابِ .و مُعْجَمِ ابنِ فَهْدٍ . و قُرَیْعٌ : اسمُ أَبِی زِیادٍ الصّحابِیِّ . قلتُ :و هذَا غَلَطٌ شَنِیعٌ یَنبَغِی التَّنبُّهُ لِمِثْلِه،و قد تبِعَ فیه شیْخُه الذَّهَبِیِّ ، و نَصُّه:زِیَادُ بنُ قُرَیْعٍ عن أَبیهِ عن جُنَادَه بن جَرَادٍ،و قُرَیْعٌ وَالِدُ زِیَادٍ،له صُحْبَهٌ ،انْتَهَی،و لیسَ فی الصَّحابَهِ مَنِ اسْمُه قُرَیْعٌ ،قال الحافِظُ :و الَّذِی فی الإِکْمَالِ :یَرْوِی عن جُنَادَهَ بن جَرَادٍ صَحابیٍّ ،و هو بالجَرِّ صفهٌ لِجُنَادَهَ ،لا بالرَّفْعِ صفهٌ لقُرَیْعٍ .

قلتُ :و مِثْلُه فی مُعْجَمِ ابنِ فَهْدٍ-فی تَرْجَمَهِ جُنَادَهَ بنِ جَرَادٍ الغیْلانِیِّ الأَسَدِیِّ ،رَضِیَ اللّه عنه-نَزَلَ البَصْرَهَ یَرْوِی عن زِیَادِ بنِ قُرَیْعٍ ،عنه.انتهی.و فِیهِ وَهَمٌ أَیضاً،فإِنّ زِیَاداً لم یَرْوِ عن جُنَادَهَ ،و إِنَّمَا الرّاوِی عَنْه وَالِدُه قُرَیْعٌ ،فتأَمَّل (1).

و قَرِعَ الرَّجُلُ ، کفَرِحَ :قُمِرَ فی النِّضَالِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،أَی غُلِبَ عن المُنَاضَلَهِ .

و قَرِعَ الرَّجُلُ قَرَعاً : ذَهَبَ شَعَرُ رَأْسِه ،کصَلِعَ صَلَعاً، و قِیلَ :ذَهَبَ مِن دَاءٍ و هو أَقْرَعُ ،و هی قَرْعاءُ ج: قُرْعٌ و قُرْعانٌ ،بضمِّهِمَا،و ذلِکَ المَوْضِعُ : قَرَعَهٌ ،مُحَرَّکَهً ، کالصَّلَعَهِ و الجَلَحَهِ ،علی القِیَاسِ ،و یقال:ضَرَبَه عَلَی قَرَعَهِ رَأْسِهِ .

و قَرِعَ فُلانٌ . قَرَعاً : قبِلَ المَشُورَهَ و ارْتَدَعَ و اتَّعَظَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ فهو قَرِعٌ ،ککَتِفٍ و هو المُرْتَدِعُ إِذا رُدِعَ .

و قَرعَ الفِنَاءُ ،إِذا خَلاَ من الغَاشِیَهِ (2)یَغْشَوْنَه، قَرْعاً ، بالتَّسْکِین علی غیْرِ قِیَاسٍ ،عن ثَعْلَبٍ فی قَوْلِه:«نَعُوذُ باللّه منِ قَرْعِ الفِنَاءِ»کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و یُحَرَّکُ ،هو القِیَاسُ ، و منه یُقَالُ :نَعُوذُ باللّه من قَرَعِ الفِنَاءِ،و صَفَرِ الإِناءِ.

و مُرَاحٌ قَرِعٌ ،إِذا لَم یَکُنْ فیهِ إِبِلٌ .نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و فی اللِّسَانِ : قَرِعَ مَأْوَی المالِ و مُرَاحُه من المالِ ، قَرَعاً ،فهو قَرعٌ :هَلَکَت مَاشِیَتُه،قال ابنُ أُذیْنَهَ :

إِذا آدَاکَ مالُکَ فامْتَهِنْهُ

لجَادِیهِ و إِنْ قَرِعَ المُرَاحُ

آداک:أَعانَک،و یُرْوَی:«صَفِر المُرَاحُ »و قال الهُذَلِیُّ :

و خَزّالٍ لِمَوْلاهُ إِذا ما

أَتاهُ عائِلاً قَرِعَ المُرَاحُ (3)

و قَرِعَ الحَجُّ و

17- نَصُّ الحَدِیثِ عَنْ عُمَرَ رضیَ اللّه عنه:

« قَرِعَ حَجُّکُم». أَی خَلَتْ أَیّامُه من النّاسِ کما فی الصّحاحِ ،و

17- فی حَدِیثٍ آخَرَ: « قَرِعَ أَهلُ المَسْجِدِ حِینَ أُصِیبَ أَهْلُ النَّهْرَوَانِ (4)». أَی قَلَّ أَهْلُه،کما یَقْرَعُ الرَّأْسُ إِذا قَلَّ شَعرُه.

و القَرِعُ ، ککَتِفٍ :مَنْ لا یَنَام.

و القَرِعُ : الفاسِدُ مِن الأَظْفَارِ ،یُقَالُ :رَجُلٌ قَرِعٌ ،و ظُفُرٌ قَرِعٌ .

و الأَقْرَعانِ : الأَقْرَعُ بنُ حابِس بن عِقَالٍ المُجَاشِعِیُّ الدّارِمِیُّ التَّمِیمِیُّ الصّحابِیُّ ،رضِیَ اللّه عنه، و أَخُوهُ مَرْثَدٌ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للفَرَزْدَقِ :

فإِنَّکَ وَاجِدٌ دُونِی صَعُوداً

جَرَاثِیمَ الأَقَارِعِ و الحُتَاتِ

یُرِیدُ:الحُتَاتَ بنَ یَزِیدَ المُجَاشِعِیَّ ،و اسمُه بِشْرٌ (5).

و أَلْفٌ أَقْرَعُ ،أَی تامٌّ یُقَالُ :سُقْتُ إِلیْکَ أَلْفاً أَقْرَعَ من الخیْلِ و غیْرِهَا،أَی تامًّا،و هو نَعْتٌ لکُلِّ أَلْفٍ ،کما أَنَّ هُنیْدَهَ اسمٌ لکُلِّ مائهٍ ،کما فی الصِّحاحِ ،قال الشّاعِرُ:

قَتَلْنَا-لَوَ أَنَّ القَتْلَ یَشْفِی صُدُورَنَا-

بتَدْمُرَ أَلْفاً من قُضَاعَهَ أَقْرَعَا

و قالَ آخَرُ:

و لَوْ طَلبُونِی بالعَقُوقِ أَتَیْتُهم

بأَلْفٍ أُؤَدِّیهِ إِلَی القَوْمِ أَقْرَعَا

و سیأْتی فی«أَ ل ف».

و مَکانٌ أَقْرَعُ ، و تُرْسٌ أَقْرَعُ ،أَی صُلْبٌ ،ج: قُرْعٌ ، بالضَّمِّ ،ظاهرُه أَنَّه جمعٌ لهُمَا،و لیسَ کذلِکَ ،بل الصَّوَابُ

ص:363


1- (1) کذا و الذی فی أسد الغابه فی ترجمه جناده أن زیاد بن قریع روی عنه.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«الفاشیه»و الأصل کالصحاح. [1]
3- (3) البیت فی دیوان الهذلیین 6/3 فی شعر مالک بن خالد الخناعی الهذلی.
4- (4) فی النهایه و اللسان«أهل النهر».
5- (5) فی اللسان: [2]بشر بن عامر بن علقمه.

أَنَّ جَمْعَ الأَقْرَع للمکان: الأَقَارِعُ ،و شاهِدُه قولُ ذی الرُّمَّه:

کَسَا الأُکْمَ بُهْمَی غَضَّهً حَبَشِیَّهً

قُواماً و نُقْعانَ الظُّهُورِ الأَقْارِعِ (1)

و شاهِدُ القُرْعِ -جمعِ الأَقْرَعِ للتُّرْسِ -قولُ الشّاعِرِ:

فَلَمَّا فَنَی ما فی الکَنَائِن ضَارَبُوا

إِلی القُرْعِ من جِلْدِ الهِجَانِ المُجَوَّبِ

أَی ضَربُوا بأَیْدِیهِم إِلی التِّرَسَهِ لَمَّا فَنِیَتْ سِهَامُهُم،و فَنَی بمعنَی فَنِیَ فی لغهِ طیِّیء،ثمّ رَأَیْتُ فِی قَوْلِ الرّاعِی ما یَشْهَدُ أَنَّ الأَقْرَعَ للمَکَانِ یُجْمَع أَیضاً علی القُرْعِ ،و هو:

رَعَیْنٌ الحَمْضَ حَمْضَ خُنَاصِرَاتٍ

بما فِی القُرْعِ مِنْ سَبَلِ الغَوَادِی (2)

و عُودٌ أَقْرَعُ ،إِذا قُرِعَ من لِحَائِه.و قِدْحٌ أَقْرَعُ :حُکَّ بالحَصَی حتّی بَدَتْ سَفاسِقُه،أَی طرائقُه ،و هو فی کُلّ منهما مَجَاز.

و الأَقْرَعُ :السَّیْفُ الجَیِّدُ الحَدِیدِ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و الأَقْرَعُ : من الحَیَّاتِ :المُتَمَعِّطُ شَعَرُ رَأْسِهِ ،و هو مَجَازٌ،یُقَالُ :شُجاعٌ أَقْرَعُ ،و إِنَّمَا سُمِّیَ به لِکَثْرَهِ سُمِّهَ ،کما فی العبَابِ ،زادَ غیْرُه:و طُولِ عُمرِه.و فی الصّحاحِ :

و الحَیَّهُ الأَقْرَعُ إِنَّمَا یَتَمَعَّطُ شَعرُ رَأْسِهِ -زَعَمُوا-لِجَمْعِه السُّمَّ فیه.

و من المَجَازِ: رِیَاضٌ قُرْعٌ ،بالضَّمِّ ،أَی بِلا کَلإِ ، و یُقَالُ :أَصْبَحَتِ الریَاضُ قُرْعاً ،إِذا جَرَّدَتْهَا المَوَاشِی،فلَمْ تَتْرُک فِیها شَیْئاً من الکَلإِ.

و القَرْعَاءُ :مَوْضِعٌ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ : مَنْهَلٌ بطَرِیقِ مَکَّهَ ، شَرَّفَهَا اللّه تَعالَی، بینَ القَادِسِیَّهِ و العَقبَه و العُذیْب.

و القَرْعَاءُ : رَوْضَهٌ رَعَتْهَا الماشِیَهُ ،و الجَمْعُ : القُرْعُ ، بالضَّمِّ ،و هو مَجَازٌ. و القَرْعَاءُ : الشَّدِیدَهُ من شَدَائِدِ الدَّهْرِ، و هی الدَّاهِیَهُ کالقَارِعَهِ ،و الجَمْعُ : القَوَارِعُ ،یُقَالُ :أَنْزَلَ اللّه به قَرْعَاءَ ، و قَارِعَهً و مُقْرِعَهً (3)،و أَنْزَلَ اللّه بهِ بَیْضَاءَ،و مُبَیِّضَهً ،هی المُصِیبَهُ التی لا تَدَعُ مالاً و لا غَیْرَه.

و القَرْعَاءُ : ساحَهُ الدّار،و أَعْلَی الطَّرِیقِ .

و الَّذِی فی الصّحاحِ : القَارِعَهُ :الشَّدِیدَهُ ،و هی الدَّاهِیَهُ ، و قَارِعَهُ الدّارِ:سَاحَتُهَا،و قَارِعَهُ الطَّرِیق:أَعْلاه،انْتَهَی.

أَمّا الشَّدِیدَهُ :فإِنَّهَا تُطْلَقُ عَلَی القَارِعَهِ و عَلَی القَرْعَاءِ ، کما فی العبَابِ ،و کذلِکَ الدّاهِیَهُ ،و ساحهُ الدّارِ،و أَمّا أَعْلَی الطَّرِیق فإِنَّه یُطْلَقُ عَلَی القَارِعَهِ فقط ،و

16- فی الحَدِیثِ : «نَهَی عَنِ الصَّلاهِ علی قَارِعَهِ الطَّرِیقِ ». هی وَسَطُه،و قیلَ :أَعْلاهُ ، و المُرَادُ هُنَا نَفْسُ الطَّرِیقِ و وَجْهُه.

و القَرْعَاءُ : الفَاسِدَهُ من الأَصَابِعِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و القَارِعَهُ :النازِلَهُ الشَّدِیدَهُ تَنْزِل بأَمْرٍ عَظِیمٍ ،و لذلِکَ قِیلَ لِیَوْمِ القِیَامَه : القارِعَهُ ،و منه قَوْلُه تَعَالَی: اَلْقارِعَهُ . مَا اَلْقارِعَهُ . وَ ما أَدْراکَ مَا اَلْقارِعَهُ (4)و قالَ رُؤْبَهُ :

و خَافَ صَدْعَ القَارِعَاتِ الکُدَّهِ

قالَ یَعْقُوبٌ : القَارِعَهُ هنا:کُلُّ هَنَهٍ شَدِیدَهِ القَرْعِ .

و هی القِیَامَهُ أَیْضاً.

14- و القَارِعَهُ : سَرِیَّهُ للنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،قِیلَ :و مِنْهُ قولُه عزّ و جَلَّ :

وَ لا یَزالُ الَّذِینَ کَفَرُوا تُصِیبُهُمْ بِما صَنَعُوا قارِعَهٌ (5). أَو معناها:دَاهِیَهٌ تَفْجَؤُهم ،یُقَالُ : قَرَعَتْهُمْ قَوَارِعُ الدَّهْرِ،أَی أَصابَتْهُم و فَجَأَتْهُم.

و قَرَعَهُم أَمْرٌ،إِذا أَتَاهُمْ فَجْأَهً ،و

16- فی الحَدِیثِ : «مَنْ لَمْ یَغْزُ،و لَمْ یُجَهِّزْ غَازِیاً،أَصَابَهُ اللّه بقارِعَهٍ ». أَی بداهِیَهٍ تُهْلِکُه.

و من المَجَازِ: قَوَارِعُ القُرْآنِ هی الآیَاتُ الَّتِی مَنْ قَرَأَهَا أَمِنَ مِنَ الشَّیَاطِینِ و الإِنْسِ و الجِنِّ ،کأَنَّهَا سُمِّیَتْ لأَنَّهَا تَقْرَعُ الشیَاطِینَ (6)،مثْلُ :آیه الکُرْسِیِّ ،و آخِر سُورَهِ البَقَرَهِ ،و یس،

ص:364


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:قواما،فی التکمله:تؤاما»و مثلها فی دیوانه و التهذیب.
2- (2) دیوانه ص 77 و انظر تخریجه فیه.و جاء فی التهذیب شاهداً علی قوله:و الأکراش یقال لها القُرْع.و فیه بعد البیت:قیل:أراد بالقرع غدراناً فی صلابه من الأرض.و الأکراش یقال لها قُرْع إذا ذهب خملها.
3- (3) ضبطت عن التهذیب و اللسان. [1]
4- (4) سوره القارعه الآیات(1)و [2](2)و(3).
5- (5) سوره الرعد الآیه 31. [3]
6- ((*)) بالقاموس:«الشیطان»بدل:«الشیاطین».

لأَنَّهَا تَصْرِفُ الفَزَعَ (1)عَمَّنْ قَرَأَها.

و من المَجَازِ: نَعُوذُ (2)باللّه من قَوَارِعِ فُلانٍ ،أَی من قَوَارِصِ لِسَانِه و لَوَاذِعِه.

و القَرُوعُ ، کصَبُورٍ:الرَّکِیَّهُ القَلِیلَهُ الماءِ ،قالَهُ الفَرّاءُ، أَی الَّتِی یَقْرَعُ قَعْرَها الدَّلْوُ،لفَنَاءِ مائِها،و قِیلَ :هی الّتِی تُحْفَرُ فی الجَبَلِ من أَعْلاها إِلی أَسْفَلِهَا.

و القَرِیعَهُ ،کسَفِینَهٍ :خِیَارُ المالِ ،کالقُرْعَه،و هو مَجاز.

و نَاقَهٌ قَرِیعَهٌ : یُکَثِرُ الفَحْلُ ضِرَابَها،و یُبْطِئُ لِقَاحُها ، و یُقَالُ :إِنَّ ناقَتَکَ لقَرِیعَهٌ ،أَی:مُؤَخَّرَهُ الضَّبْعَهِ .

و القَرِیعَهُ : سَقْفُ البَیْتِ ،یُقَالُ :ما دَخَلْتُ لفُلانٍ قَرِیعَهَ بَیْتٍ قَطُّ ،أَی سَقْفَ بَیْتٍ .و یُقَالُ : قَرِیعَهُ البَیْتِ :خیْرُ مَوْضِعٍ فیهِ ؛إِن کان بَرْدٌ فخِیَارُ کِنَّهِ ،و إِنْ کَانَ حَرٌّ فخِیارُ ظِلِّه،کما فی الصّحاحِ .

و القَرّاعُ کشَدَّادٍ:طائِرٌّ یَقْرَعُ العُودَ الصُّلْبَ بمِنْقَارِهِ ،قالَ أَبُو إِسْحَاقَ :له مِنْقَارٌ غَلِیظٌ أَعْقَفُ ،یَأْتِی إِلی العُودِ الیابِسِ فلا یَزَالُ یَقْرَعُهُ حَتَّی یَدْخُلَ فِیه،و قالَ أَبُو حَاتِم: القَرَّاعُ کأَنَّهُ قَارِیَهٌ ،له مِنْقارٌ غَلِیظٌ أَعْقَفُ ،أَصْفَرُ (3)الرِّجْلیْنِ ،فیَأْتِی العُودَ الیابِسَ فلا یَزَالُ یَقْرَعُه قَرْعاً یُسْمَع صَوْتُه،و نُسَمِیه النَّقّار (4)، کَأَنَّه یَقْطَعُ ما یَبِسَ مِنْ عِیدَانِ العُرُوقِ بمِنْقَارِهِ فیَدْخُلُ فیه.

ج: قَرّاعاتٌ ،و لم یُکَسَّرْ.

و القَرّاع أَیْضاً: فَرَسُ غَزَالَهَ السَّکُونِیِّ ،کما فی العبَابِ ، و فی التَّکْمِلَه«ابن غَزَالَه»و هو القائلُ فیه:

أَرَی المَقَانِبَ بالقَرَّاعِ مُعْتَرِضاً

مُعَاوِدَ الکَرِّ مِقْدَاماً إِذا نَزِقَا

و القَرَّاعُ : الصُّلْبُ الشَّدِیدُ من کُلِّ شَیْ ءٍ،و قِیلَ :هو الصُّلْبُ الأَسْفَلُ ،الضَّیِّقُ الفَمِ .

و القَرَّاعَهُ ، بهَاءٍ:الاسْتُ .

و القَرّاعَهُ : الیَسِیرُ من الکَلإِ ،یُقَال،أَرضٌ لیْسَت بها قَرّاعَهٌ ،أَی یَسِیرٌ من الکَلإِ. و قَرْعُونُ ،کحَمْدُون:ه،بین بَعْلَبَکَّ و دِمَشْقَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و المِقْرَعُ کمِنْبَرٍ:وِعَاءٌ یُجْنَی (5)، أَی یُجْمَعُ فیه التَّمْرُ ، و قِیلَ :هو السِّقَاءُ یُجْمَعُ فیه السَّمْنُ ،یُقَالُ : قَرَعَ (6)فُلانٌ فی مِقْرَعهِ ،و قَلَدَ فی مِقْلَدِه،و کَرَصَ فی مِکْرَصِه،و صَرَبَ فی مِصْرَبِه،کُلُّه السِّقَاءُ و الزِّقُّ ،نَقَلَه ابن الأَعْرَابِی.

و المِقْرَعَهُ ، بهاءٍ:السَّوْطُ ،و قِیلَ : کُلُّ ما قَرَعتَ بهِ فهو مِقْرَعَهٌ ،عن ابن دُرَیْدٍ (7).

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : المِقْرَعَهُ :التی تُضْرَبُ بهَا الدّابَّهُ ،و قالَ غیرُه: المِقْرَعَهُ :خَشَبَهٌ تُضْرَبُ بها البِغَالُ و الحَمْیرُ، و الجَمْعُ : المَقَارِعُ ،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

یُقِیمْونَ حَوْلِیّاتِهَا بالمَقَارِعِ (8)

و المِقْرَاعُ ،بالکَسْرِ:الناقَهُ تَلْقَحُ فی أَوَّلِ قَرْعَهٍ یَقْرَعُهَا الفَحْلُ ،و منه

17- حَدِیثُ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِک: « مِقْرَاعٌ مِسْیَاعٌ » (9). و قد تَقَدَّم فی«ر ب ع»قَالَ الأَصْمَعِیُّ :إِذا أَسْرَعَت النّاقَهُ اللَّقَحَ فهی مِقْرَاعٌ ،و أَنْشَدَ:

تَرَی کُلَّ مِقْرَاعٍ سَرِیعٍ لَقَاحُهَا

تُسِرُّ لَقَاحَ الفَحْلِ سَاعَهَ تُقْرَعُ

و المِقْرَاعُ : فَأْسٌ أَو شِبْهُه تُکْسَرُ (10)بها الحِجَارَهُ ،قالَ الشّاعِرُ یَصِفُ ذِئباً:

ص:365


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«القرع».
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:وَ تَعوَّذْ.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أصغر».
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«المنقار».
5- (5) ضبطت عن التهذیب 236/1.
6- (6) فی التهذیب:«یُجبی».
7- (7) العباره بالأصل من قوله:و قیل هو السقاء الی هنا جاءت:و قیل هو السقاء یجمع فیه السمن،یقال:قرع فلان فی مقرعه عن ابن درید (و)المقرعه(بهاء السوط و)قیل(کل ما قرعت به)فهو مقرعه،و قلد فی مقلده و کرص فی مکرصه و صرب فی مصربه کله السقاء و الزق، نقله ابن الأعرابی،و قال الأزهری..و ورودها بهذا السیاق أخلّ بالمعنی.و قد قدمنا و أخرنا فی الکلام بما یوافق المعنی المطلوب بما یتفق مع سیاق التهذیب و اللسان. [2]
8- (8) الجمهره 384/2 و [3]نسب للنابغه للذبیانی،و البیت بثمامه فی دیوانه ص 188. قعودٍ علی آل الوجیه و لاحقٍ یقیمون حولیاتها بالمقارعِ .
9- (9) کذا بالأصل بالباء الموحده و قد تقدم فی ماده سیع بالیاء،و هی التی تذهب فی المرعی،و قیل هی التی تحمل الضَبَعه.
10- ((*)) بالقاموس:«یکسر»بدل:«تکسر».

یَسْتَمْخِرُ الرِّیحَ إِذا لَمْ یَسْمَعِ (1)

بمِثْلِ مِقْرَاعِ الصَّفَا المُوَقَّعِ

و أَقْرَعَه :أَعْطَاهُ خَیْرَ المالِ و النَّهْبِ و فی الصّحاحِ :

أَعْطَاهُ خیْرَ مالِه،یُقَال: أَقْرَعُوه خَیْرَ نَهْبِهِم.زادَ الصّاغَانِیُّ :

من القُرْعَه ،و هی خِیَارُ المالِ .

أَو أَقْرَعَهُ :أَعْطَاهُ فَحْلاً یَقْرَعُ إِبِلَهُ ،و هو المُخْتَارُ للفُحُولَهِ .

و أَقْرَعَ إِلی الحَقِّ ،أَی رَجَعَ و ذَلَّ ،یُقَالُ : أَقْرَعَ لی فُلانٌ ،قال رُؤْبَهُ :

دَعْنِی فقَدْ یُقْرَعُ للأَضَزِّ

صَکِّی حِجَاجَیْ رَأْسِهِ و بَهْزِی

أَی یُصْرَف صَکِّی إِلیْه،و یُرَاضُ له،و یَذِلُّ .

و أَقْرَعَ أَیْضاً،إِذا امْتَنَع ،فهو ضِدُّ.

و أَقْرَعَ الرَّجُلُ علی صاحِبِه: کَفَّ ، کانْقَرَعَ فِیهِمَا ،أَی فی الکَفِّ و الإمْتِنَاعِ ،و هما وَاحِدٌ.

و أَقْرَعَ : أَطَاقَ . قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :و قد یَکُونُ الإِقْرَاعُ کَفًّا،و یَکُون إِطَاقَهً ،و قالَ أَبُو سَعِیدٍ:فُلانٌ مُقْرِعٌ ،و مُقْرِنٌ له،أَی مُطِیقٌ ،و أَنْشَدَ بیتَ رُؤْبَهَ السّابِقَ .

و یُقَال:فُلانٌ لا یُقْرَعُ إِقْرَاعاً (2)،إِذا لم یَقْبَلِ المَشُورَهَ و النَّصِیحَهَ .کذا فی الصّحاحِ و العُبَابِ ،و فی کلامِ المُصَنِّفِ نَظَرٌ ظاهِرٌ،تَأَمَّلْه.

و أَقْرَع فُلاناً:کَفَّهُ . و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :و أَقْرَعْتُه (3)و أَقْرَعْتُ له،و أَقْدَعْتُه و قَدَعْتُه،و أَوْزَعْتُه،و وَزَعْتُه،و زُعْتُه، إِذا کَفَفْتَه.

و أَقْرَعَ بَیْنَهُم فی شَیْ ءٍ یَقْتَسِمُونَه،أَی ضَرَبَ القُرْعَهَ .

و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : « فأَقْرَعَ بَیْنَهُم،و عَتَقَ اثْنَیْن،و أَرَقَّ أَرْبَعَهً ».

و أَقْرَعَ المُسَافِرُ:دَنَا مِنْ مَنْزِلهِ .

و أَقْرَعَ الدَّابَّهَ :کبَحَهَا بلِجَامِهَا. نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو مَجازٌ،و هو من الإِقْرَاعِ بمَعْنَی الکَفِّ ،قال رُؤْبَهُ :

أَقْرَعَهُ عَنِّی لِجَامٌ یُلْجِمُهْ

و قال سُحَیْمٌ [بنُ وَثیلٍ الریاحی] (4):

إِذا البَغْلُ لَمْ یُقْرَعْ لَهُ بِلجَامِه

عَدَا طَوْرَهُ فی کُلِّ ما یَتَعَوَّدُ

و أَقْرَعَ دَارَهُ آجُرًّا:فَرَشَهَا بِهِ .

و أَقْرَعَ الشَّرُّ:دامَ .

و أَقْرَعَ الغَائِصُ ،و کذلِکَ المائِحُ ،إِذا انْتَهَیَا إِلی الأَرْضِ .

و أَقْرَعَ الحَمِیرُ:صَکَّ بَعْضُها بَعْضاً بحَوَافِرهَا قالَ رُؤْبَهُ :

أَو مُقْرَعٌ من رَکْضِهَا دَامِی الزَّنَقْ

أَو مُشْتَکٍ فائِقَهُ من الفَأَقْ

و قِیلَ : المُقْرَعُ ،کمُحْکَمٍ -فی قَوْلِ رُؤْبَهَ -: الَّذِی قد أُقْرِعَ ،فَرَفَع رَأْسَه و الفَائِقُ :اشْتِکاءُ ذلِکَ المَوْضِعِ منه.

و المُقَرِّعَهُ ، کمُحَدِّثَهٍ :الشَّدِیدَهُ من شَدَائِدِ الدَّهْرِ،و هو مَجَازٌ،و یُقَالُ :أَنْزَلَ اللّه به مُقَرِّعَهً ،أَی مُصِیبهً لم تَدَعْ مَالاً و لا غَیْرَه.

و التَّقْرِیعُ :التَّعْنِیفُ و التَّثْرِیبُ ،یُقَالُ :«النُّصْحُ بین المَلَإِ تَقْرِیعٌ »:هو الإِیجاعُ باللَّوْمِ .

و قَرَّعَهُ تَقْرِیعاً :وَبَّخَه و عَذَلَهُ (5).

و یُقَال: قَرَّعَنِی فُلانٌ بلَوْمِهِ فلم أَتَقَرَّعْ به (6)،أَی لم أَکْتَرِثْ به.

و التَّقْرِیعُ : مُعَالَجَهُ الفَصِیلِ من القَرَعَ ،مُحَرَّکَهً ،و هو البَثْرُ الَّذِی تَقَدَّم،و تقدَّم مُعَالَجَتُه أَیضاً،قالَ الجَوْهَرِیُّ :

کأَنَّهُ یَنْزِعُ ذلِکَ مِنْه،کما یُقَالُ :قَذَّیْتُ العَیْنَ ،و قَرَّدْتُ البَعِیرِ،و قَلَّحْتُ العُودَ.انْتَهَی.و یَعْنِی به أَنَّه عَلَی السَّلْبِ و الإِزالَهِ ،فمَعْنَی قَرَّعَهُ :أَزالَ عنه القَرَعَ ،کإِزالَهِ القَذَی عن العَیْنِ ،و القُرَادِ عن البَعِیرِ،و اللِّحَاءِ عن العُودِ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَوْسِ بن حَجَرٍ[یذکر الخیل] (7):

ص:366


1- (1) و یروی:لم أسمع.
2- (2) عن الصحاح و اللسان و [1]بالأصل«قراعاً».
3- (3) بالأصل«أقرعه و أقرعت له،و أقذعته و قذعته»و ما أثبت عن اللسان. [2]
4- (4) زیاده عن اللسان. [3]
5- (5) عن اللسان و التهذیب و بالأصل«و خذله».
6- (6) فی التهذیب و اللسان:فما ارتقعت به.
7- (7) زیاده عن التهذیب.

لَدَی کُلِّ أُخْدُودٍ یُغَادِرْنَ دَارِعاً

یُجَرُّ کما جُرَّ الفَصِیلُ المُقَرَّعُ

و التَّقْرِیعُ : إِنْزَاءُ الفَحْلِ ،و منه

16- حَدِیثُ عَلْقَمَهَ : أَنَّه«کان یُقَرِّعُ غَنَمَه،و یَحْلُبُ و یَعْلِفُ ». أَی:یُنْزَی عَلیْهَا الفُحُولَ ، هکَذَا ذَکَرَه الزَّمَخْشَرِیُّ فی الفَائِقِ ،و الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ ، و قالَ أَبُو مُوسَی:هو بالفَاءِ،و قالَ :هُوَ من هَفَوَاتِ الهَرَوِیِّ (1).

و قَرَّع لِلْقَوْمِ (2)تَقْرِیعاً :أَقْلَقَهُم ،قَالَهُ الفَرّاءُ،و أَنْشَدَ لأَوْسِ بنِ حَجَرٍ:

یُقَرِّعُ للرِّجالِ إِذَا أَتَوْه

و لِلنِّسْوانِ إِنْ جِئْنَ السَّلامُ

أَراد: یُقَرِّعُ الرِّجَالَ ،فزادَ الَّلام کقوله تَعَالَی: قُلْ عَسی أَنْ یَکُونَ رَدِفَ لَکُمْ (3)و قد یَجُوزُ أَنْ یُرِیدَ بِهِ یَتَقَرَّع .

و قَرَّعَت الحَلُوبَهُ رَأَسَ فَصِیلِهَا،و ذلِکَ إِذا کانَتْ کَثِیرَهَ اللَّبَنِ ،فإِذا رَضَعَ الفَصِیلُ خِلْفاً قَطَرَ اللَّبَنُ مِنَ الخِلْفِ الآخَرِ، فقَرَعَ رَأْسَه قَرْعاً ،قال لبِیدٌ-رَضِیَ اللّه عنه-:

لَها حَجَلٌ قَدْ قَرَّعَتْ من رُؤُوسِهِ

لَهَا فَوْقَه مِمَّا تَحَلَّبَ وَاشِلُ

سَمَّی الإِفالَ حَجَلاً تَشبِیهاً بها،لصِغَرِهَا،و قَالَ النّابِغَهُ الجَعْدِیُّ :

لَهَا حَجَلٌ قُرْعُ الرُّؤُوسِ تَحَلَّبَتْ

علی هَامِهَا بالصَّیْفِ حتی تَمَوَّرا

و اسْتَقْرَعَه :طَلَبَ مِنْه فَحْلاً فَأَقْرَعَهُ إِیّاهُ :أَعْطَاهُ إِیّاه؛ لِیَضْرِبَ أَیْنُقَه (4).

و اسْتَقْرَعَت النّاقَهُ :أَرادَت الفَحْلَ . و فی اللِّسَانِ :

اشْتَهَت الضِّرابَ ،و فی الصّحاح: اسْتَقْرَعَت البَقَرَهُ :أَرادَتالفَحْلَ ،و قال الأُمَوِیُّ :یُقَال للضَّأْنِ :اسْتَوْبَلَتْ ،و للمِعْزَی:

اسْتَدَرَّتْ ،و للبَقَرهِ : اسْتَقْرَعَتْ ،و للکَلبَه:اسْتَحْرَمَتْ .

و اسْتَقْرَعَ الحافِرُ ،أَی حافِرُ الدّابَّهِ : اشْتَدَّ و صَلُبَ .

و اسْتَقْرَعَت الکَرِشُ :ذَهَبَ خَمَلُهَا و هو زِئْبِرُهَا،و رَقَّتْ من شِدَّهِ الحَرِّ،و کذلِکَ اسْتَوْکَعَت.

و الاقْتِراعُ :الاخْتِیَارُ ،قال أَبو عَمْرٍو:و یُقَال: قَرَعْنَاکَ ، و اقْتَرَعْنَاکَ ،و قَرَحْنَاکَ ،و اقْتَرَحْنَاکَ (5)،وَ مَخَزْنَاکَ ،و امْتَخَرْناک، و انْتَضَلْناکَ ،أَی اخْتَرْناکَ .

و الاقْتِرَاعُ : إِیقادُ النّارِ و ثَقْبُها مِن الزَّنْدَهِ .

و الاقْتِراعُ : ضَرْبُ القُرْعَهِ ، کالتَّقارُعِ ،یُقَال: اقْتَرَع القَوْمُ ،و تَقَارَعُوا .

و المُقَارَعَهُ :المُسَاهَمَهُ یُقَالُ : قَارَعْتُه فقَرَعْتُهُ ،إِذا أَصابَتْکَ القُرْعَهُ دُونَه،کما فی الصِّحَاحِ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: المُقَارَعَهُ أَن تَأْخُذَ النّاقَهَ الصَّعْبَهَ فتُرْبِضَهَا للفَحْلِ فیَبْسُرَها ،یُقَال: قَرِّعْ لجَمَلِکَ ،نقله الصّاغَانِیُّ هکَذَا.

و المُقَارَعَهَ : أَنْ یَقْرَعَ الأَبْطَالُ بَعْضُهم بَعْضاً ،أَی یُضَارِبُون بالسُّیُوفِ فی الحَرْبِ .

و یُقَالُ : بِتُّ أَتَقَرَّعُ (6)و أَنْقَرِعُ ،أَی أَتَقَلَّبُ لا أَنَامُ ،فهو مُتَقَرِّعٌ و مُنْقَرِعٌ ،عن الفَرّاءِ،مثل القَرِعِ .

و عُمَر بنُ مُحَمَّدِ بنِ قُرْعَهَ البَغْدَادِیُّ ، بالضَّمِّ ،یُعْرَفُ بابن الدَّلْوِ: مُحَدِّثٌ مُؤَدِّبٌ ،عن أَبِی عُمَرَ بن حَیُّویَهَ ،و عنه ابنُ الحاجبه کذا فی التبْصِیرِ (7).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَرِعَت النَّعَامهُ ،کفَرِحَ :سَقَطَ رِیشُها من الکِبَرِ،فهی قَرْعَاءُ .

و التَّقْرِیعُ :قَصُّ الشَّعَرِ،عن کُراع.

قلتُ :و هو بالزَّایِ أَعْرَفُ .

و فی المَثَلِ : «اسْتَنَّتِ الفِصَالُ حَتَّی القرْعَی » نَقَلَه

ص:367


1- (1) عقب ابن الأثیر علی کلام أبی موسی قال:إن کان من حیث إن الحدیث لم یرو الا بالفاء فیجوز،فان أبا موسی عارف بطرق الروایه. و أما من حیث اللغه فلا یمتنع،فانه یقال:قرع الفحل الناقه اذا ضربها و أقرعته أنا...و مع هذا فقد ذکره الحربی فی غریبه بالقاف.. و کذلک رواه الأزهری فی التهذیب لفظاً و شرحاً.
2- ((*)) بالقاموس:«القوم»بدل:«للقوم».
3- (2) سوره النمل الآیه 72. [1]
4- (3) عن اللسان و [2]بالأصل«أنیقه».
5- (4) بالأصل«و قرصناک و اقترصناک»و المثبت عن التهذیب 236/1«قرع».
6- (5) فی التهذیب:بتّ أ تقرعُ البارحه أی أتقلّبُ .
7- (6) فی المطبوعه الکویتیه«ابن الخاضبه».

الجَوْهَرِیُّ ،و لم یُفَسِّره،و القَرْعَی :جَمْعُ قَرِیعٍ ،أَو قَرِعٍ ، و اسْتَنَّتْ ،أَی سَمِنَتْ ،یُضْرَبُ لِمَنْ تَعَدَّی طَوْرَه،و ادَّعَی ما لیْسَ فیه.

و القَرَعُ مُحَرَّکَهً :الجَرَبُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،قال ابنُ سِیدَه:و أَراه یَعْنِی جَرَبَ الإِبِلِ .

و القُرْعُ ،بالضَّمِّ :الأَکْرَاشُ إِذا ذَهَبَ زِئْبِرُهَا (1).

و قَرَعَ رَاحِلَتَه:ضَرَبَهَا بسَوْطِهِ ،و قولُ الشّاعِرِ:

قَرَعْتُ ظَنَابِیبَ الهَوَی یَوْمَ عاقِلٍ

و یَوْمَ اللِّوَی حَتَّی قَشَرْتُ الهَوَی قَشْراً

قَال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أَی أَذْلَلْتُه،کما تَقْرَعُ ظُنْبُوبَ بَعِیرِک، لِیَتَنوَّخَ لک فتَرْکبَهُ .

و فی الأَساسِ : قَرَعَ ساقَهُ للأَمْرِ:تَجَرَّدَ له،و هو مَجَازٌ.

و فی المَثَل (2): «هو الفَحْلُ لا یُقْرَعُ أَنْفُه» ،أَی:کُفْ ءٌ کَرِیمٌ .

و المُقْرَع ،کمُکْرَمٍ :الفَحْلُ یُعْقَلُ فلا یُتْرَکُ (3)أَنْ یَضْرِبَ الإِبِلَ رَغبَهً عنه.

و قَارَعَ الإِنَاءَ مُقَارَعَهً :اشْتَفَّ ما فِیه،و منْهُ قولُ ابْنِ مُقْبِلٍ -یَصِفُ الخَمْرَ-:

تَمَزَّزْتُهَا صِرْفاً و قَارَعْتُ دَنَّهَا

بعُودِ أَرَاکٍ هَدَّهُ فتَرَنَّمَا

قَارَعْتُ دَنَّها،أَی:نَزَفْتُ ما فِیها حَتَّی قَرِعَ ،فإِذا ضُرِبَ الدَّنُّ بَعْدَ فَرَاغِه بعُودٍ تَرَنَّمَ ،و فی الأَسَاسِ :غاقَرَ [الخمره] (4)حَتَّی قارَعَ دَنَّهَا،أَی:أَنْزَفَهَا؛لأَنَّهُ یَقْرَعُ الدَّنَّ ، فإِذَا طَنَّ عَلِم أَنَّه فَرَغَ ،و هو مَجَازٌ.

و القِرَاعُ :بالکَسْرِ:المُجَالَدَهُ بالسیُوفِ ،قال:

بِهِنَّ فلُولٌ من قِرَاعِ الکَتَائبِ (5)

و الأَقَارِعُ :الشِّدَادُ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی نَصْرٍ:

و القَارِعَهُ :الحُجَّهُ ،علی المَثَلِ ،قال الشّاعِرُ:

و لا رَمَیْتُ علی خَصْمٍ بقَارِعَهٍ

إِلاّ مُنِیتُ بخَصْمٍ فُرَّ لی جَذَعَا

و قَرِعَ ماءُ البِئْرِ،کفَرِحَ :نَفِدَ، فَقَرَع قَعْرَها الدَّلْوُ.

و القَرّاعُ ،کشَدّادٍ:التُّرْسُ ،قال الفَارِسِیُّ :سُمِّیَ به لصَبْرِه علی القَرْعِ ،قال أَبُو قَیْسِ بنُ الأَسْلَتِ :

صَدْقٍ حُسَامٍ وَادِقٍ حَدُّه

و مُجْنَإِ أَسْمَرَ قَرّاعِ

و القَرَّاعَانِ (6):السیْفُ و الحَجَفَهُ ،هذه فی أَمالِی ابنِ بَرِّیّ .

و قَرَعَ التَّیْسُ العَنْزَ،إِذا قَفَطَهَا (7).

و باتَ یُقَرِّعُ تَقْرِیعاً :یَتَقَلَّبُ .

و قَارَعَ بَیْنَهُم، کأَقْرَعَ ،و أَقْرَعَ أَعْلَی.

و القَرُوعُ ،کصَبُورٍ:الشاهُ یَتَقَارَعُونَ عَلیْهَا،نَقَلَه ابنُ سِیدَه.

و القَرِیع ،کأَمِیرٍ:الخِیَارُ عن کُرَاع.

و حِمَارٌ قَرِیعٌ :فارِهٌ مُخْتَارٌ،و یُقَال:هو تَصْحِیفُ فَرِیغٍ ، بالفَاءِ و الغیْنِ المُعْجَمَهِ .

و قَرَعَهُ قَرْعاً :اخْتَارَهُ ،و منه: القَرِیعُ و المَقْرُوعُ للسیِّدِ، نَقَلَه أَبُو عَمْرٍو،و لم یَعْرِفْه ابنُ سِیدَه.

و قال الفارِسِیُّ : قَرَعَ الشَّیْ ءَ قَرْعاً :سَکَّنَهُ .

و قَرَعَهُ :صَرَفَهُ ،قِیلَ :و منه قَوَارِعُ القُرْآنِ ،لأَنَّهَا تَصْرِفُ الفَزَع عَمَّن قَرَأَهَا،و فی الأَسَاسِ :و

16- فی الحَدِیثِ : «شَیَّبَتْنِی قَوَارِعُ القُرْآنِ ». و هو مَجَازٌ.

و قَرَعَه بالحَقِّ :اسْتبْدَلَه،و فی الأَسَاسِ :رَمَاهُ ،و هو مجازٌ.

و قال ابنُ السِّکِّیتِ : قَرَّعَ الرَّجُلُ مکانَ یَدِه تَقْرِیعاً ،إِذا تَرَکَ مَکَانَ یَدِه من المائِدَهِ فارِغاً.و فی الأَساسِ :مکانَ یَدِه

ص:368


1- (1) اللسان:« [1]خملها».
2- (2) فی النهایه:فی حدیث خطبه خدیجه:قال ورقه بن نوفل:هو الفحل...و انظر التهذیب و اللسان. [2]
3- (3) عن اللسان و [3]بالأصل«أی».
4- (4) زیاده عن الأساس.
5- (5) البیت للنابغه الذبیانی،فی دیوانه ص 60 و صدره: و لا عیب فیهم غیر أن سیوفَهُم.
6- (6) عن اللسان و بالأصل«و القرعان».
7- (7) عن التهذیب و اللسان و [4]بالأصل«قطعها».

أَقْرَعَ (1)،و هو مَجَازٌ.

و إِبِلٌ مُقَرَّعَهٌ ،کمُعَظَّمَهٍ ،وُسِمَتْ بالقَرَعَهِ ،مُحَرَّکَهً .

و أَرْضٌ قَرِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :لا تُنْبِتُ شیئاً.

و القَرَعُ ،بالتَّحْرِیکِ :مَوَاضِعُ من الأَرْضِ ذاتِ الکَلَإِ لا نبَاتَ فِیها، کالقَرَعِ فی الرَّأْسِ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «لا تُحْدِثُوا فی القَرَع ،فإِنَّهُ مُصَلَّی الخَافِینَ ». أَی الجِنِّ .

و القُرَیْعَاءُ ،مُصَغَّراً:أَرْضٌ لا یَنبُتُ فِی مَتْنِهَا شَیْ ءٌ،و إِنَّمَا یَنْبُتُ فی حَافَتَیْهَا.

و القُرْعُ ،بالضَّمِّ :غُدْرانٌ فی صَلابَهٍ من الأَرْضِ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعِی الَّذِی تَقَدَّم (2).

و القَرِیعَهُ :عَمُودُ البَیْتِ الذِی یُعْمَدُ بالزِّرِّ،و الزِّرُّ:أَسْفَلُ الرُّمّانَهِ ،و قد قَرَعَه به.

و أَقْرَعَ فِی سِقَائِه:جَمَعَ .عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو:و تَمِیمُ تَقُولُ :خُفَّانِ مُقْرَعَان ،أَی مُنْقَلان (3).و أَقْرَعْتُ نَعْلِی و خُفِّی:إِذا جَعَلْتَ علیهِمَا رُقْعَهً کَثِیفَهً .

و القَرّاعهُ :القَدّاحَهُ تُقْدَح بها النَّارُ.

و المَقْرَعَهُ :مَنْبِتُ القَرْعِ ،کالمَبْطَخَه و المَقْثَأَه.

و یُقَالُ :جاءَ فُلان بالسَّوّءَه القَرْعَاءِ ،و السَّوْءَهِ الصَّلْعَاءِ، أَی المُتَکَشِّفَهِ ،و هو مَجَازٌ.

و الأَقارِعَهُ ،و الأَقَارِعِ :آلٌ الأَقْرَعِینَ ،کالمَهَالِبَه و المَهَالِب.

و الأَقْرَعُ .لَقَبُ الأَشْیَمِ بْنِ مُعَاذِ بنِ سِنَانٍ (4)،سُمِّیَ بذَلِکَ لِبَیْتِ قالَهُ یَهْجُو مُعَاوِیَهَ بنَ قُشَیْرٍ:

مُعَاوِیَ مَنْ یَرْقِیکُمُ إِنْ أَصَابَکُمْ

شَبَاحَیَّهٍ -مِمّا عَدَا القَفْرَ- أَقْرَع (5)

و مُقَارِعٌ ،بالضَّمِّ :اسمٌ .

و یُقَالُ :«فُلانٌ لا یُقْرَعُ له العصَا،و لا یُقَعْقَعُ له بالشِّنَانِّ » أَی:نَبِیهٌ لا یَحْتَاجُ إِلی التَّنْبِیه.

و القُرَیْعَاءُ ،مُصَغَّراً:البَشَرَهُ (6).

و القَاضِی أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدٍ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ قُرَیْعَهَ -کجُهَیْنَهَ - القُرَیْعِیُّ صاحِبُ النَّوَادِرِ،مَشْهُورٌ ببَغْدَادَ.

و قُرَیْعٌ ،کزُبَیْرٍ:بَطْنٌ من بَنِی نُمَیْرٍ،منهُم المُخَبَّلُ القُرَیْعِیُّ (7)الشاعِرُ.

و اخْتُلِفَ فی عَبْدِ اللّه بنِ عِمْرَانَ التَّمِیمِیِّ القُرَیْعِیِّ ، فقِیلَ :بالقَاف و هو الَّذِی ذَکَرَهُ البُخَارِیُّ ،و قِیلَ :بالفَاءِ،و قَدْ تَقَدَّمَ .

قرفع

تَقَرْفَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :

أَی- تَقبَّضَ ،کتَقَرْعَفَ و اقْرَعَفَّ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اقْرُنْفِعَ علیهِ ،مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ ،إِذا أُغْمِیَ علیهِ ثُمَّ أَفاقَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القُرْفُعَهُ ،بالضَّمِّ :الاسْتُ ،عن کُرَاع،و یُقَال:بِتَقْدِیمِ الفَاءِ أَیْضاً،وَ قَدْ تَقَدَّمَ .

قزع

قَزَعَ الظَّبْیُ قُزُوعاً ،کمَنَعَ :أَسْرَع وعَدَا عَدْوًا شَدِیدًا،و کذلک البَعِیرُ و الفَرَسُ .

و یُقَال: قَزَعَ : خَفَّ فی العَدْوِ هَارِباً.

و قال ابنُ عَبَّادٍ: قَزَعَ أَیْضاً،إذا أَبْطَأَ ،أَی سار سَیْراً مَهْلاً: ضِدٌّ.

و القَزَعُ ،مُحَرَّکَهً :قِطَعٌ مِن السَّحَابِ رِقَاقٌ ،کأَنَّهَا ظِلٌّ

ص:369


1- (1) و شاهده فیه قول حاتم: و إنی لأستحی صِحابیَ أن یروا مکان یدی من جانبِ الزادِ أقرعا.
2- (2) یعنی قوله: رعین الحمض حمضَ خناصراتٍ بما فی القُرْع من سبل الغوادی.
3- (3) عن التهذیب 233/1«قرع»و بالأصل«مثقلان».
4- (4) انظر فی نسبه المؤتلف و المختلف للآمدی ص 380 و فی المحکم «الأشتم». [1]
5- (5) ضبطت بکسر القافیه عن اللسان،و [2]فی المحکم: [3]مما غذا القفُر، مرفوع.
6- (6) فی التکمله:و القُرَیعاءُ:البَثْرُ.
7- (7) و اسمه:ربیعه بن عوف بن فتال بن أنف الناقه،و هو جعفر،بن قریع بن عوف بن کعب بن سعد بن زید مناه.انظر جمهره ابن حزم ص 219 و [4]المؤتلف للآمدی ص 177 و المخبل مشهور بالسعدی أکثر.

إِذَا مَرَّتْ مِنْ تَحْتِ السَّحَابَهِ الکَبِیرَهِ الوَاحِدَهُ قَزَعَهٌ بهَاءٍ ،و منه

16- حَدِیثُ الاسْتِسْقَاءِ: «و مَا فِی السَّمَاءِ قَزَعَهٌ ». أَی:قِطْعَهٌ مِن الغَیْمِ ،و قال الشاعِرُ:

مَقانِبُ بعْضُهَا یَبْرِی لِبَعْضٍ

کأَنَّ زُهَاءَها قَزَعُ الظِّلالِ

و قِیل: القَزَعُ :السَّحَابُ المُتَفَرِّقُ ،و ما فِی السَّمَاءِ قَزَعَهٌ ، أَی لَطْخَهُ غَیْمٍ .

1- و فِی کَلامِ علیٍّ رَضِیَ اللّه تَعالَی عنه حین ذَکَر الفِتَنَ (1)فقال: «إِذا کانَ ذلِکَ ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدِّینِ بذَنَبِه،فَیَجْتَمِعُون إِلَیْه کما یَجْتَمِعُ قَزَعُ الخَرِیفِ ». أَی قِطَعُ السَّحَابِ ؛لأَنَّه أَوَّلُ الشِّتَاءِ،و السَّحابُ یَکُونُ فیه مُتَفَرِّقاً غَیْرَ مُتَرَاکِمٍ و لا مُطْبِقٍ ،ثمّ یَجْتَمِعُ بعضُه إِلی بَعْضٍ بَعْدَ ذلِکَ ، قالَ ذُو الرُّمَّهِ یصِفُ ماءً فی فَلاَهٍ :

تَرَی عُصَبَ القَطَا هَمَلاً عَلَیْه

کَأَنَّ رِعَالَهُ قَزَعُ الجَهَامِ

لا فِی الحَدِیثِ ،کما تَوَهَّمِ الجَوْهَرِیُّ قال شیخُنَا:

قُلْت:بل المُتَوَهِّمُ هو ابنُ (2)خالَهِ المُصَنِّفِ ،و إِلاَّ فاللَّفْظُ حَدِیثٌ خَرَّجَه الجماهِیر عن علِیٍّ رضِیَ اللّه عنه،و ذَکَرَهُ ابنُ الأَثِیرِ و غیرُه،و لیس بمَثَلٍ ،کما توهَّمَه المُصَنِّفُ ،و قد أَشارَ إِلی ذلِکَ فی النامُوسِ ،و لکِنَّه لم یَذْکُرْ مَنْ خَرَّجَه و لا صَحابَتَه،و اللّه أَعْلَم.

قلتُ :و هذا مِن شیْخِنَا تَحَامُلٌ مَحْضٌ ،و تَعَصُّبٌ للجَوْهَرِیِّ من غیرِ مَعْنًی،و الصّوابُ ما قَالَهُ المُصَنِّف،فإِنَّ الَّذِی ذَکَرَه أَصْحابُ الغَرِیبِ -کابنِ الأَثِیرِ و غَیْرِه-عَزَوْهُ لسیِّدنا علیّ رضی اللّه عنه،و لم یَعْزُوه إِلی المُصْطَفَی صلّی اللّه علیه و سلّم،و هو من جُمْلَهِ خُطَبِهِ المُخْتَارَهِ ،و کَلامِهِ المَأْثُور الذِی شَرَحَه العَلاّمهُ ابنُ أَبِی الحَدِید فی شَرْحِه علی نَهْجِ البَلاَغَه،و لیس فی کَلاَمِ المُصَنِّفِ ما یَدُلُّ علی أَنَّه مَثَلٌ حَتّی یُوَهَّم،فتَأَمَّل.

و القَزَعُ : صِغَارُ الإِبِلِ ،نقله الجَوهَرِیّ ،و هو مَجازٌ.

و من المَجَاز: القَزَعُ : أَنْ یُحْلَقَ رَأْسُ الصَّبِیِّ ،و یُتْرَکَ (3)مَوَاضِعُ منهُ مُتَفَرِّقَهً غیرَ مَحْلُوقَهٍ ،تَشْبِیهاً بقَزَع السَّحَابِ ، و منه

16- الحَدِیثُ : «نَهَی عَنِ القَزَعِ ». یَعْنِی:أَخْذَ بَعْضِ الشَّعَرِ و تَرْکَ بَعْضِه،و هو مَجازٌ،و قالَ ابنُ الرِّقاعِ :

حَتَّی اسْتَتَمَّ علَیْهَا تامِکٌ سَنِمٌ

و طَارَما انْسَلَت عن جِلْدِها قَزَعَا (4)

و القَزَعُ مِنَ الصُّوفِ :ما یَتَحاتُّ و یَتَنَاتَفُ فِی الرَّبِیعِ فیَسْقُط .

و من المَجَازِ: القَزَعُ : غُثَاءُ الوَادِی ،یُقَالُ :رمَی الوَادِی بالقَزَع ،قالَهُ أَبُو سَعِیدٍ و الزَّمَخْشَرِیُّ .

و من المَجَازِ:الفَحْلُ یَرْمِی بالقَزَعِ ،و هو: لُغَامُ الجَمَلِ و زَبَدُه علی نُخْرَتِه ،قالَهُ أَبو سَعِید و الزَّمَخْشَرِیُّ .

و القَزَعَهَ ، بهاءٍ:وَلَدُ الزِّنَا ،کذا فی النَّوَادِرِ.

و قَزَعَهُ ، بِلا لامٍ :عَلم :جَماعَهٍ من المُحَدِّثِینَ ، ذَکَرَهُم صاحبُ التَّقْرِیب، و یُسَکَّنُ للتَّخْفِیفِ ،حکاهُ ثَعْلَبٌ .

و کُزبَیْرٍ : قُزَیْعُ بنُ فِتْیَانَ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ مُعاوِیَهَ (5)بنِ الغَوْثِ بنِ أَنْمَارِ بنِ إِراشٍ .

و الرُّبَیْعُ بن قُزَیْعٍ ،کزُبَیْرٍ فیهما: التابَعِیُّ ،عن ابْنِ عُمَرَ، و عنه شُعْبَهُ ،و قد تَقَدَّم ذلِکَ للمُصَنِّفِ فی«ر ب ع»و نَسبَه إِلی غَطَفانَ .قلتُ :و ولَدُه قَیْسُ بنُ الرُّبَیْعِ ،حَدَّث أَیْضاً.

و کَبْشٌ أَقْزَعُ ،تَنَاتَفَ صُوفُه فِی أَیّامِ الرَّبِیعِ ،ذَهَب بَعْضٌ وَ بَقِیَ بَعْضٌ ،و کذلِکَ شَاهٌ قَزْعاءُ ،کما فی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :و نَاقَهٌ قَزْعاءُ کذلِک.

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یُقَالُ : ما عِنْدَه قَزَعَهٌ ،مُحَرَّکَهً ،أَی شَیءٌ من الثِّیَابِ ،و کذلِکَ مَا عَلَیْه قِزاعٌ ،ککِتَابٍ :قِطْعَهُ خِرْقَهٍ ،و قد تَقَدَّم أَنَّه صَحَّفَه بَعْضُهُم بالذّالِ المُعْجَمَه.

و القَزِیعَه ، کشَرِیفَهٍ : القُنْزُعَهُ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ (6)،و هی وَاحِدَهُ القَنَازِع ،و سیُذْکَر. و زادَ ابنُ عَبّادٍ:و کذلِکَ القُزَّعَهُ ، مثلُ قُبَّرَهٍ بحَذْفِ إِحْدَی النُّونَیْنِ ،و إِدْغامِها فِی الزّایِ ، و ضَبَطَهُ غیرُه بضَمٍّ فسُکُونٍ ،و مِثْلُه فی اللِّسانِ ،و هی الخُصْلَه من الشَّعرِ تُتْرَکُ علی رَأْسِ الصَّبِیِّ ،و هی

ص:370


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:حین ذکر الفتن،عباره اللسان: [1]حین ذکر یعسوب الدین،فقال:یجتمعون إلخ»و مثله فی التهذیب.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:هو ابن خاله المصنف،لعل الأولی:هو ابن أخت خاله المصنف،یعنی المصنف».
3- ((*)) بالقاموس:«تُترک»بدل:«یُترک».
4- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«قزع».
5- (4) فی جمهره ابن حزم ص 474: [2]معاویه بن زید بن الغوث.
6- (5) الجمهره 6/3.

کالذَّوائِبِ فِی نَوَاحِی الرَّأْسِ ،أَو القَلِیلُ من الشَّعرِ فی وَسَطِ الرَّأْسِ خاصَّهً ،کالقُنْزُعَهِ ،بإِظْهَارِ النُّونِ و یُذْکَر فی «ق ن ز ع» ،لاخْتِلافِهِم فی نُونِه،و هُنَا ذَکَره الجَوْهَرِیُّ و غیرُه من أَئِمَّهِ التَّصْرِیفِ ،و حَکَمُوا علی زِیَادَهِ نُونِه.

و قولُهم: قُلِّدْتُمْ قَلائِدَ قَوْزَعٍ کجَوْهَرٍ،أَو لأُقلِّدَنَّکَ یا هذا قَلائِدَ قَوْزَعٍ ،أَی طُوِّقْتُم أَطْوَاقاً لا تُفَارِقُکُم أَبدًا ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ علی ما فِی العُبَابِ ،و أَنْشَدَ:

قلائدَ قَوْزَعٍ جَرَّتْ (1)عَلَیْکُم

مَواسِمَ مِثْلَ أَطْوَاقِ الحَمَامِ

و قال مَرَّهً :«قلائدَ بَوْزَعٍ »ثم رَجَع إِلی القافِ ،و فی اللِّسَان:قالَ الکُمَیْتُ بنُ مَعْرُوفٍ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ :هو للکُمَیْتِ (2)بنِ ثَعْلَبَهَ الفَقْعَسِیِّ :

أَبَتْ أُمُّ دِینَارٍ فأَصْبَح فَرْجُهَا

حَصَاناً،و قُلِّدْتُمْ قَلائِدَ قَوْزَعَا

خُذُوا العَقْلَ إِنْ أَعْطَاکُمُ العَقْلَ قَوْمُکُمْ

و کُونُوا کمَنْ سَنَّ الهَوَانَ فأَرْبَعَا

و لا تُکْثِرُوا فِیه الضِّجَاجَ فإِنَّه

مَحَا السَّیْفُ ما قَالَ ابنُ دَارَهَ أَجْمَعَا (3)

فَمَهْمَا تَشَأْ منه فَزَارَهُ تُعْطِکْم

و مَهْمَا تَشَأْ منه فَزَارَهُ تَمْنَعَا

و قالَ أَبو تُرابٍ (4)-حِکایهً عن العَرَبِ -: أَقْزَعَ لهُ فِی المَنْطِقِ ،و أَقْذَعَ ،و أَزْهَفَ (5):إِذا تَعَدَّی فی القَوْلِ .

و التَّقْزِیعُ :الحُضْرُ الشَّدِیدُ ،و قال الأَصْمَعِیُّ : قَزَعَ الفَرَسُ یَعْدُو،و مَزَعَ یَعْدُو،إِذا أَحْضَرَ.انْتَهَی.و کأَنَّه شُدِّدَ للمُبَالَغهِ .

و من المجَازِ: التَّقْزِیعُ : تَجْرِیدُ الشَّخْصِ لأَمْرٍ مُعَیَّنٍ ، و کذا: إِرْسَالُ الرَّسُولِ ،شَبَّهُوه بقَزَعِ السَّحَابِ ،أَرادَ أنَّه یَسْعَی بخَبَرِه مُسْرِعاً إِسْراعَ البَرِیدِ. و من المَجَازِ: المُقَزَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :السَّرِیعُ الخَفِیفُ من الأَفْراسِ و الرُّسُلِ ،قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ -رضِیَ اللّه عنه-:

أَآثَرْتَ هِدْماً بَالِیاً و سَوِیَّهً

و جِئْتَ به تَعْدُو بَشِیراً مُقَزَّعَا

و یُرْوَی:«بَرِیداً» و البَشِیرُ المُقَزَّع : الَّذِی جُرِّدَ للبِشَارَهِ و من کُلِّ شیْ ءٍ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ صائدًا:

مُقَزَّعٌ أَطْلَسُ الأَطْمَارِ لَیْسَ لَهُ

إِلاّ الضِّراءَ و إِلاَّ صَیْدَها نَشَبُ

و المُقَزَّعُ مِنَ الخَیْلِ :ما تُنْتَف ناصِیَتُه حتَّی تَرِقَّ ،قالَ الشاعِر:

نَزائعَ للصَّرِیحِ و أَعْوَجِیٍّ

من الجُرْدِ المُقَزَّعَهِ العِجَالِ

و قِیلَ :هو الخَفِیفُ ،کما فِی العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :

الرَّقِیقُ الناصِیَهِ خِلْقَهً ،و قِیلَ :هُوَ المَهْلُوبُ الَّذِی جُزَّ عُرْفُه و نَاصِیَتُه.

و المُقَزَّعُ أَیْضاً: مَنْ لَیْسَ علی رَأْسِه إِلاّ شَعَرَاتٌ مُتَفَرِّقاتٌ تَطَایَرُ فِی الرِّیحِ قالَهُ اللِّیثُ :و أَنْشَدَ قولَ ذِی الرُّمَّهِ السّابِقَ ،و قالَ لَبِیدٌ-رضِیَ اللّه عَنْه-:

أَنا لَبِیدٌ ثُمَّ هذِی المِنْزَعَهْ (6)

یا رُبَّ هَیْجَا هِیَ خَیْرٌ مِن دَعَهْ

أَکُلَّ یَوْمٍ (7)هامَتِی مَقَزَّعَهْ

و قالَ الجَوْهَرِیُّ :رَجُلٌ مُقَزَّعٌ :رَقِیقُ شَعرِ الرَّأْسِ ، مُتَفَرِّقُه.

قالَ : و تَقَزَّعَ الفَرَسُ ،أَی تَهَیَّأَ للرَّکْضِ ،و قَزَّعَه تَقْزِیعاً :

هَیَّأَه لِذلِکَ .

قالَ : و قَزَّعَ رَأْسَهُ تَقْزِیعاً : حَلَقَه. و فِی الصّحاحِ :حَلَقَ شَعرَه و بَقِیَتْ منه بَقَایَا فِی نَوَاحِیهِ ،و هو مَجازٌ،و قد نُهِیَ عن ذلِکَ ؛لِما فیه من تَشْوِیهِ الخِلْقَهِ ،أَو لاِنَّه زِیُّ الشَّیْطَانِ ،أَو شِعارُ الیَهُودِ،أَو غیرُ ذلِکَ ممّا هو مَبْسُوطٌ فِی شُرُوحِ الصَّحِیحَیْنِ .

ص:371


1- (1) عن التکمله و بالأصل«حبرت علیکم».
2- (2) عن اللسان و [1]بالأصل«الکمیت».
3- (3) البیت فی الشعر و الشعراء ص 237 و [2]نسبه للکمیت بن معروف قاله فی ابن داره،مسلم بن مسافع،و داره أمه.
4- (4) فی التهذیب:و قال إسحاق بن الفرج.
5- (5) عن التهذیب،و بالأصل«و أزحف».
6- (6) المنزعه:القوس.
7- (7) فی دیوانه ص 92 فی کل یومٍ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: کُلُّ مَنْ (1)جَرَّدْتَه لِشَیْ ءٍ،و لَمْ تَشْغَلْهُ بغَیْرِه،فقدْ قَزَّعْتَهُ ،و هو مَجازٌ.

و مَقْزُوعٌ :اسْمٌ .

و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

قَزَعُ السَّهْمِ ،بالتَّحْرِیکِ :ما رَق مِنْ رِیشِهِ .

و سَهْمٌ مُقَزَّعٌ :رِیشَ برِیشٍ صِغارٍ.

و القُزْعَهُ ،بالضَّمِّ :خُصْلَهٌ من الشَّعْرِ.

و رَجُلٌ قُزْعَهٌ ،بالضَّمِّ :للصَّغِیرِ الدَّاهِیَهِ ،عامِّیَّه.

و کُلُّ شَیْ ءٍ یَکُونُ قِطَعاً مُتَفَرِّقهً فهو قَزَعٌ ،مُحَرَّکَهً .

و رَجُلٌ مُتَقَزِّعٌ :رقِیقُ شَعرِ الرَّأْسِ ،مُتَفَرِّقُه.

و القَزَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :مَوْضِعُ الشَّعْرِ المُتَقَزِّع من الرَّأْسِ .

و فَرَسٌ مُقَزَّعٌ :شَدِیدُ الخَلْقِ و الأَسْرِ،عن أَبِی عُبَیْدَهَ (2).

و قَوْزَعَ الدِّیکُ قَوْزَعَهً ،إِذا غُلِبَ فهَرَب،أَوْ فَرَّ مِن صاحِبِه،قالَ یَعْقُوبُ :و لا تَقُلْ : قَنْزَعَ ،فإِنَّ (3)الأَصْلَ فیهِ قَزَعَ :إِذَا عَدَا هَارِباً،و نَسَبَهُ الأَصمَعِیُّ للعامَّهِ ،و سَیَأْتِی ذِکْرُه فی«ق ن ز ع»مُفَصَّلاً،و هذا مَحَلُّ ذِکْرِه.

و قَوْزَعٌ ،کجَوْهَرٍ:اسمُ الخِزْیِ و العَارِ،عن ثَعْلَبٍ ،و منه المَثَلُ : «قَلَّدْتُه قَلائِدَ قَوْزَع » و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أَی الفَضَائح.

و قال ابنُ بَرِّیّ : القَوْزَعُ :الحِرْبَاءُ و ذَکَر المَثَلَ ،و قالَ المَیْدَانِیُّ ،فِی مَجْمَعِ الأَمْثَالِ : قَوْزَعٌ :الدّاهِیَهُ و العارُ.

و قُزَیْعَهُ ،کجُهَیْنَه:اسمٌ .

و تَقَزَّعَ السَّحَابُ ،و تَقَشَّعَ ،بمَعْنًی.

و رَجُلٌ مُقَزَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :ذَهَبَ مَالُه و لَمْ یَبْقَ إِلاَّ القَزَع ، و هی صِغارُ الإِبِلِ ،و هو مَجَازٌ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ .

و تَقَزَّعُوا:تَفَرَّقُوا.

قشع

القَشْعُ ،بالفَتْحِ ،و ذِکْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَکٌ ،کما نَبَّهْنَا علیه غَیْرَ مَرَّهٍ : الفَرْوُ الخَلَقُ ،بلُغَهِ قُشَیْرٍ،و نَقَلَه أَبُو زَیْدِعنهم،و به فَسَّرَ ابنُ الأَثِیر

16- حَدِیثَ سَلَمَهَ بنِ الأَکْوَعِ : «فإِذا امْرَأَهٌ علیها قَشْعٌ لها،فأَخَذْتُها،فقَدِمْتُ بها المَدِینَه».

و أَخْرَجَه الهَرَوِیّ عن أَبِی بَکْرٍ: القِطْعَهُ منها بهَاءٍ و الجَمْعُ قُشُوعٌ .

و القَشْعُ : کُنَاسَهُ الحَمّامِ نَقَله ابنُ فارِسٍ عن بَعْضِهِم، و زادَ غَیْرُه:الحَجّام، و یُثَلَّثُ ،عن ابْنِ فارِسٍ الکَسْرُ،و زاد صاحِبُ اللِّسَانِ الفَتْح،و قالَ :و الفَتْحُ أَعْلَی،و أَمّا الضَّمُّ فلم أَرَ مَنْ ذَکَرَه،فلیُنْظَرْ ذلِک (4).

و القَشْعُ ، الأَحْمَقُ ،سُمِّیَ به لأَنَّ عَقْلَه قد تَقَشَّع عنه :

انْکَشَف،و ذَهَبَ ،و بِهِ فُسِّرَ

17- حَدِیثُ أَبِی هُرَیْرَهَ : «لو حَدَّثْتُکُم بکُلِّ ما أَعْلَمُ لَرَمَیْتُمُونِی بالقَشْعِ ». فیمَنْ رواهُ بالفَتْح، و المَعْنَی لَدَعَوْتُمُونِی بالقَشْعِ ،و حَمَّقْتُمُونِی.

و القَشْعَ : رِیشُ النَّعَامِ ،و هو مَأْخُوذٌ من قَوْلِ القُشَیْرِیینَ فِی مَعْنَی القَشْعُ :الفَرْوُ الغَلِیظُ ،قالَ الشّاعِرُ:

جَدُّکَ خَرْجَا عَلَیْهَا قَشْعُ (5)

أَلا تَرَی إِلی قَوْلِ عَنْتَرَه یَصفُ الظَّلِیم:

صَعْلٍ یَعُودُ بذِی العُشَیْرَهِ بَیْضَهُ

کالعَبْدِ ذِی الفَرْوِ الطَّوِیلِ الأَصْلَمِ (6)

و القَشْعُ أَیْضاً: النُّخَامَهُ الَّتِی تُرْمی (7)،یَقْتَلِعُها الإِنْسَانُ من صَدْرِه،و یُخْرِجُهَا بالتَّنَخُّمِ ،و به فُسِّرَ حَدِیثٌ أَبِی هُرَیْرَهَ السّابِقُ ،أَی لبَصَقْتُمْ فِی وَجْهِی اسْتِخْفافاً بِی،و تَکْذِیباً لِقَوْلِی، کالقِشْعَهِ ،بالکَسْرِ ،و هی النُّخَامَهُ ،و قد رُوِیَ الحَدِیثُ بالکَسْرِ أَیْضاً،و فُسِّرَ بالبُزَاقِ .حکاهُ الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ .

و القُشَاعَهُ ، کثُمَامَهِ :بَیْتٌ من جِلْدٍ ،هکَذَا فی النُّسَخِ ، و هو غَلَطٌ ،و الصّوابُ فی العِبَارَهِ :«و بَیْتٌ من جِلْد» ج. قُشُوعٌ ،کما هو نَصُّ اللَّیْثِ ،إِلاّ أَنَّه قالَ :من أَدَمٍ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ علی الصِّحَهِ ،فالقُشَاعَهُ :لُغَهٌ فِی

ص:372


1- (1) التهذیب:کل إنسانٍ .
2- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:«أبی عبید».
3- (3) قوله:فإن إلی هارباً،هذا قول الأزهری کما فی التهذیب.
4- (4) فی اللسان:و [2]القَشْعُ و القَشْعُ و القِشْعُ .
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:جدک إلخ کذا بالأصل و لعل الشطر من المتقارب بحذف فاء فعولن أوله و لم یظهر وجه سیاق بیت عنتره و حرر»و لعلها:جدک خرجاء،ففی اللسان:نعامه خرجاء و ظلیم أخرج بین الخرج..فالأخرج من نعت الظلیم فی لونه.
6- (6) من معلقته،دیوانه ص 21 و بالأصل«یعوذ».
7- (7) علی هامش القاموس عن نسخه أخری«یُرمی بها».

القِشْعَهِ ،بمَعْنَی النُّخَامَهِ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ ،و قد سَقَط الواوَ من نُسَخِ المُصَنِّفِ سَهْوًا من النُّسَّاخِ ،بِدَلِیلِ ما سَیَأْتِی من المَعْطُوفَاتِ علیه،زادَ اللَّیْثُ :و رُبَّمَا اتُّخِذَ من جُلودِ الإِبِل صِوَاناً للمَتَاعِ ،و زادَ الجَوْهَرِی:فإِنْ کَانَ من أَدَمٍ فهُوَ الطِّرَافُ ،و أَنْشَدَ لمُتَمِّمِ بنِ نُوَیْرَه-رَضِیَ اللّه عنه-یَرْثِی أَخاهُ مالِکاً:

و لا بَرَمٍ تُهْدِی النِّسَاءُ لِعِرْسِهِ

إِذَا القَشْعُ من بَرْدِ الشَّتَاءِ تَقَعْقَعَا (1)

زادَ الصاغَانِیُّ :و یُرْوَی:«مِنْ حسِّ الشِّتَاءِ»و ذلِک أَنه إِذا ضَرَبَتْه الرِّیحُ و البَرْدُ تَقَبَّضَ ،فإِذا حُرِّک تَقَعْقَعَت أَثْناؤُه، أَی نَوَاحِیه.

و قال ابنُ المُبَارَکِ : القَشْعُ : النِّطَعُ نفسُه، أَو قِطْعَهٌ من نِطَعٍ خَلَقٍ .

و قِیلَ :هی القِرْبَهُ الیابِسَهُ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخ، و الصَّوابُ :«البالِیَهُ »کما فی العُبَابِ و اللِّسانِ .و جَمْعُ (2)کُلِّ ذلِک قُشُوعٌ .و بکُلٍّ من النِّطَعِ أَو القِطْعَهِ منه،و القِرْبَهِ فُسِّر

14- الحَدِیثُ : «لا أَعْرِفَنَّ أَحْدَکُم یَحْمِلُ قَشْعاً من أَدَمٍ ،فیُنادِی یا مُحَمّدُ،فأَقُولُ :لا أَمْلِکُ لکَ من اللّه شَیْئاً،قد بَلَّغْتُ ».

یَعْنِی نِطَعاً،أَو قِطْعَهً من أَدِیمٍ ،قالَهُ الهَرَوِیُّ فِی الغُلُولِ ، و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:أَرادَ القِرْبَهَ البَالِیَهَ ،و هو إِشارَهٌ إِلی الخِیَانَهِ فی الغَنِیمَهِ ،أَو غَیْرِهَا من الأَعْمَالِ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : القَشْعُ الَّذِی فِی بَیْتِ مُتَمِّمٍ السَّابِقِ هُو الرَّجُلُ المُنْقَشِعُ لَحْمَهُ عنه کِبَرًا ،فالبَرْدُ یُؤْذِیه و یَضُرُّه، و هی بهاءٍ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

لاَ تَجْتَوِی القَشْعَهُ الخَرْقَاءُ مَبْنَاهَا

الناسُ ناسٌ و أَرْضُ اللَّهِ سَوّاهَا

قولُه:مَبْنَاهَا،أَی حَیْثُ تَنْبُتُ (3)القَشْعَهُ ،و الاجْتِوَاءُ:أَن لا یُوَافِقَک المَکَانُ و لا ماؤُه،قالَه رَجُلٌ ماتَ فی البادِیَهِ ، فأَوْصَی أَنْ یُدْفَنَ فِی مَکانِه،و لا یُنْقَل عنه. و القَشْعُ : الحِرْبَاءُ ،قالَ :

و بَلْدَهٍ مُغْبَرَّهِ المَناکِبِ

القَشْعُ فیها أَخْضَرُ الغَبَاغِبِ

و القَشْعُ : السَّحَابُ الذَّاهِبُ المُنْقَشِعُ عن وَجْهِ السَّمَاءِ، و یُکْسَرُ ،و القَطْعَهُ منه قَشْعَهٌ ،و قِشْعَهٌ ،و یَذْکُره المُصنِّفُ قَرِیباً.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: القَشْعُ : الزِّنْبِیلُ (4).

و أَیْضاً: مَا جَمَدَ مِنَ الماءِ رَقِیقاً علی شَیْ ءٍ.

و نَقَلَ الأَزْهَرِیُّ عن بَعْضِ أَهْلِ اللُّغَهِ : القَشْعُ : مَا تَقَلَّفَ من یَابِسِ الطِّین إِذا نَشَّتِ الغُدْرَانُ و جَفَّتْ (5)، و القِطْعَهُ منه قَشْعَهٌ ،و الجَمْعُ : قِشَعٌ ،کبَدْرَهٍ و بِدَرٍ،و به فُسِّرَ حَدِیثُ أَبِی هُرَیْرَهَ السّابِقُ ،فیمن رَوَاهُ بکَسْرِ القافِ و فَتْحِ الشِّینِ ،أَی لَرَمَیْتُمُونِی بالحَجَرِ و المَدَرِ،نَقَلَه ابنُ الأَثِیرِ.

و القَشْعُ أَیْضاً: ما تَقْشَعُ أَی تَقْلَعُ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ بِیَدِکَ من رُسَابَهِ الطِّینِ و غَیْرِهَا، ثُمّ تَرْمِی بِه ،و هُو قَرِیبٌ من الأَوّلِ .

و قِیلَ : القَشْعُ : الجِلْدُ الیابِسُ ج:کعِنَبٍ ،نَقَلَه الأَصْمَعِیُّ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و هو عَلَی غَیْرِ قِیَاسٍ ؛لأَنَّ قِیاسَه قَشْعَهٌ و قِشَعٌ ،مثل:بَدْرَهٍ و بِدَرٍ،إِلاّ أَنَّهُ هکَذَا یُقَال، و به فَسَّرَ الجَوْهَرِیُّ حَدِیثَ أَبِی هُرَیْرَهَ السابقَ ،و المَعْنَی:

لَرَمَیْتُمونِی بالجُلُودِ الیابِسَهِ .و یُحْتَمَلُ أَنْ یُرَادَ بها الدِّرَّهُ أَو السَّوْطُ ،و یُرْوَی الحَدِیثُ أَیضاً بالإِفْرادِ،أَی لرَمَیْتُمُونِی بالجِلْدِ الیابِسِ ،إِنْکَارًا عَلَیَّ ،و تَهَاوُناً بِی،فظَهَر مِمّا تَقَدَّمَ أَنَّ الحَدِیثَ قد فُسِّر علی خَمْسَهِ أَوْجُهٍ ،ذَکَر أَحَدَها الجَوْهَرِیُّ و ذَکَرَ المُصَنِّفُ الأَرْبَعَهَ نَقْلاً عن العُباب و النِّهَایَهِ و غیرِهما،و تَفْصِیلُ ذلِک:فمن رَوَاه بالفَتْح فبمَعْنَی الأَحْمَق،و النُخَامَه،و الجِلْد،و یابِسِ الطِّینِ ،و من رَوَاهُ بالکَسْرِ فبمَعْنَی البُزاقِ ،و من رَواهُ بِکَسْرٍ ففَتْحٍ ،فبمَعْنَی النُّخَامَهِ علی أَنَّهُ جَمْعُ قِشْعَهٍ بالکَسْرِ،أَو الجُلُودِ الیابِسَه، و عِنْدَ التَّأَمُّلِ فِیمَا ذَکَرْنا یَظْهَرُ لک الزِّیادَهُ .

ص:373


1- (1) فی اللسان و [1]الصحاح«و [2]لا برماً»و المثبت موافقاً للتهذیب و الکامل للمبرد 1440/3. [3]
2- (2) عن اللسان و بالأصل«و فی کل ذلک».
3- (3) فی التهذیب:«بُنیت القشعه»و نراها الصواب فالقشعه بیت من أدیم یتخذ من جلود الإبل و هی تبنی،و یؤیده قوله:مبناها،و لم یقل منبتها.
4- (4) بعدها فی القاموس:و [4]ذَکَرُ الضِّباعِ »و فی التکمله:الزبیل و ذکر الضباع.
5- (5) عباره التهذیب:إذا نشت الغدران عنه و رسب فیها طین السیل فجفّ و تشقق.

و قَشَعَ القَوْمَ ،کَمَنَع:فَرَّقَهُم، فأَقْشَعُوا :تَفَرَّقُوا،قال العَبّاسُ بنُ -عَبْدِ المُطَّلِبِ -رَضِیَ اللّه عنه:

نَصَرْنَا رَسُولَ اللّه فی الحَرْبِ تِسْعَهً

و قد فَرَّ مَنْ قَدْ فَرَّ عَنْه فأَقْشَعُوا

نقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو نادِرٌ مثل:کَبَبْتُه فأَکَبَّ ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ .قلتُ :و زاد الزَّوْزَنِیُّ :عَرَضْتُه فأَعْرَضَ ،و تَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ ذلِک،و قال ابنُ جِنِّی:جاءَ هذا مَعْکوساً مُخَالِفاً للمُعْتَادِ،و ذلِک أَنَّک تَجِدُ فیها فَعَلَ مُتَعَدِّیاً و أَفْعَلَ غیرَ مُتَعَدٍّ، و مِثْلُه شَنَقَ البَعِیرَ و أَشْنَقَ هو،و أَجْفَلَ الظَّلِیمُ و جَفَلَتْهُ الرِّیحُ ، و کُلُّ ذلِکَ مَذْکُورٌ فی مَوْضِعِهِ .قلتُ :و قد مَرَّ البَحْثُ فیهِ فی «ک ب ب»فراجِعْه.

و قَشَعَتِ الرِّیحُ السَّحابَ ،أَی کَشَفَتْه ،کما فی الصِّحاحِ ، کأَقْشَعَتْهُ ،کما فی العبابِ ، فأَقْشَعَ السَّحَابُ نَفْسُه، و انْقَشَع ،و تَقَشَّعَ ،أَی انْکَشَفَ ،و شَاهِدُ الأَخِیرِ قولُ رُؤْبَهَ :

و مَثَلُ الدُّنْیَا لِمَنْ تَرَوَّعَا

ضَبابَهٌ لا بُدَّ أَنْ تَقَشَّعا

و فِی المَثَل:

سحابَهُ صَیْفٍ عن قَلِیلٍ تَقَشَّعُ

یُضْرَبُ فی انْقِضاءِ الشَّیْ ءِ بسُرْعَهٍ ،و

16- فی حَدِیثِ الاسْتِسْقَاءِ: « فَتَقَشَّعَ السَّحَابُ ». أَی:تَصَدَّع و أَقْلَع.

و قَشَعَ الناقَهَ :حَلَبَهَا ،نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ .

و یُقَال:هو أَذَلُّ من القَشْعَه ،بالفَتْحِ ،و هی:

الکَشُوثاءُ ،نَقَلَه ابن عَبّادٍ، و به سُمِّیَت العَجُوزُ المُنْقَطِعُ عنها لَحْمُها من الکِبَرِ قَشْعَهً ،و قد سَبَقَ ذلِکَ للمُصَنِّفِ ، و ذَکَرْنا شَاهِدَه،فهوَ تَکْرَارٌ.

و القِشْعَهُ ، بالکَسْرِ و الفَتْح:القِطْعَهُ من السَّحابِ تَبْقَی فی أُفُقِ السَّماءِ بَعْدَ انْقِشَاعِ الغَیْمِ ،أَی انْجِلائه و انْکِشَافِه.

و القَشْعَهُ أَیضاً،بالوَجْهَیْن: القِطْعَهُ من الجِلْدِ الیابِسِ ، جَمْعُ المَکْسُورِ قِشَعٌ ، کعِنَبٍ ،و جَمْعُ المَفْتُوحِ قِشَاعٌ ، کجِبَالٍ .

و الَّذِی یَظْهَرُ من کَلاَمِ الجَوْهَرِیِّ -الَّذِی نَقَلَهُ عن الأَصْمَعِیِّ -أَنَّ القِشَعَ ،کعِنَبٍ :جَمْعُ قَشْعٍ ،بالفَتْحِ ،کما تَقَدَّم،و هو علی غَیْرٍ قِیَاسٍ .و قالَ :هکَذا یُسْتَعْمَلُ ، و مُقْتَضَی کَلامِه أَنَّ غَیْرَه-و لو کان مطابِقاً للقِیَاسِ لکِنَّه غَیْرُ مُسْتَعْمَلٍ -و فی التَّهْذِیب و غَیْرِه:أَنَّ القَشْعَهَ و القَشْعَ بفَتْحِهما جَمْعُهما قُشُعٌ ،فتَأَمَّلْ ذلِک.

و شَاهٌ قَشِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :غَثَّهٌ . نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و القَشِعُ ،ککَتِفٍ :الْیابِسُ قالَ عُکّاشَهُ (1)السَّعْدِیُّ یَصِفُ إِبِلاً:

فَخَیَّمَتْ فی ذَنَبَانٍ مُنْقَفِعْ

و فی رُفُوضِ کَلإٍ غَیْرِ قَشِعْ

و القَشِعُ : الرَّجُلُ لا یَثْبُتُ علی أَمْرٍ.

و یُقَال:أَتَی و ما عَلَیْه قِشَاعٌ ،کَقِزَاعٍ زِنَهً و مَعْنًی ،أَی شَیْ ءٌ من الثِّیَابِ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و عن النَّضْرِ: القُشَاعُ ، کغُرَابٍ :صَوْتُ الضَّبْعِ الأُنْثَی ، هکَذَا هو فی العُبَابِ و اللِّسَانِ .قالَ شَیْخُنَا:و کأَنَّه جَرَی علی رأْی أَنَّ الضَّبْعَ عامٌّ ،و إِلاّ فقد سَبَقَ أَنَّه خاصُّ بالأُنْثَی، فلا یُحْتَاجُ للوَصْفِ به،انتهَی،و قال أَبو مِهْرَاسٍ :

کَأَنَّ نِدَاءَهُنَّ قُشَاعُ ضَبْعٍ

تَفَقَّدُ من فَرَاعِلَهٍ أَکِیلاَ

و قَشِعَ الشَّیْ ءُ. کَسَمِعَ :جَفَّ کاللَّحْمِ الّذِی یُسَمَّی الحُسَاسَ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ.

و کَلأٌ قَشِیعٌ ،کأَمِیرٍ:مُتَفَرِّقٌ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیّ : هُو أَقْشَعُ مِنْهُ ،أَی أَشْرَفُ .

و أَقْشَعُوا :تَفَرَّقُوا. و هذا قَدْ تَقَدَّم للمُصَنِّفِ ،و مَرَّ شاِهِدُه من قَوْلِ العَبّاسِ رَضِیَ اللّه عَنْه،فهو تَکْرَار.

و أَقْشَعُوا عن الماءِ:أَقْلَعُوا ،و هو مَجَازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القُشَاعُ ،بالضَّمِّ :داءٌ یُوْبِسُ (2)الإِنْسَانَ .

و القِشَاعُ ،بالکَسْرِ:رُقْعَهٌ تُوضَعُ علی النِّجَاشِ عندَ خَرْزِ الأَدِیمِ .

و انْقَشَع عنه الشَّیْ ءُ،و تَقَشَّعَ :غَشِیَه ثُمَّ انْجَلَی عَنْه،

ص:374


1- (1) فی التکمله:قال أبو محمد الفقعسی،و یقال عکاشه بن أبی مسعده.
2- (2) فی المحکم: [1]یُویس جلد الإنسان.

کالظَّلامِ عن الصُبْحِ ،و الهَمِّ عن القَلْبِ ،و البَلاءِ عن البِلاد،و هو مَجَازٌ.

و قال شَمِرٌ:یُقَالُ للشَّمَالِ :الجِرْبِیَاءُ،و سَیْهَکٌ ،و قَشْعَهُ ، لقَشْعِهَا السَّحَابَ .

و تَقَشَّعَ القَوْمُ :ذَهَبُوا و افْتَرَقُوا.

و أَقْشَعُوا عن مَجْلِسِهم:ارْتَفَعُوا،و هذِهِ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و القَشْعُ :أَنْ تَیْبَسَ أَطْرَافُ الذُّرَهِ قَبْلَ إِنَاهَا،یُقَالُ :

قَشَعَت الذُّرَهُ تَقْشَعُ قَشْعاً ،هُنَا ذَکَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ و ابنُ القَطّاعِ ،و خالَفَهُم الصّاغَانِیُّ ،فذَکَرَه فِی الفاءِ،و قَلَّدَه المُصَنِّفُ ،فوَهِمَا.

و أَرَاکَهٌ قَشِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :مُلْتَفَّهُ کثِیرَهُ الوَرَقِ ،کما فی اللِّسَان و المُحِیط .

و القُشَاعُ ،بالضَّمِّ :ما یَتَلَوَّی علی الشَّجَرِ،ذَکَرَه الزَّمَخْشَرِیُّ فی الفاءِ،و هذا مَحَلُّ ذِکْرِه،و سَیَأْتِی أَیْضاً فی الغَیْنِ المُعْجَمَهِ مع الفاءِ.

و المِقْشَعُ ،کمِنْبَر:النّاوُوسُ ،یَمَانِیّهٌ .

و القَشْعُ ،بالفَتْحِ :الفَهْمُ ،شَامِیَّهٌ عامِّیَّهٌ ،و قد یَصِحُّ مَعناهَا بضَرْبٍ من المَجَاز.

و القَشْعُ ،بالفَتْحِ ،رِیشٌ مُنْتَشِرٌ.عن ابْنِ عَبّادٍ.

و انْقَشَعُوا عن أَماکِنِهم:جَلَوْا عنها،و هو مَجَازٌ.

و هو یَقْشَعُ بقُشَاعَتِه،أَی یَرْمِی بنُخامَتِه.و هو مَجَازٌ.

و القَاشِعُ :الحُسَاسُ ،و هو سَمَکٌ یُجَفَّف،یأْکلُه أَهلُ البَحْرَیْنِ ،و یُطْعِمُونَه الإِبِلَ و البَقَر و الغَنَم.نقله ابنُ دُرَیْدٍ.

و فُلانٌ لم تَتَقَشَّعْ (1)جَاهِلِیَّتُه.نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجازٌ.

و انْقَشَع اللَّیْلُ :أَدْبَرَ و ذَهَبَ ،قالَ سُوَیْدٌ:

و یُزَجِّیها علی إِبْطَائِها

مُعرَبُ اللَّوْنِ إِذَا اللَّیْلُ انْقَشَعْ (2)

و قِشْعُ بنُ عَقِیلٍ ،بالکَسْرِ:رَجُلٌ من بَنِی تَمِیمٍ ،و هو جَدُّ صَبِیغِ بن عِسْلٍ الَّذِی نَفَاه عُمَرُ-رضِیَ اللّه عَنْه- إِلی البَصْرَهِ .

قصع

القَصْعَهُ :الصَّحْفَهُ أَو الضَّخْمَهُ مِنْهَا تُشْبِعُ العَشَرَهَ ، ج: قَصَعَاتٌ ،مُحَرَّکَهً ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ أَبی نُخَیْلَهَ :

ما زَالَ عَنَّا قَصَعَاتٌ أَرْبَعُ

شَهْرَیْنِ دَأْباً فبَوَادٍ رُجَّعُ

عَبْدَایَ (3)و ابْنَایَ و شَیْخٌ یُرْفَعُ

کما یَقُومُ الجَمَلُ المُطَبَّعُ

و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ فی جُمُوع القَصْعَه علی قِصَعٍ و قِصَاعٍ ، کَعِنَبٍ و جِبَالٍ ،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ فی شاهِدِ الأَخِیر:

و یَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهِم عَلَیْهم

و یَأْکُلُ جارُهُم أُنُفَ القِصَاعِ

و منه أَبُو العَبّاس الفَضْلُ بنُ مُحَمَّد بنِ نَصْرٍ الصّغْدِیُّ (4)القِصَاعِیُّ المُحَدِّثُ کأَنَّه إِلی صَنْعهِ القِصَاعِ ،رَوَی عن مُحَمَّدِ بنِ مَعْبَدٍ (5)،و عنه أَبو سَعْدٍ الإِدْرِیسِیُّ .

و فَاتَهُ :نور بنُ مُحَمَّدٍ القِصَاعِیُّ ،عن إِبْرَاهِیمَ بنِ یُوسُفَ ،رَوَی المُسْتَمْلِی عن رَجُلٍ عنه.

و القُصَیْعَهُ ،کجُهَیْنَهَ ،تَصْغِیرُها و منه فی تَعْلِیمِ آدَمَ الأَسْمَاءَ حَتّی القَصْعَهَ و القُصَیْعَهَ .

و القُصَیْعَهُ (6): قَرْیَتَانِ بمِصْرَ إِحْدَاهمَا بالشَّرْقِیَّهِ من أَعْمَالِ صَهْرَجْت،أَو من أَعْمَالِ فَاقُوس، و الأُخْرَی بالسَّمَنُّودِیَّهِ و الصَّوابُ فِیهِمَا:القُطَیْعَه،بالطاءِ،کما فی قَوَانِینِ ابْنِ الجَیْعَانِ ،و قد صَحَّفَ المُصَنِّفُ .

وَ قَصَعَ ،کمَنَعَ :ابْتَلَعَ جُرَعَ الماءِ أَو الجِرَّهَ ، و قد قَصَعَت النّاقَهُ بجِرَّتِهَا:رَدَّتْهَا إِلی جَوْفِها ،کما فِی الصّحاحِ ، أَو مَضَغَتْهَا،أَو هو بَعْدَ الدَّسْعِ و قَبْلَ المَضْغِ و الدَّسْعُ :أَنْ تَنْزِعَ الجِرَّهِ من کَرِشِها،ثُمَّ القَصْعُ بعدَ

ص:375


1- (1) بالأصل:«و فلان لا یتقشع جاهلیه»و المثبت عن الأساس و شاهده فیها قول القطامی: إذا باطلی لم تقشع جاهلیته عنی و لم یترک الخلان تقوادی.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یزجیها هکذا فی الأصل،و لعله: و قد یزجیها أو نحوه».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«عدای و ابنای».
4- (4) عن اللباب لابن الأثیر و بالأصل«السعدی».
5- (5) عن اللباب و [1]بالأصل«سعد».
6- (6) قیدها یاقوت:القصیعه تصغیر قصعه.

ذلِکَ ،و المَضْغُ و الإِفَاضَهُ أَو هو أَنْ تَمْلأَ بها فاهَا ،و عِبَارَهُ الصّحاح:و قالَ بَعْضُهم:أَی أَخْرَجَتْهَا فمَلأَتْ فاها.

أَو قَصْعُ الجِرَّهِ : شِدَّهُ المَضْغِ ،و ضَمُّ بَعْضِ الأَسْنَانِ علی بَعْضٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ،قال:جَعَلَه من قَصْعِ القَمْلَهِ ،و هو أَنْ تَهْشِمَها (1)و تَقْتُلَها،و الجِرَّهُ :اللُّقْمَهُ التی یُعَلَّلُ بها البَعِیرُ إِلی عَلَفَهِ ،و بکُلِّ ما ذُکِر فُسِّرَ

14- الحَدِیثُ :

«أَنّه صلّی اللّه علیه و سلّم خَطَبَهُم عَلَی رَاحِلَتِه،و إِنَّها لَتَقْصَعُ بجَرَّتِهَا». و قالَ أَبُو سَعَیدٍ الضَّرِیرُ: قَصْعُ النُّاقَهِ الجِرَّهَ :اسْتِقَامَهُ خُرُوجِهَا من الجَوْفِ إِلی الشِّدْقِ غیرَ مُتَقَطِّعَهٍ (2)و لا نَزْرَه،و متَابَعَهُ بَعْضِها بَعْضاً،و إِنَّمَا تَفْعَلُ النّاقَهُ ذلِکَ إِذا کَانَتْ مُطْمَئِنَّهً سَاکِنَهً لا تَسِیرُ،فإِذَا خَافَت شَیْئاً قَطَعَت الجِرَّهَ و لم تُخْرِجْهَا،قالَ :

و أَصْلُ هذا من تَقْصِیع الیَرْبُوعِ التُّرَابَ (3)،فجَعَلَ هذِهِ الجِرَّهَ إِذا دَسَعَتْ بها النَّاقَهُ بمَنْزِلَهِ التُّرَابِ الَّذِی یُخْرِجُه الیَرْبُوعُ من قَاصِعائِه .

و قَصَعَ البَیْتَ قَصْعاً : لَزِمَهُ و لَمْ یَبْرَحْه.

و یُقَال: قَصَعَ الماءُ عَطَشَه :أَذْهَبَه و سَکَّنَهُ ،کما فی الصّحاحِ ،و هو مَجَازٌ،و أَنْشَدَ لذِی الرُّمَّهِ :

فانْصاعَتِ الحُقْبُ لم تَقْصَعْ صَرَائِرَها

و قد نَشَحْنَ فَلا رِیٌّ و لا هِیمُ

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للعَجَّاجِ :

حَتَّی إِذا ما بَلَّتِ الأَغْمَارَا

رِیًّا و لَمَّا تَقْصَعِ الأَصْرارَا

کقَصَّعَهُ تَقْصِیعاً ، فِیهِمَا ،قالَ ابنُ الرُّقَیَّاتِ فی الأَوّلِ :

إِنِّی لأُخْلِی لها الفِرَاشَ إِذَا

قَصَّعَ فی حِضْنِ عِرْسِهِ الفَرِقُ

و قَصَعَ الجُرْحُ بالدَّمِ قَصَعاً : شَرِقَ به عن ابن دُرَیْدٍ، و لکنّه شَدّد قَصّع ،و زادَ غیرُه: و امْتَلَأَ.

و قَصَعَ القَمْلَهَ بینَ الظُّفْرَیْن (4): قَتَلَهَا و

16- فِی الحَدِیثِ :

«نَهَی أَنْ تُقْصَعَ القَمْلَهُ بالنَّواهِ ». و إِنّمَا خُصَّتِ النَّواهُ لأَنَّهُمکانُوا یَأْکُلُونَه عند الضَّرُورَه،أَو لِفَضْلِ النَّخْلَه.

و قَصَعَ فُلاناً یَقْصَعُه قَصْعاً : صَغَّرَهُ و حَقَّرَه ،و کذلِک:

قَمَعَه قَمْعاً.

و قَصَعَ اللَّهُ شَبَابَهُ :أَکْدَاهُ ،و هو مَجازٌ،أَصابَهُ بشَدَائِدِ الدَّهْرِ،و فِی بَعْضِ النُّسَخِ :«أَقْمَأَه»أَی أَذَلَّه،و هُمَا مُتَقَارِبانِ .

و قَصَعَ الغُلامَ ،أَو قَصَعَ هَامَتَهُ :ضَرَبَه أَو ضَرَبَهَا ببُسْطِ کَفِّه علی رَأْسِه.قِیل:و الَّذِی یُفْعَلُ به ذلِکَ لا یَشِبُّ و لا یَزْدَادُ.

و غُلامٌ مَقْصُوعٌ ،و قَصِیعٌ ،و قَصِعٌ ،الأَخِیرُ ککَتِفٍ : کَادِی الشَّبَابِ قَمِئٌ ،لا یَشِبُّ و لا یَزْدادُ،و یُقَالُ للصَّبِیِّ إِذا کانَ بَطِئَ الشَّبَابِ : قَصِیعٌ ، (5)یُرِیدُونَ أَنَّه مُرَدَّدُ الخَلْقِ بَعْضُه إِلی بَعْضٍ ،فلیس یَطُولُ ، و هی قَصِیعَهٌ بِهَاءٍ ،عن کُرَاعِ .

و قد قَصُعَ ،ککَرُمَ و فَرِحَ ، قَصَاعَهً و قَصَعاً ،مُحَرَّکهً ،فیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّب،و کذا مع قولِه: قَصِیعٌ و قَصِعٌ ،و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ علی قَصُعَ ککَرُمَ ،فهو قَصِیعٌ .

و القُصْعَهُ ،بالضَّمِّ .غُلْفَهُ الصّبِیِّ إِذا اتَّسَعَتْ حَتَّی تَخْرُجَ حَشَفَتُه،ج : قُصَعٌ ، کصُرَدٍ.

و القُصْعَهُ أَیْضاً ،أَی بالضَّمِّ ، و القُصَعَهُ ،و القُصَعَاءُ ، و القُصَیْعَاءُ،و القُصَاعَهُ ،و القَاصِعاءُ ، کهُمَزهٍ و هذِه عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، و ثُؤَبَاءَ،و حُمَیْرَاءَ،و ثُمَامَهٍ ،و نَافِقَاءَ ،و الأَشْهَرُ الثانِیَهُ و الأَخِیرَهُ ،و علیهما اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ : جُحْرٌ للیَرْبُوعِ یَحْفِرُه و یَدْخُلُه فإِذا فَزِعَ و دَخَلَ فِیه،سَدَّ فَمَه؛لَئِلاّ یَدْخُلَ علیه حَیَّهٌ أَو دابَّهٌ ،و قِیلَ :هی بابُ جُحْرِه یَنْقُبُهُ بعدَ الدَّامّاءِ فِی مَوَاضِعَ أُخَر،و قیل:فَمُ جُحْرِه أَوَّلَ ما یَبْتَدِیءُ فِی حَفْرِه،و مَأْخَذُه من القَصْعِ ،و هو ضَمُّ الشَّیْ ءِ عَلی (6)الشَّیْ ءِ،و قیلَ : قاصِعَاؤُه :تُرَابٌ یَسُدُّ به بابَ الجُحْرِ، ج: قَوَاصِعُ . قال الجَوْهَرِیُّ : شَبَّهُوا فاعِلاءَ بفَاعِلَهٍ و جَعَلُوا أَلِفَیَ التَّأْنیثِ بمَنْزِلَهِ الهاءِ،انْتَهَی. و تَقْصِیعُهُ :إِخراجُه تُرَابَ قاصِعائِه ،قالَهُ أَبو سَعِیدٍ.

و قال ابنُ شُمَیْلٍ : قَصَّعَ الزَّرْعُ تَقْصِیعاً :خَرَج من الأَرْضِ ،فإِذا صارَ له شُعَبٌ قِیلَ :شَعَّبَ .

ص:376


1- (1) عن التهذیب و الصحاح و [1]اللسان و [2]بالأصل«تحشمها».
2- (2) بالأصل«مققطع»و المثبت عن اللسان،و [3]فی التهذیب:منقطه.
3- (3) فی اللسان و التهذیب:تقصیع الیربوع و هو إخراجه تراب جحره و قاصعائه.
4- (4) فی القاموس:و القمله بالظُّفُرِ:قتلها.
5- (5) فی اللسان:قصیع.
6- (6) فی التهذیب:إلی الشیء.

و قالَ غَیْرُه: قَصَّعَ أَوَّلُ القَوْم مِنْ نَقْبِ الجَبَلِ :إِذا طَلَعُوا.

و من المَجَاز: قَصَّعَ فی ثَوْبِهِ :تَلَفَّفَ ،و فی الأَسَاسِ :

تَدَثَّر.

و یُقَالُ : سَیْفٌ مُقَصَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :قَطّاعٌ ،قال الصّاغَانِیُّ :و فیه نَظَر،و هو فی العُبَابِ و اللِّسَانِ و التَّکْمِلَهِ و سائِرِ أُمَّهَاتِ اللُّغَه: مِقْصَعٌ ،کمِنْبَرٍ،و زاد صاحِبُ اللِّسَانِ :

و مِقْصَلٌ کذلِک،ففی ضَبْطِ المُصَنِّفِ إِیّاه نَظَرٌ ظاهِرٌ،و کأَنَّه مقلوبُ مِصْقَعٍ ،کمِنْبَر أَیضاً،فتأَمَّلْ .

و تَقَصَّع الدُّمَّلُ بالصَّدِیدِ:امْتَلأَ مِنْه ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قالَ ابن دُرَیْدٍ: القَصَنْصَعُ ،کسَمَنْدَلٍ :القَصِیرُ المُتَداخِلُ الخَلْقِ .و جَعَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ تَرْکِیباً مُسْتَقِلاًّ.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القَصِیعُ ،کأَمِیرٍ:الرَّحَی،نَقَلَه أَبُو سَعِیدٍ.

و قَصَعَت الرَّحَی الحَبَّ قَصْعاً :فَضَخَتْهُ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجَازٌ.

و القَصْعُ :دَلْکُ الشَّیْ ءِ بالظُّفْرِ،و کذلِکَ المَصْعُ ، بالمِیمِ .

و قَصَّعَ الدُّمَّلُ بالتَّشْدِیدِ، کتَقَصَّعَ .

و قَصَّعَتِ النَّاقَهُ بجِرَّتِهَا:مثلُ قَصَعَتْ .

و قَصَّعَ الضَّبُّ تَقْصِیعاً :سَدَّ بابَ جُحْرِهِ ،و قِیلَ :کُلُّ سادٍّ مُقَصِّعٌ ،و منه تَقَصَّعَ البَیْتَ :لَزِمَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَال: قَصَّعَ الضَّبُّ :دَخَلَ فی قاصِعائِه ،و اسْتَعَارَه بعضُهُم للشَّیْطَانِ ،فقال:

إِذا الشَّیْطَانُ قَصَّع فی قَفَاهَا

تَنَفَّقْنَاه بالحَبْلِ التُّؤَامِ

قولُه:تَنَفَّقْنَاه،أَی اسْتَخْرَجْنَاه،کاسْتِخْرَاجِ الضَّبِّ من نَافِقائِه.

و فی الأَسَاسِ : قَصَّعَ الشَّیْطانُ فی قَفَاهُ ،إِذا ساءَ خُلُقُه [و غضبَ ] (1).و أَمّا قولُ الفَرَزْدَقِ یَهْجُو جَرِیراً:

و إِذا أَخَذْتُ بقاصِعائِکَ لَمْ تَجِدْ

أَحَدًا یُعِینُکَ غَیْرَ من یَتَقَصَّعُ

فمَعْنَاه:إِنَّمَا أَنْتَ فی ضَعْفِکَ إِذا قَصَدْتُ لکَ ،کبَنِی یَرْبُوعٍ ،لا یُعِینُکَ إِلاّ ضَعِیفٌ مِثْلُک.و إِنَّمَا شَبَّهَهُم بهذا لأَنَّه عَنَی جَرِیراً،و هو مِنْ بَنِی یَرْبُوع.

و قَصَعَهُ قَصْعَهً :دَفَعَه و کَسَرَه.

و الأَقْصَعُ من الصِّبْیَانِ :القَصِیرُ القُلْفَهِ ،الَّذِی یکونُ طَرَفُ کَمَرَتِه بَادِیاً،و منه

16- حَدِیثُ الزِّبْرِقانِ بنِ بَدْرٍ: «أَبْغَضُ صِبْیَانِنا إِلَیْنَا الأُقَیْصِعُ الکَمَرَهِ ».

و قَوْلُ ذِی الِخرَقِ الطُّهَوِیِّ :

فیَسْتَخْرِجُ الیَرْبُوعَ من نَافِقَائِه

و من جُحْرِه ذُو الشَّیْخَهِ الیَتَقَصَّعُ

قالَ الأَخْفَشُ :أَرادَ الَّذِی یَتَقَصَّعُ فیه،و قالَ ابنُ السَّرَّاجِ :لمّا احْتَاجَ إِلی رَفْعِ القَافِیَهِ قَلَبَ الاسْمَ فِعْلاً،و هو من أَقْبَح ضَرُورات الشِّعْرِ.

و القَصّاع ،کَشدّادٍ:من یَصْنَع القِصَاعَ .

قضع

القُضَاعَهُ بالضَّمِّ :اسمُ کَلْبَه الماءِ ،کذا فی الصّحاح و التَّهْذِیبِ ،زاد الجَوْهَرِیُّ :و لم یَعْرِفْهُ أَبُو الغَوْثِ .

و فی المُحْکم: قُضَاعَهُ :کَلْبُ الماءِ.

و القُضَاعَهُ : غُبَارُ الدَّقِیق.و أَیْضاً: ما یَتَحَتَّتُ من أَصْلِ الحائِطِ ،کالقُضاعِ فِیهِمَا ،بالضَّمِّ أَیضاً،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القُضَاعَهُ : الفَهْدُ،و به لُقِّبَ عَمْرُو بنُ مالِک بنٍ مُرَّه بنِ زَیْدِ بنِ مالِکِ بْنِ حِمْیَرَ بنِ سَبَإِ: قُضاعَهَ و هو أَبُو حَیٍّ بالیَمَنِ ،و تَزْعُم نُسَّابُ مُضَرَ أَنَّه قُضَاعَهُ بنُ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ .و الصّوَابُ هو الأَوَّلُ (2)،کما فی العُبَابِ .و قال ابنُ ماکُولا:هو الأَکْثَرُ و الأَصَحُّ ،و فی المُقَدِّمَهِ الفَاضِلِیَّهِ :و أَکْثَرُ العُلَمَاءِ علی أَنَّه قُضَاعَهُ بنُ مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ ،و أَنَّ مالِکَ بْنَ مُرَّهَ زَوْجُ أُمِّه،فنُسِبَ [إِلی] زَوْجِ أُمِّه،عادَهٌ عند العَرَبِ مَعْرُوفهٌ بَیْنَهُم.انتهی.

ص:377


1- (1) زیاده عن الأساس.
2- (2) اختلفوا فی اسمه و نسبه انظر مختلف الأقوال فی جمهره ابن حزم ص 440. [1]

و قال أَبُو جَعْفَرِ بنُ حَبِیب النَّسّابَهُ :لم تَزَلْ قُضَاعَهُ فی الجاهِلِیَّهِ و الإِسْلام تُعْرَفُ بمَعَدٍّ،حَتّی کانَت الفِتْنَهُ بالشّامِ بینَ کَلْبٍ و قَیْسِ عَیْلانَ أَیّامَ مَرْوَانَ بنِ الحَکَمِ ،فمالَ کَلْبٌ یَوْمَئذٍ إِلی الیَمَنِ ،و انْتَمَتْ إِلی حِمْیَر اسْتِظْهَاراً مِنْهُم بِهم إِلی قَیْسٍ ،و ذَکَرَ ابنُ الأَثِیرِ فی الأَنْسَابِ هذا الاخْتِلافَ ،ثم قالَ :و لِهذَا قالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلاّمٍ البَصْرِیُّ النَّسّابَهُ لَمّا سُئلَ :أَ نِزارٌ أَکثرُ أَم الیَمَن ؟فقالَ :إِنْ تَمَعْدَدَتْ قُضَاعَهُ فنِزَارٌ أَکثَرُ،و إِنْ تَیَمَّنَتْ فالیَمَنُ . أَو لُقِّبَ به لانْقِضاعِهِ عن قَوْمِهِ مع أُمِّه،و هو انْقِطَاعُه عنهم.و إِخْوَتُه لاِمُّه بنُو مَعَدِّ بنِ عَدْنَانَ ، أَو من قَضَعَهُ ،کمَنَعَ :قَهَرَه ،قالَهُ الخَلِیل.و کانُوا أَشَدَّ (1)الکَلْبِیِّین فی الحُرُوبِ .

مِنْهُم القاضِی أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنِ سَلامَهَ بنِ جَعْفَرٍ القُضاعِیُّ ،صاحبُ کِتابِ الشِّهَابِ ،و سَمِیُّه أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ یُوسُفَ بنِ عَبْدِ السَّلامِ القُضاعِیُّ ،صاحبُ «المُخْتَارِ فی الخِطَطِ و الآثَارِ»تُوُفّیَ سنه أَرْبَعِمَائهٍ و أَرْبَعَهٍ و خَمْسِین.

و القَضْعُ ،بالفَتْحِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ، و القُضَاعُ ،بالضَّمِّ ، عن اللِّحْیَانِیِّ ، و کذلِکَ التَّقْضِیعُ :وَجَعٌ فِی بَطْنِ الإِنْسَانِ .

و التَّقْضِیعُ : تَقْطِیعٌ فیه و داءٌ.

و انْقَضَعَ عَنْه:بَعُدَ.

و تَقَضَّعَ الشَّیْ ءُ: تَقَطَّعَ .

و انْقَضَعَ ،و تَقَضَّعَ : تَفَرَّقَ ،و قالَ ابنُ فارِسٍ :

الانْقِضَاعُ و التَّقَضُّع ،من باب الإِبْدَالِ ،أَی من الانْقِطَاعِ و التَّقَطُّعِ .

قطع

قَطَعَه ،کمَنَعَه، قَطْعاً ،و مَقْطَعاً ،کمَقْعَدٍ، و تِقِطّاعاً ،بکَسْرَتَیْنِ مُشَدَّدَهَ الطّاءِ ،و کَذلِکَ التِّنِبّالُ و التِّنِقّامُ ، و التِّمِلاّقُ ،هذِه المَصَادِرُ کُلُّهَا جاءَتْ علی تِفِعّالٍ ،کَمَا فی العُبابِ .و فاتَه قَطِیعَهً و قُطُوعاً ،بالضَّمِّ ،و من الأَخِیرِ قَوْلُ الشّاعِرِ:

فما بَرِحَتْ حَتَّی اسْتَبانَ سقابُهَا

قُطُوعاً لِمَحْبُوکٍ مِنَ اللِّیفِ حادِرِ (2)

: أَبَانَهُ من بَعْضِه فَصْلاً،و قالَ الرّاغِبُ : القَطْعُ قد یکونُ مُدْرَکاً بالبَصَرِ، کقَطْعِ اللَّحْمِ و نحوِه،و قد یکونُ مُدْرَکاً بالبَصِیرَهِ ، کقَطْعِ السَّبِیلِ ،و ذلک (3)علی وَجْهَیْنِ :أَحَدُهُمَا یُرَادُ به السَّیْرُ و السُّلُوکُ ،و الثّانِی یُرَادُ بهِ الغَصْبُ من المارَّهِ و السّالِکِینَ ،کقَوْلهِ تَعَالَی: إِنَّکُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَ تَقْطَعُونَ السَّبِیلَ (4)سُمِّیَ قَطْعَ الطّرِیقِ ،لأَنَّه یُؤَدِّی إلی انْقِطَاعِ النّاسِ عن الطَّرِیقِ (5)،و سَیَأْتِی.

و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَ النَّهْرَ قَطْعاً و قُطُوعاً بالضمِّ : عَبَرَهُ :

کما فی الصّحاح،و اقْتَصَرَ علَی الأَخِیرِ من المَصَادِرِ أَو شَقَّهُ و جازَهُ ،و الفَرْقُ بین العُبُورِ و الشَّقِّ :أَنَّ الأَوّلَ یَکُونُ بالسَّفِینَهِ و نَحْوِهَا،و أَمّا الثّانِی فبالسَّبْحِ فیه و العَّوْمِ .

و قَطَعَ فُلاناً بالقَطِیعِ ،کأَمِیرٍ-السَّوْطِ أَو القَضِیبِ ،کَمَا سَیَأْتِی-: ضَرَبَهُ به ،حَکاهُ الفَارِسیُّ قالَ :کما یُقَالُ :

سُطْتُه بالسَّوْطِ .

و من المَجَازِ: قَطَعَ خَصْمَهُ بالحُجَّهِ ،و فی الأَساسِ بالمُحَاجَّهِ (6):غَلَبَه و بَکَّتَه فَلَمْ یُجِبْ ، کَأَقْطَعَهُ و یُقَالُ : أَقْطَعَ الرَّجُلُ أَیْضاً،إِذا بَکَّتُوه،کما سَیَأْتِی.

و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَ لِسَانَهُ قَطْعاً : أَسْکَتَه بإِحْسانِه إِلَیْهِ ، و منه

14- الحَدِیثُ : « اقْطَعُوا عَنِّی لِسَانَه». قالَهُ للسّائِلِ .أَی:

أَرْضُوهُ حَتَّی یَسْکُتَ .و

1,14- قالَ أَیْضاً لِبِلالٍ : « اقْطَعْ لِسَانَه»أَی العَبّاسِ بنِ مِرْداسٍ ،فکَسَاهُ حُلَّتَه،و قِیلَ :أَعْطَاهُ أَرْبَعِینَ دِرْهَماً،و أَمَرَ علِیًّا-رَضِیَ اللّه عَنهُ -فی الکَذّابِ الحِرْمَازِیِّ بمِثْلِ ذلِکَ . و قالَ الخَطّابِیُّ :یُشْبِهُ أَنْ یَکُونَ هذا مِمّنْ لَهُ حَقٌّ فِی بَیْتِ المالِ ،کَابْنِ السَّبِیلِ .و غَیْره، فتَعَرَّضَ لَهُ بالشِّعْرِ،فأَعْطَاهُ بحَقِّهِ ،أَو لحاجَتِه لا لشِعْرِهِ .

و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَ ماءُ الرَّکِیَّهِ قُطُوعاً ،بالضَّمِّ ، و قِطَاعاً ،بالفَتحِ و الکَسْرِ:ذَهَبَ ،و قَلَّ ، کانْقَطَعَ ،و أَقْطَعَ ، الأَخِیرُ عن ابنِ الأَعْرَابِیّ .

ص:378


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و کانوا أَشد الکلبیین عباره اللسان: أشداء کلبین و لیحرر»و مثله فی التهذیب«قضع»173/1.
2- (2) و یروی: فما رویت حتی استبان سُقاتها.
3- (3) عباره المفردات: [1]القطع فصل الشیء مدرکاً بالبصر کالأجسام أو مدرکاً بالبصیره کالأشیاء المعقوله فمن ذلک قطع الأعضاء...و قطع الطریق یقال علی وجهین....
4- (4) سوره العنکبوت الآیه 29. [2]
5- (5) عباره المفردات:و [3]إنما سمی ذلک قطع الطریق لأنه یؤدی إلی انقطاع الناس عن الطریق.
6- (6) فی الأساس:فی المحاجه.

و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَت الطَّیْرُ قُطُوعاً ،بالضَّمِّ ، و قَطَاعاً ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الفَتْحِ (1):

خَرَجَتْ مِنْ بِلادِ البَرْدِ إِلَی بِلادِ الحَرِّ،فهِیَ قَوَاطِعُ :

ذَوَاهِبُ ،أَوْ رَوَاجِعُ ،کما فی الصّحاحِ ،قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :

کان ذلِکَ عِنْدَ قِطَاعِ الطَّیْرِ،و قِطَاعِ الماءِ،و بَعْضُهم یَقُول:

قُطُوع الطَّیْرِ،و قُطُوع الماءِ،و قَطَاعُ الطَّیْرِ:أَنْ یَجِیءَ مِنْ بَلَدٍ إِلی بَلَدٍ،و قَطَاعُ الماءِ:أَنْ یَنْقَطِعَ ،و قالَ أَبُو زَیْدٍ: قَطَعَتِ الغِرْبَانُ إِلَیْنَا فی الشِّتَاءِ قُطُوعاً ،و رَجَعَتْ فی الصَّیْفِ رُجُوعاً.و الطَّیْرُ الَّتِی تُقِیمُ ببَلَدٍ شِتَاءَهَا و صَیْفَهَا هی:

الأَوابِدُ.

و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَ رَحِمَهُ یَقْطَعُهَا قَطْعاً ،بالفَتْحِ و قَطِیعَهً ،کسَفِینَهٍ ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الأَخِیرِ، فهُوَ رَجُلٌ قُطَعٌ ،کصُرَدٍ،و هُمَزَهٍ :هَجَرَهَا و عَقَّها و لَمْ یَصِلْهَا، و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «مَنْ زَوَّجَ کَرِیمَهً مِنْ فاسِقٍ فقَدْ قَطَعَ رَحِمَهَا».

و ذلِکَ أَنَّ الفاسِقَ یُطَلِّقُها،ثُمَّ لا یُبَالِی أَنْ یُضاجِعَها،فیَکُونُ وَلَدُه مِنْهَا لِغَیْر رِشْدَهٍ ،فَذلکَ قَطْعُ الرَّحِمِ ،و

16- فی حَدِیثِ صِلَهِ الرَّحِمِ : «هذا مَقَامُ العائِذِ بِکَ من القَطِیعَهِ ». فَعِیلَهُ مِنَ القَطْعِ ،و هُوَ الصَّدُّ و الهِجْرَانُ ،و یُرِیدُ به تَرْکَ البِرِّ و الإِحْسَانِ إِلَی الأَقَارِبِ و الأَهْلِ ،و هی ضِدُّ صِلَهِ الرَّحَمِ ،و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «الرَّحِمُ شُجْنَهٌ [من اللّه] (2)مُعَلَّقَهٌ بالعَرْشِ ،تَقُولُ :

[اللهُمَّ ] 2صِلْ مَنْ وَصَلَنِی،و اقْطَعْ مَنْ قَطَعَنِی ». وَ بَیْنَهُمَا رَحِمٌ قَطْعاءُ :إِذا لَمْ تُوصَلْ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و من المَجَازِ: قَطَعَ فُلانٌ بالحَبْلِ (3)،إِذا اخْتَنَقَ بهِ ، و فی بَعْضِ النُّسَخِ :و قَطَعَ فُلانٌ الحَبْلَ :اخْتَنَقَ ،و هُوَ نَصُّ العَیْنِ بعَیْنهِ ،قالَ : و مِنْهُ قولُه تَعَالَی : فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّماءِ ثُمَّ لْیَقْطَعْ (4)أَیْ لِیَخْتَنِقْ ،لاِنَّ المُخْتَنِقَ یَمُدُّ السَّبَبَ إِلَی السَّقْفِ ،ثُمَّ یَقْطَعُ نَفْسَهُ من الأَرْضِ حَتّی یَخْتَنِقَ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا یَحْتَاجُ إِلی شَرْح یَزِیدُ فی إِیضاحِهِ ، و المَعْنَی-و اللّه أَعْلَمُ -:مَنْ ظَنَّ أَنَّ اللّه تَعَالَی لا یَنْصُرُ نَبِیَّهُ فَلْیَشُدَّ حَبْلاً فی سَقْفِه،و هُوَ السَّمَاءُ،ثُمَّ لِیَمُدَّ الحَبْلَ مَشْدُودًا فی عُنُقِه مَدًّا شَدِیدًا یُوَتِّرُهُ حَتَّی یَنْقَطِعَ (5)،فیَمُوتَ مُخْتَنِقاً،و قالَ الفَرّاءُ:أَرادَ لِیَجْعَلْ فی سماءِ بَیْتِه حَبْلاً،ثُمَّ لیَخْتَنِقْ بهِ ،فذلِکَ قولُه: «ثُمَّ لْیَقْطَعْ » اخْتِنَاقاً،و فی قِرَاءَهِ عَبْدِ اللّه: «ثُمّ لِیَقْطَعْهُ » یَعْنِی السَّبَبَ ،و هُوَ الحَبْلُ ،و قِیلَ :

مَعْناه:لِیَمُدَّ الحَبْلَ المَشْدُودَ فِی عُنُقِه حَتّی یَنْقَطِعَ نَفَسُهُ ، فیَمُوتَ .

و مِنَ المَجَازِ: قَطَعَ الحَوْضَ قَطْعاً : مَلَأَهُ إِلَی نِصْفِه،ثُمَّ قَطَعَ عنهُ الماءَ ،و مِنْهُ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ یَذْکُرُ الإِبِلَ :

قَطَعْنا لَهُنَّ الحَوْضَ فَابْتَلَّ شَطْرُهُ

بشُرْبٍ غِشاشٍ ،و هْوَ ظَمْآنُ سائِرُهْ (6)

:أَی باقِیه.

و من المَجَازِ: قَطَعَ عُنُقَ دابَّتِه ،أَی: باعَهَا. قالَه أَبُو سَعِیدٍ،و أَنْشَدَ لأَعْرابِیٍّ تَزَوَّجَ امْرَأَهً ،و ساقَ إِلَیْها مَهْرَهَا إِبِلاً:

أَقُولُ و العَیْسَاءُ تَمْشِی و الفُصُلْ

فِی جِلَّهٍ مِنْهَا عَرَامِیسٌ عُطُلْ

قَطَّعَتِ (7)الأَحْرَاحُ أَعْنَاقَ الإِبِلْ

و فی العُبَابِ : قَطَعْتُ بالأَحْراحِ »یَقُولُ :اشْتَرَیْتُ الأَحْرَاحَ بإِبِلِی.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: قَطَعَنِی الثَّوْبُ :کفَانِی لِتَقْطِیعِی قالَ الأَزْهَرِیُّ : کقَطَّعَنِی،و أَقْطَعَنِی ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علَی الأَخِیرِ،یُقَال:هذا ثَوْبٌ یَقْطَعُکَ و یُقْطِعُکَ ،و یُقَطَّعُ لَکَ تَقْطِیعاً :یَصْلُحُ لَکَ (8)قَمِیصاً و نَحْوَه،و قالَ الأَصْمَعیُّ :لا أَعْرِفُ هذا (9)،کُلُّه مِنْ کَلامِ المُوَلَّدِینَ ،و قالَ أَبُو حاتِمٍ :

و قد حَکَاه أَبُو عُبَیْدَهَ عن العَرَبِ .

و من المَجَازِ: قَطِعَ الرَّجُلُ ، کَفَرِحَ و کَرُمَ ، قَطَاعَهً :

بُکِّتَ و لَمْ یَقْدِرْ عَلَی الکَلامِ فهو قَطِیعُ القَوْلِ .

و قَطُعَتْ لِسَانُه:ذَهَبَتْ سَلاطَتُه و منه امْرَأَهٌ قَطِیعُ الکَلامِ :إِذا لَمْ تَکُن سَلِیطَهً ،و هُوَ مَجَازٌ.

ص:379


1- (1) ضبطت بالقلم فی الصحاح [1]المطبوع بالکسر.
2- (2) زیاده عن اللسان. [2]
3- (3) فی القاموس:و فلانٌ الحبلَ :اختنق.
4- (4) سوره الحج الآیه 15. [3]
5- (5) فی التهذیب:حتی یقطع حیاته و نفسه خنقاً.
6- (6) التهذیب و نسبه لابن مقبل یذکر إبلاً سقی لها فی الحوض علی عجل و لم یروها.
7- (7) فی التهذیب: قطعتُ بالأحراج أعناق الإبل.
8- (8) فی اللسان: [4]علیک.
9- (9) نص کلام الأصمعی کما نقله عنه فی التهذیب قال:لا أعرف هذا ثوبٌ یُقطِع و لا یُقطِّع و لا یقطّعنی و لا یقْطعنی،هذا کله من کلام المولدین.

و قَطِعَت الیَدُ،کفَرِحَ ، قَطَعاً مُحَرَّکَهً و قَطْعَهً بالفتحِ ، و قُطُعاً بالضمِّ :إِذا انْقَطَعَتْ بِدَاءٍ عَرَضَ لها ،أَیْ من قِبَلِ نَفْسهِ ،حکاهُ اللَّیْثُ .

و من المَجازِ: الأُقْطُوعَهُ بالضَّمِّ :شَیْ ءٌ تَبْعَثُه الجَارِیَهُ إِلَی أُخْرَی عَلامَهَ أَنّهَا صارَمَتْهَا ،و فی بعضِ النُّسَخ «صَرَمَتْها»و فی الصِّحاحِ :عَلامَهٌ تَبْعَثُهَا المَرْأَهُ إِلَی أُخْرَی لِلصَّرِیمَهِ و الهِجْرَانِ ،و فی التَّهْذِیبِ :تَبْعَثُ بهِ الجارِیَهُ إِلَی صاحِبِها،و أَنْشَدَ:

و قَالَتْ لِجَارِیَتَیْهَا:اذْهَبَا

إِلَیْهِ بأُقْطُوعَهٍ إِذْ هَجَرْ

و ما إِنْ هَجَرْتُکِ من جَفْوَهٍ

و لکِنْ أَخافُ و شاهَ الحَضَرْ

و مِنَ المَجَازِ: لَبَنٌ قاطِعٌ :أَی حامِضٌ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و مِنَ المَجَازِ: قُطِعَ بزَیْدٍ،کعُنِیَ ،فهُوَ مَقْطُوعٌ به ، و کَذلِکَ انْقُطِعَ به،فهُو مُنْقَطَعٌ به-کَما فی الصِّحاحِ -:

إِذا عَجَزَ عن سَفَرِه بأَیِّ سَبَبٍ کانَ ،کنَفَقَهٍ ذَهَبَتْ ،أَو قَامَتْ عَلَیْه راحِلَتُه،و ذَهَبَ زادُه و مالُه.

أَو قُطِعَ بِهِ : انْقَطَعَ رجَاؤُه،و حِیل بَیْنَه و بَیْنَ ما یُؤَمِّلُه نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ .

و من المجازِ: المَقْطُوعُ :شِعْرٌ فی آخِرِه وَتِدٌ،فأُسْقِطَ ساکِنُه،و سُکِّنَ مُتَحَرِّکُه ،و هذا نَصُّ العُبَابِ ،قالَ :

و شاهِدُه:

قَدْ أَشْهَدُ الغارَهَ الشَّعْواءَ تَحْمِلُنِی

جَرْدَاءُ مَعْرُوقَهُ اللَّحْیَیْنِ سُرْحُوبُ

قَالَ :و هُوَ مِنْ مَنْحُولاتِ شِعْرِ امْرِیءِ القَیْسِ ،و فی اللّسانِ : المَقْطُوعُ من المَدِیدِ،و الکامِلِ ،و الرَّجَزِ:الَّذِی حُذِفَ منه حَرْفَانِ ،نَحْو:«فاعِلاتُنْ »ذَهَبَ مِنْه«تُنْ »فصارَ مَحْذُوفاً،فبَقِیَ «فاعِلُنْ »ثُمَّ ذَهَبَ مِنْ «فاعِلُنْ النُّونُ ،ثُمَّ أُسْکِنَتِ الَّلامُ ،فنُقِلَ فِی (1)التَّقْطِیعِ إِلَی«فَعْلُن»کقولِه فی المَدِیدِ:

إِنَّمَا الذَّلْفَاءُ یاقُوتَهٌ

أُخْرِجَتْ مِنْ کِیسِ دِهْقَانِ

فقَوْلُه:«قانِی»فَعْلُنْ ،و کقَولِه فی الکامِلِ :

و إِذا دَعَوْنَکَ عَمَّهُنَّ فإِنَّهُ

نَسَبٌ یَزِیدُکَ عِنْدَهُنَّ خَبالاَ (2)

فقَوْلُه:«نَخَبالاَ» (3):فَعِلاتُنْ ،و هو مَقْطُوعٌ ،و کَقَوْلهِ فی الرَّجَز:

القَلْبُ مِنْهَا مُسْتَرِیحٌ سالِمٌ

و القَلْبُ مِنِّی جاهِدٌ مَجْهُودُ

فقوله:«مَجْهُودٌ»مَفْعُولُنْ .

و من المَجَازِ: نَاقَهٌ قَطُوعٌ ،کصَبُورٍ :إِذا کانَ یُسْرعُ انْقِطَاعُ لَبَنِهَا ،نَقَلَه الصّاغَانِی و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و من المَجَازِ: قُطّاعُ الطَّرِیقِ ،کرُمّانِ ،و إِنَّمَا لم یَضْبِطْهُ لِشُهْرَتِه: اللُّصُوصُ ،و الَّذِینَ یُعَارِضُونَ أَبْنَاءَ السَّبِیلِ ، فیَقْطَعُونَ بِهِمْ السَّبِیلَ ، کالقُطْعِ بالضَّمِّ ،هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هُوَ غَلَطٌ ،و صَوَابُه: القُطَّعُ ،کسُکَّرٍ.

و القَطِعُ ککَتِفٍ :مَنْ یَنْقَطِعُ صَوْتُه ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، و هُوَ مَجَازٌ.

و المِقْطَاعُ ، کمِحْرَابٍ :مَنْ لا یَثْبُتُ عَلَی مُؤاخاه أَخٍ ، قَالَهُ اللَّیْثُ ،و هو مَجَازٌ.

و مِنَ المَجَازِ: بِئرٌ مِقْطَاعٌ : یَنْقَطِعُ ماؤُهَا سَرِیعاً ،نَقَلَه اللَّیْثُ أَیْضاً.

و مِنَ المَجَازِ: القَطِیعُ کأَمِیر:الطّائِفَهُ من الغَنَمِ و النَّعَمِ و نَحْوِ ذلِکَ کَذا نَصُّ العَیْنِ ،و فی الصِّحاحِ :من البَقَرِ و الغَنَمِ ،قالَ اللَّیْثُ :و الغالِبُ عَلَیْه أَنَّهُ من عَشْرٍ إِلَی أَرْبَعِینَ ،و قِیلَ :ما بَیْنَ خَمْسَ عَشَرَهَ إِلَی خَمْسٍ و عِشْرِینَ ، و الأَوَّلُ نَقَلَهُ صاحِبُ التَّوْشِیحِ أَیْضاً ج: الأَقْطَاعُ ،کشَرِیفٍ و أَشْرَافٍ ، و قَدْ قالُوا: القُطْعَانُ ،بالضَّمِّ ،کجَرِیبٍ و جُرْبانٍ ،نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ و القِطَاعُ ،بالکَسْر ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان،و زادَ الأَخِیرُ:و أَقْطِعَهٌ ، و قالَ الجَوْهَرِیُّ : الأَقاطِیعُ عَلَی غَیْرِ قِیَاسٍ ،کأَنَّهُمْ جَمَعُوا إِقْطِیعاً ،و فی اللِّسَان:قالَ سِیبَوَیْه:و هُوَ مِمّا جُمِعَ عَلَی غَیْرٍ بِنَاءِ واحِدِه،و نَظِیرُه عِنْدَهُم:حَدِیثٌ ،و أَحادِیثُ ،و أَنْشَدَ

ص:380


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«من».
2- (2) البیت للأخطل فی دیوانه ص 43.
3- (3) عن اللسان و بالأصل«خبالا».

الصّاغَانِیُّ لِلنّابِغَهِ الذَّبْیَانِیِّ :

ظَلَّتْ أَقاطِیعُ أَنْعَامٍ مُؤَبَّلَهٍ

لَدَی صَلِیبٍ عَلَی الزَّوْراءِ مَنْصُوبِ (1)

و القَطِیعُ : السَّوْطُ یُقْطَعُ مِن جِلْدِ سَیْرٍ و یُعْمَلُ منه، و قِیلَ :هو مُشْتَقٌّ من القَطِیعِ الَّذِی هُوَ المَقْطُوعُ مِنَ الشَّجَرِ، و قالَ اللَّیْثُ :هُوَ المُنْقَطِعُ طَرَفُهُ ،و عَمَّ أَبُو عُبَیْدَهَ بالقَطِیعِ ، قال الأَعْشَی یَصِفُ نَاقَهً :

تَرَی عَیْنَهَا صَغْوَاءَ فی جَنْبِ مُوقِها

تُراقِبُ کَفِّی و القَطِیعَ المُحَرَّمَا

قال ابنُ بِرِّیٍّ :السَّوْطُ المُحَرَّمُ :الذِی لم یُلَیَّنْ بَعْدُ، و قال الأَزْهَرِیُّ :سُمِّیَ السَّوْطُ قَطِیعاً لأَنَّهُم یَأْخُذُونَ القِدَّ المُحَرَّمَ ، فیَقْطَعُونَه أَرْبَعَهَ سُیُورٍ،ثم یَفْتِلُونَه،و یَلْوُونَه، و یَتْرُکُونَه (2)حَتَّی یَیْبَسَ ،فیَقُومَ قِیاماً،کأَنَّه عَصاً،ثم سُمِّیَ قَطِیعاً لاِنَّه یُقْطَعُ أَرْبَعَ طَاقاتٍ ثُمَّ یُلْوَی.

و القَطِیعُ : النَّظِیرُ و المِثْلُ ،یُقَالُ :فلانٌ قَطِیعُ فلانٍ ،أَیْ شِبْهُه فِی قَدِّهِ و خَلْقِه، ج: قُطَعاءُ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و فِی اللِّسَانِ : أَقْطِعاءُ ،کنَصِیبٍ و أَنْصِبَاءَ،و فِی العُبَابِ : القَطِیعُ :شِبْهُ النَّظِیرِ،تَقُولُ :هذا قَطِیعٌ من الثِّیابِ لِلَّذِی قُطِعَ منه.

و القَطِیعُ : القَضِیبُ تُبْرَی مِنْه السِّهَامُ ،و فی العَیْنِ :

الَّذِی یُقْطَعُ لِبَرْیِ السِّهَامِ ، ج: قُطْعانٌ بالضمِّ ،و أَقْطِعَهٌ ، و قِطَاعٌ بالکَسْرِ، و أَقْطُعٌ کأَفْلُسٍ و أَقَاطِعُ ،و قُطُعٌ بضَمَّتَیْنِ ، الأَخِیرَهُ إِنَّمَا ذَکَرَها صاحِبُ اللِّسَانِ فی القَطِیعِ بمَعْنَی ما تَقَطَّعَ من الشَّجَرِ،کما سَیَأْتِی،و اقْتَصَرَ اللَّیْثُ علی الأُولَی و الرّابِعَهِ ،و ما عَدَاهُمَا ذَکَرَهُنَّ الصّاغَانِیُّ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثَّ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

و نَمِیمَهٌ من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ

فی کَفِّهِ جَشْ ءٌ أَجَشُّ و أَقْطُعُ (3)

قالَ :أَرادَ السِّهَامَ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا غَلَطٌ .قُلْتُ :

أَیْ أَنَّ الصّوابَ أَنَّ الأَقْطُعَ -فی قَوْلِ الهُذَلِیِّ -جَمْعُ قِطْعٍ ،بالکَسْرِ،و قد أَنْشَدَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً عند ذِکْرِه القِطْعَ ،و هکَذا هو فی شَرْحِ الدِّیوانِ ،و شاهِدُ القِطَاعِ قَوْلُ أَبِی خِراشِ :

مُنِیباً و قَدْ أَمْسَی تَقَدَّمَ وِرْدَها

أُقَیْدِرُ مَسْمُومُ القِطاعِ نَذِیلُ (4)

و القَطِیعُ : ما تَقَطَّعَ (5)مِنَ الأَغْصَانِ (6)،جَمْعُه أَقْطِعَهٌ ، و قُطُعٌ و قُطُعاتٌ ،بضَمَّتَیْنِ فیهما،و أَقاطِیعُ کأَحَادِیثَ کالقِطْعِ بِالکَسْرِ و جَمْعُه أَقْطَاعٌ ،قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ :

عَفَتْ غَیْرَ نُؤْیِ الدّارِ ما إِنْ تُبِینُه

و أَقْطَاعِ طُفْیٍ قد عَفَتْ فی المَعَاقِلِ (7)

و مِن المَجَازِ: القَطِیعُ : الکَثِیرُ الاخْتِرَاقِ (8)و الرُّکُوبِ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قال اللَّیْثُ :قولُ العَرَبِ : هو قَطِیعُ القِیَامِ ،أَی:

مُنْقَطِعٌ ، مَقْطُوعُ (9)القِیَامِ إِنّمَا یَصِفُ ضَعْفاً أَو سِمَناً و أَنْشَدَ:

رَخِیمُ الکَلامِ قَطِیعُ القِیَا

مِ أَمْسَی فُؤادِی بِهَا فاتِنَا

و هو مَجَازٌ.

و من المَجَاز: امْرَأَهٌ قَطِیعُ الکَلامِ :إِذا کانت غَیْرَ سَلِیطَه.و قد قَطُعَتْ ،ککَرُمَ .

و من المَجَازِ: هو قَطِیعُه :شَبِیهُهُ فی خُلُقِه و قَدِّهِ و الجَمْعُ قُطَاءُ،و قَدْ تَقَدَّم.

و من المَجَازِ: القَطِیعَهُ کشَرِیفَهٍ :الهِجْرَانُ ،و الصَّدُّ، کالقَطْعِ :ضِدّ الوَصْلِ ،و یُرادُ به تَرْکُ البِرِّ و الإِحْسَانِ إِلَی الأَهْلِ و الأَقَارِبِ ،کما تَقَدَّمَ .

و القَطِیعَهُ : مَحَالُّ بِبَغْدَادَ ،أَی فی أَطْرافِها أَقْطَعَها المَنْصُورُ العَبّاسِیُّ أُناساً مِنْ أَعْیَانِ دَوْلَتِهِ ،و فی مُخْتَصَرِ نُزْهَهِ

ص:381


1- (1) دیوانه ص 92 و قوله مؤبله:هی الإِبل التی تتخذ للقنیه و النماء لا ترکب و لا تستعمل.و قیل المؤبله:الکثیره.
2- (2) فی التهذیب:و یعلّقونه حتی یجفّ .
3- (3) دیوان الهذلیین 7/1 و ضبطت:و تمیمهً بالنصب.
4- (4) دیوان الهذلیین 120/2 بروایه:«أقیدر محموز»و بالأصل:«نزیل» و المثبت عن دیوان الهذلیین.
5- (5) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«ما یُقْطَعُ ».
6- ((*)) عباره القاموس:ما تقطَّعَ من الشجر.
7- (6) دیوان الهذلیین 140/1 بروایه: عفا غیر نؤی الدار ما إن أُبینه.
8- (7) عن التکمله و بالأصل و القاموس:الاحتراق.
9- (8) بالأصل«و مقطوع»و المثبت عن القاموس بحذف الواو.

المُشْتَاقِ للشَّرِیفِ الإِدْرِیسِیِّ : أَقْطَعَها خَدَمَه و مَوالِیَهُ لیَعْمُرُوهَا و یَسْکُنُوهَا،و هِیَ : قَطِیعَهُ إِسْحَاقَ الأَزْرَق ،قُرْبَ بابِ الکَرْخِ .

و قَطِیعهُ أُمِّ جَعْفَرٍ ،و هی زُبَیْدَه بِنْت جَعْفَرِ بنِ المَنْصُورِ العَبّاسِیَّه عندَ بابِ التِّینِ و مِنْهَا:إِسْحَاقُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْحَاقَ المُحَدِّثُ .

و قَطِیعَهُ بَنِی جِدَارٍ (1)،بالکَسْرِ:اسمُ بَطْنٍ مِنَ الخَزْرَجِ ،و قَدْ یُنْسَبُ إِلَی هذِهِ القَطِیعَهِ :جِدَارِیٌّ (2)أَیْضاً.

و قَطِیعَهُ الدَّقِیقِ (3)،و مِنْهَا أَبُو بَکْرٍ أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرِ بنِ حَمْدَانَ المُحَدِّثُ .

و قَطِیعَتَا الرَّبِیعِ بنِ یُونُسَ ،الخَارِجَهُ و الدّاخِلَهُ . و فی العُبَابِ : قَطِیعَهُ الرَّبِیعِ ،و هی أَشْهَرُها.قُلْتُ :فیحْتَمِلُ أَنَّهَا الدَّاخِلَهُ و الخَارِجَهُ ، و مِنْهَا إِسْمَاعِیلُ بنُ إِبْرَاهِیمَ بنِ (4)یَعْمُرَ المُحَدِّثُ .

و فَطِیعَهُ رَیْسَانَهَ قُرْبَ بابِ الشَّعِیرِ (5).

و قَطِیعَهُ زُهَیْرٍ ،قُرْبَ الحَرِیمِ .

و قَطِیعَهُ العَجَمِ ،مُحَرَّکَهُ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ بضَمِّ العَیْنِ : بینَ بابِ الحَلْبَهِ و بابِ الأَزَجِ ،مِنْهَا أَحْمَدُ بنُ عُمَرَ،و ابْنُه مُحَمَّدٌ:الحافِظَانِ .

و قَطِیعَهُ العَکِّیِّ و فِی بَعْضِ النُّسَخِ العَلِیّ ،و الأَوَّلُ الصّوابُ ،و هِیَ بَیْنَ بابِ البَصْرَهِ و بابِ الکُوفَهِ .

و قَطِیعَهُ عِیسَی بنِ عَلِیِّ بن عَبْدِ اللّه بنِ عَبّاسٍ عَمِّ المَنْصُورِ،و مِنْهَا إِبْرَاهِیمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ الهَیْثَمِ (6).

و قَطِیعَهُ أَبِی النَّجْمِ :بالجَانِبِ الغَرْبِیِّ ،مُتَّصِلَهٌ بقَطِیعَهِ زُهَیْرٍ. و قَطِیعَهُ النَّصَارَی :مُتَّصِلَهٌ بنَهْرِ طّابَقِ (7)،فجُمْلَهُ ما ذُکِرَ أَرْبَعَهَ عَشَر مَحَلاًّ،و قد ساقَهُنَّ یاقُوتُ هکذا فی کِتابه «المُشْتَرَکِ وَضْعاً».

و من المَجَاز:هذا مَقْطَعُ الرَّمْلِ ،کمَقْعَدِ و مُنْقَطَعُه :

حَیْثُ یَنْقَطِعُ و لا رَمْلَ خَلْفَه ،و کَذلِکَ من الوَادِی و الحَرَّهِ ، و ما أَشْبَهَها ج: مَقَاطِعُ .

و مَقَاطِعُ الأَوْدِیَهِ :مَآخِیرُها حَیْثُ تَنْقَطِعُ ،و فی بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ :و مَقَاطِیعُ الأَوْدِیَهِ .

و المَقَاطِعُ من الأَنْهَارِ:حَیْثُ یُعْبَرُ فیهِ مِنْهَا ،و هِیَ المَعَابِرُ.

و من المَجَازِ: المَقَاطِعُ من القُرْآنِ :مَوَاضِعُ الوُقُوفِ ، و مَبَادِیه:موَاضِعُ (8)الابْتِداءِ،یُقَال:هو یَعْرِفُ مَقَاطِعَ القُرْآنِ ،أَی:وُقُوفَهُ .

و المَقْطَعُ ، کمَقْعَدٍ:مَوْضِعُ القَطْع ، کالقُطْعَهِ ،بالضَّمِّ و هو مَوْضِعُ القَطْعِ من یَدِ السّارِقِ ، و یُحَرَّکُ کالصُّلْعَهِ و الصَّلْعَهِ :و منه الحَدِیثُ :«أَنَّ سارِقاً سَرَق، فقُطِعَ ،فکانَ (9)یَسْرِقُ بقَطَعَتِه »یُرْوَی بالوَجْهَیْنِ .

و مَقْطَعُ الحَقِّ :مَوْضِعُ الْتِقاءِ الحُکْمِ فیهِ ،و هو مَجَازٌ.

و مَقْطَعُ الحَقِّ أَیْضاً:ما یُقْطَعُ به البَاطِلُ ،و لو قالَ :

«و أَیْضاً:ما یُقْطَعُ به الباطِلُ »لکَانَ أَخْصَرَ،و قِیلَ :هُوَ حَیْثُ یُفْصَلُ بَیْنَ الخُصُومِ بنَصِّ الحُکْمِ ،قال زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی:

فإِنَّ الحَقَّ مَقْطَعُه ثَلاثٌ :

یَمِینٌ ،أَو نِفَارٌ،أَو جَلاءُ

و المِقْطَعُ ، کمِنْبَرٍ:ما یُقْطَعُ بهِ الشّیْ ءُ کالسِّکِّینِ و غَیْرِه.

و القِطْعُ بالکَسْرِ:نَصْلٌ صِغِیرٌ کما فی العُبَابِ ،و فی الصِّحاحِ و اللِّسَانِ :قَصِیر عَرِیض السَّهْمِ ،و قالَ الأَصْمَعِیُ : القِطْعُ من النِّصّالِ :القَصِیرُ العَرِیضُ ،و کَذلِک قالَ غیرُه،سَواءٌ کان النَّصْلُ مُرَکَّباً فی السَّهْمِ ،أَوْ لَمْ یَکُنْ

ص:382


1- (1) علی هامش القاموس [1]عن نسخه أخری:«حداری»و الأصل کمعجم البلدان. [2]
2- (2) علی هامش القاموس [3]عن نسخه أخری:«حداری»و المثبت کمعجم البلدان.
3- (3) فی معجم البلدان: [4]قطیعه الرقیق،بالراء.
4- (4) فی معجم البلدان: [5]معمَّر.
5- (5) عن معجم البلدان،و [6]زید فیه:من غربی بغداد،و بالأصل الشعر.
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«فی نسخه المتن هنا زیاده نصها» «و الفقهاء،و هذه بالکَرْخ منها:إبراهیمُ بنُ منصورٍ المحدِّثُ ».
7- (7) عن معجم البلدان و بالأصل«الطائف».
8- (8) عن التهذیب و بالأصل«موضع»و فی التهذیب:و مبادئه بالهمز.
9- (9) بالأصل:«فکان یسرق فقطع فکان یسرق بقطعته»و المثبت عن النهایه و اللسان. [7]

مُرکَّباً،سُمِّیَ به لأَنَّهُ مَقْطُوعٌ من الحَدِیدِ،کذا فی التَّهْذِیبِ ج: أَقْطُعٌ کأَفْلُسِ ، و أَقْطَاعٌ ،و قِطَاعٌ ،بالکَسْرِ،قالَ بَعْضُ الأَغْفَالِ یَصِفُ دِرْعاً:

لَهَا عُکَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً

و تَهْزَأُ بالمَعَابِلِ و القِطَاعِ

و قد مَرَّ شاهِدُ أَقْطعٍ من قَوْلِ أَبِی ذُؤَیْبٍ ،و هکَذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیُّ هُنَا،و الأَزْهَرِیُّ ،و صَرَّحَ به شارِحُ الدِّیوانِ .

و من المَجَازِ: القِطْعُ : ظُلْمَهُ آخِرِ اللَّیْلِ ،و منه قَوْلُه تَعَالَی: فَأَسْرِ بِأَهْلِکَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّیْلِ (1).قالَ الأَخْفَشُ :

بسَوادٍ مِنَ اللَّیْلِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:

افْتَحِی البابَ فانْظُرِی فی النُّجُومِ

کَمْ عَلَیْنَا مِنْ قِطْعِ لَیْلٍ بَهِیمِ

أَو القِطْعَهُ منه یُقَال:مَضَی مِن اللَّیْلِ قِطْعٌ ،أَی: قِطْعَهٌ صالِحَهٌ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ کالقِطَعِ ،کعِنَبٍ و بِهِمَا قُرِیءَ قولُه تَعَالَی: قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ مُظْلِماً (2)و قَرَأَ نُبَیْجٌ ،و أَبُو واقِدِ، و الجَرّاحُ -فی سُورَتَیْ هُودِ و الحِجْرِ-: « بقِطَعٍ » بکَسْرٍ ففَتْحٍ ،قالَ ثَعْلَبٌ :مَنْ قَرَأَ « قِطْعاً » جَعَلَ المُظْلِمَ مِنْ نَعْتِهِ ، و مَنْ قَرَأَ « قِطَعاً » جَعَلَ المُظْلِمَ قِطَعاً مِنَ اللَّیْلِ ،و هُوَ الَّذِی یَقُولُ له البَصْرِیُّونَ :الحَالُ ،أَو القِطَعُ :جَمْع قطْعَهٍ ،و هی الطّائِفَهُ من الشَّیْ ءِ و منه

16- الحَدِیثُ : «إِنَّ بَیْنَ یَدَیِ السّاعَهِ فِتَناً کقِطَعِ اللَّیْلِ المُظْلِمِ ». أَرادَ فِتْنَهً مُظْلِمَهً سَوْدَاءَ؛تَعْظِیماً لِشَأْنِها، أَو القِطْعُ و القِطَعُ :طَائِفَهٌ من اللَّیْلِ تَکُونُ مِن أَوَّلِه إِلَی ثُلُثِهِ . و قِیلَ للفَزارِیِّ :ما القِطْعُ مِنَ اللّیْلِ ؟فقالَ :حُزْمَهٌ تَهُورُهَا،أَی: قِطْعَهٌ تَحْزُرهَا،و لا تَدْرِی کَمْ هِیَ .

و القِطْعُ : الرَّدِیءُ من السِّهَامِ یُعْمَلُ مِنَ القِطْعِ أَو القَطِیعِ اللَّذَیْنِ هُمَا المَقْطُوعُ من الشَّجَرِ،و قِیلَ :هو السَّهْمُ العَرِیضُ ،و الجَمْعُ : أَقْطُعٌ و قُطُوعٌ .

و القِطْعُ : البِسَاطُ أَو النُّمْرُقَهُ ،و منه حَدِیثُ ابنِ الزُّبَیْرِ و الجِنِّیِّ :«فجَاءَ وَ هُوَ عَلَی القِطْعِ ،فنَفَضَهُ »و قالَ الأَعْشَی:

هِیَ الصّاحِبُ الأَوْفَی و بَیْنِی و بَیْنَها

مَجُوفٌ غِلافِیٌّ و قِطْعٌ و نُمْرُقُ (3)

أَوْ هُوَ طِنْفِسَهٌ یَجْعَلُها الرّاکِبُ تَحْتَه و تُغَطِّی ،و فی بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ :تُغَطِّی،بغیرِ واو کَتِفَی البَعِیرِ، ج: قُطُوعٌ ،و أَقْطَاعٌ و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للأَعْشَی:

أَتَتْکَ العِیسُ تَنْفُخُ فِی بُرَاهَا

تَکَشَّفُ عن مَنَاکِبِهَا القُطُوعُ (4)

قالَ ابنُ بَرِّیّ :الشِّعْرُ لعَبْدِ الرَّحْمن بنِ الحَکَمِ بنِ أَبِی العاصِ یَمْدَحُ مُعَاوِیَهَ ،و یُقَالُ :لزِیَادٍ الأَعْجَم.قلتُ :و مالَ الصّاغَانِیُّ إِلی الأَوَّل،و قد تَقَدَّمَتْ قِصَّتُه فی«ص ن ع» فراجِعْه.

و ثَوْبٌ قِطْعٌ بالکَسْرِ، و أَقْطاعٌ عن اللِّحْیَانِیِّ ،کأَنَّهُم جَعَلُوا کُلَّ جُزْءٍ مِنْهُ قِطْعاً ،أَی: مَقْطُوعٌ ،و کَذلِکَ حَبْلٌ أَقْطَاعٌ ، أَی: مَقْطُوعٌ .

و من المَجَازِ: القُطْعُ ، بالضَّمِّ :البُهْرُ یَأْخُذُ الفَرَسَ و غَیْرَه،و یُقَالُ :أَصابَهُ قُطْعٌ أَو بُهْرٌ،و هُوَ:النَّفَسُ العالِی مِنَ السِّمَنِ و غَیْرِه.

و قالَ ابنُ الاثِیرِ: القُطْعُ : انْقِطَاعُ النَّفَسِ و ضِیقُه،و منه

17- حَدِیثُ ابنِ عُمَرَ: «أَنَّهُ أَصابَه قُطْعٌ أَو بُهْرٌ،فکان یُطْبَخُ لهُ فِی الحَسَاءِ فیَأْکُلُه». یُقَالُ منه: قُطِعَ کُعِنیَ ،فهُوَ مَقْطُوعٌ .

و القُطْعُ ،بالضَّمِّ : جَمْعُ الأَقْطَعِ للمَقْطُوعِ الیَدِ، کأَسْوَدَ و سُودٍ.

و القُطْعُ أَیضاً:جَمْعُ القَطِیعِ کأَمِیرٍ للمَقْطُوعِ ،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ .

و من المَجَازِ: أَصابَهُم قُطْعٌ و قُطْعَهٌ بضَمِّهِمَا،أَو تُکْسَرُ الأُولَی أَیضاً عن ابنِ دُرَیْدٍ،و أَبَی الأَصْمَعِیُّ إِلاّ الضَّمَّ : إِذا انْقَطَعَ ماءُ بِئْرِهِمْ فی القَیْظِ کَما فی الصِّحاح،و

16- فی الحَدِیثِ : «کانَ یَهُودُ قَوْماً لَهُم ثِمَارٌ لا تُصِیبُها قُطْعَهٌ ». یعنِی عَطَشاً بانْقِطَاعِ الماءِ عنها،و یُقَالُ للقَوْمِ إِذا جَفَّتْ (5)مِیاهُهُم [أصابتهم] (6)قُطْعَهٌ مُنْکَرَهٌ .

و القِطْعَهُ بالکسْرِ:الطّائِفَهُ من الشّیْ ءِ کاللَّیلِ و غیرِه،و هو مَجَاز.

ص:383


1- (1) سوره هود الآیه 81. [1]
2- (2) سوره یونس الآیه 27. [2]
3- (3) دیوانه ص 118 و فیه:الأدنی بدل الأوفی،و علافیّ بدل غلافی.
4- (4) لیس فی دیوانه المطبوع.و فی اللسان:تنفح بالحاء المهمله.
5- (5) عن التهذیب و اللسان و [3]بالأصل«خفت».
6- (6) زیاده عن التهذیب،و فیه:جفت میاه رکایاهم.

و قِطْعَهُ بلا لام مَعْرِفَهً :الأُنْثَی من القَطَا.

و القُطْعَهُ بالضَّمِّ :بَقِیَّهُ یَدِ الأَقْطَعِ ،و یُحَرَّکُ و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ للمُصَنِّفِ ،و کأَنَّهُ عُمَّ به أَوّلاً،ثم خُصِّصَ بیَدِ الأَقْطَعِ .

و القِطْعَهُ : طائِفَهٌ تُقْطَعُ من الشَّیْ ءِ قال ابنُ السِّکِّیتِ :ما کانَ منَ شَیْ ءٍ قُطِعَ مِنْ شَیْ ءٍ،فإِنْ کَانَ المَقْطُوعُ قَدْ یَبْقَی منه الشَّیْ ءُ و یُقْطَعُ قُلْتَ :أَعْطِنِی قِطْعَهً ،و مِثْلُه الخِرْقَهُ ،و إِذا أَرَدْتَ أَنْ تَجْمَعَ الشَّیْ ءَ بأَسْرِه حَتّی تُسَمِّیَ بهِ قُلْتَ :أَعْطِنِی قُطْعَهً ،و أَمّا المَرَّهُ من الفِعْلِ فبالفَتْحِ : قَطَعْتُ قَطْعَهً کالقُطَاعَهِ بالضّمِّ ،أَو هذِه مُخْتَصَّهٌ بالأَدِیمِ .

و القُطْعَهُ و القُطَاعَهُ : الحُوّارَی،و ما قُطِعَ من نُخَالَتِهِ و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : قَطْعُ النُّخَالَهِ من الحُوّارَی:فَصْلُهَا منه.

و القُطْعَهُ : الطّائِفَهُ من الأَرْضِ إِذا کانَتْ مَفْرُوزَهً ،قالَ الفَرّاءُ:سَمِعْتُ بَعْضَ العَرَبِ یَقُول:«غَلَبَنِی فُلانٌ عَلَی قُطْعَهٍ من الأَرْضِ »یریدُ أَرْضاً مَفْرُوزَهً ،قالَ :فإِن أَرَدْتَ بِها قِطْعَهً من شَیْ ءٍ قُطِعَ مِنْهُ ،قُلْتَ : قِطْعَهً ،و حَکَی عن أَعْرَابِیٍّ أَنَّه قالَ :وَرِثْتُ من أَبِی قُطْعَهً .

و القُطْعَهُ أَیْضاً: لُثْغَهٌ فِی بَنِی طَیِّئٍ ،کالعَنْعَنَهِ فی تَمِیمٍ عن أَبِی تُرَابٍ ، و هُوَ و فی العُبَابِ :و هی أَنْ یَقولَ :یا أَبا الحَکَا،یُرِیدُ:أَبا الحَکَمِ فیَقْطَع کَلامَهُ ،و هو مَجَازٌ.

و بَنُو قُطْعَهَ بالضمِّ : حَیٌّ مِنَ العَرَبِ ، و النِّسْبَهُ إِلَیْهِ : قُطْعِیٌّ بالسُّکُونِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و کُجَهْیَنَهَ ، قُطَیْعَهُ بنُ عَبْسِ بنِ بَغِیضِ بنِ رَیْثِ بنِ غَطَفَانَ : أَبُو حَیٍّ و النِّسْبَهُ إِلَیْهِ قُطَعِیٌّ ،کجُهَنِیٍّ ،و منهم حَزْمٌ و سَهْلٌ ابنا أَبِی حَزْمٍ ،و أَخُوهُم عَبْدُ الواحِدِ،و ابنُ أَخِیهِم مُحَمَّدُ بنُ یَحْیَی القُطَعِیُّونَ :مُحَدِّثُون.

و قُطَیْعَهُ : لَقَبُ عَمْرِو بنِ عُبَیْدَهَ بنِ الحارِثِ بنِ سامَهَ بنِ لُؤَیِّ بنِ غَالِبٍ ،و بَنُو سامَهَ فی«س و م»نَقَلَهُ ابنُ الجَوّانِیِّ ،کما سَیَأْتِی فی المیمِ ،إِنْ شاءَ اللّه تَعالَی.

و قُطَعاتُ الشَّجَر،کهُمَزَهٍ ،و بالتَّحْرِیکِ ،و بِضَمَّتَیْنِ :

أَطْرَافُ أُبَنِها الَّتِی تَخْرُجُ مِنْهَا إِذا قُطِعَتْ الواحِدُ قَطَعَهٌ ، مُحَرَّکَهً ،و کهُمَزَهٍ ،و بِضَمَّتَیْنِ .

و القُطاعَهُ ،بالضَّمِّ :اللُّقْمَهُ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ . و ما سَقَطَ من القَطْعِ ،کالبُرَایَهِ و النُّحَاتَهِ و أَمْثَالِهِمَا.

و القُطَیْعَاءُ ، کحُمَیْرَاءَ:ضَرْبٌ من التَّمْرِ قاله کُرَاعٌ ،فلَمْ یُحَلِّه، أَو هو التَّمْرُ الشِّهْرِیزُ و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

و باتُوا یُعَشُّونَ القُطَیْعَاءَ جَارَهُمْ

و عِنْدَهُمُ البَرْنِیُّ فی جُلَلٍ ثُجْلِ

و رِوَایَهُ الأَزْهَرِیّ و الدِّینَوَرِیِّ :«فی جُلَلٍ دُسْمِ »و

16- فی حَدِیثِ وَفْدِ عَبْدِ القَیْسِ : «یَقْذِفُونَ فیه مِن القُطَیْعَاءِ ».

و یُقَالُ : اتَّقُوا القُطَیْعَاءَ ،أَی:أَن یَنْقَطِعَ بَعْضُکُمْ مِنْ بَعْضٍ فی الحَرْبِ .

و الأَقْطَعُ : المَقْطُوعُ الیَدِ،ج: قُطْعَانٌ ،بالضَّمِّ کأَسْوَدَ و سُودانٌ ،و لَهُ جَمْعٌ ثانٍ قَدْ تَقَدَّمَ فی کَلامِ المُصَنِّفِ ،و هو القُطْعُ بالضمِّ ،فانْظُرْ کَیْفَ فَرَّقَهُما فی مَوْضِعَیْنِ ،و رُبَّمَا یَظُنَّ المُرَاجعُ أَنّه لا یُجْمَعُ إِلاّ عَلی قُطْعانٍ ،و لیس کذلِکَ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الأَقْطَعُ : الأَصَمُّ و أَنْشَدَ:

إِنَّ الأُحَیْمِرَ حِینَ أَرْجُو رِفْدَهُ

عَمْراً لأَقْطَعُ سَیِّیءُ الإِصْرانِ

الإِصْرَانُ :جمعُ أَصْرٍ،و هو سَمُّ الأَنْفِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الحَمامُ إِذا کانَ فی بَطْنِه بَیَاضٌ فهو أَقْطَعُ .قُلْتُ :و هکذا ذَکَرَهُ الحَسَنُ بنُ عَبْدِ اللّه الأَصْفَهَانِیُّ فی«کِتابِ غَرِیبِ الحَمَامِ ».

و من المَجَازِ: مَدَّ فُلانٌ و مَتَّ أَیْضاً،التّاءُ بَدَلٌ من الدّالِ إِلَیْنَا بثَدْیٍ غَیْرِ أَقْطَعَ :إِذا تَوَسَّلَ إِلَیْنَا بقَرَابَهٍ قَرِیبَهٍ ، قالَ :

دَعَانِی فَلَمْ أُورَأْ بهِ فأَجَبْتُهُ

فمَدَّ بثَدْیٍ بَیْنَنَا غَیْرِ أَقْطَعَا

و القاطِعُ و الْمِقْطَعُ ،کمِنْبَر:المِثَالُ الّذِی یُقْطَعُ بهِ الثَّوْبُ و الأَدِیمُ و نَحْوُهُما (1)،اسْمٌ کالکَاهِلِ و الغَارِبِ ، کالقِطاعِ ، ککِتاب ،الأَخِیرُ عن أَبِی الهَیْثَمِ ،و أَنْکَرَ القاطِعَ ،و قالَ :هُوَ مِثْلُ لِحاف و مِلْحَف،و سِرادِ و مِسْرَدٍ،و قِرَامٍ و مِقْرَم.

و القِطَاعُ أَیْضاً:الدَّرَاهِمُ بلُغَهِ هُذَیْلٍ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادِ، و فی بَعْضِ النُّسَخِ :الدِّرْهَمُ ،و هُوَ غَلَطٌ .

ص:384


1- (1) فی اللسان:الأدیم و الثوب و غیره.

و یُقَالُ : هذا زَمَنُ القِطاعِ ،أَی قِطَاعِ التَّمْر،بالکَسْرِ و یُفْتَحُ عَنِ اللِّحْیَانیِّ أَی الصِّرامِ و فی الصِّحاحِ :الجِرام، یُقَالُ : قَطَعَ النَّخْلَ یَقْطَعُه قَطْعاً و قِطاعاً ،أَیْ صَرَمَهُ .

و من المَجَازِ: أَقْطَعَهُ قَطِیعَهً ،أَی:طائِفَهً من أَرْضِ الخَراجِ . و الإِقْطَاعُ یَکُونُ تَمْلِیکاً،و یَکُونُ غَیْرَ تَمْلِیکٍ ،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و القَطَائِع إِنّما تَجُوزُ فی عَفْوِ البِلادِ الَّتِی لا مِلْکَ لأَحدٍ فِیها،و لا عِمارَهَ فِیها لأَحدٍ، فیُقْطِعُ الإِمَامُ المُسْتَقْطِعَ مِنْهَا قَدْرَ ما یَتَهَیَّأُ له عِمارَتُه بإِجْرَاءِ الماءِ إِلَیْهِ ،أَوْ باسْتِخْرَاجِ عَیْنٍ منه،أَو بتَحَجُّرٍ علیه للبِناءِ فیهِ .

قالَ الشّافِعِیُّ :و من الإِقْطَاعِ إِقْطَاعُ إِرْفَاقٍ لا تَمْلِیکٍ ، کالمُقَاعَدهِ بالأَسْوَاقِ الَّتِی هِیَ طُرُقُ المُسْلِمینَ ،فمَنْ قَعَدَ فی مَوْضِعٍ منها کانَ لَهُ بقَدْرِ ما یَصْلُحُ لَهُ ما کانَ مُقِیماً فیهِ ، فإِذا فارَقَه لم یَکُنْ له مَنْعُ غَیْرِه منه،کأَبْنِیَهِ العَرَبِ و فَساطِیطِهِم،فإِذا انْتَجَعُوا لم یَمْلِکُوا بِهَا حَیْثُ نَزَلُوا.

و مِنْهَا: إِقْطَاعُ السُّکْنَی،و

14- فی الحَدِیثِ : «لَمَّا قَدِمَ النبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم المَدِینَهَ أَقْطَعَ النّاسَ الدُّورَ». مَعْنَاهُ أَنْزَلَهُم فی دُورِ الأَنْصَارِ یَسْکُنُونَها مَعَهُم،ثُمَّ یَتَحَوَّلُونَ عَنْهَا،و منه

14- الحَدِیثُ :

«أَنّه أَقْطَعَ الزُّبَیْرَ نَخْلاً». یُشْبِه أَنَّهُ إِنّمَا أَعْطَاهُ ذلِکَ مِنَ الخُمُسِ الّذِی هو سَهْمُه،لاِنَّ النَّخْلَ مالٌ ظاهِرُ العَیْنِ ، حاضِرُ النَّفْعِ ،فلا یَجُوزُ إِقْطَاعُه ،و أَمّا إِقْطَاعُ المَوَاتِ فهُوَ تَمْلِیکٌ .

و من المَجَازِ: أقْطَعَ فلاناً قُضْباناً من الکَرْمِ : أَذِنَ لَهُ فی قَطْعِهَا .

و الدَّجَاجَهُ :أَقَفَّتْ (1).

و النَّخْلُ :أَصْرَمَ .

و من المَجَازِ: أَقْطعَتِ (2)القَوْمُ :إِذا انْقَطَعَتْ عَنْهُم مِیاهُ السَّمَاءِ (3)فرَجَعُوا إِلی أَعْدَادِ المِیَاهِ ،قالَ أَبُو وَجْزَهَ :

تَزُورُ بِیَ القَوْمَ الحَوَارِیَّ إِنَّهُمْ

مَنَاهِلُ أَعْدَادٌ إِذا النّاسُ أَقْطَعُوا

و أَقْطَعَ فُلاناً:جاوَزَ بهِ نَهْراً ،و کذا قَطَعَ بِه،و هو مجازٌ. و من المَجَازِ: أَقْطَعَ فُلانٌ :إِذا انْقَطَعَتْ حُجَّتهُ ،و بَکَّتُوه بالحَقِّ فلَمْ یُجِبْ ، فهو مُقْطِعٌ بکَسْرِ الطاءِ.

و المُقْطَعُ بفَتْحِ الطّاءِ:البَعِیرُ الَّذِی جَفَرَ عَنِ الضِّرابِ یُقَالُ :هذا عَوْدٌ مُقْطَعٌ ،قالَ النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ -رَضِیَ اللّه عنه-یصِفُ امْرَأَتَه:

قامَتْ تُبَکِّی أَنْ سَبَأْتُ لِفِتْیَهٍ

زِقًّا و خابِیَهً بعَوْدٍ مُقْطَعِ

و هو مَجَازٌ.

و المُقْطَعُ : مَنْ لا یُرِیدُ النِّسَاءَ ،عن ابنِ عَبّادٍ،و هو مَجَازٌ،و فی اللِّسَان أَقْطَعَ ،و أُقْطِعَ :ضَعُفَ عن النِّکَاحِ ، و أُقْطِعَ به إِقْطَاعاً ،فهُوَ مُقْطَعٌ :إِذا لم یُرِدِ النِّسَاءَ،و لم یَنْهَضْ عُجارِمُه.

و المُقْطَعُ : مَنْ لا دِیوَانَ له ،کَما فی اللِّسَانِ و المُحِیطِ ، و

16- فی الحَدِیثِ : «کانُوا أَهْلَ دِیوَانٍ أَوْ مُقْطَعِینَ ». و هُوَ بفَتْحِ الطاءِ؛لاِنَّ الجُنْدَ لا یَخْلُونَ من هذَیْنِ الوَجْهَیْنِ ،و مِنْ ذلِکَ قَوْلُ أَهْلِ الخِطَطِ :هذِهِ القَرْیَهُ کانَتْ وَقْفاً عَلَی المُقْطَعِینَ ، و هُوَ مَجَازٌ. و البَعِیرُ مُقْطَعٌ :إِذا قامَ مِنَ الهُزَالِ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ،و هُوَ مَجَازٌ.

و الغَرِیبُ فی البَلَدِ إِذا أُقْطِعَ عَنْ أَهْلِه إِقْطاعاً ،فهو مُقْطَعٌ عنهُمْ ،و مُنْقَطِعٌ ،و هُوَ مَجَازٌ و کذلِکَ الرَّجُلُ یُفْرَضُ لِنُظَرائهِ و یُتْرَکُ هُوَ مُقْطَعٌ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و المُقْطَعُ أَیْضاً: المَوْضِعُ الّذِی یُقْطَعُ فِیهِ النَّهْرُ من المَعَابِرِ و غَیْرِهَا،و قد أَقْطَعَه بهِ .

و مِنَ المَجَازِ: تَقْطِیعُ الرَّجُلِ :قَدُّه و قامَتُه یُقَالُ :إِنَّه لحَسَنُ التَّقْطِیعِ ،أَی:حَسَنُ القَدِّ،و شَیْ ءٌ حَسَنُ التَّقْطِیعِ ، أَی:حَسَنُ القَدِّ.

و مِنَ المَجَازِ: التَّقْطِیعُ فی الشِّعْرِ ،هو: وَزْنُه بأَجْزَاءِ العَرُوضِ و تَجْزِئَتُه بالأَفْعَالِ .

و من المَجَاز: التَّقْطِیعُ : مَغَصٌ فی البَطْنِ عن أَبِی نَصْرٍ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،کالتَّقْضِیعِ بالضّادِ.

و مِنَ المَجَازِ: قَطَّعَ الفَرَسُ الجَوَادُ الخَیْلَ تَقْطِیعاً :إِذا سَبَقَهَا أَی:خَلَّفَهَا و مَضَی،و منه قَوْلُ النّابِغَهِ الجَعْدِیِّ -رَضِیَ اللّه عنه-یَصِفُ فَرَساً:

ص:385


1- (1) فی اللسان:و [1]أقطعت الدجاجهُ مثل أقفَتْ :انقطع بیضها.
2- (2) فی اللسان:و [2]أقطع القومُ .
3- (3) فی التهذیب:میاه السماء المزنِ .

یُقَطِّعُهُنَّ بتَقْرِیبه

و یَأْوِی إِلی حُضُرٍ مُلْهِبِ (1)

و قالَ اللّیْثُ :یُقَالُ : قَطَّعَ اللّه تَعَالَی عَلَیْهِ العَذَابَ ،أَی:

لَوَّنَهُ علیه و جَزَّأَهُ (2)ضُرُوباً منه.

و من المَجَازِ: قَطَّعَ الخَمْرَ بالمَاءِ تَقْطِیعاً : مَزَجَهَا، فتَقَطَّعَتْ :امتَزَجَتْ و تَقَطَّعَ فیهِ الماءُ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

یُقَطِّعُ مَوضُوعَ الحَدِیثِ ابتِسامُها

تَقَطُّعَ ماءِ المُزْنِ فی نُزَفِ الخَمرِ

مَوضُوعُ الحَدِیثِ :مَحفُوظُه،و هو أَنْ تَخْلِطَهُ بالابتِسَامِ ، کما یُخْلَطُ الماءُ بالخَمرِ إِذا مُزِجَ .

و مِنَ المَجَازِ: المُقَطَّعَهُ کمُعَظَّمَهِ ،و المُقَطَّعاتُ :القِصارُ من الثِّیَابِ ،اسمٌ واقِعٌ علی الجِنْسِ ،لا یُفْرَدُ له واحِدٌ،لا یُقَالُ للجُبَّهِ الصَّغِیرَهِ : مُقَطَّعَهٌ ،و لا للقَمِیصِ مُقَطَّعٌ ،و یُقَالُ لِجُمْلَهِ الثِّیَابِ القِصَارِ: مُقَطَّعَاتٌ و مُقَطَّعَهٌ ، الوَاحِدُ ثَوْبٌ ، کالإِبِلِ واحِدُهَا بَعِیرٌ،و المَعْشَرِ واحِدُهُم رَجُلٌ ، و لا واحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ ،و

14- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ رَجُلاً أَتَی النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم و عَلَیْهِ مُقَطَّعَاتٌ لَهُ ». قالَ ابنُ الأَثِیرِ:أَیْ ثِیابٌ قِصَارٌ؛لأَنَّهَا قُطِعَتْ عن بُلُوغِ التَّمامِ ،و مِثْلُه قَوْلُ أَبِی عُبَیْدِ،و أَنْکَرَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ذلِک،و اسْتَدَلَّ

16- بحَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ فی صِفَهِ نَخْلٍ الجَنَّهِ ،قالَ : «نَخْلُ الجَنَّهِ سَعَفُهَا کُسْوَهٌ لأَهْلِ الجَنَّهِ ،مِنْهَا مُقطَّعاتُهُم و حُلَلُهُم». قال شَمِرٌ:لم یَکُنْ یَصِفُهَا بالقِصَرِ،لأَنَّه عَیْبٌ (3).

أَو المُقَطَّعَاتُ : بُرُودٌ عَلَیْهَا وَشْیٌ مُقَطَّعٌ ،هذا قَوْلُ شَمِرٍ، و به فُسِّرَ حَدِیثُ ابنِ عَبّاسٍ ،و قال شَمِرٌ أَیْضاً: المُقَطَّعُ من الثِّیَابِ :کُلُّ ما یُفَصَّلُ و یُخَاطُ مِنْ قُمُصٍ و جِبابٍ و سَراوِیلاتٍ و غَیْرِهَا،و ما لا یُقَطَّعُ منه کالأَرْدِیَهِ و الأُزُرِ و المَطَارِفِ و الرِّیاطِ الّتِی لم تُقطَّعْ ،و إِنَّمَا یُتَعَطَّفُ بها مَرَّهً ، وُ یتَلَفَّعُ بها مَرَّه أُخْرَی،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ یَصِفُ ثَوْراً وَحْشِیًّا:

کأَنّ نِصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعا

مُخَالِطَ التَّقْلِیصِ إِذْ تَدَرَّعَا (4)

قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یَقُول:کأَنَّ عَلَیْهِ نِصْعاً مُقَلَّصاً عنه، یَقُولُ :تَخالُ أَنَّه أُلْبِسَ ثَوْباً أَبْیَضَ مُقَلَّصاً عنه،لم یَبْلُغْ کُراعَه،لأَنَّها سُودٌ لَیْسَتْ علی لَوْنِه.

و من المَجَازِ: المُقَطَّعاتُ مِنَ الشِّعْرِ:قِصَارُه، و أَراجیزُه سُمِّیَتِ الأَرَاجِیزُ مُقَطَّعاتٍ لِقِصَرِها،و یُرْوَی أَنَّ جَرِیرَا قال للعجّاجِ (5)،-و کان بَیْنَهُمَا اخْتِلافٌ فی شَیْ ءٍ-:أَما و اللّه لَئِنْ سَهِرْتُ له لَیْلَهً لأَدَعَنَّهُ و قَلَّما تُغْنِی عَنْهُ مُقَطَّعَاتُه ،یَعْنِی أَبْیَاتَ الرَّجَزِ.

و الحَدِیدُ المُقَطَّعُ ،کمُعَظَّمٍ :المُتَّخَذُ سِلاحاً ،یُقال:

قَطَّعْنا الحَدِیدَ،أَیْ :صَنَعْنَاهُ دُرُوعاً و غَیْرَهَا من السِّلاحِ ، قالَ الرّاعِی:

فقُودُوا الجِیَادَ المُسْنِفَاتِ و أَحْقِبُوا

عَلَی الأَرْحِبِیّاتِ الحَدِیدَ المُقَطَّعَا (6)

و یُقَالُ للقَصِیرِ مِنَ الرِّجَالِ :إِنَّهُ مُقَطَّعٌ مُجَذَّرُ.

و مِنَ المَجَازِ:صِدْتُ مُقَطَّع الأَسْحَارِ :اسْمٌ للأَرْنَبِ السَّرِیعَهِ ،و یُقَالُ لها أَیْضاً: مُقَطّعَهُ السُّحُورِ،و قد تَقَدَّمَ بیانُه فی«س ح ر» فراجِعْه.

و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ فی الشِّیاتِ : المُتَقَطِّعَهُ من الغُرَرِ:الَّتِی ارْتَفَع بَیَاضُها مِنَ المَنْخِرَیْنِ حَتَّی تَبْلُغَ الغُرَّهُ عَیْنَیْهِ دُونَ جَبْهَتِهِ .

و من المَجَاز: انْقُطِعَ بهِ -مَجْهُولاً -:إِذا عَجَزَ عن سَفَرِه مِنْ نَفَقهٍ ذَهَبَتْ ،أَو قامَتْ علیهِ راحِلَتُه،أَو أَتَاهُ أَمْرٌ لا یَقْدِرُ عَلَی أَنْ یَتَحَرَّکَ معه،و لو قالَ :«و انْقُطِعَ به -مَجْهُولاً- کأُقْطِعَ بهِ »لأَفَادَ الاخْتِصَارَ.

و مِنَ المجازِ: مُنْقَطَعُ الشَّیْ ءِ،بفَتْحِ الطّاءِ:حَیْثُ یَنْتَهِی إِلَیْهِ طَرَفُه.

و المُنْقَطِعُ ،بکَسْرِ الطّاءِ:الشَّیْ ءُ نَفْسُه.

و هُوَ مُنْقَطِعُ القَرِینِ ،بِکَسْرِها ،أَی: عَدِیمُ النَّظِیرِ فی السَّخاءِ و الکَرَمِ ،قالَ الشَّمّاخُ :

ص:386


1- (1) کذا بالأصل و التهذیب و نسبه فی اللسان لأبی الخشناء.
2- (2) عن القاموس و بالأصل«و جزاه».
3- (3) فی التهذیب:لأنه ذمٌّ و عیبٌ .
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله کأن نصعاً سیأتی فی ماده نصع» تخال«بدل»کأن«و یناسبه تفسیر ابن الأعرابی ا ه ».
5- (5) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:قال العجاج إلخ الذی فی اللسان: [1]کان بینه و بین رؤبه اختلاف فی شیء فقال:أما و اللّه إلخ ا ه ».
6- (6) دیوانه ص 172 و انظر تخریجه فیه.

رَأَیْتُ عَرَابَهَ الأَوْسِیَّ یَسْمُو

إِلَی الخَیْرَاتِ مُنْقَطِعَ القَرِینِ

و قَاطَعَا مُقَاطَعَهً : ضِدُّ واصَلاَ.

و قاطَعَ فُلانٌ فُلاناً بسَیْفَیْهِما :إِذا نَظَرَا أَیُّهُما أَقْطَعُ ،أَی أَکْثَرُ قَطْعاً ،و کَذلِکَ قاطَعَ الرَّجُلانِ بسَیْفَیْهِما.

و اقْتَطَعَ مِنْ مالِهِ قِطْعَهً :أَخَذَ مِنْهُ شَیْئاً لنَفْسِه مُتَمَلِّکاً، و مِنهُ

16- الحَدِیثُ فی الیَمِینِ : «أَو یَقْتَطِع بِهَا مالَ امْرِیءٍ مُسْلِمٍ ». و هو افْتَعَلَ مِنَ القَطْعِ .

و من مَجَازِ المَجَازِ: جاءَت الخَیْلُ مُقْطَوْطِعَاتٍ ،أَی:

سِرَاعاً،بَعْضُها فی إِثْرِ بَعْضٍ ،کَذَا فی الصِّحاح و العُبَابِ .

و القَطَعُ ،مُحَرَّکَهً :جَمْعُ قَطَعَهٍ مُحَرَّکَهً أَیْضاً: و هی بَقِیَّهُ یَدِ الأَقْطَعِ ،و قد سَبَقَ لَهُ ذلِکَ .

و القُطَعُ کصُرَدٍ: القاطِعُ لرَحِمِه و قد سَبَقَ له ذلِکَ ،فهُوَ تَکْرَارٌ.

و القُطَعُ أَیْضاً: جَمْعُ قُطْعَهٍ بالضّمِّ للطَّائِفَهِ المَفْرُوزَهِ من الأَرْضِ ،و قَدْ تَقَدَّم.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلیه:

انْقَطَع ،و تَقَطَّعَ ،کِلاهُمَا:مُطَاوِعُ قَطَعَهُ و اقْتَطَعَه ،الأَخِیرُ شُدِّدَ لِلْکَثْرَهِ .

و تَقَطَّعُوا أَمْرَهُم:تَقَسَّمُوه.

و تَقَطَّعَتِ الأَسْبَابُ : انْقَطَعَتْ .

و قِیلَ : تَقَطَّعُوا أَمْرَهُم:تَفَرَّقُوا فِی أَمْرِهِمْ ،عَلَی نَزْعِ الخافِضِ .

و التَّقْطِیعُ :التَّخْدِیشُ .

و قَطَّعَهُ تَقْطِیعاً :فَرَّقَهُ .

و التَّقْطِیعُ :الانْقِطَاعُ ،و مِنْهُ قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

کأَنَّ ابْنَهَ السَّهْمِیِّ دُرَّهُ قامِسِ

لَهَا بَعْدَ تَقْطِیعِ النُّبُوحِ وَ هِیجُ

أَی بَعْدَ انْقِطَاعِ النُّبُوحِ ،و النُّبُوحُ :الجَمَاعَاتُ (1)،أَرادَ بَعْدَ الهُدُوِّ و السُّکُونِ باللَّیْلِ .و تَقَاطَعَا :ضِدُّ تَوَاصَلاَ.

و تَقَاطَعَ الشَّیْ ءُ:بانَ بَعْضُهُ من بَعْضٍ .

و المَقَاطِیعُ :جَمْعُ قِطْعٍ ،بالکَسْرِ لِلنَّصْلِ القَصِیرِ،جاءَ علی غَیْرِ واحِدِهِ نادِراً،کأَنَّهُ إِنَّمَا جَمَعَ مِقْطَاعاً ،و لم یُسْمَعْ ، کما قالُوا:مَلامِحُ و مَشَابِهُ ،و لَمْ یَقُولُوا:مَلْمَحَه و لا مَشْبَهَه.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ :و رُبَّمَا سَمَّوا القِطْعَ مَقْطُوعاً ،و المَقَاطِیعُ جَمْعُه،و قالَ ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ :

و شَقَّتْ مَقَاطِیعُ الرُّمَاهِ فُؤادَهُ

إِذا یَسْمَعُ الصَّوْتَ المُغَرِّدَ یَصْلِدُ (2)

و المِقْطَاعُ ،کمِحْرَابٍ :ما قَطَعْتَ بهِ .

و سَیْفٌ قاطِعٌ ،و قَطّاعٌ ،و مِقْطَعٌ .

و القَطّاعُ :سَیْفُ عِصَامِ بنِ شَهْبَر.

و أَبُو القَاسِمِ عَلِیُّ بنُ جَعْفَرِ بنِ عَلِیٍّ السَّعْدیُّ ،عُرِفَ بابنِ القَطّاعِ اللُّغَوِیّ المِصْرِیّ المُتَوَفَّی سَنَهَ خَمْسِمائَه و خَمْسَهَ عَشَرَ.

و رَجُلٌ لَطّاعٌ قَطّاعٌ : یَقْطَعُ نِصْفَ اللُّقْمَهِ ،و یَرُدُّ الثّانِی، و اللَّطّاعُ مَذْکُورٌ فی مَوْضِعِه.

و کَلامٌ قاطِعٌ ،علی المَثَلِ ،کقولِهِمْ :نافِذٌ.

و یَدٌ قَطْعَاءُ : مَقْطُوعَهٌ .

و قالَ اللَّیْثُ :یَقُولُونَ : قُطِعَ الرَّجُلُ ،و لا یَقُولُونَ : قُطِعَ الأَقْطَعُ ؛لأَنَّ الأَقْطَعَ لا یَکُونُ أَقْطَعَ حَتَّی یَقْطَعَهُ غَیْرُه،و لو لَزِمَهُ ذلِکَ من قِبَلِ نَفْسِه لَقِیلَ : قَطِعَ ،أَو قَطُعَ .

و قَطَعَ اللّه عُمُرَهُ ،علی المَثَلِ .

و قُطِعَ دابِرُهُم،أَی:اسْتُؤْصِلُوا من آخِرِهِمْ .

و شَرَابٌ لَذِیذُ المَقْطَع ،أَی:الآخِرِ و الخاتِمَهِ ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ للفَرَسِ الجَوَادِ: تَقَطَّعَتْ علیه أَعْنَاقُ الخَیْلِ :إِذا لَمْ تَلْحَقْه،و مِنْهُ

17- قَوْلُ عُمَرَ فِی أَبِی بَکْرٍ رضِیَ اللّه عنهما:

«لَیْسَ فِیکُم مَنْ تَقَطَّعُ عَلَیْهِ (3)الأَعْنَاقُ مثلَ أَبِی بَکْرٍ». أَی لَیْسَ فیکُم سابِقٌ إِلَی الخَیْراتِ ، تَقَطَّعُ أَعْنَاقُ مُسَابِقِیهِ ،حَتّی لا

ص:387


1- (1) فسرها فی دیوان الهذلیین بأصوات الناس.
2- (2) دیوان الهذلیین 241/1 بروایه:و شفَت بالفاء.
3- (3) الأصل و اللسان و [1]بالنهایه:دونه.

یَلْحَقَه أَحَدٌ مِثْل أَبِی بَکْرٍ،و

16- فی حَدِیثِ أَبِی رزین (1): «فإِذا هِیَ یُقَطَّعُ دُونَهَا السّرَابُ ». أَی:تُسْرِعُ إِسْرَاعاً کَثِیراً تَقَدَّمَتْ بهِ و فَاتَتْ ،حَتّی إِنَّ السّرَابَ یَظْهَرُ دُونَهَا،أَی مِنْ وَرَائِها؛ لبُعْدِهَا فی البَرِّ.

و مُقَطَّعاتُ الشَّیْ ءِ:طَرَائِقُه الّتِی یتَحَلَّلُ إِلَیْهَا،و یَتَرکَّبُ مِنْها،کمُقَطَّعَاتِ الکلامِ .

و مَقَاطِیعُ الشِّعْرِ:ما تَحَلَّلَ إِلیهِ و تَرَکَّبَ منه من أَجْزَائِه الَّتِی یُسَمِّیها العَرُوضِیُّونَ الأَسْبَابَ و الأَوْتادَ.

و قالَ سِیبَوَیْه: قَطَعْتُه :أَوْصَلْتُ إِلیهِ القَطْعَ ،و اسْتَعْمَلْتُه فیهِ .

و انْقَطَعَ الشّیْ ءُ:ذَهَبَ وَقْتُه،و منه قَوْلُهم: انْقَطَعَ البَرْدُ، و الحَرُّ،و هو مَجَازٌ.

و انْقَطَعَ الکَلامُ :وَقَفَ فلَمْ یَمْضِ .

و انْقَطَعَ لِسانُه:ذَهَبَتْ سَلاطَتُه.

و هو أَقْطَعُ القَوْلِ : قَطِیعُهُ .و اقْتُطِعَ دُونَه:أُخِذَ و انْفُرِدَ بهِ .

و قَطَع بَعْثاً:أَفْرَدَ قَوْماً بَعَثَهُم فی الغَزْوِ بعَیْنِهِم من غَیْرِهِمْ .

و أَقْطَعْتُ الشَّیْ ءَ:إِذا انْقَطَعَ عنکَ یقال:قد أَقْطَعْتُ الغَیْثَ .

و هو قَطُوعٌ لإِخْوَانِه،کصَبُورٍ کما فی اللِّسَانِ ،و قَطِیعٌ لإِخْوَانِه،کأَمِیرٍ،کما فی الأَساسِ (2):إِذا کانَ لا یَثْبُتُ علی مُؤاخاهٍ ،و هو مَجَازٌ.

و تَقَاطَعَتْ أَرْحَامُهُم:تَحَاصَّتْ و هو مَجازٌ.

و رَجُلٌ مِقْطَعٌ و قَطّاعٌ ،کمِنْبَرٍ و شَدّادٍ: یَقْطَعُ رَحِمَهُ .

و قَطَّعَ تَقْطِیعاً ،شُدِّدَ للکَثْرَهِ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ للبَعِیثِ :

طَمِعْتُ بلَیْلَی أَنْ تَرِیعَ و إِنَّمَا

تُقَطِّعُ أَعْنَاقَ الرِّجالِ المَطامِعُ

و قوله تعالی: أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَکُمْ (3)أَی:تَعُودُوا إِلی أَمْرِ الجاهِلِیَّهِ ،فتُفْسِدُوا فی الأَرْضِ ،و تَئِدُوا البَنَاتِ .

و رَجُلٌ قَطِیعٌ :مَبْهُورٌ بَیِّنُ القَطاعَه ،و کذلک الأُنْثَی بغَیْرِ هاءٍ.

و امْرَأَهٌ قَطُوعٌ و قَطِیعٌ :فاتِرَهُ القِیَامِ ،و قد قَطُعَتْ ،ککَرُمَ .

و القُطُع ،بضمَّتَیْنِ فی الفَرَسِ : انْقِطَاعُ بَعْضِ عُرُوقهِ .

و اسْتَقْطَعَهُ القَطِیعَهَ :سأَلَه أَن یُقْطِعَهِ إِیّاهَا،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:أَی سَأَلَه أَن یَجْعَلَهَا لَهُ إِقْطاعاً ،یَتَمَلَّکُها و یَسْتَبِدُّ بِهَا.

و القُطْعُ ،بالضَّمِّ :وَجَعٌ فی البَطْنِ ،و مَغَصٌ .

و القِطْعَهُ من الغَنَمِ ،بالکَسْرِ، کالقَطِیعِ .

و رَجُلٌ مُقَطَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُجَرَّبٌ .

و یُقَالُ :الصَّوْمُ مَقْطَعَهٌ للنِّکاحِ ،کما فی الصِّحاحِ ، و الهَجْرُ مَقْطَعَهٌ للوُدِّ،کما فی الأَساسِ ،و هو مَجَازٌ.

و القِطْعَهُ و القِطاعُ ،بکَسْرِهِما:طائِفَهٌ مِنَ اللَّیْلِ .

و قولُه تَعَالَی: قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِیابٌ مِنْ نارٍ (4)أَی خِیطَتْ و سُوِّیَتْ ،و جُعِلَتْ لَبُوساً لَهُم.

و المَتَقَطِّعُ :القَصِیرُ.

و تَقَطَّعَتِ الظِّلالُ :قَصُرَتْ .

و القِطْعُ ،بالکَسْرِ:ضَرْبٌ من الثِّیَابِ المُوَشّاهِ ،و الجَمْعُ قُطُوعٌ .

و قاطَعَهُ عَلَی کَذَا مِنَ الأَجْرِ و العَمَلِ و نَحْوِه مُقَاطَعَهً ،و هو مَجَازٌ.

قالَ اللَّیْثُ :و مُقَطَّعَهُ الشَّعَرِ:هَناتٌ صِغارٌ مِثْلُ شَعَرِ الأَرَانِبِ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا لَیْسَ بشَیْ ءٍ.

و یُقَالُ للأَرْنَبِ السَّرِیعَهِ أَیْضاً: مُقَطِّعَهُ السُّحُورِ،و مُقَطِّعَهُ النِّیَاطِ (5)،و قال آخر:

ص:388


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و فی حدیث أبی رزین،الذی فی اللسان: [1]أبی ذر اه ».
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله کما فی الأساس،الذی فیه:رجل قطوع لإخوانه اه و عباره اللسان:و رجل قطوع لإخوانه و مقطاع إلخ».
3- (3) سوره محمد الآیه 22. [2]
4- (4) سوره الحج الآیه 19. [3]
5- (5) یرید کأنها تقطع عرقاً فی بطن طالبها من شده العدو أو رئات من یعدو علی أثرها لیصیدها.

مَرَطَی مُقَطِّعَهٍ سُحُورَ بُغَاتِهَا

مِنْ سُوسِهَا التَّوْتِیرُ مَهْمَا تُطْلَبِ

أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیّ (1):

کَأَنِی إِذْ مَنَنْتُ عَلَیْکَ فَضْلِی

مَنَنْتُ عَلَی مُقَطِّعَهِ القُلُوبِ

أُرَیْنِبُ خُلَّهٍ باتَتْ تَغَشَّی

أَبارِقَ کُلُّها وَخِمٌ جَدِیبُ

و یُقَال:هذا فَرَسٌ یُقَطِّعُ الجَرْیَ ،أَی:یَجْرِی ضُرُوباً من الجَرْیِ ؛لمَرَحِه و نَشَاطِهِ .

و هُوَ مُنْقَطِعُ العِقَالِ فی الشَّرِّ و الخُبْثِ ،أَی:لا زاجِرَ لَهُ ، و هو مَجازٌ.

و المُقَطَّعُ مِنَ الذَّهَبِ ،کمُعَظَّمٍ :الیَسِیرُ،کالحَلَقَهِ و القُرْطِ و الشَّنْفِ و الشَّذْرَهِ ،و ما أَشْبَهَها.

و أَرْضٌ قَطِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :لا یُدْرَی أَخُضْرَتُهَا أَکْثَرُ أَم بَیَاضُها الَّذِی لا نَبَاتَ به،و قِیلَ :الَّذِی بِها نِقَاطٌ من الکَلإِ.

و أَقْطَعَتِ السَّمَاءُ بمَوْضِعِ کَذَا: انْقَطَعَ المَطَرُ هُنَاکَ ، و أَقْلَعَتْ ،و هو مَجَازٌ،یُقَالُ :مَطَرَت السَّمَاءُ بمَوْضِعِ کَذَا، و أَقْطَعَتْ بِبَلَدِ کذا.

و أَقْطَعَ اللّه هذِهِ الشُّقَّهَ ،أَی:أَنْفَذَهَا (2)،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و اقْتَطَعَ ما فِی الإنَاءِ:شَرِبَه.

و قَطَعَ المَفَازَهَ قَطْعاً :جازَهَا.

و عَیْنٌ قاطِعَهٌ ،و عُیُونُ الطّائِفِ قَوَاطِعُ إِلاّ قَلِیلاً.

و انْقَطَعَ إِلَی فُلانٍ :إِذا انْفَرَدَ بصُحْبَتِه خاصَّهً ،و هو مَجَازٌ.

و هُوَ مُنْقَطِعُ العِذارِ:إِذا لَمْ تَتَّصِلْ لِحْیَتُه فی عارِضَیْهِ .

و مَا عَلَیْهَا إِلاّ قِطَعٌ مِنَ الحَلْیِ (3)،کعِنَبٍ ،أَی:شیءٌ قَلِیلٌ من نَحْوِ شَذْرٍ.

و القِطَعِیُّونَ ،بالکَسْرِ:مُحَدِّثُونَ ،مِنْهُمْ :الحُسَیْنُ بنُ مُحَمَّدٍ الفَزارِیُّ الکوفی القِطَعِیُّ ،عن یَحْیَی بنِ زَکَرِیّا بنِ سُفْیَانَ ،و عنه مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّه الهَرَوَانِیّ (4).

و أَبُو یعْقُوب إِسْحَاقُ بنُ إِبْرَاهِیمَ القِطَعِیُّ الکُوفِیُّ عن سَعِیدِ بنِ یَحْیَی الأَمَوِیِّ ،و عنه الإِسْمَاعِیلِیُّ ،ذکره المالِینِیُّ .

و عَبْدُ اللّه بنُ عَلِیِّ بنِ القَاسِمِ القِطَعِیُّ ،کُوفِیٌّ أَیضاً، روی عنه مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ التَّمِیمِیُّ ،کذا فی التَّبْصِیرِ.

و القُطَیْعُ ،کزُبَیْرٍ:قَرْیَهٌ بالیَمَنِ ،و قد دَخَلْتُهَا،و قَرَأْتُ بِهَا الحَدِیثَ عَلَی شَیْخِنَا المُعَمَّرِ سُلَیْمَانِ بنِ أَبِی بَکْرٍ الهَجّامِ ، الحُسَیْنِیِّ الأَهْدَلِیِّ ،برِوَایَتِه عن خاتِمَهِ المُسْنِدِینَ إِلَیْه،عِمَادِ الدِّینِ یَحْیَیَ بنِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ القَادِرِ الحُسَیْنِیِّ الزَّبِیدِیِّ .

قعع

ماءٌ قُعٌّ ،و قُعاعٌ ،بضَمِّهِما:شَدِیدُ المَرَارَهِ ،و قد اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الثّانِی،و قَالَ :مُرٌّ غلِیظٌ ،و ابنُ دُرَیْدٍ نَقَلَهُمَا جَمِیعاً (5)،قالَ :و کَذلِکَ عُقٌّ و عُقَاقٌ ،زادَ ابنُ بَرِّیّ .

و زُعَاقٌ ،و حُرَاقٌ ،و لَیْسَ بَعْدَ الحُرَاقِ شَیْ ءٌ،و هو الَّذِی یَحْرِقُ أَوْبارَ الإِبِلِ ،و قِیلَ : القُعَاعُ :الماءُ الَّذِی لا أَشَدَّ مُلُوحَهً مِنْه،تَحْتَرِق مِنْهُ أَجْوَافُ الإِبِلِ ،الواحِدُ و الجَمْعُ فیهِ سَوَاءٌ.

و یُقَالُ : أَقَعَّ القَوْمُ إِقْعاعاً :إِذا أَنْبَطُوهُ ،کما فی الصِّحاحِ ،أَیْ : حَفَرُوا ،زادَ اللَّیْثُ : فهَجَمُوا عَلَی ماءٍ قُعَاع .

و القَعْقَاعُ :مَنْ إِذا مَشَی سُمِعَ لمَفاصِلِ رِجْلَیْهِ تَقَعْقُعٌ ، أَی تَحَرُّکٌ و اضْطِرابٌ ، کالقَعْقَعانِیِّ بالضَّمِّ (6)قالَهُ اللَّیْثُ .

و القَعْقَاعُ : التَّمْرُ الیابِسُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :سَمِعْتُ البَحْرانِیِّینَ یَقُولُونَ لِلْقَسْبِ إِذا یَبِسَ و تَقَعْقَعَ :تَمْرٌ سَحٌّ ،و تَمْرٌ قَعْقَاعٌ .

و القَعْقَاعُ : الحُمَّی النّافِضُ تُقَعْقِعُ الأَضْراسَ ،قال مُزَرِّدٌ -أَخُو الشَّمّاخِ -:

إِذا ذُکِرَتْ سَلْمَی عَلَی النَّأْیِ عَادَنی

ثُلاجِیُّ قَعْقَاعٍ مِنَ الوِرْدِ مُرْدِمِ

ص:389


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و أنشد ابن الأعرابی إلخ عباره اللسان:و [1]یقال لها أیضاً:مقطّعه القلوب،أنشد ابن الأعرابی إلخ».
2- (2) فی التکمله:أنفدها،بالدال المهمله.
3- (3) عباره الأساس:و ما علیها من الحلی إلا مقطَّع.
4- (4) عن اللباب لابن الأثیر،و یعرف بابن الهروانی،و بالأصل النهروانی.
5- (5) الجمهره 112/1.
6- (6) کذا بالأصل،و المثبت بالفتح ضبط القاموس و [2]التهذیب و نص فی التکمله علی الفتح.

نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و القَعْقَاعُ : الطَّرِیقُ لا یُسْلَکُ إِلاّ بمَشَقَّهٍ سُمِّیَ بهِ لأَنَّهُم یَجِدُّونَ السَّیْرَ فیهِ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ غیرُه:و ذلِکَ إِذا بَعُدَ و احْتَاجَ السّابِلُ فِیهِ إِلَی الجِدِّ،سُمِّیَ بهِ لأَنَّهُ یُقَعْقِعُ الرِّکَابَ و یُتْعِبُها.

و القَعْقَاعُ : طَرِیقٌ مِن الیَمَامَهِ إِلَی الکُوفَهِ کَذَا فِی الصِّحاحِ ،و العُبَابِ ،و قِیلَ :إِلَی مَکَّهَ (1)،و وُجدَ أَیْضاً هکذا فی بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاح،قالَ ابنُ أَحْمَرَ یَصِفُ الإِبِلَ :

فلَمّا أَنْ بَدَا القَعْقَاعُ لَحَّتْ

عَلَی شَرَکٍ تُناقِلُه نِقالاَ

و القَعْقَاعُ بنُ أَبِی حَدْرَد الأَسْلَمِیُّ ،رَوَی عَنْهُ سَعِیدٌ المَقْبُرِیُّ من رِوایَهِ ابْنِهِ عَبْدِ اللّه.

و القَعْقَاعُ بنُ مَعْبَدِ بنِ زُرَارَهَ التَّمِیمِیُّ الدّارِمِیُّ ،وافِدُ تَمِیمٍ مَعَ الأَقْرَعِ : صحابِیّانِ رَضِیَ اللّه عنهما.

و فاتَه: القَعْقَاعُ بنُ عَمْرٍو التَّمِیمیُّ ،أَوْرَدَهُ سَیْفٌ فی الصَّحابَهِ .

و القَعْقَاعُ آخَرُ،ذَکَرَهُ المُسْتَغْفِرِیُّ فی الصَّحابَهِ ،لَقَبُهُ المُغَمَّرُ،کمُعَظَّمٍ بالغَیْنِ .

و ابنُ شَوْرٍ:تابِعِیٌّ یُضْرَبُ بهِ المَثَلُ فی حُسْنِ المُجاوَرَهِ فقِیلَ : «لا یَشْقَی بقَعْقَاعٍ جَلِیسُ » ،قال الشّاعِرُ:

و کُنْتُ جَلِیسَ قَعْقاعِ بنِ شَوْرٍ

و لا یَشْقَی بقَعْقَاعٍ جَلِیسُ

ضَحُوکُ السِّنِّ إِنْ أَمَرُوا بَخَیْرٍ

و عِنْدَ الشَّرِّ مِطْراقٌ عَبُوسُ

و کانَ یَجْرِی مَجْرَی کَعْبِ بنِ مامَهَ فی حُسْنِ المُجاوَرَهِ .

و القَعاقِعُ :ع و فی الصِّحاحِ :مواضِعُ بالشُّرَیْفِ ،ببِلادِ قَیْس ،و قال أبو زِیَادِ: القَعاقِعُ :بلادٌ کَثِیرَهٌ من بِلادِ بَنِی العَجْلانِ ،قال البَعِیثُ :

و أَنَّی اهْتَدَتْ لَیْلَی لِعُوجٍ مُنَاخَهٍ

و مِنْ دُونِ لَیْلَی یَذْبُلٌ فالقَعاقِعُ

و القُعْقُعُ ،کهُدْهُدٍ:العَقْعَقُ ،عن أَبِی عَمْرو، أَو طائِرٌ آخَرُ أَبْلَقُ ،و فی بعضِ النُّسَخِ أَبْیَضُ ،و الأُولَی الصَّوابُ ، کما هو نَصُّ الصِّحاحِ ،و فی العُبَابِ :أَبْلَقُ بِبَیَاضٍ و سَوادٍ، ضَخْمٌ ، بَرِّیٌّ ،طَوِیلُ المِنْقَارِ و الرِّجْلَیْنِ و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی المِنْقَارِ.

و قُعَیْقِعانُ ،کزُعَیْفِرانٍ :جَبَلٌ بالأَهْوَازِ فی حِجَارَتِه رَخَاوَهً تُنْحَتُ مِنْها الأَسَاطِینُ ،یُقَالُ : نُحِتَتْ مِنْهَا ،أَی من حِجَارَتِه،و فی بَعْضِ الأُصُولِ «مِنْه»أَی مِنْ الجَبَلِ أَساطِینُ جامِعِ البَصْرَهِ و فی الصِّحاحِ مَسْجِدٌ بالبَصْرَهِ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و قُعَیْقِعانُ : ه،بها ماءٌ و زَرْعٌ ،عَلَی اثْنَیْ عَشَرَ مِیلاً مِنْ مَکَّهَ ،علی طَرِیقِ الحَوْفِ إِلَی الیَمَنِ قالَ أَبو عَمْرٍو:

مَوْضِعٌ کانَتْ فِیهِ حَرْبٌ ،سُمِّیَ بِذلِکَ لِکَثْرَهِ (2)السِّلاحِ الَّذِی کانَ بهِ ،و فی المُعْجَمِ :سُمِّیَ بهِ لأَنه موْضِعُ (3)سِلاَحِ تُبَّعٍ .

و قُعَیْقِعَانُ : جَبَلٌ ،کما فی الصِّحاحِ ،و فی الجَمْهَرَهِ :

موضِعٌ بمَکَّهَ ،و هو اسمٌ مَعْرِفَهٌ ،کما فی الصِّحاحِ ، وَجْهُه إِلَی أَبِی قُبَیْسٍ ،قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:قالَ السُدِّیُّ :سُمِّیَ بذلِکَ لأَنَّ جُرْهُمَ کانَتْ تَجْعَلُ فِیه أَسْلِحَتَهَا :قِسِیَّهَا و جِعَابَهَا و دَرَقَهَا، فَتَقَعْقَعُ فیهِ ،أَو لاِنَّهُم لَمّا تَحَارَبُوا و قَطُوراءَ بمَکَّهَ قَعْقَعُوا بالسِّلاحِ فی ذلِکَ المَکَانِ ،هکذا زَعَمَهُ ابنُ الکَلْبِیِّ و غَیْرُه من أَصْحابِ الأَخْبَارِ،و قالَ عُمَرُ بن أَبِی رَبِیعَهَ :

هَیْهَاتَ مِنْکَ قُعَیْقِعانُ و أَهْلُها

بالحَزْنَتَیْنِ ،فَشَطَّ ذاکَ مَزارَا (4)

وقَعَّهُ ،کمَدَّهُ :اجْتَرَأَ علیهِ بالکَلامِ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن بَعْضِ الطّائِیِّینَ (5).

و القَعْقَعَهُ :حِکَایَهُ صَوْتِ السِّلاحِ و نَحْوِه،کما فی الصِّحاحِ .

و القَعْقَعَهُ : صَرِیفُ الأَسْنَانِ لِشدَّهِ وَقْعِهَا فی الأَکْلِ ، و مِنْهُ

16- حَدِیثُ أَبِی الدَّرْدَاءِ: «شَرُّ النِّسَاءِ السَّلْفَعَهُ ،الَّتِی تُسْمَعُ

ص:390


1- (1) و هی عباره التهذیب.
2- (2) فی التهذیب«فسمّی قعیقعان لتقعقع السلاح فیه.
3- (3) عن اللسان و بالأصل«سمّی به لوضع».
4- (4) عجزه بالأصل: بالحزبتین،فشطّ ذاک مزار و المثبت عن معجم البلدان. [1]
5- (5) عن التکمله و بالأصل«الطائفیین».

لأَسْنَانِها قَعْقَعَهٌ ». و تَقَدَّمَ تَمَامُه فی«ق ی س».

و القَعْقَعَهُ : تَحْرِیکُ الشَّیْ ءِ یُقَال: قَعْقَعَهُ ،و تَقَعْقَعَ بهِ قَعْقَعَهً و قِعْقَاعاً ،بالکَسْرِ،و الاسْمُ القَعْقَاعُ ،بالفَتْحِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القَعْقَعَهُ ،و العَقْعَقَهُ ، و الشَّخْشَخَهُ ،و الخَشْخَشَهُ ،و الخَفْخَفَهُ و الفَخْفَخَهُ ، و النَّشْنَشَهُ ،و الشَّنْشَنَهُ ،کُلُّه:حَرَکَهُ القِرْطاسِ و الثَّوْبِ الجَدِیدِ.

و قال غَیْرُه: القَعْقَعَهُ :حِکَایَهُ حَرَکَهِ شَیْ ءٍ یُسْمَعُ لَهُ صَوْتٌ ،و قِیلَ :هُوَ تَحْرِیکُ الشَّیْ ءِ الیَابِسِ الصُّلْبِ مَعَ صَوْتٍ .

و القَعْقَعَهُ أَیْضاً: طَرْدُ الثَّوْرِ بِقَعْ قَعْ بفَتْحِهِمَا،و قد قَعْقَعَ بهِ :طَرَدَه،و إِذا زَجَرَهُ قَالَ :وَحْ وَحْ ،نَقَلَه الأَصْمَعِیُّ .

و القَعْقَعَهُ . إِجَالَهُ القِدَاحِ فی المَیْسَرِ ،وَ هُوَ مُقَعْقِعٌ ، و منه قَوْلُ کُثَیِّرٍ یَصِفُ نَاقَهً :

و تُؤْبَنُ مِنْ نَصِّ الهَوَاجِرِ و الضُّحَی

بِقِدْحَیْنِ فَازَا مِنْ قِدَاحِ المُقَعْقِعِ (1)

و القَعْقَعَهُ : الذَّهَابُ فی الأَرْضِ ،و قَدْ قَعْقَعَ فِیها.

و القَعْقَعَهُ :تَتابُعُ صَوْت الرَّعْدِ فی شِدَّهٍ ،و الجَمْعُ :

القَعَاقِعُ .

و قالَ اللَّیْثُ : القَعْقَعَهُ :حِکَایَهُ أَصْواتِ السِّلاحِ و التِّرَسَهِ کعِنَبَهٍ ،جمعُ تُرْسٍ ،و الجُلُودِ الیابِسَهِ ،و الحجَارَهِ و البَکَرَهِ و الحُلِیِّ و نَحْوِهَا (2)و أَنْشَدَ سِیبَوَیْه للنّابِغَهِ الذُّبْیَانِیِّ فی قَطْعِ حِلْفِ (3)بَنِی أَسَدٍ:

کأَنَّکَ مِنْ جِمَالِ بَنِی أُقَیْشٍ

یُقَعْقَعُ خَلْفَ رِجْلَیْهِ بشَنِّ (4)

و زَعَمَ الأَصْمَعِیُّ أَنَّهُ مَصْنُوعٌ ،و قد تَقَدَّمَ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ لِلنَّابِغَهِ :

یُسَهَّدُ مِنْ لَیْلِ التَّمَامِ سَلِیمُهَا

لِحَلْیِ النِّسَاءِ فی یَدَیْهِ قَعاقِعُ

و ذلِکَ أَنَّ المَلْدُوغَ یُوضَعُ فی یَدَیْهِ شَیْ ءٌ من الحُلِیِّ و نَحْوِه،یُحَرِّکُه،یُسَلِّی به الغَمَّ ،و یُقَال:یَمْنَعُ به النَّوْمَ ؛لئِلاّ یَدِبَّ فیهِ السّمُّ فیَقْتُلَهُ .

و فی المَثَلِ : «مَا یُقَعْقَعُ له بالشِّنَانِ » بفَتْحِ القَافَیْنِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قالَ الصّاغَانِیُّ : یُضْرَبُ لمَنْ لا یَتَّضِعُ لِحَوَادِثِ الدَّهْرِ،و لا یَرُوعُه ما لاَ حَقِیقَهَ لهُ ،و فی اللِّسَانِ :

أَی لا یُخْدَعُ و لا یُرَوَّعُ ،و الشِّنانُ ،بالکَسْرِ:جَمْعُ شَنٍّ ،و هو الجِلْدُ الیابِسُ یُحَرَّکُ لِلْبَعِیرِ،لِیَفْزَعَ .

و القَعَاقِعُ :تَتَابُعُ أَصْوَاتِ الرَّعْدِ کَذا فی الصِّحَاحِ ،و هُوَ جَمْعُ قَعْقَعَهِ ،و لا یَخْفَی أَنَّه تَقَدَّمَ لَهُ : القَعْقَعَهُ :صَوْتُ الرَّعْدِ،فهُوَ تَکْرَارٌ.

و من المَجَازِ: قَعْقَعَتْ عُمُدُهُمْ ،و تَقَعْقَعَتْ :ارْتَحَلُوا و احْتَمَلُوا عَنْ بَلَدٍ کَانُوا نُزُولاً فیهِ ،و بالوَجْهَیْنِ یُرْوَی قَوْلُ جَرِیرٍ یَمْدَحُ عَبْدَ العَزِیزِ بنَ الوَلیدِ:

لَقَدْ طَیبْتَ نَفْسِی عَنْ صَدِیقِی

و قَدْ طَیَّبْتُ نَفْسِی عن بِلادِی

فأَصْبَحْنَا و کُلُّ هَوًی إِلَیْکُم

تَقَعْقَعُ نَحْوَ أَرْضِکُمُ عِمَادِی

و فی المَثَل: «مَنْ یَجْتَمِعْ تَتَقَعْقَعْ عُمُدُه» و یُرْوَی:مَنْ یَتَجَاوَرْ أَی:لا بُدَّ مِن افْتِرَاقٍ بَعْدَ الاجْتِمَاعِ قالَ الجَوْهَرِیُّ :

کَما یُقَالُ :

«إِذا تَمَّ أَمْرٌ دَنَا نَقْصُه» أَو مَعْنَاهُ :إِذا اجْتَمَعُوا و تَقَارَبُوا وَقَعَ بَیْنَهُم الشَّرُّ، فَتَفَرَّقُوا ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ أَو مَنْ غُبِطَ بکَثْرَهِ العَدَدِ،و اتِّسَاقِ الأَمْرِ (5)،فهُوَ بمَعْرَضِ (6)الزَّوَالِ و الانْتِشَارِ و هذا کقَوْلِ لَبِیدٍ یَصِفُ تَغَیُّرَ الزَّمَانِ بأَهْلِهِ :

إِنْ یُغْبَطُوا یُهْبَطُوا،و إِنْ أَمِرُوا

یَوْماً یَصِیرُوا لِلهُلْکِ و النَّکَدِ

ص:391


1- (1) نسبه الأزهری فی التهذیب لابن مقبل،و الصواب أنه لکثیر عزه،دیوانه 126/1 المیسر و القداح لابن قتیبه ص 121.
2- (2) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و نحوها هکذا فی نسخ الشارح و هو المناسب لسوق عبارته و الذی فی نسخ المتن:و نحوهما بالتثنیه،و هو المناسب لعباره المصنف اه »و فی القاموس ط الرساله بیروت، و نسخه القاموس ط مصر«و نحوها».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«خلف بن أسد».
4- (4) دیوانه صنعه ابن السکیت ص 198.
5- (5) التهذیب:و اتساق الأسباب.
6- (6) التهذیب و اللسان:بعرض الزوال.

و طَرِیقٌ مُتَقَعْقِعٌ و قَعْقاعٌ : بَعِیدٌ یَحْتَاجُ السّائِرُ فیهِ إِلی الجِد قالَ ابنُ مُقْبِلٍ یَصِفُ ناقَهً :

عُمُلٍ قَوَائِمُها عَلَی مُتَقَعْقِعٍ

عَتِبِ المَرَاقِبِ خارِج مُتَنَشِّرِ

و یُرْوَی:«عَکِصِ المَرَاتِبِ ».

و تَقَعْقَعَ الشَّیْ ءُ: اضْطَرَب و تَحَرَّکَ و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ :

«فَجِیءَ بالصَّبِیِّ و نَفْسُه تَقَعْقَعُ ». أَیْ تَضْطَرِبُ .

و تَقَعْقَعَ الأَدِیمُ و السِّلاحُ و نَحْوُهُمَا:تَحَرَّکَ ،و منه قَوْلُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَیْرَهَ -رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ ،یَرْثِی أَخَاه مالِکاً-:

و لا بَرَماً تُهْدِی النِّسَاءُ لِعرْسِه

إِذا القَشْعُ مِنْ بَرْدِ الشِّتَاءِ تَقَعْقَعَا

و قَدْ تَقَدَّمَ إِنْشَادُه فی«ق ش ع»أَی تَحَرَّکَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أَقَعَّتِ البِئْرُ إِقْعاعاً :جاءَتْ بماءٍ قُعاعٍ .

و قَعْقَعْتُ القَارُورَهَ و زَعْزَعْتُها:إِذا أَرَغْتَ نَزْعَ صِمامِهَا مِنْ رَأْسِها.

و تَقَعْقَعَ الشَّیْ ءُ:صَوَّتَ عِنْدَ التَّحَرکِ (1).

و العَیْرُ إِذا حَمَلَ عَلَی العانَهِ ،و تَقَعْقَعَ لَحْیَاهُ ،یُقالُ له:

قُعْقُعَانِیٌّ ،بالضَّمِّ .

و حِمَارٌ قُعْقُعَانِیُّ الصَّوْتِ ،بالضمِّ ،أَی:شَدِیدُهُ ،فی صَوْته قَعْقَعَهٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

شاحِیَ لَحْیَیْ قُعْقُعَانِیِّ الصَّلَقْ

قَعْقَعَهَ المِحْوَرِ خُطّافَ العَلَقْ

و الأَسَدُ ذُو قعاقعَ :إِذا مَشَی سَمِعْتَ لمَفاصِلِه قَعْقَعَهً .

و رَجُلٌ قُعاقِعٌ ،کعُلابِطٍ :کثیرُ الصَّوْتِ ،حکَاه ابنُ الأَعْرَابیِّ ،و أَنْشَدَ:

و قُمْتُ أَدْعُو خالِداً و رافِعَا

جَلْدَ القُوَی ذا مِرَّهٍ قُعاقِعَا

و تَقَعْقَعَ بنا الزَّمَانُ تَقَعْقُعاً ،و ذلِکَ من قِلَّهِ الخَیْرِ،و جَوْرِ السُّلْطَانِ ،و ضِیقِ السِّعْرِ،و هُوَ مجاز.و یُقَالُ لِلْمَهْزُولِ :صارَ عِظاماً یَتَقَعْقَعُ من هُزالِه.

و القَعْقَعَهُ :صَوْتُ القُعْقُعِ .

و قَرَبٌ قَعْقَاعٌ :شَدِیدٌ لا اضْطِرَابَ فِیهِ و لا فُتُورَ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و کَذلِکَ خِمْسٌ قَعْقَاعٌ ،و حَثْحاتٌ :إِذا کانَ بَعِیداً،و السَّیْرُ فیهِ مُتْعِباً لا وَتیرَهَ فِیهِ ،أَی لا فُتُورَ فیهِ ،و سَیْرٌ قَعْقَاعٌ .

و قَعْقَعَهُ بالکَلاَمِ :قَعَّهُ .

و یُقَالُ للشَّیْخِ :إِنَّه لیَتَقَعْقَعُ لَحْیَاهُ من الکِبَرِ.

و القَعْقَاعُ بنُ اللِّجْلاجِ :تَابِعِیٌّ عن أَبِی هُرَیْرَهَ .

قفزع

القَفَنْزَعَه أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال کُراع:هی المَرْأَهُ القَصِیرَهُ ،زادَ اللَّیْثُ : جِدًّا ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، و صاحِبُ اللِّسَانِ .

قفع

القَفْعَهُ :شَیْ ءٌ کالزَّبِیلِ ،یُعْمَلُ مِنْ خُوصٍ ، لَیْسَ بالکَبِیرِ، بِلا عُرْوَهٍ ،و یُسَمَّی بالعِرَاقِ القُفَّهَ ،کما فی المُحْکَمِ أَو جُلَّهُ التَّمْرِ لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ،کما فی العُبَابِ ،و قالَ مُحَمَّدُ بنُ یَحْیَی: القَفْعَهُ :الجُلَّهُ ،بلُغَهِ الیَمَنِ ،یُحْمَلُ فِیها القُطْنُ ،و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنه: «وَدِدْتُ أَنَّ عِنْدَنَا مِنَ الجَرَادِ قَفْعَهً أَو قَفْعَتَیْنِ ». أَو القَفْعَهُ :مِنْ خُوصٍ مُسْتَدِیرَهٌ یُجْتَنَی فِیها الرُّطَبُ و نَحْوُه ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :

و هُوَ شَیْ ءٌ کالقُفَّهِ بِنَجْدٍ،واسِعُ الأَسْفَلِ ،ضَیِّقُ الأَعْلَی، حَشْوُهَا مَکَانَ الحَلْفَاءِ عَرَاجِینُ تُدَقُّ ،و ظَاهِرُهَا خُوصٌ عَلَی عَمَلِ سِلالِ الخُوصِ .

و قالَ اللَّیْثُ : القَفْعَهُ : الدُّوّارَهُ الَّتِی یَجْعَلُ الدَّهّانُونَ فِیها السِّمْسِمَ المَطْحُونَ ،ثُمَّ یُوضَعُ بَعْضُها عَلَی بَعْضٍ ،ثمَّ یَضْغَطُونَها حَتّی یَسِیلَ مِنْهَا الدُّهْنُ ،و ج القَفْعَهِ کالزَّبِیلِ :

قِفَاعٌ ،بالکَسْرِ،و جَمْعُ قَفْعَهِ السِّمْسِمِ : قَفَعَاتٌ ،مُحَرَّکَهً ، کما فی العَیْنِ .

و قالَ اللَّیْثُ : القَفْعُ :جُنَّهٌ مِن خَشَبٍ کالمکَبَّهِ ، یَدْخُلُ تَحْتَه الرِّجَالُ ،یَمْشُونَ بهِ فی الحَرْبِ إِلَی الحُصُونِ ، واحِدَتُهَا قَفْعَهٌ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هِیَ الدَّبّاباتُ .

و القَفْعَاءُ :خَشَبَه ،کَذَا فِی النُّسَخِ ،و هُوَ غَلَطٌ ، و الصَّوابُ :حَشِیشَهٌ خَوّارَهٌ ضَعِیفَهٌ من نَبَاتِ الأَرْضِ فی

ص:392


1- (1) فی اللسان: [1]عند التحریک.

أَیّامِ الرَّبِیعِ ،خَشْنَاءُ الوَرَقِ ،لَها نَوْرٌ أَحْمَرُ مثلُ الشّرَارِ، صِغارٌ وَرَقُها،تَراها مُسْتَعْلِیاتٍ من فَوْقُ ،و ثَمَرَتُهَا مُقَفَّعَهٌ مِنْ تَحْتُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هی من أَحْرَارِ البُقُولِ ، رأَیْتُها بالبَادِیَهِ (1)،و قد ذَکَرَها زُهَیْرٌ فی شِعْرِه،فقال:

جُونِیَّهٌ کحَصاهِ القَسْمِ مَرْتَعُها

بالسِّیِّ ما یُنْبِتُ القَفْعَاءُ و الحَسَکُ

أَو هی شَجَرَهٌ یَنْبُتُ فِیها حَلَقٌ کحَلَقِ الخَوَاتِیمِ ،إِلاّ أَنَّها لا تَلْتَقِی،تَکُونُ کَذلِکَ ما دامَتْ رَطْبَهً ،فإِذا یَبِسَتْ سَقَطَتْ أَی سَقَطَ ذلِکَ عَنْهَا،قالَ کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ یَصِفُ الدُّرُوعَ :

بِیضٌ سَوَابِغُ قَدْ شُکَّتْ لَهَا حَلَقٌ

کَأَنَّه حَلَقُ القَفْعَاءِ مَجْدُولُ

و قالَ أَبو حَنِیفَهَ :أَخْبَرَنِی أَعْرَابِیٌّ مِنْ رَبِیعَهَ قالَ : القَفْعَاءُ :

(2)شُجَیْرَهٌ خَضْرَاءُ ما دامَتْ رَطْبَهً ،و هِیَ قُضْبانٌ قِصارٌ،تَخْرُجُ من أَصْلٍ واحِدٍ لازِقَهٌ (3)لِلأَرْضِ ،و لَهَا وُرَیْقٌ صَغِیرٌ،فإِذا هَمَّتْ بالجُفُوفِ ارْتَفَعَتْ عَن الأَرْضِ ،و تَقَبَّضَتْ و تَجَمَّعَتْ ، و لا تُؤْکَلُ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ زُهَیْرٍ السّابِقَ ،و قالَ بعضُ الرُّوَاهِ :

القَفْعَاءُ :من أَحْرَارِ البُقُولِ ،تَنْبُتُ مُسْلَنْطِحَهً ،ورَقُها مِثْلُ وَرَقِ الیَنْبُوتِ .

و الأُذُنُ القَفْعَاءُ : الّتِی کَأَنَّهَا أَصابَتْهَا نارٌ فانَزَوَتْ ،کَمَا فِی الصِّحاحِ ،و فی العُبَابِ : فَتَزَوَّتْ من أَعْلاها إِلی أَسْفَلِها، و الفِعْلُ قَفِعَتْ ، کفَرِحَ قَفَعاً .

و الرِّجْلُ القَفْعَاءُ : الّتِی ارْتَدَّتْ أَصابعُهَا إِلی القَدَمِ ،کما فی الصِّحاحِ ،زادَ فی اللِّسَانِ :فتَزَوَّتْ عِلَّهً أَو خِلْقَهً ، و الأَقْفَعُ صاحِبُهَا ،و هِیَ قَفْعَاءُ بَیِّنَهُ القَفَعِ ،و قومٌ قُفْعُ الأَصَابِعِ .

و الأَقْفَعُ : المُنَکِّسُ الرَّأْسِ أَبَدًا نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ کالمُقَفِّعِ کمُحَدِّثٍ هکَذَا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ کمُعَظَّمٍ (4).

و المِقْفَعَهُ ،کمِکْنَسَهٍ :خَشَبَهٌ یُضْرَبُ بِها الأَصَابِعُ .

و قَفَعَهُ بِها،کمَنَعَ :ضَرَبَهُ :و رُوِیَ أَنَّه مَرَّ غُلامٌ بالقَاسِمِ بنِ مُخَیْمِرَهَ ،فعَبَثَ بهِ الغُلامُ ،فَتَنَاوَلَه القاسِمُ و قَفَعَه (5)قَفْعَهً شَدِیدَهً ،فإِمّا أَنْ یَکُونَ القَاسِمُ قَفَعَهُ بخَشَبَهٍ ،أَو بِیَدِه فکانَتْ کالمِقْفَعَهِ . و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هو مِنْ قَفَعَهُ عَمّا أَرادَ:إِذا صَرَفَه عَنْهُ و مَنَعَه فانْقَفَعَ انْقِفاعاً .

و قال ابن عَبادٍ: القَفَعُ مُحَرَّکَهً :الضِّیقُ و النَّصَبُ ، یُقَالُ :النّاسُ فِی قَفَعٍ .

و قالَ اللَّیْثُ : القَفَاعِیُّ من الرِّجَالِ بالضَّمِّ :الأَحْمَرُ الّذِی یَنْقَشِرُ (6)أَنْفُه لِشِدَّهِ حُمْرَتِه.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ :لَمْ أَسْمَعْ لغَیْرِ اللَّیْثِ أَحْمَرُ قُفَاعِیٌّ القَافُ قبلَ الفاءِ،قال المُصَنِّفُ :و هی لُغَیَّهٌ فی فُقَاعِیٍّ مُقَدَّمَهَ الفاءِ. قالَ الأَزْهَرِیُّ :المَعْرُوفُ من تَأْکِیدِ صِفَهِ الأَلْوَانِ :أَصْفَرُ فاقِعٌ و فُقَاعِیٌّ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِهِ (7).

و قالَ ثَعْلَبٌ :یُقَالُ : هُوَ قَفّاعٌ لِمالِهِ ،کشَدّاد :إِذا کانَ لا یُنْفِقُه.

و لا یُبَالِی ما وَقَعَ فی قَفْعَتِهِ ،أَی:فی وِعَائِه.

و القُفَاعُ کغرَابِ ،و رُمّانٍ ،و الأُولَی القِیَاسُ ،أَی تَخْفِیفُهَا، کسائِرِ الأَدْوَاءِ إِلاّ أَنَّه هکَذَا وُجِدَ فی نُسَخِ الجَمْهَرَهِ المُصَحَّحَهِ المَقْرُوءَه علَی العُلَمَاءِ-بِخَطِّ أَبِی سَهْلٍ الهَرَوِیِّ و الأَرْزَنِی-بتَشْدِیدِ الفاءِ،قاله الصّاغَانِیُّ :

داءٌ فی قَوَائِمِ الشّاهِ یُعَوِّجُهَا ،و فِی الجَمْهَرَهِ (8):داءٌ یُصِیبُ النّاسَ ،کوَجَعِ المَفَاصِلِ و نَحْوِه،تَتَشَنَّجُ مِنْهُ الأَصَابِعُ .

و القُفّاعُ کرُمّانٍ :نَباتٌ مُتَقَفِّعٌ ،کأَنَّهُ قُرُونٌ صَلاَبَهً إِذا یَبِسَ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ : یُقَالُ لیابِسهِ :کَفُّ الکَلْبِ .

و القُفّاعَهُ بهاءٍ:شَیْ ءُ یُتَّخَذُ من جَرِیدِ النَّخْلِ ،ثُمّ یُغْدَفُ بِهِ عَلَی الطَّیْرِ،فیُصادُ قالَ ابنُ دُرَیْد:هی کَلِمَهٌ عِرَاقِیَّهٌ ،و لا أَحْسِبُهَا عَرَبِیَّهً (9).قلتُ :و اسْتَعْمَلَها أَهْلُ مِصْر أَیْضاً.

و رَجُلٌ مُقَفَّعُ الیَدَیْنِ ،کمُعَظَّمٍ أَی:مُتَشَنِّجُهِما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، کالأَقْفَعِ .

ص:393


1- (1) فی التهذیب:«رأیتها فی بلاد تمیم»و الأصل کاللسان [1]عنه.
2- (2) اللسان: [2]شجره.
3- (3) فی اللسان:لازمه.
4- (4) ضبطت فی التکمله بالقلم بفتح الفاء المشدوده.
5- (5) الذی فی اللسان:فتناوله القاسم بمقععهٍ قفعه شدیدهً و الأصل کالنهایه.
6- (6) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«یَتَقَشَّرُ»و مثلها فی التهذیب و اللسان و [3]التکمله.
7- (7) عباره الأزهری فی التهذیب:و المعروف فی باب الألوان أصفر فاقع فقاعی،الفاء قبل القاف،و هو الصحیح.
8- (8) الجمهره 126/3. [4]
9- (9) الجمهره 126/3. [5]

و مَرْوانٌ بنُ المُقَفَّعِ المَرْوَزِیُّ : تابِعِیٌّ .

و أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ اللّه بنُ المُقَفَّعِ :فَصِیحٌ بَلِیغٌ ،و کانَ اسْمُه رُوزْبَهَ ،أَو داذَبَهَ بن داذ جِشْنِشْ قَبْلَ إِسْلامِهِ ،و کُنْیَتُه أَبُو عُمَرَ ،فلَمّا أَسْلَمَ تَسَمَّی بعَبْدِ اللّه،و تَکَنَّی بأَبِی مُحَمَّدِ، و القَوْلُ الأَخِیرُ فی اسْمِه هو الّذِی ذَکَرَهُ فی کِتَابِه المَوْسُومِ بالیَتِیمَهِ ، و لُقِّبَ أَبُوه بالمُقَفَّعِ لأَنَّ الحَجَّاجَ بْنَ یُوسُفَ ضَرَبَه ضَرْباً مُبَرِّحاً فتَقَفَّعَتْ یَدُه ،کَذا فِی العُبَابِ .

و یُقَالُ : قَفِّعْ هذا ،أَی: أَوْعِهِ ،أَی ضَعْهُ فی الوِعَاءِ، هکذا فی العُبَابِ و التَّکْمِلَه،و فی اللِّسَانِ : أَقْفَعْ هذا.

و انْقَفَعَ :مُطَاوِعُ قَفَعَه ،أَی: امْتَنَع.

و تَقَفَّعَ مُطَاوِعُ : قَفَّعَهُ البَرْدُ تَقْفِیعاً،أَی: تَقَبَّضَ ،و قالَ اللَّیْثُ :نَظَر أَعْرَابِیٌّ -و کُنْیَتُه أَبُو الحَسَنِ -إِلی قُنْفُذَه قد تَقَبَّضَتْ ،فقالَ :أَتُرَی البَرْدَ قَفَّعَهَا ؟أَی:قَبَّضَها.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

انْقَفَعَ النَّباتُ :إِذا یَبِسَ و تَصَلَّبَ ،قال الرّاجِزُ:

فی ذَنَبَانٍ و یَبِسٍ مُنْقَفِعْ

و القَفْعُ ،بالفَتْحِ :نَبْتٌ عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و القَیْفُوعُ ،کطَیْفُورٍ:نَبْتَهٌ ذاتُ ثَمَرَهٍ فِی قُرُونٍ ،و هِی ذاتُ وَرَقٍ و غِصَنَهٍ ،تَنْبُتُ بکُلِّ مکانٍ .

و شاهٌ قَفْعَاءُ ،و هی القَصِیرَهُ الذَّنَبِ ،و قد قَفِعَتْ قَفَعاً ، وَ کَبْشٌ أَقْفَعُ ،و هِیَ الکِبَاشُ القُفْعُ ،قال الشّاعِرُ:

إِنّا وَجَدْنَا العِیسَ خَیْراً بَقِیَّهً

مِنَ القُفْعِ أَذْناباً إِذا ما اقْشَعَرَّتِ

قالَ الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّهُ أَرادَ بالقُفْعِ أَذْنَاباً:المِعْزَی؛لأَنَّهَا تَقْشَعِرُّ إِذا صَرِدَتْ ،و أَمّا الضَّأْنُ فإِنَّهَا لا تَقْشَعِرُّ من الصَّرَدِ.

و القَفْعَاءُ :الفَیْشَلَهُ .

و القَفَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :جَمَاعَهُ الجَرَادِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القُفْعُ ،بالضَّمِّ :القِفَافُ ،واحِدَتُهَا قَفْعَهٌ .

قلبع

قَلَوْبَعٌ ،کسَفَرْجَلٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِی،و قال ابنُ فارِسٍ : لُعْبَهٌ لَهُمْ هکذا نَقَلَه الجَمَاعَهُ عنه.

قلع

قَلَعَه ،کمَنَعَهُ :انْتَزَعَهُ من أَصْلِه،کقَلَّعَهُ تَقْلِیعاً، و اقْتَلَعَه فانْقَلَع ،و تَقَلَّعَ ،و اقْتَلَعَ ،أَو قَلَعَ الشَّیْ ءَ: حَوَّلَه عَنْ مَوْضِعِه ،نَقَلَه سِیبَوَیْه.

و من المَجَازِ: المَقْلُوعُ :الأَمِیرُ المَعْزُولُ ،و قد قُلِعَ ، کعُنِیَ قَلْعاً و قُلْعَهً ،الأَخِیرُ بالضَّمِّ .

و القالِعُ :دائِرَهٌ بمَنْسَجِ الدَّابَّهِ یُتَشَاءَمُ بها،و هُوَ اسْمٌ ، و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ (1): دائِرَهُ القَالِعِ (2)مِنَ الفَرَسِ و فی بعْضِ النُّسَخِ :فی الفَرَسِ ،و هی الَّتِی تَکُونُ تَحْتَ اللِّبْدِ و هی تُکْرَهُ و لا تُسْتَحَبُّ ، و ذلِکَ الفَرَسُ مَقْلُوعٌ ،أَی به دائِرَهُ القالِعِ .

و القَلْعُ ،بالفَتْحِ و یُکْسَرُ،کما سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ : شِبْهُ الکِنْفِ تَکُونُ فِیهِ الأَدَوَاتُ ،و فی المُحْکَم و الصِّحاحِ :یَکُونُ فِیهِ زادُ الرّاعِی،و تَوَادِیهِ ،و أَصِرَّتُه و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ:

ثُمَّ اتَّقَی و أَیَّ عَصْرٍ یَتَّقِی

بعُلْبَهٍ و قَلْعِهِ المُعَلَّقِ (3)

کالقَلْعَهِ ،بالفَتْحِ و یُحَرَّکُ ،ج: قُلُوعٌ ،و أَقْلُعٌ ،الأَخِیرُ کفَلْس و أَفْلُسٍ .

و مِنْ مَوْضُوعَاتِ العَرَبِ و أَکاذِیبِهِمْ :قِیلَ لِلذِّئْبِ :مَا تَقُولُ فی غَنَمٍ فِیها غُلَیِّمٌ ؟قالَ :شَعْرَاءُ فِی إِبْطِی،أَخَافُ إِحْدَی حُظَیّاتِه،قِیلَ :فما تَقُولُ فِی غَنَم فیها جُوَیْرِیَهٌ ؟ فقال: «شَحْمَتِی (4)فِی قَلْعِی » الشَّعْرَاءُ:ذُبَابٌ یَلْسَعُ ، و حُظَیّاتُه:سِهَامُه،تَصْغِیرُ حَظَواتِ ،أَی:أَتَصَرَّفُ فِیهَا کَما أُرِیدُ، یُضْرَبُ مَثَلاً للشَّیْ ءِ یَکُونُ فی مِلْکِکَ تَتَصَرَّفُ فیهِ مَتَی شِئْتَ ،و کَیْفَ شِئْتَ ،و کذا إِذا کانَ فی مِلْکِ مَنْ لا یَمْنَعُهُ منه،و فی اللِّسَانِ :یُضْرَبُ مَثَلاً لِمَنْ حَصَّلَ ما یُرِیدُ، ج:قِلاعٌ ،بالکَسْرِ و قِلَعَهٌ ،کعِنَبَهٍ مِثْلُ خِباءٍ و خِبَأَهٍ ،و

14- فِی حَدِیثِ سَعْدِ بنِ أَبِی وَقّاصٍ ،رَضِیَ اللّه عنه: «أَنَّه لَمَّا نُودِیَ :لِیَخْرُجْ مَنْ فِی المَسْجِدِ إِلاّ آلَ رَسُولِ اللّه،صَلَّی اللّه تَعالَی علیهِ و سَلَّم،و آلَ عَلِیٍّ ،رَضِیَ اللّه عنه،فخَرَجْنَا نَجُرُّ قِلاعَنَا». أَی:نَنْقُلُ أَمْتِعَتَنَا.

ص:394


1- (1) الأصل و اللسان،و فی التهذیب:أبو عبیده.
2- (2) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«فی».
3- (3) الشطران من خمسه مشاطیر فی الصحاح و [1]اللسان و نسبت فیه لأبی محمد الفقعسی.
4- (4) فی التهذیب:شحمی.

و القَلْعُ : فَأْسٌ صَغِیرَهٌ تَکُونُ مع البَنّاءِ هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و فی بَعْضِ الأُصُولِ (1):«مَعَ البُنَاهِ »جَمْعٌ کرُمَاهٍ ورامٍ ،قالَ :

و القَلْعُ و المِلاطُ فِی أَیْدِینَا

و القَلْعُ :اسمُ مَعْدِن یُنْسَبُ إِلیه الرَّصاصُ الجَیِّدُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هو الشَّدِیدُ البیاضِ .

و القَلْعانِ :مِنْ بَنِی نُمَیْرٍ هُمَا: صَلاءَهُ و شُرَیْحُ ابْنا عَمْرِو بنِ خُوَیْلِفَهَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ الحارِثِ بنِ نُمَیْرٍ،قالَ ناهِضُ بن ثُومَهَ بنِ نَصِیحٍ الکلابِیِّ .

رَغِبْنَا عَنْ دِماءِ بَنِی قُرَیْعٍ

إِلی القَلْعَیْنِ إِنَّهُمَا اللُّبابُ

و قُلْنَا لِلدَّلِیلِ أَقِمْ إِلَیْهِم

فلا تَلْغَی لِغَیْرِهِمُ کِلابُ

و القَلْعَهُ :الفَسِیلَهُ الَّتِی تُقْتَلَعُ من أَصْلِ النَّخْلَهِ ،و الَّتِی تَنْبُتُ فی أَصْلِ الکَرَبَهِ ،و هِی لاحِقَهٌ ،قالَهُ أَبو عَمْرٍو، أَوْ هِیَ النُخْلَهُ الَّتِی تُجْتَثُّ من أَصْلِها قَلْعاً ،نَقَلَه أَبو حَنِیفَهَ .

و من المَجَازِ: القَلْعَهُ : القِطْعَهُ من السَّنَامِ .

و القَلْعَهُ : الحِصْنُ المُمْتَنِعُ عَلَی الجَبَلِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و لم یَقُلِ :المُمْتَنِع،و إِنَّمَا نَصُّه:«الحِصْنُ عَلَی الجَبَلِ »و قالَ غَیْرُه:الحِصْنُ المُشْرِفُ ،و فی بَعْضِ الأُصُولِ :الحِصْنُ المُمْتَنِعُ فی جَبَلٍ ،و نَصُّ الأَزْهَرِیِّ :أَنَّ قَلْعَهَ الجَبَلِ و الحِجَارَهِ مَأْخُوذٌ من القَلْعَهِ بمَعْنَی السَّحَابَهِ الضَّخْمَهِ .قالَ ابنُ بَرِّیّ : و غَیْرُ الجَوْهَرِیّ یُحَرّکُ وَ یَقُول:

القَلَعَهُ ،و ج:قِلاعٌ ،و قُلُوعٌ و قَلَعٌ (2)،الأَخِیرُ جَمْعُ المُحَرَّکِ .

و القَلْعَهُ : د،بِبِلاَدِ الهِنْدِ،قِیلَ :و إِلَیْهِ یُنْسَبُ الرَّصاصُ و السُّیُوفُ الجَیِّدَهُ .

و القَلْعَهُ : کُورَهٌ بالأَنْدَلُسِ ،قِیلَ :و إِلَیْهَا یُنْسَبُ الرَّصَاصُ .

و القَلْعَهُ : ع بالیَمَنِ بوادٍ (3)ظَهَرَ بهِ مَعْدِنُ حَدِیدِ،و إِلَیْهنُسِبَت السُّیُوفُ القَلْعِیَّهُ ،یقالُ :إِنَّ الجِنَّ تَغَلَّبَتْ عَلَیْهِ ،أَفادَه مَلِکُ الیَمَنِ السَّیِّدُ الفاضِلُ فَخْرُ الإسْلامِ عَبْدُ اللّه بنُ الإِمامِ شَرَفِ الدِّینِ الحَسَنِیُّ فی هامِشِ کتابِه«شَرْح نِظَامِ الغَرِیبِ ».

و قَلْعَهُ رَباحٍ بالأَنْدَلُسِ ،و مِنْهَا:أَبُو القاسِمِ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عافِیَه الرَّباحِیُّ النَّحْوِیُّ ،مشهورٌ بالأَنْدَلُسِ ،و قد ذُکِرَ فی«ر ب ح»مع غَیْرِه فراجِعْهُ .

و کذا قَلْعَهُ أَیُّوبَ بالأَنْدَلُسِ ،و لکِن یُنْسَبُ إِلَیْهَا بالثَّغْرِیِّ ؛لأَنَّهَا فی ثَغْرِ العَدُوِّ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ و لکِنْ یُنْسَبُ إِلَیْهَا ثَغْرِیٌّ .قُلْتُ :و قَدْ نَسَبُوا إِلَیْهَا بالقَلْعِیِّ أَیْضاً، کما صَرَّحَ به الحافِظُ فی التَّبْصِیرِ،و ذَکَرَ مِنْ ذلِکَ :أَبا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللّه بنَ مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ بن حَزْمِ بنِ خَلَفٍ المَغْرِبِیَّ القَلْعِیَّ ،قالَ :نُسِبَ إِلی قَلْعَهِ أَیُّوبَ ،کانَ فَقِیهاً فاضِلاً،ولِیَ القَضَاءَ زَمَنَ المُسْتَنْصِرِ الأُمَوِیِّ ببَلَدِه،و مَاتَ سَنَهَ ثَلثمائهٍ و ثَلاثَهٍ و ثَمَانِینَ .

و قَلْعَهُ الجِصِّ :بأَرَّجانَ ،قُرْبَ کازَرُونَ ،و أَرَّجانُ بتَشْدِیدِ الرّاءِ:هی المَدِینَهُ المَشْهُورَهُ المُتَقَدِّمُ ذِکْرُها،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :«رَجّان»بتَشْدِیدِ الجِیمِ ،و فیه نَظَرٌ.

و قَلْعَهُ أَبِی الحَسَنِ :قُرْبَ صَیْدَاءَ بساحِلِ الشّامِ ،و هِیَ المَعْرُوفَهُ بقَلْعَهِ أَلَمُوت،و اسمُهَا تارِیخُ عِمارَتِهَا،و هی سَنَهُ خَمْسِمائَهٍ (4)و سَبْعَهِ و سَبْعِینَ ،عَمَرَها أَبُو الحَسَنِ مُحَمدُ بنُ الحُسَیْنِ بنِ نِزارِ بن الحاکِمِ بأَمْرِ اللّه العُبَیْدِیُّ ،صاحِبُ الدَّعْوَهِ الإِسْمَاعِیلِیَّهِ ،و لَهُ بها عَقِبٌ مُنْتَشِرٌ.

و قَلْعَهُ أَبِی طَوِیلٍ :بإِفْرِیقِیَّهَ .

و قلعهُ عَبْدِ السَّلامِ :بالأَنْدَلُسِ ،مِنْهَا إِبْرَاهِیمُ بنُ سَعْدِ المُحَدِّثُ القَلْعِیُّ .

و قَلْعَهُ بَنِی حَمّادٍ:د،بجِبَال البَرْبَرِ فی المَغْرِبِ .

و قَلْعَهُ نَجْمٍ :عَلَی الفُرَات.

و قَلْعَهُ یَحْصُبَ :بالأَنْدَلُسِ و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُهَا للمُصَنِّفِ فی «ح ص ب»و ضَبَطَهُ هُنَاکَ کیَضْرِب (5)،و نَبَّهْنَا علیه أَنَّ

ص:395


1- (1) کالتکمله مثلاً.
2- (2) فی اللسان:و قَلَع و قِلَع ضبط حرکات.
3- (3) بالأصل:«بوادی».
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و هی سنه خمسمئه هکذا فی النسخ و فیه تأمل ا ه ».
5- (5) ضبطت بالقلم فی یاقوت بفتح فسکون فکسر.

الظاهِرَ فیه التَّثْلِیثُ ،کما جَرَی عَلَیْه مُؤَرِّخُو الأَنْدَلُسِ ، و اقْتَصَرَ الحافِظُ عَلَی الکَسْرِ،کالمُصَنِّفِ ،و ذُکِرَ هناکَ من یَنْتَسِبُ إِلَی هذِهِ القَلْعَهِ ،فَراجِعْه.

و قَلْعَهُ الرُّومِ :قُرْبَ إِلْبِیرَهِ ،و تُدْعَی الآنَ قَلْعَهَ المُسْلِمِینَ .

و القِلْعَهُ بالکَسْرِ:الشِّقَّهُ ،ج : قِلَعٌ کعِنَبٍ .

و القُلَیْعَهُ کجُهَیْنَهَ :ع ،قَالَهُ ابنُ دُرَیْدِ،و زادَ غَیْرُه:فی طَرَفِ الحِجَازِ ،علی ثَلاثَهِ أَمْیَالٍ من الفُضاضِ (1)، و الفُضَاضُ علی یَوْمٍ من الأَخَادِیدِ.

و القُلَیْعَهُ : ه،بالبَحْرَیْنِ ،لِعَبْدِ القَیْسِ .

و:ع،ببَغْدَادَ ،بالجَانِبِ الشَّرْقِیِّ .

و القَلَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :صَخْرَهٌ تَنْقَلِعُ عن الجَبَلِ مُنْفَرِدَهً ، یَصْعَبُ مَرامُهَا هکذا فی النُّسَخِ ،و الصّوابُ :«یَصْعُب مَرْقَاهَا»و قالَ شَمِرٌ:هی الصَّخْرَهُ العَظِیمَهُ تَنْقَلِعُ مِنْ عُرْضِ جَبَلٍ ،تُهَالُ إِذا رَأَیْتَها ذاهِبَهً فی السَّماءِ،و رُبَّما کانَتْ کالمَسْجِدِ الجامِعِ ،و مِثْلِ الدّارِ،و مِثْلِ البَیْتِ ،مُنْفَرِدَهً صَعْبَهً لا تُرْتَقَی.

أَو القَلَعَهُ : الحِجَارَهُ الضَّخْمَهُ المُتَقَلِّعَهُ ج:قِلاعٌ بالکَسْرِ،عن شَمِرٍ، و قِلَعٌ بکَسْرِ القَافِ و فَتْحِهَا،و بِهِمَا رُوِیَ قولُ سُوَیْدٍ الیَشْکُرِیِّ :

ذُو عُبَابٍ زَبِدٍ آذِیُّه

خَمِطُ التَّیّارِ یَرْمِی بالقَلَعْ

و القَلَعَهُ : القِطْعَهُ العَظِیمَهُ مِنَ السَّحابِ ،کما فی الصِّحاحِ ،زادَ غیرُه: کأَنَّهَا جَبَلٌ ،أَو هِیَ سَحَابَهٌ ضَخْمَهٌ تَأْخُذُ جانِبَ السَّمَاءِ،ج: قَلَعٌ ،بحَذْفِ الهاءِ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لابْنِ أَحْمَرَ:

تَفَقَّأَ فَوْقَهُ القَلَعُ السَّوارِی

و جُنَّ الخَازِبازِ بهِ جُنُونَا

و من المَجَازِ: القَلْعَهُ : النّاقَهُ الضَّخْمَهُ العَظِیمَهُ ، الجافِیَهُ ، کالقَلُوعِ ،کصَبُورٍ،و لا یُوصَفُ به الجَمَلُ ،و هِیَ الدَّلُوحُ ،أَیْضاً.

و القَلَعَهُ : ع.

و قَلَعهُ بلا لامٍ :ع آخَرُ.

و مَرْجُ القَلَعَهِ ،محرَّکَهً :ع بالبَادِیَهِ ،إِلَیْهِ تُنْسَبُ السُّیُوفُ القَلَعِیَّهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ:

مُحارِفٌ بالشّاءِ و الأَبَاعِرِ

مُبَارَکٌ بالقَلَعِیِّ الباتِرِ

أَوْ هِیَ : ه،دُونَ حُلْوانِ العِراقِ ،قالَهُ الفَرّاءُ،و لا یُسَکَّنُ .قُلْتُ :و لَعَلَّه نُسِبَ إِلَیْهَا عَبْدُ اللّه بنُ عُثْمَانَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ المُقْرِیءُ (2)القَلَعِیُّ الحاسِبُ ،رَوَی بسَمَرْقَنْدَ، عَنْ جَعْفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ سنه خَمْسِمائَهٍ و تِسْعَهَ عَشَرَ،هکذا ضَبَطَه الحافِظُ بالتَّحْرِیکِ .

و القَلَعُ مُحَرَّکَهً :الدَّمُ ،کالعَلَقِ مَقْلُوبٌ منه.

و قالَ ابنُ عَبّادِ: القَلَعُ : ما عَلَی جِلْدِ الأَجْرَبِ کالقِشْرِ ، و صُوفٌ قَلَعٌ مِنْ ذلِکَ .

و القَلَعُ : اسمُ زَمانِ إِقْلاعِ الحُمَّی ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ .

و القَلَعُ : الجِحَرَهُ تَکُونُ تَحْت الصَّخْرِ ،و هذِه عَنِ القَزّازِ فی کِتَابِهِ الجامعِ .قُلْتُ :و لَعَلَّ مِنْه المَثَلَ الّذِی ذَکَرَه الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ :«هُوَ ضَبُّ قَلَعَه »مُحَرَّکَهً :لِلمانِعِ ما وَرَاءَه،و فی الأَسَاسِ :هِیَ صَخْرَهٌ عَظِیمَهٌ یَحْتَفِرُ فِیها، فتَکُونُ أَمْنَعَ له.

و القَلَعُ : مَصْدَرُ قَلِعَ ،کفَرِحَ قَلَعَهً ،مُحَرَّکَهً ،فَهُو قِلْعٌ ، بالکَسْرِ،و قَلِعٌ ککَتِفِ ،الأُولَی مُخَفَّفَهٌ عن الثّانِیَهِ ،ککَبِدِ و کِبْدِ،و کَتِفِ و کِتْفِ ، و قُلْعَهٍ ،مِثَال طُرْفَهٍ ،و قُلَعَه ،مِثْل هُمَزَه،و قُلُعَّه ،مثل جُبُنَّهِ (3)بضمِّ الجِیمِ و المُوَحَّدَهِ و تَشْدِیدِ النُّونِ المَفْتُوحَهِ ،کذا فی النُّسَخِ ،و فی بَعْضِها جُنُبَهِ بضَمِّ الجِیمِ و النُّونِ و فَتْحِ المُوَحَّدَهِ المُخَفَّفَهِ ، و قَلاّعٍ ،مِثْلِ شَدّاد:إِذا لَمْ یَثْبُتْ عَلَی السَّرْجِ ،و هو مَجَازٌ،و منه

14- قولُ جَرِیرٍ-رضِیَ اللّه عَنْهُ : «یا رَسُولَ اللّه إِنِّی رَجُلٌ قَلِعٌ ،فادْعُ اللّه لِی».

ص:396


1- (1) کذا بالأصل و فی معجم البلدان:الغَضاض بالفتح و تکرر الضاد المعجمه،و فیه أنه ماء و الأخادید منه علی یوم.و فیه فی موضع آخر الفضاض بالفاء موضع.
2- (2) عن اللباب لابن الأثیر و بالأصل«المقری».
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:و جُنُبَهٍ .

قالَ الهَرَوِیُّ :سَمَاعِی قِلْعٌ ،بالکسرِ،و رَواهُ بعضُهُمْ :

ککَتِفٍ أَو رَجُلٌ قِلْعٌ و قَلِعٌ :لَمْ یَثْبُتْ قَدَمُه عندَ الصِّرَاعِ و البَطْشِ ،و هو مَجَازٌ.

أَو رَجُلٌ قِلْعٌ و قَلِعٌ : لم یَفْهَمِ الکَلامَ بَلادَهً و هو مجازٌ.

و یُقَالُ : تَرَکْتُه فِی قَلْعٍ مِنْ حُمّاهُ ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ، و یُحَرَّکُ هکَذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و الَّذِی نَصَّ عَلَیْهِ ابنُ الأَعْرَابِیِّ فی نَوَادِرِه:یُسَکَّنُ و یُحَرَّکُ ،و أَمّا الکَسْرُ فَلَمْ یَنْقُلْه أَحَدٌ فِی کِتَابِه،و هکَذا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ ،و صاحبُ اللِّسَان،و لم یَنْقُلا الکَسْرَ (1)،ففی کَلامِه نَظَرٌ أَی:فی إِقْلاعٍ مِنها و القَلْعُ :حِینُ إِقْلاعِهَا،و هو مَجَازٌ.

و القَلُوعُ کصَبُورٍ:قَوْسٌ إِذا نُزِعَ فِیها انْقَلَبَتْ ،کما فی التَّهْذِیبِ ،و قالَ غیرُه:قَوْسٌ قَلُوعٌ :تَنْفَلِتُ فی النَّزْعِ فتَنْقَلِبُ ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

لا کَزَّهُ السَّهْمِ و لا قَلُوعُ

یَدْرُجُ تَحْتَ عَجْسِها الیَرْبُوعُ

ج: قُلْعٌ ،بالضَّمِّ .

و من المَجَازِ: القَیْلَعُ ،کحَیْدَرٍ:المَرْأَهُ الضَّخْمَهُ الجَافِیَهُ ،کما فی التَّهْذِیبِ ،زادَ الصّاغَانِیُّ : الرِّجْلَیْنِ و القَوَامِ قالَ الأَزْهَرِیُّ :مَأْخُوذٌ مِنَ القَلَعَهِ ،و هی السَّحَابَهُ الضَّخْمَهُ .

و

16- فی الحَدِیثِ : «لا یَدْخُلُ الجَنَّهَ قَلاّعٌ و لا دَیْبُوبٌ ».

القلاَّعُ ، کشَدّادِ اخْتُلِفَ فی مَعْنَاهُ ،فقِیلَ :هو الکَذّابُ ، و قِیلَ :هُوَ القَوّادُ،و قِیلَ ؛هو النَّبَّاشُ ،و قِیلَ :هُوَ الشُّرَطِیُّ ،و قِیلَ :هو السّاعِی إِلی السُّلْطَانِ بالبَاطِلِ ،کُلُّ ذلِکَ قَالَهُ أَبُو زَیْدِ فی تَفْسِیرِ الحَدِیثِ ،و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ عَلَی الشُّرَطِیِّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :القَلاّعُ :الّذِی یَقَعُ فی النّاسِ عِنْدَ الأُمَرَاءِ،سُمِّیَ به لأَنَّه یَأْتْی الرَّجُلَ المُتَمَکِّنَ عندَ الأَمِیرِ،فلا یَزَالُ یَشِی بهِ (2)حَتَّی یَقْلَعَهُ [و یُزِیلَهُ عن مَرْتَبَتِه] (3).

و القِلْعُ ،بالکَسْرِ:الشِّرَاعُ کما فی الصِّحاحِ ،زادَالصّاغَانِیُّ کالقِلاعَهِ ،ککِتَابَهٍ ،و الجَمْعُ قِلاعٌ ،قالَ الأَعْشَی:

یَکُبُّ الخَلِیَّهَ ذاتَ القِلاعِ

و قَدْ کادَ جُؤْجُؤُها یَنْحَطِمْ (4)

و

1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ : «کَأَنَّهُ قِلْعُ دارِیٍّ ».

القِلْعُ :شِرَاعُ السَّفِینَهِ ،و الدّارِیُّ :المَلاّحُ ،و

17- قالَ مُجَاهِدٌ: فی قَوْلِه تَعَالَی: وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ (5)قالَ :هِیَ ما رُفِعَ قِلْعُها . و قد یَکُونُ القِلاعُ وَاحِداً،و فی التَّهْذِیبِ :الجَمْعُ القُلُعُ ،أَی بضَمَّتَیْنِ ،ککِتَابٍ و کُتُبٍ ،قال ابنُ سِیدَه:و أُرَی أَنّ کُراعاً حَکَی قِلَعَ السَّفِینَهِ ،عَلَی مِثَالِ قِمَعٍ .

قُلْتُ :و العامَّهُ تَفْتَحُه،و تَقُولُ فی جَمْعِه: قُلُوعُ ،و لا یَأْباهُ القِیَاسُ .

و القِلْعُ أَیْضاً: صُدَیْرٌ یَلْبَسُه الرَّجُلُ علی صَدْرِه قالَ :

مُسْتَأْبِطاً فی قِلْعِهِ سِکِّینًا

و القِلْعُ : الکِنْفُ الَّذِی یَجْعَلُ فیه الرّاعِی أَدَواتِه، لُغَهٌ فی الفَتْحِ و قد تَقَدَّمَ ، ج قِلَعَهٌ کعِنَبَهٍ و قِلاعٌ أَیضاً،کما تَقَدَّمَ .

و القُلْعُ بالضَّمِّ :الرَّجُلُ القَوِیُّ المَشْیِ ،یَرْفَعُ قَدَمَه مِنَ الأَرْضِ رَفْعاً بائِناً.

و القُلْعَهُ ،بالضمِّ :العَزْلُ ، کالقَلْعِ بالفَتْحِ ،و قد قُلِعَ الوالِی،کعُنِیَ ، قَلْعاً و قُلْعَهً :إِذا عُزِلَ ،قالَ خَلَفُ بنُ خَلِیفَهَ :

تَبَدَّلْ بآذِنِکَ المُرْتَشِی

و أَهْوَنُ تَعْزِیرِه القُلْعَهُ

و فی الحَدِیثِ :«بئْسَ المالُ القُلْعَهُ »،هکذا فی الصِّحاحِ و النِّهَایَهِ ،و فی التَّکْمِلَهِ :و الصَّوابُ أَنْ یُقَالَ :

و یُقَالُ ،انْتَهَی.قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هو العارِیَّهُ ،لأَنّهُ غیرُ ثابِتٍ فی یَدِ المُسْتَعِیرِ،و مُنْقَلِعٌ إِلَی مَالِکِهِ ، أَو القُلْعَهُ من المالِ :

ما لا یَدُومُ بَلْ یَزُولُ سَریعاً.

و القُلْعَهُ : الضَّعِیفُ الَّذِی إِذا بُطِشَ بهِ فی الصِّراعِ لَمْ یَثْبُتْ قَدَمُه،قالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ:

ص:397


1- (1) وردت العباره فی التکمله:و یقال:فلان فی قِلْع من حماه، بالکسر..».
2- (2) فی التهذیب:فلا یزال یقع فیه و یشی به.
3- (3) زیاده عن التهذیب.
4- (4) دیوانه ص 198 و فیه:ذات القلاعِ قد کاد.
5- (5) سوره الرحمن الآیه 24. [1]

یا قُلْعَهً ما أَتَتْ قَوْماً بمَرْزِئَهِ

کانُوا شِرَاراً و ما کانُوا بأَخْیارِ

و قد تَقَدَّمَ فی کَلامِ المُصَنِّف قَرِیباً،فهو تَکْرَارٌ.

و القُلْعَهُ : ما یُقْلَعُ من الشَّجَرَهِ ،کالأُکْلَهِ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و یُقَالُ : مَنْزِلُنَا مَنْزِلُ قُلْعَهٍ ،رُوِیَ بالضمِّ أَیْضاً، و بضَمَّتَیْنِ ،و کهُمَزَهٍ ،أَی:لیسَ بِمُسْتَوْطِنٍ ،أَو مَعْنَاهُ :لا نَمْلِکُه،أَوْ لا نَدْرِی مَتَی نَتَحَوَّلُ عَنْهُ ،و المَعَانِی الثَّلاثَهُ مُتَقَارِبَهٌ ،و کُلُّ ذلِکَ مجازٌ.

و مِنَ المَجَازِ:شَرُّ المَجَالِسِ مَجْلِسُ قُلْعَهِ :إِذا کانَ یَحْتَاجُ صاحِبُه إِلَی أَنْ یَقُومَ لِمَنْ هُوَ أَعَزُّ مِنْه مَرَّهً بَعْدَ مَرَّهٍ ، و

1- فی حَدِیثِ عَلیٍّ ،رَضِیَ اللّه عَنْه: «أُحَذِّرُکُم الدُّنْیَا فإِنّهَا دَارُ قُلْعَهٍ » و فی رِوایه:«مَنْزِلُ قُلْعَهٍ ». أَی:انْقِلاعٍ و تَحَوُّلٍ ، و هُوَ مَجَازٌ.

و یُقَالُ : هُوَ عَلَی قُلْعَهٍ ،أَی:رِحْلَهٍ .

و

14- فی حَدِیثِ هِنْدِ بنِ أَبِی هَالَهَ -رضِیَ اللّه عنهُ - فی صِفَتِه صلّی اللّه علیه و سلّم: : «إِذَا زالَ زالَ قُلْعاً » . رُوِیَ هذا الحَرْفُ بالضَّمِّ ، و بالتَّحْرِیکِ ،و ککَتِفٍ ،الأَخِیرُ رَواهُ ابنُ الأَنْبَارِیِّ فی غَرِیبِ الحَدِیثِ ،کما حَکاهُ ابنُ الأَثِیرِ عَنِ الهَرَوِیِّ ،و أَمَّا بالضمِّ فهُوَ إِمَّا مَصْدَرٌ أَو اسمٌ ،و أَمّا بالتَّحْرِیکِ فهُوَ مَصْدَرُ قَلِعَ القَدَمُ :إِذا لم یَثْبُتْ ،و المَعْنَی واحِدٌ،قِیلَ :أَرادَ قُوَّهَ مَشْیهِ ، أَیْ : إِذا مَشَی کانَ یَرْفَعُ رِجْلَیْهِ من الأَرْضِ رَفْعاً بائِناً (1)،لا کمَنْ یَمْشِی اخْتِیَالاً و تَنَعُّماً ،و یُقَارِبُ خُطاهُ ،فإِنَّ ذلِکَ مِنْ مَشْیِ النِّسَاءِ.

و القُلاعُ ،کغُرَابٍ :الطِّینُ الَّذِی یَتَشَقَّقُ إِذا نَضَبَ عَنْهُ الماءُ ،الوَاحِدَهُ بِهاءٍ.

و أَیْضاً: قِشْرُ الأَرْضِ الّذِی یَرْتَفِعُ عَنِ الکَمْأَهِ ،فَیَدُلُّ عَلَیْهَا ،و هی القِلْفِعَهُ ،یُخَفَّفُ و یُشَدَّدُ ،الأَخِیرُ عن الفَرّاءِ.

و القُلاعُ : داءٌ فی الفَمِ و الحَلْقِ ،و قِیلَ :هُوَ داءٌ یُصِیبُ الصِّبْیانَ فی أَفْوَاهِهِمْ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :القُلاعُ : أَنْ یَکُونَ البَعِیرُ بینَ یَدَیْکَ قائِماً صَحِیحاً فیَقَعُ مَیِّتاً ،و کَذلِکَ الخُرَاعُ ،و قالَ غیرُه:بَعِیرٌ مَقْلُوعٌ ،و قد انْقَلَعَ .

و القُلاعَهُ بهاءٍ:صَخْرَهٌ عَظِیمَهٌ مُتَقَلِّعَهٌ فی فَضَاءٍ سَهْلٍ ، و کَذلِکَ الحَجَرُ ،أَو المَدَرُ یُقْتَلَعُ من الأَرْضِ فیُرْمَی بهِ ، یُقَالُ :رماه بقُلاعَهٍ .

و القُلاّعُ کرُمّانٍ :نَبْتٌ مِنَ الجَنْبَهِ و هو نِعْمَ المَرْتَعُ رَطْباً کانَ ،أَ و یابِساً ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و الإِقْلاعُ عن الأَمْرِ:الکَفُّ عَنْهُ ،یُقَال: أَقْلَعَ فُلانٌ عَمّا کانَ علیهِ ،أَی:کَفَّ عنه،و هو مَجَازٌ،و

16- فی الحَدِیثِ :

« أَقْلِعُوا عَنِ المَعَاصِی قَبْلَ أَنْ یَأْخُذَکُمُ اللّه». أَی:کُفُّوا عَنْهَا و اتْرُکُوا،و به فُسِّرَ قَوْلَه تَعالَی: وَ یا سَماءُ أَقْلِعِی (2)أَی أَمْسِکِی عن المَطَرِ، کالمُقْلَعِ ،کمُکْرَمٍ ،قال الحادِرَهُ :

ظَلَمَ البِطاحَ لَه انْهِلالُ حَرِیصَهٍ

فصَفَا النِّطافُ له بُعَیْدَ المُقْلَعِ

أَی:بُعَیْدَ الإِقْلاعِ .

و أَقْلَعَتْ عَنْهُ الحُمَّی:تَرَکَتْهُ و کَفَّتْ عنهُ ،و هو مَجَازٌ.

و أَقْلَعَتِ الإِبِلُ :خَرَجَتْ مِنْ کَذا فی النُّسَخِ ،و نَصُّ الجَمْهَرَهِ :عن إِثْناءٍ إِلی إِرْباعٍ نَقَلَه ابنُ دُرَیْدِ.

و أَقْلَعَ السَّفِینَهَ :رَفَعَ شِرَاعَها ،أَو عَمِلَ لَهَا قِلاعاً،أَو کَساهَا إِیّاهُ ،و قالَ اللَّیْثُ : أَقْلَعْتُ السَّفِینَهَ :رَفَعْتُ قِلْعَها ، أَی:شِرَاعَها،و أَنْشَدَ:

مَواخِرٌ فی سَوَاءِ الْیَمِّ مُقْلَعَهٌ

إِذا عَلَوْا ظَهْرَ قُفٍّ ثُمَّتَ انْحَدَرُوا

قال[اللیث] (3)شَبَّهَها بالقَلْعَهِ فی عِظَمِهَا و شِدَّهِ ارْتِفَاعِها، تَقُول:قد أُقْلِعَتْ ،أَی:جُعِلَتْ کأَنَّهَا قَلْعَهٌ .قالَ الأَزْهَرِیُّ :

أَخْطَأَ اللَّیْثُ التَّفْسِیرَ،و لم یُصِبْ ،و مَعْنَی السُّفُنِ المُقْلِعَهِ :

الَّتِی مُدَّتْ (4)علیها القِلاعُ ،و هِی الشِّراعُ و الجِلال الَّتِی[إذا رُفعت] (5)تَسُوقُهَا الرِّیحُ بِهَا،و قالَ ابنُ بَرِّی:و لَیْسَ فی قَوْلِه:« مُقْلَعَهٌ »ما یَدُلُّ علی السَّیْرِ من جِهَهِ اللَّفْظِ ،و إِنَّمَا

ص:398


1- (1) فی النهایه:« [1]رفعاً قویاً»و فی التهذیب:أراد أنه کان یقلّ قدمه علی الأرض إقلالاً بائناً و یباعد بین خطاه.
2- (2) سوره هود الآیه 44. [2]
3- (3) زیاده عن اللسان،و الکلام الآتی یؤید ما أثبتناه.
4- (4) فی التهذیب:سوِّیت.
5- (5) زیاده عن التهذیب.

یُفْهَمُ ذلِکَ مِنْ فَحْوَی الکَلامِ ؛لأَنَّه قَدْ أَحاطَ العِلْمُ بأَنّ السَّفِینَهَ مَتَی رُفِعَ قِلْعُها فإِنّها سائِرَهٌ ،فهذا شَیءٌ حَصَلَ من جِهَهِ المَعْنَی،لا مِنْ جِهَهِ أَنَّ اللَّفْظَ یَقْتَضِی ذلِکَ ،و کَذلِکَ إِذا قُلْتَ : أَقْلَعَ أَصْحابُ السُّفُنِ ،و أَنْتَ تُرِیدُ أَنَّهُم سارُوا مِنْ مَوْضِعٍ إِلی آخَرَ،و إِنَّمَا الأَصْلُ فِیهِ : أَقْلَعُوا سُفُنَهُمْ ،أَیْ رَفَعُوا قِلاعَهَا،و قَدْ عُلِم أَنَّهُم مَتَی رَفَعُوا قِلاعَ سُفُنِهِم فإِنَّهُم سائِرُونَ ،و إِلاّ فلَیْسَ یُوجَدُ فی اللُّغَهِ أَنَّهُ یُقَالُ : أَقْلَعَ الرَّجُلُ :

إِذا سارَ،و إِنَّما یُقَالُ : أَقْلَعَ عَنِ الشَّیْ ءِ:إِذا کَفَّ عَنْه، و یُقَالُ : أَقْلَعْتُ السَّفِینَهَ :إِذا رَفَعْتَ قِلْعَها عِنْدَ المَسِیرِ،و لا یُقَالُ : أَقْلَعَتِ السَّفِینَهُ ؛لأَنَّ الفِعْلَ لَیْسَ لَها،و إِنَّمَا هُو لِصَاحِبِها.

و قالَ ابنُ عَبّادِ: أَقْلَعَ فُلانٌ :إِذا بَنَی قَلْعَهً ،و فی اللِّسَانِ :

أَقْلَعُوا بِهذِهِ البِلادِ إِقْلاعاً:بَنَوْها فَجَعَلُوهَا کالقَلْعَهِ .

و قالَ أَبو سَعِیدٍ: غَرَضُ المُقَالَعَهِ :هو أَوَّلُ الأَغْرَاضِ الَّتِی تُرْمَی،و هُوَ الَّذِی یَقْرُبُ من الأَرْضِ فَلا یَحْتَاجُ الرّامِی إِلَی أَنْ یَمُدَّ بهِ الیَدَ مَدّاً شَدِیداً ،ثُمَّ غَرَضُ الفُقْرَهِ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

و قالَ سِیبَوَیْهٌ : اقْتَلَعَه :اسْتَلَبَهُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکَ عَلَیْهِ :

رُمِیَ فُلانٌ بقُلاعَهٍ ،کثُمامَهٍ :أَی بحُجَّهٍ تُسْکِتُهُ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و المَقْلُوعُ :البَعِیرُ السّاقِطُ مَیِّتاً.

و المَقْلُوعُ :المُنْتَزَعُ .

و انْقَلَع المالُ إِلَی مالِکِه:وَصَلَ إِلَیْهِ من یَدِ المُسْتَعِیرِ.

و شَیْخٌ قَلِعٌ ،ککَتِفٍ : یَتَقَلَّعُ إِذا قامَ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

إِنِّی لأَرْجُو مُحْرِزاً أَنْ یَنْفَعَا

إِیّایَ لما صِرْتُ شَیْخاً قَلِعَا

وَ تَقَلَّعَ فی مَشْیِه:مَشَی کَأَنَّهُ یَنْحَدِرُ،و

14- فی الحَدِیثِ ،فی صِفَتِه صلّی اللّه علیه و سلّم: «أَنَّه کانَ إِذا مَشَی تَقَلَّعَ ». قَالَ الأَزْهَرِیُّ :هو کقَوْلِهِ :کَأَنَّمَا یَنْحَطُّ فی صَبَبٍ ،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ (1):أَرادَ أَنَّهکان یَسْتَعْمِلُ التَّثَبّتَ ،و لا یَبِینُ (2)منهُ فی هذه الحالِ اسْتِعْجَالٌ و مُبَادَرَهٌ شَدِیدَهٌ ،و

14- یُرْوَی فی حَدِیثِ هِنْدِ بنِ أَبِی هالَهَ -الَّذِی ذُکِرَ: -:«إِذا زالَ زالَ قَلْعاً ». بالفَتْحِ ،هُوَ مَصْدَرٌ بمَعْنَی الفَاعِلِ ،أَی یَزُولُ قالِعاً لرِجْلِه من الأَرْضِ .

و أَقْلَعَ الشَّیْ ءُ:انْجَلَی.

و المُقْلَعُ ،کمُکْرَمٍ :مَنْ لَمْ تُصِبْهُ السَّحَابَهُ ،و به فَسَّرَ السُّکَّرِیُّ قَوْلَ خالِدِ بنِ زُهَیْرٍ:

فأَقْصِرْ و لَمْ تَأْخُذْکَ مِنّی سَحَابَهٌ

یُنَفِّرُ شاء المُقْلَعِینَ خَواتُها

و القُلُوعُ ،بالضَّمِّ :اسمٌ من القُلاع (3)،و منه قَوْلُ الشّاعِرِ:

کأَنَّ نَطاهَ خَیْبَرَ زَوَّدَتْهُ

بَکُورَ الوِرْدِ رَیِّثَهَ القُلُوعِ (4)

و انْقَلَعَ البَعِیرُ،کانْخَرَعَ .

و القَوْلَعُ ،کجَوْهَرٍ:کِنْفُ الرّاعی.

و القَوْلَعُ :طائِرٌ أَحْمَرُ الرِّجْلَیْنِ ،کأَنّ رِیشَه شَیْبٌ مَصْبُوغٌ ، و مِنْهَا ما یَکُونُ أَسْوَدَ الرَّأْسِ و سائِرُ خَلْقِه أَغْبَر،و هُوَ یُوَطْوِطُ ، حَکَاها کُراعٌ فی«باب فَوْعَلٍ ».

و یُقَالُ :تَرَکْتُه عَلَی مِثْلِ مَقْلَعِ الصَّمْغَهِ :إِذا لَمْ یَبْقَ له شَیْ ءٌ إِلاَّ ذَهَبَ ،و قولُهُم: لأَقْلَعَنَّکَ قَلْعَ الصَّمْغَهِ ،أَی:

لأَسْتَأْصِلَنَّکَ .

و قَلاَّعٌ ،کشَدَّادٍ:اسمُ رَجُلٍ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، و أَنْشَدَ:

لَبِئْسَ ما مارَسْتَ یا قَلاّعُ

جِئْتَ بهِ فِی صَدْرِه اخْتِضاعُ

و الْمِقْلاعُ ،کمِحْرَابٍ :الَّذِی یُرْمَی بهِ الحَجَرُ.

و یُقَال:اسْتَعْمَلَ علیهِم فُلاناً،فقَلَعَهُم ظُلْماً و إِجْحَافاً، و هُوَ مَجَازٌ.

و قَلْعَهُ أَلَمُوت،بالشّامِ ،و هی قَلْعَهُ أَبِی الحَسَنِ الَّتِی ذَکَرَهَا المُصَنِّفُ ،و قد تَقَدَّمَ .

ص:399


1- (1) هذا من قول ابن الأنباری کما نقله الهروی عنه،و نقله أیضاً ابن الأثیر فی النهایه. [1]
2- (2) فی غریب الهروی:و لا یتبیّن.
3- (3) الأصل و اللسان،و [2]فی التهذیب:من الإقلاع.
4- (4) البیت للشماخ،فی دیوانه ص 57.

و قَلْعَهُ الکَبْشِ ،و قَلْعَهُ الجَبَلِ ،کِلاهُمَا بمِصْرَ.

و قُلَیْعَهُ ،کجُهَیْنَهَ :قَرْیَهٌ حَصِینَهٌ بالمَغْرِبِ ،علی حَجَرٍ صَلْد،فی سَفْح جَبَلٍ مُنْقَطِعٍ ،و بِهَا آبارٌ طَیِّبَهٌ و نَخِیلٌ ، و مِنْهَا الوَلِیُّ الصّالِحُ عَبْدُ القَادِرِ بنُ مُحَمَّدِ بنِ سُلَیْمَانَ القُلَیْعِیُّ ،وَ وَلَدُه أَبُو جَعْفرٍ،کانَ کَثِیرَ التَّرَدُّدِ لِلْحَرَمَیْنِ ،ذَکَرَه أَبُو سالِمٍ العَیَّاشیُّ فی رِحْلَتِه،و أَثْنَی علیهِ ،تُوفِّیَ ببَلَدِه سَنَه مائهٍ و إِحْدَی و سَبْعِینَ ،و دُفِنَ عندَ والِدِهِ بمَقْبَرَتهِم المَعْرُوفَهِ بالأَبْیَضِ ،قُرَیْبَ بُوسَمْغُون.

و قد نُسِبَ إِلی إِحْدَی القِلاعِ الَّتِی ذَکَرْتُ الشّیْخُ الإِمامُ مُفْتِی بَلَدِ اللّه الحَرَامِ ،تاجُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بنُ الإِمامِ المُحَدِّثِ عَبْدِ المُحْسِنِ بنِ سالِمٍ القَلْعِیُّ الحَنَفِیُّ المَکِّیُّ ، مِمّنْ أَخَذَ عن الصَّفِیِّ القَشّاشِ و أَقْرانِه،و أَوْلادُه الفُقَهاءُ المُحَدِّثُونَ الأُدَباءُ:أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ المُحْسِنِ ،و عَبْدُ المُنْعِمِ ،و علِیٌّ ،و قد أَجازَ الثّانِی شَیْخَنا المَرْحُومَ عَبْدَ الخالِقِ بنَ أَبِی بَکْرٍ الزَّبِیْدِیَّ رَوَّحَ اللَّهُ رُوحَه فی أَعْلَی فَرَادِیسِ الجِنَانِ ،و الأَخِیرُ هُوَ صاحِبُ البَدِیعِیَّهِ العَدِیمَهِ النَّظِیرِ،و شارِحُها،تُوُفِّیَ بالإِسْکَنْدَریَّهِ فی حُدُودِ سَنَهِ أَلْفٍ و مائَهٍ و أَرْبَعَهٍ و سَبْعِینَ .

و القَلاّعِیَّهُ بالتَّشْدِیدِ:غِشاءٌ مَنْسُوجٌ یُغَطَّی به السَّرْجُ ، مُوَلَّدَهٌ .

قلفع

القِلْفِعُ ،کزِبْرِجٍ ،و دِرْهَمٍ ،کَتَبَه بالحُمْرَهِ علی أَنّه مُسْتَدْرَکٌ علَی الجَوْهَرِیِّ ،و لَیْسَ کَذلِکَ ،بل ذَکَرَهُ فی تَرْکِیبِ «ق ف ع»و صَرَّحَ بأَنَّ اللاَّمَ زائِدَهٌ ،و نَصُّه: القِلْفَعُ مِثَالُ الخِنْصَرِ: ما یَتَفَلَّقُ و نَصُّ الصِّحاحِ :ما یَتَقَلَّعُ من الطِّینِ و یَتَشَقَّقُ إِذا یَبِسَ ،و اللُّغَهُ الثّانِیَهُ ذَکَرَهَا ابنُ دُرَیْدٍ (1)، و حَکَاهُ أَیْضاً السِّیرافِیُّ ،و لَیْسَ فی شَرْحِ الکِتَابِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِلرّاجِزِ،و فی العُبَابِ :أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ ،و فِی اللِّسَانِ أَنْشَدَهُ ابنُ دُرَیْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَمِّهِ :

قِلْفَعُ رَوْضٍ شَرِبَ الدِّثاثَا (2)

مُنْبَثَّهً تَفُزُّه انْبِثاثَا

و أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ فی«ق ف ع»تَبَعاً للجَوْهَرِیِّ ،و قالَ فیهِ نَظَرٌ،و وَجَدْتُ فی هامِشِ الصِّحاحِ :زِیَادَهُ الّلامِ ثانِیَهً قَلِیلٌ ،و قد حَکَم بزِیادَهِ لامِ قِلْفَع ،و هو وَهَمٌ منه،و قد أَوْرَدَه الأَزْهَرِیُّ و غَیْرُه من العُلَماءِ فی الرُّباعِیِّ ،و الّلامُ أَصْلِیَّهُ ،فالواجِبُ أَنْ یُذْکَرَ بعدَ«ق ل ع» و یُقَوِّی کَوْنَهَا أَصْلاً فی قِلْفَعِ أَنَّه لَمْ یَأْتِ فی الأَبْنِیَهِ عَلَی مِثَالِ فِلْعَلٍ البَتَّهَ .

و القِلْفِعُ ،کزِبْرِجٍ : ما تَفَرَّقَ و تَطَایَرَ من الحَدِیدِ المُحْمَی إِذا طُبعَ أَیْ طُرِقَ بالمِطْرَقَهِ .

و صُوفٌ مُقَلْفِعٌ ضُبِطَ بفَتْحِ الفاءِ و کَسْرِهَا،أَی قَلِحٌ .

و القِلْفِعَهُ ،کزِبْرِجَهٍ :قِشْرُ الأَرْضِ یَرْتَفِعُ عن الکَمْأَهِ فیَدُلُّ علیها،قالَهُ الفَرّاءُ.

و هُوَ أَیْضاً: ما یَصِیرُ عَلَی جِلْدِ البَعِیرِ کهَیْئَهِ القِشْرِ الواسِعِ قِطَعاً قِطَعاً ،کما فِی العُبَابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القِلْفِعَهُ :الکَمْأَهُ نَفْسُها.

قلمع

القَلْمَعَهُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانِیُّ فی العُبَابِ ،و أَوْرَدَهُ فی التَّکْمِلَهِ ،کصاحِبِ اللِّسَانِ ،قَالا:هُوَ السَّفِلَهُ -بکَسْرِ الفاءِ-من النّاسِ ،الخَسِیسُ ،و هُوَ اسْمٌ یُسَبُّ بهِ ،قالَ :

أَ قَلْمَعَهُ ابنَ صَلْفَعَهَ بنِ فِقْعٍ

لَهِنَّکَ -لا أَبا لَکَ -تَزْدَرِینِی

و قَدْ ذُکِرَ ذلِکَ فِی«صلفع» (3).

و قَلْمَعَ رَأْسَه قَلْمَعَهً : ضَرَبَه فأَنْدَرَهُ .

و قِیلَ : قَلْمَعَ رأْسَه و صَلْمَعَهُ :إِذا حَلَقَه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

قَلْمَعَ الشَّیْ ءَ مِنْ أَصْلِه،أَیْ :قَلَعَه (4).

قمع

المِقْمَعَهُ ،کمِکْنَسَهٍ :العَمُودُ مِن حَدِیدٍ ،و هو الجِزْرُ یُضْرَبُ بهِ الرَّأْسُ ، أَوْ کالمِحْجَنِ یُضْرَبُ بهِ رَأْسُ

ص:400


1- (1) الجمهره 368/3. [1]
2- (2) و یروی:«شربت دثاثا»و الدث و الدثاث:المطر الضعیف.
3- (3) کذا بالأصل و الصواب أنه ذکر فی ماده«صلمع»و نسب لمغلس بن لقیط بروایه: أصلمعه بن قلمعه بن فقعٍ و انظر اللسان« [2]صلمع»و التکمله«صلمع».
4- (4) فی اللسان:و [3]قلمع الشیء:قلعه من أصله.

الفِیلِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ: المِقْمَعَهُ :سَوْطٌ مِنْ حَدِیدٍ مُعْوَجُّ الرَّأْسِ .

و قِیلَ : المِقْمَعَهُ : خَشَبَهٌ یُضْرَبُ بِها الإِنْسَانُ عَلَی رَأْسِه ،نَقَلَه اللَّیْثُ ج الکُلِّ : مَقَامِعُ ،قالَ اللّه تَعالَی:

وَ لَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِیدٍ (1)،و قالَ الشاعِرُ:

و تَمْشِی مَعَدٌّ حَوْلَهُ بالمَقامِعِ

و قَمَعَهُ ،کمَنَعَه قَمْعاً : ضَرَبَهُ بِها ،أَی: بالمَقامِعِ .

و قَمَعَهُ قَمْعاً : قَهَرَهُ ،و ذَلَّلَهُ ، کأَقْمَعَهُ إِقْماعاً ، فانْقَمَعَ ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیّ .

و قَمَعَ الوَطبَ قَمْعاً : وَضَعَ فِی رَأْسِهِ قِمْعاً ،بالکَسْرِ؛ لیَصُبَّ فیه لَبَناً أَو ماءً.

و قَمَعَ فُلاناً:صَرَفَه عَمّا یُرِیدُ.

و قَمَعَه قَمْعاً : ضَرَبَ أَعْلَی رَأْسهِ .

و فِی الشَّیْ ءِ:دَخَلَ .

و قَمَعَ البَرْدُ النَّبَاتَ :رَدَّهُ و أَحْرَقَه.

و قَمَعَ ما فِی السِّقاءِ قَمْعاً : شَرِبَهُ شُرْباً شَدِیدًا ،أَو أَخَذَه، کاقْتَمَعَهُ و هذِه عَنِ الأُمَوِیِّ ،یُقَالُ :خُذْ هذا فاقْمَعْهُ فی فَمِهِ ،ثم اکْلِتْهُ فِی فِیهِ .

و قَمَعَ الشَّرَابُ قَمْعاً : مَرَّ فِی الحَلْقِ مَرًّا بِغَیْرِ جَرْعٍ ، کأَقْمَعَ إِقْماعاً ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

إِذَا غَمَّ خِرْشاءَ الثُّمَالَهِ أَنْفُه

ثَنَی مِشْفَرَیْهِ للصَّرِیحِ و أَقْمَعَا (2)

و رِوَایَهُ المُصَنَّفِ لِأَبی عُبَیْدٍ:«فأَقْنَعَا».

و قَمَعَ سَمْعَهُ لفُلانٍ :إِذا أَنْصَتَ لَهُ .

و القَمَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :ذُبابٌ یَرْکَبُ الإِبِلَ و الظِّبَاءَ إِذا اشْتَدَّ الحَرُّ ،کما فِی الصِّحاحِ ،قِیلَ :هُوَ ذُبَابٌ أَزْرَقُ یَدْخُلُ فی أُنُوفِ الدَّوابِّ ،و یَقَعُ علَی الإِبِلِ و الوَحْشِ فیَلْسَعُها، و قِیلَ :یَرْکَبُ رُؤُوسَ الدَّوابِّ فیُؤْذِیها،جَمْعُه قَمَعٌ ، و یُجْمَعُ عَلَی مَقَامِعَ ،عَلَی غَیْرِ قیاسٍ ، کَمَشَابِه و مَلامِحَ و مَفَاقِرَ،فیجَمْعِ شَبَهٍ و لَمْحٍ و فَقْرٍ،و به فُسِّرَ قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

و یَرْکُلْنَ (3)عَنْ أَقْرَابِهِنَّ بأَرْجُلٍ

و أَذْنابِ زُعْرِ الهُلْبِ زُرْقَ المَقامِع

هکذا هُوَ فِی اللِّسَانِ ،و فی العُبَابِ و یَدْبُبْنَ .

و القَمَعَهُ : الرَّأْسُ .

و أَیْضاً: رَأْسُ السَّنَامِ من البَعِیرِ أَو النّاقَهِ ج: قَمَعٌ شاهِدُ الأَولِ قَوْلُ العَرَبِ :«لأَجُزَّنَّ قَمَعَکُم »أَیْ :لأَضْرِبَنَّ رُؤُوسَکُم،و بهِ فُسِّرَ قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ السّابِقُ «زُرْقَ المَقَامِعِ » جَمْعُ القَمَعَهِ ،أَیْ سُودَ الرُّؤُوسِ ،و شاهِدُ الثّانِی قَوْلُ أَبِی وَجْزَهَ السَّعْدِیِّ

و الّلاحِقُون جِفَانَهُم قَمَعَ الذُّرَا

و المُطْعِمُونَ زَمَانَ أَیْنَ المُطْعِمُ

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

تَتُوقُ باللَّیْلِ لشَحْمِ القَمَعَهْ

تَثاؤُبَ الذِّئْبِ إِلی جَنْبِ الضَّعَهْ

و القَنَعَهُ بالنُّونِ :لُغَهٌ فیه.

و القَمَعَهُ : حِصْنٌ بالیَمنِ .

و قَمَعَهُ بلا لامٍ :لَقَبُ عُمَیْر بنِ الْیاسَ بنِ مُضَرَ ، زَعَمُوا،أُغِیرَ عَلَی إِبِلِ أَبِیهِ ، فانْقَمَعَ فی البَیْتِ فَرَقاً،فسَمَّاهُ أَبُوه قَمَعَهَ ،و خَرَج أَخُوه مُدْرِکَهُ بنُ الْیاسَ ،لِبَغَاءِ إِبِلِ أَبِیهِ فأَدْرَکَها،و قعَدَ الأَخُ الثّالِثُ یَطْبُخُ القِدْرَ،فسُمِّیَ طابِخَهَ ، و هذا قَوْلُ النَّسّابِینَ و یُذْکَرُ فی«خ ن د ف» و تَقَدَّمَ أَیْضاً شَیْ ءٌ من ذلِکَ فی«ط ب خ».

و قالَ أَبُو خَیْرَهَ : القَمَعُ مُحَرَّکَهً :کالْعَجَاجِ یَثُورُ فی السَّمَاءِ.

و قالَ غَیْرُه: القَمَعَهُ : طَرَفُ (4)الحُلْقُومِ ،أَو طَبَقُه (5)و هذا قَوْلُ شَمِرٍ،قالَ : وَ هُوَ مَجْرَی النَّفَسِ إِلَی الرِّئَهِ .

و القَمَعُ : بَثْرَهٌ تَخْرْجُ فی أُصُولِ الأَشْفَارِ ،کَذا نَصُّ الصِّحاحِ و العُبَابِ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :صَوابُه أَنْ یَقُول:

ص:401


1- (1) سوره الحج الآیه 21. [1]
2- (2) نسب بحواشی المطبوعه الکویتیه لمزرد أو لجبیهاء الأشجعی أو لابن عتّاب الطائی.
3- (3) فی الدیوان 364 و التکمله:یذبِّبن.
4- (4) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:و طبقُ الحلقومِ .
5- (5) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«هذه الکلمه مضروب علیها بنسخه المؤلف»و الذی فی التهذیب عن شمر:القمع:طبق الحلقوم.

القَمَعُ :بَثْرٌ،أَو القَمَعَهُ :بَثْرَهٌ . أَو القَمَعُ : فسَادٌ فِی مُوقِ العَیْن و احْمِرَارٌ،أَو القَمَعُ : کَمَدُ لَحْمٍ (1)المُوقِ و وَرَمُه،أَو القَمَعُ : قِلَّهُ نَظَرِ العَیْنِ عَمَشاً،و الفِعْلُ فی الکُلِّ : قَمِعَتْ عَیْنُه، کفَرِحَ تَقْمَعُ قَمَعاً .

و قولُ المُصَنِّفِ : و هُوَ قَمُوعٌ ،أَی کَصَبُورٍ،بدَلِیلِ قَوْلِه:

و أَقْمَعُ ج: قُمْعٌ ،بالضمِّ کأَحْمَرَ و حُمْرٍ مَحَلُّ نَظَرٍ وَ تَأَمُّلٍ ، و الصَّوابُ :و هِیَ قَمِعَهٌ ،فإِنَّهَا صِفَهٌ لِلْعَیْنِ لا للرَّجُلِ ؛لأَنَّهُ لا یُقَالُ : قَمِعَ الرَّجُلُ ،ثمّ علَی الفَرْضِ إِذا جَوَّزْنَا قَمِعَ الرَّجُلُ ،من باب فَرِحَ ،فالقِیَاسُ یَقْتَضِی أَنْ یَکُونَ فاعِلُه قَمِیعاً،ککَتِفٍ ،لا کصَبُورٍ،و انْظُرْ عِبَارَهَ الجَوْهَرِیِّ :«تَقُولُ مِنْه: قَمِعَتْ عَیْنُه بالکَسْرِ»و مِثْلُهُ لِلصّاغَانِیِّ ،زاد الأَخِیرُ:

قَمَعاً ،ثمّ قالَ :و هُوَ قُمُوعٌ فِی شِعْرِ الطِّرِّماحِ ،أَیْ بضَمِّ القافِ ،حَیْثُ قال:

تَقَمَّعَ فِی أَظْلالِ مُحْنِطَهِ الجَنَی (2)

صِحاحُ المَآقِی ما بِهِنَّ قُمُوعُ

فهُوَ أَرادَ بِهِ المَصْدَرَ،و أَشارَ إِلَی أَنَّه جاءَ فی هذا الشِّعْرِ علی خِلافِ القِیَاسِ فی مَصْدَرِ فَعِلَ بالکَسْر،و انْظُرْ عِبَارَهَ اللّسَانِ :و قد قَمِعَتْ عَیْنُه تَقْمَعُ قَمَعاً ،فهِیَ قَمِعَهٌ ،ثُمَّ قالَ :

و قِیلَ : القَمِعُ :الأَرْمَصُ الَّذِی لا تَرَاهُ إِلاّ مُبْتَلَّ العَیْنِ ،و لا أَخالُ المُصَنِّفَ إِلاّ اشْتَبَه عَلَیْهِ سِیاقُ العُبَابِ ،فلم یَدْخُلْ من البابِ .

و القَمَعُ فی عُرْقُوبِ الفَرَسِ :أَنْ یَغْلُظَ رَأْسُه و لا یُحَدَّ، و هُوَ مِنْ عُیُوبِ الخَیْلِ ،فإِنَّهُم قالُوا:یُسْتَحَبُّ أَنْ یَکُونَ الفَرَسُ حَدِیدَ طَرَفِ العُرْقُوبِ ،و بَعْضُهُم یَجْعَلُ القَمَعَهَ :

الرَّأْسَ .

و القَمَعُ أَیْضاً:داءٌ و غِلَظٌ فی إِحْدَی رُکْبَتَیِ الفَرَسِ ، یُقَالُ منه: فَرَسٌ قَمِعٌ ،ککَتِفٍ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ : قامِعٌ ، و هُوَ غَلَطٌ ، و أَقْمَعُ ،و هِی قَمْعَاءُ.

و قالَ ابنُ عَبّادِ: القَمَعُ : عُظَیْمٌ ناتِئٌ فی الحَنْجَرَهِ ، و مِنْهُ الأَقْمَعُ و هُوَ العَظِیمُهُ .

قال: و الأَنْفُ الأَقْمَعُ :مِثْلُ الأَقْعَم ،و هُوَ الَّذِی فِیه مَیَلٌ ، و سَیَأْتِی فی المِیمِ . و قالَ غَیْرُه: العُرْقُوبُ الأَقْمَعُ : العَظِیمُ الإِبْرَهِ ،و قِیلَ :

الغَلِیظُ الرَّأْسِ الغَیْرُ المُحَدَّدِ.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: القَمِیعَهُ ،کشَرِیفَهٍ :النّاتِئَهُ بینَ الأُذُنَیْنِ من الدَّوابِّ ،ج: قَمائِعُ .

و قال أَبُو عُبَیْدٍ (3): القَمِیعَهُ : طَرَفُ الذَّنْبِ ،و هِیَ من الفَرَسِ :مُنْقَطَعُ العَسِیبِ ،و أَنْشَدَ بَیْتَ ذِی الرُّمَّهِ هُنَا علی هذِهِ الصِّیغَهِ :

و یَنْفُضْنَ عَنْ أَقْرَابِهِنَّ بأَرْجُلٍ

و أَذْنَابِ حُصِّ الهُلْبِ زُعْرِ القَمَائِعِ (4)

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: القَمِیعُ ، کشَرِیفٍ :ما فَوْقَ السَّناسِنِ مِنَ السَّنَامِ ،و بَعِیرٌ قَمِعٌ :ککَتِفٍ :عَظِیمُ السَّنامِ ،و سَنَامٌ قَمِعٌ ،أَیْضاً،أَیْ : عَظِیمٌ .

و قَمِعَ الفَصِیلُ ،کفَرِحَ :أَجْذَی فی سَنَامِهِ ،و تَمَکَ فیهِ الشَّحْمُ ، کأَقْمَعَ فهُوَ قَمِعٌ و مُقْمِعٌ .

و قَمِعَ الدَّواءَ: قَمِحَهُ .

و قَمِعَتْ عَیْنُه:وَقَعَ فِیها القَذَی،فاسْتُخْرِجَ بالخَاتَمِ ، و یُقَالُ : طَرْفٌ قَمِعٌ ،ککَتِفٍ :فیه بَثْرٌ ،و منه قَوْلُ الأَعْشَی یَذْکُرُ نَظَرَ الزَّرْقَاءِ:

و قَلَّبَتْ مُقْلَهً لَیْسَتْ بمُقْرِفَهٍ

إِنْسَانَ عَیْنٍ و مأْقاً لَمْ یَکُنْ قَمِعَا

و نَاقَهٌ قَمِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :ضَبِعَهٌ .

و کَذَا فَرَسٌ قَمِعٌ ،أَیْ : هَیُوبٌ و قد قَمِعَ :إِذا هَابَ ،کُلُّ ذلِکَ فی المُحِیطِ .

و القُمْعَهُ ،بالضَّمِّ :ما صَرَرْتَ فی أَعْلَی الجِرَابِ ، و الزُّمْعَهُ :فی أَسْفلِه،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و قالَ غیرُه: القُمْعَهُ : خِیَارُ المالِ ،و یُفْتَحُ ،و یُحَرَّکُ ، و یُقَال:لَکَ قُمْعَهُ هذا المالِ ،أَیْ :خِیَارُه، أَو خاصُّ بخِیَارِ الإِبِلِ ،خَصَّهُ کُرَاعٌ .

و المَقْمُوعُ :المَقْهُورُ الذَّلِیلُ المَرْدُودُ.

و المَقْمُوعُ من الإِبِلِ :ما أُخِذَ خِیارُه ،یُقَالُ :إِبِلٌ

ص:402


1- (1) فی اللسان: [1]کمدُ لونِ لحمِ الموق...
2- (2) بالأصل«الخبا»و المثبت عن دیوانه ص 304.
3- (3) فی التهذیب:أبو عبیده.
4- (4) هذه الروایه فی التهذیب و التکمله و اللسان. [2]

مَقْمُوعَهٌ ،و کَذلِکَ سِلَعٌ مَقْمُوعَهٌ :إِذا أُخِذَ الخَیْرُ مِنْهَا،و هُوَ مَجَازٌ.

و القَمْعُ بالفَتْحِ ،و الکَسْرِ،و کعِنَبٍ ،الأُولَی حَکَاها یَعْقُوبُ عن أُناسٍ ،و الثانِیَهُ و الثّالِثَهُ مِثَالُ نِطْعٍ و نِطَعٍ ، ذَکَرَهُنَّ الجَوْهَرِیُّ .قُلْتُ :و العامَّه تَقُولُ بالضَّمِّ ،و هُوَ غَلَطٌ :

ما یُوضَعُ فی فَمِ الإِناءِ،فیُصَبُّ فیه الدُّهنُ و غَیْره کما فی الصّحاحِ ،و کذلِکَ الزِقّ و الوَطبُ یُوضَع عَلَیْه،ثُمّ یُصَبُّ فیه الماءُ و الشَّرابُ ،أَو اللَّبَنُ ،سُمِّیَ بِذلِکَ لِدُخُولهِ فی الإِنَاءِ، قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :و قَوْلُ سَیْفِ بنِ ذِی یَزَنَ لَمَّا قاتَلَ الحَبَشَهَ :

قَدْ عَلِمَتْ ذاتُ امْنِطَعْ

أَنِّی إِذا امْمَوْتُ کَنَعْ

أَضْرِبُهُمْ بذَا امْقَلَعْ

لا أَتَوَقَّی بامْجَزَعْ

اقْتَرِبُوا قِرْفَ امْقِمَعْ (1)

أَرادَ:«ذاتَ النِّطَعِ ،و إِذا الْمَوْتُ کَنَع،و بذَا الْقَلَعْ ، و بالجَزَع،و قِرْفَ القِمَعْ »فأَبْدَلَ من لامِ المَعْرِفَهِ مِیماً،و هِیَ لُغَهُ حِمْیَرَ،و نَصَبَ قِرْفَ ؛لأَنَّه أَرادَ یا قِرْفَ ،أَی:أَنْتُمْ کَذلِکَ فی الوَسَخِ و الذُّلِّ ،و ذلِکَ أَنَّ قِمَعَ الوَطْبِ أَبَدًا وَسِخٌ مِمّا یَلْزَقُ بهِ مِنْ اللَّبَنِ .و القِرْفُ :من وَضَرِ اللَّبَنِ .

و القَمْعُ ،و القِمَعُ أَیضاً: ما الْتَزَقَ بأَسْفَلِ التَّمْرَهِ و البُسْرَهِ و نَحْوِهِما ،و قالَ ابنُ عَبّاد:هو ما عَلَی التَّمْرَهِ و البُسْرَهِ .

و قالَ أَیْضاً: القِمْعَانِ ،بالکَسْرِ: ثَفِنَتا جُلَّهِ التَّمْرِ،و هُمَا زاوِیَتَاها السُّفْلَیانِ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :من أَلْوَانِ العِنَبِ الأَقْماعِیُّ ،و هو الفارِسِیُّ ،و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :هُوَ نَوْعٌ من العِنَبِ علیه مُعَوَّلُ النّاس،و هو عِنَبٌ أَبْیَضُ ،ثُمَّ یَصْفَرُّ أَخِیراً (2)حَتّی یَکُونَ کالوَرْسِ ،و حَبُّهُ مُدَحْرَجٌ کِبَارٌ مُکْتَنِزُ (3)العَنَاقِیدِ،کَثِیرُ الماءِ،و لیسَ وَراءَ عَصِیرِه شَیْ ءٌ فی الجَوْدَهِ ،و علی زَبِیبِه المُعَوَّلُ . و قالَ ابنُ عَبّادٍ: القَمْعُ :مِثْلُ التُّخَمَهِ ،و هو مَقْمُوعٌ أَی: مُتَّخَمٌ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ : أَقْمَعْتُه عَنِّی إِقْمَاعاً ،أَیْ : طَلَعَ و فی بعضِ نُسَخِ الصّحاحِ :اطَّلَعَ علیَّ فرَدَدْتُه عَنِّی (4)، نقله الجَوْهَرِیُّ .

و قَمَّعَتِ البُسْرَهُ تَقْمِیعاً:انْقَلَعَ قِمْعُها ،و هُوَ ما عَلَیْهَا و عَلَی التَّمْرَهِ .

و تَقَمَّعَ الشَّیْ ءَ:أَخَذَ قُمْعَتَه ،أَی: خِیَارَهُ نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ، قالَ الرّاجِزُ:

تَقَمَّعُوا قُمْعَتَها العَقَائِلاَ

و مُتَقَمَّعُ الدّابَّهِ ،بِفَتْحِ المِیمِ الثّانِیَهِ : رَأْسُها و جَحَافِلُهَا و یُجْمَعُ علی المَقَامِعِ ،علی غیرِ قِیاسٍ .

و تَقَمَّعَ الحِمَارُ،و غَیْرُه:حَرَّکَ رَأْسَه،و ذَبَّ القَمَعَ -و هِیَ النُّعَرُ-عَنْ وَجْهِهِ ،أَو مِنْ أَنْفِهِ ،قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّه أَنْزَلَ مُزْنَهً

و عُفْرُ الظِّباءِ فی الکِنَاسِ تَقَمَّعُ ؟

یَعْنِی تُحَرِّکُ رُؤُوسَها من القَمَعِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: تَقَمَّعَ فُلانٌ :إِذا تَحَیَّرَ.

و تَقَمَّعَ : جَلَسَ وَحْدَه.

و انْقَمَع :دَخَلَ البَیْتَ مُسْتَخْفِیاً و منه حَدِیثُ عائِشَهَ و الجَوَارِی الَّلاتِی (5)یَجِئْنَ یَلْعَبْنَ مَعَهَا:«فإِذا رَأَیْنَ رَسُولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم، انْقَمَعْنَ »أَیْ تَغَیَّبْنَ و دَخَلْنَ فی بَیْتٍ ،أَو من وراءِ سِتْرٍ،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:أَی یَدْخُلْنَ فیهِ ،کما تَدْخُلُ التَّمْرَهُ فی قِمَعِهَا ،و فی حَدِیثِ الّذِی نَظَرَ من شَقِّ البابِ :«فلَمَّا أَنْ بَصُرَ بهِ انْقَمَعَ »أَی رَدَّ بَصَرَه و رَجَعَ ،کأَنَّ المَرْدُودَ أَو الرّاجِعَ قد دَخَلَ فی قِمَعِهِ ،و

16- فی حَدِیثِ مُنْکَرٍ وَ نَکِیرٍ: « فیَنْقَمِعُ العَذابُ عِنْدَ ذلِکَ ». أَی یَرْجِعُ و یَتَدَاخَلُ .

و اقْتَمَعَ السِّقَاءَ :لُغَهٌ فی اقْتَبَعَهُ ،بالمُوَحَّدَهِ ،عن أَبِی عَمْرٍو،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و الاقْتِمَاعُ :إِدْخَالُ رَأْسِ السِّقَاءِ إِلی داخِلٍ .

ص:403


1- (1) ورد الرجز فی التهذیب 292/1 بکتابه أخری.
2- (2) بالأصل«آخرا»و المثبت عن القاموس.
3- (3) عن اللسان و [1]بالأصل«مکنز».
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«عنک».
5- (5) النهایه و [2]اللسان: [3]کنّ .

و اقْتَمَعَ الشَّیْ ءَ:اخْتَارَهُ ،و الاسمُ : القُمْعَهُ ،بالضَّمِّ و قد تَقَدَّمَ . ج: قُمَعٌ ،بضمٍّ ففَتْحٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

قَمَعَهُ قَمْعاً :رَدَعَه و کفَّهُ ،و حَکی شَمِرٌ عن أَعْرَابِیَّهٍ أَنَّهَا قالَتْ : القَمْعُ :أَن تَقْمَع آخَرَ بالکَلامِ حَتَّی تَتَصَاغَرَ إِلَیْهِ نَفْسُه.

و قَمَعْتُ القِرْبَهَ :إِذا ثَنَیْتَ فَمَها إِلَی خارِجِها،فهِیَ مقْمُوعَهٌ ،و إِداوَهٌ ،و مَقْنُوعَهٌ -بالمِیمِ و النُّونِ -:إِذا خُنِثَ رَأْسُها.

و مِنَ المَجَازِ: قَمَّعَتِ المَرْأَهُ بَنَانَها بالحِنّاءِ:خَضَّبَتْ بهِ أَطْرَافَها،فصارَ لَهَا کالأَقْماعِ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

لَطَمَتْ وَرْدَ خَدِّهَا بِبَنانٍ

مِنْ لُجَیْنٍ قُمِّعْنَ بالعِقْیانِ

شَبَّه حُمْرَهَ الحِنِّاءِ علی البَنَانِ بحُمْرَهِ العِقْیَانِ ،و هُوَ الذَّهَبُ لا غَیْرُ.

و القِمْعَانِ ،بالکَسْرِ:الأُذُنانِ ،و الأَقْمَاعُ :الآذانُ و الأَسْمَاعُ ،و مِنْه

16- الحَدِیثُ : «وَیْلٌ لاِقَماعِ القَوْلِ ». یَعْنِی الّذِینَ یَسْمَعُونَ القَوْلَ و لا یَعْمَلُون بهِ ،جَمْعُ قِمَعٍ ،و هو مَجَازٌ،شَبَّه آذانَهُم و کَثْرَهَ ما یَدْخُلُهَا من المَوَاعِظِ -و هُمْ مُصِرُّون علی تَرْکِ العَمَلِ بها- بالأَقْمَاعِ الَّتِی تُفْرَغُ فِیها الأَشْرِبَهُ ،و لا یَبْقَی فِیها شَیْ ءٌ مِنْهَا،فکَأَنَّه یَمُرُّ عَلَیْهَا مَجَازًا، کما یَمُرُّ الشَّرَابُ فی الأَقْمَاعِ اجْتِیَازًا.و تَقُولُ :ما لَکُمْ أَسْمَاعٌ ،و إِنَّمَا هِیَ أَقْمَاعٌ .

و قَمِعَت الظَّبْیَهُ ،کفَرِح:لَسَعَتْها القَمَعَهُ ،أَو (1)دَخَلَتْ فی أَنْفِهَا،فحَرَّکتْ رَأْسَها مِنْ ذلِک.

و قَمَعَهُ الذَّنَبِ ،مُحَرَّکهً :طَرَفُهُ .

و عُرْقُوبٌ أَقْمَعُ :غَلُظ رأْسُه و لم یُحَدَّ.

و قَمَعَهُ الفَرَسِ ،مُحَرَّکَهً :ما فِی جَوْفِ الثُّنَّهِ -و فی التَّهْذِیبِ :ما فِی مُؤَخَّرِ الثُّنَّهِ -مِنْ طَرَفِ العُجَایَهِ ،مِمّا لا یُنْبِتُ الشَّعَرَ.

و القَمَعَهُ :قَرْحَهٌ فی العَیْنِ ،و قِیل:رَمَصٌ .و قَمَعْتُ الإِبِلَ قَمْعاً :أَخَذْتُ خِیَارَها،و تَرَکْتُ رُذالَهَا، و کَذلِک فِی غَیْرِ الإِبِلِ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و هُوَ قَمِعُ الأَخْبَارِ،ککَتِفٍ ،أَی یَتَتَبَّعُها وَ یَتَحَدَّثُ بِها، و هو مَجَازٌ.

و تَقُولُ :تَرَکْتُهُ یَتَقَمَّعُ ،أَی:یَطْرُدُ الذُّبَابَ ،مِنْ فَرَاغِه و بَطالَتِهِ ،و هو مَجَازٌ،و منه

16- الحَدِیثُ : «أَوَّلُ مَنْ یُساقُ إِلی النّارِ الأَقْمَاعُ ». و هُم أَهْلُ البطالاتِ ،الّذِین لا هَمَّ لَهُمْ إِلاّ فی تَزْجِیَهِ الأَیّامِ بالبَاطِلِ ،فلا هُمْ فی عَمَلِ الدُّنْیَا،و لا هُمْ فی عَمَلِ الآخِرَهِ ،و قیلَ :أَرادَ بِهِم الَّذِین إِذا أَکَلُوا لم یَشْبَعُوا،و إِذا جَمَعُوا لم یَسْتَغْنُوا.

و تقمَّع الرَّجُلُ :ذَلَّ .

و دَرْبُ الأَقْمَاعِیِّینِ :خُطَّهٌ بمِصْرَ.

قنبع

القنبع کقُنْفُذٍ ،کَتبَه بالحُمْرَهِ ،علی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علی الجَوْهَرِیِّ ،و لیْسَ کذلِکَ ،فإِنَّهُ ذَکَرَهُ فی «ق ب ع»و أَشارَ إِلی أَنَّ النُّونَ زائدَهٌ ،و هُوَ رَأْیُ أَئِمَّهِ الصَّرْفِ ،فالأَوْلی إِذنْ کَتْبُه بالسَّوَادِ،قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :هُوَ وِعَاءُ الحِنْطَهِ فی السُّنْبُلَه و قِیل:هِیَ الّتِی فِیها السُّنْبُلَهُ .

و قُنْبُعٌ : جَبَلٌ بدِیارِ غَنِیّ بنِ أَعْصُرَ.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: القُنْبُعُ : الرَّجُلُ القَصِیرُ و زادَ غَیْرُه:

الخَسِیسُ ، و القُنْبُعَهُ :لِلأُنْثَی (2).

قال: و القُنْبُعَهُ : خِرْقَهٌ تُخَاطُ شَبِیهَهٌ بالبُرْنُسِ تُغَطِّی المَتْنَیْنِ ، و یَلْبَسُهَا الصِّبْیَانُ ،و قد تقدَّمَ إِنْکَارُ المُصَنِّفِ له (3)، و نَسَبَهُ ابنُ فارِسٍ إِلی العامَّهِ ،و لم یُنَبِّهْ علیهِ هُنا،و هُو غرِیبٌ .

و القُنْبُعَهُ : الخُنْبُعَهُ ،أَو شِبْهُها إِلاّ أَنَّهَا أَصْغَرُ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و قال أَبُو عَمْرٍو: قَنْبَعَ الرَّجُلُ فی بَیْتِه :إِذا تَوَارَی مِثْلُ قَبَعَ ،و أَنْشَدَ:

و قَنْبَعَ الجُعْبُوبُ فی ثِیَابِه

وَ هْوَ علی ما ذَلَّ مِنْهُ مُکْتَئِبْ

ص:404


1- (1) اللسان:و دخلت.
2- (2) عن القاموس و بالأصل«الأنثی».
3- (3) راجع ماده قبع.

و هذا القَوْلُ مِمّا یُؤَیِّدُ الجَوْهَرِیَّ علی زِیَادَهِ النُّونِ .

و قالَ ابنُ عَبّاد: قَنْبَعَ الرَّجُلُ : انْتَفَخَ مِنَ الغَضَبِ .

قالَ : و رَجُلٌ مُقَنْبعُ الرَّأْسِ ،بکسرِ الباءِ أَی: مُبَرْطَلُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

القُنْبُعَهُ :غِلافُ نَوْرِ الشَّجَرَهِ ،مثل الخُنْبُعَهِ ،و کذلِکَ القُنْبُع ،بِغَیْرِ هاءٍ.

و قُنْبُعُ النَّوْرِ و قُنْبُعَتُه :غِطاؤُه،و أُراهُ علی المَثَلِ بهذِه القُنْبُعَهِ .

و فی الصِّحاحِ -فی ترکیب«ق ب ع»-: قَنْبَعَتِ الشَّجَرَهُ :إِذا صارَتْ زَهْرَتُهَا فِی قُنْبُعَه ،أَی غِطاءٍ.

قال:و قِنْبِیعَهُ (1)الخِنْزِیرِ:نُخْرَهُ أَنْفِهِ .

قنثع

رَجُلٌ مُقَنْثِعُ اللِّحْیَه،بکَسْر الثّاءِ المُثَلَّثَهِ أَهْمَلَه الجَوْهَریُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ عَبّادِ:أَی عَظِیمُها مُنْتَشِرُهَا و أَوْرَدَه الصّاغَانیُّ فی کِتَابَیْهِ .

قندع

القُنْدُع ،کقُنْفُذ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبُو عُبَیْدِ:هو الدَّیُّوثُ ،سُرْیانِیَّهٌ ،لیسَتْ بعَرَبِیَّه مَحْضَه.

قنذع

کالقُنْذُعِ ،بِالذّالِ المُعْجَمَهِ ،نَقَلَه أَبُو عُبَیْدٍ، و کَتَبَه المُصَنِّفُ بالأَحْمَرِ علی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ علَی الجَوْهَرِیِّ ، مع أَنَّه ذَکَرَه فی تَرْکِیب«ق ذ ع»فالأَوْلَی کَتْبُه بالأَسْوَدِ،ثُمَّ إِنَّ اللَّیْثَ ضَبَطَه کجُنْدُبٍ ،بلُغَتَیْهِ ،و قالَ :لَیْسَتْ بعَرَبِیَّهٍ مَحْضَه،و أَظُنُّهَا سُرْیانِیَّهً ،قال:هو (2)الدَّیُّوثُ الَّذِی یَقُودُ علی حُرْمَتِه،و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ: القُنْذُعُ -و لا أَحْسِبُها عَرَبِیَّهً مَحْضَهً -:هُوَ الرَّجُلُ القَلِیلُ الغَیْرَهِ عَلَی أَهْلِه،و منه

17- حَدِیثُ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهِ : «فَذلِکَ القُنْذُع ». الدَّیُّوثُ .

و القُنْذُعَهُ :القُنْزُعَهُ ،و هُما لُغَتَانِ ،کالذُّعافِ و الزُّعَافِ ، و لَذِمَ و لَزِمَ ؛و لیسَ أَحَدُ الحَرْفَیْنِ بَدَلاً من الآخَر،و منه

16- حَدِیثُ أَبِی أَیُّوبَ -رَضِیَ اللّه عنه: -:«ما مِنْ مُسْلِمٍ یَمْرَضُ فی سَبِیلِ اللّه إِلاّ حَطَّ اللّه عنهُ خَطَایاهُ ،و إِنّ بَلَغَتْ قُنْذُعَهَ رَأْسِه». هکذا رَواهُ الأَزْهَرِیُّ (3)بسَنَدِه إِلی سَرْوَعَهَ (4)الوُحاظِیِّ ،عَنْ أَبِی أَیُّوبَ ،قالَ :و رَوَاهُ بُنْدارٌ عن أَبِی دَاوُدَ عن شُعْبَهَ ،قالَ بُنْدَارٌ:قُلْتُ لأَبِی داوُدَ:قُلْ :قُنْزُعَهٌ ،فقالَ :

قُنْذُعَه ،قال شَمِرٌ:و المَعْرُوفُ فی الشَّعَرِ القُنْزُعَهُ و القَنَازِعُ ، کما لَقَّنَ بُنْدَارٌ أَبا دَاوُدَ فلَمْ یَلْقَنْهُ .

و القَنَاذِعُ :الدَّواهِی نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القَنَاذِعُ بالذّالِ و الزّایِّ : الکَلامُ القَبِیحُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ فی«ق ذ ع»قالَ عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبَادِیُّ :

و مَنْ لا یُوَرِّعْ نَفْسَه یَتْبَعِ الهَوَی

و مَنْ یَتْبَعِ الحِرْباءَ یَغْشَ القَنَاذِعَا

أَو (5) القَنَاذِعُ :الخَنَا،و الفُحْشُ ،قالَ أَدْهَمُ بنُ أَبِی الزَّعْرَاءِ:

بَنِی خَیْبَرِیٍّ نَهْنِهُوا عن قَنَاذِعٍ

أَتَتْ مِنْ لَدُنْکُمْ و انْظُرُوا ما شُؤُونُها (6)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

القُنْذُوعُ ،بالضَّمِّ :الدَّیُوثُ .

قنزع

القُنْزُعَهُ ،بِضَمِّ القافِ و الزّایِ ،و فَتْحِهِمَا، و کسرِهما،و کجُنْدَبَهٍ ،و هذه عن کُرَاع، و قُنْفُذِ ،فهی خَمْسُ لُغات،و سَبَقَ لَهُ فی«ق ز ع»القُزَّعَهُ کقُبَّرَهٍ ،عن ابنِ عَبّادٍ،فهِیَ سِتُ لُغَات، و هذا مَوْضِعُ ذِکْرِه،لا«ق ز ع» کما فَعَلَه الجَوْهَرِیُّ ،أَی أَنَّ النُّونَ أَصْلِیَّهٌ ،و عَلَی رَأْیِ الجَوْهَرِیِّ و أَکْثَر الصَّرْفِیِّینَ أَنَّهَا زائِدَهٌ ،و مَعَ قَطْع النَّظَرِ عَنْ زِیَادَهِ النُّونِ ،فما مَعْنَی کَتْبِهِ بالأَسْوَدِ و الجَوْهَرِیُّ ذَکَرَه ؟:

الشَّعَرُ حَوَالِی الرَّأْسِ ،ج: قَنَازِعُ ،و قَدْ تُجْمَعُ قُنْزُعَات جَمْعَ السَّلاَمَهِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِحُمَیْد الأَرْقَطِ یَصِفُ الصَّلَعَ :

کأَنَّ طَسًّا بَیْنَ قُنْزُعاتِه

مَرْتاً تَزِلُّ الکَفُّ عَنْ صَفاتِه

ذلِکَ نَقْصُ المَرْءِ فی حَیَاتِه

و ذاکَ یُدْنِیهِ إِلَی وَفاتِه

و

14- فی الصِّحاحِ ما نَصُّه:و فی الحَدِیثِ : «غَطِّی قَنازِعَک

ص:405


1- (1) عن الصحاح« [1]قبع»و بالأصل«قنبعه».
2- (2) بالأصل:«قال:و الدیوث»و المثبت عن اللسان.
3- (3) التهذیب ماده قنزع 286/3.
4- (4) فی التهذیب:زُرْعه.
5- ((*)) بالقاموس:«و»بدل:«أو».
6- (5) ورد فی اللسان«قذع»شاهداً علی قوله:و القناذع:الکلام القبیح.

یا أُمَّ أَیْمَنَ ». و وَجَدْتُ فی الهَامِشِ ما نَصُّه:الّذِی

14- فی الحَدِیثِ : «خَضِّلِی قَنازِعَک ». و لا شَکَّ أَنَّ الناسِخَ صَحَّفَه، و قَوْلُه عَلَیْه الصَّلاهُ و السَّلامُ هذَا کانَ لاِمُّ سُلَیْمٍ ،و لَمْ یَکُنْ لاِمُّ أَیْمَنَ ،انْتَهَی.قُلتُ :الَّذِی ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ صَحْیحٌ ، رُوِیَ مُرْسَلاً مِنْ طَرِیقِ مُجَاهِدٍ،و أَمّا ما أَشَارَ إِلَیْهِ من حَدِیثِ أُمِّ سُلَیْم فهو صَحِیحٌ أَیْضاً،و

14- نَصُّه: «خَضِّلِی قَنَازِعَکِ ». أَمَرَهَا بإِزالَهِ الشَّعَثِ و تَطایُرِ الشَّعَرِ،و التَّنْدِیَهِ بالماءِ أَوْ بالدُّهْنِ .

و القُنْزُعَهُ : الخُصْلَهُ من الشَّعَرِ تُتْرَکُ عَلَی رَأْسِ الصَّبِیِّ ، و هیَ کالذَّوائِبِ فی نَوَاحِی الرَّأْس، أَوْ هِیَ ما ارْتَفَعَ و طَالَ من الشَّعَرِ (1)،قالَهُ ابنُ فارِس،و به فُسِّرَ

17- حَدِیثُ ابنِ عُمَرَ: و قَدْ سُئِلَ عَنْ رَجُلٍ أَهَلَّ بعُمْرَهٍ ،و قَدْ لَبَّدَ،و هُوَ یُریدُ الحَجَّ ، فقَالَ :«خُذْ مِنْ قَنَازِعِ رَأْسِکَ ». أَی:ممّا ارْتَفَعَ مِنْ شَعَرِکَ و طالَ .

و مِنَ المَجَازِ: القُنْزُعَهُ : القِطْعَهُ المَعِرَهُ مِنَ الکَلإِ جَمْعُه: القَنَازِعُ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و قالَ أَیضاً: القُنْزُعه : بَقِیَّهُ الرِّیشِ قالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ فِرَاخَ القَطَا:

یَنُؤْنَ و لَمْ یُکْسَیْنَ إِلاّ قَنَازِعاً

مِنَ الرِّیشِ تَنْوَاءَ الفِصَالِ الهَزائِلِ

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القُنْزُعَهُ : العَجْبُ .

و أَیْضاً: عِفْرِیَهُ الدِّیکِ و عُرْفُه ،و کذلِکَ قُنْزُعَهُ القُبَّرَهِ .

و قالَ اللَّیْثُ : القُنْزُعَهُ مِنَ الحِجَارَهِ :ما هُوَ أَعْظَمُ مِنَ الجَوْزَهِ .

قال: و القُنْزُعَهُ :هی الّتِی تَتَّخِذُهَا المَرْآهُ علی رَأَسِها.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : القَنَازِعُ :الدَّواهِی.

و قالَ ابنُ فارِسٍ : القَنَازِعُ . مِنَ النَّصِیِّ ،و الأَسْنَامِ :

بَقَایاهُمَا تُشَبَّهُ بقَنازِعِ الشَّعَرِ،قَالَ ذُو الرُّمَّهِ :

سَبَارِیتَ إِلاّ أَنْ یَرَی مُتَأَمِّلٌ

قَنَازِعَ أَسْنَامٍ بِهَا (2)و ثَغَامِ

قالَ ابنُ فارِسٍ : و أَمّا نَهْیُ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم عَنِ القَنَازِعِ ،کماوَرَدَ فی حَدِیثٍ فَهِی أَنْ یُؤْخَذَ الشَّعَرُ و یُتْرَکَ مِنْه مَواضِعُ مُتَفَرِّقَهٌ لا تُؤْخَذُ،و هُوَ کنَهْیِه عَنِ القَزَعِ الّذِی تَقَدَّمَ .

و قُنْزُعٌ ، کقُنْفُذٍ:جَبَلٌ ذُو شَعَفاتٍ ،کأَنَّهَا قَنَازِعُ الرَّأْسِ ، بَیْنَ مَکَّهَ حَرَسَها اللّه تَعَالَی و بَیْنَ السِّرَّیْنِ .

و یُقَالُ ،إِذا اقْتَتَلَ الدِّیکانِ فهَرَبَ أَحَدُهُمَا: قَنْزَعَ الدِّیکُ ، قالَ أَبو حاتِمٍ عن الأَصْمَعِیِّ :هو قَوْلُ العامَّهِ ،و لا یُقَال:

قَنْزَعَ ،و إِنَّمَا یُقَال:قَوْزَعَ الدِّیکُ :إِذا غُلِبَ ،و قال البُشْتِیُّ :

قال ابنُ السِّکِّیتِ :یُقَالُ :قَوْزَعَ الدِّیکُ ،و لا یُقَالُ : قَنْزَعَ ، قالَ البُشْتِیُّ :یَعْنِی تَنْفِیشَه بُرَائِلَهُ ،و هِیَ قَنَازِعُه،قال الأَزْهَرِیُّ :و قد غَلِطَ فی تَفْسِیرِ قَوْزَعَ بمَعْنَی تَنْفِیشِه قَنَازِعَه، و لَوْ کَانَ کَمَا قالَ لَجَازَ قَنْزَعَ ،و هذا حرْفٌ لَهِجَ به العَوامُّ (3)من أَهْلِ العِرَاقِ ،تَقُول: قَنْزَعَ الدِّیکُ :إِذا هَرَبَ من الدِّیکِ الّذِی یُقاتِلُه،فوَضَعَهُ أَبُو حاتِمٍ فی بابِ المُزالِ (4)و المُفْسَدِ،و قَالَ :صَوَابُه قَوْزَعَ ،و وضَعَهُ ابنُ السِّکِّیتِ فی بابِ «ما یَلْحَنُ فیه العامَّهُ »قالَ الأَزْهَرِیُّ :و ظَنّ البُشْتِیُّ بحَدْسِه و قِلَّهِ مَعْرِفَتِه:أَنَّهُ مَأْخُوذٌ من القُنْزُعَهِ ،فأَخْطَأَ ظَنُّه.

قُلْتُ :فإِذَنْ کانَ یَنْبَغِی للمُصَنِّفِ أَنْ یُنَبِّهَ عَلَی ذلِکَ ؛لاِنَّهَا لُغَهٌ عامِّیَّهٌ ،و تَرَکَ ذِکْرَ قَوْزَعَ فی«ق ز ع»ففیه نَظَرٌ أَیْضاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القُنْزُعَهُ ،بالضمِّ :المَرْأَهُ ،و فی التَّهْذِیبِ : القُنْزُعَهُ (5):

المَرْأَهُ القَصِیرَهُ جِدًّا.

و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : القَنازِعُ :القَبِیحُ مِنَ الکَلامِ کالقَنَاذِعَ ،قالَ عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبَادِیُّ :

فلَمْ اجْتَعِلْ فِیما أَتَیْتُ مَلامَهً

أَتَیْتُ الجَمَالَ و اجْتَنَبْتُ القَنَازِعَا

و القَنَازِعُ :صِغارُ النّاسِ .

قنع

القُنُوعُ ،بالضمِّ :السُّؤالُ ،و قیلَ : التَّذَلُّلُ فی المَسْأَلَهِ ،کذا فی الصِّحاحِ ،ثُمّ قالَ : و قالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ :إِنَّ القُنُوعَ قَدْ یَکُونُ بمَعْنَی الرِّضا (6)أَی: بالقِسْمِ و الیَسِیرِ من العَطَاءِ،فهو ضِدٌّ قالَ ابنُ بَرِّی:المُرَادُ ببَعْضِ

ص:406


1- ((*)) عباره القاموس: [1]ما ارتفع من الشعر و طال.
2- (1) الأصل و الدیوان و فی التهذیب:«له».
3- (2) فی اللسان« [2]قزع»:بعض عوام أهل العراق.
4- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل و اللسان« [3]المذال».
5- (4) فی التهذیب:«المقنزعه»و الأصل کاللسان. [4]
6- ((*)) بالقاموس:«الرِّضی»بدل:«الرِّضا».

أَهْل العِلْمِ هُنَا أَبُو الفَتْحِ عُثْمَانُ بن جِنِّی.قلتُ :و نَصُّه:

«و قَد اسْتُعْمِلَ القُنُوع فِی الرِّضا»و أَنْشَدَ:

أَیَذْهَبُ مالُ اللّه فِی غَیْرِ حَقِّه

و نَعْطَشُ فی أَطْلالِکُمْ و نَجُوعُ

أَنَرْضَی بهذَا مِنْکُمُ لَیْسَ غَیْرَه

و یُقْنِعُنا ما لَیْسَ فیهِ قُنُوعُ

و أَنْشَدَ أَیْضاً:

و قالُوا:قَدْ زُهِیتَ ،فقُلْتُ :کَلاّ

و لکِنّی أَعَزَّنِیَ القُنُوعُ

و قالَ ابن السِّکِّیتِ :و من العَرَبِ مَنْ یُجِیزُ القُنُوع بمَعْنَی القَنَاعَهِ ،و کَلام العَرَبِ الجَیِّدُ هُو الأَوّلُ (1)،و یُرْوَی:«مِنَ الکُنُوع»و هو التَّقَبضُ و التَّصاغُر. و الفِعْلُ کمنع (2).

و من دُعَائِهِم:نَسْأَلُ اللَّهَ القَنَاعَهَ ،و نَعُوذُ (3)بهِ من القُنُوعِ ،أَیْ من سُؤَالِ النّاسِ ،أَو مِنَ الذُّلِّ لَهُمْ فیه،و

17- قالَ الأَصْمَعِیُّ : رَأَیْتُ أَعْرَابِیًّا یَقُولُ فِی دُعَائِهِ :«اللَّهُمَ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ من القُنُوعِ و الخُنُوعِ و الخُضُوعِ ،و ما یَغُضُّ طَرْفَ المَرْءِ،و یُغْرِی بهِ لِئامَ النّاسِ ». و فِی المَثَلِ : «خَیْرُ الغِنَی القُنُوعُ ،و شَرُّ الفَقْر الخُضُوعُ » فالقُنُوع هُنَا هُوَ الرِّضَا بالقِسْمِ ،و أَوَّلُ مَنْ قالَ ذلِکَ أَوْسُ بنُ حارِثَهَ لاِبْنِه (4)مالِکِ .

و رَجُلٌ قانِعٌ و قَنِیعٌ ،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ وَ أَطْعِمُوا اَلْقانِعَ وَ الْمُعْتَرَّ (5)فالقَانِعُ :الّذِی یَسْأَلُ ،و المُعْتَرُّ:الُذِی یَتَعَرَّضُ و لا یَسْأَلُ ،و قِیلَ : القانِعُ هُنَا:المُتَعَفِّفُ عن السُّؤَالِ ،و کُلٌّ یَصْلُحُ ،قالَ عَدِیُّ بنُ زَیْدِ:

و ما خُنْتُ ذَا عَهْد و أُبْتُ بِعَهْدِهِ

و لَمْ أَحْرِمِ المُضْطَرَّ إِذْ جاءَ قَانِعَا

أَی سائِلاً،و قالَ الفَرّاءُ:هُوَ الَّذِی یَسْأَلُکَ فما أَعْطَیْتَه قَبِلَهُ .

و القَنَاعَهُ :الرِّضا (6)بالقِسْمِ ، کالقَنَعِ ،مُحَرَّکَهً ،و القُنْعَانِ ، بالضَّمِّ ،زادَهُمَا أَبو عُبَیْدَهَ ،و الفِعْلُ کفَرِحَ ،یُقال: قَنِعَ بنَفْسِه قَنَعاً و قَنَاعَهً و قُنْعاناً ،الأَخِیرُ عَلَی غَیْرِ قِیاسٍ ، فهو قَنِعٌ ،مِثْلُ کَتِفٍ ، و قانِعٌ ،و قَنُوعٌ ،و قَنِیعٌ من قَوْمٍ قَنِعِینَ ، و قُنَّعٍ ،و قُنَعاءَ ،و امْرَأَهٌ قَنِیعٌ ،و قَنِیعَهٌ ،من نِسْوَهٍ قَنَائِعَ ،قالَ لَبِیدٌ:

فَمِنْهُمْ سَعِیدٌ آخِذٌ بنَصِیبِهِ

و مِنْهُمْ شَقِیٌّ بالمَعِیشَهِ قانِعُ

و

16- فی الحَدِیثِ : « القَنَاعَهُ کَنْزٌ لا یَفْنَی» (7). لاِنَّ الإِنْفاقَ مِنْهَا لا یَنْقَطِعُ کُلَّمَا تَعَذَّرَ عَلَیْه شَیْ ءٌ من أُمُورِ الدُّنْیَا قنِعَ بما دُونَه، و رَضیَ ،و

16- فی حَدِیثٍ آخَر: «عَزَّ مَنْ قَنِعَ ،و ذَلَّ مَنْ طَمِعَ ».

لأَنَّ القَانِعَ لا یُذِلُّه الطَّلَبُ ،فلا یَزالُ عَزِیزًا،و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عَن ابنِ جنِّی،قالَ :و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ السّائِلُ سُمِّیَ قانِعاً لاِنَّهُ یَرْضَی بِما یُعْطَی قَلَّ أَو کَثُرَ،و یَقْبَلُه و لا یَرُدُّه،فیَکُونُ مَعْنَی الکَلِمَتَیْنِ راجِعاً إِلَی الرِّضَا.

و شاهِدٌ مُقْنَعٌ ،کمَقْعَد ،أَیْ عَدْلٌ یُقْنَعُ بهِ ، و رَجُلٌ قُنْعَانٌ ،بالضَّمِّ و امْرَأَهٌ قُنْعانٌ ، و یَسْتَوِی فی الأَخِیرَهِ المُذَکَّرُ و المُؤَنَّثُ ،و الواحِدُ و الجَمْعُ ،أَی رِضاً (8)یُقْنَعُ بهِ و بِرَأْیِه، أَو بحُکْمِه و قَضَائِه، أَوْ بَشهَادَتِهِ . و حَکَی ثَعْلَبٌ :رَجُلٌ قُنْعانٌ :

مَنْهَاهٌ ؛ یُقْنَعُ برَأْیه،و یُنْتَهَی إِلی أَمْرِه.

قُلْتُ :و أَمّا مُقْنَعٌ ،فإِنّه یُثَنَّی و یُجْمَعُ ،قالَ البَعِیثُ :

و بایَعْتُ لَیْلَی بالخَلاءِ و لَمْ یَکُنْ

شُهُودِی عَلَی لَیْلَی عُدُولٌ مَقَانِعُ

و فی التَّهْذِیبِ :رِجَالٌ مَقَانِعُ ،و قُنْعَانٌ :إِذا کانُوا مَرْضِیِّینَ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «کان المَقَانِعُ مِنْ أَصْحابِ مُحَمَّدِ صلّی اللّه علیه و سلّم،یَقُولونُ کَذَا». و قَالَ ابنُ الأَثِیرِ:و بَعْضُهُم لا یُثَنِّیهِ و لا یَجْمَعُه،لأَنَّه مَصْدَرٌ،و من ثَنَّی وَ جَمَعَ نَظَرَ إِلَی الاسْمِیَّهِ .

و قَنِعَت الإِبِلُ و الغَنَمُ کسَمِعَ :مالَتْ للمَرْتَع،و کَمَنعَ :

ص:407


1- (1) یعنی القنوع التذلل فی المسأله،و جاء کلام ابن السکیت تفسیراً لقول الشماخ: کمال المرء یصلحه فیغی مغاقره أعفّ من القُنُوعِ .
2- ((*)) ساقطه من الأصل و الکویتیه.
3- (2) فی القاموس:«و نعوذ باللّه»و علی هامشه عن نسخه أخری:«و نعوذ به».
4- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«لابن».
5- (4) سوره الحج الآیه 36. [1]
6- ((*)) بالقاموس:«الرِّضی»بدل:«الرِّضا».
7- (5) فی النهایه و [2]اللسان« [3]لا ینفدُ».
8- ((*)) بالقاموس:«رضیً »بدل:«رضاً».

مالَتْ لمَأْواهَا،و أَقْبَلَتْ نَحْوَ أَهْلِهَا ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیتِ هکَذا،و قالَ غَیْرُه: قَنَعَتِ الإِبِلُ و الغَنَمُ ،بالفَتْحِ :

رَجَعَتْ إِلَی مَرْعَاها،و مالَتْ إِلَیْه،و أَقْبَلَتْ نَحْوَ أَهْلِهَا، و أَقْنَعَتْ لِمَأْوَاهَا.

و فِی العُبَابِ : قَنَعَتِ الإِبِلُ ،بالفَتْحِ ، قُنُوعاً : خَرَجَتْ من الحَمْضِ إِلَی الخُلَّهِ و مالَتْ ، و الاسْمُ القَنْعَهُ ،بالفَتْحِ و أَقْنَعْتُهَا أَنا.

و قَنَعَتِ الإِبِلُ قُنوعاً ،أَیْضاً: صَعِدَتْ ،و أَقْنَعْتُهَا أَنا.

و قَنَعَ الإِداوَهَ أَو المَزادَهَ قَنْعاً ،بالفَتْحِ : خَنَثَ رَأْسَها لِجَوْفِها،فهِیَ مَقْنُوعَهٌ ،و کَذلِکَ قَمَعَهَا،فهِی مَقْمُوعَهٌ ،و قد تَقَدَّمَ .

و قَنَعَتِ الشّاهُ :ارْتَفَعَ ضَرْعُها،و لَیْسَ فی ضَرْعِهَا تَصَوُّبٌ ،و یُقَال أَیْضاً: قَنَعَتْ بِضَرْعِها، کأَقْنَعَتْ فهی مُقْنِعَهٌ ، و اسْتَقْنَعَتْ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «ناقَهٌ مُقْنِعَهُ الضَّرْع».

الّتِی أَخْلافُها تَرْتَفِعُ إِلی بَطْنِهَا.

و المِقْنَعُ و المِقْنَعَهُ ،بکَسْرِ مِیمِهما ،الأُولَی عن اللِّحْیَانِیِّ : ما تُقَنِّعُ به المَرْأَهُ رَأْسَها و مَحَاسِنَهَا،أَیْ تُغَطِّی، و کَذلِکَ کُلُّ ما یُسْتَعْمَلُ به،مَکْسُورُ الأَوّلِ ،یَأْتِی عَلَی مِفْعَل و مِفْعَلَه.

و القِنَاعُ بالکَسْر:أَوْسَعُ مِنْهَا ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،أَی مِنَ المِقْنَعَهِ ،کما فی اللِّسَانِ ،و فی العُبَابِ :مِنْهُمَا بِضَمِیرِ التَّثْنِیَه،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :لا فَرْقَ عِنْدَ الثِّقَاتِ (1)بین القِنَاعِ و المِقْنَعَهِ ،و هُوَ مِثْلُ اللِّحَافِ و المِلْحَفَهِ .

و القِنَاعُ : الطَّبَقُ مِنْ عُسُبِ النَّخْلِ ،یُوضَعُ فیه الطَّعَامُ و الفَاکِهَهُ ،و

17- فی حَدِیثِ عائِشَهَ -رَضِیَ اللّه عنها: -«إِنْ کانَ لَیُهْدَی لَنَا القِنَاعُ فیه کَعْبٌ مِنْ إِهالَه،فَنَفْرَحُ بهِ ». جَمْعُه قُنُعٌ بضَمَّتَیْنِ ،ککِتَابِ و کُتُبٍ ،و حَکَی ابنُ بَرِّیّ عن ابْنِ خالَوَیْهِ :

القِنَاعَ جَمْعُ قُنْعٍ .

و مِنَ المَجَازِ: القِنَاعُ : غِشاءُ القَلْبِ ،قالَ الأَصْمَعِیُّ :

هو الجِلْدَهُ الّتِی تَلْبَسُ القَلْبَ ،فإِذا انْخَلَعَتْ ماتَ صاحِبُه، و منه

17- حَدِیثُ بَدْرٍ: «فأَمَّا ابنُ عَمِّی فانْکَشَفَ قِنَاعُ قَلْبِه فماتَ ». أَی حِینَ سَمِعَ قائِلاً یَقُول:أَقْدِمْ حَیْزُومُ .

و مِنَ المَجَازِ: القِنَاعُ : السِّلاحُ یُقَالُ :أَخَذَ قِنَاعَهُ ،أَی:

سِلاحَه،و منه قَوْلُ المُسَیَّبِ بنِ عَلَسٍ :

إِذْ تَسْتَبِیکَ بأَصْلَتِیٍّ ناعِمٍ

قامَتْ لتَقْتُلَه بِغَیْرِ قِنَاعِ

ج: قُنُعٌ ،بضَمَّتَیْنِ ،و أَقْنِعَهٌ .

و النَّعْجَهُ تُسَمَّی قِنَاع ،مَمْنُوعَهً مِنَ الصَّرْفِ ، کما تُسَمَّی خِمارَ و لَیْسَ هذا بوَصْف،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و القانِعُ :الخارِجُ مِنْ مَکَانٍ إِلَی مَکَانٍ .

و القَنُوعُ کصَبُورٍ:الهَبُوطُ بِلُغَهِ هُذَیْلٍ ،و هِیَ مُؤَنَّثَهٌ ، و هِیَ بمَنْزِلَهِ الحَدُورِ مِنْ سَفْحِ الجَبَلِ .

و القَنُوعُ أَیضاً: الصَّعُودُ فهُوَ ضِدٌّ.

و قَنَعَهُ الجَبَلِ ،و السَّنامِ ،مُحَرَّکَهً :أَعْلاهُمَا ،و کَذلِکَ القَمَعَهُ بالمِیمِ ،کما تَقَدَّمَ .

و القَنَعُ -مُحَرَّکَهً -مِنَ الرَّمْلِ :ما أَشْرَف ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ،و صَوَابُه:«ما اسْتَرَقَّ »کما هُوَ نَصُّ ابنِ شُمَیْلٍ ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ، أَو :هُوَ ما اسْتَوَی أَسْفَلُه مِنَ الأَرْضِ إِلی جَنْبِه،و هُوَ اللَّبَبُ ،أَیْضاً، و قَدْ ذُکِرَ فی مَوْضِعِه،القِطْعَهُ مِنْه قَنَعَهٌ .

و القَنَعُ ،أَیضاً: ماءٌ بَیْنَ الثَّعْلَبِیَّهِ و حَبْلِ مُرْبِخٍ بفَتْحِ الحاءِ المُهْمَلهِ (2)و سُکُونِ المُوَحَّدَهِ ،و مُرْبِخٌ کمُحْسِنٍ ،من رَبَخَ بالرّاءِ و المُوَحَّدَهِ ثم الخّاءِ المُعْجَمَهِ ،و هو رَمْلٌ مُسْتَطِیلٌ بَیْنَ مَکَّهَ و البَصْرَهِ ،ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

و القِنْعُ بالکَسْرِ:السِّلاحُ ، کالقِنَاعِ ،و هو مَجازٌ، ج: أَقْنَاعٌ کخِدْنٍ و أَخْدَانٍ .

و القِنْعُ أَیضاً: جَمْعُ قِنْعَه ،و هیَ مُسْتَوًی (3)بین أَکَمَتَیْنِ سَهْلَتَیْنِ و قِیلَ : القِنْعُ :مُتَّسَعُ الحَزْن حَیْثُ یَسْهُلُ ،أَو مُسْتَدارُ الرَّمْلِ ،و قِیل:أَسْفَلُه و أَعْلاهُ ،و قِیلَ : القِنْعُ :أَرْضٌ سَهْلَهٌ بینَ رِمَالِ ،تُنْبِتُ الشَّجَرَ،و قِیلَ :هُوَ خَفْضٌ مِن الأَرْضِ ،له حَواجِبُ ،یَحْتَقِنُ فیه الماءُ،و یُعْشِبُ ،و قِیل:

ص:408


1- (1) فی التهذیب:عند العرب.
2- (2) قیدها یاقوت«جبل»بالجیم هنا و فی ماده«مربخ».
3- (3) فی اللسان:و [1]القنعان بالکسر من القنع و هو المستوی بین أکمتین سهلتین.

القِنْعَهُ مِن القِنْعَانِ :ما جَرَی بینَ القُفِّ و السَّهْلِ من التُّرَاب الکَثِیرِ،و قال ذُو الرُّمَّه-یَصِفُ الحُمُرَ،کما فِی الصِّحاحِ ، و فی العُبابِ :یَصِفُ الظُّعُنَ ..:

و أَبْصَرْنَ أَنَّ القِنْعَ صارَتْ نِطافُه

فَرَاشاً،و أَنَّ البَقْلَ ذاوٍ و یابِسُ

جج ،أَی جَمْعُ الجَمْع: قِنْعَانٌ ،بالکَسْرِ ،و قِیلَ :بَلِ القِنْعُ مُفْرَدٌ،و جَمْعُه، قِنَعَهٌ کعِنَبَه،و قِنْعَانٌ .

و أَقْنَعَ الرَّجُلُ : صادَفَهُ (1)أَی القِنْعُ ،و هو الرَّمْلُ المُجْتَمِعُ ، و فی بَعْضِ النُسَخِ :صارَ فِیهِ ،و الأُولَی الصَّوابُ .

و القِنْعُ : الأَصْلُ ،یُقَالُ :إِنَّه لَلَئِیمُ القِنْعِ .

و القِنْعُ : ماءٌ بالیَمَامَهِ علی ثَلاثِ لَیَال من جَوِّ الخَضَارِم (2)،قال مُزاحِمٌ العُقَیْلِیُّ :

أَشَاقَتْکَ بالقِنْعِ الغَدَاهَ رُسُومٌ

دَوارِسُ أَدْنَی (3)عَهْدِهِنَّ قَدِیمٌ

کما فی العُبَابِ .قُلْتُ :هو جَبَلٌ فِیه ماءٌ لبنِی سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَناهَ .

و القِنْعُ : الطَّبَقُ مِنْ عُسُبِ النَّخْل یُؤْکَلُ علیهِ الطَّعَامُ ، و قِیلَ :یُجْعَلُ فِیهِ الفاکِهَهُ و غَیْرُها و یُضَمُّ ،حَکَی الوَجْهَیْنِ ابنُ الأَثِیرِ و الهَرَوِیُّ ،و جَمْعُه أَقْنَاعٌ ،کبُرْدٍ و أَبْرَادٍ،نَقَلَه الهَرَوِیُّ ،و عَلَی رِوَایَهِ الکَسْرِ کسِلْک و أَسْلاکٍ .

و القُنْعُ بالضَّمِّ : الشَّبُّورُ ،و هُوَ بُوقُ الیَهُودِ،و سِیاقُ المُصَنِّفِ یَقْتَضِی أَنَّهُ بالکَسْرِ،و لیسَ هو بالکَسْرِ،بَلْ بالضَّمِّ ،کما ضَبَطْناهُ ، و لیسَ بتَصْحِیفِ قُبْعٍ ،بالمُوَحَّدَهِ ، و لا قُثْعٍ بالمُثَلَّثَهِ بَلْ هِیَ ثَلاثُ لُغَاتٍ :النُّونُ روایَهُ أَبِی عُمَرَ الزّاهِدِ،و الثّالِثَهُ نَقَلَهَا الخَطّابِیُّ ،و أَنْکَرَها الأَزْهَرِیُّ ،و قد رُوِیَ حَدِیثُ الأَذانِ بالأَوْجُهِ الثَّلاثَهِ ،کما تَقَدَّمَ تَحْقِیقُه فی مَوْضِعِه،و قد رُوِیَ أَیضاً بالتاءِ المُثَنّاهِ الفَوْقِیَّهِ ،کما تَقَدَّمَ .

قال الخَطّابِیُّ :سَأَلْتُ عنه غَیْرَ وَاحِدٍ من أَهْلِ اللُّغَهِ فَلَمْ یُثْبِتُوه لِی عَلَی شَیْ ءٍ واحِدٍ،فإِنْ کانَتْ الرِّوَایَهُ بالنُّونِ صَحِیحَهً ،فلا أُراهُ سُمِّی إِلاّ لإِقْنَاعِ الصَّوْتِ بهِ ،و هو رَفْعُهُ ،و مَنْ یُرِیدُ أَنْ یَنْفُخَ فی البُوقِ یَرْفَعُ رَأْسَه و صَوْتَه،و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :أَوْ لأَنَّ أَطْرَافَه أُقْنِعَتْ إِلی داخِلِه،أَی عُطِفَتْ .

و قُنَیْعٌ ،کزُبَیْرٍ:ماءٌ بَیْنَ بَنِی جَعْفَرٍ و بَیْنَ بَنِی أَبِی بَکْرِ بنِ کِلابٍ کما فی العُبَابِ .قُلْتُ :هُوَ لِبَنِی قُرَیْطٍ بأَقبالِ الرَّمْلِ ،قَصْدَ الضُّمْرِ و الضّائِنِ (4)،قال جَهْمُ بْنُ سَبَلٍ الکِلابِیُّ یَصِفُ السُّیُوفَ :

صَبَحْناها الهُذَیْلَ عَلَی قُنَیْعٍ

کأَنَّ بُظورَ نِسْوَتِها الدَّجاجُ (5)

الهُذَیْلُ :من بَنِی جَعْفَرِ بن کِلابٍ .

و القُنَیْعَهُ ،کجُهَیْنَهَ :بِرْکَهٌ بَیْنَ الثَّعْلَبیَّه و الخُزَیْمِیَّهِ (6).

و قالَ ابنُ عَبّادِ:یُقَال: أَعُوذُ باللّه مِنُ مَجَالِسِ القُنْعَهِ بالضَّمّ ،أَی:السُّؤالِ ،و فی الأَساسِ ؛شَرُّ المَجَالِسِ مَجْلِسُ قُنْعَهِ ،و مَجْلِسُ قُلْعَهِ .

وَ جَمَلٌ أَقْنَعُ :فی رَأْسِه شُخُوصٌ ،و فی سالِفَتِه تَطامُنٌ ، کمَا فی المُحِیطِ .

و أَقْنَعَهُ الشَّیْ ءُ: أَرْضَاهُ یُقَالُ :فُلانٌ حَرِیصٌ ما یُقْنِعُه شَیْ ءٌ،أَیْ :ما یُرْضِیهِ .

و أَقْنَعَ رَأْسَه:نَصَبَهُ ،و کذا عُنُقَهُ ، أَو نَصَبَه لا یَلْتَفِتُ یَمِیناً و شِمَالاً،و جَعَلَ طَرْفَهُ مُوَازِیاً لِمَا بَیْنَ یَدَیْه،قالَهُ ابنُ عَرَفَهَ ،قالَ :و کَذلِکَ الإِقْنَاعُ فی الصَّلاه،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ (7)أَی:رافِعِی رُؤُوسِهِمْ یَنْظُرُونَ فی ذُلٍّ .

و المُقْنِعُ :الرّافِعُ رَأْسَهُ فی السَّمَاءِ،قال رُؤْبَهُ یَصِفُ ثَوْرَ وَحْشٍ :

أَشْرَفَ رَوْقاهُ صَلِیفاً مُقْنِعَا (8)

یَعْنِی عُنُقَ الثَّوْرِ؛لأنَّ فیهِ کالانْتِصَابِ أَمامَه.

و أَقْنَعَ الرّاعِی الإِبِلَ و الغَنَمَ :أَمَرَّها ،و فی الصِّحاحِ :

ص:409


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«صار فیه».
2- (2) بالأصل«جر الحضارم»و المثبت عن معجم البلدان« [1]قنع».
3- (3) بالأصل:«أو فی عهدهن»و المثبت عن معجم البلدان«قنع».
4- (4) عن معجم البلدان« [2]قنیع»و بالأصل«الصائن».
5- (5) فی معجم البلدان بروایه«کأن بطون نسوته».
6- (6) بعدها فی معجم البلدان:بطریق مکه.
7- (7) سوره إبراهیم الآیه 43. [3]
8- (8) التهذیب و نسبه للعجاج،و هو من أراجیز رؤبه ص 89.

أَمالَها للمَرْتَعِ ،و کَذَا لِمَأْواها.

و أَقْنَعَ فُلاناً:أَحْوَجَهُ ،و سَأَلَ أَعْرَابِیٌّ قَوْماً،فَلَمْ یُعْطُوهُ ، فقالَ :الحَمْدُ لِلَّهِ لّذِی أَقْنَعَنِی إِلَیْکُم،أَی:أَحْوَجَنِی إِلَی أَنْ أَقْنَعَ إِلَیْکُم،و هُو ضِدٌّ.

و یُقَال: فَمٌ مُقْنَعٌ ،کمُکْرَمٍ :أَسْنَانُه مَعْطُوفَهٌ إِلی داخِلٍ ،یُقَالُ :رَجُلٌ مُقْنَعُ الفَمِ ،قالَ الأَصْمَعِیُّ :و ذلِکَ القَویُّ الَّذِی یُقْطَعُ لَهُ کُلُّ شَیْ ءٍ فإِذا کانَ انْصِبابُهَا إِلی خَارِج فهُوَ أَرْفَقُ (1)،و ذلِکَ ضَعِیفٌ لا خَیْرَ فیهِ ،قالَ الشَّمّاخُ یَصِفُ إِبِلاً:

یُبَاکِرْنَ العِضاهَ بمُقْنَعات

نَوَاجِذُهُنَّ کالحِدَإِ الوَقِیعِ

و قالَ ابنُ میادَه یَصِفُ الإِبِل أَیْضاً:

تُبَاکِرُ العِضاهَ قَبْلَ الإِشْراقْ

بِمُقْنَعاتٍ کقِعابِ الأَوْرَاقْ

یَقُولُ :هِیَ أَفْتَاءٌ،فأَسْنانُهَا بِیضٌ .

و أَمّا قَوْلُ الرّاعِی النُّمَیْریِّ ،-و هُوَ مِنْ بَنِی قَطَنِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ الحَارِث بن نُمَیْر-:

فإِنَّهُ یُرْوَی بفَتْحِ النُّونِ ،و یُرَادُ بِهَا النّایُ ؛لأَنَّ الزّامِرَ إِذا زَمَرَ أَقْنَعَ رَأْسَه هکذا زَعَم عُمَارَهُ بنُ عَقِیل،فقِیل له:قَدْ ذَکرَ القَصَبَ مَرَّهً ،فقال:هیَ ضُرُوبٌ ، و رَوَاهُ غیرُه بکَسْرِها،و یُرَادُ بِها ناقَهٌ رَفعَتْ حَنِینَها،أَرَادَ و صَوْتَ مُقْنِعَه فحَذَف الصَّوْت،و أَقام مُقْنِعَهَ مُقَامَه،و قِیلَ : المُقْنِعَهُ :

المَرْفُوعَهُ ،و العَجُولُ :الّتِی أَلْقَتْ وَلَدَهَا بغیر تَمام.

و قَنَّعَهُ تَقْنِیعاً :رَضَّاهُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «طُوبَی لِمَنْ هُدِیَ للإِسْلامِ ،و کانَ عَیْشُه کفَافاً،و قُنِّعَ به» کذا رَوَاهُ إِبْراهِیمُ الحَرْبِیُّ . قلتُ :و منه أَیْضاً

16- حَدِیثُ الدُّعَاءِ: «اللَّهُمَّ قَنِّعْنِی بما رَزَقْتَنِی».

و قَنَّعَ المَرْأَهَ :أَلْبَسَهَا القِنَاعَ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ . و قَنَّعَ رَأْسَه بالسَّوْطِ :غَشَّاهُ بهِ ضَرْباً،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، و کذا بالسَّیْفِ و العَصَا،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ-رَضِیَ اللّه عَنْهُ : -:«أَنَّ أَحَدَ وُلاتِه کَتَبَ إِلَیْهِ کِتَاباً لَحَنَ فیهِ ،فکَتَبَ إِلَیْهِ عُمَرُ:أَنْ قَنِّعْ کَاتِبَک سَوْطاً». و هُوَ مَجَازٌ.

و قَنَّعَ الدِّیکُ :إِذا رَدَّ بُرائِلَه إِلَی رَأْسِه نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَ:

و لا یَزَالُ خَرَبٌ مُقَنَّعُ

بُرَائِلاهُ ،و الجَنَاحُ یَلْمَعُ (2)

قلتُ :و قد تَبِعَ الجَوْهَرِیُّ أَبا عُبَیْدَه فی إِنْشَادِه هکَذا، و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ أَنَّه مِنْ أُرْجُوزَهٍ مَنْصُوبَهٍ ،أَنْشَدَهَا أَبو حاتِمٍ فی کِتابِ الطَّیْرِ،لغَیْلاَنَ بنِ حُرَیْثِ من أَبْیَاتٍ أَوَّلُهَا:

شَبَّهْتُه لَمّا ابْتَدَرْنَ المَطْلَعَا

و مِنْهَا:

فلا یَزَالُ خَرَبٌ مُقَنِّعا

بُرَائِلَیْهِ و جَناحاً مُضْجَعَا (3)

و قد أَنْشَدَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَاب علی وَجْهِ الصَّواب.

و من المَجَازِ: رَجُلٌ مُقَنَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُغَطًّی بالسِّلاحِ ، أَو عَلَیْهِ -أَی عَلَی رَأْسِه-مِغْفَرٌ،و بَیْضَهُ الحَدِیدِ ،و هِیَ الخُوذَهُ :لأَنَّ الرَّأْسَ مَوْضِعُ القِنَاعِ ،و

14- فِی الحَدِیثِ :

«أَنَّه صلّی اللّه علیه و سلّم زارَ قَبْرَ أُمِّهِ فی أَلْفِ مُقَنَّعٍ ». أَی فی أَلفِ فارِسِ مُغَطًّی بِالسِّلاحِ .

و تَقَنَّعَتِ المَرْأَهُ :لَبِسَتِ القِنَاعَ ،و هُوَ مُطَاوِعُ قَنَّعْتُهَا .

و من المَجَازِ: تَقَنَّعَ فُلانٌ ،أَیْ : تَغَشَّی بثَوْبٍ ،و منهُ قَوْلُ مُتمِّمِ بنِ نُوَیْرَهَ -رَضِیَ اللّه عنه-یَصِفُ الخَمْرَ:

أَلْهُو بِها یَوْماً و أُلْهِی فِتْیَهً

عَنْ بَثِّهِمْ إِذْ أُلْبسُوا و تَقَنَّعُوا

ص:410


1- (1) فی التهذیب و اللسان« [1]أدفق».
2- (3) البرائل الذی یرتفع من ریش الطائر فیستدیر فی عنقه. و الرجز لحمید الأرقط کما فی اللسان« [2]برأل»أما هنا فلم یعزه.قال ابن بری:الرجز منصوب و المعروف فی رجزه: فلا یزال خرب مقنعا برائلیه و جناحا مضجعا أطار عنه الزغب المنزعا ینزع حبات القلوب اللمعا.
3- (4) بالأصل«برائلا جناحه»و المثبت عن اللسان«برأل».

قالَ الصّاغَانِیُّ -فی آخِرِ هذا الحَرْفِ -:و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ علی الإِقْبالِ عَلَی الشَّیْ ءِ،ثُمَّ تَخْتَلِفُ مَعَانِیه مَعَ اتِّفاقِ القِیَاس،و عَلَی اسْتِدَارَهٍ فی شَیْ ءٍ،و قد شَذَّ عن هذا التَّرْکِیبِ الإِقْنَاعُ :ارْتِفَاعُ ضَرْعِ الشّاهِ لیسَ فِیه تَصَوُّبٌ ،و قد یُمْکِنُ أَنْ یُجْعَلَ هذا أَصْلاً ثالِثاً،و یُحْتَجُّ فِیهِ بقَوْلهِ تَعالَی:

مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ (1)قالَ أَهْلُ التَّفْسِیر:أَی رافِعِی رُؤُوسِهِم.

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیه:

رَجُلٌ قُنْعَانِیٌّ ،بالضَّمِّ ،کقُنْعَانٍ :یُرْضَی برَأْیِه.

و هو قُنْعَانٌ لَنَا مِنْ فُلانٍ ،أَی:بَدَلٌ مِنْهُ ،یکونُ ذلِکَ فی الذَّمِّ ،و فی غَیْرِهِ ،قالَ الشّاعِرُ:

فقُلْتُ له:بُؤْ بامْریءٍ لَسْتَ مِثْلَهُ

و إِنْ کُنْتَ قُنْعاناً لِمَنْ یَطْلُبُ الدَّمَا

و رَجُلٌ قُنْعَانٌ :یَرْضَی بالیَسِیرِ.

و القُنُوعُ بالضمِّ :الطَّمَعُ و المَیْلُ ،و به سُمِّیَ السّائِلُ قانِعاً ؛ لِمَیْلهِ عَلَی النّاسِ بالسُّؤالِ ،کمَا قِیلَ :المِسْکِینُ ؛لسُکُونهِ إِلَیْهِم.

و یُقَال:من القَنَاعَهِ أَیْضاً: تَقَنَّعَ و اقْتَنَعَ ،قالَ هُدْبَهُ :

إِذا القَوْمُ هَشُّوا لِلفَعالِ تَقَنَّعَا

و قَنِعْتُ إِلی فُلانِ ،بکَسْر النُّونِ :خَضَعْتُ لَهُ ،و الْتَزَقْتُ بهِ ،و انْقَطَعْتُ إِلَیْهِ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و القَانِعُ :خادِمُ القَوْمِ ،و أَجیرُهُم.

و حَکَی الأَزْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ: القانِعَ :الرَّجُلُ یَکُونُ مَعَ الرَّجُلِ یَطْلُبُ فَضْلَه،و لا یَطْلُبُ مَعْرُوفَه (2).

و أَقْنَعَ الرَّجُلُ بیَدَیْهِ فی القُنُوتِ :مَدَّهُمَا،و اسْتَرْحَمَ رَبَّه، مُسْتَقْبِلاً بِبُطُونِهِمَا وَجْهَه،لیَدْعُوَ.

و أَقْنَع فُلاَنٌ الصَّبِیَّ فَقَبَّلَه،و ذلِکَ إِذا وَضَعَ إِحْدَی یَدَیْهِ عَلَی فَأْسِ قَفَاهُ ،و جَعَلَ الأُخْرَی تَحْتَ ذَقَنِه،و أَمالَهُ إِلَیْهِ فقَبَّلَه.

و أَقْنَعَ حَلْقَه و فَمَه:رَفَعَهُ لاسْتِیفَاءِ ما یَشْرَبُه مِنْ ماءٍ أَوْلَبَنٍ ،أَو غَیْرِهِمَا،قالَ الشّاعِرُ:

یُدَافِعُ حَیْزُومَیْهِ سُخْنُ صَرِیحِها

و حَلْقاً تَرَاهُ للثُّمالَهِ مُقْنَعَا (3)

و الإِقْناعُ :أَنْ یُقْنِعَ البَعِیرُ رَأْسَهُ إِلی الحَوْضِ للشُّرْبِ و هو مَدُّ رَأْسِه.

قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :و قیل: الإِقْنَاعُ من الأَضْدادِ،یکونُ رَفْعاً،و یَکُونُ خَفْضاً.

و فی العُبَابِ : الإِقْنَاعُ أَیْضاً:التَّصْوِیبُ ،و منه

16- رِوَایَهُ مَنْ رَوَی: «أَنَّه کان إِذا رَکَعَ لم یُشْخِصْ (4)رَأْسَه،و لَمْ یُقْنِعْه ».

و المُقْنَعُ من الإِبِلِ ،کمُکْرَمٍ :الَّذِی یَرْفَعُ رَأْسَه خِلْقَهً ، قالَ :

لمُقْنَعٍ (5)فِی رَأْسِه جُحَاشِرِ

و نَاقَهٌ مُقْنَعَهُ الضَّرْعِ :الَّتِی أَخْلافُهَا تَرْتَفِعُ إِلَی بَطْنِها.

و أَقْنَعْتَ الإِنَاءَ فی النَّهْرِ:اسْتَقْبَلتَ به جَرْیَتَه لیَمْتَلِیءَ،أَوْ أَمَلْتَه لتَصُبَّ ما فِیهِ .

و یُقَال: قَنَعْتُ رَأْسَ الجَبَلِ ،و قَنَّعْتُه :إِذا عَلَوْتَه.

و القَنَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :ما نَتَأَ مِنْ رَأْسِ الإِنْسَانِ .

و القِنْعُ ،بالکَسْرِ:ما بَقِیَ من الماءِ فی قُرْبِ الجَبَلِ ، و الکافُ لُغَهٌ .

و أَقْنَعَ الرَّجُلُ صَوْتَه:رَفَعَه،و هو مَجَازٌ.

و یُقَال:أَلْقَی عَنْ وَجْهِه قِناعَ الحَیَاءِ،علی المَثَلِ و کذا: قَنَّعَهُ الشَّیْبُ خِمَارَهُ :إِذا عَلاهُ الشَّیْبُ ،و قالَ الأَعْشَی:

و قَنَّعَهُ الشَّیْبُ مِنْه خِمَارَا (6)

و رُبَّما سَمَّوا الشَّیْبَ قِنَاعاً لِکَوْنه مَوْضِعَ القِنَاعِ من الرَّأْسِ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

ص:411


1- (1) سوره إبراهیم الآیه 43. [1]
2- (2) فی اللسان:«و [2]لا یسأله معروفه»و فی التهذیب:«و یسأل معروفه».
3- (3) نسب بحواشی المطبوعه الکویتیه لابن عتاب الطائی.
4- (4) فی اللسان:« [3]لا یصوب رأسه و لا یقنعه».
5- (5) فی التهذیب بروایه:بمقُنَع من رأسه.
6- (6) دیوانه و صدره فیه: تبدّل بعد الصِّبا حکمهً .

حَتَّی اکْتَسَی الرَّأْسُ قِنَاعاً أَشْهَبَا

أَمْلَحَ لا آذَی و لا مُحَبَّبَا

و مِنْ کَلامِ السّاجِع:«إِذا طَلَعَتِ الذِّراع،حَسَرَتِ الشَّمْسُ القِنَاع ،و أَشْعَلَتْ فی الأُفْقِ الشُّعَاع،و تَرَقْرَقَ السَّرابُ بکُلِّ قاع».

و المُقَنَّعُ ،کمُعَظَّم:المُغَطَّی رَأْسُه،و قولُ لَبِید:

فِی کُلِّ یَوْم هامَتِی مُقَرَّعَهْ (1)

قانِعَهٌ و لم تَکُنْ مُقَنَّعَهْ

یَجُوزُ أَنْ یکونَ مِنْ هذا،و قولُه:« قانِعَهٌ »یجوزُ أَنْ یَکُونَ عَلَی تَوَهُّم طَرْحِ الزّائِدِ،حَتَّی کأَنَّه قِیلَ : قَنَعَتْ ،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ عَلَی النَّسَبِ ،أَی:ذاتُ قِناع ،و أُلْحِقَ فِیها الهاءُ لتَمَکُّنِ التَّأْنِیثِ .

و القِنْعَانُ بالکَسْرِ:العَظِیمُ من الوُعُولِ ،عن الکِسَائِیِّ ، کَما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ .

و دَمْعٌ مُقَنَّعٌ ،کمُعَظَّمِ :مَحْبُوسٌ فی الجَوْفِ ،أَو مُغَطًّی فی شُؤُونِه،کامِنٌ فِیها،و هو مَجَازٌ.

و القُنْعَهُ بالضَّمِّ :الکُوَّهُ فی الحائِطِ .

و القُنْعُ بالضَّمِّ : القَنَاعَهُ عامِّیّهٌ ،و القِیاسُ التَّحْرِیکُ ،أَو یَکُونُ مُخَفَّفاً عن القُنُوعِ .

و أَقْنَعَتِ الغَنَمُ لِمَأْوَاهَا:رَجَعَتْ ،و أَقْنَعْتُها أَنا،لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

و یُقَالُ :سَأَلْتُ فُلاناً عَنْ کَذا،فَلمْ یَأْتِ بمَقْنَعٍ ،کمَقْعَدٍ، أَی:بما یُرْضِی،و جَوابٌ مَقْنَعٌ کَذلک.

و یُقَالُ : قَنَّعَهُ خَزْیَهً و عارًا،و تَقَنَّعَ منها،و هو مَجَازٌ،قالَ الشّاعِرُ:

و إِنِّی بحَمْد اللَّهِ لا ثَوْبَ غادِرٍ

لَبِسْتُ ،و لا مِنْ خَزْیَهِ أَتَقَنَّعُ

و تَقَنَّعُوا فی الحَدِیدِ،و هو مَجَازٌ أَیْضاً.

و قد سَمَّوْا قُنَیْعاً کزُبَیْرٍ،و قانِعاً ،و مُقْنِعاً کمُحْسِنٍ ،و الأَخِیرُ اسمُ شاعِرٍ،قالَ جَرِیرٌ:

سَیَعْلَمُ ما یُغْنِی حلیم و مُقْنِعٌ

إِذا الحَرْبُ لم یَرْجِعْ بصُلْحٍ سَعِیدُهَا (2)

و کمُعَظَّمٍ :لَقَبُ مُحَمَّدِ بنِ عُمَیْرَهَ (3)بنِ أَبی شَمِر، شاعِرٌ،و کانَ مُقَنَّعاً الدَّهْرَ،و قد ذُکِرَ فی«ف ر ع».

و أَیضاً شاعِرٌ آخَرَ اسمُه ثَوْرُ بنُ عُمَیْرَه،من بَنِی الشَّیْطَانِ بن الحارِثِ الوَلاّدَه،خَرَجَ بخُراسانَ ،و ادَّعَی النُّبُوَّه،و أَراهُمُ قَمَرًا یَطْلُعْ کُلَّ لَیْلَه،ففُتِن به جَمَاعَهٌ یُقَالُ لهُم:المُقَنَّعِیَّهُ ،نُسِبُوا إِلیهِ ،ثم قُتِل و اضْمَحَلَّ أَمْرُه،و کان فی وَسَطِ المِائَهِ الثانِیَهِ .قلتُ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ق م ر» و أَنْشَدْنا هُنَاکَ قَوْلَ المَعَرِّیِّ :

أَفِقْ إِنَّمَا البَدْرُ المُقَنَّعُ رَأْسُه

ضَلالٌ و غَیٌّ ،مِثْلُ بَدْرِ المُقَنَّعِ

و کان واجِباً علی المُصَنّفِ أَنْ یَذْکُرَه[هنا]،و إِنّمَا اسْتَطْرَدَه فی حَرْفِ الرّاءِ،فإِذا تَطَلَّبَه الإِنْسَانُ لَمْ یَجِدْهُ .

و أَبُو مُحَمّدٍ الحَسَنُ بنُ عَلِیِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ الحَسَنِ الجَوْهَرِیُّ ،و کانَ أَبُوه یَتَطَیْلَسُ مُحَنَّکاً،فقِیلَ له:المُقَنَّعِیُّ ، حَدَّثَ أَبُوه عن الهُجَیْمِیِّ .ذَکَرَه ابنُ نُقْطَهَ .

و الفَضْلُ بنُ مُحَمَّدٍ المَرْوَزِیُّ المُقَنَّعِیُّ (4)،عن عِیسی بنِ أَحْمَدَ العَسْقَلانِیِّ ،و عنه أَبُو الشَّیْخِ ،ضَبَطَه أَبُو نُعَیْمٍ .

و بالتَّخْفِیفِ :علِیُّ بنُ العَبّاسِ المَقْنَعِیُّ ،نِسْبَهً إِلی عَمَلِ المَقَانِعِ ،و ضَبَطَه السّمْعَانِیُّ بکسرِ المِیمِ .

و ابنُ قانِعٍ ،صاحِبُ المُعْجَمِ ،مَشْهُورٌ.

و أَبُو قِنَاعٍ :من کُناهُمْ .

قنفع

القُنْفُعُ ،کقُنْفُذٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هُوَ القَصِیرُ الخَسِیسُ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: القُنْفُع : الفَأْرَهُ ، کالقِنْفِعِ ،کزِبْرِجٍ القافُ قبلَ الفاءِ فیهما،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :الفُنْقُعُ بالضَّمِّ ، الفاءُ قبلَ القافِ ،و قد تَقَدَّمَ .

ص:412


1- (1) کذا بالأصل هنا،و الروایه«مقزعه»بالزای،أی علی رأسه شعرات متفرقه تطایر مع الریح.
2- (2) دیوانه ص 294 بروایه: ستعلم ما یغنی حُکَیمٌ و منقع...سفیرها فعلی هذه الروایه فلا شاهد فیه.
3- (3) فی مختار الأغانی 154/7 محمد بن ظفر بن عمیر...
4- (4) ورد فی تاریخ أصبهان«المقنعی»بکسر فسکون ففتح،نقله ابن الأثیر فی اللباب.

و قالَ اللَّیْثُ : القُنْفُعَهُ ،بالضَّمِّ :الاسْتُ (1)و أَنْشَدَ:

قُفَرْنِیَهٌ کأَنَّ بطُبْطُبَیْهَا

و قُنْفُعِهَا طِلاءَ الأُرْجُوانِ

قُلْتُ :و ذَکَرَه کُرَاعُ أَیْضاً،و نَقَلَ فیهِ أَیْضاً الفاءَ قبلَ القافِ ،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِه.

و القُنْفُعَهُ أَیْضاً:من أَسْمَاءِ القُنْفُذَه الأُنْثَی،فهو وَزْناً و مَعْنًی سَوَاءٌ،نَقَلَه اللَّیْثُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

تَقَنْفَعَتِ القُنْفُذَهُ :إِذا تَقَبَّضَتْ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

قنقع

بَنُو قَیْنُقَاع ،بفتحِ القافِ ،و تَثْلِیثِ النُّونِ ذِکْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَکٌ ،و المَشْهُورُ فی النُّون الضَّمُّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :ذَکَرَه ابنُ عَبّادٍ فی تَرْکِیب«قنع»،و هم: شَعْبٌ و فِی المُحَیطِ و التَّکْمِلَه:

حَیٌّ مِنَ الیَهُودِ،کانُوا بالمَدِینَه ،علَی ساکِنِهَا أَفْضَلُ الصّلاهِ و السّلامِ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :فإِنْ کانَتْ هذه الکَلِمَهُ مُسْتَقِلَّهً غیرَ مُرَکَّبَه،فهذا موضِعُ ذِکْرهَا،و إِنْ کانَتْ مُرَکَّبَهً ، کحَضْرَمَوْتَ ،فمَوْضِعُ ذِکْرِهَا إِمّا تَرْکِیبُ «ق ی ن»و إِمّا تَرْکِیبُ «ق و ع».

قوع

قاعَ الفَحْلُ عَلَی النّاقَهِ ،کما فی الصِّحاح، و کَذلِکَ : قاعَهَا یَقُوعُهَا ،عن ابنِ دُرَیْدٍ قَوْعاً ،و قِیاعاً بالکَسْرِ:إِذا نَزَا و هُو قَلْبُ قَعَا،کما فِی الصِّحاحِ ،و فی الجَمْهَرَهِ :قَعَاهَا یَقْعَاهَا.

و قالَ أَبُو عَمْرو: قاعَ الکَلْبُ یَقُوعُ قَوَعَاناً ،مُحَرَّکَهً :إِذَا ظَلَعَ .

و قالَ غَیْرُه: قاعَ فُلانٌ قَوْعاً : خَنَسَ و نَکَصَ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: القَوْعُ :المِسْطَحُ الَّذِی یُلْقَی فیهِ التَّمْرُ أَوْ البُرُّ عَبْدِیَّهٌ (2)، ج: أَقْوَاعٌ . قالَ ابنَ بَرِّیٍّ :و کَذلِکَ الأَنْدَرُ،و البَیْدَرُ،و الجَرِینُ .

و القَاعُ :أَرْضٌ سَهْلَهٌ مُطْمَئِنَّهٌ واسِعَهٌ مُسْتَویَهٌ ،حَرَّهٌ ،لا حُزُونَهَ فِیها و لا ارْتِفاعَ و لا انْهباطَ ، قد انْفَرَجَتْ عَنْهَا الجبَالُ و الآکامُ ،و لا حَصًی فِیها و لا حِجَارَهَ ،و لا تُنْبِتُ الشَّجَرَ،و ماحَوَالَیْهَا أَرْفَعُ مِنْهَا،و هو مَصَبُّ المِیَاهِ ،و قِیلَ :هو مَنْقَعُ الماءِ فی حُرِّ الطِّینِ ،و قِیلَ :هُوَ ما اسْتَوَی من الأَرْضِ و صَلُبَ ، و لَمْ یَکُنْ فیهِ نَبَاتٌ ، ج:قِیعٌ ،وقِیعهٌ ،و قِیعانٌ ،بکَسْرِهِنَّ ، و أَقْوَاعٌ و أَقْوُعٌ ،و لا نَظِیرَ للثّانِیَهِ إِلاّ جارٌ و جِیرَهٌ ،کما فی الصِّحاحِ .قُلْتُ :و نارٌ و نِیرَهٌ ،جاءَ فی شِعْرِ الأَسْوَدِ،نَقَلَه ابنُ جِنِّی فی الشَّواذِّ،و صارَت الواوُ فِیها و فی قِیعَانٍ یاءً، لِکَسْرَهِ ما قَبْلَها،قالَ اللَّهُ تَعَالَی: فَیَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (3)و قالَ جَلَّ ذِکْرُه: کَسَرابٍ بِقِیعَهٍ (4)و ذَهَبَ أَبُو عُبَیْدٍ إِلَی أَنَّ القِیعَهَ تَکُونُ لِلْوَاحِدِ،کَمَا حَرَّرَه الخَفَاجِیُّ فی العِنَایَهِ ،و ابنُ جِنِّی فی الشَّواذِّ،و مِثْلُه دِیمَهٌ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّمَا هِی قِیعانٌ أَمْسَکَت» (5). و قالَ الرّاجِزُ:

کأَنَّ بالقِیعَانِ مِنْ رُغَاهَا

مِمّا نَفَی باللَّیْلِ حالِبَاهَا

أَمْنَاءَ قُطْنٍ جَدَّ حالِجَاهَا

و شاهِدُ القاعِ مِنْ قَوْلِ الشّاعِر-المُسَیَّبِ بنِ عَلَسٍ - یَصِفُ ناقَهً :

و إِذا تَعَاوَرَتِ الحَصَی أَخْفَاقُهَا

دَوَّی نَوَادِیهِ بظَهْرِ القاعِ

و شاهِدُ القِیع قَوْلُ المَرّارِ بنِ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیِّ :

و بَیْنَ الّلابَتَیْنِ إِذا اطْمَأَنَّتْ

لَعِبْنَ هَمالِجاً رَصِفاً وَقِیعَا

و شاهِدُ الأَقْواعِ قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

و وَدَّعْنَ أَقْوَاعَ الشَّمالِیلِ بَعْدَ ما

ذَوَی بَقْلُهَا؛أَحْرَارُهَا و ذُکُورُهَا

و شاهِدُ الأَقْوُع قَوْلُ اللَّیْث:یُقَالُ :هذِهِ قاعٌ ،و ثَلاثُ أَقْوُع .

و القاعُ : أُطُمٌ بالمَدِینَهِ علی ساکِنِها أَفْضَلُ الصّلاهِ و السّلامِ ،یُقَال له:أُطُمُ البَلَوِیِّینَ .

و قاعٌ (6): ع،قُرْبَ زُبَالَهَ علی مَرْحَلَه منها.

ص:413


1- (1) فی التهذیب 299/3 عن اللیث:الإست،یمانیه.
2- (2) الجمهره 134/3. [1]
3- (3) سوره طه الآیه 106. [2]
4- (4) سوره النور الآیه 39. [3]
5- (5) فی النهایه و اللسان: [4]أمسکت الماءَ.
6- (6) کذا بالأصل و سیاق القاموس [5]یقتضی أن تکون بالألف و اللام.و فی.

و یَوْمُ القاع :من أَیّامِهِمْ ،و فِیهِ أَسَرَ بَسْطامُ بنُ قَیْس أَوْسَ بنَ حَجَر (1)نقَلَه الصّاغَانِیُّ .

وقاعُ البَقِیعِ (2):فی (3)دِیَارِ سُلَیْم.

وقاعُ مَوْحُوش:بالیَمَامَه ،و قد ذُکِرَ فی«و ح ش».

و تَقُوعُ ،کتَکُونُ مُضَارِعُ کانَ :ه، بالقُدْسِ ،یُنْسَبُ إِلَیْهَا العَسَلُ الجَیِّدُ،و العامَّهُ تَقُولُ : دَقُوع ،بالدّالِ .

و قَاعَهُ الدّار:ساحَتُها مِثْلُ القاحَهِ ،نقله الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ ،و أَنْشَدَ لوَعْلَهَ الجَرْمِیِّ :

و هَلْ تَرَکْتُ نِسَاءَ الحَیِّ ضاحِیَهً

فی قاعَهِ الدّارِ یَسْتَوْقِدْنَ بالغُبُطِ

و کذلِکَ باحَتُها،و صَرْحَتُها،و الجَمْعُ : قَوَعاتٌ ،مُحَرَّکهً .

و قالَ اللَّیْثُ : القُواعُ ،کغُرَابٍ :الأَرْنَبُ الذَّکَرُ و هِیَ بهاءٍ و هذِه عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: القَوّاعُ کشَدّاد:الذِّئْبُ الصَّیّاحُ .

و قالَ أَبُو عَمْرو: تَقَوَّعَ الإِنْسَانُ تَقَوُّعاً:إِذا مالَ فی مِشْیَتِه،کالماشِی فی مَکَانٍ شائِک أَوْ خَشِنٍ ،فهُوَ لا یَسْتَقِیمُ فی مِشْیَتِه.

و قالَ اللَّیْثُ : تَقَوَّعَ الحِرْبَاءُ الشَّجَرَهَ تَقَوُّعاً: عَلاَها و هُوَ مَجَازٌ،مِنْ تَقَوَّعَ الفَحْلُ النّاقَهَ .

قالَ الصّاغَانِیُّ :و التَّرْکِیبُ یَدُلُّ عَلَی تَبَسُّطٍ فی مَکَانِ ، و قد شَذَّ القُواعُ للذَّکَرِ مِنَ الأَرانِبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

اقْتَاعَ الفَحْلُ :إِذا هاجَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و فی اللِّسَانِ : اقْتاعَ الفَحْلُ النّاقَهَ ،و تَقَوَّعَها :إِذا ضَرَبَها، و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

یَقْتَاعُها کُلُّ فَصِیلٍ مُکْرَمِ

کالحَبَشِیِّ یَرْتَقِی فی السُّلَّمِ

فَسَّرَه فقالَ :أَیْ :یَقَعُ عَلَیْهَا،قالَ :و هذِهِ ناقَهٌ طَوِیلَهٌ ، و قَدْ طالَ فُصلانُهَا،فرَکِبُوها.

و القُوَیْعَهُ :تَصْغِیرُ القاعِ ،فیمَنْ أَنَّثَ ،و مَنْ ذَکَّرَ قالَ :

القُوَیْع.

و قِیعاهٌ ،بالکَسْرِ و الهاءِ بعدَ الأَلِفِ ،حَکاهُ عَبْدَ اللّه بنُ إِبْرَاهِیمَ العَمِّیُّ الأَفْطَسُ ،و قالَ :سَمِعْتُ مَسْلَمَهَ یَقْرَأُ «کَسَرابٍ بقِیعاهٍ » و هکَذَا فی کِتَابِ ابنِ مُجَاهِدٍ،قالَ ابنُ جِنِّی:و هُوَ بمَعْنَی قِیعَهٍ ،فِعْلَه و فِعْلاه،کمَا قالُوا:رَجُلٌ عِزْهٌ و عِزْهَاهٌ :

لِلَّذِی لا یَقْرَبُ النِّسَاءَ و اللَّهْوَ،فهو فِعْلٌ و فِعْلاهٌ ،و لا فَرْقَ بَیْنَه و بَیْنَ فِعْلَهٍ و فِعْلاهٍ غَیْر الهاءِ،و ذلِکَ ما لا بالَ به،قالَ .

و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ «قِیعاتٌ »بالتاءِ جَمْعَ قِیعَهٍ ،کدِیمَهٍ و دِیماتٍ ،انْتَهَی.

و القَاعَهُ :موضِعُ مُنْتَهَی السانِیَهِ منْ مَجْذَبِ الدَّلْوِ.

و القَاعَهُ :سِفْلُ الدّارِ،مَکِّیَّهٌ ،نَقَلَها الزَّمَخْشَرِیُّ ،قال:

هکذا یَقُولُ أَهْلُ مَکَّهَ ،و یقولُون (4):قَعَدَ فُلانٌ فی العِلِّیَّهِ ، و وَضَعَ قُمَاشَهُ فی القَاعَهِ ،قلتُ :و هکذا یَسْتَعْمِلُه أَهْلُ مِصْر أَیْضاً،و یُجْمَعُ عَلَی قاعاتٍ ،کساحَهِ و ساحاتٍ .

و القاعَهُ :مَوْضِعٌ قبلَ یَبْرینَ ،مِنْ بِلادِ (5)زَیْدِ مَناهَ بن تَمِیمٍ .

و قاعُ ذَهْبانَ :موضِعٌ بالیَمَنِ علی مَرْحَلَهٍ مِنْ غُمْدانَ .

و قاعُ الحباب:آخَرُ من بلادِ سِنْحَانَ .

و قاع البَزْوَهِ :موضِعٌ بینَ بَدْرٍ و رابغٍ .

قهقع

قَهْقَعَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و رَوَی ابنُ شُمَیْلٍ عن أَبِی خَیْرَه قالَ :یُقَالُ : قَهْقَعَ الدُّبُّ قِهْقَاعا ،بالکَسْرِ:ضَحِکَ و هُوَ حِکَایَهُ صَوْتِه فی ضَحِکِه،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هِیَ حِکایَهٌ مُؤَلَّفَهٌ .

قیع

قاعَ الخِنْزِیرُ یَقِیعُ قَیْعاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :أَیْ : صَوَّتَ .

و قالَ الخارْزَنْجِیُّ : الأُقَیّاعُ بضَمِّ الهَمْزَه،و فَتْحِ القافِ

ص:414


1- (1) ضبطت عن القاموس ط مصر،و ضبطت فی نسخه القاموس ط الرساله بیروت«حُجْر»ضبط حرکات.
2- (2) قیدها یاقوت:ال [1]نقیع بالنون،و قال:ذکره کثیر فی شعره،و لم یورد الشعر.
3- ((*)) فی القاموس:«بدیار»بدل:«فی دیار».
4- (3) عن الأساس و بالأصل«تقول».
5- (4) فی معجم البلدان:من بلاد سعد بن زید مناه.

و الیاءِ المُشَدَّدَهِ :ع،بالمَضْجَعِ تُنَاوِحُه حَمَّهٌ (1)،و هی بُرْقَهٌ بَیْضاءُ لِبَنِی قَیسِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

القَیّاعُ ،کشَدّادِ:الخِنْزِیرُ الجَبَانُ ،نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَان فی«ق و ع».

و قد قَلَّدَ المُصَنِّفُ الصّاغَانِیَّ فی إِفْرَادِ هَذَا التَّرْکِیبِ عن تَرْکِیب«قوع»و الَّذِی یَظْهَرُ أَنَّ قاعَ یَقُوعُ و یَقِیعُ ،علی المُعَاقَبَهِ ،و الأَصْلُ فیه الواوُ،و کَذا الأُقَیّاعُ للمَوْضِعِ ،هوَ من مُلَحِ التَّصْغِیر فی قِیعَانِ ،و نَظِیرُه أُجَیّارٌ:تَصْغِیرُ جِیران، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،کَمَا تَقَدَّمَ ،و أُصَیَّاعٌ :تَصْغِیرُ صِیعانٍ ، و قد أَشَرْنا إِلَیْه أَیضاً فی«ص و ع»فتأَمَّلْ ذلِکَ .

فصل الکاف مع العین

کبع

کَبَعَ ،کمَنَعَ کَبْعاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال الخَلِیلُ :أَیْ قَطَعَ ،و کَذلِکَ بَکَعَ ،و کَنَعَ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ لِذِی الرُّمَّهِ :

تَرَکْتُ لُصُوصَ المِصْر ما بَیْنَ بائِس

صَلِیبٍ ،و مَکْبُوعِ الکَرَاسِیع بارِکِ

و یُرْوَی«مَبْکُوع،بتَقْدِیمِ الباءِ علی الکافِ ،و قد تَقَدَّمَ فی«ب ک ع»فراجِعْهُ .

و کَبَعَ عَنِ الشَّیءِ: مَنَعَ ،نَقَلَهُ الخَلِیلُ أَیْضاً.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: کَبَعَ : نَقَدَ الدَّراهِمَ و الدَّنانِیرَ و کَذلِکَ :

بَکَعَ ،و أَنْشَدَ:

قالُوا لِیَ : اکْبَعْ قُلْتُ :لَسْتُ کابعا

و قُلْتُ :لا آتِی الأَمِیرَ طائِعَا

و قالَ أَبُو تُرَابٍ : الکُبُوعُ :الذُّلُّ و الخُضُوعُ و کَذلِکَ الکُنُوعُ بالنُّون.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ : الکُبَعُ ، کصُرَد:جَمَلُ البَحْرِ ، و قالَ غیرُه: الکُبَعُ :سَمَکٌ بَحْریٌّ وَحْشُ المَرْآهِ ، و مِنْهُ یُقَالُ للمَرْأَه الدَّمِیمَهِ بالدّال المُهْمَلَهِ ،و هِیَ القَبِیحَهُ المَنْظَرِ:«یابُعْصُوصَهُ کُفِّی،و یا وَجْهَ الکُبَعِ »و هو سَبٌّ لَها.

و قالَ الفَرّاءُ: التَّکْبیعُ :التَّقْطِیعُ ،و مَرَّ عن شَمِرٍ فی «ب ک ع»ذلِکَ أَیْضاً.

کتع

الکَتِیعُ ،کأَمِیرٍ:اللَّئِیمُ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و یُقَالُ :أَتَی عَلَیْه حَوْلٌ کَتِیعٌ ،کأَمِیرٍ،أَی:تامٌّ قالَ الجَوْهَرِیُّ :و هذا الحَرْفُ سَمِعْتُه مِنْ بَعْضِ النَّحْوِیِّینَ ،ذَکَرَه فی شَرْحِ کِتاب الجَرْمِیِّ .

قالَ :و مِنْهُ أُخِذَ قَوْلُهُمْ -فی التَّوْکِیدِ-:رَأَیْتُ القَوْمَ أَجْمَعِینَ أَکْتَعِینَ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :شاهِدُه ما أَنْشَدَه الفَرّاءُ:

یا لَیْتَنِی کُنْتُ صَبِیًّا مُرْضَعَا

تَحْمِلُنِی الذَّلْفاءُ حَوْلاً أَکْتَعَا

إِذا بَکَیْتُ قَبَّلَتْنِی أَرْبَعَا

فلا أَزالُ الدَّهْرَ أَبْکِی أَجْمَعَا

و یُقَالُ :ما بِهِ أَیْ بالمَوْضِع کَتِیعٌ ،أَی:أَحَدٌ (2)،قالَ الجَوْهَرِیُّ :حَکَاهُما یَعْقُوبُ ،و سَمِعْتُه أَیْضاً مِنْ أَعْرَابِ بَنِی تَمِیمٍ ،قال[عَمْرُو بنُ ]مَعْدِی کَرِبَ :

و کَمْ مِنْ غائِطٍ مِنْ دُونِ سَلْمَی

قَلِیلِ الإِنْسِ لَیْسَ بهِ کَتِیعُ

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:ما بالدّارِ کُتَاعٌ ،کغُرَابٍ أَی:أَحَدٌ.

قال:و کَتَعَ بهِ ،کمَنَعَ ،أَیْ :ذَهَبَ بهِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:یُقَالُ : کَتَعَ الرَّجُلُ کَتْعاً :إِذا شَمَّرَ فی أَمْرِه.

قال:و قالَ قَوْمٌ :بل کَتَعَ :إِذا انْقَبَضَ و انْضَمَّ ککَنَعَ ، فکأَنَّه ضِدٌّ،أَو الصّوابُ : کَتِعَ ،کفَرِحَ فیهما،أَو هُمَا لُغَتَانِ ،أَی فِیهِمَا،کما هو مُقْتَضَی سِیاقِه،و اقْتَصَرَ ابنُ دُرَیْدٍ علی الأُولَی،و سِیاقُ اللِّسَانِ یُفْهَمُ منه أَنَّ اللُّغَتَیْنِ إِنّما هُمَا فی مَعْنَی التَّشْمِیرِ دُونَ الانْقِبَاضِ ،فتأَمَّلْ .

و هو کُتَعٌ ،کصُرَدٍ أَی:مُشَمِّرٌ فی أَمْرهِ .

و کَتَعَ کمَنَعَ :هَرَبَ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

ص:415


1- (1) عن التکمله و بالأصل«صمه».
2- (2) فی الأساس:و ما بالدار کتیع،قال بشر: أجدّوا البین فاحتملوا سراعاً فما بالدار إذ ظعنوا کتیعُ .

و کَتَعَ : حَلَف ،قالَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و حَکَی:لا و الَّذِی أَکْتَعُ بهِ ،أَی:أَحْلِفُ .

و کَتَعَ الحِمَارُ کَتْعاً : عَدَا و قَرَّبَ فی عَدْوِه،قالَ الشّاعِرُ:

بِجَوْزِ أَحْقَبَ مِنْ عاناتِ مَعْقُلَهٍ

طاوِی المِعَی بشِرَاجِ الصُّلْبِ کَتّاعِ (1)

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : کَتَعَ فی الأَرْضِ کُتُوعاً:تَبَاعَدَ.

و قَوْلُهُم:کَتَعْتَ فی المَخَازِی ما کَفَاکَ :سَبٌّ للرَّجُلِ ، و کَتَعْتَ فِی المَحامِدِ ما کَفاکَ :حَمْدٌ له.

و الکَوْتَعَهُ :کَمَرَهُ الحِمَارِ نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ،و أَنْشَدَ:

و أَنْفٌ مِثْلُ کَوْتَعَهِ الحِمَارِ

و الکُتَعُ کصُرَدٍ،مِنْ وَلَدِ الثَّعْلَبِ :أَرْدَؤُهُ قالَهُ اللَّیْثُ ، و قِیلَ :وَلَدُ الثَّعْلَبِ مُطْلَقاً،کما فِی الصِّحاحِ ،[ و الرَّجُلُ اللّئِیمُ ،کما فی الصّحاح،] (2)و قِیلَ :هُوَ الذَّلِیلُ .

و الکُتَعُ : الذِّئْبُ بلُغَهِ أَهْلِ الیَمَنِ ج الکُلِّ : کِتْعَانٌ ، بالکَسْرِ کصِرْدانٍ فی صُرَدٍ.

و رَأَیْتُهُم أَجْمَعِینَ أَکْتَعِینَ ،و لا یُفْرَدُ؛لأَنَّه إِتْبَاعٌ ،و مَرَّ بَسْطُه فی«ب ت ع» ،قالَ الخَلِیلُ :لَیْسَتْ أَکْتَعُ عَرَبِیَّهً ، إِنَّمَا هِیَ رِدْفٌ لأَجَمْعَ علی لَفْظِه،تَقْوِیَهً له،یَقُولُونَ :الرِّیحُ و الضِّیحُ ،وَ لَیْسَ للضِّیحِ تفسیرٌ،و مِثْلُه کَثِیرٌ،فَافْهَمْهُ .

و الکُتْعَهُ بالضَّمِّ :الدَّلْوُ الصَّغِیرَهُ عن الزَّجّاجِیِّ ،کما فِی اللِّسَانِ ،و نَقَلَه أَبُو عَمْرٍو أَیْضاً،کما فی العُبَاب ج : کُتَعٌ کصُرَدٍ.

و یُقَالُ : جَاءَ مُکْتِعاً ،کمُحْسِنٍ ،و مُکَوْتِعاً :إِذا جاءَ یَمْشِی سَرِیعاً ،و کذلِکَ مُکْعِداً (3)و مُکَعْتِرًا،کَذا فی نَوادِرِ الأَعْرَابِ .

و کاتَعَهُ اللَّهُ [تعالی] (4)کقاتَعَه: قاتَلَه و زَعَمَ یَعْقُوبُ أَنَّ کافَ کاتَعَهُ بَدَلٌ من قافِ قاتَعَهُ ،قالَ الفرّاءُ:و مِنْ کَلام العَرَبِ أَنْ یَقُولُوا:قَاتَلَه اللَّهُ ،ثم تُسْتَقْبَحُ ،فیَقُولُوا:قاتَعَهُ اللَّهُ ، و کاتَعَهُ ،و مِنْ ذلِکَ قَوْلُهُم:وَیْحَکَ و وَیْسَکَ ،و جُوداً و جُوساً.

وَ رَأْیٌ مُکْتَعٌ ،کمُکْرَمٍ :مُجْمَعٌ و الَّذِی فی العُبَابِ :رَأْیٌ مُجْمَعٌ مُکْتَعٌ ،أَیْ هُوَ تَأْکِیدٌ لَهُ ،و لا یُفْرَدُ؛لأَنَّه إِتباعٌ .

و الأَکْتَعُ :مَنْ رَجَعَتْ أَصابِعُه إِلی کَفِّهِ ،و ظَهَرَتْ رَواجِبُه ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و التَّکاتُع :التَّتَابُعُ (5)عَلَی الشَّیْ ءِ.

و الکَتْعاءُ :الأَمَهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

و یُقَالُ : کَتَّعَ اللَّحْمَ تَکْتِیعاً ، کِتَعاً صِغَارًا ،و لَوْ قالَ : کَتَّعَ اللَّحْمَ کِتَعاً صِغارًا تَکْتِیعاً : قَطَّعَه قِطَعاً ،کان أَحْسَنَ .

و الکُتْعَهُ بالضمِّ :طَرَفُ القَارُورَهِ و الدَّلْوِ الصَّغِیرَهِ ، ج:[کصُرَدٍ، کالکَتْعَهِ بالفَتْح،ج:] (6)کِتَاعٌ بالکَسْرِ علی ما فِیهِ .قُلْتُ :و هذا مِنْ سُوءِ الصَّنْعَهِ فی التَّأْلِیفِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الکَتِیعُ ،کأَمِیرٍ:المُنْفَرِدُ (7)عن النّاسِ .

و المُکَتَّعُ ،کمُعَظَّمٍ : الأَکْتَعُ ،عامِّیَّهٌ .

کثع

کَثَعَ اللَّبَنُ ،کمَنَعَ :عَلا دَسَمُه و خُثُورَتُه رَأْسَه، و صَفَا الماءُ مِنْ تَحْتِه، کَکَثَّعَ تَکْثِیعاً،و کَذلِکَ کَثَأَ و کَثَّأَ،کَذَا فی الصِّحاحِ ،و قَدْ تَقَدَّمَ فی الهَمَزَهِ أَنَّه قَوْلُ أَبِی زَیْدٍ.

و کَثَعَتِ الإِبِلُ و الغَنَمُ کُثُوعاً بالضَّمِّ : اسْتَرْخَتْ بُطُونُها فَقَط ، أَو اسْتَرْخَتْ بُطُونُهَا من أَکْلِ الرُّطْبِ فثَلَطَتْ ،أَی:

سَلَحَتْ ،ورَقَّ ما یَجِیءُ مِنْهَا،و هذا قَوْلُ الجَوْهَرِیِّ ، ککَثَّعَتْ تکْثِیعاً .

و کَثَعَتِ الشَّفَهُ و کَذلِکَ اللِّتَهُ کَثْعاً ،بالفَتْحِ و کُثُوعاً ، بالضمِّ : احْمَرَّتْ ،أَو کَثُرَ دَمُهَا حَتّی کادَتْ تَنْقَلِبُ ،قالَهُ اللّیْثُ ککَثِعَتْ ،کفَرِحَ ،یُقَال منه: شَفَهٌ کاثِعَهٌ ، و لِثَهٌ کاثِعَهٌ ، کما فی العَیْنِ ،و فی الصِّحاحِ :شَفَهٌ کاثِعَهٌ باثِعَهٌ ،أَی:

ص:416


1- (1) بالأصل:«طاوی المعن بشرج»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
2- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
3- (2) کذا بالأصل و فی التهذیب:«و مُکْعِراً»و نراه الصواب ففی اللسان [1]کعر: و یقال:مرّ فلان مکْعِراً إذا مرَ یعدو مسرعاً.
4- ((*)) ساقطه بالأصل و الکویتیه.
5- (3) فی التکمله:التتابع.
6- (4) ما بین معقوفتین زیاده عن القاموس،و [2]بهامش المطبوعه المصریه: «قوله:و الولو الصغیره یوجد فی بعض نسخ المتن بعد هذا ما نصه:ج کصرد کالکتعه بالفتح ا ه »و هذه الزیاده موجوده فی نسخه القاموس [3]ط مصر،و نسخه ط مؤسسه الرساله بیروت.
7- (5) الأصل و اللسان،و فی التهذیب:المفرد من الناس.

مُمْتَلِئِهٌ غَلِیظَهٌ ،و قال أَیْضاً-فی«ب ث ع»-:شَفَهٌ کاثِعَهٌ باثِعَهٌ ،أَیْ :مُمْتَلِئَهٌ مُحْمَرَّهٌ مِن الدَّمِ . و رَجُلٌ أَکْثَعُ غَلِیظُ اللِّثَهِ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و قالَ اللَّیْثُ : امْرَأَهٌ مُکَثِّعَهٌ ،کمُحَدِّثَهٍ :کثُرَ دَمُ شَفَتِها، و الکَثْعَهٌ ،بالفَتْحِ ،و یُضَمُّ ،و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ : ما تَرْمِی القِدْرُ من الطُّفاحَهِ ،و الهَمْزَهُ لُغَهٌ فیه.

و الکَثْعَهُ و الکَثْأَهُ أَیْضاً:ما عَلا (1)اللَّبَنَ مِنَ الدَّسَمِ و الخُثُورَهِ ،یُقَالُ :شَرِبْتُ کَثْعَهً من اللَّبَنِ ،أَیْ :حِینَ ظَهَرَتْ زُبْدَتُه.

و الکُثْعَهُ ، بالضَّمِّ :الفَرْقُ الَّذِی وَسَطَ ظاهِرِ الشَّفَهِ العُلْیَا ،کما فی اللِّسَانِ .

و کَثَّعَ الجُرْحُ تَکْثِیعاً:بَرَأَ أَعْلاهُ و هُوَ عَلی غُبْرٍ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و کَثَّعَ اللَّبَنُ تَکْثِیعاً: عَلاهُ الکُثْعَهُ ،و الهَمْزَهُ لُغَهٌ فیه.

و کَثَّعَتِ الأَرْضُ تَکْثِیعاً: نَجَمَ نَبَاتُهَا ،و کَذِّلِکَ :کَثَّأَ تَکْثِئَهً ،کما مَرَّ.

و کَثَّعَتِ القِدْرُ تَکْثِیعاً: رَمَتْ بزَبَدِهَا ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و کَذلِکَ کَثَّأَتْ ،و فی المُحِیطِ :ارْتَفَعَ زَبَدُهَا و لَمّا تَغْلِ بَعْدُ.

و کَثَّعَتْ لِحْیَتُه تَکْثِیعاً: خَرَجَتْ دُفْعَهً ،و فی المُحِیطِ ضَرْبَهً وَاحِدَهً أَوْ کَثَّعَتْ :إِذَا طالَتْ و کَثُرَتْ ،کما فِی المُحِیطِ أَیْضاً،زادَ فی اللِّسَانِ :و کَثُفَتْ ،و الهَمْزَهُ لُغَهٌ فیهِ ، و مَرَّ إِنْشَادُ ابنِ السِّکِّیتِ هُنَاکَ (2).

و کَثَّعَ السِّقاءَ تَکْثِیعاً: أَکَلَ ما عَلاهُ من الدَّسَمِ ،کما فی المُحِیطِ ،و الهَمْزَهُ لُغَهٌ فیه،یُقَالُ للقومِ :ذَرُونِی أُکَثِّعْ سِقاءَکُمْ و أُکَثِّثْهُ ،أَی آکُلُ ما عَلاهُ من الدَّسَمِ ،و قَد تَقَدَّم.

و الکَثَعَهُ مُحَرَّکَهً :الطِّینُ کَما فی اللِّسَانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الکُثُوعُ ،بالضمِّ :الثُّلُوط ،الواحِدُ کَثْعٌ .و لَبَنٌ مُکَثِّعٌ ،کمُحَدِّثٍ :ظَهَرَ دَسَمُه فَوْقَه.

و الکُثَعَهُ ،کهُمَزَهٍ :اللِّحْیَهُ الکَثِیفَهُ .

و الکَوْثَعُ ،کجَوْهَرٍ:اللَّئِیمُ مِنَ الرِّجالِ ،و الأُنْثَی کَوْثَعَهٌ ، کما فی اللِّسَانِ ،و قَدْ یُقَالُ فی الأَخِیرِ:إِنَّهُ بالمُثَنّاهِ الفَوْقِیَّهِ ، کما تَقَدَّمَ .

کدع

الکِداعُ (3)،ککِتَابٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هُوَ جَدٌّ لمعْشَرِ بنِ مالِکِ بنِ عَوْف بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ بنِ حَرِیمِ بنِ جُعْفِیٍّ ،هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ ، و الّذِی قالَهُ اللَّیْثُ :إِنَّ الکِدَاعَ لَقَبٌ لمَعْشَرٍ المَذْکُورِ،لا أَنَّه جَدٌّ له،

3- و الَّذِی قُتِلَ مَعَ الحُسَیْنِ بنِ عَلِیٍّ رضِیَ اللّه عنهما بالطَّفِّ مِنْ کَرْبَلاءَ إنَّما هُوَ مِنْ وَلَدِه:بَدْرُ بنُ المَعْقلِ بنِ جَعْوَنَهَ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ حُطَیْطِ بنِ عُتْبَهَ بنِ الکِدَاع ،کما فی العُبابِ ،و قد وَهِمَ المُصَنِّفُ وَهَماً فاحِشاً،عَفَا اللَّهُ عنه، و هو القائِلُ یَوْمَ الطَّفِّ .

أَنا ابنُ جُعْفٍ و أَبِی الکِدَاعُ

و فی یَمِینِی مُرْهَفٌ قَرّاعُ

و زادَ ابنُ الکَلْبِیِّ :-فی جَمْهَرَهِ (4)نَسَبِ جُعْفِیٍّ -:

و مارِنٌ (5)ثَعْلَبُهُ لَمّاعُ .

و کَدَعَهُ ،کمَنَعَهُ کَدْعاً : دَفَعَهُ دَفْعاً شَدِیدًا.

و منه: الکُدْعَهُ ،بالضَّمِّ و هُوَ: الذَّلِیلُ المُدَفَّعُ .

کربع

کَرْبَعَه أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :أَی:

صَرَعَه فَتَکَرْبَعَ :وَقَعَ علی اسْتِه،و کَذلِکَ :بَرْکَعَهُ فتَبَرْکَعَ ، و قد تَقَدَّمَ ،و أَنْشَدَ:

دَرْقَعَ لَمّا أَنْ رآهُ دَرْقَعَهْ

لو أَنَّه یَلْحَقُه لکَرْبَعَهْ

و کَرْبَعَ الشَّیْ ءَ بالسَّیْفِ :قَطَعَه ،و کَذلِکَ :کَعْبَرَهُ ، و بَرْکَعَه،کما تَقَدَّمَ .

ص:417


1- (1) فی القاموس:« [1]ما علی اللبنِ »و علی هامشه عن نسخه أخری:«ما علا اللبنَ »و فی اللسان [2]کالقاموس« [3]ما علی اللبنِ ».
2- (2) یعنی فی ماده کثأ، و أنت امرؤ قد کثأتْ لک لحیهٌ کأنک منها قاعد فی جوالقِ و یروی أیضاً:کنتأت.
3- (3) ضبطت فی التکمله،بالقلم،بضم الکاف،و فیها:الکداع:هو معشر بن مالک.
4- (4) بالأصل«قمهره»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله قمهره،کذا بالأصل»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
5- (5) کذا و لعله«مرّان»کما فی جمهره ابن حزم ص 409.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: کَرْبَعَ قَوَائِمَه أَی: أَبانَهَا کَما فی العُبَابِ .

کرتع

الکَرْتَعُ ،کجَعْفَرٍ ،بالمُثنّاهِ الفَوْقِیَّهِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هُوَ القَصِیرُ.

و قالَ الفَرّاءُ: کَرْتَعَ الرَّجُلُ : وَقَعَ فِیما لا یَعْنِیهِ و أَنْشَدَ:

...یَهِیمُ بِها الکَرْتَعُ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

کَرْتَعَهُ :إِذا صَرَعَه،و لیسَ بتَصْحِیفِ کَرْبَعَهُ .

کرسع

الکُرْسُعَهُ ،و الکُرْسُوعَهُ بضَمِّهِمَا:الجَمَاعَهُ و الصِّرْمُ مِنّا نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و الکُرْسُوعُ کعُصْفُورٍ:طَرَفُ الزَّنْدِ الّذِی یَلِی الخِنْصَرَ و هو النّاتِیءُ عِنْدَ الرُّسْغِ کَما فی الصِّحاحِ ،و هو الوَحْشِیُّ ، و نصُّ اللَّیْثِ :حَرْفُ الزَّنْدِ،و الجَمْعُ : کَرَاسِیعُ ،و منهُ قَوْلُ العَجّاجِ :

عَلَی کَرَسِیعِی و مِرْفَقَیَّهْ

أَو عُظَیْمٌ فی طَرَفِ الوَظِیفِ مِمّا یَلِی الرُّسْغَ مِنْ وَظِیفِ الشّاءِ،و نَحْوِهَا مِنْ غَیْرِ الآدَمِیِّینَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و کَرْسَعَ کَرْسَعَهً : عَدَا عن ابنِ دُرَیْدٍ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :

الکَرْسَعَهُ :عَدْوُ المُکَرْسَعِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: کَرْسَعَ فُلاناً:ضَرَبَ کُرْسُوعَه بالسَّیْفِ (1).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

کُرْسُوعُ القَدَمِ :مَفْصِلُهَا مِنَ السّاقِ .

و المُکَرْسَعُ :النّاتِئُ الکُرْسُوعِ .

و الکَرْسَعَهُ :عَدْوُه.

قالَ اللَّیْثُ :و امْرَأَهٌ مُکَرْسَعَهٌ :ناتِئَهُ الکُرْسُوعِ ،تُعَابُ بذلِک.

کرع

الکَرَعُ ،مُحَرَّکَهً :ماءُ السَّمَاءِ یَجْتَمِعُ فی غَدِیرٍ أَو مَسَاکٍ یُکْرَعُ فیهِ ،قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :فَعَلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،یُقال:شَرِبْنَا الکَرَعَ ،و أَرْوَیْنَا نَعَمَنا بالکَرَعِ ،قالَ الرّاعِی -و نَسَبَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ لابْنِ الرِّقاعِ یَصِفُ ناقَهً و راعِیَها بالرِّفْقِ -:

یُسِیمُهَا آبِلٌ إِمَّا یُجَزِّئُها

جَزْءًا طَوِیلاً،و إِمّا تَرْتَعِی کَرَعَا (2)

هذه روایَهُ العُبابِ ،و رِوایَهُ الصِّحاحِ :

یَسُنُّهَا آبلٌ ما إِنْ یُجَزِّئُها

جَزْءًا شَدِیداً و ما إِنْ تَرْتَوِی کَرَعَا

و الکَرَعُ مِنَ الدَّابَّهِ :قَوائِمُها.

و الکَرَعُ : دِقَّهُ السّاقِ ،و قال أَبُو عَمْرٍو:دِقَّهُ مُقَدَّمِ السّاقَیْنِ و هُوَ أَکْرَعُ ،و قد کَرِعَ .

و الکَرَعُ : السَّفِلُ مِنَ النّاسِ ،و

16- فی حَدِیثِ النَّجَاشِیِّ :

«فَهَلْ یَنْطِقُ فِیکُم الکَرَعُ ». قالَ ابنُ الأَثِیرِ:تَفْسِیرُه: الدَّنِئُ النَّفْسِ و المَکَانِ ،و قالَ

1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ : «لو أَطَاعَنَا أَبُو بَکْرٍ فِیمَا أَشَرْنَا عَلَیْهِ مِنْ تَرْکِ قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّهِ ؛لغَلَبَ عَلَی هذَا الأَمْرِ الکرَعُ و الأَعْرَابُ ». أَی:السِّفْلَهُ و الطَّغَامُ من النّاسِ ، شُبِّهُوا بکَرَعِ الدّابَّهِ ،أَی:قَوَائِمِها للوّاحِدِ و الجَمْعِ یُقَالُ :

رَجُلٌ کَرَعٌ ،و رَجُلانِ کَرَعٌ ،و رِجَالٌ کَرَعٌ .

و من المَجَازِ: الکَرَعُ : اغْتِلامُ الجَارِیَهِ و حُبُّهَا لِلْجِمَاعِ ، و هِیَ کَرِعَهٌ ،کفَرِحَهٍ :مِغْلِیمٌ (3)و قد کَرِعَتْ ، و رَجُلٌ کَرِعٌ کذلِک.

و کَرِعَ کَفرِحَ کَرَعاً : اجْتَزَأَ بأَکْلِ الکُرَاعِ ،بالضّمِّ ، و سَیَأْتِی مَعْنَاه قَرِیباً.

و کَرِعَ فُلانٌ کَرَعاً : شَکَی (4)کُراعَه .

أَو کَرِعَ کَرَعاً : صارَ دَقِیقَ الأَکَارِعِ ،و لَیْسَ فی نَصِّ اللِّسَانِ الأَذْرُع طَوِیلَهً کَانَتْ أَوْ قَصِیرَهً فهُوَ أَکْرَعُ .

و کَرِعَ الرَّجُلُ کَرَعاً : سَفَلَ و دَنُؤَ،و هو مَجازٌ.

و کَرِعَت السّاقُ :دَقَّ مُقَدَّمُها ،عن أَبِی عَمْرٍو.

و کَرِعَتِ السّماءُ:أَمْطرَتْ .

ص:418


1- (1) الجمهره 338/3. [1]
2- (2) ملحق دیوان الراعی ص 307 فیما نسب إلیه.
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«غَیْلَمٌ »و الأصل کاللسان.
4- ((*)) بالقاموس:«شکا»بدل:«شکی».

و کَرِع کَرَعاً : سارَ فِی الکُرَاعِ مِنَ الحَرَّهِ و سَیَأْتِی مَعْنَاهُ .

و کَرِع الرَّجُلُ بطِیبٍ فَصَاکَ بهِ ،أَی: تَطَیَّبَ بِطِیبٍ فلَصِقَ بهِ .

و کَرِعَت المَرْأَهُ إِلَی الرَّجُلِ :اشْتَهَتْ إِلیهِ ،و أَحَبَّتِ الجِمَاع فهِیَ کَرِعَهٌ ،و قد تَقدَّمَ ،و هو مَجَازٌ،قالَ الزَّمَخْشَریُّ :لأَنَّهَا تَمُدُّ إِلَیْهِ عُنُقَهَا،فِعْلَ الکارِع طُمُوحاً.

وَ کَرِعَ فی الماءِ،أَو فی الإِناءِ،کمَنَعَ و هو الأَکْثَرُ و فِیهِ لُغَهٌ ثانِیَهٌ : کَرِعَ ،مثل سَمِعَ کَرْعاً ،بالفَتْح، و کُرُوعاً ، بالضَّمِّ :تَنَاوَلَه بفِیهِ من مَوْضِعِه مِنْ غَیْرِ أَنْ یَشْرَبَ بِکَفَّیْهِ و لا بإِناءٍ ،و قِیلَ :هو أَنْ یَدْخُل النَّهْرَ،ثُمَّ یَشْرَبَ ،و قِیلَ :هُوَ أَنْ یُصَوِّبَ رَأْسَه فی الماءِ و إِن لَمْ یَشْرَبْ ،و

16- فی حَدِیثِ عِکْرِمَهَ :

«أَنّه کَرِهَ الکَرْعَ فی النَّهْرِ». و کُلُّ شَیْ ءٍ شَرِبْتَ مِنْهُ بفِیک -من إِناءٍ أَو غَیْرِه-فَقَدْ کَرَعْتَ ،و یُقَالُ : اکْرَعْ فِی هذا الإِناءِ نَفَساً أَو نَفَسَیْنِ و قِیلَ کَرَعَ فی الإِناءِ إِذا أَمالَ نَحْوَه عُنُقَه،فَشَرِبَ مِنْهُ ،و الأَصْلُ فیهِ شُرْبُ الدَّوابِّ بفِیها؛لأَنَّها تُدْخِلُ أَکارِعَها فِیه،أَوْ لا تَکادُ تَشْرَبُ إلاّ بإِدْخَالِها فِیه.

و الکارِعَاتُ :النَّخِیلُ الَّتِی عَلَی ،و فی بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ :حَوْل الماءِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن أَبی عُبَیْد،و هو مَجَازٌ،کأَنَّهَا شَرِبَتْ بعُرُوقِها،قالَ لَبِیدٌ یَصِفُ نَخْلاً نابِتاً عَلَی الماءِ:

یَشْرَبْنَ رِفْها عِراکاً غَیْرَ صادِرَهٍ

فکُلُّها کارِعٌ فِی الماءِ مُغْتَمِرُ

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: کُلُّ خائِضِ ماءٍ: کارعُ ،شَرِبَ أَو لَمْ یَشْرَبْ .

و قالَ أَیْضاً:یُقَالُ : رَمَاهُ ،أَی الوَحْشَ ، فکَرَعَه، کمَنَعَه :إِذا أَصَابَ کُراعَهُ .

و الکَرّاعُ کشَدَّادٍ:مَنْ یُخَادِنُ ،و فی بعضِ الأُصُول مَن یُحَادِثُ السِّفَلَ (1)مِنَ النّاسِ .

و الکَرّاعُ أَیْضاً: مَنْ یَسْقی مالَه بالکَرَعِ ،أَی بماءِ السَّمَاءِ فی الغُدْرانِ . و الکَرِیعُ ،کأَمِیرٍ:الشّارِبُ مِنَ النَّهْرِ بیَدَیْهِ إِذا فَقَدَ الإِنَاءَ ،قالَهُ أَبو عَمْرٍو،و أَمّا الکارِعُ :فهُو الَّذِی رَمَی بفَمِه فی الماءِ.

و الکُرَاعُ کغُرَابٍ ،مِنَ البَقَر و الغَنَمِ :بمَنْزِلَهِ الوَظِیفِ مِنَ الفَرَسِ ،و هُوَ مُسْتَدِقُّ السّاقِ العَارِی عَنِ اللَّحْمِ ،کما فی العُبابِ ،و فی الصِّحاحِ :بمَنْزِلَهِ الوَظِیفِ فی الفَرَسِ و البَعِیرِ،و فی المُحْکَمِ : الکُرَاعُ من الإِنْسَانِ :ما دُونَ الرُّکْبَهِ إِلی الکَعْبِ ،و مِنَ الدَّوابِّ :ما دُونَ الکَعْبِ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ :و هُوَ مِنْ ذَوَاتِ الحافِرِ:ما دُونَ الرُّسْغ،قالَ :و قد یُسْتَعْمَلُ الکُرَاعُ أَیْضاً للإِبِلِ کا اسْتُعْمِلَ فی ذَواتِ الحافِرِ، کما فی شِعْر الخَنْسَاءِ (2).

فقامَتْ تَکُوسُ عَلَی أَکْرُعٍ

ثَلاثٍ ،و غادَرْتَ أُخْرَی خَضِیبَا

فجَعَلَتْ لها أَکارِعَ أَرْبَعَهً ،و هو الصَّحِیحُ عندَ أَهْلِ اللُّغَهِ فی ذواتِ الأَرْبَعِ ،قالَ :و لا یَکُونُ الکُرَاعُ فِی الرِّجْلِ دُونَ الیَدِ إِلاّ فِی الإِنْسَانِ خاصَّهً ،و أَمّا ما سِوَاهُ فیَکُونُ فی الیَدَیْنِ و الرِّجْلَیْنِ ،و قالَ اللِّحْیَانِیُّ :هُمَا مِمّا یُذَکَّرُ و یُؤَنَّثُ ،قالَ :

و لَمْ یَعْرِف الأَصْمَعِیُّ التَّذْکِیرَ،و قالَ مَرَّهً أُخْرَی:و هو مُذَکَّرٌ لا غَیْرُ،و قالَ سِیبَوَیْه:و أَمَّا کُراعُ فإِنَّ الوَجْهَ فیه تَرْکُ الصَّرْفِ ،و منَ العَرَبِ مَنْ یَصْرِفُه،یُشَبِّهُهُ بذِراعٍ ،و هو أَخْبَثُ الوَجْهَیْنِ ،یَعْنِی أَنَّ الوَجْهَ إِذا سُمِّیَ بهِ أَنْ لا یُصْرَفَ ، لأَنَّه مُؤَنَّثٌ .سُمِّیَ به مُذَکَّرٌ،و

14- فی الحَدِیثِ : «لَوْ دُعِیتُ إِلَی کُرَاعٍ لأَجَبْتُ ،و لو أُهْدِیَ إِلیَّ کُرَاعٌ أَو ذِرَاعٌ لقَبِلْتُ ».

و قالَ السّاجِعُ (3):

یا نَفْسُ لَنْ تُراعِی

إِنْ قُطِعَتْ کُراعِی

إِنَّ مَعِی ذِراعِی

رَعَاکِ خَیْرُ راعِ

ج: أَکْرُعٌ و قد تَقَدَّمَ شاهِدُه فی قولِ الخَنْسَاءِ و أَکارِعُ و فی الصِّحاحِ :ثُمَّ أَکارعُ ،کأَنَّهُ إِشارَهٌ إِلی أَنّه جَمْعُ

ص:419


1- (1) هکذا ضبطت فی القاموس و [1]التهذیب،و ضبطت فی اللسان،بالقلم، بفتح فکسر.
2- (2) کذا بالأصل و اللسان و [2]بهامشه«قوله الخنساء،کذا بالأصل هنا،و فی ماده کوس:قالت عمره أخت العباس بن مرداس،و أمها الخنساء، ترثی أخاها و تذکر أنه کان یعرقب الإبل:فظلت تکوس علی إلخ».
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:الساجع،الظاهر أنه شعر من مجزوء الرجز لا نثر،و لعله نظر لما علیه بعضهم».

الجَمْع (1)،و أَمّا سِیبَوَیْهٌ فإِنَّه جَعَلَه مِمّا کُسِّرَ علی ما لا یُکَسَّرُ علیهِ مِثْلُه؛فِرارًا من جَمْعِ الجَمْعِ ،و قد یُکَسَّرُ عَلَی کِرْعَانٍ ،و العَامَّهُ تَقُولُ : الکَوَارِعُ .

و الکُرَاعُ : أَنْفٌ یَتَقَدَّمُ مِنَ الحَرَّهِ أَو مِنَ الجَبَلِ مُمْتَدٌّ سائِلٌ ،و هو مَجازٌ،و قِیل:هو ما اسْتَدَقَّ مِنَ الحَرَّهِ و امْتَدَّ فی السَّهْلِ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :العُنُقُ من الحَرَّهِ یَمْتَدُّ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لعَوْفِ بنِ الأَحْوَصِ :

أَلَمْ أَظْلِفْ من الشُّعَرَاءِ عِرْضِی

کَمَا ظُلِفَ الوَسِیقَهُ بالکُرَاعِ ؟

و قالَ غیرُه: الکُرَاعُ :رُکْنٌ من الجَبَلِ یَعْرِضُ فی الطَّرِیقِ ج : کِرْعانٌ ، کغِرْبانٍ .

و الکُرَاعُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ:طَرَفُه ،و الجَمْعُ : کِرْعانٌ ، و أَکارِعُ .

و الکُرَاعُ : اسمٌ یَجْمَعُ الخَیْلَ و السِّلاحَ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و کُراعُ الغَمِیمِ :ع،عَلَی ثَلاثَهِ (2)أَمْیَال مِنْ عُسْفَانَ و الغَمِیمُ :وادٍ أُضِیفَ إِلیهِ الکُرَاعُ ،کما فِی العُبَابِ .

و أَکْرُعُ الجَوْزاءِ:أَواخِرُهَا قال أَبو زُبَیْدٍ:

حَتَّی اسْتَمَرَّتْ إِلَی الجَوْزَاءِ أَکْرُعُها

و اسْتَنْفَرَتْ رِیحُهَا قاعَ الأَعَاصِیرِ

و منَ المَجَاز: أَکارِعُ الأَرْضِ :أَطْرَافُهَا القاصِیَهُ ، شُبِّهَتْ بِأَکارِعِ الشّاءِ،و الواحِدُ کُرَاعٌ ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ النَّخَعِیِّ :

«لا بَأْسَ بالطَّلَبِ فی أَکَارِعِ الأَرْضِ ». أَی:نَوَاحِیها و أَطْرَافِهَا (3).

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَکْرَعَکَ الصَّیْدُ و أَخْطَبَکَ ، و أَصْقَبَکَ ،و أَقْنَی لَکَ :بمَعْنَی أَمْکَنَکَ .

قالَ : و المُکْرِعَاتُ من الإِبِلِ بکسرِ (4)الرّاءِ: اللَّوَاتِی تُدْخِلُ رُؤُوسَها إِلی الصِّلاءِ،فتَسْوَدُّ أَعْنَاقُهَا و فی المُصَنَّفِ لِأَبِی عُبَیْدٍ:هِیَ المُکْرَباتُ ،و قالَ غیرُه:هِیَ الّتِی تُدْنَی إِلیالبُیُوتِ لتَدْفَأَ بالدُّخانِ ،و أَنْشَدَ أَبُو حَنِیفَهَ للأَخْطَلِ :

فَلا تَنْزِلْ بجَعْدِیٍّ إِذا مَا

تَرَدَّی المُکْرَعاتُ مِنَ الدُّخانِ

و المُکْرَعاتُ بفتحِ الرّاءِ:ما غُرِسَ فی الماءِ مِنَ النَّخِیلِ و غَیْرِهَا و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن أَبِی عُبَیْدٍ: الکارِعاتُ و المُکْرِعَاتُ :النَّخِیلُ الَّتی عَلَی الماءِ،قالَ :و هِیَ الشَّوَارِعُ ،و وُجِدَ هکذا بکَسْرِ الرّاءِ فی سائِرِ نُسَخِ الصِّحاحِ (5)،و قَدْ أَکْرَعَتْ ،و هیَ کارِعَهٌ و مُکْرِعَهٌ ،و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :هی الّتی لا یُفَارِقُ الماءُ أُصُولَهَا،و أَنْشَدَ:

أَو المُکْرِعاتِ من نَخِیلِ ابنِ یامِنٍ

دُوَیْنَ الصَّفا الّلائِی یَلِینَ المُشَقَّرَا

و فی العُبَابِ :هو قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ (6)یُشَبِّهُ الظَّعْنَ بالنَّخِیلِ .

و فَرَسٌ مُکْرَعُ القَوَائِمِ ،کمُکْرَم:شَدِیدُهَا قالَ أَبُو النَّجْمِ :

أَحْقبُ مَجْلُوزٌ شَوَاهُ مُکْرَعُ

و قالَ الخَلِیلُ : تَکَرَّعَ الرَّجُلُ ،أَیْ : تَوَضَّأَ لِلصَّلاهِ ،لأَنَّهُ أَمَرَّ الماءَ عَلَی أَکارِعهِ ،أَی:أَطْرَافِه و قالَ الأَزْهَرِیُّ :تطَهَّرَ الغُلامُ ،و تَکَرَّعَ ،و تَمَکَّنَ (7):إِذا تَطَهَّرَ للصَّلاهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

یُقَالُ لِلضَّعِیفِ الدِّفَاعِ :فُلانٌ ما یُنْضِجُ الکُرَاعَ .

و الکُرَاعُ ،بالضَّمِّ :نُبْذَهٌ من ماءِ السَّمَاءِ فی المَساکاتِ ، و هُوَ مَجَازٌ،مُشَبَّهٌ بکُراعِ الدّابَّهِ فی قِلَّتِه.

و کُرَاعا الجُنْدُبِ :رِجْلاهُ ،و هُوَ مَجازٌ،و منه قَوْلُ أَبِی زُبَیْدٍ:

ص:420


1- (1) نص فی اللسان [1]صراحه علی:و أکارعُ جمع الجمع.
2- (2) فی معجم البلدان«کراع»:ثمانیه أمیال.
3- (3) فی غریب الهروی:و أطرافها القاصیه.
4- (4) و ضبطت بالقلم فی القاموس بکسر الراء أیضاً:و مثله فی التهذیب، و فی اللسان [2]بفتحها.
5- (5) ضبطت بالقلم فی الصحاح [3]المطبوع بفتح الراء،و فی التهذیب و اللسان [4]بکسرها.
6- (6) البیت فی دیوانه ص 91 و ضبطت المکرعات بفتح الراء،قال شارحه: شبه بها السفن،و ابن یامن:نوتی مشهور من عدولی فی البحرین. و الصفا و المشقر:موضعان.
7- (7) کذا بالأصل و اللسان،و [5]فی التهذیب:و تمکّی،و هو الصواب یؤیده ما فی اللسان [6]مکا:قال أبو عمرو:تمکّی الغلام إذا تطهَّر للصلاه و کذلک تطهر و تکرّع.

و نَفَی الجُنْدُبُ الحَصَی بکُرَاعَیْ

هِ و أَوْفَی فِی عُودِهِ الحِرْباءُ

و کُراعُ الأَرْضِ :ناحِیَتُها.

و أَکْرَعَ القَوْمُ :إِذا صَبَّتْ علیِهمُ السَّمَاءُ،فاسْتَنْقَعَ الماءُ حَتّی یَسْقُوا إِبِلَهُمْ منه،و

17- فی حَدِیثِ مُعَاوِیَهَ : «شَرِبْتُ عُنْفُوانَ المَکْرَع ». هو مَفْعَلٌ من الکَرْعِ ،أَرادَ بهِ :عَزَّ فَشَرِبَ صافِیَ الأَمْرِ (1)و شَرِبَ غَیْرُه مِنَ الکَدِرِ،و قالَ الحُوَیْدِرَهُ :

و إِذا تُنازِعُکَ الحَدِیثَ رَأَیْتَها

حَسَناً تَبَسُّمُها لَذِیذَ المَکْرَعِ

و قَرَأْتُ فی المُفَضَّلِیّاتِ :قالَ : المَکْرَع :تَقْبِیلُه إِیْاها، أَخَذَه من قَوْلِکَ : کَرَعْتُ فی الماءِ،و یُرْوَی:«لَذِیذَ المَشْرَعِ ».و قالَ أَحْمَدُ بنُ عُبَیْدٍ: المَکْرَعُ :ما یُکْرَعُ مِنْ رِیقِها،قال:لَذِیذَ المَکْرَع ،فنَقَلَ الفِعْلَ ،و أَقَرَّهُ علی الثّانِی،فتَرَکَه مُذَکَّرًا،و لَیْسَ هُوَ الأَصْلُ ؛لاِنَّکَ إِذا نَقَلْتَ الفِعْلَ إِلَی الأَوَّلِ أَضَفْتَ و أَجْرَیْتَه علی الأَوَّلِ فی تَأْنِیثِه و تَذْکِیرِه و تَثْنِیَتهِ و جَمْعِه،و رُبَّمَا أَقَرُّوه عَلَی الثّانِی،و هُوَ قَلِیلٌ ،فتَقُولُ -إِذا أَجْرَیْتَ المَنْقُولَ عَلَی الثّانِی و أَقْرَرْتَه له-:مَرَرْتُ بامْرَأَهٍ کَرِیم الأَبِ .

و الکَرَعُ مُحَرَّکَهً :الَّذِی تَخُوضُهُ الماشِیَهُ بأَکارِعِها .

و أَکْرَعُوا :أَصابُوا الکَرَعَ .

و المُکْرَعَاتُ :النَّخْلُ القَرِیبَهُ مِنَ البُیُوتِ .

و أَکارِعُ النّاسِ :السَّفِلَهُ ،شُبِّهُوا بأَکارِع الدَّوابِّ ،و هو مَجَازٌ.

و أَبُو رِیاشٍ سُوَیْدُ بنُ کُراعَ :مِنْ فُرْسانِ العَرَبِ و شُعَرائِهِم،و کُرَاعُ :اسمُ أُمِّهِ لا یَنْصَرِفُ ،و اسمُ أَبِیهِ عَمْرٌو، و قیل:سَلَمَهُ العُکْلِیُّ ،قالَ سِیبَوَیْهٌ :و هُوَ من القِسْمِ الّذِی یَقَعُ فِیهِ النَّسَبُ إِلی الثّانِی؛لأَنَّ تَعَرُّفَهُ إِنّما هُوَ بهِ ،کابْنِ الزُّبَیْرِ،و أَبِی دَعْلَجٍ .

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و أَمّا الکَرَّاعَهُ -بالتَّشْدِیدِ-الَّتِی تَلْفِظُ بِها العامَّهُ فَکَلِمَهٌ مُوَلَّدَهٌ (2).و الکَوَارِعُ من النَّخِیلِ : الکارِعاتُ (3).

و فَرَسٌ أَکْرَعُ :دَقِیقُ القَوائِمِ ،و هی کَرْعَاءُ.

و کَرَّعَ فی الماءِ تَکْرِیعاً، کَکَرِعَ .

و ذَا مَکْرَعُ الدّوابِّ ،و مَکارِعُها.

و یَوْمُ الأَکارِعِ :هو یُومُ النَّفْرِ الأَوَّلِ .

کسع

کسَعَه ،کمَنَعَه کَسْعاً : ضَرَبَ دُبُرَه بیَدِه (4)،أَوْ بِصَدْرِ قَدَمِه ،یُقال:اتَّبَعَ فُلانٌ أَدْبَارَهُم یَکْسَعُهُم بالسَّیفِ ، مثلُ یَکْسَؤُهُم،أَی یَطْرُدُهُم،کَما فی الصِّحاحِ ،و قد سبقَ فی الهَمْزَهِ ،و مَرَّ عن الجَوْهَرِیِّ هُناکَ أَیْضاً.قولُهُم -للرَّجُلِ إِذا هَزَمَ القَوْمَ ،فَمَرَّ و هُو یَطْرُدُهُم-:مَرَّ فُلانٌ یَکْسَعُهُم وَ یَکْسَؤُهُم.

و کَسَعَت النّاقَهُ و الظَّبْیَهُ کَسْعاً : أَدْخَلَتا أَذْنابَهُمَا بَیْنَ أَرْجُلِهِما،فهِیَ کاسِعٌ بغَیْرٍ هَاءٍ،کما فی العُبَابِ ،و فی الأَساسِ : کَسَعَت الخَیْلُ بأَذْنابِها،و اکْتَسَعَتْ :أَدْخَلَتْهَا بَیْنَ أَرْجُلِهَا،و هُنَّ کَوَاسِعُ .

و قالَ اللَّیْثُ : کَسَعَ النّاقَهَ بغُبْرِها:تَرَکَ بَقِیَّهً مِنْ لَبَنِها فی خِلْفِهَا،یُرِیدُ بذلِکَ تَغْزِیرَها و هُوَ أَشَدُّ لَهَا،و نَصُّ الجَوْهَرِیِّ :إِذا ضَرَب خِلْفَهَا بِالماءِ البارِدِ لِیَتَرادَّ اللَّبَنُ فی ظَهْرِهَا (5)،و ذلِکَ إِذا خافَ عَلَیْهَا الجَدْبَ فی العَام القَابِلِ ، قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَهَ :

لا تَکْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِهَا

إِنّک لا تَدْرِی مَن النّاتِجُ 6

یَقُولُ :لا تُغَرِّزْ 7إِبِلَکَ تَطْلُبُ بذلِکَ قُوَّهَ نَسْلِهَا،و احْلُبْهَا لِأَضْیافِکَ ،فلَعَلَّ عَدُوًّا یُغِیرُ عَلَیْهَا،فیَکُونُ نِتَاجُها لَهُ دُونَکَ ، و قالَ الخَلِیلُ :هذا مَثَلٌ ،و تَفْسِیرُه:إِذا نالَتْ یَدُکَ مِنْ قَوْمٍ شَیْئاً بَیْنَکَ و بَیْنَهُم إِحْنَهٌ ،فلا تُبْقِ عَلَی شَیْ ءٍ،إِنَّک لا تَدْرِی ما یَکُونُ فی الغَدِ.

ص:421


1- (1) فی اللسان: [1]صافی الماء.
2- (2) أنظر الجمهره 386/2.
3- (3) عباره الأساس:و نحلٌ کارعات و کوارع إذا شربت بعروقها.
4- (4) فی اللسان:بیده أو برجله.
5- (5) بعدها فی الأساس:فیکون أشدّ لها.

و الکُسْعَهُ ،بالضّمِّ :النُّکْتَهُ البَیْضَاءُ ،الّتِی تَکُونُ فِی جَبْهَهِ کُلِّ شَیْ ءٍ ،الدّابَّهِ و غَیْرِهَا،و قِیلَ :فی جَنْبِهَا.

و أَیْضاً: الرِّیشُ الأَبْیَضُ المُجْتَمِعُ تَحْتَ ذَنَبِ العُقبِ ، و نَحْوِها من الطَّیْرِ ،کما فی العُبَابِ و التَّهْذِیبِ ،و فی المُحْکَمِ تَحْتَ ذَنَبِ الطائِرِ ج : کُسَعٌ ، کصُرَدٍ ،و الصِّفَهُ أَکْسَعُ .

و ذَکَرَ أَبُو عُبَیْدٍ-فی تَفْسِیرِ

16- الحَدِیثِ : «لَیْسَ فی الجَبْهَهِ ،و لا فی النَّخَّهِ ،و لا فِی الکُسْعَهِ صَدَقَهٌ ». -أَنَّ أَبا عُبَیْدَهَ قالَ : الکُسْعَهُ : الحَمِیرُ ،و عَلَیهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ ، قِیلَ :لأَنَّهَا تُکْسَعُ فی أَدْبارِهَا،وَ عَلَیْها أَحْمَالُها و قالَ أَبُو سَعِیدٍ: الکُسْعَهُ تَقَعُ أَیْضاً عَلَی الإِبِلِ العَوامِلِ ،و البَقَر العَوَامِل (1)،و الرَّقِیق؛لأَنَّها تُکْسَعُ بالعَصَا إِذا سِیقَتْ ،قالَ :

و الحَمِیرُ لَیْسَتْ بأَوْلَی بالکُسْعَهِ من غَیْرِهَا،و قالَ ثَعْلَبٌ :هِیَ الحَمِیرُ و العَبِیدُ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الکُسْعَهُ :الرَّقِیقُ ، سُمِّیَ کُسْعَهً لأَنَّکَ تَکْسَعُه إِلی حاجَتِکِ .

و الکُسْعَهُ : اسمُ صَنَمٍ کانَ یُعْبَدُ.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الکُسْعَهُ : المَنِیحَهُ .

و الکُسَعُ کَصُرَدٍ:کِسَرُ الخُبْزِ و حُکِیَ عن ابنِ الأعرابی کما فی اللسان و فی العُبابِ ،حُکِیَ عَنْ أَعْرَابِیٍّ (2)-أَنَّه قالَ :

«ضِفْتُ قَوْماً،فأَتَوْنِی بکُسَعٍ جَبِیزَاتٍ مُعَشِّشاتٍ »أَی:

الیابِسَاتِ (3)المُکَرِّجَاتِ .

و کُسَعُ : حَیٌّ بالیَمَنِ رُماهٌ ،نَقَلَه اللّیْثُ ،قال: أَو حَیٌّ مِنْ بَنِی ثَعْلَبَهَ بنِ سَعْدِ بنِ قَیْسِ عَیْلانَ ،و مِنْه غامِدُ بنُ الحارِثِ الکُسَعِیُّ ،و قال حَمْزَهُ :هُوَ رَجُلٌ مِنْ کُسَعَهَ ،و اسْمُه مُحَارِبُ بنُ قَیْسٍ ،و قالَ غَیْرُه:هُوَ مِنْ بَنِی کُسَع ،ثُمَّ مِنْ بَنِی مُحَارِبٍ ،و هُو الَّذِی اتَّخَذَ قَوْساً یُقال:إِنَّه کانَ یَرْعَی إِبِلاً لَهُ بوادٍ مُعْشِبٍ ،و قد بَصُرَ بنَبْعَهٍ فی صَخْرَهٍ فأَعْجَبَتْهُ ، و فی اللِّسَانِ :فی وادٍ فیهِ حَمْضٌ و شَوْحَطٌ ،نابِتاً فی صَخَرَه فأَعْجَبَتْهُ ،فقال:یَنْبَغِی أَنْ تَکُونَ هذِه قَوْساً،فجَعَلَ یَتَعَهَّدُهَا،حَتَّی إِذا أَدْرَکَتْ قَطَعَهَا و جَفَّفَهَا،فلَمَّا جَفَّتْ اتَّخَذَ مِنْهَا قَوْساً،و أَنْشَأَ یَقُولُ :

یا رَبِّ سَدِّدْنی لنَحْتِ قَوْسِی

فإِنَّهَا مِنْ لَذَّتِی لِنَفْسِی

و انْفَعْ بقَوْسِی وَلَدِی و عِرْسِی

انْحَتُهَا صَفْرَا کَلَوْنِ الوَرْسِ (4)

کَبْدَاءَ لَیْسَتْ کالقِسِیِّ النُّکْسِ

ثُمَّ دَهَنَهَا،و خَطَمَهَا بوَتَرٍ،ثُمّ عَمَدَ إِلی ما کانَ مِنْ بُرایَتِها و جَعَلَ مِنْهُ خَمْسَهَ أَسْهُمٍ ،و جَعَلَ یُقَلِّبُها فی کَفِّهِ ،و یَقُولُ :

هُنَّ و رَبِّی أَسْهُمٌ حِسانُ

یَلَذُّ للرَّامِی (5)بِها البَنَانُ

کأَنَّمَا قَوَّمَها (6)مِیزانُ

فأَبْشِرُوا بالخِصْبِ یا صِبْیانُ

إِنْ لَمْ یَعُقْنِی الشُّؤْمُ و الحِرْمَانُ

ثُمَّ خَرَجَ لَیْلاً، و کَمَنَ فِی قُتْرَهٍ عَلَی مَوَارِدِ حُمُرِ الوَحْشِ ، فمَرَّ قَطِیعٌ من الوَحْشِ ، فَرَمَی عَیْراً مِنْهَا، فأَمْخَطَه السَّهْمُ ، أَیْ أَنْفَذَه (7)، و صَدَمَ الجَبَلَ ،فأَوْرَی السَّهْمُ فِی الصَّوّانَهِ نارًا،فظَنَّ أَنَّه قَدْ أَخْطَأَ فقالَ

أَعُوذُ بالمُهَیْمِنِ الرَّحْمنِ (8)

مِنْ نَکدِ الجَدِّ مَعَ الحِرْمَانِ (9)

ما لِی رَأَیْتُ السَّهْمَ فی الصَّوّانِ

یُورِی شَرارَ النّارِ کالعِقْیانِ

أَخْلَفَ ظَنِّی و رَجَا الصِّبْیَانِ (10)

ثم وَرَدَت الحُمْرُ فرمَی ثانِیاً فکانَ کالَّذِی مَضَی مِنْ رَمْیِه،فقالَ :

أَعُوذُ بالرَّحْمنِ مِنْ شَرِّ القَدَرْ

ص:422


1- (1) فی التهذیب و اللسان:« [1]الحوامل».
2- (2) فی التکمله:«و قال ابن الأعرابی»و فی التهذیب:«و قال ابن الأعرابی: قال أعرابی.
3- (3) فی التکمله:و الجبیزات:الیابسات،و المعششات المکرّجات.
4- (4) فی الفاخر رقم 155:أنحتها صفراء مثل الورس.
5- (5) فی اللسان: [2]للرمی.
6- (6) فی مجمع [3]المیدانی:قوامها.
7- (7) فی الفاخر:أی انتظمه،فجازه و أصاب الجبل.
8- (8) فی الفاخر: أعوذ باللّه العزیز الرحمنْ بإسکان القافیه،و المثبت کاللسان. [4]
9- (9) فی الفاخر:معاً و الحرمان.
10- (10) فی الفاخر: فأخلف الیوم رجاء الصبیان.

لا بارَکَ الرَّحْمنُ فی أُمِّ القُتَرْ (1)

أَأُمْغِطُ السَّهْمَ لإِرْهَاقِ الضَّرَرْ

أَمْ ذاکَ مِنْ سُوءِ احْتِیَالٍ (2)و نَظَرْ

أَمْ لَیْسَ یُغْنِی حَذَرٌ عِنْدَ قَدَرْ

ثُمَّ وَرَدَت الحُمُرُ، و رَمَی ثالِثاً ،فکانَ کما مَضَی مِنْ رَمْیَهِ ،فقال:

إِنِّی لشُؤُمِی و شَقَائِی و نَکَدْ

قَدْ شَفَّ مِنِّی ما أَرَی حَرُّ الکَبِدْ

أَخْلَفَ ما أَرْجُو لاِهْلٍ و وَلَدْ (3)

إِلی آخِرِهَا،و هو یَظُنُّ خَطَأَهُ قال:

أَبَعْدَ خَمْس قَدْ حَفِظْتُ عَدَّهَا

أَحْمِلُ قَوْسِی و أُرِیدُ رَدَّهَا

أَخْزَی إِلهِی لِینَها و شَدَّها

و اللّه لا تَسْلَمُ عِنْدِی (4)بَعْدَها

و لا أُرَجِّی ما حَیِیتُ رِفْدَهَا

و خَرَجَ مِنْ قُتْرَتهِ فعَمَدَ إِلَی قَوْسِه فکَسَرَها عَلَی صَخْرَهٍ ، ثم باتَ إِلی جانِبِها، فلَمّا أَصْبَحَ نَظَر،فإِذَا الحُمُرُ مُطَرَّحَهٌ حَوْلَه مُصَرَّعَهٌ ،و إِذا أَسْهُمُه بالدَّمِ مُضَرَّجَهٌ ،فنَدِمَ علی کَسْرِ القَوْسِ فقَطَعَ إِبْهَامَه،و أَنْشَدَ:

و یُرْوَی:«لبَتَرْتُ خَمْسِی» (5).

تَبَیَّنَ لِی سَفاهُ الرَّأْیِ مِنِّی

لَعَمْرُ أَبِیکَ حِینَ کَسَرْتُ قَوْسِی

و یُرْوَی:«لعَمْرُ اللّهِ » (6)،ثمّ صارَ مَثَلاً لِکُلِّ نادِمٍ علی فِعْلٍ یَفْعَلُه،و إِیّاهُ عَنَی الفَرَزْدَقُ بقَوْلهِ :

نَدِمْتُ نَدَامَهَ الکُسَعِیِّ لَمّا

غَدَتْ مِنِّی مُطَلَّقَهً نَوارُ

و قالَ آخرُ:

نَدِمْتُ نَدَامَهَ الکُسَعِیِّ لَمَّا

رَأَتْ عَیْنَاهُ ما فَعَلَتْ یَداهُ

و قالَ الحُطَیْئَهُ :

نَدِمْتُ نَدَامَهَ الکُسَعِیِّ لَمّا

شَرَیْتُ رِضَی بَنِی سَهْمٍ برَغْمِ

و الکَسَعُ ،مُحَرَّکَهً :مِنْ (7)شِیَاتِ الخَیْلِ ،مِنْ وَضَح القَوَائِمِ : أَنْ یَکُونَ البَیَاضُ فی طَرَفِ الثُّنَّهِ مِنْ رِجْلِها عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ (8)،و ما أَحْسَنَ نَصَّ الجَوْهَرِیِّ :بَیاضٌ فی أَطْرافِ الثُّنَّهِ ،یُقَال:فَرَسٌ أَکْسَعُ بَیِّنُ الکَسَعِ ،ففیهِ اخْتِصَارٌ مُفِیدٌ.

و حَمَامٌ أَکْسَعُ :تَحْتَ ذَنَبِه رِیشٌ بِیضٌ ،زادَ فی التَّکْمِلَهِ :

أَو حُمْرٌ،و لَمْ یَذْکُرْه الأَصْفَهَانِیُّ فی«غَرِیبِ الحَمَامِ ».

و مِنَ المجازِ: رَجُلٌ مُکَسَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :

و هُوَ من نَعْتِ العَزَبِ إِذا لم یَتَزَوَّجْ ،و تَفْسِیرُهِ :رُدَّتْ بَقِیَّتُه فی ظَهْرِه،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ:

و اللّه لا یُخْرِجُها مِنْ قَعْرِهِ

إِلاّ فَتًی مُکَسَّعٌ بغُبْرِهِ

و هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ کَسْعِ النّاقَهِ ،و هُوَ عِلاجُ الضَّرْعِ بالمَسْحِ و غَیْرِه،حَتَّی یَرْتَفِعَ اللَّبَنُ ،و قد تَقَدَّمَ .

و قالَ أَبُو سَعِیدٍ: اکْتَسَعَ الفَحْلُ :إِذا خَطرَ فضَرَبَ فخِذَیْهِ بذَنَبِه فإِنْ شالَ بهِ ،ثم طَوَاهُ (9)،فقَدْ عَقْرَبَه.

و فی الصِّحاحِ : اکْتَسَعَ الکَلْبُ بذَنَبِه :إِذا اسْتَثْفَرَ بهِ .

ص:423


1- (1) فی الفاخر:«فی رمی القتر»و قدّمه علی المشطور الأول.
2- (2) عن الفاخر و بالأصل«سوء احتمال».
3- (3) من قوله و رمی ثالثاً إلی هنا سقط من الفاخر،و هو مثبت فی اللسان، و [1]مکانه فی الفاخر:ثم مکث علی حاله فمرّ به قطیع آخر فرمی عیراً فأمخطه السهم و صنع صنیع الأول فأنشأ یقول: ما بال سهمی یوقد الحباحبا قد کنت أرجو أن یکون صائبا و أمکن العیر و أبدی جانبا و سار رأیی فیه رأیاً خائبا ثم مکث فی مکانه،فمر به قطیع آخر فرمی عیراً فأمخطه السهم و صنع صنیع الأول فأنشأ یقول: أبعد خمس...
4- (4) فی الفاخر:«منی»و الأصل کاللسان. [2]
5- (5) و هی روایه اللسان. [3]
6- (6) و هی روایه اللسان. [4]
7- (7) فی التهذیب:«فی».
8- (8) فی التهذیب:أبی عبیده.
9- (9) عن التهذیب و اللسان و بالأصل«طوّله».

و کَذَا اکْتَسَعَتِ الخَیْلُ بأَذْنابِهَا :إِذا أَدْخَلَتْها بینَ أَرْجُلِهَا، نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

و قالَ أَبُو عُمْرٍو: المُکْتَسِعَهُ :الشّاهُ تُصِیبُها دابَّهٌ یُقَالُ لَها:البَرْصَهُ و هِیَ الوَحَرَهُ ،و قد ذُکِرَتْ فی الرّاءِ و الصّادِ، فیَیْبَسُ أَحَدُ شَطْرَیْ ضَرْعِ الغَنَمِ قالَ : و إِنْ رَبَضَتْ عَلَی بَوْلِ امْرَأَهٍ أَصابَها ذلِکَ أَیْضاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

کَسَعَ فُلانٌ فُلاناً،و کَسَحَه و ثَفَنَه،و لَطَّه (1)،و لاطَه، و تَلَّأطَهُ :إِذا طَرَدَهُ ،کَذا فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ،و کَسَعَه :إِذا تَبِعَه بالطَّرْدِ.

قُلْتُ :و منه اسْتِعْمَالُ العامَّهِ الکَسْعَ فی السُّفُنِ ،یَقُولُون:

کَسَعَها فی البَحْرِ.

و اکْتَسَعَتْ عُرْقُوبُ الفَرَسِ :سَقَطَتْ مِنْ نَاحِیَهِ مُؤَخَّرِهَا.

و وَرَدَتِ الخُیُولُ یَکْسَعُ بَعْضُها بَعْضاً،أَیْ :یَتْبَعُ .

و کَسَعَهُ بما ساءَه:تَکَلَّمَ فَرَمَاهُ عَلَی إِثْرِ قَوْلِهِ بکَلِمَهٍ یَسُوءُهُ بِهَا.

و قِیلَ : کَسَعَهُ :إِذا هَمَزَهُ مِنْ وَرَائِه بکَلامٍ قَبِیحٍ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و قولُهُم:مَرَّ فُلانٌ یَکْسَعُ ،قالَ الأَصْمَعِیُّ : الکَسْعُ :شِدَّهُ المَرِّ،یُقَالُ : کَسَعَهُ بکَذَا و کَذَا:إِذا جَعَلَه تابِعاً لَهُ و مُذْهَباً به،و أَنْشَدَ لِأَبِی شِبْلٍ الأَعْرَابِیِّ :

کُسِعَ الشِّتَاءُ بسَبْعَهٍ غُبْرِ

أَیّامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْرِ

و کَسَعَ الغُلامُ الدَّوّامَهَ بالمِکْسَعِ .

و الکُسْعُومُ ،بالضَّمّ :الحِمَارُ بالحِمْیَرِیَّهِ ،و المِیمُ زائِدَهٌ ، نقله الجَوْهَرِیُّ هُنا،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فی«المِیم»و تَقَدَّمَتْ الإِشَارَهُ إِلیه أَیْضاً فی«ک ع س».

وَ تَکَسَّعَ فِی ضَلالِه:ذَهَبَ ، کتَسَکَّعَ ،عن ثَعْلَبٍ .

کشع

الکَشَعَ ،مُحَرَّکَهً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ فارِسٍ :هو الضَّجَرُ فِیما یُقَالُ ،و هو مَقْلُوبُ الشَّکَعِ (2).

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:یُقَالُ : کَشَعَ القَوْمُ عَنْ قَتِیلٍ ،کمَنَعَ :

إِذا تَفَرَّقُوا عَنْه فی مَعْرَکَهٍ (3)،قال عُکّاشَهُ السَّعْدِیُّ :

شِلْوَ حِمارٍ کَشَعَتْ عَنْه الحُمُرْ

و یُرْوَی:«کَشَحَتْ »بالحاءِ.

کعع

کَعَّ یَکِعُّ ،بالکَسْرِ عَلَی القِیَاسِ ،حَکاهُ سیبَوَیْهٌ ، و قال:هو أَجْوَدُ، و یَکُعُّ بالضمِّ ،حَکاهُ یُونُسُ فی المبرز، و هُوَ قَلِیلٌ ،و نَقَلَ ذلِکَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ و غَیْرُهما، و أَشَار إِلَیْه ابنُ القَطّاعِ ،فهو مِمّا وَرَد بالوَجْهَیْنِ ،قالَ شَیْخُنا:و أَغْفَلَه الشَّیْخُ ابنُ مالِکٍ فی کُتُبِه مَعَ کَثْرهِ اسْتِیعَابِه، فهُوَ مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه کُعُوعاً ،بالضمِّ ،و کذلِکَ کَعًّا ، بالفَتْحِ : جَبُنَ و ضَعُفَ ،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

و بالکَفِّ مِنْ لَمْسِ الخِشَاشِ کُعُوعُ (4)

الخِشَاش:حَیَّهٌ مَعْرُوفَهٌ بهذا الاسْمِ . فهو کَعٌّ ،و کاعٌّ ، قال الشّاعِرُ:

و إِنِّی لَکَرّارٌ بسَیْفِی لَدَی الوَغَی

إِذا کانَ کَعُّ القَوْمِ للرَّحْلِ لازِمَا

و قَالَ الفارِسِیُّ :وَزْنُ کاعٍّ فَعْلٌ ،و قالَ اللَّیْثُ :رَجُلٌ کَعٌّ :

کاعٌّ ،و هُو الّذِی لا یَمْضِی فی عَزْمٍ و لا حَزْمٍ ،و هو النّاکِصُ عَلَی عَقِبَیْهِ .

و کَذلِکَ :رَجُلٌ کُعْکُعٌ ،بالضَّمِّ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هو الضَّعَیفُ العاجِزُ.

و قِیلَ : کَعَعْتُ ،و کَعِعْتُ ،کمَنَعْتُ و عَلِمْتُ ،لُغَتَانِ مِثال:زَلَلْتُ و زَلِلْتُ قالَهُ أَبو زَیْدٍ فی نَوادِرِه،قال شَیْخُنَا:

الفَتْحُ اعْتَبَرَه بعضُ مَنْ یَزْعُم أَنَّ حَرْفَ الحَلْقِ له تَأْثِیرٌ فی المُضاعَفِ ،کیُونُسَ ،و مِثْلُه بَکَعَ ،و نَقَلَه عنهُ شُرّاحُ التَّسْهِیلِ .

و الجُمْهُورُ عَلَی أَنّه لا تَأْثِیرَ لَه فی المُضَاعَفِ ؛لأَنَّ المَطْلُوبَ منه التَّخْفِیفُ ،و قد حَصَلَ بالسُّکُونِ ،و هو أَخَفُّ

ص:424


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و لطه إلخ عباره اللسان:و لظه و لاظه یلظه و یلوظه و یلأظه»و فی التهذیب:و لظّه و لاظه و لأظه یلوظه و یلظّه و یلأظه.
2- (2) عن التکمله و بالأصل«الکشع».
3- (3) الجمهره 61/3. [1]
4- (4) البیت بتمامه فی الجمهره 113/1 و [2]نسبه للطرماح و صدره فیها: تکاره أعداءُ العشیره رؤیتی.

مِن الحَرَکَهِ ،و زَعَمُوا أَنَّ الفَتْحَ المَرْوِیَّ فی مُضارِع کَعَّ لیسَ هو مُضَارِعَ المَفْتُوحِ ،بل هُو مُضارِعُ المَکْسُورِ،کما أَوْضَحْتُه فی مُصَنِّفاتِ الصَّرْفِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : رَجُلٌ کَعُّ الوَجْهِ أَی: رَقِیقُه و لا یُقَالُ لغَیْرِ الوَجِهِ .

و أَکْعَعْتُه:جَبَّنْتُه و خَوَّفْتُه،وَ حَبَسْتُه عَنْ وَجْهِه ،وَ رَدَعْتُه، ککَعْکَعْتُه و هو أَحْسَنُ من أَکْعَعْتُه،قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: کَعْکَعْتُ الرَّجُلَ عن الشَّیْ ءِ:إِذا رَدَدْتَه عَنْهُ و مَنَعْتَه،قال أَبُو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ :

فکَعْکَعَوهُنَّ فی ضَیْقٍ و فی دَهَشٍ

یَنْزُونَ ما بَیْنَ مَأْبُوضٍ و مَهْجُورِ

من الإِباضِ و الهِجَارِ.

و قالَ أَبُو عُبَیْدِ:أَصْلُ کَعْکَعْتُ کَعَّعْتُ ،فاسْتَثْقَلَتِ العَرَبُ الجَمْعَ بین ثَلاثَهِ أَحْرُفٍ من جِنْسٍ واحِدٍ،فَفَرَّقُوا بَیْنَهُما (1)بحَرْفٍ مُکَرَّرٍ،و مثلُه:کَفْکَفْتُه عن کَذا و کذا،و أَصْلُه کَفَّفْتُه،یُقَال: کَعْکَعْتُه فَتَکَعْکَعَ هُوَ أَی جَبَّنْتُه فجَبُنَ ،قالَ مُتَمِّمُ بنَ نُوَیْرَهَ :

و لکِنَّنِی أَمْضِی عَلَی ذَاکَ مُقْدِماً

إِذا بَعْضُ مَنْ یَلْقَی الخُطُوبَ تَکَعْکَعَا

و الکَعَنْکَعُ ،کسَفَرْجَلٍ :الذَّکَرُ مِنَ الغِیلانِ ،مثلُ العَکَنْکَع عن الفَرّاءِ،و قد تَقَدَّمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الکَعَاعَهُ و الکَیْعُوعَهُ :الجُبْنُ ،و العَجْزُ و الضَّعْفُ .

و قومٌ کاعَّهٌ :جُبَناءُ،و فی مَعْنَاهُ الکاعَهُ بالتَّخْفِیفِ ،کما سَیَأْتِی،و بِهما

14- رُوِیَ الحَدِیثُ : «ما زالَتْ قُرَیْشٌ کاعَهً حَتَّی ماتَ أَبُو طالِبٍ ،فَلَمَّا ماتَ اجْتَرَؤُوا علیهِ » (2).

و تَکَعْکَعَ الرَّجُلُ :هابَ القَوْمَ و تَرَکَهُمْ بَعْدَ ما أَرادَهُم،لُغَهٌ فی تَکَأْکَأَ.

و تَکَعْکَعَ ،و تَکَأْکَأَ:ارْتَدَعَ و أَحْجَمَ ،و تَأَخَّرَ إِلَی وَراء.و کَعْکَعَ فی کَلامِه کَعْکَعَهً ،و أَکَعَّ :تَحَبَّسَ ،و الأَوَّلُ أَکْثَرُ.

و کَعْکَعَهُ عن الوِرْدِ:نَحّاهُ ،عَنْ ثَعْلَبٍ .

کلع

الکَلَعُ ،مُحَرَّکَهً :شُقَاقٌ و وَسَخٌ یَکُونُ فِی القَدَمِ ، و فی الصِّحاحِ بالقَدَمِ ، و الفِعْلُ کَلِعَتْ ، کفَرِحَ ،نَقَلَه اللّیْثُ ، قال عُکّاشَهُ السَّعْدِیُّ :

تَرَی بِرجْلَیْهِ شُقُوقاً فِی کَلَعْ (3)

مِنْ باریءٍ حِیصَ ،و دَامٍ مُنْسَلِعْ

أَرادَ:«فِیهَا کَلَعٌ ».

و قالَ النَّضْرُ: الکَلَعُ : أَشَد الجَرَبِ ،و هُوَ الَّذِی یَبِضُّ (4)جَرَباً فیَیْبَسُ ،فلا یَنْجَعُ فیهِ الهِنَاءُ.

و کَلِعَ رَأْسُه،کفَرِحَ :اتَّسَخَ .

و کَلِعَ علیهِ (5)و فیهِ الوَسَخُ کَلَعاً : یَبِسَ ، ککَلَعَ ،کمَنَعَ .

و کَلِعَتْ رِجْلُه:تَوَسَّخَتْ و تَشَقَّقَتْ ،و هذا قَدْ تَقَدَّمَ فی قَوْلِه:«و الفِعْلُ کفَرِحَ »فهُوَ تَکْرارٌ.

و کَلِعَ البَعِیرُ: کَلَعاً مُحَرَّکَهً ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ بالفَتْحِ ، و کُلاعاً ،بالضَّمِّ :حَصَلَ له شُقاقٌ فِی الفِرْسِنِ ،و لَوْ قالَ :

انْشَقَّ فِرْسِنُه کانَ أَخْصَرَ، و النَّعْتُ کَلِعٌ و کَلِعَهٌ ،و رُبَّمَا هَلَکَ مِنْهُ ،قالَ أَبُو لَیْلَی:و یُقَالُ مِنَ الیَدِ أَیْضاً مِثْلُه.

و یُقَال: إِناءُ کَلِعٌ و سِقاءٌ کَلِعٌ ،کَکَتِفٍ :الْتَبَدَ عَلَیْهِ الوَسخُ .

و أَکْلَعَهُ الوَسَخُ إِکْلاعاً ،فهُوَ مُکْلَعٌ :وَسَّخَهُ .

و قالَ أَبُو لَیْلی : الکُلْعَهُ ،بالضمِّ :داءٌ یَأْخُذُ البَعِیرَ فِی مُؤَخَّرِه،فیَتَشَقَّقُ و یَسْوَدُّ،و هُوَ أَنْ یَجْرَدَ الشَّعَرُ عَنْ مُؤَخَّرِهِ و یَتَشَقَّقُ ،و ربَّما هَلَکَ منه.

قالَ ابنُ عَبّاد: و هُوَ کِلْعُ مالٍ ،بالکَسْرِ ،أَی: إِزاؤُه.

قال: و الکِلْعُ أَیْضاً:الجافِی الهَیْئَهِ اللَّئِیمُ ،ج : کِلَعَهٌ کعِنَبَهٍ .

ص:425


1- (1) التهذیب:«بینها»و اللسان [1]کالأصل.
2- (2) بعدها فی اللسان: [2]أراد أنهم کانوا یجبنون عن النبی صلّی اللّه علیه و سلّم فی حیاه أبی طالب،فلما مات اجترأوا علیه.
3- (3) قبله فی اللسان شطران: یثولها ترعیه غیر ورع لیس بفانٍ کبراً و لا ضرع و نسبها لحکیم بن معیه الربعی.
4- (4) عن اللسان و بالأصل«یبیض»و فی التهذیب:«ببصّ ».
5- ((*)) عباره القاموس:و الوسخ علیه یبس....

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الکَوْلَعُ کجَوْهَرٍ: الوَسَخُ .

و قال أَبو عُبَیْدٍ: الکَلَعَهُ مُحَرَّکَهً :القِطْعَهُ مِنَ الغَنَمِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عنه،و قالَ غَیْرُه:الغَنَمُ الکَثِیرَهُ .

و قالَ الفَرّاءُ: الکُلاعِیُّ ،بالضَّمِّ :الشُّجَاعُ ،مَأْخُوذٌ من الکُلاعِ :للبَأْسِ و الشِّدَّهِ و الصَّبْرِ فِی المَوَاطِنِ .

و کَلاع (1)، کسَحابٍ :ع بالأٌّنْدَلُسِ ،مِنْ نَوَاحِی بَطَلْیَوْسَ .

و ذُو الکَلاعِ :رَجُلانِ :

أَحَدُهُما: الأَکْبَرُ ،و هُوَ یَزِیدُ بنُ النُّعْمَانِ الحِمْیَرِیَّ ،من وَلَدِ شِهَالِ بن وُحاظَهَ (2)بنِ سَعْدِ بنِ عَوْفِ بن عَدِیِّ بنِ مالِکِ بنِ زَیْدِ بنِ شَدَدِ بنِ زُرْعَهَ بن سَبَإِ الأَصْغَرِ.

و الأَصْغَرُ :و هو أَبُو شَرَاحِیلَ سُمَیْفَعُ بنُ ناکُورِ بنِ عَمْرِو بنِ یَعْفُرَ بنِ ذِی الکَلاعِ الأَکْبَرِ ،و قَدْ تَقَدَّمَ ذلِکَ للمُصَنِّفِ فی«س م ف ع»و هُمَا مِنْ أَذْوَاءِ الیَمَنِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: التَّکَلُّعُ :التّحَالُفُ ،و قالَ أَبو زَیْدٍ:هُوَ التَّجَمُّعُ مِثْلُ الحِلْفِ ،لُغَهٌ یَمانِیَهٌ ،قال: و بهِ سُمِّیَ ذُو الکَلاعِ الأَصْغَرُ،لأَنَّ حِمْیَرَ تَکَلَّعُوا عَلَی یَدِه،أَی تَجَمَّعُوا،إِلاّ قَبِیلَتَیْنِ :هَوازِنَ و حِرَازَ،فإِنَّهُمَا تَکَلَّعَتَا عَلَی ذِی الکَلاعِ الأَکْبَرِ یَزِیدَ بنِ النُّعْمَانِ ،قالَ النّابغَهُ [الجَعْدِیّ ]رضِیَ اللّه عنهُ :

أَتانَا بالنَّجاشَهِ مُجْلِبُوهَا

و کِنْدَهَ تَحْتَ رایَهِ ذِی الکَلاعِ

یُرِیدُ تَمِیماً و أَسَدًا و طَیِّئاً،أَجْلَبُوا الجَیْشَ عَلَی بَنِی عامِر مَعَ أَبِی یَکْسُوم،و ذُو الکَلاعِ کانَ مَعَهُ أَیْضاً.

و فی اللِّسَانِ :و إِذا اجْتَمَعَت القَبَائِلُ و تَناصَرَتْ فقَدْ تَکَلَّعَتْ ،و أَصْلُ هذا مِن الکَلَعِ یَرْتَکِبُ الرِّجْلَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَسْوَدُ کَلِعٌ ،کَکَتِفٍ :سَوَادُه کالوَسَخ.

و الکَلْعَهُ ،بالفَتْحِ :لُغَهٌ فی الکُلْعَه بالضَّمِّ ،عن کُرَاع.و إِناءٌ مُکْلَعٌ ،کمُکْرَمٍ :متَوَسِّخٌ ،قالَ حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ، رَضِیَ اللّه عنه:

فَجَاءَتْ بمَعْیُوفِ الشَّرِیعَهِ مُکْلَعٍ

أَرَشَّتْ عَلَیْهِ بالأُکُفِّ السَّواعِدُ

کمع

الکِمْعُ ،بالکَسْرِ:الضَّجِیعُ ، کالکَمِیعِ ،کَما فِی الصِّحاحِ ،و مِنْهُ یُقَالُ للزَّوْجِ :هُوَ کَمِیعُها ،قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

و هَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِیلُ و إِذْ

باتَ کَمِیعُ الفَتَاهِ مُلْتَفِعَا

و قَالَ عَنْتَرَهُ :

و سَیْفِی کالعَقِیقَهِ فَهْوَ کِمْعِی

سِلاحِی لا أَفَلَّ و لا فُطَارَا

و فِی الأَساسِ :قَوْلُهُم:باتَ السَّیْفُ کِمْعِی و کَمِیعِی، أَی:ضَجِیعِی،و هُوَ مَجَازٌ.

و الکِمْعُ : القَبَاءُ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ .

و قالَ شَمِرٌ: الکِمْعُ : المُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرْضِ ،تَرْتَفِعُ حُرُوفُها،و تَطْمَئِنُّ أَوْسَاطُهَا ،جَمْعُه أَکْمَاعٌ ،و مِثْلُه قَوْلُ أَبِی نَصْرٍ أَو هُو الغائِطُ المُتَطأْطِئُ مِن الأَرْضِ ،قالَهُ أَبُو عَمْرٍو، و أَنْشَد:

فظَلَّتْ عَلَی الأَکْمَاعِ أَکْمَاعِ دَعْلَجٍ

عَلَی جِهَتَیْهَا مِنْ ضُحًی و هَجِیرِ

و قالَ آخَرُ:

ثُمّ اطَّبی (3)لُبَّهُ غِیلٌ تُنَازِعُه

مَدافِعٌ بینَ غاباتٍ و أَکْماعِ

و قِیلَ : الکِمْعُ مِنَ الوادِی:ناحِیَتُه و به فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ :

مِنْ أَنْ عَرَفْتَ المَنْزِلاتِ الحُسْبَا

بالکِمْعِ لَمْ تَمْلِکْ لعَیْنٍ غَرْبَا

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : الکِمْعُ :خَفْضٌ مِنَ الأَرْضِ لَیِّنٌ ، و أَنْشَدَ:

ص:426


1- (1) فی معجم البلدان إقلیم کلاع:بالأندلس من نواحی بطلیموس.
2- (2) فی جمهره ابن حزم ص 478« [1]أحاظه».
3- (3) بالأصل«اطبی إلیه»و بهامش المطبوعه المصریه:«کذا بالأصل و لم یوجد فی اللسان»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.

و کأَنَّ نَخْلاً فِی مُطَیْطَهَ ثاوِیاً

و الکِمْعِ بینَ قَرَارِهَا و حَجاهَا (1)

حَجَاها:حَرْفُها،و قالَ غیرُه:هو المُطْمَئِنُّ مِنَ الأَرْضِ ، و یُقَال:مُسْتَقَرُّ الماءِ.

و الکِمْعُ : المَحَلُّ ،و مِنْه قَوْلُهُم: فُلانٌ فی کِمْعِه،أَی:

فِی بَیْتِه و مَوْضِعِهِ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الکَمَعُ ، بالتَّحْرِیکِ :عُقْدَهُ الفَخِذِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الکَمِعُ (2)، ککَتِفٍ :الرَّجُلُ الإِمَّعَهُ قالَ :و العامَّهُ تُسَمّیهِ المَعْمَعِیَّ ،و اللِّبْدِیَّ .

و کَمَعَ قَوَائِمَه،کمَنَعَ ،و نَصُّ المُحِیطِ :قَوَائِمَ دابَّتِهِ :

أَشَلَّهَا،أَیّ قَطَعَهَا.

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : کَمَعَ فی الإِنَاءِ و کَرَعَ ،و شَرَعَ ،کُلُّه بمَعْنًی واحِدٍ.

و قالَ إِسْحَاقُ بنُ الفَرَجِ :سَمِعْتُ أَبا السَّمِیدَعِ یَقُولُ :

کَمَعَ الفَرَسُ و البَعِیرُ و الرَّجُلُ فِی الماءِ ،أَیْ : شَرَعَ فیهِ ،قالَ ابنُ الرِّقاعِ :

بَرّاقَهُ الثَّغْرِ یَشْفِی القَلْبَ لَذَّتُها

إِذا مُقَبِّلُها فی ثَغْرِهَا کَمَعَا

مَعْنَاه:شَرَعَ بفِیهِ فی رِیقِ ثَغْرِهَا.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:کَمَعَت الدّابَّهُ :مَشَتْ ضَعِیفَهً .

و یُقَال: کامَعَهُ مُکَامَعَهً : ضاجَعَهُ فی ثَوْبٍ واحِدٍ لا سِتْرَ بَیْنَهُمَا،و قد نُهِیَ عَنْه،و عن المُکاعَمَه (3):و هُوَ أَنْ یَلْثُمَ الرَّجُلُ الرّجُل عَلَی فِیهِ .

و قالَ اللَّیْثُ :کامَعَهُ :إِذا ضَمَّهُ إِلَیْه لیَصُونَه،و أَنْشَدَ:

لَیْلُ التِّمَامِ إِذا المُکامِعُ صَمَّها

بَعْدَ الهُدُوِّ،مِنْ الحَرائِدِ تَسْطَعُ

لأَنَّه یَضُمُّها إِلیهِ ،کأَنَّه یَصُونُهَا.

و قالَ ابنُ فارِسٍ : اکْتَمَعَ السِّقَاءَ :إِذا شَرِبَ مِنْ فِیهِ . *و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المُکامِعُ :القَرِیبُ الّذِی لا یَخْفَی علیه شَیْ ءٌ مِنْکَ (4)،قال الشّاعِرُ:

دَعَوْتُ ابنَ سَلْمَی جَحْوَشاً حِینَ أُحْضِرَتْ

هُمُومِی،و رامانِی العَدُوُّ المُکَامِعُ

و الکِمْعُ ،بالکَسْرِ:مَوْضِعٌ ،و به فَسَّر بعضٌ قولَ رُؤْبَهَ السّابِقَ .

و أَکْمَع الغَضَی:أَخْرَجَ وَرَقَهُ ،و أَبْدَی ثَمَرَه.

کنتع

الکُنْتُعُ ،بالضّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هو القَصِیرُ مِن الرِّجَالِ ،کَما فِی العُبَابِ ،و اللِّسَانِ .

کنع

کَنَعَ ،کمَنَعَ ، کُنُوعاً ،بالضَّمِّ : انْقَبَضَ کَما فی العُبَابِ و الصِّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ :تَقَبَّضَ و انْضَمَّ ،و تَشَنَّجَ یُبْساً.

و کَنَعَ الأَمْرُ:قَرُبَ عَنْ أَبِی زَیْدٍ،و أَنْشَدَ:

إِنِّی إِذا المَوْتُ کَنَعْ

لا أَتَوَقَّی بالجَزَعْ

و قالَ الأَحْوَصُ :

یَحُوسُهُمُ (5)أَهْلُ الیَقِینِ فکُلُّهُمْ

یَلُود حِذارَ المَوْتِ و المَوْتُ کانِعُ

و کَنَع فیهِ کُنُوعاً : طَمِعَ یُقَالَ :رَجُلٌ کانِعٌ :إِذا نَزَلَ بِکَ بنِفْسِه وَ أَهْلِهِ طَمَعاً (6)فی فَضْلِکَ ،و قالَ سِنانُ بنُ عَمْرٍو:

خَمِیص الحَشَا یَطْوِی علَی السَّغْبِ نَفْسَه

طَرُودٌ لحَوْباتِ النُّفُوسِ الکَوَانِعِ

و کَنَعَ المِسْکُ بالثَّوْبِ :لَزِقَ بهِ قالَ النّابِغَهُ :

بزَوْرَاءَ فی أکْنَافِها المِسْکُ کانِعُ (7)

ص:427


1- (1) البیت فی معجم البلدان«مطیطه»و نسبه لعدی بن الرقاع.
2- (2) ضبطت بالقلم فی اللسان [1]بکسر الکاف و سکون المیم،و فی التهذیب بکسر ففتح.
3- (3) عن اللسان و بالأصل«المکامعه».
4- (4) فی اللسان: [2]من أمرک.
5- (5) عن الدیوان،و بالأصل«نحو سهم».
6- (6) عن اللسان و [3]بالأصل«طعماً».
7- (7) دیوانه ص 53 و صدره فیه: و تسقی إذا ما شئت غیر مصرّد ...المسک کارعُ و یروی فی حافاتها.

و یُرْوَی:«کابعُ »بالمُوَحَّدَهِ ،و قد تَقَدَّمَ .

و کَنَعَ فُلانٌ کُنُوعاً : خَضَعَ و لانَ ، کأَکْنَعَ ،کما فی الصِّحاحِ ،و قِیلَ :دَنَا مِنَ الذِّلَّهِ ،و قِیلَ :سَأَلَ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «أَعُوذُ باللّه مِنَ الکُنُوعِ ». أَیّ من التَّصاغُرِ للمَسْأَلَهِ ،قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و بَعْضُهُم یَرْوِی قَوْلَ الشَّمّاخِ :

لَمالُ المَرْءِ یُصْلِحُه فَیُغْنِی

مَفاقِرَهُ أَعَزُّ مِنَ الکُنُوعِ (1)

بالکافِ ،و هی رِوَایَهٌ قَلِیلَهٌ .

و أَکْنَعَ الرَّجُلُ :ذَلَّ للشَّیْ ءِ،و خَضَعَ له،قال العَجّاجُ :

مِنْ نَفْثِه و الرِّفْقِ حَتَّی أَکْنَعَا (2)

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الکانِعُ :السّائِلُ الخاضِعُ ،وَ رَوَی بَیْتاً فیهِ :

رَمَی اللّه فی تِلْکَ الأَکْفِّ الکَوَانِع (3)

و مَعْنَاه:الدَّوانِی للسُّؤالِ و الطَّمَع.

و کَنَعَ النَّجْمُ کُنُوعاً : مالَ للغُرُوبِ کما فی الصّحاحِ .

و کَنَعَ عَن الأَمْرِ کُنُوعاً :إِذا أَحْجَمَ عَنْهُ ،و هَرَبَ وَ جَبُنَ زادَ ابنُ الأَثِیرِ:و عَدَلَ عَنْهُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «فَلَمّا بَلَغُوا المَدِینَهَ کَنَعُوا عَنْهَا». أَی:أَحْجَمُوا عنِ الدُّخُولِ فِیها، و انْقَبَضُوا،و عَدَلُوا عنها،یُقَال:ما أَکْنَعَه!و ما أَجْبَنَه! و کَنَعَ أَصابِعَهُ کُنُوعاً : ضَرَبَهَا فأَیْبَسَهَا و فی العُبَابِ :

فیَبِسَتْ 4.

و کَنَعَ باللّه تَعَالَی:حَلَفَ حکَاهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،قالَ :

«و الَّذِی أَکْنَعُ بهِ ».

و کَنَعَتِ العُقَابُ کُنُوعاً : ضَمَّتْ جَنَاحَیْهَا للانْقِضَاض فهی کانِعَهٌ :جانِحَهٌ ،نَقَلَه اللَّیْثُ . و کَنِعَ کفَرِحَ :یَبِسَ و تَشَنَّجَ یُقَالُ : کَنِعَتْ أَصَابِعُه کَنَعاً :

إِذا تَشَنَّجَتْ ،قال الشاعرُ:

أَنْحَی أَبُو لَقِطٍ حَزًّا بشَفْرَتِهِ

فأَصْبَحَتْ کَفُّه الیُمْنی بها کَنَعُ

و کَنِعَ الشَّیْ ءُ کَنَعاً : لَزِمَ و دَامَ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : کَنِعَ الرَّجُلُ :إِذا صُرِعَ عَلَی حَنَکِه.

و قالَ غَیْرُهُ : شَیْخٌ کَنِعٌ ،ککَتِفٍ أَی شَنِجٌ و بین شَیْخ و شَنِجٍ جَنَاسُ تَصْحِیفٍ .

و أُنُوفٌ کانِعَهٌ :لازِقَهٌ بالوَجْهِ و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

قُعُوداً عَلَی آبارِهِمْ یَثْمِدُونَها

رَمَی اللّه فی تِلْکَ الأُنُوفِ الکَوَانِعِ

هکذا أَنْشَدَهُ ،و یُرْوَی:«الأَکُفِّ الکَوَانِعِ »و قد تَقَدَّمَ قَرِیباً.

و الکَنِیعُ کأَمِیرٍ: المَکْسُورُ الیَدِ قالَه أَبُو عَمْرٍو.

قالَ : و الکَنِیعُ أَیْضاً: العادِلُ عَنْ طَرِیقٍ إِلَی غَیْرِهِ ،یُقَالُ :

کَنَعُوا عَنّا،أَی:عَدَلُوا.

و الکَنِیعُ : مِنَ الجُوعِ :الشَّدِیدُ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و الکَنْعانِیُّونَ :أُمَّهٌ تَکَلَّمَتْ بلُغَهٍ تُضارِعُ العَرَبِیَّهَ أَی تُشَابِهُها،و هُم أَوْلادُ کَنْعَانَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ عَلَیْهِ الصَّلاهُ و السَّلامُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،قالَ شَیْخُنا:«و کَنْعَانُ »صَرِیحُ المُصَنِّفِ بِه أَنّه بالفَتْحِ ،و هو المَعْرُوفُ ،و جَزَمَ بَعْضُهُم بأَنَّ الأَفْصَحَ فیهِ الکَسْرُ،و قد یُفْتَحُ ،و کونُه ابنَ سامٍ ،هو قَوْلُ اللَّیْثِ ،و تَبِعَه المُصَنِّفُ ،و فی التّوارِیخِ :أَنّه کَنْعَانُ بنُ کُوش،مِنْ أَوْلادِ حامِ بن نُوحٍ 5،کما نَبَّه علیهِ الشِّهابُ فی العِنَایَهِ أَثْنَاءَ «النَّحْلِ ».

قلتُ :و الَّذِی قالَهُ اللَّیْثُ هو اخْتِیَارُ ابنِ المُنْذِرِ الکُوفِیِّ النَّسّابَهِ ،کما ذَکَرَه ابنُ الجَوّانِیِّ فی المُقَدِّمَهِ الفاضِلِیَّهِ .

و فی حَدِیثِ عُمَرَ أَنَّهُ قالَ عَنْ طَلْحَهَ -لَمّا عُرِضَ عَلَیْهِ للخِلافَهِ -:« الأَکْنَعُ إِلاّ أَنَّ فِیهِ نَخْوَهً و کِبْرًا»یَعْنِی بهِ الأَشَلّ

14- و قَدْ کانَتْ یَدُه أُصِیبَتْ یَوْمَ أُحُدٍ لَمّا وَقَی بِها رَسُولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم، فشَلَّتْ .

ص:428


1- (1) دیوانه بروایه«أعف من القنوع»و قد تقدمت الإشاره إلیه فی ماده «قنع».
2- (2) کذا بالأصل و الرجز لرؤبه دیوانه ص 91.
3- (3) اللسان و التهذیب،و [1] تمامه فی التکمله و نسبه للنابغه الذبیانی و صدره: قعوداً لدی أبیاتهم یشمدونهم.

و الأَکْنَعُ مِنَ الأُمُورِ:النّاقِصُ .

یُقَال:أَمْرٌ أَکْنَعُ ،و هُوَ مَجَازٌ،و منه

16- الحَدِیثُ : «کُلُّ أَمْرٍ ذِی بالٍ لَمْ یُبْدَأْ فِیهِ بذِکْرِ اللّه فَهُوَ أَقْطَعُ ،و أَکْنَعُ » هکَذا رَوَاهُ الأَزْهَرِیُّ (1). و

16- فی حَدِیثِ الأَحْنَفِ بْنَ قَیْسٍ -فی الخُطْبَهِ الَّتِی خَطَبَها للإِصْلاحِ بَیْنَ الأَزْدِ و تَمِیمٍ : -:کان یُقَالُ :«کُلُّ أَمْرٍ ذِی بالٍ لَمْ یُحْمَدِ اللَّهُ فیهِ فَهُو أَکْنَعُ » (2). ذکَرَه هو أَیْضاً و الزَّمَخْشرِیُّ ج: کُنْعٌ بالضَّمِّ یُقَالُ :أُمُورٌ کُنْعٌ ،أَی:

نَوَاقِصُ .

و أَکْنَعَ الرَّجُلُ :خَضعَ ،و هذا قَدْ تَقَدَّمَ قَرِیباً مع ذِکْرِ شاهِدِه،فهُوَ تَکْرَارٌ.

أَو أَکْنَعَ : دَنَا مِنَ الذِّلَّهِ ،أَو ذَلَّ للشَّیْ ءِ، أَو سَأَلَ أَوْ دَنَا لَهُ .

و أَکْنَعَ الإِبِل إِلَیَّ :أَدْنَاهَا (3)یُقَالُ : أَکْنِعْ إِلَیَّ الإِبِلَ ،أَیْ :

أَدْنِها.

و المُکْنَعُ ،کمُجْمَلٍ :السِّقَاءُ یُدْنَی فُوهُ إِلَی و فی التَّکْمِلَه:

مِنَ الغَدِیرِ،فَیُمْلأُ.

و المُکَنَّعُ کمُعَظَّمٍ ،و مُجْمَلٍ :المُقَفَّعُ الیَدِ ،و قِیلَ :

المُقَفَّعُ الأَصابِعِ یابِسُهَا مُتقَبِّضُها،و مِنْهُ

17- الحَدِیثُ : قالَ السّادِنُ لخالِدِ-حِینَ أَرادَ هَدْمَ العُزَّی-:«لا تَفْعَلْ ؛فإِنَّهَا مُکَنِّعَتُکَ ». أَی:مُقَبِّضَهٌ یَدَیْکَ و مُشِلَّتُهُما.

أَو المَقْطُوعُهُمَا (4)و هذا قَوْلُ شَمِرٍ،و أَنْشَدَ لأَبِی النَّجْمِ :

یَمْشِی کمَشْیِ الأَهْدَإِ المُکَنَّع

و قالَ رُؤْبَهُ :

کأَنَّ (5)مَنْ مَدَّ إِلَیْنَا أَقْطَعُ

مَکَعْبَرُ الأَرْسَاغِ أَوْ مَکَنَّعُ

و کَنَّعَ عَنْهُ تَکْنِیعاً :عَدَلَ عَنْهُ مِثْل کَنَعَ ،و

16- رُوِیَ الحَدِیثُ الَّذِی ذَکَرْنا: « کَنَّعُوا عَنْهَا». بالتَّشْدِیدِ.أَیْضاً (6).

و کَنَّعَ یَدَه:أَشَلَّهَا أَی:قَطَعَها و أَیْبَسَها. و کَنَّعَه فلانا (7)بالسَّیْفِ مِثْلُ کَوَّعَه و بَضَّعَهُ .

و أَسِیرٌ کانِعٌ :قَدْ ضَمَّهُ القِدُّ ،و هُوَ الجِلْدُ الیابِسُ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الکِنْعُ بالکَسْرِ :لُغَهٌ فِی العِنْکِ ،و هو:ما بَقِیَ قُرْبَ الجَبَلِ مِنَ الماءِ،و سَیَأْتِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

و اکْتَنَعَ القَوْمُ : اجْتَمَعَ بَعْضُهُم ببَعْضٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِی، و هو قَوْلُ اللَّیْثِ ،و أَنْشَدَ:

سارُوا جَمِیعاً حِذارَ الکَهْلِ فاکْتَنَعُوا

بَیْنَ الإِیادِ و بَیْنَ الهَجْفَهِ الغَدِقَهْ (8)

قالَ : و اکْتَنَعَ علیهِ :إِذا تَعَطَّفَ علیهِ .

و قالَ غَیْرُه: اکْتَنَعَ اللَّیْلُ :حَضَرَ وَدَنَا. و المُکْتَنِعُ :

الحاضِرُ،قالَ یَزِیدُ بنُ مُعَاوِیَهَ :

آبَ هذا اللَّیْلُ و اکْتَنَعَا

و أَمَرَّ النَّوْمُ و امْتَنَعَا (9)

و تَکَنَّعَ فُلانٌ بهِ :إِذَا تَعَلَّقَ بهِ ،و تَضَبَّثَ .

و تَکَنَّعَ الأَسِیرُ فی قِدِّهِ :تَقَبَّضَ و اجْتَمَعَ ،قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهُ :

و ضَیْف إِذا أَرْغَی طُرُوقاً بَعِیرَهُ

و عانٍ ثَوَی فِی القِدِّ حَتَّی تَکَنَّعَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الکُنَاعُ ،کغُرَابٍ :قِصَرُ الیَدَیْنِ و الرِّجْلَیْنِ من داءٍ،عَلَی هَیْئَهِ القَطْعِ و التَّعَقُّفِ .

و تَکَنَّعَتْ یَدَاهُ و رِجْلاَهُ :تَقَبَّضَتَا من جُرْحٍ و یَبِسَتَا.

و المَکْنُوعُ :المَقْطُوعُ الیَدَیْنِ ،و مِنْهُ قَوْلُه:

تَرَکْتُ لُصُوصَ المِصْرِ مِنْ بَیْنِ بائِسٍ

صَلِیبٍ و مَکْنُوعِ الکَراسِیعِ بارِکِ

ص:429


1- (1) لم یرد فی التهذیب لا فی ماده قطع و لا فی کنع.
2- (2) کذا بالأصل و التهذیب و النهایه و التکمله و زید بعدها فی اللسان:أی أقطع.
3- (3) بالأصل:و الإِبل أدناها إلیّ ،و المثبت عن القاموس. [1]
4- ((*)) فی القاموس:«المَقْطوعُها»بدل:«المقطوعُهُما».
5- (4) بالأصل:«کأنه مدّ»و المثبت عن التکمله.
6- (5) و هی روایه التهذیب.
7- ((*)) ساقطه من الأصل و الکویتیه.
8- (6) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل الفدقه بالفاء.
9- (7) البیت فی الکامل للمبرد 498/2 [2] بروایه: طال هذا الهم فاکتنعا و أمرّ النوم فامتنعا و فیه أن بعضهم نسبه للأحوص،قال أبو الحسن:الصحیح أنه لیزید، و نسبه الجاحظ فی الحیوان 10/4 إلی أبی دهبل الجمحی.

و یُرْوَی:«مَکْبُوع»بالمُوَحَّدَهِ ،و قد تَقَدَّمَ (1).

و الکَنِعُ ،کَکَتِفٍ :الَّذِی تَشَنَّجَتْ یَداهُ .

و الکَنِعُ أَیْضاً:الّلازِمُ ،قالَ سُوَیْدُ بنُ أَبِی کاهِلٍ :

و تَخَطَّیْتُ إِلَیْهَا مِنْ عِدًی

بِزَماعِ الأَمْرِ و الهَمِّ الکَنِعْ

و المُکَنَّعَهُ :الیَدُ الشَّلاّءُ.

و رَجُلٌ کَنِیعٌ ،کأَمِیرٍ:مُتَقَبِّضٌ مُتَدَاخِلٌ ،قالَ جَحْدَرٌ -و کانَ فِی سِجْنِ الحَجّاجِ -:

تَأَوَّبَنِی فبِتُّ لَهَا کَنِیعاً

هُمُومٌ -ما تُفَارِقُنی-حَوانِی

و أَکْنَعَتِ العُقَابُ :ککَنَعَتْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الکانِعُ :الّذِی تَدَانَی و تَصَاغَرَ و تَقَارَبَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ .

و ما بالدّارِ کَنِیعٌ ،أَی:أَحَدٌ،عَنْ ثَعْلَبٍ ،و المَعْرُوف کَتِیعٌ .

و الکَنَعْناهُ :عَفَلُ المَرْأَهِ ،قالَ الشّاعِرُ:

فجَیَّأَهَا النِّسَاءُ فَحانَ مِنْهَا

کَنَعَنَاهٌ و رادِعَهٌ رَذُومُ (2)

کوع

الکَوْعُ :مَشْیُ الکَلْبِ فی الرَّمْلِ ،و تَمایُلُه عَلَی کُوعِهِ مِنْ شِدَّهِ الحَرِّ کما فی الصِّحاحِ .

و الکُوعُ بالضَّمِّ :طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِی یَلِی الإِبْهَامَ ، کالکَاعِ ،کما فی الصِّحاحِ ،و قِیلَ :هُو مِنْ أَصْلِ الإِبْهامِ إِلَی الزَّنْدِ، أَو هُمَا طَرَفا الزَّنْدَیْنِ فِی الذِّراعِ مِمّا یَلِی الرُّسْغَ ،قالَ اللَّیْثُ :هکَذا زَعَمَهُ أَبُو الدُّقَیْشِ ، أَو الکُوعُ :

طَرَفُ الزَّنْدِ الّذِی یَلِی الإِبْهَامَ ،کما مَرَّ عن الجَوْهَرِیِّ .

و الکاعُ :طَرَفُ الزَّنْدِ الَّذِی یَلِی الخِنْصَرَ،و هُوَ الکُرْسُوعُ ، و فی الأَساسِ :الغَبِیُّ :هُوَ الَّذِی لا یُفَرِّقُ (3)بینَ الکُوعِ و الکُرْسُوع، الکُوعُ :مِنْ ناحِیَهِ الإِبْهَام،و الکُرْسُوعُ :من ناحِیَهِ الخِنْصَرِ. أَو الکُوعُ :أَخْفَاهُما و أَشَدُّهُما دُرْمَهً نَقَلَهالصّاغَانِیُّ ،قالَ : و الدَّرَمُ مُحَرَّکَهً : أَنْ لا یَظْهَرَ للعَظْمِ حَجْمٌ .

و قالَ : الأَکْوَعُ :العَظِیمُ الکاعِ و فی الصِّحاحِ :

المُعْوَجُّ الکُوعِ .و امْرَأَهٌ کَوْعَاءُ بَیِّنَهُ الکَوَعِ .قلتُ :و هو قَوْلُ أَبِی سَعِیدٍ.

و الأَکْوَعُ : مَن أَقْبَلَ رُسْغاهُ عَلَی مَنْکِبَیْهِ ،و قَدْ کَوِعَ ، کفَرِحَ کوَعاً ،و قالَ اللَّیْثُ : الکَوَعُ :یُبْسٌ فی الرُّسْغَیْنِ ، و إِقْبَالُ إِحْدَی الیَدَیْنِ عَلَی الأُخْرَی،یُقَالُ :بَعِیرٌ أَکْوَعُ .

و الأَکْوَعُ : لَقَبُ سِنَان بنِ عَبْدِ اللّه بنِ قُشَیْرٍ الأَسْلَمِیِّ جَدِّ الصَّحابِیِّ سَلَمَهَ بنِ عَمْرِو بنِ سِنَانِ بنِ الأَکْوَعِ ،کُنْیَتُه أَبُو مُسْلِمٍ ،و قِیلَ :أَبُو إِیاسٍ (4)،بایَعَ تَحْتَ الشَّجَرَهِ ،و نَزَلَ الرَّبَذَهَ مُدَّهً ،و کانَ شُجَاعاً رامِیاً،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،قالَ ابْنُه إِیاسٌ :«ما کَذَبَ أَبِی قَطُّ »تُوُفِّیَ بالمَدِینَهِ سَنَهَ أَرْبَعٍ و سَبْعِینَ ،و هو القائِلُ یَوْمَ ذِی قَرَدٍ و غَطَفَانَ ،و هُوَ یَرْمِی :

خُذْهَا و أَنَا (5)ابنُ الأَکْوَعْ

و الیَوْمُ یَوْمُ الرُّضَّعْ

و قد مَرَّ تَفْسِیرُ الرُّضَّعِ فی«ر ض ع».

و کَوَّعَهُ بالسَّیْفِ تَکْوِیعاً: ضَرَبَهُ بهِ حَتّی اعْوَجَّتْ أَکْواعُه .

و تَکَوَّعَتْ یَدُه:أَصابَهَا الکَوَعُ و مِنْهُ الحَدِیثُ : فَتَکَوَّعَتْ أَصابِعُه»و قد تَقَدَّمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

کاعَ کَوْعاً :عُقِرَ فمَشَی عَلَی کُوعِه ؛لأَنَّه لا یَقْدِرُ عَلَی القِیَامِ ،و قِیلَ :مَشَی فی شِقٍّ .

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: الأَکْوَعُ :الیابِسُ الیَدِ منَ الرُّسْغِ ،الَّذِی أَقْبَلَتْ یَدُه نَحْوَ بَطْنِ الذِّراعِ ،و مِنَ الإِبِلِ :الّذِی قَدْ أَقْبَلَ خُفُّه نَحْوَ الوَظِیفِ ،فهُوَ یَمْشِی عَلَی رُسْغِه،و لا یَکُونُ الکَوَعُ إِلاّ فی الیَدَیْنِ .

و فی التَّهْذِیبِ -فی تَرْجَمَهِ «و ک ع»-[ الکَوَعُ ] (6):أَنْ تُقْبِلَ إِبْهَامُ الرِّجْلِ عَلَی أَخَواتِهَا إِقْبَالاً شَدِیدًا،حَتّی یَظْهَرَ عَظْمُ أَصْلِهَا،قالَ :و الکَوَعُ فی الیَدِ:انْقِلابُ الکُوعِ حَتّی

ص:430


1- (1) نسب فی ماده کبع لذی الرمه.
2- (2) الرادعه:الإست،و الرذوم:الضروط .
3- (3) الذی فی الأساس:«و فلان لا یفرّق...»و لم ترد فیه لفظه«الغبی».
4- (4) زید فی أسد الغابه:و [1]قیل أبو عامر،و الأکثر أبو إیاس.
5- (5) عن القاموس و بالأصل«أنا»بدون واو.
6- (6) زیاده عن التهذیب«وکع»42/3.

یَزُولَ ،فتَرَی شَخْصَ أَصْلِه خارِجاً.

و الکُوَیْع:تَصْغِیرُ الکاعِ .

و یُقَالُ :أَحْمَقُ یَمْتَخِطُ بکُوعهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و کاعَ عَن الشَّیْ ءِ یَکاعُ ،کخَافَ یَخافُ :لُغَهٌ فی کَعَّ عنه یَکُعُّ ،عَنْ یَعْقُوبَ ،نَقَلَه عَن الکِسائِیِّ ،و هُوَ فی الصِّحاحِ ، و المَعْنَی:هابَهُ و جَبُنَ عنه،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فی الّذی یَلیه اسْتِطْرادًا،و هذا مَحَلُّ ذِکْرِه.

و کُوعَهُ بالضمِّ :مَوْضِعٌ ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

کیع

کِعْتُ عَنْه، أَکِیعُ ،و أَکاعُ ،و هذِه عَنْ یَعْقُوبَ ، نَقَلَهَا عن الکِسائِیِّ ، کَیْعاً ،و کَیْعُوعَهً :لُغَهٌ فِی کَعَعْتُ عَنِ الأَمْرِ أَکِعُّ : إِذا هِبْتَه و جَبُنْتُ عَنْه قال الجَوْهَرِیُّ :حَکَاهُ یَعْقُوبُ عن الکِسائِیِّ ، فهُوَ کائِعٌ (1)،و کاعٍ عَلَی القَلْبِ ،قالَ الشَّاعِرُ:

حتی اسْتَفَانی نساءَ الحَیِّ ضاحِیَهً

و أَصْبَحَ المَرْءُ عَمْرٌو مُثْبَتاً کاعِ (2)

و هُمْ کاعَهٌ مِثَالُ بائِعٍ و باعَهٍ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «ما زَالَتْ قُرَیْشٌ کاعَهٌ حَتّی ماتَ أَبو طالِبٍ ». و قَدْ رُوِیَ بالتَّشْدِید،کما تَقَدَّمَ ،و المَعْنَی واحِدٌ.

ثم إِنّ هذا الحَرْفَ وُجِدَ فی أَکْثَرِ نُسَخِ الصِّحاحِ مَفْصُولاً من تَرْکِیبِ «ک و ع»إِلاّ نُسْخَه أَبِی سَهْلٍ ،فإِنّه وُجِدَ بخَطِّهِ فِیها فِی آخِرِ تَرْکِیبِ «ک و ع»مِنْ غَیْرِ انْفِصَالٍ ،فتَأَمَّلْ .

فصل اللام مع العین

لبع

یُقالُ : ذَهَبَ بِهِ ضَبْعاً لَبْعاً ،أَی:باطِلاً أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و ذَکَرَه ابنُ عَبّادٍ فی المُحِیطِ ، و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه أَیْضاً فی«ض ب ع»،و کأَنَّ لَبْعاً:إِتْباعٌ ، و لِذا لا یُفْرَدُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ : لَبَعَهُ :إِذا رَمَاهُ بِبَعْرَهٍ ،قالَهُ العُزَیْزِیّ .

و قالَ الصّاغَانِیُّ :هُوَ تَصّحِیفٌ ،و الصَّوابُ :لَقَعَهُ ، بالقَاف کَما سَیَأْتِی.

لثع

الأَلْثَعُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ عَبّادٍ:هُوَ مَنْ یَرْجِعُ لِسانُه (3)إِلَی الثّاءِ و العَیْنِ .

قالَ : و اللَّثْعَهُ :ما لازَقَ الأَسْنَاخَ (4)مِنَ الشَّفَهِ ،فإِذا انْقَلَبَتِ اللَّثْعَهُ قیلَ :هو أَلْثَعُ .

لخع

اللَّخَع ،مُحَرَّکَهً أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:هُوَ اسْتِرْخَاءُ الجِسْمِ یَمَانِیَهٌ ،و مِنْهُ سُمِّیَ لَخِیعَهُ ،هذا نَصُّ ابنِ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَرَهِ (5)،و فی التَّکْمِلَهِ عَنْه:اسْتِرْخَاءٌ فی الجِسْمِ ،قالَ ابن دُرَیْدٍ: و ذُو الشَّناتِرِ: لَخِیعَهُ بنُ یَنُوفَ و نَصُّ ابنِ دُرَیْدٍ: لَخِیعَهُ یَنُوف،و هو ذُو الشَّناتِرِ،و سَبَقَ فی الرّاءِ أَنَّه لَخْتِیعَهُ ،فتَأَمَّلْ ،و هُوَ رَجُلٌ مِنْ حِمْیَرَ ،کانَ تَوَثَّبَ عَلَی مُلْکِهِم،فقَتَلَه ذُو نُواس،و مَلَکَ بَعْدَه،و تَقَدَّمَتْ قِصَّتُه فی الرّاءِ،و فِی السِّینِ (6).

و یَلْخَعُ ،کیَمْنَعُ :ع،بالیَمَنِ نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ. أَو هُوَ بَلْخَعُ بالباءِ المُوَحَّدَهِ . کذا قالَهُ ابنُ الکَلْبِیِّ فی کِتابِ «افْتِرَاقِ العَرَبِ » (7)و قد تَقَدَّمَ فی المُوَحَّدَهِ أَنَّه قَوْلٌ أَیْضاً لابْنِ دُرَیْدٍ.

لذع

لذَعَ الحُبُّ قَلْبَه،کمَنَعَ ،آلَمَهُ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ، و هو مَجازٌ،و مِنْهُ قوْلُ أَبِی دُوادٍ:

فدَمْعِیَ مِنْ ذِکْرِهَا مُسْبَلٌ

و فِی الصَّدْرِ لَذْعٌ کجَمْرِ الغَضَی

و لَذَعَتِ النّارُ الشَّیْ ءَ تَلْذَعُهُ لَذْعاً : لَفَحَتْهُ و أَحْرَقَتْهُ ،و قَدْ یُرَادُ بالَّلذْعِ الإِحْرَاقُ الخَفِیفُ ،و هو الکَیُّ .

و لَذَعَ بَعِیرَهُ لذْعَهً ،أَو لَذْعَتَیْنِ :وَسَمَه فی فخِذِه، بطَرَفِ المِیسَمِ ،رَکْزَهً ،أَو رَکْزَتَیْنِ و قالَ أَبُو عَلِیٍّ : الَّلذْعَهُ :

لَذْعَهُ المِیسَمِ فی باطِنِ الذِّراعِ ،و قال:أَخَذْتُه مِن«سِمَاتِ

ص:431


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«کائعُ وکاعٌ »و اللفظه المثبته «وکاعٍ »توافق عباره اللسان. [1]
2- (2) فی اللسان:« [2]حتی استفأنا نساء...کاعی».
3- (3) فی التکمله:بلسانه.
4- (4) فی التکمله:الأسنان.
5- (5) الجمهره 235/2. [3]
6- (6) انظر مادتی«شنتر»و«نوس».
7- (7) و قیدها یاقوت«بلخع»بالباء أیضاً نقلاً عن أبی المنذر هشام بن محمد (الکلبی).

الإِبِلِ »لابنِ حَبِیبَ .

و مِنَ المَجَازِ:رَجُلٌ مَذّاعٌ لَذّاعٌ ،کَشَدّادٍ ،أَی: مِخْلافٌ للوَعْدِ ،کَما فی العُبَابِ ،و فی الأَساسِ :یَعِدُ بلِسانِه خَیْرًا، ثُمّ یَلْذَعُ بالخُلْفِ .

و مِنَ المَجَازِ: الَّلوْذَعُ ،کجَوْهَرٍ، و اللَّوْذَعِیُّ ،بزِیادَهِ الیاءِ: الخَفِیفُ الذَّکِیُّ الظَّرِیفُ الذِّهْنِ ،و قِیلَ :هُوَ الحَدِیدُ الفُؤادِ و النَّفْسِ .

و اللَّسِنُ الفَصِیحُ ،کأَنَّهُ یَلْذَعُ بالنّارِ مِنْ ذَکَائِهِ و حَرارَتِه، قالَ أَبُو خِراشٍ الهُذَلِیُّ :

فما بَالُ أَهْلِ الدّارِ لَمْ یَتَفَرَّقُوا

و قَدْ خَفَّ عَنْهَا اللَّوْذَعِیُّ الحُلاحِلُ (1)

و قالَ آخَرُ:

و عَرْبَهُ أَرْضٌ ما یُحِلُّ حَرامَها

مِنَ النّاسِ إِلاَّ الَّلوْذَعِیُّ الحُلاحِلُ (2)

یعُنِی بهِ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم أُحِلَّتْ له مَکَّهُ ساعَهً مِنَ النَّهَارِ،ثم عادَتْ کَما کانَتْ .

و مِنَ المَجَازِ: الْتَذَعَ القَرْحُ الْتِذاعاً:إِذا احْتَرَقَ وَجَعاً ، و ذلِکَ إِذا تَقَیَّحَ ،و قَدْ لَذَّعَها القَیْحُ .

و مِنَ المَجَازِ: تَلَذَّعَ :الْتَفَتَ یَمِیناً و شِمَالاً و حَرَّکَ لِسَانَهُ مِنَ الغَضَبِ ،یُقَالُ :رَأَیْتُه غضْبَانَ یتَلَذَّعُ .حَکاهُ اللِّحْیَانِیُّ ، و فی الأَساس:کلَّمْتُه فإِذا هُوَ غضْبانُ یَتَلَذَّعُ .

و قالَ الشَّیْبَانِیُّ : تَلَذَّعَ : سارَ سَیْرًا حَسَناً ،زادَ ابنُ عَبّادٍ فِی ،و فِی المُحِیطِ :مَعَ سُرْعَهٍ و هو مَجازٌ،و فی الأَسَاسِ :

رَأَیْتُهُ رَاکِبَ بَعِیرٍ یَتَلَذَّعُ (3).*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

لَذَعَهُ بلِسَانِه:أَوْجَعَهُ بکَلامٍ ،و مِنْهُ :نعُوذُ باللَّهِ مِنْ لَواذِعِه ،کما فی الصِّحاحِ ،و هو مَجازٌ.

و التَّلَذُّعُ :التَّوَقُّدُ،و منه: تَلَذَّعَ الرَّجُلُ :تَوَقَّدَ ذِهْنُه،و هو مَجَازٌ.

و اللُّذَعُ ،کصُرَد:نَبِیذٌ یَلْذَعُ .

و بَعِیرٌ مَلْذُوعٌ :کُوِیَ کَیَّهً خَفِیفَهً عَلَی فَخِذِه.

و لَذَعَ الطّائِرُ:رَفْرَفَ ثُمَّ حَرَّکَ جَناحَیْهِ قَلِیلاً،کَمَا فی اللّسانِ و التَّکْمِلَهِ (4).

لسع

لَسَعَتِ الحَیَّهُ و العَقْرَبُ (5)،کمَنَعَ ، تَلْسَعُ لَسْعاً ، کَما فِی الصِّحاحِ ،أَیْ : لَدَغَتْ و قالَ اللَّیْثُ : اللَّسْعُ لِلْعَقْرَبِ تَلْسَعُ بالحُمَهِ ،و یُقَالُ :إِنَّ الحَیَّهَ أَیْضاً تَلْسَعُ ،و زَعَمَ أَعْرَابِیٌّ أَنَّ مِنَ الحَیّاتِ ما یَلْسَعُ بِلِسَانِه، کَلَسْعِ العَقْرَبِ بالحُمَهِ ،و لَیْسَتْ لَهُ أَسْنَانٌ ، و هو مَلْسُوعٌ ،و لَسِیعٌ ،و کذلِکَ الأُنْثَی،و الجَمْعُ لَسْعَی و لُسَعاءُ ،کقَتِیلٍ و قَتْلَی و قُتَلاءَ.

و لَسَعَ فی الأَرْضِ :ذَهَبَ فِیها،عن ابنِ عَبّادٍ.

أَو اللَّسْعُ لِذَواتِ الإِبَرِ مِنَ العَقَارِب و الزَّنَابِیرِ،و أَمّا الحَیّاتُ فإِنَّهَا تَنْهَشُ و تَعَضُّ و تَجْذِبُ (6)و تَنْشِطُ ،و یُقَالُ للعَقْرَبِ :قَدْ لَسَعَتْهُ ،و لَسَبَتْهُ ،و أَبَرَتْهُ ،و وَکَعَتْهُ ،و کَوَتْهُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :هذا هُوَ المَسْمُوعُ من العَرَبِ و قالَ اللَّیْثُ :

و یُقَالُ : اللَّسْعُ لکُلِّ ما ضَرَبَ بمُؤَخَّرِهِ ،و اللَّدْغُ (7)بالفَمِ .

و مِنَ المَجَازِ: إِنَّهُ لَلُسَعَهٌ ،کهُمَزَهٍ ،أَی: قَرّاصَهٌ للنّاسِ بلِسَانِهِ ،و قَدْ لَسَعَهُ بلِسانِه:إِذا آذاهُ و عابَهُ .

و لَسْعَی ،کسَکْرَی:ع عَن ابْنِ دُرَیْدٍ،قالَ :یُقْصَرُ و یُمَدُّ ،و فِی التَّکْمِلَهِ :بَلَدٌ علی ساحِلِ بَحْرِ الیَمَنِ .

و هَادٍ مِلْسَعٌ ،کمِنْبَرٍ:حاذِقٌ ماهِرٌ بالدَّلالَهِ ،عنِ ابْنِ عَبّادٍ،و کذلِکَ مِسْلَعٌ .

قالَ : و اللَّسُوعُ ، کصَبُورٍ:المَرْأَهُ الفارِکُ ،زادَ

ص:432


1- (1) دیوان الهذلیین 149/2 بروایه: لم یتحملوا و قد بان منها اللوذعیّ و فی خراش بیت آخر علی روی مکسور فی دیوان الهذلیین 125/2 و روایته: أصیبت هذیل بابن لبنی و جدّعت أنوفهم باللوذعیّ الحلاحل و فسر اللوذعی فی الموضعین بالحدید اللسان [1]ذو القلب الذکی.
2- (2) نسب فی معجم البلدان«عربه»لأبی طالب.
3- (3) بعدها فی الأساس«تحته»و شاهده فیها قول الشاعر: تلذّع تحته أُجُدٌ طوتها نسوع الرحل عارفهً صبورْ.
4- (4) الأصل عباره اللسان أما نص التکمله ففیه:یقال:الطائر یلذع الجناح: إذا رفرف ثم حرّک شیئاً.
5- ((*)) فی القاموس:العقرب تقدیم علی الحیه.
6- (5) فی التهذیب و اللسان:و [2]تخدب.
7- (6) عن القاموس و بالأصل«و اللذع».

الزَّمَخْشَرِیُّ : تَلْسَعُ زَوْجَهَا بسَلاَطَتِهَا،و هُوَ مَجَازٌ.

و اللُّسُوعُ ،بالضَّمِّ :الشُّقُوقُ ،کالسُّلُوعِ ،عن ابن عَبّادٍ.

و مِنَ المَجَازِ: أَلْسَعَ بَیْنَهُم و آکَلَ (1):إِذا أَغْرَی ،کما فی المُحِیطِ و الأَسَاسِ .

و المُلَسِّعَهُ ،کمُحَدِّثهٍ :الجَمَاعَهُ المُقِیمُون ،قال أَبُو دُوَادٍ یَصِفُ الحَادِیَ :

مُفرِّقاً بَیْن آلافٍ مُلَسِّعَهٍ

قد جانَبَ النّاسَ تَرْقِیحاً و إِشْفاقا

و المُلَسَّعَهُ ، کمُعَظَّمَهٍ :المُقِیمُ الَّذِی لا یَبْرَحُ ،زادُوا الهاءَ للمُبَالغَهِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و به فَسَّرَ قَوْلَ امْرِیءِ القَیْسِ :

مُلَسَّعَهٌ بَینَ أَرْباقِهِ

بهِ عَسَمٌ یَبْتَغِی أَرْنبَا (2)

أَی: تَلْسَعُهُ الحَیّاتُ و العَقارِبُ ،فلا یُبَالِی بِها،بَلْ یُقِیمُ بَیْنَ غنمِه،و هذا غرِیبٌ ،لأَنَّ الهاءَ إِنّمَا تلْحَقُ للمُبَالغه أَسْمَاءَ الفاعِلِین،لا أَسْمَاءَ المَفْعُولِین،و یُرْوَی:مُرَسَّعَهٌ ، و قد فسَّرنا معنی البیت هناک،فراجِعْه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ لسّاعٌ ،کشدَّادٍ:عَیّابَهٌ مُؤْذٍ،و هو مَجَازٌ.

و لُسِّعَ الرَّجُلُ :أَقام فی مَنْزِلِه فلمْ یَبْرَحْ .

و اللَّیْسَعُ ،کصَیْقلٍ :اسمٌ أَعْجَمِیٌّ ،و توَهَّم بعضُهُم أَنَّها لُغهٌ فی الْیَسَعِ .

و أَلْسَعْتُه:أَرْسَلْتُ إِلیهِ عَقرَبا تلْسَعُه .

و أَتَتْنِی مِنْه اللَّوَاسِعُ ،أَی:النَّوَافِرُ مِن الکَلِمِ ،و هو مَجَازٌ.

و یَقُولُونَ :النَّفْسُ حَیَّهٌ لَسّاعَه،ما دَامَتْ حَیَّهً للسّاعَه.

و

16- فی الحَدِیثِ : «لا یُلْسَعُ المُؤْمِن مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَیْنِ » و یُرْوَی:«لا یُلْدَغُ ». و اللَّسْعُ و اللَّدْغُ سَواءٌ،و هُوَ عَلَی المَثَلِ ، قالَ الخَطّابِیُّ :رُوِیَ بِضَمِّ العَیْنِ و کَسْرِها،فالضَّمُّ عَلَی وَجْهِ الخَبَرِ،و مَعْنَاه:أَنَّ المُؤْمِنَ هُو الکَیِّسُ الحازِمُ ،الَّذِی لایُؤْتَی مِنْ جِهَهِ الغَفْلَهِ ،فیُخْدَعُ مَرَّهً بعدَ مَرَّهٍ ،و هُوَ لا یَفْطِنُ لِذلِکَ ،و لا یَشْعُرُ بِهِ ،و المُرَادُ بهِ الخِدَاع فی أَمْرِ الدِّینِ لا أَمْرِ الدُّنْیَا،و أَمّا بالکَسْرِ فعَلَی وَجْهِ النَّهْیِ ،أَی:لا یُخْدَعَنَّ المُؤْمِنُ ،و لا یُؤْتَیَنَّ مِنْ ناحِیَهِ الغَفْلَهِ ،فیَقَعَ فی مَکْرُوهٍ أَو شَرٍّ و هُوَ لا یَشْعُرُ بهِ ،و لکِنْ یَکُونُ فَطِناً حَذِرًا،و هذا التَّأْوِیلُ أَصْلَحُ لِأَنَّ یَکُونَ لاِمَّرِ الدِّینِ و الدُّنْیَا مَعاً.

لطع

اللَّطْعُ :اللَّحْسُ باللِّسَانِ ،و قِیلَ :هُوَ اللَّعْقُ ، کالالْتِطاعِ .

و اللَّطْعُ : أَنْ تَضْرِبَ مُؤَخَّرَ الإِنْسَانِ برِجْلِکَ ،قالَ الصّاغَانِیُّ : فِعْلُهُما کسَمِعَ و مَنَعَ ،الأَخِیرُ حَکَاهُ الأَزْهَرِیُّ عنِ الفَرّاءِ،و فی الصِّحاحِ :تَقُولُ مِنْهُمَا جَمِیعاً: لَطِعْتُه بالکَسْرِ أَلْطَعُه لَطْعاً .

و لَطَعَهُ بالعَصَا،کمَنَعَهُ لَطْعاً : ضَرَبَهُ بِهَا،کذا فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و لَطَعَ اسْمَه لَطْعاً : مَحَاهُ ،و کذلِکَ طَلسَه،و هو مَجَازٌ.

و کذلِکَ : لَطَعَهُ : أَثْبَتَه فَهُو ضِدٌّ.

و لَطَعَ عَیْنَهُ :لَطَمَها.

و لَطَعَ الغَرَضَ لَطْعاً : أَصابَهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

قالَ : و لَطَعَتِ البِئْرُ:ذَهَبَ (3)ماؤُهَا ،و هُوَ مَجَازٌ.

و مِنَ المَجَازِ: لَطَعَ إِصْبَعَهُ و لَعِقهَا،أَی: ماتَ . عَنْه أَیْضاً.

و قالَ أَبُو لَیْلَی:یُقَالُ : رَجُلٌ قَطّاعٌ لَطّاعٌ نَطّاعٌ کشَدّادٍ:

یَمُصُّ أَصابِعَهُ إِذا أَکَلَ ،و یَلْحَسُ ما عَلَیْها و قَطّاعٌ ،تَقَدَّمَ ذِکْرُه،و نَطّاعٌ یَأْتِی فی مَوْضِعِه.

و اللَّطْعُ : الحَنَکُ ،ج:أَلْطَاعٌ کما فِی المُحِیطِ .

و اللَّطْعُ بالتَّحْرِیکِ :بَیَاضٌ فی باطِنِ الشَّفَهِ ،کما فِی الصِّحاحِ و العُبَابِ ،و فِی التَّهْذِیبِ :بَیَاضٌ فی الشَّفَهِ مِنْ غَیْرِ تَخْصِیصٍ بالبَاطِنِ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ : و أَکْثَرُ ما یَعْتَرِی ذلِکَ السُّودانَ .

أَو اللَّطَعُ : رِقَّهٌ فی الشَّفَهِ قالَه اللَّیْثُ ،زادَ غَیْرُه،و قِلَّهٌ فِی لَحْمِهَا،و هِیَ شَفَهٌ لَطْعاءُ ،و لِثَهٌ لَطْعَاءُ :قَلِیلَهُ اللَّحْمِ ،

ص:433


1- (1) فی الأساس:و أکل.
2- (2) دیوانه ص 74،و یروی:ملسَّعه بین أرباقه.و فی الدیوان«مرسَّعه» و علیها فلا شاهد فیه.
3- (3) فی التکمله:قلّ ماؤها.

و قِیلَ : اللَّطَعُ :تَقَشُّرٌ فی الشَّفَهِ ،و حُمْرَهٌ تَعْلُوهَا.

أَو اللَّطعُ : تَحاتُّ الأَسْنَانِ إِلاّ أَسْنَاخَهَا کَما فی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه:حَتّی تَلْتَزِقَ بالحَنَکِ ،و قِیلَ :هُوَ أَنْ تُرَی أُصُولُ الأَسْنَانِ فِی اللَّحْمِ ،رَجُلٌ أَلْطَعُ ،و امْرَأَهٌ لَطْعَاءُ ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للرّاجِزِ:

جاءَتْکَ فی شَوْذِرهَا تَمِیسُ

عُجَیِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبِیسُ

أَحْسَنُ مِنْهَا مَنْظَرًا إِبْلِیسُ

و قِیلَ : الأَلْطَعُ :الَّذِی ذَهَبَتْ أَسْنَانُه مِنْ أُصُولِها،و بَقِیَتْ أَسْنَاخُهَا فی الدُّرْدُرِ،یَکُونُ ذلِکَ فی الشّابِّ و الکَبِیرِ.

و اللَّطَعُ أَیْضاً: قِلَّهُ لَحْمِ الفَرْجِ ،و هی لَطْعَاءُ :قَلِیلَتُه، حکاهُ الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و قالَ اللَّیْثُ : اللَّطْعَاءُ :الیابِسَهُ و نَصُّ العَیْنِ :الیابِسُ ذَاکَ مِنْها،یَعْنِی الفَرْج.

و قِیلَ :هِیَ المَهْزُولَهُ من النِّسَاءِ.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:و رُبَّمَا سُمِّیَتِ المَرْأَهُ الصَّغِیرَهُ الفَرْجِ لَطْعَاءَ (1).

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: التِّلْطِعُ (2)،کزِبْرِجٍ قلتُ :وَزْنُه بزِبْرِجٍ یُوهِمُ أَصالَهَ التاءِ،و لَیْسَ کذلِکَ ،فالأَوْلَی أَنْ یَقُول:بالکَسْرِ مِنَ الإِبِلِ :الَّذِی ذَهَبَتْ أَسْنَانُه هَرَماً و نَصُّ المُحِیطِ :الّتِی ذَهَبَ فُوهَا مِنَ الهَرَمِ ، و قد تَلَطَّعَتْ و هذِه الکَلِمَهُ مِنَ التَّکْمِلَهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ لُطَعٌ ،کصُرَدٍ:لَئِیمٌ ،کَلُکَعٍ ،و العامَّهُ تَقُولُ : لَطِیعٌ و لَکِیعٌ .

و قولُ العامَّه: لَطَعنِی فِی مَحَلِّ کَذَا،مُؤَخِّرَه (3)،کأَنَّه ضَرَبَه برِجْلِه.

و التَطَعَ جَمِیعَ ما فِی الإِناءِ،أَو الحَوْضِ ،کأَنَّه لَحِسَه، نَقَلَه الجَوْهَرِی،و کأَنَّ المُصَنِّفَ قد اکْتَفَی مِنْ هذِه العِبَارَهِ بقَوْلِه: کالالْتِطَاعِ »و لا یُغْنِی عَنْ بَیَانِه.و لَطَعَ الکَلْبُ الماءَ-و کذلِکَ الذِّئْبُ -:شَرِبَهُ ،نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ و ابنُ عَبّادٍ،و هو مَجَازٌ.

و یُقَالُ أَیْضاً:رَجُلٌ قاطِعٌ لاطِعٌ ناطِعٌ ،بمَعْنَی قَطّاعٍ لَطَّاعٍ نَطّاعٍ ،عَنْ أَبِی لَیْلَی.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: لَطَعْتُ عَیْنَه:لَطَمْتُهَا.

و تَقُولُ العَامَّهُ : لَطَعَ کَفَّه:إِذا قَبَّلَه.

لعع

اللُّعَاعُ ،کغُرَابٍ :نَبْتٌ ناعِمٌ فِی أَوَّلِ ما یبْدُو ، کَما فی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه:رَقِیقٌ ،ثُمَّ یَغْلُظُ ،واحِدَتُه لُعَاعَه ،و قالَ اللِّحْیَانِیُّ :أَکْثَرُ ما یُقَالُ ذلِکَ فی البُهْمَی،و قالَ سُوَیْدُ بنُ کُرَاع،یصِفُ ثَوْرًا و کِلاباً:

رَعَی غَیْرَ مَذْعُورٍ بهِنَّ ورَاقَهُ

لُعَاعٌ تِهادَاهُ الدِّکادِکُ واعِدُ

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لابنِ مُقْبِلٍ -و یُرْوَی لجِرانِ العَوْدِ، و یُرْوَی للحَکَمِ الخُضْرِیِّ أَیْضاً-:

کادَ اللُّعَاعُ مِنع الحَوْذانِ یَسْحَطُهَا

و رِجْرِجٌ بَیْنَ لَحْیَیْهَا خَنَاطِیلُ

و قَدْ مَرَّ شَرْحُ هذا البَیْتِ فی«ر ج ج»فراجِعْهُ .

و اللُّعَاعَهُ بهاءٍ:الهِنْدِباءُ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اللُّعاعَهُ : الخِصْبُ ،و فی الصِّحاحِ :

قالَ الأَصْمَعِیُّ :و مِنْهُ ،أَی:من اللُّعَاعِ بمَعْنَی النَّبْتِ النّاعِم،قِیلَ : الدّنْیَا لُعاعَه ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّمَا الدُّنْیَا لُعَاعَه ». یعنِی کالنَّباتِ الأَخْضَرِ قَلِیلِ البَقَاءِ.

و قالَ المُؤَرِّخُ : اللُّعاعَهُ : الجَرْعَهُ (4)مِنَ الشَّرابِ ،یُقال:

فِی الإِناءِ لُعاعَه ،و قالَ غَیْرُه:هو ما بَقِیَ فی السِّقاءِ،و قِیلَ :

لُعَاعَهُ الإِناءِ:صَفْوَتُه،و قالَ اللِّحْیَانِیُّ :فی الإِناءِ لُعاعَهٌ ، أَی:قَلِیلٌ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: اللُّعَاعَهُ الکَلأُ لخَفِیفُ ،رُعِیَ أَو لَمْ یُرْعَ و قالَ غَیْرُه:یُقَالُ :فِی الأَرْضِ لُعاعَهٌ :لِلشَّیْ ءِ الرَّقِیقِ .

و أَلَعَّتِ الأَرْضُ إِلْعاعاً : أَنْبَتَتْهَا.

و تَلَعَّی :تَنَاوَلَها ،:کَما فی الصِّحاحِ ،قالَ :و أَصْلُه:

ص:434


1- (1) الجمهره 106/3.
2- (2) فی التکمله:اللَّطِعُ .
3- (3) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:مؤخره،فی نسخه آخره،و لیحرر».
4- (4) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:جزعه من الشراب،نقلاً عن أبی الحسن اللحیانی.

تَلَعَّعَ ،فکَرِهُوا ثَلاثَ عَیْنَاتٍ ،فأَبْدَلُوا مِنَ الأَخِیرَهِ یاءٌ،و هُوَ مِنْ مُحَوَّلِ التِّضْعِیفِ ،و قالَ أَبُو مُحَمَّدِ بنُ السِّیدِ:حُکِیَ عَنِ العَرَبِ :خَرَجْنَا لنَتَلَعَّی،أَیْ :نَرْعَی اللُّعَاعَ ،و قالَ ابنُ جِنِّی:أَخْبَرَنا أَبُو عَلِیٍّ بإِسْنَادِهِ لِیَعْقُوبَ قالَ :قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : تَلَعَّیْتُ من اللُّعَاعَهِ ،و هِیَ بَقْلَهٌ ،و الأَصْلُ :

تَلَعَّعْتُ ،ثم أُبْدِلَ ،کتَظَنَّیْتُ و نَحْوِه.

و اللَّعْلَعُ :السَّرَابُ نَقَلَه اللَّیْثُ .

و لَعْلَعٌ ،بلا لامٍ : جَبَلٌ کانَتْ بهِ وَقْعَهٌ ،کما فی الصِّحاحِ و الأَساسِ ،یُذَکَّرُ و یُؤَنَّثُ ،و منه

16- الحَدِیثُ : «ما أَقامَتْ (1)لَعْلَعُ ». قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هو جَبَلٌ ،و أَنَّثَهُ لأَنَّه جَعَلَهُ اسْماً لِلْبُقْعَهِ الَّتِی حَوْلَ الجَبَلِ (2)،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِشّاعِرٍ -و هُوَ عَمْرُو بن عَبْدِ الجِنِّ التَّنُوخِیُّ ،و نَسَبَهُ فِی اللِّسَانِ لِحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ-:

لَقَدْ ذاقَ مِنّا عامِرٌ یَوْمَ لَعْلَعٍ

حُساماً إِذا ما هُزَّ بالکَفِّ صَمَّمَا

و قِیلَ : لَعْلَعٌ : ع بَیْنَ البَصْرَهِ و الکُوفَهِ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : لَعْلَعٌ : ماءٌ بالبادِیَهِ و قَدْ وَرَدْتُه،قالَ الأَخْطَلُ :

سَقَی لَعْلَعاً و القَرْیَتَیْنِ فَلَمْ یَکَدْ

بأَثْقَالِه عَنْ لَعْلَعٍ یَتَحَمَّلُ

و قال رُؤْبَهُ :

أَقْفَرَ مِنْ أُمِّ الیَمَانِی لَعْلَعُ

فبَطْنُ ذِی قارٍ فقارٌ بَلْقَعُ

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اللَّعْلَعُ : الذِّئْبُ و هو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

و اللَّعْلَعُ المُهْتَبِلُ العَسُوسُ

قِیلَ :سُمِّیَ بهِ لضَجَرِهِ منْ کُلِّ شَیْ ءٍ.

و اللَّعْلَعُ : شَجَرٌ حِجَازِیٌّ ،عن ابنِ عَبّادٍ.

و اللَّعْلاعُ :الجَبَانُ ،عن المُؤَرِّجِ .

و اللَّعَّهُ :المَرْأَهُ العَفِیفَهُ المَلِیحَهُ ،قالَهُ اللّیْثُ ،و مِثْلُه فیالرَّوْضِ للسُّهَیْلِیِّ ،و قِیلَ :هیَ الخَفِیفَهُ تُغَازِلُکَ و لَمْ (3)تُمَکِّنْکَ ،و قالَ اللِّحْیَانِیِّ :هِیَ المَلِیحَهُ الّتِی تُدِیمُ نَظَرَکَ إِلَیْهَا مِنْ جَمالِهَا.

قالَ اللَّیْثُ : و اللَّعّاعَهُ ،مُشَدَّدَهً :مَنْ یَتَکَلَّفُ الأَلْحَانَ مِنْ غَیْرِ صَوابٍ ،کذا نَصُّ العَیْنِ و العُبَابِ ،و فِی المُحْکَمِ :بلا صَوْتٍ .

ولَعْ ،و لَعْلَعْ کِلاهُمَا: بمَعْنَی لَعاً یُقالُ للعاثِرِ،کما فِی المُحِیطِ .

و تَلَعْلَعْتُ بهِ :قُلْتُ لَهُ ذلِکَ و نصُّ المُحِیطِ :لَعْلَعْتُ بهِ .

و تَلعَّی :تَنَاوَلَ اللُّعَاعَ مِنَ الکَلإِ ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ، و هُوَ مُکَرَّرٌ.مع ما سَبَقَ لَهُ .

و تَلَعْلَع عَظْمُه: تَکَسَّرَ مُطَاوِعُ لَعْلَعَهُ ،کما فی الصِّحاحِ ، و قالَ رُؤْبَهُ :

و مَنْ هَمَزْنا رَأْسَه تَلَعْلَعَا

و تَلَعْلَعَ مِنَ الجُوعِ :تَضَوَّرَ و تَحَزَّنَ .

و قِیلَ : تَلَعْلَعَ : اضْطَرَبَ .

و تَلَعْلَعَ الکَلْبُ :أَدْلَعَ لِسانَه عَطَشاً قالَ اللَّیْثُ :

و إِدْلاعُه:تَلأْلُؤُهُ .

و تَلَعْلَعَ السَّرَابُ :تَلأْلأَ.

و تَلَعْلَعَ الرَّجُلُ :ضَعُفَ مِنْ مَرَضٍ أَو تَعَبٍ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و یُقَالُ : عَسَلٌ مُتَلَعْلِعٌ ،و مُتَلَعٍّ و الأَصْلُ : مُتَلَعِّعٌ ،و هُوَ:

الّذِی یَمْتَدُّ إِذا رُفِعَ فلَمْ یَنْقَطِعْ لِلُزُوجَتِه.

و اللَّعِیعَهُ :خُبْزُ الجَاوَرْسِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و اللَّعْلَعَهُ :کَسْرُ العَظْمِ و نَحْوِه یُقَالُ : لَعْلَعَهُ فَتَلَعْلَعَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و اللَّعْلَعَهُ مِنَ السَّرَابِ :بَصِیصُهُ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: التَّحَزُّنُ مِنَ الجُوعِ ،و الضَّجَرُ مِنْ کُلِّ شیءٍ ،و به سُمِّیَ الذِّئْبُ لَعْلَعاً .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

ص:435


1- (1) فی غریب الهروی:ما قامت.
2- (2) قال أبو عبید فی غریبه:و هو إذا ذکّر صرف،و إذا أنّث لم یصرف.
3- (3) اللسان:و لا تمکّنک.

اللُّعاعَهُ بالضَّمِّ :البَقِیَّهُ الیَسِیرَهُ مِنْ کُلِّ شیءٍ،و منه قَوْلُهُم:ما بَقِیَ فِی الدُّنْیَا إِلاّ لُعَاعَهٌ .

و اللُّعَاعَهُ :کُلُّ نَباتٍ لَیِّنٍ من أَحْرَارِ البُقُولِ فِیهِ (1)ماءٌ کَثِیرٌ لَزِجٌ ،و یُقَالُ لَهُ :النُّعَاعَهُ أَیْضاً.

و لُعَاعُ الشَّمْسِ :السَّرَابُ ،و الأَکْثَرُ لُعابُ الشَّمْسِ .

و التَّلَعْلُعُ :التَّلأْلُؤُ.

و لَعْ لَعْ :زَجْرٌ،حَکَاهُ یَعْقُوبُ فِی المُبْدَلِ ،و قد ذَکَرَ المُصَنِّفُ مَقْلُوبَه«علع»فی العَیْنِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:تَلَعْلَعَتِ الإِبِلُ فِی کَلَإٍ ضَعِیفٍ ،أَی:

تَتَبَّعَتْ .

و تَلَعْلَعَ مِنَ العَطَشِ (2):تَضَوَّرَ.

لفع

اللِّفَاعُ ،ککِتَابٍ :المِلْحَفَهُ ،أَو الکساءُ عن ابنِ دُرَیْدٍ،زادَ غَیْرُه:«الغَلِیظُ » تَتَلَفَّعُ بهِ المَرْأَهُ ،و زادَ آخَرُ:

«الأَسْوَدُ»و مِنْهُمْ مَنْ صَحَّفَه بالقَافِ ،و قد نَبَّهَ علیهِ الأَزْهَرِیُّ فی«لقع»و به فُسِّرَ

15,1- حَدِیثُ عَلِی و فاطِمَهَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُما: -:«و قَدْ دَخَلْنَا فی لِفَاعِنَا ». أَی لِحافِنَا،و هو:

الکِسَاءُ الأَسْوَدُ،و کَذا

16- حَدِیثُ أُبَیٍّ : «کانَتْ تُرَجِّلُنِی و لَمْ یَکُنْ عَلَیْهَا إِلاّ لِفاعٌ ». یَعْنِی امْرَأَتَه،و کَذا قَوْلُ أَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ یَصِفُ رِیشَ النَّصْلِ :

نُجُفاً (3)بَذَلْتُ لَها خَوَافِیَ ناهِضٍ

حُشْرِ القَوَادِمِ کاللِّفاعِ الأَطْحَلِ

أَرادَ:کالثَّوبِ الأَسْوَدِ،و فَسَّرَه ابنُ دُرَیْدٍ باللِّحافِ .

أَو اللِّفَاعُ : النِّطْعُ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و ابنُ عَبّادٍ أَو الرِّداءُ.

و قِیلَ : اللِّفَاعُ : کُلُّ ما تَتَلَفَّعُ بهِ المَرْأَهُ ،و نَصُّ الصِّحاحِ :و اللِّفاعُ :ما یُتَلَفَّعُ بهِ ،زادَ غَیْرُه:مِنْ رِداءٍ،أَوْ لِحافٍ ،أَو قِنَاعٍ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :یُجَلَّلُ بهِ الجَسَدُ کُلُّه، کِساءً کانَ أَوْ غَیْرَه.

و اللِّفَاعُ : اسمُ بَعِیرٍ ،کما هُو نَصُّ المُحِیطِ ،و فی اللِّسَانِ :اسمُ ناقَهٍ بعَیْنِها،و منهُ قَوْلُ الرّاجِزِ:

صُوف اللِّفاعِ و الدُّهَیْمِ و القُحَمْ

هکَذا أَنْشَدَهُ فی المُحِیطِ ،و اسْتَدَلَّ علیهِ صاحِبُ اللِّسَانِ بقَوْلِهِ :

و عُلْبَهٍ من قادِمِ اللِّفَاعِ

و قالَ الأَزْهَرِی: اللِّفَاعُ فی قَوْلِ الرّاجِزِ هذَا: الخلْفُ المُقدَّمُ (4).

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اللِّفَاعَهُ بهاءٍ:الرُّقْعَهُ تُزادُ فی القمیص و المَزَادَهِ و غَیْرِهِمَا إِذا کَانَتْ ضَیِّقَهً ، کالَّلفِیعه کسَفِینَهٍ .

و مِنَ المَجَازِ: لَفَعَ الشَّیْبُ رَأْسَه ،کمَنَعَ لَفْعاً ،و کَذا لِحْیَتَهُ : شَمِلَه قالَهُ اللَّیْثُ کلَفَّعَهُ تَلْفِیعاً ،أَی:غَطّاهُ ،قال سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

کَیْفَ یَرْجُونَ سِقاطِی بَعْدَ ما

لَفَّعَ الرَّأْسَ مَشِیبٌ و صَلَعْ

و مِنَ المَجَازِ: لفَّع الطَّعَامَ تَلْفِیعاً :إِذا لَفَّهُ لَفًّا،و أَکْثر من الأَکْل ،کما فی الأَساسِ .

و لَفَّعَ المَزَادَهَ تَلْفِیعاً :قَلَبَهَا ،کَمَا فی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه: فَجَعَلَ أَطِبَّتَهَا فِی وَسَطها ،فَهِیَ مُلَفَّعَهٌ ،و ذَاکَ تَلْفِیعُهَا ، و رُبَّمَا نُقِضَتْ ،و رُبّما خُرِزتْ کما فی العُبَابَ .

و من المَجَازِ: لَفّعَ المرْأَه تَلْفِیعاً :إِذا ضَمَّها إِلیْه، و اشْتَمَلَ عَلَیْها.

و التَّلَفُّعُ :التَّلحُّفُ ،کالالْتِفاعِ ،یُقَالُ : تَلَفَّعَتِ المَرْأَهُ بمِرْطِهَا،أَی:الْتَحَفَتْ بهِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «ثُمّ یَرْجِعْنَ مُتَلَفِّعاتٍ بمُرُوطِهِنَّ (5)،ما یُعْرَفْنَ مِنَ الغَلَسِ ». أَی مُتَجَلِّلات بأَکْسِیَتِهنَّ ،و یُقَالُ : تَلَفَّعَ الرَّجُلُ بالثَّوْبِ ،و الشَّجَرُ بالوَرَقِ :

إِذا اشْتَمَلَ بهِ ،و تَغَطَّی بهِ ،و قَوْلُ الشّاعِرِ:

مَنَعَ الفِرَارَ (6)فجِئْتُ نَحْوَکَ هارِباً

جَیْشٌ یَجُرُّ،و مِقْنَبٌ یَتَلَفَّعُ

أَی: یَتَلَفَّعُ بالقَتامِ ،و قالَ جَرِیرٌ:

ص:436


1- (1) الأصل و اللسان:«فیها»و المثبت عن التهذیب.
2- (2) فی التهذیب:فلان یتلعلع من الجوع و العطش أی یتضور.
3- (3) عن دیوان الهذلیین 99/2 و بالأصل«نجفٌ »و النجف العراض النصال و الظبات.
4- (4) عباره التهذیب:«فاللفاع اسم ناقه بعینها،و قیل:هو الخلف المقدم» و مثله فی التکمله.
5- (5) المروط واحدها مرط بالکسر،هو کساء أو مطرف یشتمل به کالملحفه.
6- (6) فی المحکم: [1]القرار،بالقاف.

لَمْ تَتَلَفَّعْ بفَضْلِ مِئْزَرِهَا

دَعْدٌ،و لَمْ تُعْذَ دَعْدُ بالْعُلَبِ

و قالَ أَبو عُبَیْدٍ: التَّلَفُّعُ ،و التَّلَهُّبُ واحِدٌ،و أَنْشَدَ:

و ما بِی حِذَارَ المَوْتِ إِنِّی لمَیِّتٌ

و لکِنْ حِذارِی جَحْمُ نارٍ تَلَفَّعُ

و مِنَ المَجازِ: تَلَفَّعَ فُلانٌ :إِذا شَمِلَهُ الشَّیْبُ ،کَما فی الصِّحاحِ ،أَی:رَأْسَه أَو لِحْیَته.

و الْتَفَعَ الرَّجُلُ :الْتَحَفَ بالثَّوْبِ ،و هُوَ أَنْ یَشْتَمِلَ بهِ حَتّی یُجَلِّلَ جَسَدَه،قالَ الأَزْهَرِیُّ :هُوَ اشْتِمَالُ الصَّمَّاءِ عندَ العَرَبِ ،قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

وهَبَّتِ الشَّمْأَلُ البَلِیلُ و إِذْ

باتَ کَمِیعُ الفَتَاهِ مُلْتَفِعَا

و الْتُفِعَ لَوْنُه،مَجْهُولاً:تَغَیَّرَ و کَذلِکَ :الْتُقِعَ بالقَافِ ،کما سَیَأْتِی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المِلْفَعَهُ ،کمِکْنَسَهٍ : اللِّفَاعُ .

و إِنّه لَحَسَنُ اللِّفْعَهِ بالکَسْرِ،مِنَ التَّلَفُّعِ .

و ابنُ اللَّفّاعَهِ ،مُشَدَّدَهً ،أَی:ابنُ المُعَانِقَهِ للفُحُولِ ،و هو سَبٌّ ،و هو مَجازٌ.

و تَلَفَّعَتِ الحَرْبُ بالشَّرِّ:اشْتَمَلَتْ بهِ ،فلَمْ تَدَعْ أَحَدًا إِلاّ ضَمَّتْهُ ،و هو مَجَازٌ،و مِنْهُ قولُ رُؤْبَهَ :

إِنّا إِذَا أَمْرُ العِدَی تَنَزَّعَا

و أَجْمَعَتْ بالشَّرِّ أَنْ تَلَفَّعَا

و المُتَلَفِّعُ (1):الأَشْیَبُ ،و هو مَجَازٌ.

و لَفَعَتْهُ النّارُ:شَمِلَتْهُ من نواحِیهِ ،و أَصابَهُ لَهِیبُها،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و یَجُوزُ أَنْ تَکُونَ العَیْنُ بَدَلاً مِن حاءِ لَفَحَتْهُ النّارُ، و قَوْلُ کَعْبِ :

و قَدْ تَلَفَّعَ بالقُورِ العَساقِیلُ (2)

أَرادَ تَلَفَّع القُورُ بالعَسَاقِیلِ ،و العَسَاقِیلُ :السَّرابُ ،و القُورُ:جَمْعُ قارَهٍ ،فقَلَبَ و اسْتَعَارَ.

و الْتَفَعَتِ الأَرْضُ :اسْتَوَتْ خُضْرَتُها و نَبَاتُهَا،و هو مَجَازٌ، و فی الصِّحاحِ ،اخْضارَّتْ .

و تَلَفَّعَ المالُ :نَفَعَهُ الرَّعْیُ ،و قالَ اللَّیْثُ :إِذا انْتَفَعَ المالُ بِما یُصِیبُ مِنَ المَرْعَی قِیلَ :قَدْ تَلَفَّعَتِ الإِبِلُ و الغَنَمُ .

و تَلَفَّعَ الشَّجَرُ بالوَرَقِ :تَغَطَّی بهِ ،و هو مَجَازٌ.

و تَلَفَّعْنَا عَلَی جَیْشِهِم:اشْتَمَلْنَاهُ و اسْتَجَلْناه (3)،و هو مَجَازٌ،و منه قَوْلُ الحُطَیْئَهِ :

و نَحْنُ تَلَفَّعْنَا عَلَی عَسْکَرَیْهِمُ

جِهارًا و ما طِبِّی ببَغْیٍ و لا فَخْرِ

و لُفَاعٌ ،کغُرَابٍ :مَوْضِعٌ ،نَبَّهَ عَلَیْهِ الصّاغَانِیُّ فی الَّذِی بَعْدَه (4)،و قَلَّدَه المُصَنِّفُ ،و لم یَذْکُرْه هُنَا.

لقع

لَقَعَ ،کمَنَعَ ، لَقَعاناً ،بالفَتْحِ : مَرَّ مُسْرِعاً ،و مِنْهُ قولُ الرّاجِزِ:

صَلَنْقَعٌ بَلَنْقَعُ

وَسْطَ الرِّکابِ یَلْقَعُ

و لَقَعَ الشَّیْ ءَ لَقْعاً : رَمَی بِهِ ،و یُقَالُ : لَقَعَه بِشَرٍّ،و مَقَعَهُ :

رمَاهُ بهِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : « فلَقَعَهُ ببَعْرَهٍ ». أَیْ :رَمَاهُ بِهَا.

و لَقَعَ فُلاناً بِعَیْنِه:أَصَابَهُ بِها ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ ابنِ مَسْعُودٍ:

قالَ رَجُلٌ عِنْدَه:«إِنَّ فُلاناً لَقَعَ فَرَسَکَ ،فهُوَ یَدُورُ کأَنَّه فِی فَلَکٍ ». أَیْ :رَمَاهُ بعَیْنِه،و أَصابَهُ بِها،فأَصَابَهُ دُوَارٌ،و

17- فی حَدِیثِ سالِمِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عُمَرَ: «أَنَّه خَرَجَ مِنْ عِنْدِ هِشَامٍ ،فأَخَذَتْه قَفْقَفَهٌ -أَیْ :رِعْدَهٌ -فقالَ :أَظُنُّ الأَحْوَلَ لَقَعَنِی بِعَیْنِه». أَی:أَصابَنِی،یَعْنِی هِشَاماً،و کانَ أَحْوَلَ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:و لَمْ یُسْمَع اللَّقْعُ إِلاّ فِی إِصابَهِ العَیْنِ ،و فی البَعْرَهِ .

قُلْتُ :و قَدْ صَحَّفَه العُزَیزِیّ قَالَ :لَبَعَه بَبَعْرَهٍ ،بالبَاءِ المُوَحَّدَهِ ،و قد سَبَقَت الإِشَارَهُ إِلیه.

و لَقَعَتِ الحَیَّهُ :لَدَغَتْ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و المِلْقَاعُ ،بالکَسْرِ :المَرْأَهُ الفَاحِشَهُ فِی الکَلامِ .

ص:437


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«الملتفع».
2- (2) دیوانه،و صدره: کأن أوبَ ذراعیها و قد عرقت.
3- (3) فی الأساس:و استبحناه.
4- (4) و قیده یاقوت لُقاع بالقاف أیضاً،موضع بالیمامه.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : اللَّقّاعُ کشَدَّادٍ (1):الذُّبابُ زادَ غَیْرُه:الأَخْضَرُ الَّذِی یَلْسَعُ النّاسَ ،واحِدَتُه لَقّاعَهٌ ،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ

إِذا غَرَّدَ اللَّقَّاعُ فِیها لِعَنْتَرٍ

بمُغْدُوْدِنٍ مُسْتَأْسِدِ النَّبْتِ ذِی خَبْرِ

قالَ :العَنْتَرُ:ذُبَابٌ أَخْضَرُ،و الخَبْرُ:السِّدْرُ البَرِّیُّ و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : لَقْعُهُ :أَخْذُهُ الشَّیْ ءَ بمُتْکِ أَنْفِه مِنْ عَسَلٍ و غَیْرِه.

و اللِّقَاعُ ککِتَابٍ :الکِسَاءُ الغَلیظُ نَقَلَه اللَّیْثُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ بالفَاءِ،و قد ذُکِرَ.

و لُقَاعٌ ، کغُرابٍ :ع قالَ بِشْرُ بْنُ أَبِی خازِمٍ :

عَفَا رَسْمٌ بِرامَهَ فالتِّلاعِ

فکُثْبَانِ الجَفِیرِ إِلی لُقَاعِ

أَو هُوَ تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ بالفاءِ نَبَّه علیه الصّاغَانِیُّ ، و لَوْ قالَ :و صَوَابُهُما بالفاءِ لَکانَ أَخْصَرَ و أَجْمَعَ بینَ قَوْلَیِ الأَزْهَرِیِّ و الصّاغَانِیِّ .

و اللُّقَعَهُ کهُمَزَهٍ :مَنْ یَلْقَعُ (2)،أَیْ : یَرْمِی بالکَلامِ و لا شَیْ ءَ عِنْدَه وراءَ ذلِکَ الکَلامِ ،قالَهُ أَبو عُبَیْدَهَ ،و نَصُّه:وَراءَ الکَلامِ .

و التِّلِقّاعُ و التِّلِقّاعَهُ ،مَکْسُورَتَی الّلام مُشَدَّدَتَی القافِ :

الکَثِیرُ الکَلامِ ،أَو العُیَبَهُ ،و لا نَظِیرَ لِلأَخِیرِ إِلاّ تِکِلاّمَهٌ ، و امْرَأَهٌ تِلِقّامَهٌ کذلِکَ .

و اللُّقَّاعَهُ کرُمّانَهٍ :الأَحْمَقُ .

و (3)قِیلَ : المُلَقِّبُ للنّاسِ بأَفْحَشِ الأَلْقَابِ کالتِّلِقّاعَهِ فِیهِمَا أَی فی الحُمْقِ و التَّلْقِیبِ ،کَمَا هُوَ المَفْهُومُ من عِبَارَهِ العُبَابِ ،فعَلَی هذا کانَ الأَوْلَی أَنْ یَقُولَ :«و الملَقِّبُ لِلنّاسِ »بواوِ العَطْفِ ،کما فَعَلَه الصّاغانِیُّ .

و قالَ اللَّیْثُ :التِّلِقّاعَهُ : الرَّجُل الدّاهِیَهُ الّذِی یَتَلَقَّعُ بالکَلامِ ،أَیْ :یَرْمِی بهِ رمْیاً و قالَ غَیْرُه:هُوَ الدّاهِیَهُ المُتَفَصِّحُ . و قِیلَ :هُوَ الحاضِرُ الجَوَابِ ،و هذا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قیلُ :الظَّرِیفُ اللَّبِقُ ،و قِیلَ :هُوَ الکَثِیرُ الکَلامِ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

فباتَتْ یُمَنِّیها الرَّبیعَ و صَوْبَهُ

و تَنْظُرُ مِنْ لُقّاعَهِ ذی تَکاذُبِ

و أَنْشَدَ غَیْرُه لأَبِی جُهَیْمَهَ الهذلِی (4):

لَقَدْ لاعَ مِمّا کانَ بَیْنِی وَ بَیْنَه

و حَدَّثَ عَنْ لُقّاعَهٍ ،و هْوَ کاذِبُ

و یُقَال: فِی کَلامِه لُقّاعاتٌ ،بالضّمِّ مُشَدَّدَهً :إِذا تَکَلَّم بأَقْصَی حَلْقِه کَما فِی العُبَابِ .

و الْتُقِعَ لَوْنُه مَجْهُولاً :ذَهَبَ و تَغَیَّرَ ،عَنِ اللِّحْیَانِیِّ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و کَذَا الْتُفِعَ (5)،و امْتُقِعَ ،و الْتُمِعَ ،و نُطِعَ ، و انْتُطِعَ ،و اسْتُنْطِعَ ،کلُّه بمَعْنًی واحِدٍ.

و لا قَعَنِی بالکَلامِ ،فلَقَعْتُه أَی: غَالَبَنِی بهِ فَغَلَبْتُه ،قالَهُ اللِّحْیَانِیُّ .

و قالَ أَبو عُبَیْدَهَ (6)امْرَأَهٌ مِلْقَعَهٌ ،کمِکْنَسَهٍ :فَحّاشَهٌ فی الکَلامِ ،و أَنْشَدَ:

و إِنْ تَکَلَّمْتِ فکُونِی مِلْقَعَهْ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

لَقَعَهُ لَقْعَاً :عابَهُ ،بالمُوَحَّدَهِ ،نقَلَه ابنُ بَرِّیّ .

و رَجُلٌ لُقّاعٌ کرُمّانٍ ،و لُقّاعَهٌ :یُصِیبُ مَواقِعَ الکَلامِ .

و اللُّقَاعُ ،کغُرابٍ الذُّبَابُ ،لُغَهٌ فی اللَّقّاعِ کشَدّادٍ، واحِدَتُه لَقاعَهٌ ،کما فی اللِّسَانِ .

و تَلَقَّعَ بالکَلامِ :رَمَی بهِ .

لکع

اللُّکَعُ ،کصُرَدٍ:اللَّئِیمُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هُوَ قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو.

و قِیلَ :هُوَ العَبْدُ ،و هُوَ قَوْلُ أَبِی عُبَیْدٍ،زادَ الجَوْهَرِیُّ :

الذَّلِیلُ النَّفْسِ .

ص:438


1- (1) فی اللسان: [1]اللَّقَّاعُ و اللُّقاعُ .
2- (2) فی التهذیب:یتلقع.
3- (3) زیاده عن القاموس. [2]
4- (4) کذا بالأصل و فی اللسان: [3]الذهلی.
5- (5) زید فی التهذیب:و استُفِع،بالفاء،و استفع من السفعه و هی الشحوب و السواد،کما فی التهذیب سفع.
6- (6) عن التهذیب و بالأصل«أبو عبید».

و قِیلَ :هُوَ الأَحْمَقُ قَالَهُ ابن دُرَیْدٍ.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : اللُّکَعُ : مَنْ لا یَتَّجِهُ لِمَنْطِقٍ و لا غَیْرِه ،و هُوَ العَیِیُّ .

و قِیلَ : اللُّکَعُ : المُهْرُ.

و یُقَالُ للصَّبِیِّ الصَّغِیر أَیْضاً: لُکَعٌ ،و مِنْهُ

3,2,14- حَدِیثُ أَبی هُرَیْرَهَ : «أَ ثَمَّ لُکَعُ »؟یعنی الحَسَنَ أَو الحُسَیْنَ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُما. کَمَا فِی الصِّحاحِ (1)،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:فإِنْ أُطْلِقَ عَلَی الکَبِیر أُرِیدَ بهِ الصَّغِیر فی العِلْمِ و العَقْلِ ،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ الحَسَنِ : «قالَ لرَجُلٍ :یا لُکَعُ ». یریدُ یا صَغِیراً فی العِلْمِ ، و قالَ الأَزْهَرِیُّ :القَوْلُ قولُ الأَصْمَعِیِّ ،أَلا تَرَی

2,15,14- أَنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم دَخَلَ بَیْتَ فاطِمَهَ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا،فقالَ :أَیْنَ لُکَعُ ؟أَرَادَ الحَسَنَ . و هُو الصَّغِیر،أَرادَ أَنَّه لِصِغَرِه لا یَتَّجِهُ لِمَنْطِقٍ ،و ما یُصْلِحُه،و لَمْ یُرِدْ أَنَّه لَئِیمٌ أَو عَبْدٌ.

و

16- فی حَدِیثٍ آخرَ: «یَأْتِی زَمانٌ یَکُونُ أَسْعَدَ النّاسِ فیهِ لُکَعُ بنُ لُکَعَ (2). قِیلَ :أَرادَ اللَّئِیمَ ،و قِیلَ : الوَسِخ ،و سُئلَ عَنْه بِلالُ بنُ جَرِیرٍ فقالَ :هو فی لُغَتِنَا الصَّغیرُ،و قالَ اللَّیْثُ : اللُّکَعُ :أَصْلُه وَسِخُ القُلْفَه،ثُمَّ جُعلَ للَّذی لا یُبِینُ الکَلامَ .

و یُقَالُ و فی الصِّحاحِ :و تَقُولُ فی النِّدَاءِ:یا لُکَعُ ، و للاثْنَیْنَ :یا ذَوَیْ لُکَعَ .و لا یُصْرَفُ لُکَعُ فی المَعْرِفَه؛لأَنَّهُ مَعْدُولٌ من أَلْکَعَ .

و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ : یُقَالُ للفَرَسِ الذَّکَرِ: لُکَعٌ ،و للأُنْثَی لُکَعَهٌ ،و هذا یَنْصَرِفُ فی المَعْرِفَه؛لأَنَّه لَیْسَ کذلکَ ،و فی الصِّحاحِ :لَیْسَ ذلکَ ، المَعْدُول الَّذی یُقَالُ للمُؤَنَّثِ منه:

لَکَاعِ ،و إِنّمَا هُوَ کصُرَدٍ و نُغَرٍ،و نَقَلَ ابنُ بَرِّیّ عن الفرَّاءِ قالَ :قالوا فی النِّدَاءِ لِلرَّجُلِ :یا لُکَعُ ،و للْمَرْأَهِ :یا لَکاعِ ، و للاثْنَیْنِ :یا ذَوَیْ لُکَعَ ،و قَدْ لَکِعَ لَکَاعَهً ،و زَعَمَ سیبَوَیْه أَنَّهُمَا لا یُسْتَعْمَلانِ إِلا فی النِّدَاءِ،قال و لا یُصْرَفُ لَکَاعِ فی المَعْرِفَهِ ؛لأَنَّه مَعْدُولٌ مِنْ لُکَع (3).

و لَکِعَ عَلَیْهِ الوَسَخُ ،کفَرِحَ :لَصِقَ بهِ و لَزِمَه ،نَقَلَهالجَوْهَرِیُّ عنِ الأَصْمَعِیِّ ،و کَذلِکَ :لَکِثَ (4)و لَکِدَ.

و قالَ اللَّیْثُ : لَکِعَ فُلانٌ لَکْعاً ،و لَکَاعَهً :لَؤُمَ هکَذَا فی العُبَابِ ،و ضُبِطَ فی الصِّحاحِ لَکُعَ لَکَاعَهً ،کَکَرُمَ کَرَامَهً ، و هُو أَلْکَعُ لُکَعُ ،و مَلْکَعَانُ ،الثّانِی کصُرَدٍ،کَذا هُوَ نَصُّ اللَّیْثِ (5)،و فی النُّسَخِ : أَلْکَعُ ،و لُکَعُ ،و مَلْکَعَانُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرّیِّ فی المَلْکَعَانِ :

إِذا هَوْذِیَّهٌ وَلَدَتْ غُلاماً

لسِدْرِیٍّ فذلِکَ مَلْکعانُ

و

16- فی حَدِیثٍ : «إِنَّا أَهْلَ البَیْتِ لا یُحِبُّنا أَلْکَعُ » (6).

قالَ اللَّیْثُ : و بَعْضٌ یَقُولُ فی النِّداءِ و غَیرِه:هُوَ مَلْکَعانُ و هِیَ مَلْکَعَانَهٌ بالهَاءِ،أَوْ لا یُقَالُ : مَلْکَعَانٌ إِلاّ فِی النّدَاءِ ، یُقَال:یا مَلْکَعَانُ یا مَخْبَثَانُ یا مَحْمَقَانُ یا مَرْقَعانُ یا مَلأَمانُ ، نَقَلَهُ اللَّیْثُ عن بَعْضِ النَّحْوِیِّینَ ،و منه

17- قَوْلُ الحَسَنِ لِرَجُلٍ (7):«یا مَلْکَعانُ لِمَ رَدَدْتَ شَهَادَهَ هذَا؟». قِیلَ :أَرادَ حَدَاثَهَ سِنِّهِ ،أَو صِغَرَهُ فِی العِلْمِ ،و المِیمُ و النُّونُ زائِدَتَانِ .

و امْرَأَهٌ لَکاعِ ،کقَطامِ :لَئِیمَهٌ قالَ الشّاعِرُ:

عَلَیْکِ بأَمْرِ نَفْسِکِ یا لَکاعِ

فَما مَنْ کانَ مَرْعِیًّا بِراعِ (8)

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ،و هُوَ الحُطَیْئَهُ و قالَ أَبُو الغَرِیبِ (9)النَّصْرِیُّ :

أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِی

إِلَی بَیْتٍ قَعِیدَتُه لَکاعِ

و

17- فی حَدِیثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّه قالَ لِمَوْلاهٍ لَهُ أَرادَتِ الخُرُوجَ مِنَ المَدِینَهِ :«اقْعُدِی لَکَاعِ ».

و اللَّکُوعُ ،و اللَّکِیعُ ، کصَبُورٍ،و أَمِیرٍ:اللَّئِیمُ الدَّنِیءُ، و الأَحْمَقُ ،قالَ رُؤْبَهُ :

ص:439


1- (1) و الذی فی النهایه: [1]أنه علیه السلام جاء یطلب الحسن بن علی قال: أ ثمَّ لکع ؟.
2- (2) فی التهذیب:أسعد الناس فی آخر الزمان لکع ابن لکع.
3- (3) فی اللسان: [2]أَلکع.
4- (4) عن اللسان و بالأصل«لکت»و فی اللسان:اللَّلَثُ الوسخ من اللبن یجمد علی حرف الإناء فتأخذه بیدک.
5- (5) و مثله فی التهذیب،و بحذف«واو»ملکعان أیضاً.
6- (6) الأصل و اللسان،و [3]فی النهایه:اللُّکَعُ و المحبوسُ .
7- (7) هو إیاس بن معاویه کما فی اللسان. [4]
8- (8) فی الأساس:«کراعی».
9- (9) کذا وردت العباره بالأصل،و لعل الصواب:و قال فی اللسان: [5]هو أبو الغریب النصری،فالبیت فی اللسان [6]منسوباً لأبی الغریب.

لا أَبْتَغِی فَضْلَ امْرِیءٍ لَکُوعِ

جَعْدِ الیَدَیْنِ لَحِزٍ مَنُوعِ

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ :

فأَنْتَ (1)الفَتَی ما دَامَ فِی الزَّهَرِ النَّدَی

و أَنْتَ إِذا اشْتَدَّ الزَّمَانُ لَکُوعُ

و بَنُو اللَّکیعَهِ ،کسَفِینَهٍ : قَوْمٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و أَنْشَدَ لِعَلِیِّ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ عَبّاسٍ :

هُمُ حَفِظُوا ذِمارِی یَوْمَ جَاءَتْ

کَتائِبُ مُسْرِفٍ وَ بنِی اللَّکِیعَهْ

أَرادَ بمُسْرِفٍ مُسْلِمَ بنَ عُقْبَهَ المُرِّیَّ ،صاحِبَ وَقْعَهِ الحَرَّهِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المَلاکِیعُ :ما یَخْرُجُ مِنَ البَطْنِ مَعَ الوَلَدِ مِنْ سُخْدٍ و صاءَهٍ و غَیْرِهَا.

و اللَّکْعُ ،کالمَنْعِ :اللَّسْعُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .یُقَالُ : لَکَعَتْهُ العَقْرَبُ تَلْکَعُه لَکْعاً ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

إِذا مُسَّ دَبْرُهُ لَکَعَا

قُلْتُ :هُو لِذِی الإِصْبَعِ العَدْوانِیِّ ،و صَدْرُه:

إِمَّا تَرَیْ نَبَلَهُ فخَشْرَمُ خَشَّاءَ..

یَعْنِی نَصْلَ السَّهْمِ ،و وُجِدَ فی هامِشِ الصِّحاحِ بخَطِّ أَبِی سَهْلِ بالحُمْرَهِ صَدْرُه:

نَبْلُه صِیغَهٌ کخَشْرَمِ خَشّاءَ

و هُوَ سَهْوٌ (2).

و اللَّکْعُ : الأَکْلُ و الشُّرْبُ ،کما فی العُبابِ .

و اللَّکْعُ : النَّهْزُ فی الرَّضاعِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اللِّکْعُ بالکَسْر:القَصِیرُ ،قالَ أَبُو الرُّبَیْسِ (3)الثَّعْلَبِیُّ :

یَرَی البُخْلَ بالمَعْرُوفِ کَسْباً و کَسْعُهُ

أَولاتِ الذی بالغَبْرِ لِکْعٌ کناتِرُ

و اللُّکَاعُ کغُرابٍ :فَرَسُ ذِی اللِّبْدَهِ زَیْدِ بنِ عَبّاس بن عامِرٍ،کما فی التَّکْمِلَهِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اللُّکَعُ ،کَصُرَدٍ:الجَحْشُ الرّاضِعُ ،قالَهُ نُوحُ بنُ جَرِیرٍ حِینَ سُئِلَ عن الحَدِیثِ الَّذِی تَقَدَّمَ ،قالَ :نَحْنُ أَرْبَابُ الحُمُرِ،نَحْنُ أَعْلَمُ بهِ .

و اللَّکِیعَهُ :الأَمَهُ اللَّئِیمَهُ ،کاللَّکْعَاءِ.

و رَجُلٌ لَکُوعٌ ،کصَبُورٍ:ذَلِیلٌ عَبْدُ النَّفْسِ .

و رَجُلٌ لَکاعٌ ،کسَحَابٍ :لَئِیمٌ ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ سَعْدٍ (4):

«أَرَأَیْتَ إِنْ دَخَلَ رَجُلٌ بَیْتَه،فرَأَی لَکاعاً (5)قَدْ تَفَخَّذَ امْرَأَتَه، أَفَیَذْهَبُ فیُحْضِرُ أَرْبَعَهَ شُهَدَاءَ؟». جَعَلَ لَکاعاً 5صِفَهً للرَّجُلِ نَعْتاً عَلَی فَعالٍ ،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:فلَعَلَّهُ أَرادَ لُکَعاً .

و الأَلاکِعُ :جَمْعُ الأَلْکَعِ ،و قِیلَ :جَمْعُ الجَمْعِ ،قالَ الرّاجِزُ:

فأَقْبَلَتْ حُمُرُهُمْ هَوَابِعَا

فی السِّکَّتَیْنِ تَحْمِلُ الأَلاکِعَا

کَسَّرَه تَکْسِیرَ الأَسْمَاءِ حِینَ غَلَبَ .

و نَقَلَ ابنُ بَرِّیّ عَن الفَرّاءِ قالَ :تَثْنِیَهُ لَکاعِ [و جَمْعُه] (6)أَنْ یَقُولَ :یا ذَوَاتَیْ لَکِیعَهَ أَقْبِلاَ،و یا ذَوَاتِ لَکِیعَهَ أَقْبِلْنَ .

و قَالَ أَبُو نَهْشَلٍ :یُقَالُ :هُوَ لُکَعٌ لاکِعٌ للضَّیِّقِ الصَّدْرِ، القَلِیلِ الغَنَاءِ،الَّذِی تُؤَخِّرُهُ الرِّجَالُ عَنْ أُمُورِهَا،فلا یَکُونُ لَهُ مَوْقِعٌ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :یُقَالُ للرَّجُلِ إِذا کانَ خَبِیثَ الفِعَالِ شَحِیحاً قَلِیلَ الخَیْرِ:إِنَّه لَلَکُوعٌ .

و اللُّکَعُ ،کصُرَدٍ:الَّذِی لا یُبِینُ الکَلامَ .

و لَکَعَ الرَّجُلَ :أَسْمَعَه ما لا یَجْمُلُ ،عَلَی المَثَلِ ،عن الهَجَرِیِّ .

و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ :إِذا سَقَطَتْ أَضْرَاسُ الفَرَسِ فَهُوَ لُکَعٌ

ص:440


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]أنت الفتی»و فیهما«و أنشد اللیث»و التکمله مثلهما أیضاً.
2- (2) کذا،و هی روایه أخری،انظر اللسان«خشش».
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل،أبو الریش.
4- (4) فی النهایه« [2]سعد بن عُباده»و فی اللسان« [3]سعد بن معاذ».
5- (5) ضبطت بالقلم فی اللسان [4]بالضم،و نبه مصححه بهامشه إلی تنظیر الشارح لها کسحابٍ .
6- (6) زیاده عن اللسان،عن هامشه.

[و الأنثی لُکَعه ] (1)،و إِذا سَقَطَ فَمُه فَهُو الأَلْکَعُ .

و اللُّکَاعَهُ بالضَّمِّ :شَوْکَهٌ تُحْتَطَبُ ،لَهَا سُوَیْقَهٌ قَدْرُ الشِّبْرِ، لَیِّنَهٌ کأَنَّهَا سَیْرٌ،و لَهَا فُرُوعٌ مَمْلُوءَهٌ شَوْکاً،و فی خِلالِ الشَّوْکِ وُرَیْقَهٌ لا بالَ بِهَا،تَنْقَبِضُ ثُمَّ یَبْقَی الشَّوْکُ ،فإِذا جَفَّتِ ابْیَضَّتْ ،کما فِی اللِّسَانِ .

لمع

لَمَعَ البَرْقُ ،کمَنَعَ ، لَمْعاً ،بالفَتْحِ ، و لَمَعاناً ، مُحَرَّکَهٌ ،أَیْ : أَضاءَ، کالْتَمَعَ ،و کَذلِکَ الصُّبْحُ ،یقال:بَرْقٌ لامِعٌ و مُلْتَمِعٌ ،و کَأَنَّه لَمْعُ بَرْقٍ ،و بَرْقٌ لَمّاعٌ ،کشَدّادٍ،و بُرُقٌ لُمَّعٌ و لَوَامِعُ .

و قالَ ابنُ بُزُرْجَ : لَمَعَ بالشَّیْ ءِ لَمْعاً : ذَهَبَ بهِ ،قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :

عَیْثی بلُبِّ ابْنَهِ المَکْتُومِ إِذْ لَمَعَتْ

بالرّاکِبَیْنِ عَلَی نَعْوَانَ أَنْ یَقَعا (2)

عَیْثی بمَنْزِلَهِ :عَجَباً و مَرْحَی.

و مِنَ المَجَازِ: لَمَعَ الرَّجُلُ بِیَدِه:أَشارَ و کَذا بِثَوْبِه و سَیْفِه،و کذلِکَ أَلْمَعَ ،و لَمَعَ أَعْلَی،و قِیلَ :أَشارَ لِلإِنْذارِ، و هُوَ:أَنْ یَرْفَعَهُ و یُحَرِّکَهُ ،لِیَراهُ غَیْرُهُ ،فیَجِیءَ إِلَیْهِ ،قالَ الأَعْشَی:

حَتَّی إِذا لَمَعَ الدَّلِیلُ بثَوْبِهِ

سُقِیَتْ و صَبَّ رُوَاتُهَا أَوْشَالَهَا (3)

و قَدْ لا یُحْتَاجُ إِلَی ذِکْرِ الیَدِ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ زَیْنَبَ : «رآهَا تَلْمَعُ مِنْ وَراءِ حِجَابٍ ». أَیْ :تُشِیرُ بیَدِهَا.

و مِنَ المَجَازِ: لَمَعَ الطّائِرُ بجَنَاحَیْهِ لَمْعاً :حَرَّکَهُمَا فی طَیَرَانِه،و خَفَقَ بهِمَا،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ: «إِنْ أَرَ مَطْمَعِی فَحِدَوٌّ تَلَمَّعْ (4)،و إِلاّ أَرَ مَطْمَعِی فوَقّاعٌ بصُلَّع». و أَرادَ بالحِدَوِّ الحِدَأَهَ بلُغَهِ أَهْلِ مَکَّهَ .

و لَمَعَ فُلان البابَ ،أَی: بَرَزَ مِنْهُ ،قالَهُ شَمِر،و أَنْشَدَ:

حَتّی إِذا عَنْ کانَ فِی التَّلَمُّسِ

أَفْلَتَهُ اللّه بشِقِّ الأَنْفُسِ

مُلَمَّعَ البابِ رَثِیمَ المَعْطِسِ

عَنْ بمَعْنَی أَنْ .

و اللَّمَّاعَهُ ،مُشَدَّدَهً :العُقَابُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و اللّمّاعَهُ : الفَلاهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،زادَ الصّاغَانِیُّ :

الَّتِی یَلْمَعُ فِیها السَّرَابُ ،و نَصُّ ابنِ بَرِّیّ :الّتِی تَلْمَعُ بالسَّرَابِ ،و مِنْهُ قَوْلُ ابنِ أَحْمَرَ:

کَمْ دُونَ لَیْلَی مِنْ تَنُوفِیَّهٍ

لَمّاعَهٍ یُنْذَرُ فِیها النُّذُرْ

و اللَّمّاعَهُ : یافُوخُ الصَّبِیِّ ما دامَ لَیِّناً،کاللاّمِعَهِ ،کما فی العُبَابِ ،و الجَمْعُ اللَّوَامِعُ ،فإِذا اشْتَدَّ و عَادَ عَظْماً فیافُوخٌ ، کما فِی اللِّسَانِ .

و قالَ اللَّیْثُ : الیَلْمَعُ :اسمُ البَرْق الخُلَّب الّذِی لا یُمْطِرُ مِنَ السَّحَابِ ،و مِنْ ثَمَّ قالُوا:«أَکْذَبُ مِنْ یَلْمَعٍ ».

و الیَلْمَعُ : السّرابُ لِلَمِعانِه ، و یُشَبَّهُ به الکَذّابُ ،و فِی الصِّحاحِ :الکَذُوبُ ،و أَنْشَدَ لِلشاعِرِ:

إِذا ما شَکَوْتُ الحُبَّ کَیْمَا تُثِیبَنِی

بُودِّیَ قالَتْ :إِنّمَا أَنْتَ یَلْمَعُ

و الأَلْمَعُ و الأَلْمَعِیُّ ،و الیَلْمَعِیُّ ،الأَخِیران نَقَلَهُمَا الجَوْهَرِیُّ ،و نَقَلَ الصّاغَانِیُّ الأَوّلَ عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ،و زادَ صاحِبُ اللِّسَانِ الیَلْمَع : الذَّکِیُّ المُتَوَقِّدُ ،کَمَا فی الصِّحاحِ ،و زادَ غَیْرُه:الحَدِیدُ اللِّسَانِ و القَلْبِ ،و قِیلَ :هُوَ الدَاهِی الَّذِی یَتَظَنَّنُ الأُمُورَ فلا یُخْطِئُ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :

الأَلْمَعِیُّ :الخَفِیفُ الظَّرِیفُ ،و قالَ غَیْرُه:هُوَ الَّذِی إِذا لَمَعَ لَه أَوَّلُ الأَمْرِ عَرَفَ آخِرَهُ ،یَکْتَفِی بِظَنِّه دُونَ یَقِینهِ ،مَأْخُوذٌ مِنَ الَّلمْعِ ،و هُوَ الإِشَارَهُ الخَفِیَّهُ و النَّظَرُ الخَفِی،و أَنْشَدَ لاِؤَسِ بن حَجَرٍ-کما فی الصِّحاحِ و التَّهْذِیب و یُرْوَی لِبشْر بنِ أَبِی خازِمٍ یَرْثِی فُضالَهَ بنَ کَلَدَهَ -کما فِی العُبَابِ :

إِنّ (5)الّذِی جَمَعَ السَّمَاحَهَ و ال

نَّجْدَهَ و البِرَّ و التُّقَی جُمَعَا (6)

ص:441


1- (1) زیاده عن التهذیب.
2- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب و التکمله«یقفا»بالفاء.
3- (3) و یروی:أشوالها.
4- (4) کذا بالأصل و اللسان و [2]النهایه و قال فیها:أی تختطف الشیء فی انقضاضها...و یروی:تَلْمَعُ من لمع الطائر بجناحیه إذا خفق بهما.
5- (5) من أبیات فی الکامل للمبرد 1400/3 نسبها لأوس بن حجر یرثی فضاله بن کلده أحد بنی أسدِ بن خزیمه.و هی فی دیوانه ص 53-55 و التعازی و المراثی ص 30.
6- (6) عجزه فی الکامل: و النجده و الحزم و القوی جمعا.

الأَلْمَعِیُّ الَّذِی یَظُنُّ بِکَ الظَّ

نَّ کَأَنْ قَدْ رَأَی وَ قَدْ سَمِعَا

قالَ الجَوْهَرِیّ :نُصِبَ الأَلْمَعِیُّ بفِعْلٍ مُتَقَدِّمٍ ،و فی العُبَابِ :یُرْفَعُ الأَلْمَعِیُّ بخَبَرِ إِنَّ ،و یُنْصَبُ نَعْتاً لِلَّذِی جَمَعَ ، و یَکُونُ خَبَرُ إِنَّ -بَعْدَ خَمْسَهِ أَبْیَاتٍ -:

أَوْدَی فلا تَنْفَعُ الإِشاحَهُ مِنْ أَمْ

رٍ لِمَنْ قَدْ یُحَاوِلُ البِدَعَا

و شاهِدُ الأَخِیرِ قَوْلُ طَرَفَهَ -أَنْشَدَه الأَصْمَعِیُّ -:

و کائِنْ تَرَی مِنْ یَلْمَعِیٍّ مُحَظْرَبٍ

و لَیْسَ لَه عِنْدَ العَزَائِمِ جُولُ

قُلْتُ :و أَمّا شاهِدُ الأَوَّلِ فقَوْلُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَیْرَهَ ،رضِیَ اللَّهُ عَنْهُ :-

و غَیَّرَنِی ما غار قَیْساً و مالِکاً

و عَمْراً و جوناً بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا (1)

قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ -فِیما نَقَلَ عَنْهُ أَبُو عَدْنَانَ -:یُقَالُ :هُوَ الأَلْمَعُ ،بمَعْنَی الأَلْمَعِیِّ ،قالَ :و أَرادَ مُتَمِّمُ بقَوْلِه أَلْمَعَا أَیْ جَوْناً (2)الأَلْمَعَ ،فحذَفَ الأَلِفَ و الَّلامَ ،و فی البَیْتِ وُجُوهٌ أُخَرُ یَأْتِی بَیانُهَا قَرِیباً.

و الیَلامِعُ من السِّلاحِ :ما بَرَق،کالبَیْضَهِ و الدِّرْعِ ، واحِدُهَا الیَلْمَعُ .

و حَکَی الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْثِ ،قالَ : الأَلْمَعِیُّ و الیَلْمَعِیُّ :

الکَذَّابُ مَأْخُوذٌ مِنَ الیَلْمَعِ ،و هُوَ السَّرَابُ (3)،قالَ الأَزْهَرِیُّ :

ما عَلِمْتُ أَحَدًا قالَ فی تَفْسِیرِ الیَلْمَعِیِّ مِنَ اللُّغَوِیِّینَ ما قَالَهُ اللَّیْثُ ،قال:و قد ذَکَرْنا ما قَالَهُ الأَئِمَّهُ فی الأَلْمَعِیِّ ،و هو مُتَقَارِب یُصَدِّقُ بَعْضُه بَعْضاً،قالَ :و الَّذِی قالَهُ اللَّیْثُ باطِل؛ لأَنَّه عَلَی تَفْسِیرِه ذَمٌّ ،و العَرَبُ لا تَضَعُ الأَلْمَعِیَّ إِلاّ فی مَوْضِعِ المَدْحِ ،و قالَ غَیْرُه: الأَلْمَعِیُّ و الیَلْمَعِیُّ :هُوَ المَلاّذُ،و هُوَ الّذِی یَخْلِطُ الصِّدْقَ بالکَذِبِ .

و اللُّمْعَهُ بالضَّمِّ :قِطْعَه مِنَ النَّبْتِ إِذَا أَخَذَتْ فِی الیُبسِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هُوَ مَجاز، ج : لِماعٌ ، ککِتاب ،و نُقِلَ عن ابنِ السِّکِّیتِ قالَ : لُمْعَهٌ قَدْ أَحَشَّتْ ،أَی:قَدْ أَمْکَنَتْ لأَنْ تُحَشَّ ،و ذلِکَ إِذا یَبِسَتْ ،و اللُّمْعَهُ :المَوْضِعُ الَّذِی یَکْثُرُ فیهِ الخَلَی،و لا یُقَالُ لَهَا لُمْعَه حَتّی تَبْیَضَّ ،و قِیلَ :لا تَکُونُ اللُّمْعَهُ إِلاّ مِنَ الطَّرِیفَهِ و الصِّلِّیانِ إِذا یَبِسَا،تَقُولُ العَرَبُ :

وقَعْنَا فِی لُمْعَهٍ مِنْ نَصِیٍّ و صِلِّیانٍ ،أَی:فی بُقْعَهٍ مِنْهَا ذاتِ وَضَحٍ ؛لِمَا نَبَتَ فِیهَا مِنَ النَّصِیِّ ،و تُجْمَعُ لُمَعاً .

و اللُّمْعَهُ : الجَمَاعَهُ مِنَ النّاسِ ،و الجَمْعُ لُمَعٌ ،و لماعٌ ، قالَ القَطامِیُّ :

زَمانَ الجَاهِلِیَّهِ کُلُّ حَیٍّ

أَبَرْنَا مِنْ فَصِیلَتِهِم لِماعَا

و اللُّمْعَهُ فِی غَیْرِ هذا: المَوْضِعُ :الَّذِی لا یُصِیبُه الماءُ فی الوضوءِ أَو الغُسْلِ ،و هُو مَجَاز،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «أَنَّه اغْتَسَلَ فرَأَی لُمْعَهً بمَنْکِبِه،فَدَلَکَهَا بِشَعْرِهِ ». أَرَادَ بُقْعَهً یَسِیرَهً مِنْ جَسَدِه.لَمْ یَنَلْهَا الماءُ،و هِیَ فی الأَصْلِ قِطْعَهٌ مِنَ النَّبْتِ إِذا أَخَذَتْ فی الیُبْسِ ،و

16- فی حَدِیثِ الحَیْضِ :

«فَرَأَی بهِ لُمْعَهً مِنْ دَمٍ ».

و مِنَ المَجَازِ: اللُّمْعَهُ : البُلْغَهُ مِنَ العَیْشِ یُکْتَفَی بهِ .

و اللُّمْعَهُ مِنَ الجَسَدِ :نَعْمَتُه،و بَرِیقُ لَوْنِه قالَ عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ العِبَادِیُّ :

تُکْذِبُ النُّفوسَ لُمْعَتُها

و تَحُورُ بعدُ آثارًا (4)

و من المَجَازِ: مِلْمَعَا الطّائِر،بالکَسْرِ:جَناحاهُ ،یُقَالُ :

خَفَقَ بمِلْمَعَیْهِ ،قالَ حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ رضِیَ اللّه عَنْهُ :

لَهَا مِلْمَعَانِ إِذَا أَوْغَفَا

یَحُثّانِ جُؤْجُؤَها بالوَحَی

أَوْغَفَا:أَسْرَعا،و الوَحَی:الصَّوْتُ ،أَرادَ حَفِیفَ جَناحَیْهَا.

و أَلْمَعَ الفَرَسُ و الأَتانُ ،و أَطْباءُ الَّلبُؤَهِ :إِذا أَشْرَفَ هکذا بالفاءِ فی سائِره النُّسَخِ ،و الصَّوابُ بالقافِ ،أَی أَشْرَقَ ضَرْعُها للحَمْلِ ،و اسْوَدَّتَ الحَلَمَتَانِ باللَّبَنِ ،قالَ

ص:442


1- (1) روایته فی المفضلیات،رقم 67. و غیرنی ما غال...و عمراً و جزءاً.
2- (2) کذا بالأصل و اللسان و التهذیب،و انظر ما تقدمت الإشاره إلیه فی الحاشیه السابقه.
3- (3) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:الشراب.
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:تکذب إلخ کذا بالأصل و اللسان و هو غیر متّزن،و لیحرر»و الذی فی التهذیب:تکذب النفوس.

الأَصْمَعِیُّ :إِذا اسْتَبانَ حَمْلُ الأَتَانِ و صارَ فِی ضَرْعِها لُمَعُ سَوَادٍ فَهِیَ مُلْمِع ،و قالَ فی کِتابِ الخَیْلِ :إِذا أَشْرَقَ ضَرْعُ الفَرَسِ للحَمْلِ قِیلَ : أَلْمَعَتْ ،قالَ :و یُقَالُ ذلِکَ لکُلِّ حافِرٍ،و للسِّباعِ أَیْضاً،و قالَ الأَزْهَرِیُّ : الإِلْماعُ فی ذَوَاتِ المِخْلَبِ و الحافِرِ:إِشْرَاقُ الضَّرْعِ ،و اسْوِدادُ الحَلَمَهِ باللَّبَنِ للحَمْلِ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لِلَبِیدٍ-رَضِیَ اللّه عنه-:

أَوْ مُلْمِعٌ وَ سَقَتْ لأَحَقَبَ لاحَهُ

طَرَدُ الفُحُولِ و ضَرْبُهَا و کِدَامُهَا

و قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ -رَضِیَ اللّه عنهُ -:

فَکَأَنَّهَا بَعْدَ الکَلالَهِ و السُّرَی

عِلْجٌ تُغَالِبُهُ قَذُورٌ مُلْمِعُ

القَذُورُ:الأَتانُ السَّیِّئَهُ الخُلُقِ .

و قالَ اللّیْثُ : أَلْمَعَتِ الشّاهُ بذَنَبِها،فَهِیَ مُلْمِعَهٌ و مُلْمِعٌ :

رفَعَتْهُ لیُعْلَمَ أَنَّهَا قَدْ لَقِحَتْ .

قال: و أَلْمَعَتِ الأُنْثَی :إِذا تَحَرَّکَ الوَلَدُ فِی بَطْنِهَا ، قولُه:و الأُنْثَی،لَیْسَ فی عِبَارَهِ اللَّیْثِ ،و إِنّما ساقَ هذِهِ العِبَارَهَ بَعْدَ قَوْلِه: أَلْمَعَت النّاقَهُ بذَنبِهَا،و هِیَ مُلْمِعٌ :رَفَعَتْهُ فعُلِمَ أَنَّهَا لاقِح،و هِی تُلْمِعُ إِلْماعاً :إِذا حَمَلَتْ ،ثُمَّ قالَ :

و أَلْمَعَتْ ،و هِیَ مُلْمِعٌ أَیْضاً:تحَرَّکَ وَلَدُهَا فی بَطْنِهَا،و لَمَعَ ضَرْعُهَا:[لَوَّنَ ] (1)عِنْدَ نُزُولِ الدِّرَّهِ فِیهِ ،و کأَنَّه فَرَّ مِنْ إِنْکَارِ الأَزْهَرِیِّ عَلَی اللَّیْثِ ،حَیْثُ قالَ :لَمْ أَسْمَعِ الإِلْمَاعَ فِی النّاقَهِ لغَیْرِ اللَّیْثِ ،إِنّمَا یُقَالُ للنّاقَهِ :مُضْرِعٌ ،و مُرْمِدٌ،و مُرِدٌّ، فقَوْلُه: أَلْمَعَتْ بذَنَبِهَا شَاذٌّ،و کلامُ العَرَبِ :شالَتِ النّاقَهُ بذَنَبِهَا بَعْدَ لِقاحِها،و شَمَذَتْ ،و اکْبارَّتْ (2)،فإِنْ فَعَلَتْ ذلِکَ مِنْ غَیْرِ حَبَلٍ قِیلَ :قَدْ أَبْرَقَتْ ،فَهِیَ مُبْرِقٌ ،و قد أَشَارَ إِلی مِثْلِ هذا الصّاغَانِیُّ فِی التَّکْمِلَهِ ،و ذَکَرَ إِنْکَارَ الأَزْهَرِیِّ ، و کذلِکَ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و أَمّا فِی العُبَابِ فسَکَتَ عَلَیْهِ ، و لَیْسَ فیهِ أَیْضاً لَفْظُ الأُنْثَی،و عَلَی کُلِّ حالٍ فکَلامُ المُصَنِّفِ لا یَخْلُو عَنْ نَظَرٍ خَفِیٍّ یُتَأَمَّلُ فِیهِ .

و قالَ أَبُو عَمْرو: أَلْمَعَ بالشَّیْ ءِ و أَلْمَأَ بهِ ، و کذا: أَلْمَعَ عَلیهِ :إِذا اخْتَلَسَه ،و قالَ ابنُ بزُرْجَ :سَرَقَهُ ،و قالَ غَیْرُه: أَلْمَعَ بِمَا فِی الإِناءِ مِنَ الطَّعَامِ و الشَّرَابِ :ذَهَبَ بهِ ،و بِهِ فُسِّرَ أَیْضاًقَوْلُ مُتَمِّم بن نُوَیْرَهَ السّابِقُ :

بالمُشَقَّرِ أَلْمَعَا

یَعْنِی ذَهَبَ بِهِمَا الدَّهْرُ،و الأَلِفُ للإِطْلاقِ ،و قِیلَ :أَرادَ [بقوله: أَلمعا ] (3)اللَّذَیْنِ مَعَاً،و هُوَ قَوْلُ أَبِی عَمْرٍو،و حُکِیَ عن الکِسَائِیِّ أَنَّه قال:أَرادَ مَعاً،فأَدْخَلَ الأَلِفَ و الّلامَ ، و کذلِکَ حَکَی مُحَمَّدُ بنُ حَبِیب عَنْ خالِدِ بنِ کُلْثُوم.

کالْتَمَعَهُ و تَلَمَّعَهُ یُقَالُ : الْتَمَعْنَا القَوْمَ ،أَی:ذَهَبْنَا بِهِمْ ، و مِنْهُ قَوْلُ ابنِ مَسْعُودٍ لِرَجُلٍ شَخَصَ بَصَرَه إِلی السّمَاءِ فی أَی:یُخْتَلَسُ و یُخْتَطَفُ بِسُرْعَهٍ و شاهِدُ الأَخِیرِ

16- قَوْلُ لُقْمَانَ بنِ عادٍ الَّذِی تَقَدَّمَ فی إِحْدَی الرِّوایَتَیْنِ : «فحِدَوٌّ، تَلَمَّعُ ». أَی:

تَخْتَطِفُ فِی انْقِضاضِها.

و البِلادُ:صارَتْ فِیها لُمْعَهٌ مِنَ النَّبْتِ ،و ذلِکَ حِینَ کَثُرَ کَلَؤُهَا،و اخْتَلَطَ کلأُ عامٍ أَوَّلَ بکَلإٍ العامِ ،نَقَلَه ابنُ السِّکِّیتِ .

و التَّلْمِیعُ فی الخَیْلِ :أَنْ یَکُونَ فی الجَسَدِ بُقَعٌ تُخَالِفُ سائِرَ لَوْنِهِ ،فإِذا کانَ فِیهِ اسْتِطالَهٌ فهُوَ مُوَلَّع،کَما فی الصِّحاحِ ،یُقَال:فَرَسٌ مُلَمَّعٌ ،و قد یَکُونُ التَّلْمِیعُ فی الحَجَرِ و الثَّوْبِ ،یَتَلَوَّنُ أَلْواناً شَتَّی،یُقَالُ :حَجَرٌ مُلَمَّعٌ ،و ثَوْبٌ مُلَمَّعٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

اللُّمُوعُ ،بالضَّمِّ ،و اللَّمِیعُ کأَمِیر،و التِّلِمّاعُ کتِکِلاّمٍ ، و التَّلَمُّع :الإِضاءَهُ ،قالَ أُمَیَّهُ بنُ أَبِی عائِذٍ الهُذَلِیُّ :

و أَعْفَتْ تِلِمَّاعاً بزَأْرٍ کأَنَّهُ

تَهَدُّمُ طَوْدٍ صَخْرُه یَتَکَلَّدُ (4)

و أَرْض مُلْمِعَه ،کمُحْسِنَه،و مُحَدِّثَهٍ ،و مُعَظَّمَهٍ : یَلْمَعُ فِیها السَّرَابُ ،و قَدْ أَلْمَعَتْ ،و لَمَعَتْ .

و خَدٌّ مُلْمَعٌ ،کمُکَرَمٍ :صَقِیلٌ .

و أَلْمَعَ إِلْماعاً :أَشارَ بِیَدِه،و أَلْمَعَتِ المَرْأَهُ بسِوارِهَا کذلِکَ .

ص:443


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) فی التهذیب:«و اکتارت»و زید أیضاً:و عَسَرت.
3- (3) زیاده عن التهذیب،و یفهم من عبارته أنه من قول شمر.و عناه فی التکمله لأبی عمرو.
4- (4) لم أجده فی دیوان الهذلیین فی شعر أمیه،و هو بهذه الروایه فی اللسان. [2]

و أَلْمَعَ الضَّرْعُ ،و تَلَمَّعَ :تَلَوَّنَ أَلْواناً عِنْدَ نُزُولِ الدِّرَّهِ فیهِ ، و هُوَ مَجَاز.

و اللُّمْعَهُ السَّوْدَاءُ،بالضَّمِّ ،حَوْلَ حَلَمَهِ الثَّدْیِ خِلْقَهً .

و قِیلَ : اللُّمْعَهُ :البُقْعَهُ مِنَ السَّوادِ خالِصَهً ،و قِیلَ :کُلُّ لَوْنٍ خالَفَ لَوْناً لُمْعَهٌ و تَلْمِیعٌ ،و شَیْ ءٌ مُلَمَّعٌ :ذُو لُمَعٍ ،قالَ لَبِید:

مَهْلاً أَبَیْتَ اللَّعْنَ لا تَأْکُلْ مَعَهْ

إِنّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ

و مِنْ ذلِکَ یُقَالُ للأَبْرَصِ : المُلَمَّعُ .

و اللَّمّاعَهُ مُشَدَّدَهً :الشّامُ ،و هُوَ

17- فِی حَدِیثِ عُمَرَ-رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ : -قَالَهُ لعَمْرِو بنِ حُرَیْثٍ حِینَ أَرادَ الشّامَ :«أَمَا إِنّهَا ضاحِیَهُ قَوْمِکَ ،و هیَ اللَّمّاعَهُ بالرُّکْبَانِ ». قالَ شَمِرٌ:سَأَلْتُ السُّلَمِیَّ و التَّمِیمِیَّ عَنْهَا،فقَالاَ جَمِیعاً: اللَّمّاعَهُ بالرُّکْبَانِ :

تَلْمَعُ بِهِمْ ،أَی:تَدْعُوهُم إِلَیْهَا و تَطَّبِیهِمْ .

و اللَّمْعُ :الطَّرْحُ و الرَّمْیُ .

و عُقابٌ لَمُوعٌ :سَرِیعَهُ الاخْتِطَافِ .

و الْتُمِعَ لَوْنُه،مَجْهُولاً:ذَهَبَ و تَغَیَّرَ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و حَکَی یَعْقُوبُ فی المُبْدَلِ : الْتَمَعَ مَعْلُوماً،قالَ :یُقَالُ للرَّجُلِ إِذا فَزِعَ مِنْ شَیْ ءٍ،أَو غَضِبَ ،أَو حَزِنَ فَتَغَیَّرَ لِذلِکَ لَوْنُه:قَدْ الْتَمَعَ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لِمالِکِ بنِ عَمْرٍو التَّنُوخِیِّ :

یَنْظُرُ فی أَوْجُهِ الرِّکابِ فَمَا

یَعْرِفُ شَیْئاً،فاللَّوْنُ مُلْتَمِعُ

و اللَّوامِعُ :الکَبِدُ،قالَ رُؤْبَهُ :

یَدْعَنُ مِنْ تَخْرِیقِهِ اللَّوامِعَا

أَوْهِیَهً لا یَبْتَغِینَ رافِعَا (1)

و یُقَالُ :ذَهَبَتْ نَفْسُهُ لِمَاعاً ،أَی:قِطْعَهً قِطْعَهً ،قالَ مَقّاسٌ :

بعَیْشٍ صالِحٍ ما دُمْتُ فِیکُمْ

و عَیْشُ المَرْءِ یَهْبِطُه لِماعَا

و لِماعٌ ،ککِتَابٍ :فَرَسُ عَبّادِ بنِ بَشِیرٍ،أَحَدِ بَنِی حارِثَهَ ،شَهِدَ عَلَیْهِ یَوْمَ السَّرْحِ .

و الیَلْمَعُ : الیَلْمَعِیُّ (2)،و هو الفَرّاسُ .

و یُقَالُ :ما بالدّارِ لامِعٌ :أَی:أَحَدٌ،و هو مَجازٌ.

و زِمامٌ لامِعٌ و لَمُوعٌ .

و تَلَمَّعَتِ السَّنَهُ ،کما قِیلَ :عامٌ أَبْقَعُ ،و هو مَجازٌ.

و اللُّمَعِیَّهُ ،بضمٍّ ففَتْحٍ (3):من مَخالِیفِ الطّائِفِ ،نَقَلَه یاقُوت.

لوع

اللَّوْعَهُ :حُرْقَهٌ فی القَلْبِ ،و أَلَمٌ یَجِدُه الإِنْسَانُ مِنْ حُبٍّ أَو هَمٍّ أَو مَرَضِ أَو حُزْنٍ ،أَو نَحْوِ ذلِکَ .

و قَدْ لاعَهُ الحُبُّ :أَمْرَضَهُ یَلُوعُه لَوْعاً ،فلاَعَ یَلاَعُ .

و یُقَال: أَتانٌ لاعَهُ الفُؤادِ إِلی جَحْشِها قالَ الأَصْمَعِیُّ :

أَی: لائِعَتُه،و هِیَ الَّتِی کأَنَّهَا وَلْهَی فَزْعَی (4)،و أَنْشَدَ للأَعْشَی:

مُلْمِعٍ لاعَهِ الفُؤادِ إِلی جَحْ

ش فَلاهُ عَنْهَا،فبِئْسَ الفالِی

یُقَالُ : لِعْتَ ،و أَنْتَ لائِعٌ ،کبِعْتَ و أَنْتَ بائِعٌ .

و عَدَنُ لاعَهَ :ه،بالیَمَنِ و هِیَ غَیْرُ عَدَنِ أَبْیَنَ ،و لاعَهُ هذِه:

د،فِی جَبَلِ صَیِرٍ (5)و عَدَنُ هذِه ه قَرْیَهٌ لَطِیفَهٌ تُضافُ إِلَیْهَا و سَیَأْتِی فِی النُّونِ إِنْ شاءَ اللّه تَعَالَی.

و لاعَ یَلاعُ و یَلُوعُ ،و هذِه عَنِ ابْنِ القَطّاعِ ، لَوْعَهً :جَزعَ أَو مَرِضَ ،و هُوَ لاعٌ ،و هُمْ لاعُونَ ،و لاعَهٌ ،و أَلْوَاعٌ .

و رَجُلٌ هاعٌ لاعٌ :جَبانٌ جَزُوعٌ ،کهائِعٍ لائِعٍ ،أَو حَرِیصٌ سَیِّیءُ الخُلُقِ ،و قَدْ لاعَ لَوْعاً ،و لُوُوعاً قُلْتُ :الَّذِی فِی الصِّحاحِ :رَجُلٌ هاعٌ لاعٌ ،أَی:جَبانٌ جَزُوعِ ،و قَدْ لاعَ یَلِیعُ ،و حَکَی ابنُ السِّکِّیتِ : لِعْتُ أَلاعُ ،و هِعْتُ أَهاعُ ،و امْرَأَهٌ هاعَهٌ لاعَهٌ ،و رَجُلٌ هائِعٌ لائِعٌ ،و فِی المُحْکَمِ :رَجُلٌ لاعٌ ، و لاعٍ :حَرِیصٌ سَیِّیءُ الخُلُقِ ،جَزُوعٌ عَلَی الجُوعِ و غَیْرِه، و قِیلَ :هُو الَّذِی یَجُوعُ قَبْلَ أَصْحابِه،و جَمْعُ اللاّعِ : أَلْواعٌ ، و لاعُونَ ،و امْرَأَهٌ لاعَهٌ ،و قَدْ لِعْتُ لَوْعاً و لاعاً،و لُوُوعاً ؛

ص:444


1- (1) کذا بالأصل«رافعا»بالفاء و فی دیوانه و اللسان ط دار المعارف:«راقعا» بالقاف.
2- (2) عباره الأساس:و رجل ألمعیّ و یلمعیّ :فرّاس.
3- (3) قیدها یاقوت بضم اللام و أهمل ضبط المیم.
4- (4) فی القاموس:«فزعاً»و فی اللِّسان:« [1]من الفزع».
5- (5) فی معجم البلدان«لاعه»:«صبر»بالباء الموحده.

کجَزِعْتُ جَزَعاً،حَکاهُ سِیبَوَیْه،و قالَ مَرَّهً : لِعْتَ و أَنْتَ (1)لائِعٌ ،کبِعْتَ و أَنْتَ بائِعٌ ،فوَزْنُ لِعْتَ عَلَی الأَوّلِ :فَعِلْتَ ، و وَزْنُه عَلَی الثّانِی:فَعَلْتَ .

و رَجُلٌ هاعٌ لاعٌ ،فهاعٌ :جَزُوعَ ،و لاعٌ :مُوجعٌ ،هذِه حِکایَهُ أَهْلِ اللَّغَهِ ،و الصَّحِیحُ :مُتَوَجِّعٌ ،لیُعَبَّرَ عن فاعِلٍ بفاعِلٍ ، و لَیْسَ لاعٌ بإِتْبَاع؛لِما (2)تَقَدَّمَ فی قَوْلِهم:«رَجُلٌ لاعٌ »دُونَ هاعٍ ،فلَوْ کانَ إِتْباعاً لَمْ یَقُولُوه إِلاّ مَعَ هاعٍ ،قالَ ابنُ بَرِّی:

الّذِی حَکاهُ سِیبَوَیْه: لِعْتُ أَلاعُ ،فهُوَ لاعٌ و لائِعٌ ،و لاعٌ عِنْدَه أَکْثَرُ،و أَنْشَدَ أَبو زَیْدٍ لمِرْدَاسِ بنِ حُصَیْنِ :

و لا فَرِحٌ بخَیْرٍ إِنْ أَتَاهُ

و لا جَزِعٌ مِنَ الحِدْثانِ لاعِ

و قالَ ابنُ بُزُرْجَ :یُقَالُ :لاَعَ یَلاعُ لَیعاً ،مِنَ الضَّجَرِ و الجَزَعِ و الحُزْنِ ،و هِیَ اللَّوْعَهُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :لاعَ یَلاعُ لَوْعَهً :إِذا جَزِعَ أَو مَرِضَ و[قال أَبو عبیده:] (3)رَجُلٌ هاعٌ لاعٌ ،و هائِعٌ لائِعٌ :إِذا کانَ جَبَاناً ضَعِیفاً.

و قَدْ یُقَال: لاعَنِی الهَمُّ و الحَزَنُ ، فالْتَعْتُ الْتِیاعاً ،و یُقَال:

لا تَلَعْ ،أَی:لا تَضْجَرْ.

و قالَ اللّیْثُ :رَجُلٌ هاعٌ لاعٌ ،أَی:حَرِیصٌ سَیِّئُ الخُلُقِ ، و الفِعْلُ مِنْهُ لاعَ یَلُوعُ لَوْعاً و لُوُوعاً ،و الجَمْعُ الأَلْواعُ و اللاّعُونَ .

و قالَ ابنُ القَطّاعِ -فِی تَهْذِیبِ الأَفْعَالِ -: لاعَ ، یَلاعُ و یَلِیعُ و یَلُوعُ ، لَوْعاً و لاعَهً :جَبُنَ ،و عَنِ الشَّیْ ءِ کَذلِکَ ، و أَیضاً:ساءَ خُلُقُه.

و لاعَ یَلاعُ لَوْعَهً ،و لاعَهُ الهَمُّ و الحَزَنُ ، لَوْعاً و لَوْعَهً :

أَحْرَقَهُ .

و لاعَ الرَّجُلُ :جاعَ .

و فی التَّهْذِیبِ -فی تَرْجَمَهِ «هوع»-:هِعْتُ أَهاعُ ، و لِعْتُ أَلاعُ ،هَیَعاناً و لَیَعَاناً :إِذا ضَجِرْتَ ،و قالَ عَدِیٌّ :

إِذا أَنْتَ فاکَهْتَ الرِّجَالَ فلا تَلَعْ

و قُلْ مِثْلَ ما قَالُوا،و لا تَتَزَنَّدِ (4)

و بِمَا أَوْرَدْنَا مِنْ نُصُوصِ الأَئِمَّهِ یَظْهَرُ لَکَ ما فِی عِبَارَهِ المُصَنِّفِ منَ القُصُورِ،و ما نَسَبَه إِلی ابْنِ القَطّاعِ لم یَتَفَرَّدْ بِه، فَتَأَمَّلْ .

قالَ اللَّیْثُ : و المَرْأَهُ اللاّعَهُ قد اخْتُلِفَ فِیها،قالَ أَبُو الدُّقَیْش:هیَ اللَّعَّهُ ،و قَد تَقَدَّمَ ذِکْرُها،و هِیَ الَّتِی تُغازِلُکَ و لا تُمَکِّنُکَ ،و قال أَبُو خَیْرَهَ :هِیَ اللاّعَهُ بهذا المَعْنَی.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : اللاَّعَهُ :المَرْأَهُ الحَدِیدَهُ الفُؤادِ الشَّهْمَهُ . و قالَ غَیْرُه: اللاَّعَهُ و اللَّعَّهُ :هی المَلِیحَهُ تُدِیمُ نَظَرَکَ إِلَیْهَا مِنْ جَمَالِها،و قِیلَ :مَلِیحَهٌ بَعِیدَهٌ مِنَ الرِّیبَهِ .

و لاعَتْهُ الشَّمْسُ :غَیَّرَتْ لَوْنَهُ : کأَلاعَتْهُ .

و اللَّوْعَهُ و الَّلعْوَهُ عَلَی القَلْبِ :السَّوادُ حَوْلَ حَلَمَهِ ثَدْیِ المَرْأَهِ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هُمَا لُغَتَانِ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

أَلْواعُ الثَّدْیِ :جَمْعُ لَوْعٍ ،و هُوَ:السَّوادُ الَّذِی عَلَی الثَّدْیِ ، و قالَ زِیادٌ الأَعْجَمُ :

کَذَبْتَ لَمْ تَغْذُهَا سَوْدَاءُ مُقْرِفَهٌ

بِلَوْعِ ثَدْیٍ کأَنْفِ الکَلْبِ دَمّاعِ

کاللَّوْلَعِ ،کجَوْهَرٍ،و هذِه عن ابْنِ عَبّادً.

و قَدْ أَلاعَ ثَدْیُهَا و أَلْعَی:إِذا تَغَیَّرَ الأُولَی عَنِ ابْنِ عَبّادٍ، و الثّانِیَهُ عن الأَزْهَریِّ .

و الالْتِیاعُ :الاحْتِرَاقُ مِنَ الهَمِّ ،کَمَا فِی العُبَابِ ،و فی الصِّحاحِ :مِنَ الشَّوْقِ .

قُلْتُ :و هُوَ مُطَاوِعُ لاعَهُ فالْتاعَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الّلاعَهُ :ما یَجِدْه الإِنْسَانُ لوَلَدِه أَوْ حَمِیمِه مِنَ الحُرْقَهِ و شِدَّهِ الحُبِّ ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ ابنِ مَسْعُودٍ: «إِنِّی لأَجِدُ لَهُ مِنَ الَّلاعَهِ ما أَجِدُ لوَلَدِی».

و لاعَ الرَّجُلُ یَلاعُ :احْتَرَقَ فُؤادُه مِنْ هَمٍّ أَو شَوْقٍ ،و قد لاعَهُ الشَّوْقُ .

و لَوَّعَهُ تَلْوِیعاً ،فهُوَ مُلَوّعٌ ،و هذِه عامِّیّهٌ .

ص:445


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«و أنا».
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«کما».
3- (3) زیاده عن التهذیب للإیضاح لأن سیاق العباره فی الأصل یفهم منه أنه من قول ابن الأعرابی.
4- (4) عن التهذیب 23/3 و بالأصل«تترنک».

لهع

اللَّهِیعَهُ کشَرِیعَهٍ : الغَفْلَهُ کاللَّهاعَهِ ،کسَحَابَهٍ .

و اللَّهِیعَهُ : الکَسَلُ و الفَتْرَهُ ،یُقَال:فِی فُلانٍ لَهِیعَهٌ ،أَی:

تَوَانٍ فِی البَیْعِ و الشِّراءِ حَتّی یُغْبَنَ ،عَنِ الأَعْرَابِیِّ .

و أَبُو عَبْدِ الرَّحْمنِ عَبْدُ اللّه بنُ لَهِیعَهَ بنِ عُقْبَهَ بنِ فُرْعَانَ الحَضْرَمِیُّ ،و قِیلَ الغافِقِیّ : قاضِی مِصْرَ،مُحَدِّثٌ و قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُه أَیْضاً فِی«فرع» وُثِّقَ ،و فی العُبَابِ :تَکَلَّمُوا فِیه.

قُلْتُ :و أَوْرَدَه الذَّهَبِیُّ فِی دِیوان الضُّعَفاءِ،و قالَ :و لکِنَّ حَدِیثَ ابنِ وَهْبٍ ،و ابن المُبَارَکِ ،و أَبِی عَبْدِ الرَّحْمنِ المُقْرِیء عَنْه أَحْسَنُ و أَجْوَدُ،و بَعْضُهُم یُصَحِّحُ رِوایَتَه عَنْهُ .

انتهَی.

و قَرِیبُهُ عِیسَی بنُ لَهِیعَهَ بنِ عیسی بنِ لَهِیعَهَ بنِ عُقْبَهَ المِصْرِیُّ :مُحَدِّثٌ ،رَوَی عَنْ خالِدِ بنِ کُلْثُوم و غَیْرِه.

و قالَ اللَّیْثُ : اللَّهعُ ، کَکَتِفٍ :الرَّجُلُ المُسْتَرْسِلُ إِلَی کُلِّ أَحَدٍ،و قد لَهعَ ،کفَرِحَ لَهَعاً و لَهَاعَهً ،و به سُمِّیَ الرَّجُلُ لَهِیعَهَ .

و اللَّهَعُ ،مُحَرَّکَهً :التَّشَدُّقُ فِی الکَلاَمِ مثلُ التَّبَلْتُعِ ، و قِیلَ :هو قَلْبُ الهَلَعِ ،قِیلَ :و بِهِ سُمِّیَ الرَّجُلُ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : تَلَهْیَعَ فی کَلامِهِ :إِذا أَفْرَطَ و تَبَلْتَعَ .

و دَخَلَ مَعْبَدُ بنُ طَوْقٍ العَنْبَرِیّ (1)عَلَی أَمِیرٍ،فأَحْسَنَ ،فلَمّا جَلَسَ تَلَهْیَعَ فی کَلامِهِ ،فقالَ لَه:یا مَعْبَدُ ما أَظْرَفَکَ قائِماً و أَمْوَتَکَ (2)جالِساً!قالَ :إِنِّی إِذا قُمْتُ جَدَدْتُ ،و إِذا جَلَسْتُ هَزَلْتُ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

رَجُلٌ لَهَعٌ ،مُحَرَّکَهً ،و لَهِیعٌ کأَمِیرٍ:مُسْتَرْسِلٌ إِلَی کُلِّ أَحَدٍ،و قد لَهعَ کفرِح،کما فِی العَیْنِ .

و اللَّهِیعُ أَیْضاً:الحَدِیدُ فِی مُضِیِّه،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عن اللَّیْثِ .

لیع

اللِّیعُ ،بالکَسْرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و لِذَا کَتَبَه بالحُمْره تَقْلِیداً للصّاغَانِیِّ ،و الجَوْهَرِیُّ قد أَشارَ إِلی هذا الحَرْفِ فی«ل و ع»حَیْثُ قالَ :و قد لاعَ یَلِیعُ ،فأَشارَ إِلَی أَنَّه واوِیٌّ و یائِیٌّ ،و تَبِعَه صاحِبُ اللِّسَانِ فی عَدَمِ إِفْرَادِه لَهُ فی تَرْکِیبٍ عَلَی حِدَهٍ ،و هُوَ:اسمُ ع ،و فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلِیِّ :اسمُ طَرِیق،قالَ :و أَنْشَدَ قاسِمُ بنُ ثابِتٍ :

کأَنَّهُنَّ إِذْ وَرَدْنَ لِیعَا

نَوّاحَهٌ مُجْتابَهٌ صَدِیعَا (3)

و لَیْعَهُ الجُوعِ ،بالفَتْحِ :حُرْقَتُه کاللَّوْعَهِ ،یُقَال: لاعَهُ الجُوعُ لَوْعَهً ،و لَیْعَهً ،أَی:أَحْرَقَهُ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ -فِی تَرْجَمَه«ه و ع»-: لِعْتُ ، بالکَسْرِ، لَیَعاناً ،و هِعْتُ هَیَعاناً: ضَجِرْتُ ،أَلاعُ و أَهاعُ ، هکَذَا نَصُّه،و هُوَ یَدُلُّ عَلَی أَنَّ الحَرْفَ واوِیٌّ ،و أَنَّ أَصْلَه لَوَعانٌ و هَوَعانٌ ،و یَشْهَدُ لَه أَیْضاً قَوْلُ ابنِ بُزُرْجَ الَّذِی سَبَقَ ذِکْرُه فی«ل و ع».

و المِلْیَاعُ بالکَسْرِ:السَّرِیعَهُ العَطَشِ مِنَ الإِبِلِ ، أَو الَّتِی تَقْدُم الإِبِلَ سابِقَهً ،ثُمَّ تَرْجِعُ إِلَیْهَا ،هکَذَا هُوَ فی العُبَابِ ، و أَصْلُه مِلْوَاعٌ من الَّلوْعِ ،کمِسْیاعٍ من السَّوْعِ .

و رِیحٌ لِیاعٌ ،بالکَسْرِ:شَدِیدَهٌ أَو حارَّهٌ ،و هذا أَیْضاً أَصْلُه لِواعٌ کلِیاذٍ،من لاذَ یَلُوذُ.

و إِیرادُ هذِه الأَحْرُفِ فِی هذا التَّرْکِیبِ إِنَّمَا قَلَّدَ فِیه الصّاغَانِیَّ ،و فیه تَأَمُّلٌ .

فصل المیم مع العین

متع

مَتَعَ النَّهَارُ،کمَنَعَ یَمْتَعُ مُتُوعاً ،بالضَّمِّ : ارْتَفَعَ و طالَ ،کما فِی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه:و امْتَدَّ و تَعَالَی،و هُوَ مَجَازٌ،کَمَا صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیّ -لِسُوَیْدٍ الیَشْکُرِیِّ -:

یَسْبَحُ الآلُ عَلَی أَعْلامِهَا

و عَلَی البِیدِ إِذا الیَوْمُ مَتَعْ

و هکَذَا أَنْشَدَهُ ابنُ بَرِّیّ أَیْضاً،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

ص:446


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«المقبری».
2- (2) الأصل و اللسان،و [2]فی التکمله و التهذیب:و أموقک.
3- (3) الشطران فی الروض للسهیلی 6/2 و [3]بهامشه:لیع:اسم جبل.و فی معجم البلدان و التکمله:موضع.

و أَدْرَکْنَا بِها حَکَمَ بنَ عَمْرٍو

و قَدْ مَتَعَ النَّهَارُ بِنا فَزَالاَ

و قِیلَ : مَتَعَ النَّهَارُ مُتُوعاً :إِذَا ارْتَفَعَ غایَهَ الارْتِفَاعِ ،و هو ما قَبْلَ الزَّوالِ ،کَمَا فِی الأَسَاسِ .

و مِنَ المَجَازِ: مَتَعَ الضُّحَی و تَلَعَ : بَلَغَ آخِرَ غایَتِهِ ،و هُوَ عِنْدَ الضُّحَی الأَکْبَرِ ،یُقَال:جِئْتُه وَقْتَ الضُّحَی الماتِعِ ،و هُوَ الأَکْبَر، أَو مَتَعَ الضُّحَی مُتُوعاً : تَرَجَّلَ و بَلَغَ الغایَهَ ،و ذلِکَ عِنْدَ أَوَّلِ الضُّحَی،و مِنْه

17- حَدِیثُ ابنِ عَبّاسٍ : «أَنّه کانَ یُفْتِی النّاسَ حَتّی إِذا مَتَعَ الضُّحَی و سَئِمَ ...».

و من المَجَازِ: مَتَعَ بفُلانٍ مَتْعاً ،بالفَتْحِ ، و یُضَمُّ ،أَی:

کاذَبَه.

و مِنَ المَجَازِ: مَتَعَ السَّرابُ مُتُوعاً : ارْتَفَعَ فی أَوّلِ النَّهارِ.

و مِنَ المَجَازِ: مَتَعَ الحَبْلُ مُتُوعاً ،أَی: اشْتَدَّ ،و ذلِکَ إِذا جادَ فَتْلُه.

و مِن المَجَازِ: مَتَعَ النَّبِیذُ مُتُوعاً :إِذا اشْتَدَّتْ حُمْرَتُه ، یُقَال:نَبِیذٌ ماتِعٌ ،و کذلِکَ خَلٌّ ماتِعٌ ،أَی:شَدِیدانِ فِی الحُمْرَهِ ،و ذلِکَ إِذا بَلَغَا.

و مِنَ المَجَازِ: مَتَعَ الرَّجُلُ مُتُوعاً : جادَ و ظَرُفَ ،و کَمُلَ فی خِصالِ الخَیْرِ، کمَتُعَ ،ککَرُمَ .

و مِنَ المَجَازِ: مَتَعَ بالشَّیْ ءِ مَتْعاً ،بالفَتْحِ ،و عَلَیْهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِیّ ، و مُتْعَهً بالضَّمِّ ،أَی: ذَهَبَ بهِ ،یُقَالُ :لَئِن اشْتَرَیْتَ هذا الغُلامَ لتَمْتَعَنَّ مِنْهُ بغُلامٍ صالِحٍ ،أَی:لتَذْهَبَنَّ بهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،إِلاّ أَنَّ فی نَصِّ الجَوْهَرِیِّ لتُمَتَّعَنَّ بالتَّشْدِیدِ (1)؛لأَنّه أَوْرَدَهُ بعدَ قَوْلِه:و المَتَاعُ أَیْضاً:المَنْفَعَهُ و ما تُمُتِّعَ بهِ ،و قد مَتَعَ بهِ یَمْتَعُ مَتْعاً ،یُقَال:لَئن اشْتَرَیْتَ إِلَی آخِرِه،و أَنْشَدَ للمُشَعَّثِ :

تمَتَّعْ یا مُشَعَّثُ إِنَّ شَیْئاً

سَبَقْتَ بهِ المَماتَ هُوَ المَتاعُ

قالَ :و بِهذا البَیْتِ سُمِّیَ مُشَعَّثاً.

و الماتِعُ :الطَّوِیلُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ،و قد مَتَعَ الشَّیْ ءُ مُتُوعاً ،کما فِی الصِّحاحِ ،یُقَال:جَبَلٌ ماتِعٌ ،أَی:طَوِیلٌ مُرْتَفِعٌ ، و نَخْلَهٌ ماتِعَهٌ ،و

16- فی حَدِیثِ الدَّجّالِ : «یُسَخَّرُ مَعَهُ جَبَلٌ ماتِعٌ ، خِلاطُه ثَرِیدٌ». أَی:شاهِقٌ .

و مِنَ المَجَازِ: الماتِعُ : الجَیِّدُ البالِغُ فی الجَوْدَهِ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ (2)،قالَهُ أَبُو عَمْرٍو،و أَنْشَدَ:

خُذْهُ فَقَدْ أُعْطِیتَهُ جَیِّدًا

قَدْ أُحْکِمَتْ صَنْعَتُه ماتِعَا (3)

و الماتِعُ : الفاضِلُ المُرْتَفِعُ مِنَ المَوَازِین،أَو الرّاجِحُ الزّائِدُ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :و الرّاجِحُ ،و مِنْهُ قولُ النّابِغَهِ الذُّبْیانِیِّ :

إِلَی خَیْرِ دِینٍ نُسْکُه قَدْ عَلِمْتُه

و مِیزانُه فِی سُورَهِ البِرِّ ماتِعُ (4)

قالَ الجَوْهَرِیُّ :أَی:راجِحٌ زائِدٌ.قُلْتُ :و بِه یُفَسَّرُ أَیْضاً قَوْلُ حَسّانٍ ،رَضِیَ اللّه عنهُ :

إِنْ سابَقُوا النّاسَ یَوْماً فازَ سَبْعهُم

أَوْ وازَنُوا أَهْلَ مَجْدٍ بالنَّدَی مَتَعُوا (5)

أَی:فَضُلُوا،و ارْتَفَعُوا،أَوْ رَجَحُوا و زادُوا.

و الماتِعُ : الجَیِّدُ الفَتْلِ مِنَ الحِبَالِ .

و الماتِعُ : الشَّدِیدُ الحُمَرَهِ مِنَ النَّبِیذِ و الخَلِّ ،و قَدْ مَتَعَ مُتَوعاً فِی کُلِّ ذلِکَ .

و ماتِعٌ ،بِلا لامٍ : والِدُ کَعْبٍ الحَبْرِ ،وَ قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ح ب ر».

و المَتَاعُ :المَنْفَعَهُ و منه

14- حَدِیثُ ابْنِ الأَکْوَعِ : «قَالُوا:یا رَسُولَ اللّه،لَوْلاَ مَتَّعْتَنَا بهِ ». أَیْ تَرَکْتَنَا نَنْتَفِعُ بهِ ،و بهِ فُسِّرَتِ الآیَه: لَیْسَ عَلَیْکُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُیُوتاً غَیْرَ مَسْکُونَهٍ فِیها مَتاعٌ لَکُمْ (6)جاءَ فِی التَّفْسِیرِ أَنَّه عَنَی بِها الخَرَاباتِ الّتِی یَدْخُلُهَا أَبْنَاءُ السَّبِیلِ للانْتِفَاصِ مِنْ بَوْلٍ أَو خَلاءٍ، و مَعْنَی قَوْلِه عَزَّ و جَلَّ : فِیها مَتاعٌ لَکُمْ أَی مَنْفَعَهٌ لَکُمْ ،

ص:447


1- (1) و مثله فی التهذیب.
2- (2) عباره التهذیب:«البالغ فی الجوده الغایه فی بابه»و الأصل کاللسان.
3- (3) البیت فی الأساس و نسبه للأسود العجلی.
4- (4) هذه روایه الدیوان ص 52 و روایه الأصل«دین سنه...فی سوره المجد».
5- (5) لم أجده فی دیوانه.
6- (6) سوره النور الآیه 29. [1]

تَقْضُونَ فِیها حَوَائِجَکُمْ مُسْتَتَرِینَ عَنْ الأَبْصَارِ و رُؤْیَهِ النّاسِ ، فذلِکَ المَتَاعُ ،و اللّه أَعْلَم بما أَرادَ.

و المَتَاعُ : السِّلْعَهُ .

و المَتَاعُ : الأَدَاهُ ،و منه

14- الحَدِیثُ : «أَنَّه حَرَّمَ المَدِینَهَ (1)وَ رَخَّصَ فی مَتَاعِ النّاضِحِ ». أَرادَ أَداهَ البَعِیرِ الَّتِی تُؤْخَذُ مِنَ الشَّجَرِ.

و المَتَاعُ :کُلُّ ما تَمَنَّعْتَ بهِ ،کذا فی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه: مِنَ الحَوَائِجِ و نَصُّ اللَّیْثِ : المَتَاعُ :ما یَسْتَمْتِعُ بهِ الإِنْسَانُ فی حَوَائِجِه.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : المَتَاعُ فی الأَصْلِ :کُلُّ شَیْ ءٍ یُنْتَفَعُ بهِ ، و یُتَبَلَّغُ بهِ و یُتَزَوَّدُ،قالَ اللَّیْثُ :و الدُّنْیَا مَتاعُ الغُرُور،أَرادَ:

إِنَّمَا العَیْشُ مَتاعُ أَیّامٍ ،ثُمَّ یَزُولُ ،أَی:بَقَاءُ أَیّامٍ ج: أَمْتِعَهٌ ،کَما فی العَیْنِ .

و قَوْلُهُ تَعَالَی: اِبْتِغاءَ حِلْیَهٍ (2)أَی:ذَهَبٍ و فِضَّهٍ أَوْ مَتاعٍ أَیْ :حَدِیدٍ و صُفْرٍ و نُحَاسٍ و رَصاصٍ کذا فی العُبَابِ ،و تَبِعَهُ المُصَنِّفُ فی البَصَائِرِ.

و المُتْعَهُ ،بالضّمِّ ،و الکَسْرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ علی الضَّمِّ ، و الکَسْرُ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ : اسْمٌ للتَّمْتِیعِ ، کالمَتاعِ ،و فی العُبَابِ : المُتْعَهُ ،و المَتَاعُ :اسْمَانِ یَقُومَانِ مَقامَ المَصْدَرِ الحَقِیقِیِّ و هُوَ التَّمْتِیعُ ،و هو فِی اللِّسَانِ أَیْضاً، هکذا قالَ ،و مِنْهُ قولُه تَعَالَی: مَتاعاً إِلَی الْحَوْلِ غَیْرَ إِخْراجٍ (3)أَرادَ: مَتِّعُوهُنَّ تَمْتِیعاً ،فوَضَعَ مَتاعاً مَوْضِعَ تَمْتِیعٍ ،و لِذلِکَ عَدّاهُ بإِلی ،أَی:انْفَعُوهُنَّ بِما تُوصُونَ بهِ لَهُنَّ مِنْ صِلَهٍ تَقُوتُهُنَّ إِلَی الحَوْلِ .

و من المَجَازِ: المُتْعَهُ ،بالضمِّ : أَنْ تَتَزَوَّجَ امْرَأَهً تَتَمَتَّعُ بِها أَیّاماً،ثُمَّ تُخَلِّی سَبِیلَها ،و کانَ ذلِکَ بمَکَّهَ -حَرَسَها اللّه تَعَالَی-ثَلاَثَهَ أَیّامٍ ،حِینَ حَجُّوا مَعَ النَّبِیّ صلّی اللّه علیه و سلّم،ثُمَّ حَرَّمَهَا اللَّهُ تَعَالَی إِلی یَوْمِ القِیَامَهِ ،کانَ الرَّجُلُ یُشَارِطُ المَرْأَهَ شَرْطاً عَلَی شَیْ ءٍ بأَجَلٍ مَعْلُومٍ ،و یُعْطِیهَا شَیْئاً،فیَسْتَحِلُّ بذلِکَ فَرْجَها،ثُمَّ یُخَلِّی سَبِیلَهَا مِنْ غَیْرِ تَزْوِیجٍ و لا طَلاقٍ ،کما فِی العُبَابِ .و قالَ الزَّجّاجُ ،فی قَوْلِه تَعالَی-فی سُورَهِ النِّسَاءِ-:

فَمَا اِسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِیضَهً (4)هذِه الآیَهُ قَدْ غَلِطَ فِیهَا قَوْمٌ غَلَطاً عَظِیماً؛لجَهْلِهِمْ باللُّغَهِ ،و ذلِکَ أَنَّهُمْ ذَهَبُوا إِلَی قَوْلِهِ : فَمَا اِسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ من المُتْعَهِ الَّتِی أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ أَنّهَا حَرامٌ ،و إِنَّمَا مَعْنَی فَمَا اِسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ :فَما نَکَحْتُموه مِنْهُنَّ عَلَی الشَّرِیطَهِ الَّتِی جَرَی فی الآیَهِ آیَهِ الإِحْصَانِ : أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِکُمْ مُحْصِنِینَ ،أَی عاقِدِینَ التَّزْوِیجَ ،أَیْ : فَمَا اِسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ عَلَی عَقْدِ التَّزْوِیجِ الَّذِی جَرَی ذِکْرُه آنِفاً فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ أَی:مُهُورَهُنَّ فَرِیضَهً فإِن اسْتَمْتَع بالدُّخُولِ بِها آتَی المَهْرَ تَامًّا،و إِن اسْتَمْتَعَ بعَقْدِ النِّکاحِ آتَی نِصْفَ المَهْرِ.

قالَ الأَزْهَرِیُّ :«فإِن احْتَجَّ مُحْتَجٌّ من الرَّوافِضِ بِما یُرْوَی عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ أَنَّه کانَ یَرَاهَا حَلالاً،و أَنَّه کانَ یَقْرَؤُها: «فما اسْتَمْتَعْتُمْ بهِ مِنْهُنَّ إِلی أَجَلٍ مُسَمَّی» فالثّابتُ عِنْدَنَا

17- أَنَّ ابْنَ عَبّاسٍ کانَ یَرَاهَا حَلالاً،ثُمَّ لَمّا وَقَفَ عَلَی نَهْیِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم رَجَعَ عَنْ إِحْلالِها.

ثُمَّ قالَ :و قد صَحَّ النَّهْیُ عَنِ المُتْعَهِ الشَّرْطِیَّهِ مِنْ جِهَاتٍ لو لَمْ یَکُنْ فیهِ إِلاّ ما رُوِی عَنْ أَمِیرِ المُؤْمِنِینَ عَلِیِّ بنِ أَبِی طالِبٍ ،رَضِیَ اللّه عنه،و نَهْیِه ابنَ عَبّاسٍ عَنْهَا لَکانَ کافِیاً.

و قَدْ کانَ مُباحاً فِی أَوَّلِ الإِسْلامِ ،ثُمَّ حُرِّمَ ،و هُو الآنَ جائِزٌ عِنْدَ الشِّیعَهِ .

و مِنَ المَجَازِ أَیْضاً: مُتْعَهُ الحَجِّ ،و هو: أَنْ تَضُمَّ عُمْرَهً إِلَی حَجِّکَ ،و قد تَمَتَّعْتَ [و اسْتَمْتَعَتْ ] (5)و صُورتَهُ :أَنْ یُحْرِمَ بالعُمْرَهِ فی أَشْهُرِ الحَجِّ ،فإِذَا أَحْرَمَ بالعُمْرَهِ بَعْدَ أَهْلالِه شَوّالاً فقَدْ صارَ مُتَمَتِّعاً بِالْعُمْرَهِ إِلَی الْحَجِّ ،و سُمِّیَ بهِ لأَنَّهُ إِذا قَدِمَ مَکَّهَ ،و طافَ بالبَیْتِ ،و سَعَی بَیْنَ الصَّفَا و المَرْوَهِ ، حَلَّ مِنْ عُمْرَتهِ ،و حَلَقَ رأْسَه،و ذَبَحَ نُسُکَه الواجِبَ عَلَیْهِ لَتَمَتُّعِهِ ،و حَلَّ لَهُ کُلُّ شَیْ ءٍ کانَ حَرُمَ عَلَیْهِ فی إِحْرَامِه:مِنَ النِّسَاءِ و الطِّیبِ ،ثُمَّ یُنْشِئُ بَعْدَ ذلِکَ إِحْرَاماً جَدِیداً لِلحَجِّ وَقْتَ نُهُوضِه إِلَی مِنًی،أَو قَبْلَ ذلِکَ ،مِنْ غَیْرِ أَنْ یَجِبَ عَلَیْهِ الرُّجُوعُ إِلَی المِیقاتِ الَّذِی أَنْشَأَ مِنْهُ عُمْرَتَه،فذلِکَ تَمَتُّعُه بِالْعُمْرَهِ إِلَی الْحَجِّ ،أَی:انْتِفاعُه و تَبَلُّغُهُ بما انْتَفَعَ بهِ مِنْ

ص:448


1- (1) فی غریب الهروی:حرم شجر المدینه.
2- (2) سوره الرعد الآیه 17. [1]
3- (3) سوره البقره الآیه 240. [2]
4- (4) سوره النساء الآیه 24. [3]
5- ((*)) ساقطه من المصریه و الکویتیه.

حَلْقٍ ،و طِیبٍ ،و تَنَظُّفٍ ،و قَضاءِ تَفثٍ ،و إِلْمَامٍ بأَهْلِه إِنْ کانَتْ مَعَهُ ،کذا فِی النِّهَایَهِ (1).

و المُتْعَهُ : ما یُتَبَلَّغُ بهِ مِنَ الزَّادِ،و یُکْسَرُ فِیهِما أَی:فی الزّادِ و عُمْرَهِ الحَجِّ ، ج: مِتَعٌ ،کصُرَدٍ،و عِنَبٍ ،فِیهِ لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ .

و المُتْعَهُ ، بالضَّمِّ :الدَّلْوُ،و السِّقَاءُ و الرِّشاءُ ،لأَنَّ کُلاٍّ مِنْ ذلِکَ یُتَمَتَّعُ بِهِ .

و قِیلَ : المُتْعَهُ : الزّادُ القَلِیلُ ،و البُلْغَهُ مِنَ العَیْشِ ،لا یَخْفَی أَنَّ هذا مَعَ قَوْلِه قَرِیباً:«ما یُتَبَلَّغُ بهِ »تَکْرَارٌ،فتَأَمَّلْ ، و یَقُولُ الرَّجُلُ لصاحِبِهِ :ابْغِنِی مُتْعَهً أَعِیشُ بِها،أَی:أَبْغِ لِی شیْئاً آکُلُه،أَو زادًا أَتزَوَّدُه،أَو قُوتاً أَقْتَاتُه.

و مِنْ ذلِکَ : المُتْعَهُ : ما یُتَمَتَّعُ بهِ من الصَّیْدِ و الطَّعَامِ ، و الجَمْعُ : مُتَعٌ ،و مِنْهُ قَوْلُ الأَعْشَی یَصِفُ مَهاهً :

حَتَّی إِذا ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْسِ صَبَّحَها

مِنْ آلِ نَبْهانَ یَبْغِی صَحْبَهُ المُتَعَا

أَیّ :صَیْدًا یَعِیشُونَ بِهِ ، و یُکْسَرُ فی الثَّلاثَهِ الأَخِیرَهِ نَقَلَه اللّیثُ عن بَعْضٍ ،و الجَمْعُ : مِتَعٌ ،کعِنَبٍ .

و مِنَ المَجَازِ: مُتْعَهُ المَرْأَهِ :ما وُصِلَتْ بهِ بَعْدَ الطَّلاقِ ، مِنْ ثَوْبٍ أَو طَعَامٍ أَوْ دَراهِمَ أَو خادِمٍ ،مِنْ غَیْرَ أَنْ یَکُونَ لَهُ لازِماً،و لکِنْ سُنَّهً ، و قَدْمَتَّعَها تَمْتِیعاً ،و قَوْلُه تَعالَی:

وَ مَتِّعُوهُنَّ عَلَی الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ (2)أَی:

أَعْطُوهُنَّ ما یَسْتَمْتِعْنَ بهِ ،و لَیْسَ بمَعْنَی زَوِّدُوهُنَّ المُتَعَ ،قالَهُ الأَزْهَرِیُّ .

و أَمْتَعَهُ اللَّهُ تعالی بکَذا:أَبْقَاهُ لیَتَمَتَّعَ بهِ فِیما یُحِبُّ مِنَ الانْتِفَاعِ بهِ ،و السُّرُورِ بمَکَانِهِ ،و قِیلَ : مَتَّعَهُ اللَّهُ ،و أَمْتَعَهُ :

أَطالَ لَهُ الانْتِفَاعَ بهِ ،و هُوَ مَجَازٌ،و قَرَأَ ابنُ عامِرٍ: فأُمْتِعُهُ قَلِیلاً (3)بالتَّخْفِیفِ ،أَی:أُؤَخِّرُهُ (4)،و قولُه تَعالَی:

یُمَتِّعْکُمْ مَتاعاً حَسَناً (5)أَی:یُبْقِکُمْ (6)بَقَاءً فی عافِیَهٍ إِلَیوَقْتِ وَفَاتِکُمْ ،و لا یَسْتَأْصِلْکُمْ بالعَذابِ ، و أَنْشَأَهُ بالشِّینِ المُعْجَمَهِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ بالسِّینِ المُهْمَلَهِ (7)،و هو صَحِیحٌ أَیْضاً،أَی أَخَّرَه إِلَی أَنْ یَنْتَهِیَ شَبَابُه، کمَتَّعَهُ تَمْتِیعاً .

و أَمْتَعَ عَنْهُ :اسْتَغْنَی ،حَکاهُ أَبُو عَمْرٍو عَن النُّمَیْرِیِّ ، کما فِی الصِّحاحِ .

و أَمْتَعَ بِمالِهِ : تَمَتَّعَ و هُوَ قَوْلُ أَبِی زَیْدٍ و أَبِی عَمْرٍو، و نَصُّ الأَوَّلِ : أَمْتَعْتُ بالشَّیْ ءِ: تَمَتَّعْتُ بهِ ،و أَنْشَدَ للرّاعِی:

خَلِیطَیْنِ فی شَعْبَیْنِ شَتَّی تَجَاوَرَا

قَدِیماً،و کانَا بالتَّفَرُّقِ أَمْتَعَا (8)

و أَنْشَدَ الثّانِی للرّاعِی أَیْضاً:

و لکِنّما أَجْدَی و أَمْتَعَ جَدُّهُ

بفِرْقٍ یُخَشِّیهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ (9)

أَی: تَمَتَّعَ جَدُّه بفِرْقٍ مِنَ الغَنَمِ ،و خالَفَهُمَا الأَصْمَعِیُّ ، و رَوَی البَیْتَ الأَوَّلَ :«و کانَا للتَّفَرُّقِ »باللاْمِ یَقُول:لَیْسَ أَحَدٌ یُفارِقُ صاحِبَه إِلاّ أَمْتَعَهُ بشَیْ ءٍ یَذْکُرُه بِهِ ،فکانَ ما أَمْتَعَ کُلُّ واحِدٍ مِنْ هذَیْنِ صاحِبَه أَنْ فارَقَهُ ،و رَوَی البَیْتَ الثّانِی «و أَمْتَعَ جَدَّهُ »بالنَّصْبِ ،أَی: أَمْتَعَ اللّهُ جَدَّهُ ،کما فی الصِّحاحِ ، کاسْتَمْتَعَ و قالَ الفَرّاءُ:« اسْتَمْتَعُوا »یَقُول:رَضُوا بنَصِیبِهِمْ فِی الدُّنْیَا مِنْ أَنْصِبائِهِمْ فِی الآخِرَهِ ،قالَهُ فی تَفْسِیرِ قَوْلِه تَعالی: فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِکُمْ (10)و قالَ الزَّجّاجُ :فِی قَوْلِه تَعالَی: فَمَا اِسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ (11)أَی انْتَفَعْتُمْ بهِ مِنْ وَطْئِهِنَّ .

و یُقَال: أَمْتَعَ بالشَّیْ ءِ،و تَمَتَّعَ بهِ ،و اسْتَمْتَعَ :دامَ لَهُ ما یَسْتَمِدُّهُ مِنْهُ ،قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ :

مَنایَا یُقَرِّبْنَ الحُتُوفَ مِنَ اهْلِها

جِهارًا و یَسْتَمْتِعْنَ بالأَنَسِ الجِبلِ (12)

و قد تَقَدَّم شَرْحُه فی«أَ ن س».

و التَّمْتِیعُ :التَّطْوِیلُ یُقالُ : مَتُعَ الشَّیْ ءُ:طالَ ،و مَتَّعَهُ

ص:449


1- (1) و انظر التهذیب 291/2.
2- (2) سوره البقره الآیه 236. [1]
3- (3) سوره البقره الآیه 126. [2]
4- (4) عن اللسان و [3]بالأصل«ادخره».
5- (5) سوره هود الآیه 3. [4]
6- (6) فی التهذیب:بیقیکم.
7- (7) فی التهذیب:و أنسأه.
8- (8) دیوانه ص 166 و انظر تخریجه فیه،و فی الدیوان«من شعبین».
9- (9) دیوانه ص 187 و انظر تخریجه فیه.
10- (10) سوره التوبه الآیه 69. [5]
11- (11) سوره النساء الآیه 24. [6]
12- (12) دیوان الهذلیین 38/1 بروایه«لأهلها»،و یروی:«قدیماً»بدل«جهاراً».

غَیْرُه:طَوَّلَهُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لِلَبِیدٍ یَصِفُ نَخْلاً نابِتاً عَلَی الماءِ حَتّی طالَ إِلَی السَّمَاءِ،فقالَ :

سُحُقٌ یُمَتِّعُها الصَّفَا و سَرِیُّهُ

عُمٌّ نواعِمُ بَیْنَهُنَّ کُرُومُ

و الصَّفَا و السَّرِیُّ :نَهْرَانِ بالبَحْرِینِ یَسْقِیَانِ نَخِیلَ هَجَرَ.

و التَّمْتِیعُ : التَّعْمِیرُ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَی: أَ فَرَأَیْتَ إِنْ مَتَّعْناهُمْ سِنِینَ (1)،أَی:أَطَلْنَا أَعَمَارَهُم،قالَهُ ثَعْلَبٌ ، و کَذلِکَ قَوْلُه تَعَالَی: یُمَتِّعْکُمْ مَتاعاً حَسَناً ،أَی یُعَمِّرْکُمْ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

مَتَاعُ المَرْأَهِ :هَنُها.

و مَتَعَ النَّبَاتُ :طالَ .

و المَطَرُ یُمَتِّعُ الکَلأَ و الشَّجَرَ.

و المَرْأَهُ تُمَتِّعُ صَبِیَّها،أَی:تَغْذُوهُ بالدَّرِّ.

و خَلٌّ ماتِعٌ :بالِغٌ .

و هذِهِ أَمْتِعَهُ فُلانٍ ،و أَماتِعُه:جَمْعُ الجَمْعِ ،و حَکَی ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَماتِیعُ ،فَهُو مِنْ بابِ أَقاطِیعَ .

و المُتْعُ ،و المَتْعُ ،بالضَّمِّ و الفَتْحِ :الکَیْدُ،الأَخِیرَهُ (2)عَنْ کُراع،و الأُولَی أَعْلَی،قالَ رُؤْبَهُ :

مِنْ مُتْعِ أَعْداءٍ و حَوْضٍ تَهْدِمُهْ

و أَمْتَعَنِی بفِرَاقِه:جَعَلَ مَتاعِی فِرَاقَه،و هو مَجَازٌ.

و قولُ الفَرَزْدَقِ (3)-فیما أَنْشَدَه المازِنِیُّ -:

و مِنّا غَداهَ الرَّوْعِ فِتْیانُ نَجْدَهٍ

إِذا مَتَعَتْ بَعْدَ الأَکُفِّ الأَشَاجِعُ

فَسَّرَه فقالَ :أَی احْمَرَّتِ الأَکُفُّ و الأَشَاجِعُ مِنَ الدَّمِ ، و قالَ غَیْرُهُ :أَی:ارْتَفَعَتْ .

مثع

المَثَعُ ،مُحَرَّکَهً :مِشْیَهٌ قَبِیحَهٌ للنِّساءِ،کالمَثْعاءِ ، و هذِه عَنْ کِتابِ المُجْمَلِ (4)،کَذَا وَقَع فی نُسْخَهٍ صَحِیحَهٍ ، أَوْ هذِهِ سَقْطَهٌ لابْنِ فارِسٍ ،و الصَّوابُ المَثَعُ بالتَّحْرِیکِ لا غَیْرُ و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فِی کِتابَیْهِ و لَمْ یُنَبِّهْ عَلَی أَنَّه سَقْطَهٌ مِنْه، و فی أَفْعَالِ ابْنِ القَطّاعِ :مَثِعَثِ المَرْأَهُ ،و کُلُّ ماشٍ ، مَثَعاً :

مَشَتْ مِشْیَهً قَبِیحَهً ،و هِیَ المَثْعَاءُ ،فَقَوْلُه:و هِیَ المَثْعَاءُ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ راجِعاً إِلی المِشْیَهِ ،فیَکُونَ کَما فَهِمَه الصّاغَانِیُّ من نَصِّ المُجْمَلِ ،أَو إِلی المَرْأَهِ ،و هو أَوْلَی، فتَأَمَّلْ و الفِعْلُ کفَرِحَ ،عَنْ أَبِی عَمْرٍو، و مَنَعَ و نَصَرَ ،کِلاهُما عَنْ شَمِرٍ، و أَنْشَدَ للمَعْنِیِّ :

کالضَّبُعِ المَثْعَاءِ عَنّاهَا السُّدُمْ

تَحْفِرُ مِنْه جانِباً و یَنْهَدِمْ

قالَ : المَثْعاءُ :الضَّبُعُ المُنْتِنَهُ ،کما فِی اللِّسَانِ و العُبَابِ .

مجع

المَجِیعُ ،کأَمِیرٍ:ضَرْبٌ مِنَ الطَّعامِ ،و هُوَ: تَمْرٌ یُعْجَنُ بلَبَنٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قِیلَ :هُوَ لَبَنٌ یُشْرَبُ عَلَی التَّمْرِ ،و ذلِکَ أَنْ یَحْسُوَ حَسْوَهً مِنَ اللَّبَنِ .و یَلْقَمَ عَلَیْهَا تَمْرَهً ،و فِعْلُه التَّمَجُّعُ .

و المِجْعُ ،بالکَسْرِ (5)،و المُجْعَهُ ،بالضَّمِّ و یُفْتَحُ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ :«و المَجْعُ بالفَتْحِ و الکَسْرِ»و الأُولَی الصّوابُ ،و الّذِی فی الصّحاح: المُجْعَهُ بالضَّمِّ ،و کهُمَزَهٍ ، و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و أَوْرَدَه المُصَنِّفُ فِیما بَعْدُ،و هذا مَحَلُّه، و أَمّا الفَتْحُ الَّذِی أَوْرَدَهُ فلَمْ أَرَ أَحدًا صَرَّحَ بهِ : الأَحْمَقُ إِذا جَلَسَ لَمْ یَکَدْ یَبْرَحُ مِنْ مَکَانِهِ ،قالَ حَنْظَلَهُ بنُ عَرَادَهَ :

مِجْعٌ خَبِیثٌ یُعَاطِی الکَلْبَ طُعْمَتَهُ

فإِنْ رَأَی غَفْلَهً مِنْ جارِمٍ وَلَجَا

و المِجْع : الجاهِلُ ،نَقَلَهُ ابنُ بَرِّیّ ، و هِیَ مُجْعَهٌ بالکَسْرِ و الضَّمِّ ،و کهُمَزَهٍ ،قالَ ابنُ سِیدَه: و أُرَی أَنّه حُکِیَ فِیه المِجَعَهُ ،مِثَال: عِنَبَهٍ ،و اقْتَصَرَ الصّاغَانِیُّ و غَیْرُه علی الکَسْرِ،و أَما الضَّمُّ -و الَّذِی بَعْدَهُ -فإِنَّما ذَکَرُوها فی المُذَکَّرِ لا غَیْرُ،و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِیزِ: «أَنَّه دَخَلَ عَلَی سُلَیْمَانَ بنِ عَبْدِ المَلِکِ فمازَحَهُ بکَلِمَهٍ ،فقالَ :إِیّایَ و کَلامَ المِجَعَهِ ». هکذا رُوِیَ مِثَال عِنَبَهٍ ،و هُوَ جَمْعُ مِجْعٍ ،نَحْو قِرْدٍ و قِرَدَهٍ ،و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ (6):و لَوْ رُوِیَ بالسُّکُونِ لکَانَ

ص:450


1- (1) سوره الشعراء الآیه 205. [1]
2- (2) فی اللسان:المَتْع و المُتْع:الکید،الأخیره عن کراع.
3- (3) کذا بالأصل،و نسبه فی اللسان [2]لجریر،و البیت فی دیوان الفرزدق.
4- (4) و وردت أیضاً فی کتاب المقاییس أیضاً.
5- (5) فی القاموس:و [3]المجع بالکسر و الفتح.
6- (6) الفائق 10/3.

المُرَادُ إِیّایَ و کَلامَ المَرْأَهِ الغَزِلَهِ المَاجِنَهِ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :أَو أَرْدَفَ المِجَع بالتّاءِ لِلمُبَالَغَهِ ،کَقَوْلِهِمْ فی الهَجَاجِ :

هَجَاجَهٌ .

و قَدْ مَجُعَ ،ککَرُمَ ، مَجْعاً ،بالفَتْحِ ، و مَجَعَ ،کمَنَعَ ، مَجَاعَهً :مَجَنَ هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و فیه مُخَالَفَهٌ لِنُصُوصِ الأَئِمَّهِ [من وجهین:] الأَوّلُ :فإِنَّ ابنَ بَرِّیّ نَصّ فی أَمالِیهِ : مَجُعَ مَجاعَهً ، مثل:قَبُحَ قَباحَهً .

و الثّانِی:فإِنَّ الجَوْهَرِیَّ و الصّاغانِیَّ و غَیْرَهُما قالُوا:

مَجِعَ ،بالکَسْرِ، یَمْجَعُ مَجاعَهً :إِذا تَماجَنَ ،و لَمْ یَقُلْ أَحَدٌ فِی مَصْدَرِ مَجُع بالضَّمِّ مَجْعاً بالفَتْحِ ،و لا مَجَعَ کمَنَعَ ،إِنّمَا هُو مَجِعَ کفَرِحَ ،فحَقُّ العِبَارَهِ أَنْ یَقُولَ :«و قد مَجُعَ ،ککَرُمَ و فَرِحَ مَجاعَهً و مَجْعاً »فتأَمَّلْ ذلِکَ .

و مَجَعَ ،کمَنَعَ ، یَمْجَعُ مَجْعاً ،و مَجْعَهً ،و تَمَجَّعَ :أَکَلَ التَّمْرَ الیابِسَ باللَّبَنِ مَعاً،أَو أَکَلَ التَّمْرَ و شَرِبَ عَلَیْهِ اللَّبَنَ یُقَال:هُوَ لاَ یَزَالُ یَتَمَجَّعُ ،و

16- فی حَدِیثِ بَعْضِهِم: «دَخَلْتُ عَلَی رَجُلٍ و هُو یَتَمَجَّعُ ». مِنْ ذلِکَ .

و المَجِعَهُ کالجَلِعَهِ ،زِنَهً و مَعْنًی ،و هیَ المَرْأَهُ القَلِیلَهُ الحَیاءِ،عَنْ یَعْقُوبَ ،و قالَ غَیْرُه:و هِیَ المُتَکَلِّمَهُ بالفُحْشِ .

و المُجّاعُ کَرُمّانٍ :حَسْوٌ رَقِیقٌ مِن الماءِ و الطِّحِینِ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و المُجَّاعَهُ بهاءٍ:مَنْ یُحِبّ المَجَاعَهَ ،أَی الخَلاعَهَ و المُجُونَ ،و

17- قد رُوِیَ فِی حَدِیثِ عُمَرَ بنِ عَبدِ العَزِیزِ السّابِقِ : «إِیّایَ و کَلامَ المَجَاعَهِ ». أَی:التَّصْرِیح بالرَّفَثِ ، و یُقَالُ :فی نِسَاءِ بَنِی فُلانٍ مَجَاعَهٌ ،أَی یُصرِّحْنَ بالرَّفَثِ الّذِی یُکْنَی عَنْهُ و یُفْتَحُ .

و المُجّاعَهُ أَیْضاً: الکَثِیرُ التَّمْجِیعِ (1).و هُوَ الَّذِی یُحِبُّ المَجِیعَ ، و یُفْتَحُ ، کالمَجّاعِ ،کشَدّادٍ.

و بِلا لامٍ : مُجّاعَهُ بنُ مُرارَهَ بن سلمی الیَمَامِیّ الحَنَفِیُّ الصّحابِیُّ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،لهُ و لأَبِیهِ وِفادهٌ ،و لمُجّاعَهَ حَدِیثٌ فِی سَنَدِه مَجَاهِیلُ ،و قالَ ابنُ العَدِیمِ -فی تارِیخِ حَلَبَ -و قِیلَ :إِنَّهُ مِنَ التّابِعَینَ . و ابْنُه سِراجٌ ،و ابْنُ ابْنهِ هِلالُ بنُ سِرَاجٍ :رَوَیَا رَوَی هِلالٌ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ .

و فاتَه: مُجّاعَهُ بنُ أَبی مُجّاعَهَ عَنْ ابنِ لَهِیعَهَ ،و اسْمُ أَبِیهِ ثابِتٌ ،لَیْسَ بثِقَهٍ .

و مُجّاعَهُ بنُ الزُّبَیْرِ،عَنْ أَبانٍ ،ضَعَّفَه الدّارَقُطْنِیُّ .

و ذَکَرَ اللَّیْثُ : مُجّاعَه بن سِعْرٍ و لَمْ یَزِدْ عَلَی ذلِکَ ،و هو رَجُلٌ مِنَ العَرَبِ .

و المُجَاعَهُ بالتَّخْفِیفِ :فُضَالَهُ المَجِیعِ ،کَمَا فِی اللِّسَانِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الماجِعَهُ :الزّانِیَهُ ،و مِنْهُ قَوْلُهُم-فی الشَّتْمِ -:یا ابْنَ الماجِعَهِ .

قال: و أَمْجَعَ الفَصِیلَ :إِذا سَقَاهُ اللَّبَنَ من الإِناءِ.

و یُقَال:هُوَ لا یَزالُ یَتَمَجَّعُ :إِذَا کانَ یَحْسُو حَسْوَهً مِنَ اللَّبَنِ و یَلْقَمُ عَلَیْهَا تَمْرهً ،و ذلِکَ المَجِیعُ عندَ العَرَبِ ،و رُبَّمَا أُلْقِیَ التَّمْرُ فِی اللَّبَنِ حَتَّی یَتَشَرَّبَهُ ،فیُؤْکَلَ التَّمْرُ،و تَبْقَی المُجَاعَهُ .

و تَمَاجَعَا ،و مَاجَعَا :تَمَاجَنَا و تَرَافَثَا قالَ ابنُ عَبّادٍ:و هُوَ یُمَاجِعُ النِّسَاءَ،أَی:یُغَازِلُهُنَّ و یُرَافِثُهُنَّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

المِجْعُ ،بالکَسْرِ،:المازِحُ ،عن ابنِ بَرِّیّ .

و امْتَجَعَ :مِثْلُ تَمَجَّعَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و المِجْعُ ،بالکَسْرِ و الفَتْحِ :الدّاعِرُ.

و هُوَ مِجْعُ نِسَاءٍ،بالکَسْرِ:یُجَالِسُهُن و یُحَادِثُهُنَّ .

و قد سَمَّوْا مَجّاعاً ،کشَدّادٍ.

و مَجَّعَ ضَیْفَهُ تَمْجِیعاً :أَطْعَمَهُ المَجِیعَ .

مدع

المَدْعَهُ ،کحَمْزَهَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الصّاغانِیُّ :هُو عِنْدَ أَهْلِ الیَمَنِ : النّارَجِیلُ المُفَرَّغُ (2)مِنْ لُبِّهِ ،یُغْتَرَفُ بهِ . قُلْتُ :و العَامَّهُ یَکْسِرُونَ المِیمَ .

و المَیْدَعُ ،کحَیْدَرٍ:صِغارُ الکَنْعَدِ،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ،و هُوَ:

سَمَکٌ صِغَارٌ مِنْ سَمَکِ البَحْرِ.

و مَیْدَعان بفتح المِیمِ و الدالِ : ع.

ص:451


1- ((*)) بالقاموس:التَّمَجُّعِ .
2- (1) فی التکمله:الفارغ.

و مِدَعٌ ، کعِنَبٍ (1):حِصْنٌ بالیَمَنِ مِنْ حُصُونِ حِمْیَرَ، هکَذَا ضَبَطَه فی العُبَابِ ،و المَشْهُورُ الآنَ مِثال صُرَدٍ.

قالَ الأَزْهَرِیُّ فِی هذا التَّرْکِیبِ :رَوَی ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : و المَدْعِیُّ :المُتَّهمُ فی نَسَبِه قالَ :کأَنَّه-یَعْنِی ابنَ الأَعْرَابِیِّ -جَعَلَه من الدِّعْوَهِ فِی النَّسَبِ ،و لَیْسَتِ المِیمُ بأَصْلِیَّهٍ .

قال الصّاغَانِیُّ :ههُنَا وَجْهَانِ : قِیلَ :مَنْسُوبٌ إِلی المَدْعَهِ و هِیَ النّارَجِیلُ المُفَرَّغُ مِنْ لُبِّه،کأَنَّهُ فارِغٌ مِمَّا یَدَّعِیهِ ،خالٍ مِنْهُ ،فتَکُون المِیمُ أَصْلِیَّهً أَوْ مِنَ الدَّعْوَهِ فِی النَّسَبِ ،عَلی لُغَهِ مَنْ یَقُولُ :دَعَیْتُ ،فِی مَوْضِع دَعَوْتُ فتَکُونُ المِیمُ زائدَهً .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

مَیْدُوعٌ :فَرَسُ عَبْدِ الحَارِثِ بنِ ضِرَارٍ الضَّبِّیِّ ،اسْتدْرَکَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و لم یَزِدْ عَلی هذَا.

قلت:و قد تَقَدَّمَ فی«ب د ع»أَنَّ اسْمَ هذا الفَرَسِ مَبْدُوعٌ ،وَ سَیَأْتِی فی«ی د ع»أَیْضاً.

مذع

مَذَعَ لَهُ ،کمَنَعَ مَذْعاً ،و مَذْعَهً :حَدَّثَه بِبَعْضِ الخَبَرِ،و کَتَمَ بَعْضاً ،نَقَلَهُ أَبُو عُبَیْدٍ عن الکِسَائِیِّ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و قِیلَ :أَخْبَرَه بِبَعْضِه،ثُمَّ قَطَعَه و أَخَذَ فِی غَیْرِه.

و مَذَعَ ببَوْلِهِ ،أَی: رَمَی بهِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ المُفَضَّلُ الضَّبِّیُّ : مَذَعَ یَمِیناً ،أَی: حَلَفَ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المَذْعُ :سَیَلاَنُ المَزادَهِ ،و قِیلَ :

هُو السَّیَلانُ مِنَ العُیُونِ الَّتِی تَکُونُ فی شعَفَاتِ الجِبَالِ ، و قالَ الأَزْهَرِی-فیِّ ترْجَمَهِ «ب ذ ع»-البَذَعُ :قَطْرُ حُبِّ الماءِ،قال:و هُوَ المَذْعُ أَیْضاً:یُقَال:بَذَعَ و مَذَعَ :إِذَا قَطَرَ.

و المَذّاعُ ، کشَدّادٍ:الکَذّابُ ،و قد مَذَعَ :إِذا کَذَبَ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و قِیلَ :هُوَ مَنْ لا وَفاءَ لَهُ ،و هو المُتَمَلِّقُ الَّذِی لا یَفِی، و لا یَحْفَظُ أَحَدًا بالغَیْبِ ،أَی بِظَهْرِه.

و قِیل:هُوَ مَنْ لا یَکْتُمُ السِّرَّ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .عن أَبِی عُبَیْدٍ. و قِیلَ :هُوَ الَّذِی یَدُورُ و لا یَثْبُتُ ،عن ابنِ عَبّادٍ،قالَ :

و مِنْهُ :ظِلٌّ مَذّاعٌ .

قالَ : و المَذّاعُ أَیْضاً: من یُرْسِلُ نُزْلَهُ ،أَی: مَنِیَّهُ -أَوْ بَوْلَه-قَبْلَ حِینهِ یُقَال: مَذَعَ الفَحْلُ بِمائِهِ ،أَی:قَذَفَ بهِ .

و مِذْعَی ،کذِکْرَی:ماءٌ لبَنِی جَعْفَر بنِ کِلابٍ بالحَزِیزِ، حَزِیزِ رامَهَ ،مُؤَنَّثٌ مَقْصُورٌ،قالَ الشّاعِرُ:

تُهَدِّدُنِی لِتَأْخُذَ جَفْرَ مِذْعَی

و دُونَ الجَفْرِ غَوْلٌ للرِّجالِ (2)

و قالَ جَرِیرٌ:

سَمَتْ لَکَ مِنْهَا حاجَهٌ بَیْنَ ثَهْمَدٍ

و مِذْعَی ،و أَعْناقُ المَطِیِّ خَوَاضِعُ

قُلْتُ :و مِذْعَی أَیْضاً:ماءٌ لغَنِیِّ بنِ أَعْصُرَ،کما فی المُعْجَمِ (3).

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

تَمَذَّعْتُ الشَّرَابَ :شَرِبْتُه قَلِیلاً قَلِیلاً،کَمَا فی التَّکْمِلَهِ .

و مَذَعَ الضَّرْعَ مَذْعاً :حَلَبَ نِصْفَ ما فِیهِ ،نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ .

مرع

المَرِیعُ ،کأَمِیرٍ: الخَصِیبُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ کالمِمْراعِ ،بالکَسْرِ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ،یُقَال:غَیْثٌ مِمْرَاعٌ ، کمَرِیعٍ ،و

17- فی حدِیثِ جَرِیرٍ (4)،رَضِیَ اللّه عَنْهُ : «و جَنابُنَا مَرِیعٌ ». ج: أَمْرُعٌ ،و أَمْراع ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :کیَمِینٍ و أَیْمُنٍ ، و أَیْمانٍ ،و أَنْشَدَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ :

أَکَلَ الجَمِیمَ و طاوَعَتْهُ سَمْحَجٌ

مَثْلُ القَناهِ ،و أَزْعَلَتْهُ الأَمْرُعُ

قالَ ابنُ بَرِّیّ :لا یَصِحُّ أَنْ یُجْمَعَ مَرِیعٌ عَلَی أَمْرَعٍ ؛لأَنَّ فَعِیلاً لا یُجْمَعُ عَلَی أَفْعُلٍ إِلاّ إِذا کانَ مُؤَنَّثاً،نَحْوَ یَمِین و أَیْمُن،و أَمّا أَمْرُعٌ فی بَیْتِ أَبِی ذُؤَیْبٍ فَهُو جَمْعُ مَرْعٍ ،و هُوَ الکَلَأُ.

قلتُ :و هذا الَّذِی أَنْکَرَهُ ابنُ بَرِّی عَلَی الجَوْهَرِیِّ هُوَ

ص:452


1- (1) قیدها یاقوت مدع بضم ففتح،ضبط حرکات.
2- (2) فی معجم البلدان«حفر»بالحاء فی الموضعین.
3- (3) الذی فی معجم البلدان:مذعی لبنی جعفر اشتروها من بعض بنی غنیّ .
4- (4) یرید جریر بن عبد اللّه الصحابی.

قَوْلُ أَبِی سَعِیدٍ،و الّذِی ذهَبَ إِلَیْهِ من أَنَّه جَمْعُ مَرْعٍ فهُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ ،حَکَی أَنّه جَمْعُ مَرَعٍ مُحَرَّکَهً ،و مَرُعٍ کنَدُسٍ ،و مَرْعٍ بالفَتْحِ ،کذا فی شَرْحِ الدِّیوانِ (1)،و کِلاَ القَوْلیْنِ صَحِیحٌ ،فتَأَمَّلْ .

مَرَعَ الوادِی،مُثَلَّثَهَ الرّاءِ، مَراعَهً کسَحابَهٍ ،و مَرْعاً : أَکْلَأَ و أَخْصَبَ ،: کأَمْرَعَ و قِیلَ :لَمْ یَأْتِ مَرَعَ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَمْرَعَ المَکَانِ لا غَیْرُ.

و فی المَثَلِ :

« أَمْرَعَ وادِیهِ و أَجْنَی حُلَبُه» .

قالَ ابنُ عَبّادٍ: یُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَ أَمْرُه و اسْتَغْنَی.

و یُقَالُ : أَرْضٌ أُمْرُوعَهٌ ،بالضّمِّ ،أَی: خِصْبَهٌ .

و قَدْ أَمْرَعَتْ :إِذَا أَعْشَبَتْ ،فَهِی مُمْرِعَهٌ ،قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ .

و مَرَعَ رَأْسَهُ بالدُّهْنِ ،کمَنَعَ :مَسَحَهُ ،و قِیلَ : أَکْثَرَ مِنْهُ و أَوْسَعَهُ ، کأَمْرَعَهُ ،و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ رُؤْبَهَ :

کغُصْنِ بانٍ عُودُهُ سَرَعْرَعُ

کأَنَّ وَرْدًا مِنْ دِهَانٍ یُمْرَعُ (2)

لَوْنِی،و لَوْ هَبَّتْ عَقِیمٌ تَسْفَعُ

یَقُول:کأَنَّ لَوْنَه یُعْلَی بالدُّهْنِ لصَفائِهِ .

و مَرَع شَعَرَهُ :رَجَّلَهُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قالَ أَیْضاً: رَجُلٌ مَرِعٌ ،ککَتِفٍ :یَطْلُبُ المَرْعَ ،أَی الخِصْبَ .و فِی الأَساسِ :یُحِبُّ المَرْعَ ،و فَرَّقَ بَیْنَ المَرِعِ و المُتَمَرِّعِ ؛فالأُولَی مُحِبُّ المَرْعِ ،و الثانِیَهُ طالِبُه، و وَحَّدَهُمَا ابنُ عَبّادٍ،فتَأَمَّلْ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: مارِعَهُ :أَبُو بَطْنٍ ،و کانَ مَلِکاً فِی الدَّهْرِ الأَوَّلِ ، و هُمْ المَوَارِعُ لوَلَدِه.

و المُرَعَهُ کهُمَزَهٍ ،کما نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عَنِ ابْنِ السِّکِّیتِ ، و صَوَّبَ الصّاغَانِیُّ أَنَّه مِثْلُ غُرْفَهٍ قالَ :و هکَذَارَأَیْتُه فِی کِتابِ الطَّیْرِ لأَبِی حاتِمٍ السِّجِسْتَانِیِّ بخَطِّ أَبی بَکْرٍ مُحَمَّدِ بنِ القاسِمِ الأَنْبَارِیِّ مَضْبُوطاً ضَبْطاً بَیِّناً (3)،قال:

و کذلِکَ رَأَیْتُ فِی نُسْخَهٍ أُخْرَی مَضْبُوطاً هکذا بفَتْح الرّاءِ فی الواحِدِ،قالَ ابنُ السِّکِّیتِ : هو طَائِرٌ یُشْبِهُ الدُرّاجَ ،و قالَ أَبُو عَمْرٍو:هو طائِرٌ أَبْیَضُ ،حَسَنُ اللَّوْن،طَیِّبُ الطَّعْمِ ،فی قَدْرِ السُّمانَی،لا یَظْهَرُ إِلاّ فِی المَطَرِ،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:

یَقَعُ فی المَطَرِ مِنَ السَّمَاءِ ج: مُرَعٌ مِثْلُ :رُطَبٍ و رُطَبَهٍ ، و أَنْشَدَ أَبُو حاتِمٍ -فِی کِتَابِ الطَّیْرِ-:

بهِ مُرَعٌ یَخْرُجْنَ مِنْ خَلْفِ وَدْقِهِ

مَطَافِیلُ جُونٌ رِیشُهَا یَتَصَبَّبُ

قالَ الصّاغَانِیُّ :هکذا أَنْشَدَه،و الشِّعْرُ لمُلَیْحِ بنِ الحَکَمِ الهُذَلِیِّ یَصِفُ سَحاباً،و الرِّوایَهُ :

تَرَی مُرَعاً یَخْرُجْنَ مِنْ تَحْتِ وَدْقِهِ

مِنَ الماءِ جُوناً رِیشُها یَتَصَبَّبُ (4)

قلتُ :و أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ أَیْضاً فِی النّوادِرِ هکَذَا،إِلاّ أَنَّه قالَهُ :«لَهُ مُرَعٌ »و قَبْلَ البَیْتِ بَیْتَانِ :

سَقَی جارَتَیْ سُعْدَی و سُعْدَی وَ رَهْطَهَا

و حَیْثُ الْتَقَی شَرْقٌ بسُعْدَی و مَغْرِبُ

بذِی هَیْدَبٍ أَیْمَا الرُّبَی تَحْتَ وَدْقِه

فتَرْوَی،و أَیْما کُلُّ وادٍ فَیَرْعَبُ

لَهُ مُرَعٌ ..

إِلی آخِرِه.

و قالَ سِیبَوَیْه:لَیْسَ المُرَعُ تَکْسِیرَ مُرَعَه ،إِنّمَا هُو مِنْ بابِ تَمْرَهٍ و تَمْرٍ،لأَنَّ فُعَلَهَ لا تُکَسَّرُ؛لقِلَّتِها فی کَلامِهِم،أَلا تَرَاهُمْ قالُوا:هذَا المُرَعُ فَذَکَّرُوا،فلَوْ کَانَ کالغُرَفِ لأَنَّثُوا.

و قَالَ الفَرّاءُ-فی جَمْعِ المُرَعِ الَّذِی هُوَ جَمْعُ المُرَعَهِ -: مِرْعَانٌ ،بالکَسْرِ،کصُرَدٍ و صِرْدانٍ ،کما فی العُبَابِ .

و المُرْعَهُ و المِراعُ کغُرْفَهٍ و کِتَابٍ :الشَّحْمُ و السّمنُ ؛لأَنَّهُ مِنَ الإِمْرَاعِ یَکُونُ ،کما فی المُحِیطِ .

و أَمْرَعَه ،أَی الوادی أصابه مریعاً أَیْ خِصْباً،فهُوَ

ص:453


1- (1) فی دیوان الهذلیین 4/1 الأمرع الخصب،یقال مکان مریع أی مخصب،و کأن واحد الأمرُع مرْع أو مَرَع.
2- (2) ضبطت فی التکمله بفتح الیاء،شاهداً علی قوله:مرع رأسه،یمرع، و المثبت عن التهذیب و اللسان. [1]
3- (3) یعنی بسکون الراء کما نص علیه فی التکمله.و ضبط فی التهذیب کالأصل بضم ففتح،ضبط حرکات.
4- (4) فی التهذیب بروایه:له مُرَعٌ ..من الماء جُون».

مُمْرعٌ ،کمَا فِی الصِّحاحِ .

و أَمْرَع بغائِطِه أَو بَوْله:رَمَی بهِ خَوْفاً ،هکَذا مُقْتَضَی سِیاقِه،و هو غَلَطٌ ،و صَوابُه: مَرَعَ بغائِطِه وَ بَوْلهِ :رَمَی بِهِمَا خَوْفاً،هکذَا ثُلاثِیًّا،کما هُوَ نَصُّ المُحِیطِ ،و نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ أَیْضاً هکَذَا.

و فِی المَثَلِ : « أَمْرَعْتَ فانْزِلْ » کَما فی الصِّحاحِ ،قالَ الصَّاغَانِیُّ : أَی:أَصَبْتَ حاجَتَکَ فانْزِلْ کقَوْلِ أَبِی النَّجْم:

مُسْتَأْسِداً ذِبّانُه فِی غَیْطَلِ

یَقُلْنَ للرّائِدِ:أَعْشَبْتَ انْزِلِ

قلتُ :و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

بِما شِئْتَ مِنْ خَزٍّ«و أَمْرَعْتَ فانْزِلِ »

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: تَمَرَّعَ الرَّجُلُ :إِذَا أَسْرَعَ ،أَو طَلَبَ المَرْعَ أَی:الخِصْبَ ،یُقال:رَجُلٌ مُتَمَرِّعٌ ،و کَذلِکَ مَرِعٌ ، و قد تَقَدَّمَ ما فِیه.

و تَمَرَّعَ أَنْفُه:تَرَمَّعَ ،و الزّایُ لُغَهٌ فیهِ ،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ مُعَاذٍ: «حَتّی خُیِّلَ إِلَیَّ أَنَّ أَنْفَهُ یَتَمَرَّعُ »و یُرْوَی«یَتَمَزَّعُ ».

بالزّایِ ،و هُوَ الصَّحِیحُ ،أَی:مِنْ شِدَّهِ غَضَبِه،و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:أَحْسِبُه«یَتَرَمَّعُ ».

و انْمَرَعَ فِی البِلادِ:ذَهَبَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

قالَ أَعْرَابِیٌّ :أَتَتْ عَلَیْنَا أَعْوَامٌ أَمْرُعٌ :إِذا کانَتْ خِصْبَهً .

و مَرِعَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ :وَقَعَ فِی خِصْبٍ .

و مَرِعَ :إِذا تَنَعَّمَ .

و مَکَانٌ مَرِعٌ ،ککَتِفٍ :خَصِیبٌ مُمْرِعٌ ناجِعٌ ،قالَ الأَعْشَی:

سَلِسٍ مُقَلَّدُه أَسِی

لٍ خَدُّهُ مَرعٍ جَنابُهْ

و یُقَالُ :القَوْمُ مُمْرِعُونَ :إِذا کانَتْ مَوَاشِیهِمْ فِی خِصْبٍ .

و المُمْرِعَهُ مِنَ الأَرْضِ :المُکْلِئَهُ مِنَ الرَّبِیعِ و الیَبِیسِ (1).و قالَ أَبُو حَنِیفَه: مَمارِیعُ الأَرْضِ :مَکَارِمُهَا،هکَذا ذَکَرَهُ و لَمْ یَذْکُرْ له واحِدًا.

و رَجُلٌ مَرِیعُ الجَنَابِ :کَثِیرُ الخَیْرِ،عَلَی المَثَلِ .

و مَرْوَعُ ،کجَعْفَرٍ:أَرْضٌ ،قالَ رُؤْبَهُ :

فِی جَوْفِ أَجْنَی مِنْ حِفَافَیْ مَرْوَعَا (2)

مزع

مَزَعَ البَعِیرُ فِی عَدْوِه، و کَذلِکَ الظَّبْیُ ، و الفَرَسُ ،کمَنَعَ یَمْزَعُ مَزْعاً ،و مَزْعَهً :أَسْرَعَ و قِیلَ : المَزْعُ :

شِدَّهُ السَّیْرِ، أَوْ:هُوَ أَوَّلُ العَدْوِ و آخِرُ المَشْیِ ،قالَهُ أَبو عُبَیْدٍ،و أَنْشَدَ:

شَدِیدُ الرَّکْضِ یَمْزَعُ کالغَزالِ

أَو العَدْوُ الخَفِیفُ مَع سُرْعَهٍ ،قالَ زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی یَصِفُ خَیْلاً:

جَوَانِحَ یَخْلِجْنَ خَلْجَ الظِّبا

و یُرْکَضْنَ مِیلاً و یَمْزَعْنَ مِیلاَ (3)

و مَزَعَ القُطْنَ مَزْعاً : نَفَشَهُ بأَصَابِعِه لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ،قالَهُ ابن دُرَیْدٍ (4)، کمَزَّعَهُ تَمْزِیعاً ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و المَرْأَهُ تَمْزَعُ القُطْنَ بیَدَیْها:إِذا زَبَّدَتْهُ ،کأَنَّهَا تُقَطِّعُه ثُمَّ تُؤَلِّفُه،فتُجَوِّدُه بذلِکَ .

و المَزْعِیُّ :النَّمّامُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

قالَ : و المَزّاعُ کشَدّادٍ:القُنْفُذُ ،یُقَالُ : مَزَعَتِ القَنَافِذُ، تَمْزَعُ باللَّیْلِ مَزْعاً :إِذا سَعَتْ فأَسْرَعَتْ ،قالَ عَبْدَهُ بنُ الطَّبِیبِ :

قَوْمٌ إِذا دَمَسَ الظَّلامُ عَلَیِهمُ

حَدَجُوا قَنَافِذَ بالنَّمِیمَهِ تَمْزَعُ (5)

هکَذا أَنْشَدَه الرِّیاشِیُّ ،و هُوَ یُضْرَبُ مَثَلاً للنَّمّامِ .

و المُزاعَهُ ، کثُمَامَهٍ :سُقاطَهُ الشَّیْ ءِ ،کما فِی الجَمْهَرَهِ .

ص:454


1- (1) قاله ابن شمیل،کما فی التهذیب.
2- (2) فی أراجیزه ص 90:من حرف أحنی.
3- (3) شرح دیوانه لثعلب ص 205 بروایه: خلج الدلاء...و ینزعن میلا فعلی هذه الروایه فلا شاهد فیه. قال ثعلب:و یروی:عوابس یمرعن مرع الظباء.
4- (4) الجمهره 8/3.
5- (5) البیت 16 من مفضلیته.

و الْمُزْعَهُ ،بالضَّمِّ و الکَسْرِ:القِطْعَهُ مِنَ اللَّحْمِ ،أَو النَّفَقَهُ مِنْه ،یُقَال:ما عَلَیْهِ مُزْعَهُ لَحْمٍ ،و حُزَّهُ لَحْمٍ ، بمَعْنَی،و

16- فی الحَدِیثِ : «لا تَزَالُ المَسْأَلَهُ بالعَبْدِ حَتَّی یَلْقَی اللَّهَ و ما فِی وَجْهِه مِزْعَهُ لَحْمٍ ». أَی قِطْعَهٌ یَسِیرَهٌ مِنْه،و قالَ أَبُو عَمْرٍو:ما ذُقْتُ مُزَعَهَ لَحْمٍ ،و لا حِذْفَهً (1)،و لا حِذْیَهً ،و لا لَحْبَهً ،و لا حِرْباءَهً ،و لا یَرْبُوعَهً ،و لا مِلاکاً،و لا مَلُوکاً، بمَعْنًی واحِدٍ.

و مِنْ ذلِکَ : الِمُزْعَهُ : اللّحْمَهُ یُضَرَّی بِهَا البَازِی ، و هِیَ :القِطْعَهُ مِنَ اللَّحْمِ .

و المُزْعَهُ أَیْضاً: الجُرْعَهُ مِنَ الماءِ ،یُقَال:ما فِی الإِناءِ مُزْعَهٌ مِنَ الماءِ،أَی:جُرْعَهٌ ،الضّمُّ فِیها و فِی القِطْعَهِ مِن اللَّحْمِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و الکَسْرُ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و المُزْعَهُ : بَقِیَّهٌ مِنَ الدَّسْمِ ،أَو القِطْعَهُ من الشَّحْمِ .

و المِزْعَهُ بالکَسْرِ:البَتْکَهُ من الرِّیشِ و القُطْنِ ،زادَ الجَوْهَرِیُّ :مِثْلُ المِزْقَهِ (2)مِنَ الخِرَقِ ،قالَ :و مِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ یَصِفُ ظَلِیماً:

مِزَعٌ یُطَیِّرُه أَزَفُّ خَذُومُ

أَی:سَرِیعٌ .

و التَّمْزِیعُ :التَّفْرِیقُ ،یُقَال: مَزَّعَ اللَّحْمَ تَمْزِیعاً ، فَتَمَزَّعَ ، أَی (3):فَرَّقَه فتَفَرَّقَ ،و مِنْهُ قَوْلُ خُبَیْبٍ -رَضِی اللّه عَنْهُ -:

و ذلِکَ فی ذاتِ الإِلهِ ،و إِنْ یَشَأْ

یُبَارِکْ عَلَی أَوْصَالِ شِلْوٍ مُمَزَّعِ

و مِنَ المَجَازِ: هُوَ یَتَمَزَّعُ غَیْظاً،أَیْ :یَتَقَطَّعُ قالَ الجَوْهَرِیُّ :و

16- فِی الحَدِیثِ (4): «أَنَّهُ غَضِبَ غَضَباً شدِیداً حَتّی تَخَیَّلَ إِلَیَّ أَنَّ أَنْفَه یَتَمَزَّعُ ». قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:لَیْسَ یَتَمَزَّعُ بشَیْ ءٍ، و لکِنِّی أَحْسَبُه یَتَرَمَّعُ ،و هُوَ أَنْ تَرَاهُ کأَنَّهُ یُرْعَدُ مِنَ الغَضَبِ ، و لم یُنْکِرْ أَبُو عُبَیْدٍ أَنْ یَکُونَ التَّمَزُّعُ بمَعْنَی التَّقَطُّعِ ،و إِنَّمَا اسْتَبْعَدَ المَعْنَی. و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ: تَمَزَّعُوهُ بَیْنَهُم ،أَی: اقْتَسَمُوهُ و مِنْهُ

16- حَدِیثُ جابِرٍ: «فَقَالَ لَهُمْ : تَمَزَّعُوه ». أَی:تَقاسَمُوا به، و فَرِّقُوه بَیْنَکُمْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

فَرَسٌ مِمْزَعٌ ،کمِنْبَرٍ:سَرِیعٌ ،قالَ طُفَیْلٌ :-

و کُلِّ طَمُوح الطَّرْفِ شَقّاءَ شَطْبَهٍ

مُقَرَّبَهٍ کَبْداءَ جَرْداءَ مِمْزَعِ

و المَزْعِیُّ :السَّیّارُ باللَّیْلِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

مسع

المِسْعُ ،بالکَسْرِ:اسْمُ رِیحِ الشَّمَال ،و کذلِکَ النِّسْعُ ،نَقَلَه الجوهری عَن الأَصْمَعِیِّ ،و أَنْشَدَ للمُتَنَخِّلِ الهُذَلِیِّ :

قَدْ حالَ بَیْنَ دَرِیسَیْهِ مُؤَوِّبَهٌ

مِسْعٌ لَهَا بعِضاهِ الأَرْضِ تهْزِیزُ (5)

و هکَذا أَنْشَدَهُ الصّاغانِیُّ لَهُ أَیْضاً،و مِثْلُه فی الدِّیوانِ ، و قالَ ابنُ بَرِّیّ :هُوَ لأَبِی ذُؤَیْبٍ لا للمُتَنخِّلِ ،قُلْتُ :و هُو قوْلُ أَبِی نَصْرٍ،و الصَّوابُ الأَوَّلُ .

و المَسْعِیُّ ،بالفَتْحِ :الرَّجُلُ الکثِیرُ السَّیْرِ،القَوِیُّ عَلَیْهِ نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ فِی هذا التَّرْکِیبِ .

مشع

مَشَعَ ،کمَنَعَ :خَلَسَ ،و مِنْهُ : ذِئْبٌ مَشُوعٌ ، کصَبُورٍ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،أَی: خَلاَّسٌ .

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : مَشَعَ : سارَ سَیْراً سَهْلاً.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (6): مَشَعَ القُطْنَ و غیْرَه مَشْعاً :إِذا نَفَشَهُ بِیَدِه،مِثْلُ مَزَعَه ،لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ ،جاءَ بِها الخَلِیلُ .

قال: و القِطْعَهُ مِنْهُ مِشْعَهٌ ،بالکَسْرِ،و مَشِیعَهٌ ،کسَفِینَهٍ .

و مَشَعَ القِثّاءَ:مَضَغَهُ ،قالَ اللَّیْثُ : المَشْعُ :ضَرْبٌ مِنَ الأَکْلِ ،کأَکْلِکَ القِثّاءَ،و قِیلَ : المَشْعُ :أَکْلُ القِثّاءِ و غَیْرِه مِمّا لَهُ جَرْسٌ عِنْدَ الأَکْلِ .

و مَشَعَ الغَنَمَ :حَلَبَها نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

ص:455


1- (1) عن التهذیب و بالأصل«حذبه».
2- (2) عن الصحاح و بالأصل«الخرقه».
3- (3) فی التهذیب و اللسان: [1]أی قطّعه.
4- (4) الأصل و اللسان،و [2]فی النهایه:و فی حدیث معاذ.
5- (5) اللسان،و [3]نسبه ابن بری لأبی ذؤیب،و البیت فی دیوان الهذلیین 16/2 فی شعر المتنخل بروایه«دون دریسیه...نسع لها»بالنون،و فی شرحه:قال:و سنع و مسع اسم من أسماء الشمال.
6- (6) الجمهره 61/3. [4]

و قَالَ ابنُ عَبّادٍ: مَشَعَ بِمَنِیِّهِ ،أَو بَوْلِه أَی: رَمَی بهِ و خَذَفَ (1).

قالَ : و مَشَعَ فُلاناً بالحَبْلِ و غَیْرِه ،أَی: ضَرَبَه بهِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : تَمْشِیعُ القَصْعَهِ :أَکْلُ کُلِّ ما فِیهَا.

قال: و تَمَشَّعَ الرَّجُلُ و امْتَشَعَ (2): أَزالَ الأَذَی عَنْ نَفْسه و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «نَهَی أَنْ یُتَمَشَّعَ برَوْثٍ أَوْ عَظْمٍ ». أَی:

یُسْتَنْجَی،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هُو حَرْفٌ صَحِیحٌ .

أَو هُوَ الاسْتِنْجَاءُ بالحِجارَهِ خاصَّهً ،کَما فِی المُحیِطِ .

و قالَ غَیْرُه:هُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ : امْتَشَعَ ما فِی الضَّرْعِ و امْتَشَقَهُ : أَخَذَهُ کُلَّهُ و لَمْ یَدَعْ فِیهِ شَیْئاً،و کَذلِکَ : امْتَشَعَ ما فِی یَدَیْ فُلانٍ و امْتَشَقَه،بمَعْنَاهُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : امْتَشَعَ ثَوْبَه:اخْتَلَسَه.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : امْتَشَعَ السَّیْفَ مِنْ غِمْدِه،و امْتَلَخَهُ :

إِذا امْتَعَدَهُ ،و سَلَّهُ مُسْرِعاً.

و یُقَال: امْتَشِعْ مِنْ فُلانٍ (3)ما مَشعَ لَکَ أَی: خُذْ مِنْهُ ما وَجَدْتَ کَمَا فِی الصِّحاحِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

المَشْعُ :الکَسْبُ ،و الجَمْعُ ،کما فِی الصِّحاحِ .

و رَجُلٌ مَشُوعٌ :کَسُوبٌ ،قالَ الشّاعِرُ:

و لَیْسَ بخَیْرٍ مِنْ أَبٍ غَیْرَ أَنَّهُ

إِذَا اغْبَرَّ آفاقُ البِلادِ مَشُوعُ

و التَّمْشِیعُ و الامْتِشَاعُ ،کِلاهُمَا:الاسْتِنْجَاءُ و التَّمْسِیحُ .

مصع

مَصَعَ البَرْقُ ،کمَنَعَ :لَمَعَ و أَوْمَضَ ،قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :و سُئلَ أَعْرَابِیٌّ عَن البَرْقِ ،فقَالَ : مَصْعَهُ مَلَکٍ ، أَی:یَضْرِبُ السَّحابَ ضَرْبَهً ،فتَرَی النِّیرانَ ،و

16- فی حَدِیثِ مُجَاهِدٍ: «البَرْقُ مَصْعُ مَلَکٍ یَسُوقُ السَّحَابَ ». و قِیلَ :مَعْنَاهُ فی اللُّغَهِ :التَّحْرِیکُ و الضَّرْبُ .

و مَصَعَتِ الدَّابَّهُ بِذَنَبِها:حَرَّکَتْهُ مِنْ غَیْرِ عَدْوٍ، و ضَرَبَتْ بهِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لرُؤْبَهَ یَصِفُ الحَمِیرَ:

یَمْصَعْنَ بالأَذْنَابِ مِنْ لَوْحٍ (4)وَ بَقّ

و مَصَعَ فُلاناً:ضَرَبَه بالسَّیْفِ ،أَو ساقَهُ بالسَّوْطِ ،أَو ضَرَبَه بهِ ضَرَبَاتٍ قَلِیلَهٌ ؛ثَلاثاً أَو أَرْبَعاً ،و

17- فی حَدِیثِ أَنَسٍ :

«أَنَّ البَرَاءَ بنَ مالِکٍ -رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا-حَضَّ النّاسَ عَلَی القِتَالِ ،ثُمَّ مَصَعَ فَرَسَه مَصَعَاتٍ فکأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهَا تَمْصَعُ بِذَنَبَهَا (5)». أَی:ضَرَبَهَا بسَوْطِه.

و مَصَعَتِ المَرْأَهُ بالوَلَدِ،و الطّائِرُ بذَرْقِه:رَمَیَا بِهِ ، الثّانِی قَوْلُ أَبِی لَیْلَی،و الأَوَّلُ قولُ ابنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

فبِاسْتِ امْرِیءٍ و اسْتِ الَّتِی مَصَعَتْ بهِ

إِذَا زَبَنَتْه الحَرْبُ لَمْ یَتَرَمْرَمِ

کأَمْصَعَ فِیهِمَا ،کأَکْرَمَ ،هکَذَا هُوَ فِی العُبَابِ ،و وُجِدَ فی بَعْضِ النُّسَخِ :کانَّصَعَ بتَشْدِیدِ النُّونِ ،و الأُولَی الصَّوابُ ، قَالَ أَبو عُبَیْدَهَ : أَمْصَعَتِ المَرْأَهُ بوَلَدِها أَیْ :رَمَتْ بهِ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ : مَصَعَتِ الأُمُّ بوَلَدِهَا،و أَمْصَعَتْ بِهِ ،بالأَلِفِ ، و أَخْفَدَتْ به،و حَطَأَتْ بهِ ،و زَکَبَتْ بهِ .

و مَصَعَ فُلانٌ بسَلْحِه عَلَی عَقِبَیْهِ :إِذا سَبَقَهُ مِنْ فَرَقٍ ،أَو عَجَلَهٍ ،أَو أَمْرٍ.

و مَصَعَ فِی مُرُورِهِ :أَسْرَعَ ،یُقَالُ :مَرَّ یَمْصَعُ و یَمْزَعُ ، أَی:یُسْرِعُ ،و أَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:

یَمْصَعُ فِی قِطْعَهِ طَیْلَسَانِ

مَصْعاً کمَصْعِ ذَکَرِ الوِرْلانِ

و کَذلِکَ البَعِیرُ یَمْصَعُ ،أَی:یُسْرِعُ .

أَو مَصَعَ البَعِیرُ،و کَذا الفَرَسُ مَصْعاً : عَدَا عَدْوًا شَدِیداً مُحَرِّکاً ذَنَبَه ،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ أَنَسٍ المُتَقَدِّمُ ذِکْرُه: «فکأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهَا تَمْصَعُ بِذَنَبَهَا».

و مَصَعَ الفَرَسُ مَصْعاً :ذَهَبَ و الَّذِی فی الصِّحاحِ :

مَصَعَ الرَّجُلُ فی الأَرْضِ ، کامْتَصَعَ :ذَهَبَ فِیها،و أَنْشَدَ لِلأَغْلَبِ العِجْلِیِّ :

و هُنَّ یَمْصَعْنَ امْتِصاعَ الأَظْبِ

ص:456


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«حذف».
2- (2) فی غریب الهروی«و امتشّ »و نبه علیها بهامش اللسان علی أنها فی إحدی نسخ النهایه.و فی التهذیب:تمشّع الرجل و امتشّ .
3- ((*)) فی القاموس:«امتشع منه»بدل:«من فلان».
4- (3) ضبطت فی التهذیب و اللسان [1]بضم اللام،و هما لغتان،و معناه: العطش.
5- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«ذنبها».

مُتَّسِقاتٍ کاتِّساقِ الجَنْبِ

و فی التَّکْمِلَهِ :الَّذِی فی رَجَزِ الأَغْلَبِ :

جَوَانِحٌ یَمْحَصْنَ مَحْصَ الأَظْبِ (1)

و مَصَعَ فُؤادُهُ مُصُوعاً : زَالَ مِنْ فَرَقٍ أَو عَجَلَهٍ .

و مَصَعَ ضَرْعَ النَّاقَهِ مَصْعاً : ضَرَبَهُ بالمَاءِ البارِدِ لِیَتَرادَّ اللَّبَن.

و مَصَعَ البَرْقُ :أَوْمَضَ ،و هذا تَکْرَارٌ،فإِنَّه سَبَقَ لَهُ فی أَوّلِ المادَّهِ :« مَصَعَ البَرْقُ ،کمَنَعَ :لَمَعَ »و الإِیماضُ و اللَّمْعُ کِلاهُمَا واحِدٌ،فتَأَمَّلْ .

و مَصَعَ الحَوْضَ بماءٍ قَلِیلٍ :بَلَّهُ و نَضَحَهُ .

و یُقَالُ : مَصَعَ الحَوْضُ :إِذَا نَشِفَ ماؤُه.

و قالَ أَبو عَمْرٍو: مَصَعَ لَبَنُ النّاقَهِ مُصُوعاً :وَلَّی،فَهِیَ ماصِعَه الدَّرِّ،و کُلُّ شَیْ ءٍ وَلَّی و ذَهَبَ فقَدْ مَصَعَ ،کما فِی الصِّحاحِ و العُبَابِ .

و یُقَال: مَصَعَ البَرْدُ و غَیْرُه:ذَهَبَ و وَلَّی.

و مَصَعَ فِی الأَرْضِ :ذَهَبَ ، کامْتَصَعَ ،و هذا بعَیْنِه قَدْ تَقَدَّمَ لَهُ قَرِیباً،و نَقَلْنا عن الجَوْهَرِیِّ هُنَاکَ ،و نَبَّهْنَا أَنَّ الصَّوابَ «الرَّجُلُ »بَدَلَ «الفَرَسِ »و لَمْ یُحَرِّرِ المُصَنِّفُ هذِه المادَّهَ تَحْرِیراً عَلَی شَرْطِه،فتَأَمَّلْ .

و انْمَصَعَ الرَّجُلُ :ذَهَبَ فِی الأَرْضِ ، و رَجُلٌ مَصْعٌ ، بالفَتْحِ ، و مَصِعٌ ککَتِفٍ :ضارِبٌ بالسیْفِ ،و قد مَصَعَ بالسَّیْفِ ،قالَ تَأَبَّطَ شَرًّا-و یُرْوَی لِخَلَفٍ الأَحْمَرِ،و هوَ الصّوابُ -:

و وَرَاءَ الثَّأْرِ مِنْهُ ابنُ أُخْتٍ

مَصِعٌ عُقْدَتُه ما تُحَلُّ

و أَنْشَدَ اللَّیْثُ لأَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ :

أَزُهَیْرَ إِنْ یَشِبِ القَذالُ فإِنَّهُ

رُبْ هَیْضَلٍ مَصِعٍ لَفَفْتُ بهَیْضَلِ (2)

و یُرْوَی:«هَیْضَلٍ لَجَبٍ »و«مَرِسٍ »و هاتانِ أَصَحُّ الرِّوایاتِ . أَو رَجُلٌ مَصِعٌ : شَدِیدٌ. و بِهِ فُسِّرَ قَوْلُ تَأَبَّطَ شَرًّا السّابِقُ .

أَو مَصِعٌ : شَیْخٌ زَحّارٌ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و مِنْ هذا قَوْلُهُم:قَبَّحَهُ اللّه و أُمًّا مَصَعَتْ بهِ ،و هُوَ أَنْ تُلْقِیَ المَرْأَهُ وَلَدَها بِزَحْرَهٍ واحِدَهٍ ،و تَرْمِیَهُ .

أَو مَصِعٌ :غُلامٌ لاعِبٌ بالمِخْرَاقِ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

قالَ : و المَصُوعُ ،کصَبُورٍ:الرَّجُلِ الفَرِقُ المَنْخُوبُ الفُؤادِ ،وَ قَدْ مَصَعَ فُؤادُه،کما تَقَدَّمَ .

و الماصِعُ :الماءُ المِلْحُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الماصِعُ :الماءُ القَلِیلُ الکَدِرُ و أَنْشَدَ:

عَبَّتْ بمِشْفَرِهَا و فَضْلِ زِمَامِها

فی فَضْلَهٍ مِنْ ماصِعٍ مُتَکَدِّرِ (3)

و قِیلَ المَاصِعُ : البَرّاقُ ،و بهِ فُسِّرَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ :

فأَفْرَغْتُ مِنْ ماصِعٍ لَوْنُه

عَلَی قُلُصٍ یَنْتَهِبْنَ السِّجالاَ

أَی:سَقَیْتُها مِنْ ماءٍ خالِصٍ أَبْیَضَ ،لَهُ لَمَعَانٌ کلَمَعانِ البَرْقِ مِنْ صَفائِه،و هو ضِدٌّ.

و قِیلَ : الماصِعُ فِی قَوْلِ ابنِ مُقْبِلٍ هذَا: المُتَغَیِّرُ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :و هُوَ أَصَحُّ ،و یُرْوَی:«مِنْ ماصِحٍ »وَ رَوَی التَّمِیمِیُّ :«مِنْ ناصِعٍ »أَی:أَخْضَرَ،و قالَ شَمِرٌ: ماصِعٌ :

یُرِیدُ ناصِع،صَیَّرَ النُّونَ مِیماً.

و المُصَعَهُ ، کهُمَزَهٍ و غُرْفَهٍ ،وَ علی الأُولَی اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و الثانِیَهُ نَقَلَهَا ابنُ دُرَیْدٍ: ثَمَرَهُ العَوْسَجِ و حَمْلُه، و هُوَ أَحْمَرُ قَدْرَ الحِمّصَهِ ،حُلْوٌ طَیِّبٌ یُؤْکَلُ ،و مِنْه قَوْلُهُمْ :هُوَ أَحْمَرُ کالمُصَعَهِ ،و مِنْهُ أَسْوَدُ لا یُؤْکَلُ ،علی (4)أَرْدَإِ العَوْسَجِ و أَخْبَثُه شَوْکاً، ج:کصُرَدٍ و قُفْلٍ . قالَ ابنُ بَرِّی:شاهِدُ المُصَعِ قَوْلُ الضَّبِّیِّ :

أَکانَ کَرِّی و إِقْدَامِی بفی جُرَذٍ

بَیْنَ العَوَاسِجِ أَحْنَی حَوْلَه المُصَعُ

و المُصَعَهُ کهُمَزَهٍ ،کمَا فِی الصِّحاحِ ،و مِثَالُ غُرْفَهٍ ، عن کُراعٍ : طائِرٌ صَغِیرٌ أَخْضَرُ یأْخُذُه الفَخُّ ،قالَ أَبُو حاتِمٍ :

ص:457


1- (1) فی التکمله:الأظبی بإشباع الکسره.
2- (2) دیوان الهذلیین 88/2 بروایه هیضلٍ مرسٍ .
3- (3) التهذیب و الأساس و نسبه فیها لابن مقبل.
4- (4) الأصل و اللسان،و فی التهذیب:و هو أردأُ العوسج.

یَمْصَعُ بذَنَبِه.

و مُصَعُ العُصْفُورِ کصُرَدٍ: ذَکَرُه ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قالَ أَبُو حَنِیفَه: أَمْصَعَ العَوْسَجُ :خَرَجَ مُصَعُهُ .

و قالَ غَیْرُه: أَمْصَعَ القَوْمُ :ذَهَبَتْ أَلْبانُ إِبِلِهِمْ ،و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ : أَمْصَعَ الرَّجُلُ :ذَهَبَ لَبَنُ إِبِلِهِ ،کمَا فی الصِّحّاحِ .

و فِی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : أَمْصَعَ لَهُ بحَقِّهِ :أَقَرَّ ،و أَعْطَاهُ عَفْوًا،و کَذلِکَ أَنْصَعَ لَهُ ،و عَجَّرَ،و عَنَّقَ .

و التَّمْصِیعُ فی قَوْلِ الشَّمّاخِ یَصِفُ نَبْعَهً .

فمَصَّعَهَا عامَیْنِ (1)ماءَ لِحائِها

و یَنْظُرُ فِیها أَیُّهَا هُوَ غامِزُ

هُوَ: أَنْ یُتْرَکَ عَلَی القَضِیبِ قِشْرُه حَتَّی یَجِفَّ عَلَیْهِ لِیطُه و الرِّوایَهُ المَشْهُورَهُ :فمَظَّعَهَا»بالظّاءِ،کما سَیَأْتِی،و المَعْنَی واحِدٌ،أَی:شَرَّبَها ماءَ لِحائِها.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: تَماصَعُوا فی الحَرْبِ :تَعَالَجُوا.

و ماصَعُوا مُماصَعَهً و مِصَاعاً : قاتَلُوا و جالَدُوا بالسُّیُوفِ ، قالَ القُطامِیُّ :

تَرَاهُمْ یَغْمِزُونَ مَن اسْتَرَکُّوا

و یَجْتَنِبُونَ مَنْ صَدَقَ المِصَاعَا

و أَنْشَدَ سِیبَوَیْه للزِّبْرِقانِ :

یَهْدِی الخَمِیسَ نِجادًا فِی مَطالِعِها

إِمّا المِصاعَ و إِمّا ضَرْبَهٌ رُعُبُ (2)

و

16- فی حَدِیثِ ثَقِیفٍ : «تَرَکُوا المِصَاعَ ». أَی:الجِلادَ و الضِّرابَ ،و قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ر ص ع».

و انْمَصَعَ الحِمَارُ:صَرَّ أُذُنَیْهِ قالَ سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ یَصِفُ ثَوْراً:

ساکِنُ القَفْر أَخُو دَوِّیَّهٍ

فإِذا ما آنَسَ الصَّوْتَ انْمَصَعْ

و یُرْوَی:« مَصَعْ »أَی:ذَهَبَ .*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

مَصَعَه مَصْعاً :عَرَکَه،و قِیلَ :فَرَکه.

و بَطْلٌ مُمَاصِعٌ :شَدِیدٌ مُجَالِدٌ.

و الآلُ یَمْصَعُ بالمَفَازَهِ :یَبْرُقُ .

و هو یُماصِعُ بلِسَانِه،أَی:یُقَاتِلُ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و مَصَعَ الفَرَسُ مَصْعاً :مَرَّ خَفِیفاً.

و مَصَعَتِ النَّاقَهُ هُزَالاً (3).

و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ : مَصَعَت إِبِلُه:ذَهَبَتْ أَلْبَانُهَا،و اسْتَعَارَهُ بَعْضُهُم للماءِ،فقَالَ -أَنْشَدَهُ اللِّحْیَانِیُّ -:

أَصْبَحَ حَوْضاکَ لِمَنْ یَراهُمَا

مُسَمَّلَیْنِ ماصِعاً قِراهُمَا

یُقَالُ : مَصَعَ ماءُ الحَوْضِ ،أَی:قَلَّ ،و کُلُّ مُوَلٍّ :

ماصِعٌ .

و المَصْعُ :السَّوْق،و أَنْشَدَ ثَعْلبٌ :

تَرَی أَثَرَ الحَیّاتِ فِیها کأَنَّها

مَماصِعُ وِلْدانٍ بقُضْبَانِ إِسْحَلِ

و لم یُفَسِّرْه،و قالَ ابنُ سِیدَه:وَ عِنْدِی أَنَّهَا المَرَامِی،أَو المَلاعِبُ ،أَوْ ما أَشْبَهَ ذلِکَ .

و أَمْصَعَتِ المَرْأَهُ وَلَدَها:أَرْضَعتْهُ قَلِیلاً،و هذا عَن ابْنِ القَطّاعِ .

و مَصَعَ الخَشَبَهَ مَصْعاً :مَلَّسَها،و کَذلِکَ الوَتَرَ،نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ أَیضاً.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

مضع

المَضْعُ ،بالضّادِ المُعْجَمَهِ ،أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ، و اسْتَدْرَکَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ و ابْنُ القَطّاعِ ،ففِی اللِّسَانِ :

مَضَعَه مَضْعاً :تَناوَلَ عِرْضَهُ .

و المُمْضَعُ :المُطْعَمُ للصَّیْدِ،عن ثَعْلَبٍ ،و أَنْشَدَ:

ص:458


1- (1) فی اللسان:فمصعها شهرین،و مصَّعها فعل متعد إلی مفعولین کشرّب.
2- (2) کتاب سیبویه 172/1 و فیه رغب،و الضربه الرغب:الواسعه.و نصب المصاع علی أنه مصدر نائب عن فعله یُماصِع.
3- (3) کذا بالأصل و التهذیب و اللسان و [1]بهامشه:«کذا بالأصل و لعله: و مصعت الناقه هزلت أو ولّی سمنها.

رَمَتْنِیَ مَیٌّ بالهَوَی رَمْیَ مُمْضَعٍ

مِنَ الوَحْشِ لَوْطٍ لم تَعُقْهُ الأَوَانِسُ (1)

و قالَ ابنُ القَطّاعِ فِی أَفْعَالِه: مَضَعَ الخَشَبَهَ مَضْعاً :

أَخْرَجَ نُدُوَّتَهَا.

و الوَتَرَ:مَلَّسَه،و الخشَبَهَ کَذلِکَ ،و کَذلِکَ مَصَعَهَا بالصّادِ مُهْمَلَهً .

و قالَ أَیْضاً-فِی مَوْضِعٍ آخَرَ مِنْ کِتابِه-: مَضَعَهُ مَضْعاً ،کمَضَحَه بالحاءِ.

مطع

مَطَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ :و قالَ ابنُ دُرَیْد:

المَطْعُ مِنْ قَوْلِهِمْ : مَطَعَ فِی الأَرْضِ ،کمَنَعَ مَطْعاً ، و مُطُوعاً :إِذَا ذَهَبَ فلَمْ یُوجَدْ ،ذَکَرَهُ بَعْضُ أَصْحابِنَا مِنَ البَصْرِیِّینَ عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ ،عَنْ یُونُسَ ،و لَمْ أَسْمَعْها مِنْ غَیْرِه.

و قالَ اللَّیْثُ : مَطَعَ : أَکَلَ الشَّیْ ءَ بأَدْنَی الفَمِ و ثَنَایَاهُ و ما یَلِیها مِنْ مُقَدَّمِ الأَسْنَانِ . و لَوْ قالَ :و الشَّیْ ءَ:أَکَلَهُ بمُقَدَّمِ أَسْنَانِه-کمَا هُوَ نَصُّ ابْنِ القَطّاعِ -لکانَ أَخْصَرَ، و هُوَ ماطِعٌ ناطِعٌ بمَعْنًی واحِدٍ،و هُوَ القَضْمُ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: نَاقَهٌ مُمَطِّعَهُ الضَّرْعِ ،بِکَسْرِ الطّاءِ (2)المُشَدَّدَهِ ،و لَوْ قَالَ :«کمُحَدِّثَهٍ »کانَ أَخْصَرَ و أَوْفَقَ لقاعِدَتِه،و هِیَ الَّتِی تَشْخَبُ أَطْبَاؤُهَا،و تَغْدُو لَبَناً هکَذا نَصُّ المُحِیطِ .

مظع

مَظَعَ الوَتَرَ و غَیْرَه،کمَنَعَ مَظْعاً : مَلَّسَهُ و ذَبَّلَهُ کَما هُوَ نَصُّ المُحِیطِ ،قالَ :و المَظْعُ :الذُّبُولُ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :

کَذا قالَ الذُّبُول،و فیهِ نَظَرٌ، کمَظَّعَهُ تَمْظِیعاً :قالَ اللَّیْثُ :

مَظَّعَ الوَتَرَ تَمْظِیعاً :مَلَّسَه حَتَّی یَبَّسَهُ (3)،و کَذلِکَ الخَشَبَهَ ، زادَ غَیْرُه:و أَلأنَهُ .

و یُقَالُ : مَظَّعَتِ الرِّیحُ الشَّجَرَهَ :امْتَخَرَتْ نُدُوَّتَهَا.

و المُظْعَهُ بالضَّمِّ : بَقِیَّهُ الکَلامِ هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ فی کِتَابَیْهِ عن ابنِ عَبّادٍ،و وُجِدَ هکَذَا فِی نُسَخِ المُحِیطِ ،و هُوَ غَلطٌ ،و الصَّوَابُ :بَقِیَّهٌ مِنَ الکَلإِ،و لَمْ یُنَبِّهْ عَلَیْهِ الصّاغَانِیُّ ،و أَوْرَدَه صاحِبُ اللِّسَانِ علی الصَّوَابِ (4)،و لِلَّهِ دَرُّ الجَوْهَرِیِّ حَیْثُ قالَ :إِنَّ المُحِیطَ لابْنِ عَبّادٍ فیهِ أَغْلاَطٌ فاحِشَهٌ ،و لذا تَرَکَ الأَخْذَ مِنْه.

و التَّمْظِیعُ :التَّمْصِیعُ ،و هُوَ أَنْ تَقْطَعَ الخَشَبَهَ رَطْبَهً ،ثُمّ تَضَعَها بلِحائِها فِی الشَّمْسِ حَتّی یُتَشَرَّبَ ماؤُهَا،و یُتْرَکَ لِحاؤُهَا عَلَیْهَا؛لِئَلاَّ تَتَصَدَّعَ (5)،قالَ أَوْسُ بنُ حَجرٍ یصِفُ رَجُلاً قَطَعَ شَجَرَهً یَتَّخِذُ مِنْهَا قَوْساً:

فمَظَّعَها حَوْلَیْنِ ماءَ لِحائِها

تُعالَی عَلَی ظَهْرِ العَرِیشِ و تُنْزَلُ

العَرِیشُ :البَیْتُ ،یَقُولُ :تُرْفَعُ علیهِ باللَّیْلِ ،و تُنْزَلُ بالنَّهَارِ؛لِئَلاّ تُصِیبَها الشَّمْسُ فتَتَفَطَّرَ،و قَدْ مَظَّعَها الماءَ، أَی:شَرَّبَها،قالَ أَوْسٌ أَیْضاً:

فلَمّا نَجَا مِنْ ذلِکَ الکَرْبِ لَمْ یَزَلْ

یُمَظِّعُهَا ماءَ اللِّحَاءِ لتَذْبُلاَ

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : مَظَّعَ القَوْسَ و السَّهْمَ :شَرَّبَها،و أَنْشَدَ للشَّمّاخِ یَصِفُ قَوْساً:

فمَظَّهَا شَهْرَیْنِ ماءَ لِحَائِها

و یَنْظُرُ فِیهَا أَیُّهَا هُوَ غامِزُ

و قَالَ : التَّمْظِیعُ :التَّشْرِیبُ ،و هُو:أَنْ یُتْرَکَ عَلَیْهَا ماءُ لِحَائِها سَنَتَیْنِ ،حَتَّی یَشْرَبَ العُودُ ماءَ اللِّحَاءِ،فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

و التَّمْظِیعُ : تَسْقِیَهُ الأَدِیمِ الدُّهْنَ حَتّی یَشْرَبَه،کَذا فی المُجْمَلِ و اللِّسَانِ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: التَّمْظِیعُ : تَرْوِیَهُ الثَّرِیدِ بالدَّسَمِ ، و کَذلِکَ التَّمْزِیعُ ،و التَّمْرِیغُ ،و التَّرْوِیغُ ،و المَرْطَلَهُ ، و السَّغْبَلَهُ ،و السَّغْسَغَهُ .

و قالَ ابنُ فارِسٍ :و لَقَدْ تَمَظَّعَ ما عِنْدَنا ،و نَصُّ المُجْمَلِ :ما عِنْدَه،أَی: تَلَحَّسَهُ کُلَّهُ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : تَمَظَّعَ الظِّلَّ :تَتَبَّعَهُ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَی مَوْضِعِ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: تَمَظَّعَ فِی الرَّعْیِ :إِذا تَأَخَّرَ عَنِ الوَقْتِ .

ص:459


1- (1) اللسان و [1]فیه«الأوالس»باللام.
2- (2) ضبطت فی التکمله بفتحها،ضبط حرکات.
3- (3) فی اللسان:ملَّسه و یبَّسه.
4- (4) و التهذیب،و فی إحدی نسخه«بقیه من الکلام».
5- (5) التهذیب:یتصدع و یتشقق.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

التَّمَظُّعُ :تَشَرُّبُ القَضِیبِ ماءَ اللِّحَاءِ،یُقَال: مَظَّعَهُ فتَمَظَّعَ .

معع

مَعَ بفَتْحِ المِیمِ و العَیْنِ :اسمٌ قالَ مُحَمَّدُ بنُ السَّرِیّ :و الّذِی یَدُلُّ عَلَی أَنّهُ اسمٌ حَرَکَهُ آخِرِه مع تَحَرُّکِ ما قَبْلَه و قَدْ یُسَکَّنُ و یُنَوَّنُ تَقُول:جاءُوا مَعاً .

أَو حَرْفُ خَفْضٍ و هُوَ قَوْلُ اللَّیْثِ .

أَو کَلِمَهٌ تَضُمُّ الشَّیْ ءَ إِلی الشَّیْ ءِ،و أَصْلُهَا مَعاً و هُوَ قَوْلُ الأَزْهَرِیِّ .

أَوْ هِیَ للمُصَاحَبَهِ نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ أَیْضاً،فیَکُونُ اسْماً، و أَوْرَدَه فی المُعْتَلِّ ؛لأَنَّ أَصْلَها معاً ،و قِیلَ :إِنَّ « مَعَ » المُتَحَرِّکَهَ تَکُونُ اسْماً و حَرْفاً،و« مَعْ »السّاکِنَهَ العَیْنِ حَرْفٌ لا غَیْرُ،و أَنْشَدَ سِیبَوَیْه:

و رِیشِی مِنْکُمُ و هَوَایَ مَعْکُمْ

و إِنْ کانَتْ زِیارَتُکُمْ لِمامَا (1)

و حَکَی الکِسَائِیُّ عَنْ رَبِیعَهَ و غَنْمٍ أَنَّهُمْ یُسَکِّنُونَ العَیْنَ مِنْ « مَعَ »فیَقُولُونَ :« مَعْکُم ،و مَعْنَا »قالَ :فإِذا جاءَت الأَلِفُ و الّلامُ و أَلِفُ الوَصْلِ اخْتَلَفُوا فِیها،فبَعْضُهُم یَفْتَحُ العَیْنَ ، و بَعْضُهُم یَکْسِرُها،فیَقُولُونَ : مَعَ القَوْمِ ،و مَعَ ابْنِکَ ، و بَعْضُهُم یَقُولُ : مَعِ القَوْمِ و مَعِ ابْنِکَ ،أَمّا مَنْ فَتَحَ العَیْنَ مَعَ الأَلِفِ و الّلامِ فإِنَّهُ بَناهُ علی قَوْلِکَ :کُنّا مَعاً و نَحْنُ مَعاً ، فلَمّا جَعَلَهَا حَرْفاً،و أَخْرَجَها مِن الاسْمِ ،حَذَفَ الأَلِفَ ، وَ تَرَکَ العَیْنَ عَلَی فَتْحِها،فقالَ : مَعَ القَوْمِ ،و مَعَ ابْنِکَ ، قالَ :و هُوَ کَلامُ عَامَّهِ العَرَبِ ،یَعْنِی فَتْحَ العَیْنِ مَعَ الأَلِفِ و الّلامِ ،و مَعَ أَلِفِ الوَصْلِ ،قالَ :و أَمّا مَنْ سَکَّنَ فقالَ :

مَعْکُم ،ثُمّ کَسَرَ عِنْدَ أَلِفِ الوَصْلِ ،فإِنَّه أَخْرَجَه مُخْرَجَ الأَدَوَاتِ ،مِثْلَ :هَلْ ،و بَلْ ،و قَدْ،و کَمْ ،فقَالَ : مَعِ القَوْمِ ،کقَوْلِکَ :کَمِ القَوْمُ ؟و قَدْ یُنَوَّنُ ،فیُقَال:جاءُونِی مَعاً .

و قالَ الرَّاغِبُ فی المُفْرَداتِ : مَعَ :یَقْتَضِی الاجْتِمَاعَ إِمّا فِی المَکَانِ ،نَحْو:هُما مَعاً فِی الدّارِ،أَو فِی الزَّمانِ ،نحو:

وُلِدَا مَعاً ،أَو فِی المَعْنَی،کالمُتَضَایِفَیْنِ ،نَحْو الأَخِ و الأَبِ ،فإِنَّ (2)أَحَدَهُمَا صارَ أَخاً للآخَرِ فی حالِ ما صارَ الآخَرُ أَخاه،و إِمّا فِی الشَّرَفِ و الرُّتْبَهِ نَحْو:هُما معاً فی العُلُوِّ،و یقْتَضِی مَعْنَی النُّصرَهِ ،فإِنَّ المُضَافَ إِلَیْهِ لَفْظُ « مَعَ »هُو المَنْصُورُ،نَحْو قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ : إِنَّ اللّهَ مَعَنا (3)و إِنَّ مَعِی رَبِّی سَیَهْدِینِ (4)و إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا (5)و نَظَائِرُ ذلَکَ .

و قالَ أَبُو زَیْدٍ:کَلِمَهُ معْ قَدْ تَکونُ بمَعْنَی عِنْدَ تَقُول:

جِئْتُ مِنْ مَعِ القَوْمِ ،أَی:مِنْ عِنْدِهِمْ .

قُلْتُ :و قَرَأْتُ فی کِتَابِ الشَّواذِّ لابْنِ جِنِّی-فِی سُورَهِ الأَنْبِیاءِ-ما نَصُّه:قِراءَهُ یَحْیَی بنِ یَعْمَرَ،و طَلَحَهَ بن مُصَرِّفٍ هذا ذِکْرٌ مِنْ مَعِیَ و ذِکْرٌ مِنْ قَبْلِی (6)بالتَّنْوِینِ فی «ذِکْرٍ»و کَسْرِ المِیمِ مِنْ «مِنْ »قالَ :هذا أَحَدُ ما یَدُلُّ عَلَی أَنَّ مَعَ اسمٌ ،و هو دُخُولُ مِنْ عَلَیْهَا،حَکَی سِیبَوَیْه و أَبُو زَیْدٍ ذلِکَ عَنْهُم:جِئْتُ مِنْ مَعِهِمْ ،أَی:مِنْ عِنْدِهِم،فکَأَنَّه قالَ :

هذا ذِکْرٌ مِنْ عِنْدِی و مِنْ قَبْلِی،أَی:جِئْتُ أَنا بِهِ ،کما جاءَ بهِ الأَنْبِیَاءُ مِنْ قَبْلِی.

و تَقُولُ :کُنّا مَعاً ،أَی:جَمِیعاً قالَهُ اللَّیْثُ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ : مَعاً یُسْتَعْمَلُ للاثْنَیْنِ فصاعِدًا،یُقال:هُمْ مَعاً قِیامٌ ، و هُنَّ مَعاً قِیامٌ ،قالَ أُسامَهُ الهُذَلِیُّ :

فسَامُونَا الهِدَانَهَ مِنْ قَرِیبٍ

و هُنَّ مَعاً قِیامٌ کالشُّجُوبِ

و قالَ آخَرُ:

لا تُرْتَجَی حِینَ تُلاقِی الذّائِدَا

أَسَبْعَهً لاقَتْ مَعاً أَم واحِدَا؟

و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الَمعُّ :الذَّوَبَانُ .

و فِی الصِّحاحِ : المَعْمَعُ :المَرْأَهُ الّتِی أَمْرُهَا مُجْمَعٌ ،لا تُعْطِی أَحَدًا مِنْ مالِهَا شَیْئاً. و فی کَلامِ بَعْضِهِم-فِی صِفَهِ النِّسَاءِ-:«مِنْهُنَّ مَعْمَع ،لهَا شَیئُها أَجْمَع»انْتَهَی.

قلتُ :هُوَ

16- فِی حَدِیثِ أَوْفَی بنِ دَلْهَمٍ : «النِّسَاءُ أَرْبَع:

ص:460


1- (1) البیت فیما نسب للراعی من شعر،ملحق دیوانه ص 311.
2- (2) عن المفردات و [1]بالأصل«کان أحدهما».
3- (3) سوره التوبه الآیه 40. [2]
4- (4) سوره الشعراء الآیه 62. [3]
5- (5) سوره النحل الآیه 128. [4]
6- (6) سوره الأنبیاء الآیه 24. [5]

فمِنْهُنَّ مَعْمَع ،لَهَا شَیْئُها أَجْمَع». هِیَ المُسْتَبِدَّهُ بمالِها عَنْ زَوْجِهَا،لا تُواسِیهِ مِنْهُ ،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هکَذا فُسِّرَ.

و امْرَأَهٌ مَعْمَعٌ ،هِیَ : الذَّکِیَّهُ المُتَوَقِّدَهُ ،قالَهُ شَمِرٌ،و قالَ غَیْرُهُ :و کَذلِکَ الرَّجُل.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ:یُقَالُ : هُوَ ذُو مَعْمَعٍ أَی: ذُو صَبْرٍ عَلَی الأُمُورِ و مُزَاوَلَهٍ .

و المَعْمَعِیُّ :الرَّجُلُ الَّذِی یَکُونُ مَعَ مَنْ غَلَبَ ،یُقَالُ :

مَعْمَعَ الرَّجُلُ :إِذا لَمْ یَحْصُلْ عَلَی مَذْهَبٍ ،کأَنَّهُ یَقُولُ لکُلٍّ :أَنَا مَعَکَ ،و مِنْهُ قِیلَ لمِثْلِه:رَجُلٌ إِمَّعٌ و إِمَّعَهٌ ،و قد تَقَدَّمَ .

و دِرْهَمٌ مَعْمَعِیٌّ :کُتِبَ عَلَیْهِ مَع مَع ،نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ و الصّاغَانِیُّ .

و المَعْمَعَانُ :شِدَّهُ الحَرِّ قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

حَتَّی إِذا مَعْمَعانُ الصَّیْفِ هَبَّ لَهُ

بِأَجَّهٍ نَشَّ عَنْهَا الماءُ و الرُّطَبُ (1)

و المَعْمَعَانُ : الشَّدِیدُ الحَرِّ ،یُقَالُ :یَوْمٌ مَعْمَعَانٌ ، کالمَعْمَعَانِیِّ ،و لَیْلَهٌ مَعْمَعَانَهٌ ،و مَعْمَعَانِیَّهٌ کذلِکَ ،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ ابنِ عُمَرَ: «أَنَّه کانَ یَتَتَبَّعُ الیَوْمَ المَعْمَعَانِیَّ فیَصُومُه».

و المَعْمَعَهُ :صَوْتُ الحَرِیقِ فِیُ القَصَبِ و نَحْوِهِ ،و قِیلَ :

هُوَ حِکَایَه صَوْتِ لَهَبِ النّارِ إِذا شَبَّتْ بالضِّرامِ ،و مِنْهُ قَوْلُ امْرِیءِ القَیْسِ :

کمَعْمَعَهِ السَّعَفِ المُوقَدِ (2)

و قالَ کَعْبُ بنُ مالِکٍ :

مَنْ سَرَّهُ ضَرْبٌ یُرَعْبِلُ بَعْضُه

بَعْضاً کمَعْمَعَهِ الأَباءِ المُحْرَقِ

فلْیَأْتِ مَأْسَدَهً تُسَنُّ سُیُوفُهَا

بَیْنَ المَذادِ وَ بَیْنَ جِزْعِ الخَنْدَقِ (3)

و المَعْمَعَهُ : السَّیْرُ فِی شِدَّهِ الحَرِّ ،و قَدْ مَعْمَعُوا .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المَعْمَعَهُ :الدَّمْشَقَهُ ،و هُوَ العَمَلُ فِی عَجَلٍ .

و المَعْمَعَهُ : الإِکْثَارُ مِنْ قَوْلِ : مَعْ ،و قدْ مَعْمَعَ ،فهُوَ مُمَعْمِعٌ .

و یُقَالُ للحَرْبِ و القِتَال : مَعْمَعَهٌ ،و لَه مَعْنِیَانِ ، أَحَدُهُمَا:صَوْتُ المُقَاتَلَهِ ،و الثّانِی:اسْتِعارُ نارِهَا.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: المَعْمَعَهُ : أَنْ تَحْلُبَ السَّمَاءُ المَطَرَ عَلَی الأَرْضِ فَتَقْشِرَها ،و ذلِکَ إِذا کانَ المَطَرُ دُفْعَهً واحِدَهً .

و

14- فِی الحَدِیثِ : «لا تَهْلِکُ أُمَّتِی حَتَّی یَکُونَ بَیْنَهُم التَّمَایُلُ ،و التَّمَایُزُ،و المَعامِعُ ». و هی:شِدَّهُ الحُرُوب ، و الجِدُّ فی القِتَالِ ، و :هَیْجُ الفِتَن و العَظائِم،و مَیْلُ بَعْضِ النّاسِ عَلَی بَعْضٍ ،و تَظَالُمُهُمْ ،و تَمَیُّزُهُم مِنْ بَعْضٍ ، و تَحَزُّبُهُم أَحْزَاباً؛لوُقُوعِ العَصَبِیَّهِ ،و الأَصْلُ فِیهِ مَعْمَعَهُ النّارِ،و هِیَ سُرْعَهُ تَلَهُّبِها،و هذا مِثْلُ قَوْلِهِمْ :«الآنَ حَمِیَ الوَطِیسُ »ثُمَّ إِنَّ الَّذِی ذَکَرَه المُصَنِّفُ إِنَّمَا یَصْلُحُ أَنْ یَکُونَ تَفْسِیرًا لِلْحَدِیثِ المَذْکُورِ،لا للمَعَامِعِ فَقَط ،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

المَعْمَعَهُ :شِدَّهُ الحَرِّ،قالَ لَبِیدٌ:

إِذَا الفَلاهُ أَوْحَشَتْ فِی المَعْمَعَهْ

و یَوْمٌ مَعْمَاعٌ ، کمَعْمَعانِیٍّ ،قال:

یَوْمٌ مِنَ الجَوْزاءِ مَعْمَاعٌ شَمِسْ

مقع

المَقْعُ ،کالمَنْعِ :أَشَدُّ الشُّرْبِ ،کَما فِی الصِّحاحِ ،و کذلِکَ المَعْقُ ،و الفَصِیلُ یَمْقَعُ أُمَّهُ :إِذا رَضَعَهَا (4).

و قَالَ یُونُسُ :هُوَ شَرّابٌ بأَمْقُعٍ و بأَنْقُعٍ ،بضَمِّ قافِهِمَا، أَیْ :أَنَّه مُعاوِدٌ للأُمُورِ،یَأْتِیهَا حَتَّی یَبْلُغَ إِلَی أَقْصَی مُرَادِهِ .

و مُقِعَ بشَیْ ءٍ،کعُنِیَ :رُمِیَ بهِ ،هکَذَا نَصُّ المُجْمَلِ ، و فی الصِّحاحِ : مُقِعَ فُلانٌ بسَوْءَهٍ ،أَی:رُمِیَ بِهَا،زادَ فِی اللِّسَانِ :و یُقَالُ : مَقَعْتُه بشَرٍّ،و لَقَعْتُه:إِذا رَمَیْتَه بهِ .

و قالَ الأَحْمَرُ: امْتَقَعَ الفَصِیلُ ما فِی ضَرْعِه ،أَی:

ص:461


1- (1) دیوانه ص 11 و بالأصل«بأحبه»و المثبت عن الدیوان.
2- (2) دیوانه ص 85،و صدره فیه: سبوحاً جموحاً و إحضارها.
3- (3) البیتان مطلع قصیده قالها کعب یوم الخندق کما فی سیره ابن هشام 273/3 و [1]فیها«یمعمع بعضه»بدل«یرعبل بعضه»و بالأصل«المزار» و المثبت«المذاد»عن ابن هشام و هو موضع بالمدینه حیث حفر الخندق و قیل بین سلع و خندق المدینه.
4- (4) اللسان:«رضعها بشدّه»و الأصل کالتهذیب.

ضَرْعِ أُمِّهِ : شَرِبَهُ أَجْمَعَ ،و کَذلِکَ امْتَقَّهُ [و امتکّه] (1).

و قالَ الکِسَائِیُّ :یُقَالُ : امْتُقِعَ ،مَجْهُولاً :إِذا تَغَیَّرَ لَوْنُه مِنْ حُزْنٍ أَوْ فَرَعٍ ،و کَذلِکَ :انْتُقِعَ ،و ابْتُقِعَ ،بالنُّونِ و الباءِ، و بالمِیمِ أَجْوَدُ،کَذا فی الصِّحاحِ ،و زَعَمَ یَعْقُوبُ :أَنَّ مِیمَ امْتُقِعَ بَدَلٌ مِنْ نُونِ انْتُقِعَ .

و المَیْقَعُ ،کحَیْدَرٍ:مِثْلُ الحَصْبَهِ یَأْخُذُ الفَصِیلَ ،یَقَعُ عَلَی الأَرْضِ فلا یَقُومُ حَتَّی یُنْحَرَ ،کَما فی العُبَابِ .

ملع

المَلِیعُ ،کأَمِیرٍ:الأَرْضُ الواسِعَهُ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،زادَ غَیْرُه: تَمْلَعُ فِیهَا المَطَایَا مَلْعاً ،و هو سُرْعَهُ سَیْرِهَا وَ عَنقِها،قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِی کَرِبَ -رَضِیَ اللّه عَنْهُ -:

وَ أَرْضٍ قَدْ قَطَعْتُ بِها الهَوَاهِی

مِنَ الجِنّانِ سَرْبَخُهَا مَلِیعُ

و قال المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

رَأَیْتُ -و دُونَهُم هَضْباتُ أَفْعَی-

حُمُولَ الحَیِّ عالِیَهً مَلِیعا

أَو الَّتِی لا نَبَاتَ بِهَا،أَو الفَسِیحَهُ الواسِعَهُ البَعِیدَهُ المُسْتَوِیَهُ یُحْتَاجُ فِیها إِلَی المَلْع الَّذِی هُو السُّرْعَهُ ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و لَیْسَ هذا بقَوِیٍّ ،و قالَ غَیْرُه:إِنَّمَا سُمِّیَ مَلِیعاً لِمَلْعِ الإِبِلِ فِیهَا،و هُو ذَهابُها.

أَو المَلِیعُ کهَیْئَهِ السِّکَّهِ ،ذاهِبٌ فِی الأَرْضِ ،ضَیِّقٌ ، قَعْرُه أَقَلُّ مِنْ قامَهٍ ،ثُمَّ لا یَلْبَثُ أَنْ یَنْقَطِعَ ثُمَّ یَضْمَحِلَّ ، و إِنَّمَا یَکُونُ فِیمَا اسْتَوَی مِنَ الأَرْضِ فهی الصَّحَارِی و مُتُونِ الأَرْضِ ،یَقُودُ المَلِیعُ الغَلْوَتَیْنِ ،أَو أَقَلَّ ، ج: مُلُعٌ ککُتُبٍ ، کُلُّ ذلِکَ قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ ،قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ،-و یُرْوَی لعَبِیدِ بنِ الأَبْرَصِ -:

و لا مَحَالَهَ مِنْ قَبْرٍ بمَحْنِیَهٍ

أَو فی مَلِیعٍ کظَهْرِ التُّرْسِ وَضّاحِ

و المَلِیعُ : النّاقَهُ و الفَرَسُ السَّرِیعَتانِ ،قالَ أَبُو تُرَابٍ :

ناقَهٌ مَلِیعٌ مَلِیقٌ :إِذا کانَتْ سَرِیعَهً کالمَیْلَعِ کحَیْدَرٍ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :ناقَهٌ مَیْلَعٌ مَیْلَقٌ :سَرِیعَهٌ ،قالَ :و لا یُقَالُ :جَمَلٌ مَیْلَعٌ ،و أَمّا الفَرَسُ فلَمْ یَقُلْ فِیهِ أَحَدٌ إِلاّ فَرَسٌ مَیْلَعٌ ، کحَیْدَرٍ،و شاهِدُه قَوْلُ الحُسَیْنِ بنِ مُطَیْرٍ الأَسَدِیِّ :

مَیْلَعُ التَّقْرِیبِ یَعْبُوبٌ إِذا

بَادَرَ الجَوْنَهَ و احْمَرَّ الأُفُقْ

و الأُنْثَی مَیْلَعَهٌ ،قالَ :

جاءَتْ بهِ مَیْلَعَهٌ طِمِرَّهْ

و مَلِیعٌ (2)بلاَ لام:اسمُ طَرِیقٍ ،و بهِ فُسِّرَ قَوْلُ عَمْرِو بنِ مَعْدِی کَرِب،رضِیَ اللَّهُ عَنْه:

فأَسْمَعَ و اتْلأَبَّ بِنَا مَلِیعُ (3)

و المَیْلَعُ ،کحَیْدَرٍ: الطَّوِیلُ الخَفِیفُ .

و قَوْلُ أُمَیَّهَ بنِ أَبِی عائِذٍ الهُذَلِیِّ یَصِفُ ناقَهً :

و تَهْفُو بِهادٍ لَهَا مَیْلَعٍ

کَما أَقْحَمَ القادِسَ الأَرْدَمُونَا (4)

أَی المُتَحَرِّک ،کَمَا فِی العُبَابِ ،و نَصُّ الفَرّاءِ:

المُضْطَرِبُ هکَذا و هکَذا ،کَمَا فِی العُبَابِ ،و نَصُّ الفَرّاءِ:

ههُنَا و ههُنَا.

و مَیْلَعُ بلا لامٍ :اسْمُ نَاقَهٍ قالَ مُدْرِکُ بنُ لأْیٍ :

و فِیهِ مِنْ مَیْلَعَ نَجْرٌ مُنْتَجَرْ

و مِنْ جَدِیلٍ فِیهِ ضَرْبٌ مُشْتَهَرْ

و المَلاَعُ ،کسَحَابٍ :المَفازَهُ لا نَبَاتَ بِهَا ، کالمَیْلَعِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و یُرْوَی: کقَطامِ .

و قالَ بَعْضُهُم: المَلاَعُ کسَحابٍ ،و قَدْ یُمْنَعُ :أَرْضٌ بِعَیْنِها أُضِیفَتْ إِلَیْهَا عُقَابٌ فِی قَوْلِهِمْ :أَوْدَتْ بِهِمْ و فِی الصِّحاحِ :بهِ ،و فِی العُبَابِ :و یُرْوَی:ذَهَبَتْ بِهِمْ عُقَابُ مَلاع ،قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:یُقَالُ ذلِکَ فِی الواحِدِ و الجَمْعِ ،و هو شَبِیهٌ بقَوْلِهِم:طارَتْ بهِ العَنْقَاءُ،و حَلَّقَتْ بهِ عَنْقَاءُ مُغْرِبٍ ، کَمَا فِی الصِّحاحِ ،و قَالَ امْرُؤُ القَیْسِ .

کأَنَّ دِثارًا حَلَّقَتْ بلَبُونِه

عُقَابُ مَلاَعٍ لا عُقَابُ القَوَاعِلِ (5)

ص:462


1- (1) زیاده عن اللسان. [1]
2- (2) بالأصل:«میلع»و سیاق القاموس یقتضی ما أثبت موافقاً لما فی معجم البلدان و التکمله.
3- (3) صدره فی معجم البلدان«براقش» ینادی من براقش أو معینٍ .
4- (4) القادس:السفینه،و الأردم:الملاّح.
5- (5) دیوانه ص 146 و فیه:«عُقاب تنوقی»و دثار اسم راعی امریء القیس.

مَعْنَاهُ :أَنَّ العُقَابَ کُلَّمَا عَلَتْ فِی الجَبَلِ کانَ أَسْرَعَ لانْقِضاضِهَا یَقُول:فهذِهِ عُقَابُ مَلاعٍ ،أَی:تَهْوِی مِنْ عُلْوٍ،و لَیْسَتْ بعُقابِ القَوَاعِلِ ،و هِیَ الجِبَالُ القِصَارُ، و قِیلَ :اشْتِقَاقُه من المَلْعِ الَّذِی هُوَ العَدْوُ الشَّدِیدُ.

أَو مَلاعٌ مِنْ نَعْتِ العُقَابِ أُضِیفَتْ إِلی نَعْتِهَا،کمَا فی العُبَابِ .

أَو عُقابُ مَلاع :هِیَ العُقَیِّبُ الَّتِی تَصِیدُ العَصَافِیرَ و الجُرْذانَ ،و لا تَأْخُذُ أَکْبَرَ مِنْهَا، فارِسِیَّتُه:مُوشْ خُوَار (1)،قالَهُ أَبُو الهَیْثَمِ ،و مِنْ أَمْثَالِهِم:«لأَنْتَ أَخَفُّ مِنْ عُقَیِّبِ مَلاعَ یا فَتًی»،بالنَّصْبِ .

و قالَ أَبُو زَیْدٍ:یُقَالُ : هُمْ عَلَیْه مَلْعٌ واحِدٌ :إِذا تَجَمَّعُوا عَلَیْهِ بِالعَداوَهِ .

و یُقَال:لَشَدَّ ما أَمْلَعَتِ النّاقَهُ ،و امْتَلَعَتْ ،أَی: مَرَّتْ مُسْرِعَهً ،و قد امْتَلَعَ الجَمَلُ فسَبَقَ ، أَوهُما أَی الإِمْلاعُ و الامْتِلاعُ : سُرْعَهُ عَنَقِهَا.

و یُقَالُ : مَلَعَ الشّاهَ ،کمَنَعَ :سَلَخَهَا مِنْ قِبَلِ عُنُقِها، کامْتَلَعَها ،و هذِه عن ابْنِ عَبّادٍ.

قال: و امْتَلَعَه :اخْتَلَسَهُ کامْتَعَلَه عَلَی القَلْبِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المَلْعُ :الذَّهَابُ فِی الأرْضِ ،و قِیلَ :الطَّلَبُ ،و قِیلَ :

السُّرْعَهُ و الخِفَّهُ ،و قِیلَ :شِدَّهُ السَّیْرِ،و قِیلَ :العَدْوُ الشَّدِیدُ، و قِیلَ :فَوْقَ المَشْیِ و دُونَ الخَبَبِ ،و قِیلَ :هُوَ السَّیْرُ الخَفِیف السَّرِیعُ ،و قَدْ مَلَعَ مَلْعاً و مَلَعاناً ،الأَخِیرَهُ مُحَرَّکَهٌ .

و قَالَ أَبُو عُبَیْدٍ: المَلْعُ :سُرْعَهُ سَیْرِ النّاقَهِ ،و قَدْ مَلَعَتْ و انْمَلَعَتْ ،و أَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:

فُتْلُ المَرَافِقِ تَحْدُوهَا فَتَنْمَلِعُ

کما فی الصِّحاحِ .

و جَمَلٌ مَلُوعٌ و مَیْلَعٌ ،کصَبُورٍ و حَیْدَرٍ:سَرِیعٌ ،و الأُنْثَی مَلُوعٌ و مَیْلَعٌ ،و مَیْلاعٌ نادِرٌ،فِیمَنْ جَعَلَه فَیْعَالاً؛و ذلِکَ لاخْتِصَاصِ المَصْدَرِ بهذا البِنَاءِ.

و أَنْکَرَ الأَزْهَرِیُّ قَوْلَهُم:جَمَلٌ مَیْلَعٌ ،کما تقَدَّمَ .و عُقَابٌ مَلاعٌ و مِلاعٌ و مَلُوعٌ ،کسَحَابٍ و کِتابٍ و صَبُورٍ:

خَفِیفَهُ الضَّرْبِ و الاخْتِطَافِ .

و المَیْلَعُ ،کحَیْدَرٍ:الطَّرِیقُ الَّذِی لَهُ سَنَدانِ مَدَّ البَصَرِ.

و بلا لامٍ :اسْمُ کَلْبَهٍ (2)،قالَ رُؤْبَهُ :

و الشَّدُّ یُدْنِی لاحِقاً و هِبْلَعَا

و صاحِبَ الحِرْجِ ،و یُدنِی مَیْلَعَا

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :یُقَالُ : مَلَعَ الفَصِیلُ أُمَّهُ ،و مَلَقَ أُمَّهُ :

إِذا رَضَعَهَا.

منع

مَنَعَهُ کَذا یَمْنَعُه ،بفَتْحِ نُونِهِما ،و إِنَّمَا ذَکَر آتِیَهُ لأَنَّهُ لو أَطْلَقَه لظُنَّ أَنَّه مِنْ حَدِّ نَصَرَ،کَمَا هِیَ قاعِدَتُه،و إِنَّمَا قَیّدَ بفَتْحِ النُّونِ ؛لِئَلاّ یُظَنَّ أَنّه مِنْ حَدِّ ضَرَبَ ،کما هِیَ قاعِدَتُه إِذا ذَکَرَ الآتِیَ ،فتَأَمَّلْ . مَنْعاً : ضِدُّ أَعْطَاهُ . قِیلَ :

المَنْعُ :أَنْ تَحُولَ بینَ الرَّجُلِ و بَیْنَ الشَّیءِ الّذِی یُرِیدُه، و یُقَال:هُوَ تَحْجِیرُ الشَّیْ ءِ،و یُقَال أَیْضاً: مَنَعَه مِنْ کَذا، و عَنْ کَذا،و یُقَال: مَنَعَه مِنْ حَقِّهِ ،و مَنَعَ حَقَّهُ مِنْهُ ؛لأَنَّه یَکُونُ بمَعْنَی الحَیْلُولَهِ بَیْنَهُمَا،و الحِمَایَهِ ،و لا قَلْبَ فیهِ ،کما تُوُهِّم،قالَهُ الخَفَاجِیُّ فی العِنَایَهِ ،و نَقَلَه شَیْخُنَا کمَنَّعَهُ تَمْنِیعاً، فامْتَنَعَ مِنْه،و تَمَنَّعَ فهُوَ مانِعٌ ،و مَنّاعٌ ،کشَدَّادٍ، و مَنُوعٌ ،کصَبُورٍ.

و قد یُرَادُ بِذلِکَ البُخْلُ ،و مِنْهُ قولُه تَعَالَی: وَ یَمْنَعُونَ الْماعُونَ (3).، مَنّاعٍ لِلْخَیْرِ (4).، وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً (5).

و أَمّا المانِعُ -فِی أَسْمَائِهِ جَلَّ ذِکْرُه-فَهُوَ:الَّذِی یَمْنَعُ مَنِ اسْتَحَقَّ المَنْعَ ،و قِیلَ : یَمْنَعُ أَهْلَ دِینهِ ،أَیْ :یَحُوطُهُم و یَنْصُرُهُمْ ، جَمْعُ الأَوَّلِ مَنَعهٌ ،مُحَرَّکَهً ،ککافِرٍ و کَفَرَهٍ .

و یُقَالُ : هُوَ فِی عِزٍّ و مَنَعَهٍ ،مُحَرَّکَهً ،و قدْ یُسَکَّنُ عنِ ابنِ السِّکِّیتِ ،و عَلَی التَّحْرِیکِ فیَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ جَمْعَ مانِعٍ ،کما حَکَاهُ الجَوْهَرِیُّ ،و عَزَاهُ ابنُ بَرِّیّ للنَّجِیرَمِیِّ ، أَی :هُوَ فِی عِزٍّ و مَعَهُ مَنْ یَمْنَعُهُ مِنْ عَشِیرَتهِ ،کما فِی الصِّحاحِ ،فمِنْ بَیَانِیَّهٌ ،أَی:مَعَهُ ناسٌ مُتَّصِفُونَ بأَنَّهُمْ

ص:463


1- (1) التهذیب:موش خارّه.
2- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التکمله:کلبه.
3- (3) سوره الماعون الآیه 7. [2]
4- (4) سوره ق الآیه 25. [3]
5- (5) سوره المعارج الآیه 21. [4]

یَمْنَعُونَه مِنَ الضَّیْمِ و التَّعَدِّی عَلَیْهِ ،لا مُتَعَلِّقٌ بمَنَعَ ، کما تُوُهِّمَ ،و هکَذَا

14- رُوِیَ الحَدِیثُ بالوَجْهَیْنِ : «سَیَعُودُ بِهذَا الدِّینِ (1)قَوْمٌ لَیْسَ لَهُمْ مَنَعَهٌ ». و أَمّا عَلَی تَقْدِیرِ السُّکُونِ ، فالمُرَادُ بهِ أَی:قُوَّهٌ تَمْنَعُ مَنْ یُرِیدُه بسُوءٍ.

قلتُ :و یُحْتَمَلُ عَلَی تَقْدِیرِ التَّحْرِیکِ أَنْ یَکُونَ مَصْدَراً، کالأَنَفَهِ و العَظَمَهِ و العَبَدَهِ ،کما صَرَّحَ بهِ الزَّمَخْشَرِیُّ :فیَکُونُ مَعْناهُ و مَعْنَی المَنْعَهِ بالسُّکُونِ سَوَاءً.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : المَنْعُ بالفَتْحِ :السَّرَطَانُ ،ج:

مُنُوعٌ کبَدْرٍ و بُدُورٍ.

و المَنْعِیُّ :أَکّالُ السَّرَطَانَاتِ ،و لَوْ قالَ :أَکّالُهَا،کانَ أَخْصَرَ.

و المَنْعی ، کسَکْرَی:الامْتِنَاعُ .

و مَناعِ ، کقَطامِ ،أَی: امْنَعْ ،مَعْدُولٌ عَنْهُ ،و أَنْشَدَ سِیبَوَیْهٌ -لِرَجُلٍ مِنْ بَکْرِ بنِ وائِلٍ ،و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ فی کِتَابِ أَیّامِ العَرَبِ :إِنَّه لِرَجُلٍ مِنْ بَنِی تَمِیمٍ -:

مَنَاعِهَا مِنْ إِبِلٍ مَناعِها (2)

أَمَا تَرَی المَوْتَ لَدَی أَرْبَاعِهَا

کما فی العُبَابِ ،و زَعَمَ الکِسائِیُّ أَنَّ بَنِی أَسَدٍ یَفْتَحُونَ مَنَاعَها و دَراکَها،و ما کانَ مِنْ هذَا الجِنْسِ ،و الکَسْرُ أَعْرَفُ ، کما فِی اللِّسَانِ .

و مَناعِ (3)أَیْضاً: هَضْبَهٌ فِی جَبَلَیْ طَیِّیءٍ قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:

14- قَالَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم،لزَیْدِ الخَیْلِ -إِذْ جاءَهُ یُسْلِمُ -:«أَنَا خَیْرٌ لَکُمْ مِنْ مَناعِ ،و مِنَ الحَجَرِ الأَسْوَدِ الَّذِی تَعْبُدُونَهُ مِنْ دُونِ اللّه». یَعْنِی صَنَماً مِنْ حَجَرٍ أَسْوَدَ، و یُقَالُ :المَنَاعانِ ، و هُمَا جَبَلانِ .

و المَنَاعَهُ :د،لهُذَیْلٍ ،أَو جَبَلٌ لَهُمْ ،قالَ ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّهَ الهُذَلِیُّ :

أَرَی الدَّهْرَ لا یَبْقَی عَلَی حَدَثانِهِ

أَبُودٌ بأَطْرَافِ المَنَاعَهِ جَلْعَدُ

الجَلْعَدُ:الغَلِیظُ .

و مِنَ المَجَازِ: مَنُعَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ ، مَناعَهً ،و مَنَعَهً مُحَرَّکَهً : صارَ مَنِیعاً و فِی الأَسَاسِ : مَمْنُوعاً (4)مَحْمِیًّا، و رَجُلٌ مَنِیعٌ ،و حِصْنٌ مَنِیعٌ .

و مَنِیعٌ ،و مانِعٌ ،و مَنّاعٌ ،الأَخِیر کشَدَّادٍ: أَسْمَاءٌ ، و کذلِکَ : مُنَیْعٌ و أَمْنَعُ ،کزُبَیْرٍ و أَحْمَدَ،و مَنْعَهٌ بالفَتْحِ .

و أَبُو مَنّاعٍ :أَبُو بَطْنٍ مِنْ هَوّارَهَ بالصَّعِیدِ الأَعْلَی،و إِلَیْهِم نُسِبَتِ الشَّرْقِیَّه،و هُمْ أَصْحابُ قُوَّهٍ و مَنَعَهٍ و کَرَمٍ و مُرُوءَهٍ .

و الامْتِنَاعُ :الکَفُّ عَن الشَّیْ ءِ ،و هُوَ مُطَاوِعُ مَنَعَهُ مَنْعاً .

و مِنَ المَجَازِ: المُمْتَنِعُ :الأَسَدُ القَوِیُّ فِی جِسْمِهِ ، العَزِیرُ فِی نَفْسهِ ،الَّذِی لا یَصِلُ إِلیهِ شَیْ ءٌ مِمّا یَکْرَهُه، لِعزَّتِه و قُوَّتِه و شَجَاعَتِه.

و مانَعَهُ الشَّیْ ءَ مُمَانَعَهً :رادَعَهُ عَلَی الکَفِّ .

و تَمَنَّعَ عَنْهُ انْکَفَّ ،و هو أَیْضاً مُطاوِعُ مَنَعَهُ مَنْعاً ،و قَدْ تَکُونُ المُمَانَعَهُ بمَعْنَی المُحَاماهِ ،فیَکُونُ مجازًا.

و قالَ الکِلابِیُّ : المُتَمَتِّعَتان ،و فی بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاحِ :«المُتَمَنِّعان»: البَکْرَهُ و العَنَاقُ یَتَمَنَّعانِ و فی الصِّحاحِ : تَمْتَنِعانِ عَلَی السَّنَهِ ؛لفَتَائِهِمَا ،و فی الصِّحاحِ :

بفَتَائِهِمَا و لأَنَّهُمَا (5)تَشْبَعَانَ قَبْلَ الجِلَّهِ ،أَو هُمَا المُقَاتِلَتَانِ الزَّمَانَ عَنْ أَنْفُسِهِمَا و فی بَعْضِ النُّسَخِ :عَلَی أَنْفُسِهِمَا، کُلُّ ذلِکَ قَوْلُ الکِلابِیِّ ،و هُوَ مَجازٌ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

المانِعُ :الضَّنِینُ المُمْسِکُ .

و قَوْمٌ مَنَعاتٌ :لا یُخْلَصُ إِلیهِمْ .

و الاسْمُ المَنَعَهُ مُحَرَّکَهً ،و المَنْعَهُ بالفَتْحِ ،و المِنْعَهُ بالکَسْرِ،و المَصْدَرُ المَنَاعَهُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :رَجُلٌ مَنُوعٌ : یَمْنَعُ غیْرَه،و مَنِعٌ :

یَمْنَعُ نَفْسَه،قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِیَکرِبَ :

بَرانِی حُبُّ مَنْ لا أَسْتَطِیعُ

و مَنْ هُوَ لِلَّذِی أَهْوَی مَنُوعُ

ص:464


1- (1) فی النهایه و اللسان:«سیعوذ بهذا البیت»و ضبطت فیهما منعه بسکون النون..قال ابن الأثیر:و قد تفتح.
2- (2) الخزانه 354/2 و کتاب سیبویه 242/1. [1]
3- (3) قیدها یاقوت بوزن نزال،و حکمه من المنع.
4- (4) عن الأساس و بالأصل«منوعاً».
5- (5) بالأصل:«أو لأنهما»و المثبت عن القاموس. [2]

و مَنُعَ الشَّیْ ءُ مَنَاعَهً :اعْتَزَّ و تَعَسَّرَ.

و امْرَأَهٌ مَنِعَهٌ : مُتَمَنِّعَهٌ لا تُؤاتِی عَلَی الفاحِشَهِ ،و قَدْ تَمَنَّعَتْ (1)،و هُوَ مَجَازٌ.

و حِصْنٌ مَنِیعٌ و مُمَنَّعٌ :لَمْ یُرَمْ .

و تَمَنَّعَ بهِ ،أَی:احْتَمَی،و هُوَ مَجازٌ.

و ناقَهٌ مانِعٌ : مَنَعَتْ لَبَنَهَا،عَلَی النَّسَبِ ،قالَ أُسامَهُ الهُذَلِیُّ :

کأَنِّی أُصادِیهَا عَلَی غَیْرِ مانِعٍ

مُقَلِّصَهٍ قَدْ أَهْجَرَتْهَا فُحُولُهَا

و قَوْسٌ مَنْعَهٌ : مُمْتَنِعَهٌ مُتَأَبِّیَهٌ شَاقَّهٌ ،و هو مَجَازٌ،قالَ عَمْرُو بنُ بَراء:

ارْمِ سَلاماً و أَبَا الغَرّافِ

و عاصِماً عَنْ مَنْعَهٍ قَذَّافِ

و رَجُلٌ مَنِیعٌ :قَوِیُّ البَدَنِ شَدِیدُه.

و حَکَی اللِّحْیَانِیُّ :لا مَنْعَ عَنْ ذاکَ ،قالَ :و التَّأْوِیلُ :حَقًّا أَنَّکَ إِنْ (2)فَعَلْتَ ذلِکَ .

و هُوَ یَمْنَعُ الجارَ،أَی:یَحُوطُه مِنْ أَنْ یُضامَ ،و یَنْصُرُه.

و لَهُ فِی قَوْمِه حِصْنٌ مَنِیعٌ و مُمَنَّعٌ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و المَوَانِعُ :جَمْعُ مانِعٍ .

و تَمانَعَا : امْتَنَعا .

و عَنْ أَنْفُسِهِمَا:تَحَامَیَا.

و المَنَعَاتُ ،مُحَرَّکَهً :المَحَارِزُ و المَعَاقِلُ .

و المنَاعَهُ ،کثُمَامَهٍ (3)،قالَ ابنُ جِنِّی:یَحْتَمِلُ أَمْرَیْنِ ، أَحَدُهُمَا:أَنْ یَکُونَ فَعالَهً مِنَ المَنَعِ ،و الآخَرُ:أَنْ یَکُونَ مَفْعَلَه مِنْ قَوْلِهِمْ :جائِعٌ نائِعٌ ،و أَصْلُهَا مَنْوَعَهٌ ،فجَرَی مَجْرَی مَقَامَه،و أَصْلُهَا مَقْوَمَهٌ .

موع

مَوْعَهُ الشَّبَابِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الخَارْزَنْجِیُّ -فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ -:أَی أَوَّلُه و شَرْخُه ،یُقَالُ :فَعَلَهُ فی مَوْعَهِ شَبابِه.قُلْتُ :و المَشْهُورُ مَیْعَهُ الشَّبَابِ ،و کأَنَّ الواوَ عَلَی المُعَاقَبَهِ ،و فی اللِّسَانِ : ماعَ الصُّفْرُ فی النّارِ مَوْعاً:ذابَ ،و هذا أَیْضاً عَلَی المُعَاقَبَهِ : ماعَ مَیْعاً و مَوْعاً،فتَأَمَّلْ .

مهع

المَهَعُ ،مُحَرَّکَهً أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هُوَ تَلَوُّنُ الوَجْهِ مِنْ عارِضٍ فادِحٍ . قلتُ :و لکِنْ لَیْسَ فِی نَصِّه تَحْرِیکُه،و إِنَّمَا قالَ : المَهَعُ المِیمُ قَبْلَ الهاءِ، و مِثْلُه فی التَّهْذِیبِ ،و قَدْ أَهْمَلَه ابنُ سِیدَه.

قِیلَ :و مِنْهُ اشْتِقَاقُ المَهْیَع للطَّرِیقِ الواسِعِ الوَاضِحِ قال ابنُ دُرَیْدٍ:زَعَمُوا هکَذَا،و هُوَ خَطَأٌ عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَهِ ، و الصَّوابُ أَنَّهُ مِنْ «ه ی ع»لأَنَّهُ لَیْسَ فِی الکَلامِ أَی فِی کَلامِ العَرَبِ فَعْیَلٌ بفَتْحِ الفَاءِ و سُکُونِ العَیْنِ ، و أَمّا ضَهْیَدٌ فمَصْنُوعٌ و کُلُّ ما جاءَ عَلَی هذا الوَزْنِ فهُوَ بکَسْرِ الفاءِ،هذا نَصُّ الجَمْهَرَهِ ،قالَ شَیْخُنَا:و لِذا قالُوا:إِنَّ «مَرْیَمَ »مَفْعَلٌ لا فَعْیَلٌ عَلَی القَوْلِ بأَنَّه عَرَبِیٌّ ،و إِذا کانَ غَیْرَ عَرَبِیٍّ فلا إِشْکَالَ ،و أَمَّا امْرَأَهٌ ضَهْیَأُ فَمَرَّ الکَلامُ عَلَیْهِ فی الهَمْزَهِ ، و قَوْلُه:«فمَصْنُوعٌ »هُوَ الَّذِی جَزَمَ بهِ ابنُ جِنِّی فِیه و فِی عَثْیَر و صَهْیَد.

میع

ماعَ الشَّیْ ءُ یَمِیعُ مَیْعاً : جَرَی عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ جَرْیاً مُنْبَسِطاً فی هِینَهٍ ،کالماءِ و الدَّمِ و السَّرَابِ و نَحْوِه،و هُوَ فی السَّرَابِ مَجَازٌ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

کأَنَّهُ ذُو لِبَدِ دَلَهْمَسُ

بساعدَیْهِ جَسَدٌ مُوَرَّسُ

منَ الدِّماءِ مائِعٌ و یُبَّسُ

و ماعَ الفَرَسُ :جَرَی.

و ماعَ السَّمْنُ مَیْعاً : ذَابَ و منْهُ

16- الحَدِیثُ (4): «إِنْ کانَ مائِعاً فأَرِقْهُ ،و إِنْ کانَ جامِساً فأَلْقِ ما حَوْلَه». أَی:ذائِباً کانْمَاعَ و مِنْهُ

16- حَدِیثُ المَدِینَهِ : «لا یُرِیدُها أَحَدٌ بکَیْدٍ إِلاّ انْمَاعَ ،کَما یَنْمَاعُ المِلْحُ فِی الماءِ». أَی:ذابَ وَ جَرَی.

و مِنَ المَجَازِ: المائِعَهُ (5):ناصِیَهُ الفَرَسِ إِذا ماعَتْ ،أَی طالَتْ ،و سالَتْ و مِنْهُ قَوْلُ عَدِیِّ بنِ زَیْدٍ العِبَادِیِّ یَصِفُ فَرَساً:

ص:465


1- (1) فی التهذیب:و قد منْعتْ .
2- (2) کذا بالأصل و اللسان و بهامشه«کذا..و لعل إن زائده من قلم الناسخ، و الأصل:حقاً أنک فعلت».
3- (3) ضبطت فی اللسان، [1]بالقلم،بفتح المیم.
4- (4) فی التهذیب:و فی حدیث ابن عمر أنه سئل عن فأره وقعت فی سمن فقال:إن....
5- ((*)) فی القاموس:المایِعَهُ .

مُصَمِّمَ أَطْرَافِ العِظَامِ مُجَنَّباً

یُهَزْهِزُ غُصْناً ذَا ذَوائِبَ مائِعَا

أَرادَ بالغُصْنِ النّاصِیَهَ .

و قالَ اللَّیْثُ : المَیْعَهُ و المائِعَهُ (1):عِطْرٌ طَیِّبُ الرّائِحَهِ جِدًّا،أَوْ صَمْغٌ یَسِیلُ مِنْ شَجرٍ بالرُّومِ ،یُؤْخَذُ فیُطْبَخُ ،فما صَفَا مِنْهُ فَهُوَ المَیْعَهُ السّائِلَهُ ،و ما بَقِیَ مِنْهُ شِبْهَ الثَّجِیرِ،فَهُوَ المَیْعَهُ الیابِسَهُ ،کمَا فِی الصِّحاحِ ، أَوْ دَسَمُ المُرِّ الطَّرِیِّ ، یُدَقُّ المُرُّ بماءٍ یَسِیرٍ،و یُعْتَصَرُ بلَوْلَبٍ ،فتُسْتَخْرَجُ المَیْعَهُ ، أَوْ هِیَ صَمْغُ شَجَرَهِ السَّفَرْجَلِ ،أَوْ شَجَرَهٌ کالتُّفْاحِ ،لَهَا ثَمَرَهٌ بَیْضَاءُ أَکْبَرُ مِنَ الجَوْزِ،تُؤْکَلُ ،و لُبُّ نَوَاهَا دَسِمٌ یُعْصَرُ مِنْهُ المَیْعَهُ السّائِلَهُ ،و وَقَعَ فِی بَعْضِ النُّسَخِ زِیَادَهُ واوٍ بَیْنَ المَیْعَهِ و السّائِلَهِ ،و هُوَ خَطَأُ و قِشْرُ الشَّجَرَهِ المَیْعَهُ الیابِسَهُ ، و الکَثِیرُ مِنَ السّائِلَهِ مَغْشُوشٌ ،و خَالِصُهَا مُسَخِّنٌ ،مُلَیِّنٌ ، مُنْضِجٌ صالِحٌ للزُّکّامِ و السُّعالِ ،و مِثْقَالانِ بثَلاثِ أَواقٍ ماءً حارًّا یُسْهِلُ البَلْغَم بِلا أَذًی،و رائِحَتُه تَقْطَعُ العُفُونَهَ ،و تَمْنَعُ الوَبَاءَ ،کَمَا صَرَّحَ بهِ الأَطِبَّاءُ فِی کُتُبِهِمْ .

و مَیْعَهُ الشَّبَابِ ،و النَّهَارِ:أَوَّلُهُمَا ،کَما فِی الصِّحَاحِ .

و أَمَعْتُه إِماعَهً : أَسَلْتُه إِسَالَهً .

و تَمَیَّعَ :تَسَیَّلَ

17- «و سُئِلَ ابنُ مَسْعُودٍ،رَضِی اللّه عنهُ ،عَنِ المُهْلِ ،فأَذابَ فِضَّهً ،فجَعَلَتْ تَمَیَّعُ و تَلوَّنُ ،فقالَ :هذا مِنْ أَشْبَهِ ما أَنْتُمْ رَاءُونَ بالمُهْلِ ».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الإِماعُ ،ککِتَابٍ :الإِماعَهُ ،کإِقامٍ و إِقامَهٍ .

و امْتاعَه:اسْتَالَه.

و مَیْعَهُ الحُضْرِ:أَوَّلُهُ و نَشَاطه،و کَذلِکَ مَیْعَهُ السُّکْرِ، و قِیلَ : مَیْعَهُ کُلِّ شَیْ ءٍ:مُعْظَمُه.

و ماعَ السَّرابُ یَمِیعُ :جَرَی عَلَی الأَرْضِ مُضْطَرِباً،و هُوَ مَجازٌ.

و المَیْعَهُ :سَیَلانُ الشَّیْ ءِ المَصْبُوبِ .و یُقَالُ لِهذِه الهَنَهِ :

مَیْعَهٌ ؛لِسَیَلانِه.

و المائِعُ :الأَحْمَقُ .

فصل النون مع العین

نبع

نَبَعَ الماءُ یَنْبعُ ،مُثَلَّثَهً ،قالَ شَیْخُنَا:التَّثْلِیثُ راجِعٌ إِلَی عَیْنِ المُضَارِعِ ،کما هُوَ مَعْلُومٌ مِن اصْطِلاحِه فی ضَبْطِ آتِی الأَفْعَالِ ،و لا یَرْجِعُ إِلی الماضِی؛لاِنَّه أَبْقَاهُ ، فعُلِمَ أَنَّهُ بالفَتْحِ فَقَط ،و أَنَّ التَّثْلِیثَ راجِعٌ لِما یَلِیهِ ،و هُوَ المُضَارِعُ لا غَیْرُ،و أَمّا ضَبْطُ ابنِ التِّلِمْسَانِیِّ نَبَعَ الماضِی بالتَّثْلِیثِ ،فإِنَّهُ لا یُعْتَدُّ بهِ ،و لا یُعْرَفُ فِی دَوَاوِینِ اللُّغَهِ ،و إِنْ تَبِعَهُ بَعْضُ مَن اقْتفَاهُ فی حَوَاشِی الشِّفاءِ،فلا یُقَالُ فِیهِ غَیْرُ نَبَعَ بالفَتْحِ .

قلتُ :و هذا الَّذِی ذَکَرَه فی تَثْلِیثِ عَینِ المُضَارِعِ هُوَ الصَّرِیحُ مِنْ عِبَارَهِ الجَوْهَرِیِّ و الصّاغَانِیِّ ،و أَمّا ما رَدَّهُ عَلَی ابْنِ التِّلِمْسَانِیِّ مِنْ تَثْلِیثِ ماضِیهِ فَهُوَ صَحِیحٌ ،نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،و نَصُّهُ : نَبَعَ الماءُ،و نَبِعَ و نَبُعَ عَنِ اللِّحْیَانِیِّ ،أَی:

نَبُعَ بالضَّمِّ عَن اللِّحْیَانِیِّ ،فقَوْلُ شَیْخِنا:لا یُعْرَفُ فِی شیءٍ مِنْ دَوَاوِینِ اللُّغَهِ مَحَلُّ نَظَرٍ نَبْعاً و نُبُوعاً الأَخِیرُ بالضَّمِّ ، و کَذلِکَ نَبَعَاناً مُحَرَّکَهً ،نَقَلَه شَیْخُنَا:تَفَجَّرَ،و قِیلَ : خَرَجَ مِنَ العَیْنِ ،و لِذلِکَ سُمِّیَت العَیْنُ یَنْبُوعاً .

و الیَنْبُوعُ :العَیْنُ یَفْعُولٌ مِنْ نَبَعَ الماءُ:إِذا جَرَی مِنَ العَیْنِ ،قالَ اللَّهُ تَعَالَی: حَتّی تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ یَنْبُوعاً (2).

أَو هُوَ الجَدْوَلُ الکَثِیرُ الماءِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و الجَمْعُ الیَنَابِیعُ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: فَسَلَکَهُ یَنابِیعَ فِی الْأَرْضِ (3).

و یَنْبُعُ ،کَیَنْصُرُ:حِصْنٌ لَهُ عُیُونٌ فَوّارَهٌ ،قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :

مائِهٌ و سَبْعُونَ عَیْناً، و نَخِیلٌ و زُرُوعٌ لِبَنِی الحَسَنِ بنِ عَلِیِّ بنِ أَبِی طالِبٍ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُم، بطَرِیقِ حاجِّ مِصْرَ ، عَنْ یَمِینِ الجَائِی مِنَ المَدِینَهِ إِلَی وادِی الصَّفْرَاءِ،قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ (4):«و هُوَ مَنْقُولٌ مِنْ یَنْبُع ؛لکَثْرَهِ یَنَابِیعِها»قالَ شَیْخُنَا:و لا یُعْرَفُ فِیهِ إِلاّ هذهِ اللُّغَه،و قَوْلُ البُوصِیرِیِّ فِی الهَمْزِیَّهِ :

ص:466


1- (1) فی القاموس:و [1]المایعه،بدون همز.
2- (2) سوره الإسراء الآیه 90. [2]
3- (3) سوره الزمر الآیه 21. [3]
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:قال الزمخشری هو منقول إلخ عبارته فی الأساس:و قد نبع ینبَعُ و ینبُعُ و منه نقل اسم ینبع لکثره ینابیعها ا ه ».

...فرقَّ الیَنْبُوعُ و الحَوْرَاءُ

فلا یُعْرَفُ ،بل وَهَمٌ ظاهِرٌ انْتَهَی.

قلت:لا وَهَمَ فِی قَوْلِ البُوصِیرِیِّ -رحمه اللَّهُ وصَانَه عَمّا شأْنَه-ففِی الأَساسِ :و کأَنَّ عَیْنَهُ یَنْبُوعٌ ،أَی:و بَقِیَّهُ العُیُونِ مُتَفجِّرَهٌ مِنْهُ ،و حَیْثُ إِنّه اسمُ عَیْنٍ فلا بِدْعَ أَنْ یَکُونَ سُمِّیَ باسْمِ أَکْبَرِ العُیُونِ ،أَو أَنَّه سُمِّیَ بالمَصْدَرِ،فإِنَّ الرّاغِبَ صَرَّحَ فِی مُفْرَداتِه: نَبَعَ الماءُ یَنْبُع نَبْعاً و نُبُوعاً وَ یَنْبُوعاً (1)،فتَأَمَّلْ .

قلتُ :و هو الآنَ صُقْعٌ کَبِیرٌ بَیْنَ الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْن،و أَمّا العُیُونُ فإِنَّه لَمْ یَبْقَ مِنْهَا إِلاّ الآثارُ،قالَ کُثَیِّرٌ یَصِفُ الظُّعُنَ :

قَوَارِضَ حِضْنَیْ بَطْنِ یَنْبُعَ غُدْوَهً

قَوَاصِدَ شَرْقِیَّ العَناقَیْنِ عِیرُهَا

و قالَ أَیْضاً:

و مَرَّ فأَرْوَی یَنْبُعاً فجَنُوبَه

و قَدْ جِیدَ مِنْهُ جَیْدَهٌ فعَباثِرُ

و قَدْ نُسِبَ إِلَیْهِ حَرْمَلَهُ بنُ عَمْرٍو الأَسْلَمِیُّ الصَّحابِیُّ ، کانَ یَنْزِلُ یَنْبُعَ ،و شَهِدَ حِجَّهَ الوَداعِ .

و نُبَایِعٌ بضَمِّ النُّونِ أَو نُبایِعاتٌ الأَخِیرُ علی الجَمْعِ ، کأَنَّهُم سَمَّوْا کُلَّ بُقْعَهٍ نُبَایع ،کما یُقَالُ لوادِی الصَّفْرَاءِ، صَفْرَاوَاتٌ : وادٍ فی بلادِ هُذَیْلٍ ،قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ :

فَکَأَنَّهَا بالجِزْعِ جِزْعِ نُبَایِعٍ

و أُولاتِ ذِی العَرْجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ (2)

و شَکَّ فِیهِ الأَزْهَرِیُّ ،فقَالَ : نُبَایِعُ :اسْمُ مکانٍ ، أَوْ جَبَل ، أَو وادٍ،قُلْتُ :هکَذا رَواهُ أَبُو سَعِیدٍ نُبایِع ،بتَقْدِیمِ النُّونِ ، و مِثْلُه لابَنِ القَطّاعِ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ :حَکَی المُفَضَّلُ فِیه الیاءَ قَبْلَ النُّونِ ،و قالَ أَبُو بَکْرٍ:هُوَ مِثَالٌ لَمْ یَذْکُرْه سِیبَوَیْهٌ ، و أَمّا ابْنُ جِنِّی فجَعَلَهُ رُبَاعِیًّا،و قالَ :ما أَظْرَفَ بأَبِی بَکْرٍ أَنْ أَوْرَدَهُ عَلَی أَنَّه أَحَدُ الفَوَائِتِ ،أَلا یَعْلَمُ أَنَّ سِیبَوَیْهٌ قالَ :

«و یَکُونُ عَلَی یَفَاعِلَ نَحْو:الیَحَامِدِ و الیَرَامِعِ »فأَمّا إِلْحَاقُ عَلَمِ التَّأْنِیث و الجَمْعِ بهِ ،فزائِدٌ عَلَی المِثَالِ ،غَیْرُ مُحْتَسَبٍ بهِ ،و إِنْ رَوَاهُ [رَاوٍ] (3)نُبَایِعَات ». فنُبَایِعُ :نُفَاعِلُ ،کنُضارِبُ و نُقَاتِلُ ،نُقِلَ و جُمِعَ ،و کَذلِکَ نُبَاوِعات (4).

و فِی العُبَابِ :و الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ نُبَایِعَ و نُبَایِعاتٍ واحِدٌ، قَوْلُ البُرَیْقِ الهُذَلِیِّ یَرْثِی أَخاهُ :

لَقَدْ لاقَیْتُ یَوْمَ ذَهَبْتُ أَبْغِی

بحَزْمِ نُبَایِعٍ یَوْماً أَمارَا (5)

ثُمَّ قالَ بَعْدَ أَرْبَعَهِ أَبْیَاتٍ :

سَقَی الرَّحْمنُ حَزْمَ نُبَایِعَاتٍ

مِنَ الجَوْزَاءِ أَنْوَاءً غِزَارَا (6)

و نُبَیْعٌ کزُبَیْرٍ:ع حِجَازِیٌّ ،أَظُنُّه قُرْبَ المَدِینَهِ ،عَلَی ساکِنِها أَفْضَلُ الصّلاهِ و السّلامِ ،و یُرْوَی قَوْلُ زُهَیْرِ بنِ أَبِی سُلْمَی:

غَشِیتُ دِیارًا بالنُّبَیْعِ فثَهْمَدِ

دَوَارِسَ قَدْ أَقْوَیْن مِنْ أُمِّ مَعْبَدِ

و الرِّوَایَهُ المَشْهُورَهُ «بالبَقِیعِ ».

و النَّبْعَهُ ،و النُّبَیْعَهُ کجُهَیْنَهَ :مَوْضِعَانِ ،و فِی التَّکْمِلَه:

جَبَلانِ بعَرَفَاتٍ .

و نابِعٌ :ع،بالمَدِینَهِ ،علی ساکِنِها أَفْضَلُ الصّلاهِ و السَّلامِ .

و مِنَ المَجَازِ:رَشَحَتْ نَوَابِعُ البَعِیرِ ،أَی: مَسَایِلُ عَرَقهِ ،و هِیَ المَوَاضِعُ الَّتِی یَسِیلُ مِنْهَا عَرَقُه،کما فِی الصِّحاحِ .

و النَّبْعُ :شَجَرٌ زادَ الأَزْهَرِیُّ :مِنْ أَشْجَارِ الجِبَالِ ،و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :شَجَرٌ أَصْفَرُ العُودِ رَزِینُه ثَقِیلُهُ فی الیَدِ،و إِذا تَقَادَمَ احْمَرَّ،و قد جاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیثِ :

14- قیلَ : کانَ یَطُولُ و یَعْلُو،فدَعَا عَلَیْهِ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم،فقالَ :«لا أَطَالَکَ اللَّهُ مِنْ عُودٍ». فَلَمْ یَطُلْ بَعْدُ، للقِسِیِّ تُتَّخَذُ مِنْهُ ،قالَ أَبو حَنِیفَهَ :

و کُلُّ القِسِیِّ إِذا ضُمَّتْ إِلَی قَوْسِ النَّبْعِ کَرَمَتْهَا قَوْسُ النَّبْعِ ؛لأَنَّهَا أَجْمَعُ القِسِیّ للأَرْزِ و اللِّینِ -یَعْنِی بالأَرْزِ

ص:467


1- (1) کذا بالأصل و الذی فی المفردات [1]المطبوع:یقال نبع الماء ینبع نبوعاً و نبعاً،و الینبوع العین الذی یخرج منه الماء و جمعه ینابیع.
2- (2) دیوان الهذلیین 6/1 بروایه:بین ینابع.
3- (3) زیاده عن اللسان. [2]
4- (4) فی اللسان: [3]ینابعاوات.
5- (5) دیوان الهذلیین 61/3 بروایه ذهبتَ تبغی.
6- (6) دیوان الهذلیین بروایه:جزع نبایعات.

الشِّدَّهَ -قالَ :و لا یَکُونُ العُودُ کَرِیماً حَتی یَکُونُ کذلِکَ ، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشَّمّاخِ :

شَرَائِجُ النبْعِ بَرَاهَا القَوّاسُ (1)

و قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّهِ :

و أَصْفَرَ مِنْ قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ

بهِ عَلَمَانِ مِنْ عَقْبٍ و ضَرْسِ

یَقُولُ :بُرِیَ مِنْ فَرْعِ الغُصْنِ ،لیسَ بفِلْقٍ ، و لِلسِّهامِ تُتَّخَذُ من أَغْصَانِه،و قالَ المُبَرِّدُ: النَّبْعُ و الشَّوْحَطُ و الشَّرْیانُ :

شَجَرَهٌ واحِدَهٌ ،و لکِنَّها تَخْتَلِفُ أَسْمَاؤُهَا لاخْتِلافِ مَنَابِتِها، و تَکْرُمُ علی ذلِک (2)،فما یَنْبُتُ فِی قُلَّهِ الجَبَلِ فهُوَ النَّبْعُ ، و الوَاحِدُ نَبْعَهٌ ، و النّابِتُ مِنْهُ فی السَّفْحِ الشَّرْیانُ ،و ما کَانَ فِی الحَضِیضِ فَهُو الشَّوْحَطُ (3)،و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ فی «ش ح ط »و قال الشّاعِرُ-یُفَضِّلُ قوْسَ النَّبْعِ عَلَی قَوْسِ الشَّرْیانِ و الشَّوْحَطِ -:

وَ کَیْفَ تَخافُ القَوْمَ -أُمُّکَ هابِلٌ -

و عِنْدَکَ قَوْسٌ فارِجٌ و جَفِیرُ

مِنَ النَّبْعِ ،لا شِرْیَانَهٌ مُسْتَحِیلَهٌ

و لا شَوْحَطٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ غَرُورُ

و قوْلُهُم:«لَو اقْتَدَحَ بالنَّبْعِ لأَوْرَی نارًا»،مَثلٌ یُضْرَبُ فِی جَوْدَهِ الرَّأْیِ و الحِذْقِ بالأُمُورِ؛ لأَنَّهُ أَی: النَّبْعَ لا نَارَ فِیهِ و قالَ الأَعْشَی:

و لَوْ رُمْتَ فِی ظُلْمَهٍ قادِحاً

حَصَاهً بنَبْعٍ لأَوْرَیْتَ نَارَا

یَعْنِی أَنَّه مُؤَتًّی لَهُ ،حَتَّی لَو قَدَحَ حَصاهً بنَبْعٍ لأَوْرَی له، و ذلِک ما لا یَتَأَتَّی لأَحَدٍ،و جَعَلَ النَّبْعَ مَثَلاً فِی قِلَّهِ النّارِ،قالَهُ أَبُو حَنِیفَهَ .

و النَّبّاعَهُ مُشَدَّدَهً : الاسْتُ یُقَالُ :کَذَبَتْ نَبّاعَتُکَ ،إِذا رَدَمَ ، و بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ أَیْضاً،کما فی الصِّحاحِ . و انْبَاعَ العَرَقُ :إِذا سالَ ،و کُلُّ راشِح:مُنْباعٌ .

و کَذا انْبَاعَ عَلَیْنَا فِی الکَلامِ :إِذا انْبَعَثَ ،أَو وَثَبَ بَعْدَ سُکُونٍ ،مَحَلُّ ذِکْرِه فی«ب و ع» و قد تَقَدَّمَ ، و وَهِم مَنْ ذَکَرَهُ ههُنَا یَعْنِی بهِ الجَوْهَرِیَّ ،و قد نَبَّهَ علیهِ ابنُ بَرِّیّ و الصّاغَانِیُّ ،و لَمّا کانَ ابنُ دُرَیْد قَدْ سَبَقَ الجَوْهَرِیَّ فی ذِکْرِهِ فِی هذا التَّرْکِیبِ لَمْ یَخُصَّ الجَوْهَرِیَّ بالتَّوَهُّمِ ،بَلْ عَمَّه.

و أَمَّا قَوْلُ عَنْتَرَهَ :

یَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَی غَضُوبٍ جَسْرَهٍ (4)

فأَلِفُه للإِشْبَاعِ ضَرُورَهً ،و رُوِیَ بِحَذْفِها أَیْضاً.

و تَنَبَّعَ الماءُ:جاءَ قَلِیلاً قَلِیلاً و مِنْهُ قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ :

ذَکرَ الوُرُودَ بِهَا وَ شَاقَی أَمْرَه

شُؤْماً،و أَقْبَلَ حَیْنُه یَتَنَبَّعُ (5)

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

النَّبّاعَهُ ،مُشَدَّدَهً :الرَّمّاعَهُ مِنْ رَأْسِ الصَّبیِّ قَبْلَ أَنْ تَشْتَدَّ،فإِذا اشْتَدَّتْ فَهِیَ الیافُوخُ .

و یُنَابعُ ،بضَمِّ الیاءِ:لُغَهٌ فِی نُبَایِع بالنُّونِ ،عَن المُفَضّلِ ،و یُقَالُ فیه أَیْضاً: یُنَابِعا ،بالضَّمِّ مَقْصُورًا،فإِذا فُتِحَ أَوَّلُه مُدَّ،قالَهُ کُرَاع،و حَکَی غیرُه فیهِ المَدَّ و الضَّمَّ ، و یُرْوَی نَبَایِعات ،بفَتْحِ النُّونِ ،و یُنَابِعَات ،بضَمِّ الیاءِ.

و النَّبِیعُ ،کأَمِیرٍ:العَرَقُ ،نَقَلَه ابنُ بَرِّیٍّ ،و أَنْشَدَ للمَرّارِ:

تَرَی بِلِحَی جَمَاجِمِها نَبِیعاً

و مَنْبَعُ الماءِ:مَوْضِعُ تَفَجُّرِه،و الجَمْعُ المَنَابِعُ .

و النّابِعَهُ :عَیْنٌ بالقُرْبِ من السُّوَیْسِ -أَحَد ثُغُورِ مِصْرَ- حُلْوٌ،لیس لَهُمْ غَیْرُه.

و الیَنْبُوعُ : المَنْبَعُ ،و جاءَ بمَعْنَی النّابِعِ أَیْضاً.

و مِنَ المَجَازِ:فُلانٌ صُلْبُ (6)النَّبْعِ ،و ما رَأَیْتُ أَصْلَبَ نَبْعَهً منهُ ،و هُوَ مِنْ نَبْعَهٍ کَرِیمَهٍ .

ص:468


1- (1) قبله فی اللسان: [1] کأنها و قد براها الإخماسْ و دلجُ اللیلِ و هادٍ قیّاسْ .
2- (2) فی الکامل للمبرد 445/1 [2] تختلف أسماؤها و تکرم بمنابتها.
3- (3) کذا بالأصل و فی الکامل:و [3]ما کان فی سفحه فهو الشوحط ،و ما کان فی الحضیض فهو الشریان و الأصل کاللسان و التهذیب.
4- (4) دیوانه و اللسان و [4]عجزه فیه: زیافه مثل الفنیق المقرمِ و فی الدیوان ص 22 المکدَمِ .
5- (5) دیوان الهذلیین 5/1 بروایه«شؤمٌ ».
6- (6) الأساس:صلیبُ .

و قَرعُوا النَّبْعَ بالنَّبْعِ :تَلاقَوْا.

و نَبَعَ مِنْ فُلانٍ أَمْرٌ:ظَهَرَ.

و نَبَعَ العَرَقُ :رَشَحَ .

و فجَّرَ اللَّهُ یَنَابِیعَ الحِکْمَهِ عَلَی لِسانِه.

و نَبْعَهُ ،بالفَتْحِ :بَلَدٌ بعُمانَ .

نتع

نَتَعَ الدَّمُ ، یَنْتُعُ و یَنْتِعُ ،بالضَّمِّ و الکَسْرِ، نُتُوعاً بالضَّمِّ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أَیْ : خَرَجَ مِنَ الجُرْحِ قَلِیلاً[قلیلا] (1)،و کَذا الماءُ یَخْرُجُ مِنَ العَیْنِ .أَو الحَجَرِ،فهُوَ نَاتِعٌ .

و رُبَّمَا قالُوا: نَتَعَ العَرَقُ مِنَ البدَنِ یَنْتُع نُتُوعاً ،و هُوَ شِبْهُ نَبَعَ نُبُوعاً،إِلاّ أَنَّ نَتَعَ فی العَرَقِ أَحْسَنُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : أَنْتَعَ الرَّجُلُ : عَرِقَ عَرَقاً کَثِیرًا.

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: أَنْتَعَ القَیءُ :إِذا لَمْ یَنْقَطِعْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

النَّتْعُ ،فِی الشِّجَاجِ :أَنْ لا یَکُونَ دُونَه شَیْ ءٌ مِن الجِلْدِ یُوَارِیه،و لا وَرَاءَهُ عَظْمٌ یَخْرُجُ ،قَدْ حالَ دُونَ ذلِکَ العَظْم، فتِلْکَ المُتَلاحِمَهُ ،قالهُ خالِدُ بنٌ جَنْبَه.

نثع

انْثَعَ الرَّجُلُ إِنْثَاعاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أَی قاءَ کَثِیرًا.

و أَنْثَعَ : خرَج الدَّمُ مِنْ أَنْفِه فغَلَبَهُ .

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: أَنْثَعَ القَیْ ءُ مِنْ فِیهِ ، و کذلِک الدَّمُ من الأَنْفِ : خرَجَا و تبِعَ بَعْضُهُ بَعْضاً،هکَذَا نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

قُلتُ :و قَدْ تَقَدَّم فی«ث ع ع»أَنْ أَنْثَع القَیءُ إِنْثَاعاً ، عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ وَحْدَه،و أَمّا أَبُو زَیْدٍ فنَصُّه-فِی النّوادِر-: انْثَعَّ القَیْ ءُ،مِثَالُ انْصَبَّ ،فراجعْ ذلِکَ ، وَ تَأَمَّلْ .

نجع

نَجَعَ الطَّعَامُ فِی الإِنْسَانِ ، کمَنَعَ یَنْجَعُ نُجُوعاً بالضَّمِّ ،و ضَبَطَه فی الصِّحاحِ :من حَدَّیْ ضَرَبَ و مَنَعَ ، هکَذا هُوَ بالکَسْرِ و الفَتْحِ ،عَلَی لَفْظِ یَنْجِعُ ،و علیهِ إِشارَه«مَعاً»: هَنَأَ آکِلَهُ ،کَما فی الصِّحاحِ ،زادَ فی اللِّسَانِ :أَو تَبَیَّنَتْ تَنْمِیَتُه،و اسْتَمْرَأَهُ و صَلَحَ عَلَیْهِ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ للأَعْشَی:

لَوْ أُطْعِمُوا المَنَّ و السَّلْوَی مَکانَهُم

ما أَبْصَرَ النّاسُ طُعْماً فِیهِمُ نَجَعَا

و نَجَعَ العَلَفُ فِی الدّابَّهِ نُجُوعاً :أَثَّرَ،و لا یُقَالُ : أَنْجَعَ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،عن ابْنِ السِّکِّیتِ .

و مِنَ المَجَازِ: نَجَعَ الوَعْظُ و الخِطَابُ فِیهِ أَی:عَمِلَ فیهِ و دَخَل فأَثَّرَ (2)،و قَوْلُه:الخِطَابُ هکَذا هُوَ فی العُبَابِ ، و الأَساسِ ،و اللِّسَانِ ،و سائِرِ نُسَخِ الصِّحاحِ ،بالطّاءِ، و وُجِدَ بخَطِّ أَبِی زَکَرِیّا فی الحاشِیَهِ الخِضاب،و قَدْ صَحَّحَ علیه، کأَنْجَعَ و نَجَّعَ .

و یُقَال:هذا طَعَامٌ یُنْجَعُ عَنْه،و یُنْجَعُ بِهِ ،و یُسْتَنْجَعُ بهِ و یُسْتَرْجَعُ عنهُ ،و ذلِکَ إِذا نَفَعَ ،و یُسْتَمْرَأُ بهِ ،و یُسْمَنُ عَنْهُ ،و کذلِکَ الرِّعْیُ .

و ماءٌ نَجُوع ،کصَبُورٍ،کما یُقال: نمِیرٌ ،کَما فِی الصِّحاحِ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لاِرَطاهَ بنِ سُهَیَّهَ :

مَرَرْن علی ماءِ الغِمَارِ فماؤُه

نَجُوعٌ کما ماءُ السّمَاءِ نَجُوعُ

و النَّجُوعُ :المَدِیدُ،عَن ابْنَ السِّکِّیتِ ،و هُوَ: ماءٌ بِبَزْرٍ أَو دَقِیقٍ ،تُسْقَاهُ الإِبِلُ ،و قَدْ نَجَعْتُهَا إِیّاهُ ،و نَجَعْتُها بهِ ،کمَنَعَ أَی:عَلَفْتُهَا بهِ .

و النُّجْعَهُ ،بالضَّمِّ :طلَبُ الکَلإِ فِی مَوْضِعِه تَقُولُ مِنْهُ :

انْتَجَعْتُ ،کَما فی الصِّحاحِ ، ج: النُّجَعُ ،بضَمٍّ ففَتْحٍ ، و منْهُ قیل لِقَوْمٍ :بِمَ کثُرَتْ أَمْوَالُکُم ؟فقالُوا:أَوْصانَا أَبُونَا بالنُّجَعِ و الرُّجَعِ ،و قد تَقَدَّمَ فی«ر ج ع»و قالَ الأَزْهَرِیُّ :

النُّجْعَهُ عِندَ العَرَبِ :المَذْهَبُ فِی طَلَبِ الکَلَإِ فی مَوْضِعِه، و البادِیَهُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عِنْدَ هَیْجِ العُشْبِ ،و نَقْصِ الخُرَفِ (3)،و فَنَاءِ ماءِ السّماءِ فِی الغُدْرَانِ ،فلا یَزَالُونَ حاضِرَهً یَشْرَبُونَ الماءَ العِدَّ،حَتّی یَقَعَ رَبِیعٌ بالأَرْضِ خَرَفِیًّا کانَ أَو شَتِیًّا،فإِذَا وَقَعَ الرَّبِیعُ تَوَزَّعَتْهُم النُّجَعُ ،و تَتَبَّعُوا

ص:469


1- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
2- (1) اللسان:و دخل و أَثَّر.
3- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:«و نقض الجزؤ»تحریف.

مساقِطَ الغَیْثِ ،یَرْعَوْنَ الکَلأَ و العُشْبَ إِذا أَعْشَبَتِ البِلادُ، و یَشْرَبُونَ الکَرَعَ ،و هُوَ ماءُ السَّمَاءِ،فلا یَزالُون فِی النُّجَعِ إِلَی أَنْ یَهِیجَ العُشْبُ مِنْ عامٍ قابِلٍ ،و تَنِشَّ الغُدْرَانُ ، فیَرْجِعُونَ إِلی مَحاضِرِهِم عَلَی أَعْدَادِ المِیاهِ .

و

17- قالَ اللَّیْثُ : بَلَغَنَا أَنَّ مُعَاوِیَهَ -رَضِیَ اللّه عنه-قالَ لرَجُلٍ کانَ یَأْکُلُ مَعَه عَلَی مائِدَتِه،فغاظَهُ کَثْرَهُ أَکْلِه-:

«إِنَّکَ لَبَعِیدُ النُّجْعَهِ »،أَی:بَعِیدُ الطَّلَبِ للشِّبَعِ ،فقالَ :لَعَنَ اللَّهُ طَعَاماً یُؤْذَی عَلَیْهِ أَهْلُه،و کانَ تَنَاوَلَ دَجَاجَهً مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ .

و شُجَاعٌ نُجاعٌ بضمِّ النُّونِ : إِتْبَاعٌ لَهُ ،و لا یُفْرَدُ.

و النَّجِیعُ ،کأَمِیرٍ: خَبَطٌ یُضْرَبُ بالدَّقِیقِ و الماءِ (1)ثُمَّ یُوجَرُ الإِبِلَ أَی:تُسْقاهُ ،و قَدْ نَجَعْتُها إِیّاه،و بهِ ،و مِنْهُ

1- حَدِیثُ عَلِیٍّ : «و هُوَ یَنْجَعُ بَکَرَاتٍ لَهُ دَقِیقاً و خَبَطاً». أَی:یَعْلِفُها.

و النَّجِیعُ مِنَ الدَّمِ :ما کانَ إِلی السَّوَادِ ،أَو هُوَ الدَّمُ مُطْلَقاً،و قالَ یَعْقُوبُ :هُوَ الدَّمُ المَصْبُوبُ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَهَ :

عالَیْنَ رَقْماً فاخِرًا لَوْنُه

مِنْ عَبْقَرِیٍّ کنَجِیعِ الذِّبِیحْ

أَو:دَمُ الجَوْفِ خاصَّهً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عَن الأَصْمَعِیِّ ، و قِیلَ :هُوَ الطَّرِیُّ مِنْهُ ،قالَ الشّاعِرُ:

و تُخْضَبُ لِحْیَهٌ غَدَرَتْ و خانَتْ

بأَحْمَرَ مِنْ نَجِیعِ الجَوْفِ آنِ

و یُقَال:طَعْنَهٌ تَمُجُّ النَّجِیعَ ،أَی:دَمَ الجَوْفِ ،و قالَ المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

تَنَفَّسَ طَعْنَهٌ نَجْلاءُ مِنْه

و یَقْلِسُ جانِباهُ دَماً نَجِیعَا

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: أَنْجَعَ الرَّجُلُ :إِذا أَفْلَحَ .

و قالَ غَیْرُه: أَنْجَعَ الفَصِیلَ :أَرْضَعَهُ کما فِی التَّکْمِلَه.

و انْتَجَعَ :طَلَبَ الکَلأَ فِی مَوْضِعِه قالَ سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

هَلْ سُوَیْدٌ غَیْرُ لَیْثٍ خادِرٍ

ثَئِدَتْ أَرْضٌ عَلَیْهِ فانْتَجَعْ ؟

و قالَ ابنُ الرِّقاعِ :

و لَیْسَ یَأْکُلُ مِمّا أَنْبَتَتْ أَحَدٌ

و لَوْ تَقَلَّبَ فِی الآفاقِ و انْتَجَعَا

و

17- قالَ أَبُو لَیْلَی: تَنَاوَلَ رَجُلٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْ مُعَاوِیَهَ من مُخَّه کانَ یَأْکُلُهَا،فقالَ :«مَنْ أَجْدَبَ فقد انْتَجَعَ » (2).

و من المَجَازِ: انْتَجَع فُلاناً :إِذا أَتاهُ طالِباً مَعْرُوفَه ،قالَ ذُو الرُّمَهِ یَمْدَحُ بِلالَ بنَ أَبِی بُرْدَهَ :

سَمِعْتُ (3)النّاسَ یَنْتَجِعُونَ غَیْثاً

فقُلْتُ لِصَیْدَحَ انْتَجِعِی بِلالاَ

کتَنَجَّعَ فِیهِمَا ،أَی فِی طَلَبِ الکَلَإِ و المَعْرُوفِ ،و

16- فِی حَدِیثِ بُدَیْلِ بنِ وَرْقَاءَ لَیْلَهَ فَتْحِ مَکَّهَ : «هذِه هَوازِنُ تَنَجَّعَتْ أَرْضَنَا».

و المُنْتَجَعُ بفتحِ الجیمِ : المَنْزِلُ فِی طَلَبِ الکَلَإِ کما فی الصِّحاحِ ،و المَحْضَرُ:المَرْجِعُ إِلی المِیَاهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

نَجِعَ ،کفَرِحَ یَنْجَعُ ،فی مَعْنَی انْتَجَعَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عَنْ یَعْقُوبَ .

و هؤلاءِ قَوْمٌ ناجِعَهٌ ،و نَواجِعُ ،و قَدْ نَجَعُوا الأَرْضَ ،مِنْ حَدِّ مَنَع.

و المَنْجَعُ : المُنْتَجَعُ ،و الجَمْعُ المَنَاجِعُ ،قالَ ابنُ أَحْمَرَ:

کانَتْ مَنَاجعَها الدَّهْنَا و جانِبُهَا

و القُفُّ مِمّا تَرَاهُ فِرْقَهً دَرَرَا

و کذلِکَ : نَجَعَتِ الإِبِلُ و الغَنَم المَرْتَعَ ، کانْتَجَعَتْهُ .

و اسْتَعْمَلَ عَبِیدٌ الانْتِجَاعَ فِی الحَرْبِ ،لأَنَّهُم إِنَّمَا یَذْهَبُونَ فِی ذلِکَ إِلَی الإِغَارَهِ و النَّهْبِ ،فقالَ :

فانْتَجَعْنَ الحارِثَ الأَعْرَجَ فِی

جَحْفَلٍ کاللَّیْلِ خَطّارِ العَوَالِی

و یُقَالُ :هُوَ نُجْعَتِی ،أَیْ :أَمَلِی،عَلَی المَثَلِ .

و نَجَعَ فیهِ الدّواءُ،و أَنْجَعَ ،و نَجَّعَ :نَفَعَ ، یَنْجَعُ و یَنْجِعُ .

ص:470


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«و بالماء»و مثلها فی اللسان.
2- (2) فی الأساس:من أجدب جنابه انتجع.
3- (3) فی الأساس:رأیت.

و طَعَامٌ ناجِعٌ و مُنْجِعٌ :إِذا اسْتُمْرِیءَ و نَفَعَ .

و ماءٌ ناجِعٌ و نَجِیعٌ :مَرِیءٌ.

و النَّجِیعُ :ما نَجَعَ فِی البَدَنِ مِنْ طَعَامٍ أَو شَرَابٍ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ (1)لِمَسْعُودٍ أَخِی ذِی الرُّمَّهِ :

و قَدْ عَلِمَتْ أَسْمَاءُ أَنَّ حَدِیثَها

نَجِیعٌ کما ماءُ السَّمَاءِ نَجِیعُ

و تَنَجَّعَ :تَلَطَّخَ بالدَّمِ .

و نَجُوعُ الصَّبِیِّ :هُوَ اللَّبَنُ .

و نُجِعَ الصَّبِیُّ بِلَبَنِ الشّاهِ ؛إِذا غُذِیَ بهِ ،و هُوَ مَجازٌ.

و أَنْجَعْتُ الإِبِلَ :أَلْقَمْتُها النَّجُوعَ ،لُغَهٌ فِی نَجَعْتُ ،عن ابنِ القَطّاعِ .

و النَّجْعُ ،بالفَتْحِ :بَیْتٌ مِنْ شَعَرٍ،جَمْعُه النُّجُوعُ ،کبَدْرٍ و بُدُورٍ،یُقَال:هذا نَجْعُ بَنِی فُلانٍ ،یُطْلَقُ عَلَی مَوَاضِعِ النُّجْعَهِ .

و قَدْ سَمَّوْا مُنْتَجِعاً .

نخع

نَخَعَ لِی فُلانٌ بِحَقِّی،کمَنَعَ نُخُوعاً ،أَی:أَقَرَّ و أَذْعَنَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و کذلِکَ بَخَعَ ،بالباءِ کما تَقَدَّمَ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: نَخَعَ الشَّاهَ یَنْخَعُهَا نَخْعاً : سَلَخَها ثُمَّ وَجَأَهَا فِی نَحْرِهَا لِیَخْرُجَ دَمُ القَلْبِ ،کما فِی العُبَابِ ،و قالَ غَیْرُه:نَخَعَهَا نَخْعاً :قَطَعَ نُخاعَهَا ، و

16- فی الحَدِیث: «أَلاَ لا تَنْخَعُوا الذَّبِیحَهَ حَتَّی تَجِبَ ». یُقَالُ :ذَبَحَهَا فنَخَعَهَا نَخْعاً ، أَی: جاوَزَ مُنْتَهَی الذَّبْحِ ،فأَصَابَ نُخاعَها ،و ذلِکَ (2)إِذَا عَجِلَ الذّابحُ فأَصَابَ القَطْع إِلی النُّخَاعِ ،و تَأْوِیلُ الحَدِیثِ ، أَی:لا تَقْطَعُوا رَقَبَتَها و تَفْصِلُوهَا قَبْلَ أَنْ تَسْکُنَ حَرَکَتُهَا.

و نَخَعَ فُلاناً الوُدَّ و النَّصِیحَهَ :أَخْلَصَهُمَا لَهُ ،کَمَا فِی العُبَابِ و الصِّحاحِ ،و اللِّسَانِ ،و هو مَجَازٌ.

و النّاخِعُ :العالِمُ و قِیلَ :هُوَ المُبِینُ لِلأُمُورِ،و قِیلَ :هُوَ الَّذِی قَتَلَ الأَمْرَ عِلْماً،الأَخِیرُ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و هُوَ مَجَازٌ،و بِهِ فُسِّرَ قَوْلُ شُقْرانَ السَّلامانِیِّ :

إِنَّ الَّذِی رَبَّضْتُمَا أَمْرَهُ

سِرًّا و قَدْ بَیَّنَ للنّاخِعِ

لکَالَّتِی یَحْسَبُها أَهْلُهَا

عَذْراءَ بِکْرًا،وهْیَ فِی التّاسِعِ

و النُّخاعَهُ ،بالضَّمِّ :النُّخَامَهُ ،کَما فِی الصِّحاحِ ،و هُوَ ما یَتْفُلُه الإِنْسَانُ ، أَو ما یَخْرُجُ مِنَ الصَّدْرِ،أَو ما یَخْرُجُ مِنَ الخَیْشُومِ ،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هِیَ البَزْقَهُ الّتِی تَخْرُجُ مِنْ أَصْلِ الفَمِ مِمّا یَلِی النُّخَاعَ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :و لَمْ یَجْعَلْ أَحَدٌ النُّخَاعَهَ بمَنْزِلَهِ النُّخَامَهِ إِلاّ بَعْضُ البَصْرِیِّینَ ،و

16- قد جَاءَ فی الحَدِیثِ : « النُّخَاعَهُ فِی المَسْجِدِ خَطِیئَهٌ ».

و النُّخاعُ ،مُثَلَّثَهً نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ عن الکِسائیّ ،و نَصُّ الجَوْهَرِیِّ :قالَ الکِسَائِیُّ :من العَرَبِ مَنْ یَقُولُ :قَطَعْتُ نِخَاعَهُ ،و ناسٌ مِنْ أَهْلِ الحِجَازِ یَقُولُونَ :هُوَ مَقْطُوعُ النُّخَاعِ بالضَّمِّ ،فظاهِرُ هذَا المُسَاوَاهُ ،و نَقَلَ شَیْخُنَا عَنْ بَعْضٍ أَنَّ الکَسْرَ فیهِ أَفْصَحُ و أَشْهَرُ،قال الجَوْهَرِیُّ :

و هُوَ الخَیْطُ الأَبْیَضُ الّذِی فی جَوْفِ الفَقَارِ ،زادَ غَیْرُه یَنْحَدِرُ مِنَ الدِّماغِ ،و تَتَشَعَّبُ مِنْهُ شُعَبٌ فِی الجِسْمِ و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

أَلاع ذَهَبَ الخِدَاعُ فلا خِدَاعا

و أَبْدَی السَّیْفُ عَنْ طَبَقٍ نخَاعَا

و یُقَالُ :هُوَ عِرْقٌ أَبْیَضُ فِی داخِلِ العُنُقِ ،یَنْقَادُ فِی فَقارِ الصُّلْبِ ،حَتّی یَبْلُغَ عَجْبَ الذَّنَبِ ،و هُوَ یَسْقِی العِظَامَ ،قالَ رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیُّ :

لَهُ بُرَهٌ إِذا مالَجَّ عاجَتْ

أَخادِعُهَ فَلانَ لَها النّخاعُ

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : النّخَاعُ :خَیْطٌ أَبْیَضُ یَکُونُ داخِلَ عَظْمٍ الرَّقْبَهِ ،و یَکُونُ مُمْتَدًّا إِلی الصُّلْبِ ،و یُقَالُ له:خَیْطُ الرَّقَبَهِ ،و یُقَال: النّخَاعُ :خَیْطُ الفَقَارِ المُتَّصِلُ بالدِّماغِ ،و قد تَقَدَّمَ شَیْ ءٌ مِنْ ذلِکَ فِی«ب خ ع»فراجِعْه.

و مِنَ المَجَازِ

16- فِی الحَدِیثِ : «إِنَّ أَنْخَع الأَسْمَاءِ عِنْدَ اللّه أَن یَتَسَمَّی الرَّجُلُ باسْمِ مَلِکِ الأمْلاکِ . أَی :أَقْتَلَهَا لِصاحِبِه،و أَهْلَکَهَا لَهُ ،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و النَّخّعُ :أَشَدُّ القَتْلِ ،و أَما قَوْلُه: أَذَلّها ،فهُو تَفْسِیرٌ لِما جاءَ فِی بَعْضِ الرِّوایاتِ :«إِنَّ أَخْنَعَ »و قد تَقَدَّمَ ،فَتَأَمَّلْ ، و قالَ بَعْضُهُمْ :

أَیْ أَقْهَرها و هُوَ قَرِیبٌ مِنْ قَوْلِهِم:أَقْتَلُهَا لَهُ و أَهْلَکُهَا.

ص:471


1- (1) کذا بالأصل،و البیت التالی لم یرد فی الصحاح بل نبه علیه مصححه بالحاشیه،و بعد ما ذکره قال:کذا فی نسخه الأصل.
2- (2) عباره التهذیب:و النخع للذبیحه:أن یعجل الذابح فیبلغ القطع إلی النخاع.

و المَنْخَعُ ، کمَقْعَدٍ:مَفْصِلُ الفَهْقَهِ بَیْنَ العُنُقِ و الرَّأْسِ مِنْ باطِنٍ ،کما فی الصِّحاحِ .

و یَنْخَعُ کیَمْنَعُ :ع نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،عَن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و نَخِعَ العُودُ،کفَرِحَ :جَرَی فیهِ الماءُ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و النَّخَعُ ،مُحَرَّکَهً :قَبِیلَهٌ بالیَمَنِ رَهْطُ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیِّ ، و هُوَ ابْنُ عَمْرِو (1)بنِ عُلَهَ بنِ جَلْدِ بن مالِکٍ بن أُدَدٍ ،و هُمْ مِنْ مَذْحِجَ .

و تَنَخَّعَ :رَمَی نُخامَتَه ،نقله الجَوْهَرِیُّ .

و مِن المَجَازِ: انْتَخَعَ السَّحَابُ :قاءَ ما فِیهِ مِنَ المَطَرِ، کتَنَخَّعَ قالَ الشّاعِرُ:

و حالِکَهِ اللَّیَالِی مِنْ جُمادَی

تَنَخَّعَ فی جَواشِنِهَا السَّحابُ

و انْتَخَعَ الرَّجُلُ عَنْ أَرْضِهِ :بَعُدَ عَنْهَا،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

النّاخِعُ :المُبِینُ لِلأُمُورِ.

و أَرْضٌ مَنْخُوعَهٌ :جَرَی الماءُ فِی عُودِ نَبْتِهَا.

و دَابَّهٌ مَنْخُوعَهٌ :جُووِزَ بالذَّبْحِ إِلی نُخَاعِها .

و النَّخْعُ :القَتْلُ الشَّدِیدُ مِنْ ذلِکَ .

و نَخَعَ الأَرْضَ :عَمَرَها،عن ابْنِ القَطّاعِ .

ندع

أَنْدَع إِنْدَاعاً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أَی اتَّبَعَ أَخْلاقَ اللِّئامِ و الأَنْذالِ ،قالَ :و أَدْنَعَ إِدْناعاً:اتَّبَعَ طَرِیقَهَ الصّالِحینَ ،و قَدْ تَقَدَّمَ .

و النَّدْعُ للسَّعْتَرِ عَلَی ما قَالَهُ العُزَیزِیُّ ،تَصْحِیفٌ ،صَوابُه بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ .

و أَنْدَعَتْ بهِ النّاقَهُ :إِذا قاَمَتْ ،هکَذَا ذَکَرَهُ العُزَیْزِیُّ فِی هذا التَّرْکِیبِ ،و هُوَ تَصْحِیفٌ أَیْضاً،و صَوَابُه بالباءِ المُوَحَّدَهِ ، و قَدْ تَقَدَّمَ ،نَبَّه عَلَیْهِما الصّاغَانِیُّ .

نذع

النّاذِعُ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللّسَانِ و الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ ،و أَوْرَدَهُ فِی العُبَابِ نَقْلاً عَنْ أَبِی عَمْرٍو،قالَ :هُوَ مِنَ الماءِ أَو العَرَقِ :الخارجُ ،و قَدْ نَذَعَ ، کمَنَعَ یَنْذَعُ نَذْعاً .

قلتُ :و مِنْهُ قَوْلُ العَامَّهِ : النِّذْعَهُ بالکَسْرِ،لِلقَطْرَهِ مِنَ الماءِ و غَیْرِه،و هُوَ صَحِیحٌ ،إِلاّ أَنَّهُم یُهْمِلُونَ الذّالَ .

نزع

نَزَعَهُ من مَکَانِه[ یَنْزِعُهُ ] (2) نَزْعاً : قَلَعَه ،فهُوَ مَنْزُوعٌ ،و نَزِیعٌ ، کانْتَزَعَهُ فانْتَزَعَ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ،کَمَا سَیَأْتِی لِلْمُصَنِّفِ .

و فَرَّقَ سِیبَوَیْه بَیْنَ نَزَعَ و انْتَزَعَ ،فقالَ : انْتَزَعَ :اسْتَلَبَ ، و نَزَعَ :حَوَّلَ الشَّیْ ءَ عن مَوْضِعِهِ و إِنْ کانَ عَلَی نَحْوِ الاسْتِلابِ .

و قَوْلُه تَعَالَی: وَ نَزَعَ یَدَهُ (3)أَی: أَخْرَجَهَا مِنْ جَیْبِه.

و مِنَ المَجَازِ: نَزعَ الغَرِیبُ إِلَی أَهْلِه نَزَاعَهً ،کسَحَابَهٍ ، و نِزَاعاً ،بالکَسْرِ،و نُزُوعاً بالضَّمِّ ،أَی:حَنَّ و اشْتاقَ و مِنْهُ

14- حَدِیثُ بَدْءِ الوَحْیِ : «قَبْلَ ،أَنْ یَنْزِعَ إِلَی أَهْلِه». و قالُوا:

نَزُوعٌ ،و الجَمْعُ نُزُعٌ ،و قالَ الشّاعِرُ:

لا یَمْنَعَنَّکَ خَفْضَ العَیْشِ فِی دَعَهٍ

نُزُوعُ نَفْسٍ إِلَی أَهْلٍ و أَوْطانِ

تَلْقَی بکُلِّ بِلادٍ إِنْ حَلَلْتَ بِهَا

أَهْلاً بأَهْلٍ و جِیراناً بجِیران (4)

کنازَعَ یُقَال: نَزَعَ إِلیهِ نِزَاعاً ،و نازَعَتْهُ نَفْسُه إِلَیْهِ .

و نَزَعَ عَن الأُمُورِ و الصِّبَا نُزُوعاً :انْتَهَی عَنْهَا و کَفَّ ، و رُبَّمَا قالُوا: نَزْعاً .

و مِنَ المَجَازِ: نَزَعَ أَباهُ ،و نَزَعَ إِلَیْهِ :إِذا أَشْبَهَهُ ، و یُقَالُ : نَزَعَهُ عِرْقُ الخالِ ،و فِی الأَسَاسِ :یُقَالُ لِلْمَرْءِ إِذا أَشْبَهَ أَعْمَامَه أَوْ أَخْوَالَه:نَزَعَهُمْ و نَزَعُوهُ ،و نَزَعَ إِلَیْهِم،و فی الصِّحاحِ : نَزَعَ إِلی أَبِیهِ فی الشَّبَهِ ،أَی:ذَهَبَ ،و فِی اللِّسَانِ : نَزَع إِلَی عِرْقٍ کَرِیمٍ ،أَوْ لُؤْمٍ ، یَنْزعُ نُزُوعاً ، و نَزَعَتْ بهِ أَعْرَاقُه،و نَزَعَهَا ،و نَزَعَ إِلَیْهَا،و

16- فِی حَدِیثِ القَذْفِ : «إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ نَزَعَهُ ». و أَنْشَدَ اللَّیْثُ للفَرَزْدَقِ :

ص:472


1- (1) فی جمهره ابن حزم ص 414: [1]عامر بن عله.و فی نفس الصفحه قال:ولد عمرو بن عله:کعب و عامر و جَسْر و هو النخع.
2- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
3- (2) سوره الأَعراف الآیه 108. [2]
4- (3) نسب البیتان بحواشی المطبوعه الکویتیه لإبراهیم بن العباس الصولی.

أَشْبَهْتَ أُمَّکَ یا جَرِیرُ و إِنَّهَا

نَزَعَتْکَ و الأُمُّ اللَّئِیمَهُ تَنْزعُ

أَی:اجْتَرَّتْ شَبَهَکَ إِلَیْهَا.

و نَزَعَ فِی القَوْسِ یَنْزِعُ نَزْعاً : مَدَّها ،کما فِی الصِّحاحِ أَی:بالوَتَرِ،و قِیلَ :جَذَبَ الوَتَرَ بالسَّهْمِ ،و

16- فِی الحَدِیثِ :

«لَنْ تَخُورَ قُوًی ما دامَ صاحِبُهَا یَنْزِعُ و یَنْزُو». أَی:یَجْذِبُ قَوْسَه،و یَثِبُ عَلَی فَرَسِه.

و نَزَعَ الَّدْلْوَ مِنَ الْبِئْرِ یَنْزِعُهَا نَزْعاً ،و نَزَعَ بِهَا،کِلاهُما:

جَذَبَها بغَیْرِ قامَهٍ و أَخْرَجَهَا،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

قَدْ أَنْزِعُ الدَّلْوَ تَقَطَّی بالمَرَسْ

تُوزِعُ مِنْ مَلْ ءٍ کإِیْزاغِ الفَرَسْ (1)

تَقَطِّیهَا:خُرُوجُها قَلِیلاً قَلِیلاً بغَیْرِ قامَهٍ ،و أَصْلُ النَّزْعِ :

الجَذْبُ و القَلْعُ ،و

16- فِی الحَدِیث: «رأَیْتُنِی أَنْزعُ عَلَی قَلِیبٍ ».

أَی:رَأَیْتُنِی فِی المَنَامِ اسْتَقِی بِیَدِی،یُقَال: نَزَعَ بالدَّلْوِ:

إِذا اسْتَقَی بِها و قَدْ عُلِّقَ فِیهَا الرِّشاءُ.

و نَزَعَ الفَرَسُ سَنَناً :إِذا جَرَی طَلَقاً ،قالَ النّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ :

و الخَیْلَ تَنْزِعُ غَرْباً فِی أَعِنَّتِهَا

کالطَّیْرِ تَنْجُو مِن الشُّؤْبُوبِ ذِی البَرَدِ (2)

و مِنَ المَجَازِ: هُوَ فِی النَّزْعِ ،أَی:قَلْعِ الحَیَاهِ و قد نَزَع المُحْتَضَرُ یَنْزِعُ نَزْعاً ،و نَازَعَ نِزَاعاً :جادَ بنَفْسِهِ ،و یُقَالُ أَیْضاً:هُوَ فی النَّزَعِ ،مُحَرَّکَهً (3)للاسْمِ ،کَذا وُجِدَ لَهُ فی هَامِشِ الصِّحاحِ .

و مِنَ المَجَازِ: بَعِیرٌ نازِعٌ ، و نَاقَهٌ نازِعٌ :حَنَّتْ إِلَی أَوْطَانِها و مَرْعَاهَا ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لجَمِیلٍ :

و قُلْتُ لَهُمْ :لا تَعْذُلُونِیَ و انْظُرُوا

إِلَی النّازِعِ المَقْصُورِ کَیْفَ یَکُونُ

قُلْتُ :و الَّذِی أَنْشَدَهُ ابنُ فارِسٍ فِی المُجْمَلِ :

یَقُولُونَ ما بَلاَّکَ و المالُ غامِرٌ

عَلَیْکَ و ضاحِی الجِلْدِ مِنْکَ کَنِینُ

فقُلْتُ لَهُمْ :لا تَسْأَلُونِیَ و انْظُرُوا

إِلی النّازِعِ المَقْصُورِ کَیْفَ یَکُونُ

قال الصّاغَانِیُّ :و الرِّوایَهُ الصَّحِیحَهُ :

إِلَی الطُّرَّفِ (4)الوُلاّهِ کَیْفَ تَکُونُ

و فی المَثَلِ : «صارَ الأَمْرُ إِلی النَّزَعَهِ » مُحَرَّکَهً ،أَیْ :

قَامَ بإِصْلاحِهِ أَهْلُ الأَنَاهِ ،و هُوَ جَمْعُ نَازِعٍ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و هُمُ الرُّماهُ و یُرْوَی: عادَ السَّهْمُ إِلَی النَّزَعَهِ ، أَی:رَجَعَ الحَقُّ إِلَی أَهْلِه ،کَمَا فی العُبَابِ و اللِّسَان،زادَ الأَخِیرُ:و قَامَ بإِصْلاحِ الأَمْرِ أَهْلُ الأَناهِ .

قلتُ :فإِذنْ مآلُهُمَا واحِدٌ،و زادَ الزَّمَخْشَرِیُّ :هُوَ کقَوْلِه:

«أَعْطِ القَوْسَ بارِیَها»و زَادَ فی العُبَابِ :و یُرْوَی:عادَ الأَمْرُ إِلَی الوَزَعَهِ ،جَمْع وازِعٍ ،یَعْنِی أَهْلَ الحِلْمِ ،الَّذِینَ یَکُفُّونَ أَهْلَ الجَهْلِ .

قلتُ :الَّذِی فِی التَّهْذِیبِ للأَزْهَرِیِّ :«عادَ الرَّمْیُ عَلَی النَّزَعَهِ ،یُضْرَبُ مَثَلاً للَّذِی یَحِیقُ بهِ مَکْرُه،و العَجَبُ مِنَ المُصَنِّفِ کَیْفَ تَرَکَه!و کأَنَّهُ قَلَّدَ الصّاغَانِیَّ فِیما یُورِدُه مُقْتَصِرًا عَلَیْهِ ،و هو غَرِیبٌ .

و قولُه تَعالی: وَ اَلنّازِعاتِ غَرْقاً وَ النّاشِطاتِ نَشْطاً (5)قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:لا أُقْدِمُ عَلَی تَفْسیرِه،إِلاّ أَنَّ أَبا عُبَیْدَهَ ذَکَرَ أَنَهَا: النُّجُومُ تَنْزِعُ مِنْ مَکَانٍ إِلی مَکَانٍ ،و تَنْشِطُ ،أَی:

تَطْلُعُ .

أَو النّازِعَاتُ : القِسِیُّ ،و النّاشِطَاتُ :الأَوْهَاقُ ،و قال الفَرّاءُ: تَنْزِعُ الأَنْفُسَ مِنَ صُدُورِ الکُفّارِ،کَمَا یُغْرِقُ النّازِعُ فِی القَوْسِ :إِذا جَذَبَ الوَتَر.

و مِنَ المَجَازِ: النَّزِیعُ ،کأَمِیرٍ: الغَرِیبُ ، کالنّازِعِ ،ج:

نُزّاعٌ کَرُمّانِ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :و أَصْلُهُما فی الإِبِلِ ،و

14- فِی الحَدِیثِ : «طُوبَی للغُرَباءِ،قِیلَ :مَنْ هُمْ یا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قالَ : النُّزّاعُ مِنَ القَبَائِلِ ». و هُوَ الَّذِی نَزَعَ عن أَهْلِهِ و عَشِیرَتهِ ، أَیْ :بَعُدَ و غابَ ،و قِیلَ :لأَنَّهُ یَنْزِعُ إِلَی وَطَنِه،أَی:یَنْجَذِبُ

ص:473


1- (1) اللسان و [1]فیه توزع بالغین المعجمه.
2- (2) دیوانه ص 18 صنعه ابن السکیت،و فی شرحه:و یروی:تمزع مزعاً» و یروی:تنزع رهواً و قبًّا و قبلا.و الشؤبوب:السحابه العظیمه القطر. و قال بعضهم:الشؤبوب لا یکون إلاّ و فیه برد.
3- (3) ضبطت بالقلم فی الأساس بسکون الزای.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«الطرق الولاه».
5- (5) سوره النازعات الآیتان 1 و 2. [2]

و یَمِیلُ ،و المُرَادُ الأَوّلُ ،أَی:طُوبَی للمُهَاجِرِینَ الَّذِینَ هَجَرُوا أَوْطَانَهُمْ فِی اللَّهِ تَعَالَی،و قِیلَ : نُزّاعُ القَبَائِلِ :

غُرَبَاؤُهُم الَّذِینَ یُجاوِرُونَ قَبَائِلَ لَیْسُوا مِنْهُمْ ،و

14- یُرْوَی: «قِیلَ :

یا رَسُولَ اللَّهِ ،مَن الغُرَبَاءُ؟قالَ :الَّذِینَ یُصْلِحُونَ ما أَفْسَدَ النّاسَ ».

و مِنَ المَجَازِ: النَّزِیعُ : مَنْ أُمُّه سَبِیَّهٌ و مِنْهُ قَوْلُ المَرّارِ بنِ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیِّ :

عَقَلْتُ نِساءَهُم فِینَا حَدِیثاً

ضَنِینَ المالِ و الوَلَدَ النَّزِیعَا

عَقَلْتُ ،أَی:رأَیْتُ ،و ضَنِینَ المالِ ،أَی:أَکْثَرْن مِنْه.

و من المَجَازِ: النَّزِیعُ : البَعِیدُ ،و مِنْهُ قَوْلُ الطِّرِمّاحِ یَصِفُ حَمَامَهً :

بَرَتْ لَکَ حَمّاءُ العِلاطِ سَجُوعُ

و دَاعٍ دَعَا مِنْ خُلَّتَیْکَ نَزِیعُ (1)

و قِیلَ : النَّزِیعُ هُنَا:هو الغَرِیبُ ،و کِلاهُمَا صَحِیحٌ ، و کذلِکَ فِی قَوْلِ الحُطَیْئَهِ :

و لَمّا جَرَی فِی القَوْمِ بَیَّنْتُ أَنَّهَا

أَجارِیُّ طِرْفٍ فی رِباطِ نَزِیعِ

و النَّزِیعُ : المَقْطُوفُ المَجْنِیُّ ،و مِنْهُ قَوْلُ الشَّمّاخِ یَصِفُ وَکْرَ عُقابٍ :

تَرَی قِطَعاً مِنَ الأَحْنَاشِ فِیها

جَماجِمُهُنَّ کالخَشْلِ النَّزِیعِ

و الخَشْلُ :المُقْلُ .

و النَّزِیعُ : البِئْرُ القَرِیبَهُ القَعْرِ ، تُنْزَعُ دِلاؤُهَا بالأَیْدِی نَزْعاً ،لقُرْبِهَا. کالنَّزُوعِ فَعُولٌ للمَفْعُولِ کالرَّکُوبِ ،و الجَمْعُ نُزّاعٌ .

و بِلا لامٍ : نَزِیعُ بنُ سُلَیْمَانَ الحَنَفِیُّ الشّاعِرُ ذَکَرَهُ الحافِظُ فی التَّبْصِیرِ.

و مِنَ المَجَاز: النَّزِیعَهُ مِنَ النَّجَائِبِ :الَّتِی تُجْلَبُ إِلَی غَیْرِ بِلادِهَا و مَنْتِجِها من النَّجائِبِ .هذا هُوَ نَصُّ اللَّیْثِ ، و وُجِدَ فی بَعْضِ النُّسَخِ :«إِلَی بِلادِ غَیْرِهَا»و هُو غَلَطٌ ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ ظَبْیَانَ : «إِنَّ قَبَائِلَ مِنَ الأَزْدِ نَتَّجُوا فِیهَا النَّزائعِ ».

أَی:نَتَجُوا بِها إِبِلاً انْتَزعُوهَا مِنْ أَیْدِی النّاسِ ،و قِیلَ :

النَّزائِعُ مِنَ الخَیْلِ :الَّتِی نَزَعَتْ إِلَی أَعْرَاقٍ مِنَ اللِّحَاحِ ، و فِی الأَسَاسِ :و مِنَ المَجَازِ:خَیْلٌ نَزَائِعُ :غَرَائِبُ نُزِعَتْ (2)عَنْ قَوْمٍ آخَرِینَ .

و عِنْدَهُ نَزِیعٌ و نَزِیعَهٌ :نَجِیبٌ و نَجِیبَهٌ مِنْ غَیْرِ بلادِهِ ،کما فی العُبَابِ ،و فی المُحْکَمِ :مِنْ أَیْدِی الغُرَبَاءِ،و فی التَّهْذِیبِ :مِنْ أَیْدِی قَوْمٍ آخَرِینَ ،و مِثْلُه فی الصِّحاحِ .

و مِنَ المَجَازِ: النَّزِیعَهُ : المَرْأَهُ الَّتِی تَتَزَوَّجُ فِی غَیْرِ عَشِیرَتِهَا و بَلَدِهَا فتُنْقَلُ ،ج: نَزَائِعُ و مِنْهُ

17- حَدِیثُ عُمَرَ: «قَالَ لِآلِ السّائِبِ :قَدْ أَضْوَیْتُمْ فانْکِحُوا فِی النَّزائِعِ ». أَیْ فِی الغَرَائِبِ مِنْ عَشِیرَتِکُمْ .

و غَنَمٌ نُزَّعٌ ،کرُکَّع :حَرَامَی، تَطْلُبُ الفَحْلَ ،کَما فِی الصِّحاحِ .

و المِنْزَعُ کمِنْبَرٍ:السَّهْمُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و زَادَ الصّاغَانِیُّ : الَّذِی یُنْتَزَعُ بهِ ،و فِی اللِّسَانِ :الَّذِی یُرْمَی به أَبْعَدَ ما یُقْدَرُ علیهِ ؛لِتُقَدَّرَ بهِ الغَلْوَهُ ،قالَ الأَعْشَی:

فَهْوَ کالمِنْزَعِ المَرِیشِ مِنَ الشَّوْ

حَطِ غالَتْ بهِ یَمِینُ المُغَالِی (3)

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : المِنْزَعُ :حَدِیدَهٌ لا سِنْخَ لَها،إِنَّمَا هِیَ أَدْنَی حَدِیدَهٍ لا خَیْرَ فِیهَا،تُؤْخَذُ و تُدْخَلُ فِی الرُّعْظِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ صائِداً غلبَتْ کِلابُه:

فَرَمَی فأَنْفَذَ طُرَّتَیْهِ المِنْزَعُ

قال ابْنُ بَرِّیٍّ :هکَذَا وُجِدَ بخَطِّهِ ،و الصّوابُ :

فَرَمَی لِیُنْفِذَ فَرَّهَا فهَوَی لَهُ

سَهْمٌ فأَنْفَذ طُرَّتَیْهِ المِنْزَعُ (4)

ص:474


1- (1) دیوانه ص 285 و بالأصل«حلتیک»و المثبت عن الدیوان.
2- (2) فی الأساس:«نزعن».
3- (3) کذا بالأصل و البیت لعبید بن الأبرص و هو فی دیوانه ص 116 بروایه «شمال المغالی»و هو من قصیده له مطلعها: لیس رسم علی الدفین ببالی فلوی ذروهٍ فجنبی أَثالِ .
4- (4) هذه روایه دیوان الهذلیین 15/1 و بالأصل«فأنزع»بدل«فأنفذ».و روایه الصحاح [1]المطبوع أیضاً و لعل ابن بری وقف علی نسخه أخری للصحاح.

و المَنْزَعَهُ ،بالفَتْحِ :القَوْسُ الفَجْوَاءُ ،عَنِ الفَرّاءِ.

و فِی الصِّحاحِ : المَنْزَعَهُ : ما یَرْجِعُ إِلَیْهِ الرَّجُلُ مِنْ رَأْیِه و أَمْرِه و تَدْبِیرِه،و هُوَ مَجَازٌ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لِلَبیدٍ-رَضِیَ اللّه عَنْهُ -:

أَنَا لَبِیدٌ ثُمَّ هذِی المَنْزَعَهْ

یا رُبَّ هَیْجَا هِی خَیْرٌ مِنْ دَعَهْ

و المَنْزَعَهُ :رَأْسُ البِئْرِ الَّتِی یَنْزِعُ عَلَیْهِ ،و قالَ الفَرّاءُ:

هِیَ الصَّخْرَهُ یَقُومُ عَلَیْهَا السّاقِی ،زادَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و العُقابانِ مِنْ جَنْبَتَیْهَا تُعَضِّدانِهَا،و هِیَ الَّتِی تُسَمَّی القَبِیلَه.

و مِنَ المَجَازِ: المَنْزَعَهُ : الهِمَّهُ قالَ الکِسَائِیُّ :یُقَال:

و اللّه لتَعْلَمَنَّ أَیُّنَا أَضْعَفُ مَنْزَعَهً . و یُکْسَرُ ،عن خَشَّافٍ (1)الأَعْرَابِیِّ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :حَکَاهُ ابنُ السِّکِّیتِ فی بابِ مِفْعَلَه و مَفْعَلَه،و یُقَالُ :فُلانٌ قَرِیبُ المِنْزَعَهِ ،أَی:قَرِیبُ الهِمَّهِ ،هذا نَصُّ العُبَابِ و الصِّحاحِ و اللِّسَانِ ،و وَقَعَ فی اللِّسَانِ (2):و هُوَ قَرِیبُ المَنْزَعَهِ ،أَی:غیرُ ذِی هِمَّهِ ، فتَأَمَّلْ .

و النَّزَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :ع ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و النَّزَعَهُ : نَبْتٌ مِنْ نَباتِ الْقَیْظِ مَعْرُوفٌ ،قالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ ، و یُسَکَّنُ ،و حَکَی الوَجْهَیْنِ أَبُو حَنِیفَهَ ،قَالَ :و هِیَ تَکُونُ بالرَّوْضِ ،و لَیْسَ لَها زَهْرَهٌ و لا ثَمَرَهٌ ،تَأْکُلُهَا الإِبِلُ إِذا (3)لَمْ تَجِدْ غَیْرَها،فإِذا أَکَلَتْهَا امْتَنَعَتْ أَلْبانُهَا خُبْثاً،هکَذَا نَقَلَه أَبُو عَمْرو عَنِ الأَعْرَابِ الأَوَائِلِ .

و النَّزَعَهُ : الطَّرِیقُ فی الجَبَلِ یُشَبَّهُ بالنَّزَعَهِ و هُوَ:

مَوْضِعُ النَّزَعِ مِنَ الرَّأْسِ ،و هُوَ انْحِسَارُ الشَّعَرِ مِنْ جانِبَیِ الجَبْهَهِ ،و هُوَ أَنْزَعُ بَرّاقُ النَّزَعَتَیْنِ ،کأَنَّهُ نَزِعَ عنه الشَّعَرْ، ففارَقَ ،و قَدْ نَزِعَ ،کفَرِحَ نَزَعاً ،و

1- فی صِفَهِ عَلِیٍّ -رَضِی اللّه عَنْهُ : -:«البَطِینُ الأَنْزَعُ ». و العَرَبُ تُحِبُّ النَّزَعَ ،و تَتَیَمَّنُ بالأَنْزَعِ ،و تَذُمُّ الغَمَمَ ،و تَتَشَاءَمُ بالأَغمِّ ،و تَزْعُمُ أَنَّ أَغمَّ القَفَا و الجَبِینِ لا یَکُونُ إِلاّ لَئِیماً،و مِنْهُ قَوْلُ هُدْبَهَ بنِ خَشْرَمٍ :

و لا تَنْکِحِی إِنْ فَرَّقَ الدَّهْرُ بَیْنَنَا

أَغَمَّ القَفَا و الوَجْهِ لَیْسَ بأَنْزَعَا

و هِیَ زَعْرَاءُ،و لا تَقُلْ ، نَزْعاءُ ،کَما فی الصِّحاحِ و العُبَابِ ،و أَجَازَهُ بَعْضُهُم.

و أَنْزَعَ الرَّجُلُ : ظَهَرَتْ نَزَعَتَاهُ عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ .

و أَنْزَعَ القَوْمُ : نَزَعَتْ إِبِلُهُم إِلی أَوْطانِهَا و فی المُفْرِدَاتِ :فی مَوَاطِنِهم،قالَ الشّاعِرُ:

و قَدْ أَهافُوا-زَعَمُوا-و أَنْزَعُوا

أَهافُوا:عَطِشَتْ إِبِلُهُم.

و مِنَ المَجَازِ: شَرَابٌ طَیِّبُ المَنْزَعَهِ ،أَی: طَیِّبُ مَقْطَعِ الشُّرْبِ ،کَمَا قالَ عَزَّ و جَلَّ : خِتامُهُ مِسْکٌ (4)أَی:أَنَّهُم إِذا شَرِبُوا الرَّحِیقَ ،ففَنِیَ ما فِی الکَأْسِ ،و انْقَطَعَ الشَّرَابُ ، انْخَتَمَ ذلِکَ برِیحِ المِسْکِ ،کمَا فِی اللِّسَانِ ،و قالَ الأَصْبَهَانِیُّ فِی المُفْرَدَاتِ ،فی تَرْکِیبِ «خ ت م»: خِتامُهُ مِسْکٌ مَعْناه:مُنْقَطَعُه و خاتِمَهُ شُرْبه،أَی:سُؤْرُهُ فِی الطِّیبِ مِسْکٌ ،و قَوْلُ مَنْ قالَ :یُخْتَمُ بالمِسْکِ ،أَیْ :یُطْبَعُ ، فَلَیْسَ بشَیْ ءٍ؛لأَنَّ الشَّرَابَ یَجِبُ أَنْ یَطِیبَ فِی نَفْسِه،فأَمَّا خَتْمُه بالطِّیبِ فَلَیْسَ مِمّا یُفِیدُه،و لا یَنْفَعُه طِیبُ خَاتَمِهِ ما لَمْ یَطِبْ فی نَفْسِه،فتَأَمَّلْ ؛فإِنَّه تَحْقِیقٌ حَسَنٌ ،و سَیَأْتِی إِنْ شاءَ اللّه تَعَالَی.

و النَّزَاعَهُ کسَحَابَه:الخُصُومَهُ و فی الصِّحاح:بَیْنَهُمَا نَزَاعَهٌ ،أَی:خُصُومَهٌ فِی حَقٍّ ،هکَذَا فی النّسَخ و فَی بَعْضِها:بَیْنَهُما نِزاعٌ ،بالکَسْر.

و ثُمَامٌ مُنَزَّعٌ ،کمُعَظَّم: مَنْزُوعٌ مِنَ الأَرْضِ ، شُدِّدَ مُبَالَغَهً ،کما فِی الصّحاحِ .

و انْتَزَعَ الشَّیْ ءُ: کَفَّ و امْتَنَعَ قالَ سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

فدَعَانِی حُبُّ سَلْمَی بَعْدَ ما

ذَهَبَ الجِدَّهُ مِنِّی و انْتَزَعْ

و یُرْوَی:«مِنِّی و الرَّیَعْ »أَی:أَوَّلُ الشَّبَابِ ،فحَرَّکَ الیاءَ ضَرُورَهً .

و انْتَزَعَ الشَّیْ ءُ: اقْتَلَعَ ،و قد انْتَزَعَهُ لازِمٌ مُتَعَدٍّ ،قالَ

ص:475


1- (1) عن الصحاح و [1]بالأصل«خشان».
2- (2) کذا بالأصل،و العباره التالیه لیست فی اللسان.
3- (3) بالأصل«إلاّ إذا لم تجد غیرها»و المثبت بحذف«إلاّ»عن اللسان. [2]
4- (4) سوره المطففین الآیه 36.

سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

أَرَّقَ العَیْنَ خَیالٌ لَمْ یَدَعْ

مِنْ سُلَیْمَی،ففُؤادِی مُنْتَزَعْ

و قالَ القُطَامِیُّ :

فَوَارِسَ بالرِّماحِ کأَنَّ فِیها

شَوَاطِنَ یَنْتَزِعْنَ بِهَا انْتِزَاعَا (1)

و نازَعَهُ مُنَازَعَهً ،و نِزاعاً : خاصَمَهُ ،و قِیلَ : جاذَبَهُ فی الخُصُومَهِ ،کَما فی الصِّحاحِ ،أَی:مُجَاذَبَه الحُجَجِ فِیما یَتَنَازَعُ فهیه الخَصْمَانِ ،و الأَصْلُ فِی المُنَازَعَهِ :المُجَاذَبَهُ ، ثُمَّ عُبِّرَ بهِ عَن المُخَاصَمَهِ ،یُقَالُ : نازَعَهُ الکَلامَ ،و نازَعَه فِی کَذا،و هُوَ مَجَازٌ،قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :

نازَعْتُ أَلْبَابَها لُبِّی بمُقْتَصِرٍ

مِنَ الأَحَادِیثِ حَتَّی زدْنَنِی لِینَا

أَی: نازَعَ لُبِّی أَلْبابَهُنَّ .

و مِنَ المَجَازِ: أَرْضِی تُنَازِعُ أَرْضَکُمْ ،أَی: تَتَّصِلُ بِهَا ، قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

لَقًی بَیْنَ أَجْمَادٍ و جَرْعاءَ نازَعَتْ

حِبَالاً بِهِنَّ الجازِئاتُ الأَوَابِدُ

و التَّنازُعُ فِی الأَصْلِ :التَّجاذُبُ ،کالمُنَازَعَهِ ،و یُعَبَّرُ بِهِمَا عن التَّخاصُمِ و المُجَادَلَهِ ،و مِنْهُ قَوْلُه عَزَّ و جَلَّ : وَ لا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا (2)و قَوْلُه تَعالَی: فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِی شَیْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَی اللّهِ (3).

و مِنَ المَجَازِ: التَّنَازُعُ : التَّناوُلُ ،و التَّعَاطِی،و الأَصْلُ فِیه التَّجاذُبُ ،قلَ اللَّهُ تَعَالَی: یَتَنازَعُونَ فِیها کَأْساً (4)، أَی:یَتَنَاوَلُونَ .

و التَّنَزُّعُ :التَّسَرُّع ،یُقَالُ :رَأَیْتُ فُلاناً مُتَنَزِّعاً (5)إِلَی کَذا، و مُتَتَرِّعاً (6)،أَی:مُتَسَرِّعاً إِلیه نازِعاً .*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

انْتَزَعَ الرُّمْحَ :اقْتَلَعَهُ ثُمَّ حَمَلَ .

و نَزَعَ الأَمِیرُ العامِلَ عَنْ عَمَلِه،أَی:أَزَالَهُ ،و هُوَ مَجازٌ؛ لأَنَّه إِذا أَزالَه فقَد اقْتَلَعَه،و یُعَبَّرُ عنه بالعَزْلِ .

و المِنْزَعهُ ،کمِکْنَسَهٍ :خَشَبَهٌ عَرِیضَهٌ نَحْوُ المِلْعَقَهِ ،تَکُونُ مَع مُشْتارِ العَسَلِ ، یَنْزِعُ بِها النَّحْلَ اللَّواصِقَ بالشَّهْدِ، و تُسَمّی المِحْبَضَه (7)،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و نازَعَتْنِی نَفْسِی إِلَی هَوَاهَا، نِزَاعاً :غالَبَتْنِی،و نَزَعْتُهَا أَنَا:غَالَبْتُهَا،و قالَ سِیبَوَیْه:لا یُقَالُ فی العَاقِبَهِ فنَزَعْتُه ؛ اسْتَغْنَوْا عَنْه بغَلَبْتُه.

و انْتِزَاعُ النِّیَّهِ :بُعْدُهَا،عن ابْنِ السِّکِّیتِ .

و النَّزِیعُ :الشَّرِیفُ مِنَ القَوْمِ الَّذِی نَزَعَ إِلی عِرْقٍ کَرِیمٍ ، و کَذلِکَ فَرَسٌ نَزِیعٌ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «لَقَدْ نَزَعْتَ بمِثْلِ ما فِی التَّوْرَاهِ . أَی جِئْتَ بِمَا یُشْبِهُها.

و النَّزَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :الرُّمَاهُ .

و انْتَزَعَ لِلصَّیْدِ سَهْماً:رَمَاهُ به،یُقَال:رَأَی الصَّیْدَ فانْتَزَعَ لَهُ .

و أَیْدٍ (8)نَوازِعُ .

و انْتَزَعَ بالآیَهِ و الشِّعْرِ:تَمَثَّلَ .و یُقَالُ للرَّجُلِ إِذا اسْتَنْبَطَ مَعْنَی آیَهٍ :قد انْتَزَعَ مَعْنًی جَیِّدًا،و هو مَجازٌ.

و یُقَالُ : نَازَعَنِی فُلانٌ بَنَانَهُ ،أَی:صافَحَنِی،و المُنَازَعَهُ :

المُصَافَحَهُ :و هو مَجَازٌ،قالَ الرّاعِی:

یُنَازِعْنَنَا رَخْصَ البَنانِ کأَنَّمَا

یُنَازِعْنَنَا هُدّابَ رَیْطٍ مُعَضَّدِ (9)

و المِنْزَعَهُ ،بکسرِ المِیمِ و فَتْحِهَا:الخُصُومَهُ ،کالنِّزاعهِ بالکَسْرِ.

و النَّزْعاءُ من الجِباهِ :الَّتِی أَقْبَلَتْ ناصِیَتُهَا،و ارْتَفَعَ أَعْلَی شَعَرِ صُدْغِهَا.

و نَزَعَهُ بنَزِیعَهٍ :نَخَسَهُ ،عن کُرَاع.

ص:476


1- (1) دیوانه و فیه«قوارش»و قد تقدم فی ماده«قرش».
2- (2) سوره الأنفال الآیه 46. [1]
3- (3) سوره النساء الآیه 59. [2]
4- (4) سوره الطور الآیه 23. [3]
5- (5) عن اللسان و بالأصل«و منتزعا».
6- (6) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و متترعاً».
7- (7) الأصل و التهذیب و الجمهره 9/3 و [4]فی اللسان« [5]المحبض».
8- (8) بالأصل«و أیدی».
9- (9) دیوانه ص 82 و انظر تخریجه فیه.

و غَنَمٌ نُزُعٌ ،بضَمَّتَیْنِ :لُغَهٌ فِی نُزَّعٍ ،کرُکَّعَ :بِها نِزاعٌ ، و هو طَلَبُ الفَحْلِ ،و شاهٌ نازِعٌ .

و النَّزائِعُ مِنَ الرِّیَاحِ :هی النُّکْبُ ،سُمِّیَتْ لاِخْتِلافِ مَهابِّها،و هُو مَجَازٌ،و فِی الأَسَاسِ :بَیْنَ رِیحَیْنِ .

و رَجُلٌ مِنْزَعٌ ،کَمِنْبَرٍ:شَدِیدُ النَّزْعِ .

و ماءٌ بَعِیدُ المَنْزِعِ ،و هُوَ المَوْضِعُ الّذِی یُنْزَعُ منه.

و نازَعْتُه عَلَی البِئْرِ: نَزَعْتُ مَعَه.

و رَآه مُکِبًّا عَلَی الشَّرِّ فاسْتَنْزَعَه:سَأَلَه أَنْ یَنْزِعَ عَنْهُ .

و یُقَالُ :فُلانٌ یَنْزعُ بحُجَّتهِ :إِذا کانَ یَحْضُرُ بها،و هو مَجَازٌ،و منه قَوْلُه تَعالَی: وَ نَزَعْنا مِنْ کُلِّ أُمَّهٍ شَهِیداً (1).

و یُقَالُ : نَزَعَ یَدَهُ مِنَ الطّاعَهِ ،و خَرَجَ عاصِیاً نازِعَ یَدٍ، و هو مَجازٌ،و تَنَازَعُوا .

و الخَیْلُ تُنَازِعُ فارِسَهَا العِنَانَ .

و المُنَازَعَهُ :المُنَاوَلَهُ ،یُقَال: نازَعَهُ کَأْسَ الکَرَی.

و فَلاهٌ نَزُوعٌ :بَعِیدَهٌ .

و نَزّاعَهُ الشَّوی:مَوْضِعٌ بمَکَّهَ عِنْدَ شِعْبِ الصَّفَا،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ،و یاقُوت.

و النُّزَاعَهُ ،کثُمامَهٍ :ما انْتَزَعْتَه بیَدِکَ ،ثُمَّ ألْقَیْتَه.

نسع

النِّسْعُ ،بالکَسْرِ:سَیْرٌ یُنْسَجُ ،أَی:یُضْفَرُ عَرِیضاً عَلَی هَیئَهِ أَعِنَّهِ النِّعَالِ ،تُشَدُّ بِهِ الرِّحَالُ ،و القِطْعَهُ مِنْه نِسْعَهٌ ،و سُمِّیَ نِسْعاً لطُولِه ،و فِی الصِّحاحِ : النِّسْعَهُ :

الّتِی تُنْسَجُ عَرِیضاً للتَّصْدِیرِ،و مِثْلُه فِی العُبَابِ ،و فِی النِّهَایَهِ :هُوَ سَیْرٌ مَضْفُورٌ یُجْعَلُ زِمَاماً للبَعِیرِ و غَیْرِه،و قَد تُنْسَجُ عَرِیضَهً ،تُجْعَلُ عَلَی صَدْرِ البَعِیرِ،قالَ عَبْدُ یَغُوثَ :

أَقُولُ و قَدْ شَدُّوا لِسَانِی بنِسْعَهٍ

و جَعَلَ الجَوْهَرهیُّ النِّسْعَ ،بالکَسْرِ،جَمْعاً للنِّسْعَهِ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ :و قَدْ جاءَ فِی شِعْرِ حُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ النِّسْعُ للواحِدِ، قالَ :

رَأَتْنِی بنِسْعَیْهَا فرَدَّتْ مَخافَتِی

إِلی الصَّدْرِ رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ (2)

ج: نُسْعٌ ،بالضَّمِّ ،کَما فِی المُحْکَمِ ، و نِسَعٌ کعِنَبٍ ، و أَنْساعٌ ،و نُسُوعٌ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للأَعْشَی:

تَخالُ حَتْماً عَلَیْهَا کُلَّما ضَمَرَتْ

مِن الکَلاَلِ بأَنْ تَسْتَوْفِیَ النِّسَعَا

و قالَ الرّاجِزُ:

عالَیْتُ أَنْسَاعِی و جِلْبَ الکُورِ

و قالَ المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

و قَدْ عُلِقَتْ حَدَائِدُهَا و حُلَّتْ

جَنائِبُها فزایَلَتِ النُّسُوعَا

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یُقَالُ لِلْبِطَانِ و الحَقَبِ :هُمَا النِّسْعَانِ .

و نَسَعَتِ الأَسْنَانُ ،کمَنَعَ ، نَسْعاً و نُسُوعاً :انْحَسَرَتِ اللِّثَهُ عَنْهَا و اسْتَرْخَتْ ،یُقَالُ : نَسَعَ فُوهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ للرّاجِزِ:

و نَسَعَتْ أَسْنَانُ عَوْدٍ فانْجَلَعْ

عُمُورُها عَنْ ناصِلاتٍ لَمْ تَذَعْ (3)

کنَسَّعَتْ تَنْسِیعاً ،و هذا عَن الأَصْمَعِیِّ ،قالَ : تَنْسِیعُ الأَسْنَانِ :أَنْ تَطُولَ و تَسْتَرْخِیَ حَتّی تَبْدُوَ أَصُولُهَا الَّتِی کانَتْ تُوارِیها اللِّثَهُ ،و تَنْحَسِرَ اللِّثَهُ عَنْهَا.

و قال ابنُ دُرَیْدٍ: نَسَعَتْ ثَنِیَّتاهُ :خَرَجَتَا مِنَ العَمْرِ ، و کذلِکَ نَسَغَتْ بالغینِ .

و نَسَعَ فِی الأَرْضِ :إِذا ذَهَبَ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قالَ اللَّیْثُ : نَسَعَتِ المَرْأَهُ نَسْعاً و نُسُوعاً :طالَ ظَهْرُهَا،أَوْ سِنُّهَا،أَو بَطْنُهَا هکَذَا هُو فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هُوَ

ص:477


1- (1) سوره القصص الآیه 75. [1]
2- (2) روایه الدیوان: فجئت بخبلیها فردت مخافتی إلی النفس روعاء الجنان فروق و فی الأساس روع: رأتنی بحبلیها فصدت مخافه و فی الحبل روعاء الفؤاد فروق.
3- (3) فی اللسان:لم یدع.

غَلَطٌ ،صَوَابُه:«أَو بَظْرُها»کَمَا هُوَ نَصُّ العَیْنِ و العُبَابِ و اللِّسَانِ .

و عن الأَعْرَابِیِّ (1)النِسْع بالکسر هو المفصلُ بین الکفِّ و السَّاعدِ و کذلک السِنع و قد تقدم.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : النِّسْعُ : اسْمُ رِیحِ الشَّمَالِ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :سُمِّیَتِ الشَّمالُ نِسْعاً لِدقَّهِ مَهَبِّها،شُبِّهَتْ بالنِّسْعِ المَضْفُورِ مِنَ الأَدِیمِ ، و قالَ ابنُ عَبّادٍ: رِیحٌ نِسْعِیَّهٌ ، کالمِنْسَعِ ،کمِنْبَرٍ ،هکَذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و هو غَلَطٌ صَوَابُه:«کالمِسْعِ »بکَسْرِ المِیمِ ،کَما هُوَ نَصُّ الأَصْمَعِیِّ فِی الصِّحاحِ ،و مِثْلُه فی اللِّسَانِ و العُبَابِ ،و قال شَمِرٌ:

هُذَیْلُ تُسَمِّی الجَنُوبَ مِسْعاً،قالَ :و سَمِعْتُ بَعْضَ الحِجَازِیِّینَ یَقُول:هو یُسْعٌ ،و غَیْرُهُم یَقُول:هُوَ نِسْعٌ ، و زَعَمَ یَعْقُوبُ أَنَّ المِیمَ بَدَلٌ من النُّونِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لقَیْسِ بنِ خُوَیلِدٍ (2):

وَیْلُمِّها لِقْحَهً إِمّا تُؤَوِّبُهُمْ

نِسْعٌ شَآمِیَهٌ فِیها الأَعَاصِیرُ

و نِسْع (3): د،أَو جَبَلٌ أَسْوَدُ ،بَیْنَ الصَّفْراءِ و یَنْبُعَ ،قالَ کُثَیِّرُ عَزَّهَ :

سَلَکْتُ سَبِیلَ الرّائِحاتِ عَشِیَّهً

مَخارِمَ نِسْعٍ أَوْ سَلَکْنَ سَبِیلِی

14- و قالَ ابنُ الأَثِیرِ: نِسْعٌ :مَوْضِعٌ بالمَدِینَهِ ،و هُوَ الَّذِی حَماهُ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم و الخُلَفَاءُ،و هُوَ صَدْرُ وادِی العَقِیقِ .

و أَنْسَعَ الرَّجُلُ :إِذا دَخَلَ فِیهَا ،أَی:فی رِیحِ الشَّمَالِ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: أَنْسَعَ فُلانٌ :إِذا (4)کَثُرَ أَذاهُ لجِیرَانِه.

و قالَ ابنُ فارِسٍ : النّاسِعُ :العُنُقُ الطَّوِیلُ الَّذِی کأَنَّه جُدِلَ جَدْلاً.

و قالَ غَیْرُه: النّاسِعُ : النّاتِئُ ،و یُقَالُ :هُوَ بالشِّینِ . و بهاءٍ قالَ اللَّیْثُ : النّاسِعَهُ :المَرْأَهُ الطَّوِیلَهُ الظَّهْرِ،أَو البَظْرِ ،أَو السِّنِّ ، أَو الَّتِی لمْ تُخْتَنْ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ اللُّغَهِ ، کالنَّاسِعِ أَی:فِی المَعْنَی الأَخِیرِ، یُقَال:جارِیَهٌ ناسِعٌ .

و النُّسُوعُ :الطُّولُ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و النُّسُوعُ : قَصْرٌ بالیَمَامَهِ مِنْ أَشْهَرِ قُصُورِها.

و ذَاتُ النُّسُوعِ ،بالسِّینِ ،و یُقَالُ بالشِّینِ : فَرَسُ بَسْطامِ بنِ قَیْسٍ ،و یُقَال:ذاتُ النُّسُورِ بالرّاءِ.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: المِنْسَعَهُ کمِکْنَسَهٍ ،و الَّذِی فی الجَمْهَرَهِ بفَتْحِ المِیمِ (5)،و هکَذَا هُوَ فی التَّکْمِلَهِ أَیْضاً:

الأَرْضُ السَّرِیعَهُ النَّبْتِ ،یَطُولُ نَبْتُهَا و بَقْلُهَا،زَعَمُوا.

قالَ : و الیَنْسُوعَهُ :ع،بَیْنَ مَکَّهَ و البَصْرَهِ ،و الیاءُ و الواوُ زائِدَتَانِ ؛لأنَّهَا مِنَ النَّسْعِ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ : یَنْسُوَعهُ القُفِّ :

مَنْهَلٌ مِنْ مَناهِلِ طَرِیقِ مَکَّهَ عَلَی جادَّهِ البَصْرَهِ ،بِهَا رَکَایَا کَثیرَهٌ عَذْبَهُ الماء،عِنْدَ مُنْقَطعِ رِمَالِ الدَّهْنَاءِ،بینَ ماوِیَّهَ النِّبَاجِ (6)،قالَ :و قَدْ شَرِبْتُ مِنْ مائِهَا.قُلْتُ :و هِیَ لِبَنِی مالِکِ بنِ جُنْدَبِ بنِ العَنْبَرِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : انْتَسَعَتِ الإِبِلُ :إِذا تَفَرَّقَتْ فِی مَراعِیها ،و کَذلِکَ انْتَسَغَتْ ،بالغَیْنِ ،قالَ الأَخْطَلُ :

رَجَنَّ بحَیْثُ تَنْتَسِعُ المَطَایَا

فلا بَقًّا یَخَفْنَ و لا ذُبابَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

رَجُلٌ مَنْسُوعٌ :أَخَذَتْهُ رِیحُ الشَّمَالِ ،قالَ ابنُ هَرْمَهَ :

مُتَتَبِّعٌ خَطَئِی یَوَدُّ لَو انَّنِی

هابٍ بمُدْرَجَهِ الصَّبا مَنْسُوعُ

و یُرْوَی (7)«مَیْسُوع»کما سَیَأْتِی.

و هذا سَنْعُهُ ،و سِنْعُه،و شَنْعُه،و شِنْعُه،أَی:وَفْقُه،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و أَنْسَاعُ الطَّرِیقِ :شَرَکُه.

ص:478


1- (1) کذا بالأصل و فی التهذیب ابن الأعرابی،و العباره التالیه بین معقوفتین سقطت من المطبوعه الکویتیه فشوه سقوطها العباره و السیاق.
2- (2) عن دیوان الهذلیین 72/3 و هو قیس بن عیزاره،أخو بنی صاهله. و انظر اللسان. [1]
3- (3) قیدها یاقوت النصع بالصاد و بکسر أوله و سکون ثانیه.
4- (4) بالأصل:«إذا کان یکثر»حذفنا«کان»لتوافق العباره سیاق القاموس «و [2]کثر»عن القاموس. [3]
5- (5) کذا و ضبطت فی الجمهره بالقلم بکسر المیم ج 34/3.
6- (6) کذا و فی التهذیب:ماویه و النباج،و فی معجم البلدان: [4]بین ماویه و الریاح.
7- (7) بالأصل«و یری»و المثبت عن اللسان. [5]

و نِسْعٌ ،بالکَسْر:مَوْضِعٌ بالمَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ -عَلَی ساکِنِهَا أَفْضَلُ الصّلاهِ و السَّلام-و قد ذُکِرَ.

و سُلَیْمَانُ بنُ نَسَعٍ الحَضْرَمِیُّ ،الأَنْدَلُسِیُّ ،الخَطِیبُ ، مُحَرَّکَهً ،مُعَاصِرٌ للقَاضِی عِیَاضٍ .

نشع

نَشَعَه ،کمَنَعَه:، نَشْعاً ،و مَنْشَعاً:انْتَزَعَهُ بعُنْفٍ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ (1)،و اقْتَصَرَ فی مَصَادِرِه عَلی النَّشْع ، و هُوَ الصَّوابُ ؛لأَنَّ المَنْشَعَ ،بالفَتْحِ ،إِنَّمَا هو مَصْدَرُ نَشَعِ الصَّبِیَّ ،و کَذا المَرِیضَ یَنْشَعُه نُشُوعاً ،و مَنْشَعاً:

إِذا أَوْجَرَهُ ، فالنُّشُوع :ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَهْمَلَه المُصَنِّفُ قُصُورًا مِنْه،و المَنْشَعُ :ذَکَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،و الصّاغَانِیُّ فی کِتابَیْهِ ،و قالُوا:الغَیْنُ المُعْجَمَهُ لُغَهٌ فِیهِ : نَشَعَه و نَشَغَه نُشُوعاً و مَنْشَعاً ،و نُشُوغاً و مَنْشَغاً، کأَنْشَعَهُ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :

و قَدْ نَشَعْتُ الصَّبِیَّ الوَجُورَ،و أَنْشَعْتُه ،مِثْلُ :وَجَرْتُه و أَوْجَرْتُه،و قالَ أَبو عُبَیْدٍ:کانَ الأَصْمَعِیُّ یُنْشِدُ بَیْتَ ذِی الرُّمَّهِ :

إِذا مَرَئِیَّهٌ وَلَدَتْ غُلاَماً

فَأَلأَمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارَا

بالعَیْنِ و الغَیْنِ ،و هو إِیجارُکَ الصَّبِیَّ الدَّواءَ،کما فِی اللِّسَانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :و أَکْثَرُ الرُّواهِ علی الغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،و قالَ المَرّارُ بن سَعِیدٍ:

إِلَیْکُم یا لِئامَ النّاسِ إِنِّی

نُشِعْتُ العِزَّ فِی أَنْفِی نُشُوعَا

هکَذَا أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیُّ فی مَعْنَی السُّعُوطِ .

قالَ : و رُبَّمَا قالُوا: نَشَعَ فُلاناً الکَلاَمَ :إِذا لَقَّنَهُ إِیّاهُ و هُوَ مَجَازٌ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: نَشَعَ فُلانٌ نُشُوعاً ،بالضمِّ : کَرَبَ مِنَ المَوْتِ ثُمَّ نَجَا.

قالَ : و نَشَعَ نَشْعاً :شَهَقَ ،و یُقَال بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،و هُوَ أَعْلَی،بلْ قالَ أَبو عُبَیْدٍ:إِنَّه بالغَیْنِ لا غَیْرُ،کما سَیَأْتِی.

و النَّشُوعُ کصَبُورٍ،هذا هُوَ الصَّوابُ فی الضَّبْطِ ،و أَمّا قَوْلُه: و یُضَمُّ فهو خَطَأُ یَنْبَغِی التَّنْبِیهُ علیهِ ،و إِنَّما نَصُّهم:

النَّشُوعُ و النَّشُوغُ ،أَی:بالعَیْنِ و الغَیْنِ : الوَجُورُ زِنَهً و مَعْنًی،و أَمّا بالضَّمِّ فإِنَّه المَصْدَرُ،کما صَرَّحَ بهِ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و إِنَّمَا غَرَّه تَکْرَارُ کَلِمَهِ « النَّشُوع »فظَنَّ أَنَّ الثّانِیَهَ مَضْمُومَهٌ ،و إِنَّمَا فِیهِ الوَجْهَانِ :الإِهْمال و الإِعْجامُ ،فتَأَمَّلْ ذلِکَ و أَنْصِفْ ،ففِی الصِّحاحِ :و النَّشُوعُ بالعَیْنِ و الغَیْنِ :

السَّعُوطُ ،و الوَجُورُ الَّذِی یُوجَرُه المَرِیضُ أَو الصَّبِیُّ ، و النُّشُوعُ بالضَّمِّ :المَصْدَرُ.

قلت:فزَادَ أَنَّ النَّشُوعَ -بلُغَتَیْهِ -یُطْلَقُ عَلَی السَّعُوطِ أَیْضاً،و هُوَ قولُ ابن (2)الأَعْرَابِیِّ ،و نَصُّه فِی نَوَادِرِه:

النَّشُوعُ :السَّعُوطُ ،و قد نُشِعَ الصَّبِیُّ و نُشِغَ بالعَیْنِ و الغَیْنِ مَعاً،و قدْ نَشَعَه نَشْعاً ،و أَنْشَعَهُ ،فهذَا قَدْ أَهْمَلَهُ المُصَنِّفُ تَقْصِیراً،و شاهِدُه قَوْلُ المَرّارِ الَّذِی تَقَدَّمَ .

و قال الشَّیْخُ ابنُ بَرِّیٍّ -بَعْدَ ذِکْرِ عِبَارَهِ الجَوْهَرِیِّ -ما نَصُّه:یُرِیدُ أَنَّ السَّعُوطَ فی الأَنْفِ ،و الوَجُورَ فی الفَمِ ، و یُقَال:إِنَّ السَّعُوطَ یَکُونُ للاثْنَیْنِ ،و لِهذا تَقُولُ للمُسْعُطِ :

مِنْشَعٌ ،و مِنْشَغٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: النَّشُوعُ ،کصَبُورٍ: کُلُّ ما یَرُدُّ النَّفَسَ هکَذا ضَبَطَهُ فِی المُحِیطِ بالفَتْحِ .

و مِنَ المَجَازِ: نُشِعَ فُلانٌ بکَذا ،و وقَعَ فی الأَسَاسِ کَذا،و لِکَذ کَعُنِیَ ،فَهُوَ مَنْشُوعٌ :أَوُلِعَ بهِ ،عَنْ أَبِی عَمْرٍو، یُقَالُ :إِنَّهُ لمَنْشُوعٌ بأَکْلِ اللَّحْمِ ،أَیْ :مُولَعٌ بهِ ،و الغَیْنُ المُعْجَمَهُ لُغَهٌ فیهِ عن یَعْقُوبَ .

و النّاشِعُ :النّاتِئُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ هُنَا،و تَقَدَّمَ لَهُ أَیْضاً فی«ن س ع»بإِهْمَالِ السِّینِ .

و النُّشاعَهُ ،بالضَّمِّ :ما انْتَشَعْتَه :إِذا انْتَزَعْتَه بِیَدِکَ ،ثُمَّ أَلْقَیْتَه (3)،کذا فِی الجَمْهَرَهِ .

و أَنْشَعَ الحازِیَ أَی:الکاهِنَ : أَعْطَاهُ جُعْلَهُ عَلَی کَهَانَتِه، قالَ الجَوْهَرِیُّ :قالَ رُؤْبَهُ :

قالَ الحَوَازِی،و أَبَی أَنْ یُنْشَعَا

یا هِنْدُ ما أَسْرَعَ ما تَسَعْسَعَا (4)

ص:479


1- (1) الجمهره 62/3.
2- (2) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
3- (3) فی التکمله:ما انتشعته فطرحته من یدک.
4- (4) قال فی التکمله:و غلط الجوهری فی إنشاد الرجز...و یا هند مقدم. و قال الحوازی مؤخر،و بینهما أکثر من مئه و خمسین مشطوراً.

قلتُ :قالَ بَعْضُهُم:إِنَّ الرَّجَزَ للعَجّاجِ ،قلتُ :الصَّوابُ أَنَّهُ لرُؤْبَهَ یَصِفُ تَمِیماً،و الرِّوایَهُ :

إِنَّ تَمِیماً لَمْ یُرَاضِعْ مُسْبَعاً

و لَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ مُقَنَّعَا

فتَمَّ یُسْقَی،و أَبَی أَنْ یَرْضَعَا

قالَ الحَوَازِی-و أَبَی أَنْ یُنْشَعَا -

أَشَرْیَهٌ فِی قَرْیَهٍ ما أَشْنَعَا (1)

و غَضْبَهٌ فِی هَضْبَهٍ ما أَمْنَعَا

هکَذَا أَنْشَدَهُ اللَّیْثُ ،و قالَ :أَبَی أَنْ یُعْطَی أَجْرَ الحَازِی، هکَذَا فَسَّرَه،و غَلِطَ الجَوْهَرِیُّ فی إِنشادِ الرَّجَزِ،فأَنْشَدَ علی مَعْنًی ذَکَرَه،کَما تَقَدَّمَ ،أَی:أَوْرَدَهُ تَحْتَ قَوْلهِ :و قدْ نَشَعْتُ الصَّبِیَّ الوَجُورَ،و أَنْشَعْتُه ،مِثْلُ :وَجَرْتُه،و أَوْجَرْتُه،و فی التَّکْمِلَهِ :قالَ رُؤْبَهُ :و«یا هِنْدُ...»مُقَدَّمٌ ،و«قالَ الحَوَازِی..»مُؤَخَّرٌ،و بَیْنَهُمَا أَکْثَرُ مِنْ مائَهٍ و خَمْسِینَ مَشْطُورًا.قلتُ :و لَمْ یُورِدِ الأَزْهَرِیُّ و لا ابْنُ سِیدَه هذَا الرَّجَزَ إِلاّ الشّطْرَ الأَوَّلَ ،هکَذَا:

قالَ الحَوَازِی و اسْتَحَتْ أَنْ تُنْشَعَا

ثُمَّ قالَ ابنُ سِیدَه:الحَوازِی:الکَوَاهِنُ ،و اسْتَحَتْ أَنْ تَأْخُذَ أَجْرَ الکَهَانَهِ ،و فی التَّهْذِیبِ :«و اشْتَهَتْ أَنْ تُنْشَعَا ».

قلتُ :و فی بَعْضِ نُسَخِ العَیْنِ :«و أَبَتْ أَنْ تُنْشَعَا ».و قالَ ابنُ بَرِّیّ :البَیْتَانِ اللَّذَانِ أَوْرَدَهُمَا الجَوْهَرِیُّ مِنَ الأُرْجُوزَهِ لا یَلِی أَحَدُهُما الآخَرَ،و الضَّمِیرُ فِی« یُنْشَعَا »غیرُ الَّذِی فی «تَسَعْسَعَا»لأَنَّه یَعُودُ فِی« یُنْشَعَا »علی تَمِیمٍ أَبِی القَبِیلَهِ ، بِدَلِیلِ قَوْلِه.-قَبلَ هذَا البَیْتِ -:«إِنَّ تَمِیماً...الخ»ثُمَّ قالَ بَعْدَه:

أَشَرْیَهٌ فِی قَرْیَهِ ما أَشْنَعَا

أَی:قالَتِ الحَوازِی هذَا المَوْلُود شَرْیَهٌ فی قَرْیَهٍ ،أَی:

حَنْظَلَهٌ فِی قَرْیَهِ نَمْلٍ ،أَی:تَمِیمٌ و أَوْلادُه مُرُّونَ کالحَنْظَلِ ، کَثِیرُونَ کالنَّمْلِ ،قال ابنُ حَمْزَهَ :و مَعْنَی:«أَن یُنْشَعَا »أَی أَنْ یُؤْخَذَ قَهْرًا،فتَأَمَّلْ ذلِک.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَنْشَعَ فُلاناً بِشَرْبَهٍ :إِذا أَغاثَهُ بِهَا و هُوَ مَجَازٌ. و انْتَشَعَ الرَّجُلُ :مِثْلُ : اسْتَعَطَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و انْتَشَعَ : انْتَزَعَ الشَّیْ ءَ بعُنْفٍ ،و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ فی کَلامِ المُصَنِّفِ عِنْدَ ذِکْرِ النُّشاعَهِ .

و المِنْشَعُ ، کمِنْبَرٍ:المُسْعُطُ عَن ابْنِ دُرَیْدٍ،و ذَکَرَه ابنُ بَرِّیٍّ أَیْضاً،و لَیْسَ فِی نَصِّهِمَا ما یَدُلُّ عَلَی أَنَّه کمِنْبَرٍ، و المَعْرُوفُ أَنَّهُ کالمُسْعُطِ زِنَهً و مَعْنًی،فتأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

النَّشْعُ ،بالفَتْحِ :جُعْلُ الکاهِنِ ،کما فِی المُحْکَمِ ، و نَشَعَ الکاهِنَ نَشْعاً :جَعَلَ لَهُ جُعْلاً،کَما فِی الأَسَاسِ .

و ذَاتُ النُّشُوعِ :فَرَسُ بِسْطَامِ بنِ قَیْس،هُنَا ذَکَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قَدْ تَقَدَّمَ فی«ن س ع»و«ن س ر».

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :قالَ الأَحْمَرُ: نَشَعَ الطِّیبَ :شَمَّهُ .

و النَّشْعُ ،مُحَرَّکَهً ،مِنَ الماءِ،ما خَبُثَ طَعْمُه.

نصع

النّاصِعُ :الخالِصُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ یُقَال:أَبْیَضُ ناصِعٌ ،و أَصْفَرُ نَاصِعٌ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :کُلُّ ثَوْبٍ (2)خالِصِ البَیَاضِ ،أَو الصُّفْرَهِ ،أَو الحُمْرَهِ ،فهُو ناصِعٌ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و فِی اللِّسَانِ : النّاصِعُ :البالِغُ مِنَ الأَلْوانِ ، الخالِصُ مِنْهَا،الصّافِی،أَیّ لَوْنٍ کانَ ،و أَکْثَرُ ما یُقَالُ فِی البَیَاضِ ،قالَ أَبُو النَّجْمِ :

إِنَّ ذَوَاتِ الأُزْرِ و البَرَاقِعِ

و البُدْنِ فِی ذاکَ البَیاضِ النّاصِعِ

لَیْسَ اعْتِذَارٌ عِنْدَها بنافِعِ

و قد نَصَع ،کمَنَعَ ، نَصَاعَهً ،و نُصُوعاً :خلَصَ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «المَدِینَهُ کالکِیرِ تَنْفِی خَبَثَها،و تَنْصَعُ طِیبَها».

أَجْمَعَ رُوَاهُ الصَّحِیحَیْنِ عَلَی أَنَّه مِنَ النُّصُوعِ ،و هُوَ الخُلُوصُ ،إِلاّ الزَّمَخْشَرِیَّ -رَحِمَهُ اللّهُ -فإِنَّهُ قالَ :

«تُبْضِعُ »بالمُوَحَّدَهِ و الضّادِ المُعْجَمَهِ ،و قد ذُکِرَ فِی مَوْضِعِه.

و مِنَ المَجَازِ: نَصَعَ الأَمْرُ نُصُوعاً :إِذا وَضَحَ و بَانَ ، و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ للَقِیطٍ الإِیَادِیِّ :

إِنِّی أَرَی الرَّأْیَ إِنْ لَمْ أُعْصَ قَدْ نَصَعَا

ص:480


1- (1) التکمله:ما أشفعا.
2- (2) فی الصحاح [1]المطبوع:«کل لون»و بهامشه:فی المخطوطه:کل ثوب.

و نَصَعَ لَوْنُه ، نَصَاعَهٌ و نُصُوعاً : اشْتَدَّ بَیاضُه و خَلَصَ ، قالَ سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

صَقَلَتْهُ بقَضِیبٍ ناعِمٍ

مِنْ أَراکٍ طَیِّبٍ حَتّی نَصَعْ

و یُقَالُ :أَبْیَضُ ناصِعٌ ،و یَقَقٌ ،و أَصْفَرُ ناصِعٌ ،بالَغُوا بهِ ، کما قالُوا:أَسْوَدُ حالِکٌ ،و قالَ أَبو عُبَیْدَهَ -فی الشِّیاتِ -:

أَصْفَرُ ناصِعٌ ،قالَ :هُوَ الأَصْفَرُ السَّرَاهِ تَعْلُو مَتْنَه جُدَّهٌ غَبْسَاءُ،و قِیلَ :لا یُقَالُ أَبْیَضُ ناصِعٌ ،و لکِن أَبْیَضُ یَقَقٌ ، و أَحْمَرُ ناصِعٌ .قلتُ :و هُوَ قَوْلُ أَبِی لَیْلَی.

و نَصَعَت الأُمُّ بهِ :وَلَدَتْهُ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :قالَ أَبُو یُوسُفَ :یُقَال:قَبَّحَ اللّه أُمَّا نَصَعَتْ بهِ ،أَی:وَلَدَتْهُ ،مِثْلُ :

مَصَعَتْ به.

و نَصَعَ (1) الشَّارِبُ :شَفَی غَلِیلَهُ ،هُوَ قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ ، و نَصُّه:یُقَالُ :شَرِبَ حَتَّی نَصَعَ ،و حَتَّی نَقَعَ ،و ذلِکَ إِذا شَفَی غَلِیلَه،و أَنْکَرَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و قالَ :المَعْرُوفُ فِیهِ بضَعَ ، و قد تَقَدَّمَ .

و قالَ الزَّجَّاجُ : نَصَعَ بالحَقِّ نُصُوعاً :إِذا أَقَرَّ بهِ و أَدّاهُ ، کأَنْصَعَ .

و قالَ غَیْرُه: أَنْصَعَ لهُ ،و أَنْصَعَ بهِ :إِذَا أَقَرَّ.

و قالَ غَیْرُه: النّصْعُ مُثَلَّثَهً ،التَّثْلِیثُ ذَکَرَه ابنُ سِیدَه، و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الکَسْرِ: جِلْدٌ أَبْیَضُ ،أَو ثَوْبٌ شَدِیدُ البَیَاضِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ:

یَرْعَی الخُزَامَی بِذِی قارٍ و قَدْ خَضَبَتْ

مِنْهُ الجَحَافِلَ و الأَطْرَافَ و الزَّمَعَا

مُجْتَابُ نِصْعِ یَمانٍ فَوْقَ نُقْبَتِهِ

و بِالأَکارِعِ مِنْ دِیباجِهِ قِطَعَا

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لرُؤْبَهَ یَصِفُ ثَوْراً وَحْشِیًّا:

تَخَالُ نَصْعاً فَوْقَه مُقَطَّعَا (2)

أَوْ کُلُّ جِلْدٍ أَبْیَضَ أَو ثَوْبٍ أَبْیَضَ ،هکَذَا عَمَّ بهِ بَعْضُهُم.

و النَّصْعُ بالفَتْحِ :جَبَلٌ أَحْمَرُ بأَسْفَلِ الحِجازِ،مُطِلٌّ عَلَی الغَوْرِ،عَنْ یَسارِ یَنْبُعَ ،أَو بَیْنَه و بَیْنَ الصَّفْرَاءِ الصَّحِیحُ أَنَّ الَّذِی بَیْنَ یَنْبُعَ و الصَّفْراءَ هُو النِّصْعُ ،بکسرِ النُّونِ ، و هِیَ :جِبَالٌ سُودٌ لبَنِی ضَمْرَهَ ،کما فِی المُعْجَمِ ،و قد ذُکِرَ مِثْلُ ذلِکَ فِی«نسع»أَیْضاً،و هُمَا واحِدٌ.

و النَّصِیعُ ،کَأَمِیرٍ:البالِغُ مِنَ الأَلْوَانِ ،الخالِصُ مِنْهَا، الصّافِی ،أَیّ لَوْنٍ کانَ ، کالنّاصِعِ ،و أَکَثَرُ ما یُقَالُ فِی البَیاضِ ،یُقَال:ماءٌ ناصِعٌ :إِذا کَانَ صافِیاً.

و المَناصِعُ فِیما یُقَال: المَجَالِسُ ،أَو هِیَ مَواضِعُ یُتَخَلَّی فِیهَا لِبَوْلٍ ،أَو غائِطٍ ،أَو حاجَهٍ ،الواحِدُ مَنْصَعٌ ، کمَقْعَدٍ ، لاِنَّه یُبْرَزُ إِلَیْهَا و یُظْهَرُ،قالَهُ أَبو سَعِیدٍ،و

16- فی حَدِیثِ الإِفْکِ :

«کانَ مُتَبَرَّزُ النِّسَاءِ فِی المَدِینَهِ قَبْلَ أَنْ تُسَوَّی (3)الکُنُفُ فی الدُّورِ المَنَاصِعَ »، حکَاهُ الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ . قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَرَی المَنَاصِعَ مَوْضِعاً بِعَیْنِه خارِجَ المَدِینَهِ ،و کُنَّ النِّسَاءُ یَتَبَرَّزْنَ إِلَیْهِ باللَّیْلِ ،علی مَذاهِبِ العَرَبِ بالجَاهِلِیَّهِ .

و قَالَ مُؤَرِّجٌ ،کما فِی اللِّسَانِ ،و فی العُبَابِ :قالَ أَبُو تُرَابٍ (4): النِّصَعُ ، کعِنَبٍ :النِّطَعُ مِنَ الأَدِیمِ فهُوَ مثله زِنَهً و مَعْنًی،و أَنْشَدَ لِحَاجِزِ بنِ الجُعَیْدِ (5)الأَزْدِیِّ :

فنَنْحَرُهَا و نَخْلِطُهَا بأُخْرَی

کأَنَّ سَرَاتَها نِصَعٌ دَهِینُ

و یُقَال: نِصْعٌ ،بسُکُونِ الصّادِ.

و قالَ اللَّیْثُ :یُقَالُ : أَنْصَعَ الرَّجُلُ :إِذا تَصَدَّی لِلشَّرِّ.

و أَنْصَعَ : اقْشَعَرَّ ،قَالَهُ أَبو عَمْرٍو.

أَو أَنْصَعَ : أَظْهَرَ ما فِی نَفْسه ،نَقَلَه ابنُ الأَثِیرِ،و نَسَبَه الجَوْهَرِیُّ لأَبِی عَمْرٍو، و زادَ:و قَصَدَ القِتَالَ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و نَصُّ الصّحاحِ :قالَ أَبُو عَمْرٍو: أَنْصَعَ الرجُلُ :

ظَهَرَ ما فِی نَفْسِه،هکَذَا قالَهُ «ظَهَرَ» (6)من غَیْرِ أَلِفٍ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

کَرَّ بأَحْجَی مانِعٍ أَنْ یَمْنَعَا

حَتَّی اقْشَعَرَّ جِلْدُه و أَنْصَعَا

و فی العُبابِ :«حین اقْشَعَرَّ».

ص:481


1- (1) عن التهذیب و بالأصل«مصع».
2- (2) التهذیب و اللسان [1]من خمسه مشاطیر و روایته فی التهذیب: کأن نصعاً فوقه مقطَّعا.
3- (3) التهذیب:سوّیت.
4- (4) فی التهذیب:و قال المؤرج،فیما روی له أبو تراب.
5- (5) عن التهذیب و اللسان و [2]بالأصل«الجعیدی».
6- (6) کذا و الذی فی الصحاح:« [3]أظهر»بالألف.

قالَ الجَوْهَرِیُّ : و حَکَی الفَرّاءُ: أَنْصَعَتِ النّاقَهُ لِلْفَحْلِ :إِذا أَقَرَّتْ لَهُ ،و یُوجَدُ فی بعضِ نُسَخِ الصِّحاحِ :

قَرَّتْ لهُ عِنْدَ الضِّرابِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

أَحْمَرُ نَصّاعٌ ، کناصِعٍ ،عن أَبِی لَیْلَی،و کَذلِکَ حُمْرَهٌ نَصّاعَهٌ ،و أَنْشَدَ للشّاعِرِ:

بُدِّلْنَ بُؤْساً بَعْدَ طُولِ تَنَعُّمٍ

و مِنَ الثِّیابِ یُرَیْنَ فِی الأَلْوانِ

مِنْ صُفْرَهٍ تَعْلُو البَیَاضَ و حُمْرَهٍ

نَصّاعَهٍ ،کشَقائِقِ النُّعْمَانِ

و حَسَبٌ ناصِعٌ :خالِصٌ ،و حَقٌّ ناصِعٌ :واضِحٌ ،کِلاهُمَا عَلَی المَثَلِ ،و اسْتَعْمَلَ جابِرُ بنُ قَبِیصَهَ النَّصَاعَهَ فی الظَّرْفِ ،فقالَ :ما رأَیْتُ رَجُلاً أَنْصَعَ ظَرْفاً مِنْکَ ؛و کأَنَّهُ یَعْنِی بهِ خُلُوصَ الظَّرْفِ .

و قالُوا: ناصِعَ الخَبَرَ أَخاکَ ،و کُنْ منهُ عَلَی حَذَرٍ،و هُوَ مِنَ الأَمْرِ النّاصِعِ ،أَی:البَیِّنِ و الخالِصِ (1).

و نَصَعَ الرَّجُلُ :أَظْهَرَ عَدَاوَتَه و بَیَّنَها،قالَ أَبو زُبَیْدٍ:

و الدّارُ إِنْ تُنْئِهِمْ (2)عَنِّی فإِنَّ لَهُمْ

وُدِّی و نَصْرِی إِذا أَعْداؤُهُمْ نَصَعُوا

و النّاصِعُ مِنَ الجَیْشِ و القَوْمِ :الخالِصُونَ الَّذِینَ لا یَخْلِطُهُم غَیْرُهُم،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

و لَمّا أَنْ دَعَوْتُ بَنِی طَرِیفٍ (3)

أَتَوْنِی ناصِعِینَ إِلَی الصِّیاحِ

و قالَ الجَوْهَرِیُّ : ناصِعِینَ ،أَی:قاصِدِینَ .

و قالَ اللَّیْثُ : النَّصِیعُ :البَحْرُ،و أَنْشَدَ:

أَدْلَیْتُ دَلْوِی فِی النَّصِیعِ الزّاخِرِ

و أَنْکَرَه الأَزْهَرِیُّ ،و قالَ :هُوَ غَیْرُ مَعْرُوفٍ ،إِنَّمَا أَرادَ ماءَ بِئْرٍ ناصِعِ الماءِ،لَیْسَ بکَدِرٍ؛لأَنَّ ماءَ البَحْرِ لا یُدْلَی فِیه الدَّلْوُ،یُقَال:ماءٌ ناصِعٌ و ماصِعٌ و نَصِیعٌ :إِذا کانَ صافِیاً،و المَعْرُوفُ فی البَحْرِ البَضِیعُ ،بالمُوَحَّدَهِ و الضّادِ المُعْجَمَهِ ، و صَوَّبَه الصّاغَانِیُّ فی اللُّغَهِ و الرَّجَزِ،قال:و هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ البَضْعِ ،و هُوَ الشَّقُّ ،کأَنَّ هذا النَّهْرَ شُقَّ مِنَ النَّهْرِ الأَعْظَمِ .

و نَصَعَت النّاقَهُ :إِذا مَضَغَت الجِرَّهَ ،عَنْ ثَعْلَبٍ .

و النُّصیْعُ ،کزُبَیْرٍ:مَکَانٌ بینَ المَدِینَهِ و الشّامِ ،و یُقَالُ :هُوَ بالباءِ و الضّادِ،و قَدْ تَقَدَّمَ .

نطع

النِّطْعُ ،بالکَسْرِ،و بالفَتْحِ ،و بالتَّحْرِیکِ ، و کعِنَبٍ أَرْبَعُ لُغَاتٍ ،علی ما نَصَّ علیهِ الجَوْهَرِیُّ ، و الصّاغَانِیُّ و ابنُ سِیدَه،و هو: بِساطٌ مِنَ الأَدِیمِ مَعْرُوفٌ ، قالَ شَیْخُنا:و جَزَمَ الشِّهَابُ و غیرُه بأَنَّ الأَفْصَحَ منها هُوَ النِّطَعُ ،کعِنَبٍ ،و حَکَی الزَّرْکَشِیُّ فِیهِ سَبْعَ لُغَاتٍ ،أَکْثَرُهَا فِی شُرُوحِ الفَصِیحِ ،و بِهَا یُعْلَمُ قُصُورُ المُصَنِّفِ .

قلتُ :و فِی أَمالِی ابْنِ بَرِّیّ :أَنْکَرَ أَبُو زِیَادٍ« نَطْعٌ »و أَنْکَرَ عَلِیُّ بنُ حَمْزَهَ « نَطَع »و أَثْبَتَ « نِطَع » (4)و حَکَی ابنُ سِیدَه عن ابْنِ جِنِّی،قالَ :اجْتَمَعَ أَبُو عَبْدِ اللّه بنُ الأَعْرَابِیِّ و أَبُو زِیَادٍ الکِلابِیُّ علی الجِسْرِ،فسَأَلَ أَبُو زِیادٍ أَبا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَوْلِ النّابِغَهِ :

عَلَی ظَهْرِ مَبْنَاهٍ جَدِیدٍ سُیُورُها (5)

فقالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (6): النَّطْعُ ،بالفَتْحِ ،فقالَ أَبُو زِیادٍ:لا أَعْرِفُه،فقالَ : النِّطْعُ بالکَسْرِ،فقالَ أَبُو زِیادٍ:نَعَمْ .انتهی.

و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ للرّاجِزِ:

یَضْرِبْنَ بالأَزِمَّهِ الخُدُودَا

ضَرْبَ الرِّیَاحِ النِّطَعَ المَمْدُودَا

ج: أَنْطاعٌ ،و نُطُوعٌ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و العُبابِ ، و جَمْعُ النَّطْعِ ،بالفَتْحِ : أَنْطُعٌ ،کأَفْلُسٍ ،کما فی اللِّسَانِ .

و النِّطْعُ بالکَسْرِ،و کعِنَبٍ ،کما فِی العُبَابِ و الصِّحاحِ ،قال:یُخَفَّفُ و یُثَقَّلُ ،و زادَ فی اللِّسَانِ : النَّطَعُ

ص:482


1- (1) فی اللسان: [1]أو الخالص.
2- (2) عن اللسان و [2]بالأصل«ینئهم».
3- (3) فی الصحاح:بنی قعین.
4- (4) ضبطت هذه اللفظه و التی قبلها عن اللسان. [3]
5- (5) دیوانه و عجزه: یطوف بها وسط اللطیمه بائعُ .
6- (6) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فقال أبو عبد اللّه إلخ لعل الشطر الثانی الذی أهمله الشارح من بیت النابغه فیه النطع لیظهر السؤال و الجواب،و حینئذ کان الأولی للشارح إنشاده»قلت لم ترد کلمه النطع فی عجز البیت انظر الحاشیه السابقه.

و النَّطَعَهُ ،بالتَّحْرِیکِ فِیهِمَا: ما ظَهَرَ مِنَ الغارِ ،أَیْ مِنْ غارِ الفَمِ الأَعْلَی ،و هِیَ الجِلْدَهُ المُلْتَزِقَهُ بعَظْمِ الخُلَیْقَاءِ، فیهِ آثارٌ کالتَّحْزِیزِ و هُنَاکَ مَوْقِعُ اللِّسَانِ فی الحَنَکِ ، ج: نُطُوعٌ لا غَیْرُ،و یُقَال لمَرْفَعِه من أَسْفَلِه:الفِرَاشُ ، و إِلَیْهِ نُسِبَ الحُرُوف النِّطْعِیَّه و هی:الطّاءُ،و الدّالُ ،و التّاءُ،یَجْمَعُها قَوْلُکَ : طَدَتْ سُمِّیَتْ لاِنَّ مَبْدَأَهَا مِنْ نِطْعِ الغارِ الأَعْلَی.

و نِطَاعُ القَوْمِ ،بالکَسْرِ:جَنابُهُمْ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ،و فِی بَعْضِ النُّسَخِ :خِیامُهُم،و هو غَلَطٌ ،و قالَ أَیْضاً: أَو أَرْضُهُم ،یُقَال:وطِئْنَا نِطَاعَ بَنِی فُلانٍ ،أَی:أَرْضَهُمْ .

و نَطاع کقَطامِ ،و کِتابٍ :ه،بالبَحْرَینِ ،لبَنِی رزاحٍ .

و نُطاعٌ بالتَّثْلِیثِ :ع قالَ رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیُّ :

و أَقْرَبُ مَوْرِدٍ مِنْ حَیْثُ راحَا

أُثالٌ أَوْ غُمازَهُ أَو نُطَاعُ

و قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَهَ الیَشْکُرِیُّ :

لَمْ یُخَلُّوا بَنِی رِزاح ببَرْقا

ءِ نُطاعٍ لَهُمْ عَلَیْهِمْ دُعاءُ

و نُطاعٌ کغُرَابٍ :ماءٌ فی بِلادِ بَنِی تَمِیمٍ ،و ضَبَطَهُ الأَزْهَرِیُّ کقَطَامِ ،قالَ :یُقَالُ :شَرِبَتْ إِبِلُنَا مِنْ ماءِ نَطاعِ ، و هِیَ رَکِیَّهٌ عَذْبَهُ الماءِ غَزیرَهَ (1).

و النِّطاع ، ککِتَابٍ :وادٍ،کُلُّهَا ،أَی:مما ذُکِرَ مِن المَواضعِ و الأَوْدِیَهِ بالیَمَامَهِ عَلَی قَوْلِ مَنْ جَعَلَ البَحْرَینِ و الیَمَامَهَ عَمَلاً واحدًا.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ : النُّطَاعَهُ ،و القُطَاعَهُ ، و القُضَاضَهُ (2)، بالضَّمِّ :اللُّقْمَهُ یُؤْکَلُ نِصْفُها فتُرَدُّ إِلَی الخِوَان ،و هُوَ عَیْبٌ ،و مِنْهُ یُقال:فُلانٌ ناطِعٌ لاطِعٌ قاطِعٌ .

قالَ : و النُّطُعُ ،بضَمَّتَیْنِ :المُتَشَدِّقُونَ فی القَوْلِ ، کأَنَّهُم (3)یَرْمُونَ بلِسانِهِمْ إِلی نِطْعِ الفَمِ ،و هُو مَجازٌ.

و قالَ أَبُو لَیْلَی: النَّطّاعُ ، کشَدّادٍ:مَنْ یَتَنَطَّعُ الطَّعَامَ فی نِطْعِه .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: بَیاضٌ ناطِعٌ أَی: خالِصٌ ،مِثْلُ ناصِع. و قالَ أَبُو عُمَرَ الزّاهِدُ: نُطِعَ لَوْنُه،کعُنِیَ :تَغَیَّرَ.

و مِنَ المَجَازِ. تَنَطَّعَ فِی الکَلامِ و غَیْرِه،أَی: تَعَمَّقَ فِیهِ و قِیلَ : غَالَی ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «هَلَکَ المُتَنَطِّعُونَ ». و هُمُ المُتَعَمِّقُونَ الغالُون،و الَّذِینَ یَتَکَلَّمُونَ بأَقْصَی حُلُوقِهِمْ تَکَبُّرًا،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هُوَ مَأْخُوذٌ مِن النِّطْعِ ،و هو الغارُ الأَعْلَی فِی الفَمِ ،قال:ثُمَّ اسْتُعْمِلَ فِی کُلِّ تَعَمُّقٍ قَوْلاً و فِعْلاً،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ عُمَرَ-رَضِیَ اللَّهُ عَنْه: -«لَنْ تَزَالُوا بخَیْرٍ ما عَجَّلْتُم الفِطْرَ،و لَمْ تَنَطَّعُوا تَنَطُّعَ أَهْلِ العِراقِ ». أَی تَتَکَلَّفُوا القَوْلَ و العَمَلَ ،و قِیلَ :أَرادَ بِهِ هاهُنَا الإِکْثَارَ مِنَ الأَکْلِ و الشُّرْبِ ،و التَّوَسُّعَ فیهِ ،حَتَّی یَصِلَ إِلی الغَارِ الأَعْلَی،و یُسْتَحَبُّ للصّائِمِ أَنّ یُعَجِّلَ الفِطْرَ بِتَناوُلِ القَلِیلِ مِنَ الفَطُورِ.

و

16- فی حَدِیثِ ابْنِ مَسْعُودٍ: «إِیّاکُمْ و التَّنَطُّعَ و الاخْتِلافَ ؛ فإِنَّمَا هُوَ کَقَوْلِ أَحَدِکُم:هَلُمَّ ،و تَعَالَ ». أَرادَ النَّهْیَ عَنِ المُلاحاهِ فی القِرَاءاتِ المُخْتَلِفَهِ ،و أَنَّ مَرْجِعَها کُلَّها إِلَی وَجْهٍ واحِدٍ مِنَ الصّوابِ .

و تَنَطَّعَ فِی شَهَوَاتِه: تَأَنَّقَ ،و کَذلِکَ تَنَطَّسَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و مِنَ المَجَازِ: تَنَطَّعَ الصّانِعُ فی عَمَلِه :إِذا تَحَذَّقَ فیهِ ، قالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:

و حَشْوَ جَفِیرٍ مِنْ فُرُوعٍ غَرائِبٍ

تَنَطَّعَ فِیها صانِعٌ و تَنَبَّلاَ

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

النّاطِعُ :مَنْ یَقْطَعُ اللُّقْمَهَ و یَرُدَّهَا إِلی الخِوانِ .

و التَّنَطُّعُ :التَّشَبُّعُ مِنَ الأَکْلِ .

و انْتُطِعَ لَوْنُه،و اسْتُنْطِعَ ،مَجْهُولاَنِ :ذَهَبَ و تَغَیَّرَ،کَذا فی نَوَادِرِ اللِّحْیَانِیِّ .

و یَوْمُ نَطاعِ (4)،کقَطامِ :مِنْ أَیّامِهِمْ ،قالَ الأَعْشَی:

بظُلْمِهِمْ بِنَطَاعِ المَلْکَ ضاحِیَهً

فقَدْ حَسَوْا بَعْدُ مِنْ أَنْفَاسِها جُرَعَا

ص:483


1- (1) فی معجم البلدان و [1]التهذیب:غزیرته.
2- (2) فی التهذیب:و العُضاضه.
3- (3) بالأصل«کأنه».
4- (4) فی معجم البلدان« [2]نطاع»کانت به وقعه بین بنی سعد بن تمیم و هوذه بن علی الحنفی أخذت بنو تمیم فیها لطائم کسری التی أجارها هوذ بن علی الوارد من عند باذام والی کسری علی الیمن.

نعع

النَّعُّ ،بالفَتْحِ : الرَّجُلُ الضَّعِیفُ ،هکَذَا هُوَ فِی سائِرِ النُّسَخِ ،و الَّذِی نَقَلَه الصّاغَانِیُّ و غَیْرُه عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : النَعُّ :الضّعْفُ ،کَمَا هُوَ نَصُّ العُبَابِ و التَّکْمِلَهِ (1).نعَمْ فی اللِّسَانِ :« النُّعُّ :الضَّعِیفُ »وَ ضَبَطَه بالضّمِّ .

و النَّعْناعُ ،و النُعْنُعُ ،کجَعْفَرٍ و هُدْهُدٍ،أَو کجَعْفَرٍ وَهَمٌ للجَوْهَرِیِّ ،الَّذِی قالَه الجَوْهَرِیُّ :إِنَّ النَّعْنَعَ مَقْصُورٌ مِن النَّعْنَاعِ ،و هُوَ صَحِیحٌ ،و قالَ أَبو حَنِیفَهَ : النُّعْنُعُ بالضمِّ ، هکَذا ذَکَرَهُ بَعْضُ الرُّواهِ ،قالَ :و العامَّهُ تَقُولُ : نَعْنَعٌ بالفَتْح، و هذا القَدْرُ لا یُثْبِتُ الوَهَم للجَوْهَرِیِّ ،فلَعَلَّهُ صَحَّ عِنْدَهُ مِنْ طَرِیقٍ آخَرَ: بَقْلٌ م مَعْرُوفٌ طَیِّبُ الرِّیحِ و الطَّعْمِ ،فیه حَرَارَهٌ عَلَی اللِّسَانِ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:فأَمَّا هذَا البَقْلُ الَّذِی یُسَمَّی النُّعْنُعَ فأَحْسِبُه عَرَبِیًّا؛لأَنَّهَا کَلِمَهٌ تُشْبِهُ کَلامَهُم،و قالَ الأَطِبّاءُ:هُوَ أَنْجَعُ دَوَاءٍ لِلْبَوَاسِیرِ ضِمادًا بوَرَقِهِ ،و ضِمَادُه بمِلْحٍ نافِعٌ لِعَضَّهِ الکَلْبِ ،و لِلَسْعَهَ العَقْرَبِ ،و احْتِمَالُه قَبْلَ الجِمَاعِ یَمْنَعُ الحَبَلَ ،و قالَ ابنُ قاضِی بَعْلَبَکٌّ -فِی«سُرُورِ النَّفْسِ »-:إِنّه حارَّ یابِسٌ فِی الدَّرَجَهِ الثّانِیَهِ ،و هُوَ أَلْطَفُ مِنَ النَّمّامِ ،و النَّمّامُ أَطْیَبُ رائِحَه،و هو مُهَیِّجٌ لِلنِّکاحِ ،و فِیهِ مَرَارَهٌ بهَا یُقْتَلُ الدُّودُ الَّذِی فِی البَطْنِ ،و یُسَکِّنُ القَیْ ءَ و الغُثَاءَ الحادِثَیْنِ عَنِ الرُّطُوبَهِ ،و یُعِینُ عَلَی الهَضْمِ ،مَعَ أَنَّ جِرْمَهُ عَسِرُ الهَضْمِ کالفُجْلِ ،إِذا أُخِذَ مَعَ ماءِ الرُّمّانِ أَبْرَأَ الفُواقَ الصَّفْرَاوِیَّ ،و هُوَ یَحُلُّ اللَّبَنَ و الدَّمَ الجامِدَیْنِ ،و یُقَوِّی القَلْبَ بعِطْرِیَّتِه.

و النُّعْنَع کهُدْهُدٍ:الرَّجُلُ الطَّوِیلُ ،کما فِی الصِّحاحِ ، زادَ ابنُ دُرَیْدٍ: المُضْطَرِبُ الخَلْقِ ،و فِی اللِّسَانِ :«الرّخْوُ» بَدَلَ «الخَلْقِ ».

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: النُّعْنُعُ : الفَرْجُ الطَّوِیلُ الدَّقِیقُ ،و فی اللِّسَانِ :الرَّقِیقُ ،و أَنْشَدَ لِجَارِیَهٍ ،و کانَتْ جَلِعَهً :

سَلُوا نِسَاءَ أَشْجَعْ

أَیُّ الأُیُورِ أَنْفَعْ

أَ أَلطَّوِیلُ النُّعْنُعْ

أَمِ القَصِیرُ القَرْصعْ

أَو النُّعْنُعُ : الهَنُ المُسْتَرْخِی ،و یُقَالُ لِبَظْرِ المَرأَهِ إِذاطالَ : نُعْنُعٌ ،و نُعْنُعٌ ،بالعَیْنِ و الغَیْنِ ،قالَ المُغِیرَهُ بنُ حَبْناءَ:

و إِلاّ جُبْتُ (2)نُعْنُعَها بقَوْلٍ

یُصَیِّرُه ثَماناً فِی ثمانِ

هکَذا أَنْشَدَه الأَزْهَرِیُّ (3)،و قالَ :قَوْلُه:«ثمَاناً 3فِی ثَمَانِ »لَحْنٌ عِنْدَ النَّحْوِیِّینَ ،و لو قالَ :ثَمَانٍ فی ثَمانِ ،عَلَی لُغَهِ مَنْ یَقُول:«رَأَیْتُ قاضٍ »کانَ جائِزاً (4).

و قالَ الأَصْمعِیُّ : النُّعْنَعهُ بهاءٍ:الحَوْصَلَهُ و أَنْشَدَ:

فعَبَّتْ لَهُن الماءَ فِی نُعنُعاتِها

و وَلَّیْنَ تَوْلاَهَ المُشِیحِ المُحاذِرِ

قَالَ :و حَوْصَلَهُ الرَّجُلِ :کُلُّ شَیْ ءٍ أَسْفَلَ السُّرَّهِ .

و نَعَانِعُ المِنْطَقَهِ :ذَباذِبُهَا نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و النُّعاعَهُ ،بالضَّمِّ :النَّبَاتُ الغَضُّ النّاعِمُ فی أَوّلِ نَباتِه، قَبْلَ أَنْ یَکْتَهِلَ . ج: نُعَاعٌ ،قالَ أَبُو حَنِیفَه:لُغَهٌ فِی اللُّعَاعَهِ و اللُّعَاعِ ،و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :نُونُها بَدَلٌ من الّلامِ ،قالَ ابنُ سِیدَه:و هذا قَوِیٌّ ؛لأَنَّهُم قالُوا:أَلَعَّتِ الأَرْضُ ،و لَمْ یَقُولوا: أَنَعَّتْ .

و قالَ شَمِرٌ و ابنُ بَرِّیّ : نُعَاعَهُ : ع و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

لا مالَ (5)إِلاّ إِبِلٌ جَمّاعَهْ

مَشْرَبُها الجَیْأَهُ أَوْ نُعاعَهْ

إِذا رآهَا الجُوعُ أَمْسَی ساعَهْ

و یُرْوَی:«مَوْرِدُهَا الجَیْأه» (6).

و التَّنَعْنُعُ :التَّبَاعُدُ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و منْهُ قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

...طَیّ النّازِعِ المُتَنَعْنِعِ

قالَ الصّاغَانِیُّ :هُوَ غَلَطٌ ،و القَافِیهُ مَرْفُوعَهٌ ،و الرِّوایهُ :

عَلَی مِثْلِها یَدْنُو البَعِیدُ و یَبْعُدُ الْ

قَرِیبُ و یُطْوَی النّازِحُ المُتَنَعْنِعُ

ص:484


1- (1) موافقاً لما فی التهذیب.
2- (2) عن التکمله و التهذیب و بالأصل«جئت».
3- (3) الذی فی التهذیب المطبوع:ثمانٍ فی ثمانِ .
4- (4) العباره فی التهذیب:قوله:ثمان فی موضع النصب و هو علی لغه من یقول:رأیت قاضٍ و هذا قاضٍ و مررت بقاضٍ .
5- (5) فی التهذیب:لا مال.
6- (6) کما فی التهذیب و التکمله.

زادَ فی هامِشِ الصِّحاحِ :و لیسَ لِذِی الرُّمَّهِ قَصِیدَهٌ عَیْنِیَّهٌ مَجْرُورَهٌ علی هذا الوَزْنِ .

و التَّنَعْنُعُ : النأْیُ ،یُقَالُ :تَنَعْنَعَتِ الدّارُ،أَی:نَأْتْ و بَعُدَتْ .

و التَّنَعْنُعُ : الاضْطِرابُ و التَّمَایُلُ قالَ طُفَیْلُ بنُ عَوْفٍ الغَنَوِیُّ :

مِنَ النَّیِّ حَتَّی اسْتَحْقَبَتْ کُلَّ مِرْفِقٍ

رَوادِفُ أَمْثَالُ الدِّلاءِ تَنَعْنَعُ

و النَّعْنَعَهُ :رُتَّهٌ فی اللِّسَانِ ،أَو کالرُّتَّهِ أَوْ هُوَ إِذا أَرَادَ قَوْلَ :

لَعْ ،ذَهَبَ لِسانُه إِلَی نَعْ فَتَقُولُ :سَمِعْتُ نَعْنَعَهً ،تَرْجِعُ إِلَی العَیْنِ و النُّونِ .

و قالَ الفَرّاءُ: النَّعْنَعَهُ : ضَعْفُ الغُرْمُولِ بَعْدَ قُوَّتهِ ،و مِنْهُ سُمِّیَ الذَّکَرُ المُسْتَرْخِی نُعْنُعاً،بالضَّمِّ .

و نَعْنَعٌ ،کجَعْفَرٍ:لَقَبُ القاضِی عُمَرَ بنِ عَلِیٍّ القُرَشِیِّ الحافِظِ ،ماتَ کَهْلاً،و ابْنُه أَبُو بَکْرٍ عَبْدُ اللّه،و کانَ یَتِّجِرُ إِلی الشّامِ ،حَدَّثَ عَنْ أَبِی البَطِیءِ،و نَصْرُ اللَّهِ بنُ أَبِی بَکْرِ بنِ نَصْرِ اللّه بنِ النَّعْنَعِ الدِّمَشْقِیُّ ،حدَّثَ عن ابْنِ عَبْدِ الدّائِمِ .

و دَیْرُ أَبِی النَّعْنَاعِ :خارِجَ الصَّفَا.

نفع

النَّفْعُ ،کالمَنْعِ :ضِدُّ الضَّرِّ،و هُوَ م مَعْرُوفٌ ، و فی البَصَائِرِ:هُوَ ما یُسْتَعانُ بهِ فی الوُصُولِ إِلَی الخَیْرِ، و قد نَفَعَه نَفْعاً ،و انْتَفَعَ بهِ ، و الاسمُ : المَنْفَعَهُ ،و علیهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و زادَ ابنُ عَبّادٍ: النَّفَاع کسَحابٍ . و ، عَنِ اللِّحْیانِیِّ : النَّفِیعَهُ کَسَفِینَه،شاهِدُ المَنْفَعَهِ قَوْلُ الرّاجِزِ:

کَلاَّ وَ مَنْ مَنْفَعَتِی و ضَیْرِی

بکَفِّهِ و مَبْدَئِی و حَوْرِی

و شاهِدُ النَّفِیعَهِ قَوْلُ الشّاعِرِ:

و إِنِّی لأَرْجُو مِنْ سُعَادَ نَفِیعَهً

و إِنِّیَ مِنْ عَیْنَیْ جَمالَ لأَوْجَرُ

أَوْجَرُ:أَی مُرْتَابٌ .

و رَجُلٌ نَفُوعٌ و نَفّاعٌ کصَبُورٍ،و شَدّادِ:کَثِیرُ النَّفْع ،قالَ المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

فِدًی لأَبٍ إِذا فاخَرْتَ قَوْماً

وجَدْتَ بَلاءَه حَسَناً نَفُوعَا

و أَنْشَدَ سِیبَوَیْه:

کَمْ فِی بَنِی سَعْدِ بنِ بَکْرٍ سَیِّدٍ

ضَخْمِ الدَّسِیعَهِ ماجِدٍ نَفّاعِ (1)

ج: نُفُعٌ ،بالضَّمِّ ،کصَبُور و صُبُرٍ.

و مَنْفَعَهُ بنُ کُلَیْبٍ الحَنَفِیُّ تابِعِیٌّ ،و أَبوهُ کُلَیْبٌ :صحابِیٌّ ، رَوَی مَنْفَعَهٌ عن أَبِیهِ ؛و عَنْهُ ابنُه کُلَیْبٌ ،و الَّذِی فی التَّبْصِیرِ:

أَنَّ کُلَیْباً رَوَی عَنْ جَدِّه،فانْظُرْ ذلِکَ .

و أَبُو مَنْفَعَهَ الثَّقْفِیُّ :صحابِیٌّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،بَصْرِیُّ ،له فی بِرِّ الأُمِّ و لَیْسَ مُصَحَّفَ أَبُو مَنْقَعَهَ الأَنْمَارِیُّ ،بالقَافِ ، کَما تَوَهَّمَهُ بَعْضٌ ،و سَیَأْتِی فی الّتِی تَلِیهَا.

و نافِعٌ :مَوْلیً للنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم ،و رَضِیَ عنه، و آخَرُ:لابْنِ عُمَرَ،رضِیَ اللّه تَعالَی عَنْهُمَا ،الأَخِیرُ رَوَی عَنْهُ الزُّهْرِیُّ و غیرُه.و فاتَه: نافِعُ بنُ أَبِی نافِعٍ الرُّوَاسِیُّ جَدُّ عَلْقَمَهَ :

صَحَابِیٌّ ،رَضِیَ اللَّهُ عنه،و أَمّا نافِعُ بنُ یَزِیدَ الثَّقفیُّ ،الّذِی رَوَی عَنْهُ الحَسَنُ ،فإِنَّهُ تَابِعِیُّ .

1- و نافِعٌ : سِجْنٌ کانَ بَناهُ عَلِیٌّ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عَنْهُ فنُقِبَ ،و کانَ مِنَ القَصَبِ ،فبَنَی مِنَ الطِّینِ سِجْناً،و سَمّاهُ مُخَیِّساً. کَما تَقَدَّمَ ذلِکَ فی السَّینِ .

و نافِعٌ : مِخْلافٌ بالیَمَنِ نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و نُفَیْعٌ کزُبَیْرٍ:جَبَلٌ بمَکَّهَ ،حَرَسَها اللّه تعالَی، کانَ الحارِثُ بنُ عُبَیْدِ بنِ عُمَرَ بنِ مَخْزُومٍ المَخْزُومِیُّ یَحْبِسُ فیهِ سُفَهاءَ قَوْمِه. قلتُ :و هو أَبُو حَنْطَبٍ جَدُّ الحَکَمِ بنِ المُطَّلِبِ ،نَزِیل مَنْبج،أَحَد الأَجْوَادِ.

و مَوْلًی للنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم مُکَرَّرٌ (2)،فإِنَّه قَدْ سَبَقَ ذِکْرُه.

و نَفّاعٌ ، کشَدّادٍ:اسمٌ .

و النُّفَیْعِیَّهُ ،کحُسْیْنِیَّهٍ :ه،بسِنْجارَ ،نَقَلَه الصّاغانِیُّ .

و النَّفْعَهُ ،بالفَتْحِ : العَصَا ،عن أَبِی زَیْدٍ، فَعْلَهٌ مَرَّهٌ واحِدَه من النَّفْعِ .

ص:485


1- (1) البیت للفرزدق و لیس فی دیوانه انظر الخزانه 122/3 و [1]الکتاب 168/2.
2- (2) کذا،و لیس مکرراً و المراد«نُفیع کزبیر»کما یقتضیه السیاق.

ج:نَفَعَاتٌ ،مُحَرَّکَهً .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: أَنْفَعَ الرَّجُلُ :إِذا اتَّجَرَ فِیهَا أَی:فی العِصِیّ (1).

و قالَ اللَّیْثُ : النِّفْعَهُ ، بالکَسْرِ:یَکُونُ فِی جانِبَیِ المَزَادَهِ یُشَقُّ أَدِیمٌ فیُجْعَلُ فی کُلِّ جانِبٍ نِفْعَهٌ ،و أَخْصَرُ مِنْ هذا: النِّفْعَهُ :جِلْدَهٌ تُشَقُّ فتُجْعَلُ فی جانِبَیِ المَزَادَهِ ،و لَوْ قالَ هذا کانَ أَحْسَنَ ج: نِفَعٌ بالکَسْرِ،و کعِنَبٍ عن ثَعْلَبٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

النّافِعُ :مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَی،و هُوَ الَّذِی یُوصِلُ النَّفْعَ إِلَی منْ یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ ؛حَیْثُ هُوَ خالِقُ النَّفْعِ و الضَّرِّ، و الخَیْرِ و الشَّرِّ.

و المَنْفُوعُ ،اسْتَعْمَلَهُ جَماعَهٌ ،و القیاسُ یَقْتَضِیهِ ،و لکِنْ صَرَّحَ أَبُو حَیّانَ أَنَّهُ لا یُقَالُ مِنْ نَفَع :مَنْفُوعٌ ؛لأَنَّهُ غیرُ مَسْمُوعٍ .قالَ شَیْخُنَا:و البَیْضاوِیُّ ،و جَمَاعَهٌ ،یَسْتَعْمِلُونَ أَنْفَع رُبَاعِیًّا،و هُوَ أَیْضاً مَعْرُوفٌ .قُلْت:إِنْ کانَ المُرَادُ بهِ تَعْدِیَهَ النَّفْعِ ،فکَمَا قالَ ،و إِنْ کانَ غَیْرَ ذلِکَ کالتِّجَارَهِ فِی النَّفَعاتِ ،فَمَسْمُوعٌ ،نَقَلَه أَبُو عَمْرٍو و غیرُه،کَمَا تَقَدَّمَ .

و النُّفَاعَهُ ،بالضَّمِّ :ما یُنْتَفَعُ به.

و اسْتَنْفَعَهُ :طَلَبَ نَفْعَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ:

و مُسْتَنْفِعٍ لم یُجْز ببَلائِهِ

نَفَعْنَا ،و مَوْلَیً قَدْ أَجَبْنا لِیُنْصَرَا

و نَفَعَهُ ،بالفَتْحِ :اسْمٌ للإِداوَهِ یُشْرَبُ مِنْهَا،جاءَ ذلِکَ فی حَدِیثِ ابْن عُمَرَ،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:سَمّاهَا بالمَرَّهِ الواحِدَهِ مِنَ النَّفَعِ ،و مَنَعَها من الصَّرْفِ للعَلَمِیَّهِ و التّأْنِیثِ ،و قالَ :هکَذَا جاءَ فی الفائِقِ (2)،فإِنْ صَحَّ النَّقْلُ و إِلاّ فَما أَشْبَهَ الکَلِمَهَ أَنْ تَکُونَ بالقَافِ من النَّقْعِ ،و هو الرِّیُّ .

و قد یَأْتِی اسْتَنْفَعَ بِمَعْنَی انْتَفَعَ .

و نَفَّعَه تَنْفِیعاً:أَوْصَلَ إِلَیْهِ النَّفْعَ .

و النَّفْعَهُ ،و التَّنْفِعَهُ :مَا یَأْخُذُهُ الحاکِمُ من الشَّکْوَی، یَمَانِیّهٌ ،یُقَال: نَفَعَه بکذا،یَعْنُون بهِ ذلِکَ .و أَبُو بَکْرَهَ : نُفَیْعُ بنُ مَسْرُوحٍ ،و نُفَیْعُ بنُ الحارِثِ (3)، و نُفَیْعُ بن المُعَلَّی:صحابِیُّونَ .

و نُفَیْعٌ :شاعِرٌ مِنْ تَمِیمٍ ،قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :إِمّا أَنْ یَکُونَ تَصْغِیرَ نَفْعٍ ،أَو نافِعٍ ،أَو نَفّاعٍ ،بعدَ التَّرْخِیمِ .

و سَمَّوْا نُوَیْفِعاً.

و الحَسَنُ بنُ مُغِیثٍ (4)النّافِعِی عَنْ أَمِّهِ .

و جَیْشُ (5)بنُ مُحَمّدٍ النّافِعِیُّ ،المُقْرِیءُ.

و أَبُو عَلِیٍّ الحَسَنُ بنُ سُلَیْمَانَ النّافِعِیُّ الأَنْطَاکِیُّ ،مَنْسُوبٌ إِلی قِرَاءَهِ نافِعٍ .

نقع

النَّقْعُ ،کالمَنْعِ :رَفْعُ الصَّوْتِ ،و به فُسِّرَ

17- قَوْلُ عُمَرَ-رَضِیَ اللَّهُ عنه: -حِینَ قِیلَ :أَنَّ النِّسَاءَ قَد اجْتَمَعْنَ یَبْکِینَ عَلَی خالِدِ بنِ الوَلِیدِ،فقَالَ :«و مَا عَلَی نِسَاءِ بَنِی المُغِیرَهِ أَنْ یَسْفِکْنَ مِن دُمُوعِهِنَّ عَلَی أَبِی سُلَیْمَانَ و هُنَّ جُلُوسٌ ،ما لَمْ یَکُنْ نَقْعٌ و لا لَقْلَقَهٌ ». و قِیلَ :عَنَی بالنَّقْعِ :

أَصْوَاتَ الخُدُودِ إِذا لُطِمَتْ ،و قَالَ لَبِیدٌ-رَضِیَ اللَّهُ عنهُ -:

فمَتَی یَنْقَعْ صُرَاخٌ صادِقٌ

یُحْلِبُوهَا ذاتَ جَرْسٍ و زَجَلْ (6)

و قِیلَ :هُوَ شَقُّ الجَیْبِ ،قالَ المَرّارُ (7)بنُ سَعِیدٍ:

نَقَعْنَ جُیُوبَهُنَّ عَلَیَّ حَیًّا

و أَعْدَدْنَ المَرَاثِیَ و العَوِیلاَ

و یُرْوَی:«نَزَفْنَ دُمُوعَهُنَّ »و هذِه الرِّوایَهُ أَکْثَرُ و أَشْهَرُ،و بِهِ فُسِّرَ أَیْضاً قَوْلُ سَیِّدِنا عُمَرَ السّابِقُ .

و النَّقْعُ : القَتْلُ یُقَالُ : نَقَعَهُ نَقْعاً ،أَی:قَتَلَه،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و النَّقْعُ : نَحْرُ النّقِیعَهِ و قَدْ نَقَعَ یَنْقَعُ نُقُوعاً ، کالإِنْقاعِ

ص:486


1- (1) عن التکمله و بالأصل«العصا»و المراد النفعات جمع نفعه:العصا.
2- (2) الفائق 373/1. [1]
3- (3) یفهم من عباره ابن الأثیر فی أسد الغابه [2]أنه و الذی قبله واحد ففیه: نفیع بن مسروح و قیل نفیع بن الحارث بن کلده،أبو بکره.و أمه سمیه کانت أمه للحارث بن کلده و إلیه نسب.
4- (4) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«معتب».
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«حسن».
6- (6) و یروی:«یجلبوها»یقول:متی سمعوا صارخاً أی مستغیثاً أحلبوا الحرب أی جمعوا لها.
7- (7) فی التهذیب:المرار الأسدی.

و الإنتقاعِ (1)،و قَدْ نَقَعَ ،و أَنْقَع ،و انْتَقَعَ :إِذا نَحَرَ،و فی کَلامِ العَرَبِ -إِذا لَقِیَ الرَّجُلُ مِنْهُم قَوْماً-یَقُولُ :مِیلُوا یُنْقَعْ لَکُم،أَی:یُجْزَرْ لَکُمْ ،کأَنَّهُ یَدْعُوهُم إِلی دَعْوَتِه.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: النَّقْعُ : صَوْتُ النَّعَامَهِ .

قال: و النَّقْعُ أَیْضاً: أَنْ تَجْمَعَ الرِّیقَ فِی فَمِکَ .

و قَالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ : النَّقْعُ ، الماءُ النّاقِعُ :هو المُسْتَنْقِعُ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «اتَّقُوا المَلاعِنَ الثّلاثَ ، فذَکَرهُنّ :یَقْعُدُ أَحَدُکُمْ فِی ظِلٍّ یُسْتَظَلُّ بهِ ،أَو فِی طَریقٍ ، أَو نَقْعِ ماءٍ». و هو مَحْبِسُ الماءِ،و قِیلَ :مُجْتَمَعُه ج: أَنْقَعٌ کأَفْلِسٍ .

و فی المَثَلِ : إِنَّهُ لشَرّابٌ بِأَنْقُعٍ وَ وَرَدَ أَیْضاً

17- فی حَدِیثِ الحَجّاجِ : «إِنَّکُمْ یا أَهْلَ العِرَاقِ شَرّابُونَ عَلَیَّ بأَنْقُعِ ». قالَ ابنُ الأَثِیرِ: یُضْرَبُ لِمَنْ جَرَّبَ الأُمُورَ و مَارَسَها،زَادَ ابنُ سِیدَه:حَتَّی عَرَفَهَا (2)،و قَالَ الأَصْمَعِیُّ :یُضْرَبُ للمُعَاوِدِ لِلأُمُورِ الّتی تُکْرَهُ ،یَأْتِیهَا حَتّی یَبْلُغَ أَقْصَی مُرَادِه، أَو یُضْرَبُ للدّاهِی المُنْکَرِ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :و حَکَی أَبُو عُبَیْد،أَنَّ هذَا المَثَلَ لابْنِ جُرَیْجٍ ،قالَهُ فی مَعْمَرِ بنِ راشِدٍ،و کانَ ابنُ جُرَیْجٍ مِنْ أَفْصَحِ النّاسِ ،یَقُول:إِنَّهُ ،أَی مَعْمَراً،أَراهُ فی الحَدِیثِ مَاهِرًا رَکِبَ فی طَلَبِه کُلَّ حَزْنٍ ،و کَتَبَ من کُلِّ وَجْهٍ ، لأَنَّ الدَّلِیلَ إِذا عَرَفَ الفَلَواتِ أَی المِیَاهَ الَّتِی فِیهَا، وَ وَرَدَهَا و شَرِبَ مِنْهَا حَذَقَ سُلُوکَ الطُّرُقِ الَّتِی تُؤَدِّی (3)إِلَی الأَنْقُع قَالَ الأَزْهَرِیُّ :و هو جَمْعُ نَقْعٍ ،و هُوَ کُلُّ ماءٍ مُسْتَنْقِعٍ مِنْ عدٍّ أَوْ غَدِیرٍ یَسْتَنْقِعُ فِیه الماءُ،و فِی الأَساسِ و العُبَابِ :

و أَصْلُهُ الطّائِرُ الَّذِی لا یَرِدُ المَشَارِعَ ؛لأَنَّهُ یَفْزَعُ من القَنّاصِ ،فیَعْمِدُ إِلی مُسْتَنْقَعَاتِ المِیَاهِ فی الفَلَواتِ (4).

و النَّقْعُ : الغُبَارُ السّاطِعُ المُرْتَفِعُ ،قالَ اللَّهُ تَعَالَی:

فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (5)و أَنْشَدَ اللَّیْثُ للشُّوَیْعِرِ:

فهُنَّ بِهِم ضَوامِرُ فِی عَجَاجٍ

یُثِرْنَ النَّقْعَ أَمْثَالَ السَّراحِی (6)

ج: نِقَاعٌ ،و نُقُوعٌ کحَبْلٍ و حِبالٍ ،و بَدْرٍ و بُدُورٍ،قالَ القُطامِیُّ یَصِفُ مَهَاهً سُبِعَ وَلَدُهَا:

فساقَتْهُ قَلِیلاً ثُمَّ وَلَّتْ

لَها لَهَبٌ تُثِیرُ بهِ النِّقاعَا

و قالَ المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

فَما فاجَأْنَهُمْ إِلاّ قَرِیباً

یُثِرْنَ ،و قد غَشِینَهُمُ ،النُّقُوعَا

و قِیلَ -

17- فی قَوْلِ عُمَرَ،رَضِیَ اللَّهُ عنه السابق-: «ما لَمْ یَکُنْ نَقْعٌ و لا لَقْلَقَهٌ ». -هو وَضْعُ التُّرَابِ عَلَی الرَّأْسِ ، ذَهَبَ إِلی النَّقْعِ .و هُوَ الغُبَارُ،قالَ ابْنُ الأَثِیرِ:«و هذا أَوْلَی؛ لأَنَّه قَرَنَ بهِ اللَّقْلَقَهَ ،و هِیَ الصَّوْتُ ،فحَمْلُ اللَّفْظَتَیْنِ علی مَعْنَیَیْنِ أَوْلَی مِنْ حَمْلِهما عَلَی مَعْنًی واحِدٍ.

و النَّقْعُ : ع،قُرْبَ مَکَّهَ ،حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَی،فی جَنَبَاتِ الطّائِفِ ،قالَ العَرْجِیُّ :

لِحَیْنِی و البَلاءِ لَقِیتُ ظُهْرًا

بأَعْلَی النَّقْعِ أُخْتَ بَنِی تَمِیمِ

و النَّقْعُ : الأَرْضُ الحُرَّهُ الطِّینِ ،لَیْسَ فِیها ارْتِفَاعٌ و لا انْهِبَاطٌ ،و مِنْهُم مَنْ خَصَّصَ فقالَ :الَّتِی یَسْتَنْقِعُ فِیها الماءُ ، و قِیلَ :هُوَ ما ارْتَفَعَ مِنَ الأَرْضِ ، ج : نِقَاعٌ و أَنْقُعٌ کجِبَالٍ ، و أَجْبُلٍ هکَذَا فی سائِرِ الأُصُولِ ،و الأَوْلَی کبِحَارٍ و أَبْحُرٍ، کَما فِی الصِّحاحِ ،و العُبَابِ ،و اللِّسَانِ ؛لأَنَّ واحِدَ الجِبالِ بالتَّحْرِیکِ ،قلا یُطَابِقُ ما هُنَا،فَتَأَمَّلْ .

و قِیلَ : النَّقْعُ مِنَ الأَرْضِ : القاعُ ،کالنَّقْعاءِ فِیهِما أَی فی مَعْنَیِ القاعِ یُمْسِکُ الماءَ،و فی الأَرْضِ الحُرَّهِ الطِّینِ ، المُسْتَوِیَهِ لَیْسَتْ فِیها حُزُونَهٌ ، ج : نِقاعٌ کجِبالٍ ،هکَذا بالجیمِ ،و لو کانَ بالحاءِ یَکُونُ جَمْعَ حَبْلٍ بالفَتْحِ ،و هُوَ أَحْسَنُ ،قالَ مُزَاحِمٌ العُقَیْلِیُّ فی النِّقَاعِ ،بمَعْنَی قِیعانِ الأَرْضِ :

ص:487


1- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
2- (1) اللسان: [1]حتی عرفها و خبرها.
3- (2) التهذیب:التی تؤدیه إلی المحاضر و الأمواه.
4- (3) عباره الأساس:للمجرب شبّه بالطائر الذی یرد مناقع الفلوات و لا یرد المیاه المعروفه خیفه القُنّاص.
5- (4) سوره العادیات الآیه 4. [2]
6- (5) بالأصل:«فهن بهم ضوام فی عجاج...أمثال السراج»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.

یَسُوفُ بأَنْفَیْهِ النِّقَاعَ کأَنَّهُ

عَنِ الرَّوْضِ مِنْ فَرْطِ النَّشاطِ کَعِیمُ

و فی المَثَلِ : « الرَّشْفُ أَنْقَعُ » أَی:أَقْطَعُ للعَطَشِ ، و المَعْنَی:أَنَّ الشَّرابَ الَّذِی یُتَرَشَّفُ قَلِیلاً أَقْطَعُ لِلْعَطَشِ ، و أَنْجَعُ ،و إِنْ کانَ فِیهِ بُطْ ءٌ، یُضْرَبُ فی تَرْکِ العَجَلَهِ ،کما فی العُبَابِ .

و یُقَال: سُمٌّ ناقِعٌ [أی: بَالِغٌ ] (1)قاتِلَ ،مِنْ نَقَعَه :إِذا قَتَلَه،و قالَ أَبو نَصْرٍ،أَی: ثابِتٌ مُجْتَمِعٌ ،مِنْ نَقَعَ الماءُ:

إِذا اجْتَمَعَ ،قالَ النَّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ :

فبِتُّ کأَنِّی ساوَرَتْنِی ضَئیلَهٌ

مِنَ الرُّقْشِ فی أَنْیَابِها السّمٌ ناقِعُ

و دَمٌ ناقِعٌ :طَرِیٌّ ،أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ،و هو قَسامُ بنُ رَوَاحَهَ السِّنْبِسِیُّ :

و ما زالَ مِنْ قَتْلَی رِزاحٍ بعَالِجٍ

دَمٌ ناقِعٌ أَو جاسِدٌ غیرُ ماصِحِ

قالَ أَبُو سَعِیدٍ:یُرِیدُ بالنّاقِعِ الطَّرِیَّ ،و بالجَاسدِ:

القَدِیمَ .

و ماءٌ ناقِعٌ ،و نَقِیعٌ :ناجِعٌ یَقْطَعُ العَطَشَ و یُذْهِبُه و یُسَکِّنُه، و الّذِی فی الصّحاحِ :ماءٌ ناقِعٌ :ناجِعٌ ،و قالَ قَبْلَ ذلِکَ :

و النَّقِیعُ أَیْضاً:الماءُ النّاقِعُ ،فهو أَرادَ بِذلِکَ المُجْتَمِعَ فِی عِدٍّ أَو غَدِیرٍ،و ظَنَّ المُصَنِّفُ أَنّه أَرادَ بهِ النّاجِعَ ،و لیسَ کَذلِکَ ، فتَأَمَّلْ .

و نُقاعَهُ کُلِّ شَیْ ءٍ،بالضَّمِّ :الماءُ الّذِی یُنْقَعُ فیهِ ،کنُقَاعَهِ الحِنَّاءِ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ فی صِفَهِ بِئْرِ ذَرْوَانَ :

«و کَأَنَّ ماءَهَا نُقَاعَهُ الحِنّاءِ،و کَأَنَّ نَخْلَهَا رُؤُوسُ الشَّیاطِینِ ».

و قالَ الشّاعِرُ:

بِهِ مِنْ نِضاحِ الشَّوْلِ رَدْعٌ کأَنَّهُ

نُقاعَهُ حِنّاءٍ بماءِ الصَّنَوْبَرِ

و یُقَالُ : ما نَقَعْتُ بخَبَرِه نُقُوعاً ،بالضَّمِّ ،أَیْ :ما عُجْتُ بکَلامِه و لَمْ أُصَدِّقْهُ ،و قیلَ :لَمْ اشْتَفِ بهِ ،یُسْتَعْمَلُ فی الخَیْرِ و فِی الشَّرِّ،قَالَهُ الأَصْمَعِیَّ .

14- و النَّقْعَاءُ :ع،خَلْفُ المَدِینَهِ ،عَلَی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ،عِنْدَ (2)النَّقِیعِ مِنْ دِیارِ مُزَیْنَهَ ،و کانَتْ طَرِیق رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم،فی غَزْوِهِ بَنِی المُصْطَلِقِ .

و نَقْعَاءُ : ه،لِبَنِی مالِکِ بنِ عَمْرٍو ،کَما فِی العُبَابِ ، و فِی المُعْجَمِ :مَوْضِعٌ من دِیَارِ طَیِّئٍ بنَجْد.

و سَمَّی کُثَیِّرُ عَزَّهَ الشّاعرُ مَرْجَ راهِطٍ : نَقْعَاءَ راهِطٍ فی قَوْلِهِ یَمْدَحُ عَبْدَ المَلِکِ بنَ مَرْوَانَ :

أَبُوکَ (3)تَلاقَی یَوْمَ نَقْعَاءِ راهِطٍ

بَنِی عَبْدِ شَمْسِ و هْی تُنْفَی و تُقْتَلُ

و النَّقّاعُ کشَدّادٍ:المُتَکَثِّرُ بِما لَیْسَ عِنْدَه مِنْ مَدْحِ نَفْسِه بالشَّجَاعَهِ و السَّخاءِ،و ما أَشْبَهَهُ مِنَ الفَضَائِلِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : النَّقُوعُ ، کصَبُورٍ:صِبْغٌ یُجْعَلُ فِیهِ مِنْ أَفْواهِ الطِّیبِ ،یُقَالُ :صَبَغَ ثَوْبَه بِنَقُوعٍ .

و النَّقُوعُ مِنَ المِیَاهِ :العَذْبُ البارِدُ،أَو الشَّرُوبُ ، کالنَّقِیعِ فِیهِما ،قالَ اللَّیْثُ :و مِثْلُه سَبْعَهُ أَشْیاءَ:ماءٌ شَرُوبٌ و شَرِیبٌ ،و طَعِیمٌ و طَعُومٌ ،و فَرَسٌ وَدُوقٌ و وَدِیقٌ ،و مَدِیفٌ و مَدُوفٌ ،و قَبُولٌ و قَبِیلٌ ،و سَلُولٌ و سَلِیلٌ ؛للوَلَدِ،و فَتُوتٌ و فَتِیتٌ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :قولُه:مَدُوفٌ و مَدِیفٌ لا یَدْخُلُ فِی السَّبْعَهِ ،لأَنَّ مِیمَیْهِما زائِدَتَانِ ،و لو قَالَ مَکَانَهَا:بَرُودٌ و بَرِیدٌ،أَو سَخُونٌ و سَخِینٌ ،کانَ مُصِیباً،و مِثْلُهَا کَثِیرٌ.

و النَّقُوع : ما یُنْقَعُ فی الماءِ مِنَ الدَّواءِ و النَّبِیذِ ،کَذا نَصّ العُبَابِ ،و فی اللِّسَانِ :ما یُنْقَعُ فی الماءِ مِنَ اللَّیْلِ لدَواءٍ أَو نَبِیذٍ،و یُشْرَبُ نهاراً،و بِالعَکْسِ ،و

16- فی حَدِیثِ الکَرْمِ : «تَتَّخِذُونَه زَبِیباً تَنْقَعُونَه ». أَی تَخْلِطُونَه بالماءِ لیَصِیرَ شَرَاباً و ذلِکَ الإِناءُ مِنْقَعٌ ،و مِنْقَعَهٌ ،بکَسْرِهِمَا ،و علی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .

و مِنْقَعُ البُرَمِ أَیْضاً:وِعَاءُ القِدْرِ قالَ طَرَفَهُ :

أَلْقَوْا إِلَیْکَ بکُلِّ أَرْمَلَهٍ

شَعْثاءَ تَحْمِلُ مِنْقَعَ البُرَم

البُرَمُ هنا:جَمْعُ بُرْمَهٍ .

ص:488


1- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
2- (1) فی معجم البلدان:فوق.
3- (2) فی معجم البلدان« [1]نقعاء»:أبوکم.

و قِیلَ : مُنْقَعُ البُرَمِ ، کمُکْرَمٍ :الدَّنُّ ،و قِیلَ :هو فَضْلَهٌ فِی البِرَامِ کَمَا فی العُبَابِ ، و قِیلَ :هُوَ تَوْرٌ صَغِیرٌ ، قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:و لا یَکُونُ إِلاّ مِنْ حِجَارَهٍ ،و ضَبَطَهُ الجَوْهَرِیُّ بکَسْرِ المِیمِ (1)، أَو مُنْقَعُ البُرَمِ : النِّکْثُ تَعْزِلُه المَرْأَهُ ثانِیَهً ، و تَجْعَلُه فِی البِرَامِ ؛لأَنَّهَ لا شَیْ ءَ لَهَا غَیْرُهَا ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و المُنْقَعُ ، کمُکْرَمٍ کذا ضَبَطَهُ ابنُ نُقْطَهَ ، و شَدُّ قافِه عَن الأَمِیر ابنِ ماکُولاَ،و هُوَ غَلَطٌ (2)،و قد تَعَقَّبَه ابنُ نُقْطَهَ :

صَحَابِیٌّ تَمِیمِیٌّ غیرُ مَنْسُوبٍ ،و هُوَ الَّذِی رَوَی عَنْهُ الفَزَعُ الّذِی تَقَدَّمَ ذِکْرُه، أَو هُوَ ابْنُ الحُصَیْنِ بنِ یَزیدَ و الصَّحِیحُ أَنَّه غَیْرُه،و هو تَمِیمِیٌّ شَهِدَ القادِسِیَّهَ ،و قد ضُبِطَ بوَزْنِ مُحَمَّدٍ.

و المُنْقَعُ بنُ مالِکِ بن أُمِیَّهَ الأَسْلَمِیّ ماتَ فِی حَیاتِه صلّی اللّه علیه و سلّم،و تَرَحَّمَ عَلَیْهِ ،کَذا فی مُعْجَمِ الذَّهَبِیِّ و ابنِ فَهْدٍ.

و المِنْقَعَهُ ، کمِکْنَسَهٍ و مَرْحَلَهٍ ،و هذِه عَنْ کُراعٍ ، و مُنْقُعٌ مِثْلُ مُنْخُلٍ ،بضَمَّتَیْنِ :بُرْمَهٌ صَغِیرَهٌ مِنْ حِجَارَهٍ ، یُطْرَحُ فِیها اللَّبَنُ و التَّمْرُ،و یُطْعَمُه الصَّبِیُّ و یُسْقَاهُ ،و الجَمْعُ المَنَاقِعُ ،قالَ حُجْرُ بنُ خالِدٍ:

نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ لِلْباعِ و النَّدَی

و بَعْضُهُمُ تَغْلِی بذَمٍّ مَنَاقِعُهْ

و المَنْقَعُ کمَجْمَعٍ :البَحْرُ عن أَبِی عَمْرٍو.

و قالَ غَیْرُه:هو المَوْضِعُ الَّذِی یَسْتَنْقِعُ فیهِ الماءُ أَی:

یَجْتَمِعُ ، کالمَنْقَعَهِ ،و الجَمْعُ : المَنَاقِعُ ،و هی خِلافُ المَشارِعِ .

و المنْقَعُ : الرِّیُّ مِنَ الماءِ و هُو مَصْدَرُ نَقَعَ الماءُ غُلَّتَه، أَی:أَرْوَی عَطَشَه.

و یُقَالُ : رَجُلٌ نَقُوعُ أُذُنٍ :إِذا کانَ یُؤْمِنُ بکُلِّ شَیْ ءٍ ، نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و النَّقِیعُ :البِئْرُ الکَثِیرَهُ الماءِ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :مُذَکَّرٌ، و ج: أَنْقِعَهٌ . و النَّقِیعُ : شَرَابٌ یُتَّخَذُ مِنْ زَبِیبٍ یُنْتَقَعُ فی الماءِ مِنْ غَیْرِ طَبْخٍ ،کالنَّقُوعِ ،و قِیلَ فی السَّکَرِ:إِنَّهُ نَقِیعُ الزَّبِیبِ ، أَو کُلُّ ما یُنْقَعُ تَمْرًا کانَ أَو زَبِیباً،أَو غَیْرَهُمَا کالعُنّابِ و القَرَاصِیَا و التِّینِ و ما أَشْبَهَها،ثم یُصَفَّی ماءً و یُشْرَبُ :

نَقِیعَ (3).

و النَّقِیعُ : المَحْضُ مِنَ اللَّبَنِ یُبَرَّدُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عَنْ أَبِی یُوسُفَ ،و کَذلِکَ النَّقِیعَهُ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لِعَمْرُو بنِ مَعْدِی کَرِبَ -رضِیَ اللَّهُ عنهُ -یَصِفُ امْرَأَهً :

تَرَاهَا الدَّهْرَ مُقْتِرَهً کِباءً

و مَقْدَحُ صَفْحَهٍ فِیهَا نَقِیعُ

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ قَوْلَ الشّاعِرِ:

أُطَوِّفُ ما أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِی

إِلَی أُمِّی،و یَکْفِینِی النَّقِیعُ

کالمُنْقَعِ ،کمُکْرَمٍ فِیهِمَا ،أَی فی المَحْضِ مِنَ اللَّبَنِ ، و فِیما یُنْقَعُ مِنْ تَمْرٍ و غَیْرِه،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ شاهِدَ (4)الأَوَّلِ قَوْلَ الشّاعِرِ یَصِفُ قَوْساً (5):

قانَی لَهُ فی الصَّیْفِ ظِلَّ بارِدٌ

و نَصِیُّ ناعِجَهٍ و مَحْضٌ مُنْقَعُ

قالَ ابنُ بَرِّیّ :صوابُ إِنْشَادِه:«و نَصِیُّ باعِجَهٍ »بالباءِ، و هی الوَعْسَاءُ ذاتُ الرِّمْثِ و الحَمْضِ ،و قانَی له،أَی:دامَ له،قالَ الأَزْهَرِیُّ :أَصْلُه مِنْ أَنْقَعْتُ اللَّبَنَ ،فهُوَ نَقِیعٌ ،و لا یُقَالُ : مُنْقَعٌ ،و لا یَقُولُونَ : نَقَعْتُه ،قالَ :و هذَا سَماعِی مِنَ العَرَبِ .

و النَّقِیعُ : الحَوْضُ یُنْقَعُ فِیهِ التَّمْرُ.

و النَّقِیعُ : الصُّراخُ .

و النَّقِیعُ : ع بجَنَباتِ الطّائِفِ و هُوَ غَیْرُ النَّقْع الَّذِی تَقَدَّمَ .

و النَّقِیعُ : ع،ببِلادِ مُزَیْنَهَ علی لَیْلَتَیْنِ ،و فی نُسْخَهٍ «عَلَی مَرْحَلَتَیْنِ »،و فی المُعْجَمِ و العُبَابِ :عَلَی عِشْرِینَ فَرْسَخاً مِنَ المَدِینَهِ ،عَلَی ساکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ،

ص:489


1- (1) و مثله فی التهذیب أیضاً،و ضبطه فی التکمله بالقلم بالضم.
2- (2) فی التکمله:و أصحاب الحدیث یشددون القاف،و هی مخففه.
3- (3) الذی فی التهذیب:و النقوع شراب ینقع فیه زبیب و أشیاء ثم یصفی ماؤه و یُشرب،و ذلک الماء اسمه النقوع.
4- (4) بالأصل«عن شاهد»و لا معنی للفظه«عن»فحذفناها.
5- (5) فی الصحاح یصف فرساً.

و هُوَ نَقِیعُ الخَضِماتِ الّذِی حَماهُ عُمَرُ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ ، لِنَعَمِ الفَیْ ءِ،و خَیْلِ المُجَاهِدِینَ ،فلا یَرْعَاهُ غَیْرُهَا،کما قالَهُ ابنُ الأَثِیرِ و الصّاغَانِیُّ ،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و مِنْهُ

17- الحَدِیثُ :

«أَنَّ عُمَرَ حَمَی غَرَزَ النَّقَیعِ ». و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «أَوَّلُ جُمُعَهٍ جُمِّعَتْ فی الإِسْلامِ بالمَدِینَهِ فِی نَقِیعِ الخَضِمَاتِ » (1). هکَذَا ضَبَطَهُ غیرُ واحِدٍ، أَو مُتَغایِرَانِ ، و کِلاهُمَا بالنُّونِ ،کما فی العُبَابِ ،و ضَبَطَهُ ابنُ یُونُسَ عن ابْنِ إِسْحاقَ بالباءِ المُوَحَّدَهِ (2)،کذَا فی الرَّوْضِ لِلسُّهَیْلِیِّ ، و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ .

و الرَّجُلُ نَقِیعٌ :إِذا کانَتْ أُمُّهُ مِنْ غَیْرِ قَوْمِه.

و النَّقِیعَهُ ، کسَفِینَهٍ :طَعامُ القادِمِ مِنْ سَفَرِه ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لِمُهَلْهِلٍ :

إِنّا لَنَضْرِبُ بالسُّیُوفِ رُؤُوسَهُمَ (3)

ضَرَب القُدارِ نَقِیعَهَ القُدّامِ

قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:القُدّامُ :القادِمُونَ مِنْ سَفَرٍ،و یُقَالُ :

القُدّامُ :المَلِکُ .

و یُقَال: کُلُّ جَزُورٍ جُزِرَتْ لِلضِّیافَهِ فهِیَ نَقِیعَهٌ ، و مِنْهُ قَوْلُهُم: النّاسُ نَقائِعُ المَوْتِ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ : أَی:

یَجْزُرُهُمْ جَزْرَ الجَزّارِ النَّقِیعَهَ ،و هُوَ مَجازٌ.

و حَکَی أَبُو عَمْرٍو عَنِ السُّلَمِیِّ : النَّقِیعَهُ : طَعامُ الرَّجُلِ لَیْلَهَ یُمْلِکُ إِمْلاکاً (4)،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

کُلُّ الطَّعَامِ تَشْتَهِی رَبِیعَهْ

الخُرْسُ و الإِعْذَارُ (5)و النَّقِیعَهْ

و الجَمْعُ : النُّقُعُ بضَمَّتَیْنِ ،قالَ الشّاعِرُ:

مَیْمُونَهُ الطَّیْرِ لَمْ تَنْعِقْ أَشائِمُها

دائِمَهُ القِدْرِ بالأَفْرَاعِ و النُّقُعِ

و النَّقِیعَهُ : ع ،و قالَ عُمَارَهُ بنُ بِلالِ بنِ جَرِیرٍ:

خَبْراءُ (6)بَیْنَ بِلادِ بَنِی سَلِیطٍ و ضَبَّهَ قالَ جَرِیرٌ:

خَلِیلَیَّ هِیجَا عَبْرَهً وقِفَا بِنَا (7)

عَلَی مَنْزِلٍ بَیْنَ النَّقِیعَهِ و الحَبْلِ

الأُنْقُوعَهُ بالضمِّ : وَقْبَهُ الثَّرِیدِ یَکُونُ فِیها الوَدَکُ .

و قالَ اللَّیْثُ : کُلُّ مَکان سالَ إِلَیْهِ الماءُ مِنْ مِثْعَبٍ و نَحْوِه فهُوَ أُنْقُوعَهٌ ،و فِی بَعْضِ النُّسَخِ :«مِنْ شِعْبٍ »،و هو غَلَطٌ .

و یُقَالُ :هو عَدْلٌ مَنْقَعٌ ،کمَقْعَدٍ،أَی:مَقْنَعٌ مَقْلُوبٌ منه،کما فی العُبابِ .

و أَبو المَنْقَعَهِ الأَنْمَارِیُّ اسمُه بَکْرُ بنُ الحارِثِ و یُقَالُ :

نَصْرُ بنُ الحارِثِ : صحابِیٌّ نَزَلَ حِمْصَ رَضِیَ اللَّهُ عنهُ ، و هو غَیْرُ أَبِی مَنْقَعَهَ الَّذِی تَقَدَّمَ ذِکْرُه.

و سمٌّ مُنْقَعٌ ،کمُکْرَمٍ :مُرَبًّی و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ:

فِیهَا ذَرَاریحُ و سَمٌّ مُنْقَعُ

یَعْنِی:فِی کَأْسِ المَوْتِ ،و قالَ عَبْدَهُ بنُ الطَّبِیبِ العَبْشَمِیُّ یَعِظُ بَنِیهِ :

و اعْصُوا الَّذِی یُزْجِی النَّمَائِمَ بَیْنَکُمَ

مُتَنَصِّحاً،ذاکَ السِّمَامُ المُنْقَعُ

و نَقَعَ المَوْتُ ،کمَنَعَ :کَثُرَ.

و یُقَالُ : نَقَعَ فُلاناً بالشَّتْمِ :إِذا شَتَمَهُ شَتْماً قَبِیحاً.

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : نَقَعَ بالخَبَرِ و الشَّرَابِ ،أَی: اشْتَفَی مِنْهُ ،و مِنْه قَوْلُهُم:ما نَقَعْتُ بخَبَرِه،و قد تَقَدَّمَ .

و نَقَعَ الدَّواءَ فِی الماءِ :إِذا أَقَرَّهُ فِیه لَیْلاً،و یُشْرَبُ نَهَارًا،و بالعَکْسِ .

و نَقَعَ الصَّارِخُ بصَوْتهِ نُقُوعاً : تابَعَهُ و أَدامَهُ ، کأَنْقَعَ فِیهِمَا ،أَی فی الصَّوْتِ و الدَّواءِ،و نصُّ الصِّحاحِ :حَکَی الفَرّاءُ: نَقَعَ الصَّارِخُ بصَوْتِه،و أَنْقَعَ صَوْتَه:إِذا تابَعَهُ ،و مِنْهُ

17- قَوْلُ عُمَرَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ : «مَا لَمْ یَکُنْ نَقْعٌ و لا لَقْلَقَهٌ ».

قُلْتُ :و قَدْ تَقَدَّمَ ذلِکَ ،و أَمّا الإِنْقَاعُ فی الدَّواءِ،فیُقَالُ :

ص:490


1- (1) ضبطت فی النهایه« [1]خضم»بفتح الضاد،و الصواب ما ضبطناه بکسر الضاد عن النهایه« [2]نقع»و معجم البلدان«نقیع».
2- (2) قال الخطابی و قد صحفه بعض أصحاب الحدیث بالباء،و إنما الذی بالباء مدفن أهل المدینه.و انظر معجم البلدان« [3]نقیع»و تعلیق یاقوت علی ما ذکره السهیلی.
3- (3) فی التهذیب: إنا لنضرب بالصوارم هامهم.
4- (4) الإملاک:التزویج.
5- (5) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و الإنذار».
6- (6) عن معجم البلدان و بالأصل«ضبراء».
7- (7) بالأصل«و تغابنا»و المثبت عن معجم البلدان« [4]النقیعه».

أَنْقَعَ الدَّوَاءَ و غَیْرَهُ فی الماءِ،فهُوَ مُنْقَعٌ ،و یُقَالُ : نَقَعَهُ نَقْعاً فی الماءِ،فَهُوَ نَقِیعٌ ،و أَنْقَعَهُ :نَبَذَهُ .

و نَقَعَ الصَّوْتُ :ارْتَفَعَ [ کاسْتَنْقَعَ ] (1)و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِلَبِیدٍ:

فمَتَی یَنْقَعْ صُراخٌ صادِقٌ

یُحْلِبُوها ذاتَ جَرْسٍ و زَجَلْ

أَیْ :مَتَی یَرْتَفِعْ ،و الهاءُ للحَرْبِ (2).

و أَنْقَعَهُ الماءُ:أَرْواهُ ،یُقَال: أَنْقَعَهُ الرِّیُّ ،و نَقَعَ بهِ .

و أَنْقَعَ الماءُ:اصْفَرَّ و تَغَیَّرَ (3)،لِطُولِ مُکْثِه، کاسْتَنْقَعَ ، یُقالُ :طالَ إِنْقَاعُ الماءِ،أَی: اسْتِنْقَاعُه حَتّی اصْفَرَّ.

و حَکَی أَبُو عُبَیْدٍ: أَنْقَعَ له شَرًّا ،أَی: خَبَأَهُ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و هُوَ اسْتِعارَهٌ ،و فی الأَساسِ : أَنْقَعَ لَهُ الشَّرَّ:

أَثْبَتَهُ و أَدامَهُ ،و أَنْقَعُوا لَهُمْ مِنَ الشَّرِّ ما یَکْفِیهِم.

قالَ الأَزْهَرِیُّ : و وجَدْتُ للمُؤَرِّجِ حُرُوفاً فی الإِنْقَاعِ ما عُجْتُ بِهَا،و لا عَلِمْتُ راوِیَهَا عَنْهُ (4)،یُقَال: أَنْقَعَ فُلاناً :إِذا ضَرَبَ أَنْفَهُ بإِصْبَعِه.

و أَنْقَعَ المَیِّتَ :دَفَنَه.

و أَنْقَعَ البَیْتَ :زَخْرَفَهُ ،أَو جَعَلَ أَعْلاهُ أَسْفَلَهُ .

و أَنْقَعَ الجارِیَهَ :افْتَرَعَها قال:و هذِه حُرُوفٌ مُنْکَرَهٌ کُلُّها،لا أَعْرِفُ مِنْها شَیْئاً (5).انْتَهَی کَلامُ الأَزْهَرِیِّ ،و کأَنَّهُ یَعْنِی أَنَّهَا لَمْ تَصِلْ إِلَیْه بسَنَدٍ صَحِیحٍ مُتَّصِلٍ ،و المُصَنِّفُ لمّا سَمّی کِتَابَهُ بالبَحْرِ،لَزِمَ أَنْ یَکُونَ فِیهِ الصَّحِیحُ و غَیْرُ الصَّحِیحِ ،و ما أَدَقَّ نَظَرَ الجَوْهَرِی رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَی.

و انُتُقِعَ لَوْنُه،مَجْهُولاً ،فهو مُنْتَقَعٌ : تَغَیَّرَ مِنْ هَمٍّ أَوْ فَزَعٍ ،و المیمُ أَعْرَفُ ،و قالَ الجَوْهَرِیُّ :لُغَهٌ فِی امْتُقِعَ ، بالمِیمِ ،و قالَ ابنُ فارِسٍ :هُوَ مِنْ بابِ الإِبْدَالِ ،و أَصْلُه بالمِیمِ ،و هکَذا قالَهُ ابنُ السِّکِّیتِ أَیْضاً،و قالَ النَّضْرُ: انْتُقِعَ لَوْنُه یُقَالُ ذلِکَ :إِذا ذَهَبَ دَمُهُ ،و تَغَیَّرَتْ جِلْدَهُ وَجْهِه،إِمّا مِنْ خَوْفٍ ،و إِمّا مِنْ مَرَضٍ .

و اسْتَنْقَعَ فِی الغَدِیرِ :إِذا نَزَلَ فِیهِ و اغْتَسَلَ ،کَأَنَّهُ ثَبَتَ فیهِ لیَتَبَرَّدَ،و المَوْضِعُ مُسْتَنْقَعٌ کما فِی الصِّحاحِ ،و مِنْهُ :

17- «کانَ عَطَاءٌ یَسْتَنْقِعُ فِی حِیاضِ عَرَفَهَ ». أَی یَدْخُلُها و یَتَبَرَّدُ بمائِها، و قالَ الحادِرَهُ :

بغَرِیضِ سارِیَهٍ أَدَرَّتْهُ الصَّبَا

مِنْ ماءِ أَسْجَرَ طَیِّبِ المُسْتَنْقَعِ

و قالَ مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عنهُ :

و لَقَدْ حَرَصْتُ عَلَی قَلِیلِ مَتَاعِها

یَوْمَ الرَّحِیلِ ،فدَمْعُها المُسْتَنْقِعُ

و یُرْوَی:«المُسْتَنْفَعُ »و«المُسْتَمْنَعُ ».

و اسْتَنْقَعَ الماءُ فِی الغَدِیرِ:اجْتَمَعَ و ثَبَتَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و اسْتَنْقَعَتْ رُوحُه أَی: خَرَجَتْ و هو مَأْخُوذٌ مِنْ

16- حَدِیثِ مُحَمَّدِ بنِ کَعْبٍ القُرَظِیِّ أَنَّهُ قالَ : «إِذا اسْتَنْقَعَتْ نَفْسُ المُؤْمِنِ جاءَهُ مَلَکٌ ». إِلی آخِرِ الحَدِیثِ ،و فَسَّرُوهُ هکَذا، و قالَ شَمِرٌ:لا أَعْرِفُ هذَا أَو المَعْنَی: اجْتَمَعَتْ فِی فِیهِ تُرِیدُ الخُرُوجَ کما یَسْتَنْقِعُ الماءُ فی مَکانٍ و أَرادَ بالنَّفْسِ الرُّوحَ ، قالَهُ الأَزْهَرِیُّ ،قالَ :و مَخْرَجٌ آخَرُ:هُوَ أَنْ یَکُونَ مِنْ قَوْلِهِمْ :

نَقَعْتُه :إِذا قَتَلْتَهُ .

و اسْتُنْقِعَ لَوْنُه-مَجْهُولاً-:تغَیَّرَ کانْتُقِعَ ،و لو ذَکَرَهُمَا فِی مَحَلٍّ واحِدٍ کانَ مُصِیباً.

و اسْتُنْقِعَ الشَّیْ ءُ فِی الماءِ: أُنْقِع .

و قَالَ الأَصْمَعِیُّ : المُسْتَنْقِعُ مِنَ الضُّرُوعِ :الّذِی یَخْلُو إِذا حُلِبَتْ ،و یَمْتَلِیءُ إِذا حُفِّلَتْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

النُّقُوع ،بالضَّمِّ :اجْتِمَاعُ الماءِ فی المَسِیلِ و نَحْوِه.

و النَّقْعُ ،بالفَتْحِ :مَحْبِسُ الماءِ.

و نَقْعُ البِئْرِ:الماءُ المُجْتَمِعُ فِیها قَبْلَ أَنْ یُسْتَقَی،و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:هُوَ فَضْلُ مائِه الّذِی یَخْرُجُ مِنْهُ ،قَبْلَ أَنْ یُصَبَّ منه فِی وِعاءٍ.

ص:491


1- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
2- (1) یعنی فی قوله:«یحلبوها»و إن لم یذکره،لأن فی الکلام دلیلاً علیه. و یروی:یَحلبوها متی ما سمعوا صارخاً أحلبوا الحرب أی جمعوا لها.
3- (2) بالأصل:«تغیر و اصفر»و المثبت عن القاموس.
4- (3) فی التهذیب:و لا علمتُ ثقهً من رواها عنه.
5- (4) فی التهذیب:و هذه حروف لم أسمعها لغیر المؤرج.

و نَقَعَ السّمُّ فی أَنْیَابِ الحَیَّهِ :اجْتَمَعَ ،و أَنْقَعَتْهُ الحَیَّهُ ، و یُقَال:سُمٌ مَنْقُوعٌ ، کناقِعٍ .

و النَّقْعُ :الرِّیُّ ،یُقَال: نَقَعَ من الماءِ،و بهِ نُقُوعاً ،رَوِیَ ، یُقَال:شَرِبَ حَتّی نَقَعَ و بَضَعَ ،أَی:شَفَی غَلِیلَهُ وَ رَوِیَ .

و یُقَال: نَقَعَتْ بذلِکَ نَفْسِی،أَی:اطْمَأَنَّتْ إِلَیْهِ ،و رَوِیَتْ بِه.

و نَقَعَ الماءُ العَطَشَ نَقْعاً :سَکَّنَهُ و أَذْهَبَه.

و أَنَقَعَ العَطَشُ نَفْسُه:سَکَنَ ،قالَ جَرِیرٌ:

لَوْ شِئْتُ قَدْ نَقَعَ الفُؤادُ بشَرْبَهٍ

تَدَعُ الصَّوادِیَ لا یَجِدْنَ غَلِیلاَ (1)

و فلانٌ مُنْقَعٌ ،کمُکْرَمٍ ،أَی:یُسْتَشْفَی برَأْیِه،و هو مَجازٌ.

و النَّقْعُ :دَواءٌ یُنْقَعُ و یُشْرَبُ .

و النَّقِیعَهُ مِن الإِبِلِ :العَبِیطَهُ تُوَفَّرُ أَعْضاؤُهَا، فتُنْقَعُ فی أَشْیاءَ.

و نَقَعَ نَقِیعَهً :عَمِلَهَا.

و النَّقِیعَهُ :ما نُحِرَ مِنَ النَّهْبِ قَبْلَ أَنْ یُقْتَسَمَ ،قالَ :

مِیلُ الذُّرا لُحِبَتْ عَرَائِکُهَا

لَحْبَ الشِّفَارِ نَقِیعَهَ النَّهْبِ

و انْتَقَعَ القَوْمُ نَقِیعَهً ،أَی:ذَبَحُوا مِنَ الغَنِیمَهِ شَیْئاً قَبْلَ القَسْمِ ،أَو جاءُوا بناقَهٍ مِنْ نَهْبٍ فنَحَرُوهَا.

و النَّقْعَاءُ :الغُبَارُ،و الصَّوْتُ ،جَمْعَه نِقاعٌ ،بالکَسْرِ.

و نَقِیعُ بنُ جُرْمُوزٍ العَبْشَمِیُّ ،کأَمِیرٍ،ذَکَرَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و النَّقاعُ ،کسَحَابٍ :إِناءٌ یُنْقَعُ فِیهِ الشَّیْ ءُ،کما فِی التَّکْمِلَهِ .

و النَّقَائِعُ :خَبارَی فِی بلادِ بَنِی تَمِیمٍ ،و الخَبَارَی:جَمْعُ خَبْرَاءَ،و هی قاعٌ مُسْتَدِیرٌ یَجْتَمِعُ فِیه الماءُ.

نکع

نَکَعَهُ عنِ الأَمْرِ،کمَنَعَ :أَعْجَلَه عَنْهُ ،کما فی الصِّحاحِ ، کأَنْکَعَهُ ،أَو نَکَعَهُ عنه: رَدَّهُ و مَنَعَه،عن ابْنِ دُرَیْدٍ، وَ دَفَعَه بالسَّیْفِ و غَیْرِه، کأَنْکَعَه ،و بکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ قَوْلُ عَدِیِّ بنِ زَیْدٍ العِبادِیِّ :

تَقْنِصُکَ الخَیْلُ و تَصْطادُکَ الطَّیْ

رُ و لا تُنْکَعُ لَهْوَ القَنِیصِ

و أَنْشَدَ أَبُو حاتِمٍ :

أَرَی إِبِلِی لا تُنْکَعُ الوِرْدَ شُرَّدًا

إِذا شُلَّ قَوْمٌ عَنْ وُرُودٍ و کُعْکِعُوا

أَی تَصِیدُ لکَ الخَیْل،و لا تُنْکَعُ ،أَی:لا تُعْجَلُ ،أَو لا تُرَدُّ و لا تُمْنَعُ .

و قیل: نَکَعَه : نَغَّصَهُ بالإِعْجالِ ،کنَکَّعَهُ تَنْکِیعاً.

و قالَ اللَّیْثُ : نَکَعَهُ و کَسَعَه: ضَرَبَ بظَهْرِ قَدَمِه عَلَی دُبُرِه ،و کَذلِکَ بَکَعَهُ ،بالمُوَحَّدَهِ ،کما تَقَدَّمَ ،و أَنْشَدَ:

بَنِی ثُعَلٍ لا تَنْکَعُوا (2)العَنْزَ شُرْبَها

بَنِی ثُعَلٍ ،مَنْ یَنْکَعِ العَنْزَ ظالِمُ

و أَنْشَدَه سِیبَوَیْهٌ هکَذَا،و فَسَّرَه فقالَ : نَکَعَه الوِرْدَ،و مِنْهُ :

مَنَعَه إِیّاه.

و نَکَعَ فُلاناً حَقَّه:حَبَسَه عَنْهُ ،کَما فِی اللِّسَانِ .

أَو نَکَعَه نَکْعاً : أَعْطَاهُ ،عن ابْنِ عَبّادٍ،فهُوَ ضِدٌّ.

و نَکَعَ الماشِیَهَ یَنْکَعُهَا نَکْعاً ،و تَنْکَاعاً بفَتْحِهِما: جَهَدَهَا حَلْباً و هُوَ أَنْ یَضْرِبَ ضَرْعَها لتَدِرَّ،و کَذلِکَ نَکَّعَهَا ،کما تَقَدَّمَ .

و نَکَعَ عَن الحاجَهِ :إِذا نَکَلَ عَنْهَا،کما فِی المُحِیطِ .

قالَ : و ما نَکَعَ یَفْعَلُه،أَی: ما زالَ .

و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: النَّکُوعُ کصَبُورٍ:المَرْأَهُ القَصِیرَهُ ،قالَ ابنُ فارِسٍ :کأَنَّهَا حُبِسَتْ عَنْ أَنْ تَطُولَ ، ج: نُکُعٌ بضَمَّتَیْنِ (3)،قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :

بِیضٌ مَلاوِیحُ یَوْمَ الصَّیْفِ لا صُبُرٌ

عَلَی الهَوَانِ ،و لا سُودٌ و لا نُکُعُ

و رَجُلٌ هُکَعَهٌ نُکَعَهٌ ،کهُمَزَهٍ ،أَی: أَحْمَقُ ،نَقَلَهُ

ص:492


1- (1) ذکره فی اللسان [1]شاهداً علی قوله:و نقع من الماء و به ینقع نقوعاً: روی.
2- (2) عن اللسان و التهذیب و بالأصل«لا تنکع»و فی التهذیب«إنّه»بدل «شربها».
3- (3) ضبطت فی التکمله بضم ففتح ضبط حرکات هنا و فی الشاهد.أما اللسان [2]فکالأصل.

الجَوْهَرِیُّ ، أَو الّذِی إِذا جَلَسَ یَثْبُتُ مَکَانَه،فلا یَبْرَحُ .

و النَّکْعَهُ ،بالفَتْحِ : نَبْتٌ کالطُّرْثُوثِ .

و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: النَّکِعَهُ ، بکَسْرِ الکافِ :المَرْأَهُ الحَمْرَاءُ اللَّوْنِ .

و النَّکِعَهُ مِنَ الشِّفَاهِ :الشَّدِیدَهُ الحُمْرَهِ ؛لَکَثْرَهِ دَمِ باطِنِها،یُقَال:امْرَأَهٌ نَکِعَهٌ ،و شَفَهٌ نَکِعَهٌ .

وَ رَجُلٌ نُکَعَهٌ ،کهُمَزَهٍ :أَحْمَرُ أَقْشَرُ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.

و قالَ الجَوْهَرِیُّ :رَجُلٌ أَنْکَعُ بَیِّنُ النَّکَعِ ،و هو الأَحْمَرُ الَّذِی یَتَقَشَّرُ أَنْفُه ،و قَدْ نَکِعَ ،کفَرِحَ .

و نَکَعَهُ الطُّرْثُوثِ ،مُحَرَّکَهً ،و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : و یُقَالُ : نُکَعَهٌ کهُمَزَهٍ :زَهْرَهٌ (1)حَمْرَاءُ فِی رَأْسِهَا ،قالَ :و أَخْبَرَنِی (2)أَعْرَابِیٌّ مِنْ بَنِی أَسَد قالَ : تُشْبِهُ البُسْتَانَ أَفْرُوز (3)الّذِی أَراهُ عِنْدَکُم،الکَثِیفَهُ مِنْهَا المُجْتَمِعَهُ یُصْبَغُ بِهَا التِّبْنُ (4)الّذِی تُتَّخَذُ مِنْهُ هذِه القلائِدُ الَّتِی تَشْتَرِیها الحُجّاجُ .و قالَ الجَوْهَرِیُّ : نَکَعَهُ الطُّرْثُوثِ :رَأْسُه،و هو مِنْ أَعْلاهُ إِلی قَدْرِ أُصْبُعٍ ،[علیه] (5)قِشْرَهٌ حَمْرَاءُ،و فی التَّهْذِیبِ :رَأَیْتُهَا کأَنَّهَا ثُومَهُ ذَکَرِ الرَّجُلِ ،مُشْرَبَهً حُمْرَهً .

و النُّکَعُ ، کصُرَدٍ:اللَّوْنُ الأَحْمَر.

و المُنْکَعُ ، کمُکْرَمٍ :الرّاجِعُ إِلی وَرائِه و قَدْ أَنْکَعَهُ ،قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَنْفٌ مُنْکَعٌ أی: أفْطَسُ .

قال: و الإِنْکَاعُ :الإِعْیاءُ.

و یُقَال:هُوَ أَحْمَرُ کالنَّکَعَهِ ، النَّکَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :صَمْغَهُ القَتادِ هکَذا رَوَاهُ الأَزْهَرِیُّ سَماعاً عن العَرَبِ و ضَبَطَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ بضَمِّ النُّونِ ،و قالَ :هِیَ ثَمَرُ النُّقَاوَی و هُوَ نَبْتٌ أَحْمَرُ،قالَ :و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «کانَ عَیْنَاهُ أَشَدَّ حُمْرَهً مِنَ النَّکَعَهِ ». و

16- حَکَی عَنْ بَعْضِهِم أَنّه قالَ : «فکانَتْ عَیْنَاهُ أَشَدَّ حُمْرَهً مِنَ النُّکْعَهِ ». هکذا رَوَاهُ بضَمِّ النّونِ ،و أَبَی الأَزْهَرِیُّ إِلاّ التَّحْرِیکَ . و النَّکَعَهُ : طَرفُ الأَنْفِ و مِنْهُ

16- الخَبَرُ: «قَبَّحَ اللَّهُ نَکَعَهَ أَنْفِه،کأَنَّهَا نَکَعهُ الطُّرْثُوثِ ».

و النَّکَعَهُ : ثَمَرُ شَجَرٍ أَحْمَرَ کالنَّبِقِ فی اسْتِدارتَهِ ،هُوَ شَجَر النُّقاوَی الَّذِی ذَکَرَه قَرِیباً،فهُوَ تَکْرارٌ.

و النَّکَعَهُ : الاسْمُ مِنَ الرَّجُلِ النُّکَعِ کصُرَدٍ للَّذِی یُخَالِطُ سَوادَهُ حُمْرَهٌ و یُقَالُ أَیْضاً فی اسْمِهِ : النُّکَعَهُ ،کهُمَزَهٍ ،کما فی اللِّسَانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

النَّکِعُ ،ککَتِفٍ ،و النّاکِعُ :الأَحْمَر مِنْ کُلِّ شَیءٍ.

و أَحْمَرُ نَکِعٌ :شَدِیدُ الحُمْرَهِ .

و أَنْکَعَتْهُ بُغْیَتُه:طَلَبَها ففاتَتْهُ .

و تَکَلَّمَ فأَنْکَعَه :أَسْکَتَه.

و شَرِبَ فأَنْکَعَه :نَغَّصَ علیه.

نوع

النَّوْعُ :کُلُّ ضَرْبٍ مِنَ الشَّیْ ءِ،و کُلُّ صِنْفٍ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ کالثِّیابِ و الثِّمَارِ،و غَیْرِ ذلِکَ حَتَّی الکَلإِ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و فِی النُّسَخِ :حَتَّی الکَلامِ .

و قالَ الجَوْهَرِیُّ : هُوَ أَی النَّوْعُ أَخَصُّ مِنَ الجِنْسِ قَالَ ابنُ سِیدَه:و لهُ تَحْدِیدٌ مَنْطِقِیٌّ لا یَلِیقُ بهذا المَکَانِ ، و الجَمْعُ : أَنْوَاعٌ ،قَلَّ أَو کَثُرَ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: النَّوْعُ : الطَّلَبُ .

و أَیْضاً: جُنُوحُ العُقَابِ للانْقِضَاضِ و قد ناعَتْ .

و النَّوْعُ : التَّمَایُلُ ،یُقَال: ناعَ الغُصْنُ نَوْعاً ،و ذلِکَ إِذا حَرَّکَتْهُ الرِّیَاحُ فَتَحَرَّکَ و تَمَایَلَ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و جَائِعٌ نائِعٌ :إِتْبَاعٌ ،کما فِی الصِّحاحِ ، أَو نائِعٌ ،مَعْنَاهُ :

مُتَمَایِلٌ جُوعاً ،فعَلَی هذا لا یَکُونُ إِتْبَاعاً،قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:

و هکذا یَقُولُ البَصْرِیُّونَ و الأَصْمَعِیُّ .

قلتُ : النّائِعُ هُنَا بمَعْنَی العَطْشَانِ ،کما نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عن بَعْضٍ ،فلا یَکُون إِتْباعاً أَیْضاً.

و النُّوعُ بالضَّمِّ :العَطَشُ ،یُقال:رَماهُ اللّه بالجُوعِ و النُّوعِ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

إِذَا اشْتَدَّ نُوعِی بالفَلاهِ ذَکَرْتُهَا

فقامَ مَقامَ الرِّیِّ عِنْدِی ادِّکارُها

ص:493


1- (1) فی کتاب النبات لأبی حنیفه رقم 317:برعمه.
2- (2) فی کتاب النبات:و أخبرنی بعض العرب.
3- (3) فی کتاب النبات لأبی حنیفه:أَبْروزَ.
4- (4) فی کتاب النبات:«الحلی».
5- (5) زیاده عن اللسان. [1]

و مِنْهُ الدُّعَاءُ إِذَا دَعَوْا عَلَیْهِ قالُوا: جُوعاً و نُوعاً ،و لو کانَ الجُوعُ نُوعاً لَمْ یَحْسُنْ تَکْرِیرُه،و قِیلَ :إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ جازَ التَّکْرِیرُ،قالَ أَبُو زَیْدٍ:یُقَالُ :جُوعاً له و نُوعاً ،و جُوساً لَهُ وجُوداً[له] (1)،لَمْ یَزِدْ عَلَی هذَا،قالَ ابنُ بَرِّیّ :و عَلَی هذا یَکُونُ مِنْ بَابِ بُعْدًا له و سُحْقاً،مما تَکَرَّرَ فیه اللَّفْظانِ المُخْتَلَفَانِ بمَعْنًی،قال:و ذلِکَ أَیْضاً تَقْوِیهٌ لُمِنْ یَزْعُمُ أَنَّه إِتْبَاعٌ ؛لأَنَّ الإِتْبَاعَ أَنْ یَکُونَ الثّانِی بمَعْنَی الأَوَّلِ ،و لَوْ کانَ بمَعْنَی العَطَشِ لم یَکُن إِتْبَاعاً؛لأَنَّه لَیْسَ مِنْ مَعْنَاهُ ،قالَ :

و الصَّحِیحُ أَنَّ هذَا لَیْسَ إِتْبَاعاً؛لأَنَّ الإِتْبَاعَ لا یَکُونُ بحَرْف العَطْفِ ،و الآخَرُ:أَنَّ لَه مَعْنًی فِی نَفْسِه یُنْطَقُ بهِ مُفْرَدًا غیرَ تابِعٍ .

و النِّیَاعُ (2)، ککِتَابٍ :ع.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : النَّوْعَهُ :الفاکِهَهُ الرَّطْبَهُ الطَّرِیَّهُ .

و نُوَیْعَهُ کجُهَیْنَهَ :وَادٍ بعَیْنِهِ ،قالَ الرّاعِی:

حَیِّ الدِّیَارَ دِیارَ أُمِّ بَشِیرِ

بِنُوَیْعَتَیْنِ فشاطِئِ التَّسْرِیرِ (3)

و المِنْوَاعُ :المِنْوَالُ ،قالَ أَبُو عَدْنَانَ :قالَ لِی أَعْرَابِیٌّ فی شَیْ ءٍ سَأَلْتُه عنه:ما أَدْرِی عَلَی أَیِّ مِنْوَاعٍ هُوَ؟هکَذَا أَوْرَدَه الصّاغَانِیُّ ،و أَنَا أَقُولُ :إِنَّهُ بِمَعْنَی النَّوْعِ ،کقَوْلِکَ :ما أَدْرِی عَلَی أَیِّ نَوْعٍ هُوَ،أَی:أَیِّ وَجْهٍ .

و نَوَّعَتْهُ ،أَی:الغُصْنَ ، الرِّیَاحُ تَنْوِیعاً :ضَرَبَتْهُ و حَرَّکَتْهُ فتَنَوَّعَ ،أَی:تَمایَلَ و تَحَرَّکَ .

وَ تَنَّوَعَ الشَّیْ ءُ: صارَ أَنْوَاعاً و هو مُطَاوِعُ نَوَّعْتُهُ .

و تَنَوَّعَ الغُصْنُ :تَحَرَّکَ ،و هو مُطاوِعُ نَوَّعَتْهُ الرِّیاحُ .

و تَنَوَّعَ فِی السَّیْرِ :إِذا تَقَدَّمَ ، کاسْتَناعَ فِیهِمَا ،شاهِدُ الأَخِیرِ قَوْلُ القُطامِیِّ یَصِفُ ناقَتَه:

و کانَتْ ضَرْبَهً مِنْ شَدْقَمِیٍّ

إِذا ما اسْتَنَّتِ الإِبِلُ اسْتَناعَا

و فی الصِّحاحِ :

«إِذا ما احْتُثَّتِ الإِبِلُ ...».

و مَکانٌ مُتَنَوِّعٌ :بَعِیدٌ.

و النَّائِعَانِ :جَبَلانِ صَغِیرانِ یُنَاوِحُ أَحَدُهُمَا الآخَرع مُتَفَرِّقانِ ،بأَسافِلِ الحِمَی ببِلادِ بَنِی أَبِی جَعْفَرِ بنِ کِلابٍ و یُقَالُ :إِنَّ أَحَدَهُما خائِعٌ و الآخَرُ نائِعٌ ،فغُلِّبَ ،کما فی التَّهْذِیبِ ،و أَنْشَدَ لأَبِی وَجْزَهَ :

و الخائِعُ الجَوْنُ آتٍ عَنْ شَمائِلِهِمْ

و نائِعُ النَّعْفِ عَنْ أَیْمانِهِم یَنَعُ (4)

قلتُ :و هُمَا غَیْرُ الخَائِعَینِ اللَّذَیْنِ تَقَدَّمَ ذِکْرُهما،أَوْ هُمَا واحِدٌ،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

ناعَ الشَّیْ ءُ نَوْعاً :تَرَجَّعَ .

و التَّنَوُّعُ :التَّذَبْذُب.

و نَوَّعْتُ الشَّیْ ءَ.جَعَلْتُه أَنْوَاعاً .

و قالَ سِیبَوَیْهِ : ناعَ نَوْعاً :جاعَ ،فهو نائِعٌ ؛و الجَمْعُ نِیاعٌ ، بالکَسْرِ،و مِنْهُ جِیاعٌ نِیاعٌ .

و قالَ غَیْرُه:رِماحٌ نِیاعٌ ،أَی:عِطاشٌ إِلَی الدِّماءِ،قالَ القُطَامِیُّ :

لعَمْرُ بَنِی شِهَابٍ ما أَقامُوا

صُدُورَ الخَیْلِ و الأَسَلَ النِّیاعَا

هکَذا أَنْشَدَه الأَزْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:البَیْتُ لدُرَیْدِ بنِ الصِّمَّهِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و أَنْشَدَ یَعْقُوبُ فی المَقْلُوبِ للأَجْدَعِ بنِ مالِکٍ :

خَیْلانِ مِنْ قَوْمِی و مِنْ أَعْدَائِهِم

خَفَضُوا أَسِنَّتَهُمْ و کُلٌّ ناعِی

قالَ :أَرَادَ« نائِعٌ »فقَلَبَ ،أَی:عَطْشَانٌ إِلی دَمِ صاحِبِه، و قالَ الأَصْمَعِیُّ :هُوَ عَلَی وَجْهِه،إِنَّمَا هُوَ فاعِلٌ مِنْ نَعَیْتُ .

و اسْتَنَاعَ الشَّیْ ءُ:تَمادَی،قالَ الطِّرِمّاحُ :

ص:494


1- (1) زیاده عن التهذیب.
2- (2) قیدها یاقوت نیاع بالکسر،بدون ألف و لام،موضع فی قول کثیر: أ أطلال دار بالنیاع فحمّه سألت فلما استعجمت ثم صمت و یروی النباع بالباء.
3- (3) دیوانه ص 118 و انظر تخریجه فیه.
4- (4) فی معجم البلدان« [1]الخائع»:یقع.

قُلْ لِباکِی الأَمْوَاتِ :لا تَبْکِ للنّا س

ِ،و لا یَسْتَنِعْ بهِ فَنَدُهْ

نهع

نَهَعَ ،کَمَنَعَ نُهُوعاً :تَهَوَّعَ و لا قَلْسَ مَعَهُ ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و فی الصِّحاحِ :أَی تَهَوَّعَ ،و هوَ التَّقَیُّؤُ،و قالَ الأَزْهَرِیّ :

لا أَحُقُّ هذَا الحَرْفَ ،و لا أَعْرِفُه.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

النُّهْیُوعُ ،بالضَّمِّ :طائِرٌ،ذَکَرَهُ ابنُ بَرِّیٍّ عَن ابْنِ خالَوَیْهِ ، کما فِی اللِّسَانِ ،و قد أَهْمَلَهُ الجَماعَهُ .

نیع

ناعَ یَنِیعُ نَیْعاً ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:

ناعَ الغُصْنُ یَنُوعُ و یَنِیعُ ،نَوْعاً و نَیْعاً : مَالَ ،و قالَ فِی تَرْکِیبِ «س ج ع»: النَّوائِعُ مِنَ الغُصُونِ :المَوَائِلُ مِنْ ناعَ یَنِیعُ .و مِنْ قَوْلِهِم:جائِعٌ نائِعٌ ،أَی:مُتَمَایِلٌ ضَعْفاً.

و اسْتَدْرَکَ فی اللِّسَانِ هُنَا: اسْتَنَاعَ :إِذا تَقَدَّمَ فِی السَّیْرِ، کاسْتَنْعَی،فتَأَمَّلْ .

فصل الواو مع العین

وبع

الوَبَّاعَهُ ،مُشَدَّدَهً :الاسْتُ .

و الوَبَّاعَهُ مِنَ الصَّبِیِّ :ما یَتَحَرَّکُ مِنْ یافُوخِه (1).

و یُقَال: کَذَبَتْ وَبّاعَتُه ،و وَبّاغَتُه،و نَبّاعَتُه،و نَبّاغَتُه، و عَفّاقَتُه،و مِخْذَفَتُه،کُلُّه أَی:رَدَمَ و حَبَقَ ،و یُقَالُ :أَنْبَقَ الرَّجُلُ :إِذا خَرَجَتْ رِیحُه ضَعِیفَهً ،فإِنْ زَادَ عَلَیْها قِیلَ :عَفَقَ بِهَا،و وَبَعَ بِهَا، کوَبَّعَ تَوْبِیعاً ،قالَهُ أَبُو عَمْرٍو.

و وَبِعَانُ ،بکَسْرِ الباءِ :مَوْضِعٌ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ، و قِیلَ : ه،بأَکْنَافِ آرَهَ ،و أَنْشَدَ لأَبِی مُزَاحِمٍ السَّعْدِیِّ :

إِنَّ بأَجْزَاعِ البُرَیْرَاءِ فالحَشَی

فوَکْدٍ إِلی النَّقْعَیْنِ مِنْ وَبِعانِ (2)

وجع

الوَجَعُ ،مُحَرَّکَهً :المَرَضُ المُؤْلِمُ ،اسمٌ جامِعٌ له، ج: أَوْجَاعٌ ،وَ وِجَاعٌ ،کجِبَالٍ و أَجْبَالٍ ،کما فِی الصِّحاحِ .

وَجِعَ ،کسَمِعَ هذِه اللُّغَهُ الفُصْحَی، و وَجَعَ ،مِثالُ وَعَدَ و هذِه لُغَیَّهٌ ،هکَذا فی سائِرِ الأُصُولِ ،و نَصُّ العَیْنِ -بَعْدَ ما ذَکَرَ اللُّغَاتِ الآتِی ذِکْرُهَا-:و أَقْبَحُهَا وَجِعَ یَجِعُ ،و هکَذا نَقَلَهُ عنهُ الأَزْهَرِیُّ .فِی التَّهْذِیبِ ،و نَصُّ اللِّسَانِ :قالَ الأَزْهَرِیُّ :و لُغَهٌ قَبِیحَهٌ مَنْ یَقُولُ : وَجِعَ یَجِعُ ،و أَوْرَدَهُ الصّاغَانِیُّ فِی العُبَابِ مِثْلَ ذلِک،و قالَ فی التَّکْمِلَهِ :أَیْ مِثَالُ وَرِثَ یَرِثُ ،فظَهَرَ بذلِکَ أَنَّ الَّذِی عَنَی بهِ اللَّیْثُ أَنَّهَا قَبِیحَهٌ هُوَ بکَسْرِ العَیْنِ فی الماضِی و المُضَارِعِ ،و لَمْ أَرَ أَحَدًا ضَبَطَهُ مِثْلَ وَعَدَ یَعِدُ،فانْظُرْه،و تَأَمَّلْ فیهِ ،فکَمْ له مِثْلُ هذَا و أَمْثَالِه، یَوْجَعُ کیَسْمَعُ ،و هِیَ اللُّغَهُ العَالِیَهُ المَشْهُورَهُ ، و یَیْجَعُ بِقَلْبِ الواوِ یاءً، و یاجَعُ بِقَلْبِهَا أَلِفاً،قالَ الجَوْهَرِیُّ :

و بَنُو أَسَدٍ یَقُولُونَ : یِیْجَعُ بکَسْرِ أَوَّلهِ ،و هُمْ لا یَقُولُونَ :

یِعْلَمُ اسْتِثْقَالاً للکَسْرَهِ عَلَی الیاءِ،فَلَمّا اجْتَمَعَتِ الیاءان قَوِیَتَا،و احْتَمَلَتَا ما لَمْ تَحْتَمِلْهُ المُفْرَدَهُ ،و یُنْشَدُ لِمُتَمِّمِ بنِ نُوَیْرَهَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَی هذِه اللُّغَهِ :

قَعِیدَکِ أَلاَّ تُسْمِعِینِی مَلامَهً

و لا تَنْکَئِی قَرْحَ الفُؤادِ فیِیجَعَا

و مِنْهُم[مَنْ ] (3)یَقُولُ :أَنَا إِیْجَعُ ،و أَنْتَ تِیجَعُ ،قالَ ابنُ بَرّیّ :الأَصْلُ فِی یِیجَعُ یَوْجَعُ ،فلَمّا أَرادُوا قَلْبَ الواوِ یاءً کَسَرُوا الیاءَ الَّتِی هِیَ حَرْفُ المُضَارَعَهِ ؛لتَنْقَلِبَ الواوُ یاءً قَلْباً صَحِیحاً،و من قالَ :یَیْجَلُ و یَیْجَعُ فإِنَّهُ قَلَبَ الواوَ یاءً قَلْباً شاذًّا جاءَ بخِلافِ القَلْبِ الأَوّلِ ؛لأَنَّ الوَاوَ السّاکِنَهَ إِنّمَا تَقْلِبُهَا إِلی الیاءِ لِکَسْرَهِ (4)ما قَبْلَهَا، و یَجِعُ ،و هذِهِ هیَ اللُّغَهُ القَبِیحَه الَّتِی ذَکَرَهَا اللَّیْثُ ،فَعَلَی ما ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ فی التَّکْمِلَهِ کیَرِثُ ،وَ عَلَی ما ذَهَبَ إِلَیْهِ المُصَنِّفُ کیَعِدُ، فهو وَجِعٌ ،کخَجِلٍ ،ج: وَجِعُونَ ،و وَجْعَی ،و وَجاعَی ، کسَکْرَی و سَکَارَی و کذلِکَ وِجاعٌ و أَوْجَاعٌ ، و هُنَّ وَجَاعَی و وَجِعَاتٌ .

و یُقَالُ :فُلانٌ یَوْجَعُ رَأْسَهُ بنَصْبِ الرَّأْسِ ،و إِذا جِئْتَ

ص:495


1- (1) زید فی معجم البلدان« [1]وبعان»:لرقته.
2- (2) هذه روایه اللسان،و [2]فی معجم البلدان«وبعان»: فإن یخلص فالبریراء فالحشا فوکد إلی النهبین من وبعان.
3- (3) زیاده عن اللسان. [3]
4- (4) فی اللسان: [4]تقلبها إلی الیاء الکسرهُ قبلها.

بالهَاءِ رَفَعْتَ ،و قُلْتَ : یَوْجَعُه رَأْسُه کَمَا فی الصِّحاحِ ، کیَمْنَعُ فِیهِمَا ،و لو قالَ :کیَسْمَعُ کانَ أَحْسَنَ .

ثُمّ قالَ الجَوْهَرِیُّ : و أَنَا أَیْجَعُ رَأْسِی،و یَوْجَعُنِی (1)رَأْسِی،و لا تَقُلْ یُوجِعُنِی ،فإِنَّ ضَمّ الیاءِ لَحْنٌ و هِیَ لُغَهُ العامَّهِ ،قالَ الصّاغَانِیُّ -فِی التَّکْمِلَهِ -قالَ الجَوْهَرِیُّ :

فُلانٌ یَوْجَعُ رَأْسَهُ ،نَصَبْتَ الرَّأْسَ ،و لم یَذْکُرِ العِلَّهَ فی انْتِصَابِهِ ،کما هُوَ عادَتُه فی ذِکْرِ فَرائِدِ العَرَبِیَّهِ ،و الفَوَائِدِ النَّحْوِیَّهِ ،و هذِه المَسْأَلَهُ فِیها أَدْنَی غُمُوضٍ ،قالَ الفَرّاءُ:

یُقالُ للرَّجُلِ : وَجِعْتَ بَطْنَکَ ،مثل:سَفِهْتَ رَأْیَکَ ، و رَشِدْتَ أَمْرَکَ ،قالَ :و هذا مِنَ المَعْرِفَهِ الَّتِی کالنَّکِرَهِ ؛لأَنَّ قَوْلَکَ :بَطْنَکَ مُفَسِّرٌ،و کَذلِکَ :غَبِنْتَ رَأْیَکَ ،و الأَصْلُ فیهِ :

وَجِعَ رَأْسُکَ ،و أَلِمَ بَطْنُکَ ،و سَفِهَ رَأْیُکَ و نَفْسُکَ ،فلمّا حُوِّلَ الفِعْلُ خَرَجَ قَوْلُکَ : وَجِعْتَ بَطْنَکَ ،و ما أَشْبَهَهُ مُفَسِّرًا،قال:

و جاءَ هذا نادِرًا فی أَحْرُفٍ مَعْدُودَهٍ ،و قالَ غَیْرُه:إِنَّمَا نَصَبُوا وَجِعْتَ بَطْنَکَ بنَزْعِ الخافِضِ مِنْهُ ،کأَنَّه قالَ : وَجِعْتَ مِنْ بَطْنِکَ ،و کَذلِکَ :سَفَهْتَ فِی رَأْیِکَ ،و هذَا قَوْلُ البَصْرِیِّینَ ؛ لأَنَّ المُفَسِّراتِ لا تَکُونُ إِلاّ نَکِرَاتٍ .

و ضَرْبٌ وَجِیعٌ : مُوجِعٌ ،و هُوَ أَحَدُ ما جاءَ عَلَی فَعِیلٍ مِنْ أَفْعَلَ ،کَما یُقَالُ :عَذَابٌ أَلِیمٌ بمَعْنَی مُؤْلِمٍ ،قالَ المَرّارُ بنُ سَعِید:

و قَدْ طالَتْ بِکَ الأَیّامُ حَتّی

رَأَیْتَ الشَّرَّ و الحَدَثَ الوَجِیعَا

و قِیلَ :ضَرْبٌ وجِیعٌ و أَلِیمٌ :ذُو وَجَع و أَلَمٍ .

و الوَجْعاءُ :ع قالَ أَبُو خِراشٍ (2)الهُذَلِیَّ :

و کادَ أَخُو الوَجْعَاءِ لَوْلا خُوَیْلِدٌ

تَفَرَّعَنِی بنَصْلِه غَیْرَ قاصِدِ

و أَخُوها:صاحِبُهَا،وَ تَفَرَّعَنِی:عَلانِی بنَصْلِ السَّیْفِ غَیْرَ مُقْتَصِدٍ.

و الوَجْعاءُ :السّافِلَهُ ،و هی الدُّبُرُ (3)مَمْدَوُدَه،قال أَنَسُ بنُ مُدْرِکَهَ الخَثْعَمِیُّ :

غَضِبْتُ (4)للمَرْءِ إِذْ نِیکَتْ حَلِیلَتُهُ

و إِذْ یُشَدُّ عَلَی وَجْعَائِهَا الثَّفَرُ

أَغْشَی الحُرُوبَ و سِرْبَالِی مُضَاعَفَهٌ

تَغْشَی البَنانَ و سَیْفٌ صارِمٌ ذَکَرُ

إِنِّی و قَتْلِی سُلَیْکاً ثُمَّ أَعْقِلَه

کالثَّوْرِ یُضْرَبُ لَمّا عافَتِ البَقَرُ

یَعْنِی أَنّهَا بُوضِعَتْ ،و الجَمْعُ وَجْعاواتٌ ،و السَّبَبُ فِی هذا الشِّعْرِ أَنَّ سُلَیْکاً مَرَّ فِی بَعْضِ غَزَواتِهِ بِبَیْتٍ مِنْ خَثْعَمٍ ، و أَهْلُه خُلُوفٌ ،فرَأَی فِیهِنَّ امْرَأَهً بَضَّهً شابَّهً ،فعَلاهَا،فأُخْبِرَ أَنَسٌ بذلِکَ ،فأَدْرَکَه،فَقَتَلَه.

16- و فی الحَدِیثِ : «لا تَحِلُّ المَسْأَلَهُ إِلاّ لِذِی دَمٍ مُوجِعٍ ».

هو أَنْ یَتَحَمَّلَ دِیَّهً ،فیَسْعَی بِها حَتّی یُؤَدِّیَها إِلی أَوْلِیاءِ المَقْتُولِ (5).

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ : أُمُّ وَجَعِ الکَبِدِ:بَقْلَهٌ من دِقِّ البَقْلِ ، یُحِبهَا الضَّأْنُ ،لَها زَهْرَهٌ غَبْرَاءُ فِی بُرْعُمَهٍ مُدَوَّرَهٍ ،و لَهَا وَرَقٌ صَغِیرٌ جِدًّا أَغْبَرُ سُمِّیَتْ لأَنَّهَا شِفَاءٌ مِنْ وَجَعِ الکَبِدِ قالَ :

و الصَّفَرُ إِذا عَضَّ بالشُّرْسُوفِ یُسْقَی الرَّجُلُ عَصِیرَها.

و الجِعَهُ ،کعِدَهٍ :نَبِیذُ الشَّعِیرِ عن أَبِی عُبَیْدٍ:قالَ الجَوْهَرِیُّ :و لَسْتُ أَدْرِی ما نُقْصانُه،و قالَ الصّاغَانِیُّ :فإِنْ کَانَتْ من بابِ ثِقَهٍ .و زِنَهٍ ،و عِدَهٍ ،فهذا مَوْضِعُ ذِکْرِها.

قلتُ :و قالَ ابنُ بَرِّیٍّ : الجِعَهُ لامُهَا واوٌ،مِنْ جَعَوْتُ ، أَیْ :جَمَعْتُ ،کأَنَّهَا سُمِّیَتْ بِذلِکَ لِکَوْنِهَا تَجْعُو النّاسَ عَلَی شُرْبِها،أَی تَجْمَعُهُم،و ذَکَرَ الأَزْهَرِیُّ هذا الحَرْفَ فِی المُعْتَلِّ لِذلِکَ ،و سَیَأْتِی هُنَاکَ ،إِنْ شاءَ اللَّهُ تَعالی.

و أَوْجَعَهُ :أَلَمَهُ فهُوَ مُوجِعٌ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «مُرِی بَنِیکِ یُقَلِّمُوا أَظْفَارَهُمْ أَنْ یُوجِعُوا الضُّرُوعَ ». أَی:لِئَلاَّ یُوجِعُوهَا إِذا حَلَبُوها بأَظْفَارِهِمْ .

و تَوَجَّعَ الرَّجُلُ : تَفَجَّعَ ،أَو تَشَکَّی الوَجَعَ ، و تَوَجَّعَ لِفُلانٍ مِنْ کَذا: رَثَی لَهُ مِنْ مَکْرُوهٍ ،قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ :

ص:496


1- (1) الصحاح:و یَوجع رأسی.
2- (2) کِذا بالأصل و صوابه عروه بن مره کما فی شرح أشعار الهذلیین ص 663 و الوقعاء لم ترد فی معجم البلدان.
3- ((*)) ساقطه من الکویتیه و بعدها فی القاموس:و قبیله من الأَزد.
4- (3) فی التهذیب:أنفت للمرء.
5- (4) بعدها فی النهایه:فإن لم یؤدها قُتل المتحمل عنه،فیوجعه قتله.

أَمِنَ المَنُونِ و رَیْبِهِ تَتَوَجَّعُ

و الدَّهْرُ لَیْسَ بمُعْتِبٍ مَنْ یَجْزَعُ (1)

و قالَ غَیْرُه:

و لا بُدَّ مِنْ شَکْوَی إِلَی ذِی مُرُوءَهٍ

یُواسِیکَ أَو یُسْلِیکَ أَو یَتَوَجَّعُ

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

أَوْجَعَ فی العدُوِّ:أَثْخَنَ .

ودع

الوَدْعَهُ ،بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ ،ج: وَدَعَاتٌ ، مُحَرَّکَهً :مَناقِیفُ صِغارٌ،و هِیَ : خَرَزٌ بِیضٌ تُخْرَجُ مِنَ البَحْرِ تَتفَاوَتُ فی الصِّغَرِ و الکِبَرِ،کَما فِی الصِّحاحِ ،زَادَ فِی اللِّسَانِ :جُوفُ البُطُونِ ، بَیْضَاءُ تُزَیَّنُ بِها العَثَاکِیلُ ، شَقُّهَا کشَقِّ النَّواهِ ،و قِیلَ :فِی جَوْفِها دُودَهٌ کَلَحْمَهٍ ،کما نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ عن اللَّیْثِ ،و فی اللِّسَانِ :دُوَیْبَّهٌ کالحَلَمَهِ تُعَلَّقُ لِدَفْع العَیْنِ ،و نَصُّ إِبْرَاهِیمَ الحَرْبِیِّ :تُعَلَّقُ مِنَ العَیْنِ (2)و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «مَن تَعَلَّقَ وَدَعَهً فَلاَ وَدَعَ اللَّهُ لَهُ ». و قالَ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ :إِنَّ هذِه الخَرَزَاتِ یَقْذِفُها البَحْرُ،و إِنَّهَا حَیَوانٌ مِنْ جَوْفِ البَحْرِ،فإِذا قَذَفَها ماتَتْ ،و لَهَا بَرِیقٌ و حُسْنُ لَوْنٍ و تَصْلُبُ صَلابَهَ الحَجَرِ فَتُثْقَبُ ،و تُتَّخَذُ مِنْهَا القَلائِدُ،و اسْمُها مُشْتَقٌّ مِنْ وَدَعْتُه بمَعْنَی تَرَکْتُه؛لاِنَّ البَحْرَ یَنْضُبُ عَنْهَا و یَدَعُها ،فَهِیَ وَدَعٌ ،مِثْلُ قَبْضٍ و قَبَضٍ ؛فإِذَا قُلْتَ بالسُّکُونِ ،فهِیَ مِنْ بابِ ما سُمِّیَ بالمَصْدَرِ،انتهی.و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِلشّاعِرِ،و هُوَ عَلْقَمَهُ بْنُ عُلَّفَهَ المَرِّیُّ ،و فِی العُبَابِ و اللِّسَانِ عَقِیلُ بنُ عُلَّفَهَ -:

و لا أُلْقِی لِذِی الوَدَعَاتِ سَوْطِی

لأَخْدَعَهُ و عِرَّتَه أُرِیدُ

قالَ ابنُ بَرِّی:صَوابُ إِنْشادِه:

أُلاعِبُهُ و زَلَّتَهُ أُرِیدُ

و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و یُرْوَی أَیْضاً:و رَبَّتَهُ ،و ریبَتَه، و غِرَّتَهُ .و شاهِدُ الوَدْعِ -بالسُّکُونِ -قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

کأَنَّ أُدْمَانَها و الشَّمْسُ جانِحَهٌ

وَدْعٌ بأَرْجَائِهَا فَضٌّ و مَنْظُومُ

و شاهِدُ المُحَرَّکِ ما أَنْشَدَهُ السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض:

إِنَّ الرُّوَاهَ بِلا فَهْمٍ لِمَا حَفِظُوا

مِثْلُ الجِمَالِ عَلَیْها یُحْمَلُ الوَدَعُ

لا الوَدْعُ یَنْفَعُهُ حَمْلُ الجِمَالِ لَهُ

و لا الجِمَالُ بحَمْلِ الوَدْعِ تَنْتَفِعُ

و فی البَیْتِ الأَخِیرِ شاهِدُ السُّکونِ أَیضاً.و شاهِدُ الوَدَعَهِ ما أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیُّ :

و الحِلْمُ حِلْمُ صَبِیٍّ یَمْرُثُ الوَدَعَهْ

قلتُ :و هکَذا أَنْشَدَهُ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ ،و البَیْتُ لأبِی دُوَادٍ الرُّؤَاسِیِّ ،و الرِّوایَهُ :

السِّنُّ مِنْ جَلْفَزِیزٍ عَوْزَمٍ خَلَقٍ

و العَقْلُ عَقْلُ صَبیٍّ یَمْرُسُ الوَدَعَهْ (3)

و ذاتُ الوَدَعِ مُحَرَّکَهً ،هکَذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوَابُ بالسُّکُونِ : الأَوْثَانُ ،و یُقَالُ :هُوَ وَثَنٌ بعَیْنهِ ، و قِیلَ : سَفِینَهُ نُوحٍ علیهِ السَّلامُ ،و بُکُلٍّ مِنْهُمَا فُسِّرَ قَوْلُ عَدِیِّ بنِ زَیْدٍ العِبَادِیِّ :

کَلاّ،یَمِیناً بِذاتِ الوَدْعِ لَوْ حَدَثَتْ

فِیکُمْ و قابَلَ قَبْرُ الماجِدِ الزّارَا (4)

الأَخِیرُ قَوْلُ ابنِ الکَلْبِیِّ ،قالَ :یَحْلِفُ بِها،و کانَتِ العَرَبُ تُقْسِمُ بِهَا،و تَقُولُ :بذَاتِ الوَدْعِ . و قالَ أَبُو نَصْرٍ:

هِیَ الکَعْبَهُ شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَی؛لاِنَّهُ کانَ یُعَلَّقُ الوَدَعُ (5)فی سُتُورِهَا فهذِهِ ثَلاثَهُ أَقوالٍ .

و ذُو الوَدَعاتِ ،مُحَرَّکَهً :لَقَبُ هَبَنَّقَه ،و اسْمُه یَزِیدُ بنُ ثَرْوَانَ ،أَحَدُ بَنِی قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَهَ ،لُقِّبَ بهِ لأَنَّه جَعَلَ فِی عُنُقِه قِلادَهً مِنْ وَدَعٍ و عِظَامٍ و خَزَفٍ ،مع طُولِ لِحْیَتِه، فسُئلَ عن ذلِکَ فقَالَ :لِئَلاّ أَضِلَّ أَعْرِفُ بِهَا نَفْسِی، فسَرَقَها

ص:497


1- (1) دیوان الهذلیین 1/1 بروایه:«و ریبها»قال الضبی المنون:الدهر، و علی هذا التفسیر روی:و ریبه،و قیل:المنون:المنیه و علی هذا التفسیر روی«رویبها»بتأنیث الضمیر.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«المعین».
3- (3) قال ابن بری:أنشده الأصمعی فی الأصمعیات لرجل من تمیم.
4- (4) المراد بالماجد-کما فی اللسان- [1]النعمان بن المنذر و الزار أراد الزاره بالجزیره و کان النعمان مرض هنالک.
5- (5) ضبطت فی التهذیب بسکون الدال.

أَخُوهُ فی لَیْلَهٍ ،و تَقَلَّدَهَا،فأَصْبَحَ هَبَنَّقَهُ ،و رَآهَا فِی عُنُقِهِ فقَالَ :أَخِی،أَنْتَ أَنَا،فمَنْ أَنَا،فضُرِبَ بحُمْقِه المَثَلُ ، فقالُوا:«أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَهَ »،قالَ الفَرَزْدَقُ یَهْجُو جَرِیرًا:

فَلَوْ کانَ ذَا الوَدْعِ بنَ ثَرْوَانَ لالْتَوَتْ

بهِ کَفُّهُ أَعْنِی یَزِیدَ الهَبَنَّقَا

و وَدَعَه ،کوَضَعَهُ وَدْعاً ، و وَدَّعَهُ تَوْدِیعاً بمَعْنًی واحِدٍ، الأَوَّلُ رَواهُ شَمِرٌ عَنْ مُحارِبٍ .

و الاسْمُ الوَدَاعُ ،بالفَتْحِ ،و یُرْوَی بالکَسْرِ أَیْضاً،و بِهِمَا ضَبَطَه شُرّاحُ البُخَارِیِّ فِی حَجَّهِ الوِداعِ ،و هُوَ الواقِعُ فِی کُتُبِ الغَرِیبِ ،قالَهُ شَیْخُنا، و هُوَ أَی الوَداعُ : تَخْلِیفُ المُسَافِرِ النّاسَ خافِضِینَ وادِعِینَ ، و هُمْ یُوَدِّعُونَه إِذا سافَرَ، تَفاؤلاً بالدَّعَهِ الَّتِی یَصِیرُ إِلَیْهَا إِذا قَفَلَ ،أَی:یَتْرُکُونَه و سَفَرَه ،کَما فِی العُبَابِ ،قالَ الأَعْشَی:

وَدِّعْ هُرَیْرَهَ إِنَّ الرَّکْبَ مُرْتَحِلُ

و هَلْ تُطِیقُ وَدَاعاً أَیُّهَا الرَّجُلُ (1)

و قالَ شَمِرٌ: التَّوْدِیعُ یَکُونُ لِلْحَیِّ و لِلْمَیِّتِ ،و أَنْشَدَ لِلَبِیدٍ یَرْثِی أَخاهُ :

فوَدِّعْ بالسَّلامِ أَبا حُرَیْزٍ

و قَلَّ وَدَاعُ أَرْبَدَ بالسَّلامِ (2)

و قالَ القَطامِیُّ :

قِفِی قَبْلَ التَّفَرُّقِ یا ضُبَاعَا

و لا یَکُ مَوْقِفٌ مِنْکَ الوَدَاعَا

أَرادَ:و لا یَکُنْ مِنْکِ مَوْقِفُ الوَداعِ ،ولْیَکُنْ مَوْقِفَ غِبْطَهٍ و إِقَامَهٍ ،لأَنَّ مَوْقِفَ الوَداعِ یَکُونُ مُنَغِّصاً من (3)التَّبارِیحِ و الشَّوْقِ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ : التَّوْدِیعُ و إِنْ کَانَ أَصْلُه تَخْلِیفَ المُسَافِرِ أَهْلَه و ذَوِیهِ وادِعِینَ ،فإِنَّ العَرَبَ تَضَعُهُ مَوْضِعَ التَّحِیَّهِ و السَّلامِ ؛لأَنَّه إِذا خَلَّفَ دَعَا لَهُمْ بالسَّلامَهِ و البَقَاءِ، و دَعَوْا لَه بمِثْلِ ذلِکَ ،أَلاَ تَرعی أَنَّ لَبِیدًا قالَ فِی أَخِیهِ و قَدْ ماتَ :

فَودِّعْ بالسَّلامِ أَبا حُرَیْزٍ

أَرادَ الدُّعاءَ لَهُ بالسَّلام بَعْدَ مَوْتهِ ،و قَدْ رَثاهُ لَبِیدٌ بهذَا الشِّعْر،و وَدَّعَه تَوْدِیعَ الحَیِّ إِذَا سافَرَ،و جائِزٌ أَنْ یَکُونَ التَّوْدِیعُ :تَرْکَه إِیّاهُ فی الخَفْضِ و الدَّعَهِ ،انْتَهَی.و مِنْهُ قَوْلهُ تَعالَی: ما وَدَّعَکَ رَبُّکَ وَ ما قَلی (4)بالتَّشْدِیدِ (5)،أَی:ما تَرَکَکَ مُنْذُ اخْتَارَکَ و لا أَبْغَضَکَ مُنْذُ أَحَبَّکَ ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ أَبِی أَمَامَهَ عِنْدَ رَفْعِ المائِدَهِ : «غَیْرَ مَکْفُورٍ و لا مُوَدَّعٍ و لا مُسْتَغْنًی عَنْهُ رَبَّنَا». و قِیلَ :مَعْنَاهُ :غیرُ مَتْرُوکِ الطَّاعَهِ .

وَدُعَ الشَّیْ ءُ، ککَرُمَ وَ وَضَعَ ، وَدْعاً ، وَدَعَهً ،و وَداعَهً فهُوَ وَدِیعٌ و وادِعٌ ،سَکَنَ و اسْتَقَرَّ و صارَ إِلَی الدَّعَهِ ، کاتَّدَعَ تُدْعَهً بالضَّمِّ ،و تُدَعَهً ،کهُمَزَهٍ ،و اقْتصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی اللُّغَهِ الأُولَی،أَی: وَدُعَ ،ککَرُمَ ،و زادَ:و وادِعٌ أَیْضاً،أَی:

ساکِنٌ ،مثل:حَمُضَ فَهُوَ حامِضٌ ،یقالُ :نَالَ فلانٌ المَکَارِمَ وادِعاً ،أَی:مِنْ غَیْرِ کُلْفَه،و أَنْشَدَ ابْنُ بَرِّیّ لسُوَیْدٍ الیَشْکُرِیِّ :

أَرَّقَ العَیْنَ خَیالٌ لَمْ یَدَعْ

مِنْ سُلَیْمَی ففُؤادِی مُنْتَزَعْ

أَی لَمْ یَتَّدِعْ ،و لم یَقَرَّ،و لَم یَسْکُنْ ،و فی اللِّسَانِ :و عَلَیْه أَنْشَدَ بَعْضُهُمْ بَیْتَ الفَرَزْدَق:

و عَضُّ زَمَانٍ یا بْنَ مَرْوَانَ لَمْ یَدَعْ

مِنَ المالِ إِلاّ مُسْحَتٌ أَو مُجَلَّفُ

فمَعْنَی لَمْ یَدَعْ :لَمْ یَتَّدِعْ و لم یَثْبُتْ ،و الجُمْلَهُ بَعْدَ «زَمان»فی مَوْضِعِ جَرٍّ؛لِکَوْنِهَا صِفَهً له،و العائِدُ مِنْهَا إِلیه مَحْذُوفٌ ،للعِلْمِ بموضِعِه،و التَّقْدِیرُ فِیهِ :لَمْ یَدَعْ فِیهِ ،أَو لأجْلِهِ مِنَ المالِ إِلاّ مُسْحَتٌ أَوْ مُجَلَّفُ »فیَرْتَفِعُ مُسْحَتٌ بفِعْلِه،و مُجَلَّفٌ :عَطْفٌ علیه،و قِیلَ :مَعْنَی لَمْ یَدَعْ :لَمْ یَبْقَ ،و لَمْ یَقَرَّ،و قِیلَ :لَمْ یَسْتَقِرَّ،و أَنْشَدَ سَلَمَهُ :«إِلاّ مُسْحَتاً أَو مُحَلَّفُ »أَی:لم یَتْرُکْ مِن المالِ إِلاّ شَیْئاً مُسْتَأْصَلاً هالِکاً،أَو مُجَلَّفٌ کَذلِکَ ،و نَحْو ذلِکَ ،رَواهُ الکِسَائِیُّ و فَسَّرَه.

و المَوْدُوعُ :السَّکِینَهُ یُقَالُ :عَلَیْکَ بالمَوْدُوعِ ،أَی:

السَّکِینَهِ و الوَقَارِ،و لا یُقَالُ مِنْهُ : وَدَعَهُ ،کما لا یُقَالُ مِنَ

ص:498


1- (1) دیوانه ص 144.
2- (2) دیوانه ص 134.
3- (3) التهذیب و اللسان: [1]منعصاً بما یتلوه من التباریح.
4- (4) سوره الضحی الآیه 3. [2]
5- (5) قرأ عروه بن الزبیر ما ودعک بالتخفیف و سائر القراء بالتشدید،و المعنی فیها واحد،أی ما ترکک،قاله فی التهذیب.

المَیْسُورِ و المَعْسُورِ:یَسَرَهُ وَ عَسَرَهُ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و قالَ ابنُ سِیدَه:و قَدْ تَجِیءُ الصِّفَهُ و لا فِعْلَ لَهَا،کما حُکِیَ مِنْ قَوْلِهِمْ :رَجُلٌ مَفْؤُودٌ،لِلْجَبَانِ ،و مُدَرْهَمٌ لِلْکَثِیرِ الدَّرَاهِم، و لَمْ یَقُولُوا:فُئِدَ،و لا دُرْهِمَ ،و قالُوا:أَسْعَدَهُ اللَّهُ ،فهُوَ مَسْعُودٌ،و لا یُقَالُ :سُعِدَ،إِلاّ فِی لُغَهٍ شاذَّهٍ .

و الوَدِیعَهُ :واحِدَهُ الوَدَائِعِ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و هی ما اسْتُودِعَ ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لِلَبِیدٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ :

و ما المالُ و الأَهْلُونَ «إِلاّ وَدِیعَهٌ

و لا بُدَّ یَوْماً أَنْ تُرَدَّ الوَدَائِعُ

و أَنْشَدَه الإِمامُ مُحْیِی الدِّینِ عَبْدُ القادِرِ الطَّبَرِیُّ ،إِمامُ المَقَامِ ،فی طَیِّ کِتابٍ إِلی المُفْتِی وَجِیهِ الدِّینِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عِیسَی المُرْشِدِیِّ المَکِّیّ یُعَزِّیهِ فی وَلَدِه حُسَیْنٍ ،ما نَصّه:

فما المَالُ و الأَبْنَاءُ إِلاّ وَدَائِعٌ .

الخ و الرِّوایَهُ الصَّحِیحَهُ ما ذَکَرْنَا.

و الوَدِیعُ کأَمِیرٍ: العَهْدُ،ج: وَدَائِعُ ،و مِنْهُ

14- کِتَابُ النَّبِیِّ -صلّی اللّه علیه و سلّم: -:«لکُمْ یا بَنِی نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْکِ ،و وَضَائِعُ المالِ ». أَی العُهُودُ و المَواثِیقُ ،و هُوَ مِنْ تَوادَعَ الفَرِیقَانِ :إِذَا تَعَاهَدَا عَلَی تَرْکِ القِتَالِ ،و کانَ اسْمُ ذلِکَ العَهْدِ وَدِیعاً (1)، و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و یَحْتَمِلُ أَنْ یُرِیدُوا بِها ما کانُوا اسْتُودِعُوه مِنْ أَمْوَالِ الکُفّارِ الّذِینَ لَمْ یَدْخُلُوا فِی الإِسْلامِ ،أَرادَ إحْلاَلَها لَهُم؛لأَنَّهَا مالُ کافِرٍ قُدِرَ عَلَیْهِ مِنْ غَیْرِ عَهْدٍ و لا شَرْطٍ ،و یَدُلُّ علیهِ قَوْلُه

16- فِی الحَدِیثِ : «ما لَمْ یَکُنْ عَهْدٌ و لا مَوْعِدٌ».

و الوَدِیعُ مِنَ الخَیْلِ :المُسْتَرِیحُ الصائِرُ إِلی الدَّعَهِ و السُّکُون، کالمَوْدُوعِ علی غَیْرِ قِیَاسٍ ، و المُودَعِ لم یَضْبِطْه،فاحْتَمَلَ أَنْ یَکُونَ کمُکْرَمٍ ،کما هُو فی النُّسَخِ کُلِّها،و کمُعَظَّمٍ ،و قد رُوِیَ بالوَجْهَیْنِ ،قالَ ابنُ بُزُرْجَ :

فَرَسٌ وَدِیعٌ ،و مَوْدُوعٌ ،و مُودَعٌ (2)،و أَنْشَدَ لِذِی الإِصْبَعِ العَدْوَانِیِّ :

أُقْصِرُ مِنْ قَیْدِه و أُودِعُهُ

حَتّی إِذَا السِّرْبُ رِیعَ أَو فَزِعَا

فهذا یَدُلُّ عَلَی أَنَّه مِنْ أَوْدَعَه فَهُو مُودَوعٌ .

و قالَ ابنُ بَرِّیّ فی أَمالِیهِ :و تَقُولُ :خَرَجَ زَیْدٌ فوَدَّعَ أَباهُ و ابْنَه و کَلْبَه،و فَرَسَه،و هُوَ فَرَسٌ مُوَدَّعٌ ،و وَدَّعَه ،أَی: وَدَّعَ أباه عند السَّفرِ من التَّوْدِیعِ ،و وَدَّعَ ابْنَه:جَعَلَ الوَدْعَ فی عُنُقِهِ ،و کَلْبَه:قَلَّدَه الوَدْعَ ،و فَرَسه:رَفَّهَهُ ،و هُوَ فَرَسٌ مُوَدَّعٌ و مَوْدُوعٌ ،علَی غَیْرِ قِیاسٍ .

وَ ودَعَ الشَّیْ ءَ:صانَهُ فی صِوانِه،فهذا یَدُلُّ عَلَی أَنَّه مِنْ وَدَعَه فهو مُودَعٌ و مَوْدُوعٌ ،و یَشْهَدُ لِما قَالَهُ ابنُ بُزُرْجَ ما أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ لِمُتَمِّمٍ بنِ نُوَیْرَهَ -رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ -یَصِفُ ناقَتَه:

قاظَتْ أُثالَ إِلَی المَلا وَ تَرَبَّعَتْ

بالحَزْنِ عازِبَهً تُسَنُّ و تُودَعُ (3)

قالَ : تُودَعُ ،أَی: تُوَدَّعُ ،و تُسَنُّ أَیْ :تُصْقَلُ بالرِّعْیِ (4).

و التُّدْعَهُ بالضَّمِّ ،و کهُمْزَهٍ ،و سَحابَهٍ و الدَّعَهُ ،بالفتحِ ، علی الأَصْلِ و الهاءُ عَوِضٌ من الواوِ،و التاءُ فی التَّدْعَهِ عَلَی البَدَلِ : الخَفْضُ ،و السُّکُونُ و الرّاحَهُ ، و السَّعَهُ فی العَیْشِ ، و قد تَوَدَّعَ و اتَّدَعَ فهُوَ مُتَّدِعٌ :صاحِبُ دَعَهٍ و سُکُونٍ و رَاحَهٍ .

و المِیدَعُ ،و المِیدَعَهُ ،و المِیداعَهُ ،بالکَسْرِ فی الکُلِّ :

الثَّوْبُ المُبْتَذَلُ ،قالَ الکِسَائِیُّ :هِیَ الثِّیَابُ الخُلْقَانُ الَّتِی تُبْذَلُ ،مِثْلُ المَعاوِزِ،و قالَ أَبُو زیدٍ: المِیدَعُ :کُلُّ ثَوْبٍ جَعَلْتَه مِیدَعاً لِثَوْبٍ جَدِیدٍ تُوَدِّعُه بِهِ ،أَی:تَصُونُه بهِ ، و یُقَالُ : مِیدَاعَهٌ ، ج: مَوادِعُ هُوَ جَمْعُ مِیدَعٍ ،و أَصْلُه الواوُ، لأَنَّکَ وَدَّعْتَ بهِ ثَوْبَکَ ،أَی:رَفَّهْتَه بهِ ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

هِیَ الشَّمْسُ إِشْرَاقاً إِذا ما تَزَیَّنَتْ

و شِبْهُ النَّقَی مُقْتَرَّهً فی المَوادِعِ (5)

قالَ الأَصْمَعِیّ : المِیدَعُ :الثَّوْبُ الّذِی تَبْتَذِلُه و تُوَدِّعُ بهِ

ص:499


1- (1) هذا قول القتیبی کما فی غریب الهروی،یقال:أعطیته ودیعاً أی عهداً.
2- (2) ضبطت عن اللسان [1]دار المعارف،و فی التهذیب و مودَّع علی أنه اسم مفعول من الإبداع.
3- (3) البیت من المفضلیه رقم 9 لمتمم بن نویره و نسبه فی التهذیب و اللسان [2]خطأ لمالک بن نویره.
4- (4) یقال:سنّ إبله إذا أحسن القیام علیها و صقلها و کذلک إذا صقل فرسه إذا أراد أن یبلغ من ضمره ما یبلغ الصیقل من السیف،و هذا مثل.
5- (5) و تروی:«مغتره»و«معتره».

ثِیابَ الحُقُوقِ لِیَوْمِ الحَفْلِ ،و إِنَّما یُتَّخَذُ المِیدَعَ لیُودَعَ بهِ المَصُونُ .

و تَوَدَّعَ ثِیَابَ صَوْنِه:إِذا ابْتَذَلَهَا،و

16- فِی الحَدِیثِ : «صَلَّی مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أُنَیْسٍ و عَلَیْهِ ثَوْبٌ مُمَزَّقُ ،فلَمَّا انْصَرَفَ دَعَا لَهُ بثَوْبٍ ،فقالَ : تَوَدَّعْهُ بخَلَقِکَ هذا». أَی:صُنْه بهِ ، یُرِیدُ:الْبَسْ هذا الَّذِی دَفَعْتُ إِلَیْکَ فی أَوْقَاتِ الاحْتِفَالِ و التَّزَیُّنِ .

و ثَوْبٌ مِیدَعٌ صِفَهٌ ،و قَدْ یُضَافُ ،و عَلَی الأَوَّلِ قَوْلُ الضَّبِّیِّ :

أُقَدِّمُهُ قُدّامَ نَفْسِی و أَتَّقِی

بهِ المَوْتَ إِنَّ الصُّوفَ للخَزِّ مِیدَعُ (1)

و یُقَالُ :هذَا مِبْذَلُ المَرْأَهِ ،و مِیدَعُها ،و مِیدَعَتُهَا الّتِی تُوَدِّعُ بِهَا ثِیَابَها،و یُقَال للثَّوْبِ الَّذِی یُبْتَذَلُ :مِبْذَلٌ و مِیدَعٌ ،و مِعْوَزٌ، و مِفْضَلٌ و قالَ شَمِرٌ:أَنْشَدَنِی أَبُو عَدْنَانَ :

فِی الکَفِّ مِنِّی مَجَلاتٌ أَرْبَعُ

مُبْتَذَلاَتٌ مالَهُنَّ مِیدَعُ

یُقَالُ : مالَهُ مِیَدعٌ ،أَی:مَا لَهُ مَنْ یَکْفِیهِ العَمَلَ فَیَدَعُه ،أَی:

یَصُونُهُ عَن العَمَلِ .

و کَلامٌ مِیدَعٌ ،أَیْ یُحْزِنُ ؛لأَنَّه یُحْتَشَمُ مِنْهُ ،و لا یُسْتَحْسَنُ ،قالَه اللِّحْیَانِیُّ .

و حَمَامٌ أَوْدَعُ :إِذا کان فی حَوْصَلَتِه بَیَاضٌ ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ،و فِی اللِّسَانِ :طائِرٌ أَوْدَعُ :تَحْتَ حَنَکِه بَیاضٌ .

و ثَنِیَّهُ الوَداعِ :بالمَدِینَهِ ،علی ساکِنِهَا أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلام،و قَدْ جاءَ ذِکْرُهَا فِی حَدِیثِ ابْنِ عُمَرَ فی مُسَابَقَهِ الخَیْلِ ، سُمِّیَتْ لأنَّ مَنْ سافَرَ مِنْهَا إِلی مَکَّهَ ،شَرَّفَهَا اللَّهُ تَعالَی، کانَ یُوَدَّعُ ثَمَّ ،أَی،هُناکَ و یُشَیَّعُ إِلَیْهَا ،کما فی العُبَابِ ،و الَّذِی فِی اللِّسَانِ :أَنّ الوَداعَ :وادٍ بمَکَّهَ ،و ثَنِیَّهُ الوَداعِ مَنْسُوبَهٌ إِلَیْهِ ،

14- و لَمَّا دَخَلَ النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم مَکَّهَ یَومَ الفَتْحِ اسْتَقْبَلَهُ إِماءُ مَکَّهَ یُصَفِّقْنَ و یَقُلْنَ :

طَلَعَ البَدْرُ عَلَیْنَا

مِنْ ثَنِیَّاتِ الوَداعِ

وَجَبَ الشُّکْرُ عَلَیْنا

ما دَعَا لِلَّهِ داعِ .

و وَدَاعَهُ :مِخْلافٌ بالیَمَنِ ،عَن یَمِینِ صَنْعَاءَ.

و وَدَاعَهُ بنُ جُذَامٍ هکَذَا بالجِیمِ فِی النُّسَخِ (2)،و فِی مُعْجَمِ الصَّحابَهِ بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ، أَو حَرَامٍ ،أَوْرَدَهُ المُسْتَغْفِرِیُّ ،و قالَ :فی إِسْنَادِ حَدِیثِه نَظَرٌ.

1- و وَدَاعَهُ بنُ أَبِی زَیْدٍ الأَنْصَارِیُّ ،شَهِدَ صِفِّین مَعَ عَلِیٍّ ، و قُتِلَ أَبُوه یوْمَ أُحُدٍ.

و وَدَاعَهُ بنُ أَبِی وَدَاعَهَ السَّهْمِیُّ ،هکَذا وَقَعَ فِی النُّسَخِ التَّصْرِیحُ باسْمِه،و لَهُ وَفَادَهٌ ،فِی إِسْنَادِ حَدِیثهِ مَقَالٌ ،تَفَرَّدَ بهِ الکَلْبِیُّ : صحابِیُّونَ رَضِی اللَّهُ عَنْهُم.

و وَدَاعَهُ بنُ عمْرِو بنِ عامِرِ بن ناسج بن رافِعِ بنِ ذِی بارِقِ بنِ مالِکِ بنِ جُشَمَ : أَبُو قَبِیلَهٍ مِنْ بَنِی جُشَمَ بنِ حاشِدِ بنِ جُشَمَ بنِ حزانَ بنِ نَوْفِ بنِ هَمْدَانَ ،مِنْهُم الأَجْدَعُ بنُ مالِکِ بنِ أُمَیَّهَ الوَدَاعِیُّ بن مَعْمَرِ بنِ الحارِثِ بن سَعْدِ بنِ عَبْدِ اللّه بنِ وَدَاعَهَ أَو هُوَ وادِعَهُ بتَقْدِیمِ الأَلِفِ ،کما فی جَمْهَرَهِ النَّسَبِ لابْنِ الکَلْبِیِّ (3)قلتُ :و هُوَ المَشْهُورُ عِنْدَ أَهْلِ النَّسَبِ ،و المَعْرُوفُ عِنْدَنَا، و الأَجْدَعُ المَذْکُور أَدْرَکَ الإِسْلامَ ،و بَقِی إِلی زَمانِ عُمَرَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْه.

و وادِعُ (4)بنُ الأَسْوَدِ الرّاسِبِیُّ کذا فی التَّبصِیرِ،و هو الصَّوابُ ،و وقعَ فی العُبَابِ :الرِّیاشِیّ : مُحَدِّثٌ رَوَی عَن الشَّعْبِیِّ .

و القاضِی أَبُو مُسْلِمٍ وادِعُ بنُ عَبْدِ اللَّهِ المَعَرِّیُّ :ابْنُ أَخِی أَبِی العَلاءِ أَحْمَدَ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ سُلَیْمَانَ التَّنُوخِیِّ المَعَرِّیِّ المَشْهُورِ.

و وَدِیعَهُ بنُ جُذَامٍ هکَذا بالجِیمِ (5)،و فی المَعاجِمِ بالخَاءِ،

14- و هُوَ الَّذِی أَنْکَحَ ابْنَتَهُ رَجُلاً لَمْ تُرِدْهُ ،فرَدَّ رَسُولُ اللّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم ذلِکَ النِّکَاحَ .

ص:500


1- (1) اللسان و [1]فی التهذیب:قدام وجهی...به الشرّ.
2- (2) و مثلها فی أسد الغابه.
3- (3) و فی جمهره ابن حزم ص 394« [2]وادعه»و انظر فیها نسبه باختلاف عن الأصل،ففیها«ناشح»بدل«ناسج»و«خیران»بدل«حزان».
4- (4) عن القاموس و بالأصل«وداع».
5- (5) و مثله فی أسد الغابه.

و وَدِیعَهُ بنُ عَمْرٍو الجُهَنِیُّ (1)حَلِیفُ بَنِی النَّجّارِ:

صحابِیّانِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا،الأَخِیرُ بَدْرِیٌّ أُحُدِیٌّ .

و دَعْهُ ،أَی:اتْرُکْهُ ،و أَصْلُه وَدَعَ یَدَعُ ، کوَضَعَ یَضَعُ ،کما فِی الصَّحاحِ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : « دَعْ ما یَرِیبُکَ إِلَی ما لاَ یَرِیبُکَ ». و قال عَمْرُو بنُ مَعْدِیَکَرِبَ :

إِذا لَمْ تَسْتَطِعْ أَمْرًا فدَعْهُ

و جاوِزْهُ إِلَی ما تَسْتَطِیعُ

قالَ شَیْخُنَا:اخْتَلَفَ أَهْلُ النَّظَرِ،هَلْ دَعْ ،و ذَرْ مُتَرادِفَانِ ؟أَو مُتَخالِفانِ ؟فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَی الأَوَّلِ ،و هُوَ رَأْیُ أَکْثَرِ أَهْلِ اللُّغَهِ ،و ذَهَبَ أَکْثَرُونَ إِلَی الفَرْقِ بَیْنَهُمَا،فقالَ : دَعْ و یَدَعُ یُسْتَعْمَلانِ فِیما لا یُذَمُّ مُرْتَکِبُه؛لأَنَّه مِنَ الدَّعَهِ ،و هِیَ الرّاحَهُ ،و لِذا قِیلَ -لمُفَارَقَهِ النّاسِ بَعْضِهِم بَعْضاً-:

مُوَادَعَهٌ ،وَذَرْ و یَذَرُ بخِلافِهِ ؛لتَضمُّنِه إِهْمَالاً وَ عَدَمَ اعْتِدادٍ؛ لأَنَّهُ مِنَ الوَذْرِ،و هُوَ قَطْعُ اللُّحَیْمَهِ الحَقِیرَهِ ،کما أَشارَ إِلَیْهِ الرّاغِبُ ،فلِذَا قالَ تَعالی: أَ تَدْعُونَ بَعْلاً وَ تَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِینَ (2)دُونَ « تَدَعُونَ »معَ ما فِیهِ من الجِنَاسِ ،و قِیلَ :

دَعْ :أَمْرٌ بالتَّرْکِ قَبْلَ العِلْمِ ،و ذَرْ بَعْدَهُ ،کما نُقِلَ عَن الرّازِیِّ ، قِیلَ :و هذَا لا یُسَاعِدُه اللَّغَهُ و لا الاشْتِقاقُ ، و قد أُمِیتَ ماضِیهِ ، لا یُقَال: وَدَعَهُ و إِنَّمَا یُقَالُ فی ماضِیهِ :تَرَکَهُ کما فی الصِّحاحِ ،و زادَ:و لا وادِعٌ ،و لکن تارِکٌ ، و رُبَّمَا جاءَ فِی ضَرُورَهِ الشِّعْرِ وَدَعَهُ ،و هُوَ مَوْدُوعٌ علی أَصْلِه،و قالَ الشّاعِرُ -یُقَالُ :هُو أَبُو الأَسْوَدِ الدُّؤَلِیُّ ،کما قالَهُ ابنُ جِنِّی،و الَّذِی فی العُبَابِ أَنَّه لأَنَسِ بنِ زُنَیْمٍ اللَّیْثِیِّ ،و رَوَی الأَزْهَرِیُّ عن ابْنِ أَخِی الأَصْمَعِیِّ أَنَّ عَمَّهُ أَنْشَدَه لأَنَسٍ هذا-:

لَیْتَ شِعْرِی عَنْ خَلِیلِی ما الَّذِی

غالَهُ فی الحُبِّ حَتَّی وَدَعَهْ

و آخِرُه:

لا یَکُنْ بَرْقُکَ بَرْقاً خُلَّباً

إِنَّ خَیْرَ البَرْقِ ما الغَیْثُ مَعَهْ

و قالَ ابنُ بَرِّیّ :و قَدْ رُوِیَ البَیْتَانِ لَهُمَا جَمِیعاً،و قالَ خُفَافُ بنُ نُدْبَهَ :

إِذا ما اسْتَحَمَّتْ أَرْضُه مِنْ سَمَائِهِ

جَرَی وَهْوَ مَوْدُوعٌ و واعِدُ مُصْدَقِ

أَیْ مَتْرُوکٌ ،لا یُضْرَبُ و لا یُزْجَرُ،کَما فِی الصِّحاحِ .

قلتُ :و فی کِتَابِ «تَقْوِیم المُفْسَدِ و المُزَالِ عَنْ جِهَتِه» (3)لأَبِی حاتِمٍ أَنّ الرِّوایَهَ فی قَوْلِ أَنَسِ بنِ زُنَیْمٍ السّابِقِ :

«غالَهُ فی الوَعْدِ»و مَنْ قالَ :«فی الوُدِّ»فقد غَلِطَ ،و قالَ :کأَنَّهُ کانَ وَعَدَه شَیْئاً.قلتُ :و یَدُلُّ لِهذِه الرِّوَایَهِ البَیْتُ الَّذِی بَعْدَه، وَ قَدْ تَقَدَّم.

و قالَ ابنُ بَرِّیّ -فِی قَوْلِ خُفَافٍ الَّذِی أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیُّ -: مَوْدُوعٌ هُنَا مِنَ الدَّعَهِ ،الَّتِی هِیَ السُّکُونُ ،لا مِنَ التَّرْکِ ،کما ذَکَرَ الجَوْهَرِیُّ ،أَیْ :أَنَّهُ جَرَی وَ لَمْ یَجْهَدْ.

و فی اللِّسَانِ : وَدَعَهُ یَدَعُهُ :تَرَکَه،و هی شاذَّهٌ ،و کلامُ العَرَبِ دَعْنِی و ذَرْنِی،و یَدَعُ وَ یَذَرُ،و لا یَقُولُونَ : وَدَعْتُک ،و لا وَ ذَرْتُکَ ،اسْتَغْنَوْا عَنْهَا بتَرَکْتُکَ ،و المَصْدَرُ فِیهما:تَرْکاً،و لا یُقَال: وَدْعاً و لا وَذْرًا،و حَکَاهُمَا بَعْضُهُم،و لا وادِعٌ ،و قَدْ جاءَ فِی بَیْت أَنْشَدَهُ الفارِسِیُّ فی البَصْرِیّاتِ :

فَأَیُّهُما ما أَتْبَعَنَّ فإِنَّنِی

حَزِینٌ عَلَی تَرْکِ الَّذِی أَنا وادِعُ

قالَ ابنُ بَرِّی:و قَدْ جاءَ« وادِعٌ »فی شِعْرِ مَعْنِ بْنِ أَوْسِ :

علیهِ شَرِیبٌ لَیِّنٌ وادِعُ العَصَا

یُسَاجِلُهَا حَمّاتِه و تُسَاجِلُهْ

و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لسُوَیْدٍ الیَشْکَرِیِّ یَصِفُ نَفْسَه:

فسَعَی مَسْعَاتَه فی قَوْمِه

ثُمَّ لَمْ یُدْرکْ ،و لا عَجْزًا وَدَعْ (4)

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ له (5)أَیضاً:

سَلْ أَمِیرِی:ما الَّذِی غَیَّرَه

عَنْ وِصالِی الیَوْمَ حَتّی وَدَعَهْ

و أَنْشَدَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ فی الفَتْحِ :

ص:501


1- (1) بالأصل«أو الجهنی»و حذفنا«أو»لموافقه السیاق فی أسد الغابه. [1]
2- (2) سوره الصافات الآیه 125. [2]
3- (3) بالأصل«تقدیم المغر و النزال عن جبهته»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
4- (4) بالأصل«و لا عجز ودع»و المثبت عن اللسان. [3]
5- (5) کذا بالأصل و فی اللسان: [4]لسوید بن أبی کاهل.

و نَحْنُ وَدَعْنا آلَ عَمِرو بنِ عامِرٍ

فَرَائِسَ أَطْرَافِ المُثَقَّفَهِ السُّمْرِ

و قالُوا:لَمْ یُدَعْ و لَمْ یُذَرْ شاذٌّ،و الأَعْرَفُ لم یُودَعْ و لَمْ یُوذَرْ، و هو القِیَاسُ و قُرِیءَ شاذًّا ما وَدَعَکَ رَبُّکَ و ما قَلَی (1)،أَی ما تَرَکَکَ ،و هی قِرَاءَهُ عُرْوَهَ و مُقَاتِلٍ ،و قرَأَ أَبُو حَیْوَهَ و أَبُو البَرَهْسَمِ (2)و ابنُ أَبِی عَبْلَهَ و یَزِیدُ النَّحْوِیُّ و الباقُونَ بالتَّشْدِیدِ، و المَعْنَی فیهِمَا واحِدٌ و هِی قِرَاءَتُه صلّی اللّه علیه و سلّم فِیمَا رَوَی ابنُ عَبّاسٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْهُ ،و

16- جاءَ فِی الحَدِیثِ : «لَیَنْتَهِیَّنَ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِم الجُمُعاتِ أَو لَیَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَی قُلُوبِهِم،ثُمَّ لَیَکُونُنَّ مِن الغَافِلِینَ » رَوَاهُ ابنُ عَبّاسٍ أَیْضاً . و قَالَ اللَّیْثُ :العَرَبُ لا تَقُولُ : ودَعْتُهُ فأَنَا وَادِعٌ ،أَی:تَرَکْتُه،و لکِنْ یَقُولُونَ فی الغابِرِ: یَدَعُ ،و فی الأَمْرِ: دَعْه ،و فِی النَّهْیِ لا تَدَعْهُ ، و أَنْشَدَ:

و کانَ ما قَدَّمُوا لأَنْفُسِهِمْ

أَکْثَرَ نَفْعاً مِنَ الّذِی وَدَعُوا (3)

یَعْنِی تَرَکُوا،و قالَ ابنُ جِنِّی:إِنّمَا هذا عَلَی الضَّرُورَهِ ؛ لأَنَّ الشّاعِرَ إِذا اضْطُرَّ جازَ لَهُ أَنْ یَنْطِقَ بما یُنْتِجُهُ القِیَاسُ ،و إِنْ لَمْ یَرِدْ بهِ سَماعٌ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ أَبِی الأَسْوَدِ السّابِقَ ،قالَ :وَ عَلَیْهِ قراءَهُ «ما وَدَعَکَ » لأَنّ التَّرْکَ ضَرْبٌ مِنَ القِلَی،قال:فهذا أَحْسَنُ مِنْ أَنْ یُعَلَّ باب اسْتَحْوَذَ،و اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ ؛لأَنَّ اسْتِعْمَالَ وَدَعَ مراجَعَهُ أَصْلٍ ،و إِعْلالَ اسْتَحْوَذَ و اسْتَنْوَقَ -و نَحْوِهِما مِنَ المُصَحَّحِ -تَرْکُ أَصْلٍ ،و بَیْنَ مُرَاجَعَهِ الأُصُولِ و تَرْکِهَا ما لا خَفاءَ بهِ ،قالَ شَیْخُنَا-عِنْدَ قَوْلهِ :«و قَدْ أُمِیتَ ماضِیهِ »-قُلْتُ :هی عِبَارَهُ أَئِمَّهِ الصَّرْفِ قاطِبَهً ،و أَکْثَرُ أَهْلِ اللُّغَهِ ،و یُنَافِیه ما یَأْتِی بأَثَرِهِ مِنْ وُقُوعِهِ فی الشِّعْرِ، و وُقُوعِ القَراءَهِ ،فإِذا ثَبَتَ وُرُودُه-و لو قَلِیلاً-فکَیْفَ یُدَّعَی فِیهِ الإِماتَه ؟قلت:و هذا بعَیْنِه نَصُّ اللَّیْثِ ،فإِنّه قالَ :و زَعَمَتِ النَّحْوِیَّهُ أَنَّ العَرَبَ أَماتُوا مَصْدَرَ یَدَعُ و یَذَرُ،و اسْتَغْنَوْا عَنْه بتَرْکٍ ،و النَّبِیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم أَفْصَحُ العَرَبِ ،و قد رُوِیَتْ عَنْهُ هذِه الکَلِمَهُ ،قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و إِنَّمَا یُحْمَلُ قَوْلُهُم عَلَی قِلَّهِ اسْتِعْمَالِه،فهُوَ شاذٌّ فی الاسْتِعْمَالِ ،صَحِیحٌ فِی القِیَاسِ ،و قد جاءَ فی غَیْرِ حَدِیثٍ ،حَتّی قُرِیءَ بهِ قولُه تَعالَی: ما وَدَّعَکَ و هذا غایَهُ ما فَتَحَ السَّمِیعُ العَلِیمُ ،فتَبَصَّرْ وَ کُنْ مِنَ الشّاکِرِینَ .

و وَدْعانُ :ع،قُرْبَ یَنْبُعَ و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

ببیضِ وَدْعَانَ بَسَاطٌ سِیٌّ (4)

و وَدْعَانُ : عَلَمٌ .

وَ وَدَعَ الثَّوْبَ بالثَّوْبِ ،کوَضَعَ ،فأَنَا أَدَعُه : صانَهُ عَنِ الغُبَارِ،قالَهُ ابنُ بُزُرْجَ .

وَ مَوْدُوعٌ :عَلَمٌ ،و أَیْضاً:اسْمُ فَرَسَ هَرِمِ بنِ ضَمْضَمٍ المُرِّیّ ،و کانَ هَرِمٌ قُتِلَ فِی حَرْب داحِس،و فیهِ تَقُولُ نائِحَتُه:

یا لَهْفَ نَفْسِی لَهْفَهَ المَفْجُوعِ

أَلاَّ أَرَی هَرِماً عَلَی مَوْدُوعِ (5)

مِنْ أَجْلِ سَیِّدِنا و مَصْرَعِ جَنْبِه

عَلِقَ الفُؤادُ بحَنْظَلٍ مَصْدُوعِ

و قالَ الکِسائِیّ :یُقَال: أَوْدَعْتُه مالاً ،أَی: دَفَعْتُه إِلَیْهِ ، لیَکُونَ وَدِیعَهً عِنْدَه.

قالَ : و أَوْدَعْتُه أَیْضاً ،أَیْ : قَبِلْتُ ما أَوْدَعَنِیهِ ،أَیْ ما جَعَلَه وَدِیعَهً عِنْدِی، ضِدٌّ ،هکَذَا جاءَ به الکِسَائِیُّ فی بابِ الأَضدادِ،و أَنْکَرَ الثّانِیَ شَمِرٌ،و قالَ أَبو حَاتِمٍ :لا أَعْرِفُهُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :إِلاّ أَنّه حَکَی (6)عَنْ بَعْضِهِم: اسْتَوْدَعَنِی فُلانٌ بَعِیرًا.

فأَبَیْتُ أَنْ أُودِعَهُ ،أَی:أَقْبَلَهُ ،قالَهُ ابنُ شُمَیْلٍ فی کِتَابِ المَنْطِقِ ،و الکِسَائِیُّ لا یَحْکِی عَنِ العَرَبِ شَیْئاً إِلاّ وَ قَدْ ضَبَطَهُ و حَفِظَه،و أَنْشَدَ:

یا ابْنَ أَبِی و یا بُنَیَّ أُمِّیَهْ

أَوْدَعْتُکَ اللَّهُ الَّذِی هُوَ حَسْبِیَیهْ

و تَوْدِیعُ الثَّوْبِ :أَنْ تَجْعَلَهُ فی صِوَانٍ یَصُونُهُ ،لا یَصِلُ إِلیهِ غُبارٌ و لا رِیحٌ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ .

و رَجُلٌ مُتَّدِعٌ ،بالإِدْغَامِ : صاحِبُ دَعَهٍ و رَاحَهٍ ،کما فِی اللِّسَانِ .

ص:502


1- (1) سوره الضحی الآیه 3 و [1]قد أشرنا إلی أن قراءه الجمهور بالتشدید، و کلاهما بمعنی واحد.
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أبو إبراهیم».
3- (3) البیت لأبی العتاهیه.
4- (4) للعجاج کما فی معجم البلدان«ودعان»و دیوانه ص 68.
5- (5) البیت فی معجم البلدان«مودوع»و اعتبره موضعاً فی دیار بنی مره بن وبره بن غطفان.
6- (6) یفهم من عباره التهذیب أن الذی حکی هو شمر و لیس بأبی حاتم.

أَو مُتَّدِعٌ : یَشْکُو عُضْوًا و سائِرُه صَحِیحٌ ،کما فی المُحِیطِ .

و فَرَسٌ مَوْدُوعٌ ،وَ وَدِیعٌ ،و مُودَع کمُکْرَمٍ :ذُو دَعَهٍ ،و قَدْ تَقدَّمَ هذا بِعَیْنِهِ ،و ذَکَرَ هُنَاکَ أَنَّ مُودَعاً جاءَ عَلَی الأَصْلِ ، مُخَالِفاً لِلْقِیاسِ ،فإِنَّ ماضِیَهُ وَدَّعَهُ تَوْدِیعاً :إِذا رَفَّهَه،ثُمَّ هذا الَّذِی ذَکَرَهُ تَکْرَارٌ مَعَ ما سَبَقَ لَهُ ،فتَأَمَّلْ .

و اتَّدَعَ بالإِدْغَامِ تُدْعَهً ،و تُدَعَهً ، وَدَعَهً تَقارَّ ،قالَ سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ ،یَصِفُ ثَوْرًا وَحْشِیًّا:

ثُمَّ وَلَّی و جِنَابَانِ (1)لَه

مِنْ غُبَارٍ أَکْدَرِیٍّ و اتَّدَعْ

و الوَدْعُ ،بالفَتْحِ القَبْرُ،أَو الحَظِیرَهُ حَوْلَه ،و الَّذِی حَکاهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ -عَن المَسْرُوحِیِّ -أَنَّ الوَدْعَ :حائِرٌ یُحَاطُ علیهِ حائِطٌ ،یَدْفِنُ فیهِ القَوْمُ مَوْتَاهُم،و أَنْشَدَ:

لَعَمْرِی لَقَدْ أَوْفَی ابنُ عَوْفَ عَشِیَّهً

عَلَی ظَهْرِ وَدْعٍ أَتْقَنَ الرَّصْفَ صانِعُه

و فِی الوَدْعِ لَوْ یَدْرِی ابْنُ عَوْفٍ عَشِیَّهً

غِنَی الدَّهْرِ أَو حَتْفٌ لِمَنْ هُوَ طالِعُهْ

و لهذِیْنِ البَیْتَیْنِ قِصَّهٌ غَرِیبَهٌ نَقَلَها المَسْرُوحِیُّ ،تَقَدَّمَ ذِکْرُها فی«ج م ه ر» (2)،و جَمْع الوَدْعِ وُدُوعٌ ،عن المَسْرُوحِیِّ أَیْضاً.

و الوَدْعُ : الیَرْبُوعُ ،و یُحَرَّکُ ،کِلاهُمَا فِی المُحِیطِ ،و فِی اللّسَانِ کالأَوْدَعِ ،و هذا عَن الجَوْهَرِیِّ ،قال:هُو مِن أَسْمَائِه.

و اسْتَوْدَعْتُه وَدِیعَهً :اسْتَحْفَظْتُه إِیّاهَا قالَ الشّاعِرُ:

اسْتُودِعَ العِلْمَ قِرْطَاسٌ فضَیَّعَهُ

فَبِئْسَ مُسْتَوْدَعُ العِلْمِ القَرَاطِیسُ

کما فِی الصِّحاحِ ،و فی اللِّسَانِ : اسْتَوْدَعَهُ مالاً،و أَوْدَعَهُ إِیّاهُ :دَفَعَهُ إِلَیْه لِیَکُونَ عِنْدَهُ وَدِیعَهً ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

حَتَّی إِذا ضَرَبَ القُسُوسُ عَصَاهُمُ

و دَنَا مِنْ المُتَنَسِّکِینَ رُکُوعُ

أَوْدَعْتَنا أَشْیَاءَ،و اسْتَوْدَعْتَنَا

أَشْیَاءَ لَیْسَ یُضِیعُهُنَّ مُضِیعُ

و المُسْتَوْدَعُ ،عَلَی صِیغَهِ المَفْعُولِ ، فی شِعْرِ سَیِّدِنا أَبِی عَبْدِ اللّه العَبّاسِ بنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ یَمْدَحُه صلّی اللّه علیه و سلّم:

مِنْ قَبْلِهَا طِبْتَ فِی الظِّلالِ و فِی

مُسْتَوْدَعٍ حَیْثُ یُخْصَفُ الوَرَقُ

هُوَ المَکَانُ الّذِی تُجْعَلُ فیهِ الوَدِیعَهُ ،و أَرادَ بهِ المَکَانُ الّذِی جُعِلَ فیهِ آدَمُ و حَوّاءُ ،عَلَیْهَما السَّلامُ مِنَ الجَنَّهِ ،و اسْتُودَعَاهُ ، و قولُه:«یُخْصَفُ الوَرَقُ »،عَنَی بهِ قَوْلَه تَعَالَی: وَ طَفِقا یَخْصِفانِ عَلَیْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّهِ (3)،و قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :

کَأَنَّهَا أُمُّ ساجِی الطَّرْفِ أَخْدَرَهَا

مُسْتَوْدَعٌ خَمَرَ الوَعْسَاءِ مَرْخُومُ (4)

أَیْ تُوارِی وَلَدَ هذِه الظَّبْیَهِ الخَمَرُ،و قَوْلُ عَبْدَهَ بنِ الطَّبِیبِ العَبْشَمِیّ :

إِنَّ الحَوَادِثَ یَخْتَرِمْنَ ،و إِنَّمَا

عُمْرُ الفَتَی فِی أَهْلِه مُسْتَوْدَعُ

أَیْ وَدِیعَهٌ یُسْتَعادُ و یُسْتَرَدُّ.

أَو المُسْتَوْدَعُ : الرَّحِمُ ،و قَوْلُه تَعالَی: فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ (5)المُسْتَوْدَعُ :ما فِی الأَرْحَامِ ،و قَرَأَ ابنُ کَثِیرٍ و أَبو عَمْرٍو: «فمُسْتَقِرُّ» بکسِر القافِ ،و قَرَأَ الکُوفِیُّونَ ،و نافِعٌ و ابنُ عامِرٍ،بالفَتْحِ ،و کُلُّهُم قالُوا:

16- فَمُسْتَقَرٌّ فِی الرَّحِمِ ، وَ مُسْتَوْدَعٌ فی صُلْبِ الأَبِ ، رُوِیَ ذلِکَ عن ابْنِ مَسْعُودٍ،و مُجَاهِدٍ، و الضَّحّاکِ . و مَنْ قَرَأَ بِکَسْرِ القافِ قالَ : مُسْتَقِرٌّ فِی الأَحْیَاءِ، وَ مُسْتَوْدَعٌ فی الثَّرَی.

ص:503


1- (1) عن المفضلیه رقم 40 و بالأصل«و ضباتان».
2- (2) کذا بالأصل و لم یرد فی ماده جمهر،و القصه وردت فی اللسان« [1]ودع» عن المسروحی قال:سمعت رجلاً من بنی رویبه بن قصیبه بن نصر بن سعد بن بکر،یقول:أوفی رجل منا علی ظهر ودع بالجمهوره و هی حره لبنی سعد بن بکر،قال:فسمعت قائلاً یقول ما أنشدناه، قال:فخرج ذلک الرجل حتی أتی قریشاً فأخبر بها رجلاً من قریش فأرسل معه بضعه عشر رجلاً،فقال:احفروه و اقرأوا القرآن عنده و اقلعوه،فأتوه فقلعوا منه فمات سته منهم أو سبعه و انصرف الباقون ذاهبه عقولهم فزعاً فأخبروا صاحبهم فکفوا عنه،قال:و لم یعد له بعد ذلک أحد.
3- (3) سوره الأعراف الآیه 22. [2]
4- (4) بالأصل«مرضوم»و المثبت عن الدیوان.
5- (5) سوره الأنعام الآیه 98. [3]

و وادَعَهُمْ مُوادَعَهً : صالَحَهُم و سالَمَهُمْ عَلَی تَرْکِ الحَرْبِ و الأَذَی،و أَصْلُ المُوَادَعَهِ :المُتَارَکَهُ ،أَیْ : یَدَعُ کُلُّ واحِدٍ مِنْهُمَا ما هُوَ فیهِ ،و مِنْهُ

14- الحَدِیثُ : «کانَ کَعْبٌ القُرَظِیُّ مُوَادِعاً لِرَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم».

و تَوَادَعَا:تَصَالَحَا ،و أَعْطَی کُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ (1)الآخَرَ عَهْدًا أَلاّ یَغْزُوَه،قالَهُ الأَزْهَرِیُّ .

و تَوَدَّعَه :صانَهُ فِی مِیدَعٍ -أَی صِوانٍ -عَن الغُبَارِ، و أَنْشَدَ شَمِرٌ قولَ عُبَیْدٍ الرّاعِی:

و تَلْقَی جارَنَا یُثْنِی عَلَیْنَا

إِذا ما حانَ (2)یَوْماً أَنْ یَبِینَا

ثَناءً تُشْرِقُ الأَحْسَابُ مِنْهُ

بهِ نَتَوَدَّعُ الحَسَبَ المَصُونَا

أَی نَقِیهِ و نَصُونُه،و قِیلَ :أَی نُقِرُّه عَلَی صَوْنِه وادِعاً .

و تَوَدَّعَ فلانٌ فُلاناً:ابْتَذَلَهُ فِی حاجَتِهِ ،و کذلِکَ تَوَدَّعَ ثِیابَ صَوْنِهِ :إِذا ابْتَذَلَهَا،فکأَنَّهُ ضِدٌّ.

و یُقَالُ : تُوُدِّعَ مِنِّی،مَجْهُولاً،أَی:سُلِّمَ عَلَیَّ ،کذا فی نَوَادِرِ الأَعْرابِ .

و

14- قَوْلُه صلّی اللّه علیه و سلّم: «إِذا رَأَیْتَ أُمَّتِی تَهابُ الظّالِمَ ،أَنْ تَقُولَ :

إِنَّکَ ظالِمٌ ،فقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُم». أَی:اسْتُرِیحَ مِنْهُم و خُذِلُوا، و خُلِّیَ بَیْنَهُم و بَیْنَ ما یَرْتَکِبُونَ مِنَ المَعَاصِی حَتَّی یُکْثِرُوا مِنْهَا، و لم یُهْدَوْا لِرُشْدِهِمْ حَتَّی یَسْتَوْجِبُوا العُقُوبَهَ فیُعَاقِبُهُم اللَّهُ تَعَالَی،و هُوَ من المَجَازِ،لأَنَّ المُعْتَنِیَ بإِصْلاحِ شَأْنِ الرَّجُلِ إِذا یَئِسَ مِنْ صَلاحِهِ تَرَکَه،و اسْتَرَاحَ مِنْ مُعَانَاهِ النَّصَبِ مَعَه، و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ الآخَرُ: «إِذا لَمْ یُنْکِرِ النّاسُ المُنْکَرَ فقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهُم». و

1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رَضِیَ اللَّهُ عنه: -:«إِذا مَشَتْ هذِه الأُمَّهُ السُّمَّیْهَی (3)،فقَدْ تُوُدِّعَ مِنْهَا». أَو مَعْناه:صارُوا بحَیْثُ تُحُفِّظَ مِنْهُم و تُوُقِّیَ و تُصُوِّنَ ، کما یُتَوَقَّی مِنْ شِرَارِ النّاسِ و یُتَحَفَّظُ مِنْهُم،مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِم: تَوَدَّعْتُ الشَّیْ ءَ:إِذا صُنْتَهُ فِی مِیدَعٍ .*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

وَدَّعَ صَبِیَّهُ تَوْدِیعاً :وَضَعَ فی عُنُقِه الوَدَعَ .

و الکَلْبَ :قَلَّدَه الوَدَع ،نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ ،و قالَ الشّاعِرُ:

یُوَدِّعُ بالأَمْرَاسِ کُلَّ عَمَلَّسٍ

مِنَ المُطْعِمَاتِ اللَّحْمِ غَیْرِ الشَّواجِنِ (4)

أَی:یُقَلِّدُها وَدَعَ الأَمْراسِ .

و ذُو الوَدْعِ :الصَّبِیُّ ؛لأَنَّه یُقَلِّدُها ما دَامَ صَغِیرًا،قالَ جَمِیلٌ :

أَلَمْ تَعْلَمِی یا أُمَّ ذِی الوَدْعِ أَنَّنِی

أُضاحِکُ ذِکْراکُمْ و أَنْتِ صَلُودُ؟

و

16- فی الحَدِیثِ : «مَنْ تَعَلَّقَ وَدْعَهً لا وَدَعَ اللَّهُ لَهُ ». أَی:لا جَعَلَهُ فِی دَعَهٍ و سُکُونٍ ،و هُوَ لَفْظٌ مَبْنِیٌّ مِنَ الوَدَعَه ،أَی:لا خَفَّفَ اللَّهُ عَنْهُ ما یَخَافُه.

و هُوَ یَمْرُدُنِی الوَدْع ،و یَمْرُثُنِی،أَی:یَخْدَعُنِی،کما یُخْدَعُ الصَّبِیُّ بالوَدْعِ ،فیُخَلَّی یَمْرُثُها،و یُقَالُ للأَحْمَقِ :هُوَ یَمْرُدُ الوَدْعَ ،یُشَبَّهُ بالصَّبِیِّ .

و فَرَسٌ مُوَدَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ :مَصُونٌ مُرَفَّهٌ .

و دِرْعٌ مُوَدَّعٌ :مَصُونٌ فِی الصِّوَانِ .

و الوَدِیعُ :الرَّجُلُ السّاکِنُ الهَادیءُ ذُو التُّدْعَهِ .

و تَوَدَّعَهُ :أَقَرَّهُ عَلَی صَوَنِهِ وادِعاً ،و بِهِ فُسِّرَ قَوْلُ الرّاعِی، وَ قَدْ تَقَدَّمَ .

و تَوَدَّعَ الرَّجُلُ : اتَّدَعَ ،فهُوَ مُتَوَدّعٌ ،و الدَّعَهُ مِنْ وَقارِ الرَّجُلِ الوَدِیعِ ،و إِذا أَمَرْتَ الرَّجُلَ بالسَّکِینَهِ و الوَقَارِ قُلْتَ :

تَوَدَّعْ ،و اتَّدِعْ .

و أَوْدَعَ الثَّوْبَ :صانَهُ .

و المِیدَاعَهُ :الرَّجُلُ الَّذِی یُحِبُّ الدَّعَهَ ،قالَهُ الفَرّاءُ.

و إِیتَدَعَ الدّابَّهَ :رَفَّهَها،و تَرَکَها و لَمْ یَرْکَبْها،و هو افْتَعَلَ مِنْ وُدَعَ ،ککَرُمَ .

ص:504


1- (1) فی التهذیب:«منهما».
2- (2) بالأصل«إذا ما کان»و المثبت عن الدیوان ص 274 و البیتان فی الدیوان من قصیده طویله بینهما عشرون بیتاً.
3- (3) فی النهایه و [1]اللسان: [2]السمیهاء.
4- (4) البیت للطرماح،دیوانه ص 505 و فیه«یوزع»بدل«یودع» و«الشواحن»بدل«الشواجن».

و إِیتَدَعَ بنَفْسِه:صارَ إِلَی الدَّعَهِ ،کاتَّدَعَ ،عَلَی القَلْبِ و الإِدْغام و الإِظْهَارِ.

و المُوَادَعَهُ : الدَّعَهُ و التَّرْکُ ،فمِنَ الأَوَّلِ :قَوْلُ الشّاعِرِ:

فهاجَ جوَیً فِی القَلْبِ ضُمِّنَهُ الهَوَی

ببَیْنُونَهٍ یَنْأَی بِها مَنْ یُوَادِعُ (1)

و مِنَ الثّانِی:قَوْلُ ابنِ مُفَرِّغٍ :

دَعِینِی مِنَ اللَّوْمِ بَعْضَ الدَّعَهْ

و یُقَالُ : وَدَعْتُ ،بالتَّخْفِیفِ ، فوَدَعَ ،بمَعْنَی وَدَّعْتُ تَوْدِیعاً ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و سِرْتُ المَطِیَّهَ مَوْدُوعَهً

تُضَحِّی رُوَیْدًا و تُمْسِی زُرَیفَا (2)

و تَوَدَّعَ القَوْمُ ،و تَوَادَعُوا : وَدَّعَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً.

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : تُوُدِّعَ مِنْهُم،أَی:سُلِّمَ عَلَیْهِمْ للتَّوْدِیعِ .

و وَدَّعْتُ فُلاناً،أَیْ :هَجَرْتُه،حَکاهُ شَمِرٌ.

و نَاقَهٌ مُوَدَّعَهٌ :لا تُرْکَبُ و لا تُحْلَبُ .

و قَوْلُ الشّاعِرِ-أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابیِّ -:

إِنْ سَرَّکَ الرِّیُّ قُبَیْلَ النّاسِ

فوَدِّعِ الغَرْبَ بوَهْمٍ شاسِ

أَی:اجْعَلْهُ وَدِیعَهً لِهذا الجَمَلِ ،أَی:أَلْزِمْهُ الغَرْبَ .

و قالَ قَتَادَهُ -فِی مَعْنَی قَوْلِهِ عَزَّ و جَلَّ : وَ دَعْ أَذاهُمْ (3)- أَی:اصْبِرْ عَلَی أَذاهُمْ ،و قالَ مُجَاهِدٌ:أَی:أَعْرِضْ عَنْهُمْ .

و الوَدْعُ -بالفَتْحِ -:غَرَضٌ یُرْمَی فِیهِ .

و:اسْمُ صَنَمٍ .

و الوَدِیعُ :المَقْبَرَهُ عن أَبِی عَمْرٍو.

و مُرَجّی بن وَدَاع ،کسَحَابٍ :مُحَدَّثٌ .

و أَحْمَدُ بنُ عَلِیِّ بنِ دَاوُدَ بنِ وُدَیْعَهَ ،کجُهَیْنَهَ :شَیْخٌ لابْنِ نُقْطَهَ .

و عَلاءُ الدِّینِ عَلِیُّ بنُ المُظَفَّرِ الوَدَاعِیُّ الأَدِیبُ المَشْهُورُ،قالَ الحافِظُ :حَدَّثُونَا عَنْهُ .

و مِنَ المَجَازِ: أَوْدَعْتُه سِرًّا،و أَوْدَعَ الوِعَاءَ مَتَاعَهُ .

و أَوْدَع کِتَابَهُ کَذَا،و أَوْدَعَ کَلامَهُ مَعْنًی حَسَناً.

و سَقَطَتِ الوَدَائِعُ ،یَعْنِی:الأَمْطَارُ؛لأَنَّهَا قَدْ أُودِعَتِ السَّحَابَ .

و وادِعٌ :صحَابِیٌّ ،رَوَتْ عَنْهُ بِنْتُه أُمُّ أَبان،أَخْرَجَهُ ابنُ قانِعٍ .

وذع

وَذَعَ الماءُ،کوَضَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ -فی تَرْجَمَهِ «عذا» (4)-قالَ ابنُ السِّکِّیتِ فِیمَا قرَأْتُ لَه مِنَ الأَلْفَاظِ إِنْ صَحَّ لَهُ : وذَعَ الماءُ یَذَعُ ،و هَمَی یَهْمِی:إِذا سالَ .

قالَ : و الواذِعُ :المَعِینُ .

قال: و کُلُّ ماءٍ جَرَی عَلَی صَفاهٍ ،فهُو واذِعٌ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :هذا حَرْفٌ مُنْکَرٌ،و ما رأَیْتُه إِلاّ فِی هذا الکِتَابِ و یَنْبَغِی أَنْ یُفَتَّشَ عَنْهُ .

ورع

الوَرَعُ ،مُحَرَّکَهً :التَّقْوَی ،و التَّحَرُّجُ ،و الکَفُّ عَن المَحَارِمِ ، و قد وَرِعَ الرَّجُلُ ، کوَرِثَ ،هذِه هِیَ اللُّغَهُ المَشْهُورَهُ الَّتِی اقْتَصَرَ عَلَیْهَا الجَمَاهِیرُ،و اعْتَمَدَهَا الشَّیْخُ ابنُ مالِکٍ و غَیْرُه،و أَقَرَّهُ شُرّاحُه فی التَّسْهِیلِ ،و مَشَی عَلَیْه ابْنُه فی شَرْحِ اللاَّمِیَّهِ ، و وَجِلَ ،و هذِهِ عَنِ اللِّحْیَانِیِّ ، و وَضَعَ و هذِه عَنْ سِیَبَویْهِ ،وَ حَکَاهَا عَن العَرَبِ عَلَی القِیَاسِ ،فهو مِمّا جاءَ بالوَجْهَیْنِ ،و هُوَ مُسْتَدْرَکُ عَلَی ابْنِ مالِکٍ ، و کَرُمَ یَرِعُ و یَوْرَعُ و یَرَعُ و یَوْرُعُ (5)وَ رَاعَهً و وَرْعاً بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ ،و وَرُوعاً بالفَتْحِ و یُضَمُّ ،أَی: تَحَرَّجَ ، و تَوَقَّی عَنِ المَحَارِمِ ،و أَصْلُ الوَرَعِ :الکَفُّ عن المَحَارِمِ ، ثم اسْتُعِیرَ لِلکَفِّ عن الحَلالِ و المُبَاحِ .

و الاسْمُ : الرِّعَهُ ،و الرِّیعَهُ ،بکَسْرِهِمَا،الأَخِیرَهُ عَلَی القَلْبِ ،کَما فِی المُحْکَمِ ،یُقَال:فُلانٌ سَیِّیءُ الرِّعَهِ ،أَی:

قَلِیلُ الوَرَعِ ،کما فی العُبَاب (6).

ص:505


1- (1) نسب بحواشی المطبوعه الکویتیه للمرار بن سعید.
2- (2) بالأصل«زریقا»و المثبت عن التهذیب.
3- (3) سوره الأحزاب الآیه 48. [1]
4- (4) کذا بالأصل و اللسان و [2]قد ورد قول الأزهری فیما نقله عن ابن السکیت فی ترجمه وذع.
5- (5) بالأصل«یروع»و المثبت عن التهذیب،و فیه:و قد ورُع یَوْرُع.
6- (6) و اللسان أیضاً.

و فِی النِّهَایَهِ : وَرِعَ یَرِعُ رِعَهً ،مِثْلُ :وَثِقَ یَثِقَ ثِقَهً ، و هُوَ، وَرِعٌ ککَتِفِ ،أَی مُتَّق،و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً،و اقْتَصَرَ عَلَی وَرِعَ ،کوَرِثَ .

و الوَرَعُ ،بالتَّحْرِیکِ أَیْضاً: الجَبانُ ،قالَ اللَّیْثُ :سُمِّیَ بِهِ لإِحْجَامِه و نُکُوصِهِ ،و مِثْلُه قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ،قال ذُو الإِصْبَعِ العَدْوَانِیُّ :

إِنْ تَزْعُمَا أَنَّنِی کَبِرْتُ فلَمْ

أَلْفَ بَخِیلاً نِکْساً و لا وَرَعَا

و قال الأَعْشَی:

أَنْضَیْتُها بَعْدَ ما طَالَ الهِبَابُ بِها

تُؤُمُّ هَوْذَهَ لا نِکْساً و لا وَرَعَا

و فی الصِّحاحِ :قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :و أَصْحابُنا یَذْهَبُونَ بالوَرَعِ إِلَی الجَبَانِ ،و لَیْسَ کذلِکَ ،و إِنَّما الوَرَعُ : الصَّغِیرُ الضَّعِیفُ الّذِی لا غَنَاءَ عِنْدَهُ ،و قِیلَ :هُوَ الصَّغِیرُ الضَّعِیف مِنَ المالِ و غَیْرِه،کالرَّأْیِ و العَقْلِ و البَدَنِ ،فعَمَّهُ .

قُلْتُ :و یَشْهَدُ لِما ذَهَبَ إِلَیْهِ اللَّیْثُ و ابْنُ دُرَیْدٍ قَوْلُ الرّاجِزِ:

لا هَیَّبَانٌ قَلْبُهُ مَنّانُ

و لا نَخِیتٌ (1)وَرَعٌ جَبانُ

فهذِه کُلُّها مِنْ صِفَاتِ الجَبَانِ ، الفِعْلُ مِنْهما ،أَی:من الجَبَانِ و الصَّغِیرِ: وَرَعَ کوَضَعَ وَ کَرُمَ ،و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و فی اللِّسَانِ :و أُرَی یَرَعُ بالفَتْحِ لُغَهً فِیهِ ،إِشارَهً إِلی أَنَّه کوَضَعَ ،الَّذِی قَدَّمَه المُصَنِّف.و فَاتَه:

وَرِعَ یَرِعُ ،کوَرِثَ یَرِثُ ،حَکاهُ ثَعْلَبٌ عن یَعْقُوبَ هُنَا،کَمَا فِی اللِّسَانِ ، وَرَاعَهً ،و وَرَاعاً ،وَ وَرْعَهً ،بالفَتْحِ فی الکُلِّ ، و یُضَمُّ . الأَخِیرُ، و وُرُوعاً ،کقُعُودٍ، و وُرْعاً ،بالضَّمِّ ، و بِضَمَّتَیْنِ ،و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی وُرُوعٍ کقُعُودٍ،وَ عَلَی وُرْع بالضَّمِّ ،و وَرَاعَهٍ .وفاتَهُ : الوُرُوعَهُ ،بالضَّمِّ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ فی قَوْلِه:رَجُلٌ وَرَعٌ بَیِّنُ الوُرُوعَهِ ،أَی:جَبانٌ .و فاتَه أَیْضاً: وَرَعاً مُحَرَّکَهً ،نَقَلَهُ ثَعْلَبٌ ،و الوَراعَهُ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکُونَ مَصْدَرَ وَرُعَ ،ککَرُمَ کَرَامَهً ،أَو وَرِعَ کوَرِثَ وِرَاثَهً ،و کِلاهُمَا صَحِیحٌ فی القِیَاسِ و الاسْتِعْمَالِ أَی:جَبُنَ و صَغُرَ و ضَعُفَ . و الرِّعَهُ ،بالکَسْرِ:الهَدْیُ ،و حُسْنُ الهَیْئَهِ ،أَو سُوءُهَا ، قالَهُ الأَصْمَعِیُّ ،و هُوَ ضِدُّ ،و

17- فی حَدِیثِ الحَسَنِ : «ازْدَحَمُوا عَلَیْهِ ،فرَأَی مِنْهُمْ رِعَهً سَیِّئَهً ،فقالَ :اللَّهُمَّ إِلَیْکَ ». یُرِیدُ بالرِّعَهِ هُنَا:الاحْتِشامَ و الکَفَّ عَنْ سُوءِ الأَدَبِ ،أَی:لَمْ یُحْسِنُوا ذلِکَ ،و

16- فی حَدِیثِ الدُّعَاءِ: «و أَعِذْنِی مِنْ سُوءِ الرِّعَهِ ». أَی:مِنْ سُوءِ الکَفِّ عَمّا لا یَنْبَغِی.

و الرِّعَهُ : الشَّأْنُ و الأَمْرُ و الأَدَبُ ،یُقَال:هُمْ حَسَنٌ رِعَتُهُمْ ،بهذا المَعْنَی،و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

رِعَهَ الأَحْمَقِ یَرْضَی ما صَنَعْ

و فَسَّرَهُ فقال: رِعَهُ الأَحْمَقِ :حالَتُه الَّتِی یَرْضَی بِهَا.

و یُقَال: مالُهُ أَوْرَاعٌ ،أَی: صِغارٌ جَمْعُ وَرَعٍ ، بالتَّحْرِیکِ ،و هوَ مِنْ بَقِیَّهِ قَوْلِ ابْنِ السِّکِّیتِ الَّذِی نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و الفِعْلُ : وَرُعَ ،ککَرُمَ وَراعَهً ،و وُرْعاً ، و وُرُوعاً ،بضَمِّهِمَا. قُلْتُ :و هذَا تَکْرَارٌ مَعَ ما سَبَقَ لَهُ ؛لأنَّ مُرَادَه أَنَّ الفِعْلَ مِنْ قَوْلِهِم:مالَهُ أَوْرَاعٌ ،و هو جَمْعُ وَرَعٍ للضَّعِیف الصَّغِیرِ،و قَدْ وَرُعَ ،و هذا قَدْ تَقَدَّمَ ،فتَأَمَّلْ .

و وَرِعَ کوَرِثَ :کَفَّ و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «و بِنَهْیِهِ یَرِعُونَ ».

أَی یَکُفُّونَ ،و

16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «و إِذا أَشْفَی وَرِعَ ». أَی:إِذا أَشْرَفَ عَلَی مَعْصِیَهٍ کَفَّ ،و هذا أَیْضاً قد تَقَدَّمَ فی أَوَّلِ المادَّهِ ،إِذِ المُرَادُ بالتَّقْوَی هُوَ الکَفُّ عَنِ المحَارِمِ ،فَتَأَمَّلْ ذلِک.

و الوَرِیعُ ،کأَمِیرٍ: الکافُّ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و الوَرِیعَهُ بهاءٍ:فَرَسٌ للأَحْوَصِ بنِ عَمْرٍو الکَلْبِی وَهَبها لِمالِک بنِ نُوَیْرَهَ التَّمِیمِیِّ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،و کانَتْ فَرَسَه نِصابُ قَدْ عُقِرَتْ تَحْتَه،فَحَمَلَه الأَحْوَصُ عَلَی الوَرِیعَهِ ،فقالَ مالِکٌ یَشْکُرُه:

و رُدَّ نَزِیلَنا بِعَطاءِ صِدْقٍ

و أَعْقِبْهُ الوَرِیعَهَ مِنْ نِصابِ

و أَنْشَدَه المازِنِیُّ ،فقال:«و رُدَّ خَلِیلَنَا».

و الوَرِیعَهُ : ع قِیلَ :حَزْمٌ لِبَنِی فُقَیْم ،قالَ جَرِیرٌ:

أَیُقِیمُ أَهْلُکِ بالسِّتَارِ،و أَصْعَدَتْ

بَیْنَ الوَرِیعَهِ و المَقَادِ حُمُولُ ؟

و قالَ المُرَقِّشُ الأَصْغَرُ یَصِفُ الظُّعْنَ :

ص:506


1- (1) عن اللسان و [1]بالأصل«نجیب».

تَحَمَّلْنَ مِنْ جَوِّ الوَرِیعَهِ بَعْدَ مَا

تَعالَی النَّهَارُ و اجْتَزَعْنَ الصَّرائِمَا (1)

و أَوْرَعَ بَیْنَهُمَا إِیراعاً: حَجَزَ و کَفَّ ،لُغَهٌ فِی وَرَّعَ تَوْرِیعاً ، عنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و وَرَّعَهُ عَنِ الشَّیْ ءِ تَوْرِیعاً :کَفَّهُ عَنْهُ ،و منه

17- حَدِیثُ عُمَرَ، رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ : « وَرِّعِ اللِّصَّ و لا تُراعِهِ ». أَی:إِذَا رَأَیْتَه فِی مَنْزِلِکَ فادْفَعْهُ و اکْفُفْهُ ،و لا تَنْظُرْ مَا یَکُونُ منه،کما فی الصحاح.

و فَسَّرَه ثعلبٌ فقال:یقول:إِذا شَعَرْتَ به فی مَنْزِلَکِ فادفَعْهُ و اکْفُفْهُ عَنْ أَخْذِ مَتَاعِکَ ،و لا تُراعِه ،أَی:لا تُشْهِدْ علیهِ ،و قِیلَ :مَعْنَاهُ :رُدَّهُ بتَعَرُّضٍ لَهُ و تَنْبِیهٍ ،و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:

و لا تُرَاعِهِ ،أَی:لا تَنْتَظِرْ فِیهِ شَیْئاً،و کُلُّ شَیْ ءٍ تَنْتَظِرُه فأَنْتَ تُرَاعِیهِ و تَرْعاهُ ،و کُلُّ شَیْ ءٍ کَفَفْتَه فقَدْ وَرَّعْتَهُ ،و

17- فی حَدِیثِ عُمَرَ،قالَ للسّائِبِ : « وَرِّعْ عَنِّی فِی الدِّرْهَمِ و الدِّرْهَمَیْنِ ».

أَیْ :کُفَّ عَنِّی الخُصُومَ أَنْ تَقْضِیَ بینهم (2)و تَنُوبَ عَنِّی فِی ذلِکَ .

و وَرَّعَ الإِبِلَ عَنِ الماءِ:رَدَّهَا فارْتَدَّتْ ،قالَ الرّاعِی:

یَقُولُ الَّذِی یَرْجُو البَقِیَّهَ وَرِّعُوا

عَنِ الماءِ لا یُطْرَقْ ،و هُنَّ طَوارِقُهْ (3)

و مُحَاضِرُ بنُ المُوَرِّعِ ،کمُحَدِّثٍ :مُحَدِّثٌ قالَ الذَّهَبِیُّ :مُسْتَقِیمُ الحَدِیثِ ،لا مُنْکَرَ لهُ ،و لکِنْ قالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل:کانَ مُغَفَّلاً جِدًّا،لَمْ یَکُنْ مِنْ أَصْحَابِ الحَدِیثِ ،و قالَ أَبو حاتِمٍ :لَیْسَ بالمَتِینِ ،و قَالَ أَبو زُرْعَهَ :

صَدُوقٌ ،و قَدْ ذَکَرْنا فی«ح ض ر»شَیْئاً مِنْ ذلِکَ .

و المُوارَعَهُ :المُنَاطَقَهُ ،و المُکَالَمَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لحَسّان رَضِیَ اللَّهُ عنهُ :

نَشَدْتُ بَنِی النَّجَارِ أَفْعَالَ والِدٍ

إِذَا العانِ لَمْ یُوجَدْ لَهُ مَنْ یُوَارِعُهْ

و یُرْوَی«یُوَازِعُه»بالزای (4). و المُوَارَعَهُ أَیْضاً: المُشَاوَرَهُ و به فُسِّرَ

1- الحَدِیثُ : «کانَ أَبُو بَکْرٍ و عُمَرُ یُوَارِعانِ عَلِیّاً». رَضِیَ اللَّهُ عنهم،أَی:

یَسْتَشِیرانِهِ ،کما فِی العُبَابِ و النِّهَایَهِ ،و أَصْلُه مِنَ المُنَاطَقَهِ و المُکَالَمَهِ .

و تَوَرَّعَ الرَّجُلُ مِنْ کَذا أَی: تَحَرَّجَ مِنْهُ ،و أَصْلُه فی المَحَارِمِ ،ثم اسْتُعِیرَ للکَفِّ عَنِ المُبَاحِ و الحَلاَلِ ،و مِنْهُ المُتَوَرِّعُ ،للتَّقِیِّ المُتَحَرِّجِ .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

وَرَّعَ بَیْنَهُمَا تَوْرِیعاً :حَجَزَ،و أَوْرَعَ أَعْلَی.

و وَرَّعَ الفَرَس:حَبَسَهُ بلِجامِه،قالَ أَبُو دُوادٍ:

فبَیْنا نُوَرِّعُه باللِّجام

نُرِیدُ بهِ قَنَصاً أَو غِوارَا

أَی:نَکُفُّهُ و نَحْبِسُه بهِ .

و ما وَرَّعَ أَنْ فَعَلَ کَذا و کَذا،أَی:ما کَذَّبَ .

و سَمَّوْا مُوَرِّعاً،و وَرِیعَهَ ،کمُحَدِّثٍ و سَفِینَهٍ .

وزع

وَزَعْتُه ،کوَضَعَ ، أَزَعُهُ وَزْعاً ،هکَذا فِی الأُصُولِ الصَّحِیحَهِ المُعْتَمَدَهِ ،و فِی بَعْضِهَا: وَزعْتُه کوَضَعَ ، أَزَعُه »فقِیلَ :فِیهِ إِشارَهٌ إِلَی اللُّغَتَیْنِ ،إِحْدَاهُمَا بالضَّبْطِ ، و الثّانِیَهُ بذِکْرِ المُضَارِعِ ،أَی: کَفَفْتُه و مَنَعْتُه، فاتَّزَعَ هُوَ ، أَی: کَفَّ ،کَما فی الصِّحاحِ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «مَنْ یَزَعُ السُّلْطَانُ أَکْثَرُ مِمَّنْ یَزَعُ القُرْآنُ ». أَیْ مَنْ یَکُفُّ عنِ ارْتِکَاب الجَرَائِمِ (5)مَخافَهَ السُّلْطَانِ أَکْثَرُ مِمَّنْ تَکُفُّه مَخافَهُ القُرْآنِ .

و

16- فِی حَدِیثِ جابِرٍ (6): «فَلا یَزَعُنِی ». أَی:لا یَزْجُرُنِی و لا یَنْهَانِی.

و أَوْزَعَهُ بالشَّیْ ءِ إِیزاعاً : أَغْراهُ بهِ ، فأُوزِعَ بهِ ،بالضَّمِّ ، فَهُو مُوزَعٌ کمُکْرَمٍ ،أَی: مُغْرًی بهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قالَ :

و مِنْهُ قَوْلُ النّابِغَهِ :

فَهابَ ضُمْرَانُ مِنْهُ حَیْثُ یُوزِعُه

طَعْنَ المُعَارِکِ عِنْدَ المُحْجَر النَّجُدِ (7)

ص:507


1- (1) معجم البلدان [1]الوریعه»و فیه: ...و انتجعن الصرائما.
2- (2) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
3- (3) دیوانه ص 187 بروایه«یرجو العلاله»بدل«یرجو البقیه»و انظر تخریجه فیه.
4- (4) و هی روایه الدیوان ص 153.
5- (5) فی النهایه و [2]اللسان: [3]العظائم.
6- (6) فی النهایه و [4]اللسان:و [5]فی حدیث جابر:«أردت أن أکشف عن وجه أبی لما قتل،و النبی صلّی اللّه علیه و سلّم ینظر إلیّ فلا یزعنی».
7- (7) قوله طعن منصوب بهاب،و النجد نعت المُعارک و معناه الشجاع.

أَیْ :یُغْرِیهِ ،و فاعِلُ یُوزِعُه مُضْمَرٌ یَعُودُ علی صاحِبِه.

و

16- فِی الحَدِیثِ : «أَنَّه کانَ مُوزَعاً بالسِّواکِ ». أَی:مُولَعاً بهِ ، و قد أُوزِعَ بالشَّیْ ءِ:إِذا اعْتَادَهُ وَ أَکْثَرَ مِنْهُ ،و أُلْهِمَ ، و الاسْمُ و المَصْدَرُ جَمِیعاً الوَزُوعُ ،بالفَتْحِ کما فی الصِّحاحِ ،و ذِکْرُ الفَتْحِ مُسْتَدْرَکٌ ،و کَذلِکَ الوَلُوعُ ،و قد أُولِعَ بهِ وَلُوعاً، و حَکَی اللِّحْیانِیُّ :إِنَّهُ لَوَلُوعٌ وَزُوعٌ ،قالَ :و هُوَ مِنَ الإِتْبَاعِ ، و فی العُبَابِ :و هُمَا مِنَ المَصَادِرِ الَّتِی جاءَتْ بفَتْحِ أَوائِلِها، قالَ المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

بَلِ انَّکَ و التَّشَوُّقَ بَعْدَ شَیْبٍ

أَجَهْلاً کانَ ذلِکَ أَمْ وَزُوعَا

قال:وَ لَیْسَ ضَمُّ الواوِ مِن کَلامِهِمْ .

قُلْتُ :و قَدْ تَقَدَّمَ مِرارًا أَنَّ فَعُولاً بالفَتْحِ فِی المَصَادِرِ قَلِیلٌ جِدًا،و ذَکَرْتُ نَظَائِرَهَا فی الهَمْزَهِ ،علی ما قَالَهُ سِیبَوَیْهِ ،و ما زَادُوهُ عَلَیْهِ ،و لَمْ یَذْکُرُوا هذَا،فتَأَمَّلْهُ .

و الوَزَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :جَمْعُ وازِع ،و هُمُ الوُلاَهُ المانِعُونَ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ تَعالَی ،و منه

17- حَدِیثُ الحَسَنِ : «لا بُدَّ للنّاسِ مِنْ وَزعَهٍ ». أَی:أَعْوَانٌ یَکُفُّونَهُمْ ،عن التَّعَدِّی و الشَّرِّ و الفَسَادِ،و فی روایَه:« وازِع »أَی مِنْ سُلْطَانٍ یُکَفُّهُمْ وَ یَزَعُ بَعْضَهُمْ عَنْ بَعْضٍ ،یَعْنِی السُّلْطَانَ و أَصْحَابَه،و

17- فی حَدِیثِ أَبِی بَکْرٍ-رضِیَ اللَّهُ عَنْهُ : -و قَدْ شُکِیَ إِلَیْهِ بَعْضُ عُمّالِهِ ، یَعْنِی المُغَیرَهَ بنَ شُعْبَهَ لیَقْتَصَّ مِنْهُ ،فقَالَ -:«أَنَا أُقِیدُ (1)مِنْ وَزَعَهِ اللَّهِ ؟». أَرادَ أَأُقِیدُ (2)مِنَ الّذِینَ یکُفُّونَ النّاسَ عنِ الإِقْدَامِ عَلَی الشَّرِّ.

و الْوَازِعُ :الکَلْبُ ،لأَنَّهُ یَکُفُّ الذِّئْبَ عن الغَنَمِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الوازِعُ : الزّاجِرُ عن الشَّیْ ءِ و النّاهِی عَنْهُ ،و منه حَدِیثُ جابِرٍ المُتَقَدِّمُ .

و الوازِعُ : مَنْ یُدَبِّرُ أُمُورَ الجَیْشِ ،و یَرُدُّ مَنْ شَذَّ مِنْهُم ، و هُوَ المُوَکَّلُ بالصُّفُوفِ ، یَزَعُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْهُم بغَیْرِ أَمْرِه.

و یُقَالُ : وَزَعْتُ الجَیْشَ وَزْعاً :إِذا حَبَسْتَ أَوَّلهُم عَلَی آخِرِهِمْ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّ إِبْلِیسَ رَأَی جِبْرِیلَ علیهِ السَّلامُ یَوْمَ بَدْرٍ یَزَعُ المَلائِکَهَ ». أَیْ :یُرَتِّبُهُم و یُسَوِّیهِمْ و یَصُفُّهُمْ للحَرْبِ ،فکَأَنَّهُ یَکُفُّهُمْ عن التَّفَرُّقِ و الإِنْتِشَارِ،و مِنْهُ أَیْضاً

17- حَدِیثُ أَبِی بَکْرٍ،رَضِیَ اللَّهُ عنه: «إِنَّ المُغِیرَهَ رَجُلٌ وازِعٌ ». یُرِیدُ أَنَّه صالِحٌ للتَّقَدُّمِ عَلَی الجَیْشِ ،و تَدْبِیرِ أَمْرِهِمْ ،و تَرْتِیبِهِمْ فی قِتَالِهِمْ ،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: فَهُمْ یُوزَعُونَ (3)أَی یُحْبَسُ أَوَّلُهُمْ عَلَی آخِرِهِمْ ،و قِیلَ :

یُکَفُّونَ .

و قَوْلُ أَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ ثَوْرًا:

فَغَدَا یُشَرِّقُ مَتْنَه فبَدَا لَهُ

أُولَی سَوَابِقِها قَرِیباً تُوزَعُ (4)

أَی:تُغْرَی،و قِیلَ تُکَفُّ و تُحْبَسُ عَلَی ما تَخَلَّفَ مِنْها؛ لِیَجْتَمِعَ بَعْضُها إِلی بعْضٍ (5)،یَعْنِی الکِلابَ .

و الوازِعُ بنُ الذِّراعِ ،و یُقَالُ :ابنُ الوازِعِ ،ذَکَرَه أَبُو بَکْرِ بنِ عَلِیٍّ الذَّکْوَانِیُّ فی مُعْجَمِ الصَّحابَهِ و لَمْ یُخَرّجْ لَهُ شَیْئاً،و الَّذِی فی المُعْجَم:ابْنُ الذّارِعِ (6).

و الوازِعُ :رَجُلٌ آخَرُ غَیْرُ مَنْسُوبٍ رَوَی عَنْهُ ابْنُهُ ذَرِیحٌ ، ذکَرَه ابنُ ماکُولا: صحابِیّانِ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا.

و وازِعُ بنُ عَبْدِ اللهِ الکَلاعِیُّ تابِعِیٌّ .

و أَبُو الوازِعِ النَّهْدِیُّ ،و أَبو الوازِعِ عُمَیْرٌ،و أَبُو الوازِعِ جابِرُ بنُ عَمْرو الرّاسِبِیُّ البَصْرِیُّ : تابِعِیُّونَ ،الأَخِیرُ رَوَی عَنْ أَبِی بَرْزَهَ الأَسْلَمِیِّ ،و عَنْهُ أَبانُ بنُ صَمْعَهَ (7)،قاله المِزِّیُّ ،و زادَ ابنُ حِبّان فی الثِّقاتِ -فِیمَنْ رَوَی عَنْهُ - شَدّادَ بن سعِیدٍ،و قالَ أَیْضاً:أَبُو الوازِعِ عَنْ عُمَر،و عَنْه السُّفْیانانِ ،فیُحْتَمَلُ أَنْ یَکُونَ النَّهْدِیَّ ،أَو الَّذِی اسْمُه عُمَیْرٌ،فانْظُرْ ذلِکَ .

و هُذَیْلٌ تَقُولُ للوازِعِ :یازِعٌ بالیاءِ،قالَ حُصَیْبٌ الهُذَلِیُّ یَذْکُرُ قُربَهُ مِنَ العَدُوِّ (8):

ص:508


1- (1) فی النهایه: [1]أأقید.
2- (2) بالأصل و النهایه و [2]اللسان:« [3]أقید»و المثبت عن المطبوعه الکویتیه.
3- (3) من الآیه 17 و من الآیه 83 من سوره النمل. [4]
4- (4) دیوان الهذلیین 11/1.
5- (5) هو قول الأصمعی کما فی دیوان الهذلیین.
6- (6) و مثله فی أسد الغابه.
7- (7) عن میزان الاعتدال 8/1 و بالأصل«حمقه»توفی ابن صمعه سنه 153 ه .
8- (8) فی التهذیب:«قربه من عدو له»و فی التکمله:«فرّته من عدو له»و ورد اسمه فی اللسان« [5]خصیب الضمری».

لَمّا عَرَفْتُ بَنِی عَمْرٍو و یَازِعَهُمْ

أَیْقَنْتُ أَنِّی لَهُمْ فِی هذِه قَوَدُ

أَرَادَ: وَازِعَهُم ،فقَلَبَ الوَاوَ یاءً،طَلَباً للخِفَّهِ ،و أَیْضاً فَتَنَکَّبَ الجَمْعَ بَیْنَ واوَیْنِ :واوِ العَطْفِ و یاءِ (1)الفاعِلِ ، و قالَ السُّکَّرِیُّ :لُغَتُهُم جَعْلُ الواوِ یاءً.و قالَ النّابِغَهُ :

عَلَی حِینَ عاتَبْتُ المَشِیبَ عَلَی الصِّبَا

و قُلْتُ أَلَمّا أَصْحُ و الشَّیْبُ وازِعُ ؟

و الأَوْزاعُ :الفِرَقُ مِنَ النّاسِ ،و الجَمَاعَاتُ ،یُقَالُ أَتَیْتُهُم وَ هُمْ أَوْزَاعٌ ،أَی:مُتَفَرِّقُونَ ،و قیلَ :هُمُ الضُّروبُ المُتَفَرِقُون و لا وَاحدَ للأَوْزاعِ ،و مِنْهُ

17- حَدِیثُ عُمَرَ،-رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ -:

«خَرَجَ لَیْلَهَ شَهْرِ رَمَضَانَ و النَّاسُ أَوْزَاعٌ ». أَی:یُصَلُّونَ مُتَفَرِّقِینَ غَیْرَ مُجْتَمِعِینَ عَلَی إِمامٍ واحِدٍ.

و الأَوْزَاعُ : لَقَبُ مَرْثَدِ بن زَیْدِ بنِ زُرْعَهَ بنِ کَعْبِ بنِ زَیْدِ بنِ سَهْلِ بنِ عَمْرِو بنِ قَیْسِ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ جُشَمَ بنِ عَبْدِ شَمْسِ بنِ وائِلِ بنِ الغَوْثِ بنِ قَطَنِ بنِ عَرِیبِ بنِ زُهَیْرِ بنِ أَبْیَنَ بنِ الهَمَیْسَعِ بنِ حِمْیَرَ أَبِی بَطْنٍ مِنْ هَمْدَانَ هکَذا فِی العُبَاب و الصِّحاح،و نَسَبُهُم فی حِمْیَرَ،کما عَرَفْتَ ،و لکنَّ عِدادَهُمُ الیَوْمَ فی هَمْدانَ ، سُمُّوا بِذلِکَ لأَنَّهُمْ تَفَرَّقُوا، مِنْهُم الإِمَامُ أَبُو عَمْرٍو عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ عَمْرٍو الأَوْزَاعِیُّ ،الفَقِیهُ المَشْهُورُ،و قالَ البُخَارِیُّ : الأَوْزاعِیُّ مِنْ حِمْیَرِ الشّامِ .

قالَ : و الأَوْزَاعُ : ه،بدِمَشْقَ خارِجَ بابِ الفَرَادِیسِ .

قُلْتُ :کأَنَّهَا نُسِبَتْ إِلَیْهِم،و قَالَ غَیْرُه: مِنْهَا :أَبُو أَیُّوبَ مُغِیثُ بنُ سُمَیٍّ ، الأَوْزَاعِیُّ ،قالَ ابنُ حِبّان:کانَ یَقُولُ :

إِنَّه أَدْرَکَ أَلْفَ صَحَابِیٍّ ،و عبارَهُ ابنُ حِبّان:«زُهَاءَ أَلْفٍ منَ الصَّحابَهِ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُم»و رَوَی عَنْهُ زَیْدُ بنُ واقِدٍ،و أَهْلُ الشّامِ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :تُوُفِّیَ ببَیْرُوتَ .

و مَوْزَعُ ،کمَجْمَعٍ :ه،بالیَمَنِ کَبِیرَهٌ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :

و هِیَ سادِسُ مَنَازِلِ حاجِّ عَدَنَ . قُلْتُ :وَ قَدْ خَرَجَ مِنْهَا فُضَلاءُ عَلَی اخْتِلافِ الطَّبَقَاتِ .

و أُزَیْعٌ ،کزُبَیْرٍ:عَلَمٌ أَصْلُه،وُزَیْعٌ ،بالوَاوِ،کإِشَاحٍ و وِشاحٍ ،و قَدْ مَرَّ للمُصَنِّفِ فی فَصْلِ الهَمْزَهِ مَع العَیْنِ أَیْضاً،و هذا مَحَلُّ ذِکْرِه،عَلَی الصّوابِ .

و أَوْزَعَنِی اللَّهُ تَعالَی:أَلْهَمَنِی قالَ اللَّهُ تَعالَی: رَبِّ أَوْزِعْنِی أَنْ أَشْکُرَ نِعْمَتَکَ (2)،و تَأْوِیلُه فی اللُّغَهِ :کُفَّنِ عَنِ الأَشْیَاءِ،إِلاّ عَنْ شُکْرِ نِعْمَتِکَ ،و کُفَّنِی عَمّا یُبَاعِدُنِی عَنْکَ .

و اسْتَوْزَعَ اللَّهَ تَعالَی شُکْرَه:اسْتَلْهَمَهُ فأَوْزَعَهُ ،و حَکَی اللِّحْیَانِیُّ : لِتُوزَعْ بتَقْوَی اللَّهِ ،أَی:لِتُلْهَمْ ،قالَ ابنُ سِیدَه:

هذا نَصُّ لَفْظِه،و عِنْدِی أَنَّ مَعْنَی قَوْلِهِم: لِتُوزَعْ بتَقْوَی اللَّهِ ،أَی:تُولَعْ به،و ذلِکَ لأَنَّهُ لا یُقَالُ فِی الإِلْهَامِ : أَوْزَعْتُه بالشَّیْ ءِ،إِنَّمَا یُقَالُ : أَوْزَعْتُه الشَّیْ ءَ.

و أَمَّا أَوْزَعَتِ النّاقَهُ بِبَوْلِها إِیزاعاً :إِذا رَمَتْ بهِ رَمْیاً، فبالمُعْجَمَهِ نَبَّهَ علیهِ ابنُ بَرِّیّ ،و أَبُو سَهْلٍ ،و أَبو زَکَرِیّا، و الصّاغَانِیُّ ،و کُلُّهُمْ قالُوا:هذا تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ أَنَّه بالغَیْنِ المُعْجَمَه و قَدْ غَلِطَ الجَوْهَرِیُّ حَیثُ صَحَّفَه، و هُوَ ذکَرَهُ فی الغَیْنِ عَلَی الصِّحَّهِ کما سَیَأْتِی.

و التَّوْزِیع :القِسْمَهُ و التَّفْرِیق و قد وَزَّعَه ،یُقَالُ : وَزَّعْنَا الجَزُورَ فِیما بَیْنَنَا،و

16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه حَلَقَ شَعْرَه فِی الحَجِّ ،و وَزَّعَهُ بَیْنَ النّاسِ ». أَی:فَرَّقَهُ ،و قَسَمَه بَیْنَهُم، و مِنْ هذا أُخِذَ الأَوْزَاع ، کالإِیزاعِ ،و بِهِ یُرْوَی شِعْرُ حَسّان رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ :

بضَرْبٍ کإِیزاعِ المَخَاضِ مُشاشَه (3)

جَعَلَ الإِیزاعَ مَوْضِعَ التَّوْزِیعِ و هُوَ التَّفْرِیقُ ،و أَرادَ بالمُشَاشِ هُنَا:البَوْلَ ،و قِیلَ :هُوَ بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،و هو بمَعْنَاه.

و تَوَزَّعُوهُ فِیما بَیْنَهُم،أَی: تَقَسَّمُوه ،و مِنْهُ حَدِیثُ الضَّحایا:«... فَتَوَزَّعُوها ».

و المُتَّزِعُ :الشَّدِیدُ النَّفْسِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و ابنُ فارِسٍ فی المُجْمَل.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

ص:509


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:و یاء الفاعل،مثله فی اللسان، و [1]الأولی أن یقول:و واو الفاعل».
2- (2) سوره النمل الآیه 19. [2]
3- (3) دیوانه ص 167 و روایته فیه: بطعنٍ کإیزاغ المخاض رشاشه و ضربٍ یزیل الهام من کل مفرق.

وَزَعَ النَّفْسَ عَنْ هَوَاهَا یَزِعُ ،کوَعَدَ یَعِدُ:کَفَّهَا،لغَهٌ فی وَزَع کوَضَعَ ،ذَکَرَهَا الشَّیْخُ ابنُ مالِکٍ فِی شَرْحِ الکافِیَهِ ، و شَیْخُ مَشَایِخِ شُیُوخِنَا عَبْدُ القادِرِ بنُ عُمَرَ البَغْدَادِیُّ فی شَرْحِ شَوَاهِدِ الرَّضِیِّ .

و الوُزَّاعُ ،کرُمّانٍ :جَمْعُ وازِعٍ ،و هُوَ المَوَکَّلُ بالصُّفُوفِ .

و الوَزِیعُ :اسمٌ للجَمْعِ .

و الأَوْزَاعُ :بُیُوتٌ مُنْتَبَذَهٌ عَنْ مُجْتَمَعِ النّاسِ ،قالَ الشّاعِرُ یَمْدَحُ رَجُلاً:

أَحْلَلْتَ بَیْتَکَ بالجَمِیعِ و بَعْضُهُم

مُتَفَرِّقٌ لیَحُلَّ بالأَوْزَاعِ

و أَوْزَعَ بَیْنَهُمَا:فَرَّقَ و أَصْلَحَ .

و وَزُوعُ ،کصَبُورٍ:اسمُ امرَأَهٍ .

و وازَعَهُ :مانَعَهُ .

و الشَّیْبُ وازِعٌ ،و هُوَ عَلَی المَثَلِ .

و یُقَالُ :هُوَ مُتَّزِعٌ :عَزِیزُ النَّفْسِ مُمْتَنِعٌ .

و مِنَ المَجَازِ:تَوَزَّعَتْهُ الأَفْکَارُ،و هو مُتَوَزَّعُ القَلْبِ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : تَوَزَّعُوا ضُیُوفَهُمْ :ذَهَبُوا بِهِمْ إِلی بُیُوتِهِمْ ،کُلُّ رَجُلٍ مِنْهُم بطائِفَهٍ ،و کَذلِکَ تَوَشَّعُوا.

وسع

وَسِعَهُ الشَّیْ ءُ،بالکَسْرِ یَسَعُه ،کیَضَعُه، سِعَهً ، کدَعَهٍ وزِنَهٍ ،و عَلَی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،وَ قَرَأَ زَیْدُ بنُ عَلیّ : وَ لَمْ یُؤْتَ سِعَهً (1)بالکَسْرِ.

و یُقَالُ :إِنَّهُ یَسَعُنِی ما یَسَعُکَ ،و لا یَسَعُنِی شَیْ ءٌ و یَضِیقُ عَنْکَ ،و لا یَسَعُکَ [أَنْ تَفْعَلَ کَذا] (2)کما فی الأَساسِ ،زادَ الجَوْهَرِیُّ :أَیْ :و أَنْ یَضِیقَ عَنْکَ ،بَلْ مَتَی وَسِعَنِی شَیْ ءٌ وَسِعَکَ .

و یُقَالُ : ما أَسَعُ ذلِکَ ،أَی: ما أُطِیقُه. و هَلْ تَسَعُ هذا؟ أَی:هَلْ تُطِیقُه،و هُوَ مَجازٌ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :إِنَّمَا سَقَطَتِ الواوُ مِنْهُ فی المُسْتَقْبَلِ لِمَا ذَکَرْنَاهُ فی بابِ الهَمْزَهِ فِی وَطِئَ یَطَأُ. و فی النَّوَادِرِ: اللَّهُمَّ سَعْ عَلَیْنَا (3)،أَیْ : وَسِّعْ .

و یُقَالُ : لیَسَعْکَ بَیْتُکَ :أَمْرٌ بالقَرارِ فیهِ ،و قَدْ وَسِعَهُ بَیْتُه.

و یُقَال: هذا الإِناءُ یَسَعُ عِشْرِینَ کَیْلاً،أَی: یَتَّسِعُ لِعِشْرِینَ ،و هذا یَسَعُه عِشْرُونَ کَیْلاً،أَی یَتَّسِعُ فیهِ عِشْرُونَ ، علی مِثَالِ قَوْلِکَ :أَنَا أَسَعُ هذَا الأَمْرَ،و هذا الأَمْرُ یَسَعُنِی ، قالَ أَبُو زُبَیْد الطّائِیُّ :

حَمّالُ أَثْقَالِ أَهْلِ الوُدِّ آوِنَهً

أُعْطِیهِم الجَهْدَ مِنِّی بَلْه ما أَسَعُ

و الأَصْلُ فی هذا أَنْ تَدْخُلَ فِی،و عَلَی،و الّلامُ ؛لأَنَّ قَوْلَکَ :هذا الوِعَاءُ یَسَعُ عِشْرِینَ کَیْلاً،مَعْنَاه: یَسَعُ لِعِشْرِینَ کَیْلاً،أَی: یَتَّسِعُ لِذلِکَ ،و مِثْلُه:هذَا الخُفُّ یَسَعُ رِجْلِی، أَیْ : یَتَّسِعُ لَهَا (4)،و تَقُول:هذا الوِعَاءُ یَسَعُهُ عِشْرُونَ کَیْلاً، مَعْنَاه: یَسَعُ فیهِ عِشْرُونَ کَیْلاً،أَی یَتَّسِعُ فیهِ عِشْرُونَ کَیْلاً، و الأَصْلُ فی هذِهِ المَسْأَلَهِ أَنْ یَکُونَ (5)بصِفَهٍ ،غَیْرَ أَنَّهُمْ یَنْتَزِعُونَ الصِّفاتِ مِنْ أَشْیاءَ کَثِیرَهٍ ،حَتّی یَتَّصلَ الفِعْلُ إِلی ما یَلِیهِ ،و یُفْضِی إِلَیْه،کأَنَّهُ مَفْعُولٌ بهِ ،کقَوْلِکَ :کِلْتُکَ ، و وَزَنْتُک و اسْتَجَبْتُ لَکَ ،و مَکَّنْتُ لکَ (6).

و یُقَال: وَسِعَتْ رَحْمَهُ اللَّهِ کُلَّ شَیْ ءٍ،و لِکُلِّ شَیْ ءٍ،وَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ و قَوْلُه تَعالَی: وَسِعَ کُرْسِیُّهُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ (7)أَی: اتَّسَعَ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّکُمْ لَنْ تَسَعُوا النّاسَ بأَمْوَالِکُمْ ، فَلْیَسَعْهُمْ مِنْکُمْ بَسْطُ وَجْهٍ ،و حُسْنُ خُلُقٍ ».

و هُوَ مَجَازٌ.

و الواسِعُ :ضِدُّ الضَّیِّقِ ، کالوَسِیعِ ،و قَدْ وَسِعَهُ و لَمْ یضِقْ عنه.

و الواسِعُ : فی الأَسْمَاءِ الحُسْنَی اخْتُلِفَ فِیهِ ،فقِیلَ :هُوَ

ص:510


1- (1) سوره البقره الآیه 247. [1]
2- (2) زیاده عن الأساس.
3- (3) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:«علیه»و مثلها فی التکمله و التهذیب.
4- (4) الذی فی التهذیب:هذا الخف یسع برجلی أی یسع لرجلی،و یسع علی رجلی أی یتسع لها و علیها.
5- (5) یرید حرف الجر.
6- (6) العباره فی التهذیب:کقولک کلتک و استحیتک(فی اللسان: و [3]استجبتک)و مکنتک،أی کلت لک و استحیت(فی اللسان: و [4]استجبت)لک و مکّنت لک.
7- (7) سوره البقره الآیه 255. [5]

الکَثِیرُ العَطَاءِ الَّذِی یَسَعُ لِمَا یُسْأَلُ ،قالَ ابنُ الأَنْبَارِیِّ :و هذَا قَوْلُ أَبِی عُبَیْدَهَ ، أَو هُوَ المُحِیطُ بکُلِّ شَیْ ءٍ ،مِنْ قَوْلِهِ : وَسِعَ کُلَّ شَیْ ءٍ عِلْماً أَو هُوَ الَّذِی وَسِعَ رِزْقُه جَمِیعَ خَلْقِه ، و وَسِعَتْ رَحْمَتُه کُلَّ شَیْ ءٍ ،و لِکُلِّ شَیْ ءٍ،وَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ.

و واسِعُ بنُ حَبّانَ الأَنْصَارِیُّ بفَتْحِ الحاءِ فی صُحْبَتِهِ خِلافٌ ،قُتِلَ یَوْمَ الحَرَّهِ ،و أَخُوه:یَحْیَی بنُ حَبّانَ رَوَی عَنِ ابْنِ عُمَرَ،و ابْنِ عَبّاسٍ ،و عَنْهُ ابْنُه مُحَمَّدٌ،و مُحَمَّدٌ هذا مِنْ شُیُوخِ مالِکٍ ،و حَبّانُ بنُ واسِعِ بنِ حَبّانَ ،عَنْ أَبِیهِ ،و عَنْ عَمِّهِ ،و عَنْهُ ابنُ لَهِیعَهَ ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُه فی«ح ب ب».

و الوُسْعُ ،مُثَلَّثَهً :الجِدَهُ ،و الغِنَی،و الرَّفاهِیَهُ ،عَلَی المَثَلِ ، و الطَّاقَهُ ، کالسَّعَهِ بالفَتْحِ ،و قِیلَ :هُوَ قَدْرُ جِدهِ الرَّجُلِ ،و قُدْرَهُ ذاتِ الیَدِ،و الهاءُ فِی السَّعَهِ عِوَضٌ عن الواوِ ،کَما مَرَّ فِی عِدَهٍ ،و سَیَأْتِی فِی زِنَهٍ کَذلِکَ .

و قالَ اللَّیْثُ : الوَسَاعُ کسَحَابٍ :النَّدْبُ لِسَعَهِ خُلُقهِ ، و قَدْ مَرَّ لَهُ أَنَّ النَّدْبَ یُطْلَقُ عَلَی الخَفِیفِ فی الحاجَهِ ، و السَّرِیعِ الظَّرِیفِ النَّجِیبِ ،و مِنْهُ قَوْلُهُم:أَراکَ نَدْباً فِی الحَوَائِجِ .

و الوَساعُ مِنَ الخَیْلِ :الجَوَادُ،أَو الواسِعُ الخَطْوِ و الذَّرْعِ یُقالُ :فَرَسٌ وَسَاعٌ ،قالَ المُسَیَّبُ بنُ عَلَسٍ :

فتَسَلَّ حاجَتَها إِذا هِیَ أَعْرَضَتْ

بخَمِیصَهٍ سُرُحِ الیَدَیْنِ وَساعِ

کالوَسِیع ،و قَدْ وَسُعَ ،ککَرُمَ ،وَ ساعَهً ،و سَعَهً : اتَّسَعَ فِی السَّیْرِ.

و وَسِیعٌ :ماءٌ و فی الصِّحاحِ :ماءَانِ (1)بَیْنَ بَنِی سَعْدٍ و بَنِی قُشَیْرٍ ،و هُمَا الدُّحْرُضانِ اللَّذَانِ فی شِعْرِ عَنْتَرَهَ :

شَرِبَتْ بماءِ الدُّحْرُضَیْنِ فأَصْبَحَتْ

زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِیاضِ الدَّیْلَمِ

و قَالَ الأَزْهَرِیُّ : وَسِیعٌ :ماءٌ لبَنِی سَعْدٍ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ قَوْلَ الشّاعِرِ:

مُقِیمٌ عَلَی بَنْبانَ یَمْنَعُ ماءَهُ

و ماءُ وَسِیعٍ ماءُ عَطْشَانَ مُرْمِلِ (2)

و یَسَعُ ،کیَضَعُ :اسم نَبِیٍّ مِنَ الأَنْبِیَاءِ مِنْ وَلَدِ هارُونَ علیهِ السّلامُ ،و هُوَ اسْمٌ أَعْجَمِیٌّ أُدْخِلَ علیهِ الْ ،و لا یَدْخُلُ عَلَی نَظَائِرِه کیَزِیدَ ،و یَعْمَرَ،و یَشْکُرَ،إِلاّ فِی ضَرُورَهِ الشِّعْرِ،کمَا فِی الصِّحاحِ ، و قُرِیءَ و اللَّیْسَعَ (3)بلامَیْنِ ، و هی قِرَاءَهُ حَمْزَهَ و الکِسَائِیِّ و خَلَفٍ ،و الباقُونَ بلامٍ واحِدَهٍ .

و أَوْسَعَ الرَّجُلُ : صارَ ذا سَعَهٍ و غِنًی،و هو مَجَازٌ،و مِنْهُ قولُه تَعالَی: عَلَی اَلْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَ عَلَی الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ (4).

و یُقَالُ : أَوْسَعَ اللَّهُ تَعالَی عَلَیْهِ ،أَی: أَغْنَاهُ ،کما فی الصِّحاحِ ، کوَسَّعَ علیهِ تَوْسِیعاً ،و هُوَ مَجازٌ،و قَوْلُه تَعالَی:

وَ السَّماءَ بَنَیْناها بِأَیْدٍ وَ إِنّا لَمُوسِعُونَ (5)أَی: أَغْنِیَاءُ قادِرُونَ ،من أَوْسَعَ :صارَ ذا سَعَهٍ ،کَمَا فی الصِّحاحِ .

و تَوَسَّعُوا فی المَجْلِسِ أَی: تَفَسَّحُوا ،کما فی العُبابِ و الصِّحاحِ .

و وَسَّعَهُ تَوْسِیعاً :ضِدُّ ضَیَّقَه ،کما فی الصِّحاحِ ، فاتَّسَعَ ،و اسْتَوْسَعَ :صار واسِعاً ،کما فی الصِّحاح.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

التَّوْسِعَهُ : السَّعَهُ ،و به سَمَّی ابنُ السِّکِّیتِ کِتابَهُ ،و قد مَرَّ ذِکْرُه.

و وَسِعَه یَسِعُه ،کوَرِثَ یَرِثَ ،لُغَهٌ قَلِیلَهٌ .و وَسُعَ الشْیْ ءُ، ککَرُمَ ،فهُوَ وَسِیعُ ،و وَسِعَ کفَرِحَ ، اتّسع (6).

و سَمِعَ الکِسَائِیُّ : یاتَسِعُ ،أَرادُوا:یَوْتَسِعُ ،فأَبْدَلُوا الواوَ أَلِفاً طَلَباً للخِفَّهِ ،کما قالُوا:یاجَلُ و نَحْوُه،و یَتَّسِعُ أَکْثَرُ و أَقْیَسُ .

و اسْتَوْسَعَ الشَّیْ ءَ:وَجَدَهُ واسِعاً ،و طَلَبَه واسِعاً .

و أَوْسَعَه صَیَّرَهُ واسِعاً ،و قِیلَ فِی قَوْلِه تَعالَی: وَ إِنّا لَمُوسِعُونَ أَی جَعَلْنا بَیْنَها و بَیْنَ الأَرْضِ سَعَهً ،جَعَلَ أَوْسَعَ بمَعْنَی وَسَّعَ .

و وَسَعَ عَلَیْهِ یَسَعُ سَعَهً و وَسَّعَ ،کِلاهُمَا:رَفَّهَهُ و أَغْنَاهُ .

ص:511


1- (1) فی الصحاح:و وسیعُ و دُحْرُضٌ :ماءان....
2- (2) البیت فی معجم البلدان«الوشیع»قال:و الوشیع موضع فی قول الحطیئه الشاعر،و ذکر البیت مع بیت آخر قبله بروایه:و ماء وشیع.
3- (3) من الآیه 86 من سوره الأنعام.
4- (4) سوره البقره الآیه 236. [1]
5- (5) سوره الذاریات الآیه 47. [2]
6- (6) کذا بالأصل،و الذی فی اللسان:و [3]اتّسع:کوسِع و سمع الکسائی: الطریق یا تَسِعُ ....

و رَجُلٌ مُوَسَّعٌ عَلَیْهِ الدُّنْیَا: مُتَّسعٌ له فِیها.

و أَوْسَعَهُ الشَّیْ ءَ:جَعَلَهُ یسَعَهُ ،قالَ امْرُؤُ القَیْسِ :

فتُوسِعُ أَهْلَهَا أَقِطاً و سَمْناً

و حَسْبُکَ مِنْ غِنًی شِبَعٌ ورِیُّ (1)

و

16- فی الدُّعاءِ: «اللّهُمَّ أَوْسِعْنا رَحْمَتَکَ ». أَی:اجْعَلْهَا تَسَعُنا .

و قالَ ثَعْلَبٌ :قِیلَ لامْرَأَهٍ :أَیُّ النِّسَاءِ أَبْغَضُ إِلَیْکِ ؟ فقَالَتْ :الَّتِی تَأْکُلُ لَمًّا،و تُوسِعُ الحَیَّ ذَمًّا.

و نَاقَهٌ وَساعٌ : واسِعَهُ الخَلْقِ ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

عَیْشُها العِلْهِزُ المُطَحَّنُ بالقَ

تِّ و إِیضاعُهَا القَعُودَ الوَساعَا

و

16- فی حَدِیثِ جابِرٍ،رَضِیَ اللّه عَنْهُ : «فانْطَلَقَ أَوْسَعَ جَمَلٍ رَکِبْتُه قَطُّ ». أَی:أَعْجَلَ جَمَلٍ سَیْرًا،یُقَالُ :جَمَلٌ وَسَاعٌ أَی: واسِعُ الخَطْوِ،سَرِیعُ السَّیْرِ.

و نَاقَهٌ مِیساعٌ : واسِعَهُ الخَطْوِ.

و سَیْرٌ وَسِیعٌ و وَساعٌ : مُتَّسِعٌ .

و اتَّسَعَ النَّهَارُ و غَیْرُه:امْتَدَّ و طالَ .

و ما لِی عَنْ ذاکَ مُتَّسَعٌ ،أَی مَصْرِفٌ .

وسَعْ :زَجْرٌ للإِبِلِ ،کأَنَّهُم قالُوا: سَعْ یا جَمَلُ ،فی مَعْنَی اتَّسِعْ فِی خَطْوِکَ و مَشْیِکَ .

و قالَ الزَّجَاجُ : وَسَعَ اللّه عَلَی الرَّجُلِ ،بالتَّخْفِیفِ ،أَی:

أَوْسَعَ عَلَیْهِ .

و وَساعٌ ،کسَحَابٍ :وادٍ مِنْ أَوْدِیَهِ الیَمَنِ .

وشع

الوَشِیعُ ،کأَمِیرٍ:ع و قِیلَ :ماءٌ،و یُقَالُ :

وَشِیعٌ ،بلا لام،و یُقَالُ :هُو الّذِی عَنَی بهِ عَنْتَرَهُ الشّاعِرُ (2)، و قِیلَ :غَیْرُه. و الوَشِیعُ : شَرِیجَهٌ مِنَ السَّعَفِ تُلْقَی عَلَی خَشَباتِ السَّقْفِ ،و رُبَّما أُقِیمَ عَلَی الخُصِّ ،کَذَا نَصُّ العُبَابِ ،و فی اللِّسانِ :کالخُصِّ ، و سُدَّ خَصَاصُها بالثُّمامِ ،و الجَمْعُ وَشائِعْ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «و المَسْجِدُ یَوْمَئذٍ وَشِیعٌ بسَعَفٍ و خَشَبٍ ». قالَ کُثَیِّرٌ:

دِیارٌ عَفَتْ مِنْ عَزَّهَ الصَّیْفَ بَعْدَ مَا

تُجِدُّ عَلَیْهِنَّ الوَشِیعَ المُثَمَّمَا

أَیْ :تُجِدُّ عَزَّهُ ،یَعْنِی تَجْعَلُه جَدِیدًا،قالَ ابنُ بَرِّیّ :

و مِثْلُهُ لاِبْنِ هَرْمَهَ :

بِلِوَی سُوَیْقَهَ أَوْ بِبُرْقَهِ أَخْزَمٍ

خِیَمٌ علی آلائِهِنَّ وَشِیعُ

قالَ :و قالَ السُّکَّرِیُّ : الوَشِیعُ :الثُّمَامُ ،و قالَ غَیْرُه:

الوَشِیعُ :سَقْفُ البَیْتِ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الوَشِیعُ : ما جُعِلَ حَوْلَ الحَدِیقَهِ مِنَ الشَّجَرِ و الشَّوْکِ مَنْعاً للدّاخِلِینَ إِلَیْهَا،و قالَ غَیْرُه:هُوَ حَظِیرَهُ الشَّجَرِ حَوْلَ الکَرْمِ و البُسْتَانِ ،و الجَمْعُ : الوَشائِعُ .

و الوَشِیعُ : شَیْ ءٌ کالحَصِیرِ یُتَّخَذُ مِن الثُّمَامِ و الجَثْجَاثِ .

و الوَشِیعُ : ما یَبِسَ مِنَ الشَّجَر فسَقَطَ .

و الوَشِیعُ : عَلَمُ الثَّوْبِ ،و قَدْ وَشَّعَ الثَّوْبَ :إِذا رَقَّمَه بعَلَمٍ و نَحْوِه.

و قالَ أَبو سَعِیدٍ: الوَشِیعُ خَشَبَهٌ غَلِیظَهٌ تُوضَعُ عَلَی رَأْسِ البِئْرِ،یَقُومُ عَلَیْهَا السّاقِی ،قالَ الطِّرِمّاحُ یَصِفُ صائِدًا:

فأَزَلَّ السَّهْمَ عَنْهَا کَمَا

زَلَّ بالسّاقِی وَشِیعُ المَقَامْ

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الوَشِیعُ : خَشَبَهُ الحائِکِ الَّتِی تُسَمَّی الحَفَّ (3)و الجَمْعُ : وَشائِعُ ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

بِهِ مَلْعَبٌ مِنْ مُعْصِفاتٍ نَسَجْنَه

کَنَسْجِ الیَمَانِی بُرْدَهُ بالوَشائِعِ

ص:512


1- (1) بالأصل«سمناً و أقصاً»و المثبت عن الدیوان ص 179.
2- (2) یعنی قوله: شربت بماء الدحرضین فأصبحت زوراء تنفر من حیاض الدیلم و قد مرّ فی وسع:وسیع و دحرض ماءان،و هما الدحرضان اللذان فی شعر عنتره و ذکر البیت.
3- (3) عن القاموس و بالأصل«الجف»بالجیم،و اللسان و التهذیب«الحف» کالقاموس.

و الوَشِیعُ : عَرِیشٌ یُبْنَی للرَّئِیسِ فِی العَسْکَرِ یُشْرِفُ مِنْهُ عَلَیْهِ و مِنْه

14- الحَدِیثُ : «کانَ أَبُو بَکْرٍ،رَضِیَ اللّه تَعالَی عَنْهُ ، مع النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم فی الوَشِیعِ یَوْمَ بَدْرٍ». أَی فی العَرِیشِ .

و الوَشِیعَهُ :طَرِیقَهُ الغُبَارِ ،و الجَمْعُ : الوَشائِعُ .

و الوَشِیعَهُ : خَشَبَهٌ ،أَو قَصَبَهٌ یُلَفُّ عَلَیْهَا أَلْوانُ الغَزْلِ مِنَ الوَشْیِ و غَیْرِه،قالَ الأَزْهَرِیُّ : و مِنْ هُنا سُمِّیَت القَصَبَهُ ،أَیْ قَصَبَهُ الحائِکِ وَشِیعَهً ،لأَنَّ الغَزْلَ یُوَشَّعُ فیها (1)،و یُقَالُ -لِما کَسَا الغازِلُ المَغْزُولَ (2)-:و شَیِعَهٌ ، و وَلِیعَهٌ ،و سَلِیخَهٌ ،و نَضْلَهٌ ،و قِیلَ : الوَشِیعَهُ :قَصَبَهٌ یَجْعَلُ فِیها النَّسّاجُ لُحْمَهَ الثَّوْبِ للنَّسْجِ .

و الوَشِیعَهُ : الطَّرِیقَهُ فِی البُّرْدِ.

و قِیلَ : کُلُّ لَفِیفَهٍ مِنَ القُطْنِ أَوِ الغَزْلِ : وَشِیعَهٌ .

و الوَشُوعُ فی بَیْتِ الطِّرِمّاحِ : مَا یَتَفَرَّقُ فی الجَبَلِ مِنَ النَّبَاتِ ،و هُوَ قَوْلُه:

و مَا جَلْسُ أَبْکَارٍ أَطاعَ لِسَرْحِهَا

جَنَی ثَمَرٍ بالوَادِیَیْنِ وَشُوعُ (3)

و قِیلَ :إِنَّمَا هُوَ شُوعٌ ،و الواوُ للنَّسَقِ ،و قَدْ أَشَرْنا إِلَیْهِ فی «ش و ع» (4).

و الوَشُوعُ : الوَجُورُ یُوجَرُه الصَّبِیِّ ،مِثْلُ النَّشُوع،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابْنِ السِّکِّیتِ .

وَ وَشَعَهُ ،کوَضَعَهُ :خَلَطَه ،کما فی العُبَابِ .

و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: وَشَعَ الجَبَلَ وَشْعاً : صَعِدَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الوَشْعُ :زَهْرُ البُقُولِ ،و قِیلَ هو ما اجْتَمَعَ عَلَی أَطْرافِها،جَمْعُه وُشُوعٌ ،بالضَّمِّ ،و به فَسَّرَ قَوْلَ الطِّرمّاحِ مَنْ رَوَاهُ بالضَّمِّ ،قالَهُ اللَّیْثُ . و الوَشْعُ : شَجَرُ البانِ ،جَمْعُه: وُشُوعٌ بالضَّمِّ ،و به فُسِّرَ أَیْضاً قولُ الطِّرِمّاحِ ،ففِی البَیْتِ رِوَایَتَانِ :بالفَتْحِ و الضَّمِّ ، فعَلَی الفَتْحِ :إِمّا أَنْ یَکُونَ الوَاوُ للنَّسَقِ ،أَوْ من أَصْلِ الکَلِمَهِ ،فإِنْ کانَ للنَّسَقِ فالشُّوعُ :حَبُّ البانِ ،و عَلَی أَنَّه [مِنْ ]أَصْلِ الکَلِمَهِ مُفْرَدٌ،کصَبُورٍ،بمَعْنَی الکَثِیرِ المُتَفَرِّقِ ، و عَلَی رِوَایَهِ الضَّمِّ إِمّا أَنَّه جَمْعُ وَشْعٍ بمَعْنَی زَهْرِ البُقُولِ ، أَو بمَعْنَی شَجَرِ البانِ ،کُلُّ ذلِکَ قَدْ قِیلَ ،فتَأَمَّلْ .

و الوُشُعُ : بضَمَّتَیْنِ :بَیْتُ العَنْکَبُوتِ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و یُوشَعُ بضمِّ أَوّلِهِ و فَتْحِ الشِّینِ : صاحِبُ مُوسَی،عَلَیْهما السَّلامُ ،و وَصِیُّه،و فَتَاهُ الَّذِی رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ ،و هُوَ یَتَنَزَّلُ مِنْ مُوسَی عَلَیْهِ السّلامُ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ مَنْزِلَهَ أَمِیرِ المُؤْمِنینَ عَلیِّ بنِ أَبِی طالِبٍ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم، فی الإِسْلامِ ،و هُوَ یُوشَعُ بنُ نُونَ بنِ عازَرَ بنِ شوتالخ بن رایاذ بن باحِث بن العاذ بن یارذ بن شوتالخ بن أَفراییم بن یُوسُفَ عَلَیْه السَّلامُ .

و قالَ أَبُو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ: أَوْشَعَتِ الأَشْجَارُ:أَزْهَرَتْ نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ : أَوْشَعَتِ البُقُولُ ،أَی:خَرَجَتْ زُهْرَتُهَا،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: تَوْشِیعُ الثَّوْبِ :إِعْلامُه ،أَی رَقْمُه بعَلَمٍ أَو نَحْوِه،و فی الأَسَاسِ :بُرْدٌ مُوَشَّعٌ ،أَی:مُوَشًّی، ذُو رُقُومٍ و طَرَائِقَ .

و تَوْشِیعُ القُطْن:لَفُّه بَعْدَ نَدْفهِ ،کَما فی الصِّحاحِ ، و هُوَ قَوْلُ اللَّیْثِ ،و أَنْشَدَ لِرُؤْبَهَ :

فانْصاعَ یَکْسُوها الغُبَارَ الأَصْیَعَا

نَدْفَ القِیَاسِ القُطُنَ المُوَشَّعَا

و فی اللِّسَانِ : وَشَّعَتِ المَرْأَهُ قُطْنَها:إِذا قَرَضَتْهُ (5)و هَیَّأَتْهُ للنَّدْفِ بَعْدَ الحَلْجِ ،و هو التَّزْبِیدُ و التَّسْبِیخُ (6).

أَو هُوَ أَنْ یُدَارَ الغَزْلُ بالیَدِ عَلَی الإِبْهَامِ و الخِنْصَرِ، فیُدْخَلَ فِی القَصَبَهِ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و قالَ ابنُ فارِسٍ : وَشَّعَه الشَّیْبُ تَوْشِیعاً:عَلاهُ کما هُوَ

ص:513


1- (1) عن التهذیب و بالأصل«فیه».
2- (2) فی التهذیب و اللسان:« [1]المِغزَلَ ».
3- (3) ضبطت بفتح الواو عن التهذیب و اللسان. [2]
4- (4) کذا و لم یرد فی«شوع»شیء بهذا المعنی. و الذی فی التهذیب هنا:و یروی:وشوع بضم الواو،فمن رواه بالفتح وشوع فالواو واو النسق و من رواه:وُشوع فهو جمع وَشْع و هو زهر البقول. و قیل وشوع:کثیر،و قیل إن الواو للعطف و الشوع:شجر البان،قاله فی اللسان.و [3]سیرد ما یقرب منه.
5- (5) الأصل و اللسان و [4]فی التهذیب:فرَصته»و نراها الصواب فالتفریص: التقطیع،و الفرصه من الصوف:القطعه منه.
6- (6) عن التهذیب و بالأصل«و التسبیح».

نَصُّ العُبَابِ ،غیرَ أَنَّه لَمْ یَذْکُرِ المَصْدَرَ،فاحْتَمَلَ أَنْ یَکُونَ وَشَعَه کوَضَعَه،و هذا هُوَ المَوافِقُ لِمَا فی الصِّحاحِ ،نَعَمْ ذَکَرَ فی اللِّسَانِ : وَشَّعَهُ القَتِیرُ،و وَشَّعَ فیهِ ،و أَتْلَعَ فیهِ ،و سَبَّلَ فیهِ [الشیب] (1)و نَصَلَ ،بمَعْنًی واحِدٍ.

و تَوَشَّعَ بهِ :تَکَثَّرَ بهِ قالَ الشّاعِرُ:

إِنِّی امْرُؤٌ لَمْ أَتَوَشَّعْ بالکَذِبْ

و قَالَ ابن جِنِّی:مَعْنَاهُ لم أَتَحَّسَنْ بهِ ،و لم أَتَکَثَّرْ بهِ .

و تَوَشَّعَ فی الجَبَلِ :إِذا أَخَذَ فِیهِ یَمِیناً و شِمَالاً، و تَوَشَّعَتِ الغَنَمُ فی الجَبَلِ :إِذا صَعِدَتْ و ارْتَفَعَتْ فیهِ لتَرْعَاهُ فذَهَبَتْ یَمِیناً و شِمالاً،کأَنَّهَا تَفَرَّقَتْ .

و اسْتَوْشَعَ :اسْتَقَی عَلَی الوَشِیعِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

وَشَعَ القُطْنَ وَشْعاً :لُغَهٌ فِی وَشعَه تَوْشِیعاً ،و کَذلِکَ غَیْرُ القُطْنِ .

و الوَشِیعَهُ :کُبَّهُ الغَزْلِ .

و الوَشْعُ ،بالفَتْحِ :النَّبْذُ مِنْ طَلْعِ النَّخْلِ .

و الشَّیْ ءُ القَلِیلُ مِنَ النَّبْتِ فِی الجَبَلِ .

و الوُشُوعُ :الضُّرُوبُ ،عن أَبِی حَنِیفَهَ ،و یُقَالُ : وَشْعٌ مِنْ خَیْرٍ،و وُشُوعٌ ،کما یُقَال:وَشْمٌ و وُشُومٌ .

و التَّوْشِیعُ :دُخُولُ الشَّیْ ءِ فی الشَّیْ ءِ.

و تَوَشَّعَ الشَّیْ ءُ:تَفَرَّقَ .

و الوَشُوعُ (2):المُتَفَرِّقَهُ .

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : وَشَعَتِ البَقْلَهُ :انْفَرَجَتْ زَهْرَتُها.

و وَشَّعَوا عَلَی کَرْمِهِم تَوْشِیعاً :حَظَرُوا.

و المُوَشَّعُ کمَعَظَّمٍ :سَعَفٌ یُجْعَلُ مِثْلَ الحَظِیرَهِ عَلَی الجَوْخانِ ،یُنْسَجُ نَسْجاً.

و وَشَّعَ تَوْشِیعاً :خَلَطَ ،قالَ العَجّاجُ :

صافِی النّحَاسِ لَمْ یُوَشَّعْ بکَدَرْ

أَیْ :لَمْ یُخْلَطْ .و وَشَعَ فی الجَبَلِ یَشَعُ فیهِ وَشْعاً ،و وُشُوعاً :لُغَهٌ فِی وَشَعَه وَشْعاً ،و کَذلِک تَوَشَّعَه :إِذا عَلاهُ ،و إِنَّه لوَشُوعٌ فیهِ :

مُتَوَقِّلٌ له،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،قالَ :و کَذلِک الأُنْثی، و أَنْشَدَ:

وَیْلُمِّها لِقْحَهَ شَیْخٍ قَدْ نَحَلْ

حَوْساءُ (3)فی السَّهْلِ ، وَشُوعٌ فِی الجَبَلْ

و تَوَشَّعَ الشَّیْبُ رَأْسَه:عَلاهُ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :تَوَزَّعَ بَنُو فُلانٍ ضُیُوفَهُم،و تَوَشَّعُوا سَوَاءٌ،أَیْ :ذَهَبُوا بِهِمْ إِلَی بُیُوتِهِمْ کُلُّ رَجُلٍ مِنْهُم بطائِفَهٍ .

و ذَکَرَ اللَّیْثُ فِی هذا التَّرْکِیبِ إِیشُوع :اسْمُ عِیسَی عَلَیْهِ السَّلامُ بالعِبْرانِیَّهِ .

وصع

الوَصْعُ ،بالفَتْحِ ، و یُحَرَّکُ و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ : طائِرٌ أَصْغَرُ مِنَ العُصْفُورِ کَما فِی الصِّحاحِ ، و قِیلَ :یُشْبِهُه فِی صِغَرِ جِسْمِه،و قِیلَ :هُوَ الصَّغِیرُ مِنَ العَصَافِیرِ،و قِیلَ :مِنْ أَوْلاَدِهَا و قِیلَ :هو مَقْلُوبُ الصَّعْوِ (4)، کجَذَبَ و جَبَذَ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و

16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّ العَرْشَ عَلَی مَنْکِبِ إِسْرَافِیلَ ،و إِنَّه لیَتَوَاضَعُ للَّهِ حَتَّی یَصِیرَ کأَنَّهُ الوَصْعُ ». رُوِیَ الحَدِیثُ بالوَجْهَیْنِ ، ج : وِصْعانٌ کغِزْلانٍ کوَرَلٍ و وِرْلانٍ .

و الوَصِیعُ ،کأَمِیر: صَوْتُ العَصَافِیرِ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الوَصِیعُ : صِغَارُهَا أَی العَصَافِیرُ کالوَصَعِ مُحَرَّکَهً عَلَی الصَّوابِ ،کما ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ ، و إِطْلاقُ المُصَنِّفِ یُوهِمُ الفَتْحَ .

و قالَ شَمِرٌ:لَمْ أَسْمَع الوَضْعَ فی کَلامِهِم،إِلاّ أَنِّی سَمِعْتُ قَوْل الشّاعِرِ ،و لا أَدْرِی مَنْ هُوَ،و لَیْسَ مِنَ الوَصِع الطائرِ فی شَیْ ءٍ،و هو:

قالَ : أَی:الثَّفِناتُ الخَمْسُ و یَصَعْنَ الحَصَی: یُغَیِّبْنَه فی الأَرْضِ هذا تَفْسِیرُ شَمِرٍ، أَو الصَّوابُ یَصُعْنَ ، بضَمِّ

ص:514


1- (1) زیاده عن التهذیب و اللسان.
2- (2) ضبطت بفتح الواو عن اللسان. [1]
3- (3) فی المحکم [2]حوشاء بالشین المعجمه.
4- (4) عن اللسان و [3]بالأصل«العصو».

الصادِ ،أَی یُفَرِّقْنَها،یَعْنِی الثَّفِناتِ الخَمْسَ ،قالَه الأَزْهَریِ .

وضع

وَضَعَهُ مِنْ یَدِه، یَضَعُه ،بفَتْحِ ضادِهِما، وَضْعاً ،بالفَتْحِ ، و مَوْضِعاً ،کمَجْلِسٍ ، و یُفْتَحُ ضادُه و هذِه عن الفَرّاءِ،کما فی العُبَابِ ،و الَّذِی یَقْتَضِیهِ نَصُّ الصِّحاحِ :أَنَّ المَوْضَعَ ،بالفَتْحِ ،لُغَهٌ فی المَوْضِعِ بالکَسْرِ،فی مَعْنَی اسْمِ المَکَانِ ،و قالَ :سَمِعَها الفَرّاءُ، و فی اللِّسَانِ : المَواضِعُ مَعْرُوفَهٌ ،واحِدُها مَوْضِعٌ ،و اسمُ المَکَانِ المَوْضِعُ و المَوْضَعُ بالفَتْحِ ،الأَخِیر نادِرٌ؛لأَنَّه لَیْسَ فِی الکَلامِ مَفْعَلٌ -مِمّا فاؤُه واوٌ-اسْماً-لا مَصْدَرًا-إِلاّ هذَا،فأَمَّا مَوْهَبٌ ،و مَوْرَقٌ فلِلْعَلَمِیَّهِ ،و أَمّا:«ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحَدَ»ففَتَحُوهُ إِذ کانَ اسْماً مَوْضُوعاً ،لَیْسَ بمَصْدَرٍ و لا مَکَانٍ ،و إِنَّمَا هُوَ مَعْدُولٌ عن واحِدٍ،هذَا کُلُّه قَوْلُ سِیبَوَیْهٍ ، فتَأَمَّلْ ذلِکَ ، و مَوْضُوعاً ،و هُوَ مِثْلُ المَعْقُولِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و لَهُ نَظَائِرُ تَقَدَّمَ بَعْضُها،و المَعْنَی:أَلْقَاهُ مِنْ یَدِهِ و حَطَّهُ .

و وَضَعَ عَنْهُ وَضْعاً : حَطَّ مِنْ قَدْرِه.

و وَضَعَ عَنْ غَرِیمِهِ وَضْعاً ،أَیْ : نَقَصَ مِمّا لَهُ عَلَیْهِ شَیْئاً ،و منْهُ

16- الحَدِیثُ : «مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ لَهُ :أَظَلَّهُ اللَّهُ تَحْتَ عَرْشِهِ یَوْمَ لا ظِلَّ إلاّ ظِلُّه» (1).

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: وَضَعَتِ الإِبِلُ تَضَعُ وَضِیعَهً :رَعَتِ الحَمْضَ حَوْلَ الماءِ و لم تَبْرَحْ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، کأَوْضَعَتْ ،و هذِه عَنِ ابْنِ عَبّادٍ، فهِیَ واضِعَهٌ ،هُوَ نَصُّ أَبِی زَیْدٍ،و زادَ غَیْرُه: و واضِعٌ ،و مُوضِعَهٌ زادَها صاحِبُ المُحِیطِ ،قالَ أَبُو زَیْدٍ: و کَذلِکَ وَضَعْتُهَا أَنَا،أَی: أَلْزَمْتُها المَرْعَی،فَهِی مَوْضُوعَهٌ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی،و أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ تَقْصِیراً،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ قَوْلَ الشّاعِرِ:

رَأَی صاحِبِی فی العَادِیَاتِ نَجِیبَهً

و أَمْثَالَها فی الواضِعَاتِ القَوَامِسِ

هُوَ جَمْعُ واضِعَهٍ .

و مِنَ المَجَازِ: وَضَعَ فُلانٌ نَفْسَهُ وَضْعاً ،و وُضُوعاً ،بالضَّمِّ ، و ضَعَهً ،بالفَتْحِ ، و ضِعَهً قَبِیحَهً بالکَسْرِ-و هذِه عَنِ اللِّحْیَانِیِّ -: أَذَلَّهَا.

و الضَّعَهُ ،بالفَتْح و الکَسْرِ:خِلافُ الرِّفْعَهِ فی القَدْرِ، و الأَصْلُ وِضْعَهٌ ،حَذَفُوا مِنْ عِدَهٍ و زِنَهٍ ،ثمّ إِنَّهُم عَدَلُوا بِها عَنْ فِعْلَهٍ ،فأَقَرُّوا الحَذْفَ عَلَی حالِه،و إِنْ زالَتِ الکَسْرَهُ الَّتِی کانَتْ مُوجِبَهً له،فقالُوا: الضَّعَهُ ،فَتَدَرَّجُوا بالضِّعَهِ إِلی الضَّعَهِ ،و هِیَ وَضْعَهٌ ،کجَفْنَهٍ و قَصْعَهٍ ،لأَنَّ الفاءَ فُتِحَتْ لأَجْلِ الحَرْفِ الحَلْقِیِّ ،کما ذَهَبَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بنُ یَزِیدَ (2).

و مِنَ المَجَازِ: وَضَعَ عُنُقَه :إِذَا ضَرَبَهَا ،کأَنَّهُ وَضَعَ السَّیْفَ بِهَا،و نَصُّ اللِّحْیَانِیِّ فِی النّوادِرِ: وَضَعَ أَکْثَرَه شَعْرًا:

ضَرَبَ عُنُقَه.

و وَضَعَ الجِنَایَهَ عَنْهُ وَضْعاً : أَسْقَطَهَا عَنْهُ ،و کَذلِکَ الدَّیْنَ .

و واضِعٌ :مِخْلافٌ بالیَمَنِ .

و الوَاضِعَهُ :الرَّوْضَهُ ،عَنْ أَبِی عَمْرٍو.

و الواضِعَهُ : الَّتِی تَرْعَی الضَّعَهَ :اسمٌ لِشَجَرٍ مِنَ الحَمْض ،هذا إِذا جَعَلْتَ الهاءَ عِوَضاً عَن الوَاوِ الذَّاهِبَهِ مِنْ أَوَّلِها،فأَمَّا إِنْ کانَتْ مِنْ آخِرِهَا،و هُوَ قَوْلُ اللَّیْثِ ،فهِیَ مِنْ بابِ المُعْتَلِّ ،و سَیُذْکَرُ فی مَوْضِعِه إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی،قالَ أَعْرَابِیٌّ یَصِفُ رَجُلاً شَهْوَانَ لِلَّحْمِ :

یَتُوقُ باللَّیْلِ لِشَحْمِ القَمَعَهْ

تَثَاؤُبَ الذِّئْبِ إِلَی جَنْبِ الضَّعَهْ

و قالَ الدِّینَوَرِیُّ :قالَ أَبُو عَمْرٍو: الضَّعَهُ :نَبْتٌ کالثُّمامِ ، و هی أَرَقُّ مِنْهُ ،قال:و تَقُولُ العَرَبُ :السَّبْطُ :خَبِیصُ الإِبِلِ ،و الحَلِیُّ مِثْلُه،و الضَّعَهُ مِثْلُه،و کَذلِکَ السَّخْبَرُ،و قالَ أَبُو زِیَادٍ:مِنَ الشَّجَرِ: الضَّعَهُ ،یَنْبُتُ عَلَی نَبْتِ الثُّمَامِ و طُولهِ و عَرْضِهِ ،و إِذا یَبِسَتِ ابْیَضَّتْ ،و هِیَ أَرَقُّ عِیدَاناً،و أَعْجَبُ إِلی المالِ مِنَ الثُّمَامِ ،و لَهَا ثَمَرَهٌ ،حَبٌّ أَسْوَدُ قَلِیلٌ ،قالَ :

و الضَّعَهُ یَنْبُتُ فِی السَّهْلِ و فِی الجَبَلِ ،و فِی بَعْضِ النُّسَخِ هُنَا زِیَادَهٌ «أَی النَّبْت» (3)بعدَ قَوْلِه«الحَمْض»و هی غَیْرُ مُحْتَاجٍ إِلَیْهَا.

ص:515


1- (1) فی النهایه:أی حط عنه من أصل الدَّین شیئاً.
2- (2) یعنی المبرد،أنظر اللسان. [1]
3- (3) قوله:«أی النبت»مثبته فی القاموس المطبوع بعد قوله:«الحمض».

و الوَاضِعَهُ : المَرْأَهُ الفاجِرَهُ عن ابنِ عَبّادٍ.

و یُقَال-فی الحَجَرِ أَوِ اللَّبِنِ إِذا بُنِیَ بهِ -: ضَعِ اللَّبِنَهَ غَیْرَ هذِه الوَضْعَهِ ،بالفَتْحِ و یُکْسَرُ،و الضَّعَهِ ،بالفَتْحِ ،کُلُّه بمَعْنًی ،کَما فی الصِّحاحِ ،قالَ :و الهاءُ فِی الضَّعَهِ عِوَضٌ مِنَ الواوِ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: وَضَعَ البَعِیرُ حَکَمَتَه وَضْعاً و مَوْضُوعاً :

إِذا طاشَ رَأْسُه و أَسْرَعَ ،هکَذَا فی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و الصَّوابُ :«طامَن رَأْسَهُ و أَسْرَعَ »،کما فِی اللِّسَانِ ،و حَکَمَتُه مُحَرَّکَهً :ذَقَنُه و لَحْیُه،قالَ ابنُ مُقْبِلٍ یَصِفُ الإِبِلَ :

و هُنَّ سِمامٌ واضِعٌ حَکَماتِه

مُخَوِّیَهٌ (1)أَعْجَازُه و کَراکِرُهْ

و وَضَعَتِ المَرْأَهُ حَمْلَها وُضْعاً و تُضْعاً ،بضَمِّهِمَا ، الأَخِیرَهُ عَلَی البَدَلِ ، و تُفْتَحُ الأُولَی:وَلَدَتْهُ ،و عَلَی الفَتْحِ فی مَعْنَی الوِلادَهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .

و یُقَال: وضَعَتْ وُضْعاً و تُضْعاً ،بضَمِّهِمَا،و تُضُعاً ، بضَمَّتَیْنِ :إِذا حَمَلَتْ فی آخِرِ طُهْرِهَا و قِیلَ :حَمَلَتْ عَلَی حَیْضٍ ،و قِیلَ : فِی مُقْبَلِ الحَیْضَهِ ،کما فی الصِّحاحِ :

فهِیَ واضِعٌ ،عن ابنِ السِّکِّیتِ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجِزِ:

تَقُولُ و الجُرْدانُ فِیها (2)مُکْتَنِعْ

أَمَا تَخافُ حَبَلاً عَلَی تُضُعْ

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الوُضْعُ :الحَمْلُ قَبْلَ الحَیْضِ ، و التُّضْعُ :فی آخِرِه،قالتْ أُمُّ تأَبَّطَ شرًّا تَرْثِیه:«و اللَّهِ ما حَمَلْتُه وُضْعاً ،و لا وَضعْتُه یَتْناً،و لا أَرْضَعْتُه غَیْلاً،و لا أَبَتُّه تَئِقاً» (3)،و زادَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :«و لا سَقیْتُه هُدَبِدًا،و لا أَنمْتُه ثَئِدًا،و لا أَطْعَمْتُه قبْلَ رِئهٍ کَبِدًا».

و مِن المَجَازِ: وضعَت النّاقهُ وَضْعاً و مَوْضُوعاً : أَسْرَعَتْ فِی سَیْرِهَا ،و الوَضْعُ :أَهْوَنُ سَیْرِ الدَّوَابِّ ،و قِیل:هُوَ ضرْبٌ مِنْ سَیْرِ الإِبِلِ ،دُون الشَّدِّ،و قِیل:هُوَ فوْقَ الخَبَبِ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و یُقَالُ : وَضَعَ الرَّجُلُ :إِذا عَدَا،و أَنْشَدَ لِدُرَیْدِ بنِ الصِّمَّه فی یَوْم هَوَازِنَ :

یا لَیْتَنِی فِیها جَذَعْ

أَخُبُّ فِیهَا و أَضَعْ

أَقُودُ وَطْفَاءَ الزَّمَعْ

کأَنَّهَا شاهٌ صَدَعْ

أَخُبُّ :مِنَ الخَبَبِ ،و أَضَعُ :مِنَ الوَضْعِ کأَوْضَعَتْ إِیضاعاً ،قال الأَزْهَرِیُّ :و الوَضْعُ :نَحْوُ الرَّقْصانِ ،و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ -عَنْ أَبِی زَیْدٍ-: وَضَعَ البَعِیرُ:إِذا عَدَا،و أَوْضَعْتُه أَنَا:إِذا حَمَلْتَهُ عَلَی العَدْوِ،و قالَ اللَّیْثُ :الدّابَّهُ تَضَعُ السَّیْرَ وَضْعاً ،و هُوَ سَیْرٌ دُونٌ ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: وَ لَأَوْضَعُوا خِلالَکُمْ (4)و أَنْشَدَ:

بِماذَا تَرَدِّینَ امْرَءًا-جاءَ لا یَرَی

کَوُدِّکِ وُدًّا-قَدْ أَکَلَّ و أَوْضَعَا

قالَ الأَزْهَرِیُّ :و قَوْلُ اللَّیْثِ : الوَضْعُ :سَیْرٌ دُونٌ ،لَیْسَ بصَحِیحٍ ، الوَضْعُ :هُو العَدْوُ،و اعْتَبَرَ اللَّیْثُ اللَّفْظَ ،و لَمْ یَعْرِفْ کَلامَ العَرَبِ [فیه] (5)و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: الإِیضاعُ :سَیْرٌ مِثْلُ الخَبَبِ ،و قالَ الفَرّاءُ: الإِیضاعُ :السَّیْرُ بینَ القَوْمِ .

و مِنَ المَجَازِ: وُضِعَ فِی تِجارَتِهِ وَضْعاً ،و ضَعَهً ، بالفَتْحِ ، و ضِعَهً بالکَسْرِ، و وَضِیعَه ،کعُنِیَ :خَسِرَ فِیها، و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الیَزِیدِیِّ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: وَضِعَ یَوْضَعُ کوَجِلَ یَوْجَلُ لُغَهٌ فِیها، و صِیغَهُ مَا لَمْ یُسَمَّ فاعِلُه أَکْثَرُ،و بِهِمَا رُوِی قَوْلُ الشّاعِرِ:

فکانَ ما رَبِحْتُ وَسْطَ الغَیْثَرَهْ (6)

و فِی الزِّحامِ أَنْ وُضِعْتُ عَشَرَهْ

و أُوضِعَ فی مَالِهِ و تِجَارَتهِ ، بالضمِّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عَنِ الیَزِیدِیِّ ،و کَذلِکَ وُضِعَ :غُبِنَ ،و خَسِرَ فِیها ،و کَذلِکَ وُکِسَ و أُوکِسَ ، و هُوَ مَوْضُوعٌ فِیهَا ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،و

16- فی حَدِیث شُرَیْحٍ : « الوَضِیعَهُ عَلَی المالِ ،و الرِّبْحُ عَلی ما اصْطَلَحا عَلَیْه». یعنی أَنَّ الخَسَارَهَ مِن رَأْسِ المالِ .

ص:516


1- (1) عن التهذیب و بالأصل«مخونه».
2- (2) عن التهذیب و بالأصل«منها».
3- (3) قوله یتناً:الیتن أن تخرج رجلاه قبل رأسه.و التئق:الغضبان،عن اللسان. [1]
4- (4) الآیه 47 من سوره التوبه. [2]
5- (5) زیاده عن التهذیب.
6- (6) عن اللسان [3]دار المعارف و بالأصل«العیثره».

و قالَ الفَرّاءُ: المَوْضُوعَهُ مِنَ الإِبِلِ :الَّتِی تَرَکَهَا رِعَاؤُهَا و انْقَلَبُوا باللَّیْلِ ،ثُمَّ أَنْفَشُوها ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و مَوْضُوعٌ :فی قَوْلِ حَسّانَ ،رَضِیَ اللَّهُ عنه:

لَقَدْ أَتَی عَنْ بَنِی الجَرْبَاءِ قَوْلُهُمُ

و دُونَهُمْ قُفُّ جُمْدانٍ فمَوْضُوعُ

و دَارَهُ مَوْضُوعٍ :مِن داراتِ العَرَبِ ،قالَ الحُصَیْنُ بنُ حُمامٍ المُرِّیُّ :

جَزَی اللَّهُ أَفْنَاءَ العَشِیرَهِ کُلَّهَا

بِدَارَهِ مَوْضُوعٍ عُقُوقاً و مَأْثَمَا

و دارَهُ المَواضِیعِ ،بِالمَضْجَعِ ،لعَبْدِ اللَّهِ بنِ کِلابٍ .

و لِوَی الوَضِیعَهِ :رَمْلَهٌ ،قالَ لَبِیدٌ،رَضِیَ اللَّهُ عنه:

وَلَدَتْ بَنُو حُرْثَانَ فَرْخَ مُحَرِّقٍ

بِلِوَی الوَضِیعَهِ مُرْخِیَ (1)الأَطْنَابِ

کُلُّ ذلِکَ مَوَاضِعُ مَعْرُوفَهٌ فی بِلادِ العَرَبِ .

و قالَ الفَرَّاءُ:یُقَالُ :لَهُ فِی قَلْبِی مَوْضِعَهٌ ،و مَوْقِعَهٌ بالکَسْرِ فِیهِمَا،أَیْ : مَحَبَّهٌ .

و مِنَ المَجَازِ: الأَحَادِیثُ المَوْضُوعَهُ ،هی: المُخْتَلَقَهُ الَّتِی وُضِعَتْ عَلَی النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم و افْتُرِیَتْ عَلَیْهِ ،و قد وَضَعَ الشَّیْ ءَ وَضْعاً :اخْتَلَقَهُ .

و مِنَ المَجَازِ: فِی حَسَبِه ضَعَهٌ ،بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ ،أَی:

انْحِطَاطٌ و لُؤْمٌ و خِسَّهٌ و دَنَاءَهٌ ،و الهاءُ عِوَضٌ من الواوِ.

و حَکَی ابنُ بَرِّیٍّ عَنْ سِیبَوَیْهٍ :و قالُوا: الضِّعَه ،کمَا قالُوا:

الرِّفْعَه،أَی حَمَلُوهُ علی نَقِیضِه،فکَسَرُوا أَوَّلَه،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ: الضَّعَهُ :الذُّلُّ و الهَوَانُ و الدَّناءَهُ ،و فِی اللِّسَانِ :و قَصَرَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ الضِّعَهَ -بالکَسْرِ-عَلَی الحَسَبِ ،و بالفَتْحِ عَلَی الشَّجَرِ الَّذِی سَبَقَ ذِکْرُه، و قَدْ وَضُعَ ،ککَرُمَ ، ضَعَهً ، بالفَتْحِ ، و یُکْسَرُ،و وَضاعَهً ،فهُوَ وَضِیعٌ ، و اتَّضَعَ ، کِلاهُمَا:صارَ وَضِیعاً ،أَیْ :دَنِیئاً، و وَضَعَهُ غَیْرُهُ وَضْعاً ، وَ وَضَّعَه تَوضِیعاً .

و الضَّعَهُ :شَجَرٌ مِنَ الحَمْضِ ،أَو نَبْتٌ کالثُّمامِ ،و قدتَقَدَّمَ تَحْقِیقُ ذلِکَ قَرِیباً،و ذِکْرُه ثانِیاً تَکْرَارٌ.

و الوَضِیعُ :ضِدُّ الشَّرِیفِ ،و هُوَ المَحْطُوطُ القَدْرِ الدَّنِیءُ.

و الوَضِیعُ : الوَدِیعَهُ یُقَالُ : وَضَعْتُ عِنْدَ فُلانٍ وَضِیعاً ، أَی:اسْتَوْدَعْتُه وَدِیعَهً .

و الوَضِیعُ : أَنْ یُؤْخَذَ التَّمْرُ قَبْلَ أَنْ یَیْبَسَ ، فیُوضَعَ فِی الجِرَارِ ،أَو فِی الجَرِینِ ،و یُقَال:هُوَ البُسْرُ الَّذِی لَمْ یَبْلُغْ کُلَّه، فیُوضَعَ فی الجِرَارِ.

و الوَضِیعَهُ :الحَمْضُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :یُقالُ :هم أَصْحَابُ وَضِیعَهٍ ،أَی:أَصْحَابُ حُمْضٍ مُقِیمُونَ لا یَخْرُجُونَ مِنْهُ ،و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.

و قالَ أَبُو سَعِیدٍ: الوَضِیعَهُ : الحَطیطهُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الوَضِیعَهُ : الإِبلُ النّازِعَهُ إِلَی الخُلَّهِ .

و قالَ غَیْرُه: الوَضِیعَهُ : ما یَأْخُذُه السُّلْطانُ مِن الخَراجِ و العُشُورِ جَمْعُه الوَضائِعُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: الوَضِیعَهُ : الدَّعِیُّ ،و قدْ وَضُعَ ،ککُرمَ وَضَاعَهً .

و الوَضِیعَهُ : کِتَابٌ تُکْتَبُ فِیهِ الحِکْمَهُ ،ج: وَضائِعُ و

16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّه نَبِیٌّ ،و إِنَّ اسْمَهُ و صُورَتَه فی الوَضائِعَ ». و قالَ الهَرَوِیُّ :و لَمْ أَسْمَعْ لِهاتَیْنِ -یَعْنِی هذِه و وَضَائِعَ المِلْکِ الآتِی ذِکْرُها-بواحِدٍ،کذا فِی الغَرِیبَیْنِ .

و الوَضِیعَهُ : حِنْطَهٌ تُدَقُّ ،فیُصَبُّ عَلَیْهَا السَّمْنُ ،فتُؤْکَلُ .

و فی اللِّسَانِ و المُحِیطِ : الوَضِیعَهُ : أَسْمَاءُ قَوْمٍ مِنَ الجُنْدِ تُجْعَلُ أَسْمَاؤهُم فِی کُورَهٍ لا یَغْزُونَ مِنْهَا.

و الوَضِیعَهُ أَیْضاً: واحِدَهُ الوَضائِعِ ،لأَثْقَالِ القَوْمِ ، یُقَال:أَیْنَ خَلَّفُوا وَضَائِعَهُم.

قالَ الأَزْهَرِیُّ : و أَما الوَضَائِعُ الَّذِینَ وَضَعَهُم کِسْرَی، فهُمْ شِبْهُ الرَّهَائِنِ ،کانَ یَرْتَهِنُهُمْ ،و یُنْزِلُهُم بَعْضَ بِلادِه ، و قالَ غَیْرُه: الوَضِیعَهُ ،و الوَضَائِعُ :قَوْمٌ کانَ کِسْرَی یَنْقُلُهُمْ مِن أَرْضِهِمْ ،فیُسْکِنُهُم أَرْضاً أُخْرَی،حَتّی یَصِیرُوا بِها وَضِیعَهً أَبَدًا،و هُمُ الشِّحَنُ و المَسَالِحُ .

و وَضائِعُ المِلْکِ بکسرِ المِیم،جاءَ ذِکْرُه فَیِ الحَدِیثِ

ص:517


1- (1) عن معجم البلدان«الوضیعه»و بالأصل«مرختی»و فی المعجم:«یأوی الوضیعه»بدل«بلوی الوضیعه».

و هُوَ

16- حَدِیثُ طَهْفَهَ بنِ [أَبی] (1)زُهَیْرٍ النَّهْدِیِّ ،رَضِیَ اللَّهُ عنهُ ،و نَصُّه: «لَکُمْ یا بَنِی نَهْدٍ وَدائِعُ الشِّرْکِ ،و وَضائِعُ المِلْکِ ». أَی: ما وُضِعَ عَلَیْهِمْ فِی مِلْکِهِمْ مِنَ الزَّکَواتِ ، أَی:لَکُمْ الوَظَائِفُ الَّتِی نُوَظِّفُهَا عَلَی المُسْلِمِین فی المِلْکِ ، لا نَزِیدُ عَلَیْکُمْ فِیهَا شَیْئاً،و قِیلَ :مَعْنَاهُ ما کانَ (2)مُلُوکُ الجاهِلِیَّهِ یُوَظِّفُونَ عَلَی رَعِیَّتِهِمْ ،و یَسْتَأْثِرُونَ بهِ فِی الحُرُوبِ و غَیْرِهَا مِنَ المَغْنَمِ ،أَی:لا نَأْخُذُ مِنْکُم ما کانَ مُلُوکُکُمْ وَظَّفُوهُ عَلَیْکُمْ ،بَلْ هُوَ لَکُمْ .

و مِنَ المَجَازِ:قَوْلُهُ تَعَالَی: وَ لَأَوْضَعُوا خِلالَکُمْ یَبْغُونَکُمُ الْفِتْنَهَ (3)أَی: حَمَلُوا رِکَابَهُمْ عَلَی العَدْوِ السَّرِیع قال الصّاغَانِیُّ :و منه

16- الحَدِیثُ : «و أَوْضَعَ فی وادِی مُحَسِّر».

و

16- فی حَدِیثٍ آخر: «عَلَیْکُم بالسَّکِینَهِ ؛فإِنَّ البِرَّ لَیْسَ بالإِیضاعِ ». و قالَ الأَزْهَرِیُّ -نَقْلاً عَنِ الفَرّاءِ-فی تَفْسِیرِ هذِه الآیَهِ : الإِیضاعُ :السَّیْرُ بینَ القَوْمِ ،و قالَ :العَرَبُ تَقُولُ : أَوْضَعَ الرّاکِبُ ،و وَضَعَتِ النّاقَهُ ،و رُبَّمَا قالُوا للرّاکِبِ : وَضَعَ ،و قِیلَ : « لَأَوْضَعُوا خِلالَکُمْ » :أَی: أَوْضَعُوا مَراکِبَهُم خِلالَکُم.

و التَّوْضِیعُ :خِیاطَهُ الجُبَّهِ بَعْدَ وَضْعِ القُطْنِ فِیها نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قَدْ وَضَّعَ الخائِطُ القُطْنَ عَلَی الثَّوْبِ :نَضَّدَهُ .

و التَّوْضِیعُ : رَثْدُ النَّعامِ بَیْضَها،و نَضْدُهَا لَهُ ،أَیْ :

وَضْعُ بَعْضِهِ فَوْقَ بَعْضٍ ،و هُوَ بَیْضٌ مُوَضَّعٌ :مُنَضَّدٌ.

و المُوَضَّعُ ، کمُعَظَّمٍ :المُکَسَّرُ المُقَطَّعُ ،کَمَا فی التَّکْمِلَهِ .

و المُوَضَّعُ أَیْضاً:هُوَ الرَّجُلُ المُطَرَّحُ غَیْرُ مُسْتَحْکمِ الخَلْقِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،زادَ الصّاغَانِیُّ کالمُخَنَّثِ ،و یُقَالُ :

فِی فُلانٍ تَوْضِیعٌ ،أَی:تَخْنِیثٌ ،و قال إِسْمَاعِیلُ بنُ أُمَیَّهَ :

إِنَّ رَجُلاً مِنْ خُزاعَهَ (4)یُقَالُ لَهُ :هِیتٌ ،کانَ فیهِ (5)تَوْضِیعٌ أَو (6)تَخْنِیثٌ »و هو مُوَضَّعٌ :إِذَا کانَ مُخَنَّثاً،و فِی الأَساسِ :

فی کَلامِه تَوْضِیعٌ ،و هو مَجازٌ،مِنْ وَضَّعَ الشَّجَرَهَ :إِذا هَصَرَهَا. و مِنَ المَجَازِ: تَوَاضَعَ الرَّجُلُ :إِذا تَذَلَّلَ ،و قِیلَ :ذَلَّ ، و تَخاشَعَ ،و هُوَ مُطَاوِعُ وَضَعَه یَضَعُهُ ضَعَهً و وَضِیعَهً .

و من المَجَاز: تَوَاضَعَ ما بَیْنَنَا ،أَی: بَعُدَ ،و یُقَالُ :إِنَّ بَلَدَکُم مُتَواضِعٌ عَنّا،کَما یُقَالُ :مُتَراخٍ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :

هو المُتَخاشِعُ مِنْ بُعْدِه،تراهُ مِنْ بَعِیدٍ لاصِقاً بالأَرْضِ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :

فَدَعْ ذا،و لکِنْ رُبَّ وَجْناءَ عِرْمِسٍ

دَوَاءٍ لغَوْلِ النّازِحِ المُتَوَاضِعِ

و الاتِّضاعُ :أَنْ تَخْفِضَ رَأْسَ البَعِیرِ لِتَضَعَ قَدَمَکَ عَلَی عُنُقِه فتَرْکَبَ ،کَما فی الصِّحاحِ ،و هذا إِذا کانَ قائِماً، و أَنْشَدَ لِلْکُمَیْتِ :

إِذَا ما اتَّضَعْنا (7)کارِهِینَ لِبِیْعَهٍ

أَناخُوا لأُخْرَی،و الأَزِمَّهُ تُجْذَبُ

قلتُ :فجَعَلَ اتَّضَعَ مُتَعَدِّیاً،و مِثْلُه أَیْضاً قولُ رُؤْبَهَ :

أَعانَکَ اللَّهُ فَخَفَّ أَثْقَلُهْ

عَلَیْکَ مَأْجُوراً و أَنْتَ جَمَلُهْ

قُمْتَ بهِ لَمْ یَتَّضِعْکَ أَجْلَلُهْ

و قَدْ یَکُونُ لازِماً،یُقَالُ : وَضَعْتُه فاتَّضَعَ ،و قَدْ تَقَدَّمَ .

و المُوَاضَعَهُ :المُرَاهَنَهُ و هُوَ مجازٌ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ :

«جِئْتُ لاِؤُاضِعَکَ الرِّهَانَ ».

و المُوَاضَعَهُ : مُتَارَکَهُ البَیْعِ .

و المُوَاضَعَهُ : المُوَافَقَهُ فِی الأَمْرِ عَلَی شَیْ ءٍ تُنَاظِرُ فِیهِ .

و یُقَالُ : هَلُمَّ أُواضِعْکَ الرَّأْیَ ،أَی: أُطْلِعْکَ عَلَی رَأْیِی،و تُطْلِعْنِی عَلَی رَأْیِکَ .

و قالَ أَبُو سَعِید: اسْتَوْضَعَ مِنْهُ ،أَی: اسْتَحَطَّ قالَ جَرِیرَ.

کانُوا کمُشْتَرِکِینَ لَمّا بایَعُوا

خَسِرُوا،و شَفَّ عَلَیْهِم و اسْتُوضِعُوا (8)

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

ص:518


1- (1) زیاده عن التکمله«ودع».
2- (2) بالأصل:«ما کان من ملوک»و المثبت عن النهایه و [1]اللسان. [2]
3- (3) سوره التوبه الآیه 47. [3]
4- (4) عن النهایه و بالأصل«خزامه».
5- (5) عن النهایه و بالأصل«له».
6- (6) النهایه و اللسان:«أی».
7- (7) فی الصحاح:إذا اتضعونا.
8- (8) دیوانه(ط الصاوی)ص 343 من قصیده یهجو الفرزدق و فیه و التهذیب و التکمله:فاستوضعوا.

المَوْضَعَهُ :لُغَهٌ فی المَوْضِعِ ،حَکاهُ اللِّحْیَانِیُّ عَنِ العَرَب،قال:و یُقَالُ :ارْزُنْ فِی مَوْضِعِکَ و مَوْضَعَتِک .

و إِنَّهُ لَحَسَنُ الوِضْعَهِ ،أَی: الوَضْعِ .

و الوَضْعُ أَیْضاً: المَوْضُوعُ ،سُمِّیَ بالمَصْدَرِ،و الجَمْعُ :

أَوْضاعٌ .

و رَفَعَ السِّلاحَ ثُمَّ وَضَعَهُ ،أَیْ :ضَرَبَ بهِ ،و قَوْلُ سُدَیْفٍ :

فضَعِ السَّیْفَ و ارْفَعِ السَّوْطَ حَتَّی

لا تَرَی فَوْقَ ظَهْرِهَا أُمُوِیَّا (1)

أَی ضَعْه فی المَضْروبِ بهِ .

و یُقَال: وَضَعَ یَدَهُ فِی الطَّعَامِ :إِذا أَکَلَه،و هُوَ کِنَایَهٌ ، و مِنْهُ

14- حَدِیثُ عُمَرَ،رَضِیَ اللَّهُ عنه: «أَنَّهُ وَضَعَ یَدَهُ فی کُشْیَهِ ضَبٍّ ،و قالَ :إِنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم،لَمْ یُحَرِّمْه،و لکِنْ قَذَّرَهُ ».

و دَیْنٌ وَضِیعٌ : مَوْضُوعٌ ،عنْ ابْن الأَعْرَابِیِّ ،و أَنْشَدَ لِجَمِیلٍ :

فإِنْ غَلَبَتْکِ النَّفْسُ إِلاّ وُرُودَه

فدَیْنِی إِذَنْ یا بَثْنَ عَنْکِ وَضِیعُ

و وَضَعَ الجِزْیَهَ :أَسْقَطَها،و کَذَا الحَرْب.

و

16- فی الحَدِیثِ : «وَ یَضَعُ العِلْمَ (2)». أَی یَهْدِمُه و یُلْصِقُه بالأَرْضِ .

و اسْتَوْضَعَهُ فِی دَیْنِه:اسْتَرْفَقَهُ .

و وَضَعَ کما تَضَع الشّاهَ :أَرادَ النَّجْوَ.

و إِذَا عاکَمَ الرَّجُلُ صاحِبَهُ الأعْدَالَ یَقُولُ أَحَدُهُمَا لصاحِبِه: واضِعْ ،أَی:أَمِلِ العِدْلَ عَلَی المِرْبَعَهِ الَّتِی یَحْمِلانِ العِدْلَ بِها،فإِذا أَمَرَهُ بالرَّفْع قالَ :رابِعْ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا مِنْ کَلامِ العَرَبِ إِذا اعْتَکَمُوا.

وَ رَجُلٌ وَضّاعٌ :کَذّابٌ مُفْتَرٍ.

و تَوَاضَعَ القَوْمُ عَلَی الشَّیْ ءِ:اتَّفَقُوا عَلَیْهِ .

و یُقَال:دَخَلَ فُلانٌ [أَمَراً] (3)فوَضَعَهُ دُخُولُه فیهِ ، فاتَّضَعَ .و تَوَاضَعَتِ الأَرْضُ :انْخَفَضَتْ عَمّا یَلِیهَا،و هو مَجازٌ.

و وَضَعَ السَّرَابُ عَلَی الآکامِ :لَمَعَ و سارَ،قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :

و هَلْ عَلِمْتِ إِذا لاذَ الظِّبَاءُ وَ قَدْ

ظَلَّ السَّرَابُ عَلَی حِزّانِهِ یَضَعُ

و بَعِیرٌ حَسَنُ المَوْضُوعِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لطَرَفَهَ :

مَوْضُوعُها زَوْلٌ و مَرْفُوعُها

کمَرِّ صَوْبٍ لَجِبٍ وَسْطَ رِیحْ

و قد تقدَّم فی«ر ف ع»أَنَّ صوَابَ إِنْشَادَهِ :

مَرْفُوعُها زَوْلٌ و مَوْضُوعُهَا (4)

و أَوْضَعَه إِیضاعاً :حَمَلَه عَلَی السَّیْرِ،رَوَاهُ المُنْذِرِیُّ عَنْ أَبِی الهَیْثَمِ .

و المُوضِعُ :المُسْرِعُ .

و أَوْضَعَ بالرّاکِبِ :حَمَلَه عَلَی أَنْ یُوضِعَ مَرْکُوبَه.

و إِذا طَرَأَ عَلَیْهِم راکِبٌ قالُوا:مِنْ أَیْنَ أَوْضَعَ ؟و أَنْکَرَه أَبُو الهَیْثَمِ ،و قالَ :الکَلاَمُ الجَیِّدُ:مِنْ أَیْنَ أَوْضَحَ الرّاکِبُ ؟ أَی:مِنْ أَیْنَ أَنْشَأَ،و لَیْسَ مِن الإِیضاعِ فی شَیْ ءٍ،و صَوَّبَ الأَزْهَرِیُّ قَوْلَ أَبِی الهَیْثَم.

و وَضَعَ الشَّیْ ءَ فِی المَکَانِ :أَثْبَتَه فِیهِ .

و وَضَعَتِ المَرْأَهُ خِمارَها،و هِی واضِعٌ :لا خِمَارَ عَلَیْهَا، و هو مَجازٌ.

و وَضَعَ یَدَهُ عَنْ فلانٍ :کَفَّ عَنْهُ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ : «إِنَّ اللَّهَ وَاضِعٌ یَدَهُ لمُسِیءِ اللَّیْلِ ». أَی:لا یُعَاجِلُهُ بالعُقُوبَهِ ،و الّلامُ بمَعْنَی«عن» (5).

و وَضَّعَ البانِی الحَجَرَ تَوْضِیعاً :نَضَّدَ بَعْضَهُ عَلَی بَعْضٍ .

و قَالَ ابنُ بَرِّیّ :و الأَوْضَعُ :مِثْلُ الأَرْسَحِ ،و الجَمِیعُ :

وُضْعٌ ،بالضَّمِّ ،و أَنْشَدَ:

حَتَّی تَرُوحُوا ساقِطِی المَآزِرِ

وُضْعَ الفِقاحِ نُشَّزَ الخَوَاصِرِ

ص:519


1- (1) الکامل للمبرد و اللسان و التهذیب و فیه:«فضع السوط و ارفع السیف».
2- (2) ضبطت بکسر أوله عن النهایه و اللسان. [1]
3- (3) زیاده عن التهذیب و اللسان و [2]الأساس.
4- (4) و هی روایه الدیوان و الصحاح و اللسان. [3]
5- (5) بعدها فی النهایه: [4]أی یضعها عنه،أو لام أجل:أی یکفها لأجله. و المعنی فی الحدیث أنه یتقاضی المذنبین بالتوبه لیقبلها منهم.

و الوَضِیعَهُ :الوَدِیعَهُ .

و المُوَضِّعُ ،کمُحَدِّثٍ :الَّذِی تَزِلُّ رِجْلُه،و یُفْرَشُ وَظِیفُه، ثُمَّ یَتْبَعُ ذلِکَ ما فَوْقَه مِنْ خَلْفِه،و خَصَّ أَبُو عُبَیْدٍ بذلِکَ الفَرَسَ ،و قَالَ :و هُو عَیْبٌ .

و فُلانٌ لا یَضَعُ العَصَا عَنْ عاتِقِهِ ،أَی:ضَرّابٌ للنِّسَاءِ، أَو کَثِیرُ الأَسْفَارِ،و هو مَجَازٌ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :تَقُولُ العَرَبُ : أَوْضِعْ بِنَا و أَمْلِکْ ، الإِیضاعُ بالحَمْضِ ،و الإِمْلاکُ فِی الخلَّهِ .

قال:وَ بَیْنَهُمْ وِضَاعٌ أَی:مُرَاهَنَهٌ .

و وَضَعَ أَکْثَرَهُ شَعَرًا:ضَرَبَ عُنُقَهُ ،عن اللِّحْیَانِیِّ .

و تَکَلَّمَ بمَوْضُوعِ الکَلامِ و مَخْفُوضِهِ ،أَی:ما أَضْمَرَهُ و لَمْ یَتَکَلَّمْ بهِ .

و یُقَالُ :هُوَ مِنْ وُضّاعِ اللُّغَهِ و الصِّنَاعَهِ ،و هو مَجَازٌ.

وَ وَضَعَ الشَّجَرَهَ :هَصَرَهَا.

و هو کَثِیرُ الوَضَائِعِ ،أَی:الخَسَارَاتِ .

وَ جَمَلٌ عارِفُ المُوَضَّعِ ،أَی:یَعْرِفُ التَّوْضِیعَ ؛لأَنَّه ذَلُولٌ ، فیَضَعُ عِنْدَ الرُّکُوبِ رَأْسَه و عُنُقَه.

وعع

الوَعُّ :ابْنُ آوَی ،عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ ، کالوَعْوَعِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ (1).

و هُوَ أَی الوَعْوَعُ أَیْضاً: الخَطِیبُ البَلِیغُ ،المُحْسِنُ ، یُقَالُ :خَطِیبٌ وَعْوَعٌ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و هُوَ نَعْتٌ حَسَنٌ (2)، و أَنْشَدَ اللَّیْثُ للخَنْسَاءِ:

هُوَ القِرْمُ و اللَّسِنُ الوَعْوَعُ (3)

و الوَعْوَعُ : المَفَازَهُ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قِیلَ : الوَعْوَعُ : الثَّعْلَبُ .

و أَیْضاً: الضَّعِیفُ . و قالَ الأَصْمَعِیُّ : الوَعْوَعُ : الدّیْدَبانُ .

و قالَ غَیْرُه: الوَعْوَعَهُ و الوَعْوَاعُ :صَوْتُ الذِّئْبِ و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ عَلَی الأَوَّل،زادَ اللَّیْثُ : و صَوْتُ الکِلابِ ، وَ بناتِ آوَی ،وَ قَدْ وَعْوَعَ الکَلْبُ و الذِّئْبُ وَعْوَعَهً و وَعْوَاعاً :

عَوَی و صَوَّتَ ،و لا یَجُوزُ کَسْرُ الواوِ فی الوَعْوَاعِ ،کما یُکْسَرُ الزّایُ فِی الزَّلْزالِ ،کَرَاهِیَهً للکَسْرَهِ فِیها (4)،و قد یُقَالُ ذلِکَ فی غَیْرِ الکَلْبِ و الذِّئْبِ .

و وَعْوَعَهُ :ع.

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: وَعْوَعَهُ : رَجُلٌ مِنْ بَنِی قَیْسِ بنِ حَنْظَلَهَ ،و مِنْهُ المَثَلُ : «هَنّا و هَنّا عَنْ جِمَالِ وَعْوَعَهَ » أَی:

ابْعُدُ عَنْهَا ،و العَرَبُ إِذا أَرادَتِ القُرْبَ قالَت:هُنَا و ههُنَا، و إِذا أَرادَتِ البُعْدَ قالَتْ :هُنَاکَ و ههُنَاکَ ،کأَنَّهُ یَأْمُرُه بالبُعْدِ عَنْ جِمالِ وَعْوَعَهَ ،و قِیلَ : وَعْوَعَهُ هُنَا المُرَادُ بهِ المَوْضِعُ الَّذِی ذُکِرَ، و قِیلَ :مَعْنَاهُ إِذا سَلِمْتَ لَمْ أَکْتَرِثْ بغَیْرِکَ ، قالُوا:و هذا کما تَقُول:کُلُّ شَیْ ءٍ و لا وَجَعُ الرَّأْسِ و کُلُّ شَیْ ءٍ و لا سَیْفُ فَرَاشَهَ ،و قَالَ أَبُو زَیْدٍ:هُوَ کَقوْلِکَ :

کُلُّ شَیْ ءٍ ما خَلاَ اللَّهُ جَلَلْ

و فی الصِّحاحِ : الوَعْوَاعُ :جَمَاعَهُ النّاسِ و مِنْهُ قَوْلُ الشّاعِرِ،و هُوَ أَبُو زُبَیْدٍ الطّائِیُّ یَصِفُ الأَسَدَ،و نَسَبَه الأَزْهَرِیُّ لِأَبِی ذُؤَیْبٍ :

و صاحَ مَنْ صاحَ فی الأَجْلابِ فانْبَعَثَتْ

و عاثَ فِی کَبَّهِ الوَعْوَاعِ و العِیرِ

أَو الوَعْوَاعُ : القَوْمُ إِذا وَعْوَعُوا حَمَلُوا و ضَجُّوا،و الجَمْعُ الوَعَاوِعُ ،قالَ ساَعِدَهُ بنُ العَجْلانِ الهُذَلِیُّ :

سَتَنْصُرُنِی عَمْرٌو و أَفْنَاءُ کاهِلٍ

إِذا ما غَزَا مِنْهُم مَطِیٌّ وَعاوِعُ (5)

المَطِیُّ :الرَّجّالَهُ جَمْعُ مِطْوٍ،بالکَسْرِ.

ص:520


1- (1) الجمهره 160/1.
2- (2) و مثله فی التهذیب،و فی الأساس:و خطیب وعوع:مدح،و وعواع: ذم.و فی التهذیب:نعت قبیح.
3- (3) دیوانها و روایته فیه: هو الفارس المستعد الخطی ب فی القوم و الیسرْ الوعوعُ .
4- (4) فی التهذیب:کراهیه للکسره فی الواو.
5- (5) لم یرد فی دیوان الهذلیین فی شعر ساعده،و فی شعر قیس بن العیزاره 79/3 نبه شارحه إلی أن السکری أورد هذا البیت بعد قوله: رجال و نسوان بأکناف رایهٍ إلی حثن ثم العیونُ الدوامعُ و فسر الوعاوع بالجریئین علی السیر لا یبالون ألیلاً ساروا أم نهاراً واحدهم وعوع.

و الوَعْوَاعُ : المِهْذارُ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و هُوَ نَعْتٌ قَبِیحٌ ، و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

نِکْسٌ مِنَ الأَقْوَامِ وَعْوَاعٌ وَعِیّ

و یُقَالُ :سَمِعْتُ وَعْوَاعَ النّاسِ ،أَی: ضَجَّه النّاسِ و صَوْتَهُم،قالَ الشّاعِرُ:

تَسْمَعُ لِلْمَرْءِ بهِ وَعْواعَا

و قالَ المُسَیِّبُ بنُ عَلَسٍ :

یَأْتِی عَلَی القَوْمِ الکَثِیرِ سِلاحُهُمْ

فیَبِیتُ مِنْهُ القَوْمُ فِی وَعْوَاعِ

و قالَ ابنُ فارِسٍ :کُلُّ صَوْتٍ مُخْتَلِطٍ وَعْوَاعٌ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الوَعْوَاعُ : الدَّیْدَبَانُ ،یَکُونُ واحِدًا وَ جَمْعاً ،و قَال الأَصْمَعِیُّ :هُوَ الوَعْوَعُ ،کما تَقَدَّمَ .

و الوَعْوَاعُ : ع ،قالَ المُثَقِّبُ العَبْدِیُّ :

لَحَا الرَّحْمنُ أَقْواماً أَضاعُوا

عَلَی الوَعْوَاعِ أَفْرَاسِی وَ عِیسِی

و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ : الوَعاوِعُ :الأَشِدَّاءُ،و قالَ السُّکَّرِیُّ :

هُمُ الخِفَافُ الأَجْرِیَاءُ (1)،و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ أَیْضاً:هُمْ أَوَّلُ مَنْ یُغِیثُ مِنَ المُقَاتِلِینَ ،و فِی المُحْکَمِ :مِنَ المُقَاتِلَهِ ،بِکُلِّ ذلِکَ فُسِّرَ قَوْلُ أَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیِّ :

لا یُجْفِلُونَ عَن المُضافِ وَ لَوْ رَأَوْا

أُولَی الوَعَاوِعِ کالغَطَاطِ المُقْبِلِ (2)

و قالَ ابنُ سِیدَه:أَرادَ الوَعَاوِیعَ ،فحَذَفَ الیاءَ للضَّرُورَهِ ، أَی:لا یَنْکَشِفُونَ عَنِ المُلْجَإِ،و قد تَقَدَّمَ لاسْتِشْهَادُ بِهِ أَیْضاً فی«غ ط ط ».

و الوَعْوِعِیُّ :الرَّجُلُ الظَّرِیفُ الشَّهْمُ ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ ، کأَنَّه نُسِبَ إِلی الوَعْوَعِ ،الَّذِی هُوَ نَعْتٌ حَسَنٌ .

و وَعْوَعَهُم :زَعْزَعَهُم ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

حَکَی ابنُ سِیدَه عَن الأَصْمَعِیِّ : الوَعَاوِعُ :أَصْوَاتُ النّاسِ إِذا حَمَلُوا.

و قِیلَ :کُلُّ صَوْتٍ مُخْتَلِطٍ وَعْوَاعٌ .

و وَعْوَعَهُ الأَسَدِ:صَوْتُه،و مِنْهُ

1- حَدِیثُ عَلِیٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ : «و أَنْتُمْ تَنْفِرُونَ عَنْهُ نُفُورَ المِعْزَی مِنْ وَعْوَعَهِ الأَسَدِ».

وفع

الوَفْعَهُ :الخِرْقَهُ الَّتِی تُقْتَبَسُ (3)فِیها النارُ ،قالَهُ ابنُ فارِسٍ .

و الوَفْعَهُ : صِمامُ القَارُورَهِ ، کالوِفاعِ ،ککِتَابٍ و هذِه عَن ابْنِ دُرَیْدٍ (4)، و الوَفِیعَهِ ،کسَفِینَهٍ و هذِه عَنِ ابْنِ عَبّادٍ.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: غُلامٌ وَفَعٌ و وَفَعَهٌ ،مُحَرَّکَتَیْنِ ،و کَذلِکَ أَفَعَهٌ و یَفَعٌ : یَفَعَهٌ ،أَی:مُتَرَعْرِعٌ ، ج: وِفْعَانٌ ،بالکَسْرِ ، کشَبَثٍ و شِبْثَانٍ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ -عن أَبِی عَمْرٍو-:قالَ الطّائِیُّ :

الوَفِیعَهُ :مِثْلُ السَّلَّهِ تُتَّخَذُ مِنَ العَرَاجِینِ و الخُوصِ ،کما فِی الصِّحاحِ ، کالوَفْعَهِ ،کَما فی العُبَابِ ،قالَ أَبُو عَمْرٍو:

و بالقَافِ لَحْنٌ و عِبَارَهُ الصِّحاحِ :و لا تَقُلْ بالقَافِ ،و حَکَی ابنُ بَرِّیٍّ قَالَ :قالَ ابنُ خَالَوَیْهِ : الوَفِیعَهُ ،بالفاءِ و القافِ جَمِیعاً:القُفَّهُ مِنَ الخُوصِ ،قالَ :و قَالَ الحامِضُ و ابنُ الأَنْبَارِیِّ :هِیَ بالقَافِ لاَ غَیْرُ،و قالَ غَیْرُهما:بالفَاءِ لا غَیْرُ.

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الوَفِیعَهُ : خِرْقَهٌ یَمْسَحُ بِها الکاتِبُ القَلَم مِنَ المِدادِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الوَفِیعَهُ : صُوفَهٌ تُطْلَی بِها الجَرْباءُ ،کَذا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و نَصُّ النّوادِرِ:بها الإِبِلُ الجَرْبَی،قالَ :و کَذلِکَ الرَّبَذَهُ ،و الطَّلْیَهُ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الوَفْعُ :البِنَاءُ المُرْتَفِعُ .

و قال ابنُ بَرِّیّ :هُوَ المُرْتَفِعُ مِنَ الأَرْضِ ،و جَمْعُه أَوْفاعٌ ،قالَ ابنُ الرِّقاعِ :

فما تَرَکَتْ أَرْکَانُه مِنْ سَوادِه

و لا مِنْ بَیاضٍ مُسْتَرادًا و لا وَفْعَا

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الوَفْعُ : السَّحَابُ المُطْمِعُ . قلتُ :

و یُقَالُ بالقَافِ ،کما یَأْتِی.

ص:521


1- (1) فی دیوان الهذلیین:الجریئون علی السیر.
2- (2) دیوان الهذلیین 91/2.
3- (3) فی القاموس:یُقْتَبَسُ .
4- (4) الجمهره 128/3.

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الوَفِیعَهُ :خِرْقَهُ الحائِضِ .

و الوِفاعُ ،بالکَسْرِ:جَمْعُ الوَفْعَهِ لِغلافِ القارُورَهِ ،کَمَا فِی اللِّسَانِ .

وقع

وَقَعَ عَلَی الشَّیْ ءِ،و کَذلِکَ وَقَع الشَّیْ ءُ مِنْ یَدِه یَقَعُ بفَتْحِهِمَا وَقْعاً ،و وُقُوعاً أَی: سَقَطَ و یُقَالُ أَیْضاً: وَقَعْتُ مِنْ کَذا،و عَنْ کَذا.

و نَقَلَ شَیْخُنَا أَنَّ الوُقُوعَ بمَعْنَی السُّقُوطِ و الغُرُوبِ یُسْتَعْمَلُ بِمِنْ ،و بمَعْنَی النُّزُولِ بَعْن،أَوْ عَلَی.قُلْتُ :و فِیهِ قُصُورٌ لا یَخْفَی،فتَأَمَّلْ .

و قولُه تَعَالَی: إِنَّ عَذابَ رَبِّکَ لَواقِعٌ (1)أَیْ :واجِبٌ عَلَی الکُفّارِ،و مِنْهُ قَوْلُه تَعَالَی: وَ إِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَیْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دَابَّهً مِنَ الْأَرْضِ (2)أَیْ : وَجَبَ ،و نَقَلَهُ الزَّجّاجُ ،و کَذلِکَ وَقَعَ الحُکْمُ عَلَیْهِمْ ،و قِیلَ :ثَبَتَتِ الحُجَّهُ عَلَیْهِم و کَذلِکَ قَوْلُه تَعَالَی: فَوَقَعَ الْحَقُّ (3)أَیْ : ثَبَتَ .

و قالَ اللَّیْثُ : وَقَعَتِ الإِبِلُ وُقُوعاً : بَرَکَتْ .

و وَقَعَتِ الدَّوابُّ وُقُوعاً : رَبَضَتْ ،و أَنْشَدَ:

وَقَعْنَ وُقُوعَ الطَّیْرِ فِیها و ما بِهَا

سِوَی جِرَّهٍ یُرْجِعْنَها بِتَعَلُّلِ

و قَالَ آخَرُ:

وَقَعْنَ اثْنَتَیْنِ و اثْنَتَیْنِ و فَرْدَهً

یُبَادِرْنَ تَغْلِیساً سِمَالَ المَداهِنِ (4)

و تَقُولُ العَرَبُ : وَقَعَ رَبِیعٌ بالأَرْضِ ،یَعْنُونَ بهِ أَوّلَ مَطَرٍ یَقَعُ فی الخَرِیفِ ،أَیْ : حَصَلَ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ : و لا یُقَالُ :

سَقَطَ ،هذا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَهِ .قُلْتُ :و قد حَکاهُ سِیبَوَیْه، فقالَ :سَقَطَ المَطَرُ مَکَانَ کَذا فمَکَانَ کَذا،و مِنْهُ مَوَاقِعُ الغَیْثِ :مَسَاقِطُه.

و وَقَعَتِ الطَّیْرُ تَقَعُ وُقُوعاً :نَزَلَتْ عَنْ طَیَرَانِهَا، إِذا کانَتْ عَلَی شَجَرٍ أَوْ أَرْضٍ مُوکِنَهً ، فهُنَّ وُقُوعٌ ،بالضَّمِّ ، و وُقَّعٌ ،کسُکَّرٍ، و قَدْ وَقَعَ الطّائِرٌ وُقُوعاً ،فهو واقِعٌ ،قالَ الأَخْطَلُ :

کَأَنَّمَا کانُوا غُرَاباً واقِعا

فطارَ لَمّا أَبْصَرَ الصَّوَاقِعا (5)

و قالَ المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیُّ :

أَنَا ابْنُ التّارِکِ البَکْرِیِّ بِشْرًا

عَلَیْهِ الطَّیْرُ تَأْکُلُهُ وُقُوعاً (6)

و رِوایَهُ سِیبَوَیْهٍ :«بِشْرٍ» (7)و قالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ رضِیَ اللَّهُ عَنْهُ :

تَرَی جِیفَ المَطَیِّ بحافَتَیْهِ

کأَنَّ عِظَامَهَا رَخَمٌ وُقُوعُ

و قالَ مُوسَی بنُ جابِرٍ الحَنَفِیُّ :

فَمَا نَفَرَتْ جِنِّی و لا فُلَّ مِبْرَدِی

و لا أَصْبَحَتْ طَیْرِی مِنَ الخَوْفِ وُقَّعَا

و إِنَّهُ لَحَسَنُ الوِقْعَهِ ،بالکَسْرِ ،و أَمّا بالفَتْحِ فهُو الاسْمُ .

و الوَقْعُ : وَقْعَهُ الضَّرْبِ بالشَّیْ ءِ ،یُقال:سَمِعْتُ وَقْعَ المَطَرِ،و هُوَ شِدَّهُ ضَرْبِه الأَرْضَ إِذا وَبَلَ ،و کُلُّ ضَرْبِ یابِسٍ فهُوَ وَقْعٌ ،نَحْو وَقْعِ الحَوَافِرَ عَلَی الأَرْضِ ،و ما أَشْبَهَهَا،قالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ الحَمِیرَ و وَقْعَ حَوافِرِها:

یَقْعَنَ بالسَّفْحِ مِمّا قَدْ رَأَیْنَ بِهِ

وَقْعاً یَکَادُ حَصَی المَعْزاءِ یَلْتَهِبُ

و کذلِکَ وُقُوعُ الحَافِرِ.

و الوَقْعُ : المَکَانُ المُرْتَفِعُ مِنَ الجَبَلِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عَنْ أَبِی عَمْرٍو،و نَصُّ التَّهْذِیبِ :المَکَانُ المُرْتَفِعُ ،و هو دُونَ الجَبَلِ .

و الوَقْعُ : السَّحْابُ الطِّحَافُ و هو المُطْمِعُ أَنْ یُمْطِرَ،و قد ذُکِر أَیْضاً بالفاءِ،عن أَبِی عَمْرٍو أَو الرَّقِیقُ کالوَقِعِ ، ککَتِفٍ ،و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ أَبُو عَدْنَانَ : الوَقْعُ : سُرْعَهُ الانْطِلاقِ و الذَّهَابِ .

ص:522


1- (1) سوره الطور الآیه 7. [1]
2- (2) سوره النمل الآیه 82. [2]
3- (3) سوره الأعراف الآیه 118. [3]
4- (4) البیت للطرماح،دیوانه ص 492.
5- (5) بالأصل«الصواعقا»و المثبت عن التهذیب،و أورد فی اللسان«صقع» الصواقعا شاهداً علی أنها لغه لتمیم فی الصواعق.
6- (6) کتاب سیبویه 182/1 [4] بروایه ترقبه وقوعا.
7- (7) أجراه علی مجری المجرور،لأنه جعله بمنزله ما یکفّ منه التنوین.

و فی الصِّحاحِ : الوَقَعُ ، بالتَّحْرِیکِ :الحِجَارَهُ ،الواحِدَهُ بهاءٍ قالَ الذُّبْیَانِیُّ :

یَرَی وَقَعُ الصَّوّانِ حَدَّ نُسُورِهَا

فهُنَّ لِطَافٌ کالصِّعادِ الذَّوابِلِ (1).

قَالَ : و الوَقَعُ ،أَیْضاً: الحَفاءُ،و قَدْ وَقِعَ الرَّجُلُ ، کوَجِلَ ، یَوْقَعُ : اشْتَکَی لَحْمَ قَدَمِهِ مِنْ غِلَظِ الأَرْضِ و الحِجَارَهِ ،فَهُوَ وَقِعٌ ،ککَتِفٍ ،و مِنْهُ قَوْلُ أَبِی المِقْدَامِ جَسّاسِ بنَ قُطَیْبٍ :

یا لَیْتَ لِی نَعْلَیْنِ مِنْ جِلْدِ الضَّبُعْ

و شُرُکاً مِن اسْتِها لا تَنْقَطِعْ

کُلِّ الحِذَاءِ یَحْتَذِی الحافِی الوَقِعْ

قالَ الأَزْهَرِیُّ :هُوَ (2)کَقَوْلِهِمْ :الغَرِیقُ یَتَعَلَّقُ بالطُّحْلُبِ .

و الوَقْعَهُ بالحَرْبِ ،و نَصُّ العَیْنِ :فی الحَرْبِ : صَدْمَهٌ بَعْدَ صَدْمَهٍ و نَصُّ الصِّحاحِ : الوَقْعَهُ :صَدْمَهُ الحَرْبِ ، و الاسْمُ : الوَقِیعَهُ ،و الواقِعَهُ و هُمَا:الحَرْبُ و القِتَالُ ،و قِیلَ :

المَعْرَکَهُ ،و جَمْعُ الوَقِیعَهِ : الوَقَائِعُ ،و قَدْ وَقَعَ بهِمْ ،و مِنْهُ قَوْلُهُمْ :شَهِدْتُ الوَقْعَهَ و الوَقِیعَهَ ،و هُوَ مَجَازٌ.

وَ وَقَائِعُ العَرَبِ :أَیّامُ حُرُوبِها ،و فی اللِّسَانِ ،أَیّامُ حُرُوبِهِمْ ،و فی العُبَابِ :أَیّامُها الَّتِی کانَتْ فِیها حُرُوبُهم.

و مِنَ المَجَازِ:نَزَلَتْ بهِ الوَاقِعَهُ ،أَی: النّازِلَهُ الشَّدِیدَهُ مِنْ شَدائِدِ الدَّهْرِ.

و الواقِعَهُ :اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ القِیامَه ،و قالَ الزَّجّاجُ فِی تَفْسِیرِ قَوْلهِ تَعالَی: إِذا وَقَعَتِ اَلْواقِعَهُ (3)یُقالُ لِکُلُّ آتٍ یُتَوَقَّعُ :قَدْ وَقَعَ الأَمْرُ،کَقَوْلِکَ :قَدْ جاءَ الأَمْرُ،قَالَ :

و الواقِعَهُ هُنَا:السّاعَهُ ،و القِیَامَهُ .

و

16- فی الحَدِیثِ : «یُوشِکُ أَنْ یَکُونَ خَیْرُ مالِ المُسْلِمِ غَنَماً یَتَّبِعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ ،و مَواقِع القَطْرِ ،یَفِرُّ بدِینِه مِنَ الفِتَنِ ». أَی: مَساقِطه ،و یُقَالُ :انْتَجَعُوا مَوَاقِعَ الغَیْثِ . و مَوْقَعَهُ الطّائِرِ بفَتْحِ القافِ ،و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و تُکْسَرُ قافُه أَیْضاً،نَقَلَه الصّاغَانی: مَوْضِعُ وُقُوعِهِ الَّذِی یَقَعُ علیهِ و یَعْتَادُ إِتْیَانَه،و الجَمْعُ : المَوَاقِعُ ،قالَ الأَخْیَلُ :

کأَنَّ مَتْنَیه مِنَ النَّفِیِّ (4)

مِنْ طُولِ إِشْرَافِی عَلَی الطَّوِیِّ

مَوَاقِعُ الطَّیْرِ عَلَی الصُّفِیِّ

شَبَّه ما انْتَشَرَ من ماءِ الاسْتِسْقَاءِ بالدَّلْوِ عَلَی مَتْنَیْهِ بمَوَاقِعِ الطَّیْرِ عَلَی الصَّفا إِذا زَرَقَتْ (5)علیهِ .

و المَوْقَعَهُ ،کمَرْحَلَهٍ :جَبَلٌ .

و المُوَیْقِعُ ،تَصْغِیرُ مَوْقِعِ (6): ع،بَیْنَ الشَّأْمِ و المَدِینَهِ ، المُشَرَّفَهِ ، علی ساکِنِهَا الصَّلاهُ و السَّلامُ ،قالَ [عدیّ ] (7)بنُ الرِّقَاعِ :

یا شَوْقُ ما بِکَ یَومَ بانَ حُدُوجُهَا

مِنْ ذِی المُوَیْقِعِ غُدْوَهً فَرَآهَا

و المِیقَعَهُ ،بکَسْرِ المِیمِ (8):خَشَبَهُ القَصّارِ الَّتِی یَدُقُّ عَلَیْهَا صارَت الواوُ یاءً؛لاِنْکِسَارِ ما قَبْلَها.

و المِیقَعَهُ أَیْضاً: المِطْرَقَهُ ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ ابنِ عَبّاسٍ :

«نَزَلَ مَعَ آدَمَ علیهِ السَّلامُ المِیقَعَهُ و السِّنْدَانُ و الکَلْبَتَانِ ».

و الجَمْعُ المَوَاقِعُ ،قالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَهَ یَصِفُ مَنَاسِمَ ناقَتِه بالصَّلابَهِ ،و یُشَبِّهُها بالمَطَارِقِ :

أَنْمِی إِلَی حَرْفٍ مُذَکَّرَهٍ

تَهِصُ الحَصَی بمَوَاقِعٍ خُنْسِ

و المِیقَعَهُ أَیْضاً: المَوْضِعُ الّذِی یَأْلَفُه البازِی وَ یَقَعُ علیهِ ،و یَعْتَادُ إِتْیانَه.

و یُقَال: المِیقَعَهُ : المِسَنُّ الطَّوِیلُ ،کَما فِی الصِّحاحِ ، و قِیلَ :هُوَ ما وُقِعَ بهِ السَّیْفُ ،و المِسَنُّ ،بکَسْرِ المِیمِ . و قَدْ وَقَعْتُه بالمِیقَعَهِ ،فهُوَ وَقِیعٌ :حَدَدْتُه بِها ،یُقَالُ :سِکِّینٌ وَقِیعٌ ،أَی:حَدِیدٌ،و کَذلِکَ سَیْفٌ وَقِیعٌ ،أَی: وُقِعَ بالمِیقَعَهِ ،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ ،قالَ الشَّمّاخُ یَصِفُ إِبِلاً:

ص:523


1- (1) دیوانه ص 70 و فیه:«یری»قال أبو عبیده:الصوان الحجاره الکبار، و الوقع أصغر منها.
2- (2) یعنی معنی قوله کل الحذاء یحتذی الحافی الوقع یقول:إن الحاجه تحمل صاحبها علی التعلق بکل ما قدر علیه.و نحو منه(أی هذا المعنی)قولهم:الغریق...
3- (3) سوره الواقعه الآیه الأولی. [1]
4- (4) و یروی:کأن متنیّ انظر الجمهره 135/3. [2]
5- (5) فی التهذیب:ذرقت.
6- (6) عن معجم البلدان«المویقع»و بالأصل«موقوع».
7- (7) زیاده عن معجم البلدان«المویقع».
8- (8) المیم زائده و الیاء بدل من الواو قلبت لکسره المیم،قاله فی اللسان.

یُبَاکِرْنَ العِضاهَ بمُقْنَعاتٍ

نَوَاجِذُهُنَّ کالحَدَإِ الوَقِیعِ

و الحَافِرُ الوَقِیعُ و المَوْقُوعُ :الَّذِی أَصابَتْهُ الحِجَارَهُ فوَقَعَتْهُ [و رَقَّقَتْهُ ] (1)،قالَ رُؤْبَهُ یَصِفُ حِماراً:

یَرْکَبُ قَیْنَاهُ وَقِیعاً ناعِلاَ

أَی حافِراً مُحَدَّدًا،کأَنَّه شُحِذَ بالأَحْجَارِ،کما یُوقَعُ السَّیْفُ إِذا شُحِذَ،و قِیلَ : الوَقِیعُ :الحافِرُ الصُّلْبُ ، و النّاعِلُ :الَّذِی لا یَحْفَی،کأَنَّ عَلَیْهِ نَعْلاً،و قالَ رُؤْبَهُ أَیْضاً:

لأُمٍ یَدُقُّ الحَجَرَ المُدَمْلَقَا

بکُلِّ مَوْقُوعِ النُّسُورِ أَخْلَقَا

و قَدَمٌ مَوْقُوعَهٌ :غَلِیظَهٌ شَدِیدَهٌ .

و الوَقِیعَهُ :لُغَهٌ فِی الوَفِیعَهُ بالفَاءِ،هکَذَا فِی بَعْضِ النُّسَخِ ،و قد تَقَدَّمَ أَنَّه بالقَاف لَحْنٌ ،و فِی أَکْثَرِ النُّسَخِ :

الوَقِیعَهُ (2): نُقْرَهٌ فِی جَبَلٍ أَوْ سَهْلٍ ،و نَصُّ الجَوْهَرِیِّ :قالَ أَبو صاعِدٍ: الوَقِیعَهُ :نُقْرَهٌ فی مَتْنِ حَجَرٍ فِی سَهْلٍ أَو جَبَلٍ یَسْتَنْقِعُ فِیهَا الماءُ ،و هِیَ تَصْغُرُ و تَعْظُمُ ،حَتَّی تُجَاوِزَ حَدَّ الوَقِیعَهِ ،فتَکُونَ وَقِیطاً.قالَ اللَّیْث: ج: وِقاعٌ ،بالکَسْرِ، و وَقائِعُ ،قالَ عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ:

الزّاجِرُ العِیسِ فِی الإِمْلِیسِ أَعْیُنُها

مِثْلُ الوَقَائِعِ فِی أَنْصافِهَا السَّمَلُ

و قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

و نِلْنا سِقَاطاً مِنْ حَدِیثٍ کأَنَّهُ

جَنَی النَّحْلِ مَمْزُوجاً بماءِ الوَقَائِعِ

و الوَقِیعَهُ : القِتَالُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قِیلَ :المَعْرَکَهُ ، و الجَمْعُ : الوَقَائِعُ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و مِنَ المَجَازِ: الوَقِیعَهُ : غَیْبَهُ النّاسِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، یُقَال: وَقَعَ فِی النّاسِ ،أَی:اغْتَابَهُم وُقُوعاً و وَقِیعَهً ،و قِیلَ :

هُوَ أَنْ یَذْکُرَ فِی الإِنْسَانِ ما لَیْسَ فِیهِ ،و مِنْهُ

16- الحَدِیثُ (3):

«ذَهَبَ رَجُلٌ لِیَقَعَ فِی خالِدٍ». أَی:یَذُمَّه و یَعِیبَه و یَغْتَابَه.

و مَوْقُوعٌ :ماءٌ بناحِیَهِ البَصْرَهِ و قِیلَ : ع بناحِیَهٍ بِهَا،قُتِلَ بهِ أَبُو مَعْبَدٍ (4)الشَّنِّیُّ الخارِجِیُّ .

و وَقَاعِ کقَطَامِ :کَیَّهٌ مُدَوَّرَهٌ عَلَی الجاعِرَتَیْنِ أَو حَیْثُمَا کانَتْ ،و قِیلَ :تَکُونُ بینَ القَرْنَیْنِ ؛قَرْنَیِ الرَّأْسِ ،قالَ عَوْفُ بنُ الأَحْوَصِ :

و کُنْتُ إِذا مُنِیتُ بخَصْمِ سَوْءٍ

دَلَفْتُ لَهُ فأَکْوِیهِ وَقَاعِ

و نَسَبَهُ الأَزْهَرِیُّ لِقَیْسِ بنِ زُهَیْرٍ،قالَ الکسائِیّ :و لا تَکُونُ إِلاّ دارَهً (5)حَیْثُ کانَتْ ،یَعْنِی لیسَ لهَا مَوْضِعٌ مَعْلُوم.

و قَدْ وَقَعْتُه -کوَضَعْتُه-[کَوَیْتُهُ ] (6)وَقاعِ ،و قالَ شَمِرٌ:کَواهُ وَقَاعِ :إِذا کَوَی أُمَّ رَأْسِه.

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : أَرْضٌ وَقِیعَهٌ :لا تَکَادُ تَنْشَفُ الماءَ مِنَ القِیعانِ و غَیْرِها مِنَ القِفَافِ و الجِبَالِ ،قالَ : و أَمْکِنَهٌ وُقُعٌ بضَمَّتَیْنِ : بَیِّنَهُ الوَقائِعِ ،کذا فی النّسَخِ ،و مِثْلُه فِی العُبَابِ ،و الصَّوابُ :بَیِّنَهُ الوَقَاعَهِ (7)،کما هُوَ نَصُّ ابنِ شُمَیْلٍ ،و ذَکَرَهُ فی التَّکْمِلَهِ علی الصَّوابِ ،و یُؤَیِّدُه نَصُّ أَبِی حَنِیفَهَ حَیْثُ قالَ : الوَقِیعُ مِنَ الأَرْضِ :الغَلِیظُ الَّذِی لا یَنْشَفُ الماءَ،و لا یُنْبِتُ ،بَیِّنُ الوَقَاعَهِ ،و الجَمْعُ : وُقُعٌ .

و الأَوْقَعُ :شِعْبٌ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و الوَقَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :بَطْنٌ مِنْ بَنِی سَعْدِ بنِ بَکْرٍ ،قالَ أَبُو دُؤادٍ الرُّوَاسِیّ :

یا أُخْتَ دَحْوَهَ أَو یا أُخْتَ أُخْتِهِمُ

مِنْ عامِرٍ وَ سَلُولٍ أَو بَنِی الوَقَعَهْ

و الوَقّاعُ کشَدّادٍ:غُلامٌ للفَرَزْدَقِ کانَ یُوَجِّهُهُ فِی قَبَائِحَ و أَشْیاءَ غَیْرِ جَمِیلَهٍ ،فهُوَ اسْمٌ عَلَی مُسَمّاهُ .

و رَجُلٌ وَقّاعٌ و وَقّاعَهٌ :یَغْتَابُ النّاسَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و رَجُلٌ وَاقِعَهٌ ،أَی: شُجاعٌ قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (8)،و قِیلَ :

داهِیَهٌ ،و هُوَ مَجَازٌ.

و واقِعٌ :فَرَسُ رَبِیعَهَ بنِ جُشَمَ النَّمَرِیِّ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

ص:524


1- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
2- (1) و هی روایه القاموس المطبوع.
3- (2) فی النهایه و اللسان:و [1]منه حدیث طارق.
4- (3) فی معجم البلدان«أبو سعید المثنی الخارجی العبدی».
5- (4) فی التهذیب:الإداره.
6- ((*)) ساقطه من الکویتیه.
7- (5) کما فی التهذیب.
8- (6) الجمهره 134/3.

و واقِعُ بنُ سَحْبَانَ المُحَدِّثُ عن أُسَیْرِ (1)بنِ جابِرٍ،و عَنْهُ قَتَادَهُ .

و فاتَه:الحَسَنُ بنُ واقِعٍ ،عَنْ ضَمْرَهَ (2)بنِ رَبِیعَهَ ،نَقَلَه الحافِظُ .

و النَّسْرُ الواقِعُ :نَجْمٌ کَما فی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه کأَنَّه کاسِرٌ جَنَاحَیْهِ من خَلْفِه حِیالَ النَّسْرِ الطّائِرِ،قُرْبَ بَنَاتِ نَعْشٍ ،و لَمّا کانَ بحِذائِه النَّسْرُ الطّائِرُ سُمِّیَ واقِعاً ،فالنَّسْرُ الواقِعُ شامِیٌّ ،و النَّسْرُ الطّائِرُ حَدُّهُ :ما بَیْنَ النَّجُومِ الشَّامِیَّهِ و الیَمانِیّهِ ،و هو مُعْتَرِضٌ غَیْرُ مُسْتَطِیلٍ ،و هُوَ نَیِّرٌ،و مَعَهُ کَوْکَبانِ غامِضَانِ ،و هو بَیْنَهُمَا وَقّافٌ ،کأَنَّهُمَا لَه کالجَناحَیْنِ ، قد بَسَطَهُمَا،و کأَنَّهُ یَکَادُ یَطِیرُ،و هو مَعَهُما مُعْتَرِضٌ مُصْطَفٌّ ،و لِذلِکَ جَعَلُوه طائرًا،و أَمّا الواقِعُ فهوَ ثَلاثُ کَواکِبَ کالأَثافِیِّ ،فکَوْکَبانِ مُخْتَلِفَانِ ،لَیْسا عَلَی هَیْئَهِ النَّسْرِ الطّائِرِ،فهُمَا له کالجَنَاحَیْنِ ،و لکِنَّهُمَا مُنْضَمّانِ إِلَیْهِ ،کَأَنَّهُ طائِرٌ وَقَعَ .

و یُقَال: وُقِعَ فی یَدِه،کعُنِیَ أَی: سُقِطَ فی یَدِه،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

و یُقَالُ :فُلانٌ یَأْکُلُ الوَجْبَهَ ،و یَتَبَرَّزُ الوَقْعَهَ ،أَی: یَأْکُلُ فِی الیَومِ مَرَّهً ،و یَتَغَوَّطُ مَرَّهً (3)قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ و ابْنُ السِّکِّیتِ :سُئِلَ رَجُلٌ عَنْ سَیْرِه:کَیْفَ کانَ سَیْرکَ ؟قالَ :

کُنْتُ آکُلُ الوَجْبَهَ ،و أَنْجُو الوَقْعَهَ ،و أُعَرِّسُ إِذا أَفْجَرْتُ ، و أَرْتَحِلُ إِذا أَسْفَرْتُ ،و أَسِیرُ المَلْعَ ،و الخَبَبَ و الوَضْعَ ، فأَتَیْتُکُمْ لِمُسْیِ سَبْعٍ (4)،قالَ ابنُ الأَثِیرِ: الوَقْعَهُ :المَرَّهُ مِن الوُقُوعِ :السُّقُوطِ ،و أَنْجُو:مِنَ النَّجْوِ:الحَدَثِ ،أَی:آکُلُ مَرَّهً واحِدَهً ،و أُحْدِثُ مَرَّهً فی کُلِّ یَوْمٍ .

و أَوْقَعَ بِهِمْ فِی الحَرْبِ إِیقاعاً : بالَغَ فِی قِتالِهِمْ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ کوَقَعَ بِهِم وَقْعاً ، کوَضَعَ ،و کذلِکَ أَوْقَعَهُ إِیقاعاً ، کما فِی الأَساسِ ،و هو مَجَازٌ.

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :سَمِعْتُ یَعْقُوبَ بنَ سَلَمَهَ (5)الأَسَدِیَّ یَقُولُ : أَوْقَعَتِ الرَّوْضَهُ إِیقاعاً : أَمْسَکَتِ الماءَ و أَنْشَدَنِی فیهِ :

مُوقِعَهٌ جَثْجَاثُهَا قَدْ أَنْوَرَا

و الإِیقاعُ مِنْ إِیقاع أَلْحَانِ الغِنَاءِ،و هُوَ أَن یُوقِعَ الأَلْحَانَ و یُبَیِّنَها (6)تَبْیِیناً،هکَذا هُوَ فِی اللِّسَانِ و العُبَابِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ «و یَبْنِیهَا»من البِنَاءِ،و سَمَّی الخَلِیلُ -رحِمهُ اللَّهُ تَعالَی-کِتاباً مِنْ کُتُبِه فی ذلِکَ المَعْنَی«کِتَابَ الإِیقاعِ ».

و مُوقِعٌ (7)بالضَّمِّ فی قَوْلِ رُوَیْشِدٍ الطّائِیِّ -:

و مُوقِعُ تَنْطِقُ غَیْرَ السَّدادِ

فلا جیدَ جِزْعُکِ یا مُوقِعُ

-: قَبِیلَهٌ نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ .

و التَّوْقِیعُ :ما یُوَقَّعُ فی الکِتَابِ ،کذا فی الصِّحاحِ و العُبَابِ ،و هُوَ إِلْحَاقُ شَیْ ءٍ (8)بَعْدَ الفَرَاغِ مِنْهُ لِمَنْ رُفِعَ إِلَیْهِ ، کالسُّلْطَانِ و نَحْوِه مِنْ وُلاهِ الأَمْرِ،کَمَا إِذا رَفَعْتَ إِلَی السُّلْطَانِ أَو الوالِی شَکاهً ،فکَتَبَ تَحْتَ الکِتَابِ ،أَو عَلَی ظَهْرِه:یُنْظَرُ فی أَمْرِ هذا،و یُسْتَوْفَی لِهذَا حَقُّه،و رُفِعَ إِلَی جَعْفَرِ بنِ یَحْیَی کِتَابٌ یُشْتَکَی فیهِ بعامِلٍ ،فکَتَبَ عَلَی ظَهْرِه:«یا هذا،قَدْ قَلَّ شاکِرُوک،و کَثُرَ شاکُوک،فإِمّا عَدَلْتَ ،و إِلاّ اعْتَزَلْتَ »،و رُفِعَ إِلی الصّاحِبِ بنِ عَبّادٍ کِتَابٌ فِیهِ أَنَّ إِنْسَاناً هَلَکَ ،وَ تَرَکَ یَتِیماً،و أَمْوَالاً جَلِیلَهً لا تَصْلُحُ للیَتِیمِ ،وَ قَصَدَ الکاتِبُ إِغْرَاءَ الصّاحِبِ بأَخْذِهَا، فوَقَّعَ الصّاحِبُ فیهِ :«الهالِکُ رَحِمَهُ اللّه،و الیَتِیمُ أَصْلَحَهُ اللّه، و المالُ أَثْمَرَهُ اللّه،و السّاعِی لَعَنَهُ اللّه»و نَحْوَ هذا من التَّوْقِیعاتِ نَقَلَه شَیْخُنَا مِنْ «زَهْرِ الأَکَمْ فِی الأَمْثَالِ و الحِکَمْ » لشَیْخِ مَشایِخِه أَبِی الوَفَاءِ الحَسَنَ بنِ مَسْعُودٍ الیُوسِیِّ رَحِمَهُ اللّه تَعَالَی،قِیلَ :هُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ التَّوْقِیعِ الَّذِی هُوَ مُخَالَفَهُ الثّانِی للأَوَّلِ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ : تَوْقِیعُ الکاتِبِ فِی الکِتَاب المَکْتُوبِ :أَنْ یُجْمِلَ بَیْنَ تَضاعِیفِ سُطُورِهِ مَقَاصِدَ الحاجَهِ ، و یَحْذِفَ الفُضُولَ ،و هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ تَوْقِیعِ الدَّبَرِ ظَهْرَ البَعِیرِ، فکأَنَّ المُوَقِّعَ فِی الکِتَابِ یُؤَثِّرُ فِی الأَمْرِ الَّذِی کُتِبَ الکِتَابُ فیهِ ما یُؤَکِّدُه و یُوجِبُه،و فی«زَهْرِ الأَکَمِ »-بَعْدَ نَقْلهِ هذِهِ

ص:525


1- (1) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«أسید».
2- (2) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«حمزه».
3- (3) انظر الجمهره 135/3. [1]
4- (4) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:لمسی سبع،أی لمساء سبع ا ه لسان». [2]
5- (5) فی التهذیب المطبوع:«مسلمه»و فی إحدی نسخه«سلمه»کالأصل.
6- (6) فی القاموس و التهذیب:«و یبنیها»و علی هامشه عن نسخه أخری «و یبیّنها»کالأصل.
7- (7) کذا ضبطت بالتنوین فی القاموس،و ضبطت بدون تنوین فی التکمله هنا و فی الشاهد،لا.
8- (8) فی اللسان:إلحاق شیء فیه بعد...

العِبَارَهَ -فسُمِّیَ هذا تَوْقِیعاً ؛لاِنَّهُ تَأْثِیرٌ فِی الکِتَابِ حِسًّا،أَوْ فی الأَمْرِ مَعْنًی،أَوْ مِنَ الوُقُوعِ ؛لأَنَّه سَبَبٌ لوُقُوعِ الأَمْرِ المَذْکُورِ،أَو لاِنَّهُ إِیقاعٌ لِذلِکَ المَکْتُوبِ فی الکِتَابِ ، فتَوْقِیعُ کَذا بِمَعْنَی إِیقاعهِ .

قلتُ :و مِنْ أَحْسَنِ ما رَأَیْتُ فی التَّوْقِیعاتِ قَوْلُ العَفِیفِ عبدِ اللّه بنِ جَعْفَرٍ،مِنْ مَشَاهِیرِ رِجالِ زَعْلٍ ،وَفَدَ عَلَی المُؤَیَّدِ صاحِبِ تَغِزَّ،فدَاعَبَه فی طَلَبِ الفَسْخ قالَ :

یا مَلِیکاً لَوْ وَزَنّا نَعْلَه

بِجَمِیعِ الخَلْقِ طُرًّا وَزَنَتْ

إِنَّ مَنْ غابَ عَنِ الإِلْفِ زَنَی

بَعْدَ طُولِ المُکْثِ عَنْهَا..

و لم یَکْتُبُ قافِیَهَ البَیْتِ الثّانِی، فوَقَّعَ المُؤَیَّدُ:«وَزَنَتْ » رَحِمَهُ اللَّهُ ،فدَّلَّ ذلِکَ عَلَی جَوْدَهِ فَهْمِهِمَا،نَقَلْتُه مِنْ کتابِ الأَنْسَابِ للنَّاشِرِیِّ .

قالَ شَیْخُنا:و قَدْ زَعَمَ کَثِیرٌ مِنْ عُلَماءِ الأَدَبِ و أَئِمَّهِ اللِّسَانِ :أَنَّ التَّوْقِیعَ مِنْ الکَلامِ الإِسْلامِیِّ ،و أَنَّ العَرَبَ لا تَعْرِفُه،و قد صَنَّفَ فِیهِ جَمَاعَهٌ ،و لا سِیَّما أَهْلُ الأَنْدَلُسِ ، و کلامُهُم ظاهِرٌ فِی أَنَّهُ غَیْرُ عَرَبِیٍّ قَدِیمِ ،و إِنْ کانَ مَأْخُوذاً مِنَ المَعَانِی العَرَبِیَّهِ ،فَتَأَمَّلْ .

ثم قالَ الجَوْهَرِیُّ : یُقَالُ :السُّرُورُ تَوْقِیعٌ جائِزٌ ،قالَ شَیْخُنا:أَی مِنْ أَسْبَابِ السُّرُورِ التَّوْقِیعُ الجَائِزُ،أَی:النّافِذُ الماضِی الَّذِی لا یَرُدُّه أَحَدٌ،لأَنَّه یَدُلُّ عَلَی کَمَالِ الإِمَارَهِ ، و تَمَامِ الرِّیَاسَهِ ،و هی للنُّفُوسِ أَشْهَی مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ، و لِذلِکَ جَعَلَ السُّرُورَ مُنْحَصِراً فِیهَا،و هذَا الکَلامُ کَأَنَّهُ جَوَابٌ مِنْ بَعْضِ الأَکَابِرِ فِی الإِمْرَهِ و الوَجاهَه و نُفُوذِ الإِمْرَه، کأَنَّ شَخْصاً سَأَلَ (1)جَمَاعَهً :ما السُّرُورُ لَدَیْهِ ؟فکُلُّ واحِدٍ أَجابَ بِمَا جُبِلَتْ علیهِ نَفْسُه،و طُبِعَتْ عَلَیْهِ سَجِیَّتُه،عَلَی حِسابِ الرَّغَبَاتِ ،و هو کَثِیرٌ.

قالُوا:سُئِلَ عالِمٌ ،فقِیلَ لَهُ :ما السُّرُورُ؟فقالَ :مَعْنًی صَحَّ بالقِیَاس،و لَفْظٌ وَضَحَ بَعْدَ الْتِبَاس.و قِیلَ لِشُجاعٍ :ما السُّرُورُ؟فقَالَ طِرْفٌ سَرِیع،و قِرْنٌ صَرِیع و قِیلَ لَمَلِکٍ :ما السُّرُورُ؟فقالَ :إِکْرَامُ وَدُود،و إِرْغامُ حَسُود.

و قِیلَ لعاقِلٍ :ما السُّرُور؟فقالَ :صَدِیقٌ تُنَاجِیه،و عَدُوٌّ تُداجِیه.

و قِیلَ لِمُغَنٍّ :ما السُّرُور؟فقالَ :مَجْلِسٌ یَقِلُّ هَذَرُه، و عُودٌ یَنْطِقُ وَتَرُه.

و قِیلَ لِنَاسِکٍ :ما السُّرُورُ؟فقَالَ :عِبَادَهٌ خالِصَهٌ مِنَ الرِّیَاءِ،و رِضَی النَّفْسِ بالقَضاءِ.

و قِیلَ لوَزِیرٍ:ما السُّرُورُ؟فقالَ : تَوْقِیعٌ نافِذٌ.

قالَ شَیْخُنَا:و قَدْ وَقَعَ فی مُحَاضَرَاتِ الرّاغِبِ ما یَدُلُّ عَلَی أَنَّ الّذِی قالَ ذلِکَ هو الفَضْلُ بنُ سَهْلٍ ،فإِنَّ الرّاغِبَ ذَکَرَ فی مُحَاضَراتِه باباً مِنَ الأَمَانِیِّ بحَسَبِ أَحْوَالِ المُتَمَنِّینَ ،و ذَکَرَ فِیهِ أَنْوَاعاً مِمّا أَسْلَفْنَاهُ ،قالَ فی أَوائِلِهِ :قالَ قُتَیْبَهُ بنُ مُسْلِمٍ للحُصَیْنِ بن المُنْذِرِ:ما تَتَمَنَّی ؟فقَالَ :لِوَاءٌ مَنْشُور،و جُلُوسٌ عَلَی السَّرِیر،و سَلاَمٌ عَلَیْکَ أَیُّهَا الأَمِیر، و قِیلَ لِعَبْدِ اللّه بنِ الأَهْتَم:ما تَتَمَنَّی ؟فقالَ : تَوْقِیعٌ نافِذ، و أَمْرٌ جائِز،و قِیل لِحَکِیم:تَمَنَّ (2)ما تَشَاءُ،فقالَ :مُحَادَثَهُ الإِخْوَانِ ،و کَفافٌ مِنْ عَیْش،و الانْتِقَالُ من ظِلٍّ إِلی ظِلّ ، و قالَ بعضُهُم:العَیْشُ کُلُّه فِی صِحَّهِ البَدَنِ ،و کَثْرَهِ المالِ ، و خُمُولِ الذِّکْرِ،ثم قالَ :و وَقَعَ لِلْجاحِظِ أَمْثَالُ هذا مُفَرَّقاً فی کُتُبِه عَلَی أَنْوَاعٍ مِنْ هذا،و فِی هذا القَدْرِ کِفَایَهٌ .

ثمّ قالَ الجَوْهَرِیُّ : و التَّوْقِیعُ : تَظَنِّی الشَّیْ ءِ و تَوَهُّمه ، یُقَالُ : وَقِّعْ أَی:أَلْقِ ظَنَّکَ عَلَی شَیْ ءٍ،و فِی المُحْکَمِ :

التَّوْقِیعُ بالظَّنِّ و الکَلامِ یَعْتَمِدُه لِیَقَعَ علیهِ وَهْمُه.

و قالَ اللَّیْثُ : التَّوْقِیعُ : رَمْیٌ قَرِیبٌ لا تُبَاعِدُه،کأَنَّکَ تُرِیدُ أَنْ تُوقِعَهُ عَلَی شَیْ ءٍ و کَذلِکَ تَوقِیعُ الأَرْکَانِ .

قالَ الجَوْهَرِیُّ : و التَّوْقِیعُ : إِقْبَالُ الصَّیْقَلِ عَلَی السَّیْفِ بمِیقَعَتِه یُحَدِّدُه ،و مِرْمَاهٌ مُوَقَّعَهٌ .

و التَّوْقِیعُ : التَّعْرِیسُ ،و هُوَ النُّزُولُ آخِرَ اللَّیْلِ ،و قَدْ وَقَّعُوا ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

ص:526


1- (1) بهامش المطبوعه المصریه:«قوله سأل جماعه ما السرور لدیه،هکذا فی النسخ و الأمر سهل ا ه ».
2- (2) بالأصل«تمنی».

إِذا وَقَّعُوا وَهْناً کَسَوْا حَیْثُ مَوَّتَتْ

مِنَ الجَهْدِ أَنْفَاسُ الرِّیاحِ الحَوَاشِکِ (1)

و قالَ اللَّیْثُ ،کما فِی العُبَابِ ،و فِی اللِّسَانِ :قالَ الأَصْمَعِیُّ : التَّوْقِیعُ : نَوْعٌ مِنَ السَّیْرِ شِبْهُ التَّلْقِیفِ ،و هو رَفْعُه یَدَهُ (2)إِلی فَوْقُ .

و وَقَعَتِ الحِجَارَهُ الحافِرَ أَی: قَطَّعَتْ سَنَابِکَهُ تَقْطِیعاً هکَذَا نَصُّ العُبَابِ ،و مُقْتَضَی ذلِکَ أَنَّهُ مِن الثُّلاثِیِّ ،و الَّذِی فی اللِّسَانِ :سَنَابِکَهُ تَوْقِیعاً ،و هذا أَشْبَهُ لِسباقِ المُصَنِّف و سِیاقِه،و کِلاهُمَا صَحِیحٌ .

قالَ اللَّیْثُ : و إِذا أَصابَ الأَرْضَ مَطَرٌ مُتَفَرِّقٌ ،أَو أَخْطَأَ، فذلِکَ تَوْقِیعٌ فِی نَبْتِهَا ،و قالَ غَیْرُه:هُوَ إِصَابَهُ المَطَرِ بَعْضَ الأَرْضِ ،و إِخْطَاؤُه بَعْضاً،و قِیلَ :هو إِنْباتُ بَعْضِهَا دُونَ بَعْضٍ .

و مِنَ المَجَازِ: المُوَقَّعُ ، کمُعَظَّمٍ (3):مَنْ أَصابَتْهُ البَلایَا نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عَنِ اللِّحْیَانِیِّ .

و المُوَقَّعُ : المُذَلَّلُ مِنَ الطُّرُقِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ أَیْضاً.

و المُوَقَّعُ أَیْضاً: البَعِیرُ تَکْثُرُ آثارُ الدَّبَرِ عَلَیْهِ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ ،و هُوَ مَجَازٌ،زادَ فِی اللِّسَانِ :لکَثْرَهِ ما حُمِلَ علیهِ و رُکِبَ ،فهُوَ ذَلُولٌ مُجَرَّبٌ ،أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ:

فما مِنْکُمُ أَفْنَاءَ بَکْرِ بنِ وائِلٍ

لِغارَتِنَا إِلاَّ ذَلُولٌ مُوَقَّعُ

و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ للحَکَمِ بنِ عَبَدَلٍ :

مِثْلَ الحِمَارِ المُوَقَّعِ الظَّهْرِ لا

یُحْسِنُ مَشْیاً إِلاّ إِذا ضُرِبَا

و

17- فِی حَدِیثِ عُمَرَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْه: قالَ :«مَنْ یَدُلُّنِی عَلَی نَسِیجِ وَحْدِه ؟فقالَ لَهُ أَبُو مُوسَی-رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ -:ما نَعْلَمُه غَیْرَک،فقالَ :ما هِیَ إِلاّ إِبِلٌ مُوَقَّعٌ ظُهُورُهَا». ضَرَبَ ذلِکَ مَثَلاً لعُیُوبِه.

و فی الأَساسِ : وُقِّعَتِ الدَّابَّهُ بکَثْرَهِ الرُّکُوبِ :سُحِجَتْ ، فتَحاصَّ عَنْهَا الشَّعَرُ،فنَبَتَ أَبْیَضَ .

و المُوَقَّعُ : السِّکِّینُ المُحَدَّدُ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: النِّصالُ المُوَقَّعَهُ ،هی: المَضْرُوبَهُ بالمِیقَعَهِ ،أَی:المِطْرَقَهِ ،قالَ أَبُو وَجْزَهَ :

حَرَّی مُوَقَّعَهٌ ماجَ البَنَانُ بِها

عَلَی خِضَمٍّ -یُسْقَّی الماءَ-عَجّاجِ (4)

و قَدْ ذَکَرَه الجَوْهَرِیُّ بِقَوْلِهِ :و مِرْمَاهٌ مُوَقَّعَهٌ ،أَی:مُحَدَّدَهٌ ، فإِنَّ المُرَادَ بالمِرْمَاهِ هُوَ النَّصْلُ .

و المُوَقِّعُ کمُحَدِّثٍ :الخَفِیف الوَطْ ءِ عَلَی الأَرْضِ ، نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و اسْتَوْقَعَ :تَخَوَّفَ ما یَقَعُ بهِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و هُوَ شِبْهُ التَّوَقُّعِ .

و اسْتَوْقَعَ السَّیْفُ :أَنَی لَهُ الشَّحْذُ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و فِی الأَساسِ :آنَ لَهُ أَنْ یُشْحَذَ،و فِی اللِّسَانِ :احْتَاجَ إِلَی الشَّحْذِ.

و قالَ الجَوْهَرِیُّ : اسْتَوْقَعَ الأَمْرَ:انْتَظَرَ کَوْنَه،کتَوَقَّعَهُ یُقَالُ : تَوَقَّعْتُ مَجِیئَهُ ،و تَنَظَّرْتُه،و فی الأَساسِ : تَوَقَّعَهُ :

ارْتَقَبَ وُقُوعَه ،و قالَ الرّاغِبُ :أَصْلُ مَعْنَاهُ :طَلَبُ وُقُوعِ الفِعْلِ مَعَ تَخَلُّفٍ و اضْطِرابٍ .

و مِنَ المَجَازِ: واقَعَهُ فی المَعْرَکَهِ : حارَبَه.

و مِنَ المَجَازِ: واقَعَ المَرْأَهَ :باضَعَهَا،و خَالَطَهَا ،قالَ ابنُ سِیدَه:و أُراهُ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

المَوْقُوعُ :مَصْدَرُ وَقَعَ یَقَعُ ،کالمَجْلُودِ،و المَعْقُولِ ،قالَ أَعْشَی باهِلَهَ .

و أَلْجَأَ الکَلْبَ مَوْقُوعُ الصَّقِیعِ بِهِ

و أَلْجَأَ الْحَیَّ مِنْ تَنْفاخِها الحَجَرُ

و أَوْقَعَه إِیقاعاً :أَنْزَلَه و أَسْقَطَه،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

ص:527


1- (1) هذه روایه الدیوان ص 422 و صدره فی اللسان و التهذیب: إذا وقعوا و هنا أناخوا مطیّهم.
2- (2) فی التهذیب:«یدیه»نقلاً عن الأصمعی.
3- (3) وردت العباره بالأصل:(و)من المجاز:الموقّع(کمعظم)الأخیر عن اللحیانی(من أصابته البلایا)نقله الجوهری،الأخیر عن اللحیانی؛ و قد حذفنا بما یتفق مع سیاق الصحاح و اللسان. [1]
4- (4) أراد بالحرّی المرماه العطشی،عن التهذیب.

و المَوْقِعُ و المَوْقِعَهُ ،بکسرِ قافِهِما:مَوْضِعُ الوُقُوعِ ، الأَخِیرَهُ عَنِ اللِّحْیَانِیِّ .

و وِقاعَهُ السِّتْرِ: مَوْقِعُهُ إِذا أُرْسِلَ ،حَکاهُ الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ ،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:هُوَ مَوْقِعُ (1)طَرَفِ السِّتْرِ عَلَی الأَرْضِ ،و هِیَ مَوْقِعُه و مَوْقِعَتُه ،و یُرْوَی:« الوَقَاعَهُ »بفَتْحِ الواوِ،و المَعْنَی:ساحَهُ السِّتْرِ.

و المِیقَعَهُ بالکَسْرِ:داءٌ یَأْخُذُ الفَصِیلَ ،کالحَصْبَهِ ، فیَقَعُ فلا یَکَادُ یَقُومُ .

و وَقْعُ السَّیْفِ ،و وَقْعَتُه ،و وُقُوعُه :هَبَّتُه و نُزُولُه بالضَّرِیبهِ .

و وَقَعَ بهِ ما کَرِهَ (2)وُقُوعاً و وَقِیعَهً :نزَلَ ،و فَی المَثَلِ :

«الحِذَارُ أَشَدُّ مِنَ الوَقِیعَهِ » یُضْرَبُ ذلِکَ لِلرَّجُلِ یَعْظُمُ فی صَدْرِه الشَّیْ ءُ،فإِذا وَقَعَ فِیهِ کانَ أَهْوَنَ مِمّا ظَنّ .

و أَوْقَعَ ظَنَّهُ عَلَی الشَّیْ ءِ،و وَقَّعَه ،کِلاهُمَا:قَدَّرَه و أَنْزَلَه.

و وَقَعَ بالأَمْرِ:أَحْدَثَهُ و أَنْزَلَه.

و أَوْقَعَ فُلانٌ بفُلانٍ ما یَسُوءُ،أَیْ :أَنْزَلَهُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ ،و هو مَجازٌ.

و وَقَعَ مِنْهُ الأَمْرُ مَوْقِعاً حَسَناً أَوْ سَیِّئاً:ثَبَتَ لَدَیْه.

و أَوْقَعَ بهِ الدَّهْرُ:سَطَا.

و الوِقَاعُ ،بالکَسْرِ: المُوَاقَعَهُ فِی الحَرْبِ ،قالَ القُطامِیُّ :

و لَوْ تَسْتَخْبِرُ العُلَمَاءَ عَنّا

و مَنْ شَهِدَ المَلاحِمَ و الوِقاعَا

بتَغْلِبَ فِی الحُرُوبِ ،أَلَمْ یَکُونُوا

أَشَدَّ قَبائِلِ العَرَبِ امْتِنَاعَا؟

و قالَ أَیْضاً:

و کُلّ قَبِیلَهٍ نَظَرُوا إِلَیْنَا

و خَلَّوْا بَیْنَنا کَرِهُوا الوِقاعَا

و الوَقْعَهُ :النَّوْمَهُ فی آخِرِ اللَّیْلِ .

و الوَقْعَهُ : وُقُوعُ الطّائِرِ عَلَی الشَّجَرِ أَو الأَرْضِ ،و طَیْرٌ أَواقِعُ ،قالَ الشّاعِرُ:

لَکَا لرَّجُل الحادِی،و قَدْ تَلَعَ الضُّحَی

و طَیْرُ المَنَایَا فَوْقَهُنَّ أَواقِعُ

أَرادَ:وَ واقِعُ ،جمعُ واقعه (3)،فهَمَزَ الواوَ الأُولَی.

و وَقِیعَهُ الطّائِرِ:مِیقَعَتُه.

و إِنَّه لَواقِعُ الطَّیْرِ،أَی:ساکِنٌ لَیِّنٌ ،و هو مَجَازٌ.

و وَقَّعَتِ الدَّوَابُّ تَوْقِیعاً :لُغَهٌ فی وَقَعَت ،و کَذا وَقَّعَتِ الإِبِلُ تَوْقِیعاً إِذا رَبَضَتْ ،و قِیلَ : وَقَّعَتْ ،بالتَّشْدِیدِ:اطْمَأَنَّتْ بالأَرْضِ بَعْدَ الرِّیِّ ،أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

حَتَّی إِذا وَقَّعْنَ بالأَنْبَاثِ

غَیْرَ خَفِیفاتٍ و لا غِراثِ

و إِنَّمَا قالَ :«غَیْرَ خَفِیفَاتٍ »إِلی آخِرِه؛لأَنَّهَا قَدْ شَبِعَتْ و رَوِیَتْ فثَقُلَتْ .

و وَقَعَ بهِ :لامَهُ و عَنَّفَهُ .

و وَقَعَ فِی العَمَلِ وُقُوعاً :أَخَذَ.

وَ وَقَعَ فی قَلْبِی السَّفَرُ،و هُوَ مَجَازٌ.

و واقَعَ الأُمُورَ مُوَاقَعَهً ،و وِقاعاً :داناها،قالَ ابنُ سِیدَه:

أُرَی قَوْلَ الشّاعِرِ،-أَنْشَدَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ -:

و یُطْرِقُ إِطْرَاقَ الشُّجَاعِ و عِنْدَهُ

إِذا عُدَّتِ الهَیْجَا وِقاعُ مُصَادِفِ

إِنّمَا هُوَ مِنْ هذا،قالَ :و أَمّا ابنُ الأَعْرَابِیِّ فَلَمْ یُفَسِّرْهُ .

و وَقَعَ عَلَی امْرَأَتِه:جامَعَها،و هُوَ مَجازٌ،قالَ ابنُ سِیدَه:

و أُراهُ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و الوَقَاعَهُ :صَلابَهُ الأَرْضِ .

و الوَقْعُ :الحَصَی الصِّغارُ،واحِدَتُها وَقْعَهٌ .

و التَّوْقِیعُ :الإِصابَهُ ،أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :

وَ قَدْ جَعَلَتْ بَوَائِقُ مِنْ أُمُورٍ

تُوَقِّعُ دُونَه و تَکُفُّ دُونِی

و الوَقْعُ ،و الوَقِیعُ :الأَثَرُ الَّذِی یُخَالِفُ اللَّوْنَ .

و التَّوْقِیعُ :سَحْجٌ فی أَطْرَافِ عِظَامِ الدَّابَّهِ مِنَ الرُّکُوبِ ،

ص:528


1- (1) فی النهایه و [1]اللسان: [2]موضع وقوع طرف الستر.
2- (2) عن المحکم و [3]بالأصل«ما کرُ»و لا معنی لها.
3- (3) فی المطبوعه الکویتیه:«جمع الوقعه».

و رُبَّمَا انْحَصَّ عَنْهُ الشَّعَرُ،فنَبَتَ أَبْیَضَ .

و وَقَعَ الحَدِیدَ و المُدْیَهَ و النَّصْلَ و السَّیْفَ ، یَقَعُهَا وَقْعاً :

أَحَدَّها و ضَرَبَها،قالَ الأَصْمَعِیُّ :یُقَالُ ذلِکَ إِذا فَعَلْتَهُ بینَ حَجَرَیْنِ .

و نَصْلٌ وَقِیعٌ :مُحَدَّدٌ،و کَذلِکَ الشَّفْرَهُ بِغَیْرِ هاءٍ،قالَ عَنْتَرَهُ :

و آخَرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِی

و فِی البَجْلِیِّ مِعْبَلَهٌ وَقِیعُ (1)

و الوَقِیعُ مِنَ السُّیُوفِ :ما شُحِذَ بالحَجَرِ،و یُقَال: قَعْ حَدِیدَکَ .

و الوَقِیعَهُ :الْمِطْرَقَهُ ،و هو شاذٌّ لأَنَّهَا آلَهٌ ،و الآلَهُ إِنَّمَا تَأْتِی عَلَی مِفْعَلٍ ،قالَ الهُذَلِیُّ :

رَأَی شَخْصَ مَسْعُودِ بنِ سَعْدٍ بکَفِّهِ

حَدِیدٌ حَدِیثٌ بالوَقِیعَهِ مُعْتَدُ (2)

و الوَقِعُ ،ککَتِفٍ :المَرِیضُ یَشْتَکِی (3).

و قالَ أَبُو زَیْدٍ:یُقَالُ لِغِلافِ القارُورَهِ : الوَقْعَهُ ،و الوِقَاعُ و الوِقَعَهُ للجَمِیعِ .قُلْتُ :صَوَابُه بالفَاءِ،و قد تَقَدَّمَ .

و الوَاقِعُ :الَّذِی یَنْقُرُ الرَّحَی،و هُم الوَقَعَهُ .

و أَهْلُ الکُوفَهِ یُسَمُّونَ الفِعْلَ المُتَعَدِّیَ واقِعَاً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و هذِه نَعْلٌ لا تَقَعُ عَلَی رِجْلِی.

و وَقَعَ الأَمْرُ:حَصَلَ .

و فُلانٌ یُسِفُّ و لا یَقَعُ :إِذا دَنَا مِنَ الأَمْرِ ثُمَّ لا یَفْعَلُه،و هُوَ مَجازٌ.و تَوَاقَعا:تَحَارَبَا.

وکع

وَکُعَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ ، وَکَاعَهً ،فهُوَ وَکِیعٌ ، وَ وَکُوعٌ ،و أَوْکَعُ : لَؤُمَ .

و وَکُعَ الفَرَسُ وَکاعَهً ،فهُوَ وَکِیعٌ : صَلُبَ إِهابُه و اشْتَدَّ.

و سِقَاءٌ وَکِیعٌ :مَتِینٌ ،مُحْکَمُ الجِلْدِ و الخَرْزِ،شَدِیدُ المَخَارِزِ،لا یَنْضَحُ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للشّاعِرِ:

عَلَی أَنَّ مَکْتُوبَ العِجَالِ وَکِیعُ

و هُوَ مُغَیَّرٌ،و الرِّوایَهُ :

کُلَی عِجَلٍ مَکْتُوبُهُنَّ وَکِیعُ

العِجَلُ :جَمْعُ عِجْلَهٍ ،و هُوَ السِّقَاءُ،و مَکْتُوبُها:

مَخْرُوزُهَا،و البَیْتُ للطِّرِمّاحِ ،و صَدْرُه:

تَنَشَّفُ أَوْشَالَ النِّطَافِ و دُونَهَا

و فی حَدِیثِ المَبْعَثِ :«فَشَقَّ بَطْنَهُ ،و قالَ : قَلْبٌ وَکِیعٌ » أَی:واعٍ مَتِینٌ (4).

و فَرْوٌ وَکِیعٌ :مَتِینٌ .

و فَرَسٌ وَکِیعٌ :صُلْبٌ شَدِیدٌ.

و قِیل:کُلُّ غَلِیظٍ وَثِیقٍ مَتِین : وَکِیعٌ .

أَوْ قَلْبٌ وَکِیعٌ :فِیهِ عَیْنَانِ تُبْصِرَانِ ،و أُذُنانِ سَمِیعَتَانِ و فِی بَعْضِ النُّسَخِ :«تَسْمَعَان»و هذَا الَّذِی ذَکَرَهُ هُوَ بعَیْنِه نَصُّ حَدِیثِ المَبْعَثِ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ لِسُلَیْمَانَ بنِ یَزِیدَ العَدَوِیِّ یَصِفُ فَرَساً:

عَبْلٌ وَکِیعٌ ضَلِیعٌ مُقْرَبٌ أَرِنٌ

لِلْمُقْرَباتِ أَمامَ الخَیْلِ مُغْتَرِقُ

و الأُنْثَی بالهاءِ،و إِیّاها عَنَی الفَرَزْدَقُ بِقَوْلهِ :

وَ وَفْرَاءَ لَمْ تُخْرَزْ بِسَیْرٍ وَکِیعَهٍ

غَدَوْتُ بِهَا طَبًّا یَدِی بِرشائِها (5)

وَفْرَاءُ،أَیْ :وافِرَهٌ ،یَعْنِی فَرَساً أُنْثَی، وَکِیعَه :وَثِیقَهُ الخَلْقِ ،شَدِیدَهٌ ،و رِشاؤُهَا:لِجَامُهَا.

ص:529


1- (1) ضبطت البجلی بتسکین الجیم عن اللسان و هذه النسبه إلی بجله، و البجلی بفتح الجیم نسبه إلی بجیله،و بهامش اللسان،«فی ماده بجل من الصحاح:و بجله بطن من سلیم و النسبه إلیهم بجلی بالتسکین و منه قول عنتره:و فی البجْلی إلخ».
2- (2) البیت فی دیوان الهذلیین 241/1 فی شعر ساعده بن جؤیه الهذلی، و بالأصل«معتدی»و المثبت عن الدیوان فالبیت من قصیده مرفوعه القافیه قالها یرثی ابن أبی سفیان و مطلعها: ألا بات من حولی نیاماً و رقّداً و عاودنی حزنی الذی یتجددُ و یروی:رأت شخصَ مسعود.
3- (3) فی اللسان: [1]یشتکی رجله من الحجاره.
4- (4) فی النهایه و اللسان:فی حدیث المبعث:«قلب وکیع واعٍ »أی متین محکم.
5- (5) و یروی:طیًّا،کما فی الدیوان.

و فُلانٌ وَکِیعٌ لَکِیعٌ ،و وَکُوعٌ ،لَکُوعٌ :لَئِیمٌ ،و قَدْ وَکُعَ وَکاعهً ،و یُقَالُ : الوَکَاعَهُ :اللُّؤْمُ ،و اللَّکاعَهُ :الشِّدَّهُ .

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : الوَکِیعُ :الشّاهُ تَتْبَعُهَا الغَنَمُ .

و أَبُو سُفْیَانَ وَکِیعُ بنُ الجَرّاحِ بنِ مَلِیحِ بنِ عَدِیِّ بن فَرَسِ بنِ سُفْیَانَ بنِ الحارِثِ بن عَمْرِو بنِ عُبَیْدِ بن رُؤاسٍ الرُّؤاسِیُّ الکُوفِیُّ ،مِنْ کِبَارِ الزُّهّادِ و أَصْحَابِ الحَدِیثِ ، رَوَی عَنْ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ و طَبَقَتِه ،و عَنْهُ شُیُوخُ البُخَارِیِّ ، و مَسْجِدُه خارِجَ فَیْدَ مَشْهُورٌ،ماتَ بهِ مُنْصَرَفَه مِنَ الحَجِّ .

و وَکِیعُ بنُ مُحْرِزٍ،و وَکِیعُ بنُ عَدَسٍ أَو حَدَسٍ :

مُحَدِّثانِ ،فیهِ نَظَرٌ مِنْ وُجُوهٍ ،الأَوّلُ :أَنّ عُدُساً ضَبَطَه الحافِظُ بضَمَّتَیْنِ ،و إِطْلاقُ المُصَنِّفِ یُوهِمُ أَنَّه بالفَتْحِ ، و الثّانِی:أَنَّ وَکِیعَ بنَ عُدُسٍ هذا قَدْ ذُکِرَ فی الصَّحابَهِ ، فقَوْلُه:«مُحَدِّثٌ »مَحَلُّ تَأَمُّلٍ ،و الثّالِثُ :قَوْلُه:«أَو حَدَسٍ » رُوِی بالتَّحْرِیکِ ،و هو قَوْلُ أَحْمَدَ بنِ حَنْبَلٍ ،و صَوَّبَه، و إِطْلاقُه یُوهِمُ أَنَّه بالفَتْحِ ،و قَدْ ذُکِرَ شَیْ ءٌ من ذلِکَ فی حَرْفِ السِّینِ المُهْمِلَه.

و وَکَعَ أَنْفَهُ ،کوَضَعَ وَکْعاً : وَکَزَهُ ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قالَ : و وَکَعَتِ العَقْرَبُ وَکْعَاً : لَدَغَتْ ،و نَصُّ المُحِیطِ :

ضَرَبَتْ بِإِبْرَتِهَا،و مِثْلُه نَصُّ الصِّحاح،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ للقُطامِیِّ :

سَرَی فِی جَلِیدِ اللَّیْلِ حَتَّی کَأَنّما

تَحَرَّمَ بالأَطْرَافِ وَکْعُ العَقارِبِ

و وَکَعَتِ الحَیَّهُ وَکْعاً : لَسَعَتْ ،و نَصُّ أَبِی عُبَیْدٍ: وَکَعَتْهُ الحَیَّهُ :لَدَغَتْهُ ،و قالَ عُرْوَهُ بنُ مُرَّهَ الهُذَلِیُّ -و یُرْوَی لِأَبِی ذُؤَیْبٍ أَیْضاً-:

و دافَعَ أُخْرَی القَوْمِ ضَرْباً خَرادِلاً

و رَمْیَ نِبَالٍ مِثْلَ وَکْعِ الأَسَاوِدِ (1)

و وَکَعَتِ الدَّجاجَهُ وَکْعاً : خَضَعَتْ لِسِفادِ الدِّیکِ ،و نَصُّ العُبَابِ و اللِّسَانِ :عِنْدَ سِفَادِ الدِّیکِ .

و عَن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : وَکَعَ البَعِیرُ:سَقَطَ ،زادَ غَیْرُه: وَجَعاً ،و فی العُبَابِ :مِنَ الوَجَی (2)،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

خِرْقٌ إِذَا وَکَعَ المَطِیُّ مِنَ الوَجَی

لَمْ یَطْوِ دُونَ رَفِیقِه ذَا المِزْوَدِ

وَ رَوَاهُ غَیْرُه«رَکَعَ »أَی انْکَبَّ و انْثَنَی،و ذَا المِزْوَدِ یَعْنِی الطَّعَامَ ؛لأَنَّه فِی المِزْوَدِ یَکُونُ .

و قال ابنُ عَبّادٍ: وَکَعَ فُلاناً بالأَمْرِ وَکْعاً : بَکَّتَهُ .

و و قال الجَوْهَرِیُّ : وَکَعَ الشَّاهَ وَکْعاً : نَهَزَ ضَرْعَها عِنْدَ الحَلْبِ ،یُقالُ :باتَ الفَصِیلُ یَکَعُ أُمَّهُ اللَّیْلَهَ ،و أَنْشَدَ أَبُو عَمْرٍو:

لأَنْتُمْ بوَکْعِ الضَّأْنِ أَعْلَمُ مِنْکُمُ

بقَرْعِ الکُمَاهِ حَیْثُ تُبْغَی الجَرَائِمُ

و مِنْ کَلامِهِم:قالَتِ العَنْزُ:«احْلُبْ ودَعْ ،فإِنَّ لَکَ ما تَدَع،و قالَتِ النَّعْجَهُ :احْلُبْ وَکَعْ ،فلَیْسَ لَکَ ما تَدَع»، أَی:انْهَزِ الضَّرْعَ ،و احْلُبْ [کُلَّ ] (3)ما فِیهِ ،کما فِی الصِّحاحِ .

و فِیهِ أَیْضاً: الوَکَعُ ،مُحَرَّکَهً :إِقْبَالُ الإِبْهَامِ عَلَی السَّبّابَهِ مِنَ الرَّجْلِ حَتَّی یُرَی أَصْلُه ،هکَذا فی النُّسَخِ ،و الَّذِی فِی الصِّحاحِ و العُبَابِ و اللِّسَانِ «أَصْلُهَا» خارِجاً کالعُقْدَهِ ،و هو أَوْکَعُ ،و هِیَ وَکْعَاءُ ،و قالَ غَیْرُه: الوَکَعُ :مَیْلُ الأَصَابِعِ قِبَلَ السَّبّابَهِ ،حَتّی یَصِیرَ کالعُقْفَهِ خِلْقَهً أَوْ عَرَضاً،و قَدْ یَکُونُ فِی إِبْهَامِ الرِّجْلِ ،و قالَ اللَّیْثُ : الوَکَعُ :مَیَلاَنٌ فی صَدْرِ القَدَمِ نَحْوَ الخِنْصَرِ،و رُبَّمَا کانَ فِی إِبْهَامِ الیَدِ،و أَکْثَرُ ما یَکُونُ ذلِکَ للإِماءِ اللّوَاتِی یَکْدُدْنَ فِی العَمَلِ ،و مِنْ ذلِکَ یُقَالُ فی السَّبِّ :یا بْنَ الوَکْعَاءِ ،و قالَ أَبُو زَیْدٍ: الوَکَعُ فِی الرِّجْلِ :انْقِلابُهَا إِلی وَحْشِیِّها.

و فِی الأَساسِ :فلانٌ لا یُفَرِّقُ بینَ الوَکَعِ و الکَوَعِ ، فالوَکَعُ :فِی الرِّجْلِ ،و الکَوَعُ :فِی الیَدِ.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :فِی رُسْغِه وَکَعٌ و کَوَعٌ :إِذا الْتَوَی کُوعُه.

و الوَکْعَاءُ :الأَمَهُ الحَمْقَاءُ الطَّوِیلَهُ ،و قِیلَ :هِی الوَجْعَاءُ ، أَی الَّتِی تَسْقُطُ وَجَعاً.

ص:530


1- (1) فی اللسان: [1]ضربٌ خرادلٌ .
2- (2) الوجی:الحفا.
3- (3) زیاده عن التهذیب و اللسان. [2]

و اسْتَوْکَعَتْ مَعِدَتُه:اشْتَدَّتْ و قَوِیَتْ ،و قِیلَ :اشْتَدَّتْ طَبِیعَتُه.

و اسْتَوْکَعَ السِّقاءُ:مُتِّنَ تَمْتِیناً و اسْتَدَّتْ مَخارِزُه بَعْدَ ما شُرِّبَتْ (1)،قالَهُ اللَّیْثُ ،و اسْتَدَّتْ بالسِّینِ المُهْمَلَهِ عَلَی الصَّوابِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ بالمُعْجَمَهِ (2)،و هو خَطَأٌ، و بَیْنَهَا وَ بَیْنَ «اشْتَدَّتْ »جِناسٌ .

و المِیکَعَهُ ،بالکَسْرِ:سِکَّهُ الحِرَاثَهِ الَّتِی یُسَوَّی بِهَا خُدَدُ الأَرْضِ المَکْرُوبَهِ ، ج: مِیکَعٌ قالَ الجَوْهَرِیُّ :و هِی الَّتی تُسَمّی بالفَارِسِیَّه«بَزَنْ »و قالَ غَیْرُه:هِیَ المالَقَهُ (3).

و المِیکَعُ :السِّقَاءُ الوَکِیعُ ،کما فی العُبَابِ .

و مَیْکَعَانُ بالفَتْحِ ،کما یَدُلُّ له إِطْلاقُه،و هُوَ مَضْبُوطٌ فی العُبَابِ بالکَسرِ: ع،لِبَنِی مازِنِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ ،قالَ حاجِبٌ :

و لَقَدْ أَتانِی ما یَقُولُ مُرَیْثِدٌ

بالمَیکَعَیْنِ و للکَلامِ نَوادِ (4)

و واکَعَ الدِّیکُ الدَّجَاجَهَ ، مُوَاکَعَهً و وِکَاعاً : سَفَدَهَا ،نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ.

و الأَوْکَعُ :الطَّوِیلُ الأَحْمَقُ ،و هِیَ وَکْعَاءُ .

و یُقَالُ :أَسْمَنَ القَوْمُ و أَوْکَعُوا :إِذا سَمِنَتْ إِبِلُهُمْ و غَلُظَتْ من الشَّحْمِ ، و اشْتَدَّتْ .

و أَوْکَعَ زَیْدٌ:قَلَّ خَیْرُه ،و هو کِنَایَهٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: أَوْکَعَ الرَّجُلُ : جاءَ بأَمْرٍ شَدِیدٍ.

قال: و أَوْکَعَ الأَمْرُ إِیکاعاً : وَثُقَ و تَشَدَّدَ ،فهُوَ-إِذن- و وَکُعَ سَوَاءٌ.

قالَ : و اتَّکَعَ الشَّیْ ءُ کافْتَعَلَ :اشْتَدَّ ،و أَصْلُه اوْتَکَعَ ، قُلِبَتِ الواوُ تاءً،ثمّ أُدْغِمَتْ ،قالَ عُکّاشَهُ السَّعْدِیُّ :

مُخْمَلَهً قَرَاطِفاً قَد اتَّکَعْ

بِها مَقَرّاتُ الثَّمِیلاتِ النُّقُعْ (5)

و سِقَاءٌ مُسْتَوْکِعٌ :لَمْ یَسِلْ مِنْهُ شَیْ ءٌ ،فإِذا سالَ فهُوَ نَغِلٌ ، و لا یَخْفَی أَنَّ هذا مَفْهُومٌ مِنْ قَوْلِه سابِقاً: اسْتَوْکَعَ السِّقاءُ:

إِذا مَتُنَ و اسْتَدَّتْ مَخارِزُه،فإِنَّهُ حِینئَذٍ لا یَسِیلُ مِنْهُ شَیْ ءٌ و لا یَنْضِحُ ؛لأَنَّهُ قَدْ شُرِّبَ الماءَ،فتَأَمَّلْ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

عَبْدٌ أَوْکَعُ :لَئِیمٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :و قَدْ جَمَعُوه فِی الشِّعْرِ علَی وَکَعَهٍ ،قال:

أَحْصَنُوا أُمَّهُمُ مِنْ عَبْدِهِمْ

تِلْکَ أَفْعَالُ القِزَامِ الوَکَعَهْ

مَعْنَی أَحْصَنُوا:زَوَّجُوا.

و رَجُلٌ أَوْکَعُ :یَقُولُ :لا،إِذا سُئلَ ،عن أَبِی العَمَیْثَلِ الأَعْرَابِیِّ .

و یُقَالُ :یُعْجِبُنِی وَکَاعَهُ حِمارِکَ ،أَی:غِلَظُه و شِدَّتُه.

و الوَکِیعَهُ مِنَ الإِبِلِ :الشَّدِیدَهُ المَتِینَهُ .

و مِنَ الأَسْقِیَهِ :ماقُوِّرَ ما ضَعُفَ مِنْ أَدِیمِهِ و أُلْقِیَ ،و خُرِزَ ما صَلُبَ مِنْهُ و بَقِیَ .

و أَوْکَعَ السِّقَاءَ:أَحْکَمَه.

و اسْتَوْکَعَ الرَّجُلُ :اشْتَدَّتْ مَعِدتُه.

و اسْتَوْکَعَتِ الفِرَاخُ :غَلُظَتْ و سَمِنَتْ ،کاسْتَوْکَحَتْ .

و أَمْرٌ وَکِیعٌ ،مُسْتَحْکِمٌ .

و المِیکَعُ ،بالکَسْرِ:الجُوالِقُ ؛لأَنَّهُ یُحْکَمُ و یُشَدُّ،و بهِ فُسِّرَ قَوْلُ جَرِیرٍ:

جُرَّتْ فَتَاهُ مُجَاشِعٍ فِی مِنْقَرٍ

-غَیْرَ المِرَاءِ-کما یُجَرُّ المِیکَعُ

و یُقَالُ :خُتِنَ بَعْدَ ما اسْتَوْکَعَتْ قُلْفَتُه،أَی:غَلُظَتْ و اشْتَدَّتْ .

ولع

وَلِعَ بهِ ،کوَجِلَ ، یَوْلَعُ وَلَعاً ،مُحَرَّکَهً ،و وَلُوعاً ، بالفَتْحِ ،فهُوَ وَلُوعٌ ،بالفَتْحِ أَیْضاً للمَصْدَرِ و الاسْمِ ،نَبَّه

ص:531


1- (1) فی التهذیب:«سُرِّب»و فی اللسان:«شُرِّب».
2- (2) فی التهذیب و اللسان:«اشتدت».
3- (3) المالقه قال المجد فی ماده ملق:المالق کهاجر ما یملس به الحارث الأرض المثاره.
4- (4) معجم البلدان«المیکعان»و نسبه لحاجب بن ذبیان.
5- (5) الشطران فی التکمله و نسبهما لأبی محمد الفقعسی،قال:و یقال عکاشه بن أبی مسعده السعدی.

علیه الجَوْهَرِیُّ ،أَیْ :لَجَّ فِی أَمْرِهِ ،و حَرَصَ عَلَی إِیذائِهِ ، قالَ الصّاغَانِیُّ :و کَذلِکَ الوَزُوعُ و القَبُولُ ،قالَ :و لَیْسَ ضَمُّ الواوِ مِنْ کَلامِهِمْ .

و قَالَ شَیْخُنا:الفَتْحُ شَاذٌّ فیهِ ،کما نَصَّ علیهِ سِیبَوَیْه، و قِیاسُه الضَّمُّ ،کما هُوَ مُقَرَّرٌ فِی کُتُبِ الصَّرْفِ انْتَهَی.

ثُمّ إِنَّ ظاهِرَ عِبَارَهِ الجَوْهَرِیِّ أَنَّ الوَلُوعَ اسمٌ مِنْ وَلِعْتُ بهِ أَوْلَعُ ،و الَّذِی فِی اللِّسَانِ : الوَلُوعُ :العَلاقَهُ ،مِنْ أُولِعْتُ ، و کَذلِکَ الوَزُوعُ ،مِنْ أُوزِعْتُ (1)،و هُمَا اسْمَانِ أُقِیمَا مُقامَ المَصْدَرِ الحَقِیقِیِّ .

و أَوْلَعْتُه إِیلاعاً، و أُولِعَ بهِ ،بِالضَّمِّ إِیلاعاً،و وَلُوعاً فهُوَ مُولَعٌ بهِ ،بِالفَتْحِ ،أَی بفَتْحِ الّلامِ ،أَی:أَغْرَیْتُه،و غَرِیَ بهِ وَ لَجَّ ،فهُوَ مُغْرًی بهِ .

و وَلَعَ ، کَوَضَعَ یَلَعُ وَلْعاً ،بالفَتْحِ ، و وَلَعَاناً ،مُحَرَّکَهً :

اسْتَخَفَّ نَقَلَهُ اللِّحْیَانِیُّ ،و أَنْشَدَ لِسُوَیْدٍ الیَشْکُرِیِّ :

فتَراهُنَّ عَلَی مُهْلَتِهِ

یَخْتَلِینَ الأَرْضَ و الشّاهُ یَلَعْ

قالَ :أَی یَسْتَخِفُّ عَدْوًا،و ذَکَّر الشّاهَ .قلتُ :أَی:أَرادَ بهِ الثَّوْرَ،کما حَقَّقَه الصّاغَانِیُّ .

و قالَ غَیْرُه: وَلَعَ یَلَعُ وَلَعاناً : کَذَبَ ،شاهِدُ الوَلْعِ قَوْلُ کَعْبِ بنِ زُهَیْرٍ،رَضِیَ اللَّهُ عنهُ :

لکِنَّها (2)خُلَّهٌ قَدْ سِیطَ مِنْ دَمِهَا

فَجْعٌ و وَلْعٌ و إِخْلافٌ و تَبْدِیلُ

و قالَ ذُو الإِصْبَعِ العَدْوَانِیُّ یُخَاطِبُ صاحِبَهُ :

إِلاَّ بأَنْ تَکْذِبَا عَلَیَّ و لَنْ

أَمْلِکَ أَنْ تَکْذِبَا و أَنْ تَلَعَا

و شاهِدُ الوَلَعَانِ قَوْلُ الشّاعِرِ:

لِخَلاّبَهِ العَیْنَیْنِ کَذّابَهِ المُنَی

و هُنَّ مِنَ الإِخْلافِ و الوَلَعَانِ

أَی هُنَّ مِنْ أَهْلِ الإِخْلافِ و الکَذِبِ .

قُلْتُ :و قد فَسَّر الأَزْهَرِیُّ قَوْلَ الشّاعِرِ:«و الشَّاهُ یَلَعْ »فقالَ :هُو مِنْ قَوْلِهِمْ : وَلَعَ یَلَعُ :إِذا کَذَبَ فِی عَدْوِه و لَمْ یَجِدَّ،و قالَ المازِنِیُّ :الشّاهُ یَلَعُ :أَی لا یَجِدُّ فِی العَدْوِ، فکَأَنَّهُ یَلْعَبُ .

و وَلَعَ بحَقِّهِ وَلْعاً : ذَهَبَ بهِ .

و الوَالِعُ :الکَذّابُ ،ج: وَلَعَهٌ ،کسافِرٍ و سَفَرَهٍ ،قالَ أَبُو دُؤادٍ الرُّؤاسِیُّ :

مَتَی یَقُلْ تَنْقَعِ الأَقْوَامَ قَوْلَتُه

إِذا اضْمَحَلَّ حَدِیثُ الکُذَّبِ الوَلَعَهْ

و وَلْعٌ والِعٌ :مُبَالغَهٌ ،کما یُقَالُ :عَجْبٌ عاجِبٌ ، أَی کَذِبٌ عَظِیمٌ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیتِ ،یُقَالُ :مَرَّ فُلانٌ فَ ما أَدْرِی ما وَلَعَه ،أَیْ : ما حَبَسَهُ . قالَ : و ما أَدْرِی ما والَعَهُ بمَعْنَاهُ ، کما فی الصِّحاحِ (3).

و رَجَلٌ وُلَعَهٌ ، کهُمَزَهٍ : یُولَعُ بِما لا یَعْنِیهِ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .

و بَنُو وَلِیعَهَ ،کسَفِینَهٍ :حَیٌّ مِنْ کِنْدَهَ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لِعَلِیِّ بن عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَبّاسٍ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ .

أَبِی العَبّاسُ قِرْمُ بَنِی قُصَیٍّ

و أَخْوَالِی المُلُوکُ بَنُو وَلِیعَهْ

هُمُو مَنَعُوا ذِمَارِی یَوْمَ جاءَتْ

کَتائِبُ مُسْرِفٍ و بَنُو اللَّکِیعَهْ (4)

و کِنْدَهُ مَعْدِنٌ لِلْمُلْکِ قِدْماً

یَزِینُ فِعالَهُم عِظَمُ الدَّسِیعَهْ

و والِعٌ :ع نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و الوَلِیعُ ،کأَمِیرٍ: الطَّلْعُ ما دامَ فی قِیقائِه ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،زادَ الصّاغَانِیُّ :کأَنَّهُ نَظْمُ اللُّؤْلُؤِ،و زادَ صاحِبُ اللِّسَانِ :فِی شِدَّهِ بَیاضِه،و قِیلَ :هُوَ الطَّلْعُ قَبْلَ أَنْ یَتَفَتَّحَ ، و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ قَوْلَ الشّاعِر یَصِفُ ثَغْرَ امْرَأَهٍ :

ص:532


1- (1) نقله فی التهذیب عن أبی عبیده عن الکسائی.
2- (2) عن التهذیب و اللسان و [1]بالأصل«کأنها».
3- (3) فی الصحاح:«و الِعَتُهُ »و مثلها فی اللسان. [2]
4- (4) یعنی کتائب مسلم بن عقبه المری،یوم وقعه الحره و انظر مروج الذهب 86/3. [3]

و تَبْسمُ عَنْ نَیِّر کالوَلِیعِ

تُشَقِّقُ عَنْهُ الرُّقاهُ الجُفُوفَا

الرُّقاهُ :الَّذِینَ یَرْقُوْنَ إِلی النَّخْلِ ،و الجُفُوفُ :جَمْعُ جُفٍّ لِوِعَاءِ الطَّلْعِ ،و قَالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الوَلِیعُ ما دامَ فی جَوْفِ الطَّلْعَهِ ،و هُوَ الإِغْرِیضُ ،و قالَ ثَعْلَبٌ :ما فِی جَوْفِ الطَّلْعَهِ ، و قالَ أَبو حَنِیفَهَ :ما دَامَ فِی الطَّلْعَهِ أَبْیَضَ ،قالَ ثَعْلَبٌ :

وَاحِدَتُه وَلِیعَهٌ ،و بهِ سُمِّیَ الرَّجُلُ .

و أَوْلَعَهُ به:أَغْرَاهُ بهِ (1)،فهُوَ مُولَعٌ به،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و التَّوْلِیعُ :اسْتِطالَهُ البَلَقِ ،کَما فی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه:

و تَفَرُّقُه،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

فِیها خُطُوطٌ مِنْ سَوَادٍ و بَلَقْ

کَأَنَّهُ فِی الجِلْدِ تَوْلِیعُ البَهَقْ

قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ :قُلْتُ لِرُؤْبَهَ :إِنْ کانَتِ الخُطُوطُ فقُلْ :

کأَنَّهَا،و إِنْ کانَ سَوَادٌ و بَیَاضٌ فقُلْ :کأَنَّهُمَا،فقالَ :

کأَنَّ ذا-وَیْلَکَ - تَوْلِیعُ البَهَقْ

کَمَا فی الصِّحاحِ و العُبَابِ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ :و رِوایَهُ الأَصْمَعِیِّ :«کأَنَّهَا»،أَی:کأَنَّ الخُطُوطَ ،و قالَ الأَصْمَعِیُّ :

فإِذا کانَ فِی الدّابَّهِ ضُرُوبٌ مِنَ الأَلْوَانِ مِنْ غَیْرِ بَلَقٍ ،فذلِکَ التَّوْلِیعُ ، یُقَال:بِرْذَوْنٌ مُوَلَّعٌ و ثَوْرٌ مُوَلَّعٌ ،کمُعَظَّمٍ ،و کذلِکَ الشّاهُ و الظَّبْیَهُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیٍّ لاِبْنِ الرِّقاعِ ،یَصِفُ حِمَارَ وَحْشٍ :

مُوَلَّعٌ بِسَوادٍ فِی أَسافِلِه

مِنْهُ اکْتَسَی،و بِلَوْنٍ مِثْلِه اکْتَحَلاَ

و قال أَبُو ذُؤْیْبٍ ،یَصِفُ الکِلابَ و الثَّوْرَ:

یَنْهَسْنَهُ و یَذُودُهُنَّ و یَحْتَمِی

عَبْلُ الشَّوَی بالطُّرَّتَیْنِ مُوَلَّعُ (2)

أَی: مُوَلَّعٌ فِی طُرَّتَیْهِ .

و اتَّلَعَ فُلاناً والِعَهٌ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و هُوَ عَلَی افْتَعَل، و الّذِی نَقَلَه الصّاغَانِیُّ عَن ابْنِ السِّکِّیتِ :اتَّلَعَتْ فُلاناً والِعَهٌ أَی:خَفِیَ عَلَیَّ أَمْرُه. و فی التَّهْذِیبِ :یُقَالُ : وَلَعَ فُلاناً والِعٌ ،و وَلَعَتْهُ والِعَهُ ،و اتَّلَعَتْه والِعَهٌ ،أَی:خَفِیَ عَلَیَّ أَمْرُهُ فلا أَدْرِی أَحَیٌّ هُوَ أَوْ مَیِّتٌ و مِثْلُه فی التَّکْمِلَهِ (3).

و رَجُلٌ مُوتَلَعُ القَلْبِ و مُوتَلَهُ القَلْبِ ،و مُتَّلَعُ القَلْبِ ،و مُتَّلَهُ القَلْبِ ،أَی: مُنْتَزَعُهُ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

وُلِعَ بهِ ،کعُنِیَ :أُغْرِی بهِ ،قالَ شَیْخُنَا:و هُوَ الأَکْثَرُ فی الاسْتِعْمَالِ ،کما فی شُرُوحِ الفَصِیحِ .

قالَ :و فِی المِصْباحِ أَنَّه یُقَالُ أَیْضاً: وَلَعَ ،کمَنَعَ ،و قد أَغْفَلَه المُصَنِّفُ تَقْصِیرًا.

و الوُلُوعُ بالضَّمِّ :الکَذِبُ ،هکَذا نَقَلَهُ فِی مَصَادِرِ وَلَعَ وَلْعاً :إِذا کَذَبَ .

قلتُ :و قد سَبَقَ عَن الصّاغَانِیِّ و غَیْرِه أَنَّ ضَمَّ واوِه لَیْسَ بمَسْمُوعٍ .

و أَوْلَعَهُ بهِ :صَیَّرَه یُولَعُ بهِ ،قالَ جَرِیرٌ:

فأَوْلِعْ بالعِفَاسِ بَنِی نُمَیْرٍ

کما أَوْلَعْتَ بالدَّبَرِ الغُرَابَا

و لَهُ بهِ وَلَعٌ ،و هو وَلِعٌ ککَتِفٍ .

و تَوَلَّعَ بفُلانٍ :یَذُمُّه و یَشْتُمُه،و هو مُتَوَلِّعٌ بعِرْضِه یَقْذِفُ (4)فِیه.

و قال عَرّامٌ :یُقَالُ :بِفُلانٍ مِنْ حُبِّ فُلانَهَ الأَوْلَعُ ، و الأَوْلَقُ ،و هُوَ:شِبْهُ الجُنُونِ ،هذا مَحَلُّ ذِکْرِهِ ،و قد سَبَقَ للمُصَنِّفِ فی الهَمْزَه،و نَبَّهْنَا هُنَالِکَ .

و إِیتَلَعَتْ فُلانَهُ قَلْبِی،أَی:انْتَزَعَتْ .

و التَّوْلِیعُ :التَّلْمِیعُ مِنَ البَرَصِ و غَیْرِه،یُقَال:رَجُلٌ مُوَلَّعٌ ،أَی:بهِ لُمَعٌ مِنْ بَرَصٍ .

ص:533


1- (1) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«أغراه به»یعنی أن لفظه«به» هی فی متن إحدی نسخ القاموس.
2- (2) دیوان الهذلیین 12/1 بروایه: ینهشنه و یذبّهن و یحتمی قال الأصمعی فی الفرق بین النهش و النهس:إن النهش هو تناول اللحم أو الشیء من غیر تمکن شبیهاً بالاختلاس.و النهس:أن یأخذ الشیء متمکناً بمقدم مالأسنان،و الطرتان:قال الجوهری هما من الحمار فطان أسودان علی کتفیه،و قد جعلهما أبو ذؤیب للثور الوحشی أیضاً فی البیت.
3- (3) فی التکمله و التهذیب:أم میّت.
4- (4) فی الأساس:یدقّ فیه.

و وَلَّعَ اللَّهُ جَسَدَه (1)،أَی:بَرَّصَهُ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ .

و یُقَال:أُخِذَ ثَوْبِی و ما أَدْرِی ما وَلَعَ بهِ ،أَی:ذَهَبَ بهِ .

و یُقَال:إِنَّکَ لا تَدْرِی بمَنْ یُولِعُ هَرِمُک،حَکَاهُ یَعْقُوبُ .

و الوَلائِعُ ،هِیَ :القَبِیلَهُ الَّتِی ذَکَرَهَا المُصَنِّفُ ،و قد جَمَعَهُ الشّاعِرُ عَلَی حَدِّ المَهَالِبِ و المَنَاذِرِ،فقالَ :

تَمَنَّی-و لَمْ أَقْذِفْ لَدَیْهِ -مُجَرَّباً

لِقَائِلِ سَوْءِ یَسْتَجِیرُ الوَلاَئِعا (2)

و اسْتَعْمَلَتِ العامَّهُ الوَلَعُ بمَعْنَی:الشَّوْقِ ،و التَّوْلِیع بمَعْنَی:إِیقادِ النّارِ،و بمَعْنَی:التَّشْویِق.

ومع

الوَمْعَهُ بالفَتْحِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هِی الدُّفْعَهُ مِنَ الماءِ ،و الوَعْمَهُ (3):ظَبْیَهُ الجَبَلِ .

هکذا فی العُبَابِ و فی التَّکْمِلَهِ :من الماءِ،و الَّذِی فِی التَّهْذِیبِ :مِنَ المعاءِ (4)،و هکذا نَقَلَه صاحبُ اللِّسَانِ ، فتَأَمَّلْ .

ونع

الوَنَعُ ،بالنُّونِ ،مُحَرَّکَهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:لُغَهٌ یمانِیَهٌ ،یُشَارُ بِها إِلَی الشَّیْ ءِ الیَسِیرِ ،کذا نَصُّ العُبابِ و التَّکْمِلَهِ ،و فی اللِّسَانِ :إِلَی الشَّیْ ءِ الحَقِیرِ، و قَالَ ابنُ سِیدَه:لَیْسَ بثابتٍ .

فصل الهاء مع العین

هبرکع

الهَبَرْکَعُ ،کسَفَرْجَلٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (5):هُوَ القَصِیرُ و أَنْشَدَ:

لَمّا رَأَتْهُ مُودَناً هَبَرْکَعَا

کَذا فی العُبَابِ ،و التَّکْمِلَه،و اللِّسَانِ .

هبع

هَبَعَ الفَصِیلُ ، کمَنَعَ ، هُبُوعاً ،بالضَّمِّ ، و هَبَعاناً ،مُحَرَّکَهً : مَشَی و مَدَّ عُنُقَه.

أَو الهُبُوعُ و الهَبْعُ : مَشْیُ الحُمُرِ البَلِیدَهِ ،و قد هَبَعَتْ :

مَشَتْ مَشْیاً بَلِیدًا،و قالَ بَعْضُهُم:الحُمُرُ کُلُّها تَهْبَعُ ،و هُوَ مَشْیُهَا خاصَّهً .

أَو الهُبُوعُ : أَنْ یُفَاجِئَکَ القَوْمُ مِنْ کُلِّ مَکَانٍ ،و فِی اللِّسَان:مِنْ کُلِّ جانِبٍ .

و الهُبَعُ کصُرَدٍ:الحِمَارُ ،سُمِّیَ بهِ لهُبُوعهِ .

و أَیضاً: الفَصِیلُ یُنْتَجُ فی حَمَارَّهِ القَیْظِ ، أَو الَّذِی نُتِجَ فی آخِرِ النِّتَاجِ ،یُقَال:مالَهُ هُبَعٌ و لا رُبَعٌ ،و علَی هذا اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و الأَوَّلُ ذَکَرَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ الکِفَایَهِ ،و فی الصِّحاحِ :قالَ الأَصْمَعِیُّ :سَأَلْتُ جَبْرَ بنَ حَبِیبٍ :و مِثْلُه فی العُبَابِ (6)،و فی اللِّسَانِ :قالَ الأَصْمَعِیُّ :حَدَّثَنِی عِیسَی بنُ عُمَرَ قالَ :سَأَلْتُ جَبْرَ بنَ حَبِیبٍ :لِمَ سُمِّیَ الهُبَعُ هُبَعاً ؟قالَ :لأَنَّ الرِّبَاعَ تُنْتَجُ فِی رِبْعِیَّهِ النِّتاجِ ،أَی:

فی أَوَّلهِ ،و یُنْتَجُ الهُبَعُ فی الصَّیْفِیَّهِ ،فإِذا ما مشی (7)الرِّباعُ أَبْطَرَتْهُ ذَرْعَه؛لأَنَّهَا أَقْوَی مِنْهُ ، فَهَبَعَ ،أَی:اسْتَعَانَ بِعُنُقِه فی مِشْیَتِه،انْتَهَی،الواحِدَهُ هُبَعَهٌ ،و ج: هُبَعاتٌ ،و هِبَاعٌ ، بالکَسْرِ،کَذا فی اللِّسَانِ ،و جَوَّزَه صاحِبُ المُحِیطِ ،و نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ قالَ :لا یُجْمَعُ هُبَعٌ عَلَی هِباعٍ ، کَما لا یُجْمَعُ رُبَعٌ عَلی رِباعٍ ،هکذا هو فِی نُسْخَهِ الصِّحاحِ المَوْثُوقِ بها،و الصَّوابُ :«کما یُجْمَعُ رُبَعٌ عَلَی رِباعٍ » (8)کَما فی العُبَابِ و اللِّسَانِ ،و قد مَرَّ فِی«ر ب ع» أَن رُبَعاً یُجْمَعُ عَلَی رِباعٍ و أَرْباعٍ ،و الرُّبَعَهُ تُجْمَعُ عَلَی رُبَعاتٍ و رِباعٍ ،و ذَکَرْنا هُنالِکَ أَنَّ رِباعاً فی جَمْعِ رُبَعٍ شاذٌّ،و کَذلِکَ أَرْبَاعٌ ؛لأَنَّ سِیبَوَیْه قالَ :إِنَّ حُکْمَ فُعَلٍ أَنْ یُکَسَّرَ عَلَی فِعْلانٍ (9)،فی غالِبِ الأَمْرِ،فتَأَمَّلْ .

و المُهْبِعُ ، کمُحْسِنٍ :صاحِبُه ،أَی الهُبَع ،نَقَلَه الصّاغَانِیُّ .

و اسْتَهْبَعَ البَعِیرَ أَی:أَبْطَرَهُ ذَرْعَهُ ،و حَمَلَهُ عَلَی الهُبُوع

ص:534


1- (1) فی الأساس:وجهه.
2- (2) هذه روایه اللسان و نسبه للجموح الهذلی،و نسبه بحواشی المطبوعه الکویتیه لغالب بن رزین.
3- (3) عن التهذیب و اللسان و بالأصل«الومعه».
4- (4) الأصل و اللسان و فی التهذیب:من الماء.
5- (5) الجمهره 371/3-372. [1]
6- (6) و التهذیب أیضاً.
7- (7) فی التهذیب:«فإذا ماشی»و بهامش المطبوعه المصریه:«قوله:فإذا ما مشی إلخ عباره اللسان: [2]فتقوی الرباع قبله،فإذا ما شاها أبطرته»فی اللسان: [3]أبطرته ذرعاً.
8- (8) و هی روایه الصحاح [4]المطبوع.
9- (9) عن المطبوعه الکویتیه نقلاً عن اللسان [5]ربع،و بالأصل«فعلات»بالتاء.

نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الرّاجِزِ:

یَسْتَهْبِعُ المُواهِقَ المُحَاذِی

قلتُ :و هو قَوْلُ عَمْرِو بنِ حُمَیْلٍ ،و یُقَال:ابنُ جَمِیلٍ (1)،یَصِفُ جَمَلاً،و أَوَّلُهُ :

کأَنَّ أَوْبَ ضَبْعِهِ المَلاّذِ (2)

ذَرْعَ الیَمَانِینَ سَدَی المِشْوَاذِ

یَسْتَهْبِعُ ..

إِلی آخِرِه *و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهابِعُ ،و الهَبُوعُ ،منَ الإِبِلِ :الّذِی یَسْتَعْجِلُ و یَسْتَعِینُ بعُنُقِه،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و إِنِّی لأَطْوِی الکَشْحَ مِنْ دُونِ ما انْطَوَی

و أَقْطَعُ بالخَرْقِ الهَبُوعِ المُراجِمِ

أَراد:أَقْطَعُ الخَرْقَ بالهَبُوعِ ،فأَتْبَعَ الجَرَّ الجرَّ (3).

و إِبِلٌ هُبَّعٌ ،کسُکَّرٍ،قالَ العَجّاج:

کَلَّفْتُهَا ذا هَبَّهٍ هَجَنَّعَا

عَوْجاً تَبُذُّ الذّامِلاتِ الهُبَّعَا (4)

و الهَوابِعُ :الحُمُرُ البَلِیدَهُ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

فأَقْبَلَتْ حُمْرُهُمْ هَوَابِعَا

فِی السِّکَّتَیْنِ تَحْمِلُ الأَلاکِعَا

الأَلاکِعُ :الأَوْسَاخُ .

هبقع

الهَبْقَعُ ،کجَعْفَرٍ،و عُلابِطٍ :القَصِیرُ المُلَزَّزُ الخَلْقِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (5).

و الهَبَنْقَعُ ،کسَمَنْدَلٍ :المَزْهُوُّ الأَحْمَقُ المُحِبُّ لمُحَادَثَهِ النِّسَاءِ ،کذا فِی الصِّحاحِ ،و هُوَ قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ أَیْضاً،و فی المُحِیطِ :الَّذِی یُحِبُّ حَدِیثَ النِّساءِ. و فیهِ أَیْضاً: الهَبَنْقَعُ : مَنْ یَسْأَلُ النّاسَ وَ فِی یَدِه عَصاً ، و فی اللِّسَانِ :الَّذِی یَجْلِسُ عَلَی عَقِبَیْهِ أَوْ أَطْرَافِ أَصابِعِه یَسْأَلُ النّاسَ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الهَبَنْقَعُ : مَنْ إِذا قَعَدَ فی مَکَانٍ لَمْ یَبْرَحْه ،و صاحِبُ نِسْوَان،و أَنْشَدَ:

أَرْسَلَها هَبَنْقَعٌ یَبْغِی الغَزَلْ

أَخْبَرَ أَنَّه صاحِبُ نِساءٍ،و قال شَمِرٌ:هُوَ الَّذِی یَأْتِیکَ یَلْزَمُ بابَکَ فِی طَلَبِ ما عِنْدَکَ ،و لا یَبْرَحُ .

و الهَبَنْقَعَهُ بهاءٍ:الهِدْلِقُ المُسْتَرْخِی المَشَافِرِ مِنَ الإِبِلِ ، نَقَلَهُ ابنُ فارِسٍ .

و الهَبَنْقَعَهُ : قُعُودُکَ عَلَی عُرْقُوبَیْکَ قائِماً عَلَی أَطْرَافِ أَصابِعِکَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، أَو هِیَ :الإِقْعَاءُ مَع ضَمِّ الفَخِذَیْنِ و فَتْحِ الرِّجْلَیْنِ ،و مِنْهُ قَوْلُ الزِّبْرِقَانِ بن بَدْرٍ:

«أَبْغَضُ کَنَائِنی إِلَیِّ الطُّلَعَهُ الخُبَأَهُ ،الَّتِی تَمْشِی الدِّفِقَّی (6)، و تَجْلِسُ الهَبَنْقَعَهُ »،و قِیلَ :هُوَ قُعُودُ الاسْتِلْقَاءِ إِلَی خَلْفٍ ، و قِیلَ :هُوَ أَنْ یَتَرَبَّعَ ،ثُمَّ یَمُدَّ رِجْلَه فِی تَرَبُّعِهِ .

و اهْبَنْقَعَ الرَّجُلُ : جَلَس الهَبَنْقَعَهَ ،و هی جِلْسَهُ المَزْهُوِّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

رَجُلٌ هَبَنْقَعٌ :قَصِیرٌ مُلَزَّزٌ،و النُّونُ زائِدهٌ .

و الهَبَنْقَعُ :الذی لا یَسْتَقِیمُ فی قَوْلٍ ،أَو فِعْلٍ ،و لا یُوثَقُ بهِ ،و بهِ فُسِّرَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ الَّذِی أَنْشَدَهُ الجَوْهَرِیُّ :

و مُهُورُ نِسْوَتِهِمْ إِذا ما أُنْکِحُوا

غَدَوِیُّ کُلِّ هَبَنْقَعٍ تِنْبَالِ (7)

و امْرَأَهٌ هَبَنْقَعَهٌ :حَمْقَاءُ فِی جُلُوسِهَا و أُمُورِهَا.

هبلع

الهَبَلَّعُ ،کعَمَلَّسٍ ،و قِرْطاسٍ ،و دِرْهَمٍ ، الأُولَی عَنِ اللَّیْثِ ،و الثّانِیَهُ عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و عَلَی الثّالِثَهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ :هو الأَکُولُ ،و أَنْشَدَ لِجَرِیرٍ:

وُضِعَ الخَزِیرُ فقِیلَ :أَیْنَ مُجاشِعٌ

فَشَحا جَحافِلَهُ جُرافٌ هِبْلَعُ

ص:535


1- (1) فی اللسان [1]ط دار المعارف:عمر بن جمیل.
2- (2) فی اللسان«جرذ»،و بدون نسبه: کأن أوب صنعهِ الملاّذ یستهیع المراهق المحاذی.
3- (3) کلمه الجرَّ الثانیه سقطت من المطبوعه الکویتیه.
4- (4) الشطران فی التکمله و نسبهما لرؤبه،و فی التکمله:«غوجاً»بدل «عوجاً».
5- (5) الجمهره 313/3 و فی التکمله عنه:«هَبَنْقَع».
6- (6) الدفقی:مشی واسع،عن اللسان.
7- (7) فی التهذیب«هبنقع»365/3 إذا ما أنکحوا بفتح الهمزه و الکاف.

و زادَ اللَّیْثُ :هُوَ الأَکُولُ العَظِیمُ اللَّقْمِ ،الواسِعُ الحُنْجُورِ.

و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و قِیلَ :إِنَّ هَاءَ هِبْلَعٍ زائِدَهٌ ،فیَکُونُ مِنَ البَلْعِ ،و قد قَدَّمْنَا الإِشَارَهَ إِلیه.

و الهِبْلَعُ کدِرْهَمٍ :الکَلْبُ السَّلُوقِیُّ .

و هِبْلَعٌ أَیْضاً:اسْمُ کَلْب بعَیْنِه قالَ رُؤْبَهُ :

و الشَّدُّ یُدْنِی لاحِقاً و هِبْلَعَا

و صاحِبَ الحِرْجِ ،و یُدْنِی مَیْلَعَا (1)

لاحِقٌ ،و هِبْلَعٌ ،و مَیْلَعٌ :أَسْمَاءُ کِلابٍ بعینها (2)،و أَرادَ بصاحِبِ الحِرْجِ کَلْباً ذَا وَدْعَهٍ تُعَلَّقُ عَلَی الکِلابِ تُحَسَّنُ بِهَا،و قِیلَ :إِنَّ هاءَ هِبْلَعٍ زائِدَهٌ ،و لیسَ بقَوِیّ .

قلت:و زِیَادَهُ هائِه و هاءِ هِجْرَعٍ نُقِلَ عَن الأخْفَشِ ،کما ذَکَرَهُ ابنُ خالَوَیْهِ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الهِبْلَعُ ،کدِرْهَمٍ :اللَّئِیمُ .

و عَبْدٌ هِبْلَعٌ :لا یُعْرَفُ أَبَوَاهُ ،أَوْ لا یُعْرَفُ أَحَدُهُمَا،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ .

و قالَ اللَّیْثُ :الهُلابِعُ و الهُبَالِع :اللَّئِیمُ ،و أَنْشَدَ:

و قُلْتُ لا آتِی زُرَیْقاً طائِعَا

عَبْدَ بَنِی عائِشَهَ الهُلابِعَا

و سَیَأْتِی فی«هلبع».

هتع

هَتَعَ إِلَیْهِم،بالمُثَنّاهِ الفَوْقِیَّهِ ، کَمَنَعَ ، هَتْعاً ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ فِی التَّکْمِلَهِ ،و أَوْرَدَهُ فی العُبَابِ ،قال ابْنُ دُرَیْدٍ:أَیْ أَقْبَلَ نَحْوَهُمْ مُسْرِعاً مِثْلُ :هَطَعَ سَواء،و مثله فِی اللّسَانِ .

هجرع

الهِجْرَعُ ،کدِرْهَمٍ ،و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الهَجْرَعُ ،مِثالُ : جَعْفَرٍ :لُغَهٌ فی الهِجْرَعِ ،کدِرْهَمِ ،و هُوَ الأَحْمَقُ من الرِّجالِ ،نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ ،قالَ :

و لأَقْضِیَنَّ عَلَی یَزِیدَ أَمِیرِهَا

بِقَضاءِ لا رِخْوٍ و لَیْسَ بهِجْرَعِ

و قالَ الجَوْهَرِیُّ :هو الطَّوِیلُ و مِثْلُه لاِبْنِ سِیدَه،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و یُقَالُ لِلطَّوِیلِ : هِجْرَعٌ ،و هِرْجَعٌ (3)،قالَ أَبُو نَصْرٍ:سَأَلْتُ الفَرّاءَ عَنْهُ فکَسَرَ الهاءَ،و قالَ :هُو نادِرٌ، و قِیلَ :هُوَ الطَّوِیلُ المَمْشُوقُ نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و قَال أَبُو عُمَرَ الزّاهِدُ: الهِجْرَعُ : المَجْنُونُ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هُوَ الطَّوِیلُ الأَعْرَجُ .

و قالَ اللَّیْثُ : الهِجْرَعُ : الکَلْبُ السَّلُوقِیُّ الخَفِیفُ .

قُلْتُ :و اخْتُلِفَ فِی هاءِ هِجْرَعٍ فَقَالَ شَیْخُنَا:قَالَ الشَّیْخُ أَبُو حَیّان-کابْنِ عُصْفُورٍ-:زَعَمَ أَبُو الحَسَنِ أَنَّ هاءَ هِجْرَعٍ زائِدَهٌ للإِلْحَاقِ بدِرْهَمٍ ،کهِبْلَعٍ ؛لأَنَّ الهِجْرَعَ :

الطَّوِیلُ ،فکأَنَّهُ أَخَذَهُ مِنَ الجَرْعِ ،و هُو المکانُ السَّهْلُ المُنْقَادُ،و صَحَّحَ فی المُمْتِعِ الزِّیَادَهَ فِی هِبْلَعٍ ؛لوُضُوحِ الاشْتِقَاقِ ،لا هِجْرَعٍ ؛لِبُعْدِه،و قالَ أَبُو الفَتْحِ :لا أَرَی بَأْساً فِی زِیادَتِهَا.

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الهِجْرَعُ :الشُّجاعُ ،و الجَبَانُ ،و نَقَلَهُ ابنُ سِیدَه.

قُلْتُ :فإِذًا یَکُونُ مِنَ الأَضْدادِ.

و قالَ ابنُ بَرِّیّ : الهِجْرَعُ :الطَّوِیلُ عِنْدَ الأَصْمَعِیِّ ، و الأَحْمَقُ عِنْدَ أَبِی عُبَیْدَهَ ،و الجَبَانُ عِنْدَ غَیْرِهِمَا.

هجزع

الهِجْزَعُ ،کدِرْهَمٍ ،بالزّایِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الجَمَاعَهُ ،و هُوَ الجَبَانُ ،لأَنَّهُ مَأْخُوذٌ مِن الجَزَعِ ، و هُوَ الخَوْفُ ،کذا عَنِ اللِّحْیَانِیِّ فی نَوَادِرِه.

و قَدْ سَبَقَ ذلِکَ لِلْمُصَنِّفِ فی«ج ز ع»و ذَکَرْنَا هُنالِکَ عَنْ أَبِی الفَتْحِ أَنَّ هاءَه بَدَلٌ مِن الهَمْزَهِ ،قالَ :و نَظِیرُه:

هِبْلَعٌ و هِجْرَعٌ ،فِیمَنْ أَخَذَهُ مِنَ البَلْعِ و الجَرْعِ ،و لَمْ یَعْتَبِرْ سِیبَوَیْهٌ ذلِکَ .

قلتُ :و ذَکَرَه صاحبُ اللِّسَانِ ،و ابنُ بَرِّیّ فِی التَّرْکِیبِ الَّذِی سَبَقَ قَبْلَه،کما أَشَرْنَا إِلَیْه،و لا إِخالُه إِلاّ تَصْحِیفاً مِنْهُما،فتَأَمَّلْ ذلِکَ و اعْتَبِرْهُ .

ص:536


1- (1) دیوانه ص 90.
2- (2) فی التکمله:بأعیانها.
3- (3) فی التهذیب و اللسان:و [1]هَجرع،و بهامشه:«قوله:و هجرع بهامش الأصل:صوابه:و هرجع».

هجع

الهُجُوعُ بالضمِّ ،و التَّهْجَاعُ ،بالفَتْحِ : النَّوْمُ مُطْلَقاً،و قِیلَ : لَیْلاً ،هکذا خَصَّهُ بَعْضُهُم،و منهُ قَوْلُه تَعَالَی: کانُوا قَلِیلاً مِنَ اللَّیْلِ ما یَهْجَعُونَ (1)و قَدْ یَکُونُ الهُجُوعُ بِغَیْرِ نَوْمٍ ،قال زُهَیْرُ بنُ أَبِی سُلْمَی:

قَفْرٍ هَجَعْتُ بِهَا،و لَسْتُ بنائِم

و ذِرَاعُ مُلْقِیَهِ الجِرَانِ وِسادِی

أَو التَّهْجَاعُ :النَّوْمَهُ الخَفِیفَهُ ،و الهُجُوعُ مُطْلَقاً:النَّوْمُ ، هکذا فَرَّقَ بَیْنَهُمَا بَعْضُهم،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لِأَبِی قَیْسِ بنِ الأَسْلَتِ :

قَدْ حَصَّتِ البَیْضَهُ رَأْسِی فَمَا

أَطْعَمُ نَوْماً غَیْرَ تَهْجَاعِ

وَ قَدْ هَجَعَ ،کمَنَعَ ،هَجْعاً و هُجُوعاً ،فهُوَ هاجِعٌ ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

زَارَ الخَیَالُ لِمَیٍّ هاجِعاً لَعِبَتْ

بهِ التَّنَائِفُ و المَهْرِیَّهُ النُّجُبُ

و قالَ سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

لا أُلاَقِیهَا و قَلْبِی عِنْدَهَا

غَیْرَ إِلْمَامٍ إِذا الطَّرْفُ هَجَعْ

و هُم هُجَّعٌ ،و هُجُوعٌ ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ :

بمُخْطَفَهِ الأَرْجَاءِ أَزْرَی بِنَیِّهَا (2)

جِذَابُ السُّرَی بالقَوْمِ و الطَّیْرُ هُجَّعُ

و قَالَ عَمْرُو بنُ مَعْدِی کَرِبَ ،رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ :

أَمِنْ رَیْحَانَهَ الدّاعِی السَّمِیعُ

یُؤرِّقُنِی و أَصْحَابِی هُجُوعُ ؟:

و الهَجِیعُ ،مِنَ اللَّیْلِ ،کأَمِیرٍ:الطّائِفَهُ منه،کالهَزِیعِ ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَدْ حُکِیَ عَنْ ثَعْلَبٍ .

و الهِجْعُ و الهِجْعَهُ ،بکَسْرِهِمَا ،و هُجَعٌ ، کصُرَدٍ، و هَجِعٌ ،مِثل: کَتِفٍ ،و المِهْجَعُ ،کمِنْبَرٍ نَقَلَ الجَوْهَرِیُّ مِنها الثّالِثَهَ و الخامِسَهَ : الغافِلُ عَمّا یُرَادُ بهِ ، الأَحْمَقُ ،قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و أَصْلُه مِنَ الهُجُوعِ :النَّوْمُ ،و هُوَ مَجَازٌ، و یُقَال:هُوَ الأَحْمَقُ السَّرِیعُ الاسْتِنَامَهِ إِلَی کُل أَحَدٍ،و فی الأَساسِ :رَجُلٌ هُجَعٌ :یَسْتَنِیمُ لکُلِّ أَحَدٍ (3).

و مِهْجَعُ بنُ صالِحٍ :مَوْلَی عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ،رَضِیَ اللّه عنهُ :أَوَّلُ شَهِیدٍ استُشْهِدَ یَوْمَ بَدْر و هُجَیْعُ بنُ قَیْسٍ ،الأَوَّلُ کمِنْبَرٍ،و الثّانِی کزُبَیْر:صَحَابِیّانِ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُما.قُلْتُ :

و فِیهِ نَظَرٌ من وَجْهَیْنِ ،الأَوّل:أَنَّ الثّانِیَ هُوَ هَجَنَّعٌ ، کعَمَلَّسٍ (4)،هکَذَا ضَبَطَهُ الذَّهَبِیُّ ،و ابنُ فَهْدٍ،و ما ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ تَصْحیفٌ ،و الثّانِی:أَنَّ الَّذِی صَحَّ عِنْدَهُمْ أَنَّ حَدِیثَهُ مُرْسَلٌ ،و لا صُحْبَهَ لَهُ ،و قالَ أَبو حاتِمٍ (5):حَدِیثُه عَنْ عَلِیٍّ مُرْسَلٌ ،فتَأَمَّلْ ذلِک.

و هجَعَ الطَّعَامُ جُوعَهُ :کَسَرَهُ ،و کذلِکَ هَجَأَهُ ،نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ، کأَهْجَعَهُ إِهْجَاعاً ، کأَهْجَأَه ، فَهَجَعَ جُوعُه،أَی انْکَسَرَ،و لَمْ یَشْبَعْ بَعْدُ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ ،و عَلَی لُزُومِه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و رَواهُ غَیْرُه عن ابْنِ شُمَیْلٍ ،و ذَکَرَ أَهْجَعَه فِی المُتَعَدِّی.

و طَرِیقٌ تَهْجَعُ ،کتَمْنَع: واسِعٌ ،عن ابْنِ عَبّادٍ.

و رَکِبَ الرَّجُلُ هَجاعِ ،کقَطامِ ،أَی:رَکِبَ رأْسَه، کهَجَاجِ عن العُزَیْرِیِّ ،و أَنْشَدَ:

و قَدْ رَکِبُوا عَلَی لَوْمِی هَجَاعِ

و قالَ الصّاغَانِیُّ :هو تَصْحِیفٌ ،صَوابُه هَجاجِ ،و کَذلِکَ هُوَ فِی الشِّعْرِ،و هو للمُتَمَرِّسِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الصُّحَارِیّ ،و صَدْرُه:

فلا تَدَعِ اللِّئامُ سَبِیلَ غَیٍّ

و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

نِسَاءُ هُجَّعٌ ،و هُجُوعٌ ،و هَوَاجِعُ ،و هَوَاجِعَاتٌ :جَمْعُ الجَمْعِ .

و هَجَّعَ القَوْمُ تَهْجِیعاً :نامُوَا،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و طَرَقَنِی بَعْدَ هَجْعٍ مِنَ اللَّیْلِ ،و هَجْعَهٍ مِنْهُ ،أَیْ :طائِفَهٍ مِنْهُ .

ص:537


1- (1) سوره الذاریات الآیه 17. [1]
2- (2) صدره بالأصل: بمخطفه الأحشاء أرزی بینها و المثبت عن الدیوان ص 347.
3- (3) فی الأساس:إلی کل أحد.
4- (4) فی أسد الغابه«هجیع»بالیاء.
5- (5) فی أسد الغابه:ابن أبی حاتم.

و أَتَیْتُ فلاناً بَعْدَ هَجْعَهٍ ،أَیْ :بَعْدَ نَوْمَهٍ خَفِیفَهٍ مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ .

و الهِجْعَهُ ،بالکَسْرِ،مِنَ الهُجُوعِ ،کالجِلْسَهِ من الجُلُوسِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و رَجُلٌ هُجَعَهٌ ،کهُمَزَهٍ :أَحْمَقُ غافِلٌ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و یُقَال: هَجَعْتُ إِلَیْهِ فَخَدَعَنِی،و هو مَجَازٌ.

هجنع

الهَجَنَّعُ ،کعَمَلَّسٍ :الطَّوِیل الضَّخْمُ ،عن الأَصْمَعِیِّ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ فی تَرْکِیبِ «ه ج ع»إِشارَهً إِلَی أَنَّ النُّونَ زائِدَهٌ ،و أَنْشَدَ لِذِی الرُّمَّهِ :

هَجَنَّعٌ راحَ فِی سَوْداءَ مُخْمَلَهٍ

مِنَ القَطَائِفِ أَعْلَی ثَوْبِهِ الهُدَبُ

قُلْتُ :و هُوَ یَصِفُ ظَلِیماً،و قالَ یَعْقُوبُ :هُوَ الذَّکَرُ الطَّوِیلُ مِنَ النَّعامِ .

و قالَ غَیْرُه: الهَجَنَّعُ :الطَّوِیلُ الأَجْنَأُ مِنَ الرِّجَالِ ،و قِیلَ :

الطَّوِیلُ الجافِی.

و قالَ اللَّیْثُ : الهَجَنَّعُ : الشَّیْخُ الأَصْلَعُ .

و أَیْضاً: الظَّلِیمُ الأَقْرَعُ و بِهِ قُوَّهٌ [بعدَ (1)قال الرّاجِزُ:

جَذْباً کَرَأْسِ الأَقْرَعِ الهَجَنَّعِ

و هِیَ أَی:النَّعامَهُ بهاءٍ هَجَنَّعَهٌ .

قالَ : و الهَجَنَّعُ مِنْ أَوْلادِ الإِبِلِ :ما یُوضَعُ فی حَمارَّهِ القَیْظِ و قَلَّما یَسْلَمُ حَتَّی یَقْرَعَ رَأْسُه (2).

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الهَجَنَّعُ :الأَسْوَدُ.

و هَجَنَّعُ (3)بنُ قَیْسٍ حَدِیثُه مُرْسَلٌ ،و قد صَحَّفَهُ المُصَنِّفُ ، کما تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْه.

و جَمْعُ الهَجَنَّعِ : هَجانِیعُ ،و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیتِ :

عَقْماً و رَقْماً و حارِیًّا تُضَاعِفُه

عَلَی قَلائِصَ أَمْثَالِ الهَجَانِیعِ

هدع

هِدَعْ ،بکَسْرِ الهاءِ ساکِنَهَ العَیْنِ ،أَی مع فَتْحِ الدّالِ ، و بِسُکُونِ الّدالِ مَکْسُورَهَ العَیْنِ :لُغَهٌ نَقَلَها الصّاغَانِیُّ ،وَ عَلَی الأَوَّلِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،قال:و هِی کَلِمَهٌ یُسَکَّنُ بِهَا صِغَارُ الإِبِلِ عَنْ نِفَارِهَا قالَ اللَّیْثُ :و لا یُقَالُ ذلِکَ لِجلَّتِهَا،و لا لِمَسانها،قالَ :وَ زَعَمُوا أَنَّ رَجُلاً ساوَمَ رَجُلاٌ بِبَکْرٍ عَلَی أَنْ یَشْتَرِیَه منه[مُسِنًّا] (4)فقالَ لهُ البائِعُ :هذا جَمَلٌ بازِلٌ أُرِیدُ بَیْعَهُ بِبَکْرٍ،فقَالَ لهُ المُشْتَرِی:

هذا بَکْرٌ،فقالَ لهُ البائِعُ :هُوَ مُسِنُّ ،فبَیْنَما هُمَا کذلِکَ إِذْ نَفَرَ البَکْرُ،فقالَ صاحِبُ البَکْرِ-یُسَکِّنُ نِفَارَه-: هِدَعْ هَدَعْ ،فقالَ المُشْتَرِی:«صَدَقَنِی سِنَّ بَکْرِه»و إِنَّمَا یُقَال:

هِدَعْ لِلْبَکْرِ لِیَسْکُنَ .

و الهَوْدَعُ کجَوْهَرٍ: النَّعَامُ نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ و ابنُ عَبّادٍ، و أَنْشَدَ الأَخِیرُ:

أَجُولُ عَلی سائِحٍ قارِحٍ

کَمَا جالَ بالهَدَّهِ الهَوْدَعُ

هدلع

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

الهُنْدَلِع ،بضمِّ الهاءِ،و سُکُونِ النُوْنِ (5)،و فَتْحِ الدّالِ ، و کَسْرِ الّلامِ :بُقَیْلَهٌ ،قِیلَ :إِنَّهَا عَرَبِیَّهٌ ،فإِذا صَحَّ أَنَّهُ مِنْ کَلامِهِمْ وَجَبَ أَنْ تَکُونَ نُونُه زائِدَهً ؛لأَنَّه لا أَصْلَ بإِزائِهَا فیُقَابِلُها،و مِثَالُ الکَلِمَهِ عَلَی هذا فُنْعَلِلٌ ،و هو بِنَاءٌ فائِتٌ ، کَذا فِی اللِّسَانِ ،و نَقَلَ الصّاغَانِیُّ فی العُبَابِ :قالَ أَبُو عُثْمَانَ المازِنِیُّ :هذا مِنَ الأَبْنِیَهِ الَّتِی فاتَتْ سِیبَوَیْه، و أَغْفَلَهَا،و قالَ شَیْخُنَا:أَثْبَتَه ابنُ السَّرّاجِ ،و کُرَاع،و ابْنُ جِنِّی فِی الخَصَائِصِ ،و ذَکَرَهُ فی التَّسْهِیلِ ،و بَسَطَهُ شُرّاحُه؛أَبُو حَیّانَ و غَیْرُه.قُلْتُ :و نَقَلَه السُّهَیْلِیُّ أَیْضاً فِی الرَّوْضِ و قالَ :هو نَبْتٌ ،وَ سَیَأْتِی الاخْتِلافُ فیه فی «همقع».

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

هذلع

الهُذْلُوعُ ،بالضَّمِّ :الغَلِیظُ الشَّفَهِ ،نَقَلَه صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قد أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الصّاغَانِیُّ .

ص:538


1- ((*)) ساقطه من المصریه و الکویتیه.
2- (1) فی التهذیب:قلما یسلم من قرع الرأس.
3- (2) فی أسد الغابه:هجیع بالیاء.
4- (3) زیاده عن المطبوعه الکویتیه.
5- (4) بالأصل«العین»و المثبت عن التکمله موافقاً لضبط اللفظه فی اللسان [1]ضبط حرکات.

قلتُ :و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ فِی الغَیْنِ المُعْجَمَهِ .

هربع

الهُرْبُعُ ،بالباءِ المُوَحَّدَهِ ،کعُصْفُرِ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هُوَ الخَفِیفُ مِنَ اللُّصُوصِ و الذِّئابِ ،قال أَبُو النَّجْمِ :

و فِی الصَّفِیحِ ذِئْبُ صَیْدٍ هُرْبُعُ

فِی کَفِّه ذاتُ خِطَامٍ مُمْتِعُ

أَرادَ بِذَاتِ خِطامٍ :القَوْسَ .

هرجع

الهَرْجَعُ بالجِیمِ ،کجَعْفَرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هُوَ الطَّوِیلُ الأَعْرَجُ و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ فی «ه ج ر ع».

هرع

الهَیْرَعُ ،کضَیْغَمٍ :الجَبَانُ الجَزُوعُ ،و قِیل:هو الضَّعِیفُ لا یَتَمَاسَکُ ،کالهَیْلَعِ ،قال عَمْرُو بنُ أَحْمَرَ الباهِلِیُّ :

و لَسْتُ بِهَیْرَعٍ خَفِقٍ حَشَاهُ

إِذا ما طَیَّرَتْهُ الرِیحُ طَارَا

و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:رَجُلٌ هَیْرَعٌ :جَبَانٌ لا خَیْرَ عِنْدَهُ ، و أَنْشَدَ:

و لَسْتُ بذِی رَیَثْهٍ هَیْرَعٍ

إِذا دُعِیَ (1)القَوْمُ لَمْ أَنْهَضِ

و قالَ ابنُ فارِسٍ : الهَیْرَعُ : الأَحْمَقُ .

و الهَیْرَعُ مِنَ الرِّیاحِ :السَّرِیعَهُ الهُبُوبِ ،کَما فِی الصِّحاحِ ،زادَ ابنُ فارِسٍ : الکَثِیرَهُ الغُبَارِ ،أَنْشَدَ شَمِرٌ لاِبْنِ أَحْمَرَ یَصِفُ الرِّیحَ :

أَرَبَّتْ عَلَیْهَا کُلُّ هَوْجَاءَ سَهْوَهٍ

زَفُوفِ التَّوَالِی رَحْبَهِ المُتَنَسَّمِ

إِبارِیَّهٍ هَوْجَاءَ مَوْعِدُهَا الضُّحَی

إِذَا أَرْزَمَتْ جاءَتْ بِوِرْدٍ غَشَمْشَمِ

زَفُوفٍ نِیافٍ هَیْرَعٍ عَجْرَفِیَّهٍ

تَرَی البِیدَ مِنْ إِعْصَافِها الجَرْیَ تَرْتَمِی

و الهَیْرَعُ : المَرْأَهُ النَّزِقَهُ ، کالهَوْرَعِ ،کجَوْهَرٍ،عن ابْنِ عَبّادٍ. و الهَیْرَعَهُ بالهَاءِ: الیَرَاعَهُ الَّتِی یَزْمُرُ فِیها الرّاعِی ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و هُو قَوْلُ ابنِ دُرَیْدٍ (2).

و الهَیْرَعَهُ : الخَیْضَعَهُ :و هو الغُبَارُ فِی الحَرْبِ ،أَو اخْتِلاطُ الأَصْوَاتِ فِیهَا،کما تَقَدَّمَ .

و الهَیْرَعَهُ : الغُولُ کالهَیْعَرَهِ .

و الهَیْرَعَهُ : الشَّبِقَهُ مِنَ النِّسَاءِ، کالهَرِعَهِ ،بکَسْرِ الرّاءِ، کِلاهُما عَن ابْنِ عَبّادٍ.

أَو الهَرِعَهُ :هی: الَّتِی تُنْزِلُ حِینَ یُخَالِطُهَا الرَّجُلُ ،کَما فی الصِّحاحِ ،زادَ الأَزْهَرِیُّ :قَبْلَهُ شَبَقاً و حِرْصاً عَلَی الرِّجَالِ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الهَرِیعَهُ کسَفِینَهٍ :شَجَرَهٌ (3)دَقِیقَهُ العِیدانِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الهِرْیاعُ ، کجِرْیالٍ :سَفِیرُ الشَّجَرِ، و هُوَ الوَرَقُ تَنْفُضُه الرِّیحُ ،لُغَهٌ یَمَانِیَهٌ .

و الهَرْعَهُ ،و الفَرْعَهُ : القَمْلَهُ الصَّغِیرَهُ ،و قِیلَ :الضَّخْمَهُ ، و الهُرْنُوعُ أَکْثَرُ؛ و یُحَرَّکُ .

و یُقَال: الهَرَعَهُ بالتَّحْرِیکِ :دُوَیْبَّهٌ .

و فِی الصِّحاحِ : دَمٌ هَرِعٌ ،ککَتِفٍ :جارٍ (4)،بَیِّنُ الهَرَعِ ،مُحَرَّکَهً ،و قَدْ هَرِعَ ،کفَرِحَ .

و فِی اللِّسَانِ : هَرِعَ فَهُوَ هَرِعٌ :سالَ ،و قِیلَ :تَتابَعَ فی سَیَلانِه.

وَ رَجُلٌ هَرِعٌ :سَرِیعُ البُکَاءِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الهَرَعُ ،مُحَرَّکَهً ،و الهُرَاعُ ، کغُرَابٍ :مَشْیٌ فِی اضْطِرَابٍ و سُرْعَهٍ ،و مِنْهُ قَوْلُهم: أَقْبَلَ الشَّیْخُ یُهْرَعُ ، بالضَّمِّ :إِذا أَقْبَلَ یُرْعَدُ و یُسْرِعُ ،قالَهُ أَبو عَمْرٍو،و قالَ غَیْرُه:

هُوَ شِدَّهُ السَّوْقِ ،و سُرْعَهُ العَدْوِ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

کأَنَّ حُمُولَهُمْ مُتَتابِعَاتٍ

رَعِیلٌ یُهْرَعُونَ إِلی رَعِیلِ

ص:539


1- (1) بالأصل:«إذا ما دعی»و المثبت عن الجمهره 391/2. [1]
2- (2) الجمهره 391/2. [2]
3- (3) علی هامش القاموس عن نسخه أخری:«شجیره»و مثلها فی التکمله و اللسان و الجمهره 391/2 و الذی فی التکمله عن ابن درید: «الهیرعه»و الذی فی الجمهره:«الهریعه»کالأصل.
4- (4) عن الصحاح و بالأصل«حار».

و فی التَّنْزِیلِ وَ جاءَهُ قَوْمُهُ یُهْرَعُونَ إِلَیْهِ (1)قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ :أَی یُسْتَحَثُّونَ إِلیهِ ،کأَنَّهُ یَحُثُّ بَعْضُهُمْ بعضاً.

و أُهْرِعَ الرَّجُلُ مَجْهُولاً،فهُوَ مُهْرَعٌ :إِذَا کانَ یُرْعَدُ مِنْ غَضَبٍ ،أَو ضَعْفٍ کالحُمَّی، أَو خَوْفٍ ،أَو سُرْعَهٍ ،أَو حِرْصٍ ،قالَ مُهَلْهِلٌ :

فجاءُوا یُهْرَعُونَ و هُمْ أُسارَی

یَقُودُهُمُ عَلَی رَغْمِ الأُنُوفِ (2)

قالَ اللَّیْثُ :أَی یُساقُونَ و یُعْجَلُونَ ،یُقَال: هُرِعُوا و أُهْرِعُوا ،و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ: أُهْرِعَ الرَّجُلُ إِهْراعاً :إِذا أَتاکَ و هُوَ یُرْعَدُ مِنَ البَرْدِ،و قَدْ یَکُونُ الرَّجُلُ مُهْرَعاً مِنَ الحُمّی و الغَضَبِ ،و العَرَبُ تَقُول: أُهْرِعُوا و هُرِعُوا ،فَهُمْ مُهْرَعُونَ ، و مَهْرُوعُونَ .

و یَهْرَعُ کَیَمْنَعُ :ع ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ،قالَ :زَعَمُوا (3).

و المَهْرُوعُ :المَجْنُونُ الّذِی یُصْرَعُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ، یُقَال:هُوَ مَهْرُوعٌ مَخْفُوعٌ مَمْسُوسٌ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: المَهْرُوعُ : المَصْرُوعُ مِنَ الجَهْدِ ، و وافَقَه الکِسَائِیُّ فِی ذلِکَ .

و المِهْرِعُ ،و المِهْراعُ ، کمُحْسِنٍ و مِصْبَاح:الأَسَدُ ،قالَ ابنُ خالَوَیْهِ :لأَنَّهُ -فِیما یُقَالُ -لا تُفارِقُه الحُمَّی و الرِّعْدَهُ .

و أَهْرَعَ :أَسْرَعَ فی رِعْدَهٍ ،قالَهُ الکِسَائِیُّ ،و قالَ أَبو العَبّاسِ :فی طُمَأْنِینَهٍ ،ثُمَّ قِیل له:[إِسْراعٌ ] (4)فِی فَزَعٍ :

فَقَالَ :نَعَمْ .

و أَهْرَعَ القَوْمُ رِمَاحَهُمْ :أَی أَشْرَعُوها،ثُمَّ مَضَوْا بِهَا، کهَرَّعُوها تَهْرِیعاً و هذِه عَن اللَّیْثِ .

و تَهَرَّعَتِ الرِّماحُ ،و لو قالَ :و تَهَرَّعَتْ هِیَ ،کانَ أَخْصَرَ:

أَقْبَلَتْ شَوَارِعَ ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

عِنْدَ البَدِیهَهِ و الرِّمَاحُ تَهَرَّعُ

و مَهَرَعٌ ، کمَقْعَدِ:ع. و یُقَالُ : اهْتَرَعَ عُودًا :إِذا کَسَرَهُ .

و ذُو یَهْرَعَ :ع ،و یُقَالُ :ذُو مَهْرَع .

*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الهَرَعُ ،بالتَّحْرِیکِ :شِدَّهُ السَّوْقِ ،و سُرْعَهُ العَدْوِ، کالإِهْرَاعِ ،و قَدْ هَرَعُوا فَهُم مَهْرُوعُونَ .

و اسْتَهْرَعَتِ الإِبِلُ :أَسْرَعَتْ إِلَی الحَوْضِ .

و أُهْرِعَ الرَّجُلُ بالضَّمِّ :خَفَّ عَقْلُه.

و تَهَرَّعَ إِلَیْهِ :عَجِلَ .

و المُهْرَعُ ،کمُکْرَمٍ :الحَرِیصُ ،عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ.

وَ رَجُلٌ هَرِعٌ ،کَکَتِفٍ :سَرِیعُ المَشْیِ .

و رِیحٌ هَیْرَعَهٌ :قَصِفَهٌ تَأْتِی بالتُّرَابِ (5).

و الهَرْعَهُ :الخَیْضَعَهُ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو:ظَلَّ یَهْرَعُ فِی الحَشِیشِ ،أَی:یَرْعَاهُ ، هُنَا نَقَلَهُ الصّاغَانِیُّ ،و سَیَأْتِی فی«ه ز ع».

و الهَرِیعُ ،کأَمِیرٍ:القَمْلَهُ الصَّغِیرَهُ (6)،و قیلَ :هِی الهُرْنُعُ بالنُّونِ ،کما سَیَأْتِی.

هرمع

الهَرَمَّعُ ،کعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عَلَی زَعْمِه،فکَتَبَه بالحُمْرَهِ ،و قد ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیُّ فِی التَّرْکِیبِ الَّذِی قَبْلَه،و نَبَّه عَلَی أَنَّ المِیمَ زَائِدَهٌ ،قالَ اللَّیْثُ : الهَرَمَّعُ :

السَّرِیعُ البُکَاءِ و الدُّمُوعِ .

قالَ : و الهَرَمَّعُ : السُّرْعَهُ و الخِفَّهُ فی المَشْیِ فِعْلُهُمَا اهْرَمَّعَ ،أَی:أَسْرَعَ فِی مِشْیَتِه،و نَصُّ الجَوْهَرِیِّ فی «هرع» اهْرَمَّعَ الرَّجُلُ :أَسْرَعَ فِی مِشْیَتِه،و کذلِکَ إِذَا کانَ سَرِیعَ البُکَاءِ و الدُّمُوعِ ،و أَظُنُّ المِیمَ زائِدَهً .

و قالَ ابنُ بَرِّیّ : اهْرَمَّعَ بمَنْزِلَهِ احْرنْجَمَ ،و وَزْنُه افْعَنْلَلَ ، و أَصْلُه: اهْرَنْمَعَ ،فأُدْغِمَتِ النُّونُ فِی المِیمِ ،و هذا فِی الأَرْبَعَهِ نَظِیرُ امَّحَی مِنْ بابِ الثَّلاثَهِ ،الأَصْلُ فِیه انْمَحَی، فأُدْغِمَتْ نُونُه فِی المِیمِ ،و ذلِکَ لِعَدَمِ اللَّبْسِ .

و قالَ اللَّیْثُ : اهْرَمَّعَ فِی مَنْطِقِه و حَدِیثِه:إِذا انْهَمَکَ ،

ص:540


1- (1) سوره هود الآیه 78. [1]
2- (2) فی التهذیب:تقودهم.
3- (3) الجمهره 391/2.
4- (4) زیاده عن التهذیب.
5- (5) عن اللسان و [2]بالأصل«بالریاح».
6- (6) فی الجمهره 391/2«و [3]الهریعه:القمله الکبیره»و قد تقدم أثناء الماده: الهَرْعَه القمله الصغیره.

کَمَا فی العُبَابِ (1)،و فی اللِّسَانِ :انْهَمَلَ فیهِ .

و قال ابنُ دُرَیْدٍ:رَجُلٌ مُهْرَمِّعٌ فی مَنْطِقِهِ :إِذا أَسْرَعَ و أَکْثَرَ.

و قالَ غَیْرُه: اهْرَمَّعَ إِلَیْهِ :تَبَاکَی.

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

اهْرَمَّعَتِ العَیْنُ بالدُّمُوعِ :إِذا أَذْرَتْهُ سَرِیعاً.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :نَشَأَتْ سَحَابَهٌ ، فاهْرَمَّعَ قَطْرُهَا:إِذا کانَ جَوْدًا.

و قالَ ابنُ فارِسٍ :هذِه مَنْحُوتَهٌ مِنْ «هرع»و«همع» و کِلاهُمَا بمَعْنَی:سالَ ،و کَذلِکَ اهْرَمَّ :إِذا أَسْرَعَ .

هرنع

الهُرْنُعُ ،و الهُرْنُوعُ ، کعُصْفُرٍ،و عُصْفُورٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هِیَ القَمْلَهُ الصَّغِیرَهُ ،قالَ شَیْخُنَا:و نُونُه زَائِدَهٌ اتِّفاقاً: أَو الهِرْنِعَهُ ،بالکَسْرِ:القَمْلَهُ الکَبِیرَهُ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و قالَ غَیْرُه:هِیَ القَمْلُ عامَّهً ، کالهُرْنُوعِ ،بالضَّمِّ ،عن اللَّیْثِ ،و الجَمْعُ الهَرانِعُ ،و أَنْشَدَ لِلْفَرَزْدَقِ :

یَهِزُ (2)الهَرَانِعَ عَقْدُهُ عِنْدَ الخَصَا

بأَذَلَّ حَیْثُ یَکُونُ مَنْ یَتَذَلَّلُ

و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ:

فی رَأْسِه هَرانِعٌ کالجِعْلانْ

و قالَ الأَزْهَرِیُّ : الهَرانِعُ :أُصُولُ نَبَاتٍ کالطُّرْثُوثِ .

قُلْتُ :و یُرْوَی بالزّایِ ،کما سَیَأْتِی،و بالغَیْنِ أَیْضاً.

هزع

هَزِیعٌ مِنَ اللَّیْلِ ،کأَمِیرٍ:طائِفَهٌ مِنْهُ ، أَوْ و فی الصِّحاحِ :وَ هُوَ نَحْو مِنْ ثُلُثِه أَو رُبُعِه ،و

16- فِی الحَدِیثِ :

«حَتَّی مَضَی هَزِیعٌ مِنَ اللَّیْلِ ». أَی:صَدْرٌ منه،و هُوَ کَقَوْلِکَ :مَضَی جَرْسٌ ،و جَوْشٌ (3)،و هَدِیءُ،و هَجِیعٌ ،کُلُّه بِمعْنًی واحِدٍ.

و الهَزِیعُ : الأَحْمَقُ .

و الهُزَعُ ، کصُرَدٍ،و شَدّادٍ،و مِنْبَرٍ:الأَسَدُ الَّذِی یُکْثِرُ کَسْرَ الفَرَائِسِ ،قالَ المُعَطَّلُ الهُذَلِیُّ ،یَصِفُ أَسَدًا:

کَأَنَّهُمُ یَخْشَوْنَ مِنْکَ مُدَرَّباً

بِحَلْیَهَ مَشْبُوحَ الذِّرَاعَیْنِ مِهْزَعَا (4)

و هَزَّعَهُ تَهْزِیعاً :کَسَرَهُ و دَقَّه، فانْهَزَعَ :انْکَسَرَ،و انْدَقَّ .

و المِهْزَعُ کمِنْبَرٍ:مَنْ یَهْزَعُ کُلَّ شَجَرَهٍ ،أَی:یَکْسِرُهَا ، و قَدْ هَزَعَ الشَّیْ ءَ هَزْعاً :إِذا کَسَرَه.

و المِهْزَعُ : المِدَقُّ ،نَقَلَه الجَوهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ المُعَطَّلِ الهُذَلِیِّ الَّذِی ذَکَرْنَاهُ قَرِیباً.

و اهْتَزَعَ اهْتِزاعاً: أَسْرَعَ .

و اهْتَزَعَ السَّیْفُ ،و نَحْوُه کالقَنَاهِ :إِذا هُزَّ اهْتَزَّ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،زادَ غَیْرُه:و اضْطَرَبَ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ (5)لأَبِی مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیِّ :

إِنّا إِذا قَلَّتْ طَخارِیرُ القَزَعْ

نَفْحَلُهَا البِیضَ القَلِیلاتِ الطَّبَعْ

مِنْ کُلِّ عَرّاصٍ إِذا هُزَّ اهْتَزَعْ (6)

و الهَیْزَعَهُ :الخَوْفُ و الجَلَبَهُ فِی القِتَالِ ،و هِیَ الخَیْضَعَهُ ، و یُرْوَی بالرّاءِ أَیْضاً،کما تَقَدَّمَ .

و هَزَعَ ،کمَنَعَ :أَسْرَعَ ،یُقَال:مَرَّ یَهْزَعُ و یَمْزَعُ (7):إِذا کانَ یُسْرِعُ .

و یُقَال: ما بَقِیَ فِی الجَعْبَهِ إِلاّ سَهْمٌ هِزاعٌ ،ککِتَابٍ ، أَی:وَحْدَهُ و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

و بَقِیتُ بَعْدَهُمُ کسَهْمِ هِزاعِ

و الأَهْزَعُ :آخِرُ سَهْمٍ یَبْقَی فی الکِنَانَهِ ،رَدِیئاً کانَ أَوْ جَیِّدًا ،یُقَالُ :ما فِی الکِنَانَهِ أَهْزَعُ ،قالَ ابنُ السِّکِّیتِ :

یُتَکَلَّمُ بهِ مَعَ الجَحْدِ،إِلاّ أَنَّ النَّمِرَ بنَ تَوْلَبٍ -رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ -أَتَی بِهِ مَعَ غَیْرِ الجَحْدِ،فقَالَ :

ص:541


1- (1) و مثله فی التکمله و التهذیب أیضاً.
2- (2) عن التهذیب و بالأصل«یهر».
3- (3) فی التهذیب:«و جرش»و هما بمعنی واحد.
4- (4) دیوان الهذلیین 42/3 بروایه محرّباً.
5- (5) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:ابن السکیت.
6- (6) زید فی اللسان [2]بعد الأول: و صدر الشارب منها عن جرع و بعد الشطر الأخیر: مثل قدامی النسر ما مسّ بضع أراد بالعراص السیف البراق المضطرب.
7- (7) بالأصل:و یهزع،و المثبت«و یمزع»أثبتت عن التهذیب.

و أَخْرَجَ سَهْماً لَهُ أَهْزَعا

فَشَکَّ نَوَاهِقَه و الفَمَا

کَذا فِی الصِّحاحِ و العُبَابِ ،قالَ ابنُ بَرِّیّ :و قَدْ جاءَ أَیْضاً لِغَیْرِ النَّمِرِ،قالَ رَیّانُ بنُ حُوَیْصٍ :

کَبِرْتُ ورَقَّ العَظْمُ مِنِّی کأَنَّما

رَمَی الدَّهْرُ مِنِّی کُلَّ عِرْقٍ بأَهْزَعَا

قالَ :و رُبَّمَا قِیلَ :رُمِیتُ بأَهْزَعَ ،قالَ العَجّاجُ :

لا تَکُ کالرّامِی بغَیْرِ أَهْزَعَا (1)

یَعْنِی کمَنْ لَیْسَ فِی کِنَانَتِه أَهْزَعُ و لا غَیْرُه،و هُوَ الّذِی یَتَکَلَّفُ الرَّمْیَ ،و لا سَهْمَ مَعَه.

أَوْ هُوَ أَفْضَلُ سِهَامِها؛لأَنَّه یُدَّخَرُ لِشَدِیدَهٍ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، أَو هُوَ أَرْدَؤُهَا ،قالَهُ اللَّیْثُ .

و ما فِی الدّارِ أَهْزَعُ ،مَمْنُوعاً ،لاِنَّهُ اسْمٌ و لَیْسَ بصِفَهٍ ، أَی: أَحَدٌ.

و تَهَزَّعَ الرَّجُلُ : تَعَبَّسَ .

و تهَزَّعَ لَه:تَنَکَّرَ ،و اشْتِقاقُه مِنْ هَزِیعِ اللَّیْلِ ،و تِلْکَ ساعَهٌ وَحْشِیَّهٌ .

و تَهَزَّعَتِ المَرْأَهُ فِی مِشْیَتِهَا:اضْطَرَبَتْ قالَ :

إِذَا مَشَتْ سَالَتْ و لَمْ تَقَرْصَعِ

هَزَّ القَنَاهِ لَدْنَهَ التَّهَزُّعِ

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: تَهَزَّعَتِ الإِبِلُ فی سَیْرِهَا: اهْتَزَّتْ .

و قَدْ سَمَّوْا هُزَیْعاً ،و مِهْزَعاً ، کزُبَیْرٍ،و مِنْبَرٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

التَّهْزِیعُ :التَّفْرِیقُ .

و جَمْعُ الهَزِیعِ مِنَ اللَّیْلِ : هُزُعٌ .

و الهَزَعُ ،مُحَرَّکَهً :الاضْطِرَابُ .

و مَرَّ یَهْتَزِعُ :یَتَنَفَّضُ .

و سَیْفٌ مُهْتَزِعٌ :جَیِّدُ الاهْتِزَازِ[إِذا هُزّ] (2).و اهْتَزَعَ ،و تَهَزَّعَ :أَسْرَعَ ،قالَ رُؤْبَهُ یَصِفُ الثَّوْرَ و الکِلابَ :

و إِنْ دَنَتْ مِنْ أَرْضِه تَهَزَّعَا

و فَرَسٌ مُهَتْزِعٌ :شَدِیدُ العَدْوِ.

و یُقَالُ :مَرَّ فُلانٌ یَهْزَعُ وَ یَقْزَعُ ،أَی:یَعْرُجُ .

و یُقَالُ :ما بَقِیَ فِی سَنَامِ بَعِیرِکَ أَهْزَعُ ،أَی:بَقِیَّهُ شَحْمٍ .

و ما لَهُ أَهْزَعُ ،أَی:شَیْ ءٌ (3).

و قَدْ سَمَّوْا هَزّاعاً،کشَدّادٍ.

هزلع

الهِزْلاعُ ،کقِرْطاس ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هُوَ السِّمْعُ الأَزَلُّ .

قالَ : و هَزْلَعَتُهُ :مُضِیُّه و انْسِلالُه.

و قَدْ سَمَّوْا هِزْلاعاً مِنْ ذلِکَ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الهَزَلَّعُ ، کعَمَلَّسٍ :السَّرِیعُ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ لعَبْدِ اللَّهِ بنِ سَمْعَانَ :

و اغْتَالَهَا مُهَفْهَفٌ هَزَلَّعُ

هزنع

الهُزْنُوعُ ،بالزای، کعُصْفُورٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ :هو أَصْلُ نَباتٍ یُشْبِهُ الطُّرْثُوثَ ، أَو الصَّوابُ بالرّاءِ ،کما تَقَدَّمَ ، أَو بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ مَع الزّایِ ،و هذا قَوْلُ اللَّیْثِ ،و لأَجْلِ هذا الاخْتِلافِ یَذْکُرُه المُصَنِّفُ أَیْضاً فِی حَرْفِ الغَیْنِ ،کما سَیَأْتِی.

هسع

هَسَعَ ،کمَنَعَ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :أَیْ أَسْرَعَ ،و کَذلِکَ هَرَعَ .

و هاسِعٌ ،و هُسَعُ کزُفَرَ،و زُبَیْر و مِنْبَرٍ:أَبْنَاءُ الهَمَیْسَعِ بن حِمْیَرَ بن سَبَإِ.و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:قد سَمَّوْا هُسَعاً ، و هَیْسُوعاً قالَ :و هذِه لُغَهٌ قَدِیمَهٌ لا یُعْرَفُ اشْتِقَاقُهَا،قالَ :

و أَحْسِبُهَا عِبْرَانِیَّهً أَو سُرْیَانِیَّهً ،قالَ الصّاغَانِیُّ :لقَدْ أَبْعَدَ ابنُ دُرَیْدٍ فِی المَرَامِ ،و أَبْعَطَ فی السَّوْمِ ،و لو عَلِمَ مِنْ أَیْنَ تُؤْکَلُ (4)الکَتِفُ ،و مِنْ أَیِّ الغُصُونِ یُقْتَطَفُ ،لتَنَصَّلَ مِنَ ارْتَکابِ الکُلَفِ ،و هذِه الأَسْمَاءُ عَرَبِیَّهٌ حِمْیَرِیَّه،و اشْتِقاقُها

ص:542


1- (1) الأصل و اللسان و التهذیب،و الرجز لیس للعجاج و هو فی دیوان رؤبه ص 91.
2- (2) زیاده عن التهذیب و اللسان.
3- (3) بعدها فی الأساس:و هو السهم الذی یبقی فی أسفل الکنانه.
4- (4) بالأصل«یؤکل».

مِن هَسَعَ :إِذَا أَسْرَعَ ،فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

هطع

هَطَع ،کمَنَعَ ،هَطْعاً،و هُطُوعاً :أَسْرَعَ مُقْبِلاً خائِفاً ،لا یَکُونُ إِلاّ مَعَ خَوْفٍ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ، أَو أَقْبَلَ بِبَصْرِه عَلَی الشَّیْ ءِ لا یُقْلِعُ عَنْهُ ، کأَهْطَعَ فِیهِمَا.

و الهَطِیعُ ، کأَمِیر:الطَّرِیقُ الواسِعُ ،نَقَلَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (1)، و أَنْکَرَه الأَزْهَرِیُّ .قُلْتُ :طَرِیقٌ هَیْطَعٌ ،کحَیْدَرٍ.

و أَهْطَعَ البَعِیرُ فِی سَیْرِه: مَدَّ عُنُقَه،و صَوَّبَ رَأْسَهُ :

کاسْتَهْطَعَ .

و المُهْطِعُ ، کمُحْسِنٍ :مَنْ یَنْظُرُ فِی ذُلٍّ و خُضُوعٍ ،لا یُقْلِعُ بصَرَهُ ،و بهِ فُسِّرَ قَوْلُه تَعالَی: مُهْطِعِینَ مُقْنِعِی رُؤُسِهِمْ (2).و قالَ ثَعْلَبٌ : أَهْطَعَ :نَظَرَ بِخُضُوعٍ ،و قالَ بَعْضُ المُفَسِّرِینَ : مُهْطِعِینَ ،أَیْ :مُحَمِّجِینَ ،و التَّحْمِیجُ :

إِدامَهُ النَّظَرِ مَعَ فَتْحِ العَیْنَیْنِ ،و إِلَی هذا مالَ أَبُو العَبّاسِ ، و قالَ الزَّجّاجُ : مُهْطِعِینَ ،أَی:مُسْرِعِینَ (3)،و أَنْشَدَ لاِبْنِ مُفَرِّغٍ :

بَدِجْلَهَ أَهْلُهَا،و لَقَدْ أُرَاهُمْ

بَدِجْلَهَ مُهْطِعِینَ إِلَی السَّمَاعِ

أَو المُهْطِعُ : السّاکِتُ المُنْطَلِقُ إِلَی مَنْ هَتَفَ بهِ ،و به فُسِّرَتِ الآیَهُ أَیْضاً.

و بَعِیرٌ مُهْطِعٌ :فِی عُنُقِه تَصْوِیبٌ خِلْقَهً ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

أَهْطَعَ فِی عَدْوِه:أَسْرَعَ .

و ناقَهٌ هَطْعَی :سَرِیعَهٌ .

و أَهْطَعَ :أَقْبَلَ مُسْرِعاً خائِفاً (4).

و یُقَالُ للرَّجُلِ إِذا أَقَرَّ و ذَلَّ :أَرْبَخَ و أَهْطَعَ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ :

تَعَبَّدَنِی نِمْرُ بنُ سَعْدٍ و قدْ أُری

و نِمْرُ بنُ سَعْدٍ لی مُطِیعٌ و مُهْطِعُ

و الهاطِعُ :النّاکِسُ ،قالَ شَمِرٌ:و لَم أَسْمَعْهُ إِلاَّ لِطُفَیْلٍ .

و هَطْعَی ،و هَوْطَعٌ :اسْمَانِ .

هطلع

الهَطَلَّعُ ؛کعَمَلَّسٍ :الجَمَاعَهُ الکَثِیرهُ من النّاسِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ (5).

قال: و رُبَّما سُمِّیَ الجَیْشُ الکَثِیرُ أَهْلُه هَطَلَّعاً،و قالَ ابنُ سِیدَه:قِیلَ :هُوَ الکَثِیرُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ.

و قالَ الجَوْهَرِیُّ -فی تَرْکِیبِ «ه ط ع»-:

الهَطَلَّعُ : الرَّجُلُ الطَّوِیلُ الجَسِیمُ ،مِثْلُ الهَجَنَّعِ ،و قالَ غَیْرُه:هُوَ الجَسِیمُ المُضْطَرِبُ الطُّولِ ،قالَ شَیْخُنَا:و الّلامُ زائِدَهٌ کما جَزَمَ بهِ الجَوْهَرِیُّ و غیرُه.

هعع

هَعَّ ،کمَدَّ یَهُعُّ هَعَّهً و هَعًّا : قاءَ،لُغَهٌ فی هاعَ یَهُوعُ ،کذا فی الصِّحاحِ و الجَمْهَرَهِ .

هقع

الهَقْعَهُ :دائِرَهٌ تَکُونُ بعُرْضِ زَوْر الفَرَسِ ، و تُکْرَهُ ،قالَهُ الجَوْهَرِیُّ ،أَوْ فِی وَسَطِه،و هِیَ دائِرَهُ الحَزْم، تُسْتَحَبُّ ، أَو هِیَ دائِرَهٌ تَکُونُ بَحَیْثُ تُصِیبُ رِجْلَ الفارِسِ فی مَرْکَلِه،قالَ اللَّیْثُ : یُتَشَاءَمُ بِهَا و تُکْرَهُ ، أَو لُمْعَهُ بَیَاضٍ فِی جَنْبِهِ الأَیْسَرِ ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْدٍ.

و الهَقْعَهُ : ثَلاثُ کَواکِبَ نَیِّرَهٌ ،قَرِیبٌ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ فَوْقَ مَنْکِبَی الجَوْزَاءِ،کأَنَّها الأَثافِیِّ ،و هِیَ مِنْ مَنَازِلِ القَمَرِ إِذا طَلَعَتْ مَعَ الفَجْرِ اشْتَدَّ حَرُّ الصَّیْفِ ،قالَ ساجعُ العَرَبِ :«إِذا طَلَعَتِ الهَقْعَه ،تَقَوَّضَ النّاسُ لِلْقُلْعَه، و رَجَعُوا إِلی النُّجْعَه،و أَوْرَسَتِ الفَقْعَه،و أَرْدَفَتْهَا الهَنْعَه»، و هِیَ رَأْسُ الجَوْزَاءِ،شُبِّهَتْ بهَقْعَهِ الفَرَسِ ،و

17- فِی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ : «طَلِّقْ أَلْفاً یَکْفِیکَ مِنْهَا هَقْعَهُ الجَوْزَاءِ». أَی:

یَکْفِیکَ مِنَ التَّطْلِیقِ ثَلاثُ تَطْلِیقاتٍ ،و الهَقْعَهُ غَزِیرَه النَّوْءِ.

و قالَ الفَرّاءُ: هَقَعَهُ بینَ أُذُنَیْهِ هَقْعاً : کَوَاهُ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: الهُقَاعُ ، کغُرَابٍ :الغَفْلَهُ تُصِیبُ الإِنْسَانَ مِنْ هَمٍّ أَو مَرَضٍ .

و قالَ غَیْرُه: الهُقَعَهُ ، کهُمَزَهٍ :المُکْثِرُ مِنَ الاتِّکاءِ و الاضْطِجاعِ بَیْنَ القَوْمِ ،و حَکَی ذلِکَ الأَمَوِیُّ فِیمَا حَکاهُ ، و نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و أَنْکَرَه شَمِرٌ،و صَحَّحَهُ الأَزْهَرِیُّ ،و اسْتَدَلَّ

ص:543


1- (1) الجمهره 107/3 و [1]فیها«الهطیع:الطریق الواسع زعموا»قال الأزهری فی هذه الترجمه 135/1 و لم أسمع الهطیع بمعنی الطریق لغیره،و هو من مناکیره التی یتفرد بها.
2- (2) سوره إبراهیم الآیه 43. [2]
3- (3) هذا قول إبراهیم بن السری کما فی التهذیب.
4- (4) زید فی اللسان:و [3]لا یکون إلاّ مع خوفٍ .
5- (5) الجمهره 370/3. [4]

لَهُ مِنْ کَلامِ العَرَبِ مِمّا جاءَ بالقَافِ و الکافِ ،بما هُوَ مَذْکُورٌ فِی التَّهْذِیبِ .

و الهَیْقَعَهُ ،کهَیْنَمَهٍ :حِکَایَهُ رَفْعِ السَّیْفِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ ،زادَ غَیْرُه فِی مَعْرَکَه القِتَالِ ،و قِیلَ :هُوَ حِکایَهٌ لِصَوْتِ الضَّرْبِ و الوَقْعِ مُطْلَقاً.

و هُوَ ضَرْبُکَ الشَّیْ ءَ الیابِسَ عَلَی الیابِسِ ،نَحْو الحَدِیدِ، لِتَسْمَعَ صَوْتَه ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

أَوْ أَنْ تَضْرِبَ بالحَدِیدِ ،هکذا هُو فِی العُبَابِ ،و الَّذِی فی الصِّحاح عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ :أَنْ تَضْرِبَ بالحَدِّ مِنْ فَوْقُ و مثلُه فی اللِّسَانِ ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ للهُذَلِیِّ -و هُوَ عَبْدُ مَنَاف بنُ رِبْع-:

فالطَّعْنُ شَغْشَغَهٌ و الضَّرْبُ هَیْقَعَهٌ

ضَرْبَ المُعَوِّلِ تَحْتَ الدِّیمَهِ العَضَدَا (1)

و الهَقِعُ ، کَکَتِف:الحَرِیصُ عن ابْنِ عَبّادٍ.

و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ (2): هَقِعَتِ النّاقَهُ ،کفَرِحَ هَقَعاً ، فهِیَ هَقِعَهٌ ،و هِیَ الَّتِی إِذا أَرَادَتِ الفَحْلَ وَقَعَتْ مِنْ شِدَّهِ الضَّبَعَهِ ،و کَذلِکَ هَکِعَتْ ،فَهِیَ هَکِعَهٌ ، کتَهَقَّعَتْ :إِذا بَرَکَتْ لِلفُحْلِ .

و حَکَی الأَزْهَرِیُّ عَنْ بَعْضِ الأَعْرَابِ (3)أَنَّه قالَ :

یُقَال: اهْتَقَعَه عِرْقُ سُوءٍ ،و اهْتَکَعَه،و اهْتَنَعَه،و اخْتَضَعَهُ ، و ارْتَکَسَه:إِذا تَعَقَّلَه،و أَقْعَدَهُ عَنْ بُلُوغِ الشَّرَفِ و الخَیْرِ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اهْتَقَعَ فُلاناً :إِذا صَدَّهُ و مَنَعَهُ .

و قالَ غَیْرُه: اهْتَقَعَ الفَحْلُ النّاقَهَ :إِذا أَبْرَکَهَا و تَسَدّاهَا هکَذا فی النُّسَخِ ،و مِثْلُه فِی العُبَابِ (4)،و فِی اللِّسَانِ :

أَبْرَکَهَا ثُمَّ تَسَدَّلَهَا و عَلاَهَا.

و الاهْتِقَاع:مُسانَّهُ الفَحْلِ النّاقَهَ الَّتِی لَمْ تَضْبَعْ ،یُقَالُ :

سانَّ الفَحْلُ النّاقَهَ حَتّی اهْتَقَعَهَا ،یَتَقَوَّعُهَا ثُمّ یَعِیسُهَا، و تَهَقَّعَتْ هِی:بَرَکَتْ . و اهْتَقَعَتِ الحُمَّی فُلاناً:تَرَکَتْهُ یَوْماً فَعَاوَدَتْهُ و أَثْخَنَتْهُ ، و کُلُّ ما عاوَدَکَ فَقَد اهْتَقَعَکَ .

و اهْتُقِعَ لَوْنُه،مَجْهُولاً ،أَی: تَغَیَّرَ مِنْ خَوْفٍ أَو فَزَعٍ ،لا یَجِیءُ إِلا بِصِیغَهِ مَا لَمْ یُسَمَّ فاعِلُه.

و تَهَقَّعَ الرَّجُلُ : تَسَفَّهَ .

و یُقَالُ : تَهَقَّعَ فُلانٌ عَلَیْنَا،و تَتَرَّعَ ،و تَطَیَّخَ بمَعْنًی واحِدٍ،أَی: تَکَبَّرَ قالَ رُؤْبَهُ :

إِذا امْرُؤٌ ذُو سَوْءَهٍ تَهَقَّعَا

أَوْ قالَ أَقْوَالاً تَقُودُ الخُنَّعَا

و قِیلَ : تَهَقَّعَ : جاءَ بأَمْرٍ قَبِیحٍ .

و یُقَال: تَهَقَّعَ القَوْمُ وِرْدًا :إِذا وَرَدُوا کُلُّهُم.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: تُهُقِّعَ ،مَجْهُولاً:نُکِسَ .

قال: و انْهَقَعَ ،أَی: جاعَ و خَمُصَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

هُقِعَ الفَرَسُ ،کعُنِیَ ،فهُو مَهْقُوعٌ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :

و یُقَالُ :إِنَّ المَهْقُوعَ لا یَسْبِقُ أَبَداً،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ (5):

إِذا عَرِقَ المَهْقُوعُ بالمَرْءِ أَنْعَظَتْ

حَلِیلَتُه،و ازْدادَ حَرًّا عِجَانُها

و أَنشدهُ فی ترکیب«نعظ »«و ابْتَلَّ مِنْهَا (6)عِجَانُها»فلَمَّا سَمِعُوا هذا البَیْتَ ،و لَمْ یَرَوْا قائِلَهُ کَرِهُوا رُکُوبَ المَهْقُوعِ ، فأَجَابَه مُجِیبٌ :

و قَدْ (7)یَرْکَبُ المَهْقُوعَ مَنْ لَسْتَ مِثْلَه

و قَدْ یَرْکَبُ المَهْقُوعَ زَوْجُ حَصَانِ

و تَهَقَّعَتِ الضَّأْنُ :اسْتَحْرَمَتْ کُلُّهَا.

و فَرَسٌ هَقِعٌ ،ککَتِفٍ : مَهْقُوعٌ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِی.

و هَقِعَتِ النّاقَهُ ،مِثْلُ تَهَقَّعَتْ ،کما فِی التَّکْمِلَهِ .

هکع

هَکَعَ البَقَرُ تَحْتَ ظِلِّ الشَّجَرِ،کمَنَعَ ، هُکُوعاً ،

ص:544


1- (1) دیوان الهذلیین 40/2 و فی التهذیب:الطعنُ »و قال فی شرحه:شبه أصوات المضاربه بالسیوف بضرب العضّاد الشجر بفأس لبناء عالهٍ یستکن بها من المطر.
2- (2) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:أبو عبیده.
3- (3) فی التهذیب:بعض العرب.
4- (4) و التهذیب أیضاً.
5- (5) التهذیب:و أنشد أبو عبیده.
6- (6) بالأصل«فیها».و المثبت عن ماده نفط .
7- (7) اللسان [2]بروایه:«قد».

بالضَّمِّ : سَکَنَ و اطْمَأَنَّ مِنْ شِدَّهِ الحَرِّ،و کَذلِکَ فی کِناسِهِ إِذا اشْتَدَّ حَرُّ النَّهَارِ.

و یُقَال:ذَهَبَ فُلانٌ فَما یُدْرَی أَیْنَ سَکَعَ ،و أَیْنَ هَکَعَ ، أَیْ :أَیْنَ تَوَجَّهَ ،و أَیْنَ أَقامَ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

و هَکَعَ البَعِیرُ:سَعَلَ فی لُغَهِ هُذَیْلٍ ، هَکْعاً و هُکَاعاً .

و هَکَعَ اللَّیْلُ هُکُوعاً : أَرْخَی سُدُولَه ،و لَیْلٌ هاکِعٌ ،قالَ بِشْرُ بنُ أَبِی خازِمٍ :

قَطَعْتُ إِلی مَعْرُوفِهَا مُنْکَرَاتِها

بعَیْهَمَهٍ تَنْسَلُّ و اللَّیْلُ هاکِعُ

و قالَ أَبُو سَعِیدٍ:لَیْلٌ هاکِعٌ ،أَی:بارِکٌ مُنِیخٌ ،فیکونُ مَجَازًا.

و هَکَعَ الرَّجُلُ بالقَوْمِ (1):نَزَلَ بِهِمْ بَعْدَ ما یُمْسِیَ ، و أَنْشَدَ الفَرّاءُ:

و إِنْ هَکَعَ الأَضْیافُ تَحْتَ عَشِیَّهٍ

مُصَدِّقَهِ الشَّفَانِ کَاذِبَهِ القَطْرِ

و قالَ أَبُو سَعِیدٍ: هَکَعَ إِلَی الأَرْضِ ،أَی: أَکَبَّ ، یُقَالُ :رَأَیْتُ فُلاناً هاکِعاً ،أَیْ :مُکِبًّا.

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ : هَکَعَ عَظْمُه :إِذا انْکَسَرَ بَعْدَ ما انْجَبَرَ.

و قالَ الجَوْهَرِیُّ : الهُکَعَهُ ، کهُمَزَهٍ :الأَحْمَقُ ،زادَ غَیْرُه:الَّذِی إِذا جَلَسَ لَمْ یَکَدْ یَبْرَحُ ،یُقَال:إِنَّهُ لهُکَعَهٌ نُکَعَهٌ ،رَوَاهُ الأَزْهَرِیُّ عن الفَرّاءِ.

و قالَ الفَرّاءُ أَیْضاً: الهَکِعَهُ ، کَفَرِحَهٍ :النّاقَهُ المُسْتَرْخِیَهُ مِنْ شِدَّهِ الضَّبَعَهِ ،و قد هَکِعَتْ هَکَعاً ،و کذلِکَ الهَقِعَهُ ، بالقَافِ عن أَبِی عُبَیْدٍ،و قِیلَ : الهَکِعَهُ :هی الَّتِی لا تَسْتَقِرُّ فِی مَکَانٍ مِنْ شِدَّهِ شَهْوَهِ الضِّرابِ .

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (2): هَکِعَ الرَّجُلُ کفَرِحَ هَکَعاً : جَزِعَ ، و أَطْرَقَ منْ حُزْنٍ أَو غَضَبٍ ، و خَشَعَ ، کاهْتَکَعَ ،و نَصُّ الجَمْهَرَهِ : الهَکَعُ :شَبِیهُ بالجَزَعِ ،یُقَالُ : هَکِعَ بالکَسْرِ هَکَعاً ،و اهْتَکَعَ الرَّجُلُ :خَشَع. و الهُکَاعُ کغُرَابٍ :السُّعَالُ ،هُذَلِیَّهٌ ،نَقَلَهُ اللَّیْثُ .

و قالَ الفَرّاءُ: الهُکَاعُ : النَّوْمُ بَعْدَ التَّعَبِ .

قالَ : و أَیْضاً: شَهْوَهُ الجِمَاعِ ،قالَ : و مِنْهُ الهُکاعِیُّ ، أَی:الرَّجُلُ الکَثِیرُ الشَّهْوَهِ .

و اهْتَکَعَهُ عِرْقُ سُوْءٍ؛مِثْلُ : اهْتَقَعَه ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ عَنْ بَعْضِ الأَعْرَابِ ،و قد تَقَدَّمَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهُکُوعُ ،بالضَّمِّ :جَمَاعَهُ البَقَرِ مُسْتَظِلاّتٍ تَحْتَ الشَّجَرِ،قالَ الطِّرِمّاحُ یَصِفُ مَنْزِلَهُ :

تَرَی (3)العِینَ فِیهَا مِنْ لَدُنْ مَتَعَ الضُّحَی

إِلَی اللَّیْلِ فی الغَیْضَاتِ وَ هْیَ هُکُوعُ

أَی ساکِنَاتٌ مُطْمِئنّاتٌ عَلَی الأَرْضِ ،و قِیلَ :نائِمَاتٌ ، و المَعْنَی واحِدٌ.

و قالَ أَعْرَابِیٌّ :مَرَرْتُ بإِراخٍ هُکَّعٍ فی مِئرانِها (4)،أَی:

نِیَامٍ فِی مَأْواها.

وَ هَکَعَ هَکْعاً :نامَ قاعِدًا.

و هَکِعَ ،کفَرِحَ :أَطْرَقَ مِنْ حُزْنٍ أَو غَضَبٍ .

و الهُکْعَهُ ،بالضَّمِّ :لُغَهٌ فی الهُکَعَهِ ،کهُمَزَهٍ .

و هَکَعَ البَعِیرُ هُکُوعاً :بَرَکَ ،عن الفَرّاءِ.

و الهَکْعُ ،بالفَتْحِ :السُّعالُ ،قالَ أَبُو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :

و تَبَوَّأَ الأَبْطَالُ بَعْدَ حَزاحِزٍ

هَکْعَ النَّوَاحِزِ فِی مُنَاخِ المَوْحِفِ (5)

و النَّوَاحِزُ:الَّتِی بِهَا أَیْضاً سُعالٌ مِنَ الإِبِلِ ،أَرادَ أَنَّهُمْ یَزْفِرُون کَمَا تَزْفِرُ الإِبِلُ الّتِی بِها سُعالٌ ،کما فِی شَرْحِ الدِّیوَانِ ،و قِیلَ :أَرادَ هُکُوعَهُم ،أَیْ :بُرُوکَهُم لِلْقِتالِ ،کَمَا تَهْکَعُ النَّوَاحِزُ فی مَبَارِکِهَا،أَی:تَسْکُنُ و تَطْمَئِنُّ .

و الهَکْعُ أَیْضاً:غَمُّ الوَجَعِ إِذا لَم یَسْتَقِرّ.

ص:545


1- (1) فی التهذیب و اللسان: [1]إلی القوم.
2- (2) الجمهره 138/3. [2]
3- (3) عن التهذیب و اللسان و [3]الدیوان ص 151 و فی الدیوان:و یروی «الغیضا»و فی التهذیب:فی الغضیا و هنّ هکوع.
4- (4) عن التهذیب،و بالأصل«میزانها».
5- (5) دیوان الهذلیین 109/2.

و هَکَعَ هُکُوعاً :ذَهَبَ .

و الهَکَعُ ،بالتَّحْرِیکِ :السُّعَالُ ،عن الفَرّاءِ.

و ناقَهٌ مِهْکاعٌ :تَکادُ یُغْشَی عَلَیْهَا مِنْ شِدَّهِ الضَّبَعَهِ .

هلبع

الهُلابِعُ ،کعُلابِطٍ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هُوَ اللَّئِیمُ الجَسِیمُ الکُرَّزِیُّ و أَنْشَدَ:

و قُلْتُ لا آتِی زُرَیْقاً طائِعَا

عَبْدَ بَنِی عائِشَهَ الهُلابِعَا

و ذَکَرَهُ بَعْضٌ بالیاءِ التَّحْتِیَّهِ ،کما سَیَأْتِی.

و قالَ غَیْرُه: الهُلَبِعُ و الهُلابِعُ ، کعُلَبِطٍ و عُلابِطٍ :

الحَرِیصُ ،زادَ ابنُ دُرَیْدٍ: عَلَی الأَکْلِ .

و سُمِّیَ الذِّئْبُ هُلَبِعاً و هُلابِعاً لحِرْصِهِ ،صِفَهٌ غالِبَهٌ .

قلتُ :و هذَا أَشْبَهُ أَنْ یَکُونَ مَنْحُوتاً مِنْ :«هَلَعَ »و«بَلَعَ » فالهَلَعُ :الحِرْصُ ،و البَلْعُ :الأَکْلُ ،فتَأَمَّلْ .

و هُلابِعٌ کعُلابِطٍ :اسْمٌ .

هلمع

الهَلَمَّعُ ،کَعَمَلَّسٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قالَ الصّاغَانِیُّ :هُو السَّرِیعُ البُکاءِ،لُغَهٌ فِی الهَرَمَّعِ بالرّاءِ،یُقَالُ :اهْرَمَّعَ ،و اهْلَمَّعَ ،و ظاهِرُه أَنّه رُبَاعِیٌّ ،و إِلَیْهِ ذَهَبَ الصَّرْفِیُّون،و عَلَی رَأْیِ الجَوْهَرِیِّ و من تَبِعَهُ :الّلامُ زائِدَهٌ ،و أَصْلُ تَرْکِیبهِ «ه م ع»،و عَلَی رَأْیِ ابْنِ فارِسٍ یکونُ مَنْحُوتاً مِنْ «هَلَع»و«هَمَعَ »فتَأَمَّلْ .

هلع

الهَلَعُ ،مُحَرَّکَهً :الجَزَعُ و قِلَّهُ الصَّبْرِ،و قِیلَ :هُوَ أَفْحَشُ الجَزَعِ و أَسْوَؤُه.

و یُقَالُ :ذِئْبٌ هُلَعٌ بُلَعٌ ، کصُرَدٍ فِیهِمَا، فالهُلَعُ :

الحَرِیصُ ،و البُلَغُ :المُبْتَلِعُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .قُلْتُ :و قد اخْتُصِرَ ذلِکَ فرُکِّبَ و قِیلَ :ذِئْبٌ هُلَبِعٌ ،کعُلَبِطٍ ،لحِرْصِه عَلَی البَلْعِ ،کما تَقَدَّمَ ذلِکَ عَنِ ابنِ دُرَیْدٍ،و هذا یُقَوِّی مَنْ ذَهَبَ إِلَی أَنَّ الکَلِمَهَ مَنْحُوتَهٌ .

و فِی التَّنْزِیلِ قَوْلُه تَعَالَی: إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (1)،و اخْتُلِفَ فِی تَفْسِیرِ الهَلُوع فقیلَ :هُوَ مَنْ یَجْزَعُ و یَفْزَعُ مِنَ الشَّرِّ (2)،و قِیلَ :هُو الَّذِی یَحْرِصُ و یَشِحُّ عَلَی المالِ ،و قالَ مَعْمَرُ و الحَسَنُ :هُوَ الشَّرِهُ ، أَو الضَّجُورُ ،قالَهُ الفَرّاءُ،قالَ :و صِفَتُه کَما قالَ اللَّهُ تَعَالَی: إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَ إِذا مَسَّهُ الْخَیْرُ مَنُوعاً (3)فهذِه صِفَتُه،و قِیلَ :هُوَ الَّذِی لا یَصْبِرُ عَلَی المَصَائِبِ . و قالَ ابنُ بَرِّیّ :قالَ أَبُو العَبّاس المُبَرِّدُ:رَجُلٌ هَلُوعٌ :إِذا کانَ لا یَصْبِرُ عَلَی خَیْرٍ و لا شَرٍّ حَتَّی یَفْعَلَ فِی کُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا غَیْرَ الحَقِّ ،و أَوْرَدَ الآیَهَ .

قالَ الجَوْهَرِیُّ : و حکَی یَعْقُوبُ :رَجُلٌ هُلَعَهٌ ،کهُمَزَهٍ ، و هُوَ: من یَهْلَعُ و یَجْزَعُ و یَسْتَجِیعُ سَرِیعاً.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الهَوْلَعُ کجَوْهَرٍ: السَّرِیعٌ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: الهَیْلَعُ ،کحَیْدَرٍ: الضَّعِیفُ ، کالهَیْرَعِ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الهِلْواعَهُ بالکَسْرِ:الحَرِیصُ .

و هُوَ النَّفُورُ حِدَّهً و نَشَاطاً. نَقَلَه الأَزْهَرِیُّ عن بَعْضِهِمْ .

و الهِلْوَاعَهُ : السَّرِیعَهُ الخَفِیفَهُ ، الحَدِیدَهُ المِذْعانُ ، شَهْمَهُ الفُؤَادِ مِن النُّوقِ الَّتِی تَخافُ السَّوْطَ ، کالهِلْواعِ ، و مِنْهُ

17- حَدِیثُ هِشَامٍ : «إِنها لَمِسْیَاعٌ هِلْواعٌ ». و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ للطِّرِمّاحِ :

قَدْ تَبَطَّنْتُ بهِلْواعَهٍ

عُبْرِ (4)أَسْفَارٍ کَتُومِ البُغامِ

و قِیلَ :هِیَ الَّتِی تَضْجَرُ فتُسْرِعُ فِی السَّیْرِ،و أَنْشَدَ الباهِلِیُّ للْمُسَیَّبِ بنِ عَلَسٍ ،یَصِفُ ناقَهً ،شَبَّهَهَا بالنَّعَامَهِ :

صَکّاءَ ذِعْلِبَهٍ إِذا اسْتَدْبَرْتَها

حَرَجٍ إِذا اسْتَقْبَلْتَها هِلْوَاعِ

و قالَ أَبُو قَیْسِ بْنُ الأَسْلَتِ :

و أَقْطَعُ الخَرْقَ یُخَافُ الرَّدَی

فِیهِ عَلَی أَدْمَاءَ هِلْواعِ

و الهالِعُ :النَّعَامُ السَّرِیعُ فِی مُضِیِّهِ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ، قالَ :و النَّعَامَهُ هَالِعَهٌ .

و قالَ غَیْرُه:نَعَامَهٌ هالِعٌ و هالِعَهٌ :نافِرَهٌ ،و قِیلَ :حَدِیدَهٌ ، و هُنَّ هَوَالِعُ .

ص:546


1- (1) سوره المعارج الآیه 19. [1]
2- (2) قول أبی إسحاق.کما فی التهذیب:الذی یفزع و یجزع من الشر.
3- (3) المعارج الآیتان 20 و 21. [2]
4- (4) عن التهذیب و بالأصل«غبر».

و یُقَالُ : مالَهُ هِلَّعٌ و لا هِلَّعَهٌ ،کإِمَّرٍ و إِمَّرَهٍ ،أَی:مالَهُ جَدْیٌ و لا عَنَاقٌ ،نَقَلَه الجَوْهَرهیُّ ،و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : الهِلَّعُ :

الجَدْیُ ،و الهِلَّعَهُ :العَناقُ ،ففَصَّلَهَا،و قِیلَ :مَعْنَی قَوْلِهِم:

ما لَهُ هِلَّعٌ و لا هِلَّعَهٌ ،أَی:ما لَهُ شَیْ ءٌ قَلِیلٌ .

و هَلْوَعَ :أَسْرَعَ و قِیلَ :مَضَی نافِرًا،و هَلْوَعَتِ النَّاقَهُ هَلْوَعَهً :أَسْرَعَتْ و مَضَتْ و جَدَّتْ .

و الهِلْیَاعُ بالکَسْرِ: سَبُعٌ صَغِیرٌ ،قالَهُ ابنُ فارِسٍ أَو هُوَ:

ذَکَرَ الدَّلادِلِ کما قَالَهُ العُزَیْزِیُّ فی تَکْمِلَهِ العَیْنِ ، أَو الصَّوابُ بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،کما ذَکَرَهُ اللَّیْثُ .و ابنُ دُرَیْدٍ، و نَبَّهَ عَلَیْهِ الصّاغَانِیُّ ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ هُنَاکَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

الهَلَعُ ،مُحَرَّکَهً :الحِرْصُ .

و الهُلُوعُ ،بالضَّمِّ :مَصْدَرُ هَلِعَ یَهْلَعُ کفَرِحَ :إِذا حَرَصَ ، فهُوَ هَلِعٌ ککَتِفٍ ،و منه

17- قَوْلُ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِکِ لشَبَّهَ بنِ عَقّالٍ ،حِینَ أَرادَ أَنْ یُقَبِّلَ یَدَهُ :«مَهْلاً یا شَبَّهُ ،فإِنَّ العَرَبَ لا تَفْعَلُ هذا إِلاَّ هُلُوعاً ،و إِنَّ العَجَمَ لَمْ تَفْعَلْهُ إِلاّ خُضوعاً».

و الهِلاعُ ،و الهُلاعُ ،ککِتَابٍ و غُرَابٍ : الهُلُوعُ ،و أَنْشَدَ المُبَرِّدُ:

وَ لِی قَلْبٌ سَقِیمٌ لَیْسَ یَصْحُو

و نَفْسٌ ما تُفِیقُ مِنَ الهُلاعِ (1)

و رَجُلٌ هالِعٌ ،و هِلْواعٌ :جَزُوعٌ حَرِیصٌ .

و الهَلَعُ ،مُحَرَّکَهً :الحُزْنُ ،تَمِیمِیَّهٌ .

و الهَلِعُ :الحَزِینُ .

و شُحٌّ هالِعٌ :مُحْزِنٌ ،کَقَوْلِهِمْ :یَوْمٌ عاصِفٌ ،و لَیْلٌ نائِمٌ .

و هَلِعَ ،کفَرِحَ :جاعَ .

و الهَلَعُ ،و الهُلاعُ ،و الهَلَعانُ :الجُبْنُ عِنْدَ اللِّقَاءِ.

و الهَوْلَعُ :الجَزِعُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .

و قالَ الأَشْجَعِیُّ :رَجُلٌ هَمَلَّعٌ و هَوَلَّعٌ ،کعَمَلَّسٍ فِیهِمَا، أَی:سَرِیعٌ .

و الهِلْواعُ :الحَرِیصُ .و الهُلائعُ ،کعُلابِطٍ :اللَّئِیمُ ،و لَیْسَ بِتَصْحِیفِ الهُلابِع، بالباءِ.

همتع

الهُمْتُعُ ،بالمُثَنّاهِ مِنْ فَوْق،کعُصْفُرٍ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و الصّاغَانِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و مَنْ بَعْدَهُمْ و مَنْ قَبْلَهُمْ ،و لا أَدْرِی مِنْ أَیْنَ أَخَذَه المُصَنِّفُ ،و هُوَ جَنَی التَّنْضُبِ و حِینَئذٍ فوَزْنُه فُعْلُلٌ ، أَو وَزْنُه هُفْعَلٌ ؛لأَنَّه مِنْ مَتَعَ ، فالصّوابُ أَنْ یُذْکَرَ هُنَاکَ و قَوْلُه: لَیْسَ بتَصْحِیفِ الهُمْقُعِ ، بالقَافِ فیه نَظَرٌ،فإِنَّ القافَ شَدِیدُ الالْتِبَاسِ بالتّاءِ فِی الخُطُوطِ القَدِیمَهِ ،و المَعْنَی واحِدٌ،فأَیُّ وَجْهٍ للعُدُولِ عَنْهُ ؟ و لَمْ یُنَبِّهْ أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَّهِ عَلَیْهِ ،فتَأَمَّلْ .

همسع

الهَمَیْسَعُ ،کسَمَیْدَعٍ هکَذَا هُو فی النُّسَخِ بالسَّوادِ،و قالَ شَیْخُنَا:هُو فِی أُصُولِ القامُوسِ مَکْتُوبٌ بالحُمْرَهِ ؛إِیماءً إِلَی أَنَّه مِنْ زِیَادَاتِه عَلَی الصِّحّاحِ ،و لَیْسَ بصَوَابٍ ،فإِن الجَوْهَرِیَّ ذَکَرَه فِی«همع»فالصَّوابُ کَتْبُه بالسَّوادِ،إِلاّ أَنْ یُقَالَ :إِنَّه أَشارَ بتَرْجَمَتِه مُفْرَدًا إِلَی خِلافِه، و أَنَّ السِّینَ فِیه أَصْلِیَّهٌ ؛إِذْ لا دَلِیلَ لَه علی ادِّعاءِ أَصالَهِ الیاءِ،فتَأَمَّلْ .

قُلْتُ :الصَّحِیحُ أَنَّ هذِه التَّرْجَمَهَ مَکْتُوبَهٌ فِی الأُصُولِ الصَّحِیحَهِ بالسَّوَادِ،کما نَبَّهْنَا عَلَیْه آنِفاً،و قَوْلُ شَیْخِنا:إِنَّ الجَوْهَرِیَّ ذَکَرَه فی«ه م ع»کما فِی سائِرِ نُسَخِ الصِّحاحِ ،فَلا یُحْتَاجُ إِلَی هذِه التَّکَلُّفَاتِ الّتِی ذَکَرَهَا شَیْخُنَا،فَتَأَمَّلْ .قالَ الجَوْهَرِیُّ :هُوَ الرَّجُلُ القَوِیُّ (2)،زادَ غَیْرُه: الَّذِی لا یُصْرَعُ جَنْبُه.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الهَمَیْسَعُ : الطَّوِیلُ مِنَ الرِّجَالِ .

و الهَمَیْسَعُ : وَلَدُ (3)حِمْیَرَ بنِ سَبَإِ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :هُوَ جَدُّ عَدْنَانَ بنِ أُدَدَ،و قَالَ ابنُ دُرَیْدٍ:أَحْسَبُه بالسُّرْیَانِیَّهِ ، قالَ :و قَدْ سَمَّی حِمْیَرُ ابْنَه هَمَیْسَعاً .

قُلْتُ :و قَوْلُ ابْنِ دُرَیْدٍ:أَحْسِبُه بالسُّرْیانِیَّهِ ،حَدْسٌ و تَخْمِینٌ ،لا یَلِیقُ بمِثْلِه أَنْ یَقُولَ ذلِکَ ،بَلْ هِیَ لُغَهٌ حِمْیَرِیَّهٌ ،بمَعْنَی القَوِیِّ مِنَ الرِّجَالِ ،و بِهِ سَمَّوْا،و یُمْکِنُ أَنْ یَکُونَ مِنْ هَسَعَ الشَّیْ ءَ:إِذا کَسَرَهُ ،و المِیمُ و الیاءُ زائِدَتانِ ،

ص:547


1- (1) الکامل 1093/3 و [1]یروی:«قلب سلیم»و یروی:«لا تفیق».
2- (2) فی الصحاح:الرجل القوی زعموا.
3- (3) فی القاموس:«و والدُ حِمْیَرَ»خطأ انظر جمهره ابن حزم ص 432.

و قَدْ حَقَّقْناهُ فِی ه س ع فراجِعْهُ ،و قَالَ ابنُ الکَلْبِیِّ فِی جَمْهَرَهِ نَسَبِ حِمْیَرَ:وَلَدَ حِمْیَرُ بنُ سَبَإِ الهَمَیْسَعَ ،و مَالِکاً، و زَیْدًا،و عَرِیباً (1)،و وائِلاً و مَسْرُوحاً،و عَمِی کَرِبَ ،و دَوْماً، و أَوْساً (2)،و مُرَّهَ ،رَهْطَ مَعْدِیکرِبَ بنِ النُّعْمَانِ ،و هُمْ بحَضْرَمَوْتَ ،انْتَهَی.قلتُ :و فِی المُقَدِّمَهِ الفاضِلِیَّهِ :فوَلَدَ حِمْیَرُ بنُ سَبَإِ بنِ یَشْجُبَ بن یَعْرُبَ بنِ قَحْطَانَ مالِکاً:

بَطْنٌ ،و عامِرًا بَطْنٌ ،و عَوْفاً أَبْطُنٌ ،و سَعْدًا بَطْنٌ ،و وائِلَهَ و هَیْسَعاً (3):قَبِیلَهٌ ،و عَمْرًا 3و فیهِ البَیْتُ و العَدَد؛و أَعْقَبَ هَمَیْسَع مِن وَلَدِه:أَیْمَنَ بنَ هَمَیْسَعٍ ،و هُوَ جَدُّ ذِی رُعَیْنٍ ، و عَلَیْهِ أَکْثَرُ العُلَمَاءِ و العَمَلُ ،و کَذا التَّبابِعَهُ یُنْسَبُونَ إِلی أَیْمَنَ بنِ هَمَیْسَعٍ ،و فِیهِ خِلافٌ .

و أَبُو الهَمَیْسَعِ :شاعِرٌ مِنْ أَعْرَابِ مَدْیَنَ ،ذَکَرَهُ المُصَنِّفُ اسْتِطْرَادًا فی«جَحْلَنْجَع».

همع

هَمَعَتْ عَیْنُه،کجَعَلَ ،و نَصَرَ ،و عَلَی الثّانِی اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیّ ، تَهْمَعُ و تَهْمُعُ هَمْعاً ،بالفَتْحِ ، وَ هُمُوعاً بالضَّمِّ ، و هَمَعَاناً ،بالتَّحْرِیکِ ، و تَهْماعاً ،بالفَتْحِ : أَسالَتِ الدُّمُوعَ (4)کَذا فِی العُبَابِ ،و فِی الصِّحاحِ :أَی دَمَعَتْ ، و فی اللِّسَانِ :أَیْ سالَتْ دُمُوعُهَا، و کَذَا الطَّلُّ عَلَی الشَّجَرَهِ إِذَا سَقَطَ ثُمَّ سالَ ،یُقَالُ : هَمَعَ .

و سَحَابٌ هَمِعٌ ،ککَتِفٍ :ماطِرٌ ،کما فِی الصِّحاحِ ،زادَ غَیْرُه:بَنَوْه عَلَی صِیغَهِ هَطِلٍ ،قالَ الطِّرِمّاحُ :

تَنَکَّرَ رَسْمُهَا إِلاّ بَقایَا

عَفَا عَنْهَا جَدَا هَمِعٍ هَتُونِ

و دُمُوعٌ هَوَامِعُ :سائِلاتٌ .

و الهَیْمَعُ ،کصَیْقَلٍ :شَجَرٌ ،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ،و سَیَأْتِی فِی الغَیْنِ أَیْضاً.

و قالَ اللَّیْثُ : الهَیْمَعُ : المَوْتُ الوَحِیُّ ،و أَنْشَدَ لِأَبِی سَهْمٍ [أسامه بن الحارث] (5)الهُذَلِیِّ :

إِذا بَلَغُوا مِصْرَهُمْ عُوجِلُوا

مِنَ المَوْتِ بِالهَیْمَعِ الذِاعِطِ

کالهِمْیَعِ ،کحِذْیَمٍ ،قالَهُ العُزَیْزِیّ ،و أَنْشَدَ البَیْتَ « بالهِمْیَعِ الذّاعِطِ »و کذلِکَ ابنُ فارِس،قال:و یُقَالُ بالغَیْنِ أَیْضاً،و لم یُنْشِدِ البَیْتَ ،قالَ الصّاغَانِیُّ :و کِلاهُمَا تَصْحِیفٌ ،و الصّوابُ :«بِالهِمْیَغِ »المِیمُ قَبْلَ الیاءِ،و بالغَیْنِ المُعْجَمَهِ ،و هکَذَا ذَکَرَهُ أَبُو عُبَیْدٍ،کَذا فِی العُبَابِ ،و فِی المُحْکَمِ :و لا تَلْتَفِتْ للْهَیْمَعِ ؛بالعَیْنِ فإِنَّه بالغَیْنِ ،و إِنْ کانَ قَدْ حَکَاهُ قَوْمٌ بالعَیْنِ ،و بالغَیْن و العَیْنِ قَوْمٌ آخُرُونَ ، و فی التَّهْذِیبِ -بعدَ ما نَقَلَ قَوْلَ اللَّیْثِ -و قالَ أَبُو عُبَیْدٍ:

سَمِعْتُ الأَصْمَعِیَّ یَقُولُ : الهِمْیَعُ (6):المَوْتُ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الهُذَلِیِّ قالَ :هکَذَا رُوِیَ بکَسْرِ الهاءِ،و الیاءُ بَعْدَ المِیمِ ، قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هُوَ الصّوَابُ ،قال:و الهَیْمَعُ عِنْدَ البُصَراءِ تَصْحِیفٌ . و قالَ اللَّیْثُ : ذَبْحٌ هَیْمَعٌ :سَرِیعٌ .

و قالَ ابْنُ عَبَادٍ: تَهَمَّعَ الرَّجُلُ ،أَی: تَبَاکَی و قِیلَ :

بَکَی.

و قالَ أَیْضاً: اهْتُمِعَ لَوْنُه،مَجْهُولاً :إِذا تَغَیَّرَ مِنْ خَوْفٍ أَو فَزَعٍ ،و کَذلِکَ امْتُقِعَ ،قالَهُ الکِسَائِیُّ و غَیْرُه،کَمَا فِی اللِّسَانِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

أَهْمَعَ الدَّمْعُ و الماءُ و نَحْوُهُما:سالَ ، کتَهَمَّعَ ،و أَهْمَعَ الطَّلُّ کَذلِکَ ،قالَ رُؤُبَهُ یَصِفُ ثَوْرًا:

بادَرَ مِنْ لَیْلٍ و طَلٍّ أَهْمَعَا

و رَوَاهُ الجَوْهَرِیُّ :«و طَلٍّ هَمَعَا »و قالَ الصّاغَانِیُّ :«طَلّ أَهْمَعَ »:ذِی هَمَعَانٍ .

و عَیْنٌ هَمِعَهٌ :لا تَزَالُ تَدْمَعُ ،بُنِیَتْ عَلَی صِیغَهِ الدّاءِ، کرَمِدَتْ فَهِیَ رَمِدَهٌ ،و قالَ اللِّحْیَانِیُّ :و زَعَمُوا أَنَّ هَمِعَتْ لُغَهٌ .

و قالَ أَبُو زَیْدٍ: هَمَعَ رَأْسَهُ ،فهُوَ مَهْمُوعٌ :إِذا شَجَّهُ .

قلت:و سَیَأْتِی فِی الغَیْنِ ،هَمَغَ رَأْسَه:إِذا شَدَخَهُ .

و الهَمُوعُ ،کصَبُورٍ:السّائِلُ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

ص:548


1- (1) عن جمهره ابن حزم ص 432 و [1]بالأصل«و عربیاً».
2- (2) عن جمهره ابن حزم و [2]بالأصل«و أوسیاً»و لم یذکر ابن حزم فی أولاده: «دوما».
3- (3) بالأصل«و همیسع...و عمرو».
4- (4) فی القاموس:الدمع.
5- (5) زیاده عن الدیوان الهذلیین 196/2 و البیت فی شعره بروایه:بالهمیغ، و فسره:هِمْیَغ موت وحی.
6- (6) الأصل و اللسان و [3]فی التهذیب:الهِمْیَغ.

همقع

الهُمَّقِعُ ،کزُمَّلِقٍ ،و عُلَبِطٍ ،کَتَبَه بالحُمْرَهِ عَلَی أَنَّه مُسْتَدْرَکٌ عَلَی الجَوْهَرِیِّ ،و لَیْسَ کَذلِکَ ،بَلْ ذَکَرَه فِی تَرْکِیبِ «هَقَعَ »عَلَی أَنَّ المِیمَ زائِدَهٌ ،و صَوَّبَ غَیْرُه زِیَادَهَ هائِه،ثُمَّ إِنَّ الجَوْهَرِیَّ اقْتَصَرَ عَلَی الضَّبْطِ الأَوَّلِ ،و قالَ :

هُوَ فی کِتَابِ سِیبَوَیْهٍ ،فالأَولَی کَتْبُه بالسَّوادِ،فَتَأَمَّلْ ، و الضَّبْطُ الثّانِی نُقِلَ عَن ابْنِ دُرَیْدٍ،و قالَ السُّهَیْلِیُّ فِی الرَّوْضِ :هو فُنْعَلِلٌ ،أُدْغِمَتِ النُّونُ فِی المِیمِ ،قال:

و ظَاهِرُ قَوْلِ سِیبَوَیْهٍ أَنَّه فُعَّلِل،و أَنَّه مِمّا لَحِقَتْهُ الزِّیادَهُ و التَّضْعِیفُ ،قالَ :و القَوْلُ الأَوَّلُ یُقَوِّیه أَنَّ مِثْلَه الهُنْدَلِعُ ،کما تَقَدَّمَ ،و حَکَی الفَرَّاءُ عَنْ أَبی شَبِیبٍ (1)أَنَّ الهُمَّقِعَ :

الأَحْمَقُ ،و هِیَ بهاءٍ.

و فی الصِّحاحِ : الهُمَّقِعُ : ثَمَرُ التَّنْضُبِ ،و قالَ کُراعٌ :

هُوَ التَّنْضُبُ بعَیْنِه أَو ضَرْبٌ مِنْ ثَمَرِ العِضَاهِ ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ،و قَالَ ابنُ سِیدَه:و هُوَ مِنَ العِضَاهِ ،واحِدَتُه هُمَّقِعَهٌ عن ثَعْلَبٍ ،حَکَاهُ عَن أَبِی الجَرّاحِ .

قُلْتُ :و ما حَکَاهُ الفَرّاءُ عَنْ أَبِی شَبِیبٍ لا یُطَابِقُ مَذْهَبَ سِیبَوَیْهِ ؛لأَنَّ الهُمَّقِعَ عِنْدَه اسْمٌ ،و هُوَ عَلی قوْل أَبِی شَبِیبٍ صِفَهٌ ،و لا نَظِیرَ لَهُ إِلاَّ رَجُلٌ زُمَّلِقٌ ،للَّذِی یَقْضِی شَهْوَتَهُ قبلَ أَنْ یُفْضِیَ إِلَی المَرْأَهِ .

هملع

الهَمَلَّعُ ،کعَمَلَّسٍ :رُبَاعِیٌّ ،و الّلامُ أَصْلِیَّهٌ ، و نَقَلَ القَوْلَیْنِ الشَّیْخُ أَبُو حَیّان، و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ حَیْثُ ذَکَرَه فِی تَرْکِیبِ «ه م ع»کما ذَکَرَهُ الأَزْهَرِیُّ و الخَلِیلُ و ابْنُ فارِسٍ و ابنُ دُرَیْدٍ و غَیْرُهُم،فسَقَطَ بذلِکَ قولُ شَیْخِنَا:بل لا قائِلَ بکَوْنِه رُبَاعِیًّا،و أَنَّ حُرُوفَها کُلُّهَا أَصْلِیَّهٌ .فَتَأَمَّلْ ، و هُوَ المُتَخَطْرِفُ الخَفِیفُ الوَطْ ءِ، الَّذِی یُوَقِّعُ وَطْأَهُ تَوْقِیعاً شَدِیدًا مِنْ خِفَّهِ وَطْئهِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنْشَدَ:

رَأَیْتُ الهَمَلَّعَ ذَا اللَّعْوَتَ

یْنِ لَیْسَ بِآبٍ و لا ضَهْیَدِ (2)

و الهَمَلَّعُ : الذِّئْبُ ،عن ابْنِ السِّکِّیتِ ،و أَنْشَدَ:

لا تَأْمُرِینِی بِبَناتِ أَسْفَعِ

فالشّاهُ لا تَمْشِی مَعَ الهَمَلَّعِ (3)

أَسْفَعُ :فَحْلٌ مِنَ الغَنَم،و قَوْلُه:لا تَمْشِی،أَی:لا تَکْثُر مَعَ الذِّئْبِ ،و قِیلَ :قَوْلُه:تَمْشِی:یَکْثُرُ نَسْلُها.

و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : الخَبُّ الخَبِیثُ یُقَالَ لَهُ :إِنَّهُ لسَمَلَّعٌ هَمَلَّعٌ ،و قَدْ ذُکِرَ فِی السِّینِ أَیْضاً،و قالَ الجَوْهَرِیُّ :و رُبَّمَا سُمِّیَ الذِّئْبُ هَمَلَّعَا ،و الّلامُ مُشَدَّدَهٌ ،و أَظُنُّهَا زائِدَهٌ .

و الهَمَلَّعُ : مَنْ لا وَفَاءَ لَهُ ،و لا یَدُومُ عَلَی إِخاء أَحَدٍ.

و الهَمَلَّعُ : الجَمَلُ السَّرِیعُ ،و کَذلِکَ النّاقَهُ ،و عِبَارَهُ الصِّحاحِ :السَّرِیعُ مِنَ الإِبِلِ ،و قالَ غَیْرُه:رَجُلٌ هَمَلَّعٌ و هَوَلَّعٌ ،و هُوَ مِنَ السُّرْعَهِ ،و قِیلَ : الهَمَلَّعُ :السَّیْرُ السَّرِیعُ ، قالَ الشّاعِرُ:

جاوَزْتُ أَهْوالاً و تَحْتِیَ شِیقَبُ

تَغْدُو بَرَحْلِی کالفَنِیقِ هَمَلَّعُ (4)

و قِیلَ : الهَمَلَّعُ :السَّرِیعُ الخَفِیفُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ.

هنبع

الهُنْبُع ،کقُنْفُذٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :سَمِعْتُ عُقْبَهَ بنَ رُؤْبَهَ یَقُولُ : الهُنْبَعُ : شِبْهُ مِقْنَعَهٍ لِلْجَوَارِی یَلْبَسْنَهَا، قَدْ خِیطَ مُقَدَّمُها ،و قالَ الأَزْهَرِیُّ الهُنْبَعُ :

ما صَغُرُ مِنْهَا،و الخُنْبُع:ما اتَّسَعَ مِنْهَا حَتّی یَبْلُغَ الیَدَیْنِ (5)و العَرَب تَقُولُ :مَا لَهُ هُنْبُعٌ و لا خُنْبُعٌ .

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الهَنْبَعَهُ :مِشْیَهٌ دُونَ الهَنْبَلَهِ ،کِمْشِیَهِ الضَّبُعِ ،أَو الظّالِع.

هنع

الهَنْعَهُ ،بالفَتْحِ : سِمَهٌ فِی مُنْخَفَضِ العُنُقِ ، و بَعِیرٌ مَهْنُوعٌ ،کَمَا فِی الصِّحَاحِ ،أَی: مَوْسُومٌ بِها ،و قد هُنِعَ .

و الهَنْعَهُ : مَنْکِبُ الجَوْزَاءِ الأَیْسَرُ،و هِیَ خَمْسَهُ أَنْجُمٍ مُصْطَفَّهٌ یَنْزِلُها القَمَرُ ،کَما فی الصِّحاحِ ،و هو قَوْلُ أَبِی حَنِیفَهَ ،قال:وَ تَقُولُ العَرَبُ :«إِذا طَلَعَتِ الهَنْعَهُ أَرْطَبَ النَّخْلُ بالحِجَازِ» أَو قالَ الزَّجّاجُ و ابنُ قُتَیْبَهَ فی کِتَابَیِ (6)الأَنْوَاءِ من تَصَانِیفِهِمَا،یَدْخُلُ کَلامُ أَحَدِهِمَا فی کَلامِ الآخَرِ: الهَنْعَهُ : کَوْکَبَان أَبْیَضَانِ مُقْتَرِنَانِ ،و هِیَ فی المَجَرَّهِ

ص:549


1- (1) کذا بالأصل و فی التکمله و التهذیب:«أبی شنبل»و فی اللسان: [1]أبی شبیب الأعرابی.
2- (2) قوله:ضهید کلمه مولده و لیس فی کلام العرب فَعْیَل،تهذیب.
3- (3) التهذیب بروایه«فالعنز لا...»و منه«مع»و بالأصل«علی».
4- (4) قوله الشیقب کذا بالأصل و لم أعثر علیها،لعله الشوقب و هو الطویل من الرجال و النعام و الإبل،و فی التهذیب:«یعدو»بدل«تغدو»و هی مناسبه أکثر.
5- (5) بعدها فی التهذیب:أو یغطیهما.
6- (6) بالأصل«فی کتاب».

بَیْنَ الجَوْزَاءِ و الذِّرَاعِ المَقْبُوضَهِ ،و إِنّمَا سُمِّیَتْ هَنْعَهً مِنْ هَنَعْتُ الشَّیْ ءَ:إِذا عَطَفْتَه،و ثَنَیْتَ بَعْضَه عَلَی بَعْضٍ ،و کَأَنَّ کُلَّ واحِدٍ مِنْهُمَا مُنْعَطِفٍ عَلَی صاحِبِه؛ أَو ثَمَانِیَهُ أَنْجُمٍ فی صُورَهِ قَوْسٍ ،و تُسَمَّی ذِرَاعَ الأَسَدِ ،و فی العُبَابِ :الَّتِی یَرْمِی بِهَا ذِراعَ الأَسَدِ، فِی مَقْبِضِ القَوْسِ نَجْمَانِ یُقَالُ لَهُمَا: الهَنْعَهُ هذَا قَوْلُ أَدْهَمَ بنِ عِمْرَانَ العَبْدِیِّ ،و هی مِنْ أَنْوَاءِ الجَوْزَاءِ، أَو هِیَ کَوْکَبَانِ أَبْیَضَانِ بَیْنَهُمَا قِیدُ سَوْطٍ بأَثَرِ (1)الهَقْعَهِ فِی المَجَرَّهِ ،و هذا قَوْلُ ابنِ کُنَاسَهَ ،قالَ :

إِنَّما یَنْزِلُ القَمَرُ بالتَّحایِی،و هِیَ ثَلاثُ کَوَاکِبَ بحِذاءِ الهَنْعَهِ ،واحِدُهَا کذا فِی النُّسَخِ ،و الأُولَی«واحِدَتُهَا» تِحْیَاهٌ بالکَسْرِ.

و هَنَعهُ ،کَمَنَعَهُ ، هنْعاً : عَطَفَهُ وثَنَی بَعْضَهُ عَلَی بَعْضٍ ، و به سُمِّیَتْ الهَنْعَهُ ،کَمَا قالَهُ ابنُ قُتَیْبَهَ ،و سَبَقَ قَرِیباً.

و یُقَالُ : هَنَعَ لَهُ هَنْعاً : خَضَعَ ،و قَوْمٌ هُنَّعُ ،کرُکَّعٍ :

خُضَّعٌ قالَ رُؤْبَهُ :

و الجِنُّ و الإِنْسُ إِلَیْنَا هُنَّعُ

فامْدَحْ ذَوِی خِنْدِفَ مَدْحاً یَرْفَعُ

و الهَنَعُ ،مُحَرَّکَهً :انْحِنَاءٌ فِی القامَهِ ،و هُوَ أَهْنَعُ ،أَی:

مُنْحَنِی الظَّهْرِ،و منه

16- الحَدِیثُ ،قال: «نَعَمْ ،رَجُلٌ طَوِیلٌ فیهِ هَنَعٌ ،خَفِیفُ العارِضَیْنِ » (2).

و فی الصِّحاحِ : الهَنَعُ : تَطَامُنٌ فی عُنُقِ البَعِیرِ و هُوَ أَنْ تَنْحَدِرَ قَصَرَتُه،و یَرْتَفِعَ رَأْسَه،و یُشْرِفَ حارِکُه ،و قَدْ هَنِعَ ،کفَرِحَ هَنَعاً .

قال: و ظَلِیمٌ أَهْنَعُ ،و نَعامَهٌ هَنْعَاءُ ،یَکُون فِی عُنُقِها الْتِواءٌ حَتّی یَقْصُرَ لِذلِکَ ،کما یَفْعَلُه الطائِرُ الطَّوِیلُ العُنُقِ .

قالَ : و أَکَمَهٌ هَنْعَاءُ أَی: قَصِیرَهٌ و هی ضِدُّ سَطْعَاءَ.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: الأَهْنَعُ :المائِلُ فِی سَرْجِه یَمِیناً و شِمَالاً.

قالَ : و الأَهْنَعُ أَیْضاً: ابْنُ العَرَبِیَّهِ للمَوالِی.

و قالَ الجَوْهَرِیُّ : الهَنَعُ ،مُحَرَّکَهً ، فی العُفْرِ مِنَ الظِّبَاءِ خاصَّهً ،لا الأُدمِ مِنْهَا لأَنَّ فِی أَعْنَاقِ العُفْرِ قِصَرًا. و قالَ ابنُ عَبّادٍ: اسْتَهْنَعَ الرَّجُلُ : إِذا انْکَسَرَ مِنْ جَوابٍ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهَنَعَهُ مُحَرَّکَهً :لُغَهٌ فِی الهَنْعَهِ بالفَتْحِ ،بمَعْنَی السِّمَهِ ، هکذا وُجِد مَضْبُوطاً فِی نُسَخِ المُصَنِّفِ (3)،و أَنْکَرَه أَبُو عُمَرَ المَطَرِّزی.

و الهُنَاعُ ،کغُرَابٍ :داءٌ یُصِیبُ الإِنْسَانَ فِی عُنُقِه.

و الأَهْنَعُ :البَعِیرُ القائِلُ (4)بعُنُقِه إِلَی الأَرْضِ ،و هُوَ عَیْبٌ .

هوع

الهَوْعُ :سُوءُ الحِرْصِ و شِدَّتُه.

و الهَوْعُ أَیضاً: العَداوَهُ ،و یُضَمُّ و بِهِمَا،رُوِیَ قَوْلُ أَبِی العِیَالِ الهُذَلِیِّ :

ارْجِعْ مَنِیحَتَکَ الَّتِی أَتْبَعْتَهَا

هُوْعاً و حَدَّ مُذَلَّقٍ مَسْنُونِ (5)

أَی:رُدَّهَا فقَدْ جَزِعَتْ نَفْسُکَ فِی أَثَرِها،و أَتْبَعْتَها عَداوهً و سِناناً.

و رَجُلٌ هاعٌ :حَرِیصٌ ،و قد هاعَتْ نَفْسُه هَوْعاً :ازْدَادَتْ حِرْصاً.

و هاعَ یَهَاعُ : خَفَّ و حَزِنَ ،هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ ،و مِثْلُه فی العُبَابِ ،و الصَّوَابُ :خَفَّ وَ جَزِعَ ،و هکَذا هُوَ نَصُّ أَبِی سَعِیدِ السُّکَّرِیِّ فی شَرْحِ الدِّیوانِ .

و هاعَ القَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ ،أَی: هَمُّوا بالوُثُوبِ ، کما فی الصِّحاحِ .

قالَ : و هاعَ :إِذَا قَاءَ ،و قِیلَ :قاءَ مِنْ غَیْرِ تَکَلُّفٍ و إِذَا تَکَلَّفَ ذلِکَ قِیلَ : تَهَوَّعَ ،کما سَیَأْتِی للمُصَنِّفِ قَرِیباً.

و الاسْمُ : الهَوْعُ (6)،بالفَتْحِ ، و الهُوَاعُ ،بالضَّمِّ ، و الهَیْعُوَعَهُ ،الأَخِیرَهُ عن اللِّحْیَانیِّ ،و الأَوَّلُ و الثّانی عَنِ ابْنِ دُرَیْدٍ،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

ما هاعَ عَمْرٌو حِینَ أَدْخَلَ حَلْقَهُ

-یا صاحِ -رِیشَ حَمَامَهٍ بَلْ قاءَ

ص:550


1- (1) فی التهذیب و اللسان و [1]التکمله:«علی أثر»و فی التهذیب:«إثر».
2- (2) أنظر نصه فی الفائق 217/2 و [2]التکمله.
3- (3) و مثلها فی اللسان،ضبطت اللفظتان ضبط حرکات.
4- (4) عن التهذیب و بالأصل«القابل»و القائل:المائل.
5- (5) دیوان الهذلیین 264/2 بروایه:«و ارجع»و ضبطت«هوعاً»فیه بضم الهاء،و بفتحها فی اللسان.
6- ((*)) فی القاموس:«یهاع و یهوع»تقدیم علی«و الاسم:الهَوْع....

یَهَاعُ و یَهُوعُ ،و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ،و هَوْعاً ، هُوَاعاً ،و هَیْعُوعَهً .

و المِهْوَعُ و المِهْوَاعُ ،بکَسْرِهِما:الصَّیّاحُ فی الحَرْبِ ، قالَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قالَ : و هُوَاعٌ ، کغُرَابٍ :اسمُ ذِی القَعْدَهِ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :

و قَوْمِی لَدَی الهَیْجَاءِ أَکْرَمُ مَوْقِفاً

إِذَا کانَ یَوْمٌ مِنْ هُواع عَصِیبُ

ج:هُواعاتٌ بالضَّمِّ ،و أَهْوِعَهٌ .

و تَهَوَّعَ القَیْ ءَ :إِذا تَکَلَّفَهُ و مِنْهُ

16- حَدِیثُ عَلْقَمَهَ : «الصّائِمُ إِذا ذَرَعَهُ القَیءُ فَلْیُتِمَّ صَوْمَه،و إِذا تَهَوَّعَ فَعَلَیْهِ القَضَاءُ». أَی:

إِذا اسْتَقَاءَ و تَکَلَّفَهُ .

وَ هَوَّعْتُه مَا أَکَلَ أَی: قَیَّأْتُه (1)ما أَکَلَ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

الهُوَاعَهُ ،بالضَّمِّ :اسمُ ما خَرَجَ مِنَ الحَلْقِ عِنْدَ الْقَیْ ءِ.

و یُقَالُ : تَهَوَّعَ :قاءَ الدَّمَ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَهَ یَصِفُ ثَوْرًا طَعَنَ کِلاباً:

حَتَّی إِذا ناهَزَها تَهَوَّعَا (2)

و یُقَالُ -فِی الوَعِیدِ-: لأَهَوِّعَنَّه ما أَکَلَهُ ،أَی:

لأسْتَخْرِجَنَّهُ مِنْ حَلْقِهِ ،و هو مَجَازٌ.

و رَجُلٌ هاعٌ لاعٌ :جَزُوعٌ ،قالَ ابنُ جِنِّی:تَقْدِیرُه عِنْدَنَا فَعِلٌ ،مَکْسُورَ العَیْنِ .

هیع

الهَیْعَهُ ،و الهَائِعَهُ :الصَّوْتُ تَفْزَعُ مِنْهُ و تَخَافُه مِنْ عَدُوٍّ ،قالَهُ أَبُو عُبَیْدٍ،و فِی الصِّحاحِ : الهائِعَهُ :الصَّوْتُ الشَّدِیدُ،و الهَیْعَهُ :کُلُّ ما أَفْزَعَکَ مِنْ صَوْتٍ ،أَو فاحِشَهٍ تُشَاعُ ،قَالَ الشّاعِرُ،-و هُوَ قَعْنَبُ بنُ أُمِّ صاحِبٍ -:

إِنْ یَسْمَعُوا هَیْعَهً طارُوا بِهَا فَرَحاً

مِنِّی،و ما سَمِعُوا مِنْ صالِحٍ دَفَنُوا

و مِنْهُ

16- الحَدِیث: «خیرُ (3)النّاسِ رَجُلٌ مُمْسِکٌ بعِنَانِ فَرَسِه فِی سَبِیلِ اللَّهِ ،کُلَّمَا سَمِعَ هَیْعَهً طارَ إِلَیْهَا». و

17- فِی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ : «کُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ-رَضِیَ اللَّهَ عَنْهُ -فِی رَمَضَانَ ، إِذْ سَمِعَ هائِعَهً ،فَقَالَ :ما هذا؟فَقُلْتُ :انْصَرَفَ النّاسُ مِنَ الوِتْرِ». قالَ أَبُو عُبَیْدٍ (4): و أَصْلُ هذَا مِنَ الجَزَعِ ،یُقَال:

رَجُلٌ هَاعٌ لاَعٌ ،کُلُّ ذلِکَ إِتْبَاعٌ ، و هائِعٌ لائِعٌ ،و هاعٍ لاعٍ ، عَلَی القَلْبِ ،أَی: جَبَانٌ ضَعِیفٌ جَزُوعٌ ،و امْرَأَهٌ هَاعَهٌ لاعَهٌ ، و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الهاعُ :الجَزُوعُ ،و الَّلاعُ :المُوجَعُ .

و هَاعَ یَهِیعُ و یَهَاعُ :انْبَسَطَ و انْتَشَرَ عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ ، کتَهَیَّعَ .

و هاعَ الرَّصاصُ هَیَعاناً : ذابَ ،و یُقَالُ :رَصاصٌ هائعٌ فِی المِذْوَبِ .

و قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ و اللِّحْیانِیُّ : هاعَ فُلانٌ یَهَاعُ :إِذَا تَهَوَّعَ أَی:تَکَلَّفَ القَیْ ءَ.

و قالَ غَیْرُهُمَا: هاعَتِ الإِبِلُ إِلَی الماءِ تَهِیعُ هِیَاعاً :إِذا أَرادَتْهُ فهِیَ هائِعَهٌ .

و قالاَ: هاعَ یَهَاعُ :إِذا جاعَ فجَزِعَ و شَکَا،و کَذلِکَ یَهِیعُ هَیْعاً ،و هَیَعاناً ،و هاعاً ،و هَیْعَهً ،الأَخِیرَهُ عَن اللِّحْیَانِیِّ .

و هاعَ یَهِیعُ :إِذَا جَبُنَ و فَزِعَ ،و قِیلَ :استخفَّ عِنْدَ الجَزَعِ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :و فِیهِ لُغَهٌ أُخْرَی: یَهاعُ ،و مِنَ الأُوْلَی قَوْلُ الطِّرِمّاحِ :

إِذا جَعَلَتْ خُورُ الرِّجَالِ تَهِیعُ (5)

هَیْعاً ،بالفَتْحِ ، و هُیُوعاً ،بالضَّمِّ ،و عَلَیْهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ ، و هَیَعاناً ،مُحَرَّکَهً ،و هاعاً ،و هَیْعَهً ،و هَیْعُوعَهً .

و الهاعُ :سُوءُ الحِرْصِ مَعَ ضَعْفٍ ،کالهَیْعَهِ ،قالَهُ اللَّیْثُ ، و قد هاعَ یَهاعُ هَیْعَهً ،و هاعاً ،و قالَ أَبُو لَیْلَی: هاعَ یَهِیعُ ،قالَ أَبو قَیْسِ بنُ الأَسْلَتِ :

الحَزْمُ و القُوَّهُ خَیْرٌ مِن الْ

إِدْهانِ و الضَّعْفِ و الهاعِ

ص:551


1- (1) فی القاموس:قیّأته إیاه.
2- (2) قبله فی التهذیب و اللسان: [1] ینهی به سوارهنّ الأشجعا.
3- (3) سقطت من المطبوعه الکویتیه.
4- (4) فی التهذیب:قال أبو عبید:قال أبو عبیده.
5- (5) دیوانه ص 154 و صدره: أنا ابن حماه المجد فی کلّ موطنٍ .

و یُرْوَی:

الکَیْسُ و القُوَّهُ خَیْرٌ مِنَ الْ

إِشْفاقِ و الفَهَّهِ و الهاعِ (1)

و أَبُو مُصْعَبٍ مِشْرَحُ بنُ هاعانَ المِصْرِیُّ : تابِعِیٌّ .

و أَبُو سَعِیدٍ جُعْثُلُ بنُ هَاعَانَ الرُّعَیْنِیُّ : مُحَدِّثٌ ،و هُوَ قَاضِی إِفْرِیقِیَّهَ أَیّامَ هِشَامِ بنِ عَبْدِ المَلِکِ ،نَقَلَه الحَافِظُ .

و هاعَانُ بنُ الشَّیْطَانِ ،و فِی بَعْضِ النُّسَخِ «الشَّطَّان» و الأُولَی الصَّوَابُ : شَرِیفٌ مِنْ بَنِی خَیْثَمَهَ بنِ رَبِیعَهَ بنِ کَعْبٍ ،و الشَّیْطَانُ هذا هُوَ ابْنُ أَبِی رَبِیعَهَ بنِ خَیْثَمَهَ المَذْکُور.

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: لَیْلٌ هَائِعٌ ،أَی: مُظْلِمٌ .

و رِیحٌ هِیَاعٌ لِیاعٌ ،ککِتَابٍ ،أَی: سَرِیعَهٌ ،و قَدْ تَقَدَّمَ لَهُ فِی«ل ی ع»رِیحٌ لِیاعٌ ،بالکَسْرِ:شَدِیدَهٌ ،و ذَکَرْنا هُنَالِکَ أَنَّ بَعْضَهُم قَالَ :أَی حارَّهٌ ،و أَنَّ أَصْلَ اللِّیَاعِ لِواعٌ ،واوِیُّ ، و کَذا الهِیَاعُ ،فکانَ الأَوْلَی ذِکْرُه فِی«ه و ع»فَتَأَمَّلْ ذلِکَ .

و قالَ أَبُو عَمْرٍو: هِعْت بالکَسْرِ أَهاعُ : ضَجِرْتُ ، و کَذلِکَ :لِعْتُ أَلاعُ .

و طَرِیقٌ مَهْیَعٌ ،کمَقْعَدٍ :واسِعٌ بَیِّنٌ مُنْبَسِطٌ ،و هُوَ مُفْعَلٌ من التَّهَیُّعِ ،و هُوَ الانْبِسَاطُ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و مَنْ قالَ : مَهْیَعٌ فَعْیَلٌ فقَدْ أَخْطَأَ،و قَدْ تَقَدَّمَ فِی«م ه ع»و مِنْهُ الحدَیثُ

1- عَنْ عَلِیٍّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ : «اتَّقُوا البِدَعَ ،و الْزَمُوا المَهْیَعَ ».

و قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ -یَصِفُ حِمَارًا و أُتُنَهُ -:

فَافْتَنَّهُنَّ مِنَ السَّوَاءِ و ماؤُه

بَثْرٌ و عانَدَهُ طَرِیقٌ مَهْیَعُ (2)

قالَ اللَّیْثُ : ج: مَهایعُ ،بلا هَمْزٍ؛لأَنَّه مَفْعَلٌ ،و أَنْشَدَ:

بالغَوْرِ یَهْدِیهَا طَرِیقٌ مَهْیَعُ

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

إِنَّ الصَّنِیعَهَ لا تَکُونُ صَنِیعَهً

حَتَّی یُصَابَ بِهَا طَرِیقٌ مَهْیَعُ

و فِی اللِّسَانِ :بَلَدٌ مَهْیَعٌ :واسِعٌ ،شَذَّ عَنِ القِیَاسِ فَصَحَّ ،و کانَ الحُکْمُ أَنْ یَعْتَلَّ ؛لأَنَّهُ مَفْعَلٌ مِمَّا اعْتَلَّتْ عَیْنُه.

و مَهْیَعَهُ ،بزِیَادَهِ هاءٍ،هکذا قَیَّدَه غَیْرُ واحِدٍ من الأَئِمَّهِ ، و هکَذا ضُبِطَ فِی رِوَایَهِ أَبِی ذَرٍّ (3)،و ضَبَطَه العَیْنِیُّ کمَعِیشَهٍ ، و صحَّحَه،و حَکَی القاضِی عِیاضٌ الوَجْهَیْنِ ،و تَرَکَه المُصَنِّفُ قُصُورًا،و هو اسمُ الجُحْفَه و قِیلع:مَوْضِعٌ قَرِیبٌ مِنْهَا، بَیْنَ الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْنِ ،و هِیَ مِیقاتُ الشّامِیِّینَ ،و مَنْ وَرَدَ عَلَی طَرِیقِهِمْ ،کما جاءَ ذلِکَ فی حَدِیثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا،و بِهَا غَدِیرُ خُمٍّ ،و هی شَدِیدَهُ الوَخَمِ ،قالَ الأَصْمَعِیُّ :لَمْ یُولَدْ بغَدِیرِ خُمٍّ أَحَدٌ فعاشَ إِلَی أَنْ یَحْتَلِمَ ، إِلاّ إِنْ تَحَوَّلَ عَنْهَا.

و المُتَهَیِّعُ :الجَائِرُ هکَذا بالجِیمِ فی سائِرِ النُّسَخ،و مِثْلُه فِی نُسَخِ العُبَابِ ،و هُوَ قَوْلُ اللَّیْثِ .

و أَیْضاً: المُتَسَرِّعُ إِلی الشَّرِّ،کالمُنْهاعِ إِلَیْهِ ،و کذلِکَ التَّیِّعُ ،و المُتَتَیِّعُ ،و التَّرْعانُ و التَّرِعُ ،کذا فِی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ .

و التَّهَیُّعُ :الانْبِسَاطُ و مِنْهُ أُخِذَ المَهْیَعُ ،کما تَقَدَّمَ قَرِیباً.

و انْهَاعَ الشَّرَابُ (4) انْهِیَاعاً : جَرَی و انْبَسَطَ عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ ،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الهاعُ :التَّجَرُعُ علی الجُوعِ و غَیْرِه.

و الهَیْعَهُ :کالحَیْرَهِ .

و قالَ ابنُ بُزُرْجَ : هِعْتُ أَهاعُ هَیْعاً ،مِنَ الحُبِّ و الحُزْنِ [و الجزع] (5).

و أَرْضٌ هَیْعَهٌ :واسِعَهٌ مَبْسُوطَهٌ .

و الهِیَاعُ ،ککِتَابٍ :الانْتِشَارُ.

و تَهَیَّعَ السَّرَابُ :انْبَسَطَ عَلَی وَجْهِ الأَرضِ .

و الهَیْعَهُ :سَیَلانُ الشَّیْ ءِ المَصْبُوبِ عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ ، و مِثْلُ المَیْعَهِ ،و ماءٌ هائِعٌ .

و مَهْیَعُ کمَقْعَدٍ:اسمُ الجُحْفَهِ .

ص:552


1- (1) هذه روایه التهذیب و اللسان.
2- (2) دیوان الهذلیین 5/1 و یروی:«فاحتطهن»و یروی:«فاحتثهن».
3- (3) و قیدها یاقوت بالفتح ثم السکون ثم یاء مفتوحه و عین مهمله،نصاً.
4- (4) فی التهذیب و اللسان«السراب».
5- (5) زیاده عن التهذیب.

و مَهِیعَهُ کَمَعِیشَهٍ :لُغَهٌ فی مَهْیَعَه کمَشْرَعَهٍ ،نَقَلَه العَیْنِیُّ و عِیَاضٌ و غَیْرُهُمْ .

وَ رَجُلٌ هَیِّعٌ لَیِّعٌ ،ککَیِّسٍ فِیهِمَا،خَفِیفٌ جَزُوعٌ ،نَقَلَه السُّکَّرِیُّ فی شَرْحِ الدِّیوانِ .

و المُتَهَیِّعُ :المُتَحَیِّرُ.

فصل الیاء التحتیه مع العین

یتع

الیَتُوعُ کصَبُورٍ،أَو تَنُّورٍ ،أَهْمَلَهُ الجَمَاعَهُ کُلُّهُم، و قالَ الحُکَماءُ: هُوَ کُلُّ نَباتٍ لَهُ لَبَنٌ دارٌّ مُسْهِلٌ مُحْرِقٌ مُقَطِّعٌ ،و المَشْهُورُ مِنْهُ سَبْعَهٌ ،و هِیَ الشُّبْرُمُ ،و الّلاعِیَهُ ، و العَرْطَنِیثَا،و الماهُودَانَهُ ،و المازَرْیُونُ ،و الفَنْجَکَشْتُ (1)و العُشَرُ،و کُلُّ الیَتُوعاتِ إِذَا اسْتُعْمِلَتْ فِی غَیْرِ وَجْهِهَا أَهْلَکَتْ ،و من الغَرِیبِ أَنَّه قَدْ تَقَدَّمَ له ذلِکَ فی«ت و ع» بعَیْنِه،و اقْتَصَرَ هُناک عَلَی الضَّبْطِ الثّانِی،مع تَطْوِیلٍ فیهِ ، و ذَکَرَ سِتَّهً مِنْهَا،و ذَکَر السَّقَمُونْیا و الحَلْتِیتُ ،و ذَکَرَ شَیْئاً مِنَ الخَوَاصِّ ،مع تَصَادُمٍ فِی العِبَارَتَیْنِ ،و تَقْصِیرٍ عَمّا ذَکَرَهُ الحُکَماءُ فی کُتُبِهِم مُفَصَّلاً،و لو أَشَارَ هُنا بقَوْلهِ : الیَتُّوعُ :

لُغَهٌ فِی التَّیُّوعِ ،و قد ذُکِرَ فی«ت و ع»لأَصَابَ فِی حُسْنِ الاخْتِصَارِ،فتَأَمَّلْ ذلِکَ .

یثع

یُثَیْعٌ ،کزُبَیْرٍ،و یُقَال:أُثَیْعٌ بالهَمْزِ،و قد تَقَدَّمَ فی أَوَّلِ الحَرْفِ ،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللّسانِ ، و هُوَ:اسْمُ والِد زَیْدٍ التّابِعِیّ الّذِی رَوَی عَنْ عَلِیٍّ رَضِیَ اللَّهُ عنه،و قد تَقَدَّمَ ذلِکَ للمُصَنِّفِ .

و قالَ ابنُ حَبِیبَ : یُثَیْعُ بنُ بَکْرِ بنِ یَشْکُرَ فِی عَدْوَانَ ، و یُثَیْعُ بنُ الأَرْغَمِ فِی الأَشْعَرِیِّینَ ،و الأَرْغَمُ هو ابْنُ الأَشْعَر لِصُلْبِه،کما أَنَّ یَشْکُرَ بنُ عَدْوَانَ أَیْضاً.

و یُثَیْعُ بنُ أَزَدَهَ بنِ حُجْرِ بنِ جَزِیلَه (2)فِی لَخْمٍ .

قالَ : وَ یَثْیعُ ،کیَضْرِبُ أَی:بفَتْحِ الیاءِ و سُکُونِ المُثَلَّثَهِ و کَسْرِ الیاءِ الثّانِیَهِ ،کَذا فِی النُّسَخِ ،و ضَبَطَهُ الحافِظُ بفَتْحِ أَوَّلِهِ و سُکُونِ الیاءِ بعدَهَا مُثَلَّثَه،و هو الصّوَابُ فإِنَّ یاءَه مُنْقَلِبَهٌ عَنْ هَمْزَهٍ ،کما حَقَّقَهُ ابنُ الأَثِیرِ،و هُوَ یَحْتَمِلُ أَنْ یَکونَ کیَضْرِبُ ،أَو کیَمْنَعُ ، ابنُ الهُونِ بنِ خُزَیْمَهَ بنِ مُدْرِکَهَ بن الْیاسِ بنُ مضَرَ.

قالَ : و أَیْثَعُ (3)،کأَحْمَدَا بنُ نَذِیرِ بنِ قَسْرِ بنِ عَبْقَرٍ فِی بَجِیلَهَ .

و قالَ ابنُ الأَثِیرِ فِی أَنْسَابه:أُثَیْع بنُ مُلَیْحِ بنِ الهُونِ بن خُزَیْمَهَ جُمّاعُ القارَهِ و قالَ ابنُ خَطِیبِ الدَّهْشَهِ -فی المُنْتَقَی مِنْ جامِعِ الأُصُولِ -:و یُقَال: یُثَیْعُ ، بإِبْدَالِ الهَمْزَهِ یاءً،قالَ ابنُ ماکُولاَ:و مَنْ قالَ :أُثَیْعٌ فقد وَهِمَ ،أَی:کزُبَیْرٍ،و المُصَنِّفُ جَمَعَ بَیْنَ القَوْلَیْن (4)،فإِنَّ ابْنَ حَبِیبَ یَقُول:إِنَّ جُمّاعَ القَارَهِ یُثَیْعُ بنُ الهُونِ ،و هکَذَا نَقَلَه الحافِظُ أَیْضاً،و ضَبَطَهُ الصّاغَانِیُّ کیَضْرِبُ ،و ابنُ خَطِیبِ الدَّهْشَهِ کیَمْنَعُ .

و فی الأَنْسَابِ لاِبْنِ الکَلْبِیِّ :وَلَدَ الهُونُ بنُ خُزَیْمَهَ مُلَیْحَ بنَ الهُونِ ،مِنْ وَلَدِه حُلْمَهُ (5)و الدَّیشُ ،ابْنا مُحَلِّمِ بنِ غالِبِ بنِ عائِذَهَ بنِ مُلَیْحِ ،فُیقَالُ لِبَنِی حَلَمَهَ :الأَبْنَاءُ، و بَنُو الدَّیِشِ یُقَالُ لَهُم:القارَهُ ،و قالَ ابنُ الأَثِیرِ:القارَهُ ، هُو أُثَیْع،و یُقَالُ : یُثَیْعُ بنُ مُلَیحِ بنِ الهُونِ ،و قِیلَ :القَارَهُ :

هُوَ الدَّیشُ بنُ مُحَلِّم،فَتَأَمَّل ذلِکَ .

و اخْتُلِفَ فی الحارِثِ بنِ یُثَیْعٍ ،فقِیلَ هکَذَا،و قِیلَ :

بَمُثنّاه ثُمَّ مُوَحَّدَهٍ مُصَغَّرًا،کما قالَهُ الحافِظُ .

یدع

الأَیْدَعُ :الزَّعْفَرانُ قالَ رُؤْبَهُ :

کَمَا اتَّقَی مُحْرِمُ حَجٍّ أَیْدَعَا

قالَ الجَوْهَرِیُّ :و هذا یَنْصَرِفُ ،فإِنْ سَمَّیْتَ بهِ رَجُلاً لَمْ تَصْرِفْه فِی المَعْرِفَهِ :لِلتَّعْرِیفِ و وَزْنِ الفِعْلِ ،و صَرَفْتَه فِی النَّکِرَهِ ،مِثْل أَفْکَل.

و قالَ اللَّیْثُ : الأَیْدَعُ :صِبْغٌ أَحْمَرُ،و هُوَ خَشَبُ البَقَّمِ قالَ أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الثَّوْرَ:

ص:553


1- (1) فی القاموس:و [1]الفَلْجَلَشْتُ .
2- (2) عن جمهره ابن حزم ص 424 و [2]فیها:جزیله بن لخم.
3- (3) عن القاموس و بالأصل«أثیع».
4- (4) فی جمهره ابن حزم ص 190« [3]یَثیع».
5- (5) ضبطت عن جمهره ابن حزم.

فنَحَا لَهَا بمُذَلَّقَیْنِ کأَنَّمَا

بِهِمَا مِنَ النَّضْحِ المُجَدَّحِ أَیْدَعُ (1)

و یُقَالُ : الأَیْدَعُ : دَمُ الأَخَوَیْنِ و هذا قَوْلُ الأَصْمَعِیِّ ، و قالَ شَمِرٌ: الأَیْدَعُ :البَقَّمُ ،و أَنْشَدَ لابْنِ قَیْسِ الرُّقیّاتِ :

فو اللَّهِ لا یَأْتِی بخَیْرٍ صَدِیقها

بَنُو جُنْدَعٍ ما اهْتَزَّ فِی البَحْرِ أَیْدَعُ

قالَ :لأَنَّ البَقَّمَ یُحْمَلُ فِی السُّفُنِ مِنْ بِلادِ الهِنْدِ.

قلتُ :و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیُّ لکُثَیِّرٍ:

کأَنَّ حُمَولَ القَوْمِ حِینَ تَحَمَّلُوا

صَرِیمَهُ نَخْلٍ أَو صَرِیمَهُ أَیْدَعِ

قالَ :هذَا یَدُلُّ عَلَی أَنَّ الأَیْدَعَ هُوَ البَقَّمُ ؛لأَنَّهُ یُحْمَلُ فِی السُّفُنِ مِنْ بِلادِ الهِنْدِ.

و قالَ أَبُو حَنِیفَهَ :أَخْبَرَنِی أَعْرَابِیٌّ أَنَّ الأَیْدَعَ : صَمْغٌ أَحْمَرُ،یُجْلَبُ مِنْ سُقُطْرَی جَزِیرَهِ الصَّبِر، یُدَاوَی (2)بهِ الجِرَاحاتُ .

و قالَ السُّکَّرِیّ فِی شَرْحِ قَوْلِ أَبِی ذُؤَیْبٍ -بَعْدَ ما ذَکَرَ دَمَ الأَخَوَیْنِ و الزَّعْفَرَانِ -:و الأَیْدَعُ أَیْضاً: شَجَرٌ تُصْبَغُ بهِ الثِّیَابُ ،أَو هُوَ ضَرْبٌ مِنَ الحِنّاءِ قالَهُ ابنُ عَبّادٍ،و قالَ السُّکَّرِیُّ :قالَ خالِدُ بنُ کُلْثُوم: الأَیْدَعُ :شَجَرٌ لَهُ حَبٌّ أَحْمَرُ یَصْبُغُ بهِ أَهْلُ البَدْوِ ثَیَابَهُم.

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الأَیْدَعُ : طائِرٌ و أَنْشَدَ:

ما اسْتَنَّ فِی سَنَنِ الجَنُوبِ الأَیْدَعُ

أَی:عَلَی سَنَنِ الجَنُوبِ .

و یَدِیعُ ،کیَبِیعُ و لَوْ قالَ :کأَمِیرٍ،کانَ أَحْسَن: ع،بَیْنَ فَدَکَ و خَیْبَرَ ،بِهَا مِیَاهٌ و عُیُونٌ لِبَنِی فَزَارَهَ و غَیْرِهِمْ ،و قَدْ جاءَ ذِکْرُه فِی الحَدِیثِ ،و قالَ المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

کأَنَّ العِیرَ ناهِلَهً قَرَوْرَی

یُعَالِی الآلُ مَلْهَمَ أَو یَدِیعَا

شَبَّهَ حُمُولَهُم و قَدْ صَدَرَتْ عَنْ قَرَوْرَی بنَخْلِ مَلْهَمَ أَو یَدِیعَ .

قلتُ :و قَدْ سَبَقَ للمُصَنِّفِ فی«ب د ع»أَنَّهُ یُقَال لَهُ :

بَدِیعٌ ،کَمَا فِی العُبَاب.

و یَدَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :بَرِّیَّهٌ بَیْنَ الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْنِ (3).

و یَدَعَانُ ،مُحَرَّکَهً و ضُبِط فی نُسَخِ العُبَابِ و التّکْمِلَهِ بکَسْرِ الدّالِ :اسْمُ وادٍ بهِ مَسْجِدٌ للنَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم و هُوَ مُعَسْکَرُ هَوَازِنَ یَوْمَ حُنَیْنٍ .

و مَبْدُوع :اسمٌ لِلْفَرَسِ ،قالَ الجَوْهَرِیُّ :هو فَرَسُ عَبْدِ الحارِثِ بنِ ضِرارِ بنِ عَمْرِو بنِ مالِکٍ الضَّبِّیِّ ،و أَنْشَدَ لَهُ شِعْراً قَدَّمْنَا ذِکْرَه فی«ب د ع»لأَنَّ الصَّوابَ أَنَّهُ بالبَاءِ المُوَحَّدَهِ ،و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ فِی ذِکْرِه هُنا،نَبَّهَ عَلَیْهِ الصّاغَانِیُّ ،قال:و هکَذَا رُوِیَ فِی شِعْرِه أَیْضاً.قُلْتُ :فإِذا کانَت الرِّوَایَهُ هکَذَا بالبَاءِ المُوَحَّدَهِ ،فلا مُعَوَّلَ عَلَی ما تَکَلَّفَ شَیْخُنَا لاِنْتِصارِ الجَوْهَرِیِّ بأَنَّهُ إِنّمَا سُمِّیَ بهِ کأَنَّهُ لحُسْنِه مَطْلِیٌّ بالأَیْدَعِ ،و هو الزَّعْفَرَانُ ،فإِنَّ السَّماعَ و الرِّوَایَهَ یُقَدَّمانِ عَلَی القِیَاسِ ،فتَأَمَّلْ .

و أَیْدَعَ الحَجَّ عَلَی نَفْسِه :أَوْجَبَهُ و ذلِکَ إِذا تَطَیَّبَ لإِحْرَامِه،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،قالَ جَرِیرٌ:

و رَبِّ الرّاقِصَاتِ إِلی الثَّنَایَا

بشُعْثٍ أَیْدَعُوا حَجًّا تَمَامَا

و مَعْنَی أَیْدَعُوا :أَوْجَبُوا عَلَی أَنْفُسِهِمْ ،یُقَال: أَیْدَعَ الرَّجُلُ :إِذا أَوْجَبَ عَلَی نَفْسِه حَجَّا.

و یَدَّعُه الصَّبّاغُ تَیْدِیعاً :صَبَغَهُ بالأَیْدَعِ أَی الزَّعْفَرانِ ،فهُوَ ثَوْبٌ مُیَدَّعٌ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

الأَیْدَعُ :نَبَاتٌ ،قَالَهُ أَبُو عَمْرٍو،و أَنْشَدَ:

إِذا رُحْنَ یَهْزُزْنَ الذُّیُولَ عَشِیَّهً

کهَزِّ الجَنُوبِ الهَیْفِ دَوْماً و أَیْدَعَا

و قالَ ابنُ الأَعْرَابِیِّ :أَوْزَمْتُ (4)یَمِیناً،و أَیْدَعْتُهَا ،أَی:

أَوْجَبْتُها.

ص:554


1- (1) دیوان الهذلیین 13/1 و یروی:«فحبا لها»و یروی:«من النضخ»بالخاء المعجمه.
2- (2) فی القاموس«تداوی»بالتاء.
3- (3) زید فی معجم البلدان:و هی إلی مکه أقرب.
4- (4) فی اللسان و التهذیب:«أوذمت».

و مَیْدَعَانُ بنُ مالِکِ بْنِ نَصْرِ بن الأَزْدِ:أَبُو قَبِیلَهٍ .

یرع

الیَرَاعُ :ذُبَابٌ یَطِیرُ باللَّیْلِ کأَنَّهُ نارٌ ،کما فِی الصِّحاحِ ،و فِی اللِّسَانِ :کأَنَّهُ شِهَابٌ قُذِفَ ،أَوْ مِصْباحٌ یَطِیرُ،و هُوَ إِنْ طارَ بالنَّهَارِ کانَ کبَعْضِ الطَّیْرِ،قالَ عَمْرُو بنُ بَحْرٍ:نارُ الیَرَاعَهِ قِیلَ :هِیَ نارُ حُبَاحِبٍ (1)،و هِیَ شَبِیهَهٌ بنارِ البَرْقِ .

و الیَرَاعُ : القَصَبُ ،قالَ المُسَیَّبُ بنُ عَلَسٍ :

و مَهاً یَرِفُّ کأَنَّهُ إِذْ ذُقْتَهُ

عانِیَّهٌ شُجَّتْ بماءِ یَراعِ

أَرادَ الأَنْهَارَ،لأَنَّهَا أَخَفُّ مِنْ ماءِ الآبارِ و أَطْیَبُ ، واحِدَتُهما بهاءٍ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :القَصَبَهُ الَّتِی یَنْفُخُ فِیهَا الرّاعِی تُسَمَّی الیَرَاعَهَ ،و أَنْشَدَ:

أَحِنُّ إِلَی لَیْلَی و إِنْ شَطَّتِ النَّوَی

بلَیْلَی کَمَا حَنَّ الیَرَاعُ المُثَقَّبُ

و الیَرَاعُ : شَیْ ءٌ کالبَعُوضِ یَغْشَی الوَجْهَ . و حَکَی ابنُ بَرِّیٍّ عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ : الیَرَاعُ :الهَمَجُ بَیْنَ البَعُوضِ و الذِّبّانِ ، یَرْکَبُ الوَجْهَ و الرَّأْسَ ،و لا یَلْذَعُ ، کالیَرعَ مُحَرَّکَهً .

و مِنَ المَجَازِ: الیَرَاعُ : الجَبَانُ الَّذِی لا فُؤَادَ لَهُ ،قالَ رَبِیعَهُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّیُّ :

شَهِدْتُ طِرادَها فَصَبَرْتُ فِیها

إِذا ما هَلَّلَ النِّکْسُ الیَرَاعُ (2)

و مَصْدَرُه الیَرَعُ أَیْضاً ،أَی:بالتَّحْرِیکِ کالیَرَاعَهِ ،کَما فِی المُحِیطِ .

و قالَ العُزَیْزِیُّ : الیَراعَهُ :الأَحْمَقُ مِنَ الرِّجَالِ ، و قال الجَوْهَرِیُّ : الجَبَانُ یُقَالُ لَهُ : یَراعٌ و یَرَاعَهٌ ،فعَلَی قَوْلِ ابْنِ عَبّادٍ یَکُونُ الیَرَاعَهُ مَصْدَرًا،وَ عَلَی قَوْلِ الجَوْهَرِیِّ [یکونُ ] اسْماً.

و قالَ ابنُ بَرِّیّ : الیَرَاعَهُ : النَّعامَهُ ،قالَ الرَّاعِی:

یَرَاعَهً إِجْفِیلاَ (3)

زادَ العُزَیزِیّ :سُمِّیَتْ بِذلِکَ لاِنَّها کأَنَّهَا مَجْنُونَهٌ مِنْ خِفَّتِها.

و الیَرَاعَهُ : الأَجَمَهُ ،و بِهِ فَسَّرَ السُّکَّرِیُّ قَوْلَ أَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِفُ مِزْمَارًا شَبَّهَ حَنِینَهُ بصَوْتهِ :

سَبِیٌّ مِنْ یَرَاعَتِه نَفَاهُ

أَتِیٌّ مَدَّهُ صُحَرٌ و لُوبُ (4)

و قِیلَ :أَرادَ بهِ القَصَبَهَ .

و یَرَعَهُ ،مُحَرَّکَهً :ع،لفَزارَهَ بالحِجَازِ،مِنْ أَعْمَالِ والِی المَدِینَهِ ،بَیْنَ الحُرَاضَهِ و بُوَانَهَ .

و الیَرْعُ ،بالفَتْحِ : وَلَدُ البَقَرَهِ الوَحْشِیَّهِ ،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ، و أَنْشَدَ:

عَلَی بُرْجُدٍ مِنْ عَبْقَرِیٍّ و مِسْطَحٍ

هِباصٍ عِراصٍ یَرْعُها و رُبُوحُهَا

و الیَرُوعُ ،کصَبُورٍ:الفَزَعُ و الرُّعْبُ ،لُغَیَّهٌ مَرْغُوبٌ عَنها، لِأَهْلِ الشِّحْرِ (5)،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

الیَرَاعُ :الصِّغَارُ (6)مِنَ الغَنَمِ و غَیْرِها،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ خُزَیْمَهَ : «و عَادَ لَها الیَرَاعُ مُجْرَنْثِماً».

و الیَرَاعُ :الرَّجُلُ الضَّعِیفُ ،و مَنْ لا رَأْیَ لهُ و لا عَقْلَ .

و کَتَبَ الکاتِبُ بالیَرَاعَهِ ،أَیْ :القَلَمِ ،قالَ بَعْضُهُم فی صِفَتِه:

فَلا تَغْتَررْ أَنْ قَدْ دَعَوْهُ یَرَاعَهً

فإِنَّ صَرِیرًا مِنْه یَسْتَهْزِمُ الجُنْدَا

و الیَرَاعَهُ :مَوْضِعٌ بِعَیْنِه،قالَ المُثَقِّبُ العَبْدِیّ :

عَلَی طُرُقٍ عِنْدَ الیَرَاعَهِ تارَهً

تُوَازِی شَرِیرَ البَحْرِ،و هو قَعِیدُهَا

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:

یسع

یُسْع ،بضَمِّ الیاءِ:اسمُ رِیحِ الشَّمَالِ ،نَقَلَه

ص:555


1- (1) الأصل و اللسان و [1]فی التهذیب:نار أبی حباحب.
2- (2) بالأصل«فبصرت فیها»و المثبت عن المفضلیات،رقم 39.
3- (3) تمامه فی دیوانه ص 237،و تخریجه فیه: و غدوا بصکهم و أحدب أسأرت منه السیاط یراعهً إجفیلا.
4- (4) دیوان الهذلیین 92/1 و فسر الیراعه قال:قصبه جیء بها من أجمه.
5- (5) عن الجمهره 392/2 و [2]بالأصل«لأصل الشعر»و بهامش الجمهره: لأهل الجوف.
6- (6) فی اللسان:الضعاف.

شَمِرٌ عن الحِجَازِیِّینَ ،و هِیَ بِلُغَهِ هُذَیْلٍ مِسْع،بکَسْرِ المِیمِ .

و یَسَعُ مُحَرَّکَهً :اسمُ نَبِیٍّ ،و قَدْ ذُکِرَ فی«و س ع»و هذا مَحَلُّ ذِکْرِه؛لأَنَّهُ أَعْجَمِیٌّ لَیْسَ بمُشْتَقٍّ مِنْ «وسع»فتَأَمَّلْ .

یعع

الیَعْیاعُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،قالَ اللَّیْثُ :هُوَ مِنْ فِعالِ الصِّبْیَانِ ،إِذا رَمَی أَحَدُهُمُ الشَّیْ ءَ إِلَی آخَرَ ،قالَ : و لا تُکْسَرُ یاؤُه کما تُکْسَرُ زایُ الزِّلْزالِ ،کَرَاهِیَهَ الکَسْرَهِ فِی الیاءِ،و أَنْشَدَ:

أَمْسَتْ کَهامَهِ یَعْیاعٍ تَداوَلَهَا

أَیْدِی الأَوازِعِ ما تُلْقَی و ما تُذَرُ

و قالَ ابنُ عَبّادٍ: یَعْ ،کقَدْ:زَجْرٌ لِلصَّبِیِّ عن تَنَاوُلِ الشّیْ ءِ القَذِرِ، کقَوْلِ العَجَمِ :کَخْ بفَتْحِ الکافِ (1)،و الکَسْرُ أَشْهَرُ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

الیَعْیَعَهُ :أَصْواتُ القَوْمِ إِذا تَدَاعَوْا،فقالُوا:یاعْ یاعْ .

یزع

: الیازِعُ المَذْکُورُ فِی قَوْلِ حُصَیْبٍ (2)الهُذَلِیِّ الضَّمْرِیِّ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ و الجَمَاعَهُ هُنَا،و ذَکَرَهُ الصّاغَانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ فی«و ز ع»قالُوا:قالَ حُصَیْبٌ یَذْکُرُ فَرَّتَهُ مِنَ العَدُوِّ :

أَرادَ بهِ الزّاجِر ،و هِیَ لُغَهٌ لِهُذَیْلٍ فِی الوازِعِ ،قَلْبُ الواوِ یاءً طَلَباً للخِفَّهِ ،و أَیْضاً تَنَکُّبَ الجَمْعِ بینَ الوَاوَیْنِ ، و قَدْ تَقَدَّمَ ذلِکَ فی«و ز ع»و أَشَرْنَا لِذلِکَ هُنَالِکَ ، فراجِعْهُ .

یفع

الیَفَعُ ،مُحَرَّکَهً ،و الیَفاعُ ، کسَحَابٍ :التَّلُّ المُشْرِفُ ،و قِیلَ :هُوَ المُشْرِفُ مِنَ الأَرْض و الجَبَلِ ، و قِیلَ :هُوَ قِطْعَهٌ مِنْهُمَا فِیها غِلَظٌ ،قال النّابِغَهُ الذُّبْیَانِیُّ :

و حَلَّتْ بُیُوتِی فِی یَفَاعٍ مُمَنَّعٍ

تَخالُ بهِ راعِی الحَمُولَهِ طائِرَا (3)

و قالَ سُوَیْدٌ الیَشْکُرِیُّ :

وَدَعَتْنِی بِرُقاهَا إِنَّهَا

تُنْزِلُ الأَعْصَمَ مِنْ رَأْسِ الیَفَعْ

و تَیَفَّعَ الرَّجُلُ : صَعِدَهُ ،عَن ابْنِ عَبّادٍ،أَیّ :ارْتَفَعَ عَلَی یَفاعٍ مِنَ الأَرْضِ .

و أَمْکِنَهٌ یُفُوعٌ ،بالضَّمِّ :مُرْتَفِعَهٌ قالَ ابنُ بَرِّیّ :هُوَ جَمْعُ یَفاعٍ ،قال المَرّارُ بنُ سَعِیدٍ:

بِنَظْرَهِ أَزْرَقِ العَیْنَیْنِ بازٍ

عَلَی عَلْیَاءَ یَطَّرِدُ الیُفُوعَا

و غُلامٌ یافِعٌ ،أَیْ :مُتَرَعْرِعٌ ، ج: یَفَعَهٌ ،و یُفْعَانٌ ، کطَلَبَه و کُثْبَانٍ .

و یُقَالُ : غُلاَمٌ یَفَعٌ ،مُحَرَّکَهً بمَعْنَاهُ ،و ج: أَیْفَاعٌ ، کسَبَبٍ و أَسْبَابٍ ،و قد یَکُونُ جَمْعَ یافِعٍ ،کصاحِبٍ و أَصْحاب،و شاهِدٍ و أَشْهَادٍ.

و غُلامٌ یَفَعَهٌ ،مُحَرَّکَهً و وَفَعَهٌ ،و أَفَعَهٌ ،بالیَاءِ،و الواوِ، و الأَلِفِ ، و لا یُثَنَّی و لا یُجْمَعُ ،کما فِی العُبَابِ .

و یافِعٌ :ع.

و یافِعٌ : فَرَسُ والِبَهَ أَخِی بَنِی سِدْرَهَ بنِ عَمْرِو بنِ عامِرِ بنِ رَبِیعَهَ ،قالَ حُصَیْنُ بنُ سُفْیَانَ الکِلابِیُّ :

و تَرَکْنَ فارِسَ یافِعٍ فِی مَزْحَفٍ

یَکْبُو لَدَی طَرِبِ العِنَانِ عَقِیرِ

وَ وَقَعَ فِی اللِّسَانِ :والِبَه بنِ سِدْرَهَ .

و یافِعٌ :أَبُو قَبِیلَهٍ مِنْ رُعَیْنٍ ،و هو یافِعُ بنُ زَیْدِ بنِ مالِکِ بنِ زَیْدِ بنِ رُعَیْنٍ .

و یافِعُ بنُ عامِرٍ البَصْرِیُّ : مُحَدِّثٌ ،رَوَی عَنْه إِسْمَاعِیلُ بن عَیّاش و مِنْهُم: مُبَرِّحُ بنُ شِهَاب بنِ الحارِثِ بنِ رَبِیعَهَ بن سَعْدِ بنِ سُحَیْت (4)بنِ شُرَحْبِیلَ بنِ

ص:556


1- (1) ضبطت فی التکمله بکسر الکاف،ضبط حرکات.
2- (3) ورد فی اللسان« [1]وزع»«خَصِیب»بالخاء المفتوحه.
3- (4) دیوانه ط دار الفکر ص 133.
4- (5) عن أسد الغابه و [2]بالأصل«شخیت»و الضبط عن ابن الأثیر.و انظر فیه عمود نسبه.

عَمْرِو بنِ یافِعٍ الیافِعِیُّ الرُّعَیْنِیُّ : صحابِیٌّ رَضِیَ اللَّهُ عَنه، أَحَدُ وَفْدِ رُعَیْنٍ ،نَزَلَ مِصْرَ،و کانَ عَلَی مَیْسَرَهِ عَمْرِو بنِ العاصِ یَوْمَ دَخَلَ مِصْرَ،و خُطَّتُهُ بالجِیزَهِ مَعْرُوفَهٌ .

و الیافِعِیُّونَ مِنَ المُحَدِّثِینَ جَماعَهٌ فِیهِمْ کَثْرَهٌ ،مِنْهُم:

عَبْدُ اللَّهِ بنُ مَوْهَبٍ ،و عَبْدُ اللَّهِ بنُ سَعِیدِ بنِ [أَبی] الصَّعْبَهِ ،و غَیْرُهُمَا،و هُمْ یَنْتَسِبُونَ إِلَی یافِعِ بنِ زَیْدٍ،الّذِی تَقَدَّمَ ذِکْرُه،أَبُو قَبِیلَهٍ من رُعَیْنٍ ،و هُمُ الیَوْمَ بحَضْرَموْتَ بَطْنٌ کَبِیرٌ،یُنْسَبُ إِلَیْهِم طائِفَهٌ بالیَمَنِ إِلَی الآن،و مِنْ مُتَأَخِّرِیهِمْ :

قُطْبُ الحَرَمِ الإِمامُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ أَسْعَدَ الیافِعِیُّ ،نَزِیلُ مَکَّهَ ،مُؤَلِّفُ رَوْضِ الرَّیاحِینِ ،و غَیْرِه،و حَفِیدُه:الجَمَالُ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَهّابِ ،و وَلَدُه،الوَجِیهُ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ مُحَمَّدٍ،وُلِدَ هذَا بمِنًی سَنَه ثَمَانِمائَه و إِحْدَی و ثَلاثِینَ ،و ماتَ بمَکَّهَ سَنَهً ثمانِمَائَهٍ و ثَمَانِیَهٍ و سَبْعَینَ .

و یَفَعَ الجَبَلَ ،کمَنَعَ :صَعِدَهُ .

و یَفَعَ الغُلامُ :راهَقَ العِشْرِینَ ، کأَیْفَعَ ،و فِی الصِّحاحِ :

أَیْفَعَ :ارْتَفَعَ ،و فِی النِّهَایَهِ :شارَفَ الاحْتِلامَ ، و هو یافِعٌ ،لا مُوفِعٌ (1)،و هُوَ مِن النّوَادِرِ،قالَ کُراعٌ :وَ نَظِیرُه:أَبْقَلَ المَوْضِعُ (2)فهُو باقِلٌ :کَثُرَ بَقْلُهُ 2،و أَوْرَقَ النَّبْتُ ،و هُوَ وارِقٌ :طَلَعَ وَرَقُه،و أَوْرَسَ الرِّمْثُ ،و هُو وارِسٌ کذلِکَ ، و أَقْرَبَ الرَّجُلُ و هو قارِبٌ :إِذَا قَرُبَتْ إِبِلُه مِنَ الماءِ.

و الیافِعَاتُ ،مِنَ الأُمُورِ:ماعَلاَ و غَلَبَ مِنْهَا فَلَم یُطَقْ ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ و أَنْشَدَ لعَدِیِّ بنِ زَیْدٍ العِبَادِیِّ :

ما رَجائی فی الیافِعَاتِ ذَوَاتِ الْ

هَیْجِ أَمْ ما صَبْرِی و کَیْفَ احْتِیالِی

و الیافِعاتُ مِنَ الجِبَالِ :الشُّمَّخُ المُرْتَفِعَاتُ .

و المَیْفَعَهُ :الشَّرَفُ مِنَ الأَرْضِ ،قالَهُ ابنُ عَبّادٍ،هُوَ بالفَتْحِ ،کما یَقْتَضِیهِ إِطْلاقُه،و قالَ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ :

قَیَّدَهُ رُوَاهُ السِّیرَهِ بِکَسْرِ المیمِ ،و القِیَاسُ الفَتْحُ ،لاِنَّهُ اسْم مَوْضِعٍ مِنَ الیَفاعِ ،و هو المُرْتَفِعُ مِنْ الأَرْضِ .

و مَیْفَعُ ،و مَیْفَعَهُ :بَلَدانِ بَیْنَهُمَا یَوْمَانِ بساحِلِ الیَمَنِ فمَیْفَعُ :قریَهٌ عَلَی السّاحِلِ ،و مَیْفَعَهُ :بَلْدَهٌ بَیْنَ مَیْفَع و أَحْوَرَ،إِلاّ أَنَّهَا لَیْسَتْ عَلَی السّاحِلِ ،بَلْ بَیْنَهُما مَرْحَلَهٌ .

و أَیْفَعُ ،کأَحْمَدَ:ضَعِیفٌ ،رَوَی عَنْ سَعِیدِ بنِ جُبَیْرٍ.

و أَیْفَعُ بنُ عَبْدٍ الکَلاعِیُّ .

و أَیْفَعُ بنُ ناکُورٍ،ذُو الکَلاعِ :صَحابِیّانِ ،رَضِی اللَّهُ عَنْهُمَا،و قَدْ تَقَدَّمَ ذِکْرُ الأَخِیرِ فِی«ک ل ع».

أَو اسْمُ ابْنِ ناکُورٍ سَمَیْفَعٌ کما سَبَقَ ذلِکَ أَو اسْمَیْفَعٌ بزِیادَهِ الأَلِفِ ،کذا ضَبَطَه الدّارَقُطْنِیُّ فِی المُؤْتَلِفِ و المُخْتَلِفِ ،و أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ هُنَالِکَ .

*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیهِ :

الیافِعُ ،مِنَ الرَّمْلِ :ما أَشْرَفَ مِنْهُ ،قالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ خِشْفاً:

تَنْفِی الطَّوارِفَ عَنْهُ دِعْصَتَا بَقَرٍ

و یافِعٌ مِنْ فِرِنْدَادَیْنِ مَلْمُومُ (3)

و جِبَالٌ یَفَعَاتٌ ،مُحَرَّکَهً ،أَی:مُشْرِفَاتٌ .

و کُلُّ مُرْتَفِعٍ : یافِعٌ .

و تَیَفَّعَ الرَّجُلُ :أَوْقَدَ نارَهُ فِی الیَفَاعِ أَو الیافِعِ ،قالَ رُشَیْدُ بنُ رُمَیْضٍ الغَنَوِیُّ :

إِذا حانَ مِنْهُ مَنْزِلُ القَوْمِ أَوْقَدَتْ

لأُخْراهُ أَولاهُ سنَاً و تَیَفَّعُوا

و تَیَفَّعَ الغُلامُ ، کأَیْفَعَ .

و جارِیَهٌ یَفَعَه و یافِعَهٌ ،و قد أَیْفَعَتْ ،و تَیَفَّعَتْ .

و قالَ اللِّحْیَانِیُّ : یافَعَ فُلانٌ وَلِیدَهَ فُلانٍ مُیافَعَهً :إِذا فَجَر بِها،و مِنْهُ

6- حَدِیثُ جَعْفَرٍ الصّادِقِ ،رَضِیَ اللَّهُ عنه: «و لا یُحِبُّنا أَهْلَ البَیْتِ ولدُ (4)المُیَافَعَهِ ». أَی:وَلَدُ الزِّنا.

و مِنَ المَجَازِ:مَجْدٌ یافِعٌ .

ینع

یَنَعَ الثَّمَرُ،کمَنَعَ ،و ضَرَبَ ، یَنْعاً ،بالفَتْحِ ، و یُنْعاً ،و یُنُوعاً ،بضَمِّهِمَا ،أَی:نَضِجَ ،و حانَ قِطَافُه (5)و لم تَسْقُطِ الیاءُ فی المُسْتَقْبَلِ لتَقَوِّیها بأُخْتِهَا،و قَوْلُه تَعَالَی:

ص:557


1- (1) قوله:یافع علی غیر قیاس،و القیاس:مُوفِع.
2- (2) بالأصل:«أبقل الأرض فهو باقل:کثر بقلها»و المثبت عن اللسان. [1]
3- (3) دیوانه ص 71 و بالأصل«أو یافع»و المثبت عن الدیوان.
4- (4) فی اللسان«و لا ولد المیافعه»و نص النهایه أوضح:«لا یحبنا أهلَ البیت کذا و کذا،و لا ولد المیافعه».
5- (5) علی هامش القاموس [2]عن نسخه أخری:«قِطاعه».

إِذا أَثْمَرَ وَ یَنْعِهِ (1)-هکَذا قُرِیءِ بالفَتْحِ ،و قَرَأَ قَتَادَهُ و مُجَاهِدٌ و ابنُ مُحَیْصِنٍ ،و ابنُ أَبِی إِسْحقَ ،و أَبُو السَّمّالِ :

«و یُنْعِه » بالضَّمِّ ،و هُمَا مِثْلُ النَّضْجِ و النُّضْجِ ،قالَ :

فی قِبَابٍ حَوْلَ دَسْکَرَهٍ

حَوْلَهَا الزَّیْتُونُ قَدْ یَنَعَا (2)

کأَیْنَعَ إِیناعاً ،أَیْ :أَدْرَکَ و نَضِجَ ،و هُوَ أَکْثَرُ اسْتِعْمالاً مِنْ یَنَعَ .

و الیانِعُ :الأَحْمَرُ مِنْ کُل شَیْ ءٍ ،و تَمْرٌ یانِعٌ :إِذَا لَوَّنَ ، و قَرَأَ أَبُو رَجاءٍ،و ابْنُ مُحَیْصِنٍ ،و الیَمَانِیُّ ،و ابْنُ أَبِی عَبْلَهَ «وَ یَانِعِهِ » (3).

و الیانِعُ : الثَّمَرُ النّاضِجُ و قد یَنَعَ و أَیْنَعَ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّیّ :

لَقَدْ أَمَرَتْنِی أُمُّ أَوْفَی سَفَاهَهً

لِأَهْجُرَ هَجْرًا حِینَ أَرْطَبَ یانِعُهْ

أَرادَ«هَجَراً»فسَکَّنَ لِلضَّرُورَهِ کالیَنِیعِ ،کأَمِیرٍ قالَ الجَوْهَرِیُّ :هُوَ مِثْلُ النّاضِجِ و النَّضِیجِ ،و أَنْشَدَ لِعَمْرِو بنِ مَعْدِیَکرِبَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ :

کَأَنَّ عَلَی عَوَارِضِهِنَّ راحاً

یُفَضُّ عَلَیْهِ رُمّانٌ یَنِیعُ

ج الیانِعُ : یَنْعٌ ،بالفَتْحِ ،کصاحِبٍ و صَحْبٍ ،عن ابْنِ کَیْسَانَ ،نَقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .

و الیُنْعُ ،بالضَّمِّ :مِنْ جُلِّ (4)الشَّجَرِ ،نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ.

قالَ : و بالتَّحْرِیکِ :ضَرْبٌ مِنَ العَقِیقِ مَعْرُوفٌ ،نَقَلَهُ الأَزْهَرِیُّ ،أَیْضاً.

و الیَنَعَهُ بهاءٍ:خَرَزَهٌ حَمْرَاءُ ،و مِنْهُ

16- حَدِیثُ المُلاعَنَهِ : «إِنْ جاءَتْ بهِ أُحَیْمِرَ مِثْلَ الیَنَعَهِ ،فهُوَ لأَبِیهِ الَّذِی انْتَفَی مِنْهُ ».

و سَعِیدُ بنُ وَهْبٍ الیَنَاعِیُّ ،کصَحَابِیٍّ :تابِعِیٌّ هَمْدانِیٌّ ، رَوَی عَنْ عَلِیٍّ ،و سَلْمَانَ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا،خَرَّجَ لَهُ مُسْلِمٌ ،و ابْنُه عَبْدُ الرَّحْمن،رَوَی عَنْ أَبِیهِ .

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :

ثَمَرٌ مُونِعٌ ، کیانِعٍ ،و کَذلِکَ ثَمَرٌ أَیْنَعُ .

و قَدْ یُکْنَی بالإِیناعِ عَنْ إِدْرَاکِ المَشْوِیِّ و المَطْبُوخِ ،و مِنْهُ

17- قَوْلُ أَبِی السَّمّالِ لِلنَّجَاشِیِّ : «هَلْ لَکَ فِی رُؤُوسِ جُذْعانٍ فِی کَرِشٍ [من أَوّل اللیلِ إلی آخره] (5)قَدْ أَیْنَعَتْ و تَهَرَّأَتْ ؟». حَکَاهُ ابنُ الأَعْرَابِیِّ ،و

17- قَوْل الحَجّاجِ : «إِنِّی لأَرَی رُؤُوساً قَدْ أَیْنَعَتْ و حانَ قِطافُها». شَبَّهَ رُؤُوسَهُم لاسْتِحْقَاقِهِمْ القَتْلَ بثِمَارٍ أَدْرَکَتْ (6)و حَانَ أَنْ تُقْطَفَ .

و امْرَأَهٌ یانِعَهُ الوَجْنَتَیْنِ ،قالَ رَکّاضٌ الدُّبَیْرِیُّ .

و نَحْرًا عَلَیْهِ الدُّرُّ تَزْهُو (7)کُرُومُه

تَرائِبَ لا شُقْرًا یَنَعْنَ ،و لا کُهْبَا

قالَ ابنُ بَرِّیٍّ :و الیُنُوعُ ،بالضَّمِّ :الحُمْرَهُ مِنَ الدَّمِ ،قالَ المَرّارُ:

و إِنْ رَعَفَتْ مَنَاسِمُها بنَقْبٍ

تَرَکْنَ جَنادِلاً مِنْه یُنوعَا

قالَ ابنُ الأَثِیرِ:و دَمٌ یانِعٌ :مُحْمَارٌّ،و فِی الأَسَاسِ :

شَدِیدُ الحُمْرَهِ ،و هُوَ مَجازٌ،و أَنْشَدَ الصّاغَانِیُّ لِسُوَیْدِ بنِ کُرَاعٍ :

و أَبْلخَ مُخْتَالٍ صَبَغْنَا ثِیابَهُ

بأَحْمَرَ مِثْلِ الأُرْجُوانِیِّ یانِعِ (8)

هذا آخِرُ حَرْفِ العَیْنِ ، وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ ، و صَلَّی اللَّهُ عَلَی سَیِّدِنَا و مَوْلاَنَا مُحَمَّدٍ النَّبِیِّ الأَمِّیِّ و عَلی آلِه الطّاهِرِینَ ،و عِتْرَتِه المُنْتَخَبِینَ ،و صَحْبِه الکِرَامِ أَجْمَعِینَ .

آمین.

ص:558


1- (1) سوره الأنعام الآیه 99. [1]
2- (2) البیت فی الکامل للمبرد 498/2 [2] من عده أبیات،و نقل المبرد عن أبی عبیده قال:هذا الشعر یختلف فیه فبعضهم ینسبه إلی الأحوص و بعضهم ینسبه إلی یزید بن معاویه.و نسبه أبو عمرو الشیبانی لأبی دهبل الجمحی،قال أبو الحسن:الصحیح أنه لیزید.و البیت فی شعر الأحوص ما نسب إلیه ص 222.
3- (3) عن المطبوعه الکویتیه و بالأصل«و أینعه».
4- (4) ضبطت فی التکمله،بالقلم،بکسر الجیم.
5- (5) زیاده عن اللسان... [3]
6- (6) عن اللسان و [4]النهایه و [5]بالأصل«تدارکت».
7- (7) فی التهذیب:یزهو.
8- (8) الأساس بروایه:و أبلج بالجیم.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

المقدمة:
تأسّس مرکز القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان بإشراف آیة الله الحاج السید حسن فقیه الإمامي عام 1426 الهجري في المجالات الدینیة والثقافیة والعلمیة معتمداً علی النشاطات الخالصة والدؤوبة لجمع من الإخصائیین والمثقفین في الجامعات والحوزات العلمیة.

إجراءات المؤسسة:
نظراً لقلة المراکز القائمة بتوفیر المصادر في العلوم الإسلامیة وتبعثرها في أنحاء البلاد وصعوبة الحصول علی مصادرها أحیاناً، تهدف مؤسسة القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان إلی التوفیر الأسهل والأسرع للمعلومات ووصولها إلی الباحثین في العلوم الإسلامیة وتقدم المؤسسة مجاناً مجموعة الکترونیة من الکتب والمقالات العلمیة والدراسات المفیدة وهي منظمة في برامج إلکترونیة وجاهزة في مختلف اللغات عرضاً للباحثین والمثقفین والراغبین فیها.
وتحاول المؤسسة تقدیم الخدمة معتمدة علی النظرة العلمیة البحتة البعیدة من التعصبات الشخصیة والاجتماعیة والسیاسیة والقومیة وعلی أساس خطة تنوي تنظیم الأعمال والمنشورات الصادرة من جمیع مراکز الشیعة.

الأهداف:
نشر الثقافة الإسلامیة وتعالیم القرآن وآل بیت النبیّ علیهم السلام
تحفیز الناس خصوصا الشباب علی دراسة أدقّ في المسائل الدینیة
تنزیل البرامج المفیدة في الهواتف والحاسوبات واللابتوب
الخدمة للباحثین والمحققین في الحوازت العلمیة والجامعات
توسیع عام لفکرة المطالعة
تهمید الأرضیة لتحریض المنشورات والکتّاب علی تقدیم آثارهم لتنظیمها في ملفات الکترونیة

السياسات:
مراعاة القوانین والعمل حسب المعاییر القانونیة
إنشاء العلاقات المترابطة مع المراکز المرتبطة
الاجتنباب عن الروتینیة وتکرار المحاولات السابقة
العرض العلمي البحت للمصادر والمعلومات
الالتزام بذکر المصادر والمآخذ في نشر المعلومات
من الواضح أن یتحمل المؤلف مسؤولیة العمل.

نشاطات المؤسسة:
طبع الکتب والملزمات والدوریات
إقامة المسابقات في مطالعة الکتب
إقامة المعارض الالکترونیة: المعارض الثلاثیة الأبعاد، أفلام بانوراما في الأمکنة الدینیة والسیاحیة
إنتاج الأفلام الکرتونیة والألعاب الکمبیوتریة
افتتاح موقع القائمیة الانترنتي بعنوان : www.ghaemiyeh.com
إنتاج الأفلام الثقافیة وأقراص المحاضرات و...
الإطلاق والدعم العلمي لنظام استلام الأسئلة والاستفسارات الدینیة والأخلاقیة والاعتقادیة والردّ علیها
تصمیم الأجهزة الخاصة بالمحاسبة، الجوال، بلوتوث Bluetooth، ویب کیوسک kiosk، الرسالة القصیرة ( (sms
إقامة الدورات التعلیمیة الالکترونیة لعموم الناس
إقامة الدورات الالکترونیة لتدریب المعلمین
إنتاج آلاف برامج في البحث والدراسة وتطبیقها في أنواع من اللابتوب والحاسوب والهاتف ویمکن تحمیلها علی 8 أنظمة؛
1.JAVA
2.ANDROID
3.EPUB
4.CHM
5.PDF
6.HTML
7.CHM
8.GHB
إعداد 4 الأسواق الإلکترونیة للکتاب علی موقع القائمیة ویمکن تحمیلها علی الأنظمة التالیة
1.ANDROID
2.IOS
3.WINDOWS PHONE
4.WINDOWS

وتقدّم مجاناً في الموقع بثلاث اللغات منها العربیة والانجلیزیة والفارسیة

الکلمة الأخيرة
نتقدم بکلمة الشکر والتقدیر إلی مکاتب مراجع التقلید منظمات والمراکز، المنشورات، المؤسسات، الکتّاب وکل من قدّم لنا المساعدة في تحقیق أهدافنا وعرض المعلومات علینا.
عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.